كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مشهديات تحتفي بالمكان وتستعيد بفرادة كلاسيكيات الفن السابع

عمان - ناجح حسن

 

تتفاوت إنجازات المخرجين الأميركيين الأخوين جويل وإيتان كوين، بين حماس النقاد المفرط، وما تحظى به من جدل لدى كثير من عشاق السينما.

غالبا ما يميل الأخوان كوين–وقع عليهما الخيار مؤخرا ليترأسا لجنة تحكيم الدورة المقبلة لمهرجان (كان) السينمائي في سابقة من نوعها في تاريخ المهرجان بان تسند رئاسة لجنة التحكيم لإثنين معاً- في اسلوبيتهما المدهشة، اللجوء الى دروب مغايرة لأنماط السينما السائدة، سواء في بحثهما عن موضوعات غير مطروقة، أو لدى استعادتهما لقامات رفيعة من المنجز السينمائي القديم، وتشكيله برؤى وقيم مزنرة بمفردات وعناصر من لغة بصرية، تحتفي بمشهديات المكان والشخصيات الأمر الذي حقق لهما الفرادة بالعديد من أعمالهما المشتركة.

البحث عن مصائر

برع الأخوان كوين في تحقيق أعمالهما السينمائية في إبتكار يدفع باتجاه البحث عن مصائر شخوص تتحرك في بيئات متفاوتة مثقلة بهموم العيش برغد ورفاهية، ولكن على حافة تحقيق مثل هذه الآمال تداهمهم مناخات مفعمة بالمعاناة والقسوة والعزلة والصدمة والموت.

فعلى طريقة الأخوين باولو وفيتوريو تافياني الإيطاليين أخذت شهرة الأخوين كوين تغطي المشهد السينمائي العالمي، عندما فاجأت النقاد ومهرجانات السينما العالمية بتلك الأهتمامات البليغة في الإشتغال على تقنيتهما السينمائية المغايرة في أفلام اقرانهما بالولايات المتحدة من بين التي تصنع وفق التخطيط المسبق، الذي يتكيء علاقة المتلقي العادي والفيلم الهوليودي.

يحار المتابع لأعمال الأخوين كوين في وضع فواصل او حواجز بين ماهية العمل الذي يقوم به أحدهما، فمن الصعب مثلاً القول ان ايتان يخرج او يكتب سيناريو الفيلم، والآخر جويل يقوم بالأشراف على تقنيات السرد أو المونتاج وأختيار المناظر أو ما شابه ذلك في العمل الاخراجي والعكس.. فهما دائما عين بصيرة لإيقاع الحدث الذي يرميان من ورائه الغوص في مخزون ثري من الهواجس والأحلام والكوابيس والطموحات أو الإنكسارات المتتالية، وتنتابها بين موقف وآخر الكثير من محطات العنف والدعابة السوداء وعناصر الصمود والسقوط.

إنطلقت مسيرة الأخوين كوين السينمائية العام 1984، بفيلم أول ساهم بوضع بصمتهما الخاصة، وبداية التفات النقاد الى مهرة وحرفية فرادتهم الجمالية والدرامية، حين لاحظ النقاد تلك الخلفيات، وطريقة الطرح، ولحظات الجمود في الإخراج، وجنوحهما الى الدعابة الهازئة، رغم قتامة الأحداث المتمثل بالجريمة المتسلسلة التي تدور في علاقة زوجية مضطربة تنتهي بالقتل، لكن غلبة حكاية الفيلم، وما ينطوي عليه من حوارات بسيطة غير متكلفة آسرة، منحت هذا العمل المشغول بحرفية دقيقة، الكثير من الإعجاب والجدل في أوساط النقاد ثم جرى ترسيخهما كثنائي سينمائي لهما مستقبل في عالم صناعة الأفلام.

بعد مضي ثلاثة أعوام، قدما فيلمهما الثاني المسمى (تربية أريزونا)، وهو ينتمي الى نوع من الكوميديا السوداء، التي تفضح بسخرية لاذعة خطة رجل وامرأة يقومان بخطف طفل لتربيته، لكن مثل هذه الجريمة تجر عليهما الكثير من الويلات والصعاب.

انحياز إلى البساطة

وجاء فيلمهما الثالث (تقاطع ميلر) 1990، على المنوال ذاته، الجريمة والمطاردة البوليسية عن صراع بين عصابتين يسعيان الى تفاهم ووقف حملاتهما ضد بعضهما، وفيه تظهر بصمة المخرجين كوين على نحو افضل من ناحية الاهتمام بالعناصر الجمالية المستخدمة بدقة ورصانة للتعبير عن مواقف في أماكنها الصحيحة في اشتغال سلس موزون يبدو فيها انحياز الى البساطة التلقائية.

في العام التالي، أنجزا فيلم (بارتون فينك) واحد من ابرز روائعهما التي تسخر من عوالم استوديوهات هوليود وما يدور فيها من خداع وتزييف وشطط في العلاقات.

دارت أحداث هذا العمل الفتان في عالم هوليود إبان حقبة الأربعينات من القرن الفائت، وفيه وصف متين بالصورة لأحوال من العاملين في الصناعة السينمائية من الانماط من كتّاب نصوص سيناريوهات أفلام وعلاقتهم مع المنتجين، قبل أن يجدان انفسهم في دائرة من وقائع الجريمة داخل فندق في مدينة نيويورك.

أتبع الأخوان كوين هذا العمل بفيلم حمل عنوان (رئيس هدسكر)، الذي لاقى الصد من أغلبية النقاد نظراً لتوليفته الدرامية غير المتوازنة مع إشتغالات الأخوين كوين السينمائية المعهودة في افلامهما السابقة.

لكن في فيلمهما التالي (فارغو) 1996، واصل المخرجان كوين بحثهما المتين والفريد عن عناصر الجريمة، وتقديمها في قصة درامية تدور في مكان قصي شديد الخصوصية مغمور بالثلوج، وهو ايضا محدود الشخصيات، الدور الرئيسي فيه اضطلعت فيه أمرأة تعمل في جهاز الشرطة كضابط تتحرى عن حادثة خطف زوجة لتاجر سيارات.

ثم عاد الأخوان كوين بعد عامين، لينجزا رائعتهما السينمائية (ليبوفسكي الكبير)، وفيه واصلا عمليات البحث عن المشاكل المعهودة في مجتمع بيئتهما، لكن في اهتمام بلغة الصورة، وادارة محكمة لطاقم الأداء التمثيلي بيد أن البعض أخذ عليهما في هذا العمل وفي الأعمال التالية، قصورهما في عدم تصعيدهما للحدث وتطويره وتتبعه، فالاهتمام لدى المخرجين تركز على عين الكاميرا وهي تغوص في خلفيات من الاحداث السوداوية المطعمة حينا بالدعابات المستترة وراء هواجس وأحلام شخصيات العمل.

ثم حضر فيلمهما (الغائب) أو (الرجل الذي لم يكن موجوداً) باللونين الأبيض والأسود، على خطى منهجهما في تصوير الحكايات السوداوية، وأيضا على غرار ذلك، اتبعاه بفيلم (قسوة غير محتملة) وهو عمل كوميدي آخر على إيقاع من القصة الرومانسية، وما تعصف بحياة شخوصه من نزاع وشقاق وفراق نتيجة لأزمات الفهم والتفكير التي تنبش بالواقع.

ومن بطون السينما الكلاسيكية، أستعاد الأخوان كوين بفيلمهما التالي (قتلة السيدة)، رائعة المخرج البريطاني ألكسندر بيندريك عن قيام عصبة من الأشرار بإستئجار بيت من إمرأة عجوز، وذلك تغطية عن خطة محكمة وضعتها العصابة لجريمة سرقة يجري الأعداد لها، وبعد إنجاز الخطة يعمد افراد العصابة الى قتل المرأة العجوز، وفي هذا العمل لجأ الأخوان كوين إلى لغة البناء المحكم للشخصيات والمواقف التي تبدو شديدة القتامة والطرافة، التي تطفح بذلك الحس الدرامي الذي ينهل من الحياة والتاريخ وعالم المعرفة والإبداع حيث يفيض المكان المحمل بالجماليات سخرية من افراد يتنازعهم شغف الاثراء السريع بالحياة رغم ما ينتظرهم من مصائر ملبدة بالعنف والقسوة الى درجة الموت.

قتامة وطرافة

فيلم (لا وطن للمسنين) الحائز على اربع جوائز اوسكار الذي حصد إقبالاً متزايداً من رواد الصالات، واعجابا نقديا على السواء، جاء على خلاف العديد من أعمال المخرجين كوين السابقة، التي هي اصلاً لم تسعفها احكام العرض والتوزيع السائدة في السوق السينمائية العالمية، من الوصول الى قطاعات واسعة من المشاهدين، من هنا أعتبر هذا العمل نقيضاً مغايراً ضمن قائمة أعمال الأخوين كوين، فهو عمل يحتكم إلى تلك الرؤيا الشخصية التي ينجز فيها الثنائي افلامهما، بغية التعبير عن قضايا ومفاهيم العصر وبيئته من اجل اكتشاف ما يدور حولهما من معان وإشارات تفيض منها اسلوبيتهما المبتكرة في التعاطي مع الكاميرا كلغة ومحاولة في التجريب على ضفاف الواقع.

فيلم (لا وطن للمسنين) الذي اضطلع بادائه تومي لي جونز والممثل الأسباني خافييم بارديم، هو أكثر أفلام مخرجيه إقتراباً من الجمهور العادي غير النخبوي، ففيه يعثر المشاهد على ذلك العنف الشاعري الذي صاغه من قبل أقطاب في فضاء الإبداع السينمائي الأميركي امثال: سام بكنباه ومارتن سكورسيزي وديفيد لينش، ولئن كان الاخوان كوين قدماه في اطلالتهما الاولى على الفن السابع بفيلمهما المعنون (دم بسيط)، ومنذ ذلك الحين بدا ذلك الإبهار الخاص الآتي من شحنات الخيال الخصب، وقوامه المكان الذي تسري فيه الأحداث أو في الشكل المتحرر من تعقيدات الصنعة المجبولة بتقنيات كمبيوترية المعهودة في السينما القادمة من هوليوود.

أكثر ما يفيض به فيلم (لا وطن للمسنين) من ألق وجاذبية صادمة يأتي إعتماداً على عناصر التصوير والأداء التمثيلي، بقدر ما يرتكز على توظيفات جمالية للبيئة في صحراء قاحلة تدور فيها الأحداث المستمدة عن عمل روائي تعصف فيه أجواء حقبة زمنية قريبة، اختيرت برهافة واحساس بليغين.

شخصيات الفيلم التي يحوطها الهدوء الظاهر محدودة، وتضاريس المكان القاسية تبدو متشابهة ينقلها من اجواء الرتابة وحالة الثبات التي لا تتبدل سواء في تلك الصحراء الجرداء الواقعة على منطقة حدودية بين المكسيك واميركا، وذلك التصوير البديع في اقتناص الزوايا التي تشي بعنف قادم تدل عليه ما تشهده من ترقب وتوتر ولحظات حيرة وقلق عقب تداعيات عملية تهريب لصفقة مخدرات فاشلة لعصابتين تمارسان هذا النشاط، بحيث سقط فيها كل من طرفي الصفقة وظلت النقود التي عثر عليها صياد عابر يقيم في تلك المنطقة آثر العزلة في هذه البرية برفقة زوجته الشابة والذي يدخل لاحقاً في جولات طويلة من المطاردة من طرف قاتل متمرس بنشاطه الاجرامي وباحث عن حصته من الصفقة الفاشلة، فهو يتجول على هيئة مجرم قاتل شديد البطش والقسوة والامعان في القتل، الذي يتتبع مسار فريسته الصياد المحارب القديم في فبتنام الذي عثر على الغنيمة وبصحبته آلة مخصصة لقتل الجياد حيث يفتك بضحاياه بكل جبروت، والقادر على النفاذ الى الأبواب الموصدة، وأن يغافل رجال الشرطة بكل سهولة وثقة بحيث لا يترك اثراً على ما قد يدل عليه، وفي الخلف يتعقبه ضابط شرطة يحمل هو الآخر همومه الشخصية التي تستوجبها ضرورة عمله في مثل هذه البيئة.

من الممكن وصف الفيلم بانه لوحات بصرية آتية من عالم متمرس بالبلاغة والمعرفة الفلسفية، تتحرك في مداراته نماذج لشخصيات غريبة الأطوار هي الأقرب الى صورة الحالة الذهنية التي ترتسم امام المتلقي في منطق درامي يؤثر الغموض لكنه واضح بإشاراته ودلالاته العميقة التأثير في الوجدان، والتي تترك مجالاً رحباً للتفكير وفي استخدام المخيلة، حيث تلعب الصدفة وحدها في جذب وخروج شخصيات غرائبية النزعات والسلوكيات والمتنوعة المرامي والاقدار، منهم الضابط الحدودي ورجل العصابة الأنيق الراغب في تقاسم مال الصفقة مع أكثر من طرف وعينه دائما على الأقوى، وهناك أم زوجة الصياد المريضة بالسرطان والزوجة ذاتها، جميعهم يجري تقديمهم في نوع من الأرتباك الذي يحمل في طياته أبعاداً تشويقية نادرة ومليئة بالمواقف ذات التوترات والمفاجاءات الحادة، وما ينتج عنها من عنف وسفك للدماء، غير مألوف في حالة الفيلم الهوليوودي.

فضاءات البراري

في التفاتة الى افلام الغرب الاميركي (الكاوبوي) التي طالما قدمتها شركات الإنتاج السينمائي في معالجات متباينة، قدم الأخوان كوين فيلمهما المعنون (عزم حقيقي)، إستعادة لواحد من أشهر كلاسيكيات أفلام الغرب الأميركي التي سبق أن حققها المخرج هنري هاثواي قبل أربعة عقود من الزمان.

يحكي الفيلم المستمدة أحداثه عن إحدى الروايات الشهيرة التي تدور وقائعها في حقبة الرواد الأوائل في اراضي الغرب الاميركي، حيث تجري عمليات مد خطوط السكك الحديدية، ورغبة فتاة لا يتجاوز عمرها الأربعة عشر عاما الاستعانة بشريف شرس الطباع - يؤدي الدور الممثل جف بردجز وهو يضع عصبة سوداء على إحدى عينيه كحال جون واين في الفيلم القديم- من اجل جلب قاتل والدها إلى قبضة العدالة للانتقام منه.

تقتحم الفتاة عالم هذا الشريف الباحث عن الخارجين عن القانون مقابل عوائد مجزية، لتكتشف انه يوافق على المهمة شريطة أن يكون وحيداً، وهو ما يخالف رغبة الفتاة، التي تتطلع إلى اللحظة التي يسقط فيها قاتل والدها بقبضة العدالة حياً أو ميتاً ثأرا لوالدها التاجر الذي قضى إثر عملية غدر من أحد معاونيه. لكن بعد إصرار شديد من جانبها، تنجح الفتاة في إقناع الشريف بمرافقته في المهمة بعد أن حاول خداعها وإلى جوارهما صياد مكافاءات آخر يؤدي الدور الممثل مات دامون–كان قد اتفق معه على مساعدته في مهمة القبض على قاتل.

على خلاف من تلك الأفلام الرائجة في فضاءات البراري الأميركية، فإن كاميرا الأخوين كوين تنغمس في أجواء الرواية وحواراتها المتدفقة بالتفاصيل الجوانية للشخصيات، مستفيدا في القفز بين الفترات الزمنية عبر أسلوبية الراوي للأحداث التي تجيء من خلال الفتاة وهي تتذكر الأحداث بعد أن صارت في الأربعين على حساب تكوينات وجماليات الطبيعة التي برع فيها الشقيقان في اقتناصها من داخل مفردات الغرب الأميركي وبسطها في خطاب درامي وجمالي بليغين بفيلمهما (لا وطن للمسنين) العام 2007.

هنا في (عزم حقيقي) يجري تغييب الكثير من الرؤى المتعلقة بدلالات وايحاءات سمة فيلم (الكاوبوي) وما يفيض به من أحاسيس تجاه الأمكنة والشخصيات، وفوق ذلك كله الإلمام الواعي بتلك المفردات البصرية والفكرية المثيرة للاهتمام على نحو افتقد فيه المخرجان لكثير من عناصر المرجعيات الطاغية على مثل هذا النوع في السينما الاميركية كتلك التي قدمتها أفلام شبيهة من تواقيع أسماء لامعة من المخرجين الاميركيين: جون فورد، سام بكنباه، هنري هاثواي، روبرت الدريتش، انتوني مان، روبرت التمان، رالف نيلسون والتر هيل وسواهم كثير.

ألاعيب الغواية

جهد الأخوان كوين في محاولة حشد عناصر حرفيتهما السينمائية في العديد من المواقف داخل الفيلم المصورة في أجواء من الطبيعة بعين تدرك حساسية الأداء والظل والضؤ والألوان وزوايا المنظر وشريط الصوت وتكرار المزج، هذا كله ما لبث أن توارى بين تلك المشاهد الحوارية الآتية من دهاليز أماكن ضيقة وقاتمة، وهو ما أضاع طاقة وحيوية موهبة المخرجين المفعمة بالفطنة والاعتداد بشروط وخصائص أفلام الغرب بعيدا عما سبق لهما أن جسداه معا في إبداع لافت في باقة افلامهما المشتركة.

تتسم مسيرة المخرجين ايتان وجويل كوين بقدرتهما على الإمساك بحريتهما في التعاطي باسلوبيتهما الفطنة في تحقيق الافلام بمعزل عن احكام وقواعد وشروط الفيلم الهوليودي، فعلى رغم قربهما الشديد من هوليود، فانهما آثرا الانصهار في الاعيب الغواية التي تمتليء بها انماط السينما التقليدية هناك، لكن هذا لن يمنعهما من تحقيق تلك المعادلة الصعبة، لدى ملامستهما لطابع هوليود الترفيهمي بإمتاع جمالي فريد خاص مغمس بالفطنة والابداع. 

الرأي الأردنية في

01.02.2015

 
 

سينما 2015 تقدمها: خيرية البشلاوى

الطريق إلي سينما 25 يناير

صدر للزميل محمد بدرالدين كتاب "الطريق إلي سينما 25 يناير".. يهدي المؤلف كتابه إلي "فناني الثورة الذين شاهدهم من ميدان التحرير خلال الأثني عشر يوما المجيدة. من غير أن يعني ذلك بالضرورة وضع الآخرين في قوائم سوداء".

الاهداء الذي ضمه الكتاب ينطوي علي قدر كبير من الرومانسية والطيبة لأنه يفترض للثورة فنانين شاركوا بإصرار ـ حسب وصفه ـ وتعرضوا للمخاطر بينما المشهد الآني وبعد مرور سنوات يخلو من فنانين ثوار أو حتي بقايا من بقاياهم.. فمن يدعي أننا نملك "سينا ثورية".. الآن؟؟

قراءة الكتاب مثل الفرجة علي الفيلم تختلف تأثيرها من سياق لآخر وتوقيت لآخر.. والحكم عادة لا يصل إلي يقين إلا بعد أن تهدأ العاصفة وينتهي الطوفان؟ أو مثلما يقول المثل الفلاحي "بعد أن تنشف البركة وتبان القراميط".

ما علينا.. ما سبق مجرد مقدمة لكتاب سبق أن قرأته وكتبت عنه وإن لم ينشر لأسباب خارجة عن إرادتي. وهذه المرة لا أملك ثانية غير التقدير والاحترام لزميل سارع في تسجيل اللحظة التاريخية الفارقة في كفاح الشعب المصري. وجهود بعض السينمائيين من أبنائه للإسهام في صنع حركة تدفع عجلة التقدم ولو علي المستوي السينمائي والإبداع المرئي.

وفي تقديمه للكتاب يصف الناقد سمير فريد المؤلف بأنه ناصري في السياسة. أيديولوجي في النقد رومانتيكي في الحياة.

ربما يكون محمد بدر الدين ناصري وأيديولوجي ورومانتيكي ومتأثر بأسلوب محمد حسين هيكل ونقد الزميل سمير فريد.

ولكن المؤكد أن الكتاب الذي نقرأه الآن يمثل إضافة للمكتبة السينمائية لأنه يلقي الضوء علي ما يراه المؤلف سينما ثورية. أو سينما الثورة سواء كانت سينما روائية أو تسجيلية.. أو سينما 25 يناير وكلها كما نري موضوعات مهمة ومرتبطة بالحدث الاكبر وأعني ثورة يناير.

يتكون الكتاب حسب تقسيم المؤلف من أربعة أبواب : الأول يتناول حديث الثورة في السينما المصرية حتي مشارف وبدايات 25 يناير - 30 يونيه.

والباب الثاني إلقاء ضوء علي أبعاد في قضية ثورة السينما وسينما الثورة سواء كانت سينما روائية "تمثيلية" وسينما تسجيلية ومن ذلك وقفة أمام سينما الثورة المضادة.

والبابان الاخيران يكرسهما المؤلف للنقد التطبيقي فيتناول سينما 25 يناير روائية وتسجيلية وكذلك الافلام الروائية التي مثلت إشارات وأحيانا بشارات إلي درجة التوقع أو الاستشراف للثورة.

من العنوان "الطريق إلي سينما 25 يناير" يمكننا أن نستنتج ان المؤلف يتابع الخطوات التي قطعتها السينما المصرية وصولا إلي سينما 25 يناير أي السينما التي عبرت عن ثورة أو حملت بذور ثورة.

ويبدو ان هناك خلطا بين السينما الثورية التي تنهج اسلوبا فنيا ومادة موضوعية وادوات انتاج من شأنها ان تحدث تغييرا جذريا في المجتمع. بين هذه السينما التي رأينا نماذجها في سينما أمريكا اللاتينية وكوبا والسينما السوفيتية.. إلخ.. هناك فارق بين هذه السينما وبين السينما المصرية في اكثر نماذجها احتراما والتزاما وإن ظلت سينما كلاسيكية تعكس واقعا من دون أن تسعي لتنويره.

في الفصل المعنون "نهضة مصر.. وعودة الروح" يقول المؤلف إن ثورة 19 أحدثت تأثيرا هائلا علي فن النحت وفنون التشكيل الجميلة وعلي أصعدة الفنون الاخري مثل الرواية والقصة القصيرة والاغنية والموسيقي كما دخلت السينما مرحلة جديدة مع النهضة بفضل طلعت حرب الذي أسس استوديو مصر.

وكذلك يري أن ثورة 23 يوليه 1952 غيرت من حال السينما وجعلت من فترة الخمسينيات في القرن العشرين عقدا ذهبيا في تاريخ السينما المصرية. أما الستينيات فقد أهدت المصريين من وجهة نظر المؤلف أروع ثمار ونماذج فن السينما المصري علي طول تاريخه من "القاهرة 30" إلي "الحرام" إلي "يوميات نائب في الارياف" إلي "جفت الأمطار" و"زوجتي والكلب والبوسطجي" و"المومياء" يقول المؤلف انه بعد انقلاب السادات علي الثورة ومنجزاتها لم يستطع شادي ولا غيره من فنانين كبار ان ينجزوا مشروعاتهم.

هل السادات أم حركة التقدم برمتها اصيبت بالشلل وهي المسئولة عما جري بسبب السياسات التي واكبتها قيم الفهلوة والبلطجة بأشكالها. والانفتاح الاقتصادي غير المسئول؟

الثورة هي أعلي مراحل التغيير فعلا.. ولكن متي كانت السينما المصرية تعبر عن أقصي مراحل التغيير بالمفهوم الثوري؟

يري المؤلف أن مرحلة استوديو مصر الذي شيده الرائد طلعت حرب عام 1935 من أهم وأخطر المراحل في تاريخ السينما المصرية وكانت الافلام التي انتجها استوديو مصر وصورت في ديكوراته هي انضج افلام السينما المصرية وكثير منها لايزال انتاجا مميزا ومتقنا حتي بمعايير الزمن الحالي.

المؤلف يري أن السينما التي تناولت ثورة 1919 لم تتحقق إلا بعد ثورة 1952 من خلال أفلام من نوع مصطفي كامل للمخرج أحمد بدرخان وحتي هذا الفيلم فإن عرضه ارتبط بثورة يوليو كما يقول المؤلف.

السينما المصرية لم تعبر عن ثورة 1919 إلا من خلال عملين أحدهما فانتازي ساخر "يامهلبية يا" وآخر كوميدي تناولها باستخفاف "الناظر".

الاعمال الجادة التي عالجت المراحل الوطنية ابتداء من ثورة 1919 وحتي الاربعينيات. استندت إلي الأدب مثل ثلاثية "بين القصرين" و"القاهرة 30" لنجيب محفوظ وهذه الاعمال جاءت من انتاج القطاع السينمائي الذي بدأ مع الستينيات وانتهي بنهاياتها.

ويعتبر المؤلف أن الكنز الحقيقي في تاريخ السينما المصرية هو مجموعة الافلام التي تم انتاجها إبان التسينيات والتي تناولت مرحلة ما بين عامي 1919-1952 وكلها مأخوذة من أعمال أدبية وتعتبر أنضج الاعمال في مسيرة مخرجيها الفنية. ولا تعتبر في نهاية المطاف أعمالا ثورية إلا إذا كانت الجدية والقيمة الفنية تعني بالضرورة أنها أعمال ثورية.

اعتبر المؤلف أن افلام مثل "رد قلبي" و"الله معنا" و"بورسعيد" وفيلم "ولا تطفيء الشمس" من الاعمال التي عالجت برومانسية ثورية موضوع الثورة ثم لاحقا فيلم ناصر 56 وبعد ذلك تعرضت الثورة للهجوم من خلال مجموعة من الافلام الرخيصة التي اطلق عليها المؤلف سينما القوي المضادة للثورة يوليو أو سينما الردة أو سينما النفاق لانقلاب السادات علي الثورة وهذه السلسلة بدزت بفيلم"الرصاصة لا تزال في جيبي" واستمرت هذه السلسلة باندفاع كبير وتحريض من السلطات منذ انتصاف السبعينيات إلي الثمانينيات ولم تخل منها سينما ما بعد هذا التاريخ في كل المراحل.

يرصد المؤلف مجموعة ثالثة من الأفلام تنتمي إلي سينما ما بعد ثورة يوليو وحتي قيام 25 يناير 2011 أي السينما التي تعبر عن عصر الجمهورية الثانية والانقلاب علي يوليو من 1974-2011 ويشير تحديدا إلي 35 فيلما عبرت عن موقف جاد موضوعي ونقدي تجاه تلك الفترة ومنها علي سبيل المثال "الموطن مصري" البداية "عودة الابن الضال" هي فوضي. أهل القمة. أبناء الصمت سواق الأتوبيس. البريء. أحلام هند وكاميليا".

التأثير الأكبر للثورة في مجال السينما انعكس علي السينما التسجيلية والروائيه القصيرة اكثر من الافلام الروائية الطويلة ظهر ذلك في النماذج التي قدمتها السينما التسجيلية عن حرب 1973 تعبيرا عن عبور رمضان في مقابل أعمال طويلة روائية تافهة ومشوهة. يستثني فقط فيلم أبناء الصمت للمخرج محمد راضي عن رواية بنفس العنوان لمجيد طوبيا وبطولة محمود مرسي وميرفت أمين ومجموعة من الممثلين.

بالنسبة لثورة 25 يناير فقد ظهر تأثيرها في عدد من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة من بينها فيلم بعنوان "18 يوم" وفيلم تسجيلي طويل بعنوان "الطيب والشرس والسياسي" لثلاثة من المخرجين هم: عمرو سلامة وتامر عزت وآيتن أمين. ويعتبر اول فيلم تسجيلي مصري يعرض عرضا عاما مقابل تذاكر.

ويلاحظ الكتاب أن تأثير الثورة ظهر أيضا في محاولات إلصاق سمة الثورة علي الافلام الروائية التجارية بهدف دعائي وهذه سماها المؤلف "سينما التطفل علي الثورة" من هذه الاعمال "صرخة نملة" والفيل في المنديل وفيلم "تاك تاك بوم.

إلي جانب هذه الافلام يرصد المؤلف عددا من الافلام الجادة يعتبرها بعيدة عن فكرة التطفل علي الثورة ومنها فيلم "حاوي" لإبراهيم البطوط و"كف القمر" لخالد يوسف و"اسماء" لعمرو سلامة و"المسافر" لأحمد ماهر.

الكتاب 113 صفحة يوفر جولة فنية مختارة وبرفقة مؤلف حريص جدا علي انتقاء ما يقدمه وما يصل من خلاله للقارئ.

رنات
ندوة حول فنانة مُبدعة

بقلم: خيرية البشلاوى

عندما تهبط العتمة في بعض أوقات الشدة ويخيل إليها ان الشمس سوف تخلف الميعاد والضوء يطول غيابه. يفاجئك الناس العاديون بمصابيح تنشر الضياء فتستعيد الأمل وينتهج ويشرع صوتك في الخروج صافيا معبرا عن فرحة تزغرد في صدرك هذه الصورة تجسدت في مشهد أمامي بعد الحادث الإرهابي الأخير يوم الخميس الماضي. في اليوم التالي ذهبت إلي معرض الكتاب لإدارة ندوة عن الأستاذة إنعام محمد علي التي أكن لها تقديرا لا يعرف الحدود. تصورت أن المعرض سيكون خالياً وأن الناس في البيوت تجتر احزانها علي فوج الشهداء الذي استشهد في الحرب الدائرة ضد جحافل الإرهاب المدعوم بقوي استعمارية استوحشت وبلغت أقصي حالات الخسة لتحقيق مآربها ضد مصر.. المشهد مركب جدا ويزداد تعقيدا كلما ضاق الخناق علي قوي الظلام في سيناء.. المفارقة أن الناس ملأت ساحة المعرض. وأن صالات البيع تعمل والأسر المصرية تصحب أبناءها الصغار مثلما يحدث في كل سنة.. والمقهي الثقافي يحتفي بضيف من ضيوف المعرض وأمامه جمهور ينصت إليه.. والموضوعات ثقافية وفكرية متنوعة وأختيرت بحيث تناسب مصر الجديدة التواقة إلي التجديد.. تجديد الخطاب الديني. الفكري. الثقافي. إلخ

ما بدد الشعور بالإحباط تدريجيا الأعداد التي تؤمن إيمانا عمليا وقلبيا وفكريا ووطنيا برسالة الفن وفي عشرات الأعمال التي قدمتها ما بين مسلسلات وأفلام تليفزيونية وسينمائية لم تنحرف أبدا عن هذه الرسالة ولم تغفل في أي تفصيلة تظهر داخل العمل عن أهمية تكريس رؤيتها حول رسالة الدراما التليفزيونية ورسالة الفن المرئي الذي يبثه التليفزيون لأفراد الأسرة مباشرة ومن دون "فلتر" ولا "تذكرة" ولا استئذان

يكفي أن نعرف عناوين المسلسلات والأفلام لكي توقن أنك أمام أستاذة جديرة بلقب "الأستاذية" لأنها صاحبة رسالة تسعي إلي تأكيد الهوية الثقافية والفنية. وتأكيد الدور الوطني الذي علي السينما والتليفزيون أن تلعبه.. تأمل عناوين: أم كلثوم. مصطفي مشرفة. قاسم أمين. ضمير أبلة حكمت. الطريق إلي إيلات. حتي تري كيف عالجت هذه الفنانة المبدعة موضوعات الموسيقي والغناء والشعر والأداء ثم كيف سلطت الضوء علي قيمة العلم والعلماء المصريين. وكيف ناصرت المرأة المصرية فكريا وثقافيا بإعلاء صوت الرجل الذي يناصرها ووضعه داخل البيوت من خلال الدراما.. القضايا التي أثارتها إنعام محمد علي في مشوارها الطويل الذي بدأ مع بدايات التليفزيون في الستينيات يجعلنا نوقن من جديد أن المرأة المصرية صاحبة صوت مؤثر وشجي متحرر من التعصب والتميز. وموجود أبدا لنصرة الأصيل والمتجدده في تكوين هذا الشعب

الأكثر إثارة للتفاؤل ليس فقط العدد الكبير الذي حضر الندوة وإنما التنوع في الأجيال فعندما حضرت أعداد من الشباب والشابات. والنساء والرجال. ومن المصريين والعرب. ومنهم مثقف ليبي متقدم في السن كان حريصا جدا أن يتحدث ويذكر إنعام محمد علي بزيارة إلي ليبيا في منطقة بعيدة عن العاصمة تمت منذ سنوات ليست قريبة ويعيد إلي الجالسين التأثير المدهش الذي أحدثته الزيارة وكانت في أعقاب مسلسل "هي والمستحيل" علي ما أذكر وكان عن قصة للراحلة المبدعة فتحية العسال صاحبة تجربة "سجن النساء". 

الأسئلة التي وجهت لهذه المخرجة المصرية المبدعة تكشف بما لا يدع أي مجال للشك أن الأعمال الفنية العظيمة والتي استمدت مقومات بقائها من مصداقيتها والتزامها وقدرتها التعبيرية تكشف عمق تأثيرها واعتزاز الناس بها.. من بين ما قيل لإنعام ويلفت الانتباه. ما قالته شابة في بداية العشرينيات ومازالت في أولي خطواتها العملية كصحفية. قالت: أرجوك لا تصابي بالإحباط من تردي المستوي الذي وصلت إليه الدراما فنحن نحتاج جدا لأمثالك.

المساء المصرية في

01.02.2015

 
 

"القط": صور من عالم مصر السفلي

سليمان الحقيوي

في الوقت الذي تعيش فيه مصر وسينماها ما تعيشه من أزمات، تبدو خلطة الأعمال المستقلة/ التجارية طريق النجاة الوحيد للسينمائيين الساعين لبناء أو للمحافظة على رصيدٍ فني. "القط"، الفيلم الثاني الذي يجمع المخرج إبراهيم البطوط بالممثل والمنتج عمرو واكد بعد "الشتا اللي فات" (2012)، ويُعرض حالياً في الصالات المصرية، يلعب في هذه المنطقة.

يحكي الفيلم عن رجل عصابات (القط/ عمرو واكد) تختفي ابنته بطريقة غامضة، وسط خوف الجميع من أنّ من خطفها أفراد عصابة إجرامية تتاجر بالأعضاء البشرية، يترأسها الحاج فتحي.

هكذا، يدخل القط معركة الثأر من هذه العصابة، ساعياً إلى تخليص نفسه والناس من شرها، بالتعاون مع شخصية تبدو أقوى من الجميع (الرجل الغامض/ فاروق الفيشاوي) تتاجر هي الأخرى بالأعضاء البشرية لكن "بطريقة شرعية"، عبر سرقة الجثث، لا البشر الأحياء!

يقدّم الفيلم صورة معبّرة عن العوالم السفلية، حيث الفقر والبشر المستعدون لفعل أي شيء من أجل الاستمرار. تجرّنا الأحداث وراءها، إلى أمكنة كالجحور يعيش فيها الناس بعدما رفضهم العالم العلوي، أبدع البطوط في تصويرها وتصوير مفارقاتها، مع بعض المبالغة.

"ينطلق المخرج، إبراهيم البطوط، في فيلمه من أحداث واقعية عاشها"

ينطلق المخرج من أحداث واقعية عاشها، تماماً كما في فيلمه "الشتا اللي فات" الذي سرد فيه تجربة شقيقه مع أجهزة القمع في مصر. ففكرة الفيلم جاءته بعد معاينته للفوضى في ميدان الإسعاف. وبالتالي، تكشف قصته الفوضى التي تعمّنا: أماكن، أشخاصاً، زماناً ودولة.

وللمفارقة، يأخذ الفيلم نصيبه من هذه الفوضى، فالأحداث تبدو غير منسجمة من حيث الأهمية والتوالي، وهناك حبكات فرعية لم تقدّم شيئاً للقصة، بل زادتها غموضاً، لعدم تقديم البطوط أحداثها بطريقة سرد كلاسيكية، بل عبر مزج الواقع بالخيال، في خطاب مزدوج ومتكلف.

وفي النهاية، لم يفلح المخرج في رسم الصورة التي أراد، لتسرّعه في إقحام حدث مهم وقوي هو قتل القط لأحد أفراد العصابة، ما أثّر على إيقاع العمل، إضافة إلى اجتهاده في أحداث فرعية دون جدوى. كما ظهرت الشخصيات بتفاصيل لم تخدم تصوّر الجمهور عنها، ما جعل خط السرد يفقد وجهته.

وفي سياق هذا الشتات، تحضر شخصية الرجل الغامض التي بالغ المخرج في إحاطتها بمظاهر غريبة، فهي تتمتع بقدرات شيطانية، ترى المستقبل والحاضر، وتتحكم في العالم من مكانها. وليست هذه الشخصية وحدها الغامضة، فشخصية القط أيضاً تبدو غامضة الدوافع والغايات، والقصة عموماً مرتبكة، في غياب مؤشرات درامية واضحة عن الصراع وأطرافه ودوافعه.

أكثر من ساعة ونصف

محمود الحاج

يعرف "السينيفيليون" أن الأفلام الطويلة ليست أكثر ما يحبذه غيرهم من متابعي السينما. فيلم من ساعتين ونصف، أو ثلاث، سيفشل، غالباً، في الاحتفاظ بكل جمهوره في الصالة. يحدث هذا حتى في المهرجانات التي يُفترض بحاضريها أن يكونوا "جميعاً" عشاقاً للسينما، قطعوا، ربما، مسافات وتركوا أشغالاً لحجز مقعد أمام الشاشة الكبيرة.

حالة كهذه تبدو طبيعية إذا ما تذكّرنا بديهية الاختلاف بين شخص وآخر. غير أن الجانب الصناعي في السينما، وهو النصف الذي يكمّل (ويتحكّم بـ) نصفها الفني، يسعى دائماً إلى عدم الاصطدام بهذه البديهية، بل إلى تجاوز الوصول إليها من بداية الطريق.

من هنا، غالباً، جاءت الكليشيه/ القاعدة الشائعة التي تحدّد توقيت الفيلم بمدّة هي ساعة ونصف. حتى أن بعضاً من مدارس ومناهج "تعليم" السينما، على الأرض والإنترنت، التي تعِد المتدربّين فيها بمستقبل هوليوودي، تقدّم إلى جمهورها "دراسات علمية" تؤكد أن أفلام الساعة والنصف هي المعيار، وأن الملل يبدأ بتلبّس الجمهور بعد مضي هذا الوقت من فعل المشاهدة.

"أفلام قليلة، أصحابها شجعان أو محظوظون، هي التي تكسر قاعدة الساعة والنصف"

على أي حال، وبغض النظر إن كانت هذه المعلومات هراء لا يستند إلى أي مرجع علمي أو العكس، فإن مدة الساعة والنصف باتت هي المعيار الأعمّ سينمائياً. وبات من الأعراف السائدة أن تدور مدة غالبية الأفلام في هذا الفلك الزمني الذي يشكل صفقة رابحة بين منتج يفكر برأس ماله قبل كل شيء، وجمهور معاصر لديه الكثير ليفعله غير السينما، في الـ24 ساعة.

وكما يبدو، فإن الخاسر المحتمل دائماً في هذه المعادلة هو السينمائي الذي يشكل هذا الفن أداته الأرحب والوحيدة ربما لـ"قول شيء ما"، ويليه، وإن بدرجة أقل، عشاق السينما.

أفلام قليلة، أصحابها شجعان أو محظوظون، هي التي تكسر هذه القاعدة بين حين وآخر. كان لدينا عدة أمثلة، العام الماضي، من أبرزها "صبا" (165 د.) لريتشارد لينكلاتر. في حالة الأخير، تجتمع الشجاعة والحظ بصفة ثالثة هي الحاجة. ذلك أن فيلماً كهذا، مادته الزمن، يحتاج مدة "أطول من المعتاد" كي يجد لمادته المصوّرة توليفة جمالية تُظهر كل عناصرها من دون نتوءات أو تجاوزات اضطرارية قد يفرضها المونتاج (ومن ورائه الإنتاج) الذي لا يعرف، في كثير من الأحيان، أي شيء عن الرحمة.

لكن على العكس، بدا المونتاج في "صبا" مايسترو عناصره، عبر نجاحه في المحافظة في على إيقاع القصة، وربطه، بسلاسة، بين خطها الزمني العام، الكلّي، الطولي - الذي يحاول محاكاة الزمن الواقعي الذي يمثله الفيلم (12 عاماً)، وبقية الخطوط الزمنية الأخرى، الأفقية في هذه الحالة، والتي تمثل علاقات الشخصيات، وكذلك التغيرات التي تتبدى من حولها.

لعلّ هذا الاشتغال، الذي لا يوليه أهميةً هؤلاء الذين يخرجون من الصالات مبكراً، هو ذاته السبب الذي يدفع شخصاً إلى مشاهدة فيلم مثل "صبا" ثلاث مرات على الشاشة الكبيرة، من دون أن تنطبق عليه خلاصات الدراسات العلمية تلك.

الحرب الأخيرة كتبت نهايته

إسلام السقا

في فيلمه الروائي الأول "سارة" (2014)، يعرض المخرج الفلسطيني خليل المزيّن قصّة فتاة فلسطينيّة من إحدى مخيّمات غزّة، تعرضت للعنف الأسري والحبس وقتلت ضمن ما يسمّى بـ "جرائم الشرف".

وإذ يبدو أن قصّة الفيلم قد "حُرقت" هنا، يمكن القول إن "سارة" يتناول القضيّة من إطار آخر؛ من خلال شخصيّة صانع أفلام وصديقه المؤلّف، "الذي عجز عن وضع نهاية متخيّلة مقنعة للفيلم، ويجتهد المخرج في إخراج صديقه من حالة إنكارٍ يعيشها بسبب قصّة سارة".

نلاحظ أنّ المخرج الذي أراد عرض قصّة تتطلب شيئاً من المشاهد الجنسيّة، لم يستطع تجاوز الحدود التي يفرضها عليه المحيط الجغرافي والإرث الديني والاجتماعي للمدينة المُحافظة. لكنّه في المقابل، عبّر عن تلك الممارسات الجنسيّة بإيحاءات ذكية، بحيث تصل الرسالة من المشهد، لكن بلا أي تلامس مع ما يمكن أن يعتبر تجاوزاً لـ "الخطوط الحُمر".

مشاهد الفيلم أغلبها صامتة وصورت معظم لقطاته في الليل، عدا مشهده الأخير. يتحدّث المخرج عن تركيزه على عرض "وجه آخر لغزّة". عند سؤالنا له عن تعريفه الخاص "للوجه الأوّل لغزّة"، قال إنه يقصد صورة "غزّة بالغة البطولة والتضحيات والشهداء، غزة الأسطورة. غزّة الحرب والدمار والحصار، بينما هنالك مشاكل أخرى لغزة لا نسمعها ولا نراها".

"يختلط الواقع بمأساويته مع الواقع التمثيلي بصدمته"

عند سؤاله عن السبب الذي دفعه لصنع فيلم يبرز "وجهاً سيئاً" لغزّة، قال المزيّن "نحن حاولنا عرض الواقع، بشكله البسيط، والذي نأمل ان يتعامل معه الجمهور على هذا الأساس، من أجل تجاوز حالة البطولة المفرطة التي ارتبطت بغزّة خلال السنين الأخيرة".

يكمل المزيّن في حديثه عن غزّة التي لها وجوه مختلفة كما يؤكد، مثلها مثل أي مجتمع آخر، فهي ليست مدينة ربانيّة، وتتضمن سلوكاً يعبّر عن سمات إنسانيّة يمكن ملاحظتها في الفيلم، حيث عمل المخرج على إبرازها.

لكن، يتكشّف من خلال الأحداث، رغماً عن المخرج وصديقه المؤلف، وجه المأساة الأصلية، وهو الاحتلال. وذلك عندما تتدخل الحرب الأخيرة (حزيران/ يونيو 2014) بنفسها لتكتب نهاية الفيلم، فيختلط الواقع المعيشي بمأساويته مع الواقع التمثيلي بصدمته.

وتقوم الحرب (العدوان بالأحرى) بتحويل مجرى أحداث الفيلم، الذي أراداه اجتماعيّاً، من مناقشة علاقة حب بين شخصين بلا دور تقليدي مُباشر للاحتلال، إلى فيلم ينتهي بنقاش ساخر فوق ركام البرج الذي يحتوي على مكتب شركة الإنتاج، والذي تم قصفه، وأدّى إلى انهيار البرج كاملاً، قبل أن تكتمل نهاية الفيلم، فكانت الحرب هي من كتبت المشهد الأخير.

العربي الجديد اللندنية في

01.02.2015

 
 

حين يتحدَّث النجوم عن زوجاتهم...

الوعي والتفهُّم والثقة بالنفس أساس الاستمرار

كتب الخبرربيع عواد

يعيش النجوم حياة زوجية متخبطة أحياناً نظراً إلى طبيعة عملهم. رغم ذلك حافظ نجوم كثر على حياتهم العائلية وعلاقة جيدة مع زوجاتهم، ولم يترددوا بوصفهن بأجمل الكلمات، كعربون شكر على تفهمهن ووعيهن طوال السنوات الماضية.

عابد فهد

يعتبر عابد فهد أن زوجته الإعلامية زينة يازجي الداعم الأول في حياته المهنية والشخصية، وأن امتلاكها درجة كبيرة من الوعي جعله يتعلق بها أكثر، ويضيف في حديث له: «تملك زوجتي مواصفات المرأة والإنسانة الناضجة، ولديها وعي ومعرفة وإحساس بكل ما يدور من حولها. منذ تعرفت إليها علمت أنني وجدت ما أبحث عنه، ألا وهي الشراكة الحقيقية».
يعترف بأن لديه مسؤولية تجاه زوجته، وهي أن يحافظ على تاريخً يليق بها، وعلى ولدين (صبي وبنت) كانا ثمرة ذلك الحب.

يصف فهد زوجته بكلام رومانسي مفعم بالدفء والحب والهيام، فيعترف بأنها حب حياته وتشكّل له الأمان والطمأنينة، والدافع للنجاح. لا ينكر أنه يغار عليها، «فمن لا يغار لا يحب، لكن في الوقت نفسه أحترم حضورها ووجودها، ناهيك عن أننا لم نعد صغاراً، والنضج والثقة يولدان توازناً وتفهماً أكبر لطبيعة عمل كل منا، فلا توجد بيننا غيرة مرضية أو خانقة».

عاصي الحلاني

{الزوجة هي كيان البيت واستمراريته} يقول عاصي الحلاني المتزوج من ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس منذ 18 عاماً تقريباً، وله منها ابنتان وصبي، ويعتبرها زوجة بكل ما للكلمة من معنى، وأماً حقيقية ذات عطاء لا محدود.

يضيف: {عندما أتحدث عن زوجتي كأنني أتحدث عن أمي، عن أختي، وعن ابنتي. هي ركن البيت الأساس ومهما نفعل لا نوفيها حقّها}.

التقى الحلاني زوجته في إحدى القنوات التلفزيونية وطلب منها مشاركته في تصوير أغنية {وأنا مارق مريت}، ومنذ ذلك الوقت حصل تقارب بينهما وإعجاب من النظرة الأولى.

عن الفتور في العلاقة بينهما، يؤكد أن الواقع هو العكس، وأن كل ما يحكى في هذا الصدد مجرد إشاعات، وأن ارتباطهما قوي خصوصاً أنه لا يستطيع أن يكون مع شخص لا يحبه. يوضح أن زوجته لا تغار عليه بشكلٍ أعمى، إنما تقدر عمله ولا تصدر عنها ردة فعل سلبية تجاه أي معجبة تقدم له الأطراء. أما عن ردات فعله حول إطراء أحد المعجبين بكوليت، فيؤكد أن الجميع ينظر إليهما كزوجين يليقان ببعضهما البعض.

في حديث له وصف الحلاني زوجته بالمبذرة (ممازحاً) مؤكداً أنه يحب التسوق، ولكن ليس بقدرها، وروى موقفاً طريفاً تعرَّض له في إحدى الزيارات إلى لندن، إذ تلقى رسالة نصية على هاتفه المحمول من المصرف، تبلغه أنه تم سحب مبلغ 2200 جنيه إسترليني، ليصدم لاحقاً بأن المبلغ صرفته زوجته على شراء حذاء لابنته الصغيرة دانا، مشيراً إلى أنه {فنان طويل عريض} لكنه لا يدفع أكثر من 500 دولار ثمناً للحذاء.

رامي عياش

يعتبر رامي عياش أن زوجته مصممة الأزياء داليدا عياش جزء لا يتجزأ من حياته، وأن حبه للحياة والفن والمستقبل تضاعف بعد ارتباطهما، فهي من الداعمين والمشجعين له في خطوات حياته ويصفها بالمتفهمة والواعية والواثقة من نفسها والهادئة في الوقت عينه.

يضيف أن حبهما مبني على التفاهم والاحترام المتبادل والهدف الواحد، مشدداً على أن الحب، عموماً، لا يعرف التنازلات بل يرتكز على الاتفاق وقبول الشخص الآخر كما هو، يتابع: {داليدا تفهمني من نظرة ومهما كبرت المشكلة تتعامل معها بهدوء، ولم تطل الفترة بيننا حتى فهم أحدنا الآخر}.  

يؤكد أنه لن يقف في طريق عمل زوجته، بل يشجعها على تطويره، ويقول: {حرام أن تحصر المرأة نفسها في مكانٍ واحد، لا سيما إذا كانت موهوبة، كحال داليدا التي تتمتع بموهبة، لذلك لا يسعني أن أقف في طريقها، وهي فاعلة في مجال تصدير تصاميمها إلى الخارج، وأشجّعها على تركيز عملها في لبنان أكثر}، لافتاً إلى أن زوجته على تواصل دائم مع معجباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي صلة الوصل بينه وبينهن، وتدرك حقيقة مشاعر تلك النساء وشغفهن لفنّه وشخصيته.

صرَّح رامي صبري بأن زوجته لا تغار عليه بل {هي فخورة بي وبالنجاح الذي حققته، وتحرص على مساندتي ودعمي، تتفهم طبيعة عملي وتعرف أن حب الجمهور أجمل ما في النجومية، وهو المعنى الحقيقي للنجاح، لذلك هي عاقلة في غيرتها}.

تتفهم زوجة أحمد السعدني غيابه فترات طويلة عن المنزل، كما قال مؤكداً أنها {تدرك طبيعة عملي، كما نبتعد عن بعضنا البعض فترات طويلة فإننا نجلس في المنزل فترات طويلة، أيضاً}.

كشف معين شريف أن أغنيته {ما بتركك} هي لزوجته وشريكة حياته التي تحمّلت الكثير منه، وقال: {اعتذرت لها في حينه وهي سامحتني}.

أما يوسف الخال فاعتبر أن زوجته نيكول سابا زوجة ناجحة وفنانة متميزة، تتعب كثيراً وتوزع وقتها بين لبنان ومصر، وهي أم بكل ما للكمة من معنى، واصفاً إياها بأنها {امرأة جبارة}.

وائل كفوري

رغم مرور أعوام على زواجهما، ما من صورة تجمع وائل كفوري وزوجته انجيلا بشارة، ورغم كل ما يقال بين الحين والآخر عن طلاق قريب بينهما ما زالت علاقتهما على خير ما يرام.

يؤكّد كفوري أنه يعشق زوجته واصفاً العلاقة بينهما بالمميزة، ويضيف في إطلالة إعلامية له: {لا تناديني زوجتي وائل فهي تفضل مناداتي حياتي. لا يعني ذلك ألا مشاكل بيننا ولكنها عابرة وليست جوهرية على غرار جميع المتزوجين، والزوجة التي ترتبط بفنان، تكون حياتها صعبة وعليها أن تتفهم وضعه وحياته}.

لا ينكر أن زوجته تعاني معه كثيراً لأن شخصيته ليست سهلة، ويذكر: {أحب زوجتي ولكن لا شيء يمنعني من الاختلاف معها في المستقبل إذا لم تعد تتحمَّل طبيعة حياتي}.

الجريدة الكويتية في

01.02.2015

 
 

الأحد 01-02-2015 18:59 | 

بالفيديو.. جميل راتب نافيًا شائعة وفاته: أنا بخير

كتب: بسام رمضان

نفى الفنان القدير جميل راتب ما تردد حول خبر وفاته الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الأحد، مؤكدًا أنه بصحة جيدا، ولم يعان من أي تعب أو مرض، قائلا: «ما تم نشره هو مجرد إشاعة وأنا بخير».

وطمأن «راتب»، خلال اتصال هاتفي في برنامج «مانشيت» على قناة «أون تي في»، مساء الأحد، جمهوره الذي خيم عليه الحزن فور تلقيه هذا الخبر غير الصحيح، موجها الشكر لكل من اهتم بالاطمئنان على صحته.

الأحد 01-02-2015 18:14 | 

أول صور لجميل راتب بعد نفي شائعة وفاته

كتب: بسام رمضان

نشر هاني التهامي، مدير أعمال الفنان جميل راتب، على صفحته بـ«فيس بوك»، أول صورة للفنان القدير من داخل منزله، لنفي الخبر الذي انتشر عن شائعة وفاته.

وعلّق «التهامي»، قائلًا: «جميل راتب حي يرزق، ورجاء من كل واحد التأكد من الأخبار بدل ما توجع في قلوبنا».

وكان «التهامي» قال إن الفنان بصحة جيدة وبخير، نافيًا صحة ما نُشر عن وفاته.

وأضاف «التهامي»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «ما نُشر عبر صفحة الفنان خالد الصاوي خبر كاذب وغير صحيح، والفنان جميل راتب حي يُرزق».

وقال الفنان سامح الصريطي: إن خبر وفاة الفنان جميل راتب غير صحيح.

الأحد 01-02-2015 14:23 | 

خالد الصاوي يعتذر عن «خبر وفاة جميل راتب»

كتب: علوي أبو العلا

قدم الفنان خالد الصاوي اعتذاره عن نشر صفحته الرسمية خبرا بوفاة الفنان جميل راتب، مشيرًا إلى أن الخبر مجرد شائعة.

وأضاف «الصاوي» عبر صفحته على «فيس بوك»، الأحد: «نعتذر عن خبر وفاة الفنان الكبير جميل راتب فاتضح أنه مجرد شائعة، ونتمنى له دوام الصحة والعافية».

الأحد 01-02-2015 14:21 | 

سامح الصريطي: جميل راتب بخير.. ومكتب خالد الصاوي يسحب نعيه

كتب: ريهام جودة, سعيد خالد

أكد الفنان سامح الصريطي القائم بأعمال رئيس اتحاد النقابات الفنية أن الفنان القدير جميل راتب بخير، نافيا شائعة وفاته التي انتشرت، الأحد، بعدما نشرت الصفحة الرسمية للفنان خالد الصاوي نعيا عن الفنان مؤكدة وفاته بعد صراع مع المرض.

وقالت المسؤولة الإعلامية لمكتب خالد الصاوي إنه تم حذف الخبر الذي كان قد تم تناقله من بعض المواقع التي نشرته، بعد التأكد من عدم صحته.

الأحد 01-02-2015 14:16 | 

مساعد جميل راتب: ما نشره خالد الصاوي كذب.. والفنان حي يُرزَق

كتب: علوي أبو العلا

قال هاني التهامي، مساعد جميل راتب، إن الفنان بصحة جيدة وبخير، نافيًا صحة ما نُشر عن وفاته.

وأضاف «التهامي»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «ما نُشر عبر صفحة الفنان خالد الصاوي خبر كاذب وغير صحيح، والفنان جميل راتب حي يُرزق».

وقال الفنان سامح الصريطي: إن خبر وفاة الفنان جميل راتب غير صحيح.

المصري اليوم في

01.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)