كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سينما 2015.. الكبار يتألقون

كتب : مى الوزير

 

بعد سنوات عجاف شهدتها السينما المصرية السنوات الماضية لأسباب كثيرة لعل أهمها توتر الأحداث السياسية وتخوف الكثير من المنتجين من المغامرة فى هذه الظروف، بدأت الأمور تعود إلى مسارها الطبيعى، فالمتابع الإنتاج السينما المصرية الأعوام الماضية يرى بمنتهى الوضوح تأثرها بالأحداث السياسية كغيرها من الأمور، فبعد أن كانت الأفلام فى الموسم الواحد لا تحصى أصبحت بعض المواسم تمر بفيلمين أو ثلاثة أفلام.

ننتظر فى الأيام القادمة موسم أفلام منتصف العام لتكون 2015 بداية سنوات الانفراجة.

ديكور، وزجزاج، ريجاتا، وهزْ وسط البلد، والقط، ويوم مالوش لازمة، وبتوقيت القاهرة، وخطة بديلة وقدرات غير عادية هى الأفلام المنافسة لهذا الموسم على شباك التذاكر هذا الموسم
 «
هز وسط البلد» فيلم يتم الإعداد له منذ فترة طويلة ولكن لعدة أسباب تأخر البدء فيه حتى فترة قريبة، الفيلم بطولة إلهام شاهين، حورية فرغلى وإخراج محمد أبوسيف، وتدور أحداث الفيلم داخل وسط البلد، وفى يوم واحد، وهى التى ترمز إلى مصر، ويناقش الفيلم مشكلة الإرهاب وعواقبه، فطوال الفيلم يسعى الإرهاب لتدمير وسط البلد بزرع المتفجرات فى كل مكان، فهل سينجح فى تدميرها أم لا.

واستمرارا فى الإسقاطات الاجتماعية وانعكاس الواقع الذى يعيشه المجتمع المصرى يرصد  فيلم «القط» ظاهرة البلطجة من إخراج إبراهيم البطوط وبطولة عمرو واكد وفاروق الفيشاوى وسارة شاهين وعمر فاروق وسلمى ياقوت، 

فيلم «ريجاتا» للمخرج محمد سامى تدور أحداثه فى أحد الأحياء الشعبية بمنطقة شبرا، حيث يعيش فى تلك المنطقة أبطال الفيلم، وفق عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، والتى تعتبر بمثابة دولة مستقلة، لها قوانين تحكمها، ويتحكم فيها كبير المنطقة الذى يجسد دوره النجم محمود حميدة، ويشارك فى الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين منهم الفنان الشاب عمرو سعد، ورانيا يوسف، وإلهام شاهين، ومحمود حميدة، وفتحى عبدالوهاب، وأحمد مالك، وإنتاج محمد السبكى.

أما فيلم «يوم مالوش لازمة»، بطولة محمد هنيدى وريهام حجاج وإخراج أحمد الجندى وتدور أحداث الفيلم فى يوم واحد، منذ أن يستيقظ البطل فى ليلة زفافه حتى النهاية، ويتعرض خلاله للعديد من المواقف الكوميدية، والفيلم يشارك فى بطولته صلاح عبدالله وهالة فاخر ومدحت تيخة، ومن تأليف عمر طاهر.

وبعد سنوات بعيدا عن السينما، يعود النجم نور الشريف فى فيلم  «بتوقيت القاهرة» والذى حقق   نجاحاً كبيراً فى مهرجان دبى السينمائى الدولى مؤخراً، ويشارك فى بطولته ميرفت أمين، سمير صبرى، درة وآيتن عامر وكندة علوش ومن إخراج أمير رمسيس.

فيلم «قدرات غير عادية» للمخرج داود عبدالسيد الذى يخرجه بعد غياب عن السينما استمر 3 سنوات  منذ آخر أفلامه (رسائل البحر) قدرات غير عادية بطولة خالد أبوالنجا ونجلاء بدر ومحمود الجندى، يطرح فكرة مختلفة حول فشل يحيى فى  بحثه العلمى فيضطر إلى الحصول على إجازة ليسافر إلى إحدى المدن الساحلية فى أحد الفنادق، وتنشأ علاقة بينه وبين صاحبة الفندق، وتتوالى الأحداث بينهما.

وكما قلنا أنها عودة للكبار فى هذا الموسم نشاهد عودة للقدير وحيد حامد والنجم محمود حميدة، من خلال فيلم «قط وفأر» الفيلم تدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى، ويجمع بين المخرج تامر محسن والمؤلف وحيد حامد وبطولة سوزان نجم الدين.

أما فيلم «من ألف إلى الباء» فيتم طرحه بدور العرض السينمائى خلال شهر يناير الحالى فى مصر والدول العربية، والفيلم بطولة شادى ألفونس وفهد البتيرى، ويشارك فيه كضيوف شرف خالد أبوالنجا ومها أبوعوف، إخراج الإماراتى على مصطفى، وتدور أحداثه حول رحلة لثلاثة شباب من جنسيات مختلفة من أبوظبى إلى بيروت لتنفيذ وصية صديقهم المتوفى منذ سنوات، وهو تجربة سينمائية  مختلفة.

وسيطرح قريبا كذلك فيلم خطة بديلة للنجم خالد النبوى وتيم حسن وعزت أبوعوف، تأليف محمد علاء وإخراج أحمد عبدالباسط.

وأخيرا فيلم «كابتن مصر» بطولة  محمد عادل إمام وتدور قصته حول لاعب كرة يدخل السجن، ويقوم بتشيكل فريق كرة قدم من المساجين، وينتقل به للعب مع بعض الفرق الأخرى، تحت إشراف وزارة الداخلية  فى إطار كوميدى والفيلم بطولة شيرى عادل وإدوارد، تأليف عمر طاهر، وإخراج معتز التونى.•

تحولنا إلى كائنات مستهلكة

كتب : ايمان القصاص

هو الحصان الرابح فى عالم المسرح فما أن تسمع اسمه إلا وتتأكد أن هذا العرض يستحق المشاهدة، جميع عروضه ناجحة تستقطب عددا كبيرا من الجمهور، أبطاله معظمهم يقفون على المسرح لأول مرة ثم بعد ذلك يصبحون نجوما مطلوبين فى جميع الأعمال سواء التليفزيونية أو السينمائية، لا يبخل عليهم بأى شىء يدربهم على جميع الفنون منها التمثيل والإلقاء والوقوف على خشبة المسرح لكى يقدم نجوما محترفة لا ينقصهم أى شىء، إنه المبدع خالد جلال.

حضرت «صباح الخير» عرضه الأخير بعد الليل والمكون من 33 ممثلاً وممثلة عرضوا اسكتشات لأهم المشاكل التى نمر بها مثل «التكنولوجيا» و«التطرف الدينى» و«القسوة» و«الإعلام» وطوال العرض تسأل أحد الممثلين سؤالا وهو «إيه إللى وصلنا لكدا».. عرض جدير بالمشاهدة والاستمتاع بنجوم مختلفة لها مستقبل باهر، تحدثنا مع البطل الرئيسى لهذا العمل وهو المخرج خالد جلال الذى تحدث عن العمل وعن فكرته.

إيه إللى وصلنا لكده؟

قال سؤال يطرح نفسه طوال العمل على لسان أحد الأبطال وهو «إيه إللى وصلنا لكده» أو بمعنى أدق ما الذى وصل المنطقة كلها إلى ذلك، باستثناء دول الخليج فجميعها انهارت، وهذا ليس وليد اللحظة ولكنه بدأ منذ عشرين عاما ونحن نعانى من حالات التفتيت للأخلاقيات والعادات والأديان والموروثات، وهذا لم يكن شيئا واضحا بل بدأ خفيا وتم تمريره من خلال الفنون والإعلام والنت والفضائيات التى جاءت من الخارج وجعلتنا ننسى عمدا تاريخنا القوى ويضيف جلال: إلى جانب مرورنا بمحاولة طمس تاريخنا، وفى رأيى الشخصى هو مخطط أن يكون العالم كله مثل قطع الشطرنج وكأنهم جندى واحد يرتدون نفس الملابس ويشاهدون نفس الشىء، ودليل على ذلك أن هناك أشياء نجحوا فيها مثل فورمات البرامج التى تصدر لنا فالجميع يشاهدها الآن إلى جانب الفيس بوك فنحن يمارس علينا لعبة غير محترمة منذ فترة طويلة.

فكرة بعد الليل

ومازال الحديث لخالد جلال: أنا أعمل فى هذه العروض مخرجاً ومدرس تمثيل و«دراما تورج» بمعنى أن العروض الذى قدمتها فى أعمالى السابقة منها «قهوة سادة» وحاليا «بعد الليل» تم تنفيذهما بطريقة تعلمتها وأنا أدرس فى إيطاليا على يد مخرج «اسمه دانيلو كرموندى» كان يعمل بطريقة الارتجال وكيف أن ارتجال الممثل من خلال ما يتعرض له من مشاكل فى حياته الشخصية يمكن أن يصاغ ذلك فى عرض مسرحى واحد، وسأشرح لك المراحل التى يمر بها أى عمل أقوم به، فى البداية أنا بعمل بناء عام، وأحدد الأشياء التى سنعرضها أو بمعنى أدق أضع العناوين الرئيسية للموضوعات وأترك للممثل حرية الارتجال ونجمع ذلك كله، والسر هنا فى «حبكة الموضوع» وكيف أن تصنع من ألف مشهد أو أكثر «ساعة واحدة فقط» وأن أصوغ منها موضوعا له بداية ووسط ونهاية، وله إطار واحد يجمعه، ومن أكثر المشاكل التى عرضناها وأثرت فى هو مشهد المتطرفين والذى بين لنا ما وصلنا له وهو أن جميع الفئات أصبحت متطرفة، ومشهد آخر وهو المصور الفوتوغرافى الذى يتذكر الصور القديمة من أيام أم كلثوم وعبدالحليم وجمال عبدالناصر والممثل يحدث نفسه فى هذا المشهد ويقول إن كاميرته الخاصة لا تريد التصوير الآن لأن الواقع أصبح قبيحا.

تصدير الإحباط

هذا المشهد لا يصدر لكم الإحباط بل بالعكس هذا يدعو  إلى الفخر وليس الإحباط وأن الشباب لديهم عظماء مثل هؤلاء وسيظلون يتذكرونهم وهذا سيدفع كل شخص أن يكون علامة فى جيله مثل هؤلاء، وهذا المشهد بالفعل مؤلم ولكنه دافع وحافز كبير لهم.

نشاهد أنفسنا فى بعد الليل

وللأسف الشديد نجحوا فى تحويلنا إلى كائنات مستهلكة بدلا من أن نكون كائنات مستمتعة بتاريخها، وأتذكر أننا فى يوم من الأيام كنا نشاهد حفلات السيدة أم كلثوم والأسرة بأكملها تجلس تستمع وتسهر طوال الليل تستمتع بهذا العمل الجميل فمع الوقت تحولنا إلى كائنات لا تستغنى عن الموبايل والإنترنت واستطاعوا أن يقنعونا أن هذه الأشياء لو اختفت حياتنا ستتوقف، هذه هى التكنولوجيا ولها إيجابيات وسلبيات ولكننا للأسف أخذنا الجزء الأخير منه، وقد استغلوا هذا الجزء لكى يسقطوا مجتمعات بأكملها، وقد عرضنا هذه المشكلة الخطيرة فى بعد الليل لدرجة أن الجمهور يقول لى أنه يشاهد نفسه داخل العرض من شدة تطابق العرض المسرحى مع واقعهم.

بدائل

للأسف لا يوجد بدائل للمشاكل التى نمر بها لأنهم استغلوا صغائر الأمور وسأعطى لكم أدلة على كلامى ففى موضوع الفيس بوك هما استغلوا نقيصة بشرية توجد لدى كل الناس وهى الفضول والنميمة، وكل شخص يريد أن يعرف ماذا يفعل الآخر لذلك اخترعوا شيئا يجعل الجميع يحكون عن أنفسهم كل شىء ويقولون تحركاته، وأتذكر أنه فى الماضى كانوا يرسلون جواسيس يجلسون على المقاهى لكى ينقلوا نبض الشارع ويعرفوا من ضد ومن مع، فحاليا لا يحتاجون أن يفعلوا ذلك لأننا أصبحنا حاليا نحن المرشدون لهم وأصبحنا بكلمة منهم يمكن أن ينزلك الشارع وبكلمة يقدر يبقيك فى البيت.

بعد الليل سيأتى النهار

أعتبر أن الوقت الحالى هو «بداية النجاة» وأننا البلد الوحيد فى الإعصار الذى حدث الذى وجد من ينقذه والرجل الذى استطاع أن يوقف ويرفض الذى يحدث وينبه الآخرين لخطورة الموقف واستطاع أن يكشف المخطط الذى كان يحدث لنا.

من السبب

السبب فى حالة التسطيح الذى حدث لنا هما الدولة وأنفسنا، لو تنبهنا أن الموضوع حدث تدريجيا عندما بدأوا يلغون النشاط فى المدارس متمثلا ذلك فى حصص الرسم والمسرح فلغوا الحوش المدرسى والذى كان يطلع نجوم فى الرياضة وفى الشعر والرسم وجميع الفنون وعندما سمحت الدولة بذلك سطحت جيلا كاملا ونحن عرضنا ذلك فى «بعد الليل» فى مشهد المدرسة التى قبلت لأنها بالواسطة وتركوا المدرس الحقيقى ووقتها قلنا «نقرأ الفاتحة على الجيل كله».

الانتباه

إذا لم تحل كل هذه المشاكل التى تكلبشنا سنكون مثل البلدان التى انهارت وإذا لم ننتبه إلى أننا وطن له تاريخ كبير وأن مصر هى أهم بلد فى الوطن العربى بسكانه  وبموقعه التاريخى ومواقفه  السياسية ولو فضلنا نخسر كل يوم شىء سنصبح مثلنا مثلهم فى أقرب وقت.•

33 نجما جديدا فى الطريق إليك

كتب : محمد عبدالرحمن

«بعد الليل» هو أول عرض لاستديو المواهب أحدث مشروعات المخرج المسرحى والسينارست والممثل- أحيانا- خالد جلال الذى أسس مركز الإبداع الفنى قبل 12 عاما وتخرج فيه العديد من الدفعات فى كل مجالات الفنون، لكنه مع استديو المواهب وعرض بعد الليل يسير فى خط مواز سيساعده بكل تأكيد على منافسة نفسه، فلأول مرة منذ عام 2008 يخرج من نفس المكان عرض يمكن أن ينافس بقوة النجاح الذى حققه العرض الأشهر «قهوة سادة». 
وأنت جالس لمشاهدة عرض «بعد الليل» فى المسرح الذى يتسع لمائة فرد بالكاد.. ستدرك سريعا أنك تحضر ميلاد 33 نجما جديدا، يقدمهم خالد جلال دفعة واحدة بعد 7 شهور فقط من التدريبات ضمن مشروع جديد هو استديو المواهب، الذى يلتحق به هواة التمثيل أو حتى من قدموا تجارب من قبل بمصروفات مدفوعة عكس المنحة المخصصة من وزارة الثقافة للدارسين فى مركز الإبداع، أى أن خالد جلال بدأ يعيد للوزارة جزءاً مما انفقته على تدشين مركز الإبداع الفنى وحصوله على سمعة غير مسبوقة فى مجال تفريخ المواهب جعلت البعض يؤكد أنه تخطى بمسافة الدور الذى من المفترض أن يقوم به معهد الفنون المسرحية العريق.

عجلة الإنتاج 

المعهد الذى تخرج فيه خالد جلال لا يمكن الاستغناء عنه بالقطع، لكن الفرق أن جلال لمس التطور الذى وصلت إليه مجالات الفنون كافة والأهم التطور فى اتجاه صناعة النجوم، ما جعل عجلة انتاج النجوم الجدد الجاهزين للعب مباشرة أسرع عنده بكثير من المعهد الذى كعادة كل صرح عريق يتمسك بتقاليده الموروثة ولا ينظر حوله كثيرا.. أما لماذا يجب أن يشعر المتفرج بثقة حضوره لحظة ميلاد 33 نجما جديدا، فالأمر يعود  طبعا للتجارب السابقة لا فقط لمستوى العرض المتميز، فمن شاهد عرض «قهوة سادة» و«هبوط اضطرارى» وغيرها لم يكن يعرف يومها الممثلين، لكنه الآن يراهم ملء السمع والبصر ويتذكر أنه شاهدهم صغارا يبدءون خطواتهم الأولى فى صحبة خالد جلال

طابع خاص 

ربما لا يختلف عرض «بعد الليل» فى التكنيك عن عرض «قهوة سادة» وهو أمر يفرضه عدد الممثلين الكبير ومحدودية المساحة، بجانب اعتماد المركز منذ البداية على ارتجال الممثلين للنصوص التى سيقدمونها للجمهور، وعدم الاستعانة بنصوص مسرحية مكتوبة من قبل، لكن لكل عرض طابع خاص مرتبط بأداء الممثلين والزمن الذى وصل فيه للجمهور، وعرض «بعد الليل» ينتمى لمصر منذ 2011 وحتى الآن، عرض معاصر يمكن من خلال معظم لوحاته- 11 لوحة- تأمل الكثير من السلوكيات السلبية التى تغلغلت فينا أو كانت موجودة وطفت على السطح بعد الثورة.. انت إزاى وصلت لكده، هذا السؤال الذى يتكرر طوال الوقت موجه بالأساس للجمهور لا لأبطال العرض، كيف أصبح المصريون كأنهم شعب آخر لم يكن يعرف بعضه بعضاً من قبل، ما الذى تغير فينا؟ السؤال يحمله المتفرج بعد المشاهدة ويخرج به من مركز الإبداع باحثا عن اجابة بينه وبين نفسه وبينه وبين الناس.

ضد التطرف

يبدأ العرض فى مصحة نفسية، تحاول الطبيبة أن تكتشف سر الحالة التى وصل لها المريض، وبمعنى أدق المرضى كلهم، أى المجتمع، ثم بعد ذلك يتم استعراض الكثير من الصور التى شوهت مجتمعنا فى الآونة الأخيرة، ما بين التحرش الجنسى، والفوارق الطبقية، والفقر وانتشاره وكيف يؤدى للتطرف، والتطرف بأنواعه، الدينى والأيديولوجى والطبقى والكروى، مبالغات برامج التوك شو فى لوحة أطلقت الضحكات من الجمهور بغزارة بسبب تقليد الإعلاميين عمرو أديب وريهام سعيد وأحمد المسلمانى وانتقاد قناة الجزيرة، كذلك لوحة عن تأثير السوشيال ميديا على حياة المصريين وكيف اختلف اللقاء بين الشاب وحبيبته بعد10 سنوات، كيف كانت لقاءات الجامعة وكيف أصبحت بعد ظهور فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من تلك المواقع، لوحة عن الأمن المفقود فى الشارع المصرى تبدأ وتنتهى بعبارة يوسف وهبى الشهيرة من فيلم «حياة أو موت» التى يقول بها إن واجب الشرطة السهر على خدمة الجمهور، بينما العلاقة الآن باتت حميمية بين الضحية واللص بسبب كثرة السرقات، يحدث كل هذا وسط ضحك غزير وتأمل عميق لكل تفصيلة فى العرض، أما النوستالجيا التى يعشقها خالد جلال على ما يبدو فحاضرة كما كانت حاضرة بقوة فى «قهوة سادة» من خلال مشهد مونودراما يقول فيه المصور إن الكاميرا لم تعد تعمل ليس لأنها قديمة ولكن لأنها لم تعد تجد صورا تدعو للفخر كى تلتقطها كما الصور التى عرضها هو فى ألبومه القديم الممزق، الكاميرا الآن مهمتها التقاط صورنا فقط عبر «السيلفى» لم نعد نرى إلا أنفسنا كما يؤكد «بعد الليل».

قائمة الأسماء

وإذا كان العرض يشهد يوميا حضور نجوم كبار يحاول خالد جلال من خلالهم تقديم المواهب الجديدة للسوق مباشرة بعيدا عن برامج اكتشاف المواهب الزائفة التى تهتم فقط بدخل رسائل المحمول وتثير النعرات القومية، إذا كان العرض يحضره كل يوم نجوم كبار، لكن أبطاله ايضا يستحقون التحية وأن نكتب أسماءهم منذ الآن على صفحات الصبوحة حتى يحققوا انجازات تستحق أن يكون لكل واحد فيهم موضوع مستقل، أبطال عرض «بعد الليل» هم محمد عز، نور قدرى، إسلام عبد الله، ميرنا جميل، محمود الليثى، سارة إبراهيم، تونى ماهر، جيهان الرازى، باسنت هشام، أحمد سالم، إسراء الصابونى، أحمد هاشم، وفاء الشرقاوى، محمد مجدى، سعاد الهوارى، مو مجدى، باهر الشافعى، نهلة كمال، ماجد الشريف، دينا هريدى، عصام زيدان، نهى طاهر، ايليا نادر، رنا هريدى، جاسر مصطفى، نورى الحافظ، محمود خالد، اسما عبدالله، أحمد ممتاز، بيشوى عادل، فرح محمد، عصام متولى.•

صباح الخير المصرية في

27.01.2015

 
 

جونى ديب يخوض أصعب اختبار فى حياته بفيلم «موردكاى»

اعداد – رشا عبدالحميد

·        بطل «قراصنة الكاريبى» أخفق فى فيلميه السابقين ومخاوف من فشل الثالث

يخوض النجم الأمريكى الشهير جونى ديب، بطل سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبى»، أصعب اختبار فى حياته، والذى قد يطيح به من قائمة نجوم الصف الأول فى هوليود أو ينجح فى تجاوز الإخفاقات التى مر بها فى فيلميه السابقين.

موقع مجلة «هوليود ريبورتر» ألقى الضوء على الاختبار الذى يخوضه جونى ديب، مشيرا إلى أن نتيجة الاختبار ستتضح خلال أيام بعد طرح أحدث أفلامه «مورديكاى»، والذى بدأ عرضه الجمعة الماضى بالولايات المتحدة، حيث توقع الموقع أن يحقق الفيلم إيرادات منخفضة قد تصل إلى عشرة ملايين دولار فى أسبوعه الأول، على الرغم من أن تكلفته الانتاجية وصلت إلى 60 مليون دولار.

يشاركه فى بطولة هذا الفيلم جوينيث بالترو وايوان ماكجريجور ويخرجه ديفيد كيب، وتدور احداثه حول تشارلى مورديكاى الذى يبحث عن لوحة فنية مسروقة يقال إنها تحمل كودا سريا يؤدى إلى الذهب النازى المفقود.

وأشار موقع المجلة إلى أنه تم خفض أجر جونى ديب بشكل ملحوظ فى فيلم «مورديكاى»، ولكن اختلفوا حول الرقم الذى حصل عليه، حيث أوضحت أنه أقل من عشرة ملايين دولار، وذهبت إلى أنه ربما يكون ستة أو ثمانية ملايين فقط.

وسيكون فشل هذا الفيلم هو الثالث فى مشواره الفنى بعد فيلمه «التفوق» الذى عرض العام الماضى حيث وصلت تكلفته الانتاجية 100 مليون دولار، بينما حقق 23 مليون دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية، و103 ملايين دولار فى أنحاء العالم.

أيضا فيلمه «الحارس الوحيد» الذى بلغت تكلفته انتاجه 250 مليون دولار وحقق ايرادات 89 مليون دولار فى الولايات المتحدة، و261 مليون دولار بعرضه الخارجية.

ورغم مشاركته بفيلم «فى الغابة» الذى حقق 116 مليون دولار، ومازال يجنى الايرادات فى الولايات المتحدة وخارجها، الا أن ذلك يعود إلى مشاركة النجمة ميريل ستريب فى بطولة العمل مما ساهم فى نجاحه بهذا الشكل الكبير، بحسب موقع المجلة.

ورجحت المجلة أن يكون تراجع إيرادات جونى ديب هو سبب عودته إلى شركة ديزنى من جديد التى جعلت منه نجما حيث سيقدم معهم فيلم «أليس فى بلاد العجائب» الجزء الثانى، الذى بدأ فى تصويره ليعرض فى شهر مايو 2016، إلى جانب فيلم «قراصنة الكاريبى» الجزء الخامس، والذى سيبدأ تصويره فى فبراير المقبل، ليتم عرضه فى يوليو 2017.

الشروق المصرية في

27.01.2015

 
 

المنصف بربوش: "صراع" تونس الذي لم ينته

تونس ـ رشيد الحسني

منذ خروجه إلى الأضواء قبل أسابيع وفيلم "صراع" للمخرج المنصف بربوش يثير ضجيجاً في تونس. وكان الفيلم أثار جدلاً إثر استبعاده من قائمة الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من "أيام قرطاج السينمائية"، بين مَن رأوا فيه شريطاً ضعيفاً فنياً محمّلاً بأبعاد أيديولوجية، ومن دافعوا عنه واصفين استبعاده بالحركة السياسية.

الشريط، الذي بدأت عروضه أخيراً في بعض المدن التونسية، يروي جوانب من معاناة أعضاء "حركة النهضة" الإسلامية التي كانت ممنوعة من النشاط السياسي في فترة حكم بن علي، وصولاً إلى سقوط الأخير مع الثورة ورحيله مطلع 2011.

تبدأ أحداث الفيلم بسرد مفاصل خيبة التونسيين بالحرية الموعودة للنظام "النوفمبري" في مطلع تسعينيات القرن الماضي. ويبدو المخرج، في مدخله هذا، وفي مواضع كثيرة من الشريط، منقاداً إلى خطوط تجربته الشخصية كمثقف وناشط إسلامي أجبر في تلك الفترة من تاريخ البلاد على مغادرتها إلى المنفى القسري.

"يركز الفيلم على التعذيب كوسيلة إخضاع في زمن بن علي"

ولعل بربوش، بهذا الخيار، يحاول أن يجعل من فيلمه "ملحمة" تصوّر انكسار تجربة فكر الإسلام السياسي في تونس عند بواكيرها. ولئن حاول المرور بتجارب سياسية ونقابية أخرى على غرار الفكر اليساري والقومي العروبي، إلا أن تمجيد رموز "حركة النهضة" في فيلمه جعله، في أكثر من تفصيل، قريباً إلى السينما الدعائية.

يدور سرد الفيلم (كتب السيناريو الحسين محنوش) حول قصة الأستاذ مصطفى (صالح الجدي)، المناضل الإسلامي، الذي تستند إليه بقية مصائر الشخصيات. والأستاذ مصطفى، الذي تشكل زوجته، عازفة الموسيقى، وابنه مصطفى، عنصرين أساسين في قصته وحبكة الفيلم؛ يعد رمزاً لعدد هائل من الناشطين السياسيين في تونس، كما يقترح الشريط.

يركز "صراع" بشكل مكثف على التعذيب كوسيلة إخضاع في زمن بن علي، تطال الرجال والنساء وحتى الأطفال، حيث يتوزع كثير من مشاهد الفيلم في السجون وأقبية التعذيب.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، يقول المخرج المنصف بربوش معلقاً على قضية استبعاد شريطه من "أيام قرطاج السينمائية" بحجة ضعفه فنياً، قبل تأجيل عرضه: "فيلمي كان رهينة للانتخابات (الرئاسية الأخيرة)، خصوصاً وأن محتواه يقلق كثيراً من السياسيين وحتى بعض السينمائيين، سيما هؤلاء الذين طُردوا من باب الثورة الكبير ورجعوا من شباك الانتخابات الصغير".

بربوش، الذي تسجل سيرته الإخراجية عدداً من الأفلام الروائية والوثائقية، يعكف حالياً، كما يقول، على إنجاز فيلم جديد يتناول سيرة بشيرة بن مراد رائدة النهضة النسائية في تونس.

في ذكرى ميلاده.. نجوم لم ينسوا يوسف شاهين

القاهرة ــ العربي الجديد

بادرت الممثلة يسرا اللوزي، التي شهدت السينما المصرية ظهورها الأول من خلال المخرج، يوسف شاهين، في فيلمه "إسكندرية نيويورك"، في حديثها إلى "العربي الجديد"، بالقول إنّها تعلمت من شاهين الكثير، ومنها، تبسيط حياتها، وأنّ التمثيل لا يعتمد على الجمال فقط، لأنّ الجمهور لا يحب من يضحك عليه.

وأضافت أنّ أبرز ما كان يميّز يوسف أنّه كان يكره كثافة الماكياج على وجه الممثلة، وهو ما انعكس عليها حتى أنّها أصبحت لا تحب الماكياج، وحين تكون بعيدة عن الاستوديو تستغني عن الماكياج تماماً.

من ناحيتها، أوضحت الممثلة،منة شلبي، أن أبرز وأطرف موقف حدث لها مع شاهين، حين قالت له بعفوية إنّها لا تفهم أفلامه، فنعتها وقتها بـ"الحمارة"، فاندهشت وخافت، وأجابته: "أنا وسبعين مليون مصري لا نفهم أفلامك".وعادت منة لتصف شاهين بأنّه، على الرغم من جديته وقوته على المسرح، إلاّ أنّه إنسان خفيف الظل وقلبه طيب جداً، وكان أباً لكل الفنانين.

أما الفنانة يسرا فتذكرت مواقفها مع شاهين، عندما طلب منها تغيير لون شعرها إلى الأسود من أجل دورها في فيلم "حدوتة مصرية"، مشيرة إلى أنّ ذلك كان بمثابة الكارثة الإنسانية، لأنها لم تفكر يوماً في تغيير لون شعرها، لكنّها رضخت لطلبه. وتذكرت يسرا موقفاً آخر عندما عرض عليها فيلم "حدوتة مصرية" وخافت أن تخذله من أداء دور الشخصيّة فاعتذرت. وحين علم باعتذارها، ذهب إليها في منزلها، ودخل غرفة نومها، قائلاً: "أنا برّا هشرب نسكافيه تكوني لبستي، عندنا تصوير".

وأشارت يسرا إلى أنّها كانت تعتبر شاهين بمثابة والدها، لأنه كان يخاف عليها، وأثّر فيها كثيراً، ويكفي أنّ أفلامه ما زال يتحدّث عنها الجميع، كما أنّ مدرسته تخرّج منها عشرات الفنانين، وكان أيقونة الفن المصري، ولا يمكن نسيانه.

أما الممثلة المصرية، عايدة رياض، التي سبق وشاركت شاهين في أحد أفلامه التسجيلية فقالت: "كان دوري صغيرا في الفيلم وغير معروف. لكن بعيداً عن العمل والدور، يكفي أنّ يوسف شاهين عبقري"، موضّحة أنّه كان يغضب لو شعر أنّ ممثلاً يبالغ في أدائه أو أنّ وجهه غير معبّر، وكان يصرخ: "ملامحك ميتة" ". وهذا ما أرعبها خشية أن يصفها هي أيضاً بهذا الوصف المحبط، لكنها فهمت الدرس سريعاً، وتعلمت منه كيفيّة التعبير بوجهها، وليس باللغة الحوارية فقط.

أخيراً قال الممثل المصري، يوسف الشريف، إنّ تجربته وحيدة مع شاهين في فيلم "هي فوضى"، موضحاً أنه كان يتمنى مشاركته في أعمال عديدة. ووصف شاهين بأنّه مدرسة ومحظوظ من يتخرج منها. واعتبر الشريف أنّه تعلّم من شاهين أن يكون ممثلاً يحترم جمهوره ويقدّره، ومنذ ذلك الوقت، بدأ يتنبّه لوجود الجمهور بشكل كبير. كما تعلّم أن يمثّل بنظرات العين، لذا كان أثناء التصوير يتدرب كثيراً على كيفيّة جعل عينيه معبرتين عما يريد قوله من دون أن ينطق بحرف واحد. 

"مظهر" و"بجاتو" في احتفال "إلهام" بـ"هز وسط البلد"

القاهرة ــ العربي الجديد

الفيلم اسمه "هز وسط البلد"، وبطلته إلهام شاهين، ويدور حول وجود الكثير من الدخلاء على الوسط الفني، لكن الاحتفال بإطلاقه في دور العرض السينمائي المصرية، أمس الإثنين، حضره عدد من رموز "30 يونيو" ووزراء سابقون من المؤيدين للرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي.

منذ الأيام الأولى لثورة يناير 2011 كانت إلهام شاهين تهاجم الثوار، وظلت على موقفها المدافع عن نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، وعن مبارك نفسه، بالهجوم على الثوار واتهامهم بالخيانة وتلقي الأموال من الخارج.

لم تكن إلهام وحدها، وإنما تبعها عدد كبير من الفنانين والمشاهير، وفي عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، ظهرت الأصوات عالية، وباتت إلهام أحد أبرز المشاهير المعارضين لسلطة الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

مساء أمس، الإثنين، احتفل فريق عمل فيلم "هز وسط البلد" الذي أنتجته إلهام شاهين، وتقوم ببطولته مع زينة وحورية فرغلي وفتحي عبد الوهاب ومحمود قابيل وتامر عبد المنعم والأردني منذر رياحنة وأنوشكا وهياتم ولطفي لبيب، وهو من تأليف وإخراج محمد أبو سيف، في سينما فاميلي المعادي بالقاهرة.

وأثار حضور الداعية، مظهر شاهين، العرض الخاص جدلا واسعا؛ حيث أعاد إلى أذهان الحضور قصته مع إلهام شاهين ودفاعه عنها، بعدما تداول البعض أقاويلَ ساخرة حول أن مظهر شقيق إلهام، وهو ما دفع مظهر وقتها للرد عبر برنامجه قائلا إنه "وإن لم يكن شقيق إلهام لكن ما بينهما ليس فقط تشابه أسماء، وإنما تشابه أخلاق، ويجمع بيننا أننا مصريون وأيدينا غير ملوثة بالدماء ولم نتخابر، وخرجنا معا مع آخرين لبعض الدول العربية لدعوتها للتضامن مع الحكومة المصرية في 30 يونيو".

وحضر العرض الخاص وزير العدل السابق المستشار حاتم بجاتو، في ظهور نادر له في أية مناسبة، كما حضر وزير الإعلام السابق أسامة هيكل، ووزير التعليم العالي السابق هاني خلاف، ووزير النقل السابق المهندس علاء فهمي، وعدد من الفنانين مثل ليلى علوي وهالة صدقي ورئيس المركز الكاثوليكي، الأب بطرس دانيال.

وتدور أحداث فيلم "هز وسط البلد" في يوم واحد، حول مجموعة من الأشخاص يعملون في وسط البلد، لنتعرف على قصصهم المختلفة، ويناقش العمل عددا من القضايا من بينها الإرهاب، وخطف وبيع الأطفال، وفكرة وجود دخلاء على الوسط الفني يقدمون نماذج سلبية تتسبب في تدني ذوق المواطن.

وكان الإعلان الدعائي الرسمي لفيلم "هز وسط البلد" قد تسبب في صدمة للكثيرين، بسبب احتوائه على مشاهد "سحاق جنسي"، والعديد من الألفاظ الخارجة، والإيحاءات والإيماءات الجنسية.

ويظهر في الإعلان الدعائي للفيلم  تبريرات للفقر، الذي يدفع الفتيات إلى احتراف الرقص في الملاهي الليلية أو امتهان الدعارة.

كما يظهر الممثل عمرو حسن يوسف كعضو في جماعة إسلامية يخطط لتنفيذ عملية إرهابية، بزرع قنبلة.

العربي الجديد اللندنية في

27.01.2015

 
 

محسن محيي الدين في حديث من القلب:

للدراما أعود مع «أوراق التـوت»

حوار : رضا الشناوى

محسن محيي الدين فنان ذو مواصفات خاصة جدا وأجمل صفاته أنه يتحرك منذ ظهوره في السبعينيات بدقة وخطوات محسوبة لاختيار الأدوار المتميزة تاركا بوصلته تغوص في عالم الإبداع والتفوق ما بين السينما والمسرح والتليفزيون.. وقد استطاع أن يثبت عبر الأعمال التي قدمها أن لديه طاقات فنية متعددة عرف من خلالها طريقه للنجومية وبالتحديد منذ أن اكتشف موهبته المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين الذي قدمه في روائع أفلامه إسكندرية ليه والوداع يا بونابرت.  مع بداية التسعينيات ابتعد لفترة بسبب أزمة الخليج ولكنه صحح المسار بالعمل مخرجا لأفلام الكارتون ومقدما للبرامج الدينية خاصة بعدما تعرض فيلمه «انتفاضة» لأزمة مع الرقابة بسبب فكر النظام السابق.. وهاهو يعود بنقطة تحول كبيرة في مسيرته الفنية من خلال مسلسل أوراق التوت.. حول الكثير مما تعرض له من مشاكل ورغبته في التحدي بعودة قوية وأشياء أخري دار الحوار مع الفنان محسن محيي الدين.

·        ما حكاية اعتزالك للفن ثم توجهك للعمل بالبرامج الدينية وكارتون الأطفال؟

- لم أعتزل الساحة الفنية وما حدث نوع من تصحيح المسار حيث عملت بعد توقفي عن تقديم الأعمال الدرامية مقدما لبرامج دينية منها محمد عظيم الدنيا والآخرة.. أحباب الله ـ إيمانيات ـ أنوار الصالحين.. وقمت بإخراج برنامج شباب الإسلام.. وقدمت برامج كارتون للأطفال من تأليفي وتنفيذي وإخراجي ومنها تعاليم السنة ولكن بشكل فني حديث تعاظم ولع الجمهور بها خصوصا في الدول الأوربية والخليجية.

·        ولكن يقال إن رفض فيلمك «انتفاضة» وقتها كان السبب الحقيقي لتوقفك عن السينما؟

- بالفعل كنت أقدم سيناريوهات لأفلام سينمائية وللأسف كان يتم رفضها لجرأة موضوعاتها ورقابة ما قبل ثورة يناير 2011 وكانوا يعتبرونها مخالفة لفكر النظام ووقتها تقدمت بفيلم «انتفاضة» وكان يدور حول الشباب الذي يسافر لإسرائيل ويتزوج وينجب أبناء.. وبالطبع حسب قانونهم يعتبرون يهودا.. وقصدت في مضمون الفيلم أنه لا يصح أن يهرب أولادنا لهناك ولا نتخذ ضدهم الإجراءات اللازمة.. وفوجئت بهجوم شديد وتم رفض الفيلم والغريب أن الصحافة كانت تنتقدني وسيناريو الفيلم موجود بالرقابة ولم يظهر للنور.. وهذا كان للعلم بفعل فاعل.. وبعد أن فهمت ما يحاك ضدي من مؤامرات جاء توقف السينما بسبب حرب الخليج لمدة عشر سنوات بمثابة طوق الإنقاذ لي رغم تعرضي لظلم كبير مع جيلي الذي أنتمي إليه.

·        ويتردد تقديمك لأدوار ممتعة قبل تركك للساحة مباشرة؟

- قدمت تجربة ممتعة جدا في أفلام يشار إليها بالبنان منها فيلم شباب علي كف عفريت من تأليفي وإنتاجي وإخراجي وتحدثت فيه عن مشاكل الشباب وغياب نموذج ابن البلد الحقيقي بكل أشكاله ومتناقضاته بسبب صراع المادة، وقدمت أيضا نماذج لقضايا متنوعة موجودة في نسيج المجتمع وذلك في أفلام اللعب مع الشياطين وإلا أمي والمذنبون الأبرياء.. وقدمت أيضا مسرحية مسألة مبدأ علي مسرح الدولة.. وبصراحة أنا أعشق هذه النوعية من الأدوار لأنها تمس الوجدان وتصل بسرعة لقلوب المشاهدين.

·        ولكنك قدمت أعمالا يغلب عليها الطابع الكوميدي  هل تنوي تقديم مثلها مستقبلا؟

- كل أعمالي الفنية دراما اجتماعية هادفة تغوص في مشاكل الحياة والأسرة وتطرح حلولا لها ولكن بالفعل يحدث في أعمال كثيرة منها ما يسمي بكوميديا الموقف داخل نسيج العمل فمن هنا يأتي الضحك والابتسامة مثلما حدث في مسلسل فيه حاجة غلط وعلي بيه مظهر والأخير قدمته مسرحية بنفس الاسم ـ ونفس النوعية قدمتها أيضا في مسرحية سك علي بناتك.

·        ماذا اكتسبت من أفلامك مع الراحل يوسف شاهين؟

- الراحل يوسف شاهين من أهم فناني ومخرجي مصر والوطن العربي ويحق القول إنه أكاديمية فنية عالمية.. وبالفعل تعلمت منه الكثير في جوانب دراسة الشخصية التي أقدمها من بدايتها لنهايتها بكل ما تحمله من أبعاد نفسية والمؤثرات التي تؤثر فيها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا مما يؤدي لجعل الأداء مختلفا ومميزا، هذا بخلاف تعلمي الدقة والتركيز من جلوسه لفترة طويلة عند كتابته لأي فيلم حيث كان لا يترك شيئا للصدفة ولهذا وصلت كل أعماله للعالمية.. بعكس ما يحدث هذه الأيام من سلق منتجين ومخرجين لأفلامهم في مدة أسبوعين وكأن هناك سباقا علي من ينجح في إنهاء تصوير فيلمه قبل الآخر.

·        ألم تأت فرصة للمشاركة مع خالد يوسف؟

- كانت علاقتي بالمخرجين يسري نصر الله وأحمد محرز ورضوان الكاشف وعاطف الطيب.. فهؤلاء جميعا كانوا مساعدين ليوسف شاهين.. ولكني لم ألتق بالمخرج خالد يوسف ولم أتعامل معه.. ولكن كل أعماله تؤكد أنه مخرج جيد ومتميز ولو أتيحت لي الفرصة للعمل معه فلن أتردد.. بحيث يكون العمل جيدا والدور يناسبني ويضيف لي جديدا.

·        إحك لنا.. كيف جاءت عودتك للتليفزيون بالتحديد؟

- سبق وقدمت بنوع من حنين للثورة فيلما روائيا قصيرا خلال فترة إخراجي لكارتون الأطفال والبرامج الدينية بعنوان «خيط ضعيف» وكان يدور حول علاقة المحبة والإخاء والإنسانية بين المسلمين والمسيحيين.. والفيلم لاقي نجاحا كبيرا خلال عرضه بالتليفزيون ـ وبعدها فكرت رغم توقف عجلة السينما في تقديم فيلم آخر من تأليفي بعنوان «الخطاب الأخير» ووقتها اتصل بي الفنان والمنتج تامر عبدالمنعم للمشاركة في بطولة مسلسل المرافعة ـ وأعجبتني القصة والثراء الدرامي في الدور حيث كشف الصراع بين رجال الأعمال في مجال البيزنس ـ وفكر كل واحد واتجاهاته فمنهم من استقطبه الحزب الوطني وآخر مع الإخوان.. ومع الأحداث انكشفت المصالح والفساد الذي تسبب في وجود الانقسام والشروخ في مجتمع الأسرة.

ويكمل الفنان محسن محيي الدين ويقول: أما في مسلسل فرق توقيت فقد تعرض لكل التفاصيل الخاصة برب الأسرة الذي يعلم إمكانيات أبنائه وطموحاتهم ولكن يأتي الصراع شديداً وسط المتغيرات ليفكك أحلام بناء الأسرة ويسعي الأب لإيجاد حلول للقضاء علي هذا التفكك.. وللعلم فقد جاء ظهوري في المسلسلين فرصة جيدة ليعرفني الجيل الجديد.. وبعدها أستطيع العودة إلي السينما.

·        السينما المصرية هل تجاوزت أزمتها؟ وهل أوفت سينما ثورة 25 يناير بالغرض؟

ـ لم أشاهد غالبية الأفلام التي خرجت فترة ما بعد ثورة يناير ـ ولكن أعجبني مما شاهدته فيلمي «صرخة نملة وبنتين من مصر» فكلاهما يحمل بداخله معالجة جديدة لأفكار وقضايا جديدة.. وبالنسبة للسينما فهي مازالت تحتاج للكثير.. وأري أنه بعد مؤتمر الإبداع الذي دعت إليه مؤسسة أخبار اليوم العريقة سوف تحدث انفراجة بعد تعاون الجميع في الحقل الفني، وللعلم دائما ما يحدث بعد كل ثورة اختلاف في الأعمال الفنية بدليل تقديم أفلام متميزة بعد ثورة 1952 وجميعها من علامات السينما المصرية ووقتها كان أيضا هناك أفلام لايت وبعد النكسة ظهرت مثل هذه النوعية.. ونحن علي أمل حدوث الانفراجة وغياب تقديم نوعية الأفلام التجارية وتغيير فكر الرقابة حتي نشاهد أفلاما راقية المستوي وتعود السينما لريادتها علي الساحة العربية والأفريقية والعالمية.

·        هل هناك شخصية معينة تتمني تجسيدها؟

- حققت نجاحاتي في كل شخصيات أعمالي وآخرها مسلسلا فرق توقيت والمرافعة.. وهنا أوضح أن الممثل يجب أن يجسد كل الشخصيات ولا يبقي حبيسا في إطار شخصية معينة خاصة أننا بعد مرحلة النضوج الفكري والعقلي واكتساب الخبرات يجب أن نعيش اختيار الأدوار بالبوصلة التي تعرف مسارها لخدمة الوطن وطرح حلول لمشاكل المجتمع.

·        أخيرا ما هو جديدك علي الساحة الفنية؟

- أستعد لتصوير مسلسل جديد بعنوان أوراق التوت وهو عمل فني ضخم تدور أحداثه في إطار تاريخي حول فترة انتشار الإسلام وأشارك في بطولته مع نخبة كبيرة من النجوم منهم كمال أبورية ـ خالد زكي  أحمد فؤاد سليم ـ صابرين ـ سميحة أيوب ـ هايدي كرم والسورية صفاء سلطان والسعودي ماجد العبيد، المسلسل تأليف أيمن سلامة وإخراج هاني إسماعيل وأؤكد أن الدور سيكون نقلة فنية جديدة في مشواري الفني.

قراءة في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية

بعد الترميم.. زوجة فرعون» فيلم الافتتاح

بقلم : نعمــــــة الـلـــــه حســـيـن

في أحضان التاريخ وبين أروقة معبد الأقصر «طيبة».. شهدت العاصمة الفرعونية القديمة افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثالثة.. والذي تقيمه مؤسسة نون الثقافية برئاسة د. محمد القليوبي.. وبرئاسة د. ماجدة واصف.. وقد تم تكريم الفنانة (لبلبة).. وأهديت الدورة لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي رحلت عن دنيانا منذ فترة قصيرة.

أما رئيس شرف الدورة الثالثة فهو الفنان التشكيلي «آدم حنين».. وقد بلغ عدد الأفلام المشاركة في المهرجان (66) فيلما في الأقسام المختلفة.. حيث ضمت المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة (16) فيلما.. أما الأفلام القصيرة (12) فيلما .. بالإضافة إلي البرامج التالية المشاركة في المهرجان.. برنامج (ليالي المصرية).. ويعرض بها أربعة أفلام حديثة.. وبرنامج لتكريم السينما الفرنسية ويشتمل علي سينما المرأة.. وأفلام لتكريم «إيف بواسيه» رئيس لجنة التحكيم الدولية.. وأخيرا برنامج عن السينما الفرنسية الحديثة.

ويشارك في لجنة التحكيم الفنانة لبلبة بالإضافة لكل من «أليني كوسيفيدو» منتجة من اليونان.. «إيبرهاد سبرنج» صحفي وناقد من ألمانيا.. والممثلة النرويجية (جان هيلتبرج) ورئيس مهرجان بلجراد من صربيا.. والمخرجة الشابة «هالة لطفي».

هذا بالإضافة إلي تكريم خاص للصديق العزيز الراحل «فايز غالي» السيناريست اللامع الذي فقدناه وخسرته السينما المصرية.. قدم فيها عددا من السيناريوهات الجادة لأفلام ناجحة تعد علامة في السينما المصرية.. رحل «فايز غالي» عاشق الحياة قبل أن يحقق حلمه الكبير بإنتاج فيلم عن طفولة السيد المسيح.

ومن أفضل وأهم الأفلام التي قدمها «الطريق إلي إيلات» إخراج إنعام محمد علي.

أما في قسم السينما العربية فقد عرض فيه خمسة أفلام «قصة ثواني» إخراج لارا سابا إنتاج لبنان والإمارات..  الجمعة الأخيرة إخراج يحيي العبد الله إنتاج مشترك (الأردن ـ الإمارات) والنهاية إخراج هشام العسري من إنتاج المغرب.. والفيلم الوهراني لياس سالم وهو إنتاج فرنسي جزائري.

وقد احتفل المهرجان بمئوية المخرج الراحل الكبير «صلاح أبو سيف» بعرض ستة أفلام «بين السما والأرض.. القاهرة 30.. أنا حرة.. الزوجة الثانية.. الوسادة الخالية.. وشباب امرأة».

كما تم الاحتفال أيضا بمئوية المخرج الكبير «كامل التلمساني» بعرض فيلمه الشهير «السوق السوداء» الذي أخرجه عام 1945 وشارك معه في كتابة السيناريو الفنان القدير «بيرم التونسي».

أما فيلم الافتتاح فهو «زوجة فرعون» للمخرج الألماني الشهير «لوبينش» وذلك بمناسبة ميلاد هذا المخرج الكبير والذي تم إخراجه عام 1918.. وكان قبل هذا الفيلم قدم فيلما قصيرا صامتا بعنوان (عيون المومياء).. وقد ضاع هذ الفيلم.. أما «زوجة فرعون» الذي اختير كفيلم الافتتاح فقد عرض أول مرة عام 1922 في الولايات المتحدة الأمريكية.. ولقد فقدت النسخة الأصلية.. وقد تم بالصدفة العثور علي أجزاء منه في عدة بلدان منها «روسية» وأخري باللغة الإيطالية.. وكذلك بعض المشاهد بالألمانية في متحف الفيلم بميونيخ.

ولقد أمضت د. فريدة مرعي مايقرب من عشرين عاما في البحث عن هذا الفيلم وترميمه.. ولقد كانت النسخ في حالة يرثي لها كما تقول د. فريدة.. لكن بكفاءة وجهود شركة (ألفا أوميجا ديجيتال) التي يرأسها المرمم المتخصص «توماس بكلز» وهذه هي النسخة الوحيدة شبه الكاملة علي مستوي العالم كله.

الفيلم صامت يحكي عن فرعون مصر القوي الذي يخشاه الشعب.. لكنه يقع في حب الجارية اليونانية لابنة ملك الحبشة الذي مفترض أن يتزوجها.. ويطالب ملك الحبشة باسترداد جاريته.. إلا أن الفرعون يقرر الزواج منها وألا يسلمها له.. وبسبب ذلك تقوم حرب شعواء يقود فيها ملك الحبشة.. جيوشه لغزو مصر الفيلم صور في صحراء برلين حيث شيد المخرج مدينة فرعونية كاملة مستوحاة من جنوب مصر.. ولقد اهتم بالملابس الفرعونية.. واستخدم مجاميع كثيرة في استعراضات مذهلة تفوق كل إمكانيات هذ العصر.. وقد ساعدت الأرض الصحراوية الشاسعة علي تحريك هذه المجاميع خصوصا وقت الحرب وتلاحم الجيوش.

وفي اليوم الأول للمهرجان عرض الفيلم الفرنسي «محطة قطار الشمال»..

«gare du mard» للمخرجة الفرنسية «كلير سيمون».. والذي يشارك في بطولته كل من الممثل ذي الأصول الجزائرية «رضا كاتب».. والفنانة القديرة «نيكول جارسيا».. وقد شاركت «كلير» بنفسها في تصوير الفيلم بالإضافة لمشاركتها في كتابة السيناريو.

والفيلم كما تقول فكرته تعود لمشاهدتها فيلم الراحل «يوسف شاهين» «باب الحديد».. وفيه تستعرض حياة مجموعة من الأشخاص يتلاقون في محطة القطار وتنشأ بينهم علاقات إنسانية.. محطة القطار هي مخصصة للقطارات المتجهة إلي أوروبا.. تلتقي فيها بجنسيات متعددة وهي ترمز لفرنسا بلد الحريات ولحياة الأقليات العرب.. وأفارقة وآسيويين وبالطبع فرنسيين.. وتبرز تفسخ العلاقات بين البشر.. فها هو الأب الذي فقد ابنته في زحمة الحياة ويبحث عنها.. والزوجة التي تعاني من مرض السرطان والإهمال من زوجها وتذهب للعلاج الإشعاعي بعد الكيماوي بمفردها.. ولكي تختصر الطريق تمر من داخل المحطة لتلتقي صدفة بإسماعيل الذي يهتم بها.. ويظل بجوارها قبل إجراء الجراحة التي تتوفي بعد إجرائها.. وحكاية سيدة أخري شابة جميلة تترك زوجها وطفليها الصغيرين لتحقق أحلامها في النجاح في العمل لتدرك بعد ذلك مدي الخسارة الفادحة في فقدانها محبة أبنائها والألم الشديد الذي سببته لهم.

الأشخاص كلهم يعيشون حياة استثنائية.. وإن كانت واقعية وما أكثر الأشخاص في حياتنا الذين تلتقي بهم صدفة لكنهم «يعلمون» في حياتنا.. ولا تستطيع نسيانهم أبدا.

في مسابقة الأفلام الطويلة كانت هناك أفلام جيدة بعض منها عرض في مهرجان «كان» الأخير وحقق نجاحا جماهيريا.. وفوزا من بينها الفيلم الروسي «ليفياثان» للمخرج «اندري زفياجنتسيف».. والفيلم التركي «جزيرة الذرة» للمخرج «جورج أوفاشفيلي».

وقد سبق أن قدمنا «حقل الذرة» أو «جزيرة الذرة» في رسائل مهرجان مونبلييه السينمائي الأخير.. ولقد حصل الفيلم يومها علي جائزة لجنة تحكيم الصحافة الدولية.. بالإضافة إلي لجنة التحكيم الدولية.

أما الفيلم الروسي «ليفياثان» إخراج «اندري زفيا جنتسيف» والذي يعكس فساد الحياة السياسية في روسيا.. ومافيا الإثراء علي حساب ممتلكات الدولة والأفراد مستغلين نفوذهم السياسي.

وقد سبق أن عرضنا أيضا هذا الفيلم في رسائل مهرجان «كان» الأخير.. وكانت مجلة آخر ساعة سباقة في هذا الموضوع.

كانت هذه بعضا من ملامح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.. وتحية لكل المشرفين عليه.. لأنه مهرجان جاد.. لا يعتمد علي أي بهرجة.. أو يهتم بها بل يقدم نوعية راقية من الأفلام وهذا ما نحتاجه.

صورة إنسانية: «لبلبة».. بنت مصر الجديدة

كتب : نعمة الله حسين

«لبلبة صاحبة القلب.. الذي لا يعرف سوي الحب.. الحب لكل الناس.. لا غيرة.. ولا حقد.. ولا حسد.. حالة من الرضا الكامل بما كتبه لها ربها وبالقسمة والنصيب.. تجعلها تنام هادئة براحة بال.. وذهن صاف.. وضمير مرتاح.

عشقت الفن.. وأفتقد أمي

بسيطة بدون ادعاء.. متواضعة لاتعرف الغرور.. مما يجعلها قريبة من القلب.. عفوية المشاعر والكلام.. قادرة علي طي المسافات بينها وبين من يلتقي بها.. يحوطها التقدير والاحترام.. هي للناس البسيطة من جمهورها علي اختلاف طبقاته ابنة وأخت.. أم وزوجة.. من فرط حنانها وحبها للآخرين.. وقدرتها علي العطاء بلا حدود.

عرفت الشهرة والأضواء منذ كانت طفلة صغيرة.. احترقت كالفراشة الرقيقة من شدة الوهج.. فقد سرقتا منها طفولتها وعاشت الشقا قبل الأوان ولكنه «الشقا» اللذيذ النابع من حبها للفن وبإيمانها بنفسها إنها تقف في المكان الصحيح لها في الحياة تدعمها والدتها وتساندها في كل خطوة .. هذه الأم الراعية كانت «لنونيا» مؤسسة داعمة للفن والفنون.

آمنت بموهبة ابنتها فاحتضنتها «وحابت عليها» ترعاها وتصقل من موهبتها.. برحيلها «انكسر» ظهر لبلبة.. لكن حب أهل الفن من زملائها وأصدقائها.. «رد» فيها الروح.. جعلها تتماسك ليقف معها ووراءها جمهورها من الصغار.. والكبار.

الصغار الذين عشقتهم وأعطتهم من عمرها الكثير وقدمت لهم مايزيد عن الثماني والعشرين أغنية مع الموسيقار الرائع الراحل «عمار الشريعي» والشقيقين «سيد وشوقي حجاب».

أيتام مصر وأطفال الملاجئ يعرفونها ويحبونها فهي تذهب إليهم في الخفاء تمضي معهم ساعات طويلة تلعب معهم تشاركهم طفولتهم في محاولة لإسعادهم.. ليس حبا فقط.. لكن ربما بحثا عن سعادة ضاعت منها صغيرة.. حيث لم يكن في وسعها أن تلعب مع الأطفال الصغار.. حيث لا وقت سوي للعمل والعمل الذي كانت تعشقه.. دون أن تنسي أن هذا القلب العامر المليء بالحب خاصة للأطفال يشبع «أمومة» حرمت منها بسبب معشوقها الفن.

قالت لي يوما ما.. أدخل محلات اللعب لأشتري العرائس الصغيرة.. وعندما يلاقيني أحد.. أشعر بالكسوف وأقول «ده لبنات أختي» لكن الحقيقة أنها تشتريها لنفسها لأنها لم تملك الوقت أبدا للعب.. ورغم «الشقا» الذي جعلها مصدراً أساسياً للدخل للأسرة.. فإنها لم تكن أبدا «مدللة» أو «مميزة».. لأن الأم وهي سيدة عظيمة كانت تدرك أن «المال.. والشهرة» من الممكن أن يفسدا «آخر العنقود».. البنت التي (جت) غلط بعد ثلاثة أطفال ولدين وبنت.. وكانت تفكر في الخلاص منها بعدما عرفت أنها حامل.. لكن الخوف من ربنا.. أبعد الأفكار السوداء عن ذهنها.. ولتصبح فيما بعد هذه البنت الآن أحسن الأبناء.. وأقربهم للأم.

رحم الله هذه الأم الطيبة التي كانت «لبلبة» تعمل لها ألف حساب.. وهي الفنانة الكبيرة.. فكانت ترفض أن تتأخر في المساء خوفا من والدتها.. ولا تأكل شيئا إلا وتجلب لها مثله من أي مكان في العالم تسافر إليه.. «لأن اللقمة الحلوة» لازم أن تقتسمها معها.. ولذلك أنا أفتقدها بشدة.

«نونيا» جميلة.. روحها شابة.. تضحك ضحكة صافية قائلة.. «طول عمري وأنا في حالي .. لا أحب الصراعات.. ولا الخناقات.. وماعرفش أتعامل إلا مع الناس اللي بحبهم.. راضية وقنوعة بالمقسوم.. لكن هذا لايؤثر علي طموحي الفني.

هذا الطموح النقي هو الذي جعلها تغير جلدها وصورتها من الفتاة الحلوة الشقية إلي الأدوار الصعبة التي حصدت بها جوائز عديدة.

الله يرحمك « ياعاطف يا طيب» اسم علي مسمي فقد كان حبوبا وعطوفا وطيبا.. لاتستطيع لبلبة أن تتمالك دموعها وهي تتحدث عنه.. قالت لي وللجميع بعد ذلك «أنا مدينة في حياتي الفنية بالكثير لعاطف الطيب.. لقاؤنا الأول كان في مهرجان «كان» حيث اعتدت علي التردد عليه منذ سنوات طويلة.. وقد عرفني بالطيب القدير «وحيد حامد».. وفي المساء كان هناك حفل.. وكنا جميعا مدعوين.. ولاحظت أنه بيراقبني.. أو بمعني أدق بيراقب تعبيرات وجهي.. ولما أنظر إليه.. كان يدير وجهه.. وقد استغربت بشدة واندهشت لأنه إنسان شديد التهذيب.. وعندما عدنا لمصر اتصل بي بعد فترة ليعرض علي دور المحامية في «ضد الحكومة» «خفت» بشدة وقلت له ذلك.. لكنه أجابني وهو يشجعني «أنا متأكد من نجاحك».

هذه الحكاية وبنفس دقة هذه الكلمات قالتها لي «لبلبة» وهي تمسح دموعها وكان ذلك عام 1997 أي منذ عشرين عاما تقريبا.. وكانت هي نفس الكلمات التي روتها في المؤتمر الصحفي الذي عقد لها.. وأيضا لم تتمالك دموعها.

هذا هو صدق «لبلبة» حديثها دائما واحد لايتغير.

صادقت «لبلبة» الفنانة.. ونونيا الإنسانة ورافقتها في سفريات عدة.. ولم أجد فرقا كبيرا في سلوك الإنسانة عن الفنانة قدر كبير من الاحترام والالتزام.

«لنونيا» طريقة مشي مميزة جدا.. قلت لها يوما من أين تأتين بهذه الرشاقة.. أجابتني من حياتي المعتدلة.. لا أشرب.. ولا أدخن أمارس الرياضة (الأيروبك) يوميا.. وأعشق ركوب الخيل.

عندما سئلت «نونيا» عن سنها لم تحاول الهروب من السؤال وقالت أخبي عمري ليه؟ الناس عارفاني ما أقدرش أضحك عليهم لأنهم لو حسبوها حايوصلوا للرقم الصحيح.. أنا في عمر ولادهم شوفي دول بقي عندهم قد إيه بقي؟

مايقرب من ثلاثين عاما.. وأنا أعرف «نونيا» عن قرب.. ظلمتها بهذه المعرفة.. لأني لم استطع أن أكتب عنها سوي مرة واحدة.. كلمات كانت شديدة الصدق جعلتني إلي اليوم عاجزة عن إعادة الكتابة عنها من جديد.. ومحاورتها.. لأنها صورة إنسانية موضوعة داخل إطار من الصدق لايمكن تغييره.. إنه «الصدق» و«البساطة».. التي تملك بهما كنوز الدنيا وأقصد بها (حب الناس).

آخر ساعة المصرية في

27.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)