كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

السينما والموسيقى..

تنويعات بليغة في عوالم إبداعية مليئة بالإشارات والدلالات

عمان - ناجح حسن

 

تنسج الموسيقى في الفن السينما علاقات متينة بين النص والصورة، كاشفة عن ثراء مخزونها التعبيري، في القدرة على انتاج معرفي يحوم حول اسئلة الذات والمكان والاحساس بالزمن، مثلما تغوص في أحلام ومخيلة المتلقي للفيلم لاستكناه معان بليغة تتجلى فيها افكار وخطابات المخرج وتأملاته وانفعالاته، كل ذلك يسري بمصاحبة دقيقة لصنوف من عوالم الموسيقى الرحبة، فهي تروي الجانب الآخر من صور الشخصيات وما وراء تعقيدات وتفاصيل صخب الحياة اليومية، حيث تعكس أمام نظر المشاهد نقاء وصفاء جماليات آسرة لدواخل البشر والطبيعة والكون.

وظلّ مثل هذا العنصر الدرامي الفتّان ذان يحظى بحضور لافت وجذاب بوصفه عنصرا رئيسيا ضمن مقومات الصناعة السينمائية، فهو يشكل واحدة من مفردات اللغة الجمالية في الفيلم، حيث يمتلك وظيفة حيوية في التعبير والنفاذ بسلاسة إلى ذهن المتلقي لخطاب الفيلم.

تعود أهمية الموسيقى في الفيلم منذ بدايات إكتشاف الفن السابع، عندما كان موزعو الأفلام وأصحاب الصالات يستأجرون أفراداً وجماعات من بين أشهر العازفين الموسيقيين لمصاحبة عروض الأفلام الصامتة للعزف مباشرة أمام المشاهدين.

ساهم هذا الأهتمام بالدور الفعّال للموسيقى في الفن السابع، بتوجه كثير من صناع السينما في حقبة مبكرة من نشأة هذا النوع من الفنون، الى تذوق الموسيقى والنهل من احكام وقواعد الفنون الموسيقيية ومعرفة خصائصها في اثراء الفيلم السينمائي سواء من ناحية ابداعية أم او من ناحية تفسير جملة الاحداث والوقائع التي يجري سردها امام بصر المشاهد.

من هنا جاءت مبادرات عدد من الرواد الاوائل في الاخراج السينمائي بالتعاون والمشاركة في وضع الموسيقى لافلامهم الصامتة التي غدت من اشهر كلاسيكيات الفن السابع، حيث تجدر الاشارة الى قيام رائد السينما الأميركية د. و. جريفيث، المعروف بمواهبه المتعددة، بالتعاون في تأليف الموسيقى التصويرية لفيلميه الشهيرين: «مولد أمة» 1915 و»تعصب» 1916، والتي قامت بعزفها فرقة موسيقية أثناء عرض الفيلمين.

وتواصل مثل هذا الاهتمام من قبل المخرجين الذين جاءوا في مرحلة ما بعد السينما الصامتة، وواظبوا على الاعتناء بالمفردات الموسيقية في اشتغالاتهم السينمائية، حتى باتت اسماؤهم تظهر على الشاشة مقترنة بموهبة التاليف الموسيقي، كما في افلام الممثل والمخرج شارلي شابلن وسينما المخرجين جون كاربنتر وكوينت تارانتينو وكلينت ايستوود رغم ما يتطلبه ذلك من الجهد والعناء.

بنية جمالية

وبفعل تزايد موضوعات القيمة الجمالية والمعرفية في الحضور القوي للموسيقى في الإبداع السينمائي، حرصت مهرجانات السينما الشهيرة الموزعة في ارجاء المعمورة، على تخصيص جوائز رفيعة لواضعي موسيقى الأفلام كجائزة (الأوسكار) مثلاً..، حيث نظمت تلك المهرجانات ملتقيات وندوات لمناقشة وظيفة التأليف الموسيقى كواحد من ابرز عناصر الدلالة البلاغية والامتاع في الفن السينمائي، وأيضا بفعل تعمقه في موضوع البحث الانساني الشاق عن المعرفة وطرح التساؤلات العديدة عن المقولات والافكار، وفي فك الغاز العلاقة بين الانسان ومجتمعه المثقل بالحواجز المادية، والقدرة في المواجهة المريرة والسخرية من القيم السائدة.

في هذا الاطار جاءت تجربة صناعة فيلم «زوربا اليوناني» للمخرج اليوناني مايكل كاكويانيس وهي تفيض بالموسيقى اليونانية العذبة، التي وضعها الموسيقار انجلو ثيودراكيس وهي تعانق بدقة متناهية احداث الفيلم المستمدة من رواية أدبية شهيرة تحمل العنوان نفسه للكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، عن حكاية رجل بسيط (زوربا) يبدو من عامة الناس، ثم غدا اسطورة حية في ارجاء المعمورة.

وفيه برع الممثل الشهير انطوني كوين بدور (زوربا) في تجسيد شخصية زوربا في دور التصق به الى نهاية حياته، وظهر في الفيلم وهو يرافق رجل ثري يسعى الى تحقيق مشروع استثماري في احد المناجم في جزيرة «كريت»، يبدو قانعاً بمصيره وقدره، دون تذمر او احساس بالمهانة، فهو رجل حر وشجاع ويتسم بمزاج وكرم نادرين، ويسكنه فهم حقيقي للحياة، ويعبر عن رغبته في ذلك بانحيازه الى القيم الانسانية، فهو يعيش منفلتاً من اية افكار جاهزة ، او احكام مفروضة عليه من محيطه الاجتماعي، ويخوض غمار حياته بشتى اشكال المغامرة ويواجه متاعب الحياة بألوان من الرقص والغناء والعزف على آلته الموسيقية في سعي لاشباع روحه، وأيضا في استدراك علاقات عابرة في بدايات شبابه، ويظل ملتصقاً بآلته الموسيقية البسيطة والرقص على نغماتها وهي تسيطر على أحاسيسه وتتحكم في عواطفه.

ولتعظيم قيمة الموسيقى في صناعة الافلام، اختار منظمو مهرجان البندقية السينمائي لدورته العام 2014، المؤلف الموسيقي السينمائي الفرنسي ألكسندر ديبلا رئيساً للجنة تحكيم هذا المهرجان الدولي المتخصص بإبداعات الفن السابع، الأمر الذي عدّ بمـثابـة تـحد إيجـابي يتـيح للفنـون التقـنية الأخرى فرصة الـتقدم خطوات إضافية على هذه الطريق، حيث جرى اعتبار هذا الموسيقار إنه ليس فقط كأحد نوابغ مؤلّفي الموسيقى المعاصرة للأفلام، بل شغوفاً ومتحمساً للسينما، وصاحب حساسية فنية مدهشة تضاف إلى معرفته العميقة بتاريخ الفن السينمائي ولغته البليغة.

وعلّق كثير من النقاد على هذا الإختيار بالقول، ان ديبلا ينحاز إلى الإكشتاف، في سعي دؤوب مؤثر إلى فهم جدلية العلاقة الخفيّة بين النص والموسـيقى، وهو مقتنع تماماً بأن الموسيقى قادرة على أن تكون شخصيـة فاعلـة ومؤثرة في بنية الفـيلم، مثلما راوأ أن هذا عائد أيضاً إلى شغف المخرجين بموسيقاه السينمائية التي يحقّقها في تناغم مع مضامين الأفلام رغم تنوع اساليب السرد فيها، حال تلك الموسيقى في فيلم «الكاتب الشـبح» 2010 للمخرج رومان بولانسكي، لافتين الى أن موسيقى ديبلا كانت تمتلك الدور الحاسم في العديد من مواقف الفيلم ومحطاته، ومـنحته طاقـة وقوة تعبيرية ذات دلالات تعبيرية أستطاعت خلق مناخات جذابة غير مرئية.

بفعل هذه الطاقات الكامنة للموسيقى، أصبح المؤلفون الموسيقيون يعالجون الموضوعات التشويقية التي تستند على ابعاد سيكولوجية واحداث فانتازية متخيلة، بيسر وسلاسة كما في اشتغالات الموسيقار ميكلوس روزا على الموسيقى التصويرية في افلام سيد التشويق المخرج الفريد هيتشكوك المشحونة بالتوتر، وهي تتبع انفعالات وهواجس وحيرة وقلق الشخصية الرئيسية بالفيلم، وكان ان قطف الموسيقار روزا احدى جوائز الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية للعام 1945.

ووظّف الموسيقار هيوجو فريدهوفر مقطوعاته اللحنية والايقاعية في فيلم «أفضل سنوات حياتنا»، الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية للعام 1946، حيث مزج فيها مشاعر الفخر والحزن لجنود عائدين من لظى الحرب.

مناخات صعبة

في فيلم «ظهيرة ساخنة» الذي ظهر العام 1952، واعتبر من بين علامات أفلام الغرب الاميركي، تتناول المخرج فريد زينمان موضوعا فريدا وعميقا وازن فيه بين الزمن الواقعي والزمن الفيلمي، وفيه سبر غور احداث وشخصيات، حيث شملت المقدمة الموسيقية للفيلم أغنية ملائمة لمناخ البيئة الصعبة الشديدة العزلة والفرادة ابان تلك الحقبة التي تسري فيها حكاية الفيلم، والتي يجري تصعيد الاحداث بها لتتفجر في نهاية الفيلم بأغنية اثيرة، حيث نال الموسيقار ديميتري تيومكين اثنتين من جوائز الأوسكار عن الفيلم، الأولى عن أفضل موسيقى تصويرية، والثانية عن أفضل أغنية بالفيلم.

مثل هذا الأسلوب المبتكر، تاثر فيه عدد من المخرجين العرب في افلامهم التي انجزت بعيدا عن قواعد واحكام السينما التقليدية كان منهم: المصري يوسف شاهين، اللبناني برهان علوية بفيلم «كفر قاسم»، والسوري محمد ملص بفيلم (أحلام المدينة»، والمغربي كمال كمال بفيلميه: «السيمفونية المغربية» و»الصوت الخفي»، جميعهم قدموا ألواناً من الموسيقى التراثية والكلاسيكية بشكل سينمائي جذّاب.

ومن بين النماذج المضيئة في استخدامات الموسيقى في السينما العربية تبرز تجربة يوسف شاهين، نظراً لتكوين شاهين الفطرى وميله الى الموسيقى، حيث نجد إبداعاته زاخرة بالماعات موسيقية داخل أفلامه، بدءاَ من فيلمه المعنون «بابا أمين»1950 مرورا بفيلم «الارض» 1972، ووصولا الى آخر أفلامه «هي فوضى» 2008، وفيها يبدو عنصر الموسيقى في هذه المسيرة المديدة، كأنها جزء لا يتجزأ من تكوينات شاهين المشهدية، لذلك كان شديد الصلة والتقارب مع مختلف الموسيقيين الذين صنعوا موسيقى أفلامه، إذ شارك العديد منهم فى رؤاهم الموسيقية، وكان اهتمامه بالموسيقى الكلاسيكية الغربية واضحاً فى بعض أفلامه مثل استخدامه الرابسودية الزرقاء للبيانو والأوركسترا للمؤلف الأمريكى جيرشوين فى فيلم «حدوتة مصرية» 1984، وأيضاً كونشيرتو الأوركسترا للمؤلف المجرى بيللا بارتوك فى فيلم «الاختيار» 1970وغيرها، حسب ما اوردته الناقدة والاكاديمية المصرية د. رانيا يحي، ليحقق فيها مجتمعة بعض النقاط الفلسفية الجمالية من أجل الوصول إلى عقل وقلب المتلقي.

غالبا ما كان يتعامل شاهين مع أفلامه وكأنها سيمفونية موسيقية ذات حركات أو أجزاء تتباين ما بين القوة والرقة ثم تتفجر الحركة الأخيرة فى نهاية درامية عالية وهذا ما ظهر فى كثير من أفلامه وفى مقدمتهما فيلم «الأرض»، لكنه بفيلم «المصير» ورغم سوداوية الموضوع وتوجهه الى المنحى التاريخي الفلسفي بان امام عين المشاهد كانه يغرف من الواقع السياسي المعاصر.

وسارت ابداعات المخرج الاسباني المخضرم كارلوس ساورا، التي كان احدثها فيلم «فلامنجو.. فلامنجو» في رحلة حقيقية إلى قلب الموروث الموسيقي بشتى صنوف أشكاله، والذي بدا تتويجا لاسهامته الغنية في براعة الجمع بين الموسيقى والسينما التي قدّمها في أفلام مثل: «ابنة العم أنجِليكا»، «إليسا، حياتي»، و»ماما تكمل المئة سنة»، عالج فيها قضايا وموضوعات متنوعة تعنى بجوانب من التاريخ والسيرة الذاتية وتلك التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنها الموسيقى على نحو خاص حال افلامه المعنونة: «كارمن»، «سحر الحب»، «تانغو» وقبل ذلك فيلم «كريا كويرفوس»، الذي حقق من الإيرادات والمشاهدة ما لم يكن قد حققه اي فيلم اسباني من قبل، بل إن الأغنية التي صاحبت الفيلم وحملت عنوانه اعادت الموسيقى والغناء الإسباني الى الواجهة من جديد.

لقد غدت مهمة التأليف الموسيقي للأفلام احترافية ذات خصوصية ابداعية لا تقل شأنا عن عمل المخرج ذاته، فهي تقترح وتبتكر حلولا من المقطوعات الموسيقية المفعمة بالبيئة الزمانية والمكانية والموروث الثقافي لشخوص الفيلم ومناخاته، وبحسب المؤلف الموسيقي البريطاني الهندي الاصل نيتين ساوهني: «الأصوات والأنماط المستخدمة في الموسيقى التصويرية تختلف باختلاف سيناريو الفيلم، وتعتمد على المشاعر والمواقف والشخصيات والتوجه العام للفيلم»، لافتا إلى انه أثناء تأليفه موسيقى لعمل سينمائي، «يحاول الدخول في أفكار المخرج وآرائه ومخيلته»، كاشفاً عن تجربته في فيلم «يوغوتو نو يومي»، في اللجوء إلى فرق أوركسترالية لتسليط الضوء على النقاط الدرامية في النص.

في هذا الإطار تتمظهر علاقة المؤلف الموسيقي العالمي موريس جار بنظرته الفطنة الى الموسيقى في الفن السابع، وهو دور، ليس من المبالغة أن نقول إن جار نفسه كان قد حسمه منذ زمن طويل، وحتى من قبل سنوات الستين من القرن العشرين، حين صعد وأصبح أحد أشهر مؤلفي الموسيقى في السينما، عن براعته في تأليف موسيقى فيلم «لورانس العرب» للمخرج دافيد لين، وفيه شق طريقه الى آفاق الشهرة العالمية منذ بداية حقبة الستينات من القرن الفائت.

ابهرت موسيقى «لورانس العرب» عشاق السينما في ارجاء العالم وذلك لتلك الاهتمامات الآتية من طاقات موريس جار التعبيرية بلغة الموسيقى، وأيضاً قدرته على المزج بين نوعيات موسيقية متباينة، مزج فيها اطياف من الموروث الموسيقي لجماعات وبيئات ثقافية متنوعة، لازمتها أحداث الفيلم التي كانت تدور في مناطق داخل حدود سوريا وتركيا والاردن والجزيرة العربية ومصر وانكلترا، مستخدماً عددا من آلالات الموسيقية الشعبية، في جمل لحنية تبدو طالعة من عمق الصحراء مغلفة بسحر الشرق، وهو ما واصل العمل عليه بافلام على غرار :»ممر الى الهند»، «ابنة رايان»،»دكتور زيفاجو»، جميعها من انجازات المخرج دافيد لين، وصولاً الى «الرسالة» للسوري مصطفى العقاد، «يسوع الناصري» للايطالي فرانكو زيفريللي، و»الشاهد» و»جمعية الشعراء الموتى» للاسترالي الأصل بيتر وير، وعنها ظل موريس جار يشير دائما دائماً انه بفضل دافيد لين، الذي فهم أكثر من غيره: «ان الإعتناء بعنصر الموسيقى في الفيلم ودمجه بهموم وتطلعات شخوص العمل السينمائي سيكون له مردود من الألق والجماليات والثراء الدرامي»، حيث رأى بشهادة هذا المخرج فهما مبكراً ورؤية ناضجة تجاه مفردات الفيلم كوسيط تعبيري، وهو ما دأب جار التأكيد عليه بالقول: «أنه يتوجب على الموسيقى أن تعطي الفيلم ابعاداً جديدة تنهض على مكوناتها وأن تقول أموراً لا تشاهد على الشاشة أو يجري تتداولها في الحوارات، لافتا الى ان براعة المؤلف الموسيقي وفطنته تكمن في انجاز هذا كله دون كسر التوازن الدرامي في العمل السينمائي».

على نقيض المؤلف الموسيقي جار، اعتبر المخرج الاميركي كوينتين تارانتينو «انه من غير الوارد أن يقبل بموسيقى أصلية في أفلامه، فهو لا يروق له قطعيا بأن يمنح شخصا او فنانا آخر سلطة موازية له في انجاز اعماله السينمائية»!، وواصل مفسراً في واحد من تصريحاته بمناسبة اطلاق فيلمه «ديانجو» العام 2012: «انه فعلاً جمعه الفيلم بتعاون غير مثمر دار في اجواء صعبة بالعلاقة مع المؤلف الموسيقي الايطالي الشهير انريكو موركوني لأسباب تتعلق في التباين بين رؤية كل منهما تجاه تفسير الاحداث التي جرى فيها استعادة احد ابرز افلام الويسترن سباغيتي».

حالة فلسفية

ومن بين اكثر الامثلة الساطعة على براعة توظيف المخرج للموسيقى التصويرية كعنصر اساسى فى افلامه، ما أورده المخرج الروسي اندريه تاركوفسكي في كتابه المعنون «النحت فى الزمن» والذي اشار فيه: «الى ان الموسيقى يمكن ان تضيف الى المادة المصورة حالة شعرية تتولد من تجربة المؤلف»، ففى فيلم السيرة الذاتية «المرآة»، على سبيل المثال، يتم تقديم الموسيقى باعتبارها عنصرا محوريا، فالموسيقى تُضيف الى الرؤية الذاتية احساسا لعالم واقعى فى عالم ميتافيزيقى، وهذا يوضح لماذا يستخدم تاركوفسكى الموسيقى فى افلامه دائما رغم بعض التحفظات، «يجب ان اقول بقناعة تامة اننى لا اعتقد ان السينما تحتاج الى الموسيقى»، لكنه يعترف بان الموسيقى «دائما ما تجد لنفسها مكانا فى افلامي شرط ان لا تعبر بسطحية عما يدور على الشاشة».

لكن التجربة الأكثر تميزاً وابداعاً ومتانة وبلاغة تجسدت في سينما المخرج ستانلي كوبريك، حيث يتذكر عشاق الموسيقى جرأة اقتحامه الصادم لعلامات موسيقية خالدة: «فالس الدانوب الأزرق» للموسيقار شتراوس، و»السيمفونية التاسعة» لبيتهوفن، والعديد من المقطوعات العائدة لباخ وموزارت، عندما صوّر افلامه المعنونة: «2001 أوديسا الفضاء»، «البرتقالة الآلية»، «البريق»، «باري ليندون»، وذلك على إيقاعات نغماتها وألحانها، في الوان من المشهديات البصرية الآسرة وهي تؤشر على التفسخ والعنف الطافح بالعلاقات الانسانية.

الرأي الأردنية في

24.01.2015

 
 

«فهرنهايت 451» لفرنسوا تروفو:

الهمجية تحرق الكتب لأنها عدوها الرئيسي

ابراهيم العريس

يتيح لنا الموسم السينمائي المقام هذه الأيام في بيروت لأفلام مختارة من تراث المخرج الفرنسي الراحل قبل ثلاثين سنة، فرنسوا تروفو، أن نعود إلى علامة مميزة، ليس فقط في سينما تروفو، بل كذلك في السينما الفرنسية ككل، لا سيما حين تقتبس من أدب الخيال العلمي الأميركي واحداً من النصوص التي تبدو الأكثر جذرية وقوة في الدفاع عن الفكر والثقافة في وجه همجية من المفترض أن الأزمان المقبلة ستحملها. والفيلم الذي يعنينا هنا هو «فهرنهايت 451» الذي شكل حين عُرض مفاجأة حقيقية، إذ بدا خارجاً عن مألوف سينما تروفو وسينما الموجة الفرنسية الجديدة التي كان تروفو ينتمي إليها بعدما ساهم في تأسيسها.

* يبدو المشهد الأساسي في الفيلم، والرواية معاً، على الصورة الآتية: يصل البطل خلال تجواله إلى منطقة نائية بعض الشيء تعيش في مأمن نسبي من السلطات الصارمة في رقابتها. منذ وصوله يشاهد رجالاً ونساء يتمشون شمالاًَ ويميناً، وهم كالمتمتمين. وإذ يتفرّس بهم يفهم بسرعة سر هذه التمتمة: أن كل واحد منهم يحفظ، عن ظهر قلب كتاباً استعار لنفسه اسم كاتبه. عليه أن يحفظ كل صفحات الكتاب في ذاكرته، لأنه إن لم يفعل ستفقد البشرية أي أمل في الاحتفاظ بنص هذا الكتاب. من هنا، فإن هؤلاء الأشخاص يكوّنون في ما بينهم مكتبة حية. والتصنيف ليس ضرورياً هنا طالما أن كل فرد يحمل الكتاب واسم صاحبه، ومستعد في كل لحظة للاستجابة إلى من يطلب منه إطلاعه على الكتاب.

> هذا المشهد الذي يبدو هنا جديراً بأدب جورج لويس بورخس، أو بسينما فيم فندرز، إنما هو واحد من المشاهد الأجمل والأقوى والأكثر دلالة في رواية «فهرنهايت 451». وللوهلة الأولى يبدو المشهد براقاً ربيعياً مفعماً بالأمل وحب الفن وحب الحياة. غير أن المسألة ليست على مثل هذا التألق. ذلك لأن هؤلاء الناس هم هنا وحولوا أنفسهم إلى مكتبة، لأن الكتاب، كل كتاب، بات ممنوعاً في تلك الدولة الفاشية الشمولية التي يعيشون فيها. كل كتاب مصيره أن يحرق وكل مكتبة في بيت تعرض صاحب البيت للسجن. ففي ملكوت السعادة الشمولية «المستقبلية» لا يقوم هنا الجمع وسعادته إلا على إلغاء وحرق كل ما يمت إلى الفرد بصلة، بما في ذلك الكتابة والقراءة. لكن الجانب الإيجابي في هذا كله هو أن عقل الإنسان القادر على صنع المعجزات، يقاوم الفاشية وعداءها للفكر والكتاب، بطرق مبتكرة، منها هذه الطريقة التي جعلها راي برادبري، أساساً لروايته.

> توضع رواية «فهرنهايت 451» عادة في خانة الروايات المستقبلية، سواء كانت خيالاً علمياً أو لم تكن... وهي تشكل، مع روايتي «1984» لجورج أورويل، و «عالم جديد شجاع» لآلدوس هاكسلي، ثلاثية تعبر أول ما تعبر عن مستقبلات لا يكون للفكر أو لأحلام الفرد فيها مكان. وفي بعض الأحيان تضاف إلى هذه الروايات الثلاث رواية أنطوني بارغس «البرتقال الآلي» (التي حولها ستانلي كوبريك إلى فيلم حمل العنوان نفسه). مهما يكن من أمر، فإن ما لا يجب أن يغرب عن بالنا هنا، هو أن القاسم المشترك الرئيسي بين روايات هاكسلي وأورويل وبرادبري، هو أنها - في حقيقتها الجوهرية - لا علاقة لها بالمستقبل بأي حال من الأحوال. فهي - إذ كتبت خلال حقب صعود الفاشية ثم الحرب الأهلية في القرن العشرين - تبدو في حقيقتها متحدثة عن الحاضر أكثر بكثير مما تبدو متحدثة عن المستقبل. ولعل ما يعزز هذه القناعة هو أن الكتاب الثلاثة (أورويل، هاكسلي وبرادبري) إنما أرادوا هنا أن يعبروا عن مخاوف آنية، هم الذين كانوا، أصلاً، آتين من مواقع أيديولوجية خيبت آمالهم، إذ تحول ما كان إيجابياً فيها، الى كوابيس (أورويل كان يؤمن باليسار الاشتراكي والثورة الروسية، وهاكسلي كان بولشفي الاتجاه، أما برادبري، فواضح أن ما في خلفية روايته «فهرنهايت 451»، إنما هو الممارسات النازية ضد كل فكر وثقافة). من هنا، واضح أن من الصعب الحديث عن أعمال تنتمي إلى الخيال العلمي المستقبلي، بل عن أعمال تنتمي إلى ما تمكن تسميته «الخيال السياسي».

> إذاً، شكلياً على الأقل، تدور رواية برادبري وبالتالي فيلم تروفو حول مستقبل، ليس على أي حال بعيداً جداً، تحظر السلطات فيه كل كتاب ومهما كان شأنه، لأن أفراد المجتمع الذي تحكمه هذه السلطات باتوا من الكآبة والاكفهرار، بحيث لم يعد الواحد منهم ودائماً وفق تشخيص السلطات نفسها في حاجة إلى الآخرين، أو إلى أعمال فكرية أو أدبية تذكره بوجود هؤلاء الآخرين. كذلك، وبالتالي فإن كل فكر نقدي ممنوع سواء كان مكتوباً أو شفاهياً. أما الشخصية المحورية هنا فهي شخصية غاي مونتاغ الذي تستخدمه السلطات، تحديداً، بصفته «رجل نار» - وليس إطفائياً، طبعاً. كما يعني الاسم بالإنكليزية «فايرمان» - أي أن وظيفته المحددة هي إحراق الكتب، ومن هنا نراه خلال الأقسام الأولى من الرواية ضمن دوريات تجول بين الأحياء والبيوت لتضرم النار في أي كتاب أو مكتبة يتم العثور عليها. أما الرقم 451 الذي يحمله العنوان فهو درجة الحرارة على مقياس فهرنهايت التي يحتاج إليها احتراق كتاب. إن مونتاغ يمتهن هذه الوظيفة، ليس طواعية، بل بالوراثة. فأبوه من قبله كان «رجل نار» أيضاً، وكذلك جده. من هنا، فإنه يمارس المهنة من دون أية عواطف شخصية، ويحرق من دون أحقاد. هي مهنة مثل أي مهنة أخرى. لكن مونتاغ يلتقي ذات مساء بالحسناء كلاريسا ماكليلان، ليكتشف فيها، بعد الإعجاب الشكلي، حرية في الفكر ووعياً وتمسكاً بالمبادئ الليبرالية، ما يدفعه إلى البدء في طرح أسئلة حول نفسه وحول حياته ومفهومه الخاص للسعادة. ثم يحدث أنه فيما يكون منهمكاً في إحراق مكتبة وبيت امرأة عجوز، يلتقط كتاباً يفتحه عشوائياً ويقرأ عبارة تستوقفه تقول: «لقد سقط الزمن في مهب النوم تحت وطأة شمس بعد الظهر المشرقة». هو لا يدري تماماً ما الذي استوقفه حقاً في هذه العبارة، لكنه يضع الكتاب في جيبه. أما السيدة العجوز فإنها ترفض مبارحة مكتبتها وبيتها المحترقين مفضّلة أن تحترق معهما، مشعلة عود الكبريت بنفسها. من البدهي أن هذا كله بات قادراً على إحداث شرخ في حياته وأفكاره. وإذ تشعر السلطات، ببعض هذا، يزوره رئيسه في بيته ويحدثه حول بعض الأمور قائلاً له، مواربة، أنه يحدث حقاً لكل رجل نار أن يسرق كتاباً بدافع الفضول، لكنهم عادة ما يعيدون الكتب المسروقة إلى المركز خلال 24 ساعة.

> بعد هذه التطورات الأولى تحدث تطورات جديدة، تتحول فيها الصراعات من التلميح إلى التصريح، خصوصاً أن مونتاغ، بات مكشوفاً، وبات عليه أن يقاوم لفترة، ثم أن يزايد لفترة أخرى، لا سيما حين يلتقي فابر أستاذ الإنكليزية الذي يمثل الشخصية المترددة: إنه يعرف ما الذي يتعين عليه فعله، لكنه يبدو دائماً عاجزاً عن الفعل. ومن الشخصيات التي يلتقيها مونتاغ، خلال حقبة تمزقه، غرانجر، قائد جماعة المثقفين المنفيين الذي يتولى الإشراف على المكتبة البشرية المشار إليها. ما يجعله النقيض التام لشخصية الكابتن بيتي، رئيس مونتاغ. فهذا يحرق وذاك ينقذ. أما قبول غرانجر في النهاية بمونتاغ ووثوقه به، فما هو إلا الدليل الأخير على أن مونتاغ قد تبدل في شكل جذري وصار في مقدم مقاومي الطغيان الشمولي، بعد أن أيقظه الحب من ناحية والكتب من ناحية أخرى على واقع لم يكن له عهد به.

> عندما حقق فرنسوا تروفو فيلمه عن «فهرنهايت 451» لم يكن راي برادبري معروفاً خارج الولايات المتحدة، فأضفى عليه الفيلم شهرة كبيرة بدءاً من تاريخ تحقيقه (1966). والجدير ذكره هنا هو أن السيناريو ألغى عدداً من المشاهد والشخصيات، لكن برادبري لم يغضب لذلك أبداً قائلاً أن «تروفو، على أي حال، عرف كيف يلتقط روح الرواية حتى وإن لم يمكنه الزمن السينمائي المحدود، من دمج كل أحداثها وشخصياتها في الفيلم».

 alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

24.01.2015

 
 

رئيس الرقابة: جادون فى حماية منازل المصريين من الألفاظ والمشاهد الخادشة

سنبدأ التصنيف العمرى مع موسم أفلام الصيف وندرس آلية ضمان تنفيذه

كتبت ــ إيناس عبدالله:

«نحن لها».. بهذه الجملة أكد عبدالستار فتحى، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، تمسكه بقراره عدم عرض أى مسلسل جديد إلا بعد مشاهدة حلقاته، رغم اقتناعه بصعوبة التنفيذ، لكنه أبدى استعداده لخوض أى معركة وأى مواجهة لتنفيذ هذا القرار.

وقال فتحى لـ«الشروق»: من واجبى حماية البيت المصرى من مشاهد وألفاظ خارجة تخدش الحياء العام، فهذا إذا كان قد حدث فى الفترة السابقة فلن يحدث مرة أخرى ونحن جادون ونخطو بالفعل خطوات نحو التنفيذ.

وعما إذا كان هذا هو سبب المشكلة التى نشبت بين الرقابة وبين المنتجين الذين اتهموا الرقابة برفض تسلم أى نص درامى جديد وهو ما يعطل عملهم ويعرضهم لخسائر فادحة قال: طلبت من المنتجين أن يتعهدوا كتابيا بعرض العمل على الرقابة بعد تصويره خصوصا أن المسلسل كان يحصل على موافقة على النص ونفاجأ به على الشاشات دون مشاهدته، بل وصل الأمر إلى أننا رفضنا نص مسلسل «كلام على ورق» لهيفاء وهبى ثم فوجئنا به وقد تم تصويره وعرضه فى شهر رمضان بالفعل.

وأضاف: لهذا السبب كان لابد من هذا القرار، والمشكلة لم تستغرق وقتا طويلا حيث اجتمعت مع المنتجين، بحضور نقيب المهن السينمائية، وتمسكت بشرطى وحينما استجابوا كل المسلسلات حصلت على التصاريح خلال أسبوعين فقط، وليس لدى مسلسل واحد لم يحصل على ترخيص.

وردا على سؤال حول صعوبة تنفيذ هذا القرار خصوصا أن كثيرا من المسلسلات يمتد تصويرها إلى شهر رمضان تزامنا مع عرضها، إضافة إلى تأكيد بعض المنتجين أن الرقابة ليس لها أى سلطة على القنوات الفضائية ــ قال: للأسف هذا الكلام صحيح ومندهش من تباهى بعض المنتجين من هذا الأمر رغم أنه من الواجب عليهم التعاون معنا للحفاظ على البيت المصرى وعلى احترام المشاهد، ولكن نؤكد لهؤلاء أن أساس المشكلة كان يعود لتبعية الفضائيات لوزارة الاستثمار وليس لوزارة الثقافة، وبالتالى فلم يكن هناك تعاون جاد بين الوزارتين وهو ما كان يصعب اتخاذ أى قرار بشأن الفضائيات، ولكن مؤخرا هناك اجتماعات مكثفة تجرى بين وزيرى الثقافة والاستثمار لتفعيل هذا القرار ونحن نسعى لضبط أطر التنفيذ وهناك اتفاق بيننا وبين نقيب السينمائيين ومساعد وزير الداخلية ومن يخالف هذا القرار سوف يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

وعن توقعه بحدوث صدام كبير بينه وبين منتجى الدراما وأصحاب القنوات ووكلاء الإعلانات قال: أعلم أننا ندخل منطقة اشتباكات كبيرة ونحن لها، فانأ مؤمن برسالتى وغير فارق معى أى تبعات قد تحدث، وأطالب أصحاب القنوات قبل تعاقدهم على أى مسلسل أن يطلعوا على تقرير الرقابة وترى إذا كان العمل مجازا أم لا ولا أطلب أكثر من هذا.

وفيما يتعلق بالفيلم المصرى خصوصا أننا مقبلون على موسم منتصف العام وهل هناك أى قرارات بشأنه أوضح رئيس الرقابة، أوضح أن هناك اجتماعات مكثفة من أجل التصنيف العمرى لهذه الأفلام، ونحن نبدأ حاليا بعمل تهيئة للجو العام بهذه الخطوة حتى نجد آلية تضمن التزام أصحاب دور العرض والجمهور بهذا التصنيف الموجود فى العالم كله وكل متفرج يذهب للفيلم الذى يلائم الفئة العمرية الخاصة به، وسنطبق ذلك مع موسم أفلام الصيف.

واتهم من وصفهم بـ«أصحاب المصالح» بمواصلة الهجوم على الرقابة، قبل أن يضيف: كلمة رقابة بشكل عام لا يتقبلها أى مبدع ولكنى أؤكد على أهمية وجود الرقابة فى هذه الفترة نظرا لحالة الاحتقان الموجودة بالشارع ونحن نرفض أن يكون المبدع فى مواجهة مع رجل الشارع ونخشى أن تدفع جرأته بعض الناس للهجوم على دور العرض ولذلك فوجودنا مهم جدا لحماية الطرفين مع التأكيد أن جهاز الرقابة موجود فى جميع أنحاء العالم بمسميات مختلفة. وفى الوقت نفسه أشاد بوجود بعض الشباب الذين يتحالفون فيما بينهم فيما يشبه التكتل لإنتاج فيلم مؤمنين بفكرته وقيمة موضوعه وهو ما دفعنى لإجازة فيلم «الفيل الأزرق» رغم الملاحظات الرقابية لأنه فيلم يحترم عقلية المشاهد وأجزت فيلما لداود عبدالسيد وهو «قدرات غير عادية» وآخر لوحيد حامد رغم جرأة الطرح وهو «قط وفار»، فنحن فى الرقابة نستند على قوانين غير إنسانية فى بعض جوانبها وباعتبارى كاتبا فى الأساس فأنا أتحايل على هذه القوانين لأننا لو التزمنا بها لن يخرج فيلم واحد للنور.

وعن الفيلم الأجنبى والأزمات التى لاحقت فيلمى «الخروج» و«نوح» أوضح: ليس لدينا أى قيود جديدة على الفيلم الأجنبى ولا نسعى وراء فرض قيود جديدة وأزمة فيلم الخروج أننا رفضناه لما يتضمنه من تزييف سافر للتاريخ المصرى، وعليه فالحملة التى يقودها البعض ضد قرار عدم منعه حملة غير مبررة.

وأضاف: وفيما يتعلق بفيلم نوح فالرقابة أجازت عرضه وظل الترخيص موجودا بالرقابة لمدة شهر الى أن جاءت الشركة الموزعة تطلب النسخة لانتهاء المهلة المحددة لعرضه فى مصر استعدادا لعرض فيلم آخر وأنا لم أر عيبا فى الفيلم الذى يقدم «نوح» ليس باعتباره نبيا ولكن باعتباره رجلا صالحا، ولكن الأزهر كان حاسما لقراره فهو يرفض فكرة تجسيد الأنبياء وحدث الجدل الذى استغرق وقتا مما دفع الشركة لسحب النسخة.

الشروق المصرية في

24.01.2015

 
 

إثبات نسب طفلى زينة لأحمد عز فى محكمة الأسرة

كتبت : وفاء شعيرة

جولة جديدة فى قضية زينة وعز تشهدها محكمة الأسرة بمدينة نصر بعد غد الاثنين 26 يناير بعد أن رفض عز الخضوع لتحليل البصمة الوراثية (D.N.A) بمصلحة الطب الشرعى رغم استدعائه ثلاث مرات للمثول للتحليل.. غياب عز دفع مصلحة الطب الشرعى لإرسال مذكرة لمحكمة الأسرة بمدينة نصر يوم الاثنين الماضى  19 يناير حول جلسات تحليل البصمة الوراثية والخاصة بقضية إثبات نسب التوأم.

المذكرة تضمنت إثبات حضور زينة المرات الثلاث التى حددتها المصلحة لإجراء التحليل كما تم إثبات تغيب أحمد عز عن الحضور.

وقال الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى لمصلحة الطب الشرعى إن المصلحة أرسلت أوراق القضية للمحكمة بعدما تم تحديد ثلاثة مواعيد لخضوع عز للتحليل.

وقد تم إرفاق مذكرة وتقرير شامل لمحكمة الأسرة وبه خطابات الإخطار المرسلة للطرفين بمواعيد الجلسات مثبت فيها تغيب عز وحضور زينة وطفليها.

وأكد المتحدث الرسمى باسم مصلحة الطب الشرعى أن عز طالب فى وقت سابق إجراء تحليل البصمة الوراثية خارج مصر، ولكن طلبه قوبل بالرفض لأن محكمة الأسرة لا تعترف بإجراء مثل هذه التحاليل خارج مصر والجهة الوحيدة المخولة بذلك هى مصلحة الطب الشرعى.

قضية زينة بدأت فى يناير العام الماضى 2014 عندما عادت من أمريكا مع طفليها زين الدين وعز الدين، وأثبت الطفلين على جواز سفرها وأعلنت أنهما ابنا الفنان أحمد عز.

وقامت بتحرير محضر ضد عز لإجباره على الاعتراف بأنه والد الطفلين.

ورفض عز الاعتراف،وأقامت زينة دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بمدينة نصر وطالبت فيها بإصدار حكم قضائى بإثبات نسب طفليها لأحمد عز.

ولم تقدم زينة وثيقة زواج تثبت فيها زواجها من عز واكتفت بتقديم صور تجمعهما وثلاثة شهود للإثبات منهم شقيقتهما نسرين،وألزمت المحكمة الفنان أحمد عز بإجراء تحليل البصمة الوراثية (D.N.A).

وقالت زينة فى دعواها أمام المحكمة التى أقامتها باسمها الحقيقى ،وهو وسام رضا إسماعيل والشهيرة بزينة والتى أقامتها ضد أحمد عز الدين على عزت الشهير بأحمد عز. بأن الاثنين تزوجا بتاريخ 15 يونيو العام قبل الماضى،ودخل عز بها وعاشرها معاشرة الأزواج ولا تزال على عصمته حتى الآن. وقد تعاشرا فى مصر بعد الزواج ثم غادرت مع أحمد عز من مصر  إلى أمريكا،وتم اللقاء هناك واستمر لمدة 10 أيام واحتفلا بزواجهما.

وقبل حلول شهر رمضان عادا إلى مصر بعد أن مكثا فى لندن ترانزيت 4 ساعات. ثم عادا للسفر إلى إيطاليا ومنها إلى أمستردام لمدة يوم واحد ثم إلى جزيرة سردينيا ،حيث أقاما بها ثم توجها إلى روما مرة أخرى ومنها عادا إلى القاهرة.

وقالت زينة فى دعواها إنها اكتشفت أنها حامل،حيث شعرت بجنين يتحرك داخل أحشائها فهلل الاثنان فرحا واستعدا لعقد زواج رسمى وتوثيقه بعد عقد الزواج شرعيا فى بداية الأمر حتى تعد فى ظل زواج رسمى. إلا أن أحمد عز أنكر الزواج واختلق المشاكل خاصة بعدما وضعت توأمها فى 10 يناير .2014

وأكدت زينة أن النسب ثابت فى حق أحمد عز لأنها تزوجته وجاءت بالتوأم على فراش الزوجية إلا أن عز ظهر فى وسائل الإعلام والمحاضر الرسمية ينكر ولديه دون وجه حق شرعى وأن ما فعله أحمد عز يشينها، حيث إنها شخصية معروفة.

قضية نسب ابنى زينة لأحمد عز تشعبت منها قضايا أخرى وبالتجديد ثلاث قضايا أقامها أحمد عز ضد شهود زينة واتهمهم بالتزوير وأسدلت المحكمة أحكامها على هذه القضايا وكان آخرها يوم الاثنين الماضى،حيث أصدرت محكمة جنح مدينة نصر حكمها فى ثالث دعوى أقامها عز ضد الشهود بعدم قبول الدعوى.

كما حكمت المحكمة فى وقت سابق بعدم قبول الدعويين الأخريين لأحمد عز فأن زينة احتفلت برفض المحكمة دعوى عز ضد الشاهد الثانى على حسابها على انستجرام بتعليق قالت فيه «الحمد لله براءة الشاهد الثانى فى القضية التى رفعها أبو ولادى المحترم والمحكمة تقضى برفض الدعوى الثانية ما كنتش أعرف أن ربنا كرهه كده».

وسبق معركة زينة وأحمد عز معركة أخرى فى الوسط الفنى، وهى معركة هند الحناوى التى أقامت دعوى قضائية تطالب بنسب ابنتها لينا إلى الفنان أحمد الفيشاوى.

المعركة استمرت عامين وانتهت أمام محكمة الاستئناف فى 24 مايو عام 2006 بإصدار المحكمة حكمها نهائيا بإثبات نسب لينا للفيشاوى وكانت محكمة أول درجة وهى محكمة الأسرة بالخليفة قد أصدرت فى 26 يناير 2006 حكما قضائيا يرفض نسب لينا ابنة هند للفيشاوى وحكمت بقبول دعوى أقامها الفيشاوى طالبا فيها بإثبات إنكار نسب لينا له.

وقالت المحكمة فى أسباب حكمها إن العلاقة غير الشرعية لا يترتب عليها إثبات النسب وأن الشرع وأحكام محكمة النقض أكدوا أن النسب يثبت بالفراش والزواج الصحيح أما الزواج الذى يعتمد على الشهود فقط فهو فى المذهب الحنفى زواج فاسد لا يترتب عليه إثبات النسب.

وقالت المحكمة فى أسباب حكمها أن هند الحناوى اعتمدت فى دعواها فقط على النية والشهود وأنكر أحمد الفيشاوى النسب كما أنها لم تقدم أى مستند رسمى فى دعواها.

والسؤال الآن: ماذا سيكون مصير ابنى زينة هل ستحكم محكمة جنح مدينة نصر بإثبات نسب طفلى زينة لأحمد عز أم ستحكم برفض الإثبات كما حكمت محكمة جنح الخليفة بعدم إثبات نسب لينا ابنة هند الحناوى لأحمد الفيشاوى؟ الدكتور أيمن فودة،رئيس مصلحة الطب الشرعى السابق قال لنا عن عدم ذهاب الفنان أحمد عز لإجراء تحليل (D.N.A) هل سيؤثر على القضية وسيكون هذا لصالح أبناء زينة.

طبقا للائحة مصلحة الطب الشرعى يتم استدعاء المطلوب إجراء تحليل (D.N.A) له مرة واثنتين وثلاثة وفى حال رفض المثول لإجراء التحليل هذا يعنى أنه رافض وترسل المصلحة للمحكمة بمذكرة بما حدث ويترك الأمر للمحكمة. فإذا كان هناك عقد زواج عرفى فإن المحكمة تحكم بإثبات النسب لأن هناك قاعدة شرعية الابن للفراش.

فتحى كشك شيخ المحامين الشرعيين قال لنا: إذا ثبت الزواج ثبت النسب ولهذا لابد على محامى زينة أن يثبت زواجها أولا من أحمد عز حتى ينسب ابنيها لعز.

وفى حال عدم إثبات الزواج سيكون الطفلان ابنى زنى وأبناء الزنى لا يثبت نسبهم.

وأعتقد أن زينة - كما يقول كشك - لم تقدم عقد زواج عرفيًا وأنها تقدمت للمحكمة بشهود شهدوا بأنهم على علم بزواجها من أحمد عز فإذا اطمأنت المحكمة للشهود يثبت الزواج وبالتالى يثبت النسب.

وأكد كشك أن عدد قضايا النسب فى المحاكم ضعيفة جدا لا يتعدى نصف فى المائة من عدد القضايا التى تأتى للمحاكم وهذه النسبة لم ترتفع منذ زمن بعيد لأن هذه القضايا إما امرأة تريد نسب ابنها لرجل بعينه أو رجل يطعن على نسب ابنه من زوجته وهؤلاء نسبتهم ضعيفة.

وهناك قاعدة شرعية معمول بها منذ إنشاء المحاكم الشرعية ثم محكمة الأسرة تعتمد عليها أحكام النسب وهى أن الشرع مشوف شغوف بإثبات النسب حفاظا للولد وقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الولد للفراش وللعاهر الحجر.

وتأخذ المحاكم أيضا بقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» والذى يعنى إذا كانت هناك امرأة متزوجة وزنت وأنجبت طفلا من زنى فهذا الطفل ينسب إلى زوجها ويقام عليها حد الزنى وهو الرجم بالحجر.

وأكد كشك أن قضايا النسب تأخذ وقتًا طويلاً فى المحاكم لأن القاضى من السهل أن يحكم فى قضية نفقة أو قضية طلاق ولكن الحكم فى قضية النسب صعب وغير سهل لأنه يترتب عليه حقوق للولد وورث من الرجل المنسوب إليه.

وأكد كشك أيضا عندما يأتى تقرير الطب الشرعى بعدم مثول الأب أمام الطب الشرعى منذ فترة كان القضاة يحولون القضية للتحقيق ويحققون فيها بأنفسهم مع شهود إثبات وشهود نفى الزواج.

أما الآن فغالبية القضاة يعتمدون على سماع شهادة الشهود ومدى اطمئنان المحكمة لهم فإذا اقنتعت المحكمة تحكم بإثبات الزواج وبالتالى إثبات النسب وفى حاله عدم اقتناعها تحكم برفض الدعوى ورفض النسب.

وعندما سألت كشك: ماذا ستنتهى قضية زينة وأحمد عز قال لنا: لا أستطيع أن أتوقع فالقضية متوقفة على مدى اقتناع القاضى بإثبات الزواج من عدمه.

مجلة روز اليوسف في

24.01.2015

 
 

ما الذي يقلق النجوم ويقضّ مضاجعهم؟

في حياة كل شخص، سواء كان فناناً أو يعمل في مهنة أخرى، هواجس تتعلق بالمستقبل تقلقه وتخيفه، ولم تقو الأضواء في محو هذا الخوف الذي يتعدى حياة الفنان الشخصية ويمس عائلته ومستقبلها، لا سيما أولاده. لذا مهما علا بريق الشهرة والأضواء، فلن يحرر النجم مما يعشش في أعماقه من أمور يرسم حيالها علامات استفهام، ويجد نفسه في صراع بين تحدّي النفس والتمسّك بالأمل والتفاؤل، وبين واقع لا تبشر معالمه بالخير أحياناً.
حول الهواجس التي ترافقهم في حلهم وفي ترحالهم استطلعت «الجريدة» آراء مجموعة من النجوم العرب.

خشية على الفن

أحمد عبدالمحسن

علي كمال

{التشتت الحاصل في الوسط الفني يقلقني وأخشى ألا يجد الشباب أي شيء في المستقبل} يؤكد الفنان علي كمال، موضحاً أن معاناته الدائمة تدور حول قلة دعم  الجهات الحكومية في الدولة للوسط الفني، سواء المادي أو المعنوي، بعد توقفه منذ نهاية الستينيات.

يضيف: {من الصعب أن أشاهد الانحدار الحاصل في الوسط الفني في الوقت الراهن، ولا أعتقد أن ثمة خطة لتنميته الفني في المستقبل، وكل ما يثار حول هذا الموضوع مجرد هراء. نحتاج إلى مسارح واستوديوهات فنية تليق بسمعة الكويت}.

يتابع: {قبل أيام كنت في زيارة إلى سلطنة عمان ومررت بدار الأوبرا العماني. بصراحة، شعرت بضيق في داخلي، وتساءلت ما الذي ينقص الكويت لتتطور على غرار الدول الغنية الأخرى؟}.

يعتقد كمال أن الابتعاد عن الأمور السياسية ضروري حتى لا يؤثر على أطفالنا في المستقبل، ويتابع: {مفزع أن تشاهد الطفل الكويتي يتحدث في السياسة، وفي أمور أكبر من عمره ومستوى فكره، وهذا أمر خطير وقد يؤثر في الأجيال المقبلة في الكويت. أتمنى أن تنتهي الحالة السيئة وألا نعيش في المستقبل جحيماً أسوأ من الذي نعيشه في الوقت الراهن}.

قتيبة أسد

{أخشى أموراً كثيرة في الوسط الفني، وأعتقد أن المستقبل يحمل نتائج مرعبة} يوضح المطرب قتيبة أسد، مشيراً إلى أن الظهور في الوسط الفني أصعب من أي وقت مضى، خصوصاً في ما يتعلق بالمستوى الغنائي أو الوسط الطربي.

يضيف: {ثمة مشكلة كبرى يعانيها الوسط الغنائي وهي عدم احتضان شركات الإنتاج المواهب الفنية، وقد برزت منذ ظهور {آفة} الإنترنت، وعصفت بالوسط الغنائي بشكل كامل، فباتت التكاليف عالية تفوق قدرة أي فنان باستثناء الفنانين الكبار الذين يملكون نفوذاً ومعارف}.

يتابع: {بت أخشى على الوسط الفني من هذه الناحية، خصوصاً أن شركات الإنتاج لا تلام، ذلك أن توقفها مرده عدم تلقيها مردوداً مادياً مناسباً، لذا أعتقد أن المستقبل سيشهد انحداراً أكثر من السابق}.

يلفت إلى أن الأمور التي تشغله على المستوى الشخصي ليست كثيرة، {في حياتي الشخصية لله الحمد حققت جزءاً كبيراً من أحلامي ومن طموحاتي المستقبلية ولم يتبقَّ سوى القليل، لذلك لا شيء يقلقني من المستقبل، وأتمنى أن يوفقني الله عز وجل في ما أنوي القيام به بالنسبة إلي وإلى عائلتي، ولكن في قلبي غصة لا أستطيع البوح بها، إنما سأتحدث بشكل غير واضح، أعتقد أن الأمور في الكويت تقلقني وأتمنى أن تنتهي هذه الصراعات}.

ابراهيم بوطيبان

{كل إنسان يخشى المستقبل، لكن تبقى هذه الأمور في علم الغيب ولا يمكن التحكم بها}، يوضح الفنان إبراهيم بوطيبان، لافتاً إلى أن أغلب أحلامه تحققت ولم يبقَ له أي شيء لتحقيقه سوى المثابرة والعمل الجاد.

 يضيف: {القلق من المستقبل أمر طبيعي وموجود في كل إنسان، أعتقد أن المستقبل يجب التخطيط له بالطريقة المطلوبة حتى لا يقع الفنان أو أي  شخص في خطأ قد يحبطه ويفشل مشاريعه المستقبلية، حتى وإن فشل، عليه الاستمرار والتخطيط لمستقبل آخر كي لا يعيش في  دوامة الخوف}.

 ويتابع: { أخطط أحياناً لتقديم عمل مسرحي وأتوقع له النجاح، لكن فور عرضه على الخشبة أفاجأ بأنه دون المستوى. كذلك قد أخطط للقيام بمشروع معين وأدرسه بعناية وأتوقع نسبة الربح فيه، إلا أنه يتعرض للفشل، هذه أمور طبيعية تندرج في علم الغيب، لذلك أكثر ما يخيف الإنسان من المستقبل حدوث هكذا حالات}.

الصحة والعائلة والمهنة

بيروت  -   ربيع عواد

مادلين مطر

«أنا إنسانة متفائلة ولكن المجهول يقلقني أحياناً» توضح مادلين مطر، مشيرة إلى أنها تشكر الله يومياً على نعمة الحياة التي أعطاها إياها، متمنية أن يبعد الأشرار عنها وعن المحيطين بها.

تضيف: «تفرحني محبة الناس، وفي كل مرة أطرح فيها عملاً جديداً تغمرني السعادة والأمل والاندفاع. لكن لا يعني ذلك أنني، حين أكون بمفردي لا أفكّر بأمور أخرى، فأنا أقلق على صحّة المحيطين بي، ومع أنني إنسانة مؤمنة إلى أبعد الحدود إلا أنني أخشى أن أفقد فرداً من أهلي أو أصدقائي، وأحزن في كل مرة أسمع فيها خبراً سيئاً عن أحدهم، حتى ولو لم تكن لدي معرفة شخصية به».

تتابع أنها وصلت إلى مرحلة باتت تعرف تماماً ماذا تريد، حتى خيبات الأمل لم تعد تشكّل هاجساً لديها، فهي تعتبرها دروساً في الحياة تقودها إلى السعادة وراحة البال والتصالح مع النفس الذي تعيشه راهناً، حسب قولها.

توضح أن «المشاكل الجمة التي تواجهنا كفنانين، لا سيما تلك المتعلقة بالاستمرارية، نظراً إلى الظروف الإنتاجية والأوضاع السياسية المتوترة في بعض الدول العربية والتي تنعكس بشكل واضح على الواقع الفني... لا تثنينا عن متابعة مسيرتنا في الفن. شخصياً، في كل مرة أغيب فيها أكون مشغولة بتحضير أعمال جديدة وأعرف أن الجمهور وفيّ لي على الدوام».

نيللي مقدسي

«الغد بالنسبة إلي أمل وانطلاقة جديدة نحو مستقبل أفضل» تؤكد نيللي مقدسي، معتبرة أن ما من إنسان إلا ويحتلّ القلق جزءاً من حياته، «نظراً إلى المسؤوليات التي تتطلب منّا اجتهاداً وتعباً لنكون حاضرين أمام أي معوقات ممكن أن تواجهنا».

تضيف: «الإيمان بالنفس مهم. لا يمكنني البقاء مكتوفة اليدين وأضع نفسي في قلق دائم من الغد. عليً العمل بجهد والتسلّح بالتفاؤل والجهوزية لمواجهة العقبات، فما من إنسان، سواء غنياً كان أو فقيراً، إلا ويمرّ بفترة مربكة وهنا عليه تحدّي نفسه».  

لا تخفي مقدسي قلقها من الأوضاع السياسة والأمنية المتوترة في لبنان وغيره من الدول العربية وتداعياتها على مستقبلنا وحياتنا اليومية، وتضيف: «لا بد من أن يحل الفرح والسلام في المستقبل القريب، لكن التعب النفسي الذي أعيشه كما الناس كافة، يجعلني أتأسف على المرحلة الراهنة التي نمر بها وتؤثر سلباً على الفنان تماماً كما صاحب الشركة والموظف العادي...».

وعن قلقها من الغياب عن الساحة الفنية بين الحين والآخر تتابع: «لست حديثة العهد في الفن ولدي قاعدة جماهيرية أتواصل معها وتنتظر جديدي. حين أكون موجودة في مكان عام، سواء في لبنان أو في بلد عربي آخر، يقترب مني الناس ويسألونني عن تحضيراتي، عندها أدرك أن جهدي في السنوات الماضية لم يذهب سدىً، وأن غيابي هو فترة ترقّب أعيشها كما يعيشها زملائي... وسط هموم الناس الكبيرة».

راغدة شلهوب

«يلازمني القلق من الغد في حياتي، ولكن نسبة التفاؤل هي الأكبر دائماً» تشير راغدة شلهوب، لافتة إلى أن القلق لا يشكل فوبيا في حياتها، لكن كونها أماً وامرأة عاملة ومسؤولة، لا بد من أن تخاف على المحيطين بها.

تضيف: «أشعر أحياناً بعقدة ذنب تجاه ابنتي، وهذا الشعور ينتاب المرأة العاملة عموماً، خشية أن تكون مقصرة بحق أولادها. ابنتي ناي أجمل شيء في حياتي، لكني أعيش في قلق دائم عليها، وأحاول جاهدة منحها الجزء الأكبر من وقتي. أعاني تعباً نفسياً جراء هذا الأمر، لكن هكذا هي الحياة في النهاية».

تتابع: «القلق موجود، بطبيعة الحال، لكن أحياناً أشعر براحة وأمل بالمستقبل وبالتجربة الجديدة التي سأخوضها، وهذا ما حصل معي أثناء انتقالي من شاشة «أوربت» إلى شاشة «الحياة»، شعرت بتحدّ جديد مع نفسي وتغلبت حماستي يومها على خوفي وقلقي».

تصف شلهوب مهنة الإعلام بالغدارة، لكنها ليست قلقة لأنها على يقين بأنها ستحتجب يوماً ما، وتوضح: «ما دام لدي قبول لدى المشاهدين، فأنا جاهزة لتقديم أفضل ما عندي وخوض تجارب جديدة».

الأسرة واستمرار النجاح

القاهرة –  بهاء عمر

أكثر ما يخيف لقاء سويدان هو مستقبل ابنتها، سواء في المدرسة أو في الحياة عموماً، فابنتها محور حياتها.

تضيف: «يرافق الفنان خوف دائم من التقصير في حق عائلته عموماً وأولاده خصوصاً، نظراً إلى طبيعة العمل التي قد تفرض مواعيد تصوير تؤثر على ارتباط عائلي أو موعد إجازة خاصة بالأولاد»، موضحة أنها تضع نصب عينيها ضرورة ألا تأتي حقوق العمل على حساب حق الأسرة والعائلة.

استقرار أسرتها في مقدمة أولويات  لقاء الخميسي، لذا رفضت أدواراً مهمة حرصاً على مشاعر أسرتها، على غرار بطولة فيلم «احكي ياشهرزاد»، لتضمنه مشاهد قد تؤذي مشاعر زوجها.

النجاح الفني وعدم تضييعه أكثر ما يقلقها، لذا تتأنى في اختيار أدوارها ومراجعتها أكثر من مرة، والمقارنة المستمرة بين أعمالها السابقة لعدم الوقوع في فخ التكرار.

الخميسي متيقنة بأن الخوف على عملها ليس ظاهرة سلبية ترتبط بالنجوم المبتدئين كما يظن البعض، بل دليل على الحيوية والظهور أمام الشاشة بأفضل صورة.

توق نحو الأفضل

لا تخشى روجينا المستقبل بقدر حرصها على أن يكون أفضل، لذا لا تتوانى عن التعبير عن آرائها بصراحة حتى وإن أغضبت البعض. وعلى المستوى الفني، تصارح الجهة التي تعرض عليها عملا غير جيد حتى لو أغضبها ذلك، حرصاً على مهنتها، ولأنها لا تشارك في عمل غير راضية عنه.

تتابع أن مستقبل بناتها في مقدمة أولوياتها، وهذه غريزة طبيعية لدى أي إنسان وليس لدى الفنان فحسب، مشيرة إلى أن عمل الأب والأم في الوسط الفني يلزمها بألا تشعر ابنتاها بوجود إهمال أو تقصير في تربيتهن، ولا تسمح لشيء بأن يبعدها عنهن أو يحعلها تقصر في حقهن.

تضع روجينا نصب عينيها أن يرتبط عمل ابنتيها في المستقبل بموهبتهما، خشية أن يظلما بسبب عمل والديهما في الفن، مؤكدة أن الموهبة الحقيقية هي التي تبقى ولا يستطيع أحد أن يكون واسطة لمشاعر الناس.

تعيش مي كساب حالة من الرعب في انتظار عرض أي جديد لديها، لأنها تتعامل مع كل عمل باعتباره الأول، وما يثير قلقها إمكانية عدم تقبل الجمهور عملها، أو اختيار ما لا يناسبها ويؤثر على صورتها الفنية أمام جمهورها.

أما على  المستوى الشخصي، فلا تهتم بالآراء التي تتدخل في شؤونها الخاصة وخياراتها الحياتية، ولا تخاف إلا على استقرار عائلتها وسعادتها، وتضيف: «كل شخص حر في خياراته، ولا أحد يبدد خوفي سوى حضن الأسرة والأصدقاء لأنهم الحصن الأول والأخير».

خيارات مناسبة

رغم النجاح الذي حققه في كثير من الأعمال الفنية، ينتاب إدوارد خوف دائم من الفشل، معتبراً إياه ميزة، لأنه يدفعه إلى التفكير والتدقيق قبل اختيار أي دور يؤديه.

يضيف: «عملي وأسرتي الصغيرة هما الشغل الشاغل لي في الأوقات كافة، وأكثر ما يثير مخاوفي قلقي على ابنتي وزوجتي. صحيح أن المستقبل بيد الخالق، لكنني أفكر باستمرار في ما استطيع فعله كي تنعم ابنتي بكل ما يسعدها، ولا تشعر بأي ألم أو مشقة قد أتعرض لهما».

يخاف هاني رمزي غضب زوجته وأولاده، لأنه يشعر حينها بأن الدنيا تضيق عليه، وأنه مقصر في حقوقهم، فيغضب على نفسه، وهي أكثر فترة مؤلمة يمكن أن يشعر بها شخص.

يضيف أنه على المستوى الفني لا يقلق ولا يخاف سوى من جمهوره، ولا يشغل باله بأمور معينة في الوسط الفني أو بعلاقات خاصة. باختصار، لا يعنيه سوى المشاهد الذي هو وراء نجاحه أو فشله. بالتالي، يجب أن يكون على قدر التحدي، لذا القلق دافع إلى اختيار عمل مناسب له.

الجريدة الكويتية في

24.01.2015

 
 

66 فيلما تعرض فى مهرجان الأقصر السينمائى

بقلم:   على سالم ابراهيم - رانيا عبدالعاطي

الأقصر: من بين أكثر من 300 فيلما اختارت لجنة المشاهدة 66 فيلما فقط لعرضها ضمن فعاليات مهرجان "الأقصر" للسينما المصرية الأوروبية، الذى يبدأ دورته الثالثة اليوم بمتحف الأقصر، وسيتم إهداء هذه الدورة إلى روح سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة ويفتتح المهرجان اللواء طارق سعدالدين محافظ الأقصر ود. ماجدة واصف رئيسة المهرجان والمخرج محمد كامل القليوبى رئيس مؤسسة "نون" للثقافة والفنون - منظمة المهرجان، ويديره الكاتب الصحفى جمال زايدة. 

ويبدأ حفل الافتتاح بعرض فيلم وثائقى يستعرض الدورتين السابقتين للمهرجان، ثم كلمة من المخرج محمد كامل القليوبى، أما د. ماجدة واصف فتتناول البرامج الجديدة التى تم استحداثها منها الاحتفال بمئوية صلاح أبوسيف وتكريم خاص لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والسيناريست فايز غالى وكامل التلمسانى، كما يطلق المهرجان رسالة للعام أجمع بأن مصر آمنة والأقصر ترحب بضيوفها من مختلف دول العالم، وسيتم اعلان أن السينما الفرنسية ضيفة شرف المهرجان، والنحات آدم حنين رئيسا شرفيا لهذه الدورة ثم يعرض لأول مرة الفيلم الألمانى "زوجة فرعون". 

الأهرام اليومي في

24.01.2015

 
 

السبت , 24 يناير 2015 19:23

دقيقة حداد في مهرجان الأقصر على روح خادم الحرمين

الأقصر ـ أسماء حمودة:

وقف المشاركون بمهرجان السينما المصرية والأوروبية فى افتتاحه مساء السبت، دقيقة حداد على روح حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية.

قدمت الافتتاح الفنانة هنا شيحة، حيث بدأت الكلمة الأولى لرئيس مؤسسة نون للإبداع والفنون،
ثم أعقبه كلمة الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان والتي رحبت بجميع الحضور، ثم كلمة الفنان آدم حنين.

ألقى كلمة وزير السياحة هشام زعزوع نيابة عنه الدكتور علاء الدين، كما نوه الدكتور محمد عفيفي نائب وزير الثقافة عن أخبار هامة للوزارة منها تعديل لوائح الرقابة بما يتماشى مع الدستور الجديد، وعزم وزارة الثقافة على خوضها إدارة الإنتاج  السينمائي  للمساهمة فى استرداد دور السينما كما كان فى السابق.

أهدى المهرجان دورته الثالثة لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة .

السبت , 24 يناير 2015 16:39

حدادًا على رحيل الملك عبدالله

الأقصر للسينما الأوروبية يلغى احتفالاته

الأقصر- بوابة الوفد- حجاج سلامة :

أعلن اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، أن إدارة المهرجان وسلطات المحافظة قررتا قصر الفعاليات التي بدأت أمس السبت على العروض والندوات وورش العمل،

وإلغاء أي مظاهر احتفالية خلال حفلي الافتتاح والختام تقديرًا لدور العاهل السعودى الراحل فى خدمة العروبة والإسلام، ودعم مصر وقضاياها.

إلى ذلك نعت إدارة المهرجان العاهل السعودى الراحل، ووصفته بحكيم العرب، وفقيد الأمة الذي ساهم في نشر قيم السلام، وتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ووصفت إدارة المهرجان في نعيها للفقيد العربى الكبير بأنه كان داعمًا لتجديد الفكر العربي، وللفن ورسالته السامية، داعية قادة العرب والعالم بالاقتداء به وبما كان يدافع عنه من مبادئ إنسانية عظيمة.

السبت , 24 يناير 2015 13:11

افتتاح مهرجان السينما المصرية والأوروبية بالأقصر اليوم

الأقصر - أسماء حمودة:

ينطلق مساء اليوم، بمحافظة الأقصر افتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثالثة،  بمشاركة 66 فيلمًا من بينهم 4 أفلام مرشحة لجائرة أوسكار.

تستمر الفعاليات حتى نهاية يناير الجاري، على أن يتم إهداء تلك الدورة من المهرجان إلى روح فقيدة الفن العربي وسيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة.

يفتتح المهرجان اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، ود.ماجدة واصف، رئيسة المهرجان، والمخرج محمد كامل القليوبي، رئيس مؤسسة «نون» للثقافة والفنون ـ منظمة المهرجان، ويديره الكاتب الصحفي جمال زايدة.

وتشهد فعاليات المهرجان عرض  فيلم الافتتاح "زوجة فرعون"، وهو فيلم ألماني، يرجع تاريخ إنتاجه إلى  1922 تم ترميمه بوسائل تكنولوجيا على مستوى عالٍ، كما سيتم عرض فيلم الجزيرة 2 بحضور أبطاله أحمد السقا وهند صبري وتكون السينما الفرنسية ضيف شرف الدورة .

الوفد المصرية في

24.01.2015

 
 

على حافة الغد وهاوية الزمن

زهراء إبراهيم – التقرير

الرغبة البشرية في أن يكون الزمن دائريًا، وحلم اليقظة الذي يراودها دائمًا في أن يأتي عليها وقت ما يمكن للبشر فيه أن يعودوا لتكرار التجربة المرة تلو الأخرى باحثين عن الكمال المطلق في الحياة وإصلاح الأخطاء وتجنب الألم. تلك هي الفكرة التي تمحورت حولها الكثير من الأفلام وعرضتها بطرق مختلفة، لكنها تنتهي إلى الفكرة الجوهرية التي تدور حولها تلك الأمنيات في أن يكون الإنسان قادرًا على التحكم في حياته، وأن يكون بإمكانه في لحظة ما -حينما يتخبّط تمامًا وتصل الأمور إلى أسوأ درجة ممكنة- تغيير اختياراته وسلوك الجهة الأخرى في المفترق الذي كان على الطريق في وقت ما على هيئة اختيار ما أدى لتغيير كلي في المسار. ربما يتمنى أن تلك المعرفة المكتسبة والحكمة المتراكمة عبر مرور الزمن كانت موجودة هناك في تلك النقطة حينما كانت ضرورية حقًا.

من الممكن إذا امتلكنا المقدرة على التلاعب بمسار الوقت أن يؤدي التكرار والعودة في الزمن مرات عدة واختبار كل تفصيلة والتشبع بكل شيء إلى جعل البشر آلهةً قادرين على اكتساب المعرفة في وقتها الملائم وخلق حياة مثالية.

Groundhog Day (1993) وهل تغير التجربة المكثّفة الإنسان؟

ربما.. لكن التغير ليس أمرًا يسيرًا إلا إذا أحاط الإنسان علمًا بكل شيء يحدث حوله، بأحوال البشر الآخرين الذين يشاركونه محيطه ويومه، وطريقة تفكيرهم وما يشغلهم وما يمكّنهم من الدخول إلى الدائرة التي نصنعها لنضع فيها من نعتبرهم بشرًا يستحقون اهتمامنا. أمر صعب أن يحدث تغيّر جذري، وسيأخذ وقتًا طويلًا، وتكرارًا طويلًا للحدث ذاته مرات ومرات، حتى يتحول شخص أناني مرتكز حول ذاته إلى إنسان يعتبر ذاته جزءًا من الآخرين والعكس، مارًّا بلحظات غضب ثم يأس وانتحار لمرات عدّة، كما فعل فيل (بيل موراي) في هذا الفيلم بأدائه المدهش والرائع وتعبيراته المتمكنة للغاية، الساخرة والبائسة والمهزومة وتعبيرات الإنسان الذي رأى الكثير وغلبه الزمن حتى عقد هدنة معه أو استسلم له بشكل أدق.

أصبح هذا الفيلم من الكلاسيكيات التي تدور حول التكرارية والعودة في الزمن، لكنه لم يناقش فلسفة العَودة ولم يهتم بجانب الخيال العلمي لأنه خرج على هيئة دراما أخلاقية. ولأن تحولًا جذريًا كالذي مر به فيل غير منطقي ومستبعد الحدوث ولو في عمرٍ بأكمله، كانت الفكرة في أن يستيقظ فيل كل يوم في مكان لا يحبه ويقوم بعمل لا يحبه ويمر بالأحداث ذاتها كل يوم. لا يتمكن الكثيرون من تخطّي مرحلة اليأس فضلًا عن تخطي الانتحار مرات متكررة وإدراك عبثيته حتى يتمكن من التسامح مع الأبدية ولعنة سيزيف التي تتلبسه بشكل حرفيّ أكثر من كونها مجازًا. ليس الفيلم مقنعًا بأي حال من الناحية النفسية والسلوك المترتب عليها، لكن في حالة الاستبصار التي يمر بها الإنسان الذي يقع في دوامة تكرارية في الزمن، والاكتشافات العاطفية والإنسانية المترتبة على ذلك، استطاع فيل أن يخرج من دائرته الضيقة المتمركزة حول نفسه ونظرته الدونية للبشر ليصبح كريمًا معهم لاستحقاقهم لذلك وليس لأمر في نفسه.

(Source Code 2011) وفلسفة الوقت

في وقت ما، في المستقبل، يتم اختراع برنامج يستخدم عقلًا بشريًا كجزء من الكود المصدري بإمكانه الرجوع في الزمن إلى وقت معين، والهدف هو إنقاذ العالم بدءًا من محاولة التعرف على مفجّر قطار سيتبعه بسلسلة من التفجيرات.

من إخراج دانكان جونز الذي أخرج فيلم الخيال العلمي (Moon 2009)، يفاجئنا هنا بـ “تويست” أخرى أكثر تراجيدية وتعقيدًا. يطرح الفيلم سؤالًا حول ما هو الحقيقي، الزمن الحاضر هو الحقيقة المطلقة التي لا يمكن تغييرها لأنها تراكمات حتمية لأفعالنا في الماضي الذي ذهب للأبد بناءً على نظرية الخط المستقيم للزمن، أم أن أثر الفراشة يمكن أن يُحدث تغييرًا كاملًا إذا أُتيح للبشر العودة بالزمن وتغيير الماضي ليتخذ الواقع/الحاضر/المستقبل مسارًا مختلفًا تمامًا كما تطرح نظرية الزمن الدائري؟

ويجيب الفيلم عن هذا السؤال في النهاية، حيث تتخذ العقلية العلمية البراجماتية، متمثلة في الدكتور روتليج (جيفري رايت)، جانب الاختيار الأول كقناعة نهائية لا شك فيها، لكن ستيفنز “جيك جيلينهال” الذي تتكرر عودته في الزمن مرات كافية لجعله يوقن بقدرته على تغيير الماضي الذي قد يتخذ مسارًا آخر على خط زمني آخر، لكن من الممكن أن يبقى الواقع مقدسًا لا يمسّه التغيير، وهذا لا يهمه كثيرًا. وعلى الأرجح أنه لم يفكر في الأمر بشكل منطقي واضح، وكان مدفوعًا فقط بعاطفته لكريستينا “ميشيل موناجان” الفتاة التي تعرف عليها بعمق إنساني ناتج عن تكرار دخول محنة كبيرة -كانفجار قطار- معها، مما يؤدي به إلى الرغبة في إنقاذها، والدافع الإنساني لإنقاذ “الحياة” على القطار.

تكمن المفاجأة في أن القناعتين غير صحيحتين تمامًا. يعود ستيفنز ويبطل القنبلة ليسير القطار في مسار الزمن متجهًا للمستقبل الذي كانت احتمالاته قد انمحت تمامًا بالنسبة لركاب القطار حينما حدث الانفجار. ويتخذ الفيلم نهاية تشبه بناء فيلم “أثر الفراشة- The Butterfly Effect” أو ربما “الرجوع للمستقبل- Back to the future” حيث يقوم التغيير الواقع على الماضي بالقضاء على الحاضر بشكله الحالي لتتخذ الأحداث مسارًا جديدًا تمامًا، ويعود اليوم لبدايته بأحداث مختلفة لا أثر للماضي عليها.

وسط كل ذلك حازت شخصية جودوين “فيرا فارميجا” بشكلٍ خاصٍ على إعجابي. جودوين هي الجندي المسؤول عن توجيه ستيفنز -الجزء البشري- في الكود المصدري طوال رحلات ستيفنز المؤلمة إلى الماضي ثم موته والعودة إلى الحاضر، حيث كانت تحاول السيطرة على حالة القلق التي يعيشها ستيفنز؛ لأنها في سباق مع الزمن قبل حدوث التفجير التالي. لكنها تكفّر عن ذلك في النهاية بأن تنفذ الوعد الذي قطعه الدكتور روتليج لستيفنز بإنهاء كل ذلك في النهاية ولم يفِ به. برغم عدم قناعتها بما حاول ستيفنز إقناعها به من أنه لو عاد للماضي هذه المرة سيغيره ويمنع الانفجار، وقناعتها التامة بأن برنامج الكمبيوتر هذا ليس مصممًا لتغيير الماضي وإنما للتأثير على المستقبل فقط، فإنها ترسله برغم ذلك وتنهي حياته بعد المدة التي يستغرقها على القطار كل مرة. وكأن جودوين هي الإنسان الذي لا يملك من اليقين والعلم إلا جانبًا واحدًا، لكنه يغامر به في سبيل يقين آخر يؤمن به إنسان آخر ذهب للجانب الآخر من الحقيقة/نهاية التجرِبة وعاد.

ينتهي الفيلم بأسئلة كثيرة، وربما بمسحةٍ طفيفة من فيلم “أن تكون جون مالكوفيتش”. لكنه فيلم متزنٌ كثيرًا من الناحية الفلسفية. ويحوي صراعًا بين الحياة والدمار، والوجود والعدم، مع تقدير عميق للتفاصيل والاحترام الإنساني للحياة.

(Edge of Tomorrow 2014) المعرفة المكثّفة والاختيار

في وقت ما تصطدم مجموعة كويكبات بالأرض حاملة معها جيش من الكائنات يسميها البشر “المقلّدين”. مجموعة كائنات مخرّبة تمامًا وعلى غير وفاق مع سكان الأرض، إلا أنها هي السبب العلمي الذي يبرر دوران البطل- كيدج “توم كروز” في الزمن. العدو الذي لا يُقهر، لأنه يتحكم في الوقت، “والعدو الذي يعلم المستقبل لا يُغلب”.

يحكي الدكتور كارتر الذي قام بدراسة هذه الكائنات أن من الأفضل اعتبارها تكوينًا عضويًا واحدًا لا جيشًا من الكائنات، هذا التكوين يمتلك عقلًا يعيد الزمن -اليوم على وجه التحديد- الذي يفُقد فيه أحد أعضاء هذا التكوين. هناك ثغرة في الفيلم، حيث -من المفترض- إن اليوم واليوم السابق له يتكرران. لكن بغض النظر عن هذا، لنركّز على التفاصيل الدرامية أكثر.

تكرار اللحظة ذاتها يجعل من الشعور الواحد والفكرة الواحدة بناءً كبيرًا يُرجع الصدى. أما تكرار الموت أو رؤيته هي التجربة الأكثر قداسة وأعمق أثرًا. تتكرر رؤية كيدج لموت ريتا “إيميلي بلانت” ويفقد الأمل تمامًا حتى يجلس أمامها ويقول بأنفاس متقطعة كالعائد للتو من أرض المعركة: لن نخرج من هذا الشاطئ، مهما كان تخطيطنا دقيقًا. تكرار رؤية الموت تذكره ريتا أيضًا حينما حاربت في معركة -مشابهة لمعركة كيدج مع الزمن- بجانب شخص يدعى هندريكس، رافضةً ذكر اسمه لأنها رأت موته 300 مرة وتتذكر كل تفصيلة وكل ميتة.

تحتوي القصة على قمم متعددة، والفيلم مكثّف للغاية بعدد المرات التي يقترب البطل فيها من نقطة ما على الطريق لنهاية اليوم، ومع كل مرة نشعر بأننا نعيش ذلك معه بالكامل، ثم نهبط تلك القمة لنصعد أخرى تؤدي بنا إلى عقبة جديدة. في هذه النسخة من تيمة تكرار اليوم -مثلها مثل تيمة Source Code- يضطر المسافر في الزمن للموت كل مرة ليبدأ اليوم من جديد. المعاناة في أن يضطر كيدج للموت بعد كل فشل، ذلك الاقتراب من حافة الغد ثم السقوط في هاوية الزمن ليبدأ مرة أخرى، إنها كرة الثلج التي نراها تتعاظم ولا ندرى إلى أين ستنتهي وكيف. الإخراج عظيم، فبالإضافة إلى التصميم المبهر بصريًا والمونتاج الذي يجعل الفيلم يشد المتلقي لآخر لحظة، فإن شريط الصوت يليق بملحمة كهذة. ليست الملحمية في المعركة مع جيش من الكائنات الفضائية، وإنما في قدرة هذا الإنسان على أن يعيش يومًا ثقيلًا كهذا ويعود مزحزحًا الصخرة من السفح صاعدًا للقمة مرات لا تنتهي. لا يمكن القول عن مدى التأثير الذي يتركه الاختلاف الكبير بين شخصية كيدج في البداية وشخصيته الجديدة في النهاية.

ليست الذروة الأكبر للحبكة في القضاء على ذلك العقل وتحرير الأرض، إنما في امتلاك كيدج الاختيار. فقد كيدج دماءه التي تحمل الشفرة بينه وبين ذلك الكائن، تلك اللحظة هي المجاز الذي يمثل الإرادة الحرة؛ يمكنه أن يموت ويتخلص من أبدية الجحيم تلك، لكن الإنسان الذي يملك المعرفة يختار المضي إلى النهاية.

الحكايات الثلاث -أو الخمس- تحوي كلها عناصر مشتركة، من أن التجربة اللانهائية تقود للفزع والشعور الحتمي بالملل، ثم اليأس والإنهاك التام مع تراكم المعرفة. لكن الأهم هي أنها تحكي عن الاختيار، وامتلاك القدرة على اتخاذه من عدمها، وأي طريقة سيختار الإنسان الموت عليها إن كان بوسعه ذلك، مع اختلاف في الخطوط العريضة فقط.

التقرير الإلكترونية في

24.01.2015

 
 

وودي آلن السبب وراء انهيار جاسمين

ياسمين عادل – التقرير

الحياة معقدة جدًا؛ إذ لا يستطيع البعض الاستمرار بالعيش فيها إلا إذا كانوا أصحاب نفوذ؛ لذا حين تتساقط الحياة من حولهم ويكتشفون أن عليهم البدء من أول السطر ينهارون تمامًا، فليس الجميع يمتلك القوة والقدرة على تَخَطِّي الماضي بسهولة وتجاوزه.

فيلم اليوم هو Blue Jasmine، إنتاج 2013، تأليف وإخراج (وودي آلن)، بطولة (كيت بلانشيت) في دور (جاسمين/جانيت)، حازت عنه على جائزة أوسكار أفضل ممثلة، وقد ترشح الفيلم أيضًا لجائزتي أوسكار: أفضل ممثلة مساعدة (سالي هوكينز) في دور (جينجر)، وأفضل سيناريو وحوار لـ(وودي آلن).

ويُعتبر الفيلم مُعالجة عصرية لمسرحية “عربة اسمها الرغبة” للكاتب الأمريكي (تينيسي ويليامز)، حيث قدم (وودي آلن) العمل بشكل مختلف مُتماشيًا مع روح العصر، مشاكل المجتمع، وسلوكيات أفراده؛ ما جعل العمل يخرج صادقًا بحرفية تليق بمخرج ومؤلف في مثل عبقريته.

وقد ترجم البعض عنوان الفيلم بـ(الياسمين الأزرق) غير أن البعض الآخر رأى أن المقصود هو (ياسمين الكئيبة)، حيث يستخدم اللون الأزرق ككناية عن الحالة المزاجية السيئة وهي الترجمة الأقرب للصواب.

تدور أحداث الفيلم حول (جاسمين/جانيت) المرأة التي اختبرت حياة الثراء وعاشت في رفاهية تامة، فتبدو لك من الوهلة الأولى سيدة مجتمع راقية، ترتدي أفخر الثياب وأحدث الموضات وتتصرف بأنفة وحساب ما يجعل حياتها تنقلب رأسًا على عقب حين يتم القبض على زوجها (هال) يقوم بدوره (إليك بالدوين) بتهمة الاحتيال والكسب غير المشروع، فتُصادرالحكومة كل ممتلكاتهم لتجد (جاسمين) نفسها مضطرة لمغادرة نيويورك والذهاب إلى لوس أنجلوس والعيش مع شقيقتها (جينجر)، حتى تقف على قدميها مرة أخرى.

منذ الوهلة الأولى تتصرف (جاسمين) كما لو أنها مازالت ثرية؛ فتسافر على متن طائرة بالدرجة الأولى غير مهتمة أنها لم تعد تمتلك المال الكافي للتفاخر، لا يحتاج المشاهد أكثر من عدة دقائق ليكتشف أن البطلة ليست على ما يرام وأنها تُعاني من أمر ما ليتضح لاحقًا أنها أُصيبت بانهيار عصبي بعد انتحار زوجها بالسجن، لتظل من وقت لآخر تتحدث مع نفسها وتُصاب بنوبات هلع وعدم قدرة على التنفس تُعالجها بتعاطي المهدئات.

حين تجتمع الأختان تبدأ خطوط الحكاية في الوضوح؛ إذ يعرض الفيلم الحاضر تقطعه مشاهد فلاش باك، فيتضح أن (جاسمين) و(جينجر) غير أشقاء وتم تبنيهما بواسطة الأب والأم نفسهما، ثم إن (جاسمين) كان اسمها (جانيت) لكنها وجدته -حين كبرت- اسمًا غير أنيق فغيرته. وقد اعتادت والدتها بالتبني التفاخر بها والإيمان بامتلاكها الجينات الجيدة بعكس (جينجر) المتمردة والتي تركت المنزل فور بلوغها السن المناسب. سنكتشف كذلك أن (هال) زوج (جاسمين) قام بالاحتيال على زوج أختها ما جعلهما يخسران كل نقودهما لتنتهي علاقتهما بالطلاق.

في الحاضر، تضطر (جاسمين) للعمل كمساعدة لطبيب أسنان من أجل الحصول على النقود اللازمة لدراسة الكمبيوتر لتستطيع فيما بعد دراسة التصميم أون لاين، ومع كل مشهد نرى كيف أنها لا تتحمل هذا النمط من الحياة، فهي تتعامل من منطلق المرأة الثرية التي تعلو الجميع ما يتسبب في انهيارها كثيرًا بسبب عدم استطاعتها تجاوز الماضي ليظل يُحاوطها ويفوز عليها في كل جولة.

في الوقت نفسه نرى (جينجر) على علاقة بـ(تشيلي) والذي لا ترضى عنه (جاسمين)، حتى إنها من وقت لآخر تُعاير أختها بسوء اختيارها للرجال، رُبما من هذا المنطلق ترفض (جاسمين) تودد طبيب الأسنان إليها فهي مازالت من داخلها ترى أنها تستحق فرصة أفضل.

تأتي الفرصة حين تذهب الأختان لحفلة فتتعرف كلٌ منهما على رجل يُناسبها، فتُقرر جينجر ترك (تشيلي) لأجل الرجل الذي التقته، لكنها سرعان ما تكتشف أنه متزوج فتعود مرة أخرى لحبيبها السابق بعد أن تُدرك أنها على عكس أختها يهمها الحب قبل المال.

أما (جاسمين)، فتتعرف على (دوايت) الثري الطموح، الذي يعمل بالسلك الدبلوماسي ويحلم بأن يكون عضوًا بالكونجرس، ويُشارك البطلة اهتمامتها ما يجعله الصيد المناسب، غير أنها تتجمل أمامه بالكذب فلا تُخبره الحقيقة حول حياتها السابقة وحين يكتشف ذلك يتركها دون رجعة.

مع الوقت ومشاهد الماضي التي تتذكرها (جاسمين) كلما ضاقت بها الحياة أو كلما عاودتها إحدى نوبات الانهيار نكتشف أن هناك أسبابًا كثيرة وراء ما يحدث وخلف تصرفاتها بسخافتها أو غرابتها، وأن هناك ما يدعو لجنونها، عجرفتها، وتحفظها.

فـ(هال) الذي تركت دراستها لتتزوجه ظنًا أن حياتها معه ستكون مثالية وستستمر سعادتهما للأبد، اكتشفت بعد فترة أنه كان دائم الخيانة لها وأن الجميع عرف ذلك باستثنائها هي، وحين واجهته فاجئها باعترافه وقراره أن تلك المرة ليست كالسابق حتى إنه ينوي أن يتركها من أجل فتاة فرنسية مراهقة.

 ليتكشف لنا قرب نهاية الفيلم الحدث الأكبر، فـ(جاسمين) حين وجدت نفسها ستخسر كل شيء أبلغت المباحث الفيدرالية عن زوجها ليخسر -هو أيضًا- كل شيء. ليس هذا فحسب، بل وإن (داني) ابن زوجها والذي لطالما أحبته يعرف أنها وراء ما حدث لوالده ما جعله لا يسامحها ويطردها من حياته.

ينتهي الفيلم بالبطلة وقد غادرت بيت أختها حين عادت بعد انفصالها عن (دوايت) ومقابلتها لـ(داني)، لتجد (جينجر) قد عادت لحبيبها السابق، فتُخبر (جاسمين) الجميع أنها سترحل مع (دوايت) للزواج ثم تُسدل كلمة النهاية عليها وهي تتحدث مع نفسها بالطريق دون أن نعرف ما الذي سيحدث!

عن الفيلم..

على الرغم من أن (وودي آلن) اعتاد أن يقدم لنا أفلامًا تحمل طابعًا كوميديًا في أغلب مشاهدها من خلال قصة لطيفة، مُحكمة، تتناول الأحداث بشكل سهل ممتنع يبدو للمتعمق فلسفيًا وأحيانًا مآساويًا إلا أن هذا الفيلم رُبما هو الأكثر سوداوية أو ميلودراما بأفلامه؛ إذ تأتي مواقفه الكوميدية بمثابة كوميديا سوداء تجعلك تتألم سواء من البطلة أو عليها.

وقد برع المخرج في فكرة الفلاش باك والذي كان السبب في أن تسير الأحداث في خط درامي تصاعدي بثبات ووضوح، كما أنه كان السبب في التعاطف مع البطلة بعد أن كرهها الجميع طوال الفيلم فمع مشهد تلو آخر كُنا نكتشف أن سلوكها ليس إلا لكونها إنسانة هَشَّة من الداخل، تخلت عن دراستها عند أول محطة ثراء وسعادة محتملة، رأت أن كل ما تحلم به يمكن تحقيقه في كنف رجل ثري تُحبه، رُبما لذلك حين علمت أنه قرر التخلي عنها مع منحها المال اللازم لحياة جيدة لم تتقبل الأمر وقررت أن هناك احتمالية للخسارة فلتكن لهما بالتساوي.

الحياة ليست كما تبدو

إذا أخذنا بطلة الفيلم كمثال سنجد أنها شخصية تحترف ثلاثة أشياء: التظاهر،الإنكار، والهروب.

فمنذ طفولتها اعتادت التظاهر بأنها ابنة مثالية لتكون المفضلة عند الأسرة، وحين كبرت أنكرت حقيقة اسمها الأصلي (جانيت) وكونها متبناة بل وتمادت في الادعاء لتُخبر الجميع أن أمها منحتها اسم (جاسمين) بسبب حُبها لزهرة (الياسمين الأزرق) والتي لا تتفتح للحياة إلا في الليل.

تستمر البطلة في الإنكار، فهي ترفض تصديق أنها أصبحت فقرية، كما ترفض التصالح مع ماضيها وتَقَبُّل حاضرها لتواجه كل مشكلاتها بالكذب وامتهان سياسة النعامة التي تدفن رأسها لتقنع نفسها أن لا أحد يراها أو على أقل تقدير هي لم تعد ترى أحدًا.

وحين تهرب من كل المشاكل دون مواجهة أو حلول لا يسعها إلا التحطم على صخرة المرض النفسي، فالبطلة تُعد مثالًا صارخًا لكيف أن المرض النفسي والانهيار العصبي أصبح من سمات العصر الحديث، وأن الحياة التي نعيشها على بساطتها مُعقدة تحتاج من أبطالها الكثير من المرونة والقدرة على الاستغناء ليتمكنوا من العيش بدلًا من الوصول لحافة الانتحار إذا ما ظلوا يتعاملون بشخصيات ومشاعر غير شخصياتهم ومشاعرهم الحقيقية.

وجاءت البطلة بالفيلم تحتمي خلف ثلاثة أشياء في معظم المشاهد سواء أثناء الثراء -فيبدو أنها لم تكن بالصلابة التي تُوحي بها للآخرين بأناقتها وضحكتها وتماسكها الزائف- وكذلك بعد انهيار حياتها، فظلت نفس الأشياء هي نقاط الارتكاز الوحيدة بحياتها.

تلك الأشياء هي: حقيبتها، الكحوليات/الخمور، والمهدئات.

فحقيبتها ذات الماركة المعروفة هي ما تبقى معها من ماضيها، فكانت بمثابة مرآة ترى فيها صورتها القديمة، لتمنحها بعض القوة أو الثقة بالنفس، أما الكحول والمُهدئ فكانا صديقاها وقت الضيق أو الانهيار.

عوامل أخرى ساعدت في نجاح الفيلم

مما لا شك فيه أن أي فيلم يُخرجه ويؤلفه (وودي آلن) يكون ذا بصمة خاصة وتركيبة مختلفة تتسم بها معظم أعماله؛ فهو لا يكتفي بالقصة والحبكة لإنجاح الفيلم ، بل يمنحه عدة عناصر أخرى تجعله مُرشحًا مثاليًا للأوسكار كل مرة.

-الإخراج: يحرص (وودي آلن) على أن تكون الصورة أحد أبطال فيلمه، فيأتي الديكور والتفاصيل الدقيقة مُكملة للأحداث كما لو كان المشاهد أمام لوحة فنية متكاملة.

-السيناريو والحوار: يتمتع (وودي آلن) بأعين ثاقبة تُسبر أغوار القلب والعقل معًا، فيأتي حواره غالبًا يحمل قدرًا من خفة الدم ممزوجة مع بعض العُمق الفلسفي وسرد دقيق لمشاعر وأوجاع البشر تتناسب دائمًا مع المضمون الذي يُريد تقديمه، بل إنه دائمًا ما يفتح أعين المشاهد على أشياء لم يكن لينتبه لها في الحياة الحقيقية.

-الموسيقى التصويرية: إذا كنت من متابعي أفلامه ستستطيع التعرّف على الموسيقى التي يراها مناسبة لحكاياته، موسيقى حية غالبًا ما تكون راقصة بعض الشيء كما لو كانت تصلح لرقص الفالس أو ما شابه، وغالبًا ما تكون الموسيقى أحد أبطال الفيلم حتى إنك وبعد الانتهاء من المشاهدة لن تستطيع إزاحتها من رأسك بسهولة.

ولا يمكننا أن ننسي أن نُثني على اختيار الملابس لـ(كيت بلانشيت) والتي لعبت دورًا كبيرًا في عكس شخصيتها وتفكيرها.

التقرير الإلكترونية في

25.01.2015

 
 

لمـــاذا فشــــل الفن فى امتحان الثــــــــورة؟

محمد رفعت

بعد مرور 4 سنوات على اندلاع ثورة 25 يناير..ماذا قدم الفن لنا ولها.. وماذا قدم كتاب السيناريو والمخرجون؟!.. لا شىء.. سوى «هلاهيل» درامية تذكرنا بنفس الأداء الباهت للفنانين المصريين فى أحداث مهمة جدا فى تاريخنا الحديث والمعاصر، تعامل معها أهل الفن بمنطق «السبوبة».. مشهد مقحم هنا وجملة حوارية هناك..والفيلم الوحيد الذى أفلت من ذلك كان «التحرير 2011» وهو فيلم وثائقى تسجيلى طويل..لم يسمع عنه سوى النخبة ولم يشاهده الناس.
ورحم الله مخرجاً كبيراً مثل يوسف شاهين كان حريصا على التواجد بكاميراته لتسجيل أى حدث سياسى مهم، لكى يكون فى ذاكرته ويحوله أو يستخدمه فى أحد أعماله السينمائية، التى مهما اختلفنا عليها لكننا لا يمكن أبداً أن نختلف على قيمتها أو قيمته..وقد رأيته بنفسى حينما كنت طالبا بالجامعة يجرى بيننا حاملا كاميرا على كتفه وهو يسجل سحل الأمن لنا ونحن نهتف ضد ضرب أمريكا للعراق.

فأين كاميرات السينمائيين من تفجيرات الإرهابيين وإشلاء ضباط المفرقعات الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل حمايتنا من االقنابل التى يزرعها الخونة فى كل مكان لترويعنا والانتقام مننا لأننا رفضناهم ورفضنا حكمهم التعس وشعاراتهم الجوفاء واتجارهم بديننا الوسطى الحنيف وشهوتهم للسلطة التى دفعتهم لأن يكونوا ألعوبة فى يد قوى إقليمية وعالمية تضمر لنا الشر، وتريد تقسيمنا وتدمير بلادنا بنار الفتنة الدينية والطائفية. 

فلماذا لم يفكر منتجو أفلام البلطجية والراقصات والشذوذ والمخدرات فى تقديم أفلام عن الطابور الخامس المندس بيننا وبطولات الشعب والجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين. 
لقد أجبرتنا ثورة 25 يناير كإعلام مقروء ومكتوب على التواجد فى أماكن الأحداث الساخنة، بعد أن عشنا سنوات طويلة نستقى موادنا الصحفية من وكالات الأنباء، وأصيب بل واستشهد بعض الصحفيين المصريين فى تغطية أحداث 25 يناير و30 يونيو وما بينهما ، ولكن الفن ما يزال بعيدا ومتعاليا. 
والمدهش حقا أن السينما التسجيلية كانت شبه غائبة هى الأخرى عن الأحداث، ويبدو أن زمن التصوير بالموبايل.. زمن الانترنت واليوتيوب، لم يعد يتيح الفرصة لوسائل التعبير التقليدية للمنافسة، بغض النظر عن مستوى الجودة الفنية والتقنية..الحقيقة أن ما يحدث فى مصر الآن، لم يحدث مثله فى تاريخنا من قبل،وغياب صناع الفن، وخصوصا السينما عن هذا المشهد والاكتفاء بالمشاهدة من مواقع المتفرجين يدل على درجة عالية من ضحالة الفكر ونقص الوطنية والبلادة وانعدام الوعى.

أكتوبر المصرية في

25.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)