كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

احتفاء بتروفو 14 فيلماً له.. إعادة اختراع الطفولة

نديم جرجوره

 

احتفالات عديدة بالذكرى الثلاثين لوفاته تعمّ بعض المدن العربية. «مهرجان أبو ظبي السينمائي» نظّم، في دورته الـ 8 (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014)، برنامجاً متكاملاً خاصّاً به، ضمّ 7 أفلام له. «جمعية متروبوليس» تُطلق، في 25 كانون الثاني 2015، تظاهرة سينمائية أشبه بتحية له، بالشراكة مع «المعهد الفرنسي في باريس»، وبدعم من «البنك اللبناني للتجارة». في باريس، احتفالات مختلفة أيضاً. قبل أشهر قليلة على الذكرى الثلاثين هذه، أصدرت الصحيفة الفرنسية اليومية «لو موند» عدداً خاصّاً به اتّخذ شكل مجلة، بعنوان «رواية السينما» (أيار/ حزيران 2014). تضمّن العدد 549 (تشرين الثاني 2014) من المجلة الأدبية الفرنسية الشهرية «ماغازين ليتيرير» ملفاً بعنوان «كاتب سينمائي». قراءة مضمونهما متعة تذهب إلى الأعماق المختلفة لسينمائيّ عاش السينما حبّاً وحياة وشغفاً. استعادة جمعية «متروبوليس» بعض أفلامه متعة أخرى تؤكّد مجدّداً عشق السينمائيّ لهذا العالم البصريّ الرائع، سواء عبر اشتغالاته كمخرج وكاتب، أو عبر غرقه في السينما مُشاهدة وتجريباً ونقاشاً وتحليلاً ونقداً.

سينمائيّ استثنائيّ

«هذه الاستعادة التكريمية، المؤلّفة من 14 فيلماً، ستسمح باكتشاف أو بإعادة اكتشاف أعمال هذا السينمائيّ الاستثنائي، الذي عالج تيمات الشاعرية والفكاهة والحبّ غير المشروط لزمن الرومانسية»، كما جاء في تقديم التظاهرة الخاصّة بـ «متروبوليس»، التي تُقام في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية). أما السينمائي الاستثنائيّ، فهو الفرنسيّ فرنسوا تروفو (6 شباط 1932 ـ 21 تشرين الأول 1984)، الذي «إلى جانب تعلّقه الشديد باستقلاليته الفنية، كان محبّاً للعاملين معه وللقصص الجميلة». أعطى كاترين دونوف وجانّ مورّو وجيرار ديبارديو أهم أدوارهم التمثيلية. كما أن أفلاماً له عرفت «صدى شعبياً لافتاً، من دون تقديمه تنازلات على حساب عمله الفنيّ، مؤكّداً عبر ذلك أهمية المخرج، وتفعيل دوره كمؤلّف». أفلامه هذه تجمع نتفاً من حياته الشخصية، وبعضاً من رؤيته للعالم، وشيئاً من حساسية المسار الحياتي للناس والأشياء والحكايات. الأهمّ كامنٌ في أن طفولته ومرحلة شبابه تحديداً كانت غنية بمعطيات شتّى، إلى درجة أنها ظلّت منبعاً لأفكار وكتابات وأفلام عديدة له: «مرحلة الشباب في حياة فرنسوا تروفو مثيرة للاهتمام أكثر من المرحلة ذاتها بالنسبة إلى الآخرين»، يقول كلود شابرول عنه، مضيفاً أنه لو روى شبابه، لما حقّق أكثر من فيلمين اثنين فقط: «بالنسبة إلى تروفو، أن يُصبح المرء سينمائياً يتطلّب منه عدم خيانة طفولته أولاً، ثم إعادة تأليفها عبر هذه السيناريوهات المتنوّعة، كـ «أطلِقْ النار على عازف البيانو» (1960) و»جول وجيم» (1962)، و»الرجل الذي أحبّ النساء» (1977)»، كما جاء في مقدّمة كتاب «فرنسوا تروفو» للناقدين الفرنسيين أنطوان دو بايِك وسيرج توبيانا (منشورات «فوليو ـ غاليمار»، الطبعة المنقّحة، 2001، ص. 15). كأن التعليق النقدي، المنبثق من حساسية العلاقة الثرية بين تروفو وطفولته وشبابه وحياته كلّها، مستلٌّ مما كتبه الفرنسيّ جورج برنانوس في «مقابر ضخمة تحت ضوء القمر» (1938): «أريد فقط أن تبقى (حياتي) إلى آخر درجة وفيّة للطفل الذي كنتُه (...)، والذي بات بالنسبة إليّ الآن جَدّاً». هذا كلّه من دون تناسي واقعة أساسية واجهها تروفو: الرجل الذي كان يظنّه أباً له، ليس والده. قبل أشهر من وفاته مُصاباً بسرطان في دماغه، أخبر تروفو صديقه كلود دو جيفري أنه كان يرغب في استهلال سيرته الذاتية، التي أراد أن يضع لها عنوان «سيناريو حياتي»، بمقولة لمارك توين «تُلخّص سرّ الولادة»: «محظوظ هو الفرنسيّ الذي يستطيع أن يقول من هو والده الحقيقي».

سرّ ضاغط عليه، وطفولة تائهة في الشوارع والأزقة قبل اكتشافها الصالات، وعشق لا مثيل له لسينما تحوّلت سريعاً إلى هاجس له. منذ فيلمه الأول «400 ضربة» (1959)، الذي حقّقه بعد 3 أفلام قصيرة أنجز آخرها بالتعاون مع جان ـ لوك غودار بعنوان «قصّة المياه» (1958)، أكّد تروفو حرصه على أن تكون حياته الخاصّة مادة درامية لسينما ستؤسّس لاحقاً، بالتعاون مع سينمائيين آخرين، ما سيُعرف بـ «الموجة الجديدة». في هذا الفيلم، يختلق المؤلّف والمخرج شخصية أنطوان دوانيل، التي ستُصبح «أناه» في «سينماه». فيه أيضاً حكاية يُمكن أن تكون حكاية فرنسوا تروفو نفسه مع الحياة والفن السابع والأدب والتفاصيل: اختراع كذبة. «كذبة» تُشكّل اللحظة الإبداعية في صناعة تضع المألوف الإنسانيّ في أول المشهد، كي تلهو خلفه بشتّى الأسئلة الوجودية والحياتية والفكرية والإنسانية. الزميل هوفيك حبشيان يكتب قائلاً إن «أفلامه الأولى كانت تفضح سفاهة ما، وتمتلك نبرة جديدة وحرية تأليفية فرضت نفسها منذ البداية» («المدن»، السبت 17 كانون الثاني 2015).

عشقٌ

عشقه السينما لم يُبعده عن عشق آخر تمتّع به حتى الثمالة: الأدب. «التهم» كتباً كثيرة، مُدركاً ـ في الوقت نفسه ـ كيفية قراءتها بعمق وسحر. أحبّ أونوريه دو بلزاك ومارسيل بروست وجيمس جويس وويليام آيريش وبول ليوتو وهنري ميلر وآخرين. تماماً كما أحبّ روبرتو روسّيليني وتشارلي شابلن وألفرد هيتشكوك، وكان له مع هذا الأخير حوار طويل صدر في كتاب لا يزال يُعتبر لغاية اليوم أهمّ حوار سينمائي يتناول السيرتين الحياتية والسينمائية لمخرج أفلام التشويق («السينما بحسب ألفرد هيتشكوك»، الطبعة الأولى، «منشورات روبر لافون»، 1966). يقول تروفو إنه إذا كان روسّيليني جزءاً من الحياة، فإن هيتشكوك كان خارج الحياة: «دخل السينما كمن يدخل ديراً»، مضيفاً أنه على نقيض روسّيليني، «كان هيتشكوك إنساناً قلقاً، لديه مخاوف طفولية، وخوف من الفراغ والسقوط».

لم ينحصر في بلده. عشقه للسينما أخذه إلى أميركا، فكان من النقّاد الفرنسيين الأوائل الذين ينفتحون على صناعة السينما الأميركية. كتب نقداً. «دفاتر السينما» كانت المنبر الذي أدّى به وبصحبه (غودار، شابرول، آلان رينيه، ايريك رومر وغيرهم) إلى تحديد مسار جديد للسينما الفرنسية، كتّاباً ونقّاداً ومخرجين. لكن المرجع الأساسي له في النقد يبقى كبير النقاد أندره بازان: يذكر الثنائي دو بايِك وتوبيانا في كتابه عنه أن تروفو ـ «المنتعش بشغف الإغواء والاستكشاف» ـ هو الذي ذهب للقاء معلّمين يُجلِّهم، قبل أن يُصبح صديقاً لغالبيتهم سريعاً، أمثال بازان وجان جينيه وهنري لانغلوا وجان كوكتو وجاك أوديبارتي وماكس أوفولس وجان رونوار وجان ـ بول سارتر وآخرين.

يُمكن أن يُكتب الكثير عن فرنسوا تروفو. لا داعي لمناسبة معينة. لكن تحية «جمعية متروبوليس» له بمناسبة ذكرى مرور 30 عاماً على رحيله، تُصبح دعوة جميلة لإعادة مشاهدة بعض التُحَف السينمائية الحقيقية التي صنعها، والتي يشتاق إليها دائماً كلّ «سينيفيليّ». تحية تنتهي في 6 شباط 2015، في يوم ذكرى عيد ميلاده الـ 83. تحية تبدأ بفيلم «الرجل الذي أحبّ النساء» (25/ 1، 8،30 مساء)، وتنتهي بـ «يوم الأحد بقوّة» (6/ 2، 8،30).

للاطّلاع على البرنامج: metropoliscinema.net و institutfrancais-liban.com

3 أفلام طالبية في «اليسوعية».. الحياة في الماضي

نديم جرجوره

يستمرّ «معهد الدراسات المسرحية والسمعية البصرية والسينمائية» في «جامعة القديس يوسف» في منح طلابه فرصاً للتقدّم أكثر فأكثر في الدراسة والتدريب والعمل معاً. طلاب الـ «ماستر» ينجزون أفلاماً يُعرض بعضها، الـ 8 مساء غد الجمعة، في صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية). احتفال متواضع بإنجازات طالبية يتمنّى كثيرون أن تكون بداية جدّية وفعلية وثابتة لمسار سينمائيّ منفتح وجماليّ وسوي. احتفال يُراد له أن يصنع من الأمسية لقاء بين أعمال طالبية وجمهور، يتوقّع للأولى أن تضع مُشاهديها أمام إحدى خلاصات الدراسة الأكاديمية والتدريب المهنيّ العمليّ.

«هذه الأمسية الخاصّة بالعرض، الذي يتمّ في إطار غير أكاديمي، يتيح الفرصة لأفلام متنوّعة أن تُقدَّم أمام جمهور في صالة سينمائية»، كما جاء في تقديم برنامج «المعهد في متروبوليس». يُضيف التقديم أن الأفلام الثلاثة المختارة للعرض «تُشكّل نتيجة المناهج الدراسية التي تمزج بين النظرية والممارسة، وبين البحث والخلق، والتي تسمح للطلاب باختبار أنماط الخلق الفنية المتنوّعة، بفضل مسار مُشخصن». أما الأفلام الثلاثة، فهي: «صدى» (38 د.) لسيبيل حداد، و «هُمود» (25 د.) لمايا خوري، و «إكس التصميم» (48 د.) لسليم مراد.

«بين شغف ومهنة، وبين سقوط ومثابرة، وبين خسارة واهتزاز، تنكشف شخصيتان متميزتان، تعيشان شيخوختهما بحيوية مستمرّة». هذا تعريف بـ»صدى»، الذي يستعيد مع الراقصة جورجيت جبارة وممارِس المصارعة الحرّة جان سعادة ماضيهما، وينزع الأقنعة عن سر العيش ما بعد عقبات الحرب والجسد والحياة. أما «هُمود»، فيروي حكاية ربّة البيت نايلة، التي تعيش في وحدة يومية، والتي تمضي نهارها منعزلة في منزلها، وهي تُرتّبه وتُنظّفه. علاقتها بالكاميرا تدفعها إلى ماضيها، وتجعلها في مواجهة مع حاضرها. الفيلم الأخير يروي حكاية شاب يُدعى سليم مراد، يُوصي رفاقه ـ عبر شريط فيديو ـ بضرورة إكمال فيلم الـ»ماستر» الخاصّ به، الذي بدأه ولم يُكمله بسبب وفاته. الفيلم غير المنتهي يروي أحداث الليلة التي وضع فيها تصاميم مشروعه. إحدى صديقاته، الممثلة كارول عبّود، تُقرّر إخراج الفيلم، لكنها تكتشف أن هناك عنصراً أساسياً لا يزال ناقصاً لإيجاد التكامل في بنيته.

السفير اللبنانية في

22.01.2015

 
 

"فريد زينمان وسينما المقاومة"..

كتاب عن معان أخرى للفن

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

يقدم كتاب "فريد زينمان وسينما المقاومة" للناقدة والأستاذة الجامعية "جي. إي. سميث"، لمحة تاريخية عن كثب لأفلام المخرج السينمائي النمساوي الأصل "فريد زينمان". وبالرغم من أن زينمان لم يكن من المخرجين المدللين ولا اللامعين في هوليوود، لكن لا أحد ينكر أنه أحد أهم المخرجين الأمريكيين في القرن العشرين، وأن أفلامه من أكبر وأشهر الأفلام التي أثارت الكثير من الجدال في تاريخ هوليوود.

والمثير في الأمر أن فريد زينمان لم يكن، على عكس المخرجين الأوروبيين الآخرين الذين تركوا بلدانهم لأسباب عديدة منها تصاعد وتيرة الفاشية وتوجهوا إلى أمريكا للعمل في صناعة السينما بها، ينتمي بالفعل إلى هوليوود ولم تسر أفلامه على النهج الهوليوودي المعتاد. ونفس الشيء فيما يتعلق بحياته العامة والخاصة، التي لم تكن أمريكية على نحو صرف. والطريف فيما يتعلق بهذا الأمر ما ذكره زينمان، بعد مرور أسبوعين على تواجده هناك في مطلع شبابه، عن اقتناعه بأنه لم تكن تُصنع هناك أية أفلام "حقيقة" حقاً.

وترجع الأهمية البالغة لهذا الكتاب لعدة أسباب، من بينها ما ذكرته سميث في مقدمتها، التي جاءت تحت عنوان "سينما المقاومة"، عن أن فريد زينمان لا توجد عنه سيرة واحدة حتى يومنا هذا. وأن سيرته الذاتية التي نشرت عام 1992، تركز فقط، على نحو كامل تقريباً، على حكايات وقصص وقعت أثناء تصوير أفلامه.

يكشف كتاب "فريد زينمان وسينما المقاومة"، على امتداد أكثر من ثلاثمئة صفحة، عن الدوافع الفكرية وراء إخراج أكثر أفلام المقاومة قوة على الإطلاق في السينما الأمريكية، وغيرها من الأفلام التي صنعت عن صعود ومقاومة الفاشية، وآثار الحرب العالمية الثانية، ودور المرأة والمهمشين، وحتى الأطفال في المجتمع. وذلك في العديد من أفلامه المميزة مثل "الصليب السابع" (1944)، و"البحث" (1948)، و"الظهيرة" (1952)، و"من هنا إلى الأبدية" (1953)، و"جوليا" (1977).

وتوضح إلى أي مدى كان زينمان ينجذب لقصص المتمردين والمستقلين المعارضين والمناهضين للنظام، مع العناية الفائقة بالتفاصيل، والتي كان الكثير منها مستوحى من تجاربه الخاصة في مرحلة الطفولة، محولا إياها لأعمال بالغة القوة. وتبين سميث كيف استخدم أو وظف زينمان أفلامه على نحو شعبي أو جماهيري لإيصال رسائله الخطيرة المناهضة والمتمردة التي تجاوب معها الجمهور في النهاية.

كما ركزت أيضاً على نحو قوي على تعاطف زينمان مع الأشخاص الذين لا صوت لهم، وبخاصة الأطفال. ونجد هذا مثلا في فيلمه "البحث"، الذي لفت فيه أنظار الجمهوري الأمريكي لمحنة الأطفال المشردين الذين عانوا في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية. وكيف أنه كان يجتهد دائمًا لإتقان عمله لدرجة الكمال، ويسعي دائمًا لتحقيق أقصى قدر من التأثير على الجمهور. مع الحفاظ على استقلاليته عن صناعة السينما السائدة، وإلى أي مدى تعتبر سينماه حالة تُدَرَّس في المقاومة.

وكتاب سميث هو الأول حتى الآن، الذي نجح في الوصول إلى الأوراق الهائلة لفريد زينمان، الموجودة في الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة، الجهة التي تمنع الأوسكار سنويًا، ومخطوطاته وسيناريوهاته ودفاتره وملاحظاته أثناء صناعة الأفلام ورسائله الشخصية، وغيرها الكثير من الصفحات التي تعد بالآلاف في أرشيف زينمان، وعليها أيضًا الكثير من الملاحظات أو الخواطر أو الإرشادات أو التوجيهات أو حتى أرقام التليفونات التي كتبها بخط يده في أوقات متباينة خلال مسيرته المهنية.

وقد أخذت المؤلفة كل هذه الملاحظات بعين الاعتبار وقامت بتحليلها والتعامل معها في سياق كل مرحلة. وخرجت منها بكتابها هذا، الذي حرصت على تزويده بالعديد من الصور النادرة، التي يرجع أغلبها لفترة السبعينات من القرن الماضي.

كما تطرق الكتاب لمناقشة علاقات زينمان المهنية والشخصية مع العديد من النجوم والنجمات مثل "سبنسر تريسي"، و"مونتجمري كليفت"، و"جاري كوبر"، و"أودري هيبورن"، و"فانيسا ريدجريف". وفي نفس الوقت، كيف كان مخرجًا صبورًا ومهتمًا بممثليه لأقصى حد، وفي المقابل يحظى بإعجابهم وتقديرهم، ولذلك نجح في أن يخرج منهم بأفضل ما لديهم من أداء.

كما رصدت المؤلفة ردود الأفعال النقدية العنيفة تجاه رؤيته المغايرة التي قدمها في أفلام الويسترن الخاصة به مثل "الظهيرة" (1952). وكذلك معاركه الضارية مع الرقابة فيما يتعلق بأفلام مثل "من هنا إلى الأبد" و"قصة الراهبة" و"انظروا للحصان الشاحب"، وفيلمه المثير للجدل عن الاغتيال السياسي "يوم جاكل". كذلك العديد من المعارك التي خاضها ضد نظام الاستوديو في هوليوود، وكيف أن قوته ساعدته في النهاية على الصمود لأطول فترة ممكنة أمام نظام الاستوديو، واستطاع حتى آخر يوم في مسيرته المهنية أن يقدم أعمالا فنية متميزة، بعكس العديد من معاصريه.

أولت سميث كل فيلم من أفلام زينمان اهتماماَ واسعاً، وكرّست أحيانًا صفحات طويلة للتحدث عن إنتاجها واستقبالها والتاريخ وراء الكثير منها مثل "الظهيرة" (1952)، و"من هنا إلى الأبد" (1953)، و"قصة الراهبة" (1959). وقد عثرت على تفاصيل مثيرة حول معالجة زينمان لمشاريعه، ووفرت خلفية غنية للأحداث التي ألهمته في أعماله. وليس ثمة شك في أن كل فصل من فصول الكتاب يمكنه أن يستقل ككتاب بمفرده، رغم أنه من المثير أكثر مقارنة الأفلام بعضها البعض، وذلك من أجل الوقوف على أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها.

برغم اختلاف قصصها وعوالمها الواسعة النطاق، وجدت سميث في كتابها العديد من الروابط المثيرة للاهتمام بين هذه الأفلام. وقد رصدت على وجه الخصوص الاهتمام الذي أولاه زينمان لقصص النساء، خاصة هؤلاء اللاتي طغت عليهن أفعال وتصرفات الرجال، لا سيما الرجال الذين لم يتحققوا. وكيف أنه، على سبيل المثال، في فيلمه "الظهيرة" سلط الضوء على "جريس كيلي" و"كاتي جورادو" كشخصيتين نسائيتين قويتين في مجتمع الغرب الأمريكي حيث الهيمنة الذكورية التقليدية. ونفس الأمر ينطبق على الدورين المركبين اللذين قامت ببطولتهما "أودري هيبورن" و"فانيسا ريدجريف" في فيلميه "قصة الراهبة" و"جوليا".

والكتاب غني في مادته البحثية ويلتزم بدقة منهجية صارمة مثل أي دراسة تاريخية معمقة في تاريخ السينما. وذلك في أسلوب سردي ونثري جميل نجح في أن ينقل لنا أدق تفاصيل المواد الأرشيفية الكثيرة والمعقدة على نحو حيوي وسهل، وأفلحت بالفعل في ألا تجعل الكتاب يبدو كأطروحه أكاديمية بحثية جامدة، موجهة للمتخصيص وليس الجمهور العادي. لقد أبدعت سميث في كتابها الذي لم يلق الضوء فحسب على العلاقات أو الروابط بين تاريخ هوليوود والطريقة التي تصور بها هوليوود التاريخ، بل أتاح لنا أيضًا ربط هذه الأفلام بالمقاومة السياسية.

ويعتبر الكتاب بحق نموذجاً في النقد السينمائي الرصين، وأفلحت سميث في أن تقدم عن فريد زينمان صورة جديدة تمامًا وأصيلة يميزها الفهم والاستيعاب لهذا المخرج العبقري المستقل والمتمرد، بطريقة جمعت على نحو ماهر وحاذق بين البحث الأرشيفي الرصين والقراءة الذكية للأفلام.

وقد انقسم الكتاب إلى سبعة فصول حملت العناوين التالي على الترتيب: "من ألمانيا إلى الجزائر، ومراحل التأريخ للمقاومة"، و"أصوات الناجين والبحث عن أوروبا"، و"الويسترن غير الأمريكي"، و"الفاشيون الأمريكيون"، و"كسر صمت المرأة في المقاومة"، و"شيخوخة الثوار وضياع التاريخ"، وأخيرًا "مقاومة المرأة في سياقات تنافسية".

تشغل المؤلفة والناقدة "جي. إي. سميث" منصب أستاذة التاريخ والدراسات الأمريكية المقارنة بجامعة "وارويك" ببريطانيا. وهي ناقدة وباحثة في التاريخ السينمائي، ومن بين ما صدر لها، كتابها "إعادة بناء السينما التاريخية الأمريكية: من سيمارون إلى المواطن كين" وهو من تأليفها، وكتاب "هوليوود والأفلام الأمريكية التاريخية" وهو من تحريرها.

موقع "24" الإماراتي في

22.01.2015

 
 

"الأيدي الذهبية" الاتحاد السوفيتي عبر الإعلانات

محمد هاشم عبد السلام

من يعرف أن النزعة الاستهلاكية والشيوعية قد سارتا ذات يوم جنبًا إلى جنب ويديهما معقودتين معًا؟ وذلك، دون وجود لأي تناقض يذكر بين النزعة الاستهلاكية ابنة الاقتصاد المفتوح والسوق الحر، والشيوعية ذات الاقتصاد الموجّه والسوق المغلق والنهج التقشفي الصارم. وهذا ما يثبته لنا الفيلم الإستوني الفنلندي الإنتاج "الأيدي الذهبية" من إخراج "كيور أرما" و"هاردي فولمر"، على مدى أربعة وسبعين دقيقة هي زمن هذا الفيلم المشوق والممتع في نفس الوقت، رغم تمحوّره كلية حول الإعلانات التجارية.

يتناول فيلم "الأيدي الذهبية" نشأة وتألق ثم انهيار الإمبراطورية الصناعية لاستوديوهات السينما الشهيرة بالاتحاد السوفيتي السابق "إستي ريكلام فيلم". وهي الشركة الوحيدة لإنتاج الإعلانات في الاتحاد السوفيتي، والتي كانت توفر العمل لمئات الأفراد من العاملين في هذا المجال غير المطروق آنذاك. والغريب في الأمر أن هذه المؤسسة الاشتراكية التي عملت في ظل قوانين الاقتصاد الموجه، استطاعت أن تُحقق أرباحًا أسطورية ونجاحًا باهرًا على امتداد سنوات عملها، بالرغم من أن مجرد كلمة "إعلان" كانت لها دلالة لدى آلاف الموظفين الرسميين في الدولة، وحتى المواطنين، تماثل مفردات مخيفة وغير مرغوبة مثل "المخابرات الأمريكية" أو "كوكا كولا". وكان على رأس  تلك الإمبراطورية ومؤسسها وقائد نجاحها المخرج السينمائي والمنتج والمدير الإستوني الناجح "بيدو أويما".

كانت فكرة ذلك الاستوديو من بنات أفكار "بيدو أويما"، الذي ظهرت عنده روح المبادرة في سن مبكرة عندما بحث عن الأجزاء المهملة من نيجاتيف فيلم "طرزان" ثم قام بطباعتها وبيعها على هيئة صور فوتوغرافية لأصدقائه بالمدرسة. ثم سرعان ما عمل بيدو كمراسل لصحيفة "إيفننيج بوست"، ثم بعد ذلك كصحفي يقوم بتغطية الأفلام من داخل الاستوديوهات أثناء صناعتها.

وبعدما انتهى بيدو من دراسة السينما، راح يُنفِّذ بعض الأفلام القصيرة التجريبية له ولأصدقائه بنفقات جد محدودة، اقتدى فيها بذلك النهج الذي تسير عليه الإعلانات التجارية التي كان يشاهدها بالتليفزيون الفنلندي، حيث كان الإرسال يصل لبعض المناطق الشمالية من إستونيا دونما رقابة تذكر من جانب الروس. وقد سعى بيدو في أول الأمر لتنفيذ الأمر بإستونيا، وأسّس استوديو خاص به هناك، "إستي ريكلام سينما"، وأنتج بعض الدعايات البدائية به. وبداية من عقد الستينات فصاعدًا اعتُبر بيدو أويما، الرائد الإستوني لتلك الصناعة الوليدة، شخص شديد البراعة لدرجة أنه في إعلاناته: "بمقدوره أن يجعل أهل الإسكيمو يرقصون البولكا!".وعندما سمح الاتحاد السوفيتي وأعطى تصريحًا لصناعة الإعلانات التجارية المُصورة، كانت استوديوهات "إستي ريكلام فيلم" هي الوحيدة الموجودة والتي في الصدارة، فبدأت إعلاناتها في التدفق مع مطلع عام 1967.

وقد ظلّ الاستوديو يتبوأ تلك المكانة حتى استقلال إستونيا، وتفككه مع انهيار الاتحاد السوفيتي بعد أربعة وعشرين عامًا من تواجده بمفرده بالسوق السوفيتية، صنع فيها الاستوديو ما يزيد عن أحد عشر ألف فيلمًا على مدى سنوات إنتاجه، شاهدها الملايين، وفاز أحد المخرجين العاملين به على جائزة "أسد كان الذهبي" في المهرجان الدولي للدعاية بمدينة كان الفرنسية، والذي تحول اسمه الآن إلى المهرجان الدولي للإبداع بكان.

هذا كله دار على أرض الاتحاد السوفيتي السابق، في وقت لم تكن للإعلانات التجارية بالتليفزيون أي وجود أو حتى أي أهمية تذكر نظرًا للنقص الشديد أو حتى ندرة المنتجات والبضائع والسلع التي يتم الإعلان عنها، لا سيما في ظل كل تلك القيود والقوانين الباطشة من جانب الرقابة الحكومية. ناهيك عن القدرة الشرائية لدى المواطنين العاجزة عن تسديد قيمة المشتريات نقدًا. وبالطبع لم يكن الجمهور الذي يلتهم كل تلك الإعلانات المُبهرة والمُذهبة لعقله يدري أنها لمنتجات غير موجودة في الأغلب الأعمّ أو لكماليات لا لزوم لها، وأنه خاضع لسطوة رجل كان مخوّلا له بيع، ما لا حاجة له لمن ليسوا بحاجة إليه. لكن لماذا اللجوء من جانب الدولة لمثل هذه السياسة، ولماذا كان يبيع الفنان أويما الهواء للجمهور عبر الإعلانات التي تنتجها استوديوهاته؟

تأتينا الإجابة المثيرة للدهشة عبر متابعتنا لأحداث الفيلم، فندرك أنه في ظل كل تلك القيود والقواعد والقوانين الصارمة المتحكمة، كان هناك قانون بعينه يفرض على الشركات حتمية أن تخصص ما يساوي نسبة واحد بالمئة على الأقل من ميزانيتها للإعلانات التجارية. في حين أن معظم تلك الشركات لم تكن بالفعل في حاجة لمثل تلك الإعلانات لأن منتجاتها كانت بالفعل تنفد من الأسواق قبل حتى الإعلان عنها. وثمة شركات أخرى لم تكن بعد قد أصدرت منتجاتها أو استوردتها وبالتالي كانت تأمل أن يكون الإعلان متواكبًا وقت عرض أو نزول السلعة إلى الأسواق. أما بعض الآلات العجيبة المعروضة فكانت محض اختلاقات زائفة وليست اختراعات حقيقة. ومع وجود هذا النقص في كل شيء، حتى قبل البريسترويكا، لم يتوقف المعلنون عن تسويق المنتجات التي لم تكن موجودة، لأن الإعلان عنها كان أيسر كثيرًا من إنتاجها. لكن السؤال الآخر هنا، لماذا سمحت الدولة، بصرف النظر عن وجود ذلك القانون، بهذا القدر من الكذب أو الزيف؟

وتأتينا الإجابة على النحو التالي: للمساعدة في إدامة بعض الأوهام، مثل الطلب المتزايد على المنتجات أو السلع حتى تلك التي كانت تنتجها الدولة. في حين تجعل من ندرة الزبدة والسكر والزيت التي تباع من فورها دون الحاجة لدعاية أمرًا مبررًا، وتخلق في الوقت نفسه، مع تواجد السلع، صورة زائفة عن مجتمع الوفرة والاقتصاد الكاسح المُنتج لكل وأي شيء. والمثير في الأمر أن الحزب الشيوعي الحاكم بسياساته القابضة ورقابته الصارمة حتى على البرامج التليفزيونية العادية وما كان يقدم بها من مادة، كان متحررًا تمامًا ولم يكن يبالي بالمرة بما تُروّج له الإعلانات من منتجات أو حتى مطبوعات جنسية، وما يظهر بها من موديلات عارية أو شبه عارية.
وقد جمعت إعلانات الاستوديو بين المظهر أو الأسلوب الذي للإعلانات التجارية الغربية والمحتوى أو الحسّ الاشتراكي، الأمر الذي أدى في النهاية لخروج محتوى إعلاني غريب الأطوار بعض الشيء، لكن له عشاقه. ومع ذلك يحسب للمخرجين بهذه الإعلانات، تقديم محتوى موسيقي جذاب في إعلاناتهم. كما برزت الحرفية الشديدة في المونتاج، وجرأة الأفكار وجدّتها ومضمونها أحيانًا. ولولا الحفاظ على كم كبير من تلك المادة الإعلانية ونجاتها من التدمير بعد إغلاق الاستوديوهات، لما صار سهلا بالمرة صناعة مثل هذا الفيلم الرائع، القائم بالأساس على تلك المادة الأرشيفية المثيرة والمبهجة والمتنوعة في حد ذاتها على نحو بالغ الثراء، والتي يغلب على معظمها الطرافة والجدة والجرأة في الطرح، وعلى البعض الآخر أثر الزمن وسذاجة التنفيذ والإخراج.

يظهر بيدو أويما، الذي توفي قبل أشهر قليلة، على فترات بالفيلم في مراحل عمرية مختلفة عبر لقطات أرشيفية مُسجّلة بالأبيض والأسود أو معلقًا بصوته أو مُتحدثًا مباشرة للكاميرا. كما نراه لمرتين أو ثلاثة، خصوصًا مع نهاية الفيلم، وهو جالس على كرسي متحرك بإحدى دور العرض الخاوية يشاهد مجموعة من الإعلانات التي أخرجها ونفذتها استوديوهاته على مدى مساره المهني. كما يظهر على فترات بالفيلم مجموعة من المخرجين الذين عملوا معه أو خبراء في صناعة الإعلانات أو كُتّاب سيناريو شاركوه العمل أو موديلات أو مغنيين اشتغلوا بالعديد من إعلاناته  التجارية.

وقد هدف المخرجان من وراء فيلميهما إلى السخرية من النظام الشيوعي وتلك الحقبة برمتها، عبر فضحهما للإعلانات التي كانت تروج آنذاك، والتي في نفس الوقت، باعتبارها وثائق تسجيلية في حد ذاتها، رصدت دون أن تدري التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية التي مرّت بها البلاد خلال أكثر من عقدين تقريبًا هي عمر تلك الاستوديوهات. وكذلك تتبُّع مسار التطورات الفنية والسينمائية التي كانت رائجة في ذاك الوقت والتي خرجت من رحمها الكثير من الإبداعات الحالية في سوق الدعاية الإعلانية في عصرنا الحالي، والتي يرجع الفضل في معظمها لذلك الرائد الشديد التميز في مجاله.

 ومن ثم، أثبت هذا الفيلم أن تلك المادة ممكن أن تكون مسلية وممتعة جدًا في زمانها في حين تصبح لاحقًا شديدة الإفادة لدراسة جوانب كثيرة اجتماعية واقتصادية وتاريخية وسياسية وفنية.
ولد المخرج "كيور أرما" في الخامس والعشرين من يونيه عام 1975، وهو صحفي في التليفزيون الإستوني، وتخرج في جامعة تارتو عام 1997، وعمل أيضًا ككاتب سيناريو ومنتج، وهذا الفيلم هو أول أفلامه كمخرج.

ولد المخرد "هاردي فولمر" في عام 1975، وهو مغني في فرقة روك "سنجر فينجر"، وأيضًا كاتب ومخرج سينمائي. ومن بين أفلامه القصيرة، "لا أحد حتى الآن" (1996)، و"كل ما لدي عن لنين" (1997)، و"بربري" (2003)، و"صور حية" (2013)، وهذا هو فيلمه الأخير.

سيرة أليس ووكر: الكفاح والإبداع ثمنا للعيش

طاهر علوان

(1)

بهذه الكلمات تُحّلق الروائية والكاتبة الكبيرة والمناضلة "أليس ووكر" لتُلخِّص سيرتها الانسانية كما الإبداعية التي امتدّت إلى أكثر من نصف قرن وما تزال منتجة ومبدعة، إنها خلاصة تاريخ شامل عرفته أرض الولايات المتحدة وخاصة ولايات الجنوب أو مايعرف بالحزام الامريكي من السكان السود أو من الأصول الإفريقية، الفتاة التي ترعرعت في عمق الجنوب، في ولاية جورجيا  وسط حقول القمح التي تتهادى مع الريح على أنغام أغاني الجنوب فيما تظهر صورة جدة الكاتبة التي كابدت مآسي التمييز العنصري والعرقي، تظهر الجدة متكئة على عصا فيما تمضي وسط تلك السهوب لتعلن أليس أنها قد استمدّت اسمها الفني "ووكر" من مسير جدتها وكفاحها المضني، بهذه الصور المتدفقة نتابع فيلم "أليس ووكر". الفيلم من إخراج بارتيبا بارمر والذي عُرض مؤخرا في المهرجان الدولي للسينما الوثائقية في أمستردام كما طاف العديد من المهرجانات من حول العالم.

تتدفق الصور بالأبيض والأسود مع مراحل طفولة وصبا وشباب أليس ووكر وهي في وسط ذلك لن تستغني عن كتابة الشعر في المراحل المبكرة من حياتها الإبداعية معلنة:" كان للآخرين مشكلة في اختياراتي، مع ما أحب وأي شيء أفضله أو أختاره، كنت على الدوام أواجَه بالمشاكل". وفي واقع الأمر لم يكن طريقها إلا طريق الكفاح والدفاع عن الحريات المدنية لاسيما وأنها واكبت انتفاضات السود آنذاك ممثلة في ثورة مارتن لوثر كنج وقد شاهدته بعينيها ساعة أُلقيّ القبض عليه لتصرخ "لقد تغلغل مارتن في قرارة روحي". ثم لتسجن هي أيضا إبان تلك الحركات الاحتجاجية دون أن تتوقف عن كتابة شعرا يتغنّى بالحياة والحرية .

(2)

في الطفولة المبكرة ومن بين ثمانية من الأخوة والأخوات يصرخ أحد العنصريين في وجه الأم: كان عليك أن تتخلصي من كل هؤلاء الصبية والأطفال لأنهم بلا فائدة لكنها تنتفض في وجهه مؤكدة أن أبناءها سيتعلمون وسيكونون شيئا، ولهذا ستعمل الأم 11 ساعة في اليوم في مقابل 17 دولار أسبوعيا لتغطية نفقات دراسة أليس، هذا ما ترويه، وتبقى تلك الكلمات تتردد أصداؤها في عقلها الصغير لاسيما وهي ترحل نحو ولاية أتلانتا بعد حصولها على زمالة دراسية ولتتخرج في العام 1965 في قمة ثورة الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة .

تمضي وقائع الفيلم في تتبُّع يوميات تلك الفتاة والتحولّات التي مرّت بها في حياتها في بناء كثيف تقطعه وقفات مع نصوصها الشعرية وخواطرها ومذكراتها، وهي نصوص لا تفارق بيئة الجنوب فهي تمزج صورا بالغة الشاعرية موغلة في عشق الطبيعة أرض الجنوب الخضراء وسماءه الصافية، وفي نفس الوقت أصوات الشقاء والمظلومين في تلك البقاع .

تحت وقع ثورة الحريات وأغاني منتصف الستينيات  تلتقي ووكر كاتبا وثائرا مدنيا ولكنه أبيض وديانته يهودية وهو الشاعر والمؤلف المعروف ( ميلفين ليفنثال ) ويرتبطان بعلاقة وثيقة تتوج بالزواج والإنجاب وسط استغراب بيئتها الثائرة أصلا على البيض ونزعتهم العنصرية إبان تلك الحقبة ولهذا كانت على الدوام تردد: نعم أنا مختلفة.. لكن الصدمة الأكبر كانت صدمة أسرة ميلفين نفسها كما تتحدث في الفيلم في رفضها القطعي لتلك العلاقة وذلك الزوج.. الزوجان السابقان والصديقان والطليقان يرويان جوانب من تلك الذكريات بمزيد من الحنين.

(3)

يتابع الفيم مرحلة النضج في مسيرة ووكر، مرحلة تجمع فيها بين التدريس والكتابة في وسط أجواء محتدمة تنادي فيها بحقوق المرأة وحريتها من خلال الحركات النسائية التي تناغمت مع احتجاجات السود لتعمل في مجلة (Sisterhood) وهي علاوة على كونها مجلة فقد تحولت إلى ملتقى للنساء السود ومنبرا فكريا مُهمّا استقطب الكثير من الكاتبات والناشطات المدنيات، وبسبب انهماكها في تيار مساندة الحريات تعلن أنها تشعر مرات أنها "تحمل في عقلها صور وحياة 12 شخصا يعيشون ويتكلمون في رأسها وأن عليها العناية بهم". واقعيا ظلّت أصداء ناس الجنوب لا تفارق مخيلتها،العذابات والاضطهاد ،صراخ الضحايا ،الازدواجية والعنصرية كلها تجلّت في كتاباتها

يقدم الفيلم مزيجا من نصوص أليس ومذكراتها وأجواء الحركات النسائية والمدنية في تدفّق مؤثر عميق للشاعرية، وهو ما رفع من شعبية وأهمية أليس ووكر ومنحها مكانة رفيعة ظلّت تتعزّز في جميع الأوساط على أنها الكاتبة السوداء المتفردة التي ولدت لكي تكون كاتبة ولهذا تواصل جولاتها في المدن الأمريكية، تقرأ من نصوصها وتلتقي جمهورها وتُعرِّف بالنضال من أجل الحقوق المدنية التي نذرت نفسها من أجلها. وهي تعلن مرارا مقولتها الشهيرة:" إن صفتي كناشطة  هو الأجر الذي عليّ أن أدفعه ثمنا للعيش في هذا العالم" ، ولهذا ستضيق بها الساحات وسيتسع كفاحها وينطلق صوتها باتجاه بؤر الأزمات في العالم وحيثما وجد الظلم : من إفريقيا إلى فلسطين، سيصدح صوت أليس ووكر من أجل المظلومين .

(4)

بعد رواياتها التي احتلّت صدارة المبيعات: الحياة الثالثة لجرانج كوبلاند1970   ورواية مريديان 1976 وصولا إلى روايتها الأشهر "اللون القرمزي" التي نالت عنها جائزة البوليتزر عام 1982  وهذه الرواية تحكي فصولا من حياة عائلات إفريقية في ولاية جورجيا في حقبة الثلاثينيات وفيها كثير من الذاتية وكثير من العنف أيضا ومناقشة قضايا السود، وقد حفل نشرها بطبعاتها المتعددة بجدل واسع في أوساط السود فضلا عن أوساط النقاد وهو ما لفت أنظار المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ حيث بدأ بمراسلة الكاتبة طالبا إعداد روايتها للسينما وظلّت مراسلاتهما المشتركة لسنوات حتى رأى الفيلم النور في العام 1985  من تمثيل داني جلوفر و ووبي جولدبيرغ فضلا عن صاحبة البرامج التلفزيونية ذائعة الصيت أوبرا وينفري، وقد رشح الفيلم لنيل 12جائزة أوسكار في مختلف الأقسام كأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل تمثيل وأفضل موسيقى وغيرها .. لكنه لم يفلح في الحصول على أي من تلك الجوائز .

وفي المقابل تروي ووكر كيف جوبه الفيلم بانتقادات من جهات شتى، تقول أنها استمعت لكثير من النقد الذي خلاصته أنها قد قامت بتشويه حياة وتاريخ السود من خلال تلك العلاقات المختلة وغير الطبيعية والتي لم تظهر حقيقة الشخصيات ودوافعها بل ألحقت بها تشويها مُخلّا، فيما هي تدرأ عن نفسها هذه الاتهامات معلنة أنها قدّمت عملا مهما وسبيلبيرغ أكمل المهمة في تقديم فيلم متميز بدليل النجاح الذي أصابه كلا من الرواية والفيلم وهو مالم يشفع كثيرا لها أمام موج الانتقادات التي طالت الرواية والفيلم .

(5)

تجول ووكر من خلال الفيلم في فضاءات حياتها، تعيش في منزلها الصغير وسط الطبيعة التي لاتستطيع أن تتخلى عنها بعد أن تخلّى عنها  العديد من الناس، تسترجع صورا يكتنز بها الفيلم لطفولة ابنتها الوحيدة ريبيكا التي صارت - وياللمفارقة - عدوة لها ، تعتبرها أنانية وأمّا غير صالحة، وتعترف هي أنها كثيرا ما انشغلت عنها بسبب كثرة أسفارها والتزاماتها لكنها لم تتخلّ عن حبها يوما، وهي تشعر بالألم لما تُصرِّح به ابنتها مرارا ...

تستشعر تلك المرارة لتروي كيف كادت تفقد عينها عندما كانت صغيرة وأطلق شقيقها باتجاهها سهما بلاستكيا من تلك التي يعبث بها الصغار مما جعلها تدفع الثمن من قدرتها على الرؤية لأن أمها لم تستطع حينها أن تنقلها إلى المستشفى لعدم وجود مستشفى قريب آنذاك، وتتداخل الصور في ذاكرتها لكنها  تخرج من وسط كل ما كان لتعلن أنها حرة تماما وتدافع عن المظلومين لتتوِّج سيرتها في دفاعها عن غزة المحاصرة وتشارك في رحلة إلى هناك عام 2009 ولتروي فصولا من مآسي ما شاهدت.

وكانت قبلها وفي مهرجان في مدينة تورنتو الكندية قد طالبت من خلال عريضة وقعها عشرات المبدعين إلى إدراج الكيان الصهيوني كنظام للفصل العنصري وهو ما أثار ضدها تيارات الضغط واتُهمت بمعاداة السامية ومازالت حتى اليوم تهاجَم وتشوَّه سمعتها في كل الاتجاهات بسبب هذا الموقف لكن ذلك لم ينل شيئا من سيرة واسم أليس ووكر المبدعة الكبيرة والإنسانة .

الجزيرة الوثائقية في

22.01.2015

 
 

أبرزهم «أرنولد شوارزنيجر» وميل غيبسون وفان ديزل

أفلام 2015: نجوم الأكشن يضربون بقوة !

الراصد والمتابع لاحدث نتاجات السينما الاميركية للعام الجديد 2015 يلاحظ الحضور الضارب لأفلام ونجوم الاكشن والمغامرات، حيث تكاد النسبة الاكبر من الاستديوهات الكبرى في هوليوود قد فرغت من برمجة جديدها والذي يمثل حضورا واضحا لأهم النجوم حيث تطول القائمة في هذا المجال

وفي هذه المحطة نتوقف عند أبرز الاعمال التي تم الاعلان عنها للعام الجديد وهي

فيلم رجال الملوك : خدمه سريعة وهو فيلم مغامرات حركي كوميدي، مقتبس من قصة بنفس العنوان، وفيه يقوم أحد رجال المخابرات البريطاني باختيار طفل ليتدربوا على الجاسوسية في جو مغامرات لا يخلو من الفكاهة، الطفل من أطفال الشوارع يدعى كاري يونوين، يدرب تدريباً فائقاً على يد رئيس المنظمة هاري هانت ليتمتع بقوى ومهارات خارقة، من أجل مواجهة عالم عبقري يهدد بتدمير العالم بواسطة التكنولوجيا التي يخترعها.. سيتم عرض الفيلم بتاريخ 13 فبراير.. من اخراج ماثيو فون.

فيلم تشابي من اخراج نيل بلومكامب وكتابة نيل بلومكامب. بلغت تكلفة انتاجه 60 مليون دولار، تدور أحداثه حول انسان آلي صغير تم اختطافه يوم مولده بواسطة اثنين من المجرمين لتقوم بعد ذلك عائلة مختلة وغريبة الأطوار بتبنيه وتربيته، ولأن تشابي ذكي وموهوب وفريد من نوعه يستطيع بمساعدة مجموعة من الشباب ان ينجو من كل ذلك ويكبر ليصبح معجزة، يأتي الفيلم ضمن استمرارية المخرج الجنوب أفريقي الشاب نيل بلومكامب في تقديم أفلام الخيال العلمي ذات الفكرة والشخصيات الدرامية، من المقرر ان يعرض الفيلم في 6 مارس.

فيلم السرعة والغضب 7، كان من المفترض ان ينتج عام 2014 ولكن بسبب وفاة الممثل الشهير بول ووكر المفاجئة التي كانت بسبب حادثة سيارة تم تأجيل الفيلم الى عام 2015 في الخامس من أبريل، وتم احداث بعض التغييرات في قصة الفيلم.. أبطال الفيلم هم نفس أبطال الأجزاء الأخرى من سلسلة أفلام السرعة والغضب وهم: فان ديزل، دوين جونسون، جوردانا بروستور، ميشيل رودريجز، لوداريكس.. آخر جزء من السلسلة كان السرعة والغضب 6 أول فيلم في السلسلة ابتعد عن موضوع السباقات غير قانونية التي كان الموضوع الأساس في السلسلة.

المنتقمون 2 فيلم مغامرات اخراج جوس ويدون.. الجزء الأول تناول مدير وكالة السلام الدولية نيك فيري حيث يجمع فريقا من الأبطال الخارقين لحماية كوكب الأرض من لوكي، وتبدأ المعركة وتأتي كل من العميلة رومونوف وصديقها كريس وكابتن أمريكا ويدور قتال، وينجح المنتقمون بانقاذ الأرض، وفي النهاية يذهب هالك لمكان بعيد ومنعزل ويرحل ثور وشقيقه لوكي لكوكب ليقوم بمحاكمة لوكي.. يذكر ان الفيلم من أكثر الأفلام نجاحاً في عام .2012.

ماكس المجنون: الطريق المرعب هو اعادة احياء لسلسلة أفلام الأكشن الكلاسيكية، بشكل جديد وبطاقم تمثيل قوي للغاية، مثل توم هاردي بدور ماكس، والجميلة تشارليز ثورون ونيكولاس هولت وغيرهم، وهذه المرة المغامرة ستكون في صحراء أستراليا، تاريخ عرض الفيلم 15 مايو. ولربما يتم افتتاح مهرجان كان السينمائي به وهو أول فيلم أسترالي أنتج من السلسلة عام 1979، من بطولة ميل جيبسون.

بعد مرور 22 عاماً من كارثة حديقة الديناصورات في الجزء الأول، وعلى جزيرة أيلا نوبلار ذاتها، تفتح حديقة العالم الجوراسي أبوابها أخيراً للجمهور، ويتوافد عليها آلاف الزائرين كل يوم، الى ان يحدث شيء ما خطأ، وتخرج الديناصورات من محابسها لتنشر الفوضى في أنحاء الجزيرة، هو جزء جديد من سلسلة أفلام ستيفن سبيلبرج أحد أشهر مخرجي هوليوود، ودارت أحداثها حول انشاء حديقة للكائنات المنقرضة في أحد جزر كوستاريكا النائية ويتم استنساخ عدة فصائل من الديناصورات عن طريق أخذ المادة دي. ان. اي الوراثية الخاصة بها من الحشرات المحفوظة داخل الكهرمان القديم وتدور الأحداث في الفيلم حيث يفقد زمام الأمور وتتحرر الديناصورات من محبسها لتنطلق في الجزيرة لتنشر الدمار وتستمر الأحداث في الأجزاء الثلاثة على نفس المنوال.

صدرت الأجزاء الثلاثة في أعوام 1993 و1997 و2001.. يعتبر الفيلم الأول من أنجح الأفلام السينمائية ورصدت ميزانية كبيرة لانتاجه بلغت 63 مليون دولار أميركي، أما الأرباح فتجاوزت حاجز المليار دولار أميركي.

أصدرت شركة بيكسار المقدمة الاعلانية لفيلم الرسوم المتحركة المقبل الداخل والخارج، الذي يتابع العواطف والمشاعر الانسانية الموجودة داخل عقل طفلة صغيرة قبل سن المراهقة، حيث يتم تجسيد كل مشاعرها مثل: الغضب والفرح والخوف على هيئة أشخاص، الفيلم بأصوات ايمي بوهلر وميندي كالينج ولويس بلاك، وسينطلق في السينمات العالمية بتاريخ 19 يونية.. تدور أحداث الفيلم حول الفتاة صاحبة الـ 11 عاماً رايلي، التي تعاني من عدم استقرار بسبب حصول والدها على وظيفة جديدة أجبرت العائلة على الانتقال الى مدينة سان فرانسيسكو، وكما هو طبيعي أفعال رايلي تصدر مجموعة من العواطف، التي بحسب قصة الفيلم تعيش داخل عقل رايلي وهي: الفرح ايمي بولر والخوف بيل هادر والغضب لويس بلاك والاشمئزاز ميندي كالينج والحزن فيليس سميث وهي المشاعر التي تكافح للتأقلم مع الحياة الجديدة في سان فرانسيسكو.

بعد طول انتظار، أصدرت شركة بارامونت البوستر والعرض الدعائي الأول من فيلم ترمنيتور أو المدمر الذي يعيد فيه النجم الكبير أرنولد شوارزنيجر دوره الأشهر المدمر الذي ظهر به لأول مرة قبل 30 عاماً من الآن، ويشاركه في بطولة الفيلم كل من اميليا كلارك، جايسون كلارك، جاي كورتني وج. ك. سيمونز.

تبدأ أحداث الفيلم الجديد عام 2029 حينما تندلع حرب المستقبل بين مجموعة من البشر الذين يستخدمون القوى الشريرة لتكنولوجيا الذكاء الصناعي وبين جنود المقاومة بقيادة جون كونور جايسون كلارك ومساعده المخلص كايل ريز جاي كورتني، وكما كان الحال مع الفيلم الأصلي يرسل كونور مساعده ريز بالزمن الى عام 1984 لينقذ والدته سارة اميليا كلارك التي ينوي أحد الروبوتات المدمرة القضاء عليها ليمنع ميلاد زعيم المقاومة جون كونور.

الأمر المختلف عن الفيلم الأصلي الذي يبدو واضحاً جداً في العرض الدعائي ان شخصية سارة كونر التي ستلعبها اميليا كلارك ستكون أكثر شراسة وعنفاً من النسخة التي قامت بها النجمة ليندا هاميلتون في الفيلم الأصلي.

كما ان شوارزنيجر سيظهر في هذا الفيلم بشخصيتين الأولى هي المدمر T-800 الذي ظهر في الجزء الأول من السلسلة، واعتمد المخرج آلن تايلور على المؤثرات البصرية لاضافة صورته وهو شاب من الفيلم الأصلي للفيلم الجديد، والشخصية الثانية ستكون نسخة أخرى أيضاً من المدمر T-800 لكن يكون فيها أرنولد بشكله الحالي وسيتولى بنفسه تدمير النسخة الأولى.

النهار الكويتية في

22.01.2015

 
 

حنان مطاوع: أسعدني لقب {سيدة المسرح الجديدة}

كتب الخبرجمال عبد القادر

تنتمي إلى عائلة فنية، أشاد الجميع بموهبتها وحضورها القوي، تختار أدوارها بعناية، تسير بقوة نحو النجومية. إنها الفنانة حنان مطاوع، التي تقوم راهناً بالتمارين تحضيراً لمسرحية {أنا الرئيس}.
عن أحدث أعمالها وقضايا فنية كان اللقاء التالي معها.

·        أخبرينا عن «أنا الرئيس».

المسرحية مأخوذة عن رواية للكاتب الراحل يوسف عوف «اللي ضحك على مصر»، وهي مقتبسة من رواية الكاتب العالمي غوغول «المفتش العام»، معالجة محسن رزق وإخراجه، بطولة مجموعة من النجوم، وإنتاج البيت الفني للمسرح.

·        ما أبرز محاورها؟

تدور الأحداث في إطار كوميدي استعراضي حول عصام كمال، شاب تخرج في كلية التجارة ويعمل سباكاً، ويتعرف، أثناء عمله، إلى أحد المسؤولين، فيعجب به ويحاول مساعدته ويعطيه بطاقة ليقدمها إلى أحد كبار المسؤولين. لدى وصوله، يفاجأ بأن الموظفين ينتظرون وصول رئيس المؤسسة الجديد، واسمه عصام كمال أيضاً. هنا تؤدي الصدفة دورها، فيتولى عصام الشاب إدارة المؤسسة بدلا من رئيسها الفعلي، وتحدث مواقف كوميدية.

·        ما دورك فيها؟

أجسد شخصية فتاة متزنة تقع في حب عصام، وهي المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً كوميدياً استعراضياً.

·        لماذا قررت العودة إلى المسرح الآن؟

لم أبتعد، لكن المسرح واجه أزمة في السنوات الأخيرة، تحضّرت لتقديم عمل مسرحي على مسرح الهناجر لكنه توقف بسبب استقالة أكثر من مسؤول فيه، وسبق أن قدمت مسرحية «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم.

·        في رأيك ما سبب أزمة المسرح في السنوات الأخيرة؟

تغير ذوق الجمهور في السنوات الأخير، إذ عزف عن مشاهدة الأعمال المسرحية واتجه إلى السينما حيث وجد ما يناسبه، فضلاً عن ابتعاد نجوم السينما عن الأعمال المسرحية، ثم قبل 25 يناير كان ثمة تجريف للحياة الثقافية والفن عموماً، وعدم اهتمام بالمسرح خصوصاً.

·        خطواتك في السينما أقل من التلفزيون، لماذا؟

أختار أفضل ما يعرض عليّ، وبالتالي قرار غيابي أو حضوري ليس في يدي، بل يحكمه مستوى الأعمال التي تقدم إليَّ. ثمة أعمال جيدة ربما، ولكنها لم تعرض علي وأنا رفضت ما لا يناسبني، لأن ما تقدمه السينما في الفترة الأخيرة لا يلائمني.

·        ماذا عن موعد عرض «قبل الربيع»؟

مهمتي أداء دوري في الفيلم مع أحمد وفيق وهنا شيحة، أما موعد طرحه في دور العرض فيخص المنتج والموزع، ثم أجهل عدم طرحه لغاية الآن، وأعرف من المخرج أحمد عاطف عن مشاركة الفيلم في مهرجانات سينمائية فحسب.

·        على ذكر السينما، ما رأيك في موجة أفلام البلطجة والحارة الشعبية؟

للأسف، تسير السينما بمبدأ الموجات: موجة أفلام الكوميديا، ثم المخابرات، وهكذا، ذلك أننا نعمل بعشوائية من دون منظومة تحدد ما يجب تقديمه، ووسط سيطرة الفكر التجاري تظهر محاولات فردية تعطينا الأمل في أن ثمة سينما جيدة في الطريق على غرار: «فتاة المصنع، الفيل الأرزق، الجزيرة 2» وقريباً «قدرات غير عادية». ولكن هذه المحاولات لا تستمر لأنها فردية وتعمل من دون منظومة تحميها وتحتويها.

·        هل نفهم من كلامك أنك تطالبين بضرورة عودة الدولة إلى الإنتاج؟

بالطبع، معظم تاريخنا السينمائي من إنتاج مؤسسة السينما، فالدولة التي تقدر أهمية السينما في توجيه الجمهور وزيادة وعيه، وتستطيع، كقوة ناعمة، أن تجعل السينما مصدراً للدخل القومي. لكن قبل ذلك، يجب تهيئة المناخ لصانعي السينما حتى تنهض الصناعة. نحن لدينا مقومات الصناعة الجيدة ولكن نتيجة العشوائية لم تعد الصناعة ذاتها موجودة.

·        ما رأيك في المسلسلات التي تزيد عن 60 حلقة؟

ظاهرة عابرة وستختفي بعد فترة قصيرة على غرار مسلسلات الـ «سيت كوم» التي ظهرت منذ سنوات ثم اختفت.

·        إلامَ تعزين انتشارها؟

إلى نجاح الدراما التركية في المقام الأول، وانتشار قنوات فضائية تريد أعمالا تملأ بها ساعات البث، وهي منخفضة التكلفة بالنسبة إلى المنتج، فمسلسل 60 حلقة أقل كلفة من مسلسلين.

·        هل ستُشاركين في هذه النوعية من المسلسلات؟

عرض عليّ أكثر من عمل لكني رفضت، لأن المستوى لم يكن جيداً، ولكن لو أتيحت لي فرصة جيدة، لمَ لا؟

·        هل ثمة شخصية أو فكرة معينة تتمنين تقديمها؟

بالطبع، أتمنى تقديم عمل درامي عن رابعة العدوية يلقي الضوء على جوانب من شخصيتها لم تتناولها الأعمال التي تمحورت حول سيرتها.

·        هل تحضرين لمشروع في هذا السياق؟

بالفعل، لكنه توقف بسبب اعتصام ميدان رابعة العدوية، وارتباط الاسم بالأحداث وقد يكون موحياً أو يُستخدم بشكل آخر.

·        من أطلق عليك لقب {سيدة المسرح الجديدة}؟

الناقد محمد بدر الدين عند مشاهدته مسرحية «السلطان الحائر»، ومن بعده أحمد المسلماني والكاتب الكبير بهاء طاهر، وهو لقب أعتز به، إذ وضعني في موقف صعب بالمقارنة مع صاحبة اللقب الكبيرة سميحة أيوب، ولأنه جاء من أسماء كبيرة لها تاريخها ويثق الجمهور في رأيها، ما يدفعني إلى التدقيق أكثر في خياراتي المقبلة، لأكون عند حسن ظن الجميع وأستحق هذا اللقب.

الجريدة الكويتية في

22.01.2015

 
 

فاتن حمامة تنهى مشوارى مع مهرجان الأقصر

بقلم:   انجى سمير

أكدت ماجدة واصف رئيسة مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية فى أول حوار لها عقب توليها رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أنها قررت الاعتذار عن مهرجان الأقصر حيث كشفت لــ"الأهرام المسائى" أن الدورة المقبلة ستكون الدورة الاخيرة لها نظرا لرغبتها فى التفرغ للقاهرة السينمائى بشكل جيد.

كما قالت ان السبب وراء تأخر التحضير للمهرجان يرجع الي تعرضها للإصابة بكسر ألزمها الفراش لمدة 6 اشهر، وعن كواليس المهرجان والتحضير له تحدثت ماجدة واصف في الحوار الاتي:

·        "ما هى أول خطوة ستقومين بها بعد توليك المنصب"؟

الحقيقة انني خلال هذه اللحظة مشغولة بتحضير اللمسات الأخيرة من مهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية التى ستنطلق فعالياته يوم السبت المقبل وهذا الهاجس الاساسى بالنسبة لى الان خاصة فى الظروف الصعبة التى نعمل فيها، كما انها ستكون الدورة الأخيرة لي حيث سأضطر لتركه بعد هذه الدورة للتفرغ بشكل كامل لمهرجان القاهرة وعقب الانتهاء منه سأبدأ بالتفكير فى المهرجان وأملك تصوراً للصورة التى اريد ان يظهر خلالها المهرجان، حيث سأسعى لان يظهر فى افضل صورة.

·        "هل الاعتذار عن مهرجان الأقصر يرجع لعدم قدرتك على التوفيق بين المهرجانين"؟

من الصعب تولى رئاسة مهرجانين فى وقت واحد حيث يتطلب كل منهما مجهودا كبيرا لأنهما من اهم المهرجانات السينمائية كما ان فعالياتهم تنطلق فى اوقات متقاربة حيث بينهما شهران ولذلك قررت التفرغ كاملا لمهرجان القاهرة لأنه مهرجان كبير ودولى ويحتاج لعمل كثير حيث يتطلب تركيز اكثر كما ان مؤسسة نون للثقافة بها كفاءات كثيرة من الممكن ان تواصل العمل فى مهرجان الاقصر.

·        "هل من الممكن أن تغيرى فى طرق دعم مهرجان القاهرة"؟

لن استطيع التحدث عن مشاريعي او ما ارغب في تقديمه للمهرجان حاليا حتى عودتى من مهرجان الاقصر حيث احتاج لشهر على الاقل لدراسة منظومات المهرجان واختيار الفريق الجديد حتى اعمل عمل جيد لابد ان اكون منظمة كما اننى بعيدة عنه لمدة عامين وبالتالى اريد دراسة الوضع بأكمله حتى اعيد هيكلته. 

·        "ما هى اهداف الدورة الثالثة لمهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوروبية"؟

هذا العام كان لدينا رغبة في اقامة ندوات ومنها ندوة قمنا بتحضيرها مع شخصية سياسية فرنسية ولكن بعد حادث "شارل ابدو" اعتذر وبالتالى اضطررنا لإلغاء الندوة كما سنركز على الافلام السينمائية اكثر من الندوات خاصة بعدما لاحظنا ان الندوات تجذب انتباه الحاضرين اكثر من الافلام وهنا تظلم الافلام لأنه لا يتابعها احد.

·        "لماذا تأخر التحضير لهذه الدورة على عكس ما قبلها"؟

لقد انزلقت فى فرنسا وكسرت يدى وجلست 6 شهور للعلاج، وبالتالى تأخرنا قليلا فى التحضيرات وبحمد الله تم استكمال التحضيرات فالظروف الشخصية كانت اقوى منى.

·        "لاحظت وجود أزمات مالية على عكس العام الماضى"؟

ظروف مصر فى الفترة الاخيرة غير مستقرة والى حد ما يوجد ازمة اقتصادية وبالتالى تفهمنا عند تنازل جهة من الجهات المدعمة كما يوجد مؤسسات كانت تدعم المهرجان العام الماضى ولكنها اعتذرت لأنها وجدت انها لديها اولويات عن المهرجان وبالتالى تأثرنا من نقص دعم بعض جهات المجتمع المدنى كما يجب اعادة النظر فى المنظومة بأكملها بان يوجد رصد للميزانيات للمهرجانات من وزارة المالية بحيث ان تبدأ السنة المالية مع وجود مبلغ يتم الانفاق منه على المهرجانات.

·        "بخلاف التأخير والأزمة المالية ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتموها"؟

الصعوبات المالية وصعوبات اخرى مرتبطة بالمناخ السياسى فى العالم كله حيث يوجد نوع من الارتباك وبالتالى نتأثر بها ولكن انتصرنا عليها وشكل البرنامج هذا العام جيد وسيتم عرض افلام كانت مرشحة للأوسكار وسيكون فى افلام اخرى ستكون اكتشافا لها.

·        "هل وجدتم صعوبة في استضافة عدد كبير من النجوم الاجانب أو المصريين ومن أهم أبرز المعتذرين"؟

المهرجان لا يجرى وراء النجوم فنحن مهرجان مبتدأ يركز على السينما فإذا كان هناك فيلم لممثل سنقنعه ان يأتى ليشاهد فيلمه ولا نجلب النجوم لنتصور معهم كما ان النجوم المشهورين هم نجوم السينما الامريكية اما نحن مهرجان يعمل على السينما الأوروبية ومسألة النجوم مسألة نسبية. 

·        "ما الأسس التى يتم عليها التكريمات"؟

اسس كثيرة حيث يتم التكريم لشخصيات سواء مصرية او اوروبية تتميز بالإنتاج السينمائي الجيد ولها مكانة خاصة فى بلدها ففى العام الحالى سيتم تكريم الفنانة لبلبة ولا يختلف احد على مكانتها الفنية على مدار سنوات كثيرة وهى تعتبر من اكبر الممثلات على الساحة ولا نفضل كثرة التكريمات.

·        "هل من الممكن ان تقوم إدارة المهرجان بإهداء هذه الدورة لسيدة الشاشة فاتن حمامة"؟ 

نعم بالفعل قررت ادارة المهرجان اهداء هذه الدورة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى رحلت وتركت لنا ثروة فنية ذات قيمة كبيرة وسوف نعرض فيلمين من افلامها فيلم "صراع فى الوادى" وفيلم "يوم مر ويوم حلو" واختارنا هذه الافلام منذ البداية لتكريم السيناريست الراحل فايز غالى فتصادفت انها لها فيلمين ونأسف ان رحيلها كان قريب ولم نقدر على فعل اكثر من ذلك. 

الأهرام المسائي في

22.01.2015

 
 

موضة تصوير المشاهد فى أوروبا وآسيا

بقلم:   محمد مصطفي حسن

بحثاً عن التميز في التصوير أو الاستعانة بأحدث الوسائل التكنولوجية في المجال الفني، أو التنويع في الأحداث وأماكنها، لجأت العديد من شركات الإنتاج لتصوير مشاهد من مسلسلات هذا العام خارج مصر متجهين إلى أوروبا وآسيا وأمريكا، ومن هذه الأعمال مسلسل حواري بوخارست الذى قام مخرجه محمد بكير بمعاينة أماكن التصوير الخاصة بالمسلسل في العاصمة الرومانية بوخارست، وهو بطولة أمير كرارة وسارة سلامة وأحمد سلامة ومي سليم وروجينا وطارق النهري وتأليف هشام هلال، وكذلك مسلسل حسابات خاصة الذى يستعد لتصوير بعض من مشاهده في بولندا ويستعين مخرج العمل هشام فتحي بطاقم تصوير مجرى ومتخصصين في مشاهد الأكشن من التشيك والجرافيك من روسيا ومدير تصوير إنجليزي، المسلسل تأليف عمرو سمير عاطف وبطوله درة وطارق لطفي وخالد سليم وريهام عبدالغفور ومن المقرر عرضه في رمضان القادم، فيما تفاضل الشركة المنتجة لمسلسل ذهاب وعودة بين عدة دول لتصوير بعض المشاهد بها منها بلجيكا وقبرص والأردن ولبنان وهو بطولة أحمد السقا وإنجي المقدم وياسر جلال وفريال يوسف وتأليف عصام يوسف وإخراج أحمد شفيق، كما سافر الملحن إياد الريماوى إلى روسيا لتسجيل الموسيقى التصويرية لمسلسل تشيللو فى دار الأوبرا هناك بمشاركة أكثر من 60 عازف وعازفة والمسلسل بطولة تيم الحسن ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال وتأليف نجيب نصير وإخراج سامر البرقاوى. 

وهناك مسلسلان آخران لم يبدأ تصويرهما بعد ويستعد فريق عملهما للتصوير أولهما مسلسل غريب اوباما لمحمد رمضان ومن المفترض أن يصور بعض مشاهده ف أمريكا بينما لم يبدأ التصوير حتى الآن بسبب خلاف بين رمضان وشركتى إنتاج حول أحقية كل منهما في تنفيذ مسلسل معه هذا العام، والمسلسل الثانى هو الشهرة لعمرو دياب والذي أكد العاملون فيه أنه سيصور هذا العام وأن رامى امام مخرج العمل سيقوم بعمل جولة لمعاينة أماكن التصوير فى اكثر من بلد أوروبى حتى يكون العمل جاهزا للتصوير نهاية العام الحالي 2015 على ان يتم عرضه فى شهر رمضان 2016. 

الأهرام اليومي في

22.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)