كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الدورة الرابعة والأربعون لمهرجان روتردام السينمائي

افتتاح بريطاني واختتام أميركي ومنافسة حادة على كبرى جوائز المهرجان

عدنان حسين أحمد - روتردام

 

تنطلق في الحادي والعشرين من الشهر الجاري الدورة الرابعة والأربعون لمهرجان روتردام السينمائي الدولي وتستمر لغاية الأول من فبراير القادم. وسوف يعرض خلال أيام المهرجان الاثني عشر 435 فيلم، بينها 202 فيلم روائي ووثائقي طويل و 233 فيلم قصير ومتوسط الطول علماً بأن "كتاب الحرب" للمخرج البريطاني توم هاربر سيكون فيلم الافتتاح فيما سيُختتم المهرجان بفيلم "السنة الأكثر عنفاً" للمخرج الأميركي جي. سي. تشاندور.

لابد من الإشارة إلى أن فيلمي الافتتاح والاختتام قد عُرضا أواخر العام الماضي حيث شارك "كتاب الحرب" في مهرجان لندن السينمائي في أكتوبر 2014 وعُرض ضمن برنامج "نقاش"، كما افتتح فيلم "السنة الأكثر عنفاً" مهرجان معهد الفيلم الأميركي في نوفمبر 2014 أيضاً. وبما أن ثيمتي الفيلمين مهمتان وحساستان جداً فإن ذلك يبرر للقائمين على مهرجان روتردام السينمائي الدولي اختيارهما كفيلمي افتتاح واختتام آخذين بنظر الاعتبار أن هذا المهرجان السينمائي يتمتع بصفات ثقافية وفنية تبعدهُ عن الدعاية والإعلان والبهرجة فلاغرابة أن تغيب السجادة الحمراء وتتعزز بدلها علاقة المخرجين بجمهورهم الواسع الذي يبحث عن المتعة والفائدة أكثر مما يبحث عن الاسترخاء وتزجية الوقت.

تتمحور أحداث "كتاب الحرب" لتوم هابر على سؤال حساس ومثير للجدل مفاده: ما الذي تفعله المملكة المتحدة إذا قامت الباكستان بشن هجمة نووية على جارتها الهند؟ وكيف سيكون ردّها بوصفها دولة عظمى؟ تسع شخصيات تلتقي على مدى ثلاثة أيام متواصلة لتقرر ما الذي تفعله في خاتمة المطاف إذا حدث مثل هذا الهجوم النووي وما هي الاجراءات التي يجب أن تتخذها المملكة المتحدة فيما يتعلق بالجانب الصحي، والنظام البنكي، والسيطرة على الحدود، والأهم من ذلك كله هو الضغط على الأزرار النووية! أنجز هاربر عدداً من الأفلام المهمة نذكر منها "كتاب الكشّافة للبنين"، "المستعيرون" و "الأقنعة الهزيلة" كما رُشح لجائزة البافتا. و"كتاب الحرب" هو فيلمه الروائي الأخير.

أما فيلم "السنة الأكثر عنفاً" للمخرج الأميركي جي. سي. تشاندور فتقع أحداثه في مدينة نيويورك شتاء 1981 حيث أظهرت الإحصاءات الرسمية أن نيويورك هي المدينة الأكثر عنفاً خلال ذلك العام. يركز الفيلم على حياة شخص مهاجر يحاول أن يوسّع من نطاق عمله، ويستثمر الفرص المُتاحة في وقت يستشري فيه العنف والتفسخ والفساد ويحاول بعض القائمين عليه أن يدمروا كل ما بنتهُ هذه العائلة المهاجرة التي حلمت بالثراء وحققت جزءاً كبيراً منه.

جوائز المهرجان

يمنح مهرجان روتردام السينمائي الدولي جوائز متعددة تتوزع على أحد عشر محوراً لعل أبرزها HIVOS مسابقة جوائز النمر للأفلام الطويلة، ومسابقة جوائز النمر للأفلام القصيرة، وهناك جائزة الشاشة الكبيرة، وجائزة الجمهور، والنيت باك، والفبريسي، والـ أي. آر. تي العالمية وسواها من الجوائز الأخر التي لا تقل أهمية عن سابقاتها غير أن هذه التغطية سوف تقتصر على جوائز مسابقة النمر للأفلام الطويلة التي تُسند هذه المسابقة وعددها ثلاث جوائز لثلاثة أفلام شرط أن تكون أفلامهم ضمن نطاق الفيلم الأول أو الثاني للمخرج المتنافس على هذه الجائزة.

ويحصل كل واحد من الفائزين الثلاثة على مبلغ مادي قدره 15.000يورو. علماً بأن هذه الجائزة تفتح آفاقاً جديدة للمخرجين الفائزين الذين ستتاح أمامهم فرصاً عديدة، وتتوسع دائرة شهرتهم بسبب تسليط الأضواء عليهم من قبل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. كما يتم الاعتراف بمواهبهم الإخراجية على وجه التحديد.

تضم مسابقة جوائز النمر للأفلام الطويلة كل عام 15 فيلماً إلاّ أنّ لجنة الانتقاء لهذا العام وقع اختيارها على 13 فيلماً فقط من دون أن توضح الأسباب كأن تكون سوية بعض الأفلام المتقدمة للمسابقة ضعيفة من الناحية الفنية، أو أن عدد المتنافسين لهذا العام كان أقل بكثير من الأعوام السابقة.

ثيمات متنوعة

لا شك في أنّ موضوعات هذه الأفلام المتنافسة متنوعة تنوّع بلدانها التي تمتد من اليابان وتايلندا وأندونيسيا، مروراً باليونان والنمسا وسويسرا وهولندا وبريطانيا والدنمارك، وانتهاء بأميركا الشمالية وثلاثة بلدان أخرى من أميركا الجنوبية وهي  البيرو وكوبا والأرجنتين. ومن بين أبرز الثيمات التي تعاطى معها المخرجون المتنافسون هي الخشية من تدمير العالم، هيمنة الأساطير الشعبية، العزلة، الانتحار الذي قد يأخذ طابعاً فردياً أو جماعياً، العودة إلى مرابع الطفولة والصبا، اللجوء إلى الأرشيف الشخصي، مقاهي الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وما إلى ذلك من موضوعات لا تخلو من مفارقة ودهشة وطرافة.

أول هذه الأفلام المتنافسة هو فيلم "أعلى وأسفل" للمخرج السويسري نيكولاس ستاينر الذي يدور في ثلاثة أمكنة وهي المريخ والأرض وما تحتها في الأعماق حيث يستقل خمسة أشخاص أفعوانية تأخذهم إلى عالم ينبئ بالدمار في رحلة مليئة بالتحديات الجمال والأمكنة غير المريحة

دخل المخرج الأندونيسي إسماعيل باسبيث المنافسة بفيلمه الجديد "رحلة أخرى إلى القمر"، وهو فيلم فنتازي، حالم يقوم في بنائه على أسطورة أندونيسية قديمة ينقلب فيها كلب إلى إنسان ليعد آسا، ابنة العرافة إلى منزلها بعد أن عاشت في الغابة، هي وصديقتها، لمدة زمنية طويلة. في رصيد إسماعيل باسبيث عدد من الأفلام القصيرة نذكر منها "اختبئ ونم"، "مخبأ" و "اللصوص". يناقش فيلم "بريجيند" للمخرج الدنماركي جيبه روند قصة انتحار 79 مواطناً غالبيتهم من المراهقين في منطقة بريجيند في ويلز من دون أن يذكروا الأسباب التي دفعتهم لهذا الانتحار المفجع الذي وقع بين عامي 2007 و 2012 . يعتبر روند من المخرجين الدنماركيين البارزين وقد نالت أفلامه العديد من الجوائز المهمة لعل أبرزها فيلم "ابن"، "الرقص في قلب المعركة" و "فتاة في الماء".

يتمحور فيلم "خلّوك أوف" للمخرج الهولندي ريمي فان هوختن على دراما الأب والابن وقصة الحب العميقة بينهما، فالأب ليس لديه في هذه الحياة سوى ابنه لكن اللعنة تضرب جذورها في تاريخ هذه المنطقة. يحمل هذا الفيلم، مثل بعض أفلام هذه المسابقة، طابعاً شخصياً آسراً مهدّ له طريق النجاح كما يرى بعض النقاد السينمائيين الهولنديين على أصعدة متعددة أبرزها التمثيل والتصوير والمونتاج واللمسة الإخراجية التي لا تخطئها العين الخبيرة. أنجز هوختن عدداً من الأفلام التلفازية منها "كيف نجوت؟"، "سمكة بيضاء" و "مفقود بلا أثر".

اشتركت المخرجة اليابانية ليزا تاكيبا بفيلم "مختبر هاروكو الخارق" الذي يدور حول جنون وقتنا الراهن عبر عروض تلفاز قديم، إذ يمكن لهذا التلفاز أن يتحول إلى رجل فتقع هاروكو في حبه. أخرجت ليزا عدداً من الأفلام أبرزها "القاموس الأجمل في العالم" و "المُخبر الجوال الغريب روبن".
جاء المخرج اليوناني كايروس بابافاسيليو وفي جعبته فيلم "انطباعات رجل غريق" الذي يتمحور حول رجل لا يعرف من هو يقابل حبيبته السابقة فتخبره بأنه الشاعر المشهور كوستاس كاريوتاكيس الذي انتحر عام 1928. يعود هذا الشاعر المنتحر كل عام في ذكرى وفاته. يا ترى، هل سيتخذ كوستاس قراراته نفسها مرة ثانية؟

تتنافس المخرجتان الأرجنتينيتان لاورا سيتاريلا وفيرونيكا ليناس بفيلمهما المذهل "سيدة الكلب" الذي يدور حول امرأة تعيش مع مجموعة من الكلاب في محيط بوينس آيرس ولا تتصل بالآخرين إلاّ لماما حيث تأتي الفصول وتذهب بينما تحتفي هذه السيدة بعزلتها الأبدية.

يركز المخرج البريطاني مارتن راديك في فيلمه المعنون "نورفِك" على موضوع العزلة أيضاً حيث يعيش أب وابن منعزلين عن العالم الخارجي إثر نزاع ما يظل غامضاً إلى الدرجة التي لا تعرف فيها منْ هو على خطأ ومن هو صواب؟

يعيدنا المخرج الكوبي كارلوس كونتيلا إلى منتصف السبعينات من القرن الماضي حين تمّ الاتفاق بين الاتحاد السوفييتي وكوبا على إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في منطقة جوركوا الكوبية لكن "مشروع القرن" قد توقف عند انهيار الاتحاد السوفييتي ووُضِع على أرفف النسيان. ينتمي فيلم "مشروع القرن" إلى تيار الواقعية الاشتراكية لكنه لا يخلو من لمسات سريالية حين يتعاطى مع ثلاثة أجيال تتمثل بالحفيد والأب والجد علماً بأن كل جيل له همومه وهواجسه الخاصة به.

يتملك معظم المخرجين موضوع الخشية من نهاية العالم على أيدٍ بشرية أو قوى غامضة لا يستطيع أن يفسرها الإنسان لذلك يأخذنا المخرج النمساوي لوكاس فالينتا رينر إلى مجموعة من مواطني بوينس آيرس الذين يتلقون دروساً في معسكر تدريب بمنطقة تايغر دلتا حيث يتحولون إلى حيوانات ضارية. هذه هي خلاصة فيلم "بارابيليم" الذي ينطوي على معنيين قريبين جداً من بعضهما، الأول يعني "الاستعداد للحرب"، والثاني اسم لمسدس عيار 9ملم.

اختارت المخرجة الأميركية بريتني ويست في فيلمها الأول "ضوء القمر المتعب" أن تعود إلى مضارب طفولتها وصباها في قرية كالسبيل بمونتانا لتمنح فيلمها لمسة شخصية معززة بطابع الحب الملموس لقرية صغيرة تحتضن سكّانها بمحبة كبيرة واضحة. إن قصص هؤلاء السكان البسطاء وأحلامهم المحدودة هي التي منحت هذه القرية هويتها المميزة. ولعل أبرز القصص التي ركزت عليها برتني ويست هي قصة امرأة في منتصف العمر أحبت شخصاً قلَب حياتها رأساً على عقب وكان بطلها شاعراً استثنائياً.

أفاد المخرج التايلندي جاكروال نيلثامرونغ من الجانب الشخصي في تعزيز فيلمه الجديد "نقطة التلاشي" الذي يتأسس على مسارات سردية متعددة. فقصة الفيلم تنبني على شخصين مختلفين يغيران حياتهما كل بطريقته الخاصة وهما مراسل شاب يقف ضد اللاعدالة ومالك فندق صغير يحاول أن يهرب من حياتية الرتيبة من دون أن يفلح في مسعاه. أنجز جاكروال عدداً من الأفلام نذكر منها "انعدام الجاذبية"، "امرأة خالدة"، " هواء أسود" و "غابة خيالية".

يأخذنا المخرج البيروفي خوان دانييل موليرو في رحلة رقمية إلى مقاهي الإنترنيت وأناسها المسترخين على مقاعدهم بعيداً عن البراءة والنيات الحسنة. يتمحور فيلم "فيديوفيليا والمتلازمات الفيروسية الأخرى" على شخصيتين أساسيتين وهما لوز التلميذة البيروفية التي تبدو برئية أكثر من مما هي عليه حيث تلتقي بشخص مبتدئ يبدد معظم وقته في مقاهي الإنترنيت طامحاً بتأمين قوته اليومي لكن هذا الطموح يجعله من هواة الإباحية والمنغمسين في عوالمها الحسيّة

جدير ذكره أن الفائزين الثلاثة بمسابقة جوائز النمر للأفلام الطويلة لعام 2014 هم المخرج الياباني إيكادا أكيرا، والكوري الجنوبي لي سو-جن، والسويدي إيستر مارتن بيرغزمارك.

الجزيرة الوثائقية في

20.01.2015

 
 

علا الشافعى تكتب:

محمد فوزى خفيف الروح والمزيكاتى المعجزة

نادر أن يتكرر فنان مثل محمد فوزى، الذى شكل بمشواره الفنى- «رغم وفاته المبكرة»- علامة فارقة فى تاريخ الفن المصرى، لا أحد منا ينسى ذلك الوجه بملامحه ووسامة وجهه، وطريقة مشيته، وخفته التى يتحرك بها، فوزى صاحب الابتسامة المميزة، وخفيف الروح، الأكثر موهبة وحضورا وتألقا والأشيك بين نجومه جيله، لم يكن مجرد فنان، ولكنه أعطى المزيكا الكثير، ووصل غرامه بالمزيكا لدرجة أنه كان يلحن روشتات الأطباء، وكل ما تقع عليه عيناه من كلمات، عشق الفن والسينما تحديدا لدرجة أنه أسس مصنع أسطوانات ليصرف من عائده على السينما وينتج أفلاما تعيش فى الذاكرة والوجدان، فوزى الذى كان بطلا دراميا يمتلك تلك المقومات حقا، فهو الابن الذى عانى من سلطة الأب، والذى كان يشعر بأنه عبئا عليه حيث كان الابن الواحد والعشرين من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتا، ولكنه منحه دخول التاريخ. وهو المطرب والملحن المعجزة والذى منح الإذاعة المصرية الكثير من الألحان دون مقابل، والغريب أن لجنة الإذاعة رفضته مطربا واكتفت باعتماده ملحنا، تقدم وهو فى العشرين من عمره، إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذى سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطرباً ونجح ملحناً، وهو الذى عانى من جبروت السلطة عندما تم تأميم مصنعه «مصرفون» الذى أنشأه بعرق جبينه ومجهوده، لأنه لم يكن يوما ابنا لأى سلطة، ورغم أنه لحن وغنى واحدا من أجمل الأناشيد الوطنية «بلدى أحببتك يا بلدى» وهو الذى ترك تراثا يشكل طفرة فى الموسيقى، ورحل فى الـ48 من عمره بمرض نادر سجل باسمه، امتلك الكثير من النبل، ذلك الذى تجلى فى موهبته، وعمله لأجل الفن وإنجازه الموسيقى. كان الغناء هاجس محمد فوزى، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التى هى مِلْء رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً مغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة فى مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكى طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعى الموسيقية، الأمر الذى أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذى لم يرحمه، فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدى، التى كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمل فى فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها شاكراً، وفى العام 1944 طلبه يوسف وهبى ليمثل دوراً صغيراً فى فيلم «سيف الجلاد» يغنى فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفى من اسمه «محمد فوزى حبس عبدالعال الحو» بمحمد فوزى فقط، فوافق من دون تردد. شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة فى فيلم «أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته فى محمد فوزى، واشترط عليه أن يجرى جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق فى هذا الأمر، وكان نجاحه فى فيلم «أصحاب السعادة» كبيراً وغير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التى حملت اسم أفلام محمد فوزى فى عام 1947، وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزى التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات

اليوم السابع المصرية في

20.01.2015

 
 

الأخوان «جويل وإيثان كوين» جزء مهم من تاريخ «مهرجان كان»

يشاركان في الاحتفاء بذكرى 120 عاما على اختراع الأخوين لوميير للسينما

خاص ـ «سينماتوغراف»

لأول مرة في تاريخ مهرجان كان، لن يترأس لجنة التحكيم شخص واحد بل شخصان. فقد قبل المخرجان الأمريكيان جويل وإيثان كوين دعوة رئيس المهرجان بيير لوكور والمندوب العام تييري فريمو لأن يكونا رئيسي الدورة الثامنة والستين للمهرجان.

ويحتفي مهرجان كان هذه السنة 2015، بالذكرى 120 على اختراع الأخوين لويس وأوجست لوميير للسينما، وسيقوم مهرجان كان في الدورة القادمة من خلال الأخوين كوين، بالاحتفاء بسينما «الأخوان» التي أثرت تاريخه.

وعادة يكرم مهرجان كان «الأخوين» مثل الأخوين كوين اللذين حصلا على السعفة الذهبية سنة 1991، وباولو وفيتوريو تافياني اللذين حصلا عليها سنة 1971، وجان- بيير ولوك داردين سنة 1998 وسنة 2005.

وسيعقد مهرجان كان من الأربعاء 13 إلى الأحد 24 مايو 2015. وسيتم الإعلان عن الأفلام المشاركة في المنافسة الرسمية وعن أسماء أعضاء لجنة التحكيم منتصف شهر أبريل القادم.

وقد حصل الأخوان كوين على السعفة الذهبية سنة 1991 وهما يعدان جزءا مهما من تاريخ المهرجان. وقد تمت دعوتهما منذ فيلمهما الثاني Arizona Junior سنة 1987 إلى المنافسة الرسمية وقدما فيها تسعة من أفلامهما، التي غالبا ما تنال جوائز مهمة. حصل الفيلم Barton Fink على السعفة الذهبية سنة 1991 وحصل فيلم Fargo على جائزة الإخراج سنة 1996 التي حصل عليها أيضا فيلم   l’homme qui n’était pas là سنة 2001. وفي سنة 2013، حصل فيلم Inside Llewyn Davis على الجائزة الكبرى وتسلماها من يدي ستيفن سبيلبيرغ.

وأصبح الأخوان كويل يجسدان السينما المستقلة انطلاقا من نيويورك حيث درس جويل السينما. وتعاون الأخوان كوين منذ فيلمهما الأول، Sang pour Sang سنة  1984 الذي حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان صاندانس. ولقي فيلمهما

Miller’s Crossing وArizona Junior ترحيبا من النقاد، وأخرجاBarton Fink الذي منحهما الشهرة الدولية. وقد أكد الأخوان على موهبتهما وأصالتهما في أفلام كما Fargo الذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا وhe Big Lebowski الذي نال إعجاب العديد من هواة السينما أو O’Brother, Where Art Thou الذي منح لجورج كلوني اول دور مهم له في فيلم كوميدي. «الأخوان»

ويعمل الأخوان كويل معا في إنجاز أفلامهما حيث يتولى إيثان الإنتاج، في حين يتولى جويل الإخراج، وقد بدءا منذ 2004 بكتابة السيناريو والمونتاج وعمل المونتاج مما عزز صورة السينما الشخصية والأخوية.

طور إيثان وجويل الروح العائلية لتشمل طاقمهما التصويري والكوميديين الذين يعملون معهم بانتظام: ستيف بوسيمي، جون تورتورو، جيف بريدجس، جون غودمان، فرانسيس ماكدورماند وجورج كلوني وهم الممثلون المستوحون من اللامعقول ومن الفوارق الزمنية التي تطبع أعمالهم حيث تخفي وراءها تشاؤمها الراديكالي. يتم الإعراب عن أسلوبهما من خلال أنواع متنوعة تتطرق لكافة مواضيع الثقافة الامريكية: من الكوميديا الجنونية إلى الويسترن True Grit، الذي كان افتتاح مهرجان برلين، ومن الأفلام الثقافية إلى الأفلام السوداء وإلى الاقتباس الأدبي لكورماك ماكارتي من خلال فيلم No Country for Old Men سنة 2007 الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية وأربعة جوائز أوسكار.

لأول مرة في تاريخه.. شخصيتان سينمائيتان يرأسان لجنة تحكيم «مهرجان كان»

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

لأول مرة في تاريخ مهرجان «كان السينمائي» سيرأس لجنة التحكيم اثنان من الشخصيات السينمائية اعتبارا من الدورة القادمة والتي تحمل رقم 68.

وقد قبل صانع الأفلام الأمريكيان جويل وإيثان كوين الدعوة التي وجهها إليهما رئيس مهرجان كان بيير ليسكوير والمدير العام ثيري فريماكس ليرأسا لجنة التحكيم في الدورة القادمة للمهرجان.

واعرب جويل وكوين عن سعادتهما للعودة إلى مهرجان كان مرة أخرى، وذلك في تصريح لهما من موقع تصوير فيلم «Hail Caesar» مع كل من جورج كلوني، وكريستوف لامبيرت، وتيلدا لامبسون.

وقالا: «نحن نرحب دائما بمشاهدة أفلام من كل مكان في العالم في مهرجان كان الذي يحظى بأهمية خاصة لدينا منذ أن بدأنا عملنا في السينما. ورئاسة لجنة التحكيم في هذا المهرجان تعد شرفا لنا حيث أننا لم يسبق لنا أن رأسنا اية لجنة مماثلة من قبل. وسوف نصدر بيانا حول هذا الموضوع في الوقت المناسب».

سينماتوغراف في

20.01.2015

 
 

مهرجان كان..الأخوان كوين يرأسان لجنة التحكيم

باريس - فرانس برس

أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي، اليوم الثلاثاء، في بيان، أن السينمائيين الأميركيين جويل وايثان كوين سيترأسان لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي الثامن والستين الذي سيقام بين 13 و24 مايو.

وهذه المرة الاولى في تاريخ مهرجان كان السينمائي منذ انطلاقه سنة 1946 التي يترأس شخصان لجنة التحكيم. ويخلف الأخوان كوين المخرجة النيوزيلندية جاين كامبيون التي تولت هذه المهمة العام الماضي.

وقال تييري فريمو المندوب العام لمهرجان كان السينمائي في تصريحات إن الأخوين كوين "يمثلان نوعا عالميا وجماهيريا من سينما المؤلف يتميز بطرفه وتميزه الشديدين".

من جهتهما، قال الأخوان كوين: "إننا مسروران جدا للعودة الى كان".

وأضاف السينمائيان الأميركيان: "لدينا فرصة لمشاهدة أفلام من العالم أجمع. لطالما ارتدى مهرجان كان منذ بداية مسيرتنا أهمية كبيرة بالنسبة لنا. وترؤس اللجنة هذا العام في كان شرف لنا خصوصا لأننا لم نترأس شيئا يوما".

ونال الأخوان جويل كوين (60 عاما) وايثان كوين (57 عاما)، اللذان يعملان في الإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو وحتى المونتاج، جوائز عدة في مهرجان كان، بينها جائزة السعفة الذهبية سنة 1991 عن فيلم "بارتون فينك" وجوائز اخرى في 1996 و2001 و2013.

العربية نت في

20.01.2015

 
 

لماذا يموت المشاهيرُ فقراءَ

رياض طباره

عندما توفيت المطربة صباح هبّ الشعب اللبناني للاشتراك في جنازتها وانطلقت مسيرات الرقص والغناء في الشوارع لأنها، كما قال البطريرك الراعي، «تركت خلفها رسالة الفرح». كما نعتها كل وسائل الاعلام المحلية والدولية بما في ذلك محطات التلفزيون العالمية أمثال الــ سي إن إن والجزيرة والــ بي بي سي (التي اعطتها لقب «ديفا ــ أي بريمادونا ــ الموسيقى») وغيرها معلنة أن الفرح رافق صباح الى مثواها الاخير. غير ان صباح التي «ملأت لبنان ومصر والعالم العربي غناءً وبهجةً وإطلالات فنية، مسرحية وسينمائية، قضت أعوامها الاخيرة نزيلة فندق بعد أن اضطرت إلى بيع منزلها وأملاكها». يتساءَل المرء أين كانت هذه الحشود عندما كانت صباح وحيدة في غرفتها؟

ولكن صباح ليست لوحدها بين مشاهير الغناء أو الفنانين العرب الذين أمضوا السنين الاخيرة من حياتهم فقراء ووحيدين. الكل يذكر ليلى مراد المطربة الكبيرة والنجمة السينمائية التي مثلت الى جانب عمالقة السينما المصرية أمثال محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وأنور وجدي وغيرهم خلال العقود المحيطة بمنتصف القرن الماضي. ليلى مراد تعرضت آخر حياتها لشائعات تتعلق بأصولها اليهودية، ثبت عدم صدقيتها، ولكنها برغم ذلك أمضت سنواتها الاخيرة فقيرة ووحيدة ومعزولة حتى وفاتها سنة 1995. وبعد ثلاث سنوات بدأ تكريمها ابتداءً بمنحها شهادة تقدير في مهرجان القاهرة السينمائي الى إنتاج مسلسل عن حياتها سنة 2009. وهناك الكثير من كبار الفنانين العرب الذين ماتوا فقراء، منهم فريد الاطرش الذي كان يسكن في آخر حياته في بيت مستأجر «ورصيده في البنك لا يتعدى الجنيهات القليلة». وكذلك عملاقا السينما المصرية يوسف وهبي وأمينة رزق اللذين امضيا سنواتهما الاخيرة على معاش تقاعدي يبلغ 32 جنيهاً في الشهر. أضف اليهم اسماعيل ياسين الذي أضحك الملايين بأفلامه والذي توفي مفلساً فقيراً تاركاً لابنه ديوناً مالية كبيرة. ورفيق ياسين في أفلامه، «الشاويش عطيه» رياض القصبجي، الذي لم يترك وراءه ما يكفي لمراسم دفنه ما اضطر بعض أصدقائه للمساعدة، وعبد السلام النابلسي ومريم فخرالدين وغيرهم وغيرهم.

وفاة كبار الفنانين مفلسين هو ليس طبعاً حكراً على العرب. فهناك الكثير من الفنانين الاميركيين مثلاً الذين عاشوا حياة في غاية النجاح والبحبوحة ولكنهم ماتوا في حالة من الفقر والوحدة. أذكر هنا فقط بعض الذين أعجبت بهم شخصياً في الماضي أمثال جودي غارلند الممثلة والمغنية والراقصة التي رقصت مع فْريد أستير الذي وصفها بانها «اعظم فنانة في العالم». هذه الفنانة الكبيرة التي عملت بنجاح في الفن لأكثر من 40 سنة، ماتت حزينة مدمنة على الخمرة والمخدرات وفي فقر كبير ولم تكن قد تجاوزت بعد الـ47 عاماً من العمر. ومن منّا، نحن الذين كنا في سن المراهقة في خمسينيات القرن الماضي، لم يكن ولو لمدة وجيزة عاشقاً للمثلة هيدي لامار الملقبة «أجمل فتاة في أوروبا» أقلّه بعد ان شاهدها تمثل دور دليله في فيلم شمشون ودليله مع فيكتور ماتور. هذه المرأة التي حصلت على الملايين من أدوارها السينمائية في هوليوود «لم تترك لعائلتها سوى ألذكريات». وللذين أقلّ سناً أذكر المغني ذا الشهرة العالمية سامي دايفس جونيور الذي باع الملايين من ألبوماته الموسيقية وغنى في أشهر الاماكن حول العالم مات وعليه ديوناً كثيرة، بما في ذلك ديون للدولة الاميركية، ولم يترك لعائلته أي شيء يذكر سواها.

قد يقول البعض إن هذا لربما هو قدر المغنين والممثلين لأسباب خاصة بهم ولكن الكثير من المبدعين الآخرين في مجالات الفن الأخرى وفي قرون أخرى ماتوا بالحالة نفسها. فإن غوغ الرسام الهولندي من القرن التاسع عشر والذي بيعت أحدى لوحاته سنة 1990 بــ 82.5 مليون دولار (ما يـعادل اليوم حوالي 150 مليون دولار) لم يبع خلال حياته سوى لوحة واحدة وكان يتكل على أخيه لمعيشته. هذا الرسـام الكبــير مـات فقـيراً لا يملك شيئا سوى رسـومه وكـــان يشتــكي من عدم قدرته على بيعها قائلاً: «إنني لا أستطيع أن أغيّر الحقيقة بأن رسومي لا تباع. ولكن سيأتي يوم سيدرك الناس فيه أنها تســاوي أكـثر من ثمن الدهان المستعمل فيها». أما زميله وصديقه الرسام الفرنسي تولوز لوتريك الذي خلد برسومه حياة المسرح في باريس، وخاصة الـ مولان روج، فهو الآخر مات يشكو من الكآبة، مدمنا على الشراب، بحالة فقر مدقع ومريضا بالسيفيليس.

أسباب خاصة

فرانز شوبرت الموسيقي الكلاسيكي الشهير مات شاباً في ثلاثينيات العمر كما فان غوغ، وكما هذا الاخير لم يجد تقديراً لأعماله خلال حياته حيث كانت أعمال بيتهوفن وباخ تطغى على كل ما حولها. حفلته الموسيقية الاولى والاخيرة كانت ناجحة سمحت له أخيراً أن يشتري بيانو خاصاً به. ولكن صحته كانت في تراجع سريع فمات بعد أقل من ثمانية أشهر قبل أن يستطيع أن يجني ثمار نجاحه.

هناك الكثير أيضاً من الكتّاب الكبار العالميين ماتوا فقراء أو مطمورين . إدغار ألن بو الكاتب والشاعر المعروف الذي بيعت الملايين من كتبه بعد وفاته حاول في حياته أن يعيش من أدبه ولم يفلح فمات فقيراً. أوسكار وايلد مؤلف قصة «صورة دوريان غراي» الشهيرة والعديد من القصص والتمثيليات المعروفة عاش سنين حياته الاخيرة في باريس يدور في طرقها وينفق القليل مما لديه من مال على الخمرة وكان يقول لأصدقائه إنه سيموت كما عاش بأكثر من قدرته (beyond his means) وهكذا كان.

هذا غيض من فيض، فالكثير الكثير من الكبار ماتوا فقراء وحيدين. فصباح هي واحدة من هؤلاء الكبار الذين أعطوا العالم سروراً وبهجة ولم يستطيعوا أن يكملوا الطريق الى آخرها ليموتوا بالوقار والجلال الذي يستحقون. لكل واحد منهم قصته الخاصة وأسبابه الخاصة. صباح انفقت الكثير من الثروة التي جمعتها على أقربائها وأصدقائها من دون حسيب أو رقيب. جودي غارلند كانت مزواجة تزوجت خمس مرات وطلقت أربع مرات وانتهت مدمنة على الخمرة والمخدرات. هيدي لامار هي الاخرى كانت مزواجة، تزوجت وطلقت ست مرات، كان كل طلاق يكلفها مبالغ كبيرة من المال. فان غوغ وشوبرت وإدغار ألن بو ماتوا فقراء لأن الناس لم تقدر قيمة اعمالهم خلال حياتهم. تولوز لوتريك ولد مريضاً بمرض في عظامه مما جعله قصيراً لا يتجاوز طوله متراً و54 سنتمتراً ما قد يكون أحد أسباب كآبته، وكان يمضي الكثير من وقته مع المومسات فمات كئيباً ومريضاً بالسيفيليس. أوسكار وايلد مات فقيراً لأنه كان ينفق من دون حساب ويعيش بمستوى يتجاوز إمكاناته المادية.

لكل قصته. وليس بين هذه القصص قاسم مشترك سوى أن أصحابها هم من المشاهير. ولكن هناك أيضاً الملايين من غير المشاهير نجحوا في حياتهم وماتوا فقراء. منهم رجال أعمال ومفكرون وكتاب ومهنيون وأناس عاديون نجحوا في مرحلة من مراحل حياتهم وفشلوا في آخرها فلم تدم لهم النعم. فهذه ليست حالة خاصة بالمشاهير. قصص المشاهير نعرفها بسبب شهرة أصحابها وليس لأنها قصص غير عادية. إنها قصص روتينية تحدث كل يوم ملايين من المرات في جميع أنحاء العالم ولا نسمع بها لعدم شهرة أصحابها. ليس هناك قاسم مشترك بين كل هؤلاء الناس، أمشاهير كانوا أم من غير المشاهير، سوى لربما أن هذه هي سنّة الحياة.

السفير اللبنانية في

20.01.2015

 
 

نجيب الريحاني الذي ظلمته السينما وظلمها

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

للموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب كلمات بليغة عن نجيب الريحاني والسينما قال فيها: «لولا السينما ما أدركنا قيمة نجيب الريحانى لأنها خلدت أداءه وفنه وصورته، لتراه الأجيال الجديدة التى لم تحظ بمشاهدته على خشبة المسرح». وكانت تلك الكلمة عام 1954، اي بعد خمس سنوات من وفاة الريحاني، الذي ولد في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1887.

ورغم أنه قدم عشرة أفلام فقط للسينما المصرية، إلا أن ثلاثة منها اختيرت ضمن أفضل 100 فيلم مصري، وهي «سلامه في خير» الذي قدمه عام 1937 وكان الفيلم الخامس له، و«سي عمر» 1941، وكان الثامن له، و«غزل البنات» 1949، وكان آخر أفلامه.

وقد ظلمته السينما، وظلمها. ظلمته بعدم تمكنها من استثمار موهبته الرائعة، التي تجلت في المسرح بوضوح تام، ولم يمهله القدر ليصول ويجول في مجالها كما سبق وأن فعل مع المسرح حيث توفي فى 8 يونيو عام 1949 بعد مرض لم يطل. أما ظلمه هو لها فمبعثه بعده عنها لفترة طويلة وعدم المسارعة إلى دخولها كما فعل فنانو جيله، وأيضا لسوء اختياراته الأولى من الأفلام.

ورغم ذلك، يبقى ان أفلام «الضاحك الباكي» اتسمت بقوة الموضوع وكوميديا الموقف وأسلوب الطرح الاجتماعى والاعتماد على دراما الشخصية التى تتنوع من موقف الى آخر وتدور فى فلك واحد يعمل على إبراز النزعة الإنسانية البسيطة مع وجود القدرة على النقد الاجتماعى. كما أنه طوال مشواره المسرحى والسينمائى رفض بشدة «كوميديا العاهات» أو «المعلبات سابقة التجهيـز» و«الوصفات المجربة» مثل تغيير الصوت أو الشكل أو طريقة المشى. كما كان يحرص فى كل أعماله على تأكيد انتمائه الإنسانى والاجتماعى إلى جموع الشعب حيث اختار طوال الوقت شخصياته من الطبقات الكادحة فى الشعب.

الريحاني والسينما

مع قلة أفلام نجيب الريحاني التي لم تتعد العشرة إلا أن النقاد يعتبرونها علامة في تاريخ السينما العربية بسبب التركيبة السيكولوجية الساخرة المضحكة المبكية للشخصيات التي جسدها الريحانى في ادواره بأداء سهل ممتنع. فقد كان يعرض مشكلات المجتمع فيها بأسلوب ساخر كوميدي بعيدا عن المبالغة والتكلف.

قدم الريحاني للسينما عشرة أفلام هي حسب ترتيبها الزمني: صاحب السعادة كشكش بيه 1931، حوادث كشكش بيه 1934، ياقوت أفندي 1934، بسلامته عايز يتجوز 1936، سلامة في خير 1937، أبو حلموس 1947، لعبة الست 1946، سي عمر 1941، أحمر شفايف 1946، غزل البنات 1949.

والأفلام الأربعة الأول لا وجود لها في الأرشيف السينمائي المصري مما يحول دون اطلاع الجمهور عليها، إلا أن فيلم “ياقوت” عرضته جمعية الفيلم المصرية على النقاد ذات مرة.

وكان الراحل ممثلا مسرحيا بالدرجة الأولى، حيث قدم نحو 80 مسرحية في مسيرته، منها 33 مسرحية مع صديق عمره وتوأمه في الفن بديع خيري حتى اعتزل العمل بالمسرح عام 1946.

وقد تأخر الريحاني في الدخول إلى عالم السينما حتى عام 1931 رغم أنه كان قد بدأ العمل بالمسرح منذ عام 1912، وذلك لاعتقاده أن السينما سوف تبعده عن المسرح الذي يعشقه مما قد يخسر معه جمهوره العريض الذي ارتبط به لسنوات طويلة.

وجاء الريحاني إلى السينما محملا بخبرات متراكمة من الوقوف على خشبة المسرح لفترات طويلة. وقد انعكس ذلك في أدائه في الأفلام التي قدمها.

وتميز اداء الريحاني في السينما بالبساطة والقدرة الفائقة على التعبير عن أدق تفاصيل الشخصيات التي جسدها، جامعا بين الضحك تارة وبين الحزن تارة أخرى ومتنقلا بينهما في سلاسة حسد عليها، وله في ذلك مشاهد يدرسها عشاق التمثيل حتى يومنا هذا.

فلا يمكن لأحد أن ينسى ملامح وجه الريحاني وهو يبكى مستمعا للموسيقار محمد عبدالوهاب يشدو بأغنيته الجميلة عاشق الروح فى «غزل البنات» الذي عرض فى 22 سبتمبر 1949، أو وهو يطلق تحية كاريوكا فى «لعبة الست» الذي عرض فى 28 فبراير 1946.

الفيلم الأول

كان أول ظهور سينمائي حقيقي للريحانى عام 1931 في فيلم «صاحب السعادة كشكش بك»الذي اخرجه بالتعاون مع استيفان روستي وانتجه من خلال شركة أفلام الريحاني. ولم يكن الريحاني متحمسا لهذه التجربة لعدم وجود بديع خيري إلى جواره بسبب خلاف بينهما، لكنه وافق في النهاية وتم تصوير الفيلم وبلغت تكاليف إنتاجه 400 جنيه مصري وكان مبلغاً زهيداً إلا أن الفيلم حقق نجاحاً لم يتوقعه الريحاني نفسه- كما يشير هو في مذكراته، لتصبح هذه الشخصية بداية نجاح الريحاني سينمائياً ومسرحياً.

 وقد دخل الريحاني هذا الفيلم تحت ضغط الأزمة المادية من دون سيناريو أو خطة عمل وكان يعتمد على الارتجال حيث كان يؤلف « أولاً بأول».

ويروي الريحاني في مذكراته عن ميلاد شخصية كشكش بك قائلا: «رأيت الشخصية فيما يشبه الحلم حيث رأيت ريفياً ثرياً يرتدي الجبة والقفطان وعلى رأسه عمامة كبيرة. وقد تحمست لتقديمها مسرحياً من خلال شخصية عمدة ريفي يأتي إلى القاهرة وينفق أمواله على الراقصات ويعود لبلدته مفلساً». وأطلق الريحاني عليها اسم «كشكش» وهو الاسم الذي كانت صديقته الفرنسية تدلله به.

بعد ذلك قام ببطولة فيلم «حوادث كشكش بيه» من تأليفه واخراج كارلو بويا تمثيل سيد سليمان ومختار عثمان وحسين رياض وعبداللطيف جمجوم واستيفان روستي وعرض يوم 22 يناير 1934 بسينما الأهلي.

وقدم الريحاني فيلـمه الثالث «ياقوت» من إخراج إميل روزييه والسيناريو لبديع خيرى والذى قام بالتمثيل لاول وآخر مرة فى السينما وادمون تويما وناهد كمال وعبد الله صالح وايمى برفان. وقد تم تصويره فى ستة أيام فى باريس وقدم نجيب الريحانى هذا الفيلم تحت وطأة أزماته المادية، وعرض في 23 مارس بدار سينما متربول 1934.

وفي يوم 6/3/1936 عرض الريحاني فيلم «بسلامته عايز يتجوز» بسينما ديانا من بطولته واخراج الكسندر فاراكاش وتمثيل عزيزة أمير وبشارة واكيم وعبدالفتاح القصري وفتحية شريف وحسن فايق وزينات صدقي وزكريا أحمد وبديع خيري وشفيقة جبران وبهيجة أمير ومحمد مصطفي.

ويؤكد المؤرخون السينمائيون أن الظروف المادية السيئة التي مر بها الريحاني فرضت عليه قبول الأفلام الأربعة الأول والتي لم يكتب لها النجاح، ولهذا قرر عدم العمل في السينما حتى أقنعه الممثل أحمد سالم مدير «ستديو مصر» وقتها ببطولة فيلم بعد نجاح فيلم «وداد»لسيدة الغناء العربي أم كلثوم الذي أنتجه استديو مصر.

وأكد أحمد سالم للريحاني أن السينما هي الوثيقة التي ستحفظ تاريخ الفنان ليصبح فيلم«سلامة في خير» البداية الحقيقية لنجيب الريحاني في السينما، وهو أول فيلم من إخراج نيازي مصطفى، الذى درس السينما فى ألمانيا وعمل كمونتير وكان من أنجح من استخدموا الحيل فى السينما المصرية، ولذلك تدخل بفاعلية فى تعديل السيناريو الذى كتبه الريحانى وبديع خيرى وكان يساعده صلاح ابو سيف فنجح الفيلم خاصة وانه ضم مجموعة كبيرة من الممثلين مثل حسين رياض – فؤاد شفيق – شرفنطح – راقية إبراهيم – روحيه خالد، وحسن فايق واستيفان روسيتى وفؤاد شفيق وفردوس محمد وميمى شكيب وعرض في 29 نوفمبر 1937.

وظهر الريحاني في الفيلم جادا بعد أن اقتنع سريعاً بالمخرج نيازي مصطفى بل وكتب بنفسه السيناريو وتعاون مع بديع خيري في صياغة الحوار وحقق الفيلم نجاحاً كبيرا جعل الريحاني يواصل عمله في السينما.

 وكان الفيلم السادس «سى عمر» عام 1941، وهو فيلم مقتبس عن الفيلم الأمريكى «رغبة» وقد تم تمصيره بشكل رائع وتشجع الريحانى وقدم شخصيتين فى الفيلم «عمر – جابر» بعد أن رفض ذلك من قبل في «سلامه في خير». وحقق سى عمر نجاحاً أكبر حيث كان أكثر نضجاً فى كافة المجالات وقام بالتمثيل ميمى وزوزو شكيب ومارى منيب وفؤاد الرشيدى وفيكتوريا حبيقه واستيفان روسيتى وعلى عبد العال وشرفنطح وعبد العزيز الجاهلى وعبد العزيز احمد وسراج منير وعبد الفتاح القصرى وغنت فيه المطربه اجلال زكى والمطرب محمد الكحلاوى وكان العرض في 6 يناير 1941 وكان من اخراج نيازى مصطفى أيضا.

ورغم نجاح سى عمر إلا أن نجيب الريحانى لم يتحمس للسينما بالشكل الكافى ولذلك انتظر خمس سنوات كاملة حتى قدم فيلميه السابع «لعبة الست»، والثامن «أحمر شفايف» فى عام 1946. والفيلمان من إخراج ولى الدين سامح الذى كان مهندساً للديكور فى أستوديو مصر منذ افتتاحه وشارك فى فيلم «وداد» كما شارك فى فيلمى الريحانى السابقين.

وجاء فيلم «لعبة الست» كواحد من أهم كلاسيكيات الكوميديا فى السينما المصرية بينما يغلب الطابع التراجيدى وقام بالتمثيل سليمان نجيب وتحيه كاريوكا وغنى عزيز عثمان وشارك بشاره واكيم وحسن فايق ومارى منيب وكانت الالحان لمحمود الشريف وعرض 28 فبراير 1946.

وفي فيلم «أحمر شفايف» تعمد نجيب الريحانى أن يشبع رغبته الدائمة فى الأداء التراجيدى وإن أدى ذلك إلى عدم نجاح الفيلم على المستوى الجماهيرى وشاركته ساميه جمال التى غنت ورقصت وصالحه قاصين وعفاف شاكر وعلى عبد العال وعبد العزيز خليل وزوزو شكيب ورياض القصبجى ومحمد الديب، ومن اخراج ولى الدين سامح وعرض 9 سبتمبر 1946.

 وفى عام 1947 قدم الريحانى فيلمه التاسع «أبو حلموس» ليعود به إلى كوميديا الموقف والفيلم مأخوذ عن إحدى مسرحيات بديع خيرى والريحانى وكان من اخراج ابراهيم حلمى وشاركه التمثيل الراقصه هاجر حمدى، وحسن فايق وعباس فارس وزوزو شكيب وكان العرض في 27 اكتوبر 1947.

وبعد هذا الفيلم اتفق الموسيقار محمد عبد الوهاب وأنور وجدى اللذان كانا شريكين فى شركة إنتاج سينمائى مع نجيب الريحانى فى عام 1949 على بطولة فيلم «غزل البنات» من إخراج أنور وجدى الذى حشــد كوكبة رائعة من كبار النجوم «يوسف وهبى، محمد عبد الوهاب الذي غنى عاشق الروح، محمود المليجى، زينات صدقى، ليلى مراد، استيفان روستى، عبد الوارث عسر، سليمان نجيب، فردوس محمد،  فريد شوقى، ومحمد كامل، وسعيد ابو بكر، وأنور وجدى». ومات الريحاني قبل أن يتم انتهاء الفيلم بعد إصابته بحمى التيفود مما أدى إلى تغيير نهايته.

ويشير بعض المؤرخين السينمائيين إلى أن هذا الفيلم تم بعد أن طلب الريحاني من ليلى مراد- جارته في السكن في عمارة الإيموبيليا- أن يجمعهما عمل مشترك.

وقد نجح فيلم غزل البنات نجاحاً مدويـاً جعله يمثــل القمـة بين كـل الأفـلام «التراجيدية- الكوميدية» فى تاريخ السينما المصرية والعربية وكان أفضل ختام لهذا المشوار الحافل الذى حفره نجيب الريحانى بموهبة رائعة.

وادرك الريحاني قبل رحيله وبعد مشاهدته لبعض الأجزاء من فيلمه الاخير «غزل البنات» قيمة السينما واهميتها، وخفف هذا من غضبه على السينما بسبب أفلامه الأربعة الأولى التي لم تحقق النجاح المنتظر.

نظرة نقدية

يرى السيناريست رفيق الصبان أن الراحل نجيب الريحانى صاحب مـدرسة متفردة فى الكوميدية ولم ينجح أن يقلده أى فنان مهما كانت درجة موهبته مشيـراً إلى أن كلا من فؤاد المهندس وفريد شوقى حاولا أن يسيرا على طريقته لكنهما فشلا.

وقال إن الريحانى من الفنانين القلائل الذين قدموا عمقاً نفسياً للكوميديا الموجودة فى أعمالهم. وفى رأيه أن السينما لم تتح له المجال ليعلن عن موهبته وعقبرية ادائه كممثل من الطراز الأول بشكل كبير على عكس المسرح الذى تبارى على خشبته ليقدم شخصيات متنوعة ومعظمها ملىء بالتمرد الخفى وعدم الاستسلام للمحتل الانجليزى وهذا ما جعل هناك حرب على اعماله لأنها كانت تدعو الشعب للثورة على الظلم.

واعتبر الصبان أن «كشكش بيه» من أكثر الشخصيات التى برع الريحانى فى تقديمها وعلقت فى اذهان الناس.

وقد كان من الطريف والغريب أن يكتب الريحاني نعيه قبل وفاته، والذي جاء فيه: «مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكي منه طوب الأرض وطوب السماء هذا إذا كان للسماء طوب مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. ومات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق. ولا يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في ستين ألف سلامة! ».

سينماتوغراف في

20.01.2015

 
 

فيلم «عمر» ينطلق في بيروت مساندا أطباء غزة

زهرة مرعي - بيروت ـ «القدس العربي»

«عمر» فيلم من فلسطين. ساهم في كسر الطوق عن شعب يجهل العالم تفاصيل حياة يعيشها على حد السكين. حياة لا تشبه ما للآخرين. باختصار هي حياة شعب محتل من عدو تسلل بلؤم حتى إلى دورة الدماء في الشرايين. انطلق في بيروت في 15 الجاري، وقبل أن يدور الشريط أطل مخرج «عمر» هاني أبو أسعد بكلمة مسجلة، معتذراً لأنه لم يستطع حضور الإفتتاح في بيروت، «فقد بدأت تصوير فيلم جديد، ويهمني كثيراً رأي المشاهد في لبنان». الممثل إياد حوراني الذي أدى دور «طارق» حضر شخصياً فكان هدفاً للجمهور والصحافة معاً. بدا عليه الحبور ووصف بيروت بالمدينة «التي تحب الحياة».

«عمر» فيلم يفرض على المتلقي التأهب كي لا تفوته كلمة، أو همسة، أو حتى مشهد من أرض فلسطين. مباشرة يقول الجدار كلمته وفرادة وحشيته. هو «عمر» العاشق الولهان بـ»ناديا»، ينهي عمله في الفرن، ويخاطر متسلقاً الجدار إلى الجهة الأخرى لرؤية الحبيبة. كانت رصاصات الصهاينة تباغته حيناً، وتغفل عنه حينا آخر. «عمر، طارق وأمجد» رفقة طفولة، صبا وشباب. فلسطينيون يجمعهم هم الوطن المحتل، ينفذون معاً عملية ويقتلون جندياً. يُعتقل «عمر» بعد مواجهة مرعبة. لم يعترف، ولم يكن من دليل يدينه. يبتزه الضابط الصهيوني ويساومه بين حريته ولقاء حبيبته مقابل التعامل، أو قضاء شبابه معتقلاً. وتبدأ رحلة الصراع الداخلي. «عمر» يتمزق بين كونه مقاوماً وإنساناً عاشقاً. ومخابرات العدو توظف طاقاتها في سبيل تدميره. يخرج «عمر» من السجن بعد شهرين فقط، وتبدأ علامات الاستفهام حوله. حتى حبيبته «ناديا» تشك في أنه عميل. والأصدقاء الثلاثة يتسألون من هو العميل بينهم. وتبقى الاجابات معلقة. 

أظهر أبو اسعد قدرة فائقة للموساد، حتى شعرنا كمشاهدين أنها تسللت حتى إلى شرايين الفلسطيني. كثف الغموض حول من هو العميل بين الرفاق الثلاثة. وترك المتلقي بمواجهة سيل من التساؤلات. هل الأفق مسدود في فلسطين حتى حدود الإطباق؟ أليس للمقاومين من أمل في نهاية المطاف حتى إن كان طويلاً؟ لماذا موت «طارق» العبثي؟ صحيح أن «عمر» بطل ولم ينهزم أمام رجل الموساد، ولم يعترف بهوية قاتل الجندي من بين أصدقائه. فهل بقتله للرجل الذي هدم حياته العاطفية بعملية بطولية ما يشبه الانتحار؟ ربما هو انسداد الأفق أمام شاب نبيل، آثر الصداقة، واختار فعل الصمود الذي درّب نفسه عليه خلال عذابات السجن. ولأن «عمر» بطل وشهم طلب يد حبيبته لصديق طفولته «أمجد» بعد أن خادعه بأن «ناديا» حامل من أمجد. نصحه بالقول بعد الانجاب أن الطفل ولد قبل أوانه. هو «عمر» المنهك بتضحيات الحب، وصون أواصر الصداقة حتى لدى اختراقها للمنطقة الحرام.

أحكم هاني أبو أسعد كتابة نصه، كتب جملاً عفوية. نطق الممثلون بحوارات من صلب الحياة. مشاهد المطاردات مع جنود العدو والمستعربين جاءت متقنة للغاية. وفي لقاءاتهم كان البشر عاديون يحلمون، يحكون الطرف ويتجاذبون أطراف الحديث وما تفرضه اليوميات. المعضلة الأساس التي أراد أبو أسعد وضعها بمواجهة المتلقي مسألة التعامل مع العدو. وهو زنرّها بحزام قد يصح وصفه بالناسف. إما التعامل وإما الدمار. إنما اختار أبو أسعد لبطله «عمر» مصير البطولة. فهو تمكن من نفي تهمة العمالة عن نفسه بقتله لضابط الموساد، واتخذ موقفاً نبيلاً من صديقه «أمجد» الذي خطط للفوز بـ»ناديا».

في مسار متماسك ومتقن وصل فيلم «عمر»، رغم قساوة الموضوع الذي ناقشه، ترك لأبطاله أن يدخلوا زاوية الكوميديا الساخرة، ومن خلال واقع الحال جسد هذا الفيلم الذي وصل إلى عتبة الأوسكار كل من: آدم بكري «عمر».. إياد حوراني «طارق».. سامر بشارات «أمجد». ليم لوباني «ناديا». 

العرض الافتتاحي لفيلم «عمر» جاء استثنائياً وحمل عنوان «ساندوا غزة ساندوا أطباءها»، وكان تدفق للمساندين والداعمين إلى الصالتين معاً. زين الحضور ياقاتهم بشعار «أنا غزّة». فبمبادرة من رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت غسان أبو ستة، أطلقت مؤسسة التعاون ـ لبنان الحملة وريع البطاقات لهذا الهدف. فالمركز الطبي في الجامعة الأمريكية تبرع بتدريب الأطباء مجاناً. وتعمل مؤسسة التعاون ـ لبنان لتأمين سفرهم وإقاماتهم من خلال التبرعات. قبل بدء العرض في صوفيل تحدث أبو ستة ـ دخل القطاع خلال العدوان الأخير على غزة وساهم بواجبه ـ معلناً أن الأطباء يتعلمون التفاني والثبات من الطاقم الطبي في غزة. في العدوان الأخير سطر الطاقم الطبي ملحمة، واستقبل 12 ألف إصابة خلال 50 يوماً. هو طاقم يحتاج للتدريب في كافة المجالات الطبية لأنه يعيش حصاراً من العالم أجمع. في المرحلة الأولى سيتم تدريب ستة أطباء في الجراحة التجميلية والترميمية، التخدير، طب وسرطان الأطفال، الصدمات، والعناية الفائقة وأمراض القلب والأوعية الدموية. وشكلت لجنة علمية في غزة لاختيار الطبيبات والأطباء الذين سيحصلون على هذه الفرصة.

القدس العربي اللندنية في

20.01.2015

 
 

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يعيد ذكرى خالد صالح

العرب/ القاهرة

جائزة باسم 'الحسيني أبوضيف' فى الدورة الرابعة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمشاركة 41 دولة.

تشارك أفلام من 41 دولة في الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي يعقد سنويا بجنوب مصر، ويعتني بأفلام المخرجين الأفارقة، كما ينظم مسابقة لأفلام الحريات تشارك فيها 10 أفلام غير أفريقية.

قال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن الدورة الرابعة التي ستفتتح في 16 مارس 2015، تتنافس، في مسابقتها للأفلام الروائية الطويلة، كل من “أرض الأمل” من السنغال و”لاشيء حلو” من رواندا و”بيتي وعمار” من إثيوبيا و”إطار الليل” من المغرب و”ران” من كوت ديفوار و”بيلا” من مالاوي و”الوهراني” من الجزائر و”أول أكتوبر” من نيجيريا و”إيف” من بوركينا فاسو، وأضاف أن الفيلم المصري المشارك في هذه المسابقة لم يتحدد بعد.

أما في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فتشارك أفلام “امتحان الدبلوم” من الكونغو و”طريقة مدغشقر” من مدغشقر و”كلمة واحدة” من السنغال و”حكمة المعاناة” من بنين و”ممر الحرية” من ناميبيا و”جاي الزمان” من مصر و”سقوط عمال المنجم” من جنوب أفريقيا و”على هذه الأرض” من تونس و”معركة امرأة” من الكونغو و”إيقاعات أنطونوف” من السودان.

والدورة الجديدة التي تستمر ستة أيام، ستهدى إلى اسم الممثل المصري خالد صالح الذي توفي في سبتمبر الماضي 2014. وصالح الذي ولد في القاهرة في 12 نوفمبر 1964، انشغل بالتمثيل منذ كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.

وبعد التخرج شارك في عروض بمسرح الدولة وقام بأدوار قصيرة في مسلسلات تلفزيونية، منها “بوابة الحلواني” قبل أن تجتذبه السينما، وقدم للسينما أدوارا بارزة في أفلام، منها “أحلام حقيقية” و”تيتو” و”حرب أطاليا” و”ابن القنصل” و”عمارة يعقوبيان” و”كف القمر” و”عن العشق والهوى” و”الريس عمر حرب”.

المهرجان ينظم منذ دورته الأولى ورشة للسيناريو والإخراج، يشرف عليها المخرج الإثيوبي البارز هايلي جريما، وينتج المشاركون في الورشة أفلاما قصيرة تعرض في حفل الختام.

أما أدوار البطولة التي تأخرت بعض الشيء، فقدمها بجدارة في جملة من الأفلام، منها “هي فوضى”، وهو آخر أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين بالاشتراك مع خالد يوسف، و”فبراير الأسود” و”الجزيرة 2”.

كما قام صالح ببطولة مسلسلات تلفزيونية، منها “سلطان الغرام” و”بعد الفراق” و”حلاوة روح” و”فرعون”.

وقال فؤاد إن مسابقة أفلام الحريات “التي تحمل اسم شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبوضيف”، والمفتوحة أيضا للمشاركات غير الأفريقية، ستعرض فيها أفلام من جنوب أفريقيا ورواندا ونيجيريا وتنزانيا وناميبيا وكندا وموريتانيا والجزائر وفلسطين ومصر.

وتشكلت لجنة المشاهدة برئاسة السيناريست عطية الدريدري والمخرجين أحمد رشوان وأحمد حسونة والناقد فاروق عبدالخالق والسيناريست زينب عزيز.

وينظم المهرجان منذ دورته الأولى ورشة للسيناريو والإخراج، يشرف عليها المخرج الإثيوبي البارز هايلي جريما، وينتج المشاركون في الورشة أفلاما قصيرة تعرض في حفل الختام.

وقالت المخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان إن الورشة ستبدأ يوم العاشر من مارس 2015، ليتسنى للمشاركين فيها إنجاز أفلامهم خلال 11 يوما، وكان المهرجان قال الشهر الماضي إن دورته الجديدة ستعرض باكورة إنتاجه من أفلام روائية قصيرة وتسجيلية أخرجها شباب أفارقة من ساحل العاج وإثيوبيا ورواندا وتوغو ومصر، بعد اتفاق ممثلي 27 مؤسسة إنتاج وتوزيع ومديري مهرجانات في 20 دولة أفريقية وعربية وأوروبية في الدورة الماضية 2014، على تأسيس أول صندوق لتمويل السينما الأفريقية يحمل اسم “اتصال”.

ويقام المهرجان سنويا في مدينة الأقصر الأثرية الواقعة جنوب القاهرة، وتنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، وهي مؤسسة لا تهدف إلى الربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006.

العرب اللندنية في

20.01.2015

 
 

"يوم مالوش لازمة" يُعيد هنيدي إلى الشاشة

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

أنهى الممثل المصري محمد هنيدي تصوير فيلمه "يوم مالوش لازمة"، الذي يجمعه للمرة الأولى مع المغنية والممثلة المصرية، روبي، والممثلة هالة فاخر، وهو فيلم من إخراج أحمد الجندي، أما القصة فهي لعمر طاهر.ومن المُزمع أن يُعرض الفيلم في إجازة منتصف العام.

وعن شخصيته في الفيلم واللوك الذي يظهر به من خلال بعض المشاهد، قال هنيدي في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنه يظهر بشخصية جديدة ومختلفة عما قدمه سابقاً. بالإضافة إلى الكوميديا، القصة التي كتبها عمر طاهر تشرح الإرهاق الذي تشعر به الشخصية المذبذبة التي لا تعرف ما تريد.

أما رسالة الفيلم فهي بسيطة مغزاها أن يُحافظ الإنسان على شخصيته وطبيعته، وألّا يتغيّر من أجل الآخرين أو من أجل أي شخص في العالم، فالقناعة الشخصية هي الأهمّ. وعن سبب اختياره لروبي في دور كوميدي خاص تؤديه للمرة الأولى، قال إن الاختيار كان بالإجماع والتوافق بينه وبين المخرج والمنتج والمؤلف، فروبي ممثلة موهوبة ومجتهدة جداً وقد لاقت استحسان نسبة كبيرة من الجمهور والنّقاد في مسلسلها الأخير، "سجن النساء".

كما سبق وقدمت دوراً قوياً في فيلم "الشوق" الذي طاف مهرجانات عديدة وحصد عدة جوائز. وأضاف هنيدي أن روبي تعتمد في الفيلم على المفارقات الكوميدية في العمل، موضحاً أنها كانت مندهشة من الدور الذي عُرض عليها لكنها قررت أن تتحدى نفسها وأذهلتنا جميعاً أثناء التصوير حتى أننا صفقنا لها. روبي طموحة وتحب التغيير والتحديث في الأدوار والمغامرات .

كما أوضح أن اللوك أظهره أصغر من سنه وفقاً لما تتطلبه الأحداث. وقال هنيدي إن شخصيته في الفيلم تُجسّد شخصية شاب يبحث عن الحب والزواج من الفتاة التي اختارها قلبه، لكن المشاكل والعراقيل التي تستجد، تجعل من حلمه أمراً صعب المنال فتدور الأحداث في أكثر من اتجاه. الفيلم مليء بالخيوط الدرامية رغم أن أحداث القصة تدور في يوم واحد فقط.

أمّا الفنانة هالة فاخر، فأوضحت لـ"العربي الجديد" أنها تؤدي دور والدة محمد هنيدي، مشيرةً إلى أنها لا تهتم لما يقوله الآخرون عن ظهورها بشخصية كبيرة السن في الفيلم، مذكّرةً بأدوار الأمّ التي أدّتها وهي شابة، مؤكدةً أنها لا تعاني من عقدة السن، فالأهم هو أن يعكس الدور شخصيتها بشكل أصدق للجمهور. وأضافت أن كواليس الفيلم كانت خفيفة الظل، لأن الشخصيّات اتّسمت بروح فكاهة جميلة، موضحةً أنها اكتشفت أن روبي كوميديّة موهوبة في الفيلم والكواليس.

من ناحيته، قال الفنان، طارق عبد العزيز، إنه يظهر في الفيلم كضيف شرف من خلال مشهد واحد يؤدّي فيه دور المأذون الذي يقوم بعقد قران هنيدي. وعبّرت الممثلة الشابة، ريهام حجاج، عن سعادتها لمشاركتها بعمل مع الفنان الكبير، محمد هنيدي، موضحةً أنها تعلمت منه الكثير، وأنها محظوظة لأن معظم مشاهدها معه، حيث تُجسّد شخصية الفتاة التي يتزوجها هنيدي.

العربي الجديد اللندنية في

20.01.2015

 
 

يلّا عقبالكن ..الخروج من أفلام الحرب إلى الحرية

ربيع فران

لا يمكن اختصار أو وضع كافة الأفلام السينمائية اللبنانية في كفة واحدة. الأمر مختلف، الواقع مختلف، الرؤية الفنية للأفلام مختلفة من كاتب لآخر وبين مخرج وآخر!..

أربع نساء يجتمعن ساعة و40 دقيقة في واحد من أكثر الأعمال السينمائية قرباً من الناس أو من يوميات اللبنانيين. "يلا عقبالكن" يفتح السجال مجدداً حول أي سينما نريد، وهل خرجنا من عقدة وواقع أفلام الحرب وأثرها على المجتمع اللبناني؟ لا، بل تداعياتها التي تحاول سحبنا من قمقم المتاجرة بأنفسنا كتّاباً كنّا أو مخرجين أو حتى متلقّين.

شهدت السينما اللبنانية بعد بلوغ اللبنانيين اتفاق الطائف في تسعينيات القرن الماضي، تقدماً إنتاجياً تفوّق على المحتوى أو المضمون. وكأنّ الشاشة تقول نريد الانتهاء من الحرب العبثية التي استمرت 15 عاماً في نماذج وحكايات لم تستطع إلغاء فكرة أو طرح تداعيات الحرب التي صُبغنا بها، بعد ما سُّمي فترة الاستقرار الأمني في لبنان.

جاءت محاولات فيليب عرقتنجي ونادين لبكي وبهيج حجيج وقلة قليلة من المؤمنين بخطّ السينما، لتروي تفاصيل ما خلّفته تلك الحرب في ساعات مصورة، اختلف النقاد بشأنها. فمنهم من قال إنّها تنقل واقع السينمائيين اللبنانيين وهم أبناء وبنات الحرب، الذين ما انفصلوا يوماً عن واقعهم، ومنهم من رضي بها لتكون عبرة لجعل اللبنانيين يخرجون من الأزمة والحروب التي خاضوها وما زالوا حتى اليوم يخوضونها.

لكن يُشهد في المقابل أنّ كل تلك الأفلام طرحت المشكلة وأعطت الحلّ المثالي الذي يقول إنّه علينا الانتماء للوطن، وليس للميليشيا. قمة التناقض كانت تجتمع بين كاتب علماني أولاً ومخرج يشبهه وبين متفرج يحاول أن يكون بطلاً علمانياً بعيدا عن الطائفية والمحاصصة، لكنّه ما يلبث أن يعود لقواعده الطائفية أو السياسية لحظة خروجه من باب السينما!

هذا الغلاف "الحربيّ" الذي أحاط الدراما اللبنانية طوال عشرين عاماً، تأتي اليوم نيبال عرقجي البيروتية لتحاول خلعه، في واحد من أعمالها التي يشهد لها بحرفية نقل واقع يومي نعيشه جميعاً.

خرجت عرقجي من عباءتها واسعاً في فيلم "يلا عقبالكن". فهي بحسب تصريحها لـ "العربي الجديد" درست هذا الفن في باريس، وعاشت هناك وكتبت سيناريو لعشرات الإعلانات التلفزيونية، ذلك يؤكد أنّ تجربتها السينمائية لم تأت من فراغ. فهي كتبت من قبل فيلماً لبنانياً، لكنها اليوم أحبت أن تخيط تجربتها في واحد من أكثر الأفلام اللبنانية جرأة في المضمون وتجسيد الواقع بكل صدق. وبالتالي، التوجه إلى ما يعانيه مجتمعنا بداية من كذب أو الهروب من العزوبية نحو الرغبات.

نجد في الفيلم قصة النسوة الأربع ينشدن مرفأ آمناً للزواج. تالين، أي ندى بو فرحات، تصالحت كثيراً مع فكرة الارتباط ولو الجزئي وتفضل مثلاً الشباب الوسيمين. بينما تذهب صديقتها زينة، أي مروى خليل الطبيبة إلى المثاليات في الحب والحياء من الزواج، ولا يسفر تعارفها بشبّان لنهاية سعيدة، حتى تصاب بالسرطان ثم تُشفى منه وتجد أثناء علاجها الشاب المثالي الذي انتظرته سنوات.

أمّا دارين حمزة التي تلعب دور أخصائية تجميل، تشهد علاقتها بوالدتها جوليا قصّار توتراً بسبب رفضها للزواج بعدما ارتبطت بشاب مصري "أيمن القيسوني" يأتي إلى بيروت خصوصاً لرؤيتها مدة يومين، لكنّها ما تلبث أن تكتشف أنّه متزوج في القاهرة وله أولاد. والرابعة، الكاتبة نفسها، نيبال عرقجي، التي تتعرف إلى رجل متزوج بديع أبو شقرا ويعدها بطلاق زوجته والبقاء إلى جانبها مدى الحياة، لكن تتغير الحسابات عند أول امتحان فيذهب كل شيء هباءً.

حكايات يومية، تؤكد نيبال: "لم أشأ أن أغلّفها بغطاء تجميلي، أردتها كما اكتشفتها بداية مع نفسي أو من خلال علاقتي بوالدتي التي لطالما حدثتني كما تحدث جوليا قصّار ابنتها المفترضة دارين حمزة في الفيلم، ووبّختني من أجل الزواج".

القضية المركزية في الفيلم الجديد، وحول ما إذا كان هجومها على المصريين بداية الفيلم ونعتهم بالكذب، تؤكد عرقجي، أنّ الأمر لا يختصر على المصريين، فاللبنانيون كاذبون أيضاً! وتتساءل، "لماذا تريدني أن أكذب على نفسي، ونحن نتناول كل هذه الأشياء ونقولها في يومياتنا؟ فهل كان عليّ استعمال المواربة في سياق أحداث الفيلم، ووضع المشاهد أمام كليشيه ملّ منه دون قدرة الخروج منه"؟ وتتابع: "لا، على العكس قلت كل ما أريده في الفيلم، وصوّرت ما يحدث في أكثر المنازل اللبنانية والعربية.

كلنا زينة التي تبحث عن الحب المثالي، أو تالين التي لم تعد تعير اهتماماً لعلاقة جدية قائمة على الاحترام فتذهب بنزواتها باتجاه خطير، على الرغم من اقتناعها أنّ ما تفعله تحت حكم الرغبة أو النزوات العابرة. تؤكد نيبال أنّ بعض "الشتائم" في الفيلم كانت لتدل على واقعنا العربي أو اللبناني تحديداً. وتساءلت: "ماذا لو "سبّت" ممثلة أو ممثل؟ فقد أصبح السباب من قاموس حياتنا اليومي. لماذا علينا أن نخبئ ذلك أو نختفي وراء أصابعنا"؟ دون شك، فإنّ كلام عرقجي يبقى وليد صراع نسبي بين المتلقين في فئة ترى أن السباب يخدش الحياء العام.

وفئة ثانية توافق عرقجي كلامها وترى أنّه الواقع ولا يجب تغييره ليصبح مجمّلاً، فيوقعنا في فخ المواربة. فلو رأت عين النقيب شتائم الفيلم ما يخرج عن الأدب لحذفته، لكن لا بأس بها. وتؤكد عرقجي أنّها ستهرب دائماً من قضيتين في طرحها السينمائي للمستقبل. وتشير إلى أنّ هناك طرحين،الحرب والدين. "لذا لاحظت ربما أنّ أبطال أفلامي، أسماؤهم لا تعبّر عن انتمائهم الديني أو السياسي المتعارف عليه في لبنان. نعم، أهرب من كل ذلك، في السيناريو والصور لأنني لا أريد ذلك".

باختصار، يمكننا أن ننظر من نافذة إلى ضوء خافت في السينما اللبنانية بعد "يلا عقبالكن"، إن من خلال القصة والإخراج لإيلي خليفة، التي تعالج قضية زواج الفتيات بطريقة سهلة وبسيطة قد يكون فيها كثير من التحرر الذي يرفضه البعض، لكن مساحة الصدق ستجعله مقبولاً حتى من الممانعين لهذا النوع من الأفلام.

العربي الجديد اللندنية في

21.01.2015

 
 

فى ذكرى ميلاده: يوسف شاهين والموسيقى

بقلم:   رانيا يحيى

فى غضون هذا الشهر نحتفل بالذكرى التاسعة والثمانين لميلاد المخرج العبقرى يوسف شاهين الذى أثرى عالم السينما بأعماله المهمة المحفورة فى تاريخ السينما المصرية والعربية ،ونظراً لتكوين شاهين الفطرى وميله لتعلم أصول الفنون المكونة لفن السينما ومنها الموسيقى فنجد إبداعاته زاخرة بدرر موسيقية داخل أفلامه، حيث تعامل شاهين مع معظم المؤلفين الموسيقيين الموجودين على الساحة خلال مسيرته الممتدة من مشارف النصف الثانى من القرن العشرين بداية بفيلمه "بابا أمين" عام 1950 ووصولاً بآخر أفلامه "هى فوضى" عام 2007. ونلحظ أن الموسيقى جزء لا يتجزأ من عالمه السينمائى، فعند إرهاصة شاهين فى تكوين مشهد سينمائى يستمع داخلياً إلى موسيقاه قبل أن يضعها المؤلف الموسيقى الذى يتعاون معه، لذلك كان شديد الصلة والتقارب مع مختلف الموسيقيين الذين صنعوا موسيقى أفلامه، الذى اختارهم بعناية فائقة، إذ شارك العديد منهم فى رؤاهم الموسيقية إلى حد الإيحاء ببعض الأفكار اللحنية. وكان اهتمامه بالموسيقى الكلاسيكية الغربية واضحاً فى بعض أفلامه مثل استخدامه الرابسودية الزرقاء للبيانو والأوركسترا للمؤلف الأمريكى جيرشوين فى فيلم "حدوتة مصرية"، وأيضاً كونشيرتو الأوركسترا للمؤلف المجرى بيللا بارتوك فى فيلم "الاختيار" وغيرها، بالإضافة لقدرته على تقديم بعض أيديولوجياته الفلسفية من خلال الكادر بالتعاون والتآزر مع الموسيقى ليحقق بعض النقاط الفلسفية الجمالية ويصل إلى حد الكمال من أجل الوصول إلى عقل وقلب المشاهد.

وقد ارتبطت بعض أفلام شاهين ارتباطاً وثيقاً بالموسيقى والغناء كما فى فيلم "عودة الابن الضال" حيث لعبت الموسيقى والغناء دوراً رئيسياً فى فيلم شديد القتامة والمأساوية ،وكثيراً ما كان يتعامل شاهين مع أفلامه وكأنها سيمفونية موسيقية ذات حركات أو أجزاء تتباين ما بين القوة والرقة ثم تتفجر الحركة الأخيرة فى نهاية درامية عالية وهذا ما ظهر فى كثير من أفلامه وفى مقدمتهما فيلم الأرض لما فيه من تناغم موسيقى جلى بشكل لافت للنظر، والمدهش أنه عندما أخرج أفلاماً موسيقية كما فى فيلم "انت حبيبى" لفريد الأطرش أدخل الدراما إليه بنفس الطريقة التى أدخل فيها الموسيقى إلى الأفلام الدرامية التى يخرجها، أما فيلم "المصير" رغم سوداوية الموضوع وجدية التعامل مع فيلسوف مثل ابن رشد استطاع يوسف شاهين أن يُدخِل الموسيقى كعنصر درامى توجه الحياة السياسية وأحياناً تُغير من مصير واتجاه الأبطال كما فى أغنيته الشهيرة "على صوتك"، وهذا يجعلنا نشير لنقطة مهمة وهى المطرب محمد منير الذى يمثل حالة خاصة بالنسبة لشاهين حيث تعاونا معاً فى أكثر من فيلم بداية بـ"حدوتة مصرية" وتبعه "اليوم السادس" ثم المصير، وهذا يؤكد أن الموسيقى جزء لا يتجزأ من عالمه السينمائي، أما عن عشقه لأم كلثوم فكان لها أثر درامى قوي على أفلامه حيث يضع بعض مقاطع من أغنياتها فى تضافر داخل سياق عمله السينمائي. ويتجاوز مفهوم الموسيقى فى عالم شاهين السينمائي الى أفاق أكثر رحابة فى تجاربه الأخرى. 

الأهرام اليومي في

21.01.2015

 
 

الفنانون يؤيدون خطاب السيسى ويطالبون بتذليل العقبات أمام الأعمال الفنية

بقلم:   انجى سمير  شريف نادى  ماجدة الطباخ

عبر عدد من الفنانين والمؤلفين والنقباء عن اهمية ما جاء فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفاله امس بعيد الشرطة حيث قال بعضهم انه يجب انتقاء الأعمال التى تدخل كل بيت مصري، كما طالبوا بضرورة مواجهة الأزمات التى تواجه تصوير الأعمال السينمائية والدرامية وتذليل العقبات أمامها لنحثهم على غزارة الإنتاج وتقديم أعمال مميزة. كما طالبوا بالحرص على تقديم اعمال هادفة تتفق مع عادات وتقاليد الشعب المصرى خاصة أن الدراما تحتاج لوقفة لإعادة تشكيلها مرة اخري.

فقال الفنان حسن يوسف: إن الكلام الذى وجهه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للفنانة يسرا والفنان احمد السقا فى عيد الشرطة يعد رسالة غير مباشرة لجميع الفنانين، وأتذكر اللقاء الذى جمعنا به من قبل حيث تحدثت معه وقلت له نضع أيدينا فى أيدى بعض ونعيد القيم والأخلاق ونعيد الإسلام الوسطي، وكم رحب بذلك، واشكره على هذه المبادرة ولكن لا بد أن يتواجد الضمير عند الناس أولا لان أخلاق الإنسان هى التى تحدد أفعاله، بدليل أن الفوضى ليست فى مجال الفن فقط ولكنها توجد فى كثير من الأشياء منها عدم الانضباط فى المرور وغلاء الأسعار، وغيرها، وحتى فى كلام الناس مع بعضها.

وأكد الفنان حسن يوسف على أن الرئيس قد نادى من قبل كثيرا بالأخلاق والقيم، ولكن لابد أن تكون هناك أجهزة رقابية تتابع كل شيء ويكون هناك عقاب رادع لكل شخص لا يلتزم بذلك، لان كل كلمة وكل فعل محسوب على فاعله، وطالب الأجهزة المسئولة بمتابعة القنوات وكل الأعمال سواء كانت أفلاما أو مسلسلات وإعلانات وتقيمها وقال: فإذا وجد أنها لا تليق بمجتمعنا لابد أن يتم حذفها فورا من هذه القناة وعقاب القائمين عليها ليكونوا عبرة لغيرهم. ومن جانب آخر طالب الفنان حسن يوسف كل مسئول فى كل عيد أو مناسبة تنتمى إلى الفن انه مثلما يشيد بعمل ما أو يقدم جائزة لفنان، فانه يقدم أيضا قائمة سوداء يضع فيها كل شخص يقدم أعمال غير أخلاقية تتنافى مع ما ينادى به الرئيس، وختم كلامه بعبارة "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

وقالت الفنانة سهير ألمرشدي: إن الرئيس السيسى يمتلك حكمة الفنان وحنكة السياسي، وحبه للوطن وحبه للقيم يظهر فى كل أفعاله وأقواله، وهو يسعى لمجتمع صحى قوامه العلم والصحة، والقيمة.

وقالت إنه فى الآونة الأخيرة ظهرت موضات وأسماء كثيرة للفن هو ابعد ما يكون عن هذه المسميات، مؤكدة أن الفن هو إضافة للمجتمع وهو يقدم التاريخ والدين ويقدم رسالة فهذا هو الفن الذى ننتمى إليه، وهذا هو الغد الذى ننشده.

وقالت نحن نعانى من اضمحلال فى الفن، مؤكدة أنها شخصيا وكل الفنانين الذين يقدمون فنا حقيقيا يجلسون فى المنزل لان معظم الأعمال التى تعرض عليهم لا تضيف لهم، ولا تتناسب مع تاريخهم الفنى.

وأشارت إلى أن الفن الباقى هو الفن القائم على العلم والمعرفة والحكمة، فالفن هو حكمة المجتمع ولا يوجد حكمة تافهة، وحكماء المجتمع والعصر هم الفنانون، وأكدت على أن تجريف الدين يعد تطرفا، وتجريف الإنسان يجعله بلا كيان ولا طموح ولا هدف، كذلك تجريف الفن يجعله بلا هوية ولا رسالة ولا حكمة، مؤكدة أن ذلك ما عانينا منه منذ سنوات طويلة، ويحاول الرئيس اصلاحه.
أما الفنان عزت العلا يلى فيؤكد شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلا: أن الرئيس يشعر بالفن والثقافة، ويعرف ما يجرى فى الشارع المصرى ويلمس الهموم التى نعانى منها ويشعر أننا انحدرنا عن الأخلاق والطريق الصحيح، وواجبه حتم عليه الإرشاد والتوجيه، لذا يجب علينا أن نعرف مسئوليتنا وواجباتنا، لذا أتقدم له بخالص الشكر والامتنان وأحييه تحية واجبة على إحساسه وشعوره بكل المجتمع واهتمامه بما يقدمه الفن والالتزام به، وفى نفس الوقت يجب ردع أى عمل يبتعد عن الأخلاق أو يقدم الابتذال او الإسفاف ويبعدنا عن القيم والمبادئ.

أما الفنانة عايدة رياض فلم يمنعها إجراؤها عملية جراحية منذ يومين من إشادتها بما طالب به الرئيس حيث قالت: لم اسمع الخطاب كاملا ولكنى علمت ما قاله الرئيس، وسعدت بما قاله وما يفعله كل يوم من مواقف تؤكد أن الله بعثه لنا ليصلح ما أفسده الآخرون، وأتمنى له دوام الصحة والتوفيق فى كل ما يقدمه لأنه رجل يمتلك ضميرا يقظا وبالتالى يفعل ما يمليه عليه، ويقول أشياء نحتاج إليها كثير لنسير فى الطريق الصحيح.

وقال الفنان أحمد بدير انه متفائل كثيرا بما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى اثناء احتفاله بعيد الشرطة لان الفن والدراما بالفعل من اهم المجالات التى يجب خلالها توصيل رسائل للشعب المصرى فمثلما يستشهد الجنود دفاعا عن بلدهم يجب ايضا على الفنانين والمخرجين والمؤلفين تقديم اعمال هادفة لصالح الوطن ولا تهدمه والبعد عن الدراما التى تستهين وتستخف بعقل المشاهد كما ان الدراما والسينما يدخلان كل بيت مصرى وبالتالى يجب انتقاء الاعمال التى تقدم فبلدنا يحتاج الى من يقوم ببنائه. وأضافت الفنانة نشوى مصطفى ان الرئيس وجه رسالة يجب كل المصريين الانصات اليها جيدا لكى يقوموا بتنفيذها على اكمل وجه للنهوض بالبلد فالضباط الذين استشهدوا تم تكريمهم لأنهم كانوا حائط صد ضد الارهاب.

وقال مسعد فوده نقيب المهن السينمائية انه يتوجب علينا قبل الحديث عن تقديم اعمال ذات طابع معين ان نبحث اولا عن المعوقات والمشكلات التى تواجه الصناعة فهناك ازمات يتعرض لها القائمون على الصناعة اهمها الازمات الاقتصادية التى تؤثر على اى عمل وتجعل اى منتج يفكر اكثر من مرة قبل ان يخوض اى عمل جديد. 

لأول مرة.. ذكرى رحيل سعاد حسنى تمر فى صمت

سيد محمود سلام

قد تكون هى المرة الوحيدة التى تمر ذكرى السندريلا دون أن تهتم بها القنوات الفضائية بل وحتى وسائل الاعلام المكتوبة، فبسبب التركيز الشديد لهذه الوسائل والفضائيات بالمونديال، بل وببعض أزمات برامج رمضان ومنها أزمة آثار الحكيم فى برنامج "رامز قرش البحر" مرت ذكرى رحيل السندريلا سعاد حسنى دون أن يهتم بها أحد. 

سعاد حسنى التى ما زال بريق أعمالها وشخصيتها الفريدة مثالا يحتذى به، ولا توجد ممثلة إلا ورأت فى أداءها وعبقرية موهبتها من تمثيل وغناء مثالا لها وتحاول الاقتداء بها، تمر ذكرى رحيلها فى صمت. 

ففى 21 يونية من عام 2000 كان الخبر الصادم للجميع، رحيل السندريلا خبر صاحبته وما زالت ضجة وشكوك لم تكشف الأيام عن حقيقتها حتى اليوم إن كانت سقطت أم ألقيت عمدا من شرفة الفندق الذى كانت تسكنه بوول ستريييت لندن. 

ومنذ أن رحلت وكل يوم صفحة جديدة عن حكاية جديدة، عن هل تزوجت العندليب أم لا؟ هل انتحرت أم قتلت؟. 

ولكن يأتى يوم 21 يونية من عام 2014 لتمر ذكراها فى هدوء ودون أن تهتم بها قناة أو وسيلة إعلامية كما كان يحدث من قبل. 

السندريلا سعاد حسنى ولدت في بولاق، والدها "محمد حسني البابا" كان يعمل خطاطاً وهو من أصل سوري، وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتين فقط "كوثر" و"صباح"، وثماني إخوة لأبيها منهم أربع ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة. 

وقد انفصلت والدتها عن والدها عندما كانت في الخامسة من عمرها، واقترنت الأم بالزوج الثاني "عبد المنعم حافظ" مفتش التربية والتعليم، وفي حضانتها بناتها الثلاث "كوثر وسعاد وصباح"، لم تدخل سعاد مدارس حكومية كباقى أشقاءها. 

بدأت التمثيل عام 1959 وحد رصيدها السينمائي 91 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد وهو هو وهي وثماني مسلسلات إذاعية، وكان أول أفلامها في فيلم حسن ونعيمة عام 1959، وآخرها هو فيلم الراعي والنساء عام 1991 مع الفنان أحمد زكي ويسرا. 

صاحب الفضل في اكتشاف موهبتها الفنية هو الشاعر عبد الرحمن الخميسي، فقد أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور "أوفيليا"، ثم ضمها المخرج هنري بركات عام 1958 لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة، ثم والت بعدها تقديم الكثير من الأفلام والمسلسلات الإذاعية. وتعتبر أفلام حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلي، وشفيقة ومتولي، والكرنك، وأميرة حبي أنا من أشهر أفلامها، بالإضافة إلى فيلمها خلي بالك من زوزو الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو "زوزو" كما أنها شاركت مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم القادسية الذي حكا قصة معركة القادسية بالتفصيل. وكانت أخر أعمالها مع موسيقار الكردي المشهور هلكوت زاهر عبارة عن البوم موسيقي وشعري باسم عجبي من رباعياتت صلاح جاهين ومن تأليف الموسيقار الكردي هلكوت زاهر وأداء شعري لسعاد حسني.

الأهرام المسائي في

21.01.2015

 
 

بمناسبة ذكرى ميلادها الـ72.. سعاد حسنى فى حوار نادر يكشف خفة دمها

السندريلا: أفضل المرأة القوية وأرى نفسى رمزًا للأمومة.. أبكى فقط عندما أشعر بالظلم.. أحب أن يقول على الجمهور إننى "ست عاقلة وكُمل"

كتبت دينا الاجهورى

يحتفل جمهور ومحبو الفنانة الراحلة سندريلا الشاشة سعاد حسنى يوم 26 يناير الجارى، بذكرى ميلادها الـ72، حيث بدأ الاحتفال بهذا اليوم على مواقع التواصل من خلال تداول بعض الفيديوهات لحوارات تليفزيونية نادرة أجرتها السندريلا خلال مشوارها الفنى ومن بين هذه الفيديوهات لقاء أجرته سعاد حسنى مع التليفزيون المصرى فى برنامج "كلمة فى سهرة"، قالت فيه إن سعاد حسنى فى نظرها رمزًا للأمومة بكل ما تحمل الكلمة من معنى "الحب والحنان ومربية الأجيال" وذلك رغم أنها لم تنجب أطفالًا فى حياتها. سعاد حسنى كما أكدت أن الجمال الحقيقى للمرأة ينبع من داخلها، حيث إن الصفات الجميلة التى تتمتع بها الأنثى تظهر على وجهها وتزيدها جمالًا، وذلك بعيدًا عن وضع الماكياج وأدوات التجميل. وظهر فى اللقاء مدى تمتع السندريلا بخفة الظل والدعابة، حيث أجابت على سؤال المذيعة حول "ماذا تفضل سعاد حسنى من بين هذه الصفات أن تكون امرأة جميلة أو ذكية أو طيبة؟" حيث قالت بضحكة رقيقة أفضل أن يقول على الجمهور إننى "ست عاقلة" وست "كُمل" كما أجابت سعاد حسنى على سؤال المذيعة عن ما هى المرأة التى تفضلها قالت أيضًا بروح مرحة وكوميدية "المرأة الحديدية" ثم استطردت كلامها وقالت أقصد المرأة القوية التى تستطيع أن تتحمل الصعاب والمشاقات وشددت على القوة العقلانية، وكشفت السندريلا أن "الغموض" صفة تزيد من جمال المرأة، رغم أنها تحب الصراحة فى حياتها الشخصية والفنية. صورة نادرة لها وأكدت السندريلا أنها ليست ممن يطلق عليهم "دمعتهم قريبة" ولكنها تبكى إذا شعرت بالظلم لكنها لا تستخدم دموعها لتصل إلى رغباتها، كما يقال إن دموع المرأة مثل دموع التماسيح، يذكر أن سعاد حسنى ولدت فى القاهرة وبالتحديد فى بولاق يوم 26 يناير 1943 والدها محمد حسنى البابا كان يعمل خطاطًا، وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين أخواتها، لم تدخل سعاد مدارس واقتصر تعليمها على البيت، صاحب الفضل فى اكتشاف موهبتها الفنية هو الشاعر عبد الرحمن الخميسى، حيث أشركها فى مسرحيته هاملت لشكسبير فى دور «أوفيليا»، ثم ضمها المخرج هنرى بركات لطاقم فيلمه حسن ونعيمة فى دور نعيمة عام 1959، ثم توالت بعدها تقديم الكثير من الأفلام وثمانى مسلسلات إذاعية. صورة من فيلم الزوجة التانية وتعتبر أفلام حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلى، وشفيقة ومتولى، والكرنك، وأميرة حبى أنا من أشهر أفلامها، إضافة إلى فيلمها خلى بالك من زوزو الذى يعتبره الكثيرون أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها فى الفيلم وهو «زوزو» كما أنها شاركت مع المخرج صلاح أبو سيف فى فيلم القادسية الذى حكى قصة معركة القادسية بالتفصيل. صورة لسعاد حسنى من فيلم "بابا عايز كده" بدأت التمثيل عام 1959 ووصل رصيدها السينمائى 91 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها فى الفترة من 1959 إلى 1970، إضافة إلى مسلسل تليفزيونى واحد وهو "هو وهى" وثمانى مسلسلات إذاعية، وكان أول أدوارها السينمائية فى فيلم حسن ونعيمة عام 1959، وآخرها هو فيلم الراعى والنساء عام 1991 مع الفنان أحمد زكى والممثلة يسرا.

الخميس، 15 يناير 2015 - 02:34 م

نشطاء يتداولون صورة نادرة لـ سعاد حسنى تنتخب الزعيم جمال عبدالناصر

كتبت بسنت جميل

بمناسبة ذكرى عيد ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر، تداول نشطاء الـ"فيس بوك" صورة نادرة للفنانة سعاد حسنى وهى فى إحدى اللجان الانتحابية، لكى تعطى صوتها للزعيم جمال عبد الناصر. وقد تم التقاط هذه الصورة من قبل إحدى المجلات الفنية، وكانت سعاد حسنى بيدها ورقة الاستفتاء وكانت تسأل مسئولى لجنة الاستفتاء عن شىء ما على ما يبدو فى الصورة. والجدير بالذكر أن جمال عبد الناصر، عرف عنه أنه كان محبا للفن بكل أنواعه، وكان دائما مدركا مدى تأثير الفن السينمائى والغنائى على نفسية وعقول أى مجتمع. ونتيجة لذلك خلق الزعيم جمال عبد الناصر، علاقات قوية تجمع بينه وبين الكثير من الفنانين أمثال كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ووحش السينما المصرية فريد شوقى وغيرهما.

الإثنين، 26 يناير 2015 - 01:26 م

فى ذكرى ميلادها سعاد حسنى "سندريلا" دخلت الفن عبر "حسن ونعيمة"

كتب إسلام عبد الونيس

اليوم ذكرى ميلادها سندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى وهى من مواليد القاهرة فى منطقة بولاق يوم 26 يناير عام 1943، كان والدها "محمد حسنى البابا" يعمل خطاطاً وكانت لها ستة عشر أخاً وأختاً وكان ترتيبها العاشر بين أشقائها، ومن أشهر أخواتها المطربة "نجاة الصغيرة" وقد انفصلت والدتها عن والدها فى سن الخامسة من عمرها ولم تدخل سعاد مدارس بل اقتصرت على التعليم فى المنزل. انطلقت سعاد حسنى للشهرة والأضواء من خلال فيلم "حسن ونعيمة" وكان من إخراج هنرى بركات عام 1959 ثم توالت الأدوار عليها فى الكثير من الأفلام من بينها "صغيرة على الحب، الزوجة الثانية، شفيقة ومتولى، أميرة حبى أنا"، ويعتبر فيلم "خلى بالك من زوزو" من أشهر أفلامها لدرجة أن الكثير أطلقوا عليها اسم "زوزو". وقد انتشر جدل حول زواجها من الفنان عبد الحليم حافظ وكان للإعلامى مفيد فوزى رأى آخر وهو أن سعاد حسنى تزوجت من عبد الحليم وأنه توفى وهى على ذمته خلال حواره فى أحد البرامج التلفزيونية وأن عبد الحليم أخفى زواجه بسبب حالته الصحية التى كانت تمنعه من الزواج وكان ذلك من أوامر الدكتور الخاص به وبرغم من ذلك أصرت سعاد حسنى على الزواج منه لحبها له متحدية كل العقبات، وأكد مفيد فوزى أن عبد الحليم سألها عن أنها ستتزوج شخصا تقوم بتمريضه فكان رد سعاد حسنى "تحت قدمك العمر كله" ليؤكد على قصة الحب التى كانت بينهما، ثم تزوجت من المصور صلاح كريم بعد وفاة عبد الحليم حافظ ويليه على بدرخان وزكى فطين وفطين عبد الوهاب وآخر زيجاتها هو الكاتب ماهر عواد وتوفيت وهى على ذمته. ورحلت عنا سندريلا الشاشة سعاد حسنى يوم 21 يونيو عام 2001 وهو نفس يوم ميلاد زوجها الفنان عبد الحليم حافظ، حيث توفيت إثر سقوطها من شرفة منزلها فى لندن وقد انتشرت التساؤلات هل سعاد حسنى انتحرت أم تم قتلها لم يعرف أحد حتى اليوم سر وفاتها تاركين الأيام تكشف لنا هذا اللغز

اليوم السابع المصرية في

21.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)