كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«القط».. تهمة الشروع فى صناعة فيلم

«سينماتوغراف» ـ إسراء إمام

 

إن أمعنت التأمل فى قطعة الأحجية البلاستيكية المتداولة بشكل ترفيهى بين المراهقين والكبار، ستفاجئك نسبها المحسوبة فى بناء المكعبات، بما يُعقد مغزى لغزها وفى الوقت ذاته يمنحها منطقا مستساغا للحل. الأمر ذاته ينطبق على الرسائل المُشفرة، فبوهيميتها تقم على منهج مدروس، ورمزيتها لها أساس يجعل منها لغة موازية، لها مفرداتها وأدواتها، مفاتيح بلوغ نورها تكمن فى مواضع إظلامها. فالرمز عموما ليس فعلا عشوائيا، يمكن من خلاله تبرير الفوضى وقلة الحيلة، واستغلاله كوازع لإسقاط إلزامية الإجابة عن أسئلة مهمة بإسم قوة الأسطورة الرمزية، التى يتناسى البعض أن قدرتها على مجافاة الواقع تتطلب منطقا أشد وأكثر حُجة فى الخلق. فالأسطورة ماهى إلا وجهة أخرى لحقيقة معتادة.

فيلم «القط» استند بذراعين واهيين على منطق الترميز، اقتصره فى ملابسات شكلية مباشرة أقرب إلى التلفيق. وعلى كاهلها قدم خطة مريضة ليُدير بها مجموعة مشاهد مبعثرة تزعق بوجود الرمز، تشير إليه بكفين خاويين ليتحدث نيابة عن سيناريو ميت، قصة ممطوطة، وشبهة الشروع فى صناعة فيلم. ما إن يُقرر الصانع الإنطلاق من مبدأ مماثل فى الطرح، نراه مطمئنا إزاء كل مواطن الضعف فى عمله، لإنها ستندرج تلقائيا تحت خانة التحامى فى قوة الرمز. فنجد مساحات من الغرابة المصطنعة، الإدعاء المعهود بالعُمق، والسقطات التى لا تحتمل تبريرا من فرط طفوليتها.

سحر وشعوذة الرمز

القط «عمرو واكد» شاب ضاعت ابنته، ففسدت حياته، وفيما يبدو وما إجتهد السيناريو فى إطلاعنا عليه، أنه نذر نفسه لمحاربة عصابة معنية بتجارة الأعضاء، تخطف أطفال الشوارع وتسطو على أجسادهم، ومن ثم تواريها فى أقرب خرابة. أرسى السيناريو هذا الصراع بين أفراد العصابة وبين القط وكأنه صراع ممتد منذ أمد، فنرى أحد المتورطين يتوسله «إرحمنى يا قط»بينما هو مقبل على قتله. تماما كما نلمس الأريحية التى يتحدث بها الرأس الكبير لإدارة هذا التنظيم «الحاج فتحى» معه، بصورة تنبأ عن تاريخ من الصراعات التى نشبت بينهما، فهو يعرف هويته تماما ويعتبره عدوه اللدود. ولكن فى الوقت ذاته يتناقض ما نستشفه من الحوار مع هذا المفهوم، فنجد الحاج فتحى وهو يسأل القط «وإنت ملقتش غير حد من رجالتى وتخربش فيه»، ومن ثم نرى غجري «حليف القط» وهو يلح عليه فى الإستفهام طوال الفيلم «وإحنا ليه نتورط مع ناس زى الحاج فتحي». ومن ثم نعود لنستمع إلى مبرر القط فى نهاية الفيلم حول عدم إقباله على قتل الحاج فتحى من البداية، فيقول «أنا قتلت الأولانى عشان عارف إنى هاقدر عليه، لكن ماقتلتش ده عشان ماكنتش عارف مين اللى واره». كل ما سبق من مقتطفات الحوار، تضع يدنا على حقيقه هامة، وهى إن الحادثة التى قام بها القط فى عصابة الحاج فتحى، كانت الأولى فهو لم يطلق يده فيهم من قبل، ومع ذلك هم على علم بهويته ومن ثم يدخرون كل هذا الخوف من بطشته ويهرعون للتوارى منه، ويتفوه أحدهم بإسمه وكأنه إله العدالة وهو مقبل على الموت تحت يده. وإن كانت صور الجريمة التى بيّن السيناريو أنها نُشرت فى الجريدة، هى سبب تعرف الحاج فتحى عليه، فهى عذر أقبح من ذنب قد يلجأ به أحدهم لتبرير هذا التخبط فى رسم الخط الدرامى، لإنه وبخلاف كينونته غير المقبولة من الأساس، لم يتعد مجرد صورة فوقية لا تتجلى فيها ملامح القط بما يبرر التهليل المطمئن الذى يقابله الحاج فتحى به فى مكتبه بأول المشاهد التى جمعت بينهما، وكأنه يعرفه عن ظهر قلب.

ولكن عذرا، لا يحق لنا التفكير فى هذا التضارب، يكفينا مهابة الرمز!

وعندما نعود للتفكير فى تبرير القط لقتله أحد أفراد الطاقم العصابى للحاج فتحى، دون إستهداف فتحى نفسه خوفا من إنتقام القوة التى تُحركه وتثبر خطاه الإجرامية. لا نتعثر بمنطق يقنعنا بأن التعرض لرجال الحاج فتحى بغرض إفساد تجارته الكُلية، إلى جانب تهديده بالقتل فى عقر داره لا تعتبر نوعا من التهجم الموازى للإحتكاك بهذه السلطة الغامضة، وتحرشا بمصالحها، بالرغم من أنه فى الأساس يهرب من سطوتها.

من ناحية أخرى، حينما نتأمل جملة القط «ودلوقتى مش قادر أقتله – قاصدا الحاج فتحى- عشان مستحرم، الدم كتر على إيدينا». نستخلص أن القط وغجري، ثابرا ليعدا خطة إختطاف الحاج فتحى لإرضاء الزعيم المُجهّل «فاروق الفيشاوى» الذى يريد مقتله على أيديهم، ولكن القط أبى ذلك لأنه بات يستحرم الدم، وعوضا عن دم الحاج فتحى لم يستنكر دم سائق السيارة التى كانت تتنقل به، وهو من يعرف أنه سيعترض طريقها، وبأنه سيضطر بوسيلة أو بأخرى أن ينتزع فتحى من بين رجال سيتمادون فى الدفاع عنه، ولابد أن يكون مسلحا ومستعدا للقتل فى سبيل الوقوف أمامهم. إذا فهو أعد خطة جهنمية لتُجنِبه الدم، يعلم أى رضيع أن إستهداف الحاج فتحى وقتله دون خطفه ستكلفه دما أقل منها.

عذرا مرة ثانية، فكل شىء لابد وأن يسير على هذا المنطق الواهى، حتى لا تختل وعظية الرمز!

وإن كانت كل هذه التناقضات مقصودة، تحت لواء الغرض الشائع الذى يسمح بتعرية شخصية القط، وكشف تعقيدات نفسها التى تنتهى بنا إلى صراع معهود بين نزعة الخير والشر، فتوضحها وهى تلجأ للتعامى عن ميلها الفطرى صوب الشر،  وتلقى الضوء عليها وهى تأول كل خطواتها نحو إرتكاب الرذيل من الأفعال بإعتباره محاولات للإفلات من الذنب. فإن كل هذه التحويرات الدورانية مازالت أكثر إلتفافا من الإقرار بوجودية الفيلم نفسه. فهى تشبه معادلة رياضية ألف صاحبها كتاب كامل ليوضح من خلالها أن الموز من الفاكهة. أنت بصدد صناعة فيلم هنا، فيلم يتطلب حبكة، بناء جيد، وتراكم مجموعة من الأحاسيس التى من خلالها تتجسد الفكرة، مهما كانت بسيطة وبدائية، ودون التشبه بقالب سردى محدد أو مقولب. بينما يكفى أن تتحدث مادة الفيلم عن نفسها، بأى لغة وبطبقة الصوت التى ترغبها. ولا تستعيض فى مقابل كل ذلك، بالركض خلف تشعيب رمزيات الفكرة، ورفع أطراف أناملها عن أرض الواقع لتكون بمنأى عن الإتهام بعدم المنطقية.

فراغ

ولأن الرمز ولد قبل الفيلم. نرى المادة الفيلمية وعلى مدار مدة عرضها، وهى تمّط القليل من الدراما التى تملكها فى فراغ مقيت. مُخفِق لدرجة مخيفة ومفزعة. لا تملك شخصية لتتحدث من خلالها، ولا موقفا حقيقىا يمكن أن تحاكينا من خلفه. كلها وقائع مفترضة، شخصيات تمثالية، وحبكة ميتة منزوعة السيقان خاوية الروح. أشلاء مبتورة ومبعثرة هنا وهناك، مُحتم علينا أن نقبل بالفتات الذى يقدمه لنا السيناريو عن طبيعتها، كل شىء مفتقر إلى الحيوية. علاقة القط بوالده، بإمرأته المطلقة، وحتى بإبنه الذى سبق وأخبرته معلمة المدرسة أن سلوكه يسير فى إتجاه عنيف، بينما يظهر الولد أمامنا طوال الفيلم بوجه رائق هادىء، وعينيين مرتاحتين، وإبتسامة لا توشى بها شفتا صغير يلجأ إلى العنف ليوارى وجعه من ضياع أخته.

لقطات تستمر لدقائق طويلة من دون أدنى غرض، فمرة نجد إمرأة القط وهى تحمل الطفلين وتخرج من الحارة فى طريقها إلى الأسكندرية كما أمرها، فتظل الكاميرا مراقبة لخطواتهم بإستماتة لا داع لها، تماما كما نرى لقطات طويلة لغجري والقط وهما يطلان من نوافذ الغرفة التى استأجراها فى فندق ما لإستهداف الحاج فتحى، ولقطة أخرى تستمر بنفس الطول للقط وهو يطل من باب القطار الذى استقله إلى الأسكندرية بعدما إنتهى من مقابلة الزعيم المجهول الذى نصحه بالسفر عن طريق القطار. لقطات لا حصر لها من  هذا النوع، أودت بموت الإيقاع، ووشت بأرضية السيناريو الهشة التى عجز عن ملء فراغها، مؤكدة على محو هوية وجود الفيلم. مجرد حشو مفضوح  لم يوار سوءة هذا العمل الفنى المسخ.

هذا الزعيم الكرتونى «فاروق الفيشاوى»، الرمز الأبله، الذى يقطتع مسار السيناريو فجأة وهو يهيم على وجهه بين المعابد والمساجد والكنائس، وكأنه يقول بنبرة ستات البيوت «أنا رمز، أنا مش حقيقى يا جماعة، أنا بعبر عن قوة مجهولة، إوعوا تفتكروا إنى حقيقى». إضافة إلى جماعته المكونة من رجل وإمرأة، اللذين قد يقضيان يومهما بالكامل فى الإنشغال بنيولوك عشريناتى، ويتحدثان مثل كبيرهم بطبقة صوت فخيمة وتهَجُىء بطىء، وفى هذه اللحظات لابد وأن يؤمن المُشاهد بهيبة الرمز فيهم، ويضع يده على سر الفيلم. إلى جانب التفصيلة الهامة المتعلقة بلباسهما فى مشهد ما قبل النهاية، حيث تعمدا توحيد زيهما بالأبيض والأسود وخاصة فيما بين الرجلين، ليظهرا بالبدلة السوداء والقميص الأبيض من تحتها، ليذكروك بفيلم هوليود الجليل مقارنة بما قدمه بطوط من هراءات «men in black».

يقول جوزيف . م. يوجز فى كتاب فن الفرجة على الأفلام «الترميز الذى يبدو كيليشيه، يكن عائقا أكثر منه عونا».

آخر كلمتين:

ـ المتفرج كائن أوعى من أن يمضغ كل هذا التهاون فى التعب على بناء فيلم، مقابل توريطه فى مظاهر إستعراضية سخيفة لا معنى لها.

ـ عمرو واكد، يتحمل عبء التمثيل وحده فى الفيلم، هذا الإصرار من قبل المخرج ابراهيم البطوط على إستخدام ممثلين غير احترافيين فى معظم الأدوار، انتهى لوضع الفيلم فى مأزق مضاف. فما إن يظهر أحدهم ليفتح فمه لتجد نفسك متفوها «ما كل هذا الكذب». وبخصوص ذكر عمرو واكد، هو حقا فنان يمتلك من الموهبة ما يحمله على الخجل من استنزافها بهذا الشكل المقيت.

ـ أفيش الفيلم صورة ناطقة عن فراغه.

جمال عبدالناصر والسينما.. ما له وما عليه

ناصر عراق يكتب لـ«سينماتوغراف»

هل أنصفت السينما جمال عبدالناصر؟ هل تمكن صانعو الأفلام لدينا أن يقدموا الرجل بشكل صائب ودقيق وجميل؟ وكيف استقبل الجمهور زعيمه الأشهر على الشاشة؟.

 قبل الإجابة عندى ملحوظة أود تحريرها بشأن السينما المصرية، تتلخص هذه الملحوظة فى أن صناعة السينما لدينا نشأت فى ظل احتلال إنجليزى بغيض، الأمر الذى جعلها سينما محافظة باستمرار، لا سينما ثورية تتجرأ على اقتحام الممنوعات خاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة والتحرر والعدالة الاجتماعية، لأن المنتجين والمخرجين كانوا يعرفون جيدًا أن الاقتراب من هذه القضايا يعرضهم لمقص الرقيب. أظنك لاحظت أيضا أن السينما المصرية لم تقترب من أحمد عرابى، رغم أنه كان قائدًا لانتفاضة مهمة، كما لم تخصص سوى فيلم واحد فقط يستعرض حياة وكفاح مصطفى كامل، أما محمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس فقد تعاملت السينما معهم بإهمال تام للأسف الشديد، فلم نشاهد أحد الممثلين متقمصا شخصية هؤلاء السياسيين المكافحين فى تاريخنا النضالى.

اليوم ونحن نحتفل بمرور 97 عامًا على ميلاد عبدالناصر، نكتشف أن طيف الرجل لم يتألق على شاشة السينما سوى مرات قليلة للغاية، رغم حضوره الطاغى فى وجدان الجماهير منذ أعلن تأميمه قناة السويس فى 1956، وحتى هذه اللحظة، حيث ترفع صورته فى معظم المظاهرات المطالبة بالعدل والكرامة والحرية.

بدأ صوت عبدالناصر الحقيقى يضىء شاشة السينما مع عرض فيلم (بور سعيد/ 1957) للمخرج عز الدين ذو الفقار، إذ نسمعه وهو يعلن قرار تأميم قناة السويس، ثم يتكرر الصوت والقرار فى فيلم (الباب المفتوح/ 1963) للمخرج بركات، لكننا لا نرى وجه القائد أو من ينوب عنه.

بعد رحيل عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 تبدأ السينما فى عهد السادات تنال من تجربة الرجل وتصوره طاغية يعتقل الناس ويعذبهم فى المعتقلات، لكن دون أن تظهر صورته أو يتولى أحد تجسيد شخصيته (الكرنك/ 1975) للمخرج على بدرخان، و(إحنا بتوع الأوتوبيس/ 1979) للمخرج حسين كمال على سبيل المثال. فى هذه الأفلام كان الهدف واضحًا وهو تحطيم الصورة النبيلة للزعيم حتى يسهل اتخاذ الخطوة الأخطر وهى الانقلاب على سياساته وتوجهاته، وهو ما كان، لكن بعد رحيل السادات بزمن طويل تجرأ الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن والمخرج القدير محمد فاضل وقدما تحفتهما الخالدة (ناصر 56) فى عام 1996 ليحقق الفيلم نجاحًا منقطع النظير فى السينما، خاصة أن النجم الراحل أحمد زكى تمكن من اقتناص أبرز الملامح النفسية للزعيم الراحل وتقمص حالته بشكل يدعو للانبهار بحق.

فى عام 1998 حقق المخرج السورى أنور قوادرى فيلم (جمال عبدالناصر) مستعينا بالنجم خالد الصاوى ليلعب دور الزعيم، ورغم تفرد خالد وتمكنه فى تجسيد شخصية عبدالناصر، إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح المأمول نظرًا لضعف السيناريو وركاكة الإخراج.

على أية حال.. ليس عندى شك فى أن شخصية عبدالناصر كنز لا ينضب، ومن ثم فالسينما لن تتوقف عن الالتفات إلى هذا الزعيم النادر مرة ومرات فى السنوات المقبلة.

سينماتوغراف في

16.01.2015

 
 

"بتوقيت القاهرة".. ثلاث رحلات لاكتشاف الذات والآخر

محمود عبد الشكور

بدأ الموسم السينمائى المصرى بداية جيدة جدا بعرض فيلم "بتوقيت القاهرة" من تأليف وإخراج أمير رمسيس. الفيلم سيكون بالتأكيد فى قائمة الأفضل بين أفلام 2015، فهو عمل ذكى ومؤثر مع بعض الملاحظات، أفضل ما فيه السيناريو الذهبى النادر بشكل عام فى السينما المصرية، كما أن توزيع الأدوار جاء بشكل مميز ولافت، وجمع بين جيل الكبار وجيل الشباب، وأتاح ذلك أن يؤدى المخضرمان نور الشريف وسمير صبرى، دورين من أفضل أدوارهما، وأن يقدم شريف رمزى وآيتن عام دورين مميزين.

الفيلم  يقول أيضا أشياء هامة للغاية عن الماضى والحاضر، يدافع عن السينما ضد الأفكار المتزمتة، يسخر من أوضاع مجتمعية راهنة عجيبة، ويحمل شحنة إنسانية رائعة فى جميع علاقاته، لا يدين جيلا على حساب بقية الأجيال، ولكنه يقدم نماذج حية فى مواقف طازجة ومبتكرة، ويمنح شخصياته ثلاث رحلات فى يوم واحد، يعيدون من خلالها اكتشاف أنفسهم، واكتشاف الآخر.

يمكن أن نعتبر الفيلم ايضا بداية مخرجه أمير رمسيس الحقيقية فى مجال الأفلام الروائية الطويلة بعد ثلاثة أفلام مضطربة هى "آخر الدنيا" و"كشف حساب" و"ورقة شفرة". وكان الفيلم الأخير أكثرهم نجاحا من الناحية الجماهيرية، وهو أول فيلم قام ببطولته الثلاثى الكوميدى الناجح شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى.

اتجه أمير بعد ذلك الى السينما الوثائقية ليقدم فيلمين هامين ومميزين شكلا ومضمونا هما الجزء الأول والثانى من عمل بعنوان "عن يهود مصر"،. وتثبت عودته الى السينما الروائية الطويلة بفيلم ناضج مثل "بتوقيت القاهرة" كتابة وإخراجا أنه موهبة مميزة فعلا، وأن اضطراب البدايات ربما كان مجرد جملة اعتراضية فى مسيرة أحد مساعدى يوسف شاهين الواعدين.

الفيلم الجديد صعوبته فى الإمساك بلحظات إنسانية عميقة، وفى رسم ملامح شخصياته المتباينة، وفى السير بثلاثة خطوط درامية معا حتى تلتقى فى النهاية، وقد تحقق ذلك الى حد كبير.

رحلة اكتشاف

هى إذن رحلة اكتشاف فى جوهرها، رغم أن الفيلم يحمل اسم "القاهرة" فإن إحدى الرحلات تنطلق من الإسكندرية. والحقيقة أن إحدى ملاحظاتى على الفيلم تتعلق باسمه  الضبابى، ربما يكون المعنى "بتوقيت مصر"، أو "حدث فى مصر فى وقتنا الحاضر"، لأن هناك خطا واضحا جدا فى تأمل تلك التغيرات التى حدثت  لنا بسبب الفتاوى المتزمتة، أو نتيجة ظهور أجيال متشددة لا ترى فى ضرب الأب المريض بالزهايمر أدنى مشكلة، شخصيات عصابية بامتياز، وهناك فتاة من الجيل الشاب تعانى من تناقضات مذهلة داخل شخصيتها، قوى تدفعها للإنطلاق، وتربية عتيقة تكبلها بالأغلال، المعنى إذن كما فهمت هو أن التوقيت الحالى صنع شخصياته المختلفة والغريبة، كلها إشارات لمحاولة إعادة إكتشاف علاقات مستقرة من زاوية مختلفة، قد يكون ذلك مبرر عنوان الفيلم الذى أراه ضبابيا، ومع ذلك فإن هذاالعمل، فى رأيى، أعمق وأفضل بكثير من أن يحمل هذا العنوان.

لدينا ثلاث رحلات تقوم بها ثلاث شخصيات: يحى (نور الشريف) الرجل العجوز المريض بالزهايمر، والذى يفتتح مشاهد ما قبل العناوين، إنه يتأمل صورة لامرأة شابة كان يعرفها فى الماضى، ولكنه لا يتذكر اسمها أو أى معلومات عنها، يعيش يحى مع ابنه مراد المتطريف دينيا، والذى ينفق عليه ويعاير والده الذى تاهت ذاكرته لأنه يشرب الخمر فى شقته، ولكن الأب يحتفظ بعلاقة مودة مع ابنته المتفهمة أميرة (درة)، عندما يصفع مراد والده العجوز، يقرر يحيى مغادرة الشقة بالإسكندرية، يحمل معه ساعة حائط قديمة من ذكرياته مع زوجته الراحلة نادية، ويبدأ رحلته بحثا عن تلك المرأة التى يعرف أنها هامة جدا بالنسبة له، دون أن يتذكر عنها أى معلومات أخرى.

الشخصية الثانية هى ليلى (ميرفت أمين) وهى نجمة سينمائية معتزلة، رغم أنها تقضى الوقت فى مشاهدة أعمالها القديمة، إلا أنها أصبحت الآن ربة منزل، مجرد أم تغطى شعر رأسها، وتقوم بتلبية أوامر ابن وابنة فى سن الشباب، ستبحث عن عنوان زميل ممثل قديم شاركته فى بطولة أحد الأفلام، وستبدأ رحلة غريبة فى الوصول إليه، إنها تعتبر لقاء زميلها خطوة جوهرية لإتمام زواجها من رجل "ملتزم دينيا"، ولكنه اشترط شرطا عجيبا لإتمام الزواج.

الشخصية الثالثة هى الشابة سلمى (آيتن عامر) التى توافق على أن تذهب أيضا فى رحلة ذات طابع خاص، تقوم بعد تردد بلقاء حبيبها فى شقة حصل على مفتاحها من أحد أصدقائه، هدف اللقاء هو التواصل الجسدى مع شخص تعرفه وتحبه منذ سنوات ثلاث، تبدو رحلتها أسهل، ولكنها ستكتشف بداخلها تناقضات صارخة، هى بالأساس نتيجة مجتمع يعامل الفتاة بطريقة تختلف جذريا عن الشاب، هى أيضا شخصية قلقة للغاية، خائفة ومضطربة، اهتمامها الزائد باستخدام المطهّرات، وبنظافة الأشياء والأماكن، ليس إلا وسيلة لإخفاء توتر وقلق هائلين، أنثى يتحرشون بها فى الشوارع، وامرأة لأول مرة مع حبيبها فى شقة تجمعهما.

هذه هى الشخصيات الثلاث التى ستكتشف نفسها ولكن من خلال الآخر: يحيى العجوز سيركب بعد أن تعطلت سيارته عربة شاب يدعى حازم (شريف رمزى) يعمل ديلر (أى رجل يقوم بتوزيع المخدرات)، حازم بشعره الطويل يبدو مغامرا نموذجيا وغير منتم إلا لنفسه، نراه وهو يتعامل مع امرأة فى الاسكندرية (كندة علوش فى دور قصير مميز)، يحكى لها حكاية عن سبب احترافه توزيع المخدرات، يتحدث عن أخته المريضة بالسرطان، التى يتكلف علاجها آلاف الجنيهات، ثم يحكى فى السيارة للعجوز يحى قصة مختلفة عن سبب احترافه توزيع المخدرات، يتحدث عن والده ووالدته وموتهما فى حادثة بالخليج، تتحول صورة أخته الى  خطيبة وجارة يريد الزواج منها، لا نعرف بالضبط أى الحكايتين أصدق، فى الواقع فإن ذلك لايهم، لأن حازم يمثل نموذجا لشباب كثيرين يجعلون من المغامرة حرفة، تتقاطع رحلة يحى بحثا عن امرأة ضبابية من ماضيه، مع هروب حازم من حاضره حيث يطارده الرجل الذى سلمه المخدرات، بعد أن تركها الشاب المغامر فى الطريق، خوفا من تفتيش الشرطة له.

الممثلة ليلى ستصل الى زميلها القديم الممثل سامح (سمير صبرى)، إنه يعيش وحيدا بعد هجرة ابنه الى كندا، يعلق على الحائط صور أفلامه، يمتلك بارا فى فيلته، ويحاول أن يغازل صحفية شابة زارته لإجراء حديث صحفى، تقتحم ليلى حياته لتطلب منه طلبا عجيبا هو أن يطلقها، زوجها القادم يريد – طبقا لفتوى أحد مشايخ الفضائيات- أن تتطلق ليلى من زميلها الذى تزوجها فى أحد الأفلام (!!) مشكلة عبثية ساخرة تكشف مهزلة كاملة لمجتمع صدروا إليه تحريم التمثيل وكل شىء تقريبا، الماضى يعود من خلال ليلى ممسوخة ترتدى طرحة وفستانا طويلا، وتريد لزميلها أن يطلقها، أو بمعنى أدق يطلّق أفلامهما وحبه للسينما، يطلق الماضى بأكمله.

فى الشقة تتعثر رحلة سلمى مع حبيبها وائل (كريم قاسم)، هو يريد إنجاز التواصل الجسدى بسرعة، وهى خائفة ومضطربة، تريده ولكن فى داخلها خطوط حمراء وهواجس ووساوس تتجعلها تتخيل أن الشرطة ستقتحم المكان، وتلفها فى ملاءة بيضاء كالعاهرات. تشوش سلمى وازدواجيتها هو جزء من ازدواجية مجتمع يمارس التحرش فى الشارع، ولكنه يحاسب الفتاة حسابا عسيرا إذا أقامت علاقة جسدية مع شاب، يصف الشاب بأنه مخطىء، ولكنه يفرح برجولته، بينما يصف المرأة بأنها ساقطة، فى لحظة تقرر سلمى أن تتخلص من العبء النفسى، تعلن أنها ستترك وائل نهائيا، من الواضح أنها تحاول أن تحسم صراعا بداخلها بين رغبة فى الجنس، وخوف كامن لايمكن السيطرة عليه.

نجاح واضح

ينجح أمير رمسيس فى تطوير كل رحلة لنصبح أمام ثلاث  قصص قصيرة ناضجة، كما ينجح بشكل عام فى الإنتقال بينها، رغم أننى أعتقد أن هذا السيناريو كان فى حاجة الى مونتير مخضرم بدلا من بتر بعض المشاهد بطريقة غير سلسة أحيانا، نجح أمير ثالثا فى إدارة الصراع سواء بين الشخصيات، أو من خلال بحث الابن مراد عن والده مرض الزهايمر، أو مطاردة تاجر المخدرات للديلر الذى ضاعت منه البضاعة، أو عن طريق مخاوف سلمى ووائل من اقتحام الشقة عليهما.

هناك نضج حقيقى فى الكتابة، ووعى بالخيوط والدرامية، وهناك جدل طوال الوقت بين الحاضر والماضى، يتم ذلك على مستوى القصص الثلاث، وتعمل أغنيات شادية التى نسمعها فى سيارة حازم على تذكيرنا بزمن قدمته، زمن سينما الأبيض والأسود، علاقات قديمة يسودها الحب، وتغلفها البهجة، تتنافر مع علاقات الفيلم ، ومع تناقضات شخصياته الداخلية والخارجية.

الغرابة هى أيضا ملمح أساسى فى قصص الفيلم الثلاث: الديلر يبدو وكأنه قد وجد أبا مفقودا، فيرافق العجوز فاقد الذاكرة الى القاهرة، وسامح الممثل المعتزل يسخر من شبح زميلته ليلى العائدة التى تريد الطلاق، فيؤكد لها أنه أصلا مسيحى، كما يحاول إقناعها بأنهما كان يؤديان دورين تمثيليين على الشاشة، ثم يصور نفسه وهو يطلقها فى مشهد تمثيلى حتى يقنعها بوسيلة فنية، بمدى عبثية ما تفعله، ووائل يقتنع بأن يجلس مع سلمى دون تواصل جسدى، ولكنه يرفض فكرة انفصالهما، ولا يرى ذلك حلا، تلك اللمسة الساخرة البارعة منحت الفيلم مزيدا من الجاذبية، المواقف أصلا عجيبة، وبالتالى يصبح التعامل الجاد معها أمرا متناقضا، الموقف الجاد الوحيد من الأوضاع الخاطئة هو تلك السخرية التى تجعلنا نضحك عما حدث من تغيرات وتناقضات فى الشخصية المصرية بين الأمس واليوم.

يمتد النجاح أيضا الى إغلاق الأقواس، بل والى تقاطع الخطوط عندما يذهب الديلر لتسليم مخدرات الى الممثل سامح، يجعل يحيى يسلم المخدرات لانشغال الديلر حازم بمطاردة العصابة له، فى الفيلا سيكتشف يحيى وجود ليلى حبيبة العمر التى كان يبحث عنها، وسنكتشف أن سلمى هى ابنة ليلى الممثة المعتزلة. سيعود وائل الى سلمى ، وسيصل يحيى الى ليلى بعد أن تركها الرجل المتزمت، وسيضربون حازم ضربا مبرحا، ستنكسر ساعة الحائط، سنسمع صوت شادية من راديو السيارة مع ضحكات سلمى ووائل، ربما كان الأفضل لو انتهى الفيلم على مشهد حديث يحيى مع ليلى فى نهاية لا يخرجها إلا صلاح ابو سيف كما يقول الممثل سامح.

يمتلىء الفيلم بالمواقف الإنسانية الرائعة مثل ادعاء يحيى أنه لا يعرف ابنته أميرة حتى يهرب منها للأبد دون أن يسبب لها المتاعب، ومثل استعادة سامح وليلى لمشاهد أفلامهم الرومانسية، وإن كان أداء الاثنين كاركاتوريا ومبالغا فيه، بينما كان يجب تأدية المشهد بصدق وبجدية كاملة، ومثل قيام سلمى بتزيين الشقة بالشموع انتظارا لوائل، وهو الأمر الذى حلمت به كثيرا، ويمتلىء الفيلم بالأفكار البارعة مثل حديث يحيى عن الكون الذى لايكتمل إلا بالإختلاف (زوجته الراحلة كانت مسيحية)، وحديث يحيى أيضا عن أن نشعر بالآخرين لا أن نعرفهم، مريض الزهايمر لايفقد مشاعره أبدا تجاه من قابلهم فى الماضى (حبا أو كرها) ، حتى لو تاهت أسماؤهم عن ذاكرته.

قدم أبطال الفيلم أدوارا لا تنسى: نور الشريف فى مشاهده المرحة والمؤثرة معا، فى نسيانه الفعلى أو فى ادعاء النسيان، سمير صبرى فى تصابيه وفى مشهد اكتشافه أن ابنه ألغى دعوته له لكى يقيم معه فى كندا، ميرفت أمين فى التزامها الشكلى، أسفل القناع مازالت  تلك الممثلة والعاشقة القديمة، شريف رمزى فى انطلاقه وروحه المغامرة وفى أكاذيبه وفى صدقه الإنسانى مع يحيى، وآيتن عامر فى أدائها البارع لشخصية صعبة متناقضة ومتقلبة تنتهى رحلتها بقهر الخوف، وكريم قاسم فى بساطة أدائه وروحه المرحة والتلقائية، ودرة فى مشهدها البديع مع والدها الذى أنكر معرفته بها، ولا ننسى الرائع بيومى فؤاد فى دور ضابط الآداب، كلهم أحبوا شخصياتهم فأضافوا إليها.

ما زلت أعتقد أن السيناريو كان فى حاجة الى مونتير مخضرم يضبط خطوطه وانتقالاته (مونتير متمكن فور سيفتى وليس فقط وان مور تيك فور سيفتى كما يقول سامح الممثل)،  كما أن شعورنا بتقدم الوقت واقترابنا من الليل لم يكن محسوسا من خلال الصورة، قفز السيناريو أيضا فلم نر مشهدا مهما هو هروب حازم مع يحيى من الكمين، وهو أمر صعب كان فى حاجة الى مشهد مصور يجعله ممكنا، كما كان يجب أن تفسر ليلى أكثر سر حرصها على الزواج، عبارة  مثل " إحنا مش فى سن نختار فيها" ليست كافية ولا مقنعة، ولكن هذه الملاحظات لا تنفى أننا أمام فيلم استثنائى ، أراهن على أنه سيقى طويلا فى الذاكرة، تماما مثل صوت شادية التى أهدى إليها أمير رمسيس الفيلم، وتماما مثل أفلام ميرفت أمين وسمير صبرى الذى أجاد السيناريو توظيفها، وإذ يمتزج الحنين الى الماضى مع عشق السينما وتحيتها، وإذ يسخر الفيلم من التزمت ويرفض الخوف، فإن "بتوقيت القاهرة" لا يشهد فقط على زمنه وحاضره، ولكنه يعيد إلينا ذاكرة الماضى الجميلة، قبل أن يطمسها زهايمر الجهل والقسوة، وقبل أن تدهسها عجلات الردة الحضارية البليدة.

عين على السينما في

16.01.2015

 
 

حسن رمزي.. رحل «قبل تدخل السيسي»

كتب - محمد شكر:

رحل محمد حسن رمزي في هدوء كما عاش في هدوء ميزة فى حياته التي امتدت لا لسنوات زاخرة ولكن لآلاف المشاهد واللقطات بوجوه باسمة وحزينة رسمها علي أشرطة السيليلويد لتبقي ظلاله علي عشرات العلب التي تحمل خاتم الإنتاج وبصمة محمد حسن رمزي، الذي كتب كلمة النهاية قبل ساعات من كتابة هذه السطور لتظلم شاشات السينما حداداً علي واحد من أهم صناعها.

عاش محمد حسن رمزي متشبعاً بحب السينما، فقد ولد لأب تمرس في الإنتاج والإخراج السينمائى، وقدم الكثير من الأفلام في العصر الذهبي للسينما كمخرج ومنتج وكاتب وممثل، وأسس نواة شركة إنتاج سينمائي وطنية ثم كان الرئيس الأول لغرفة صناعة السينما منذ نشأتها حتي وفاته عام 1977 والمفارقة أن محمد حسن رمزى الابن، لم يسع للجلوس علي مقعد رئاسة غرفة صناعة السينما طوال سنوات عمله بالانتاج وعضويته لمجلس إدارتها، ولكنه رحل عن عالمنا بعد أشهر من جلوسه علي مقعد رئاستها.

ولا شك أن العيش وسط مناخ سينمائي أثر في نشأته وأكسبه خبرة كبيرة، رأي أن يسخرها في مجال الانتاج عكس شقيقته هدي رمزي التي وقفت أمام الكاميرا لسنوات قبل أن تتراجع خلفها، أو ابنه شريف رمزي الذي ما زال يؤسس لمشواره السينمائي بعيداً عن أفلام والده ومشاركاً في بعضها، فقد كان محمد حسن رمزي من المنتجين القلائل الذين شاركوا في دفع الحركة السينمائية بعد انحسار دور مؤسسة السينما التي اثرت السينما في مرحلة الستينيات وانطفأت شعلتها في بداية السبعينيات من القرن الماضي التي شهدت دعماً محدوداً للأفلام انتهي كلياً في نهاية السبعينيات واعتمدت شركة آل رمزي التي تولي محمد حسن رمزي إدارتها في نهاية السبعينيات في نواتها علي أفلام حسن رمزي الثلاثين وبدأت رحلتها مع إنتاج أفلام جديدة كان أول فيلم يحمل توقيع رمزي الابن كمنتج فيلم «العاطفة والجسد» ثم توقف ليتخرج من كلية التجارة ثم يعود بعد وفاة والده ليفاجئ بخسائر تجاوزها بإصراره علي استكمال إنتاج فيلم «المرأة الأخري» ثم عمل كموزع لعقد من الزمان حتي استعاد قوته الإنتاجية علي الساحة ليستأنف ممارسة فعل الانتاج والتوزيع السينمائي في التسعينيات.

ومع انطلاق ما تعارف عليه البعض بموجة سينما الشباب في التسعينيات اقتحم الساحة السينمائية الكثير من المنتجين الغير معنيين بالسينما لتتغير سياسات رمزي في التعامل تجاه الساحة السينمائية فعاد للإنتاج وتوسع في إقامة دور العرض السينمائي والتحالف مع كيانات انتاجية أخري مما رفع من جودة الفيلم المصري مع المنافسة علي التجويد والدفع بنوعيات أفلام هجرتها السينما المصرية طويلاً ورغم الايجابيات الكثيرة التي رافقت هذه التحالفات إلا أنها لم تنفِ عن أصحابها تهمة الاحتكار مع امتلاك الجميع لكافة خيوط اللعبة السينمائية من انتاج لتوزيع لدور عرض سينمائي وهو ما أثر سلباً علي المنتجين الأفراد الذين لم يكن امامهم إلا اللعب بقواعد تكتل رمزي ووائل عبد الله وهشام عبد الخالق أو اللجوء لمعسكر إسعاد يونس التي امتلكت نفس الإمكانيات وأعتقد أن المقصود بالتحالف كان العمل علي ضبط الساحة السينمائية حتي لا تتكرر مأساة أفلام المقاولات التي حصلت علي مسماها من دخول المقاولين لساحة الانتاج في الثمانينيات.

ولكن رغم جدية كثير من التجارب التي قدمتها هذه التكتلات إلا أن عملها بآليات السوق التي تخضع للعرض والطلب أو الانحياز للأذواق السائدة مع تفشي ظاهرة الكوميديانات الجدد جعل البعض يهاجم أفلامهم من خلال مهاجمة نجوم هذه الافلام التي تجنح كثيراً للاستسهال ولا ننفي عن رمزي رحمة الله المشاركة في صنع أفلام لا يمكن وصفها بالسيئة لأنها أفلام جماهيرية ولكنها تفتقد لكثير من عناصر الفن السينمائي الي جانب أفلام كبيرة وهامة كان آخرها فيلم الجزيرة للمخرج شريف عرفة.

ومن المعروف عن محمد حسن رمزي إنه كان متشدداً تجاه الأفلام التي يتولي توزيعها حيث كان يرفض الكثير من الأفلام لمنتجين أفراد من تلك التي تتحصل علي أموال انتاجها من مص دماء الشباب والاستسهال في تعبئة شرائط الخام فهو يضع السينما دائماً في خانة الترفية ولا يحب الأفلام الفلسفية ولكنه كان يراعي عدم الخروج علي عادات وتقاليد المجتمع في الأفلام التي يتولي توزيعها حتي لا يشعر إنه يأكل من مال حرام علي حد تعبيره الذي تكرر مراراً في كثير من الأحاديث الصحفية والتليفزيونية.

ومن المعروف أن رمزي خاض الكثير من المعارك طوال تاريخه الانتاجي أبرزها كان الخلاف مع شركة إسعاد يونس وأزمة فيلم الديلر وأخيراً معركته مع المنتج محمد السبكي بعد تولي رمزي رئاسة غرفة صناعة السينما ولكن المعركة الاهم التي اتحد فيها رمزي مع كثير من منافسيه وحلفائه كانت معركة القرصنة بعد أن قام بدور بارز في محاربة القرصنة علي الأفلام السينمائية المصرية واتخذ خطوات جدية قبل وأثناء رئاسته لغرفة صناعة السينما مع توحش مافيا الفضائيات التي التفتت الي قرصنة الأفلام ونقلت معركة السينما المصرية من الانترنت للفضائيات ليخاطب رمزي العديد من الجهات الدولية من شركات الأقمار الصناعية لاتحاد المنتجين الامريكيين والاتحاد الأوروبي ومراكز بث هذه القنوات من الأردن وقبرص واليونان كما شارك مؤخراً في مؤتمر الابداع الذي اقامته أخبار اليوم تحت رعاية رئيس الجمهورية وساهم في وضع التوصيات التي تصلح منظومة السينما المصرية.

وكانت معركة محمد حسن رمزي الأخيرة التي طلب فيها من السيسي التدخل بمخاطبة الدول العربية والأوروبية لإعادة 100 مليون جنيه تخسرها السينما لصالح قراصنة الفضائيات وهو ما يفيد اقتصاد مصر ويجعل هذا المطلب المشروع، وردة اخيرة نضعها بكل ود علي قبره مع دعواتنا له بالرحمة والمغفرة.

وفاة الفنان يسرى مصطفى

كتب- محمد يحيى:

توفي منذ قليل الفنان "يسري مصطفى"  بمستشفى الهرم بعد صراع طويل مع المرض، وتدهور حالته الصحية خلال الفترة الأخيرة.

وقال الفنان "أشرف عبد الغفور" نقيب الممثلين  حتى الآن لم يتم تحديد موعد الجنازة لأننا فى انتظار قدوم ابنه من بورسعيد حتى يتم الاستقرار على موعد صلاة الجنازة.
يذكر أن "يسري" بدأ مشواره الفنى في نهاية السبعينيات، وشارك في غالبية الوقت في الدراما التليفزيونية المصرية، من أشهر مسلسلاته: "عيلة الدوغري، ضمير أبلة حكمت، ليالي الحلمية، دموع صاحبة الجلالة، زيزينيا، ظل المحارب".

الوفد المصرية في

16.01.2015

 
 

خالد أبوالنجا: إعلامنا لايزال بعافية (حوار)

كتب: سعيد خالد

أكد الفنان خالد أبوالنجا أن الجوائز الخمس، التى حصل عليها عام 2014 زادته حماسا على المضى قدما فى تقديم ألوان سينمائية مختلفة، موضحا أن إعجاب الجمهور بالعمل هو الجائزة الأهم للفنان، وأشار أبوالنجا، فى حديثه لـ«المصرى اليوم»، إلى عدم رضائه عن الإيرادات، التى حققها فيلم «ديكور»، نتيجة عرضه فى موسم غير ملائم له. مضيفا أن أفلامه لا تصلح لعرضها فى الأعياد التى غالبا ما تحتاج إلى أفلام بصبغة محددة تناسب مثل هذه المناسبات. وشدد على أنه لن يتراجع عن آرائه السياسية رغم حملات الهجوم التى تعرض لها نتيجة التعبير عنها:

بداية ما سر حماسك للظهور كضيف شرف فى فيلم «من ألف إلى باء»؟

- تحمست للتجربة ككل، لمعان وأهداف متعددة، رغم أننى أشارك فى مشهد واحد فقط، وأقدم دورا لضابط سورى يلتقيه أبطال الفيلم أثناء رحلتهم التى يخوضونها بالسيارة من أبوظبى إلى بيروت لزيارة قبر صديقهم الذى توفى فى أحداث 2011، وفى كل بلد يلتقون بشخصية تمثل هذه الدولة، منهم الأردنى والسعودى والسورى والمصرى، الفكرة كانت للسيناريست محمد حفظى، والمخرج على مصطفى، وقررت الوقوف إلى جانب أبطاله من النجوم الشباب، ومعى يسرا اللوزى ومريم أبوعوف ومجموعة كبيرة من النجوم، وأيضا دعمًا للسينما الخليجية، وفكرت ألا يكون ظهورى لمجرد اسمى فقط، واشتغلت على المشهد بنفسى، وسجلته وعرضته على «على مصطفى»، بعد تدريبات على اللهجة السورية، وبصراحة هى تجربة تستحق الوقوف معها، ولم أظهر فيه مجاملة وأعجبتنى الفكرة، وأسلوب الكتابة، وقررت دعم هذا المشروع بأى شكل.

كيف رصدت ردود فعل الجمهور تجاه فيلمك «ديكور»؟

- فى بداية العمل كنت متخوفا من فكرة الفيلم، الذى أعتبره مغامرة شديدة، قد لا يفهمها الجمهور، وشرحت كثيرًا معنى الفيلم، ولا شك أنه عمل مختلف يقدم بتقنية الأبيض والأسود، يتحدث عن فكرة على طريقة المخرج داوود عبدالسيد، أبدع فيها محمد دياب والمخرج أحمد عبدالله، يتحدث خلاله عن فكرة خارجية، ظاهرة على السطح ولكنها تحتوى على معان عميقة، يناقش من خلالها الاختيار والاستقطاب.

وهل أنت راض عن الإيرادات التى حققها؟

- لست راضيًا عما حققه العمل من إيرادات، حتى الآن، وكنت أتوقع أن يحقق أكثر من ذلك، ولا عن توقيت عرضه أيضًا، وهى عادة فى معظم أفلامى أنها تعرض فى أوقات ليست مناسبة وهو ما حدث فى ميكروفون وفيلا 69، وإن كنت أعتقد أن افلامى غير مناسبة أيضًا لمواسم الأعياد.

وما أسباب تأجيل فيلم قدرات غير عادية؟

- بالفعل العمل تأجل عرضه وخرج من موسم منتصف العام، لأنه يحتاج إلى استكمال أجزاء من المونتاج والصوت والصورة، وبالتأكيد استمتعت بالعمل مع المخرج القدير داوود عبدالسيد، بعد 14 سنة منذ أن شاركت معه فى فيلم «مواطن ومخبر وحرامى»، فى 2001، وبعد كل هذه الفترة «داوود» لم يتغير، لديه عالمه الخاص، أعيش معه وداخله، وأكتشف وقائع ومعانى مختلفة وأنا موجود فى هذا العالم، وأعتبر أفلامه مثل العمل الأدبى، تقرأها، وتشعر بتفاعل معها لأنها تحتاج إلى عمق فى الرؤية، وهو ما أعيشه أمام كاميرات داوود.

وماذا عن فيلمك «الحسن بن الهيثم»؟

- هو فيلم قصير، مدته دقيقة واحدة، للمخرج الشاب نور زكى، سيشارك فى الأوسكار، ضمن مسابقة الأفلام الصغيرة، وسوف يعرض فى حفل الختام، ويتحدث عن لحظة غيرت تاريخ العالم، وهى لحظة اكتشاف الحسن بن الهيثم فكرة الكاميرا، وهى كلمة عربية مأخوذة من كلمة القمرة، والفيلم عبارة عن تواجد «الهيثم»، داخل سجن، به ثقب ضيق يمر من خلاله الضوء، ومن خلال الصورة المعكوسة فى الجهة المواجهة، يكتشف فكرة الكاميرا، وأجسد خلاله الحسن بن الهيثم، وشاركت فى إنتاجه.

ما سبب حرصك الدائم على عرض أفلامك فى مهرجانات دولية؟

- هذه الأمور تخص جهات الإنتاج والتوزيع، وليس للممثل أى دخل فيها، وهو ما فعلته فقط مع فيلم «ميكروفون»، لأننى كنت مشاركا فى إنتاجه، وأفضل دائمًا أن كل فيلم تسبقه استراتيجية للطرح الجماهيرى، وهى فى رأيى أهم من المهرجانات.

كيف ترى الجوائز العديدة التى حصدتها العام الماضى؟

- بصراحة شديدة فخور بهذه الجوائز، فللمرة الأولى أحصل على 5 جوائز عن فيلمين بمهرجان القاهرة السينمائى والقومى للسينما والمركز الكاثوليكى وترايبيكا، فى عام واحد وهو شىء جيد، يحمسنى، لما تحمله من تقدير للشغل، لم أتوقعه، ويمكن ألا يتكرر، والمهم بالنسبة لى أن الجمهور يعجب بالفيلم، ويشرفنى أن هذه اللجان شاهدت العمل بشكل صادق.

متى تعود للدراما التليفزيونية؟

- لدى مسلسل درامى، يتم كتابته هذه الفترة، ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن، ولم يتحدد موعد تصويره لكنه سيكون خارج الموسم الرمضانى المقبل.

تعرضت لحملات هجوم شديدة فى الفترة الأخيرة بسبب آرائك السياسية.. فكيف تعاملت معها؟

- فى رأيى أننا لابد أن نكون أصدق وللأسف الإعلام مازال بعافية ويعانى العديد من المشاكل، وأؤكد أننى لن أتراجع عن مواقفى، وما تعرضت له لم يغير مبادئى، وأؤكد أن المسؤولين فى مصر ليست لديهم استراتيجية للقضاء على الإرهاب، لدينا عدو غبى ومتخلف، انتحر سياسيًا وشعبيًاً، للأسف ليست لدينا استراتيجية للقضاء عليه، مثلًا فى 8 أو 9 شهور، لذلك أقول إن دماء كل عسكرى يقتل لا يسأل عنه الإرهاب فقط ولكن كل شخص موجود فى السلطة، لأنهم خلقوا حربا باردة ويجب القضاء عليها، وأؤكد أننى سأكون معهم إذا تم القضاء عليها.

باسم ياخور: أنا انطوائي.. وتعرضت للضرب المبرح من زملائي بالمدرسة

كتب: محسن محمود

أكدت الممثلة السورية شكران خلال برنام «Back to school»، الذي يذاع على قناة الحياة أن باسم ياخور كان شقي بالمدرسة وقالت: لدي قصة طريفة عن باسم وأستاذته بالمدرسة، حيث كان أحد المدرسين ذاكرته ضعيفة و كان باسم يتسلل عبر شباك الفصل إلى الخارج ثم يعود ويدخل ويقول للأستاذ اسف يا أستاذ على التأخير، ويقول له ادخل يا ياخور وقام بذلك 4 مرات ولم يكتشف مدرسه وفي المرة الخامسة جاء طالب متأخر بالفعل فقال له جننتني أنت جن داخل، خارج مما أضحك الحاضرين.

كما صرح باسم بأنه كان في المدرسة انطوائي وخجول جدا، ولكن تعرض للضرب أكثر من مرة من طالب كان يعتقد أنه الزعيم وفي أحد المرات وبالصدفة تفوق علية وقال: «ضربته بشدة أمام الطلبة وتحولت بعدها إلى الزعيم في المدرسة وبدأت أمارس البلطجة على الطلبة، لكن بعد فترة من الزمن تكرر نفس السيناريو معي وتعرضت لضرب مبرح من أحد التلاميذ وراحت الزعامة في لحظات».

باسم ياخور: فشلت في «فنون جميلة» واتجهت بعدها للتمثيل

كتب: محسن محمود

استضاف عمرو يوسف كلًّا من الفنان السوري باسم ياخور والفنانة التونسية درة في حلقة جديدة من برنامج «Back to school» الذي يذاع على قناة الحياة.

فاجأ عمرو يوسف ضيفيه بحضور أصدقائهما القدامى ورحب فريق باسم بصديقهم على طريقتهم الخاصة (بارتداء تيشيرت موحد مرسوم عليها صورة نمر) وطلبوا من باسم ارتداء تيشيرت مثلهم، وبالفعل توجه لهم وقام بتغيير التيشيرت على المسرح بعد أن طلب من أصدقائه عمل حاجز بينه وبين الكاميرا.

واعترف باسم بأنه كان يكره المدرسة وكان يريد أن يدرس أدبي، لكن عائلته رفضت وأجبرته على دراسة علمي، وقال: بعد المرحلة الثانوية قررت دراسة الفنون الجميلة، لكني لم أوفق فقررت أن أتجه إلى معهد التمثيل.

باسم ياخور: قفزت من أعلى الجبال بسبب جمال بترا

كتب: محسن محمود

اعترف باسم ياخور خلال برنامج «Back to school»، الذي يذاع على قناة «الحياة»، بأن أول حب في حياته كان في المرحلة الابتدائية، لكنه لم يصرح بحبه لها، وبعد ذلك أحب بنتا تشيكية كانت تدرس معه في المعهد العالي للفنون، حيث وصفها بـ(خارقة الجمال)، وقال إن اسمها «بترا».

وروى ياخور قصة له معها يوم تصوير على الجبال الرومانية القديمة، فأحب أن يلفت نظرها، فقام بالقفز من أعلى الجبل، وعندما رأته طلبت منه أن يتجولا بالمكان، وقالت له: «شفت الولد اللى قفز من فوق الجبل ده عبيط ولا إيه؟!»، فقال لها من شدة صدمته: «لا أعرفه»، وفي اليوم التالي عرفت بترا الحقيقة، وقدمت له الاعتذار.

عبدالرحيم كمال: تطور كبير يجري بالكتابة حاليًا

كتب: محسن محمود

قال الكاتب عبد الرحيم كمال في برنامج «إنت حر»، إن هناك أنواعًا وتطورًا كبيرًا يحدث الآن في الكتابة، موضحًا أن أزمة الكتابة ليست حقيقة، بل الأزمة في الإخراج، لأن البعض لا يوجد لديه إحساس بالعمل، على حسب قوله.

وأشاد بأسامة أنور عكاشة، لأن لديه أدبًا ويحترم المشاهد، موضحًا أن هناك فرقًا بين الكتابة والتأليف، فالكتابة هي أن يكتب الراوي ما يعرفه، أما التأليف فهو من وحي خيال الكاتب نفسه.

عبدالرحيم كمال: عمل لا يقدم أسئلة لا يستحق المتابعة

كتب: محسن محمود

تحدث الكاتب عبدالرحيم كمال عن بدايته في برنامج «إنت حر» مع السيناريست مدحت العدل.

وقال كمال: «أصلي صعيدي، ووالدي كان متصوفًا ويكتب الشعر، وكانت مفاهيم الحياة والموت أمام عيني طوال الوقت».

من ناحية أخرى، قال إن العمل الذي لا يقدم أسئلة لا يستحق المتابعة، وسطوة الإعلام على مساحة الفن جعلت المشاهد يطالب الفن بأدوار ليست له.

عبدالرحيم كمال: الانحياز من حق الكاتب

كتب: محسن محمود

قال الكاتب عبدالرحيم كمال، إنه من حق الكاتب أن يكون له انحياز، ولكن لحظة الكتابة يجب أن يخلع ما عليه.

وأوضح كمال، في حواره مع السيناريست مدحت العدل في برنامج «إنت حر»، أنه لا يجب أن يفرض الكاتب معتقداته على المشاهدين، ولا يلوي ذراع الدراما لأجله. 

عبدالرحيم كمال: بعض النقاد ليس لديهم قدرة على الكتابة

كتب: محسن محمود

قال الكاتب عبدالرحيم كمال إن العمل الأدبي يبدو غير متعب وغير ظاهر أمام البعض، معتبرًا أن المهنة تبدو سهلة والجميع يريد أن يصبح كاتبا، والشعب لديه تراث من «الحكي»، والجميع لديه عشم لأن يكون «راويا وحاكيا».

وأكد كمال، في مداخلة هاتفية ببرنامج «إنت حر»، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية «سي بي سي تو»، أن بعض النقاد لديهم القدرة على الكلام والنقد، ولكن ليس لديهم قدرة على الكتابة، وأيضا الكتابة بها غيرة.

كريمة مختار.. عطيات البدري الشهيرة بـ«ماما نونا» (بروفايل)

كتب: معتز نادي

سيدة «بيتوتية» تهوى مشاهدة التليفزيون في صالة شقتها، معروفة لدى الجمهور باسم كريمة مختار لكنه يحب فيها «ماما نونا» صاحبة الوجه الحنون على الشاشة، رغم أنها في الواقع صارمة أحيانًا في تربية أولادها و«بتضرب في حتة صعبة»، كما يحكي ضاحكًا ابنها الإعلامي معتز الدمرداش، لكن ظهورها على الشاشة قد يجعلك تقول إن «الست دي أمي».

اسمها الحقيقي عطيات محمد البدري لكنها قبلت بتغيير اسمها بسبب برنامج «بابا شارو» في الإذاعة المصرية لكي تشارك في برامج الأطفال ثم قررت الاتجاه إلى الفن، الذي عشقته ورفضت التخلي عنه رغم عدم قبول أهلها لفكرة «المشخصاتية».

«لو كانوا أهلى عايشين إلى اليوم ورأوا مدى التكريم والتقدير، الذي حصلت عليه من وراء تغيير اسمى إلى (كريمة مختار)، لما رفضوا عملي بالفن، فبقدر ما أخذ مني هذا الاسم منى بقدر ما أعطى لي».. تحكي الفنانة القديرة في حوار لها مع «المصري اليوم»، ومشاهد حياتها تتحرك أمام عينيها، حيث بدأت بميلادها في 16 يناير 1930، ثم مرت الأيام سريعًا ليصبح دور الأم «ماركة مسجلة» باسمها في السينما والمسرح والتليفزيون بداية من «الحفيد» ومرورًا بـ«العيال كبرت» ووصولًا إلى «يتربى في عزو».

تزوجت الفنان نور الدمرداش عن حب و«مش أى جوازة وخلاص»، وكان الفن سببًا في الرباط المقدس بين القلبين، وعنه تقول: «رجل عظيم، وأفكارنا واتجاهاتنا كانت واحدة، وعندما عرض على الزواج أبلغت أهلي وللعلم وافقوا عليه، لأنه كان يعمل في مجالات أخرى غير التمثيل وكان حاصلًا على بكالوريوس علوم سياسية، لكنهم نصحوه بأن يبتعد عن الفن».

أهم برنامج تحب متابعته على شاشة التليفزيون يوميًا يكون مقدمه ابنها معتز الدمرداش، الذي يتذكر لها نصائحها في حياته، التي تتلخص في «إياك والغرور.. وخليك متواضع وقريب من الناس».

ويحكي ابنها في مقابلة تليفزيونية عن مفارقات والدته معه، فكان من بينها عزف أغنية «يتربي في عزو» له كلما حضر حفل زفاف، لدرجة أن عدد من معارفه كانوا يخصصون له نغمة الأغنية الشهيرة كلما كان يتصل بهم على هواتفهم المحمولة.

أخذت كريمة على عاتقها مسؤولية الاعتناء بكل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائها، بسبب انشغال والدهم في عمله كمخرج، كما رفضت الاستعانة بمربية لمساعدتها، وحرصت على توثيق علاقتها بهم، دون التدخل في حياتهم الشخصية، إلا إذا استدعت الضرورة ذلك، موضحة: «أتدخل من باب النصيحة والإرشاد لا الإجبار».

الأمومة في رأيها: «غريزة طبيعية داخل كل سيدة، وجزء من تكوينها، لكن المشكلة في الوقت، الذي يجب أن نقضيه مع أولادنا والطريقة المثلى لكى ننشئ إنسانا سويًا ومبدعا، وهذا يحتاج مجهوداً أكبر من الأمهات والآباء».

تسألها عن حلمها، الذي لم يتحقق، فتقول بنفس راضية: «الحمد لله أنا راضية تماما عما وصلت إليه في فني وفي حياتي، وإذا كان لي حلم أو أمنية، فهي أن أظل على ما وصلت إليه من حب الناس فهو لا يُقدر بثمن».

المصري اليوم في

16.01.2015

 
 

ترتدي المايوه والنقاب

نجلاء بدر: أكره الإسفاف وهند رستم مثلي الأعلى

سعيد ياسين (القاهرة)

حققت نجلاء بدر أحد أحلامها الفنية بالعمل مع المخرج داوود عبدالسيد في فيلمه الجديد «قدرات غير عادية»، وتشعر أنها حققت قفزة مهمة من خلال تجسيدها دورا متميزا في مسلسل «أنا عشقت» أمام أمير كرارة ومنذر رياحنة.

وعن كيفية اختيارها للمشاركة في «قدرات غير عادية» أمام خالد أبو النجا ومحمود الجندي، قالت إن العمل مع المخرج داوود عبدالسيد كان حلماً، وأنه اتصل بها وأخبرها بترشيحها للمشاركة في الفيلم، فوقعت العقد في اليوم التالي.

ودافعت عن الهجوم الذي تعرضت له بعد عرض إعلان الفيلم «التريلر» وظهورها فيه وهى ترتدي مرة النقاب وأخرى المايوه، قائلة «غير مصرح لي بالتحدث عن الشخصية، خصوصاً أن الجمهور لم يشاهد الفيلم رغم مشاركته في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي، والظهور بهذا الشكل قد يكون حلماً، أو لشقيقتين، أو لفتاة تابت وارتدت النقاب».

ولفتت إلى أن داوود يقدم في «قدرات غير عادية» نسيجاً مختلفاً عن أعماله السابقة، ومن هاجم الفيلم سيندم عند رؤيته لأنه ذهب لمنطقة لا علاقة لها به، أوضحت « لو رجعنا لبداية السينما سنجد فيها المايوه، وأنا لا أحب الإسفاف، والجميع يعلم أنني رفضت كمشاهدة دخول أفلام معينة لإحساسي بأنها تنحدر بالسينما، رغم إيماني بحق الإبداع في تصوير المجتمع».

وحول دورها في مسلسل «أنا عشقت»، أوضحت أن المنتجة دينا كريم أخبرتها أنها تريدها لتجسيد شخصية «ذكرى»، وطلبت منها عدم قراءة الراوية، بدعوى أن المعالجة يمكن أن تختلف بعض الشيء، فشدها اسم «ذكرى».

كما أنها كانت تحب الفنانة الراحلة ذكرى، وكادت تطير فرحاً بالشخصية، وهي لفتاة فقيرة تعيش في بيت شعبي لمدة 16 حلقة، وتعيش قصة حب تدمر حياتها، وتحتوي الشخصية على ثلاث مراحل درامية مهمة.

وأوضحت نجلاء أنها لا تختار أدوار الإغراء أو التي تثير الجدل، وقد عرض عليَّها مسلسل «ريش نعام» والدور كان لفتاة تعرف أكثر من رجل، وأن دورها في «حكاية حياة» أمام غادة عبدالرازق، لم يكن فيه إغراء، ولكن فيه جرأة وهو ما تكرر في مسلسل «قلوب»، مشيرة إلى أن هند رستم مثلها الأعلى، ولا تعرف إن كانت مواصفات الإغراء في الملبس أم في الشخصية، فيمكن ارتداء ملابس عادية وتقديم الإغراء بها.

وأضافت: «نحن نجسد شخصيات حقيقية، فلماذا ندفن رؤوسنا في الرمال؟ ذهبنا لمشاهدة الدراما التركية التي احتوت على جرأة في الطرح لأننا شاهدنا فيها واقعنا المختبئ»

وأشارت إلى أنها كانت تضيق من انتقاد ظهورها في أدوارها غير محتشمة، رغم أن ما تقدمه مجرد عمل، وليس معناه أن حياتها هكذا، وأنها في الحقيقة خجولة وبيتوتية، ولا تريد تجسيد شخصيتها الحقيقية في أعمالها الفنية، وتعتبر ما تجسده هروباً من الذات أو علاجاً نفسياً أو استمتاعاً بالدخول في جسد إنسانة أخرى.

كوّن مع بديع خيري ثنائياً تاريخياً

نجيب الريحاني.. الكوميدي الانطوائي

القاهرة (الاتحاد)

نجيب الريحاني أحد أبرز نجوم الكوميديا في الفن العربي، وأفلامه القليلة مدرسة في فن التمثيل التلقائي والعفوي، عاش حياته في هدوء أقرب إلى الوحدة وهو ما دفع الأديب يحيى حقي لأن يقول عنه في كتاب له «إنه كان واحداً من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم، ولكنه عاش طيلة حياته يشعر بفارق مكتوم بينه وبين المصريين، وهذا سر وحدته الملحوظة في حياته العامة والخاصة».

سيرته

ولد الريحاني في حي باب الشعرية بالقاهرة في 21 يناير عام 1889 لأب من أصل موصلي كلداني مسيحي اسمه إلياس ريحانة كان يعمل بتجارة الخيل، واستقر في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها «نجيب» الذي بدت عليه الانطوائية أثناء دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وحين أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخر بخجل أيضاً، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته قبل أن يتوفى عام 1903، فاكتفى بهذه الشهادة ليعول والدته، والتحق بوظيفة كاتب حسابات في شركة بصعيد مصر، ولم تشبع هذه الوظيفة رغبته، فاستقال وعاد إلى القاهرة ليجد الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت لغته الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، بعد أن أصبحت الإنجليزية اللغة الثانية في مصر.

صدفة

قادته الصدفة ذات يوم إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهي الليلية، وقابل صديقه محمد سعيد الذي كان يعشق التمثيل، وعرض عليه أن يكونا سوياً فرقة مسرحية لتقديم «الإسكتشات» الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية.

جاء تعرفه عام 1918 على الكاتب بديع خيري بمثابة نقطة فارقة في حياته، حيث أصبح صديق عمره وتوأمه في الفن، وقدم معه 33 مسرحية منها «الجنيه المصري» و«الدنيا لما تضحك» و«الستات مايعرفوش يكدبوا»، وقدم من 1931 حتى وفاته في 8 يونيو 1949 عشرة أفلام منها «صاحب السعادة كشكش بيه» و«حوادث كشكش بيه» و«ياقوت أفندي» و«بسلامته عايز يتجوز».

وتحدث ذات يوم مع ليلى مراد، وأخبرها بأنه يتمنى أن يمثل معها لأنه يشعر باقترابه من الموت، فذهبت إلى زوجها أنور وجدي وأخبرته برغبة الريحاني في التمثيل معها‏، وسرعان ما تحقق له ما أراد من خلال فيلم «غزل البنات»، وظهرت هند رستم لأول مرة ككومبارس، وقدم فيه مشاهد قليلة نظراً لوفاته نتيجة إصابته بمرض التيفود، أثناء تمثيله ما أدى إلى تعديل نهاية الفيلم.

الإتحاد الإماراتية في

16.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)