كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«أنتوني هوبكنز»..

سيد أفلام الرعب المخيف

«سينماتوغراف»  ـ أميرة لطفي

 

أنتونى هوبكنز هو واحد من أشهر ممثلى السينما العالمية. برزت موهبتة وإمكانياته الهائلة وقدرته على أداء الشخصيات المخيفة. اشتهر بالتحضير الجيد لأدواره، وبرع وتميز دائماً بتقديم أفلام الرعب التي تحقق صدى ونجاحاً نقدياً وجماهيرياً واسعاً، وهي التي افتتحها بفيلم مغمور نسبياً هو «ماجيك».

وعن سر تميزه في أفلام الرعب التي يلقب بأنه سيدها، قال هوبكنز: «إن كل عمل يقوم به يتطلب منه إعداداً جيداً ليس على مستوى التمثيل فحسب، بل على مستوى دراسة الشخصية وخلفيتهاوالبحث وراء لغتها وموطنها ليلم بتفاصيل كل شيء».

بدأ النجم الشهير حياته السينمائية في عام 1968، وحصل على فرصته  في فيلم «أسد في الشتاء» حين أدى دور ريتشارد الأول ملك إنجلترا، مع بيتر أوتول، كاثرين هيبورن وبعدها قام بالعديد من الأدوار فى أفلام غير مشهورة وبإدوار مساندة .

الا أن موهبتة الحقيقية كممثل ثقيل ظهرت فى عدد من الأفلام جعلته نجما له اسمه وكانته فى عالم هوليوود الساحر، منها الفيلم الأميركي المثير «صمت الحملان» عام1991، والذى  فاز بـ 4  جوائز أوسكار، واستعرض أبعادا جديدة للجريمة «السيكوباتية» المذهلة، فمعظم ابطال الفيلم مرتبطون بوثاق العقد النفسية المتراكمة، فالمحققة الشابة تعاني من طفولة كئيبة مليئة بالكوابيس.

أما الممثل البارع انتوني هوبكنز فقد تألق فى دور الطبيب هانيبال ليكتر وقدم أسلوبا مختلفا، واستطاع من خلال ادائه أن يجعل لشخصية ليكتر الطاغية كاريزما خاصة من خلال نظرة عينيه ولغه جسده وصوته وهمسه المخيف مع المحققة الشابة، ما جعلنا فى انتظار دائم لظهوره على الشاشة. فقد ابهرنا بشخصية الطبيب النفسي المجنون والمخيف المتخصص في أكل«المخ والكبد» واللحم البشري، والذي هو نفسه مجرم مرعب، حيث انعكست شخصيات مرضاه على نفسيته الشاذة بشكل تراكمي- فحولته لمجرم نفسي بالغ الخطر. وقد نال هوبكنز  جائزة الأوسكار كأحسن ممثل بالرغم من أن ظهوره على الشاشة لم يتجاوز ست عشرة دقيقة.

وكتب أحد النقاد عن الفيلم أن أفلام «الجريمة المنظمة» قد أصبحت وسيلة تجارية مربحه جدا في شباك التذاكر، كما أصبحت وسيلة للتنفيس عن الإعجاب الكامن بشخصيات المجرمين الشريرة والكاريزمية، كأفلام آل كابوني والعراب والمافيا بأنواعها، وكذلك فإن أفلام الرعب والجريمة النفسية هي التي تتصدر شباك التذاكر وتحقق الإيرادات والجوائز وتنال أحيانا إعجاب النقاد. فيلم «صمت الحملان» بلغت تكاليف انتاجه 19 مليون جنيه فى الوقت الى وصلت ايراداته فى البوكس اوفس الى 272 مليون دولار.

وقال أنتونى معلقا على  فيلمه «صمت الحملان» انه بلا جدال من أهم أفلامي بما أنه نجح على المستوى العالمي وسمح لي بتحقيق شهرة دولية لم أعرفها من قبل. وغير ذلك فهو في حد ذاته يتميز بصفات في الاخراج تجعله من الأعمال التي تؤخذ في الحسبان عند التعرض للافلام التي تترك بصمات فوق صفحات تاريخ السينما في العالم.

وفي عام 1993 شارك هوبكنز فيلم «بقية اليوم ـ The Remains of the Day» مع ايما ثمبسون، والذى رشح لثمانى جوائز أوسكار منها أفضل ممثل لهوبكنز، وفى استعراض لصحيفة الواشنطن بوست قالت ان هناك اشادة نقديه كبيرة وصلت الى تصنيفه  بأنه الأفضل بنسبة  97٪ على الموقع الشهير «الطماطم الفاسدة».

وقال فنسنت كنبي من صحيفة نيويورك تايمز ان الممثل الغول انتوني هوبكنز استطاع بمهارة تدل على موهبته الكبيرة ان يكشف لنا كل المشاعر الايجابية والسلبية  لشخصيته فى الفيلم، وقدرته على اظهار إمكانياته لقمع الألم، وان الفيلم ماهو الا تجربة سينمائية لا تزال تثير العاطفة والحذر،  مع سيناريو اثارنا بكلماتة وحوراتة فى كل مشهد.

ومن الأفلام الهامه التى لمع فيها الممثل هوبكنز مشاركته عام 1994  «برام ستوكر: دراكولا»مع المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا، والذي قام فيه بأداء شخصية «فان هيلسنج» الطبيب المعالج الروحاني الذي يتصدى لمسخ الظلام الكونت دراكولا.

كذلك أصبح مخرجا لأول مره في فيلم «August» المأخوذ من مسرحيه «Uncle Vanya». وقام أيضا بدور البطولة واشترك مع اليك بالدوين في فيلم «The Edge» عام 1997، وايضا فى نفس العام رشح انتونى هوبكنز لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم«Amistad» للمخرج الكبير ستيفن سبيلبيرج وشاركه البطوله مورجان فريمان وماثيو ماكونهى.

وتدور احداثه حول أميستاد هو اسم سفينة الرقيق التي تسافر من كوبا إلى الولايات المتحدة في 1839 ويحكي قصة مجموعة من الأفارقة الذين يبدأون ثورة ضد طاقم السفينة والسير على غير هدى لعدة أسابيع بعد هذا الحدث الرهيب. ثم يتم اكتشافها من قبل بعض ضباط البحرية الأميركي.

وحاز انتونى نجاحا كبيرا فى الفيلم المتميز  «The Mask of Zorro» مع انطونيو بانديراس وكاثرين زيتا جونز في عام 1998.

وفى عام 2011 أكد النقاد ان النجم المخضرم هوبكنز رجع من جديد لافلام الرعب القوية التى كانت فاتحه خير ونجومية له .. وخاصه بعد ابهارنا بأدائه بموهبته الفنية المتجددة فى فيلمه«The Rite»  2011وهو يعد من «الأكثر إثارة» للنجم الشهير منذ العام 1991، وأبرز انتونى في الفيلم أنه لم يواجه صعوبة في تقمص الدور قائلا «كان الأمر يستلزم دقيقتين»، مشيرا إلى أن وجود مخرج رائع مثل ميكائيل هافستروم ساعده على أن يعيش داخل الشخصية.

وقام انتونى بتجسيد شخصية ملك أفلام الإثارة والرعب العبقرى الراحل ألفريد هيتشكوك في فيلم من إخراج ساشا جرفازي «هيتشكوك» عام 2012 وشاركتة البطولة كل من سكارليت جوهانسون وجيسيكا بيل، وكتب عن الفيلم ان الممثل انتونى هوبكنز خضع لساعات طويلة من المكياج قبل بدء جلسات تصوير الفيلم حتى تبدو ملامحه أقرب ما يمكن إلى ألفريد هيتشكوك البدين. إضافة إلى اتخاذه ببراعه اللكنة المميزة التي صارت مع مرور الزمن من الصفات التي اشتهر بها السينمائي البريطاني الفذ.

وتدور احداث فيلم «هيتشكوك» فى مطلع الستينيات من القرن العشرين، التي كان المخرج الفريد يحضر فيها لفيلمه «سايكو» بمساعدة زوجتة، وللصعوبات التي عانى منها بسبب رفض العديد من المنتجين تمويل الفيلم لاعتقادهم بأن السيناريو لم يكن على مستوى الافلام السابقة لهتشكوك. ثم كيف صار فيلمه في النهاية أهم نجاح حققه هيتشكوك في حياته الفنية.

وقال هوبكنز ان من أهم أسباب موافقتى على هذا الفيلم اننى بالفعل من المعجبين بهتشكوك وببعض أفلامه، وليس كلها لأنني مؤمن بأن أفلامه غير متكافئة. ولكنه المخرج الذي ناضل بهدف فرض أفكاره التقدمية على المهنة السينمائية، فهو أول من جرب طريقة الأبعاد الثلاثية مثلاً في زمن لم يشهد اقتناع أي منتج سينمائي بهذا الأسلوب في تصوير الأفلام وعرضها. وهو فعل ذلك في فيلمه «اضغط على حرف الميم كي تحدث الجريمة». لقد دخل هيتشكوك إلى تاريخ السينما العالمية وهذا أمر أدركه كلياً.

ذكر هوبكنز أن دور بيرت مونرو، الذي أداه في فيلم «أسرع هندي في العالم» عام 2005، وهو دوره المفضل، بالاضافه  الى انه كان أسهل دور قام به لأن كلا منهما  لديه وجهة نظر مماثلة في الحياة.

في عام 2006، تلقى هوبكنز جائزة سيسيل بي. ديميل جولدن جلوب عن مجمل أعماله. وفي عام 2008، حصل على جائزة زمالة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون.

ولقد كرم الممثل انتونى هوبكنز من قبل الملكة اليزابيث الثانية عندما منحته لقب فارس عام 1993. ويعيش هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية منذ منتصف السبعينيات وأصبح مواطنا أميركيا في عام 2000.

وفى عام 1997 صنف هوبكنز من خلال  مجلة امبيير البريطانية  بأنه رقم  57 من بين أفضل مائة ممثل.

وفى عام 1993 منح وسام الفروسية في ولاية ويلز الأمريكية.

وذكر انتونى فى احد حوارته قائلاكنت تلميذا خائبا، وكان المدرسون يعتقدون أني ساذج، لأني لم أكن أفهم عن أي شيء يتناوله الناس من حولي، كما لم أكن أبدي مهارة في ممارسة أي رياضة»، مضيفا «في النهاية أدركت أن التمثيل هو موهبتي الحقيقية، ولا بد وأن أصبح ممثلا، لانني لم أكن اصلح لأي شيء آخر».

وعندما تم سؤاله كيف يحقق هذا النجاح الكبير، أجاب بابتسامة كبيرة «استطيع الاستحواذ على انتباه الناس، وأعرف جيداً كيف أقوم بهذه الأدوار، وهذا ليس لأني مخيف، ولكن لأني أعرف كيف أخيف الناس. إنها خبرة في أن تكون هادئاً وأن توتر أعصاب من حولك في نفس الوقت. أعتقد إنها هبة، وبالطبع يساعدني في هذا حينما أعمل على سيناريو قوي، ومخرج متمكن».

ندوة جزائرية تطالب بمساعدات لعائلة فوتييه

«سينماتوغراف» : وردة ربيع ـ الجزائر

طالب المخرج أحمد راشدي الدولة الجزائرية بتقديم مساعدة رمزية لعائلة المخرج الفرنسي الراحل روني فوتييه، نظير تكريس حياته للدفاع عن الشعب الجزائري خلال نضاله ضد الاستعمار. واعتبر راشدي أن فوتييه كان مساندا للثورة الجزائرية، حيث لم يبخل بإمكاناته المادية الخاصة التي كانت قليلة لإنجاز أفلام عن الثورة الجزائرية في قلب المعركة بالأوراس. من جهته، اعتبر أحمد بجاوي أن تلك الصور ساهمت إلى حد بعيد في كسب الدعم الأميركي.

وأوضح المخرج أحمد راشدي، مشاركته في ندوة حول «السينما والثورة»، بأن عبان رمضان كان قد استدعى قبل اغتياله في ديسمبر سنة 1957، المخرج روني فوتييه للقائه في تونس، من أجل الخوض في مسألة تمكين جبهة التحرير الوطني من استراتيجية للقطاع السمعي البصري الذي كان يعتبر مهما في تحقيق تدويل القضية الجزائرية. وقال راشدي إن اللقاء بين فوتييه وعبان لم يجر، لكن أحد المناضلين أخبر المخرج الفرنسي بأن عبان كان يريد لقاءه من أجل التباحث في مسألة تأسيس مدرسة يكون مسؤولا عنها لتكوين مختصين في السمعي البصري.

وكشف راشدي، أن الفيلم الذي أنجزه مع المخرج روني فوتييه حول الصور الأولى عن دخول جيش التحرير الوطني إلى الجزائر بعد وقف إطلاق النار في مارس 1962 قد ضاع.  وأضاف أن فوتييه قام بدور فعال أثناء الثورة التحريرية وبقي مساندا للجزائر حتى بعد الاستقلال، وهذا ما جعل المخرج الفرنسي، حسب راشدي، محل تقدير وإعجاب لدى الجزائريين. وعليه، اقترح صاحب فيلم«الأفيون والعصا» أن تقدم الدولة الجزائرية مساعدة رمزية لعائلته نظير الخدمة التي أسداها للجزائر.

وقال أحمد بجاوي، الذي أصدر مؤخرا عن منشورات كتابا بعنوان «السينما وحرب التحرير»، عن قوة التلفزيون الأميركي الذي كانت الثورة تزوده بصور حية عن المعارك، من خلال المدرسة السينمائية التي أسسها عبان رمضان وكان على رأسها الرائد محمود قنز، موضحا بأن تلك الصور أثرت إلى حد بعيد في المجتمع الأميركي وخاصة الديمقراطيين المحسوبين على تيار الرئيس الأميركي جون كينيدي. وأضاف: «لقد أكد شارل ديغول أن فرنسا استعملت جميع الوسائل لإبقاء الجزائري تحت سيطرتها، لكنها فشلت في مجال الإعلام والصورة».

أما الكاتب مراد وزناجي، فأكد من جهته أن السينما الجزائرية منذ 1957 وإلى غاية 2007 غيبت دور السياسي، وكأن الثورة لم يقم بها سوى العسكري، بينما دعا محمد عباد، رئيس جمعية«مشعل الشهيد»، إلى التفكير في إطلاق اسم «روني فوتييه» على قاعة «السينماتيك» بشارع العربي بن مهيدي، وعلى إحدى المؤسسات في  منطقة الأوراس.

«الأقصر الأوروبي» يعرض 5 أفلام عربية

«سينماتوغراف»  ـ  رغدة صفوت

يحتفي مهرجان «الأقصر للسينما المصرية والأوروبية»، بالسينما العربية ضمن برنامج خاص من فعاليات دورته الثالثة التى تقام بين 24 و31 من يناير الحالى.

وأكدت د. ماجدة واصف رئيس المهرجان على أهمية أن يفتح لمواطنى الأقصر نافذة على الأفلام العربية الجديدة من خلال خمسة أفلام تم اختيارها بعناية من السينما العربية، وجاءت من المغرب والجزائر والأردن والإمارات ولبنان.

الجمعة الأخيرة

الفيلم الأول في البرنامج العربي هو «الجمعة الأخيرة» من الأردن بانتاج مشترك مع الامارت العربية المتحدة، وهو للمخرج يحيى العبد الله، ومن بطولة على سليمان وياسمين المصري، ويدور حول الأب المطلق الذي يكتشف أنه لابد وأن يجري عملية جراحية خطيرة خلال أربعة أيام، ولا يقوى على دفع تكاليفها، فيضطر خلال سعيه لتأمين مبلغ التكاليف المطلوبة إلى فتح دفاتره القديمة، فيكتشف أشياء لم تخطر على باله من قبل، من بينها ابنه الذي لا يزال ينتظر عودة والده إليه رغم سنوات الفراق والحياة بعيدا مع أمه.

النهاية

الفيلم الثاني هو المغربي «النهاية» إخراج هشام العسري، وبطولة اسماعيل أبو القناطر، سام قناطر، صلاح بن صلاح، حنان زهدي ويعتبر فيلم العسري واحدا من أهم التجارب المغاربية الجديدة على مستوى الواقعية الشعرية أو الواقعية الرمزية، حيث توظيف الرمز «الواقعي» الخشن لتفجير الدلالات وليس مجرد استخلاصها بنعومة، فما يريده هشام أن يؤذي ذهن المتلقي الخامل صاحب النظرة المسبقة والمشاركة السلبية في عملية المشاهدة داخل الظلمة الآمنة لدار العرض.

الوهرانى

أما فيلم «الوهراني» الجزائري، فتشترك فرنسا في انتاجه وهو من اخراج  الياس سالم، ويدور حول الدول التي لا تحصل على استقلالها إلا حين يغادرها الفساد وتصب الأطماع في الصالح العام وليس في جيوب من وقع في هوى المال والسلطة، وفي «الوهراني» يطرح الياس سالم سؤال الأستقلال بلا خجل أو حياد، يحاكم جيلا بأكمله من الثوار الذين حققوا الأستقلال عن فرنسا ولكنهم انقلبوا إلى نموذج المحتل الوطني الذي يقيم في منزل المحتل الأجنبي ويعيد بناء منزلته التي دمرها الأستقلال.

ظل البحر

ويأتي فيلم «ظل البحر» من الامارت العربية المتحدة للمخرج نواف الجناحي، ليناقش قصة منصور وكلثم الذين يسكنان حي صغير«فريج» على ضفاف البحر، ونتابع رحلتهما نحو اكتشاف الذات والواقع من حولهما تلك الرحلة التي يشوبها مزيج من العلاقات الانسانية والقيم العائلية والصراع ما بين القديم والحديث في سبيل التحلي بالشجاعة اللازمة لاتخاذ القرارت المصيرية.

يذكر أن «ظل البحر» هو ثاني أفلام نواف الجناحي بعد تجربته الأولى «الدائرة» الذي عرض في مهرجان الخليج السينمائي عام 2009، واعتبر نقطة تحول في السينما الاماراتية والخليجية حيث كان أول فيلم تنتجه مجموعة MBC وتم تصويره في مدينتي دبي وأبو ظبي.

قصة ثوانى

الفيلم الأخير في برنامج السينما العربية هو «قصة ثواني» الذي يأتي من لبنان بانتاج مشترك مع الامارات العربية المتحدة، ومن إخراج لارا سابا، وتمثيل شادي حداد وغيدا نوري. ويستعرض الفيلم شرائح انسانية متعددة  منها البطلة نور التي تفقد والديها في حادث سيارة، بينما مروان الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يرزخ تحت عنف أمه مدمنة الكحول في الوقت الذي تمتلك أنديا كل ما تحلم به امرأة ماعدا طفل من لحمها ودمها. إنهم يعيشون في نفس المدينة دون أن يلتقوا إلى أن يقع حادث يغير من حياتهم جميعا.

وكانت المخرجة لارا سابا قد أخرجت عام 1997 فيلمها الروائي الطويل الأول «مرور» بعد أن عملت في الفترة ما بين 1994 و1998 مساعدة إخراج في عدد من المسلسلات والأعلانات التليفزيونية والأفلام. ثم اتجهت لاخراج الأفلام الوثائقية لتقدم تجارب مثل «عودة معلقة» و«حقول الموت» و«سيني كرافان». ومن أهم أفلامها «ذكريات محطمة» (2009)  و«بيروت».

3 وجوه لإلهام شاهين في عام 2015

«سينماتوغراف»  ـ  هشام لاشين

3 شخصيات شديدة التباين تظهر بها الفنانة الهام شاهين خلال هذا العام، وهي اختيارات تكشف عن اجتهاد وبحث دائم عن التجديد لفنانة قدمت 92 فيلما علي مدار حياتها السينمائية، وتضيف للقائمة ثلاثة أخري لم يسبق لها تقديمها من قبل.

الشخصية الأولي هي شخصية «روحية» المتسولة الجاهلة في فيلم «هز وسط البلد» للمخرج محمد ابو سيف، والتي تفتقر لأي إمكانيات فلا مال ولا تعليم ولاحتي شكل يساعدها لكي تتكسب وتربي أربعة أطفال يعوقون حركتها بعد أن هجرها زوجها، وشخصية  روحية كما تقول عنها الهام مثل شخصيات كثيرة في مجتمعنا حيث ينتشر الجهل ويصبح التسول هو الحرفة الأسهل لبعض هذه النماذج.

الشخصية الثانية هي شخصية «صباح»  في فيلم «ريجاتا» للمخرج محمد سامي، حيث تقدم دور إمرأة طاعنة في السن تتعرض للإصابة بالسرطان، وصباح كسر الزمن نفسها، أو هي كما تقول الهام عنها تشبه مصر بل هي رمز لها، حيث المعاناة والبؤس والمرض وتكالب الجميع عليها لكنها تقاوم رغم كل شيئ، والطريف ان الهام خضعت لماكياج مكثف لتظهر أكبر من سنها، وتعلق علي ذلك قائلة: لايهمني أن اظهر كبيرة أو حتي قبيحة بل لايهمني حجم الدور وكل مايعنيني أن أقدم شيئا جديدا وصعبا كممثلة.

أما الشخصية الثالثة التي تقدمها إلهام شاهين في فيلم «يوم للستات» اخراج كاملة ابو ذكري، فهي فتاة عانس تخرج من الحارة لتمارس بإحتراف الظهور أمام الرسامين مقابل المال، وهي بالنسبة لأهل الحارة منحرفة وتفشل بالتالي في الزواج بسبب نظرة المجتمع لها.

ثلاث شخصيات تقول عنها الهام انها مختلفة تماما، وان كان يجمعها انها من قاع المجتمع المنهك الذي يمثل قطاعا عريضا من الواقع.

وعن حكاية ظهورها صلعاء بعد حلق شعرها علي الزيرو كما تردد في شخصية «صباح» بفيلم«ريجاتا» قالت: ليس صحيحا انني حلقت شعري خصوصا وأنني مرتبطة بتصوير الأعمال الثلاثة في وقت واحد، ولكني خضعت لمتخصص مصري في المؤثرات هو طارق مصطفي وأرتديت باروكة تغطي شعري بشكل كامل وكانت تحتاج لوقت ومجهود حتي تبدو طبيعية وأظهر بها في مشهد واحد فقط من الفيلم.

«أفلام علي الكسار» الوثيقة التي حفظت فنه

ولد فقيرا ومات معدما رغم إضحاكه الملايين

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

ما أحوجنا جميعاً اليوم إلى الابتسامة والفكاهة، في سنوات عز فيها الضحك، وساد الحزن، وباتت الكآبة سمة الحياة العربية. لذا عدنا نفتش في أوراق وذكريات نجوم الضحك وأبطال الأعمال الفكاهية، التي أسعدت من شاهدها ومازالت رغم اختلاف الأجيال. عالم الكوميديا متشعب وواسع وكما شكلت مجلات الـكوميكس وأبطال القصص المصورة حافزاً أساسياً للخيال. جاءت الأعمال الكوميدية من زمن مضى لتلون حياتنا بالبهجة والفرحة والضحك بلا حدود، عبر قصص ترصد مختلف العوالم والأزمان، ومواقف ومفارقات تدمع معها العيون من فرط الضحك بمعية نجوم باتوا «أيقونات» حتى وان كانت حياتهم لا تخلو من الصدمات والأحزان، واليوم 15 يناير تمر الذكرى 59 لوفاة علي الكسار، حيث توفي في مثل هذا اليوم عام 1956.

أفنى الأسمر الأمي البسيط، صاحب لقب بربري مصر الوحيد، عمره من أجل الفن على مدى نصف قرن من الزمان من دون أن يجني شيئا، بل حصد مرارة القسوة والنكران. إنه الفنان القدير صاحب الابتسامة المميزة والضحكة العفوية والفن الجميل، والذي نجح في أن يصبح ندا لعملاق المسرح الفكاهي في مصر نجيب الريحاني، خصوصاً بعد أن ابتدع عام 1917 شخصية «عثمان عبد الباسط» الخادم النوبي صاحب البشرة السمراء لتنافس شخصية الريحانى «كشكش بك»، ونقلها من خشبة المسرح  إلي شاشة السينما.

كان المشوار السينمائي لعلي الكسار مبكرا جدا، وربما قبل البداية الفعلية للسينما المصرية وهذا عكس ما يعتقده الكثيرين من أنه لم يقف أمام كاميرات السينما إلا في منتصف الثلاثينات، كان أول مرة يقف فيها الكسار أمام كاميرا السينما في عام 1920 عندما شارك مع أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم «الخالة الأميركانية» أخرجه الإيطالي بونفيللي وكان هذا الفيلم القصير مأخوذا عن رواية إنكليزية كانت ذائعة الصيت اسمها «العمة تشالي» وبطبيعة الحال كان الفيلم صامتا وهذا لم يكن يرضي طموح الكسار الذي يعتمد في أدائه على المسرح على الحوار واللغة المباشرة بينه وبين جمهوره.

من هنا انقطع الكسار عن السينما التي كانت في بدايتها في هذا الوقت المبكر من عشرينيات القرن الماضي ولم يبد حماسا لهذا الفن الجديد، لكن مع ازدياد الحركة السينمائية ومع دخول زملاء ورفقاء جيله فيها واحدا بعد الآخر نجيب الريحاني وفؤاد الجزايرلي وجورج أبيض، ومع إضافة شريط الصوت للفيلم السينمائي بحيث أصبح الفيلم ناطقا في السنوات الأولى من الثلاثينيات، بدأ الكسار يعيد تفكيره في السينما ويراجع حساباته تجاهها بعد أن أدرك أن السينما هي الوثيقة الوحيدة التي ستحفظ فنه للأجيال القادمة وليس المسرح الذي لن يشاهد عروضه إلا المعاصرون لها، وعاد إلى السينما في عام 1935 مع المخرج الكسندر فاركاش من خلال فيلم «بواب العمارة»، ومع النجاح الذي حققه، انطلق علي الكسار سينمائيا وتوالت أفلامه مع المخرج توغو مزراحي الذي كان قدمه بشكل كبير بالإمكانيات الكوميدية الهائلة لعلي الكسار والتي يمكن استغلالها سينمائيا وخصوصا أن مزراحي كان ميالا أكثر لتقديم الكوميديا السينمائية وبالفعل قدم هذا الثنائي معا «الكسار ومزراحي» أروع أفلام الكوميديا في السينما المصرية والتي لا يزال يقبل عليها الجمهور على مشاهدتها ويضحك عندما يشاهدوها على قنوات التلفزيون. وأول أفلام هذا الثنائي كان فيلم «غفير الدرك» عام 1936 ثم توالت أفلامهما معا مثل «سلفني 3 جنيه»، «عثمان وعلي»، «100 ألف جنيه»، «التلغراف»، «نور الدين والبحارة الثلاثة»، «علي بابا والأربعين حرامي» و«الساعة سبعة».

وقدم الكسار للسينما أفلاما أخرى مع مخرجين آخرين مثل «يوم المنى» مع ألفيزي اورفانيللي و«محطة الأنس» مع المخرج عبدالفتاح حسن، و«يوم في العالي»، و«ألف ليلة وليلة» مع المخرج حسين فوزي.

ومع نهاية الأربعينيات تراجعت مكانة الكسار السينمائية وقلت أفلامه وبدأ يقبل الأدوار الثانوية أو المساعدة في بعض الأفلام وهو الذي كان صاحب البطولة المطلقة أو الكاملة في أفلامه، ولعل أهم أسباب هذا التراجع أن المخرج توغو مزراحي الذي أخرج له معظم أفلامه المهمة والناجحة قد توقف عن السينما في عام 1946، وأيضا دخول السينما في نوعية مختلفة من أفلام الكوميديا بعد الحرب العالمية الثانية وافرزت هذه النوعية من الأفلام أفرزت نجوما جددا يقدمون الكوميديا بشكل مختلف أمثال إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري ومحمود شكوكو وزينات صدقي وماري منيب وحسن فايق وغيرهم.

ويشير العديد من نقاد وباحثي السينما إلى سبب آخر مهم جدا كان له تأثير كبير في تراجع مكانة الكسار السينمائية وهو أنه لم يجدد في مشواره ومسيرته السينمائية فقد ظل ثابتا على نمط واحد في كل أفلامه وهي شخصية «عثمان عبدالباسط» الرجل النوبي البسيط التي أتى بها من المسرح إلى السينما وهي الشخصية التي أشرنا إليها سابقا، وحققت هذه الشخصية كما ذكرنا نجاحا سينمائيا كبيرا له وكانت سببا في نجوميته إلا أنه مع تكرارها ونمطيتها سئمها الجمهور. وفي بدايات الخمسينات لم يقدم الكسار الكثير بل إنه لم يستفد من الفراغ الذي تركه الريحاني بوفاته وبدأ يظهر في الأدوار السينمائية المساعدة التي أثرت بالطبع على مكانته كرائد من رواد ونجوم الكوميديا بل وفن التمثيل، وشاهده الجمهور في أدوار صغيرة مثل «آخر كدبة» مع فريد الأطرش، و«أمير الانتقام» مع أنور وجدي، و«صاحبة العمارة» مع محمد فوزي، و«قدم الخير» مع شادية وإسماعيل ياسين ومحمود المليجي ومحمد سليمان وعمر الحريري والمخرج حلمي رفله وقدم الكسار دورا صغيرا ربما لا يليق باسمه ومكانته وتاريخه وكان هذا الفيلم عام 1952 ويعد آخر أفلامه السينمائية على وجه التقريب.

وفي عام 1953 توقف تماما عن السينما وكان قبلها قد توقف عن المسرح وأغلق فرقته المسرحية وبدا الكسار كأنه دخل مرحلة النهاية فقد بدأ المخرجون يتجاهلونه ولا يرشحونه لأعمالهم سواء مسرحيا أو سينمائيا وأثر هذا كثيرا على حالته النفسية.

وضمت قائمة أهم 100 فيلم في السينما المصرية فيلم «عثمان وعلي» الذي جسد فيه دورين لرجلين متشابهين تماماً، ولكن الفارق الاجتماعي بينهما كبير جداً، الأول «عثمان عبد الباسط» العامل البسيط ‏المرح، والثاني «علي بك» المدير الثري الجاد الأنيق. وكان الكسار قد عانى في أواخر أيامه من ‏التجاهل والنكران والجحود، وأصابه المرض ‏حتى لقي ربه ‏في عام 1957، عن 70 عاماً بعد صراع مع السرطان لم يجد من ينقذه منه بعد أن عانى من نقص المال في آواخر أيامه.

ولم يكن يملك من الدنيا شيئاً يورثه لزوجته وأبنائه، ومنهم ابنه «ماجد» الذي ألف عنه كتاباً عنوانه «بربري مصر الوحيد» وهو اللقب الذي أطلقه عليه النقاد في مصر.

سينماتوغراف في

15.01.2015

 
 

"من ألف إلى باء" كوميديا تجمع نجوم العالم فى السينما المصرية

أحمد رمضان متولى

ينطلق في دور العرض المصرية الفيلم الكوميدي من ألف إلى باء مفتتحاً أول مواسم 2015 السينمائية، ويُعتبر الفيلم خطوة بارزة في الإنتاج العربي المشترك، فبالإضافة إلى صناعته عبر فريق من نخبة السينمائيين في العالم العربي، شارك في التمثيل به مجموعة كبيرة ومميزة من النجوم والسينمائيين من أنحاء العالم العربي وخارجه، وهم: السينمائية السعودية عهد التي تمتلك سجلاً حافلاً من الأعمال الهامة في الإخراج والتمثيل، الفنان الكوميدي الكوري الجنوبي ونهو تشونغ، النجمة الأميركية مادلين زيما بطلة المسلسل الكوميدي Californication، النجم الفلسطيني علي سليمان بطل فيلم الجنة الآن والذي شارك أيضاً في العديد من أفلام هوليوود، الفلسطينية ليم لوباني بطلة فيلم عُمر الذي رُشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية العام الماضي، بالإضافة إلى مجموعة من السينمائيين المصريين، وهم النجم خالد أبو النجا، الفنانة مها أبو عوف والسيناريست والمنتج المصري محمد حفظي.

"من ألف إلى باء" هو بطولة جماعية للكوميدي المصري شادي ألفونس، الكوميدي السعودي فهد البتيري، السوري فادي الرفاعي، وتشاركهم في التمثيل النجمة يسرا اللوزي، مع الممثل السوري سامر المصري.

ويشهد فيلم من ألف إلى باء تعاوناً بين فريق رائع من كبار صناع السينما العربية، فهو من تأليف محمد حفظي بمشاركة أشرف حمدي وروني خليل، وذلك عن قصة السينمائي الإماراتي علي مصطفى مخرج الفيلم.

فيلم "من ألف إلى باء" من إنتاج مؤسسة twofour54 وشركة إيمج نيشن أبوظبي، بالتعاون مع محمد حفظي، بول بابوجيان وعلي مصطفى.

"من ألف إلى باء" هو الفيلم الإماراتي الأول الذي يفتتح مهرجان أبوظبي السينمائي في تاريخه، حيث كان ذلك من خلال الدورة الثامنة من المهرجان في أكتوبر - تشرين الأول الماضي، والتي شهدت العرض العالمي الأول للفيلم، وقد شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العرض الدولي الأول للفيلم خارج الإمارات في نوفمبر - تشرين الثاني 2014.

ويعرض الفيلم فى القاهرة | نايل سيتي بكورنيش النيل، أمريكانا بلازا بـ 6 أكتوبر، الإسكندرية | سان ستيفانو.

الفجر فن المصرية في

15.01.2015

 
 

«ثورة على السفينة باونتي» لفرانك لويد:

الحق في الثورة على الآمر الظالم

ابراهيم العريس

في كل مرة يؤتى فيها على ذكر علاقة البحر بالسينما وأفلام البحر في شكل عام، لا يكون ثمة مفر من أن يكون فيلم «ثورة على السفينة باونتي» واحداً من الأفلام التي تذكر باستفاضة في المناسبة... لكن الأهم من هذا هو انه ما من مرة يؤتى فيها على ذكر الممثل الراحل قبل عقد من السنين ونيّف، مارلون براندو، إلا ويكون دوره في هذا الفيلم من أوائل الأدوار التي تذكر، بل إن كثراً يراهنون، خطأً، على أنه هو مخرج الفيلم لكثرة ما ارتبط الفيلم به. وكذلك لأنه كان، على الأرجح، الفيلم الأكثر شعبية الذي مثل فيه براندو اوائل الستينات من القرن الماضي، ثم لأن دور براندو فيه كان دوراً بطولياً مركباً من النوع الذي يستهوي الجمهور العريض. ومن المرجح ان هذا الفيلم ساهم الى حد كبير في بناء سمعة مارلون براندو كفنان شعبي منذ ذلك الحين. ومع هذا قد يكون من الضروري ان نشير هنا الى ان هذا الفيلم الذي مثله براندو وصور في أعالي البحار، لم يكن ابداً من أفلامه الكبيرة فنياً. لا سيما اذا ما قارنا نسخة 1961 تلك (وهي نسخة ملونة) بالنسخة الأصلية الأولى (بالأسود والأبيض) التي كان فرانك لويد حققها عن الحادثة نفسها والموضوع نفسه في العام 1935، علماً أن نسخة اخرى ثالثة حققت عن ذلك الموضوع في عام 1984، وبدت سيئة للغاية. لكن هذا الأمر ليس موضوعنا هنا. ما يهمنا في هذا السياق هو العودة الى التذكير بالمرة الأولى التي نقلت فيها تلك الحادثة الى الشاشة. وواضح ان ذلك كان بتأثير مباشر من فيلم «الدارعة بوتمكين» للسوفياتي الكبير سيرغاي ايزنشتاين (1925). فالحال ان الجمهور العريض ومنذ وقت مبكر احب كثيراً الأفلام التي يكون البحر والبحارة محورها... ثم احب أكثر تلك الأفلام التي تحمل ثورة ما، او تمرداً عنيفاً، يختلط فيه عنف المتمردين بعنف البحر بعنف المشاعر التي تنتقل الى المتفرجين في عتمة الصالات، وبخاصة اذا كان الممثلون من النوع القادر حقاً، على نقل مشاعر مقنعة. ويقيناً ان «ثورة على السفينة باونتي» كما حققه فرانك لويد للمرة الأولى في ذلك الفيلم الذي لا ينسى، حمل كل تلك العناصر معاً... ولكن، بخاصة عنصر الأداء التمثيلي الرائع، حيث تجابه فيه تشارلز لوتون مع كلارك غايبل في الدورين الرئيسيين. فكان الفيلم كله في تلك المجابهة.

> في ذلك الحين كان كلارك غايبل في قمة نجوميته وكان شارباه الشهيران يشكلان جزءاً من تلك النجومية، ومع هذا رضي الرجل أن ينتزع شاربيه. اما تشارلز لوتون فكان واحداً من قمم التمثيل، واشتهر بأدائه الطبيعي الداخلي، قبل ولادة استديو الممثل. ومن هنا نراه، حين قبل ان يلعب دور القبطان «بلغ» في الفيلم، يعود الى المراجع التاريخية وإلى ارشيفات وزارة البحرية البريطانية كي يشكل شخصيته في شكل دقيق.

> ذلك ان الفيلم اتى مأخوذاً، اصلاً، من حادث حقيقي ذكرته سجلات البحرية الإنكليزية، واعتبر على الدوام مرجعاً ودرساً. والحادث حصل في عام 1787، حين تركت سفينة تابعة للبحرية الإنكليزية هي السفينة «باونتي» ميناء بورتسماوث في طريقها الى تاهيتي. وكانت مهمة تلك السفينة ان تحضر الى بريطانيا نباتات معينة جديدة ومفيدة لا تنبت إلا في المناطق الأستوائية. اما قائد السفينة فكان القبطان «بلغ» الغامض المشاعر والمشهور بقسوته وعدوانيته، وقيادته رجاله وعتاده بيد من حديد. والحال ان قسوة ذلك الرجل، عملياً ولفظياً، وعدم احترامه جهود الآخرين، وإصراره على التعامل مع الناس وكأنهم عبيد له، انتهت كلها الى جعل البحارة يتمردون عليه تمرداً ازداد عنفاً ساعة بعد ساعة. والأدهى من هذا ان مساعد القبطان كريستيان فلتشر (قام بالدور كلارك غايبل) وقف في صف المتمردين بدلاً من ان يقف في صف رئيسه. وهكذا سارت الأمور حتى اللحظة التي وُضع فيها القبطان «بلغ» في قارب صغير وتُرك في عرض المحيط. وإذ تمكنت السفينة «باونتي» من مواصلة طريقها الى تاهيتي، قُدّر للقبطان «بلغ»، ان يعود الى إنكلترا من دون ان يصاب بأذى. وهناك قرر ان يثأر لما حدث له. في البداية، جرت الأمور من طريق المحكمة العسكرية التي قضت اول الأمر بأنه على حق... ولكن الكثير من القرائن والشهادات، عاد ليتجمع دافعاً المحكمة الى تبديل نظرتها. غير ان فلتشر والبحارة المتمردين لم يعرفوا بأمر ذلك التبديل، وبأن الحكم النهائي للمحكمة جاء في مصلحتهم... إذ إنهم كانوا لجأوا معاً الى جزيرة بيتسكارن النائية حيث اختبأوا في منجى من الأحكام التي يمكن ان تصدر ضدهم. وهم لن يعودوا من تلك الجزيرة ابداً... لأنهم في ذلك المكان البعيد في الجزر البولينيزية لم يكن في مقدورهم ان يسمعوا آخر الأخبار.

> اذاً انطلاقاً من حادث تمرد بحري حقيقي، اعتبر في السجلات التاريخية الرسمية مثالاً في نزاهة القضاء كما مثالاً في وجوب التمرد على الآمر إن كان ظالماً على رغم كل التعليمات التي تقضي بغير ذلك، بنى فرانك لويد هذا الفيلم، الذي اضاف لبنة في صرح تلك السينما التي عرفت، باكراً، كيف تجمع بين حسّ المغامرة والدرس الأخلاقي والبعد الفكري من خلال إضفاء طابع طبقي واضح على الصراع، حتى وإن كان البعد السلوكي للقبطان هو السبب الأول في ما يحدث، لا التفاوت الطبقي... غير ان هذا العنصر الأخير ما كان له، إلا ان يطل برأسه، إذ ابتداء من اللحظة التي شوهد فيها فيلم «الدارعة بوتمكين» لايزنشتاين، ما عاد في إمكان هذا النوع من الأفلام ان يحصر خلفيات الثورة والتمرد في التصرفات السلوكية. إذ حتى حين تكون هذه هي الدافع الواضح، من البديهي ان الوضع الطبقي والسلطوي بالتالي للمتمرد عليه، يشكل العنصر الأساس في ما يحدث.

> مهما يكن من الأمر، فإن ما لا بد من الإشارة إليه هنا، هو ان هذا الجانب الفكري في الفيلم يظل عفوياً وعرضياً، وحتى وإن كانت اواسط الثلاثينات التي حقق فيها الفيلم، كانت بدأت تفاقم الوعي - وبالتالي: التساؤل - من حول مسائل مثل السلطة وحقوق المتسلط، وحق المضطهدين في الدفاع عن انفسهم، كما عن الأسس الاقتصادية للتفاوت الطبقي، بين المسيطر والمسيطَر عليهم. ويقينا ان هذه الرسائل كلها وصلت الى الجمهور الذي كان من شيمه، في ذلك الحين، التعاطف مع الضعيف والمضطهَد ضد القوي المضطهد. ومن هنا نُظر الى هذا الفيلم على انه كناية عن العالم الكبير والصراعات الكبيرة التي تدور فيه.

> ومع هذا لم يكن مخرج «ثورة على السفينة باونتي» فرانك لويد من طينة الفنانين اصحاب الرسائل. كان بالأحرى مبدعاً في افلام المغامرات. وكان متميزاً خاصة في مجال تحقيق الأفلام البحرية، هو الذي كان سبق له ان حقق منذ عام 1924 فيلم مغامرات بحري صامت حقق نجاحاً وصيتاً كبيرين في ذلك الحين هو «نسر البحار»، روى فصلاً من حياة المغامر جان لافيت. اما النجاح الهائل الذي حققه له «ثورة على السفينة باونتي» فمكنه من ان يحقق بعد اربع سنوات فيلماً بحرياً كبيراً آخر هو «سادة البحار». وحقق فرانك لويد (1887- 1960) في حياته ما يقارب المئة فيلم، معظمها من افلام المغامرات، لكن الكثير منها لم يخل من ابعاد سياسية، انما من دون ضجيج كبير. اما بالنسبة الى «ثورة على السفينة باونتي» فإنه اعتبر، دائماً، فيلم تمثيل اكثر منه فيلم اخراج او موضوع، ذلك ان المجابهة بين لاوتون وغايبل، اتخذت فيه طابعاً استثنائياً، حيث كان من الواضح ان كلاً من الفنانين الكبيرين كان يريد ان يجعل من هذا الفيلم وموضوعه عمله الخاص. العمل الذي يذكر به الى أبد الآبدين... ويقيناً ان الاثنين نجحا في هذا، ما وضع لاوتون في خانة النجوم، بينما جعل غايبل يعتبر ممثلاً كبيراً الى جانب كونه نجماً.

الحياة اللندنية في

15.01.2015

 
 

"يلا عقبالكن"... إذا هجم النصيب

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

يقال إن الزواج يشبه بطيخة، لا ندري إن كانت حمراء او بيضاء قبل تجربتها. نحن اختبرنا موهبة نيبال عرقجي في حمل ثلاث بطيخات (الانتاج وكتابة السيناريو والتمثيل) في شريطها الدرامي الاجتماعي الأول "قصة ثواني"، لكن ليس في كل مرة تسلم "البطيخات" كلها، بدليل شريطها الثاني الكوميدي- الدرامي- الاجتماعي "يلا عقبالكن" الذي يتناول نظرة المجتمع اللبناني الى النساء العازبات اللواتي سيبقين "ناقصات" برأيه إن لم "يكمّلها" الله معهن بالزواج.

صحيح أن موضوع شريطها اجتماعي- نسائي نوعاً ما، لكن عرقجي لم تختر مخرجة أنثى (كما في فيلمها الأول من إخراج لارا سابا). لقد فضلت الاعتماد على الحس الفكاهي للمخرج ايلي خليفة الذي سبق وقدّم أفلاماً كوميدية قصيرة وساخرة من كتابته مثل "تاكسي سرفيس" و"مرسي ناتكس" و"فان اكسبرس"، إضافة الى شريط طويل هو "يا نوسك" عام 2010. وكما جمعت في فيلمها الاول ثلاث شخصيات حول المأساة الانسانية التي قد تصيب الغني والفقير في الثانية عينها، تجمع عرقجي في فيلمها الثاني أربع شابات قاربن الأربعين وكلهن ميسورات ومثقفات (ليتها أدخلت شخصية متوسطة الحال أو فقيرة للتنويع وكسر النمطية). مأساتهن "كوميدية" هذه المرة وتتمثل في "نصيبهن" الذي لم يهجم بعد. الأولى هي تالين (ندى بو فرحات) صاحبة معرض فني، متحررة في علاقاتها العاطفية العديدة، ولا تسعى الى الارتباط لأنها تخشى الفشل وتحاول ابعاد جارها (ماريو باسيل في دور عن شخصيته التقليدية) المغرم بها. الثانية ياسمينا (دارين حمزة) خبيرة تجميل، على علاقة بطبيب مصري (أيمن قيسوني) تكتشف لاحقاً أنه متزوج، وتعاني ضغوط والدتها (البارعة جوليا قصار) لتزويجها. اما الثالثة، الطبيبة زينا (مروى خليل) فمثالية في نظرتها الى الحب لكن حظها سيئ مع الرجال. وآخر العازبات نيبال عرقجي (ليان) مصممة أزياء مرتبطة برجل متزوج (بديع ابو شقرا) وتثق بأنه سيتخلى عن زوجته من أجلها.

في قالب كوميدي، درامي، اجتماعي خفيف، يعالج الفيلم واقع تأخر سن الزواج لدى الفتيات، والضغوط التي يمارسها المجتمع عليهن. هذا الواقع ليس محصوراً بمجتمعاتنا الشرقية، بدليل سلسلة Bridget Jones's Diary، لكن الفيلم تناوله من وجهة نظر لبنانية، مظهراً الخصائص و"الإنسايتات" الخاصة بمجتمعنا حيال هذا الموضوع. لقد قدم خلطة فيها الكثير من مكونات Sex And The City وشريط "كاراميل" لنادين لبكي، لكنها اقل خفة من الاول، واقل عمقاً بكثير من الثاني.
مشكلة "يلا عقبالكن" تكمن في السيناريو السطحي بعض الشيء الذي حفل بكثير من الكليشيهات الواقعية طبعاً، حول ما تعانيه كل شابة لبنانية تأخرت في الزواج أو ترفضه لأسباب مختلفة. وهذا ما حوّل الفيلم عرضاً ليوميات صديقات، يمطّ ويتكرر كثيراً بمحطاته وحواراته (كان يمكن تلافيه بالمونتاج)، ويدور في الفلك نفسه ولا يعكس صورة المجتمع كله، بل فئة مستقلة معنوياً ومادياً. عرض جاء أشبه بسلسلة اسكتشات متلاحقة، لكنها لا تغوص في العمق ولا تلامس فئات المجتمع كلها، والأهم أنها لم تؤثر فينا. صحيح أن حكايات الفتيات ستتصاعد، لكن معظمها متوقع ونحن سنشعر منذ البدء بأن المتزوج لن يترك زوجته من أجل حبيبته، والخائفة من الارتباط ستحل عقدتها، والمريضة لن تموت، والنهاية السعيدة في انتظار الجميع.

في المقابل، الفيلم مسلّ في بعض محطاته، وجميل بأناقة صورته وتصويره، وخصوصاً بأداءات بطلاته اللواتي بلغن فعلاً أواخر الثلاثينات ولم يتزوجن بعد. أولئك الممثلات هنّ ما يميّز الشريط ، وخصوصا ندى أبو فرحات المقنعة في دور كأنه فصّل لها لأنه بشبهها قوة واستقلالية وجرأة وظرفاً. بدورها مروى خليل (ممثلة وكاتبة مسرحيات مثل "زنود الست" وwho killed Marilyn) اسرت انتباهنا بعفويتها ونجحت في ملامستنا. تحية كبيرة ايضاً للمتألقة جوليا قصار التي أضحكتنا في مشاهدها كلها. واللافت كذلك في الفيلم عفويته اللغوية، من دون ان يختبئ وراء اصبعه. صحيح أنه لا يمكننا التعميم، لكن لا يمكننا ايضاً انكار حالات متفشية في مجتمعنا مثل الخيانة والحرية الجنسية التي يقدمها الفيلم بصراحة وجرأة وإن بشكل سطحي.
الفيلم في الصالات اللبنانية جميعها.

النهار اللبنانية في

15.01.2015

 
 

فيلم النتيجة:  

براندو يرتجل ويبدع ويشاكس قبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة!

مهند النابلسي

بعد أن افقدتنا هوليوود متعة التمثيل الكلاسيكي، وتحولت معظم الأفلام الجديدة والحديثة لصرعة المؤثرات والمونتاج والتقطيع والمبتكرات الصوتية والموسيقى التصويرية، ودخل على خط الاخراج ممثلون محترفون ( كجورج كلوني وانجلينا جولي وبن أفليك ومؤخرا راسل كراو) بعد استهانتهم بالجهد الاخراجي، حيث كادوا ان يوكلوا المهمة الصعبة لكوادر الانتاج والمصورين وعباقرة المؤثرات، فاجأنا منذ اكثر من عقد هذا الشريط المميز الذي يسترجع حنين الشوق لمتعة التمثيل الكلاسيكي: فشاهدنا بطلي العراب الكبار (لشخصية المافيوزي

العتيق دون كوروليوني) براندو ودينيرو في فلم واحد اخير، مع ابداع ادوارد نورثون من الجيل الثالث، الذي اخرج ربما احسن ما في جعبته بهذا الفيلم الشيق (بدور شخص معاق مسكين)، أما القصة فهي كلاسيكية بامتياز، حيث هناك لص ماهر يضطر لأن يقدم على آخر عملية خطيرة قبل التقاعد المريح كصاحب نادي للجاز بمونتريال، وذلك تحت تأثير "عرض لا يقاوم قيمته" 4 ملايين دولار (عبارة "كورليوني" الشهيرة بفيلم العراب) !

اتفاق اللص الشاب الذكي نورتون مع مدير الأعمال الداهية مارلون براندو لم يترك لنيرو اية فرصة للتردد، أما الهدف فهو"صولجان ذهبي" يعتبر تحفة تراثية تعود للقرن السابع عشر، محفوظة تحت حراسة امنية مشددة وبكاميرات رقابة متعددة في سرداب تحت مبنى الجمارك.

طبعا براندو بدوره الأخير هنا يترك التمثيل للبطلين "دي نيرو ونورثون"، ولكنه يسرق الكاميرا بالمشاهد التي يظهر فيها (كصوت وصورة)، ويظهر مترهلا عجوزا أنيقا وخفيف الظل "كاريزميا" بصوته الخفيض "المرتج" المميز، حيث يقوم هنا بآخر مغامراته السينمائية قبل تقاعده النهائي (ووفاته لاحقا)، ولكنه يؤكد "بصمته" التمثلية المميزة منذ اللقطة الاولى، ويذكرنا بشغبه وتمرده المعهودين، حيث اشترط عدم تواجده والمخرج في مكان واحد، كما يبدو احيانا وكأنه انغمس تلقائيا بمناظرة اداء ابداعي مع "دي نيرو"! .

"ذا سكور" متعة تمثيل كلاسيكي لا تخلو من فذلكات ومؤثرات متقنة جعلتنا نقتنع بعملية السرقة، وحيث يراهن المخرج "فرانز اوز" على تملكه لحواسنا وانتباهنا طوال ساعتين من هذه الدراما الشيقة...سيناريو محكم يبدو وكأنه كتب خصيصا على مقاس الشخصيات بأقل عدد من الثغرات، تمكن فيه هذا الثلاثي من ابهارنا بتقديم وجبة دسمة من فن التمثيل الراقي، ولم تخلو هذه الدراما من المفاجآت والعنف بحده الأدنى، كما ادخل المخرج مؤثرات حركية-بصرية ذات بعد تشويقي واقعي،  ولكن بعيدا عن هوس وصرعات الابهار الحركي الدارجة هذه الأيام، الفجوة الأدائية الوحيدة تمثلت هنا بدور "أنجيلا باسيت" المختصر، الذي بدا وكأنه حشر بلا داعي كرتوش تجميلية!

حبكة السيناريو تتطور بهدؤ وتتصاعد بوتيرة حابسة للأنفاس  في اللقطات الأخيرة، وبدون لجؤ مصطنع للعنف والقتل، حيث لا يقدم"نورثون" على قتل الحارس العجوز مع انه تعرف عليه، كذلك لا يقوم بقتل زميله نيك "دي نيرو" ليستولي على السيف "الصولجان الذهبي"، بل يجبره على تسليمه له، فاللصوص الثلاثة ينهجون دربا "ذكيا مسالما" بطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض وحتى آخر الشريط، فالاحتراف هنا يقيدهم "مهنيا واخلاقيا"، كما أن ذكاء الممارسة المهنة يجبرهم على هذا النمط من التعامل، وان كان "نيك ويلسن" (دي نيرو) يجبر على التخلي عن قاعدتين ذهبيتين باسلوب عمله، وهما العمل دائما لوحده، وتجنب السرقات بمكان اقامته بمونتريال!

مهند النابلسي

التقييم: ***ونصف

رأي اليوم اللندنية في

15.01.2015

 
 

فيلم"Tango" للمخرج كارلوس ساورا

بيروت/ ضحى عبدالرؤوف المل

يتعمق راقص التانغو بالفعل وردة الفعل

ما معنى الرقص ان لم يبدأ من الداخل حين ندرك المعنى الحقيقي للحياة؟ خلاصة يستدرجنا اليها كاتب فيلم " تانغو" لان كل البداية قد تكون من النهاية والانسان لا يدرك اخطاء الزمن الا بعد فوات الأوان، فهل نحتاج للآخر روحيا كي نمضي في إيقاع حياة مغاير نعيد من خلاله برمجة انفسنا على تقبّل الخسارة والربح في الحياة . دراما ايقاعية مبنية على دلالات ذات وزن حركي بصري متوازن يعتمد على التناغم مع الذات بموضوعية، وعلى الآخر بذاتية تتناقض مع الخطوات المعاكسة وهذه جمالية العرض المسرحي الراقص، فهو تعبير ايقاعي بلغة الرقص التي يشترط فيها المخرج موسيقى التانغو لما تحمله من غموض في طبقات الايقاع والحركة المتفاوتة بين القوة والضعف والتنافس بين ثنائي يشكل كل منهما اكتمالا للآخر حيث يتعمق راقص التانغو بالفعل وردة الفعل، والتفاعل المعقد القائم على حدة الايقاع وتراخيه. اذ تبدو قوانين الرقص جازمة ايقاعيا على الحركة والتعبير، هذا ما نجح فيه مخرج فيلم تانغو في تقديمه الى جانب الموضوع الانساني الموجوع لامرأة متنازع عليها ، ورجل تخطى الاربعين من العمر وبدأ يلمس تقهقر الجسد امام المنافسات النفسية الراكدة تحت تأثير حادث يؤدي الى فقدان راقص التانغو رجله التي هي بمثابة الاداة الاساسية للرقص. لكنها ليست الاداة الحقيقة للحب، فهل يخسر الانسان علاقاته الاجتماعية او حبيبته عند فقدان القوة التي جذبته نحو الاخر؟

الأفلام السينمائية الحقيقية بجوهرها الفني

يؤثر الماضي على المستقبل وما من محو له في الحاضر الا ويستكمله الماضي مع المستقبل، فثلاثية الزمن الماضي والحاضر والمستقبل تكمل بعضها البعض، وما يستطيعه الرقص من ترجمة للمشاعر او حتى لرواية الماضي بسرد ايقاعي لحروب تمت في الماضي، وبصمت يعتمد على حاستين : السمع والبصر. لهذا اعتمد " كارلوس ساورا" على المؤثرات من اضاءة وسينوغرافيا شديدة المهارة، وخطوات ايقاعية تجذب البصر بقوتها تاركا للمشاهد تحليلات التجاذب الفكري بينه وبين ما يتعارض مع فرقة الرقص. لان الافلام السينمائية الحقيقية بجوهرها الفني لا تعتمد على ما هو ربحي او ما هو يغرر بالجمهور. لان الفيلم يعالج احداث الماضي بخطوات رقص درامية مفهومة بتحدياتها وتحاببها ونظرتها العامة للمواقف السلبية والايجابية على سواء. لان الفكرة الاساسية لاي فيلم ان لم تعالج برؤية دراماتيكية تبقى ضمن ذاتها ولا تتخطى بموضوعيتها الفكرة المكررة في اكثر من عمل فني نراه. الا ان الرؤية الايقاعية هنا هي التي اسبغت على الفيلم جمالية متخيلة ذات طبيعة واقعية تجسد رقصة التانغو، وما تعنيه في كل مشهد راقص تمت احاطته بالموسيقى والضوء واللباس ، والمؤثرات ما بين ظل وعتمة وضوء، ليكتمل المشهد مسرحيا بعدها وضمن رؤية سينمائية تجمع الاسلوب المسرحي مع الاسلوب السينمائي في قصة هي لرجل فقد ركنا من اركان الرقص ، ولكنه برغم الاوجاع والمعاناة استكمل ما بدأ به دون الاهتمام الا بيقينه هو وما يراه متناسبا مع اخراجه ورؤيته الفنية، فهل نجح في ذلك ساورا ام انه منح العمل الفني مصداقية ازدواجية لفنان اندمج مع المخرج في لحظات تركت المشاهد بجمع بين المخرج في القصة والمخرج الفعلي لفيلم تانغو.

فعل محبوك دراميا بموسيقى تستتبعها لغة رقص لها زمنيتها

حب وهجران، ونسيان وتسامح وغضب ومعاناة، واوجاع اختلطت تعابيرها عند الخطوات ومعانيها ، وما تترجمه من فعل محبوك دراميا بموسيقى يستتبعها بلغة رقص لها زمنيتها التراثية ومعناها الشعبي الواسع ضمن المشهد الواحد المبني على قوة الحياة ومعناها، وتخطي الاحقاد في الوقت المناسب لتنجو راقصته من الموت المحتم في اقل من ثانية ينسى فيها انه اعرج، ولا يستطيع الهرولة نحوها لان الحب اقوى من اي المشاعر الاخرى التي تتناقض مع جوهر الانسان الحقيقي في لحظة يشعر فيها انه يخسر الاخر نهائيا، فيهرول محاولا استعادته بكافة الطرق وان بنسيان لحظتين ترك المشاهد امام مسرح الحياة الكبير ومعناه الخافق بالحقائق الانسانية المركبة من افعالنا من حب وقتل وخيانة ووفاء وشك ويقين، وتضاد نكتشف من خلاله مصداقية مشاعرنا تجاه انفسنا وتجاه الاخرين، وفي هذا انسجام كلي بين فريق العمل من ممثلين وموسيقيين ومصورين واخراج، وبين مخرج اعتمد على لوحات فنية راقصة تسرد براقصين متمرسين رواية الحروب ومآسيها ولغة القتل التي تتعادل مع لغة الحب . الا ان الاخير يتفوق على القتل ويمنح العمل ذكريات كثيرة من رميو وجوليت وصولا الى فيلم تانغو.

ايصال فكرة فنية قوية

قد يبلغ الاصرار فينا قوة العناد والصفات السلوكية المكتسية. الا ان المخرج اراد ايصال فكرة فنية قوية بمعناها ، لان اي عمل فني لا يعتمد على الموضوع او على ايصال فكرة انسانية هو عمل تجاري بحت، وهو يرفض هذا لان عرضه المسرحي يجب ان يسرد من خلاله وقائع الماضي بتراث الحاضر وجمالية اللحظة التي تجعلنا نرى المستقبل مضيئا انسانيا ، وعلى خشبة مسرحية مشغولة بدلالات مبنية على الواقع والخيال ، وعلى الحاضر والتاريخ الحامل لافعالنا في الماضي والتناحر والتوافق ضمن المشهد الواحد الذي يمكن تشريحه خياليا ، لنضعه في رقصة يقدمها ساورا، تترك لتاريخية رقصة تانغو رمزيتها القوية في الفيلم والوانه الحارة المثيرة للحواس مع الحركة والاضاءة، والرؤية المسرحية في المشهد السينمائي الذي اراد له ساورا ان يكون يمثابة تحدي في فيلم استطاع التمسك بالتاريخ والتراث والتجدد الزمني .

ذاكرة السينما: القرصان الأحمر

عرض: كمال لطيف سالم

تمثيل: بيرت لانكستر، ايفا بارتوك.

اخراج: روبرت سيدوماك.

عن رواية رولاند كيني (القرصان الأحمر) انتاج 1952. الواضح أن القراصنة في أكثر الأحيان متجهمو الملامح، متوحشون، لصوص وهم ايضا في منزلة اللص الظريف، هذه الشخصية مثلها كبار نجوم السينما في العالم أمثال (ايرول فلين) خفيف الظل وهو يؤدي دور الكابتن بلود الذي يصبح قرصانا في البحر الكاريبي، أما (تيرن باور) في فيلم (البجعة السوداء) فهو القرصان مورجان الذي صار حاكما لجامايكا الذي عليه أن يناصر صديقا له ضد قرصان آخر.

أما الأشهَر على الإطلاق فهو (بيرت لانكستر) الذي عرف بخفة ظله وحركاته في المطاردات في فيلم (القرصان الأحمر) ، والقرصان هنا ليس لصا بل هو ثائر ضد طاغية والرجال الذين يطاردونه هم رجال السلطان.

وبيرت لانكستر بدأ حياته رياضيا في مجال الجمناستيك وكان صديقه المقرب نك كارفت الذي رافقه في عدد من الأفلام منها (الغواصة) وفي فيلم القرصان الأحمر يظهر في مشاهد مطاردة دراماتيكية برع فيها الرفيقان في شد المشاهد وإضحاكه وقد نجح هذا الفيلم ما شجع شركة وارنر في انتاج فيلم آخر بعنوان (الشعلة والسهم) والفيلم قرصنة بحرية مشحونة بالمغامرات والمفاجآت التي يكون طابعها الضحك والتسلية لاسيما في القفز وتسلق الجبال والموانع . وبيرت لانكستر متنوع في أداء أدواره ما جعله يقف في الصف الأول من ممثلي هوليود خاصة دوره في فيلم (الأباتشي) الذي يحكي أسطورة بطل من الهنود الحمر وكذلك دوره في فيلم (السيرك) مع توني كيرتس وجينا لولو برجيدا . في هذا الفيلم يرينا براعته كرياضي في العاب القفز في الهواء ومسك الحبال وكذلك في فيلم (سجين الكاتراز) وفيلم (القطار) حيث الاحتلال النازي لباريس والتخطيط لسرقة أشهر اللوحات العالمية من متحف اللوفر بتخطيط من هتلر الذي كان رساما . ولعل قصص البحر والقراصنة أخذت مكانا بارزا من اهتمام الكتاب لعل ابرزهم ساباتيني وجوزيف كونراد وهرمان ملفل وهمنغواي ومن اشهر افلام البحر (سكارموش الكابتن بلود) وهي سلسلة أفلام قام ببطولتها ايرول فلين وغيرها ما يجعل أفلام القراصنة عالماً جميلا يعج بالمخيلة والمغامرة.

رحيل أنيتا إيكبرغ

من ملكة لجمال السويد إلى قنبلة للجنس في السينما إلى أفقر ممثلة تعرفها هوليوود

ترجمة/ أحمد فاضل

توفيت الممثلة أنيتا إيكبرغ، بطلة الفيلم الإيطالي الشهير (لا دولتشي فيتا) "الحياة حلوة"، عن 83 عاما . وأصبحت الممثلة السويدية المولد رمزا للجمال عن دورها في فيلم فلليني عام 1960. ويعد مشهد سيرها وسط المياه في نافورة تريفي في روما مرتدية ثوبا اسود يبرز جمالها من اشهر المشاهد السينمائية في العالم . وقد أكد محاميها وفاتها في روما صباح الأحد 11 يناير / كانون الثاني حيث كانت ايكبرغ في المستشفى منذ عيد الميلاد بسبب معاناتها من عدد من الأمراض .

ولدت ايكبرغ في مالمو في السويد عام 1931 وسافرت الى الولايات المتحدة بعد حصولها على لقب ملكة جمال السويد وهي في العشرين من العمر وحصلت على الفور على عقد للعمل مع شركة إنتاج أميركية طلبت منها السفر الى إيطاليا حيث التقت المخرج فيديريكو فلليني الذي اختارها لتلعب دور سيلفيا رانك "أبدع امرأة خلقت منذ بداية الزمان"، وهي ممثلة يلاحقها المصورون والصحفيون ومن المفارقات أن الفيلم أدى الى ملاحقة الصحف لإيكبرغ .

وكثيرا ما تصدر اسمها عناوين الصحف لقصص الحب بينها وبين عدد من كبار النجوم مثل إيرول فلين ويول براينر وفرانك سيناترا ولكنها أيضا تصدرت الصفحة الأولى للصحف عام 1960 اثر ركلها للمصور فيليشي كوينتو الذي كان بين عدد من الصحفيين الذين لحقوا إيكبرغ من ملهي ليلي الى الفيلا الخاصة بها في روما وأثناء المشاجرة التي اندلعت جرى تصويرها وهي تركل كوينتو ، والى جانب " الحياة حلوة " مثلت ايكبرغ في فيلمين كوميديين لبوب هوب هما "عطلة في باريس" (1957) و "اسمي بوانا" (1963) ومن أدوارها الأخرى دورها في فيلم "زقاق الدم" (1955) وفيلم "الحرب والسلام" (1956) ولكن شهرة ايكبرغ لم تدم طويلا فبحلول أواخر السبعينات اختفت ايكبرغ من الشاشات ولم تظهر الا نادرا في عدد من الأفلام الأوروبية غير ذائعة الصيت ، لكن المحزن في الأمر ووفقا لعدد من التقارير فإن ايكبرغ كانت شبه مفلسة عند وفاتها.

المدى العراقية في

15.01.2015

 
 

مذكرات ماجدة الصبّاحي: أتكلّم العبرية لكن لستُ يهودية

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

التقى "العربي الجديد" كاتب مذكرات الفنانة ماجدة الصبّاحي، السيد الحراني، لتوضيح تفاصيل مذكّراتها وأبرز ما فيها، وكان الحوار الآتي: 

·        كيف تطرح المذكرات في ظلّ رفض الممثلة غادة نافع ابنة ماجدة لها؟ 

رفضت غادة بعض المحاور التي تطرقت إليها في الكتاب المزمع إصداره في معرض الكتاب القادم وطالبت بوقف نشر الكتاب، لكن العقود التي بيني وبين السيدة ماجدة تعطي لي الحق بنشر الكتاب. 

·        وما المحاور التي اعترضت عليها غادة؟ 

الاعتراض الرئيسي لها كان هو عدم رغبتها في نشر ما قالته ماجدة لي شخصيّاً، من أنّها لم تكن تحب زوجها، إيهاب نافع، بل تزوجته فقط أمام المجتمع، لأنّها أتت الفترة التي يجب أن تتزوج وتكوّن أسرة، وأنّه كان مجرد زوج فقط، لم تحبه أو تعشقه. كما رفضت التطرق لوقوفها شخصيّاً، أي غادة، ضد والدها في المحكمة، إذ سبق لوالدها أن أقام دعوى قضائية ضد زوج غادة، كما أقول في المذكرات، إنّ ماجدة لطالما أنقذت زوجها من السجن مرات عدة لأسباب ماديّة. 

·        كيف كان ردّ فعل غادة بإصرارك على طرح الكتاب؟ 

استأجرت "بلطجية" واعتدوا علي أثناء تواجدي في محل "جروبي" بشارع سليمان باشا في وسط القاهرة، وأتيت بتقرير طبي وأقمت دعوى قضائية، وما زالت القضية متداولة في المحاكم. 

·        هل لماجدة أي اعتراض على نشر أي شيء من مذكراتها؟ 

نشرت بعض الحلقات في جريدة الأهرام، يوم الجمعة من كل أسبوع، وقبل نشرها كنت أراجعها معها، وحصلت على موافقتها على النشر سواء صحافيّاً أو في كتاب. 

·        أثناء سردها مذكراتها، هل خافت ماجدة من التطرق إلى موضوع ما؟ 

بالفعل، هناك جانب لم ترِد أن تنشره، لكني أقنعتها بنشره لتوضيحه. فكانت شائعة قوية قد سبق وأطلقت عليها أنّها يهودية، لكن طبعاً هذا الكلام خاطئ. كانت تسكن في عمارة حيث يسكن الأستاذ، محمد حسنين هيكل، وكانت الشقة مؤجرة للمركز الثقافي التابع للسفارة الإسرائيلية، ولمجرد إقامتها في هذه الشقة، قيل إنّها يهودية. كما وأنّ ماجدة درست في مدرسة يهودية لأنّ معظم المدارس في تلك الفترة كانت إما يهودية أو للراهبات، فاختارت وأسرتها الدراسة في مدرسة يهودية، وكانت مديرة المدرسة تجبر كل الطلاب على إقامة الصلاة اليهودية، صباح كل يوم، وكانت تدرس اللغة العبرية. وذات مرة كانت ماجدة في إجازة، وكما اعتادت، أدت الصلاة اليهودية في منزلها مثلما تفعل كل يوم في المدرسة، فشاهدها والدها وهي تصلي وترتل التوراة، فانتابه القلق وقرّر استدعاء أحد الشيوخ لتحفيظها القرآن الكريم وتدريسها تعاليم الدين الإسلامي، فخافت ماجدة من طرح هذا الجانب والربط بين سكنها في هذه الشقة ودراستها في مدرسة يهودية. 

·        إذاً، تجيد ماجدة الحديث باللغة العبرية؟ 

بطلاقة، قد تفوق حديثها باللغة العربية، فهي تجيد العبرية والفرنسية والإنجليزية بشكل محترف. 

·        هل هناك جانب سياسي في الكتاب تطرقت إليه؟ 

نعم، كانت هناك علاقة لماجدة مع رؤساء مصر كافة، بداية من الملك فاروق وجمال عبد الناصر إلى محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك

·        ماذا قلت في كتابك عن علاقتها بهم؟ 

كانت علاقة ماجدة بجمال عبد الناصر طيبة، ويعود ذلك إلى أنّها أنتجت في عهده العديد من الأفلام الوطنية، وسبق وقابلته. أمّا عن علاقتها بالسادات، فهما من مدينة واحدة، المنوفية وكان يحب أفلامها بشكل كبير، وبينهما كواليس عديدة سيتم رصدها في الكتاب. 

·        ماذا عن مبارك؟ 

مبارك كان قائد زوجها، إيهاب نافع، إذ عمل هذا الأخير طياراً خاصاً لعبد الناصر. وأثناء فترة وجوده في كلية الطيران وحتى بعد تخرجه كان مبارك قائده، وهو ما أثمر علاقة أسرية طيبة بين عائلة مبارك وعائلة ماجدة، كما أهدى مبارك صورة لإيهاب وهو في عمر 23 لم تنشر من قبل، سيتم نشرها في الكتاب. 

·        هل استمرت العلاقة حتى بعد أن أصبح مبارك رئيساً لمصر؟ 

كانت تقابله فقط في بعض حفلات التكريم، وكانت ماجدة تحب مبارك بشكل كبير وتحترمه. 

·        إذاً، هي من أعداء ثورة 25 يناير؟ 

لا، لم تكن إلى هذه الدرجة، وإن كانت لم تؤيدها بشكل كامل نظراً لما حدث من إهانة لمبارك، وكانت تريد فقط محاكمته إذا أخطأ، وفي حال وجود مستندات، فليحاسب مثلما يحدث في أي بلد ديمقراطي من دون إهانة. ومع ذلك، كانت ماجدة ترى وجود مشاكل اجتماعية في عهد مبارك وبعض رموز الفساد أيضاً في نظامه. وللعلم، حدث اتصال هاتفي بين مبارك وماجدة منذ حوالي خمسة أشهر للاطمئنان عليه، وكانت تريد زيارته، ولكن الإجراءات كانت ستستغرق وقتاً. 

·        هل تتوقع أن يثير كتابك جدلاً سياسيّاً؟ 

أتوقع ذلك، وأتوقع أن يحدث مشاكل، لأنّ الكتاب يتحدث، أيضاً، عن فترة رحيل الملك فاروق التي كانت ماجدة شاهدة عليها، وكانت أسرتها مرتبطة جداً بعائلة الملك، فهناك كواليس عديدة سيتم الإفصاح عنها. كما كان لها رأي سلبي من ثورة يوليو. وتحدّثت عن اختلافها مع نظام عبد الناصر ووجود بعض العناصر فيه مثل صلاح نصر وثروت عكاشة. وفي عهد السادات أشهرت إفلاسها، ووقفت ضد الدولة حتى استردت وضعها المادي. 

·        هل وردت، في الكتاب، جوانب قد تحدث مشاكل على الصعيد الفني؟ 

أعتقد أنّ حديث ماجدة عن أنّها السبب في تقديم بعض الفنانين للساحة الفنية سيحدث مشاكل، لأنّ معظم من تحدثت عنهم أصبحوا الآن نجوماً. 

·        هل لك أن تذكر أسماء؟ 

مثلاً، الفنان عادل إمام، تقول ماجدة في مذكراتها إنّها هي التي قدّمته أوّل مرة في فيلم "حديث المدينة"، وكان أجره 100 جنيه مصري فقط. أمّا أجر نادية الجندي عن أول عمل لها في فيلم "جميلة بوحيرد" الذي ظهرت فيه نادية ككومبارس، كان أجرها 25 قرشاً فقط، وتتحدث كذلك عن أنّها هي التي قدّمت نور الشريف وبوسي ومحمود ياسين وليلى طاهر للساحة التمثيلية في أعمال من إنتاجها. 

·        ماذا عن الصور التي يتضمّنها الكتاب؟ 

يتضمن صوراً نادرة جدّاً لم تنشر من قبل لماجدة وأسرتها، وصوراً لأسرتها مع عائلة الموسيقار، محمد عبد الوهاب، قبل أن تدخل ماجدة الوسط الفني، وأخرى تجمعها بالمخرج الراحل، يوسف شاهين، في الاتحاد السوفييتي أثناء عرض فيلمهما "جميلة بوحيرد".

العربي الجديد اللندنية في

16.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)