كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

اكتشافات مثيرة من عالم "أورسون ويلز"

أمير العمري

 

في عام 1942 وفي إطار مقاومة النفوذ الألماني (النازي) المتصاعد في أمريكا اللاتينية، خطر للمليونير الشهير نيلسون روكفللر، الذي كان يملك من ضمن ما يملك، شركة آر كي أوه RKO للإنتاج السينمائي، أن يُنتج فيلما تسجيليا دعائيا يُظهر اهتمام الولايات المتحدة بأمريكا اللاتينية وما يحدث فيها، فكُلِّف أورسون ويلز بإخراج هذا الفيلم.

 وكان المشروع يتضمن تصوير سلسلة من الحلقات المختلفة التي تدور كل منها في دولة من دول القارّة الجنوبية. وكانت الحلقة الأولى بعنوان "كله حقيقي" وكانت عن البرازيل، أما الثانية فكانت بعنوان "صديقي بونتيو"، وكانت عن المكسيك. وقد صور أورسون ويلز بالفعل الجزء الخاص عن البرازيل، إلا أنه خطر له أثناء التصوير الاستعانة بممثل برازيلي شهير فتعطل المشروع لبعض الوقت، ثم فقد ما صوره تماما. وقد قام ويلز بعد ذلك بتصوير حادثة حقيقية كانت قد نشرت تفاصيلها الصحف، عن قيام أربعة من الصيادين بقيادة قارب صيد بدائي، قطعوا بواسطته، مسافة 1650 ميلا لكي يقابلوا الرئيس البرازيلي ويُعبّروا له عن احتجاجهم على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب.

وقد استقبلهم البرازيليون على الشاطئ في موكب حافل. وقام ويلز بإعادة إحياء الحدث بالكامل، وصور الكثير من تفاصيله. وأثناء التصوير تعرّض القارب لصاعقة أودت بحياة أحد الصيادين، وإتلاف اللقطات التي تم تصويرها. واعتبرت الشركة أورسون ويلز مسؤولا عن الحادث، وقررت وقف العمل في الفيلم، غير أن ويلز- كعادته - لم يُلقِ بالا إلى قرار الشركة، واستمر في التصوير مع اثنين فقط من مساعديه. ولكن المادة التي صورها لم تُستخدم قط، ولم يتم عمل المونتاج لها. وفي عام 1980 أي بعد نحو أربعين عاما من التصوير، تم العثور على 13 ألف قدم من هذا الفيلم وتم عمل المونتاج له، وأصبح الفيلم جاهزا للعرض عام 1986.

بورتريه لجينا

وفي عام 1958 كانت النجمة الإيطالية الفاتنة جينا لولو بريجيدا في قمة شهرتها وتألقها. وقرر أورسون ويلز تصوير فيلم عنها لحساب محطة تليفزيون (سي بي إس) CBS. وبالفعل أجرى ويلز مقابلة طويلة مع جينا، ثم أخذ يتجول معها في أرجاء روما ثم في الريف الإيطالي، حيث امتدّ الحوار بينهما، لينتهي في الفيلا الفخمة التي كانت جينا لولو تمتلكها. ويتضمن الفيلم أيضا آراء وتعليقات شخصيات عرفت الممثلة الشهيرة عن قرب مثل المخرج فيتوريو دي سيكا والروائي ألبرتو مورافيا وغيرهما. وتعتبر تصريحات جينا لولو في هذا الفيلم من أكثر التصريحات التي أدلت بها جرأة وصراحة، فهي تقول على سبيل المثال: "ولكن ماذا أنا بعد هذا كله؟.. إنني مجرد ممثلة بائسة أعمل ضمن تجارة لعينة"

ويسألها ويلز عن ابنها وعما إذا كانت تريده أن يصبح ممثلا، فتقول بتلقائية شديدة بإنجليزية بسيطة تختلط بلكنتها الإيطالية: يمكنه أن يصبح أي شيء.. فيما عدا أن يصبح ممثلا!

ما حدث بعد ذلك أن نسي أورسون ويلز عُلب الفيلم في حجرته بفندق ريتز في باريس عام 1959، وعثرت الخادمة التي كانت تنظف غرفته على العلب، وظلت العلب، تنتقل من يد إلى أخرى، إلى أن استقرت فوق أرفف إحدى شركات الإنتاج السينمائي الفرنسية، ولم يهتم أحد في الشركة بالتحقق مما في العُلب سوى في منتصف الثمانينيات!

وفي عام 1986 عرض مهرجان فينسيا السينمائي فيلمي أورسون ويلز "كله حقيقي" و"بورتريه لجينا"، في افتتاح دورته الثالثة والأربعين، بحضور جينا لولو بريجيدا، التي فاجأت الجميع بالحضور حيث التفّ حولها المصورون والصحفيون في بهو فندق اكسيلسيور، وساروا معها في موكب حافل إلى قصر المهرجان وحتى "صالة جراندا" لحضور حفل الافتتاح وسط عاصفة من التصفيق من جانب الجمهور الإيطالي الذي ابتهج بعودة نجمته المحبوبة إلى الأضواء، ولو من خلال فيلم قصير لم يُكتشف سوى بعد 28 عاما من تصويره!

الجانب الآخر من الريح

وفي أكتوبر الماضي نشرت وكالات الأنباء والمجلات المتخصصة في الصناعة السينمائية، خبرا مثيرا يتعلق بالعثور على فيلم روائي كان المخرج الكبير الراحل أوروسون ويلز (صاحب "المواطن كين")، قد قام بتصويره فيما بين عامي 1969 و 1976، وقام ببطولته الممثل والمخرج الكبير الراحل جون هيستون. والفيلم بعنوان "الجانب الآخر من الريح" The Other Side of the Wind ويشترك بالتمثيل فيه دينيس هوبر (وكان شابا وقتها)، أمام ليلى بالمر وجوزيف ماكبرايد وسوزان ستراسبورغ وبوب راندوم. ويدور الفيلم حول شخصية مخرج سينمائي يصارع ضد احتكارات هوليوود، وفي جانب كبير منه، يمكن اعتباره عن فيلم من داخل الفيلم.

وقد ترك ويلز وراءه نسخة أجرى لها المونتاج، يبلغ زمن عرضها 45 دقيقة، ولكن المثير أنه تم العثور مؤخرا في مخزن لإحدى شركات الأفلام في باريس، على نحو ألف بكرة من بكرات النيجاتيف من اللقطات التي صورها ويلز من هذا الفيلم، وقد أصبحت مُهمَلة أو بالأحرى، محظور استخدامها، بسبب نزاع طويل وشاق بين وريثة ويلز الوحيدة وهي ابنته بياتريس، وبين مساعدته ورفيقة دربه لسنوات طويلة، أوجا كودار، وبين شركة إنتاج فرنسية شارك في تأسيسها صهر شاه إيران الراحل.

وقد تم أخيرا حسم النزاع، والسيطرة على المادة المصورة، بفضل جهود المنتج فرانك مارشال (منتج الفيلم الشهير "إنديانا جونز") وتقرر إسناد استكمال الفيلم إلى المخرج الأمريكي بيتر بوجدانوفيتش، الذي يظهر في دور صغير في الفيلم الأصلي الذي صوره ويلز.

وكان ويلز قد أوصى بأن يستكمل بوجدانوفيتش العمل في الفيلم في حالة وفاته. ومن الطرائف التي اكتُشفت أيضا أن ويلز صور الفيلم على وسائط فيلمية متعددة، من شرائط الـ 35 مم إلى الـ 8 مم، ومن استخدام الألوان إلى الأبيض والأسود، وكذلك كان يصور بعض اللقطات بالصور الفوتوغرافية أيضا. وكان يأمل أن يستخدم هذه الأساليب المختلفة لمحاكاة لقطات الفيديو التي يصورها طلاب السينما في ذلك الوقت وبعض المخرجين الشباب، وهؤلاء هم الذين أتوا بكاميراتهم للاحتفال بعيد الميلاد السبعين للمخرج الهوليوودي (داخل الفيلم) وهو مشهد رئيسي في فيلم ويلز.

إعادة اكتشاف فيلم ويلز الأخير، واستكمال العمل به ثم عرضه المقرر في 2015 سيكون - دون شك - أحد الأحداث الكبرى للعام الجديد. ولننتظر ونرى!

"داردين": توثيق الحياة والعجز عن رسم الابتسامات

أحمد مجدي رجب

(1)

قبل عام 1999 لم يكن العالم يعرف شيئًا عن الأخوين البلجيكيين "جان-بيير داردين" و "لوك داردين". قبل ذلك العام لم يكونا سوى مخرجين محليّين، محدودي الشهرة من بلجيكا. التي لم يكن لها أهمية سينمائية تُذكر. فقط كانا قد صنعا بعض الأفلام الوثائقية عن حياة العمل في بلجيكا، وبعض الأفلام الروائية محدودة النجاح. ولكن مع العام 1999، كان فوز فيلمهما "روزيتا" بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان. ومعه بدأت المسيرة الحقيقية لأحد أهم صنَّاع السنيما في العالم الآن. ومنذ ذلك الحين وهما من المدعوين الدائمين للمهرجان. فقد تم ترشيح جميع أفلامهما بعدها للمسابقة الرسميّة. وفازا بالسعفة الثانية لهما عام 2005 عن فيلم "الطفل". كما فازا بالجائزة الكبرى للمهرجان عام 2011 عن فيلم "الطفل ذو الدراجة".

في دورة هذا العام من المهرجان تم ترشيح فيلمهما "يومان وليلة" للمسابقة الرسميّة للمهرجان كالعادة. الفيلم من بطولة الممثلة الفرنسيّة "ماريون كوتيار". وقد تم عرض الفيلم للمرة الأولى ضمن عروض المهرجان. وعُرض متأخرًا نوعًا في أوروبا وأمريكا الشماليّة. وتم عرضه مؤخرًا ضمن فاعليات مهرجان "أبو ظبي السينمائي" في الإمارات العربية المتحدة. وعُرض كذلك في مصر.

ربما يكون هذا الفيلم هو الأنجح على المستوى الجماهيري من بين أعمال الأخوين. نظرًا لاعتمادهما للمرة الأولى على ممثلة شهيرة - ماروين كوتيار-. ولكنه لا يقل أبدًا من الناحية الفنيّة عن بقيّة أفلامهما. وعلى الرغم من اختلافه في بعض التفاصيل عن أفلام الأخوين داردين، إلا إنه ينتمي إليهما بشدة.

يعرض هذا المقال نظرة عامة لسينما الأخوين. ونبيّن بعد ذلك الاختلاف في فيلمهما الأخير.

(2)

في أربعينيات القرن الماضي وقف المخرج الإيطالي "روبرتو روسيلليني"، يطلب من صناع السنيما في أوروبا أن يخرجوا من الإستوديوهات، وأن يُعلقّوا كاميراتهم في الميادين، وأن يطاردوا حياة الناس عبر الشوارع الضيقة والأزقة. كي ينقلوا واقعهم بصدق شديد إلى السينما. كان "روسيلليني" يرى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لصناعة أفلام تمسّ حياة الناس المطحونين تحت ظروف الحرب التي تجتاح أوروبا، والمشغولين فقط بمواجهة الصعوبات التي تمنعهم من الحصول على قوت يومهم.

بعد مُضي الحرب اختفت هذه المدرسة. لأن حياة الناس اختلفت نظريًا، وأصبحت أكثر راحة وسهولة. وهذا هو ما يرفضه الأخوان داردين في أفلامهما بشكل قاطع. فهما ينظران إلى حال المواطن الأوروبي الآن، فيجدان ذات الظروف الطاحنة لم تتغير فيها سوى الصور الخارجية. لكن النتيجة النهائية، من جعل حياة الناس سعيًا وراء الحصول على قُوْتهم، مازالت سارية.

ستة أفلام هي حصيلة أفلام الأخوين داردين قبل فيلمهما الأخير (يومان وليلة)، تلك الأفلام التي لا نرى فيها أي أثرٍ لضوء الشمس، ولا نرى فيها إلا الألوان الباردة لعالمٍ معادٍ لأبطالهما، الذين لا يشعرون إلا بالوحدة والحياة في دنيا تقاتلهم بإصرار. لا يشعرون فيها بأي مشاعر إيجابية أو عون إنساني. أبطال الأخوين داردين هم نماذج للبشر في هذا العصر الذين يدفعهم الخوف لاتخاذ قرارات غير أخلاقية في بعض الأحيان ثم يشعرون بعدها بالذنب والندم، لأنهم ليسوا أشرارًا يستطيعون التعايش مع أفعالهم السيئة. فقط هم مدفوعون لها من هذا العالم المادي الذي اختفت فيه المعاني الإنسانية. هؤلاء هم أساس سينما الأخوين داردين. على مدى عقدين استمر الأخوان في تقديم حياة هؤلاء بواقعيّة شديدة. إلى درجة تقترب من توثيق هذه الحياة في صورة فيلم.

(3)

عام 1999 قدّم الأخوان داردين فيلمهما (روزيتا). الذي يمكن اعتباره النموذج الذي يوضح كافة خصائص سنيما الأخوين. ليس فقط على مستوى الصورة ولكن أيضًا على مستوى الحكاية والإيقاع والمضمون.

(روزيتا) هي البطل الذي يتكرر في جميع أفلام الأخوين، فهي فتاة فقيرة. نراها في بداية الفيلم وهي تتعرض للطرد من قِبَل صاحب المكان الذي تعمل فيه. ولكنها تتصف بهستيريا وترفض الخروج إلا أن تأتي الشرطة إلى المكان.

تعد هذه هي البداية التي تتكرر في معظم أفلام الأخوين؛ حيث نرى البطل يصطدم بعقدة الفيلم في مشهده الأول. ويواجهها بغضب وبعض العنف إلى أن ييأس في النهاية. وبعدها نبدأ في استكشاف عالم البطل؛ عالم خريفيّ تمامًا، باهت الألوان، بارد الطقس، سماؤه غائمة. لا تشعر فيه روزيتا بأي صلة مع أي إنسان، سوى والدتها التي تعيش معها في عربة معيشة بأحد الأماكن الفقيرة.

 ولا ترى روزيتا في هذه الأم إلا كل ما يدعو للاحتقار والاشمئزاز. تدور أحداث الفيلم، وتلتقي روزيتا بشاب يعمل بعربة لبيع الحلويات في الشارع. ينجذب إليها هذا الشاب ويعاملها بمودة. ولكن روزيتا التي لم تعتد على الرفق من العالم، لا تستطيع أن تتجاوب مع هذا الشاب. وتؤدي بها استماتتها للحصول على مصدر للدخل إلى الوشاية به لدى صاحب العمل. لكنها لا تستطيع أن تتعايش مع هذا الفعل فتترك العمل في النهاية. وينتهي بها الحال وحيدة في هذا العالم الذي لا يُبالي

الإيقاع البطيء للفيلم، وخلوّه من الموسيقى، والمشاهد الطويلة، والبطل المتوحد .. هذه هي أهم ملامح سينما الأخوين. والتي تتكرر إلى درجة التطابق أحيانًا منذ فيلم "الوعد" عام 1996 وحتى فيلم الطفل ذو الدراجة عام 2011. وعلى الرغم من قدرتهما على استخدام هذه الأدوات بمهارة شديدة في خلق عالمهم، إلا أنهما لا يسلما من الانتقادات بسبب التكرار. ربما يكون هذا هو السبب وراء الاختلافات التي شهدها فيلمهما الأخير (يومان وليلة).

(4)

من قبل مشاهدة الفيلم نستطيع أن نلاحظ ببساطة أنهما، وللمرة الأولى، يعتمدان على ممثلة شهيرة (ماريون كوتيار) على خلاف كل أفلامهم السابقة. ولكنهما على سبيل العادة اجتهدا في إخفاء كل ما يميز مظهرها، لتصبح أحد البطلات الكلاسيكيات لكل أفلام الأخوين. يبدأ الفيلم كالعادة بالبطل يواجه عقدة الحكاية. حيث تتلقى (ساندرا) مكالمة هاتفية، تخبرها بأن نتيجة تصويت زملائها لبقائها في العمل قد ظهرت. وأنهم قد اختاروا الحصول على العلاوة. مما يعني طردها من العمل.

ندرك بسهولة هذه المرة أن الأخوين داردين لم يتركا بطلهما وحيدًا. ولكنهما جعلا له دعمًا إنسانيًا متمثلًا في إحدى زميلاتها التي أقنعت صاحب العمل بإعادة التصويت. لتبدأ رحلة طويلة تذهب فيها (ساندرا) إلى منازل زملائها واحدٍ تلو الآخر. تطلب منهم أن يصوّتوا إلى صالحها. وأن يتخلّوا عن العلاوة لأنها تحتاج إلى البقاء في هذا العمل من أجل أولادها. تتباين ردود أفعالهم بين من يقبل مساعدتها، ومن يتعلل بحاجته إلى هذه العلاوة، ومن يتهرب من لقائها، أو من يخبرها أنه يخشى أن يُطرد من العمل إن صوّت لصالحها.

يُمثل الفيلم الرحلة الاعتيادية لأبطال أفلام الأخوين، امرأة يائسة تحاول البقاء في هذا العالم. لكنها هذه المرة محاطة بدعم زوجها وبعض الزملاء الذين قرروا مساندتها. تدور أحداث الفيلم وتجد (ساندرا) نفسها في مواجهة سؤال واحد: ماذا تصنع لو انقلب الحال وأصبحت ممن يصوّتون لطرد أحدهم؟ وكانت إجابتها أنها بالتأكيد سوف تختار العلاوة. تمثِّل هذه أعلى نقاط اليأس التي وصلت إليها بطلة الفيلم. مما يدفعها لمحاولة الانتحار. ربما لأنها لا تستطيع أن تواجه هذا الإحباط في العالم. أو ربما لأنها لم تستطع أن تواجه إجابتها لهذا السؤال. لكنها تجد أن بعض زملائها قد قرروا التصويت لبقائها. وينتهي الفيلم بمشهد إعادة التصويت الذي تغيّرت نتيجته. ولكن النتيجة كانت تعادل بين من صوّت للعلاوة ومن صوّت لبقاء (ساندرا). وكأن الاخوين داردين قد قررا التخفيف قليلًا من حدة تشاؤمهما من هذا العالم. وأنه كما يحوي الأنانية، فهو كذلك لا يخلوا من قدرة البشر على الترابط والدعم.

ينتهي الفيلم بمشهد أخير لـ (ساندرا) مع صاحب العمل. يخبرها أنه قد قرر استعادتها للعمل لديه، في مقابل عدم تجديد التعاقد مع أحد زملائها. لكنها ترفض هذا العرض. لتجد (ساندرا) أن إجابتها على السؤال الذي شغلها كانت عكس ما توقعت.

منذ بداية الفيلم نلاحظ أن المخرجين العجوزين قررا أن يريا بعض الأمل في هذا العالم. وقررا التعبير عن ذلك بالألوان الدافئة وبعض الموسيقى. ونهاية تخبر فيها البطلة زوجها، وهي مبتسمة، أنها سوف تواصل البحث عن عملٍ جديد. وللمرة الأولى في أفلام الأخوين يظهر البطل مبتسمًا في اللقطة الختامية وتغمره أشعة الشمس.

الجزيرة الوثائقية في

15.01.2015

 
 

«عمر» لهاني أبو أسعد.. قوة السينما من دون «تابوهات»

نديم جرجوره

يُشكّل «عمر» (2013)، الفيلم الجديد للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، لحظة سينمائية متفرّدة بحدّ ذاتها في المشهد السينمائي الفلسطيني العربي. لحظة متفرّدة، لأنه يُساهم في تفعيل آلية اشتغال سينمائيّ فلسطيني متحرّر من سطوة التقاليد الصارمة في مقاربة الموضوع الفلسطيني، ومتفلّت من خطابية تُسيء إلى «القضية» وناسها أكثر مما تفيدهم. لحظة متفرّدة، لأنه يغوص في تمزّقات الفرد، ويتيح لهذا الفرد إمكانية قول انفعال، والتعبير عن موقف أو حالة، كجزء من بلد ومجتمع وناس، لكن أولاً وأساساً كفرد له استقلاليته التامة وسط هذه الجماعة نفسها. لحظة متفرّدة، لأنه مبني على نص سينمائي متماسك البنية الدرامية والجمالية، وعلى حوارات «عفوية» مأخوذة من واقع الحال اليومي، وعلى هذا المزيج الهادئ والمضطرب في آن واحد بين رومانسية تكاد تغيب وسط اشتعال نيران الحروب المستمرة في الداخل الفلسطيني، كما في العلاقة الصدامية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين معنى الصداقة التي تسقط أمام هول الأنانية والخديعة، وبين كيفية العيش في ظلّ احتلال عنيف وقاس، وتحت وطأة الارتباكات الفلسطينية الداخلية.

يدفع «عمر» مخرجه هاني أبو أسعد خطوة جمالية إضافية إلى الأمام، بعد 8 أعوام على «الجنّة الآن» (2005)، الذي أراده صاحبه نوعاً من اختراق أحد المحرّمات الفلسطينية: سؤال نقدي ـ سجالي حول العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي (هل هي استشهادية أو انتحارية)، وسؤال نقدي ـ سجالي آخر حول تداعيات التعامل الأمني ـ الاستخباراتي الفلسطيني مع العدو. لكن «الجنّة الآن» (جائزة «غولدن غلوب» في فئة أفضل فيلم أجنبي في دورة العام 2006) لا يكتفي بهذا، لقدرته على تحقيق نمط سينمائي مواز لعمق المادة الدرامية، ولبراعته في السير على الحافة من دون وقوع كبير أثناء تناوله محرّمات كهذه. وها هو «عمر» يستكمل شيئاً من عملية الاختراق السينمائي نفسه، بالتساوي مع أسئلة إنسانية لا تقلّ أهمية: الصداقة والحبّ والمقاومة والاعتراف.

عمر (آدم بكري) وأمجد (سامر بشارات) وطارق (أياد حوراني)، 3 أصدقاء منذ الطفولة. عاشوا معاً، وواجهوا معاً، وخاضوا معاركهم الشخصية معاً. ربما من هنا نشأت قصة حب «سرّي» بين عمر ونادية (ليم لوباني) شقيقة طارق، وهي قصة جعلت عمر يتسلّق جدار الفصل العنصري مراراً وتكراراً للقاء حبيبته، مع ما يُشكّله هذا التسلّق من مخاطر الرصاص الإسرائيلي. شيئاً فشيئاً، يكتشف عمر أن أمجد مُغرم بدوره بنادية، التي تُكنّ حباً صافياً لعمر. هذا جانب أول يتوازى وجوانب أخرى: الرغبة في الخلاص من الجحيم اليومي وانسداد الأفق، مواجهة المحتلّ بشتى الوسائل، سؤال الصداقة ومصيرها والحبّ ومساراته، إلخ. عمر فرّان يجتهد لجمع المال من أجل الزواج، لكن عملية قتل جندي إسرائيلي يقوم بها الأصدقاء الثلاثة تضعه أمام أقسى الخيارات، بعد إلقاء القبض عليه من قِبَل الشرطة الإسرائيلية: إما التخلّي عن أحلامه بتمضية عمره كاملاً في السجن، وإما خيانة الصداقة والاعتراف بهوية القاتل الفعلي.

سؤال التعامل الأمني مع الإسرائيليين يبرز بقوّة هنا، ويفتح مجالاً أمام سؤال لا يقلّ خطورة عنه: مجرّد «توهّم» بمسألة ما يكفي للنيل من المرء وتحطيمه داخل بيئته، وربما لتصفيته أيضاً. هاني أبو أسعد مُصرّ على المسّ بمحرّمات. يرى، عبر فيلمه هذا على الأقلّ، ضرورة مناقشتها. والمناقشة هنا لا تنال من الجانب السينمائي أبداً، لأن النصّ مكتوب بمتانة واضحة، والمعالجة تخلو من كلّ ركاكة في الحوار والمونتاج والتصوير والتقاط المشاهد (خصوصاً لقطات المطاردة، أو لحظات الحب، أو لقاءات الأصدقاء وصراعاتهم، إلخ). عمر لا يرضخ للمحتلّ الإسرائيلي، كما أنه يقبل، بمرارة، «خيانة» الحبيبة له مع أمجد، المخادع الذي لم يأبه بالصداقة، والذي يجعل الخديعة والافتراء والكذب مدخلاً إلى الحصول على ما يريد. كأن الصراعات الداخلية بين الأصدقاء الثلاثة، وإن كانت خفية أحياناً، تتساوى والصراع اليومي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذان الجانبان متوازنان في معالجة درامية مرتكزة على عملية توليف مشدودة البناء الفني البصري.

الوهم أداة تدمير، والخداع أيضاً. إنهما أسرع الطرق إلى تحطيم كل شيء. الإسرائيلي مدمِّر ومخادع هو أيضاً. لهذا، يتوغّل «عمر» في قراءة الجانبين، كمن يرسم الخطوط الفاصلة بينهما، أو المشترك الذي يؤدّي إلى مزيد من الخراب. مقاومة المحتلّ تُشبه سعي عمر إلى كشف حقيقة ما جرى داخل العلاقة الثلاثية للأصدقاء، التي أفضت إلى مقتل طارق على يديّ أمجد من دون أن يقصد هذا، وإلى زواج أمجد من نادية بتدبير مسبق منه. الإسرائيلي يريد بدوره تصفية قادة المقاومين واحداً واحداً عن طريق عمر، والقائد الميداني للمقاومة الفلسطينية يريد فهم السرّ الكامن وراء مرور شهرين اثنين على مقتل طارق قبل تسليم جثته إلى أهله. لكن عمر، الذي وجد نفسه فجأة وحيداً في عالم معقّد من المصالح والصدامات والقسوة، والذي يكتشف بالصدفة خداع أمجد وانهيار عالمه الخاص، يمضي اللحظات الأخيرة من الفيلم في عملية تصفية حسابات قاسية، وتطهّر يجعله نبيلاً في موقفه من نادية وأمجد، ومناضلاً بريئاً من تهمة الخيانة والعمالة، وإنساناً أتقن كيفية الخروج من النفق، وإن على حساب ذاته.

إذا كان النصّ السينمائي متين البنية وسلس الحوارات والمعالجة، فإن المشهدية السينمائية تتكامل في مسارها الدرامي، وتضع المتتاليات البصرية في سياق أخّاذ من السرد الحكائي الذي لا يخلو من كوميديا ساخرة أتقن أمجد تحديداً استخدامها في تعليقاته الساخرة على وضع أو حالة أو سلوك.

«قوّة قاهرة» للسويدي روبن أوستلوند.. عار الأسرة

زياد الخزاعي (لندن)

شريطٌ صادمٌ بتريّث سرده لحكاية كائن صلف بخساراته. سليطٌ برؤيته الطبقية لعائلة هدد استئثار رجلها كينونتها. حاذقٌ بهجائه خراب نفوس غدرت بها ضمائرها. ضخّ السويدي روبن أوستلوند في عمله الروائي الرابع «قوّة قاهرة» ـ الذي عُرض في الدورة الـ11 (10 ـ 17 كانون الأول 2014) لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي» ضمن خانة «سينما العالم» ـ فيوضاً من تخالفات إنسانية ضمن بيئة شديدة النصاعة، علامتها بياض إلهيّ، شهدت مجزرة عواطف وظنون وطعون ثقة وجبن شخصي جارح. تحلّ عائلة سويدية تقليدية، مكوَّنة من أب وأم وطفلين، في منتجع «ليزارك» عند جبال الألب الفرنسية لقضاء إجازة تزلج. كل شيء مُدَبَّر ومُنَسَّق بقوة قوانين تجارية، بدءاً من حجوزات فندق امتاز بأناقة غرفه ومطاعمه ومقاصفه ولياليها وحفلاتها، وانتهاءً بنظم وتقنيات عالية الجودة تؤمّن أفضل متعة لرياضة عائلية، مُحاطة بخدمة من طراز أوروبي رفيع. هذا فردوس ثلجي تعلو فيه وتريات أنتونيو فيفالدي «الفصول الأربعة» (1720) لتُذكر بمهابة بريته. زبائنه أشبه بملائكة جبلوا على لذّات وصخب واسترخاء وانفتاح علاقات. الجميع متساوون في اقتناص أهوائهم بأكبر قدر ممكن، ولا ضير إن وصل إلى حدّ الجنون، كما هو في مشهد صاخب لشباب مخمورين.

مستكملاً ما صوّره في عمله السابق «لعب» (2011)، حول بلطجة صبيان شمال أفريقيين ضد أقرانهم من السويديين، وجبن الكبار في معالجة جنون العنصرية وتماديها، يأتي نص أوستلوند بمثابة هجاء مرير لـ «خلل آدمي»، ارتبك فيه الأب توماس (يوهانس كونكه) ورمى وحشيته في وجوه أفراد عائلته مفضّلاً سلامته، حينما هجمت عليهم ثلوج انهيار مقنن، تجريه السلطات بشكل دوري، وهم على شرفة مطعم يتناولون وجبة غداء. حين تتكشف لهم أن الموجة غادرة، يفر الأب تاركاً زوجته إيبا وطفليه تحت رحمة موت اقترب، لكنه لم يغدر بهم. بعد هذا الرعب تصبح يومياتهم وطباعهم وارتيابهم ومعشرهم محل تساؤل حاسم بسداد عواطفهم تجاه بعضهم البعض. تعم حالة خيبة مكتومة. يصبح فيها الصغيران أكثر عدوانية، وينال سقُم الريبة من والدتهم المفجوعة بخذلان زوجها وخزيه. لن يستعجل أوستلوند التهمة العائلية، بل يُوضّبها على شكل تراكم سلوكي جارح، عكس مرارة السيدة الشابة وانكفاءها وانكسارها وغضبها. ترى أي مجازاة يتوجب اعتمادها إزاء فعل شائن ومذلّ؟ ما السبيل لتلبيس الخزي على وجدان أب تعمّد قتل نخوته؟ هل تحتاج هذه الأم إلى تذكيره بعيبه أم مقاضاته على انهزامه؟ تعترف إيبا (النرويجية ليسا لوفين كونغسلي) بجسامة خيارها: «بالتأكيد لن أستطيع معاقبة أيّ شخص يطأ على أولادي كي ينجو بنفسه»، فيما يواجهها توماس بجملة حقودة: «لكلّ منا وجهة نظره لتفسير الأحداث».

ضمن أفضل تمهيد سينمائي، اختزل «قوّة قاهرة» (أو «سيّاح») العار المقبل بكَمّ من لقطات مفخّمة أنجزها بألق بصري مدير التصوير فردريك فينزل لجبال بيضاء وعائلة «يصطادها» مصوّر فوتوغرافي لجوج. ترابُطُهُم وحنانُهم عَكَسَا منبتاً برجوازياً مرفّهاً، استكمل الصورة السياحية للموقع ونيّاتهم بمتع لا حدّ لها. حوارية إيبا مع سيدة، التقتها في مقصف المنتجع، حول الحرية الشخصية والخيانة الزوجية وصون العِشْرَة وكرامة الأسرة، كرّستها كقيمة أخلاقية، سرعان ما تواجه خرابها الذاتي. المدهش أن أوستلوند، الذي تتوازى موهبته مع مواطنه لوكاس مودوسون ـ صاحب «معاً» (2002) و «نحن الأفضل» (2013) ـ يحيلها إلى غول لا يتسرع استقواءه، بقدر ما يجعل تريّثه عنواناً لشكيمة نسائية تسعى إلى اعتراف زوج نافح بوسامته ورجولته، وبكذبه ونفاقه وتبريره أن «كل شيء افتراضي» للفرار من الحقّ، والاعتراف بعطبه.

الثواني القليلة للانهيار الجليدي عصفت بعمر طويل لزيجة بدت متماسكة، قبل أن تكشف عن هشاشة ماحقة استلزمت بلاءات متجددة كي تمتحن طهارتها، حقّقها الشريط لاحقاً على دفعتين: انهيار توماس وإقراره، بين دموعه وبكائه الهستيري، بمهانته: « أفهم أنك خائبة الظنّ بشخصي. أنا أيضاً خائب الظنّ به. أكرهه كثيراً، ولن أغفر له. افترى وخان. إنه بائس ومثير للشفقة. لا أستطيع العيش معه طويلاً. أنت لست الضحية الوحيدة هنا. أنا أيضاً ضحية لعينة لغرائزي». ولاحقاً، إنقاذه زوجته خلال رحلة تزلج عاصفة وإعلان انتصارهما لصغيريهما: «لقد فلحنا»، إشارة الى أن عودة العائلة هي إيذان مطلق لـ «قوّتها القاهرة» ضد محن ولا تضامن ولا عار جماعي.

السفير اللبنانية في

15.01.2015

 
 

"روز اليوسف" تعيد طباعة بوسترات أفلام إحسان عبدالقدوس وكتبه في اليوبيل الفضي لرحيله

كتب : ا.ش.ا

تنطلق  في السادسة مساء يوم الأحد القادم إحتفالية كبرى،والتي تقيمها مؤسسة روز اليوسف للصحافة والطباعة والنشر،إحتفاء بذكرى مرور 25 عاما على رحيل الكاتب والأديب الكبير احسان عبد القدوس، والذي قدم للسينما والدراما أكثر من 60 عملاً وهو ما يفوق ما قدمه الأديب العالمي نجيب محفوظ.

يشارك في الاحتفالية لفيف من الوزراء في مقدمتهم الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة,والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، ومنير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة،كما يتم خلال الاحتفالية التي يشارك في تنظيمها أسرة احسان عبد القدوس تكريم الشخصيات التي تولت إدارة صالون احسان عبد القدوس، وهم الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الادارية الاسبق، والدكتور مصطفى الفقي مستشار رئاسة الجمهورية الاسبق، واسم الاعلامي طارق حبيب، وصلاح عيسى وكيل المجلس الاعلى للصحافة، وضياء رشوان نقيب الصحفيين.

وقال عبدالجواد أبوكب رئيس تحرير بوابة روزاليوسف والمنسق الاعلامي للاحتفالية أن روزاليوسف أعادت طبع بوسترات أفلام احسان عبدالقدوس والكتب التي تتحدث عنه بما فيها بوسترات الأفلام النادرة.

وأضاف أن اللجنة الخاصة بالاحتفالية والتي يرأسها المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس مجلس ادارة روزاليوسف ويشارك فيها نجلا الأديب الكبير، محمد وأحمد احسان عبدالقدوس وجهت الدعوة لكل الفنانين سواء الذين شاركوا في أفلام احسان أو الذين يمثلون رافدا حقيقيا للابداع والتنوير وعلي رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والنجمة الكبيرة نادية لطفي والنجوم يحيي الفخراني والزعيم عادل إمام وزبيدة ثروت ونور الشريف والهام شاهين ويسرا وميرفت أمين وماجدة ومحمود عبدالعزيز وهاني شاكر وشيريهان وسهير رمزي وغيرهم.

وأشار إلي أن الاحتفالية ستشهد عرض فيلم تسجيلي عن احسان عبدالقدوس يقدم له الناقد الفني طارق الشناوي أحدث مدير لصالون احسان عبدالقدوس.

هند عاكف:

الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة،ولم أبتعد عن الفن لكني في إجازة

كتب :  هشام الخطيب - سمير حافظ - محمد اسماعيل

أكدت الفنانة هند عاكف انها تمتلك عقودا لأعمال فنية غير أنها معطلة بسبب ظروف الانتاج الصعبة ،موضحة انها لم تبتعد عن الفن ولكنها في إجازة .

وقالت هند عاكف-في حوار مع أسرة قسم الفن بوكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية-إن انشغالها الحالي بالعمل السياسي لا يعني ابتعادها عن الفن لأن الأثنين وجهان لعملة  واحدة،وهي الآن تفضل العمل السياسي من خلال الترشح للانتخابات مجلس النواب لأن مصر في حاجة إلى الاستقرار لتحقيق النهوض الاقتصادي .

ولفتت إلى أن الفن المصري حاليا هو في أضعف حالاته إلا ما ندر من أعمال،بسبب ضعف الانتاج الحكومي  والمتمثل في التليفزيون المصري وقطاع الانتاج وسيطرة المال الخاص على السينما والدراما في مصر الذي يهتم بالربح أكثر من الجودة بالاضافة إلى المغالاة في أجور  كبار الفنانين  دفع شركات  الانتاج الحكومي إلى الاعتماد على فنانين مغمورين.

وقالت إن روائع الدراما في مصر هي التي انتجها التليفزيون المصري مثل مسلسل"ليالي الحلمية"،وهي لاتزال باقية حتى الآن،داعية الدولة إلى الاهتمام بدعم عملية الانتاج في ظل المنافسة الشرسة مع شركات الانتاج الخاصة والفضائيات الكبرى حتى تعود الريادة للتلفزيون .

وناشدت  النجوم وكبار الفنانين بدعم الفن المصري من خلال العمل في دراما لصالح التليفزيون الحكومي لأن في ذلك دعم للدولة بتقديم أعمال جادة تؤثر بشكل ايجابي في المجتمع،مشيرة إلى أن الالفاظ التي امتلأت بها مسلسللات رمضان الماضي تأثيراتها خطيرة على النشء.

وانتقدت هند عاكف،الحالة التي وصل إليها المسرح في مصر حاليا،وعدم الاستفادة من قصور الثقافة المنتشرة في كل محافظات الجمهورية المختلفة وتخلي الدولة عن دعمها لتقديم فن قوي يحمل العديد من الرسائل الهامة في المجتمع بالاضافة إلى دور البيت الفني للمسرح الي يعد مؤسسة تابعة للدولة،وأعربت عن أملها في أن تعود مسارح الدولة للعمل من جديد لأن المسرح يعبر عن حضارة البلاد وهو جزء مهم جدا ورسالة  لثقافة اي مجتمع.

وعن رأيها في السيرك المصري قالت "لا يوجد اهتمام بالسيرك في مصر بعكس الدول الغرب التي تهتم بلاعب السيرك وتعطيه قيمة  غير عادية "،مشيرة إلى عدم وجود تبادل مع مدارس السيرك في الدول الغربية .

ودعت الفنانة هند عاكف وزارة الثقافة إلى أن تدعم السيرك باعتباره فن له قيمة يحظى باحترام الشعوب،مشيرة إلى أن بدايتها الفنية كانت في السيرك حيث عملت به خلال طفولتها في فقرة الكوتشوك وتعلمت من هذه التجربة التركيز والصبر وتحمل المسؤولية .
  وأعربت عن استيائها من انتشار الأعمال الفنية التي تروج للبلطجة والانحلال الأخلاقي في الشارع المصري،وقالت "أنا ضد الرقابة على الابداع إذا كان إبداعا وضد الاسفاف والابتذال بداعي الحرية".

وبشأن انغماس الفنانين في العمل السياسي أكدت هند عاكف أن ممارسة الفنانين للعمل السياسي ظاهرة إيجابية تخدم المواطن والفنان الذي يكون أقرب شخص لما يجري في الشارع  من خلال القضايا التي يطرحها في أعماله الفنية .

وأضافت أن الفنان مثل أي مواطن آخر من حقه العمل العام ومنه الحياة السياسية والنيابية بشرط أن يكون مؤهلا لذلك ويكون لديه ميول للعمل السياسي،مشيرة إلى أنها كانت تميل للعمل السياسي منذ طفولتها ومارسته من خلال مؤسسات المجتمع المدني ( دور الأيتام والتبرعات)،كما تقوم بعمل دراسات عليا في الاقتصاد والعلوم السياسية.

بلاغ للنائب العام ضد محمد السبكي منتج فيلم ريجاتا

كتب : رمضان أحمد

تقدم د٠ سمير صبري المحامي  ببلاغ للنائب العام ضد محمد السبكي منتج فيلم ريجاتا وقال صبري في بلاغة : يبدو أن ظاهرة سينما المقاولات لا تنتهى، فهى مستمرة طالما استمرت صناعة السينما، وإن كانت شهدت طفرتها فى الثمانينيات من القرن الماضى مع ظهور منتجين جدد على الساحة السينمائية لديهم ثقافة سينمائية متواضعة، لكن معهم أموالا كثيرة، ثم اختفت لفترة ما فى بداية الألفية الثالثة، لكنها عادت للظهور مجددا مع ظهور مجموعة جديدة من المنتجين من المقاولين والجزارين وتجار اللحوم يرون فى السينما «الفرخة» التى تبيض ذهبا،ويرون فيها كذلك متسعا للتجارة في احقر وأقذر القيم والانحطاط اللفظي والمرئ ويرون انها تضيف لهم بريقا اجتماعيا، ويحصلون على لقب «منتج»، حيث يعتمدون على ميزانية قليلة وممثلين شباب جدد يبحثون بدورهم عن أى ظهور على الشاشة الكبيرة. و أن أفلام المقاولات تظهر فجأة وبدون مقدمات، وكأنه يتم تصويرها فى الخفاء، حيث ظهر علي اليوتيوب البرومو الثاني للفيلم السينمائي الجديد "ريجاتا"، تمهيدًا لعرضه على الجمهور يوم 21 يناير الجاري، والذي احتوي على العديد من الألفاظ البذيئة ترددت على السنة الفنانين المشاركين في العمل ومنهم محمود حميدة، ورانيا يوسف، وعمرو سعد. ومن الألفاظ ما قاله محمود حميدة، "بحب النسوان الفايرة"، ٠٠٠٠"هي كانت بقميص النوم؟ ياخسارة ملحقتهاش"،٠٠٠٠٠ وما قالته رانيا يوسف، "زنا٠٠ وتقفيش٠٠ وتفعيص٠٠ وحاجة تقرف"، وعندما سئل عمرو سعد، "جبت الفلوس دي كلها منين؟"، فرد قائلاً: "من الوساخة"!!.هذا البرومو والذي يعد مقدمة وإعلانا عن الفيلم المزمع عرضة يسئ إساءة بالغة للحياء العام بخلاف إثارتة للغرائز بأسلوب بذئ ابعد ما يكون عن العمل الإبداعي ويستخدم اللحم الرخيص والألفاظ القذرة الحقيرة لتحقيق اكبر عائد مالي بصرف النظر عن الأضرار الجسيمة التي تنشأ من جراء عرضة وتداولة 

ولا يمكن التذرع والقول بحرية الإبداع فهو قول يخالف صحيح الواقع فالهوي  طاغ، والتدليس على أشده، ونقول: إن الإسلام أباح حرية التفكير فيما للعقل فيه مجال، أما أن يخوض في غمار لجج ليس له حظ أو نصيب فيها هو ضرب من التعته أو التحذلق غير المفيد، بل والضار في ذات الوقت. وليست الحرية والإبداع أن تحطم جميع العقائد والأعراف والموروثات، أو أن تهزأ بالأديان، أو تحقر من تعاليمها. وليست حرية الإبداع أن تمزق برقع الحياء، وتأخذ في التلاعب بالأعراض، واستخدام الجنس بطريقه فجة مخزية.والالفاظ المتدينة الحقيرة منهج ٠٠٠ فنعم للإبداع .. لا للابتداع.نعم للاجتهاد العلمي الصحيح.. لا للتخبط والتهويم. نعم للرأي الحر السليم لمناصرة الحق .. لا للرأي الهادم للحقائق. والحديث عن حرية الابتداع بلاحدود ولأسقف أخلاقي إنما هو نوع من الانفلات يروج لها الخارجين عن القانون والقيم الاجتماعية واضاف مما يؤسف له أن المبلغ ضدة قد استخدم عبارات قذرة، يمجها العقل والعرف والذوق، فضلاً عن الدين والإيمان، ولا يليق بشخص يحترم نفسه، ويحترم أمته، أن يصدر عنه مثل هذه الألفاظ، فكل إناء بالذي فيه ينضح .  والمبدع حقًا هو الذي يصفي ألفاظ السوقة والسفلة مما يخدش الحياء العام، ويبعدعن نطاق اللغة المقبولة خلقًا وعرفًا وذوقًا، ويترجم عنها بعبارات من عنده تكشف  المقصود، دون أن تتلوث بقذارة المحظور 

ولكل مجتمع مجموعة من المبادئ والقيم تعارف الناس عليها: أن تظل مصونة محصنة، وهي تمثل (الثوابت) للأمة، فلا يجوز اختراقها أو التعدي عليها، أو العبث بها، وإلا تعرضت الأمة للخطر، لأنها أصيبت في جذورها وفي هويتها وجوهر وجودها. 

ومن تأمل في الحياة والكون من حولنا، لا يجد فيه شيئًا حرًا حرية مطلقة، بل يجد كل حرية تحدها حدود، وتضبطها قيود.

واضاف  ان السبكى بما أنتجه يضعة تحت طائلة المحاسبة والعقاب لاقترافة جرائم تخدش الحياء العام، والمجاهرة بالفسق والفجور ونشر الرذيلة حيث ان انتاجة لهذا لفيلم ونشرة وعرضة ماهو الادعوة لممارسة الفجور والرذيلة، وحكمها حكم التحريض عليهما، وهو ما جرم بالمادة رقم 269 مكرر من قانون العقوبات، كما مارس أفعالا مخلة بالحياء، وتنطبق علية المادتان 178 و178 مكرر من قانون العقوبات المعدلتين بالقانون رقم 16 لسنة 1952. قدم صبري ثلاث اسطوانة مدمجة والتمس احالة السبكي للمحاكمة الجنائية

روز اليوسف اليومية في

15.01.2015

 
 

فيلم للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي

«رسائل من اليرموك».. جوع وموسيقى وحب

المصدر: عُلا الشيخ – دبي

«وماذا بعد؟» سؤال يطرحه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في فيلمه «رسائل من اليرموك» بلهجته العامية «شو نعمل؟» في أكثر من مشهد، أو تحديداً بعد انتهاء المشهد المرسل إليه من قبل المصور نيراز، المقيم في مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق.

الفيلم الذي عُرض في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي، يصيب المشاهد بحيرة، لا تقل عن حيرة مشهراوي، الذي وجد نفسه أمام الـ«سكاي بي» يتحدث مع لميس الفتاة الفلسطينية التي غادرت مخيم اليرموك بعد حصاره الممتد إلى اللحظة، وأصبحت لاجئة في ألمانيا حالياً، يسمع منها قصة نيراز، تحاول أن تقول له إن في جعبة نيراز الكثير من الحكايات التي تحتاج إلى أن تصل إلى العالم، وهي تنطق اسم نيراز تشعر كمشاهد بأن رجفة صوتها ما هي إلا دقات قلبها تجاه من تحب، والذي يعيش بعيداً عنها.

مشهراوي، مع نيراز تارة، ومع المخيم أخرى، ومع التساؤلات تارات كثيرة، من الممكن اختصار حيرته بما قاله خلال الفيلم: «نيراز صار باعتلي صور كتيرة، وأنا بشوف هالصور، حياة ناس كاملة، بتموت، وبتجوع، واحنا بالسينما منسمي كل هالقصص مواد منعمل فيها شي فيلم».

الفيلم ببساطة وجد خلاصه بالتنقل بين ثلاثة محاور: الجوع، والموسيقى المنوطة بالشاب أيهم أحمد، وعلاقة الحب بين لميس ونيراز، وهناك مكان واحد يجمعهم اسمه مخيم اليرموك الذي تعيش فيه النسبة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين، ونسبة من السوريين، والذي يتعرض فوق حصاره منذ الثورة السورية إلى القصف والهدم والقتل، إضافة إلى مصطلح جديد اسمه «شهيد الجوع»، وهو الموضوع الرئيس والأول في الفيلم.

الجوع حسب نيراز - المصدر الرئيس لتزويد فيلم مشهراوي بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو - ليس المعنى الحرفي لعدم وجود الطعام فقط «بل لعدم وجود مكملات التغذية، فمريض السكر من السهل أن يموت من نقص الغذاء»، لكن في الوقت نفسه تمر المشاهد على لاجئين يحومون حول القمامة، يحاولون الوصول إلى لعق بقية الطعام، وتجميع فتاة الخبز، هو تفسير لكل صورة وقف أمامها مشهراوي يسأل نيراز عنها، مثل صورة الأطفال الثلاثة حليقي الشعر. يقول نيراز: «اسميتهم بالملائكة الثلاثة»، موضحاً «هؤلاء الأطفال نازحون من مخيم ملاصق لمخيم اليرموك، فقدوا الأم والأب، تمت حلاقة شعرهم بسبب مرض مصحوب بنقص الغذاء كيلا ينقلوه لغيرهم، ورفض النظام نقلهم خارج المخيم للعلاج»، وصورة الطفل الجالس يضع يديه على وجهه يقول نيراز: «ينتظر مثل كل شخص في المخيم، ينتظر ماذا لا نعرف».

لتنتقل الكاميرا مباشرة إلى مشهراوي، وهو يجلس في منزله فاتحاً نافذة على مدينة رام الله، داعياً نيراز النظر إليها، وكأن مشهراوي يريد أن يسخر من الظروف التي جعلت رام الله مدينة آمنة على رغم الحواجز والمستوطنين، مقارنة بمخيم اليرموك، فتلمس الحرقة في عين نيراز الحالم بالعودة يوماً ما ويقول: «هذه هي الحياة».

الحياة بالنسبة لنيراز تتعلق بسطح المنزل، سطح ليس مطلاً على أشجار ومناظر خلابة، بل على دمار وموت وقهر ونزوح يومي، يقول: «السطح في المخيم قصة بحد ذاتها هو مساحتك التي تتحرك فيها، ترى الناس من خلاله، هو المكان الوحيد الذي تشعر بأنك قريب من السماء فيه، بعيداً عن الحصار، تتذكر فيه أصوات الناس التي كانت في بيوتها يوماً، تنادي من خلاله أصحابك، السطح بالنسبة لنا حياة».

من هذا المشهد ينتقل مشهراوي إلى قرية عولم في فلسطين المحتلة، قرية قضاء طبريا، هي المنطقة التي تنحدر منها أصول نيراز، والتي لجأت عائلته منها إلى سورية إلى مخيم اليرموك في عام 1948. يقول مشهراوي: «مش عارف شو احكي لنيراز عن قريته، احكيله انه بطلت موجودة، انه صار فيها تطهير عرقي، انها مدمرة في الكامل.. قررت اني ما احكيله شي، خليها بمخيلته زي ما حكاله عنها أجداده».

التخيل هنا ينتقل بلقطة ذكية إلى رجل بيده وعاء فارغ في مخيم اليرموك، يسأله نيراز: «شو عم بتاكل». فيجيبه: «بشرب شوربة عدس مع لحمة، يا لطيف شو طيبة».

هنا تنتهي المشاهد المتعلقة بمسألة الجوع، التي كانت عبارة عن صور، ولقطات فيديو مع الناس، وهم يشربون الماء مع البهارات، ويقفون في طوابير ممتدة للحصول على رشفة منها.

يبدأ مشهراوي بالتركيز بعد ذلك على الحياة من خلال اللغة العالمية التي تجمع بين البشر، وهي لغة الموسيقى من خلال صديق نيراز الفنان أيهم أحمد، الذي وعد المخيم بأن يجعل صوت الموسيقى في المخيم أعلى من صوت الرصاص، يجر البيانو المتهالك من خلال عربة، ووراءه فرقته من الصغار والكبار من سكان المخيم، يغنون ويعزفون ويرقصون، يتحدون الموت ووابل الرصاص والجوع من خلال حناجرهم، كل يوم تجوب فرقة أيهم أروقة المخيم، يقفون منتصبي القامات، يشدون بأعلى أصواتهم عبارات منصبة أغلبيتها على الرجاء لأهالي المخيم بالعودة إلى حضنه، يقول أيهم: «التمسك بفكرة المخيم هو الطريق إلى عودتنا الى فلسطين».

ويعود بنا مشهراوي إلى فلسطين، الى مدينة رام الله، وتحديداً امام متحف محمود درويش، وصوت درويش وهو يقول ويبكي:

«سنلتقي غداً على أرض أختك فلسطين

هل نسينا شيئاً وراءنا؟

نعم.. نسينا تلفت القلب.. وتركنا فيك خير ما فينا

تركنا فيك شهداءنا الذين نوصيك بهم خيراً».

واتفق على إقامة معرض صور لنيراز عن لقطاته في مخيم اليرموك، اسماه «وللحلم بقية»، رافقه «سكاي بي» مع نيراز وفرقة أيهم أحمد الموسيقية، وعاش الجميع لحظة العودة، ولو إلى حين، في مشهد مبكٍ على حال كل من حمل الهوية الفلسطينية. تنتهي قصة الموسيقى مع أيهم عند انقطاع الماء لمدة 20 يوماً عن مخيم اليرموك، فيحول عربته التي يجر بها البيانو إلى عربة توزيع ما تيسر من الماء على أهالي المخيم.

خلال الفيلم تتعرض المشاهد إلى حدثين آخرين، أولهما الحرب الأخيرة على غزة، وكيف انقلبت الآية، وبات أهالي مخيم اليرموك يعتصمون نصرة لغزة يرددون شعاراً رفعه السوريون منذ بدء الثورة: «يا الله ما لنا غيرك يا الله». أصبح نيراز من يتصل بمشهراوي ليطمئنه على غزة، ويؤكد له وقوف المخيم إلى جانب غزة.

أما الحدث الثاني فهو استشهاد شقيق نيراز في دمشق، يسأل مشهراوي: «كيف مات؟» ليجيب نيراز: «هون ما في حد يموت بسبب».

يستمر مشهراوي بتساؤله «وشو بعدين؟»، ويجعل المشاهد يتساءل معه، خصوصاً أن موضوع الفيلم لم يظهر في رأسه، كل الحكاية أنه تلقى صوراً من نيراز، وأراد أن يصنع منها فيلماً، ليقرر في النهاية أنه سيقدمه هكذا، لكل آلامه وتساؤلاته، لكل أحلامه، الأحلام التي حملتها فتاة عشرينية معها عندما غادرت المخيم متوجهة الى ألمانيا، تاركة عائلتها في دمشق بعد نزوحهم من المخيم، وقلبها المتمثل بنيراز، هي اعترفت أخيراً بحبها الكبير لنيراز، يسألها مشهراوي: «وبعدين؟» لتجيب: «نيراز لن يترك المخيم قبل أن يعم السلام فيه، بعدها سأجعله يأتي الى ألمانيا لنؤسس حياتنا معاً»، متأثرة بجواب موظفة استقبال اعتماد اللجوء الألمانية عندما وضعت اسمها في خانة «من لا وطن لهم».

ينتهي الفيلم بصوت مشهراوي وهو يقول: «بعدما رأينا كل الصور، فلنفكر بما نستطيع تقديمه».

وتختم الكاميرا مع نيراز وهو على سطح منزله، وصوت أيهم أحمد وفرقته يغنون: «اليرموك اشتقلك يا خيا». «رسائل من اليرموك» هي رسائل جابت المخيم، صارخة حيناً وحالمة أحياناً، في زمن الحياة والحرب، والموت من الجوع، حاول مشهراوي طوال الفيلم تحييد موقف المخيم مما يجري في سورية، وقد نجح في ذلك، لكن من يعلم عمق المخيم يدرك تماماً أنه لن يكون إلا مع الضحية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

15.01.2015

 
 

فيلمان محفوران في ذاكرة جيل الخمسينات (2 من 2):

«أيامنا الحلوة» مأخوذ عن رواية للفرنسي هنري ميرجيه

عبدالله المدني*

أما الفيلم الآخر الذي انجذب إليه جيلنا وشاهده مرارا وتكرارا من خلال الشاشة الفضية، بل واندمج مع أحداثه إلى حد النواح والتأثر فهو فيلم «أيامنا الحلوة» المأخوذ (الأصح المسروق لأن منتجي الفيلم لم يشيروا إطلاقا إلى مصدره) عن رواية «البوهيمية» للكاتب الفرنسي هنري ميرجيه، الذي أخرجه حلمي حليم من إنتاج «شركة الفيلم العربي»، وتم عرضه للمرة الأولى في القاهرة بسينما ديانا في السابع من مارس/آذار 1955 .

والحقيقة أن العنوان الذي اختير للفيلم بعد تمصير أحداثه على يد المبدع علي الزرقاني كان موفقا ومنسجما مع صلب موضوع الفيلم، وهو تعاون وتكاتف ثلاثة شبان فقراء على السراء والضراء في محاولتهم إاتمام تعليمهم وتحقيق طموحاتهم وسط ظروف اجتماعية صعبة، لكن داخل بيئة حميمة. فهذا كان واقع حال الكثيرين من شباب تلك الحقبة الزمنية من ذوي الإمكانيات المحدودة والطموحات الكبيرة. 

وبطبيعة الحال، ما كان للفيلم أن ينجح لولا إسباغ شيء من الميلودراما العاطفية عليه، من خلال تنافس الأصدقاء الثلاثة (عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي وعمر الشريف) على قلب فاتن حمامة، الفتاة اليتيمة التي دفعتها ظروفها المعيشية القاسية إلى استئجار غرفة متواضعة بجوارهم، إلى أن يظفر الأخير بقلبها ويتزوجها، لكن من دون أن يتسبب ذلك في حدوث شرخ في علاقات الزملاء الثلاثة بعضهم ببعض، بل من دون أن يؤدي ذلك إلى تخلي حليم ورمزي عن صديقهم الثالث حينما تصاب زوجته بمرض عضال يستلزم علاجه نفقات باهظة. وفي هذا أيضا تجسيد رائع للعلاقات الإنسانية والتكافل والمشاعر الدافئة التي كانت سائدة بين الأصدقاء والجيران في ذلك العصر المتميز ببساطته وحميميته.

أحسب أن هذين الفيلمين، وما شابههما من أفلام ظهرت في ما بعد، لم يجدا طريقهما إلى أفئدتنا وعقولنا إلا لتناولهما للحب البريء الطاهر البعيد عن الأغراض الدنيئة، خصوصا أن جيل تلك الحقبة كان بطبيعته محبا وعاشقا لكل شيء.. للجمال.. للأناقة.. للموسيقى.. للحياة.. للعلم.. للمجد. فمثلا كل واحد منا تقريبا كان متعلقا ببنت من بنات الجيران، أو كان يتوهم أنها تبادله مشاعر الحب بمجرد أن تمنحه ابتسامة طائرة من خلال النوافذ المتقابلة، أو تتبادل معه نظرات خجولة أثناء الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، أو تهمس له من خلف الجدران الفاصلة ما بين سطوح المنازل المتلاصقة. فكان ذلك أسعد ما نمر به من لحظات، ويظل لصيقا بوجداننا طوال الأيام والأسابيع التالية، نتخيلها ونرويها عشقا وهياما ونبني الآمال العريضة عليها. 

أما أكثر الأوقات التي كانت تراودنا فيها تلك الأحلام والتخيلات الوردية فهو وقت افتراشنا لسطوح منازلنا العربية البسيطة في ليالي الصيف الرطبة، وتلحفنا بسموات صافية مزينة بالأقمار والنجوم المضيئة. هل بإمكان أحد أن يخبرنا أين اختفت تلك النجوم التي كنا نحاول عدها إلى أن نغفو؟ ولماذا لا نرى اليوم سوى سموات داكنة تغطيها الأدخنة والعوادم السوداء؟

بقي أن نؤكد أن كل واحد من أبناء جيلنا أو أغلبهم لم يكن في عشقه وغرامه وهيامه منحرفا أو فاجرا أو متجاوزا للأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة بوقاحة. فغرامياته كانت سرية يحتفظ بها لنفسه ولا يفصح عنها إلا للثقاة من أقرب المقربين إليه، وتصرفاته كانت خجولة وفي حدود الأدب. وبكلام آخر لم يكن بواحا متفاخرا، أو خادعا يغري الفتيات بمعسول الكلام والوعود والمظاهر الكاذبة، مثلما يفعل أبناء الجيل الحالي – أو بعضهم كي نكون منصفين – ثم ينفض عنهن بمجرد أن تقع عيناه على أخرى أجمل أو أغنى.

وأخيرا فإن الرسالة (أو الخط كما كان يسمى قديما) كانت وسيلة الاتصال والاقتراب من المحبوبة لإشعارها بما يدور في الأعماق من ولـَه وعشق، كما أن طريقة إرسال الخط المزين في العادة بالورود والفراشات، والمعطرة بالرياحين كانت حذرة وتتم بتأن خوفا من وقوعها في أيد قد تصفع وجهك بـ «كف» «راشدي» ثلاثي الأبعاد لا تنساه مدى الحياة، وقد يغير خريطة وجهك. اليوم انقلبت هذه الصور رأسا على عقب، وصارت الرسائل وأصول كتابتها وثقافة التلهف عليها شيئا من الماضي، وحلت مكانها المسجات الطيارة، خصوصا أنّ الوسائط متوفرة بأعلى المستويات في أيدي المـُرســِل والمـُرسـَـل إليها، وتقوم بالنيابة عنهما في عمل كل ما يلزم… لكنه عمل ينقصه الدفء وصدق المشاعر.

*كاتب وأكاديمي من البحرين

«يلا عقبالكن» للفتاة حياتها وحريتها ورفض الزواج بأي ثمن

زهرة مرعي - بيروت – «القدس العربي»

بكل ثقة وهدوء وطمأنينة تدعو الممثلة الجميلة دارين حمزة، المشاهدين إلى جولة في مدينة بيروت لمعاينة كيف تعيش الفتيات العازبات. من العين إلى العين تأتي الدعوة من «ياسمينا»، التي يناديها أصحابها بـ»ياس»، تركب سيارتها من نوع «ميني» وتبدأ الرحلة. رحلة مع الحقيقة والواقع. 
هي حياة بدون قناع لأربع فتيات، الجامع بينهن وصولهن إلى عتبة الـ37 من العمر دون تحقيق ما يرغبه المجتمع، أي الزواج. ففي لبنان ترتفع نسبة الفتيات العازبات. إذ أكدت دراسة وصول الرقم إلى 70 % من الفتيات. عملياً، وإن كان صحيحاً هو رقم مخيف. والسبب هجرة الشبان للعمل في الخارج.

فيلم «يلا عقبالكن» ليس من فراغ. هو واقع معاش على مر الزمن. وصار ظاهرة تتضخم. تصدي الكاتبة نبال عرقجي لها، جاء بأسلوب رشيق جداً ميزه الحس الكوميدي. 

هو فيلم يحفل مساره بكم واضح من الجرأة. في السيناريو إذاً أربع فتيات. طبيبة، مصممة أزياء، وخبيرة في التجميل النسائي. أما الرابعة بينهن فلم تتضح هويتها المهنية. نراها في المقاهي، المسابح، تمارس الرياضة، أو تعيش حياتها العاطفية مع الشبان الذين تختارهم. عندما تدعو «ياسمينا» المشاهدين لمرافقتها في رحلة بيروتية عن حياة العزباء تقول «يا محلا السجادة»؟ 

تبدأ المعضلة بالتضخم مع دخول الفتاة عتبة 37 من العمر. والدتها تهددها بقرب لحظة انتهاء صلاحيتها كمرأة. وتقول: «النسوان بعد الأربعين بتخلص مدتن». قريبتها تسألها بدون مقدمات: «كيف مش مجوزة؟ ليزبيان يعني»! 

طفلا شقيقتها يعملان على خط تدبير نصيبها. العريس الموعود هو حارس المبنى. أمهات الفتيات مشغولات بالبحث عن عرسان لبناتهن. أمهات تجتهدن في اقناع بناتهن بالموافقة على استقبال هذا العريس أو ذاك. ظهرت الطرفة حين جاء عريس «لقطة» بحسب تعبير والدة الطبيبة. مهندس يعمل في دبي. لحظة اختلائه بالعروس أبلغها «مصاحب انكليزية وأعيش معها في دبي. جئت لزيارتك ارضاء لوالدتي»؟ ثلاث من الفتيات مشغولات بالحب. الحب هو العمود الفقري لأي صلة ممكنة مع أي شاب. 

الرابعة بينهن والتي لم نعرف مهنتها، تؤدي دورها ندى أبو فرحات بحرفية عالية، ليست معنية بالحب. بل تقاومه بقوة. مصيرها لا يحدده رجل. تعيش حياتها منفردة في منزلها. تفتح بابها لمن يعجبها. وحتى في حال فتحته، ولمست ازعاجاً من الضيف. تعيد فتحه مجدداً، ومن غير مطرود. هي امرأة بدون عقد، وبدون ضعف، مرحة وتحب الحياة. 

مصممة الأزياء تعيش علاقة حب كاملة مع رجل متزوج ولديه أطفال، إنما «مش طايق مرتي وبدِّي طلقا بالوقت المناسب»؟ هكذا يردد على مسمعها. 

عندما تفرح بحملها منه، يطالبها بالإجهاض. ليس هذا وحسب، بل كرم أخلاقه يدفعه للتكفل بدفع التكاليف! حينها تكتشف أنه يتمتع بحياته السرية معها كما أغلب الرجال المتزوجين. وأن الكذب ديدنه. «ياس» تنتظر حبها الآتي اسبوعياً من مصر لتمضية نهاية الأسبوع معها في الغرفة نفسها في الفندق البيروتي. تأتي به من المطار وتعيده إليه بعد يومين. وحين أرادت مفاجأته بزيارة في منزله في القاهرة، كانت زوجته تفتح الباب. وأصرت على ياسمينا بالدخول. تعرفها من اسمها على الهاتف. تصارحتا، واعلنت ياسمينا مفاجأتها بوجود زوجة وأطفال لحبيبها المخادع. وصل الطبيب المواظب على زيارة بيروت أسبوعياً لأكثر من سنة. صعق بوجود العشيقة إلى جانب الزوجة تحت سقف واحد. وكان عقابه صفعة مدوية من يد ياسمينا، وعلى مرأى من زوجته وأطفاله. ياسمينا تكره الكذب. ولا ترضى بدور «خطّافة رجال».

يمكن وصف «يلا عقبالكن» بالشريط الذي تصدى بجرأة وبواقعية لحياة النساء العازبات. وكيف لهذه الحياة أن تتحول رهينة بيد الرجال. وبحسب ما ورد في الفيلم. وبحسب السائد في الحياة الواقعية، فالرجل هو الذي يملك قرار طلب يد الفتاة للزواج. ومهما بلغ واقع المرأة المهني، العلمي أو المالي، ليس لها أن تتقدم طالبة يد الرجل للزواج. ربما توازي هذه السلطة الممنوحة تاريخياً للرجل في أثرها النفسي السلبي على النساء، أثر عقدة الخصاء. وهذا ما تلعنه نجمات فيلم «يلا عقبالكن» الأربع. وهنّ تصفن الرجال بـ»جنس واطي». ولم تتوانين عن كيل السباب من العيار الثقيل لهم. وفي التحليل الهادئ تصل واحدة من الفتيات الأربع لحصيلة مفادها أن «الحب اختراع ذكوري ليمكن الرجال من ممارسة الجنس مع النساء». 

عرض الفيلم وفق سياق مهضوم على مؤسسة الزواج. متزوجة تصف زوجها بـ»الفيل اللي عندي». وأخرى تحسد العازبات وتنصحهن بعدم الزواج، وعدم خسارة حريتهن. فيما تعلن إحداهن أن «نصف الشعب اللبناني مطلق». وترى رابعة أن 3 % من المتزوجين مسرورون في حياتهم، والبقية منهم يستمرون وفق مقولة «مكره أخاك لا بطل». في الحصيلة الرضا غير موجود لدى العازبات، المطلقات والمتزوجات كذلك.

يحسب للمخرج الذي وقع «يلا عقبالكن» إيلي خليفة اختياره الموفق للمممثلين الأساسيين، وكذلك الممثلين في الأدوار المكملة.

أدوار البطولة نسائية، وأسندت لندى أبو فرحات، دارين حمزة، نبال عرقجي ومروى خليل. تلك النساء الأربع تميزن بالصدق المطلق في الآداء، بالعفوية والمرح الذي ميز حياتهن. وهنّ تركن المشاهد أمام تساؤل هل فعلاً تستحق تلك النسوة وصف عانسات؟ أم بات ضرورياً اعادة النظر بالتعبير نفسه؟ لقد احسن خليفة إدارة الممثلات، وإظهارهن بأفضل حلّة، وفي حالة عارمة من الفرح. وكما وعد المشاهدين في عرض الإفتتاح جاء الفيلم مطابقاً «صادقاً، مضحكاً وعميقاً في الوقت عينه». وبمنظارنا هو يعالج قضية.

الممثلون في الأدوار الثانية كانوا في غاية الروعة من حيث الحضور في طليعتهم القديرة جوليا قصّار، التي أضافت أبعاداً درامية حيناً، وكوميدية حيناً آخر للمرأة التقليدية الراضية بالقسمة والنصيب، والمعتزة بالحب الذي حققته لزوجها بعد الزواج، وربما بعد الانجاب. 

وفي القدر نفسه من القوة جاء دور الممثل بديع أبو شقرا. ومن ثمّ الممثل الكوميدي ماريو باسيل. والممثل شربل زيادة. الشخصيات التي قدمها الفيلم تسللت بهدوء إلى المتلقي وقد تحقق ذلك من خلال الانصهار التام في الشخصية. 

«يلا عقبالكن» فيلم من صميم الحياة. يتصدى لما في نفوس الفتيات اللواتي يشارفن على عمر الأربعين وهن من دون زواج. ويظهر ذلك النزاع الداخلي الذي تعيشه الفتاة بين التقاليد والحداثة أو العصرنة. هي مواجهة يومية صعبة مع المجتمع تعيشها الفتاة غير المتزوجة. ويبدو جلياً أن الفتاة التي كان الفيلم بصددها لن تتزوج بأي ثمن. وهذا ما قدمته الكاتبة نبال عرقجي في نصها الذي ولج إلى التفاصيل. وهي التي شكلت العصب المميز للفيلم. ولا شك بأن عرقجي والمخرج خليفة سيجدان من يدينهما. وسيجدان من يصفعهما انطلاقاً من أحكام الحلال والحرام. منطق الحياة الواقعي يعرف أن الأقنعة مألوفة، وهي أكثر بكثير من قدرة احصائها. وأن الحياة المزدوجة كذلك مألوفة. والناس تبحث عن الصورة. الواجهة. واللماعية. فيما الصراحة والحقيقة في موقع الإدانة.

سبق لنبال عرقجي أن كتبت سيناريو فيلم «قصة ثواني» الذي عالج الإدمان، التفكك الأسري والتحرش بالأطفال في نهاية سنة 2013 وقد تم ترشيحه للأوسكار. ونال العديد من الجوائز العالمية. مع «يلا عقبالكن» كان لعرقجي أيضاً دور المنتج. والسيناريو الشيق الذي كتبته أقنع ايلي خليفة بإخراج نص ليس له لأول مرة، فكان «يلا عقبالكن». وقد سبق له وأخرج فيلمين قصيرين «تاكسي سرفيس سنة 1996». «مرسي نانيكس سنة 1998». «يا نوسك 2010» وهو روائي. وأفلامه نالت العديد من الجوائز.

يؤخذ على «يلا عقبالكن» معاناته من التطويل في جزئه الأخير وبدون مبرر. ويصفح له أنه قدم صورة جميلة عن بيروت المدينة. كما يؤخذ عليه وبقوة وصفه للشعب المصري بـ»الكذاب». وهذا ليس مقبولاً وتحت أي مسوغ. التعميم مرفوض في أي من الحالات. ولو نعت فيلم مصري الشعب اللبناني بصفة مماثلة، لقامت القيامة.

«يلا عقبالكن» فيلم انطلق في الصالات اللبنانية بدءاً من أمس الخميس. 

القدس العربي اللندنية في

15.01.2015

 
 

هل سيُلغى "مهرجان دبي السينمائي" نهائياً؟

دبي - ياسر المصري

مع بداية التحضيرات للدورة الـ12 التي ستنطلق في ديسمبر/كانون الأوّل من هذا العام، عادت الشائعات من جديد لتطال أحد أهم المعالم الثقافية لمدينة دبي، مهرجان دبي السينمائي. 

فقد تردّدت في الآونة الأخيرة أقاويل كثيرة حول الاتجاه إلى إلغاء المهرجان بسبب ميزانيته الكبيرة والأعباء المالية الضخمة التي يتمّ تسخيرها احتفاءً بالفنّ السابع في الإمارات، وهو ما نفاه رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة في حديث لـ"العربي الجديد".

وأكّد جمعة أنّ المهرجان مستمرّ، وأنّه على العكس "سيتطوّر إلى الأفضل"، وأنّه حصل "على تمويل للسنوات الخمس المقبلة". وأشار إلى أنّ خطّة المهرجان المستقبلية تكمن في التركيز على دعم السينما وإعطاء المؤسسات الأخرى في دبي والدولة الفرصة لتأخذ مكانها.

وكانت الشائعة نفسها قد تعرّض لها المهرجان مع انطلاق دورته الـ11 في العاشر من ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.

من ناحية ثانية، يؤكّد جمعة على أنّ القائمين على المهرجان "ينشغلون طيلة العام ليقدّموا حدثاً كرنفالياً رائداً ووجبةً سينمائية متنوّعة بتنوّع محتوى الأفلام التي ستشارك في كلّ عام". وتابع: "نحاول من خلال هذا الحدث أن نكمل ما بدأناه في العام 2004، أي أن يكون المهرجان منصّة ثقافية مؤثّرة في السينما العربية وحاضرة بقوّة، وتدعم السينما العربية من ناحية العرض والتمويل والانتشار وتقديمها في الساحة الدولية". 

وأكمل جمعة حول صناعة السينما في الإمارت: "المهرجان يُعتبر أيضاً فرصة جيدة لدخول الإمارات ومنطقة الخليج العربي بهذه الصناعة من خلال دعم السينمائيين الإماراتيين والعرب. عدا عن ذلك، فإنّ المهرجان بوابة مفتوحة لتبادل الثقافات بين السينمائيين الإماراتيين والعالميين، خصوصاً أنّنا ندعو كلّ عام أسماءً سينمائية لامعة من ممثّلين ومخرجين ومنتجين وفنيين لديهم شغف السينما".

وحول شغفه وتعلّقه بالسينما بشكلٍ شخصي، خصوصاً أنّ جمعة يشغل مناصب إدارية عديدة في "مدينة دبي للإنترنت"، ومجموعة "سيتي بنك"، و"المنطقة الحرّة في جبل علي"، يؤكّد: "خمسون في المئة من معلوماتي وتفكيري أتت من السينما ومشاهدة الأفلام، وأودّ التصريح بأنّ السينما جعلتني إنساناً أكثر صبراً في الكثير من أمور حياتي، كما جعلتني متفتحاً كثيراً في قبول الآخر". 

يُشار إلى أنّ عدد الأفلام التي شاركت في الدورة الماضية من المهرجان وصل إلى 118، تنوّعت بين الروائي الطويل والقصير والأفلام الوثائقية. كما تمّ منح جائزة "تكريم إنجازات الفنانين" إلى الفنان المصري نور الشريف، احتفاءً بمسيرته السينمائية الاستثنائية، وأدواره الماثلة في الذاكرة العربية.

العربي الجديد اللندنية في

15.01.2015

 
 

2015 عام الاقتباسات الأدبية في السينما العالمية

35 فيلماً مأخوذاً عن أعمال روائية

إعداد: كوليت مرشليان

تحت عنوان «كتب تتحوّل أفلاماً سينمائية» أصدر موقع «بازفيد بوكس» لائحة طويلة تضمّ روايات عالمية تمّ اقتباسها وصوّرت أو تصوّر حالياً لتعرض في العام 2015 الحالي، وتجيء هذه الاقتباسات بأسماء ونجوم كبار نبدأ اللائحة:

ـ مع النجم جوني ديب الذي سيطلّ في فيلم مقتبس عن رواية بعنوان «ثلاثية مورتديكايّ» من بطولته ويلعب فيه دور رجل مثقف اسمه تشارلي مورتديكايّ يبحث عن لوحة مسروقة وثمينة ويكتشف بأن هذه اللوحة على علاقة بحساب مصرفي غامض فيحاول أن يفهم ملابساته... ويبدأ هذا الفيلم في الصالات في 23 من الشهر الجاري في الصالات الأميركية والخارج.

ـ أما رواية «ما زلت أليس» التي حصدت مبيعات هائلة منذ صدورها، فتتحدث عن امرأة تدعى أليس هولاند، وهي أستاذة جامعية وأم لثلاثة أولاد تكتشف ذات يوم أنها تفقد ذاكرتها تدريجاً ويؤكد لها الطبيب أنها مصابة بالألزهايمر ويبدأ صراعها مع الوقت لينجز ما يجب إنجازه قبل تدهور حالتها، وتقوم بالدور النجمة الأميركية جوليان مور، والفيلم في الصالات ابتداء من 16 كانون الثاني الجاري.

ـ رواية «خمسون ظلاً للّون الرمادي» الإباحية والتي سجلت رقماً قياسياً في مبيعاتها في العام 2014 تحولت فيلماً من بطولة جيمي دورنين وداكوتا جونسون ولوك غرايمز وريتا أورا، ويبدأ في الصالات في 13 شباط المقبل.

ـ رواية «صديقتي دافّ القبيحة والسمينة والمقرفة» أصبحت فيلماً يحمل العنوان عينه الذي حملته الرواية مع أنه طويل غير أن القصد كان بإبقائه لما حملته الرواية من إقبال من جهة القرّاء وهو من بطولة ماي واثمان وبيللاّ توني وروبي إيميل وتدور القصة حول فتاة نعتها أحد الفتيان بكل هذه النعوت وعندما قررت الانتقام منه تحوّل الحقد إلى قصة حب كبيرة، والفيلم في الصالات ابتداء من 20 شباط المقبل.

[ أقواس القزح

ـ «عندما تنتهي أقواس القزح» عنوان رواية المؤلفة سيسيليا آهرين التي عرفت نجاحاً باهراً مع رواية سابقة لها: «إنتبه، أحبك»، وتسود «عندما تنتهي أقواس القزح» رومانسية جارفة لمحبّي النوع وقد أصبحت فيلماً سينمائياً من بطولة ليلي كولنز وسام كليفلن وهو سيكون في الصالات في أواخر شباط المقبل.

ـ «دايد ستارز» أو «نجوم ميتة» قصة مقتبسة أساساً عن نص مسرحي عنوانه: «خرائط النجوم» ويتناول حياة بعض المشاهير النجوم حين يتقدمون في السن وينتهي سحرهم فيعيشون في أجواء مأسوية لا يخففها سوى وهج الذكريات الماضية، والفيلم من بطولة جوليان مور وبيتر باترسون، وهو في الصالات في 27 شباط المقبل.

ـ «انتقام الساحرة» المأخوذ عن رواية تحمل العنوان عينه لجوزف دولاناي فيلم يحكي قصة «الحفيد السابع للإبن السابع» الذي يختاره الساحر العجوز خليفة له فيقع في تجارب صعبة للغاية ليثبت جدارته: الفيلم من بطولة بن بارنز وجوليان مور وجيف بريدجيز ويبدأ في 6 شباط.

ـ فيلم «في قلب البحر» المقتبس عن قصة حقيقية في رواية تحمل هذا العنوان أيضاً يحكي قصة سفينة «آسكس»، يواجه طاقمها ذات يوم حوت ضخم فيُحاصر 90 يوماً داخل السفينة، وقد أخرج الفيلم رون هاورد وهو من بطولة كريس هيمسورس وكلاين ميرفي وشارلوت رايلي ويُعرض ابتداء من 13 آذار المقبل.

[ سيرينا

ـ فيلم «سيرينا» عن رواية تحمل العنوان نفسه وتدور أحداثها حول ثنائي عصري لا يريد من الزواج سوى التقدّم في مجال العمل وبناء ثروة بعيداً عن هموم الإنجاب والعائلة حتى أن الزوجة تحاول قتل ابن زوجها غير الشرعي، والفيلم يبدأ عرضه في 27 آذار المقبل وهو من بطولة جنيفر لورانس وبرادلي كوبر.

[ الملك لويس الرابع عشر

ـ رواية «القمر والشمس» لفوندا ماكنتاير فانتازية تدور أحداثها حول شخصية الملك لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر حيث يقرر هذا الأخير التوصل إلى إكسير الحياة عبر وحش بحري، والفيلم من بطولة بيرس برونسون في دور الملك لويس الرابع عشر إلى جانب وليم هارت وبنجامين والكر وكيّا سكولداريو.

ـ رواية «المتمرّد» هي الجزء الثاني من سلسلة «المتحوّلون» لفيرونيكا روث أصبحت فيلماً بالعنوان نفسه من بطولة ثيو جايمس وكيت وينسلت وشاي لين ودلي وإنسل الغورت...

ـ «الرحلة الأطول» للروائي نيكولس سباركس وهو المؤلف الأكثر مبيعاً في نيويورك حول أعماله التي بمعظمها تدور أحداثها حول قصص رومانسية وفي «الرحلة الأطول» قصة حب مؤثرة اصبحت فيلماً من بطولة بريت روبرتسون وسكوت إيستوود، وهو سيكون في الصالات في العاشر من نيسان القادم.

ـ رواية «كتاب الغابة» المخصصة للصغار تدور أحداثها حول طفل يتيم متروك في الغابة فتربيه الذئاب ويعيش في صراعات مع الحيوانات المفترسة وغضب الطبيعة، أما الفيلم المقتبس عن الرواية فهو من بطولة سكارلت جونسون وبيل موراي وبن كينغسلي.

ـ رواية «الطفل 44» في أجواء الاتحاد السوفياتي في فيلم يحمل نفس العنوان من بطولة توم هاردي وغراي اولدمان ويعرض في الصيف المقبل في موعد لم يحدد بعد إذ ينتهي تصويره في نيسان المقبل.

[ ... وفرانكشتاين

ـ «فرانكشتاين» الرواية الشهيرة لماري تشيللي تقتبس الى السينما مجدداً مع دانيال رادكليف وجيمس ماكييف ـ الطائر المقلد» رواية جديدة في سلسلة «العاب الجوع» لسوزان كولينز تم اقتباسها الى السينما في فيلم يتوقع له النجاح الكبير وهو من بطولة جنيفر لورانس وجوش هيتشرسون ولن ينتهي فيه العمل قبل الفصل الأخير من العام الحالي.

ـ «المريخ» الرواية الأكثر مبيعاً في لائحة «نيويورك تايمز» في العام الماضي يتم اقتباسها حالياً الى السينما وتدور الأحداث حول أول رائد فضاء وطأت قدماه المريخ وفي أحداث متخيلة يظن رفاقه انه قضى اثر عاصفة قوية في المريخ إلا انه لم يمت بل يبقى هناك وحده من دون اي اتصال بالارض... والفيلم سيكون من بطولة مات دامون وجيف دانيلز ولن يعرض قبل تشرين الثاني المقبل.

ـ «بعيداً عن الحشد والضجيج» رواية كلاسيكية حول قصة حب رومانسية حيث يغرم بفتاة ثلاثة رجال مختلفين: طبيب وراع في الريف وشاب يافع فائق الثراء فمن تختار؟ الفيلم من بطولة غاري موليغن وميتشيل شاين ويعرض في الصيف المقبل.

[ مدن من ورق

ـ رواية «مدن من ورق» للروائي جون غراي في قصة حب مشوقة تحولت فيلماً سينمائياً ايضا من بطولة نات وولف وكارا ديلفينغي ويعرض في الصيف المقبل.

ـ «كتلة سوداء» رواية مشوقة حول عملية سرية للاف.بي.آي. وزعيم عصابة إيرلندي، والفيلم المقتبس عن الرواية من بطولة جوني ديب وسينا ميللر وداكوتا جونسون ولن ينتهي التصوير قبل ايلول المقبل.

ـ رواية «أنا قبلك انت» لجوجو مويز الى السينما وقصة حب رائعة حول فتاة تغرم برجل مقعد حين تأتي لتعمل في خدمته والفيلم سيكون من بطولة اميليا كلارك وسام كلافلين...

ـ «الحياة التاسعة للويس دراكس» للمؤلفة ليز جونسون في فيلم من بطولة آرون بول وجيمي دورنان.

ـ رواية «الضوء ما بين المحيطات« للمؤلف م. ستادمان حول قصة ثنائي يكتشف طفلاً الى جانب جثة على شاطئ البحر ويبحثان في حقيقة اكتشافهما، والفيلم من بطولة مايكل فاسبندر واليسيا فيكندور...

المستقبل اللبنانية في

15.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)