كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فرانشيسكو روزي..

نهاية معلّم ونهاية عصر سينمائي

نديم جرجوره

 

«معه، يختفي أحد معلّمي السينما الإيطالية، نصير سينما شعبية وملتزمة سياسياً. الراحل شاهد عظيم على الغنى والتنوّع المغاليين لصناعة السينما هذه (...) التي تندثر». بهذه الكلمات، رثى الناقد السينمائي الفرنسي جاك ماندلبوم (الموقع الإلكتروني للصحيفة الفرنسية اليومية «لو موند»، مساء 10/ 1/ 2015) المخرج الإيطالي فرانشيسكو روزي، المتوفى أمس الأول السبت (10 كانون الثاني 2015) في روما، بعد أقلّ من شهرين على بلوغه الـ92 من عمره، هو المولود في 15 تشرين الثاني 1922 في نابولي. كلمات تختصر أحد معاني الفقدان، وإن لم يُطلّ السينمائيّ على المشهد الدولي كثيراً منذ أعوام عديدة. فالإحساس بالفقدان نابعٌ من بلوغ أنماط من السينما يُشبه الغياب الإبداعي، في ظلّ تنامي أشكال أخرى معتمدة، كلّياً، على براعة التقنيات في صناعة الصورة الفنية. اليوم، بات «كل شيء تقنياً»، كما قال كين آدم (مُصمِّم المواقع والمؤثّرات الخاصّة بالأفلام السبعة الأولى من سلسلة «جيمس بوند 007»، ومواقع ومؤثّرات خاصة بأفلام أخرى) إثر مُشاهدته «سكاي فال» (2012) لسام مانديس (من السلسلة نفسها). أشار آدم (93 عاماً) إلى أنه في زمنه «كان الممثل مهمّاً بشكل لا يُصدّق». برأيه، فإن طغيان التقنيّ «يجعل الفيلم خالياً من الروح».

منافذ
لا يُمكن التغاضي عن توصيف لاذع وعميق لواقع سينمائيّ يزداد حضوراً، ويُصبح ـ برحيل صانعي الروح في الأفلام ـ أخطر. صحيح أن سينمات عديدة لا تزال تُجاهر بالدور الأساسيّ للممثل، لكن قراءتي تعليق الألماني الأصل كين آدم (بمناسبة تنظيم معرض لأعماله في برلين حالياً) بالتزامن مع رحيل فرانشيسكو روزي، يجعل رثاء ماندلبوم متكاملاً مع قول آدم، ويستعيد جماليات سينمائية من قلب التاريخ العريق للفن السابع الإيطالي، زمن الإبداع الراقي، والسجالات المغلّفة بأجمل تفاصيل الصورة السينمائية ولغتها. التزامه السياسي ـ النضالي لم يمنعه من إيجاد منافذ إلى مُشاهدين محتَمَلين. لديه تلك القدرة الجمالية على اختراع تواصل حسّي وفعّال بين «فيلم التحقيقات» و «الواقع التاريخي»، كي يعكس ملامح لحظة راهنة، أو مسألة ضاغطة، أو فعلاً إنسانياً ما.

مثلٌ أول: «يدٌ خفيضة على المدينة» (1963 ـ «الأسد الذهبي» من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» في العام نفسه): بالإضافة إلى ذاك الأسلوب الحسّي والملموس في تصوير الحكاية والتفاصيل، يُقدّم روزي أحد تأكيداته السينمائية على ارتباطه الوثيق بالنضال السياسي ـ الإنساني ضد الفساد وبطش السلطة. فالحكاية قد تكون عادية للغاية، لكنها معه تنقلب إلى ما هو أبعد من مجرّد تحقيق بوليسي ـ سينمائي بحثاً عن مسؤولين عن خراب وموت: بلدية نابولي، بالتواطؤ مع المقاول نوتّولا (الأميركي رود شتايغر)، تحوّل أراض زراعية إلى أخرى قابلة لتشييد العمارات. الفساد كبير. انهيار منزل ومقتل أناس إشارة إلى القيام برحلة داخل كواليس السلطات المتنوّعة، وفي أروقة البؤس الإنساني، وفي لُبّ الخراب المتأتي من لقاء مصالح متفرّقة لسياسيين ومستثمرين ومقاولين ومافياويين.

مثلٌ ثان: «قضية ماتّاي» (1971): أنريكو ماتّاي (الإيطالي جيان ماريا فولونتي) يساري منتم إلى «الديموقراطيين المسيحيين»، المستلمين السلطة في إيطاليا غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية. إنه العام 1956. ماتّاي يريد إصلاحات وتغييرات. يريد تشغيل إيطاليين. يريد بناء مجتمع ودولة بعيداً عن فوضى الحرب، وسلطة الفساد. يُقتل في ظروف غامضة في العام 1962. كعادته، ينخرط روزي في رحلة سينمائية بحثاً «في» و «عن» المخفيّ في الجريمة، لبلوغ لحظة تأمّل في أحوال أناس وتاريخ وتحوّلات.

ثنايا الحكايات

مثلٌ ثالث: «وقائع موت مُعلن» (1986)، المقتبس عن رواية الكولومبي الراحل غبريال غارسيا ماركيز (1927 ـ 2014): من نصّ مشغول بهمّ مرتبط بـ «شرف» و «أخلاق» اجتماعية ضيّقة، ينطلق روزي في رحلة (هنا أيضاً) داخل دهاليز العقل الفردي ـ الجماعي، من خلال استعادة فعل القتل المرتبط بجريمة شرف. لكن، هل فعلاً اختار روزي هذا الجانب فقط لتحقيق فيلم سينمائي؟ أصلاً، هل هذا وحده مسعى ماركيز في متابعته تلك «الوقائع». الإنساني، هنا، طاغ. الالتزام الإنساني أيضاً، وإن عبر الذهاب إلى كولومبيا، لبثّ حكاية إنسانية أعمق وأعمّ.

الأمثلة عديدة. فرانشيسكو روزي قادرٌ على التوغّل في ثنايا الحكايات، كي يستلّ منها ما يراه امتداداً لاشتغاله السينمائي، المنبثق من ثقافته الخاصّة إزاء العالم والأفكار والمسائل. «لاكي لوتشيانو» (1973) يروي بعض فصول من سيرة المافياوي الإيطالي الأميركي سلفاتوري لوكانيا، المعروف بلاكي لوتشيانو (فولونتي أيضاً). إنه «رمز أسطوريّ». إنه واجهة الصراع بين عائلتي كاستلماريز النيويوركية (بقيادة نيكولا «نيكو» شيرو) وماسّيريا (بقيادة غويسّيبي «جو ذو بوسّ» ماسّيريا). لكن المسألة متعلّقة بحكايته في أميركا. القتل والعنف، ثم تجارة الهيرويين ومقتله في مطار نابولي في العام 1962. فيلم مافياوي؟ ربما. فيلم تاريخي ممتد من نابولي الإيطالية إلى نيويورك الأميركية، لقراءة سمات هذه العلاقات الملتبسة؟ ربما. أميل إلى القول إن روزي يؤشّر، في «زواريب» الفيلم، إلى ما هو أعمق وأبعد: الهوس بالسلطة. أو ربما الهوس بالتلاعب بمصائر وأرواح، كمن ينظر إلى نفسه خالقاً ومميتاً في آن واحد.

في هذا كلّه، كما في غيره من أفلام أخرجها وكتبها ومثّل فيها أيضاً، يُصبح فرانشيسكو روزي أحد أبرز الأوفياء «لهذا التنقيب الذي لا يتعب في تاريخ بلده»، و «عن حقيقة غالباً ما يكون مستحيلاً بلوغها» (ماندلبوم).

أنيتا إيكبيرغ.. رحيل ملكة

نديم جرجورة

هل يُعقل أن يكون العالم قاسياً إلى هذه الدرجة؟ هل يُعقل أن يرحل كبارٌ وجميلات في لحظة واحدة، هي نفسها تلك اللحظة اللعينة التي ينهار فيها العالم؟ لكن، أليس انهيار العالم كلّه تحت وطأة الخراب والدم والعنف سبباً لرحيل هؤلاء الكبار وتلك الجميلات؟ ما الذي يعنيه العالم بعد اليوم: شراسة في العنف، وغياب أشرس لكبار حقيقيين ولجميلات هنّ أعظم من كل شيء، ومن كل أحد؟

بعد يوم واحد على رحيل الإيطالي فرانشيسكو روزي، تغادر السويدية أنيتا إيكبيرغ هذا العالم الآيل إلى الموت. المرأة الممتلئة جمالاً وسحراً تُقرّر أن الوقت حان للذهاب. المرأة المصنوعة من جمال طفوليّ وطبيعي ومن براعة الصورة في تأريخ لحظة سينمائية أو أكثر، تُقرّر أن البقاء لا معنى له، وأن الحياة أقلّ رهبة من أن يواجهها المرء بالمغادرة. المرأة المسيّجة بأبهى حلّة جسدية، وبأروع روح متفتّقة عبر الصورة كي تكون إحدى أجمل النماذج البديعة لعالم مندثر، تُصبح في المقلب الآخر، بعدما كانت قلب المقلب هذا من الدنيا والحياة. المرأة المُساهمة في خلق أحد أجمل الأزمنة السينمائية، تُعيد ـ برحيلها أمس الأحد (11 كانون الثاني 2015) ـ بعضاً من بهاء الذكرى، وبعضاً من سطوة الذاكرة، وبعضاً من ألوهية النجمة غير المقدّسة. المرأة المغتسلة في «فونتانا دو تريفي»، تتعمّد الآن بطهارة موت لم أعد أعرف ما إذا كان يليق بكبار في زمن الخنوع لصغار عابرين في دنيا لم تعد كالدنيا، وفي حياة ليست كالحياة.

83 عاماً. ملكة جمال السويد عند بلوغها الـ19 عاماً، باتت إحدى أجمل نساء العالم السينمائي، في إحدى آخر المراحل الأروع في التاريخ الإنساني الحديث. لن يكون فيديريكو فيلّيني مُكتشفَها أو مُطلِقَها في «لا دولشي فيتا» (1960)، أي بعد 10 أعوام فقط على انتخابها ملكة جمال. ذلك أنها خاضت تجربة التمثيل باكراً: في العام 1953، مثّلت في «أبلهان لدى فينوس» للأميركي تشارلز لامونت، هي المولودة في مالمو السويدية في 29 أيلول 1931. في العام 1956، مثّلت في «حرب وسلم» لكينغ فيدور. في العام 1959، مثّلت في «تحت اسم روما» لغيدو برينوني. كانت زنوبيا، قبل أن تكون ساحرة الملايين في تلك البحيرة التي صنعها فيلّيني. لكن، لا يُمكن التغاضي عن مسار حياتي ـ مهني كلّلته المرأة برونق إبداع حضورها في المشهد.

أمام الموت، تنتفي قيم كثيرة لكل كلام أو كتابة. أمام موت جميلات غير نائمات، يُصبح الكلام أو الكتابة ضرباً من جنون، أو هلوسة لا معنى لها. أنيتا إيكبيرغ إحدى أولئك اللواتي تُصبح الدمعة أمام رحيلهنّ أشبه بنشيد للفقدان الأصعب والأخطر.

السفير اللبنانية في

12.01.2015

 
 

مولد المسيح في السينما العالمية ..

أبرز أفلام الميلاد ملك الملوك وابن الرب

كتب - سامح فتحي

لحظة ميلاد السيد المسيح لا شك كانت من أهم اللحظات الكونية التي غيرت مجرى الحياة على الأرض، وجعلتها تتحول للأفضل، تلك اللحظة التي غنت فيها الملائكة قائلة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"، والتي ورد ذكرها في إنجيلي متى ولوقا، ومفادها أن مريم قد ظهر لها ملاك مرسل من قبل الرب وأخبرها أنها ستحبل بقوّة الروح القدس بطفل " يكون عظيمًا وابن العلي يدعى، ولن يكون لملكه نهاية"،[لوقا 1/32] وعندما اضطرب يوسف النجار خطيب مريم من روايتها ظهر له الملاك أيضًا في الحلم تصديقًا لرواية مريم وتشجيعًا له، ويتفق متى ولوقا على أن الميلاد قد تمّ في بيت لحم مدينة النبي داود لا في مدينة الناصرة حيث كانا يعيشان وحيث تمت البشارة، فقد طلب أغسطس قيصر إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب، ولذلك سافر يوسف مع مريم وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية، وعند وصولهما إلى بيت لحم لم يجدا مكانًا للإقامة في فندق أو نزل وحان وقت وضع مريم، فبحسب إنجيل لوقا وضعت طفلها في مذود ولفته بقماط.[لوقا 2/7]، في غضون ذلك كان ملاك من السماء قد ظهر لرعاة في المنطقة مبشرًا إياهم بميلاد المسيح، وقد زار الرعاة مكان مولده وشاهدوه مع أمه ويوسف وانطلقوا مخبرين بما قيل لهم من قبل الملاك. ولعلّ زيارة المجوس الثلاثة هي من أشد الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطًا به، وقد قام نجم من السماء بهدايتهم من بلادهم إلى موقع الميلاد

ظهرت لحظة ميلاد المسيح في السينما من خلال أعمال ومتنوعة، لكن أهم تلك الأعمال التي جسدت اللحظة فيلم " ملك الملوك " 1961 للمخرج نيكولاس راي الذي قدمه متأثرا ينفس الفيلم الذى قدم حسام 1927 لسيسيل دي ميل، واسند دور البطولة لـ " ثاب هنتر "، ويتتبع راي في ذلك الفيلم المسيح منذ طفولته وحتى صلبه، حيث بدأ الفيلم في عام 63 قبل الميلاد، فيدخل القائد الروماني بومبي منتصرا إلى القدس ويكسر شوكة اليهود، ويقتحم المعبد ظنا منه أنه يحتوي على كنوز ذهبية خبأها الكهنة اليهود، لكنه لا يجد شيئا سوى مجموعة من مخطوطات التوراة، وعندما يقرر حرقها يستعطفه كاهن طاعن في السن فيلين له بومبي ويهبه تلك المخطوطات، وبعد تلك الغزوة والسيطرة على القدس بسنوات عديدة تندلع سلسلة من الثورات ضد سلطة روما، يضطر الجيش الروماني لصلب العديد من القادة اليهود ووضع هيرودس الكبير على عرش يهودا . وفي تلك الأثناء يظهر نجار اسمه يوسف مع زوجته مريم التي هي على وشك الولادة متوجهين لبيت لحم تنفيذا للأمر بالإحصاء الروماني، حيث أمر الرومان بإحصاء الشعب اليهودي، كل إنسان في مدينته التي ولد بها، فيأخذ يوسف زوجته وتوجها إلى مدينتهما بيت لحم، وبعد إحصائهما يدخلان المدينة ليلا فلا يجدان مكانا للإقامة سوى حظيرة مواش ملحقة بنزل، فيضطران للإقامة بها، وفيها يولد الطفل يسوع، ويحضر الرعاة خلف بعض المجوس الذين حضروا من الشرق يهديهم نجم إلى حيث ولد المسيح، وسجد الجميع له، وقد بلغ خبر الميلاد هيرودس فأمر قائد المائة لوسيوس ورجاله للذهاب إلى بيت لحم وقتل كل الأطفال الذكور حديثي الولادة، يفر يوسف النجار وزوجته مريم وطفلها يسوع تجاه مصر خوفا على حياة الطفل، ثم تعود الأسرة إلى موطنها الأصلي بعد انتهاء التهديد

كما عبر فيلم " يسوع الناصري" 1977 للمخرج فرانكو زيفيريلي _ والذي كتبه أنتوني بيرجس، وسوسو شيشى دي أميكو، وفرانكو زيفيريلي، بطولة روبرت باول، وآن بانكروفت، وإيرنست بورجنين، وأوليفيا هاسي، وإيان ماكشين، وكريستوفر بلامر - بقوة عما جاء بإنجيل متى بشأن لحظة الميلاد المجيدة، فقد أراد زيفيريللي أن يجعل ذلك الإنجيل مصورا في صورة متحركة سينمائية فصنع الفيلم من أجله، فجاء الفيلم كمشاهد إنجيلية بأحداثها وحديثها الإنجيلي لا يكاد يخرج عنه في شيء، فأظهر الفيلم أن مريم كانت مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا، ثم وجدها حبلى من الروح القدس فلم يشأ أن يشهر بها وأراد أن يتركها سرا، وبينما يفكر فى هذه الأمور إذا بملاك الرب ظهر له في حلم قائلا : يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس، وستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما ما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته، ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم لأنهم رأوا نجمة في المشرق وجاءوا ليسجدوا له، فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجمع كل رؤساء الكهنة والكتبة وسألهم عن مكان ميلاد المسيح، فأكدوا له أنه في بيت لحم، حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم عن زمان النجم الذي ظهر ثم أرسلهم إلى بيت لحم، ويتحققوا من مولد المسيح ويعلموه حتى يأتي ويسجد له أيضا ويتبعه، فذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم ودلهم إلى مكان الصبي، وأتوا إلى البيت ورأوه مع مريم أمه فخروا وسجدوا له، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا، ثم انصرفوا، وظهر ملاك الرب ليوسف في حلم وأمره بأن يأخذ الصبي وأمه ويهربون إلى مصر لأن هيرودس يريد أن يقتل الصبي، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا و انصرفوا لمصر.

أما فيلم " قصة الميلاد " والذى عرض عام 2006 للمخرجة الأمريكية كاثرين هاردويك، كتبه مايك ريتش، ومن بطولة كيشا كاستل هيوز، والممثلة الإيرانية شوهرية أغداشلو، وأوسكار إسحاق، وكيران هايندز، وهيام عباس، وشان طوب، وتم تصويره في مدينة ماتيرا في إيطاليا، وفي ورزازات في المغرب، وفي كراكو في إيطاليا، ويتناول الفيلم لحظة الميلاد، فيبدأ الفيلم مع قيام جنود هيرودس بقتل أطفال بيت لحم، بعد زيارة مجوس نجران له، وإخبارهم بنبوءة مولد المسيح، مخلص الفقراء والملوك، ثم يرجع الفيلم عامين للوراء، إلى مدينة الناصرة، حيث تعمل مريم على مساعدة أبيها وأمها، واللعب مع الأطفال في الحقل، ليقع النجار "القديس يوسف" في حبها، فيطلب الزواج منها، وقد قدم خدمة لها بشرائه بغل أبيها الذي صادره "العشارون"، وهم الذين يبعثهم الملك لأخذ الضرائب من الفقراء، ويتم تزويجها على الطريقة اليهودية القديمة، حيث يصبحان زوجين على أن تحتفظ بعذريتها لسنة كاملة، وتقيم في بيت والدها. في هذه الأثناء ينزل الوحي على مريم ببشارة الحمل وهي جالسة تستريح بالقرب من الحقل، ويخبرها بأن مولودها سيحقق البشارة. ويتابع الفيلم مجريات القصة الإنجيلية، فتقيم عند خالتها، والتي بدورها تكتشف الأمر الإلهي الذي حل في السيدة العذراء، وتكون هي أيضاً قد حبلت من زكريا على كبر سنها، فتضع مولودها الذي أطلقت عليه اسم يحيى، والذي سيدافع عن ابنها ويشد من عضده إذا كبر. وقد عرض الفيلم في الفاتيكان وكانت هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم روائي طويل، وقد أثار عند عرضه بعض الجدل؛ لأن الممثلة التي قامت بدور السيدة مريم العذراء في الفيلم كانت عند عرض الفيلم مراهقة وحاملا من غير زواج، وقال الكاردينال تارسيسيو بيرتوني وزير خارجية الفاتيكان وقتها عن الفيلم إنه يعيد طرح هذا الحدث الذي غير التاريخ بواقعية، لكنه أيضا تناول باحترام كبير معجزة الميلاد.

ومن الأفلام التي تناولت لحظة الميلاد فيلم" ابن الرب " 2014 من إخراج كريستوفر سبنسر، وبطولة ديوجو مورجادو، وروما داوني، وداروين شو، وقد أنتج في الولايات المتحدة، ويتناول بداية من لحظة الميلاد وحتى الصلب في قوة أداء، وروعة الموسيقى التصويرية، وأحدث تقنيات المؤثرات البصرية والصوتية، ويعتمد على المسلسل التليفزيوني القصير (الكتاب المقدس) الذي عرض على شاشة محطة هيستوري ونجح بشكل كبير، حيث وصل عدد مشاهديه إلى 100 مليون مشاهد في مختلف أنحاء العالم، ليصبح المسلسل الأكثر نجاحا في تاريخ محطة هيستوري، وواحداً من أكثر المسلسلات نجاحا في عام 2013 ، وفيلم (ابن الرب) هو تطوير لقصة السيد المسيح التي عرضت في المسلسل، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حصده المسلسل إلا أنه تعرض لعدد من الانتقادات التي انسحبت بدورها على الفيلم، لعل أهم تلك الانتقادات هي تلك المتعلقة بدور مريم المجدلية في حياة السيد المسيح.

الكواكب المصرية في

12.01.2015

 
 

زوم

وجوه السينما تحتاج إلى بدائل.. منعاً للملل...

بقلم محمد حجازي

وفاء قمر، ألاء نور، هبة أبو سريع، نيڤين محمد ونشوى فهمي خمس صبايا إستعان بهن، المخرج أحمد النحاس لعمله الجديد: وجع البنات.

أسماء أشبه بلوائح الناجحين في الشهادات الرسمية لا يعرفها إلا أصحابها فقط، وهي تعتمد غالباً في أدوار ثانوية كنوع من التجريب لمعرفة من هن الأقدر على المتابعة، ونادراً ما كان رهان مع الدور الأول إلا فيما ندر، مثلما فعل المخرج محمد خان في فيلمه: «فتاة المصنع» عندما استعان بممثلة ظهرت في أعمال قليلة وأدوار غير رئيسية وأعطاها البطولة المطلقة، فإذا بها تقدّم دور عمرها وتنجح وتتدفق عليها الجوائز من كل المهرجانات، إنها ياسمين رئيس، التي عرفناها عن كثب في واحدة من دورات مهرجان دبي، ووجدنا في شخصيتها ملامح نجمة وممثلة في آن.

والمعروف أيضاً عن الراحل يوسف شاهين شغفه بالوجوه الجديدة، معه صعد خالد النبوي، عمر عبد الجليل، وطبعاً محسن محيي الدين، لم يبقَ في الساحة بطلاً مستغلاً الفرص المتاحة له سوى النبوي، في مصر ودنيا العالم والعرب، وهناك عدة مقولات ومبررات للإستعانة بفنانين مغمورين منها أنهم لن يقبلوا أجوراً ترهق ميزانية الإنتاج، وهم سيكونون مطيعين بالكامل لكل متطلبات النص بين يدي المخرج، وأحياناً لأن المطلوب مجاميع لكنهم سيتكلمون بضع جمل فما الذي يمنع من الإتيان بهم لأن المخضرمين أو المحترفين لن يقبلوا بأدوار قصيرة...

لكن مع ذلك هناك مشكلة تعانيها أو،ساط الفن ليس في السينما فقط بل على الشاشة الصغيرة، والخشبة، هي أن وجود مواهب وارد، لكن السؤال من يمسك بيد هؤلاء ويتابع معهم، أو مع البارزين من بينهم والوصول وإياهم إلى أدوار تتطوّر تباعاً ويكون لها حضور يوازي الموهبة التي يمتلكونها؟!

لا شركات إنتاجية ترعى وجوهاً بعينها بإستثناء ما يفعله حالياً الإخوة السبكي من رعاية محمد رمضان، وعمرو سعد، وبعض الوجوه الأخرى، لكن هؤلاء يواجهون بكلام سلبي من النقاد على المستوى المتواضع لأفلامهم ومنها: حلاوة روح، مع هيفاء وهبي والذي نعتبره فيلماً جيداً ثم تحميله ما ليس فيه لإيقافه ربما لوقف إندفاع الجميلة هيفاء على مساحة الشاشة الكبيرة في مصر، وسط حاسدات كثيرات لا يمتلكن شيئاً مما عند هيفاء.

نعم الوجوه الجديدة مطلوبة.

وحصل خلال الأزمات المتلاحقة في المنطقة العربية ومنها مصر أن ظهرت أشرطة حاولت رصد الثورة وحيثياتها في أفلام متنوّعة ما بين قصير، ومتوسط الطول وطويلة، ونظراً لتواضع الميزانيات، جرى الإعتماد على وجوه لم نعرف معظمها من قبل، لكنها في مجموعها مرّت من دون ردة فعل إيجابية عند النقاد، والحقيقة أننا شاهدنا بعضها في مهرجانات ومناسبات مختلفة ووجدنا أن المطلوب كان ملء «الكادر» بشخصيات تستظهر ما كتب لها في نصوص مرتجلة أو هي أصلا لا تقول شيئاً، لكن من دون تأثير، لا شيء فيها يدفع للتوقف عنده وقول كلام إيجابي عنه.

إذن ما يسمّى بـ «حشو» المشاهد بالعناصر العددية فقط لا يجلب أي تأثير، فالمجاميع إذا لم تحمل رسالة، إشارة، إلتفاتة، تكون عبئاً على الشريط، وبالتالي فلماذا هذا التحايل الواضح أمام عيون المشاهدين والرواد الفاهمين؟!

والواقع أننا تساءلنا أكثر من مرة، لماذا لا تتم الإستعانة بعدد من أبطال الإعلانات من الجنسين؟ فطالما هم يمتلكون «كاريزما» جاذبة ومؤثرة قادرة على الاقناع بأن السلعة التي يروّجون لها جيدة ونافعة وأفضل من غيرها، فإنهم بالتالي أقدر دون شك على توصيل رسالة هذا النص السينمائي أو ذاك من خلال الشخصيات المرسومة، وقد سمعنا كلاماً من نوع ان أسعارهم مرتفعة، أو هم لا يقبلون، والرد هنا طالما أن التمثيل أوقع بعدد من الصحافيين، ومقدّمي البرامج، والشخصيات العامة فلماذا لا يكون أبطال الإعلانات من هذا الخليط النموذجي، خصوصاً وان وجوه أبطال الإعلانات جد مدروسة لكي تتناسب ومقتضيات الترويج، وماذا يريد هذا الفيلم أو ذاك إلا باب الترويج؟!

الوجوه بحاجة لتطعيم بأخرى جديدة حتى لا نعيش زمن التكرار الممل والمتعب، ولأن الحاضرين ليسوا خالدين فلماذا لا يكون بحث دائم، عن بدائل، عن آخرين، وأخريات؟

بإنتظار إعلان ترشيحات الأوسكار في 15 الجاري تتلاحق العروض على شاشاتنا

الإنكليزي «لعبة المحاكاة» هزم الألمان ومهّد الطريق للكومبيوتر منذ الحرب الثانية

أنجلينا رائعة خلف الكاميرا.. متسامحة قدّمت درساً إيجابياً بين أميركا واليابان...

ستضيف صفحاتنا هذه الفترة بالافلام الجديدة التي نستعرضها قراءة أو نقداً. نحن على أبواب الأوسكارات فخلال ثلاثة أيام تعلن الترشيحات الرسمية للدورة 87، يوم الخميس في 15 الجاري. وبيروت اعتادت أن تشاهد كل الأفلام التي تتنافس لنيل إحدى الجوائز، بحيث لا يحل الثاني والعشرون من شباط/ فبراير المقبل إلا ويكون جمهورنا المقبل شاهد معظم الأفلام المتبارية وبالتالي يكون إعلان النتائج تتويجاً لهذه الرحلة الجميلة من الانتظار والمتابعة.

لكن على شاشاتنا اليوم الكثير مما يستوقف ويدخل في لعبة الغربلة تمهيداً للموعد المنتظر.

{ (The imitation Game):

للمخرج النروجي مورتن تيلدوم، في 114 دقيقة عن سيناريو لـ غراهام مور، أقتبسه عن كتاب (Alain Turing: The Enigma) لـ آندرو هودجز، وقد فزنا معه بعمل ذكي متقن، يحترم أدمغتنا وعيوننا في آن، مع مجموعة من الممثلين الإنكليز الرائعين:

بنيديكت كامبرباتش (آلان تورنغ)، كيرا نايتلي (جوان كلارك)، روري كينار (المحقق روبرت نوك)، ماثيو غود (هوغ آلكسندر)، ماثيو بيرد (بيتر هيلتون)، شارلز دانس (كوماندور دينيستون)، مارك سترونغ (ستيوارت منزيس)، جيمس نورثكوت (جاك غود)، ستيفن وادنغتون (سميث)، مع الايرلندي آلان ليش (جون كارنغروس) والاسكوتلندي جاك نارلتون (شارلز ريتشاردز).

في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 سجل في إفتتاح عروضه الأميركية أكثر بقليل من 479 ألف دولار، وبلغت حصيلة إيراداته حتى الثاني من كانون الثاني/ يناير 2015 ثلاثين مليوناً و472 ألف دولار.

الشريط متقن، يعتمد على النص والممثلين. ونحن إزاء العبقري آلان تورنغ الذي أسهم بأبحاثه وذكائه في إلتقاط ومعرفة الرقم السري للنازيين في الحرب حين اتصالهم بقيادتهم من أي مكان في العالم، أو الـ Enigma، وكيف إختلف الفريق العامل على هذا الموضوع بين مباشرة الخربطة على الألمان أو استغلال الموضوع لأطول وقت بغية معرفة كل الخطط التي وضعوها للتحرك وتنفيذ العمليات، ومجرد كشفها سيعني تنظيم الحلفاء لصفوفهم واتخاذ إجراءات دفاعية مناسبة لصدّهم، وهذا ما حصل في العديد من العمليات الكبيرة ومنها إنزال النورماندي، ولم تذهب هذه الأبحاث عبئاً مع انتهاء الحرب العالمية، بل كانت نواة لما هو شاغل بال عصرنا اليوم أجهزة الكومبيرتر.

{ (Unbroken):

إنه الفليم الثالث لـ أنجلينا جولي كمخرجة ومعه أعلنت اعتزال التمثيل والتفرّغ للإخراج بعدما قدّمت: (A place in time) (وثائقي) (2007) و(In the land of blood and honey) (2011) شريط طويل أضاء على أجواء الحرب في يوغوسلافيا السابقة بين الصرب وأهل كوسوفو.

إبنة التاسعة والثلاثين والسفيرة الناشطة في مجال حقوق الإنسان عالمياً، قدّمت فيلماً عن المسامحة بين أعداء الأمس من خلال قصة واقعية للعداء الأوليمبي والطيار الأميركي لوي زامبريني (لعب الشخصية على الشاشة جاك أوكونيل). فـ زامبريني كان تنافس في أوليمبياد العام 1934 في برلين وحاز البطولة، وشاءت الصدف يومها أن يكون طياراً في معارك الحرب الثانية مع الحلفاء، والصدف عينها أوقعته بين أيدي اليابانيين حلفاء النازيين والفاشيست في تلك الفترة، وجرى إخضاعه لعمليات تعذيب لا تطاق، ومع ذلك تحمّل وصبر حتى إنتهت الحرب وظل حياً، ورغم كل ما قاساه في حقبة الأسر وتمضيته عدّة أشهر مع رفيق له في عرض المحيط بعد تحطم طائرتهما الحربية ولم يعثر عليهما سوى سفينة حربية لليابانيين، رغم كل ذلك، سافر في وقت السلم بعد الحرب وإلتقى سجانيه ومعذبيه إلا واحداً فقط رفض إستقباله وهو الضابط المباشر الذي كان يتعمّد  إيذائه وإذلاله.

والمفارقة هنا أن زامبريني شهد الفيلم عنه ثم توفي وعمره تجاوز التسعين عاماً.

الكاستنغ رائع لوجوه ليست معروفة كثيراًَ لكنها أفادت الفيلم جداً: ماثيو كروكر (الأوسترالي)، دومنال غليزون (فيل)، غاريت هادلند (فيتزجيرالد)، تاكاماسا ايشيهارا (واتانابيه)، فين ويتروك (ماك)، جاي كورتناي (شرطي)، ومادالاينا ايشيال (لويز) وجون ماغارو (تنكر).

الاخوان جويل وايتان كوين، ريتشارد لاغرافينيز، وويليام نيكولسون أربعة أسهموا في وضع نص الفيلم الجميل بكل ما فيه عن كتاب وضعته لورا هيلنبراند. والإنتاج تولته إنجلينا مع ماثيو بار، ايروين ستوف، وكلايتون تاونسند، وتولى إدارة التصوير واحد من كبار هوليوود روجر ديكنز، وصاغ الموسيقى آلكسندر ديسبلا، وإشتغل بإدارة إنجلينا عشرة مساعدي مخرج.

{ (Vice):

بروس ويليس هو الاسم الأول على ملصق الفيلم ومعه توماس جاين، في دوري جوليان، وروي، بينما فعلياً ويليس في الفيلم لا يتعدّى حضوره ضيف الشرف فقط، هو يدير امبراطورية (Vice) المكان المخصص للميسورين جداً، بحيث يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون في الداخل، ولأن الحرية مطلقة لمن هم زبائن المكان تحصل مخالفات عديدة وجرائم، يكون المحقق روي مضطراً للتدخّل فيها، وأخيراً مواجهة راعي وعرّاب المكان جوليان الذي يسقط بالرصاص، لكنه مع آخر لقطة من الفيلم يفتح عينيه، فإنزعجنا أنه لم يمت، لأن بقاءه حياً يعني جزءاً ثانياً ثقيلاً أيضاً من الفيلم، الذي يدخل موضوع الصبايا لمصنعين آلياً لخدمة العملاء، لكن المعالجة سطحية.

النص لـ آندريه فابريزيو، وجيرجي باسمور، والإخراج لـ برايان. أ. ميلر، ومن المشاركين في التمثيل: آمبير شيلدز (كيلي)، برايان غرينبرغ (إيفان)، جوناثان شاش (كريس)، شارلوت كيرك (ميليسا).

{ (Gemma Bovery):

شريط فرنسي لـ آن فوتين عن سيناريو مقتبس عن رواية لـ بوسي سيموندس، وفي الدور الأول جيما آرترتون في دور جيما بوفاري المرأة الشبقة التي يتوزع جسدها أكثر من رجل، أولاً الانكليزي ثم الفرنسي ثم ثالث ورابع من دون أن تعرف الاستقرار على واحد أو مع واحد، كل هذا تحت بصر وسمع المزارع الفرنسي مارتن جوبير (فايريس لوتشيني).

هي كانت موزعة بين عواطف متلاطمة والمزارع قطع لها بعض العلاقات غيرة عليها وطمعاً بها

جوائز

3 بليون دولار..

مسؤولة التوزيع العالمي في شركة (Warner Bros) فيرونيكا كوان فاندنبرغ أعلنت أن مجموع إيرادات أفلام الشركة على مستوى العالم تعدّت الثلاثة بلايين دولار في العام 2014 من أفلام:

- (The Hobbit: The Battle of the Five Armies) الذي تعاونت على إنتاجه شركتا نيولاين سينما، ومترو غولدن ماير.

- (Interstellar)، لـ كريستوفر نولان في إنتاج مع بارامونت.

- (Godzilla) مع ليجاندري.

- (Edge of Tomorrow) (مع فيلاج رود شو بيكتشرز)، للمخرج دوغ ليمان.

- (The lego) لـ كريستوفر ميلر (مع فيلاج رود شو).

- (300: Rise of an Empire) (مع ليجاندري).

- (Annabelle) (مع نيولاين).

- (Into The storm).

- (Wild Tales).

- الكوميديا الألمانية (Vater Frau den).

- الإنتاج الياباني (Rurouni Kenshin Kyoto Inferno) وجزء آخر عنوان (The legend Ends). 

نجمة

سلسلة أفلام لـ باردو...

إنطلقت في السادس من كانون الثاني/ يناير الجاري باقة من عروض المركز الثقافي الفرنسي لشهري كانون الثاني وشباط 2015، على شاشة سينما (Montaigne) والبداية مع سلسلة أفلام من بطولة بريجيت باردو:

- (Le Mépris) (63) لـ جان لوك غودار، مع ميشال بيكولي، جان بكلانس، جورجيا مول، وترتيز لانغ في ساعة و43 دقيقة (يومين في 6 و20 من الجاري).

- (وخلق الله المرأة) (65) لـ روجيه فاديم... معها كيرت جيركنز، جان لوي ترانتينيان، جين ماركز، وجان تيسييه في 80 دقيقة (27 الجاري الساعة 8).

- (Bardot: La Méprise) (3013) لـ ديفيد توبول، من النوع الوثائقي لكنها لم تظهر فيه بل قدّمت صوراً ووثائق بعض الأشرطة صوّرها لها والدها مع بداية اشتغالها بالسينما (13 الجاري).

السينما الفرنسية الجديدة أيام الأربعاء وإضاءة قوية على المخرج كريستوف أوتوريه وأفلام:

- آغاني الحب 2006 (مع لوي غاريل، لودفين سانييه، شيارا ماستروياني، كلوتيلد هسيمه، غريغوار لو برانس رينغيه (135 دقيقة) (7 الجاري). 

إيرادات

صحافيون أجانب...

أمس بتوقيت بيروت أعلنت جوائز الدورة 72 من الـ «غولدن غلوب»، وهي جوائز يمنحها النقاد الأجانب سنوياً في لوس أنجلوس وتعد مؤشراً حقيقياً غالباً عن جوائز الأوسكار.

ولا ندري إذا كان توقيت أميركا سيجعل النتيجة تظهر صباح الاثنين في 12 أي اليوم أم هو ليل أمس، في كل حال لنا رأي في الافلام الأفضل والممثلين الأقوى في تجسيد أدوارهم، لذا فنحن نميل إلى تتويج شريط (The Theory of everything) لـ جيمس مارش ونعتبره أجمل أفلام العام 2014 وإذا كان من منافس له وجيد فهو (Foxcatcher).

ونختار في مجال الكوميديا (Grand Budapest Hotel)، ولا نجد لجائزة أفضل ممثّل أحداً أهم من ايدي ريدماين في دور البروفسور المعاق. وإذا كان من أفضلية ثانية فهو لـ ستيف كاريل في الدور الدرامي الرائع له، ونختار بطلة (... The Theory) الانكليزية ميليستي جونز كأفضل ممثلة ينافسها روزموند بيك في (Gone Girl) ونرشح مخرجه ديفيد فينشر لأفضل مخرج. 

مهرجان 
تكريم...
الاثنين,12 كانون الثاني 2015 الموافق 21 ربيع الأول 1436هـ

الدورة 63 لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما تكرّم 13 فناناً، يتبعون مختلف الإختصاصات وهم:

صفية العمري، نبيلة عبيد، محمّد وفيق، محمّد نبيه، هاني شنودة، جمال سلامة، حسن مصطفى، أحمد خليل، عاطف بشاي، كمال رمزي، حمدي الكنيسي، سعيد شيمي، نبيهة لطفي، وأحمد فرحات. 

مخرجة

أسماء...

لطالما قالت إنها إذا لم تنفعل لموضوع ما فإنها لن تخرج أفلاماً، وإنها ضد وظيفة المخرج، وهي مع مزاج إخراجي يدفع صاحبه لتقديم أعمال تقنعه، مع قضايا يحبها يؤمن بها ويريد إيصالها إلى أوسع جمهور.

هذه هي أسماء البكري، التي غادرتنا عن 68 عاماً وثلاثة أفلام طويلة وجميلة (شحاذون ونبلاء، كونشرتو درب سعادة، والعنف والسخرية) وقبلها أعمال قصيرة منها: (قطرة ماء - عام 79).

الراحل شاهين كان يصفها بأنها مجنونة قبله، وعندما سألناه هل الأمر يتعلق بالسينما تحديداً؟ ردّ قائلاً: مجنونة في كل شيء.. مثلي. وكانت كذلك

مخرج

نقّاد أميركا إختاروا غودار...

فيلم العجوز المخضرم جان لوك غودار (84 عاماً) بعنوان: «وداعاً للغة» (Goodbye to language) فاز بجائزة الجمعية القومية لنقاد السينما في الولايات المتحدة متجاوزاً بفارق بسيط عدد الأصوات التي أعطيت لشريط المخرج ريتشارد لينكلاتر، بعنوان (Boyhood).
59
ناقداً يمثلون أبرز كتّاب النقد في الصحف والمجلات ومحطات التلفزة الأميركية كان هذا خيارهم إضافة إلى اعتبار تيموثي سبال أفضل ممثّل عن (Mr. Turner). وماريون كوتبارد أفضل ممثلة عن يومان وليلة واحدة (Two days. one Night) للمخرج.

باتريسي آركيت حازت جائزة أفضل ممثلة ثانية عن دورها في «Boyhood».

جي. كي. سيمونز أفضل ممثّل ثانٍ عن دوره في (Whiplash). 

اللواء اللبنانية في

12.01.2015

 
 

«طيف المدينة» و«وينن»…

ما بين الرؤية السينمائية والتبرير المُصطنع

محمد عبد الرحيم - القاهرة ـ «القدس العربي»

رغم مرور سنوات على ما يُشبه انتهاء الحرب اللبنانية، التي استمرت ما بين 1975 وحتى 1990. ومحاولات التداوي السياسي والاجتماعي من تداعيات هذه الحرب، إلا أن قضية المفقودين أصبحت علامة مقيمة تذكّر دوماً بما حدث وما قد يحدث. 

وكما حدث مع القضية الفلسطينية من أعمال فنية تناولت حلم العودة، والمقارنة بين ما كان عليه الأمر وما هو كائن بالفعل، أصبحت السينما اللبنانية في تجاربها الجادة تبحث عن حلم آخر هو عودة المفقودين، أو على الأقل معرفة مصيرهم. وقد تم مؤخراً عرض فيلمين ناقشا هذه القضية في مركز الثقافة السينمائية في القاهرة. أولهما فيلم «طيف المدينة» للمخرج وكاتب السيناريو جان شمعون إنتاج عام 2000، وهو أول فيلم روائي له بعد عدة أفلام وثائقية مهمة، والثاني فيلم «وينن» إنتاج 2014، وهو تجربة متميزة قام بإخراجها 7 مخرجين شباب، وكتب السيناريو له وأشرف على إنتاجه جورج خباز. هنا نحاول تلمس شكل القضية وتداعياتها ومعالجتها الفنية ما بين شمعون والمخرجين الـ7.

«طيف المدينة»

عبر خبرة طويلة في الأفلام الوثائقية مثل… «تل الزعتر» 1976، «أنشودة الأحرار» 1978، «رهينة الانتظار» 1994، وأعمال مشتركة مع مي المصري.. «تحت الأنقاض» 1982، «زهرة القندول» 1985، «بيروت جيل الحرب» 1989، و»أحلام معلقة» 1992، يأتي فيلم جان شمعون الروائي الأول «طيف المدينة» ليعكس حالة الحرب على مصائر شخوصه، خاصة بطله رامي/مجدي مشموشي وعلى المدينة بأسرها، التي تحولت إلى أنقاض مثل أرواح أصحابها، فلا أحلام تحققت ولم يعد المستقبل سوى شخص يسير بعاهة العَرَج ستلازمه حتى موته، هنا يؤكد شمعون على التذكّر الدائم لما حدث، حتى لا يتكرر مرّة أخرى، وها هو البطل يسير يستند إلى عصاته في النهاية، ويحاول التحايل على حلمه بأن يصبح رساماً في تعليم الصغار الفن، ربما تكمن فيهم سِمة أمل. والمفارقة أن هذه الإصابة أو العاهة تأتيه من رفاقه لا من المعسكر الآخر، الذي أصبح مُصادفة معسكر للأعداء، بعدما كان الحي بأكمله أصدقاء، بفضل ميليشيات الحرب، وحوارهم الصاخب ليلاً من خلف المتاريس!

من الجنوب إلى بيروت

يبدأ الفيلم مع رامي وأسرته نزوحهم من جنوب لبنان إلى العاصمة بيروت، ليهجر رامي البالغ 12 عاما حلمه الطفولي بأن يصبح رساماً، ويبدأ والده الذي حوّلته الحرب إلى مثال للقسوة في البحث عن عمل للطفل، بمساعدة أحد الأصدقاء في الميناء، ونظراً لقسوة العمل وصعوبته يلتحق رامي بالعمل في مقهى تديره امرأة يتجمع فيه الجميع (سلوى/نوال كامل) تحب المغني (نبيل/سامي حواط) وبعد وصول الحرب الأهلية يتم قتل الرجل وتخريب المقهى، وتترك المرأة المكان تماماً وترحل، وهنا علاقة حُب انتهت بالموت. بينما يحب رامي جارته التي تماثله في السن (ياسمين)، التي ترحل مُضطرة مع أسرتها إلى بيروت الشرقية، خوفاً من الموت، وهنا تنتهي الحكاية بالفراق، وإن ظل رامي يتذكرها وينتظرها طوال حياته. رامي ينأى بنفسه عن التحيز لأي من المعسكرين المُتحاربين، بل يعمل سائق عربة إسعاف له الحق في التجوّل بين الحدود الوهمية، التي أصبحت تفصل بيتاً عن آخر، حتى يتم اختطاف والده، فيتحول إلى أحد جنود الميليشيات كرد فعل، عمليات اختطاف للمقايضة بالرهائن، على أمل العثور على والده، هنا يظهر دور قائد الميليشيا صديق الوالد القديم، رجل الميناء والقائد الآن! الفعل والتدبير كما هما، هناك مَن يُحقق المكاسب القصوى، من دون عرائس الماريونيت من المقاتلين والموهومين بأحقية قضية ما.

الأب والزوج والحبيبة

لم يزل رامي يبحث عن والده، من دون أن يفقد الأمل، ويلتقي بامرأة وحيدة مع طفلتها، تبحث عن زوجها المفقود، وتقود مظاهرة للنساء (سهام/كريستين شويري) يحاول أن يأوي إليها كتعويض عن دفء الأسرة وان يكون له أطفال، من دون نسيان حبيبته الطفلة، أو الأمل في العثور على والده المفقود، حالة فقد يعانيها الجميع، تتكشف فداحتها حينما يعرف رامي أن اختطاف أشخاص من الجهة المقابلة يتم لمقايضتهم بالمال، من دون الدفاع عن قضية ما أو هدف وهمي مُعلن، هنا يقوم بتهريب أحد الرهائن إلى المعسكر الآخر، وينجح في ذلك ويُصاب من رفاقه الذين لم يتورعوا بأن يطلقوا النيران عليه، بتهمة الخيانة!

الحِس الوثائقي

طوال الأحداث يتم استعراض لقطات للمباني المُتهدمة، وأثر الرصاص في كل مكان، لقطات بالأبيض والأسود لهذه المدينة الرمادية، التي أصبحت تتآلف مع اللقطات خافية الإضاءة في أقبية البيوت المهجورة، التي صارت مأوى المتناحرين، خاصة المقهى الذي كان يعمل به رامي وهو طفل، ليُمسِك بآلة العود الخربة التي راح صاحبها ضحية العنف. وبانتهاء الحرب تقوم عمليات التشييد والبناء من جديد ليسير رجل البيزنس على الدرب نفسه ــ كحال أغنياء الحروب ــ فهو رئيس العمال في الميناء، وهو قائد الميليشيا الذي يقايض بالأرواح في سبيل جمع النقود، وهو الآن أحد رجال الساسة والأعمال في سيارته الفارهة، يمر بها ناظراً للمباني الجديدة/وجه بيروت الجديد! بينما رامي يسير مستند إلى عصاته بعد الإصابة ليلمح عودة (ياسمين) بعد الحرب لتلتقط صورة لها أمام بيتها القديم، من دون أن تعرفه، فقط تشيرله ابنتها الطفلة، التي كانت أمها في مثل سنها حينما غادرت المكان. ليكتفي الرجل بتعليم الأطفال الرسم، وينتظر.

«وينن»

في تجربة لافته قامت جامعة (سيدة اللويزة) بإنتاج فيلم يقوم بإخراجه 7 من مُتخرجيها المتميزين، وبالاشتراك مع ممثلين محترفين، وهي تجربة مهمة وغير مسبوقة على مستوى إنتاج الأفلام في العالم العربي. كل فصل من الفصول قام به أحد المخرجين، وجاء باسم بطلة الحكاية وهو الاسم الحقيقي لكل ممثلة شاركت في العمل. مجموعة من النساء المختلفات عانين الفقد الابن/الأخ/ الزوج/الأب/المُعلم، كلهن يبحثن وينتظرن، يردن معرفة الحقيقة وقد ارتبكت حياتهن، ولم تستو حتى الآن. الفصل الأول بعنوان «كارول» بطولة كارول عبود وإخراج ناجي بشارة، والثاني «لطيفة» بطولة لطيفة ملتقي وإخراج جاد بيروتي، ثم «تقلا» بطولة تقلا شمعون وإخراج زينة مكي، «ديامان» قامت بالدور ديامان بو عبود وأخرجه طارق قزمان، «كارمن» أدّته كارمن لبّس وأخرجته كريستال إغنيادس، «ندى» بطولة ندى أبو فرحات وإخراج ماريا عبد الكريم، والفصل الأخير جاء بمشاركة جميع بطلات العمل وأخرجه سليم الهبر، وجاء بعنوان «ساحة الاعتصام».

«السبيل إلى ساحة الاعتصام»

كارول امرأة تبحث عن والدها المفقود، وترأس جمعية تهتم بشأن المفقودين، وتحضّر لفعالية تتكرر كل عام تتكون من أسر المفقودين، خاصة النساء، فمنهن مَن فقدت الأب والزوج والابن والأخ، تتوقف حياة كارول عند عملية البحث هذه، فلا علاقة تحياها مع صديقها المصوّر، ولا شكل للحياة من 20 عاما وقت فقد الأب. خلال ذلك تستعرض باقي الشخصيات مأساتها، لطيفة العجوز التي تنتظر عودة ابنها، وتصر على تحضير الطعام له كل وقت، لتأكل هي وزوجها العجوز وطعام الابن بينهما،/ لينهض الرجل في آلية وإيقاع صبره ليُلقي بالطعام في سلة القمامة، وهكذا وهي تنتظر وتحادث نفسها، حتى أنها تحادث العذراء المتمثلة في تمثال صغير، وتمسك لطيفة بتمثال ليسوع الطفل، قائلة «لن أردّ لكِ ابنك حتى تردين لي ابني يا مريم». لننتقل إلى تقلا المدرسة في إحدى المدارس، التي تعدّت الأربعين وتعاني فقد أخيها، ولا تستطيع التواصل في علاقة أو حتى بدايتها وقد أنستها رحلة البحث حياتها. على الجهة الأخرى نواجه ديامان الباحثة عن أبيها، التي تعاني حالة ضياع تام، فلا تعرف ماذا تريد وكيف، في مشكلات مزمنة مع أمها، حتى أنها تستغرب من فعلة أبيها! كيف يترك نفسه ليحدث ما حدث وهو لديه طفلة وزوجة، حالة ملازمة من الانهيار النفسي تتنفسه الشابة، لتتمثل حالة جيل جديد تائه، هل يواصل ويقطع صلته بالماضي، أم يظل هكذا؟ لتؤكد حالة كارمن الفاقدة لزوجها، التي تعيش مع شاب يصغرها، وتغيم رؤيتها لنفسها هل هي عاهرة بالفعل أم أنها ملّت الانتظار؟ وتأتي ندى الباحثة عن مُعلمها وأستاذها الجامعي المفقود، وهي متزوجة من أحد رجال الأحزاب، الذي يستغلها لحسابه حتى يبدو متعاطفا مع قضية المفقودين، خاصة أن زوجته تحضر الاعتصام وتخرج صورها في الجرائد!

اصطناع النهاية

الجميع الآن أمام البرلمان اللبناني، لنعرف أو نكتشف أن بطلات الفيلم يدرن في فلك البحث عن شخصية واحدة تمثل الابن والأب والزوج والمُعلم والأخ، بخلاف والد مؤسسة الجمعية كارول. من الجيد أن يتم التعبير هكذا للملمة هذه الشخصيات التي لم تكن العلاقات بينهم طوال الأحداث سوى حالة شخص مفقود، أما أن يصبح هذا الشخص واحد والجميع على علاقة به، فهو أمر متبع في هذا الشكل من السرد. لكن الأمر جاء في شكل اصطناعي، وما أثقل منه هو اللقطات المختلفة للنساء الحقيقيات العجائز، الباحثات عن ذويهم ــ هناك فارق شاسع بين التوثيق هنا ولو لحظياً، وبين المنهج التوثيقي في فيلم «طيف المدينة» ــ فالحالة هنا لإضفاء لمسة من المصداقية للعمل، خاصة أن البطلات لا يشبهن النساء الحقيقيات في شيء! لنا هنا أن نسأل عن الفئة الاجتماعية التي تناولها كاتب السيناريو، وحصر الأمر داخلها فقط، فهو لم ولن يعبّر عن الجميع، بل فئة رجل مثقف، أقسى ما تجسّد لدى زوجته من فقد هو بديل جنسي وجدته في شاب من فئة اجتماعية أدنى! التساؤل فني لا أخلاقي، وقد انحصرت المسألة في لحظات سُكر دائم تعيشها الابنة، ولحظات من الجنس المسروق تقوم بها الزوجة، وكبت جنسي تعانيه الأخت، التي تعدّت الأربعين من دون ان تُمَس! شارك في الفيلم كل من … أنطوان ملتقى، رودريك سليمان، ليليان نمري، إيلي متري، طلال الجردي، جوليان فرحات، وزياد صعيبي. كما حصل على العديد من الجوائز أهمها… أفضل فيلم في دبلن إيرلندا، أفضل سيناريو في مهرجان السينما العربية في مالمو بالسويد، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الإسكندرية في مصر. 

الأمريكي مارتن أنيرستي يعيد اكتشاف أفريقيا عبر الكاميرا

صلاح الدين مصطفى - أسوان ـ «القدس العربي»

بعد جولة قضاها في عدد من مدن السودان، انضم المصورالأمريكي الأسمر مارتن أنيرستي إلى الرحلة المتجهة من الخرطوم إلى القاهرة، وكان ذلك في مدينة وادي حلفا الحدودية.

الرحلة كانت بالحافلة عبر الطريق البري الذي افتتح مؤخرا بين دولتي وادي النيل. وكان الشاب الأمريكي، الذي يبدو في العشرينيات من عمره، يحمل حقيبة كبيرة صفراء تتدلى بطوله من الخلف، يحمل بداخلها معداته التي يحتاجها في التصوير، إضافة إلى أغراضه الشخصية المحدودة، ويحمل منديلا كبيرا مرسوما على جوانبه العلم الأمريكي المميز.

اندمج مارتن سريعا مع الشباب السودانيين الذين قاسمهم المقاعد الخمسة الأخيرة في الحافلة، وبدا منسجما معهم، خاصة أن ملامحه الأفريقية وشعره المضفور، يجعلانه لا يختلف كثيرا عن مرافقيه، ولا يكتشف أمره إلا إذا تحدث بلهجة سودانية مثيرة للابتسام.

يقول مارتن إنه في رحلة طويلة مدتها أكثر من شهرين، شملت حتى الآن دولا عديدة منها جنوب أفريقيا، زيمبابوي، إثيوبيا، السودان، وهو الآن في طريقه لمصر ومنها إلى المغرب. 

الشبان السودانيون تقاسموا معه ما يحملونه من مأكولات ومشروبات و»معاناة» في رحلة استمرت ليوم كامل قبل أن يغادرهم في مدينة أسوان، حيث يبدأ عمله بصعيد مصر، قاصدا منطقة الأقصرالأثرية ثم يتجه بعد ذلك إلى القاهرة.

تجاذبت معه أطراف الحديث بلغتين مكسرتين رغم المهنة الواحدة التي تجمعنا، فكلانا لا يجيد لغة الآخر، وقال مارتن إنه يلتقط الصور لصالح عدد من الصحف والمجلات والوكالات الأمريكية، ولا يميل إطلاقا لكتابة القصص الصحافية، ويضيف بأنّ هذه الرحلة كانت ضرورية له ليزور موطن أجداده ويتعلم أشياء جديدة ويغذي ذاكرته الجمالية بمشاهد لن يجدها في أمريكا، إضافة إلى أنه سيكسب أموالا كثيرة من هذه الجولة وينوي إصدار كتاب مصوّر يحوي صيده الثمين.

يقول مارتن إن العادات والتقاليد في أفريقيا تختلف تماما من بلد لآخر، رغم ملامح الشبه العامة، لكن أغلب هذه الدول تشترك في صعوبة الحياة ومعاناة الناس فيها وافتقادهم للخدمات الأساسية.

كينيا تشكل لهذا المصور جذوره الأفريقية، فهو من الخلفية نفسها التي ينتمي لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو لا يعرف عنها الكثير، لكنه يصفها بالدولة الخطرة، ويقول إن نيروبي، وغيرها من المدن الكبرى، تمتلئ بحوادث السلب والنهب، والمرء يفقد فيها أمواله وجهاز حاسوبه وهاتفه النقال ـ بسهولة- حتى لو كان في وسط البلد.

إثيوبيا من الدول التي أعجبته كثيرا ويقول عنها: «هي بلاد جميلة ومفتوحة بدون تعقيدات وبها فتيات جميلات جدا التقطت لهن صورا رائعة ولم أجد مضايقات»، لكنه ـ وفي المقابل ـ يصف الخرطوم بالبلاد الصعبة، ويقول إن الناس في السودان طيبون والمجتمع المحلي يقبل الآخر بدون قيود، لكن الإجراءات الحكومية صعبة ومعقدة، ويضيف: «إذا علم المسؤولون أنك تحمل الجنسية الأمريكية، فإن المتاعب سوف تصاحبك كثيرا، فأنت تحتاج لأذن لتفعل أي شيء وفي كل مكان تجد أوامر بمنع التصوير».

العديد من المدن السودانية أعجبت المصوّر الأمريكي مارتن، مثل القضارف، مدني وعطبرة، ويصف الخرطوم بالمدينة الرائعة التي تمنحك الأمان، لكنه مندهش لعدم اكتشاف السودانيين للجمال الموجود على ضفاف النيلين.

ولا يكتفي مارتن بالتقاط الصور الفوتوغرافية فقط، لكنه مغرم بالفيديو وقال إنه أنتج العديد من الإفلام القصيرة، وفي العبّارة التي نقلتنا إلى بحيرة السد العالي قبالة منطقة أبي سمبل تم منعه من التصوير بعبارات عسكرية صارمة، لكنه التقط بعض الصور لطيور في البحيرة بكاميرا فيديو صغيرة تبدو في شكل لعبة أطفال.

وفي حوار خافت، توقفه أحيانا أصوات محرك العبّارة وهي تصارع الأمواج، قال المصور الأمريكي الشاب إن العالم تجاوز الآن عبارة «ممنوع الاقتراب أو التصوير» وبإمكان المرء أن يحصل على صور لأي مكان وهو جالس في منزله ومتصل ـ فقط- بشبكة الإنترنت. ورغم سهولة الحصول على الصور بالشبكة العنكبوتية، لكن مارتن يرى أن الصورة النابضة بالحياة ليست مجرد «لقطة» لكنها مشاركة وجدانية تمتزج فيها المتعة بالتعب، لذلك فهو موجود هنا الآن!

القدس العربي اللندنية في

12.01.2015

 
 

«زوجة فرعون» يفتتح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية:

تكريم لبلبة واحتفال خاص بمئوية صلاح أبو سيف وكامل التلمساني

رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي»

أقام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية مؤتمرًا صحافيًا للإعلان عن تفاصيل دورته الثالثة، التي ستقام في الفترة من 24 حتى 31 يناير/كانون الثاني بمحافظة الأقصر، وأوضح محمد كامل القليوبي رئيس مؤسسة نون الثقافية، الجهة المؤسسة للمهرجان، أن العمل الثقافي في مصر يشهد صعوبات وتحديات كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية التي تمر بها مصر، وأكد على الدور الثقافي الذي تلعبه المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية، خاصة في المحافظات التي لا توجد بها قاعات سينما، مثل محافظة الأقصر.

وأضاف أن إدارة المهرجان في دورته الحالية اختارت عددا كبيرا من الأفلام ذات المستوى الجيد، حيث قام المهرجان بتشكيل لجنة مشاهدة مكونة من رئيسة المهرجان ماجدة واصف والناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان والناقد أحمد شوقي لاختيار الأفلام.

ومن جانبها قالت ماجدة واصف رئيسة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، إن التحضير لهذه الدورة تم خلال أشهر قليلة، ولكن رغم ضيق الوقت تم إعداد برنامج ثري جدًا من الناحية السينمائية، وهو ما يظهر في الفيلم الذي حصلنا عليه وسوف نعرضه في حفل الافتتاح، وهو الفيلم الألماني «زوجة فرعون» الذي تم إنتاجه عام 1922، حيث أن الفيلم تم ترميمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وسوف يتم عرضه في معبد مدينة هابو في البر الغربي، مشيرة إلى أنه سيكون العرض الأول له بعد ترميمه، والفيلم تم انتاجه عام 1922 وتم تصويره في محافظة الأقصر.

وأضافت واصف أن المهرجان يحوي حدثًا مهمًا آخر، حيث يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلمان من الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار هذا العام، بالإضافة إلى فيلم «دروب الصليب» الحائز جائزة مهرجان برلين العام الماضي، كما تحل السينما الفرنسية ضيفة شرف دورة هذا العام بعدة أقسام مختلفة. أما على مستوى الأفلام المصرية فأشارت إلى أن الدورة الحالية ستشهد العرض الأول في مهرجان مصري لفيلم «بتوقيت القاهرة» إخراج أمير رمسيس، كما يضم المهرجان أيضا نافذة على السينما العربية تعرض فيها 5 أفلام عربية من إنتاج العام الماضي.

أما على صعيد التكريمات فأعلنت ماجدة واصف أن الفنانة لبلبة سيتم تكريمها بعرض 3 أفلام لها، وأبدت ماجدة واصف أسفها لعدم وجود أرشيف سينمائي مصري يمكنها من الحصول على أفلام تظهر فيها لبلبلة في طفولتها. كما سيكرم المهرجان أيضا اسم السيناريست الراحل فايز غالي، الذي توفي العام الماضي، وإحتفالاً بمئوية المخرج صلاح أبو سيف وكامل التلمساني، وسوف يتم عرض عدد من أفلامهم.

وذكرت في نهاية كلمتها ما واجه المهرجان في دورته هذا العام من نقص الإمكانيات، حيث أن الميزانية محدودة بشكل كبير جدًا، بسبب تخصيص جزء كبير من الميزانية لإحضار أفلام على مستوى فني جيد، وأشارت إلى أن المهرجان سينظم عدة عروض خاصة لأهل مدينة الأقصر للأفلام المصرية التجارية التي لا تعرض في المدينة بسبب عدم وجود صالات عرض سينمائية. 

الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان قال إن المخرج الفرنسي الكبير إيف بواسيه سوف يرأس لجنة تحكيم الدورة الثالثة، وهو أحد أهم مخرجي السينما الفرنسية، وتضم اللجنة ايضاً الفنانة لبلبة والمخرجة هالة لطفي، والناقد الألماني سبرنج ايبرهارد والممثلة النرويجية جان هيلبرج والمنتجة اليونانية اليني كوسيفيدو ودراجان مارينكوفيتش، وكل هؤلاء يقومون بالتحكيم لمسابقتين، الأولى تضم 12 فيلما روائيا طويلا والأخرى تضم 16 فيلما روائيا قصيراً.

وأضاف رزق الله، «هذا العام الأفلام سوف يتم عرضها بتقنية الديجيتال، بعكس العام الماضي الذي كانت الأفلام تعرض بخاصية 35 مللي، وهو ما يضفي على العروض صورة أفضل وجودة أعلى. وأوضح أن الاحتفال بمئوية صلاح أبو سيف سيكون بعرض 6 أفلام تعبر عن مسيرته ورحلته السينمائية هي «شباب امرأة» و«الوسادة الخالية» و«أنا حرة» و«القاهرة 30» و«بين السما والأرض» و«الزوجة الثانية»، كما يحتفل المهرجان بمئوية كامل التلمساني بعرض فيلم واحد وهو «السوق السوداء»، كما سيُعرض فيلم خاص لأطفال مدينة الأقصر.

القدس العربي اللندنية في

13.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)