كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

هل أصبح التواصل وفهم الآخرين قدرات غير عادية؛ نجما غلاف «أرى» يمتلكان الجواب

خالد أبو النجا ونجلاء بدر.. في رحلة البحث عن الآخر

دبي: عبادة إبراهيم

 

«قدرات غير عادية» للوهلة الأولى تظن أنها تحريك الأشياء أو الاختفاء أو مناداة الطرف الآخر، ولكن في الأساس تتمحور هذه القدرات حول التواصل مع الغير، والحب وسماع مختلف الآراء دون تعصب، فأحداث الفيلم تدور حول شخصية «يحيى» الذي يجسدها الفنان خالد أبو النجا، الذي يفتش بحسه العلمي عن القدرات غير العادية في البشر، ليحاول بعد البحث الدؤوب عن هذه النوعية أخذ إجازة، فيستقر في «بنسيون» على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة، حيث تنشأ علاقة حميمية بينه وبين صاحبة «البنسيون»، التي تجسد شخصيتها الفنانة نجلاء بدر، ويتقرب من ابنتها الصغيرة ذات الكاريزما القوية، التي يكتشف أنها تمتلك قدرات غير عادية

العمل من إخراج داوود عبد السيد، وتوزيع شركة دولار فيلم. الحوار مع أبطال العمل كان شائقاً للغاية، فخالد لديه رؤية وفلسفة، ويرفض تقديم أعمال للتسلية فقط، ونجلاء متفائلة بالسينما الفترة المقبلة، والهجوم عليها لا يزعجها، حسب تعبيرها. الكثير من الأسرار والكواليس في السطور التالية.

خالد أبو النجا: أفلامي ليست للتسلية

·        قدرات غير عادية فكرة جديدة ومثيرة للجدل، ألم يقلقك خوض تجربة بطولة هذا العمل؟

العمل يحمل معاني مهمة للحياة الاجتماعية والسياسية التي نعيشها، وهذا يدعونا للتساؤل هل الاختلاف يمكن يولد قدرات غير عادية، وهل هذه القدرات الخارقة تتمحور فقط في تحريك الأشياء، أم أن التواصل والحب والفهم أصبح أيضاً قدرات غير عادية، فاليوم أعتقد أن تقبل الآخر هو بالفعل قدرة غير عادية، وأتمنى أن تصل هذه الفلسفة للمشاهد العربي ويشعر بها.

·        ولكن ألا تعتقد أن هذه الفلسفة قد تكون من الصعب أن يستوعبها المشاهد في ظل وجود أفلام مباشرة وأخرى سطحية؟

أعتقد أنه كلما كانت هناك أفلام مباشرة فلا يشعر المشاهد بالاشتياق لرؤية أفلام أخرى تحمل فلسفة، لأن المشاهد وقتها يحتاج إلى مشاهدة فيلم يلمس روحه، ويشعر من خلاله بكل ما يدور حوله من دون حديث مباشر.

·        الفيلم جمع أكثر من جيل في عمل واحد، على عكس الموجة السائدة في السينما التي استحوذ عليها جيل الشباب؟

الفيلم بالفعل يضم أجيالاً متعددة على عكس ما هو موجود في الواقع، سواء على المستوى السياسي أو الفني، فنحن عشنا فترة طويلة في دولة «العواجيز»، التي أثرت فلينا سلباً على مختلف المجالات، فمثلاً نحن اليوم لا نجد لغة تواصل بين المخرجين الكبار والجدد، فالقليل منهم فقط من يساند الجيل الجديد ويحتضنهم، على الرغم من أنه قد ينسحب مخرج عالمي من مسابقة لإتاحة الفرصة للجيل الجديد، والعكس صحيح. والمخرج داود عبد السلام يحاول دائماً كسر هذه الصورة، فهو يستعين دائماً بالوجوه الشابة في أعماله.

·        هناك انتقادات طالت الفيلم حول طول مدته؟

في النهاية هذا اختيار المخرج، عما إذا كان يفضل الفيلم قصيراً أم يأخذ المشاهد في رحلة طويلة، لكي يصل به للحس الذي يريده، فهناك أفلام يكون مقصوداً أن تكون طويلة، ولكن في الوقت نفسه ليست مملة.

·        أفلامك دائماً تحمل بين طياتها فلسفة وبعداً عميقاً؛ فلماذا؟

الأفلام ليست فقط للتسلية، ولكنها لا بد أن تحمل عمقاً وفلسفة، فلا أستطيع أن أقدم عملاً سينمائياً لمدة ساعتين ولا يخرج بعدها المشاهد منه وهو يحمل فكراً أو مضموناً، أو معنى مهماً يجسد الحالة التي نعيشها، فنحن كوننا مصريين مرتبطين ببعضنا بعضاً، قمنا بثورتين عظيمتين من أجل الحرية والديمقراطية، على الرغم من فكرة الاستقطاب الموجودة حالياً في المجتمع، التي أناقشها من خلال فيلم «ديكور» فللأسف اليوم من يختار اللون الأبيض فهو خائن للون الأسود متناسين بقية الألوان، التي من حقي كوني مواطناً أن أقوم باختيارها

كذلك نجد في فيلم «فيلا 69» المسن الذي ينتظر الموت، ولديه آراؤه التي يغلق عليها الباب، وليست قابلة للنقاش، ولكنه لا يشعر بالسعادة إلا بعدما يعطى ويفتح قلبه لحفيده. وهذه هي الرسالة الواضحة في كيفية تحول هذا الرجل من رجل إقصائي إلى حد كبير، ويرفض الاستماع للآخرين إلى رجل معطاء ويتقبل الآراء الأخرى من حوله، والإنسان لا يشعر بوجوده وفائدته في الحياة إلا بالعطاء والحب، فهو لم يشعر بأهمية حياته إلا بعدما دخل حفيده في حياته

·        هل يمتلك خالد أبو النجا «قدرات غير عادية»؟

تقبل رأي الآخر في زمننا هذا يعتبر قدرات غير عادية، وأحاول أن أتمتع بهذه الموهبة، ولكن الغريب أنه أثناء تصوير الفيلم، كنا في حالة ضغط عصبي، بسبب طول مدة تصوير الفيلم، حيث كان من المفترض أن ينتهي تصويره في أبريل الماضي، ولكننا انتهينا منه في نهاية الصيف، وكنت أتحدث هاتفياً مع أحمد البدوي المنتج والمخرج داوود عبد السلام، وأغمضت عيناي وتمنيت لو أن أقابلهم للتحدث معهما وجهاً لوجه، وطلبت من السائق وقتها أن يتوقف بالسيارة، لأدخل أحد المطاعم وأفاجأ بهما في الداخل، وضحكت وهما ذهلا بوجودي، وفي اليوم التالي أردت تجربة الأمر مرة أخرى فتمنيت أن أقابل نجلاء بدر لكي أتحدث معها عن العمل، وبالفعل وجدتها مصادفة في أحد مطاعم الزمالك، وكانت تجلس وحدها.

·        أنت ونجلاء وبدر تزينان غلاف «أرى» فكيف وجدت العمل معها.

الفيلم يعد أول أعمالها، وأعرفها من قناة النيل للمنوعات، وكانت مترددة للعمل في السينما، وأنا سعيد بهذه الخطوة، فقد لمست في نفسها قدرات جديدة، وهي بالفعل اكتشاف، واستطاعت خلال دورها إيصال رسالتها للجمهور.

·        حصلت على 5 جوائز في عام 2014 فكيف وجدت هذا العام على المستوى الشخصي والعملي؟

على المستوى العملي أعتقد أنها لن تتكرر، على الرغم من أنني أضع الجوائز على رف يعلوه التراب، فالجائزة الحقيقة هي حب الجمهور، مع احترامي الكبير للجان التي تعطيني هذه الجوائز لأنه يشارك فيها شخصيات مهمة، أما على المستوى الشخصي فكانت حزينة لأنني فقدت والدتي الغالية، وفقدت صداقة اثنين من أصدقائي، وأنا أعتقد أن الحزن هي الحالة الصادقة، التي يمر بها الإنسان، فلا يمكن وأنت حزين أن تكون مشاعرك كاذبة، لذلك ربما يكون حصولي على الجوائز بسبب الحزن الذي عشته، لأن أدائي في أفلامي كان صادقاً للغاية.

·        ماذا عن الحب في حياتك؟

أصبحت أقدر الحب أكثر، فبعد الحياة القصيرة التي نعيشها، لن نذكر من الشخص الذي فقدناه سوى لحظات الحب التي عشناها معاً، لن نذكر منه سوى الأشياء الجميلة والذكريات التي من الصعب نسيانها.

·        تعرضت لهجوم شرس في الفترة الماضية والذي يتعلق بآرائك السياسية، ولكنك في ظل ذلك التزمت الصمت؛ فلماذا؟

الهجوم على رأيي معناه أن الناس لم تعد تتقبل سماع الرأي الآخر، وهذا بالفعل ما يحزنني، وليس الهجوم تحديداً، وفي النهاية أنا لن أراد، فقد وكلت محامياً أستطيع من خلاله الحصول على حقي، وللأسف طالما لا توجد استراتيجية حقيقية في ظل وجود شباب متأسلم ينادي بالإرهاب، وفي الجبهة الثانية لا يرون أمامهم سوى الحلول اللامنهجية التي تتمثل في العنف، فلن يكون هناك حل، أتمنى فقط أن نبدأ في الاتجاه الصحيح ونكمل الطريق معاً ونحن متكاتفون.

نجلاء بدر: الحب والفن لا يجتمعان 

·        هذه المرة الأولى التي تشاركين فيها في فيلم سينمائي، كيف استعددت لهذه الخطوة، خاصة أن فيلم «قدرات غير عادية» يحمل فكراً مختلفاً وجديداً.

أحب نوعية هذه الأفلام، وأنا على علم تام بأن أفلام المخرج داوود عبد السيد، ويسري نصر الله ويوسف شاهين لها جمهورها الخاص بهم، وكنت أتابع هذه الأعمال وتستفزني كوني ممثلة، فهذه النوعية هي التي تبقى وتضع بصمة في تاريخ السينما، فهي غير مرتبطة بثقافة أو تعليم معين، فالسينما في النهاية تراث، فأنا كنت أعتبر فيلم «الأرض» كئيباً ولم أكن مستوعبة أحداثه، وعندما كبرت ونضجت أصبحت من عشاقه.

·        فور عرض برومو الفيلم، بدأ الهجوم عليك بسبب ظهورك بالمايوه في الفيلم؛ فما تعليقك؟

ما يضحكني أننا اليوم في عام 2015، ومازال الإعلام المرئي والمكتوب يوجه النقد، ويهاجم على برومو، قبل مشاهدة العمل نفسه، الرقابة لم تعترض على العمل، معنى ذلك أنه مشروع، ولكن بعض القنوات الفضائية الخاصة فرضت رقابة جديدة طبقاً لسياسة دولتها، وتقوم بحذف بعض المشاهد، الأمر الذي جعل المتلقي يعتاد على رؤية الأعمال بهذا الشكل، ومن دون وجود مايوه، ففي الماضي كنا منفتحين أكثر من اليوم، والسينما من المفترض أن تكون واقعية بلا قيود، فمثلاً حينما ترغب أي امرأة في نزول البحر فماذا سترتدي، أنا في حياتي العادية أرتدي المايوه، وإذا طلب مني مخرج النزول إلى البحر من دون ارتداء المايوه فسأرفض، ومن المعروف أن سينما المخرج داوود عبد السيد واقعية طبيعية.

·        ألن تجدي صعوبة في التعامل مع مخرجين آخرين، خاصة بعد تعاملك مع المخرج الكبير داوود عبد السيد؟

تضحك. على العكس سوف يزيد الطلب، ثم تصمت قليلاً، وتقول: بالتأكيد سوف أجد صعوبة خاصة أن فكر المخرج داوود عبد السيد يختلف عن الآخرين، ونوعية هذه الأفلام التي يقدمها أنا أعشقها، على الرغم من أنها لا توجد بكثرة هذه الأيام، ولكن أنا متفائلة، خاصة بعد نجاح فيلم «الفيل الأزرق»، و«الجزيرة»، وحصولهما على أعلى الإيرادات على الرغم من وجود أفلام أخرى أكثر شعبية وكوميدية.

·        ولكن طول مدة الفيلم ألا تجدينها أمراً سلبياً في العمل؟ 

أعلم أنا الفيلم طويل، ولكني كنت مستمتعة، وسمعت تعليقاً في السينما لرجل وزوجته يحملان الجنسية التركية حول طول مدة الفيلم، وقتها قال لي المخرج داوود السيد، الفيلم طويل ومع ذك ظلوا يتابعونه حتى نهايته، الأمر الذي يدل على أنهما أحبا العمل وتعلقا به، في حين وجود أفلام قصيرة وأنا شخصياً لا أستطيع متابعتها للنهاية، فالمهم ليس العمل طويلاً أو قصيراً، وإنما في جودة الفكرة نفسها.

·        هل تمتلك نجلاء بدر قدرات غير عادية؟

أشعر أحياناً أنني أمتلك روحانيات، ففي أوقات أقول لنفسي إنني سأتعرض لحادث اليوم، وبالفعل أتعرض لذلك، وقد أشار العلم إلى هذه الظاهرة، وغالباً الأبراج الفلكية يكون لديها روحانيات وأنا من مواليد برج الميزان، وفي الأمثال الشعبية نسمع «اللي بيخاف من العفريت بيطلعله»، وقد قرأت كثيراً في علم العقل حول هذه النقطة، ولكن في الفيلم يناقش المخرج داوود عبد السيد نقاطاً أخرى عدة أهمها أن تقبل الآخر اليوم أصبح قدرات غير عادية، وسماع مختلف الآراء قدرات خارقة أيضاً.

·        ماذا حمل لك عام 2014 على المستوى العملي والشخصي؟

على المستوى العملي هو عام حافل، فأنا عملت مع المخرج داوود عبد السيد هذا العام، كذلك اشتركت في بطولة مسلسل من 60 حلقة وهو «قلوب»، أما على المستوى الشخصي فلا توجد في حياتي أي ارتباطات، ولكن دائرة علاقتي اتسعت أكثر، ولا أفكر في الحب، ولو كان هناك رجل في حياتي لتعطلت أعمالي الفنية، ومنها فيلم «قدرات غير عادية».

·        ولكنك صرحت بأنك لم تكوني مقتنعة بمسلسل «قلوب» فلماذا؟

وافقت على الاشتراك في هذا العمل حتى أبتعد عن الإغراء، ولكي يراني المشاهد بشكل مختلف، لأنه للأسف هناك من يظن أنني أختار هذه النوعية عن قصد، وهذا غير صحيح، فالمخرج أو المنتج هو الذي يضعني في هذا الإطار، وصراحة لم أشعر بأي متعة في مسلسل «قلوب» لأنه كان من دون هدف.

·        جلسة التصوير بينك وبين الفنان أحمد زاهر عرضتك لهجوم لاذع، ألم يضايقك الأمر؟ 

كنت أريد عمل شيء جديد، خاصة أنني ظهرت مع أحمد زاهر في مسلسل «حكاية حياة» كوننا أعداء، فأردنا أن نظهر بشكل مختلف، وهذه الأفكار وجدناها في مجلات. صحيح أنها لم تكن عربية، ولكن في النهاية هذه الأفكار موجودة في مجتمعاتنا، وهذه الانتقادات لم تضايقني إطلاقاً، لأنها في النهاية وجهه نظر فردية.

·        كيف وجدت العمل مع الفنان خالد أبو النجا؟

عملنا مذيعين معاً من قبل، ولكن، وبصراحة، تعامل إعلامي مع زميل له في المهنة نفسها يولد تنافساً، أما فنان مع آخر زميل له فهذا الأمر يعد تكاملاً، وخالد أبو النجا فنان مميز واستمعت كثيراً بالعمل معه.

·        ألا يأخذك الحنين بالعودة إلى العمل مذيعة؟

قريباً سوف أقدم برنامج مسابقات على قناة «إم بي سي»، ولكن ليس من باب الحنين، وإنما بسبب حبي لقناة «إم بي سي»، وفكرة البرنامج مميزة.

·        هل أصبحت لك شروط مختلفة اليوم في دخولك مجال التلفزيون بعدما أصبحت ممثلة؟

كوني مذيعة أصبحت أسوأ، فكنت أتلاعب بالألفاظ بشكل أفضل ومخارج ألفاظي كانت صحيحة، وشروطي في العقد بالتأكيد اختلفت حفاظاً على عملي مع المخرج داوود عبد السلام، وأصبحت أتحدث عن بوستر يوضع في الشوارع، وذلك للحفاظ على مكانتي الحالية.

·        ولماذا لم تفكري في تقديم برنامج فني؟

لأنني كوني ممثلة اليوم سوف أجامل ضيوفي من زملائي في مهنتي، وهذا سيجعلني إعلامية فاشلة، وأنا أرفض ذلك.

مجلة أرى الإماراتية في

12.01.2015

 
 

يُعرض في دور السينما المحلية.. ومشاهدون منحوه من 7 إلى 10 درجات

«من ألف إلى باء».. نقلة في شـــكل الفيلم الإماراتي

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

حالة الإشادة التي صاحبت قرار إدارة مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، في دورته الأخيرة، أن يكون الفيلم الإماراتي للمخرج علي مصطفى «من ألف إلى باء» فيلم افتتاح الدورة، لم تقل عندما انتقل الفيلم من أروقة المهرجانات وبات يعرض حالياً في دور العرض المحلية، وقريباً في أغلبية دور السينما العربية.

حالة الإعجاب والدعم لها علاقة بخطوة تجاوز النظر للأفلام الإماراتية على أنها تجارب لمخرجين، تحتمل غض البصر عن الأخطاء؛ كون صناعة السينما في الدولة تحوّلت من تجارب فردية إلى دعم جماعي؛ أقله من مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين الدوليين.

ومع أن «من ألف إلى باء» لا توجد فيه شخصية رئيسة إماراتية؛ لأن الحكاية تدور حول ثلاثة شباب عرب يعيشون في الدولة، إلا أن هذه الخصوصية تحديداً نالت إعجاب مشاهدين لمسوا أن الهدف هو إظهار الدولة على أنها حضن آمن لشعوب فقدت الأمان في أوطانها.

ورأى مشاهدون، استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، أن الفيلم يستحق علامة راوحت بين سبع و10 درجات، إذ أشار البعض إلى أنه نقلة نوعية في شكل الفيلم الإماراتي، وآخرون أكدوا أن الموضوع في الفيلم مهم جداً لكل من يقيم في الدولة، وفريق ثالث أكد أن مضمون الفيلم الأبرز هو أن الإمارات بلد الأمان.

مجموعة من الوجوه الجديدة قامت ببطولة الفيلم؛ وهم فهد البتيري وشادي ألفونس وفادي الرفاعي؛ بينما كان ضيوف الشرف، بطل «الجنة الآن»، الفلسطيني علي سليمان، وعبدالمحسن النمر، وخالد أبوالنجا، وسامر المصري.

قصة «من ألف إلى باء» تدور حول الأبطال الثلاثة الذين ظهروا على أنهم من طبقة غنية، سعودي نصفه أيرلندي، ومصري من عائلة مرموقة، وسوري ابن سفير، تجمعهم حكاية مرّ عليها خمس سنوات، بعد فقدان صديقهم اللبناني في أحداث الضاحية ببيروت عام 2006، وتدور القصة حول الشاب السوري الذي يحمل ذنب أن صديقه اللبناني استشهد وهو على خلاف معه بعد أن استولى على حبيبته.

من جهتها؛ قالت رزان عمران (25 عاماً) «لقد أحببت الفيلم، وشعرت بأنه يتحدث عن طبيعة الحياة في الدولة الآمنة، ومشاعر أفراد شعوب تعيش القهر والحرمان في أوطانها الأصلية»، وأضافت «مع أنني استغربت عدم وجود شخصية إماراتية في الفيلم إلا أنني شعرت في الوقت نفسه بأن هذا دليل على الشعور بالمسؤولية تجاه الجميع، وبحث السينما الإماراتية عن الحالة الاجتماعية لكل الشرائح التي تعيش في الوطن»، مانحة الفيلم العلامة الكاملة.

في المقابل؛ انتقد ياسر العامري (30 عاماً) ما وصفه بتهميش الشخصية الإماراتية في الفيلم؛ موضحاً «أنا جئت لأشاهد فيلماً إماراتياً، لم أر ولا (كندورة) في الفيلم، وتساءلت عن السبب ولم أجد جواباً».

وأضاف العامري «بعد مضي وقت من المشاهدة أدركت أن الفيلم يسعى إلى تصوير بلدي العزيز على أنه بلد الأمن وملاذ الجميع، وذلك يكون أوقع إذا عبر عنه غير إماراتيين» ومنح الفيلم ثماني درجات.

بينما قال عمر عبدالله (16 عاماً) إن «المغامرة في الفيلم جميلة وشيقة، والطريق بين أبوظبي وبيروت كان مليئاً بالقصص التي أحببتها بشكل عام باستثناء البعض منها»، مضيفاً «الفيلم جميل، وأحبب شادي ألفونس كثيراً، والنهاية أيضاً بعد كل هذه المغامرة كانت مفيدة»، مانحاً إياه 10 درجات.

زمان

يدور زمان الفيلم بعد ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن، والبدايات في سورية، والطريق إلى لبنان سيكون من أبوظبي إلى المملكة العربية السعودية، ثم إلى الأردن، وانتهاء بسورية قبيل الوصول إلى لبنان.

في كل محطة حكاية ترويها أحداث الفيلم، ولأن الفيلم مازال يعرض في دور السينما المحلية لن يتم الخوض في تفاصيله، لكن من الضروري المرور على مشهد أثار غضب مشاهدين؛ ففي السعودية بلد (يوسف) المقيم في الإمارات، يبدو (يوسف) ناقماً على الحالة، يشرب في الصحراء، ويبدأ في الهذيان، لا يبالي بأي شيء، حتى عندما اكتشف أن من أعجب بها في الطريق إلى الأردن كانت «إسرائيلية»؛ هذا المشهد تحديداً اتفق كثيرون على رفضه، ورأوه يقدم رسالة سلبية، على الرغم من أن المصري (رامي) ابتعد عنها بمجرد سماعه أنها «إسرائيلية»، إذ تناسى (يوسف) أنها من كيان هو السبب عملياً في زهق حياة صديقه اللبناني.

من ناحيتها؛ قالت رايا محمد (28 عاماً) «لم أشعر بأن هذا المشهد الذي ظهرت فيه فتيات من ما يسمى (إسرائيل) كان ضرورياً؛ حتى علاقة الشاب السعودي، الذي ظهر لا يأبه بشيء في ما يتعلق بعلاقته مع النساء، كانت مبالغة»، مانحة الفيلم سبع درجات. في المقابل، قال هيثم حلاوة (35 عاماً) إن «الفيلم بشكل عام جيد، ومع أن شخصية السعودي فيه استفزتني، خصوصاً عندما لم يبالِ بجنسية الفتاة التي يريد مصاحبتها، على عكس صديقه المصري، لكنه كممثل كان الأفضل بين الثلاثة الجدد الذين قاموا ببطولة الفيلم»، مؤكداً أن «الفيلم خلق توازناً من الناحية الاجتماعية، وحتى السياسية، في كل الحكايات التي تناولها، لكن إقحام قصة الفتاة (الإسرائيلية) في الفيلم لم يكن له ضرورياً» مانحاً إياه تسع درجات.

سورية

سورية في الفيلم كانت قضيتها منصفة إلى حد ما، فالشباب يدخلون الحدود السورية متجهين إلى درعا بسيارة تحمل علامة إماراتية، تلحقهم شاحنة مكتظة بجنود النظام، يضربونهم ويشتمونهم، خصوصاً عندما يعرفون جنسياتهم، فيزيد حنقهم بشكل مضاعف، وينقذهم جواز سفر الشاب السوري الدبلوماسي. يفرج جيش النظام السوري عن الشباب الثلاثة، ويستطيعون إيصال الفتاة إلى عائلتها، وفي طريقهم وجدوا مئات العائلات تنتحب، ليعلموا أنهم في حالة التعرف إلى جثث ذويهم، هنا يقفز (رامي) المصري الذي يظهر كمدمن على شبكات التواصل الاجتماعي، ويقوم بتصوير كل شيء، إلى أن تقع كاميرته بيد ثوار درعا، فلم يكن وقتها لا جيش حر ولا غيره. يقتاد ثوار درعا الشباب الثلاثة إلى مقرهم، يستجوبونهم ويطلبون في النهاية شيئاً واحداً فقط بلسان قائدهم الذي أدى دوره الفنان السوري سامر المصري «وصلوا اللي شفتوه بكل تفاصيله للعالم، بلكي تحرك».

فيما قال منصور الياسري (29 عاماً) «أمنح الفيلم سبع درجات، ليس إعجاباً بقدر ما هو دعم لصناعة الفيلم الإماراتي؛ فالفيلم نقل الإمارات من خلال عرب مقيمين على أرضها، وصادف أن جنسياتهم تنتمي إلى أوطان مختلفة، بعضها حافل بالاضطرابات، ما يعطيني إحساساً جميلاً بأن وطني يوفر لكل هؤلاء الحرية والأمان»، وقال «لكنني كنت أتمنى أن أجد إماراتياً في الفيلم، ودوره شخصياً مع الآخرين، وكيفية تصرفه مع القضية السورية خصوصاً».

بعد الإفراج عنهم في سورية يصل الشباب الثلاثة إلى مبتغاهم، وتتلخص النهاية في رسالة تختصر كل هذا الطريق.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

12.01.2015

 
 

رحيل أحد أبرز رواد تيار الواقعية الجديدة المخرج الإيطالي روزي

عمان - ناجح حسن

غيب الموت أول أمس، المخرج السينمائي الايطالي فرانشيسكو روزي عن 93 عاما، والذي يعد من ابرز القامات السينمائية الرفيعة في السينما العالمية وواحد من بين رواد تيار الواقعية الجديدة في السينما الايطالية.

قدم روزي عبر مسيرته السينمائية الطويلة التي تعدت ستة عقود من الزمان، منجزا ابداعيا ما زال يثري ذائقة عشاق السينما بجمالياته وتأثراته الانسانية التي تنحاز لمصائر البسطاء والمهمشين في واقع بيئته الخصبة بالاحداث.

تزخر اشتغالات روزي السينمائية بتلك التفاصيل التي التصقت ببيئته، وعوالم عمله الصحفي الذي سبق انغماسه بالسينما، فالمعلوم ان روزي مولود في مدينة نابولي العام 1922 ، وهي المدينة التي عاصرت الوانا من الحكم الفاشي وجرائم المافيا والفساد السياسي والاقتصادي، الامر الذي اسبغ عليه تكوينا سينمائيا مفعما بجماليات الاساليب والابتكار وواعيا لحراك مجتمعه الاتي من جدلية الاستقصاء في التحقيق الصحفي وفنيته في التقاط الاحداث ومعالجتها.
ظلّ روزي ومعه نفر من أقرانه شديد الولع في تطوير مفهوم تيار الواقعية الجديدة في السينما الايطالية، والبناء على اسسها الراسخة، وقدم جملة من الابتكارات والحلول الابداعية التي لا تتنافر مع افلام مخرجين مكرسين: روبرتو روسولليني ومايكل انجلو انطونيوني ولوتشينو فيسكونتي والبيرتو لاتوادا فيدريكو فيلليني وبيار باولو بازوليني وسلفاتورو سامبيري وسواهم..

بدأ روزي مسيرته الإبداعية في فيلم (الأرض تهتز) العام 1948 الذي جاء ثمرة تعاون مع ابرز مخرجي تيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية الذائع الصيت لوكينو فيسكونتي.
انجز الراحل روزي في العام 1962 فيلمه المعنون (سلفاتورو جوليانو) الذي استطاع من خلاله أن يفرض اسمه على المشهد السينمائي الإيطالي خاصة، والسينما الأوروبية عموما، كواحد من مخرجي النسخة الجديدة لتيار الواقعية الإيطالية، بعد ان قطف جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين انذاك ، ففي الفيلم الذي يقترب من أسلوبية بريخت في التعاطي مع الماضي والفترة الزمنية المعاصرة انهمك روزي في تبيان الدواعي التي قادت بطله إلى النشاط الإجرامي، دون أن يغفل ذلك النبض الاجتماعي الذي يقوم بالتواطؤ مع قتلته، وهم جماعات المصالح والنفوذ في الاستفادة من سلسلة جرائمه قبل أن يلقى مصيره المحتوم.

اخذ روزي على عاتقه الاشتغال بأسلوبية مبتكرة، وعمل على تطويرها ضمن أبعاد اشمل، ومساحات اوسع من النقد والإدانة، والتي توجها بفيلمه (الأيدي فوق المدينة) الحائز على جائزة الاسد الذهبي لمهرجان فينيسيا العام 1963 ، وهو عمل شديد الفضح والادانة ضد الفساد ايضا والمضاربات في أسواق العقار، وهو أشبه بالتحقيق الصحفي الذي يكشف من خلاله عن جرأة محملة بجماليات فنية وفكرية أقوى مما هي عليه في تيار الواقعية / الميلودرامية، الذي حاول أن يتبع خطاه في واحد من أفلامه التي حققها بأسبانيا عندما قدم بفيلمه (وقت الحقيقة) العام 1965 حكاية صعود ذلك الإنسان الصحفي البسيط في مغامرة أن يقفز إلى مرتبة مصارع للثيران، وكان أن قدم عملين آخرين على المنوال ذاته بفيلميه: (يحكى أن..) 1967 و (الرجال الضد) 1970 عن عمل أدبي لافت داخل أجواء الحرب، أبدى فيه روزي حماسة فائضة، نظرا لموضوعه الأثير عن عالم الفساد وصخب أجوائه المثقلة بميلودراميتها ضمن أجواء حقبة زمنية على حساب تعقيدات الواقع المعاصر.

استحق روزي مكانته الأكيدة في صناعة الأفلام السياسية بفيلمه المتميز (قضية ماتييه) 1972 الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان « كان « العام 1972، حيث تتمحور احداثه حول واحد من أقطاب رجال الاقتصاد الإيطاليين في مجال البحث والتنقيب عن النفط في معالجة سينمائية غير مسبوقة تلعب على حدي التسجيلي والروائي، حيث اسند الدور الرئيسي الى الممثل الراحل جان بيار فولونتي الذي كرس لاحقا ضمن قائمة اشهر الممثلين في تلك السينما المغايرة للسائد عن مثيلاتها في السينما العالمية.

وفي العام 1973انجز روزي فيلم (لاكي لوتشانو) وهو عمل سينمائي راسخ في اذهان عشاق السينما العالمية لموضوعه الجريء الذي يسير على منوال أفلامه السابقة التي حاكت الجريمة السياسية الآتية من براثن الواقع القاسي، وفيه يرد على الفيلم الاميركي (العراب) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا من خلال لغة السينما التي يؤكد فيها على قدرة السينما الأوروبية في إمتاع المتلقي بأجواء العصابات التي تبغي قضية وفهما دون الانغماس في مشاهد العنف والقتل المجاني على طريقة هوليود.

أطلق النقاد على روزي صاحب سينما ما بعد الواقعية الإيطالية الجديدة والتي تعالج صنوف الأمراض الاجتماعية والسياسية تارة يستلهمها من أحداث التاريخ القريب، وتارة أخرى يقتطفها من عناوين تحقيقات الصف المعاصرة بحيوية فائقة الإلمام بمفرداتها وعناصرها الجذابة، كما في فيلمه المثير (المسيح توقف في ايبولي) 1981 الذي اقتبسه من عمل روائي يلخص معاناة طبيب يشتغل في السياسة إبان حقبة موسوليني يجري نفيه إلى بلدة فقيرة في أقصى الجنوب الإيطالي.

وعن أجواء الفساد في حياة أقطاب السياسية بايطاليا، ناقش روزي في فيلم مثير للإعجاب والجدل حققه تحت مسمى (جثث مختارة)، الصراع بين رجالات السياسة واستعانتهم بعصابات المافيا في مهام القتل، في مسعى لإبراز عفن الواقع الاجتماعي والسياسي، وفيه يقترب كثيرا من السينما التسجيلية في بناء سردي بديع التكوين في الجماليات، خاصة في تناوله لمفاجآت ناتجة عن تداعيات أحداث متتالية محملة بالمفاجاءات.

في العام 1981 انجز روزي فيلمه المعنون (الأخوة الثلاث) عن دراما عائلية في بلدة إيطالية يلتقي فيها بعد سنوات طوال من العمل في مدن إيطالية كبيرة، ثلاثة من الأخوة بعد أن وردهم نعي والدهم لوالدتهم ويأخذون في طرح أسئلة عن ظروف معيشتهم بعد مغادرتهم لبيتهم، حيث يصور روزي من خلال تلك التداعيات والذكريات ألوانا من المشكلات وحالات الضياع والفقد التي تعصف بالإنسان الإيطالي ومخاوفه من مستقبل قاتم مليء بأسئلة العدالة والحب والاصالة والقيم الإنسانية الرفيعة والأحلام التي نشأت عليها أجيال في بلدتهم الصغيرة.

واتسمت أفلام روزي اللاحقة بميلها الى التاريخ الذي يرنو الى الواقع كما في فيلمه المعنون (قصة موت معلن) 1983 المستمد عن رواية بذات العنوان للروائي الكولومبي الشهير غبريال غارسيا ماركيز عن دراما تتعلق بجرائم الشرف، وفيه قدم روزي صياغة جديدة تتلائم بواقعيته الجذابة التي درج عليها بأفلامه وهي تندد بالعيوب والفساد الذي ينذر بمصير اسود.

لا شك ان المخرج الراحل روزي نجح في وضع اسمه من بين ابرز القامات السينمائية الرفيعة في السينما العالمية، وهو الذي اعاد لتيار الواقعية الجديدة في السينما ايطاليا الالق بعد ان خفت بريقه في عقد الخمسينات من القرن الفائت، نتيجة لجملة من الازمات التي صاحبت صناعها الاوائل بفعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي عصفت بايطاليا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.

الرأي الأردنية في

12.01.2015

 
 

أحمد عبد الله السيد:

فيلم «ديكور» اقترب من المشاهدين

كتب الخبرهند موسى

رغم عرض فيلم {ديكور} في الصالات منذ فترة فإن مخرجه أحمد عبدالله السيد لم يقرر البدء في تنفيذ مشروعات جديدة، وفضّل مواصلة متابعة تعليقات الجمهور حول العمل، ووجهات نظرهم حوله، ومدى اتفاقهم واختلافهم مع قصته الأساسية، وذلك بعدما شارك بالفيلم في مهرجانات سينمائية عدة، ولاقى إشادة بأداء ممثليه، وإخراجه، وملاءمة تقنية استخدام تقنية الأبيض والأسود لأحداثه. عن ردود الأفعال حول الفيلم، وكواليس تصويره كان لـ{الجريدة} مع السيد هذا الحوار.

·        كيف وجدت أصداء عرض فيلم {ديكور} جماهيرياً في السينما؟

سعيد ومتفائل بها للغاية، وذلك يرجع إلى التغيير الذي طرأ على الجمهور خلال الأربع سنوات الماضية، إذ نجحت أفلام كثيرة لم نكن نتوقع أن المشاهد سيتجاوب معها، وعلى العكس حدث ذلك في إطار ضيق في المهرجانات السينمائية أو المراكز الثقافية ووجدنا الأفلام تلقى النجاح.

·        وما وجه الاختلاف في {ديكور} عن أعمالك السابقة؟

اقترابه من المشاهد بدرجة كبيرة جداً، وقصته اللافتة والتي يمكن للجمهور أن يتفاعل معها ويندمج في أحداثها بسهولة شديدة. شخصياً، أعجبتني فكرة العمل في فيلم ليس من كتابتي، فهو من تأليف الأخوين محمد وشيرين دياب.

·        هل واجهت صعوبة في التعامل مع مؤلفين لعمل واحد؟

كانت التجربة غاية في الصعوبة لأنني اعتدت على كوني المؤلف والمخرج لأعمال كافة. واجهت مشكلات في التواصل بيني وبين المؤلف الذي سيعكف على كتابة العمل، إلى جانب أن ذلك يبعدني مسافة قليلة عن النص.

·        ما الذي دفعك إلى قبول فيلم من تأليف اثنين من المؤلفين؟

عندما قرأت سيناريو الفيلم، وجدت أن الهم فيه يقترب مع الهم الذي أحمله في هذا الوقت من حياتي، كذلك ثمة مساحة كبيرة لألعاب سينمائية ذكية من الممكن تقديمها فيه. ومن القراءة الأولى له، قررت استخدام تقنية الأبيض والأسود لأسباب تتعلَّق بقصته، ووضعت اقتراحات كثيرة لتنفيذ الفيلم وجدت حماسة تجاهها من المؤلفين، ثم بدأت مرحلة تطوير الأفكار، ولم أشعر بوجود أي ضغط خلال هذه الخطوات.

·        كيف كان العمل مع شيرين دياب في أولى تجاربها التأليفية؟

كنت متخوفاً من أن تكون متمسكة بأفكار النص الذي كتبته، وترفض القيام بأي إضافات تخرج عنه، لكنني وجدتها منفتحة للغاية، وهي قدَّمت أفكاراً مفاجأة، جعلت السيناريو يتطور تطوراً ملحوظا خلال جلساتنا.

·        ما الصعوبات التي وجدتها أثناء التصوير؟

لم تكن صعوبات بقدر دخولي في مناطق فنية جديدة، فهذه هي المرة الأولى التي أتعاون فيها مع شركة إنتاج كبيرة، لأنني كنت دائماً أنتج أفلامي على نفقتي الخاصة أو في شكل مستقل، كذلك العمل على نص ليس من كتابتي.

·        كيف اخترت فريق العمل؟

في اختياري للفريق أمام الكاميرا وخلفها أهتم بعنصر معين دائماً، إلى جانب الموهبة بالطبع، وهو أن أكون قادراً على التواصل مع الفريق على الصعيد الإنساني والثقافي بسهولة، وأجده يستوعب ما أقوله وليس لديه صعوبة في تنفيذه، أو التحجج بعدم القدرة عليه. كذلك ليست لدي مشكلة في تكرار هذا الفريق.

·        ماذا عن أبطال الفيلم؟

لدى خالد أبو النجا قدرة ورغبة دائمة في التجديد والمغامرة، وهذا الأمر ليس موجوداً لدى ممثلين كثيرين. كذلك أحب ماجد الكدواني كممثل، وكان حلم حياتي أن أقدم فيلماً هو أحد أبطاله، ولم أكن أتخيل أن يكون لدي نص يناسبه، ولكن حينما قرأت {ديكور} وجدته مناسباً له، وتمنيت أن تلقى التجربة إعجابه، فتحمس لها فعلاً وأبدى رغبته في تقديم تغييرات في الفيلم.

·        لماذا حورية فرغلي تحديدًا في دور البطلة؟

أثناء جلسات العمل التحضيرية، أبلغت المشاركين في تنفيذه أنني أرغب في إسناد الدور إلى ممثلة معروفة، وبعد ترشيح ثلاث فنانات وجدت أن حورية هي الأنسب لعدم وجود أي توقعات حول كيفية تجسيدها له، وبقدر ما كانت حورية مغامرة، بقدر ما كنت راضياً عن النتيجة النهائية لأدائها، وأتوقع إعجاب الجمهور بها أيضاً.

·        ما الذي يميز {ديكور} وقد يدفع المشاهدين إلى متابعته؟

البساطة في قصته، والتي واجهها كثير منّا، والأزمة الوجدانية التي تعانيها البطلة تقترب من أزماتنا. حتى إذا لم يكن ذلك على الصعيد العاطفي، فقد نكون مررنا بها في اختياراتنا المالية والأسرية والعملية، لذا أتصور أن الجمهور سيتفاعل جداً مع الفيلم. وأكثر ما أسعدني في التعليقات التي تلقيتها عن الفيلم أنه لمس المشاهدين إنسانياً، وساعد آخرين في اختياراتهم.

·        ماذا عن مشهد النهاية واستخدام الألوان فيه؟

لا أود التحدث عن هذا المشهد، وأفضل تركه للمشاهدين ليفكر فيه كل واحد منهم حسب تحليلاته وما تلقاه. حتى إن مرَّت سنوات على تقديمي الفيلم، لا أظن ستكون لدي إجابة واضحة عن هذا السؤال لأنني أتعامل مع الفيلم كالكلمات المتقاطعة، وإن منحت الجمهور مفتاحها لن يتفاعل معها.

·        هل يغضبك تصنيف البعض لـ{ديكور} بأنه {فيلم مهرجانات}؟

يلاحق أعمالي هذا اللقب غالباً قبل عرضها حتى، وهذا المصطلح نتيجة جزء رديء في الصحافة الفنية، لديه رغبة في تصنيف الأعمال وتعليبها، مع أننا في تاريخنا السينمائي لدينا أفلام نجحت تجارياً وفي المهرجانات، والعكس صحيح. شخصياً، إحدى أزماتي الكبرى مع الصحافة الفنية في مصر هذه التصنيفات. أتقبل وجهة نظر المشاهد الذي يعتبر الفيلم غير جيد، ولكن يضايقني اعتباره العمل {فيلم مهرجانات}، وأرفض هذا المصطلح أو اللقب.

·        وهل لديك مشروعات جديدة؟

بمجرد عرض الفيلم في الصالات انتهت علاقتي به؛ أتابع ردود الأفعال حوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأواصل المشاركة به في مهرجانات دولية.

·        ألا يوجد تعارض بين طرحه تجارياً وبين عرضه في هذه المهرجانات؟

لا، لأن كثيراً منها يستثني العرض في بلد المنشأ.

فجر يوم جديد: {هجوم منتصف الليل}

كتب الخبرمجدي الطيب

لم أكن أعرف أن ظاهرة «أفلام المقاولات» عادت حتى قادتني المصادفة إلى رؤية فيلم {هجوم منتصف الليل} قصة وسيناريو وحوار وإخراج إسماعيل جمال، الذي عُرف بإخراج هذه النوعية، واختفى مع اختفائها، لكنه عاد ليمارس نشاطه من خلال فيلم جمع في بطولته بين إنجي عبد الله ملكة جمال مصر في العام 1999 وهبة السيسي ملكة جمال مصر في العام 2004. ولما استشعر أنه حقق ضالته بهذه المعادلة اختار لبقية أدوار البطولة وجوهاً مغمورة أشهرها: ياسمين جمال، محمد أحمد ماهر وعمرو يسري والبقية مجرد أسماء مجهولة مثل: حسام الجندي، تامر سعد وأحمد النمرسي!

اللافت أن منتج الفيلم هو محمد حسيب محمد، الذي عرفه أبناء جيلي عندما ظهر على الساحة في العام 1994 كمنتج لفيلم {يا تحب ياتقب} تأليف يوسف معاطي وإخراج عبد اللطيف زكي، لكنه هجر مهنة الإنتاج في ظروف غامضة إلى أن عاد مع هذا الفيلم، الذي بدا من خلاله وكأنه يتحسس الخطى قبل أن يعود إلى الساحة من جديد؛ فالفيلم فقير الموازنة بشكل ملحوظ، وبالإضافة إلى الوجوه الجديدة والمجهولة التي قام الفيلم على أكتافها، تم تصوير الأحداث بالكامل في {فيلا} لم تخرج منها كاميرا رؤوف عبد الخالق!

إحقاقاً للحق، نجح المخرج إسماعيل جمال في استثمار المكان الواحد، وصنع فيلماً لا تنقصه الإثارة، ولا يغيب عنه التشويق؛ فالأحداث تبدأ ليلة زفاف العروسين {شريف} (حسام الجندي) و{سوسن} (إنجي عبد الله) ودخولهما {الفيلا} لقضاء ليلتهما قبل السفر صباح اليوم التالي إلى تايلند لبدء شهر العسل. وفجأة تتناهى إلى مسامعهما حركة غريبة في الطابق الأرضي، ما يدفع العروسين إلى تقصي حقيقة الأمر، وينجح المخرج في التلاعب بمشاعر المتفرج عندما يتبين أن {إيمان} (ياسمين جمال) شقيقة العريس وزوجها {عادل} (عمرو يسري) أرادا أن يفاجئا العروسين بهذه الزيارة غير المتوقعة، التي كشفت عن الثراء الفاحش الذي يرتع فيه {شريف} صاحب المصانع والمزارع والعقارات ورجل {بورصة الأوراق المالية}. لكن الدعابة تتحول إلى حقيقة مع اقتحام ثلاثة من اللصوص {الفيلا}، وتحويل أصحابها إلى رهائن!

في اللحظة التي دخل فيها البلطجية الثلاثة {الفيلا} حلَّ الهزل مكان الجد، وتراجعت جرعة التوتر لتتصدر السذاجة، وبدا السيناريو عاجزاً عن تبرير نوازع الشر لدى أفراد العصابة، بما لا يصلح معه القول إن {ليلى} (هبة السيسي) انحرفت لأنها لقيطة، و{خالد} (محمد أحمد ماهر) يثأر لنفسه من الأثرياء الذين فرقوا بينه وبين حبيبته، بينما {شكري} (تامر سعد) منحرف بالفطرة. ويقع الفيلم في فخ الملل نتيجة الرسم البليد للشخصيات، قبل أن يستعيد جرعة الإثارة مع ارتياب ضابط الدورية الليلية (أحمد النمرسي) في طلقات الرصاص، التي انطلقت في سكون الليل، وأودت بحياة حارس الفيلا، واضطرار العصابة إلى تهريب الرهائن إلى المخزن الخلفي، والإيحاء بأن {شكري} السادي اغتصب {إيمان}، التي لجأت إلى سياسة {فرق تسد} كوسيلة للإيقاع بين أفراد العصابة، وتنجح بالفعل في دفع {خالد} إلى العراك مع {شكري} وقتله، وهي مناسبة للقول إن السيناريو أوحى بأن {إيمان} هي الشخصية الوحيدة المقاومة بعد استسلام الجميع من دون مبرر معقول!

على الوجه الآخر استغرق السيناريو وقتاً طويلاً قبل الإفصاح عن السبب في اقتحام {الفيلا}، لكنه نجح في تفجير مفاجأة مثيرة بالفعل عندما تبين أن خطة الاقتحام دُبرت بالاتفاق بين {خالد} زعيم العصابة والعروس {سوسن}، التي خانت {شريف} وخدعته، غير أن السيناريو لا يكتفي بهذه القنبلة، ويختار نهاية ميلودرامية فجة للغاية تنقلب فيها {سوسن} على الخطة المتفق عليها، وترفض إطلاق الرصاص على {شريف}، وإنما تُطلقه على {خالد} فترديه قتيلاً، وتُساق إلى السجن. ولحظة الإفراج عنها ينتظرها {شريف} على مقربة من أسوار السجن، بعد أن غفر لها ما اقترفته، ويتصافحان بحرارة، وتتعانق الأيدي بحميمية!

براعة المخرج إسماعيل جمال في صنع فيلم حركة مثير رغم أنه لم يخرج من إطار المكان الواحد، وتفوقه في كتابة سيناريو يمكن النظر إليه بوصفه {سهرة فيلمية} متقنة، واختياره لموسيقى مناسبة لأجواء الحدث صاغها مصطفى الشريف، ومونتاج (أحمد طنطاوي) الذي احتفظ للفيلم بعنصر التشويق، وتدفق الأحداث رغم التصوير في المكان الواحد، ذلك كله لم يحل دون تراجع الأداء التمثيلي بدرجة لافتة، وتأرجحه بين المبالغة والفتور الناتجين من افتقاد الخبرة، والاعتماد على مدرسة رجعية، ومن ثم جاءت نتيجة التمثيل: لم ينجح أحد!  

7 أفلام تخوض سباق موسم نصف العام السينمائي

نور الشريف ينافس وهنيدي يبحث عن الإيرادات

كتب الخبرهيثم عسران

يشهد موسم نصف العام السينمائي في مصر طرح مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة التي تتنافس على كعكة الإيرادات، في حين فضل المنتجون تقسيم الموسم إلى فترتين: الأولى بدأت مع نهاية شهر ديسمبر، وتنطلق الثانية في النصف الثاني من شهر يناير بإطلاق مجموعة من الأفلام الجديدة، تزامناً مع عطلة المدارس وانتهاء فترة الامتحانات.

«حلاوة روح» أحد أبرز الأفلام السينمائية المصرية المعروضة في موسم نصف العام. تتولى البطولة الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، والفيلم أعيد إلى الصالات السينمائية بحكم قضائي بعد منعه من العرض في شهر أبريل الماضي، وقد أطلق المنتج محمد السبكي حملة دعائية في الصالات السينمائية تضمَّنت نشر مجسمات لوهبي في عدد من الدور.

الفيلم الذي تمَّت قرصنته من الإنترنت سابقاً، صاحبته حملة دعائية على عدد من القنوات ضمن الخطة الترويجية التي وضعها السبكي، ومن بينها عرض خاص للفيلم بحضور بطلته هيفاء وهبي وتسجيل لقاء تلفزيوني لها مع الإعلامي شريف عامر.

بدورها طرحت شركة «نيو سينشري» عملها السينمائي الجديد «ديكور» بعد جولة في المهرجانات السينمائية في الصالات، وهو الفيلم الذي يتقاسم بطولته كل من ماجد الكدواني، حورية فرغلي وخالد أبو النجا، ويخرجه أحمد عبد الله السيد في العمل السينمائي الأول الذي يقدم بتقنية الأبيض والأسود منذ عشرات السنين.

الفيلم الذي صاحبته حملة دعائية متواضعة، أثار حالة من الجدل بين النقاد والسينمائيين، فرأى بعضهم أن مستوى الفيلم متواضع فيما وجد فيه آخرون رؤية ومعالجة مختلفة تمزج بين السينما المستقلة وبين الجانب التجاري.

كذلك استقبلت الصالات السينمائية فيلم «زجزاج» من بطولة كل من ريم البارودي ومحمد نجاتي، وذلك بعد تأجيلات عدة استمرت لأكثر من عام.

يعتمد الفيلم على البطولة الشبابية الجماعية، ويشارك فيه كل من ميرنا المهندس وعمرو محمود ياسين.

اللافت في الأفلام السينمائية المختلفة التي استقبلتها الصالات السينمائية حتى الآن عدم تحقيق أي منها إيرادات كبيرة بعد، فيما فيلم «الجزيرة 2» مستمر بإيرادات جيدة منــــــذ موســــــم عيـــــــد الأضحى، لا سيما أن يد القرصنة لم تمسه بعد.

وتشهد الفترة الثانية من الموسم السينمائي انطلاق فيلم «بتوقيت القاهرة» من بطولة نور الشريف بمشاركة ميرفت أمين وعدد من الفنانين الشباب، من بينهم آيتن عامر وكندة علوش. أما النص فتولاه وأخرجه أمير رمسيس. سيطرح الفيلم تجارياً بعد مشاركته في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

الفيلم الذي يمثّل عودة الفنان الكبير نور الشريف إلى السينما بعد غياب ست سنوات، تدور أحداثه في يوم واحد وتمَّ تصويره بين القاهرة والإسكندرية في ستة أسابيع فقط، فيما سيطرح في الصالات بأكثر من 40 نسخة.

وأحد أبرز الأفلام المرشحة للعرض خلال الموسم السينمائي «يوم مالوش لازمة» من بطولة الفنان الكوميدي محمد هنيدي، بمشاركة كل من روبي وريهام حجاج. ويعكف المخرج أحمد الجندي على إنهاء عمليتي المونتاج والماكساج تمهيداً لطباعة النسخ وتسليمها إلى الشركة الموزعة.

ويعود هنيدي من خلال الفيلم إلى المنافسة على الإيرادات، وذلك بعد غياب أكثر من عامين منذ تقديمه فيلم «تيته رهيبة» مع المخرج سامح عبد العزيز، فيما يعتبر فيلمه الأكثر تكلفة بميزانية تجاوزت 10 ملايين جنيه.

وسبق عرض الفيلم الحديث عن وجود خلافات بين بطلتيه روبي وريهام حجاج. لكن الأخيرة نفت وجودة خلافات بينهما مؤكدةً على أن الأمر لم يتجاوز الإشاعات التي انطلقت بعد الانتهاء من التصوير.

كذلك تستقبل السينما الفيلم السينمائي «القط» من بطولة الفنان عمرو واكد بمشاركة فاروق الفيشاوي، ويتناول قضية الاتجار بالأعضاء البشرية، وهو العمل الذي يعرض بثلاثين نسخة في الصالات، فيما سبقته حملة دعائية تقوم بها الشركة المنتجة.

الفيلم الذي يخرجه إبراهيم البطوط قال بطله عمرو واكد إنه لن يعرض في عدد من الصالات المهمة بسبب موقفه السياسي قبل أن يرجع مسؤولو دور العرض السبب إلى انشغال القاعات بأفلام أجنبية مقرر عرضها سلفاً، فيما قامت الشركة المنتجة بإطلاق حملة دعائية مدفوعة عبر صفحة الفيلم على «فيسبوك»، وصفحة «عمرو واكد» الشخصية التي يقوم فيها بالتواصل مع الجمهور.

وبعد تأجيلات عدة، يطرح الفيلم السينمائي «الدنيا مقلوبة» من بطولة علا غانم مع باسم سمرة ورندا البحيري. تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الكوميدية، وسيطرح في الصالات بثلاثين نسخة، فيما لم تبدأ حملته الدعائية حتى الآن رغم إعلان بطلته علا غانم أنه مدرج على خريطة الأعمال المرشحة للعرض خلال إجازة نصف العام.

الجريدة الكويتية في

12.01.2015

 
 

سينمائيون كويتيون: المهرجان بيتنا السينمائي

عبدالستار ناجي

أكد عدد بارز من السينمائيين الكويتيين الشباب، على اهمية مهرجان الخليج السينمائي، متطلعين لعودته من جديد، اثر الغياب الاضطراري الذي حدث في العام الماضي.

وفي تصريح خاص لـ النهار قال المخرج عبدالله بوشهري: أستطيع ان اصف مهرجان الخليج السينمائي، انه بيتنا الاعلامي، وتحت مظلته، وعبر مسيرته، تحقق حراك سينمائي خليجي شبابي عالي الجودة، وشاهدنا ميلاد العديد من الاسماء الشابة التي راحت تحقق حضورها السينمائي على خارطة الانتاج السينمائي الخليجي.

من جانبه قال المخرج داود شعيل: شخصيا كان لي شرف تقديم مجموعة مهمة من اعمالي السينمائية، من خلال مهرجان الخليج السينمائي، الذي امن لي فرصة ذهبية للتواصل مع جيل من السينمائيين الشباب، وايضا كما من النتاجات التي مهدت الارضية لسينما خليجية شابة واعدة بطموحات سينمائية متجددة. فيما قال المخرج صادق بهبهاني: اعتبر مهرجان الخليج السينمائي، بمثابة المختبر السينمائي، الذي ساهم في تطوير قدرات جيل من السينمائيين في دول المنطقة، كما قدم لي المهرجان عددا من اعمالي، وكانت تلك المشاركات بمثابة الدافع والانطلاقة لي ولجيلي لمزيد من الاستمرارية.

وقال المخرج مقداد الكوت انه يعتبر مهرجان الخليج السينمائي احدى المحطات الاساسية في مشواره وتجربته، وطالب بعودته، وتأمين كل الظروف المناسبة لاستمراريته لما لهذا المهرجان من مكانة ودور اساسي في تفعيل الانتاج السينمائي، وتقديم كم من الاسماء والاكتشافات الشابة، كما كان المهرجان بمثابة المنصة التي منحتنا كسينمائيين شباب للانطلاق والتواصل مع اهم المهرجانات وابرز صناع السينما في العالم.

وقال المخرج مشعل الحليل: مهرجان الخليج السينمائي، ليس مجرد ملتقى لعرض الافلام، بل هو عرس للسينما الخليجية، حافل بالعروض اولا، وايضا الورش واللقاءات والندوات والمناسبات التي تطور السينمائيين وتأخذ بيدهم الى خطوات ابعد واعمق واهم.

ويبقى ان نقول: انها بعض التصريحات لعدد من شباب السينما الكويتية بعرسهم السينمائي المتمثل بمهرجان الخليج السينمائي الذي توقف أو تأجل في ابريل الماضي، وحتى الان لم تظهر اية معلومات عن عودته او استمراريته.

أجيال هذا الفن في المنطقة تطالب بعودته

مهرجان الخليج السينمائي.. إلى النفق المجهول !

كل ما يمكن ان توصف الحالة التي يمر بها مهرجان الخليج السينمائي انه دخل الى النفق المجهول منذ تأجيل دورته السابقة في العام الماضي وهو يعيش حالة من الغموض والضبابية تكاد تهدد مستقبل واستمرارية هذا المهرجان الذي يعتبر الاهم على صعيد المنطقة والذي ساهم على مدى دوراته الماضية ان يخلق حالة من الحراك السينمائي ويعمل على اثراء المنطقة بكم من السينمائيين الذين راحوا يتحركون بايقاع متصاعد عمل على تحقيق الحلم السينمائي لاجيال من السينما الخليجية .

لقد دخل مهرجان الخليج السينمائي، خلال العام الماضي مرحلة السبات بعد تأجيل دورته السابعة التي كانت مقررة في أبريل الماضي، ورغم دخولنا أروقة 2015، فلا مؤشرات تلوح في الأفق حول المهرجان الذي لم يعرف اذا كان سيرى النور مجددا أم لا، ما حدا بصناع السينما الخليجية الى المبادرة باطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عنوانها عودة الخليج السينمائي، في محاولة لتوضيح أهمية المهرجان وانجازاته وخصوصيته بالنسبة للسينما الخليجية، معتبرين أنه يشكل حاضنا أساسيا لهم، ونافذة أمل للسينما الخليجية، ومنصة تطوير لها.

اقامة الخليج السينمائي تمت بالتأكيد وفق رؤية استراتيجية وبهدف خلق منصة للفيلم الاماراتي والخليجي، بهذا القول عبر سعيد النابودة المدير العام بالانابة في هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) الداعم للمهرجان، عن رأيه في هذه الحملة، وقال: أعتقد ان المهرجان حقق الهدف المرجو منه، ومكن أفلام السينما الخليجية من الوصول لمنصات عرض عالمية، وهو ما لاحظناه من خلال مهرجان دبي السينمائي الذي شهد تزايدا في عدد الأفلام الخليجية المعروضة فيه، وأشار النابودة الى ان استمرار المهرجان من عدمه أمر عائد الى ادارة المهرجان فقط، وأن دبي للثقافة جهة داعمة له فقط، مشيرا الى وجوب مراعاة الكثير من الأمور اللوجستية التي يقوم عليها المهرجان، منوها الى ضرورة العمل حاليا على توجيه الفيلم الخليجي للتواجد في المهرجانات الدولية والحصول على الجوائز، داعيا صناع السينما الخليجية للعمل على تحقيق هذا الهدف.

وقال: يجب علينا العمل على خلق مكان للفيلم الخليجي في المهرجانات الدولية وصالات العرض التجارية، لأن الفيلم في النهاية للجمهور العام، مثمنا مبادرة برنامج دبي للتوزيع التي قال ان تباشيرها بدأت تلوح مع تواجد الفيلم الاماراتي والخليجي في صالات السينما، داعيا صناع السينما الخليجية الى ضرورة التواجد بكثافة في مهرجان دبي السينمائي، لكونه يشكل منصة دولية أوسع تتيح لهم التفاعل مع مخرجين وصناع السينما العالمية.

المخرجة نجوم الغانم، اعتبرت ان الخليج السينمائي واحدا من أهم مكاسب السينما في الامارات والخليج، وأحد منجزات دبي المهمة، وقالت صاحبة فيلم سماء قريبة الفائز بجائزة أفضل فيلم غير روائي في دورة دبي السينمائي الأخيرة: استفدت من تعدد المهرجانات بالدولة، وتحديدا الخليج السينمائي، الذي فتح المجال أمامنا للمنافسة والحصول على التدريب المناسب على يد مخرجين معروفين، عبر ورش تدريبية عقدها المهرجان في مجالات الاخراج وكتابة السيناريو.

نجوم أشارت الى ان أول فيلم طويل أنتجته تزامن عرضه مع أول دورة للمهرجان، ومن خلال الجوائز التي حصدها تمكنت من انتاج أفلام طويلة أخرى وفي وقت قياسي.

وأكدت ان هذا المهرجان يعتبر اضافة مختلفة للسينما الخليجية، وأن أهميته تأتي في تخصصه واتساع ساحته التي تشمل كل صناع السينما الخليجية، وقالت: نرفع أصواتنا بمحبة ونشكر المنظمين وجميع الذين ساهموا في المهرجان طوال السنوات الماضية، وادارة المهرجان على ما بذلوه من جهد وحرص على تطوير صناعة السينما الخليجية، ودعمهم لها للوصول الى المهرجانات العالمية.

في حين وصف وليد الشحي الخليج السينمائي بالمختلف، وقال انه يتميز عن بقية المهرجانات بـ الحميمية والتجمع الايجابي الفعلي بين السينمائيين الخليجيين، مضيفا: أهمية المهرجان تكمن في كونه منصة انطلاقة للعديد من صناع السينما الخليجية سواء أكانوا طلابا أم محترفين، فقد وفر المهرجان لنا الفرصة للتفاعل مع الآخر، وذكر الشحي ان هدف الحملة يكمن في التذكير بأهميته، وقال: للمهرجان ضرورة كبيرة ويجب ألا يموت.

من جهتها ترى نائلة الخاجة أهمية المهرجان من حيث قدرته على تسليط الضوء على السينمائيين الخليجيين، وقالت: المهرجان يشكل ساحة لاظهار المواهب السينمائية الخليجية وابداعاتهم، وبالتالي فمن الخسارة ان توصد الأبواب في وجهه كونه يمثل ملتقى لنا جميعا، لمناقشة الأفكار والورش التدريبية ومعرفة المستوى الذي وصلنا له. وتابعت: اذا كان لا بد من ايقاف المهرجان، اقترح ان يتم توجيه ميزانيته لدعم الأفلام الخليجية الطويلة، لأن ذلك سيساهم بالتأكيد في زيادة عددها ويطور من مستواها الفني.

لم تقتصر الحملة على صناع السينما الاماراتية، وانما شملت أقرانهم من الخليج، والذين اتفقوا معهم على أهمية المهرجان الذي ساهم منذ انطلاقته في 2008 بحماية أفلامهم من البقاء حبيسة الأدراج، حيث وصف السعودي بدر الحمود أهمية المهرجان بالقول: الغاؤه خسارة كبيرة لكل صناع السينما في الخليج، وأكد محمد الشاهين أنه لا حياة للسينما في الخليج اذا أغلقت هذه المنافذ، أما الناقد رجا ساير المطيري فوصف المهرجان بأنه الرئة التي يتنفس بها السينمائيون الشباب، وتوقفها يعني موت السينما الخليجية، فيما اعتبر المخرج علي الشويفعي الخليج السينمائي من المهرجانات المهمة والداعمة لصناع الأفلام لما فيه من حراك واثراء فني مميز.

سينمائيون كويتيون: المهرجان بيتنا السينمائي

عبدالستار ناجي

أكد عدد بارز من السينمائيين الكويتيين الشباب، على اهمية مهرجان الخليج السينمائي، متطلعين لعودته من جديد، اثر الغياب الاضطراري الذي حدث في العام الماضي.

وفي تصريح خاص لـ النهار قال المخرج عبدالله بوشهري: أستطيع ان اصف مهرجان الخليج السينمائي، انه بيتنا الاعلامي، وتحت مظلته، وعبر مسيرته، تحقق حراك سينمائي خليجي شبابي عالي الجودة، وشاهدنا ميلاد العديد من الاسماء الشابة التي راحت تحقق حضورها السينمائي على خارطة الانتاج السينمائي الخليجي.

من جانبه قال المخرج داود شعيل: شخصيا كان لي شرف تقديم مجموعة مهمة من اعمالي السينمائية، من خلال مهرجان الخليج السينمائي، الذي امن لي فرصة ذهبية للتواصل مع جيل من السينمائيين الشباب، وايضا كما من النتاجات التي مهدت الارضية لسينما خليجية شابة واعدة بطموحات سينمائية متجددة. فيما قال المخرج صادق بهبهاني: اعتبر مهرجان الخليج السينمائي، بمثابة المختبر السينمائي، الذي ساهم في تطوير قدرات جيل من السينمائيين في دول المنطقة، كما قدم لي المهرجان عددا من اعمالي، وكانت تلك المشاركات بمثابة الدافع والانطلاقة لي ولجيلي لمزيد من الاستمرارية.

وقال المخرج مقداد الكوت انه يعتبر مهرجان الخليج السينمائي احدى المحطات الاساسية في مشواره وتجربته، وطالب بعودته، وتأمين كل الظروف المناسبة لاستمراريته لما لهذا المهرجان من مكانة ودور اساسي في تفعيل الانتاج السينمائي، وتقديم كم من الاسماء والاكتشافات الشابة، كما كان المهرجان بمثابة المنصة التي منحتنا كسينمائيين شباب للانطلاق والتواصل مع اهم المهرجانات وابرز صناع السينما في العالم.

وقال المخرج مشعل الحليل: مهرجان الخليج السينمائي، ليس مجرد ملتقى لعرض الافلام، بل هو عرس للسينما الخليجية، حافل بالعروض اولا، وايضا الورش واللقاءات والندوات والمناسبات التي تطور السينمائيين وتأخذ بيدهم الى خطوات ابعد واعمق واهم.

ويبقى ان نقول: انها بعض التصريحات لعدد من شباب السينما الكويتية بعرسهم السينمائي المتمثل بمهرجان الخليج السينمائي الذي توقف أو تأجل في ابريل الماضي، وحتى الان لم تظهر اية معلومات عن عودته او استمراريته.

النهار الكويتية في

12.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)