كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

تيري غيليام المولع الأبدي بالمغامرة

العرب/ أمير العمري

 

الفيلم عند المخرج الأميركي مغامرة كبرى قد تؤدي إلى النجاح أو إلى السقوط المروّع، وهو لا يكف عن المحاولة ويتمكن من العثور على من يموّل له مغامراته السينمائية الفريدة.

أخيرا تقرر أن يبدأ قريبا المخرج الأميركي – البريطاني تيري غيليام (Terry Gilliam)، تصوير أحدث أفلامه “دون كيشوت”. وهذه هي المحاولة السابعة من جانبه لإخراج فيلم عن رواية سرفانتيس الشهيرة بعد 17 عاما من تجربته المريرة السابقة في تصوير فيلم عن الرواية نفسها بعنوان “من الذي قتل دون كيشوت” في أسبانيا. وكانت تلك المحاولة قد باءت بالفشل أو بالأحرى، بكارثة إنتاجية، حينما دمرت الأعاصير الديكورات الهائلة التي شيدت لتصوير الفيلم مما اضطر غيليام إلى إلغاء المشروع خاصة بعد إصابة بطل الفيلم الممثل الفرنسي “جان روشفور” الذي كان مقررا أن يقوم بدور كيشوت، بمرض في العمود الفقري جعله عاجزا عن العمل.

تيري غيليام مخرج بعيد عن كل ما نعرفه من السينمائيين الأميركيين، فهو يكاد يكون “مهووسا” بالخيال، وخصوصا ذلك الخيال الذي يغوي الكبار والصغار، ويعتمد عادة على قصص كلاسيكية وأساطير قديمة ظلت لعقود، تثير خيال أجيال من البشر مثل روايات “مغامرات البارون مونكهاوزن” و”الإخوان غريم” و”أسطورة هالوديغا” The Legend of)(Hallowdega. وهو ينفق زمنا طويلا قد يصل إلى سنوات، في التحضير والإعداد لأفلامه قبل التصوير، كما يعتمد عادة على ميزانيات كبيرة نسبيا، يذهب قسط كبير منها على الديكورات الغريبة التي يشترك غيليام بنفسه في تصميمها.

الفيلم عند غيليام مغامرة كبرى قد تؤدي إلى النجاح أو إلى السقوط التجاري المروع، كما حدث مثلا بالنسبة إلى فيلمه الأخير “المعادل صفر” (The Zero Theorem) لكن الغريب أن غيليام لا يكف عن المحاولة، بل ويتمكن بوسائله الخاصة، من العثور على من يموّلون له مغامراته السينمائية الخيالية الفريدة.

كان من المفترض أن يقوم النجم الأميركي جوني ديب في فيلم “من الذي قتل دون كيشوت” الذي لم يكتب له أن يرى النور، بدور مدير دعاية في القرن الحادي والعشرين، يعود في الزمن إلى القرن السابع عشر لكي يقابل دون كيشوت، وينضم إليه في مغامراته بعد أن يتصور الأخير خطأ، أنه سانشو بانزا. وقد قضى روشفور وقتها سبعة أشهر في تعلم اللغة الإنكليزية لكي يتمكن من أداء الدور.

أما الفيلم الجديد فقد أدخل عليه غيليام بعض التعديلات فجعل بطله “توبي” وهو مدير إعلانات في العصر الحالي، يرحل إلى اسبانيا لكي يصور فيلما دعائيا، وهناك يلتقي مصادفة مع رجل غجري يمنحه نسخة من فيلم قديم كان قد صوره وهو طالب يدرس السينما، عن دون كيشوت، تدور أحداثه في قرية أسبانية تتمتع بمناظر بديعة ساحرة، فيقرر أن يتوجه عبر طريق غريب إلى مواقع تصوير هذا الفيلم القديم حيث يجد نفسه داخل سلسلة من المغامرات الطريفة.

مخرج بعيد عن كل ما نعرفه من السينمائيين الأميركيين، فهو يكاد يكون "مهووسا" بالخيال، وخصوصا ذلك الخيال الذي يغوي الكبار والصغار

لا يكشف غيليام الكثير عن الفيلم الذي تردد أن جون هيرت سيقوم بدور فيه مماثل لشخصية دون كيشوت، وأن تكاليف إنتاجه هي 21 مليون دولار.

عالم غيليام

كان تيري غيليام الذي تجاوز الآن الثالثة والسبعين من عمره، هو الذي وضع فرقة “مونتي بيتون” البريطانية الشهيرة على خريطة السينما، بل يمكن القول إنه هو المؤسس الحقيقي لتلك الفرقة التمثيلية المتجولة الشهيرة التي حققت نجاحا كبيرا في السبعينات بعد أن استقر في بريطانيا وحصل على جنسيتها في عام 1968 وارتبط بصداقة قوية مع الممثل الأول في الفرقة الكوميدي الإنكليزي المعروف جون سليز (JohnCleese). وغيليام ليس فقط مخرجا سينمائيا بل هوممثل ورسام كاريكاتير وكاتب سيناريو. وقد أخرج لفرقة مونتي ببيتون ثلاثة أفلام للسينما، وسلسلة من الأفلام والحلقات التليفزيونية التي حققت نجاحا كبيرا.

في عام 1981 أخرج غيليام فيلم “سارقو الزمن” (Time Bandits) الذي يقول إنه يعتبره الجزء الأول من ثلاثيته التي تدور “حول عالمنا المجنون المنظم بطريقة تستفزك وتجعلك ترغب في تحطيم هذا النظام والإفلات من العالم بأسره بحثا عن الحرية”. ويعتبر فيلم “برازيل” (1985) الجزء الثاني من تلك الثلاثية، و”مغامرات البارون مونكهاوزن” (1989) الجزء الثالث.

عالم “برازيل” قريب من عالم جورج أورويل في “1984”، لكن الفيلم يتجاوز كل ما سبقه من محاولات لتجسيد عالم المستقبل بعد انهيار الأيديولوجيا وسيادة التكنولوجيا. إنه مزيج سوريالي هائل من كوبريك (أوديسا الفضاء) وفريتز لانج (متروبوليس). ويعتبر “برازيل” من أكثر الأفلام التي تمكّن فيها المبدع السينمائي من تطويع التكنولوجيا لخياله الخاص، وقد صُنع الفيلم قبل ظهور المؤثرات البصرية والصور التي يمكن خلقها عن طريق الكومبيوتر أو(CGI) والتي أصبحت تسبب الكثير من الإحباط اليوم لتيري غيليام، فهو يفضل أن يجسد خياله الخاص عن طريق الديكورات التي يقوم بتشييدها، والحيل التي يبرع في استخدامها من خلال التصوير والمونتاج.

معنى الحياة

في عام 1983 منحت لجنة التحكيم الدولية في مهرجان كان “السعفة الذهبية” إلى فيلم “معنى الحياة” (Meaning of Life) لتيري غيليام. كان هذا هو الفيلم الثالث والأخير لغيليام مع الفرقة. ويتكون الفيلم من 8 فصول (أو اسكتشات) ساخرة تصل في الكثير من المشاهد إلى السوريالية على نمط أفلام بونويل ولكنها تتميز بطابعها الكوميدي وتوجه نقدا شديدا إلى مجتمع البيروقراطية وسيطرة الآلات على الإنسان، وتهجو تقاليد الكنيسة الكاثوليكية، كما يتميز الفيلم بحواره الساخر حد العبث، وبالخيال الخصب لمخرجه الذي يسخر كل إمكانيات السينما في خدمة موضوعه.

عاد غيليام في “مغامرات البارون مونكهاوزن” (1989) إلى الرواية الألمانية الشهيرة يستلهم منها معبرا عن تمرّده الأصيل على عالم الواقع بإحباطاته الكثيرة، محلقا في الخيال دون أن يتماهى أصلا مع فن “الرسوم المتحركة” أو التحريك، بل يمكن القول إنه يتجاوزه بتكويناته التشكيلية البديعة.

يقول غيليام: “بينما كان فيلم “سارقو الزمن” Time)(Bandits عن صبي يرحل عبر الفضاء والزمن والتاريخ حيث لا نعرف ما إذا كان هذا كله مجرد خيال أم حقيقة، وكان “برازيل” عن رجل يرفض تحمل مسؤوليته في الواقع فيقضي وقته في الأحلام يحاول الهرب المطلق إلى الجنون، فإن “البارون مونكهاوزن” هو النهاية السعيدة.. إنه عن ذلك العجوز الذي قد يعيش للأبد.. إنه انتصار للخيال”.

تقع أحداث الفيلم في مدينة أوروبية تخضع لحصار الجيش العثماني في أواخر القرن الثامن عشر. هناك فرقة مسرحية تعرض على خشبة مسرح مسرحية “البارون مونكهاوزن”، يأتي رجل يزعم أنه هو البارون نفسه، ويعرض إنقاذ المدينة من حصار الأتراك إذا ساعدوه في العثور على أصدقائه الأربعة المفقودين. لا يصدقه أحد باستثناء فتاة صغيرة تدعى “سالي” هي ابنة مدير المسرح، تتبعه رغم القصف المدفعي الرهيب الذي يستهدف المدينة وتخوض معه مغامراته. وتقوم نساء المدينة بالتبرع بملابسهن لعمل بالون كبير يطير بواسطته البارون مع سالي ويتجهان إلى القمر، وهناك يلتقيان بذلك القمر المجنون الذي يتصارع جسده مع رأسه المنفصل عنه طول الوقت كنوع من العقاب الذي فرضته عليه زوجته ملكة القمر بعد أن تكررت خياناته لها. وتستمر مغامرات البارون مع سالي، إلى أن يعثرا على أصدقائه الأربعة ذوي القدرات الخاصة الخارقة، ويعود الجميع بقواهم السحرية لإنقاذ المدينة. هل كانت القصة كلها من وحي خيال الرجل الذي نراه في النهاية وهو يقص القصة على أهل المدينة في المسرح، أم أنه كان بالفعل هو “البارون مونكهاوزن” الساحر الكبير الذي يودع سالي في النهاية ويرحل بعيدا في البالون متحديا الزمن نفسه!؟

استخدم غيليام كل إمكانيات مدينة السينما في روما، من المؤثرات إلى تصميم المناظر والديكورات الهائلة وأيضا قدرات مدير التصوير الإيطالي الفذ “جيوسبي روتونو” (الذي صور فيلم “كل هذا الجاز” لبوب فوس). وقد نجح في جعل شخصيات فيلمه تتجاوز ما تملكه شخصيات التحريك من قدرات، فنشاهد مثلا الشخصيات وهي تطير وتصعد إلى السماء أو ترقص في الهواء وتسبح في الفضاء وتبحر في أعماق البحر، ونرى حصان البارون وهو يبرز فجأة من جوف البحر ثم يطير فوق حصون الجيش التركي دون أن ينال منه الأتراك. كما نرى برتولد، أحد الأصدقاء الأربعة للبارون، ويتميز بسرعته الكبيرة في الجري، وهو يجري فيجتاز الجبال ويقفز فوق الأشجار، تماما كما يقفز روبرت دي نيرو في “برازيل” بين ناطحات السحاب في المدينة الخيالية.

تيري غيليام الذي تجاوز الآن الثالثة والسبعين من عمره، هو الذي وضع فرقة (مونتي بيتون) البريطانية الشهيرة على خريطة السينما

الملك الصياد

“الملك الصياد” (KingFisher)هو الفيلم الذي أخرجه غيليام عام 1991 وهو أول فيلم لا يكتب له السيناريو بنفسه، وإنما يعتمد على سيناريو ريتشارد لاغرافينس. وهو ليس فيلما خياليا بل واقعي تماما، وإن كان يمتلئ بالخيالات التي تنبع من داخل عقل الشخصية الرئيسية الثانية، على شكل أحلام وهواجس وتداعيات مخيفة، منها صور لأسطورة “الملك الصياد” أو “الملك الجريح”، آرثر الذي يحاول الحفاظ على الكأس المقدسة (حسب القصة المسيحية) رغم إصابته التي تختلف حسب اختلاف مكان الإصابة.

يروي الفيلم الذي تدور أحداثه في نيويورك المعاصرة، كيف يلتقي رجلان مختلفان تمام الاختلاف عن بعضهما البعض، فتصبح بينهما صداقة حقيقية تساعد كلا منهما على استعادة السكينة إلى حياته مرة أخرى. أولهما “جاك” (جيف بريدجز) الذي لا يبالي بالآخرين، ويعيش لنفسه فقط لكنه يتعرض ذات يوم لموقف يكاد يقضي على حياته، لا ينقذه منه سوى “باري” (روبين وليامز) وهو صعلوك شارد تتراءى له خيالات مريضة تجعل عقله يزداد تشوشا، وهو الذي اختار العيش على الهامش، متشردا بعد مقتل زوجته في حادث عبثي.

يقول غيليام: “عندما قرأت السيناريو وجدت أن أفكاره قريبة كثيرا إلى نفسي، لقد وجدت أن الكاتب يرى العالم بطريقة مشابهة تماما لرؤيتي.. وفضلا عن هذا كان السيناريو مكتوبا ببراعة، كان حزينا، مدهشا، ويحتوي على شخصيات رائعة. أعتقد أن سمعتي لدى الكثيرين قامت على اعتبار أنني مخرج يصنع أفلاما مبهرة مليئة بالمؤثرات الخاصة وبالرؤية البصرية المعقدة، وأفلاما تتضاءل فيها الشخصيات أمام العالم الذي يحتويها. أما في “الملك الصياد” فقد حدث العكس تماما، فقد ثبت أنني أستطيع أن أعمل مع أربعة فقط من الممثلين، وأن أصنع فيلما ناجحا”.

العرب اللندنية في

11.01.2015

 
 

أفلام مصرية تستحق المشاهدة فى العام الجديد

محمود عبدالشكور

«الجواب يبان من عنوانه».. والأفلام أيضا، وعناوين الأفلام هَمٌّ صناعها، وفى العام الجديد تلفت أنظارنا بعض الأفلام التى تشهد عودة مخرجين كبار، أو نجوم لم يجتمعوا منذ سنوات، أو يقدمها مخرجون واعدون، لابد أن هذه الأعمال تستحق المشاهدة، لأن جوابها باين من أسماء المشاركين فى صنعها، وإن كان حكمنا النهائى سيكون مؤجلا عندما نشاهدها، ونتناولها بالنقد والتحليل، فى كل الأحوال، لم يكن الموسم الماضى سيئا، بل على العكس، ربما كان مثيرا للتفاؤل، أظن أن شواهد العام السينمائى الجديد تنبئ بتفاؤل مماثل، ولكن دون إفراط فى ذلك، لأن التجربة علمتنا أن السينما المصرية مثل طفل يركب مرجيحة: «حبة فوق.. وحبة تحت»، كل ما نطمع فيه فقط هو أن تزيد «الحبة اللى فوق» قليلا عما شاهدناه فى موسم 2014 السينمائى.

???

من الأفلام التى تستحق المشاهدة فى موسم 2015 فيلم «قدرات غير عادية» من تأليف وإخراج داوود عبد السيد، يعود المخرج الكبير بعد سنوات غياب إثر عرض فيلمه السابق «رسائل البحر» من بطولة بسمة وآسر ياسين، تعثّر تصوير فيلم «رسائل الحب» الذى كانت ستقوم ببطولته منّة شلبى، فأنجز داوود فيلمه الجديد الذى قام ببطولته خالد أبو النجا ومحمود الجندى وعباس أبو الحسن ونجلاء بدر وحسن كامى وأحمد كمال وإيهاب أيوب، وعرضه فى مهرجان دبى، تدور الأحداث فى بنسيون صغير يلجأ إليه عالم مشغول بقدرات البشر غير العادية، وهناك يلتقى أفرادا وشخصيات متنوعة، وكذلك طفلة ذات مواهب خارقة، سينما داوود من النماذج الرفيعة لسينما المؤلف فى السينما المصرية، شخصياته تتميز بالعمق، تبدو وكأنها مأخوذة عن أصل روائى، تتميز هذه الشخوص أيضا بالبحث الدائم وراء أفكار تحيّرها، أعماله قليلة، ولكنها تثير الجدل، وتحصد الجوائز، ويتيح داوود دائما أدوارا مميزة لممثليه كما فعل مع محمود عبد العزيز فى «الكيت كات»، ومع فاتن حمامة فى «أرض الأحلام»، ومع أحمد زكى فى «أرض الخوف»، ومع نور الشريف فى فيلم «البحث عن سيد مرزوق».

ويعود محمد خان بفيلم جديد للعام الثانى على التوالى، حيث يقدم فى 2015 فيلما بعنوان «قبل زحمة الصيف» من كتابة غادة الشهبندر، وبطولة ماجد الكدوانى وهنا شيحة وأحمد داوود ولانا مشتاق، الفيلم هو الأول لخان منذ سنوات بعيدا عن سيناريوهات وسام سليمان التى تعاون معها فى أعمال متتالية ناجحة مثل «بنات وسط البلد»، و«فى شقة مصر الجديدة»، و«فتاة المصنع» الذى اخترته كأفضل فيلم فى موسم 2014 السينمائى، استمرار خان أمر إيجابى للغاية، خاصة أنه من جيل داوود عبد السيد، والاثنان من أبرز مخرجى تيارالواقعية الجديدة، كما أن فيلم خان الجديد يتناول موضوعا شائكا ولكن بطريقة مختلفة، الرغبة الجنسية ستعبر عنها فى فيلم «قبل زحمة الصيف» النظرات والإيماءات أكثر من أى شىء آخر، والصورة لابد أن تكون متميزة مثلما هو الحال فى كل أعمال خان.

وفى قائمة أفلام 2015 الجديرة بالمشاهدة فيلم «أوضتين وصالة» أول أفلام المخرج الشاب شريف بندارى الروائية الطويلة، الذى شاهدنا له أفلاما قصيرة متميزة، اختار شريف أن يقدم عمله الأول عن قصة شهيرة للراحل إبراهيم أصلان، كتب لها السيناريو والحوار محمد صلاح العزب، وقد فاز هذا السيناريو بجائزة مسابقة ساويرس، الفيلم يشهد عودة محمود عبد العزيز بعد سنوات من الغياب عن السينما منذ دوره فى فيلم «إبراهيم الأبيض»، حيث يلعب النجم الكبير شخصية رجل يشعر بالوحدة إثر وفاة زوجته، مما يجعله يجد فى حكايات جيرانه العزاء والسلوى، أعجبنى كثيرا فيلم شريف بندارى القصير «صباح الفل» الذى قامت ببطولته هند صبرى، وهو مونو دراما رائعة تعبر عن هموم أم وزوجة ببراعة وذكاء، الفيلم لقطة واحدة متصلة بدون قطع، أخرج شريف ايضا فيلما قصيرا آخر لافتا بعنوان «ساعة عصارى».

???

الفيلم الرابع الذى يستحق المشاهدة هو «بتوقيت القاهرة» الذى كتبه وأخرجه أمير رمسيس، بعد أن ترك السينما الروائية لينجز فيلمين وثائقيين هامين وجيدين عن يهود مصر، تجارب أمير السابقة فى مجال الأفلام الروائية الطويلة لم تكن جيدة، وكان أنجحها على المستوى الجماهيرى فيلم «ورقة شفرة» الذى كتبه وقام ببطولته الثلاثى أحمد فهمى وشيكو وهشام ماجد، وهو أول أفلامهم، لكن تجربة أمير الجديدة، التى عرضت أيضا فى مهرجان دبى، شهدت حماسا من فنانين مثل نور الشريف وسمير صبرى وميرفت أمين الذين وافقوا فورا على بطولة «بتوقيت القاهرة» بمشاركة شريف رمزى ودرة، أحداث الفيلم تدور فى يوم واحد، ومن خلال ثلاث قصص تجرى فى العاصمة منها حكاية عن ممثلة معتزلة تعانى من مشاكل مع زوجها، وعلاقة حب بين شاب وفتاة، وقصة رجل مصاب بالزهايمر يلتقى رجلا مريبا فى سيارة، يبدو أن أمير يريد أن يعثر على صوته الخاص بعد أن أصبح أكثر نضجا، الحكم النهائى مؤجل بالتأكيد حتى نشاهد الفيلم.

???

الأخبار مبشرة بوجود تجارب مختلفة لمخرجين كبار عائدين، أو بمساهمة دماء جديدة من المخرجين الشباب الواعدين، نرجو فقط ألا تتكرر الأفلام العشوائية الفقيرة التى ظهرت فى الموسم الماضى من عيّنة «بنت من دار السلام» و«ناشط فى حركة عيال» و«الدساس»، وأن يجد الجمهور تنوعا فى الأفلام وموضوعاتها ونوعياتها، أثبت الجمهور فى العام الماضى أنه يحب السينما، وحريص على مشاهدتها، الآن جاء الدور على صنّاع الأفلام ليثبتوا للمتفرج أنه كان على صواب فى عودته الى دور العرض.

أكتوبر المصرية في

11.01.2015

 
 

وجع قلبى وهو يبكى: نظرة إلى المنتصر بالله

كتب – محمد الحنفى

فى شهر ديسمبر من عام 2007 وبعد يوم تصوير شاق عاد الفنان الكوميدى المنتصر بالله إلى شقته بشارع السودان، كان مرهقا بعض الشىء، يجر قدميه بالعافية، اعتقد وقتها أن ما يشعر به مجرد إرهاق سيزول بعد قليل، لكن ابنته هبه كان لها رأى آخر عندما رأته، ولاحظت عليه تعبه فقد أخذته إلى المستشفى وهناك اكتشف أنه مصاب بجلطة فى المخ فتم إخضاعه لجراحة دخل بعدها فى غيبوبة وعندما أفاق منها بدأ رحلته مع العلاج الطبيعى

ومنذ ذلك الحين والمنتصر بالله غائب عن الساحة الفنية وأصبحت حالته الصحية تجعله يتكلم بصعوبة وينسى أشياء كثيرة ! على أية حال وكما قالت زوجته السيدة عزيزة كساب فإن صحته بدأت تتحسن فى الآونة الأخيرة، لكن ما تعتب عليه عزيزة هو تجاهل زملائه وأصدقائه له بعد أن كان بيته مفتوحا لكل الناس! الآن لم يعد أحد يسأل عنه إلا القليل وعبر الهاتف فقط، والزيارة أصبحت شيئا مفقودا بالنسبة له ولم يهون عليه المحنة إلا أحفاده، كما أكدت على أن النقابة لم تفعل أى شىء لصالحه حتى الآن إلا تخفيضا فى شراء الأدوية بقيمة مائة جنيه، فضلا عن المعاش، بينما كان ينفق مابين 5 إلى 7 آلاف جنيه يوميا على علاجه، وقتها رفض المنتصر أن يعالج على نفقة الدولة فى مصر أو بالخارج وقال "طالما ربنا ساترها معايا أطلب مساعدة من أحد ليه ؟" لكن سرعان ما تبددت ثروته فى علاجه ولم يعد لديه شىء يتركه لبناته الثلاث، وعندما سألت عزيزة عن دور الدولة فى الوقوف بجانبه فى الفترة الحالية قالت: "اعفونى من الإجابة لأنى لو تحدثت فى هذا الأمر سأقول كلاما يوجع القلب» ! 

وفى أول ظهور له على إحدى الفضائيات بعد تماثله للشفاء نوعا ما بكى المنتصر حزنا على نفسه وغضبا من أصدقائه الذين خذلوه وتخلوا عنه فى محنته وبخلوا عليه بمكالمة هاتفية !

ولأنه فنان حساس للغاية .. يرفض المنتصر الظهور فى القنوات الفضائية فى الوقت الحالى، ويرى أنه ليس مناسبا حتى تتحسن حالته أكثر ! الغريب أن الأطباء نصحوه بالعمل باعتباره أفضل علاج لحالته، ولكن كيف يعمل والعروض المقدمة له انعدمت تقريبا ! ولهذا السبب أقدمت ابنته رانيا على إنتاج برنامج " أول مرة " تولى تقديمه وكانت هى المخرجة والمنتجة والمونتيرة، واستضاف فيه أصدقاءه طلعت زكريا وصلاح عبد الله ومنال سلامة وهشام سليم ومحمود حميدة وحسن يوسف، وقتها لاحظ الجميع عدم قدرته على الكلام بسهولة، لكن إرادته القوية جعلته يتحدى المرض بل جعلته يقول بمنتهى الثقة: " لو اشتغلت مسرح هخف بنسبة 90%!.

ورغم ظروفه الصحية إلا أن المنتصر بالله من أكثر الفنانين حرصا على أداء الواجب لكل زملائه ولهذا لم يتخلف عن الذهاب لتأدية العزاء فى زملائه أو أقاربهم، إذ كان فى مقدمة الحضور لسرادق عزاء سعيد صالح ومن بعده خالد صالح، وعندما توفى والد الفنانة مها أحمد أصر المنتصر على الذهاب، فما كان من مها إلا أن قبلت يده عرفانا وشكرا على تعبه

ولد الفنان المنتصر بالله رياض فى شهر فبراير من عام 1950 وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1969 ثم الماجستير عام 1977.

بدأ مشواره الفنى مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح وتفرد بأداء بالغ التميز، حتى أصبح كوميدياناً من طراز فريد، قدم أكثر من 54 عملاً سينمائياً ومسرحياً وتلفزيونياً، منها «أبناء ولكن» «أيام المنيرة» «أنا وأنت وبابا فى المشمش» و"أرابيسك"، وشارك مسرحياً مع العمالقة فؤاد المهندس فى «علشان خاطر عيونك»، وفريد شوقى فى «شارع محمد على»، وغيرهما من المسرحيات المؤثرة.

وبالرغم من أن المنتصر بالله كان واحدا من الفنانين المقربين من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك إلا أنه لم يسع للانتفاع يوما من هذه العلاقة التى بدأها مبارك فى إحدى المناسبات الفنية حين طلب منه رقم هاتفه واتصل به ليطلبه للجلوس معه فى قصره، وبالفعل تعددت لقاءات المنتصر مع مبارك ، و لمن لاموه على ذلك أقول لهم و هل كان بمقدوره وقتها أن يرفض مقابلة الرئيس ؟!

المصور المصرية في

12.01.2015

 
 

نــادر جــلال

كتب - عاطف بشاي

اتصل بي المخرج (ي.ش) الذي يميل ميلاً غريزياً إلى سينما (الأكشن) .. ولديه مكتبة ضخمة من أفلام "الكاوبوي" الأمريكية .. ويتشبه بأبطالها فيرتدي قبعة كبيرة و«صديري» وبوتاً ويدخن الغليون وينفثه في وجه من يجالسه في تعال وعنجهية .. وطلب مني سرعة الالتقاء به لأمر هام جداً .. وما أن التقيت به حتى بادرني بأنه كتب قصة فيلم (أكشن) رائعة أعجبت منتجاً وأنه قد وقع اختياره على كتابة السيناريو والحوار لها .. فلما طلبت منه أن يطلعني عليها .. قال ليس هناك وقت .. ووضع أمامي رزمة من الأوراق وقلماً وأخذ يملي عليّ تصوراته السينمائية لمجموعة من المشاهد التي سيبدأ بها الفيلم .. قال إن المشهد الأول عبارة عن مطاردة في الشوارع بين البطل والعصابة يستخدمون فيها سيارات السباق السريعة والمسدسات في ملاحقته حتى يضطر إلى اقتحام (سوبر ماركت) بسيارته فيحطم واجهته و .... قاطعته في دهشة واستنكار .. كيف يتم ذلك في شوارع القاهرة وفي وضح النهار ؟! .. قال في تأفف وضيق .. هل تشكك في قدراتي التكتيكية .. إني أستطيع أن أنفذ ذلك بمهارة بالغة دون استخدام حيل (الجرافيك) .. قلت له أنا لا أقصد كيفية التنفيذ .. ولكن أتحدث عن المصداقية .. عن منطق الأحداث .. عن.. قاطعني بنفاد صبر مكملاً : المشهد الثاني عبارة عن مطاردة بين البطل الذي خرج سليماً معافى من تحت أنقاض (السوبر ماركت) وبين كلاب العصابة المتوحشة التي تحاصره في جراج متعدد الطوابق .. المشهد الثالث مطاردة بين شبيه البطل و.. 
قاطعته مستأذناً أن أذهب إلى دورة المياه .. وتسللت هارباً نادماً على استجابتي لدعوته .. فالرجل يتصور أنك طالما تصديت لفيلم (أكشن) فعليك أن تخاصم المنطق .. وتعادي الحقيقة .. وتبتعد عن الواقع .. وتنفصل عن البيئة الاجتماعية للأحداث .. وتولي ظهرك لمعقولية سلوك الشخصيات الدرامية .. وتحركها في الزمان والمكان .. وأن يتم ذلك كله طبعاً في إطار خال من المضمون والمعنى والقيمة .. الشطارة في الإثارة .. أي إثارة .. والمهارة في التشويق .. أي تشويق .. 

تذكرت ذلك حينما باغتني الخبر الحزين بوفاة المخرج الكبير نادر جلال .. الذي سعى منذ فيلمه الأول إلى مزج الموضوع الاجتماعي ذى الأبعاد الدرامية المختلفة ببراعة التكتيك والاستخدامات الفنية (للأكشن) من حيث تكوين اللقطات الجيدة.. وزوايا التصوير .. والظل والنور .. وحركة الكاميرا .. والأداء التمثيلي المقنع .. وحقق في مشواره الفني الطويل من خلال أكثر من خمسين فيلماً أغلبها من أفلام الحركة .. التوافق بين المستوى الفكري والفني وبين النجاح الجماهيري.. لقد كان يصنع أفلاماً ممتعة يقبل عليها المتفرج دون أن يفقدها حبكة تستمد من الواقع الاجتماعي مغزاه وعبره ودلاله .. 

حتى إذا ما تحرر من صراعات0 العصابات .. ومطاردات الملاهي وأوكار تعاطي المخدرات .. قدم أفلاماً لها قيمة سياسية وإنسانية راقية.. "الإرهابي"، "مهمة في تل أبيب".. "بخيت وعديلة"، "الجردل والكنكة"، "حسن اللول"، و"أرزاق يا دنيا" .

بصمات "نادر جلال" كمبدع لا تنسى.

الكواكب المصرية في

12.01.2015

 
 

صابرين.. فى صالون الكواكب :

أنا الامبراطورة !! .. فاتن حمامة قالت لي : أنت ذكية

أعدالندوة - طارق شحاتة

النجمة صابرين تظل وردة جميلة ومتألقة فى بستان الفن والنجومية، عطرالفن الأصيل يصاحبها أينما ذهبت وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة منحتها أرفع الأوسمة عندما وصفتها بأنها من أذكى الممثلات، وأشادت باختياراتها معتبره أن لديها فكرا خاصا يميزها عن غيرها.

قدمت العديد من الأعمال الناجحة التى فاجأت بها جمهورها العريض.

- "صابرين" حلت ضيفة على "صالون الكواكب" وتكلمت - كما لم تتكلم من قبل - وكشفت "لأول مرة " العديد من الاسرار الدقيقة عن اسرتها وحياتها الخاصة فى حوار «شيق وجرىء».. وممتد استمر قرابة الأربع ساعات خصتنا خلاله بالحديث عن مسلسلها التاريخى الجديد «أوراق التوت» الذى تقدم من خلاله دور امبراطورة هندية «مسلمة» ....وإليكم التفاصيل:

·        ما الجديد لديك فى مطلع 2015؟

- تعاقدت - أخيرا - على المسلسل التاريخى "أوراق التوت" وهو إنتاج خليجى تأليف أيمن سلامة وإخراج هانى إسماعيل ويشارك فيه كوكبة من نجوم الوطن العربي.

أقدم من خلاله لأول مرة دور "امبراطورة" هندية تدخل فى صراعات عديدة ومشاكل لا حصر لها بسبب اعتناقها الاسلام بعدما ابتعدت عن عبادة الأوثان ومن المقرر أن نصور جزءاً كبيراً من المسلسل فى الهند والعمل ضخم وتكلفته الانتاجية عالية، وستتم الاستعانة بمصمم المعارك العالمى "أوس شرقى" الكندى الذى يعيش فى الهند

·        وماذا يمثل لك تكريمك - الأخير- بقناة النيل للدراما؟

- الحمدلله يمثل لى شيئا مهماً جدا فى مسيرتى الفنية لأنه يعد حافزاً على مواصلة الطريق بنجاح أكثر من السابق.. تحضرنى كلمة ابنى "نور" عندما وصلت المنزل أحمل الجائزة وهو يقول "ماشاء الله ياماما المكاتب ستقع من كثرة الدروع والتكريمات!"، وفى رأىي أنه لم يكن تكريماً فعلىاً بقدر ما هو تجمع فنى نحن فى حاجة إليه الآن، للتواجد والفرحة ومواصلة العمل وإقامة المهرجانات والتظاهرات الفنية المختلفة حتى تدورعجلة الإنتاج وتعود لسابق عهدها من جديد بشكل طبيعى جدا.

وتستطرد صابرين قائلة:

- بعد ارتدائى الحجاب عملت بقناة الرسالة لصاحبها الداعية د.طارق سويدان ، وقدمت خلالها برنامج "طلة قمر" لنؤكد على إسلامنا الصحيح الجميل الذى تربينا عليه دون تزمت أو اطلاق أحكام باطلة على الناس.. حتى فوجئت بفاكس من إدارة القناة عن وقف البرنامج ، وعندما سألت عن السبب قالوا لى ّ "حواجبي مثيرة"..؟!، وللعلم - هذه أول مرة أصرح فيها بهذا الكلام - ، الذى تعجبت جداً منه أن "حواجبي"بهذا الشكل طول عمرها كما هى ، ولم ألجأ أبداً إلى وضع " التاتو" نهائيا أو ماشابه، ذلك تضحك وتقول بعفوية "أنا شكلى كده..أنا وشى كده" بفضل الله، ووقتها اعتذرت عن عدم مواصلة تقديم البرنامج وانسحبت من القناة بهدوء، خاصة وأنه لم يزد على منذ الصغر إلا وضع الإيشارب والحجاب على رأسي فقط ،لأننى طول عمرى ابدو هكذا لم ولن أتغير أبدا ، ومن يعرفوننى جيدا يؤكدون هذا الكلام،لأننى وكما هوالمعروف عنى فى فترة البدايات الفنية الخاصة بي ّكنت أعتذر عن الكثير من الأعمال ،التى لاتناسب قناعاتى الشخصية لأننى وضعت نصب عينى هاجساً مهماً جدا أننى سأتزوج يوما ما وسأكون «أما» بإذن الله ويمكن أن أعتزل ،أو أكون مثل القديرة ليلى مراد.. حتى لا أقدم أعمالا أخجل منها مستقبلا - أو فى مرحلة الكبرّ - لاسمح الله - وأذكر أنه كانت تعرض علي أفلام جميلة جداً وأعتذر عنها بسبب مشاهد ارتدى فيها المايوه أو أدخن فيه سيجارة.

·        اذكرى لنا بعض هذه الأفلام؟

- أفلام "عودة مواطن"، و"ضدالحكومة"، و"الكيت كات" ، وجميعها كانت من إخراج المبدع الراحل عاطف الطيب ، حتى أننى كنت لا أتناقش فى الأمورالتى تجعلنى أعتذر عن العمل فى تلك الأعمال السينمائية وكان هناك فيلم "الطوفان" وهو عمل سينمائى مهم جدا لمحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى وعبلة كامل وشريف منير وهالة صدقى وسناء يونس والسيدة أمينة رزق تأليف واخراج بشيرالديك كان يتكلم عن مشاكل الأرض وقتل الأم بسبب الميراث والشهادة الزور ، واعتذرت أيضا عن فيلمى "أبناء وقتلة"، و"مبروك وبلبل"ليحيى الفخرانى، وأعترف أنه كان من المفروض أن تجمعنى جلسة عمل مع مخرجى هذه الأعمال أو - الروائع - السينمائية إن جاز التعبير للمناقشة والاتفاق على حل وسط يرضى الطرفين ولكن للأسف لم يحدث ،لأننى عندما كنت أعترض بيني وبين نفسي على مشهد معين بالفيلم آخذ قراراً على الفور بعدم الانضمام لأسرة العمل وأعتذر عنه فورا، وكأن لدغنى "عقرب" لاسمح الله.. دون إبداء أسباب واضحة وعلى الرغم من أننى أنتمى لعائلات فنية عريقة .."عاكف" و"الحلو" و"بغدادى" و"توفيق" ،ولكن لاأستطيع نسيان نصيحة والدى الغالية ليّ عندما بدأت أتلمس أولي خطواتى الفنية وكان عمرى وقتها - "سبع سنوات" - وهو يقول لى: "احذرى أن تقدمي عملا فنيا فى الصغر يدينك أمام أولادك فى الكبر؟!"، لازمتنى هذه النصيحة الغالية طوال الوقت وكأنها "حلقة فى أذنى". 

·        ومتى كان قرارك بالعودة للتمثيل - من جديد - بعد ارتدائك للحجاب؟

- بعد واقعة "قناة الرسالة" التى حكيت عنها سابقاً، لأن التمثيل فى" دمى" لدرجة الادمان ولايمكن بأى حال من الأحوال الشفاء منه؟!..وبالمعنى العام "دمى يفور" لو ابتعدت عنه، وهومالم يحدث حتى الآن ،لأنه "المجال" الخاص بيّ والذى أنعم عليّ المولى عز وجل به، وأرى أنه من الجائز الحساب على هذه الموهبة - أوالتميز - حتى لايفهم كلامى بشكل خاطىء،لأننى عندما أجلس إلى نفسي أفكر فى منح الله سبحانه وتعالي لى ّموهبة التمثيل دون شقيقى "الرجل" على سبيل المثال ،لأن مهنة التمثيل بالنسبة لى ّ قد تكون فى يوم من الأيام رسالة مفيدة للمجتمع تصل له من خلالى لأنها تحوى - الرقى والفكر والوجدان - الذى لايستهان به بأى حال من الأحوال .

·        هل كنت على علم باتجاهات اصحاب قناة الرسالة؟

- لم أكن أعلم أنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين .. كنت أظن أننى احتككت بالفكر المتحضر من وجهة نظرى ولكن ثبت لى العكس! ، خاصة وأننى وقتها لم يكن لدىّ أدنى معلومة عن الإخوان والسلفيين والفرق بينهما، لقد كانت لديهم ملحوظات على "حاجبيّ" وتعجبت جدا وقتها، حيث أننى رأيت كلاماً صادماً بالنسبة لي ّ وغير ممنهج ولامنطقى على الإطلاق، وكان يمكن توجيهى مثلا بأن أقلل من ابتسامتى على الشاشة، ولذلك قررت العودة لمجال التمثيل .

·        وماذا عن تقييمك لفترة تولى الإخوان المسلمين مقاليد الحكم فى البلاد؟

- عفوا.. مع احترامى.. أنا لاأحب الحديث عن أحد يقبع حاليا داخل الأسوار الحديدية فى السجون لأننى سبق وقلت رأيى فيهم بصراحة شديدة دون خوف من أحد - وانتقدتهم جدا - فى عز نفوذهم وتواجدهم فى ساحة الحكم ، خاصة وأنا أحترم القانون والقضاء المصرى الشامخ الذى سيقول كلمته فى النهاية، وماحدث كان سيناريو ربانى بديع، ربنا يحفظ مصر دائما، وقد سمعت رواية أخيرة عن أحد الصالحين تروى أن أحد الرسل صلوات الله عليه وعلى نبينا محمد "أفضل الصلاة والسلام"، كانوا يجدون الملائكة تحفظ البلدان التى يخرجون منها ماعدا مصر فسألوه عن السبب؟.. فقال لهم "مصر.. المولى عز وجل يحميها"..ولذلك فأنا مؤمنة جدا بمكانة وقدسية مصر عند ربنا، الأماكن المقدسة فيها ونهرالنيل"ماء طهور"، كماذكرت بالقرآن الكريم ..وللعلم سبق لى قراءة سورة الرحمن فى كل ميادين مصر، ودوما وأنا فى الطائرة إذاغبت عنها أدعو لها وكأنها ابنتى

·        وكيف ترصدين موقع مصر فى المستقبل ؟

- "زى الفل" بإذن الله،..أنا متفائلة جدا برغم كل شيء، وفى رأىي سوف تظهر النتائج الإيجابية كدليل على كلامى هذا بعد عامين أو ثلاثة على الأكثر من العمل والبناء و"الغربلة" وسقوط الأقنعه وقد تكون طبيعة شخصيتى هكذا "متفائلة" ولكن كل الشواهد من حولنا الأن تؤكد ذلك أيضا. أنا مواطنة مصرية قبل كل شيء ولا يمكن أن أزايد على وطنيتى وحبي لبلدى ولكن هناك بعض الأمور الخاصة بي فى هذا السياق الذى نتحدث عنه ،أحب أن أشير إليها.. والدتى كانت تريد أن تقوم بتغيير "دم" حتى تذهب إلى الميدان مع كل جموع الشعب المصرى فى 30يونيه.. وذلك بخلاف أولادى الصغار، لقد حدث انشقاق فى بيتى أثناء حكم الإخوان؟!..وأستطيع القول بأن "حكم الأخوان شق بيتى نصفين" لدرجة أننى كنت أنزل الى الشوارع باكية ، حيث إن ابنّي الصغيرين "يوسف وعلى " يحملان الجنسية الامريكية .. ووالدهما "مصرى - أمريكى" يحمل الجنسية الأمريكية.. وبالتالي بعد سوء الأحوال فى البلاد وبسبب الانفلات الأمنى وقتها لم يتمكنا من الذهاب الى مدارسهما، وكان أمامى خياران الذهاب معهما الى أمريكا والعيش هناك بعيدا عن الوطن وفراق أهلي مثل كثيرين فعلوا ذلك ،أوالعيش مع والدىّ ومثلما يقال "اللي يحصل .. يحصل " - خاصة ووالدى ووالدتى يعيشان معى فى نفس البيت بالقاهرة -، وكان بالامكان وقوع الطلاق وقتها، وبالفعل ابناي تركاني وسافرا إلى أمريكا مع والدهما ، ويمكن كان جرحى أو"الوجيعه" التى أثرت فيّ قول ابنّي لىّ بعد السفر إلى أمريكا .." أمريكا أحلى من مصر.. «الناس لذاذ هنا ويضحكون..لماذا تريدين العيش فى مصر وسط الخناقات والصراخ "؟! وللعلم كان سهلاً جدا بالنسبة لىّ الحصول على الجنسية الأمريكية ..ولكننى رفضت ، وكنت أبكى لأننا وصلنا لمرحلة عدم حب أولادنا للعيش فى بلدنا .. والافتخار بحمل جنسية أخرى، حتى جاءت ثورة 30 يونيه.. وعاد زوجى والأولاد إلي مصر وأكدوا لى عدم استطاعتهم العيش بعيدا عن مصر .. وأن الدفء الموجود فى البيت عندنا فى مصر ليس موجوداً هناك في امريكا والحقيقة أنا لن أنسي هذا الموقف، خاصة وأننى رأيت الحس الوطنى يظهر جليا لدى ابنائى فى 30 يونيه وهما يحملان علم مصر ، ويساعدان كبارالسن على الجلوس وتقديم يد المساعدة لهم فى هذا اليوم التاريخى ، وغيّرا رأيهما عن مصر واعتبراها بلدا جميلة جدا .. ولم يفكرا فى السفر والعودة الى أمريكا وهذا كان أهم شيء عندى فى الدنيا .. قضيتى الأساسية هى "الإنسانية والانتماء الوطنى الذى ظهر واضحاً "فى 30يونيه.

وتمضى فى حديثها قائلة:

- عندما قدمت مسلسل كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" على الشاشة عرفت معنى الفن بجد وحجم ريادتنا بين الأوطان العربية .. وكنت أحب دائما الحديث عن أعمال السير الذاتية الحقيقية، وإلى أي مدى هذه النماذج المشرفة خرجت من بيننا لتصنع مجتمعاً قوىاً وصالحاً وناجحاً بفضل الله .

·        وفى رأيك..كيف يستطيع الإبداع أن يرسم مستقبل مصر؟

- عندما لايكون هناك «بيزنس» فى الموضوع ،وتكون هناك قضية قومية بجد ووقتها سيلجأون لمن لهم ثقل وتاريخ مشرف، وتخرج علينا أعمال جديدة تعمل على تأريخ مصر وتقوى الانتماء للوطن من خلال أعمال درامية على غرار "ليالي الحلمية" و"أم كلثوم"و"رأفت الهجان" و"شيخ العرب همام".. وأنا قررت بعد ماصدر من الملحن عمرو مصطفى والمستشار مرتضى منصور بخصوص بعض الأعمال الدرامية الرمضانية الأخيرة ووصفهما لها بالدعارة بسبب بعض الألفاظ الخارجة والمشاهد الخارجة ألا أسمح لأحد أن يقول على فنى هكذا مرة أخرى وأنا لن أشارك فى الأعمال مشابهة ورغم أن شهادتى مجروحة فى هذا الصدد،لأنه من الجائز أن يخرج علينا أحد المنافقين ويقول "هى عايزة تحجب الفن!" 

تصمت صابرين لثوان وتقول:

- أنا عايزة أقدم فنا بجد"ورغم حصولى على جوائز وتكريمات عديدة على أعمالى الدرامية الأخيرة بفضل الله ، ومشاركتى لأعمال الشباب الفنية .. ولكن بصراحة العمل الثقيل الذى يجب أن يقدم لمصر الآن مازال غير موجود! أو بمعنى أدق ..لايوجد ورق جيد أو فكرة براقة حتى يتحقق ذلك، وللعلم قرأت أعمالاً لها قيمة وحلوة جدا وتحتوى على رسائل عديدة مهمة.. ولكن لايوجد منتج جرئ يتصدى لها حتى تخرج للنور؟!.. وسأفصح لكم عن اسم احد الكتاب المؤلف وهو محمد سلمان الذى سبق وكتب مسلسلى "رقم مجهول" و"اسم مؤقت" وفكرة هذا المشروع الجديد "عبقرية " وفيها تمثيل عالمى .. وهذا يؤكد رغبتى فى تقديم عمل "ثقيل" يوضع فى "السي في" الخاص بي، خاصة وأن الناس نوعا ما لديهم إحساس تجاهى بأننى من الذين يقدمون أعمالاً مهمة من خلال حسن اختياراتى للأدوار فى الأعمال الفنية المختلفة.

رغم اعتذارى عن عدم تقديم أعمال كثيرة خلال السنوات الماضية لاتناسبنى وبعض الناس غضب منى بسبب مشاركتى فى مسلسل "دكتور أمراض نسا".. والجمهور الذي احبنى والتف حول أعمالي كان نتاج تعبى وسنين عمرى وبالتالي لايمكن أن اغضب من وضعى عنده فهذه المكانة العالية وبالتالي أنا دائما حريصة على أن أكون عند حسن ظن الناس بيّ دوما ومشاركتى فى مسلسل "الشك" كان لوناً جديداً بالنسبة ليّ وسط كوكبة كبيرة من النجوم ، وأشاد الجميع بدورى وأدائى فيه وحصلت من خلاله على جوائز عديدة.

·        على ذكرالسير الذاتية..ماهى الشخصيات التى تحلمين بخروج أعمال فنية تحكى قصة حياتهم و تحمل أسماءهم؟

- كل واحد خدم مصر.. اعتقد أن السبب وراء نجاح مسلسل "أم كلثوم" أن تاريخها المشرف يشهد له الجميع سواء فى المجهود الحربي أوالذهب الخاص بها الذى قدمته للوطن وقد غنت لمصر ولرجال جيشها البواسل على الجبهة ..وأذكر عندما سألت المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ "أعمل أم كلثوم إزاى؟.. قال لى "كأنك بتعملى مصر"..فأصبح العمل بالنسبة لى يمثل زعامة ووطنية ،لأن "أم كلثوم" تمثل تاريخ مصر ..والاستاذ محفوظ عبدالرحمن كتب الورق الخاص بالمسلسل بشكل وطنى مع التأكيد على الهوية المصرية الأصيلة ..وتستطرد صابرين قائلة:

- اعتقد أن "الجندى" الذى يمثل القوى الخشنة و"الفنان" الذى يمثل القوى الناعمة هما وجهان لعملة واحدة،ولذلك يجب تقديم مجموعة من المسلسلات القوية تستحق أن نقول عنها "تحيا مصر" وتبرز دور المرأة المصرية " بشكل حقيقى وراق ..لأن هناك خمسين "أم كلثوم" فى شوارعنا وحارتنا القديمة..ومن تبيع الفول والطعمية والخضار..ويقدم هذه الاعمال نجومنا الكبار وكأنه إلزام عليهم جميعا،وأذكر عندما تكلمت مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي - قبل تنصيبه رسميا رئيسا للبلاد - فى مؤتمر الفنانين بوجود السيدة فاتن حمامة..قلت "وزع علينا الأدوار ياأفندم.

·        وماهى أدوارنا حاليا فى المجتمع.. وما الذى تحتاجه منا مصر؟!

- أنتم لستم بحاجة لطلبات .. وقال إنه عندما ينتخب ويتولى رئاسة الجمهورية سيكون من أولوياته الاهتمام بموضوع الفن الذى سيكون له مردوده مرة أخرى ،لأن الأمة تعرف من فنها الذى يعد مرآة للمجتمع الذى يجب أن يسعى للرقى والتكامل، أما بالنسبة لتوزيع الأدوار علينا فقال إنه سيكون من خلال اجتهاد كل واحد فينا فى عمله وإخلاصه لبلده قبل سعيه إلى نجاحه الشخصى، وكما قلت أيضا فى كلمتى أمام السيد الرئيس وبحضور زملائى الأعزاء"شكرا للمستشار عدلى منصور"لأنه أعاد إلينا عيد الفن من جديد، ومنذ ذلك الحين انطلقت شرارة الأمل، وظهر جليا للعامة الوطنيون الذين ظلت مواقفهم ثابتة لم تتغير ، ومن يعملون من أجل مصر بصدق .. ولا أنسي كلام السيدة فاتن حمامة لى بعد لقاء السيد الرئيس :"إنت من أذكى الممثلات ..فقلت لها حضرتك بتتكلمى بجد..الله يكرمك أنا ممكن أصاب بالسكتة القلبية، فقالت :"هو أنا هأهزر فى شغلي"..فتدخلت فى الحوار إلهام شاهين التى كانت تحضرمعى هذا اللقاء. .وقالت "آه ..أم كلثوم" فردت السيدة فاتن:لأ..بعد "أم كلثوم".. فكان بالنسبة لى هذا التشريف " تكريما مابعده تكريم" لأنها تشاهدنى وتتابع اعمالي باستمرار وتعجبها.

·        وماذا تقولين عن تجربتك البرامجية الأخيرة على قناة الحياة؟

- كان من المفترض أن أقدم برنامجاً يحمل اسم "نهرالحياة"،تدور فكرته حول التكافل الاجتماعى .. وتوقف المشروع ولم يخرج للنور،حتى عرضوا عليّ بعد ذلك المشاركة فى تقديم "يوم" خاص بيّ ببرنامج "مصر..البيت الكبير"، وكانت الحلقة الأولى فى مناسبة عيد ميلاد السيدة أم كلثوم وقمت باستضافة صديقتها الوحيدة،والاعلامى الراحل وجدى الحكيم ، والموسيقارهانى مهنى وبعض الذين عاصروها ، - وللعلم قدمت البرنامج دون الإمساك بورقة واحدة أو التحضير المسبق ووقتها فكرت فى تقديم شيء إيجابي من خلال البرنامج نستمد من خلاله فكرة برنامج "نهرالحياة" وبالفعل نزلت بالكاميرا إلى الشارع وأحمل فى يدي مبلغ عشرة الاف جنيه أمنحها لصاحب قصة إنسانية بديعة ممن يعملون فى الحرف والمهن البسيطة "ولايسألون الناس إلحافا"، وقابلت سيدات مصريات مكافحات ممن يبحثن عن أرزاقهن فى الشارع والشراء من بيع العيش والجرجير والليمون الى آخره ، وكنا نجوب مصر كلها بالميكروباص دون ترتيب مسبق مع الحالات التى ظهرت بالبرنامج لنماذج مصرية أصيلة حتى نساهم فى توفير احتياجاتهم وتحقيق بعض أمانيهم البسيطة التى لايقدرون عليها بسبب ضعف الحيلة وقلة الرزق ،وأكاد أجزم بأننى رأيت قصصاً وحكايات مثيرة لم تخطر لي على بال مثل السيدة التى كانت تحلم فقط بدخول "هايبر" - للفرجة- لأنها تسمع عنه ولاتعرف عنه شيئا، والحقيقة أن صاحبه قال لي "كل ماتحلم به هذه السيدة وتشتهيه داخل المكان ستحصل عليه بدون مقابل مادى".

وسيدة أخرى بسيطة تبيع الخس والجرجير كانت تقرأ فى المصحف الشريف عندما دخلت عليها رفضت التصوير معى لأنها على حسب قولها"بنت ناس"،ولاتريد إحراج أبنائها وقالت لى "ولامال الدنيا"، وكنت أردد بعد تصويرى لكل حلقة من حلقات البرنامج مقولة "أدبنى ربيّ" ..وكانت المفارقات المضحكة عندما كنت أقابل سيدات كبيرات فى السن وكن يقلن ليّ "فيكى شبه من صابرين..بس إنت أصغر منها!"، كما أننى لاأنسي حلقة الطفلين "الشقيقين" اللذين كانا يعملان فى ورشة ميكانيكية وكانت ملامحهما جميلة "زى القمر" - ماشاء الله عليهما - وسجلت معهما فى مناسبة عيد الأم ، ولاأبالغ إذا قلت بأنهما نموذج لروعة الإنسان المتعفف "المتربي" لأنهما لم يطلبا شيئا لأنفسهما بل حرصا على شراء مستلزمات وأجهزة منزلية لوالدتهما لأنهما يعملان لمساعدتها وليس أكثر من ذلك، واتضح لنا بعد الذهاب معهما إلي والدتهما بأن لهما أخا معاقاً ذهنياً ..ولايوجد أثاث بالمنزل..وأعتقد أن هذه المادة ثرية لكتاب الدراما فى مصر لإبراز هذه الجوانب الايجابية فى مجتمعنا من خلال هؤلاء البسطاء الشرفاء "المتعففين" الذين يحملون شعار "الرضا" فى الحياة، وأنا أنادى بخروج برنامج تليفزيونى جديد على غرار ماقدمت .. وكذلك مشروع الحارة السعيدة بمشاركة كافة الحرف يتم من خلاله تجميل الحارة البسيطة وهكذا تعمم الفكرة فى كافة ربوع الجمهورية ..والناس تفرح بذلك ،وأعول على تنفيذ تلك الفكرة لمن لديه الضمير ويريد العمل من أجل بلدنا فقط.

وتشير صابرين الى أنها فكرت فى تحويل القصص الانسانية التى قابلتها فى البرنامج إلى دراما تمثيلية مدتها عشر دقائق تحكى تفاصيل وقصة الحالة التى تدورحولها الحلقة ،ثم تستضيفها داخل الاستديو على الهواء فى حوار خاص على الشاشة.. ولأنها - على حسب قولها - ليست "لحوحة فهى تترك الفكرة حتى تتبلور ويأذن المولي عز وجل سيتم خروجها الى النور.

·        ومارأيك فى معنى "النجومية"؟

- كل واحد له منظومة فكرية معينة ، وفى رأىّي النجومية «موضة»، إنما الممثل الثقيل يبقى طول عمره هكذا ،ومع الزمن كلما تقدم به العمر تزيد نجوميته مثال بالراحلة هدى سلطان التى توفاها الله وهى "مشعة" ومتوهجة فنيا جدا، والسيدة أمينة رزق التى كانت تريد ترتيب أوراقها من جديد وهى فى عمر الـ91عاما كذلك الفنانة سميحة أيوب ربنا يمتعها بالصحة والعافية،- وسوسن بدر وسلوى خطاب - اللاتى اعدهن "أسطوات فى التمثيل وبالنسبة لى فإن كلمة «نجمة» لا تشعرنى بالراحة ويمكن عشت فترة نجومية مسلسل أم كلثوم التى لم يكن لها مثيل وقتها ، لدرجة أننى بعدها أعلنت اعتزالي للتمثيل ،ويتضح من خلال كلامى بأننى أحب أن أكون «ممثلة» عن كونى نجمة ..ولذلك أستطيع القول بأننى شممت رائحة التمثيل الحقيقى بعد مسلسل "أم كلثوم" فى الزمان الذى كنت أحب العيش فيه وأحلم بوجوده على أرض الواقع الذى كان مليئاً بالسلوكيات الحميدة .. والقمم والشخصيات فى كل المجالات التى نفخر بها،و"أم كلثوم" من الأعمال التى لم تؤثر فيّ فقط ولكن فى كافة أنحاء الوطن العربي .. وقابلت رؤساء دول كانوا يحتفون بنا من فرط إعجابهم بالمسلسل ،وكانت رئاسة الجمهورية تهدى رؤساء الدول فى زياراتهم لمصر D.V.Dالخاص بالمسلسل.

وتفاجئنا صابرين قائلة :

- "الغيرة لم تعرف طريقها إلىّ تجاه أى عمل فنى جديد بعد تقديمى لمسلسل "أم كلثوم" إلاّ- أخيرا- بعد مشاهدتى لمسلسل "ذات" !..وحلمت بتقديم هذه الشخصية المصرية الأصيلة ،التى تحكى تاريخ مصر منذ الستينيات.

·        أخيرا..ماذا عن شكل علاقتك بأبنائك؟

- الحمدلله أصاحبهم - وأنا كاتمة أسرارهم - منذ أن كانوا فى سن السبع أوالثمانى سنوات وهم أيضا يأخذون قراراتهم "السليمة "بأنفسهم دون قيود وبعيدا عن فرض آرائى عليهم ، لأنه كما جاء فى المثل الشعبى الدارج "إن كبرّ ابنك خاويه" وهذه مقولة صادقة مائة بالمائة فى تربية الأبناء، وللعلم فإن لديهم ميولاً فنية وهم أيضا "كوميديانات" وقد شاركنى ابني على بالتمثيل فى مشهد بمسلسل "الفنار" ،وكذلك "يوسف"..أما "نور" فلم تسنح لها الفرصة لذلك ،لأنى آخذ هذا الموضوع على أنه ذكرى جميلة فى المستقبل بالنسبة لهم عندما يتقدم بهم العمر..وأحيانا نقيم مسابقة للغناء فى البيت ،ولكن الحقيقة أنه لايوجد من بينهم الممثل ذو الموهبة الطاغية.

الكواكب المصرية في

12.01.2015

 
 

عن فيلم موسي أتحدث ... المنع وحده لا يكفي

كتبت – أمينة الشريف

أصابت وزارة الثقافة ولم تصب أيضا فى موضوع منع عرض فيلم موسي عليه السلام.. وأنا أتفق تماما معها في المغالطات التاريخية التى أشارت إليها في الفيلم أسباباً للمنع.. بالرغم من أنها ليست وحدها التي أشارت إلي هذه المغالطات بل أيضا كثير من الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام الدولية مثل جريدة الجارديان ومجلة الفوربس هذا يعني أن الفيلم يحمل داخله أسباب رفضه وعدم قبوله لدي كثير من سكان العالم الغربي وليس الشرقي أو المسلمين وحدهم ولكن وزارة الثقافة جانبها الصواب في اتجاه آخر وهو اعتيادها علي أسلوب المنع وخلاص وكفى المؤمنين شر القتال..

الأمر جد خطير ومهم ويتخطي بكثير القرار الروتيني والتقليدي الذي تتخده الوزارة - كما المعتاد- في مثل هذه الحالات.. لأسباب أخري أكثر أهمية هى أن الفيلم يمكن مشاهدته علي المواقع الألكترونية .. بسهولة ويسر.. إذن المنع وحده لا يكفي.. وأتصور أن موقف الوزارة وغيرها من الوزارات الأخري بل وكل أجهزة الدولة لابد أن يكون فعالا وإيجابيا أكثر من ذلك ويصل إلي حد المقاومة السينمائية..أي الفيلم بالفيلم ..نحن مازلنا نرفض ونشجب ونحجب ونعترض دون أن نقدم - دائما- البديل الذي يفند ما يأتى فى مضامين هذه الأفلام والأمر أيضا هنا تخطي فكرة رفض تجسيد الأنبياء في الأفلام السينمائية فلابد إذن من وجود أسلحة ثقيلة فنية سينمائية مضادة للمغالطات والافتراءات الغربية.. لأن الغرب يعلم أننا نعلم أن الصراع الحقيقي هو صراع أديان أكثر منه حضارات التي تختلط وتتأثر مع بعضها البعض.. لكن الأديان .. ثوابت سماوية لا يمكن التغيير فيها أو الإضافة إليها، لذلك فالغرب الذي يقدم مثل هذه الأفلام التي تأتي مناقضة لأفكارنا الإسلامية وموروثاتنا وثوابتنا التاريخية كي يستفزنا .. ويوجه جهودنا في كيفية التصدي له حتي نظهر أمام العالم أن هذا هو الإسلام وأن الذين يدينون به متعنتون يرفضون الآخر.. ويخاصمون الحرية.. ويديرون ظهورهم لأية أفكار جديدة.

هذا بالضبط أحد أهداف الغرب في محاولاته المستمرة لتشويه صورة الإسلام التي يساعدهم فيها في اتجاه آخر دواعش رجعية ومتخلفة .. الإسلام يحارب في كل الاتجاهات من البر والبحر والجو والفضاء والسينما، نعم السينما التي يجب أن تهتم كل أجهزة الدولة بها وتقديم وتسخير كافة الإمكانيات لإنتاج أفلام تظهر حقيقة الإسلام والأديان كلها وحقيقة الشرق بإمكانيات ضخمة أيضا ونحن لدينا إمكانيات إبداعية هائلة تنتظر إشارة البدء في تقديم أعمال وليكن هذا الأمر هو المشروع القومي الثقافي الذي يجب أن يلتف حوله المصريون.

زوجة فرعون يفتتح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية

كتب - هيثم الهوارى

أقام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية مؤتمرًا صحفيًا مساء أمس الأحد أعلن خلاله تفاصيل الدورة الثالثة للمهرجان والتي ستقام في الفترة من 24 حتى 31 يناير المقبل بمحافظة الأقصر.

حضر المؤتمر د.محمد كامل القليوبي رئيس مؤسسة نون الثقافية، ود. ماجدة واصف رئيسة المهرجان، واللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر والناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان،ووديد شكرى المدير التنفيذي للمهرجان وجمال زايدة عضو مجلس أمناء المؤسسة, ومحمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية.

بدأ المخرج محمد كامل القليوبي المؤتمر مرحبا بالحضور ومتحدثا عن الدورة الجديدة قائلا: نعرف جميعا صعوبة العمل الثقافي في مصر في ظل كافة الظروف التي نعيش فيها، وأنا أؤكد على كلمة ثقافي فيما يخص الدورة القادمة، حيث أن الثقافة والسينما مرتبطان ببعضهما ..

وأضاف أن المهرجان في دورته الحالية يشهد عدد كبير من الأفلام ذات مستوى جيد، حيث قام المهرجان بتشكيل لجنة مكونة من رئيسة المهرجان د. ماجدة واصف والناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان والناقد أحمد شوقي.

وفي نهاية كلمته وجه رئيس مؤسسة نون الشكر لمحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين لاحتوائه المهرجان ودعمه له منذ إنطلاق دورته الأولى، كما أثنى القليوبي على الدور الذي تقدمه الوزارات المختلفة وعلى رأسها وزارة الثقافة التي تقف خلف المهرجان كل عام حتي يخرج بشكل جيد.

ومن جانبها تحدثت  د. ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ووصفت الدورة الثالثة المقرر إقامتها نهاية الشهر الجاري بالدورة الخاصة جدًا، وذلك لأن التحضير لها تم في وقت قليل جدًا، ولكن رغم ضيق الوقت تم إعداد برنامج ثري جدًا من الناحية السينمائية، وهو ما يظهر في فيلمه الإفتتاحي وهو "زوجة فرعون" الفيلم الألماني الذي تم إنتاجه عام 1922، حيث أن الفيلم تم ترميمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وسوف يتم عرضه في معبد مدينة هابو، مشيرة إلى أن الألمان مهتمين بشكل كبير بعرض الفيلم حيث يعتبر هذا هو العرض الأول له بعد ترميمه.

وأضافت واصف أن المهرجان يحوي حدثًا هامًا أخر وهو إحتواء المسابقة الرسمية على فيلمين مشاركين في الأوسكار هذا العام بالإضافة إلى الفيلم الحائز على جائزة برلين العام الماضي، كما تحل السينما الفرنسية ضيفة شرف دورة هذا العام بعدة أقسام مختلفة.

أما على مستوى الأفلام المصرية فأشارت رئيسة المهرجان إلى أن الدورة الحالية ستشهد العرض الأول على مستوى المهرجانات لفيلم "بتوقيت القاهرة"، كما يحوي المهرجان نافذة على السينما العربية بعرض 5 ألفلام عربية من إنتاج العام الماضي أما على صعيد التكريمات فأشارت ماجدة واصف أن الفنانة لبلبة سيتم تكريمها بعرض 3 أفلام لها، وأبدت ماجدة واصف أسفها لعدم تمكنها من الحصول على أفلام تظهر فيها لبلبلة في طفولتها لعدم تواجدها بنسخة جيدة، كما سيتم تكريم فايز غالي السيناريست الذي فقدناه العام الماضي، وإحتفالًا بمئوية المخرج صلاح أبو سيف وكامل التلمساني سوف يتم عرض عدة أفلام لهما.

وذكرت واصف في نهاية كلمتها ما واجه المهرجان في دورته هذا العام من نقص الإمكانيات، حيث أن الميزانية محدودة بشكل كبير جدًا، وذلك بسبب تخصيص جزء كبير من الميزانية لإحضار أفلام ذات مستوى عالي تليق باسم المهرجان.

من جانبه شكر اللواء طارق سعد الدين إدارة المهرجان على التنسيق الجيد الذي يتم قبل المهرجان كل عام، مشيرًا ان محافظة الأقصر بدورها نجحت في جعل أي فعالية تستضيفها بمثابة حدث هام على أجندتها السنوية، وهو ما يجعل تلك الفعاليات دافعًا لتنشيط السياحة وأضاف أن المحافظة سوف تقدم كل الدعم اللوجستي بكل أشكاله للمهرجان، من إمداد المهرجان بالمتطوعين ووسائل الإنتقال وأماكن العرض والفرق الفنية وتنظيم حفلي الإفتتاح والختام، مضيفًا "سيتم تجميع ضيوف المهرجان من مختلف الجنسيات وكل الطوائف المتواجدة ونأخذ صورة مجمعة في معبد الكرنك، وذلك لإيصال رسالة للعالم بأن مصر ما زالت بلد الأمن والأمان، وللترويج للسياحة في الأقصر ومصر بشكل عام".

وأشار المهندس محمد أبو سعده رئيس صندوق التنمية الثقافية  الى أن المهرجان حقق على مدار الدورتين السابقتين نجاحات كبيرة،  قائلا "سعيد لوجود الصندوق جزء من دعم هذا المهرجان الناجح، واعتقد أن النجاحات المختلفة سينمائيا وثقافيا هي رسالة للعالم بأن مصر قادرة على التواجد بشكل جيد"..

اما الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان فتحدث عن بعض التفاصيل الفنية الخاصة بالدورة الثالثة وأشار  إلى المخرج الفرنسي الكبير ايف بواسيه رئيس لجنة تحكيم الدورة الثالثة يعتبر احد أهم مخرجي السينما الفرنسية، بالإضافة لعدد من صناع السينما الذى يشكلون اللجنة منهم الفنانة لبلبة والمخرجة هالة لطفي , والناقد الالمانى سبرنج ايبرهارد والممثلة النرويجية جان هيلبرج والمنتجة اليونانية الينى كوسيفيدو  ودراجان مارينكوفيتش ، وكل هؤلاء يقومون بالتحكيم لمسابقتين الأولى تضم 12 فيلما روائيا طويلا والأخرى تضم  16 فيلما روائيا قصيرا.

وأشار رزق الله الى ان المهرجان يستضيف هذا العام عدد من مخرجي السينما الأوروبية المشاركين بأعمالهم في المهرجان لتحقيق ابر قدر من التواصل بين جمهور الأقصر وفنانين مصر وفنانى أوروبا .

وأضاف رزق الله "هذا العام الأفلام سوف يتم عرضها بتقنية الديجيتال، بعكس العام الماضي الذي كانت الأفلام تعرض بخاصي 35 مللي، وهو ما يضفي على العروض صورة أفضل وجودة أعلى.

وتطرق المدير الفني لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية للحديث عن إحتفال المهرجان بمئوية صلاح أبو سيف مشيرًا إلى أن الإحتفال سيكون عن طريق عرض 6 أفلام تعبر عن مسيرته ورحلته السينمائية هي "شباب امراة" و"الوسادة الخالية " و"انا حرة " و"القاهرة 30" و"بين السما والأرض" و"الزوجة الثانية" كما يحتفل المهرجان بمئوية كامل التلمسانى بعرض فيلم واحد وهوو " السوق السوداء " كما تحدث مدير التصوير وديد شكري المدير التنفيذي للمهرجان وتطرق في كلمته الى تقنية عرض الأفلام، مشيرًا إلى أن المهرجان وجد صعوبة كبيرة في إيجاد أفلام 35 مللي، وهو ما كان عائقًا أمام إدارة المهرجان في الوصول لأفلام علي مستوى جيد لوجودها بنسخة الديجيتال، وهي المشكلة التي حلتها شركة نيوسينشري بدعم المهرجان بالأجهزة والمعدات الديجيتال التي سهلت على المهرجان الطريق للعرض بتوأضاف يحوي المهرجان هذا العام فيلمًا للأطفال، في إتجاه لجذب فئة جديدة من اهل الأقصر، كما سيتواجد في المهرجان أفلام تخص ذوي الإحتياجات الخاصة وكل هذا لتحقيق اكبر مستويات للتواصل مع جمهور الصعيد بكل فئاته ادار المؤتمر الكاتب الصحفى جمال زايدة عضو مجلس  الأمناء والمستشار الاعلامى للمؤسسة والذى المح في عدة كلمات الى ما تمثله المهرجانات السينمائية التي على شاكله مهرجان الأقصر من وسيلة مهمة لمساعدة مصر على استعادة قوتها  الناعمة .

يذكر ان مهرجان الأقصر يقام تحت رعاية وزارات الثقافة والسياحة والاثار والشباب والبنك الاهلى المصرى والمعهد الفرنسي في القاهرة وشركة نيو سنشرى ومصر للطيران.

الكواكب المصرية في

12.01.2015

 
 

ملائكة الأرض: المتهم مدان ولو ثبتت براءته

ياسمين عادل – التقرير

حين تتحول عيون صياد لا يُخطئ إلى أعين لا ترى بها شيئًا، عليك أن تخاف أكثر من أي وقت مضى لأن هذا قد يعني أنك على وشك النجاح في صُنع مُجرم جديد بالفعل، وأطلقت على مدينتك وحشًا غاضبًا لم يكن بالحُسبان.

“الصَيد”: فيلم دنماركي إنتاج 2012، ترشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، وفاز بثلاثة جوائز بمهرجان “كان”، أهمها جائزة أفضل ممثل والتي فاز بها مادس ميكلسن بطل الفيلم.

تدور الأحداث حول “لوكاس”، رجل خمسيني مُطلَّق، في خلافات دائمة مع طليقته وأم ابنه لأنها ترفض أن تتركه يتواصل معه أو يراه كلما أراد. يعمل مُعَلِمًا في إحدى الحضانات حيث يُحبه كل الأطفال ويُشهَد له بالأخلاق والكفاءة، كما أنه أحد أعضاء مجتمع الصيد المحلي؛ حيث يتمتع بعيون لا تُخطئ أبدًا.

أما البطلة فهي “كلارا”، الطفلة ذات الـ4 أو الـ5 أعوام والتي تنسجم جدًا مع “كارلوس” صديق عُمر والدها،إذ تجد معه التفاهم والرِفقَة الجميلة غير المتوفران في والدها ووالدتها دائمي الشجار، ما يجعل الفتاة تشعر ببعض المشاعر تجاه البطل فتقرر منحه هدية على شكل قلب وتقبيله أثناء اللعب بالحضانة، إلا أن كارلوس يُعيد لها هديتها -التي تنكر أنها من طرفها-، ويُخبرها أن عليها أن تمنحها لأحد الصبية المماثلين لها في العُمر، كما يُخبرها ألا تُقَّبل أحدًا بهذا الشكل إلا إذا كان أبوها أو أمها.

وفي لحظة غضب طفولي تعترف كلارا لمديرة الحضانة بأنها لا تُحب كارلوس وحين تسألها المديرة عن السبب تستدعي في مخيلتها ذكرى أخرى، وتُخبرها ما يُفيد بأنه تحرش بها جنسيًا، ولأن الأمر ليس بهيِّن؛ تستدعي المديرة “كارلوس” وتسأله عن الاتهام بدون توضيح مباشر إلا أنه ينفيه، فتطلب منه الذهاب في إجازة بضعة أيام، ثم تستدعي مُحققًا لإعادة سماع الطفلة التي تنفي ما قالته مُسبقًا ولكن مع أسئلة موجَّهة وموحية بالإجابات من المديرة تُجاريهم البنت وتوافقهم ليتم التصديق على كلامها دون أي تحقيقات.

فتنشر المديرة الخبر وسط أولياء الأمور والبلدة ليُصدق الجميع حتى والد كلارا (صديق كارلوس) أنه تحرش بالبنت، بل ورُبما بغيرها من الأطفال لمجرد الاقتناع بأن كلارا لا تكذب فلماذا تختلق شيئًا كهذا!؟ وعلى الرغم من أن البنت تُخبر أمها بعد ذلك أن ما قالته لم يحدث، إلا أن الجميع يتعامل مع الأمر على أن عقلها يُحاول الهروب من الأمر من شدة ما هو مُزعج.

هكذا وبدون أي مواجهة أو تحقيق ينقلب كل أهل المدينة تقريبًا على البطل بل وعلى ابنه، حيث يتم نبذهم وطردهم من أي مكان حتى ولو كان مجرد “سوبر ماركت” ذهبوا إليه للتبضع. ورغم أن البوليس يقبض بالفعل على كارلوس ثم يُفرَج عنه بعد ذلك لعدم ثبوت الأدلة، إلا أن الجميع يرفض أن يُصدق أو يفكر ولو للحظة في احتمالية أن يكون بريئًا.

لتبدأ التصرفات العدوانية تجاه البطل حيث يهاجمون بيته ويقتلون كلبه، وحين يذهب كارلوس لأحد محلات البقالة لشراء بعض الطعام يرفضون البيع له، ويتم ضربه بوحشية ورميه فى الطريق. ففى أعينهم لم يكن مُتهمًا بل مُدانًا مهما تمت تبرئته، وهكذا تتدمر حياة؛ البطل فبعد أن وافقت طليقته على أن يذهب ابنه للعيش معه، لم يعد من الممكن حدوث ذلك خاصة وأن الناس كانوا يُعاقبون الولد بذنب أبيه، والصديقة التي كان في بداية علاقته بها، شككت في مصداقيته فانفصل عنها، ليصبح وحيدًا تمامًا إلى أن يأتي يوم عيد الميلاد.

يتوجه كارلوس للكنيسة وسط ذهول الجميع ونفورهم منه، يستمع لكلمة القس والترانيم التي تدعو للمسامحة والسلام والحُب، بينما لا أحد من الحاضرين يُطَبِّق ما يقول؛ فينفعل ويثور ويحتد على صديقه والد كلارا قائلًا:

“انظر إلى هذه العينين، هل ترى شيئًا؟ أي شيء؟ نعم أنت محق، لاشيء لتراه“.

وقتها يشعر صديقه أنه ماذا لو كان بريئًا! ثم في الليل يسمع ابنته قبل النوم تتخيل كارلوس وتُخاطبه فيتحدث معها مُحاولًا معرفة إذا ما كان الأمر قد حدث فعلًا أم لا، يُخبرها أن العالم مكان بغيض مليء بالشر، فيه الكل يُمكن أن يُخطئ في الفِعل أو التَقدير؛ ليكتشف الحقيقة فيذهب لبيت صديقه عسى أن يُسامحه.

بعد مرور عام يظهر كارلوس مع صديقته القديمة ويبدو مُرحَبًا به من الأصدقاء، حيث يتم إعلان انضمام ابنه لجمعية الصيد، ثم يذهب الجميع للصيد وفجأة يُطلق أحدهم رصاصة تجاه كارلوس لنرى في عينيه نظرة قلقة وحزينة دون أن نَتَعَرَّف على الذي أرد أن يُرديه قتيلًا، كما لو أن المُخرج يُريد أن يُخبرنا أنه وعلى الرغم من حصول البطل على البراءة إلا أن النفوس لم تعد أبدًا كما كانت، ففي أعين الآخرين سيظل مشكوكًا بأمره، للأبد.

علينا أن نعترف أن الفيلم فنيًا جيد جدًا حتى أنه فاجأ الكثيرين ولفت الانتباه تجاه السينما الدنماركية، وقد كان التمثيل مُدهشًا ومُتقنًا؛ حتى الفتاة التي قدمت دور “كلارا” على صغر سنها بَدَت بارعة للغاية وتُبَشِّر بممثلة صاعدة.

هذا وقد جاءت القصة على بساطتها الشديدة من واقع الحياة؛ إذ يمكن أن تحدث لأي شخص وفي أي مكان، ما جعل المشاهد يشعر بالتَوَحُّد معها، ورُبما كَون الأحداث تجري داخل مدينة صغيرة جعل هذا الأمور أكثر حميمية، خاصًة وأنها تدور ببطء دون محاولة إقحام مشاهد مثيرة أو حتى أحداث التحقيقات لاستدراك العطف، كل ذلك جعل الفيلم قريبًا للنَفس ومُرهِقًا للقلب.

ولعل أكثر النقاط الـمُلهِمة بالفيلم أنه طَرَح أسئلة صعبة مالكًا الجرأة على مواجهة إجابتها، ثم تناول القصة بطريقة حيادية، تجعلنا، على تعاطفنا مع شخص بعينه، نستطيع أن نراها من زاوية باقي الأشخاص والأهالي الـمُفجَعين فيما يحدث، يُحركهم ويُعميهم خوفهم على أطفالهم. وهذا واحد من أهم أدوار السينما والفن عمومًا حيث يفتح أعيننا على وِسعها على الصورة بأكملها من الخارج لنرى ما لم يكن ليستوقفنا إذا كنا بداخل الأحداث.

فالقصة هنا لها الكثير من الأبعاد ما يجعلها تخرج عن نطاق الشخصنة، فبقدر ما ستتألم للظلم الواقع على البطل، ويتجدد اكتشافك لأن البشر على اختلاف شخصياتهم ومواطنهم، غالبًا ما يشتركون في كونهم قادرين على تصديق الاتهام ونشره بسرعة البرق وحين يأتي الوقت للتبرئة يبدؤون في التشكيك أو لا يهتمون بنشر الخبر بنفس قدر حرصهم على نشر الباطل، إلا أنك في الوقت نفسه تستطيع أن تلمس مدى حساسية تلك القضية سواءً في مجتمع مغلق أو مُنفَتِح، خاصًة إذا كنت أبًا أو أمًا فلا شيء في هذه الدنيا قد يهمك أكثر من سلامة أولادك، ولكن هل هذا يمنحنا الحق في الحُكم على الآخرين بدون أدلة فقط مجرد شكوك مبينة على: “يقولون…”؟!

لا يجب علينا أن نتوَقَّع أن يكون كل الأشخاص مثل ماركوس، فعلى الرغم من برائته وصدمته في أصدقائه، وأهل البلدة الذين صَدَّقوا عليه تلك الشائعة، إلا أنه استطاع -معظم الوقت- أن يتفهَّم موقفهم ويُخاطبهم بالعقل، مُحاولًا طمأنتهم ومناقشتهم بهدوء. وحتى بعد أن أهانوه: تعرضوا له ولابنه، وقتلوا كلبه، وظلوا مُتَحَفِّظين معه بعد برائته إلا أنه لم يأخذ منهم موقفًا أو تَحوَّل لمتحرش حقيقي انتقامًا من المجتمع الذي اتهمه دون حق، بل عاد ليعيش معهم فى سلام من جديد، سامح هو”المظلوم” وبَقوا هم على موقفهم منه رافضين أن يمنحوه صّك الغفران لذنب لم يرتكبه من الأساس، كما لو كانوا ملائكة الله على الأرض!

رابط الفيلم على موقع IMDb

التقرير الإلكترونية في

12.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)