كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نجلاء بدر:

داود عبد السيد قال لى «أنا عايزك».. فى فيلم

كتب : سمر فتحي

 

ترى «نجلاء بدر» أن الهجوم الذى تعرضت له مؤخراً عن دورها  فى فيلم «قدرات غير عادية» غير مبرر له كما تسخر من المانشيتات التى اتهمتها بإهانة الزى الإسلامى بعد ظهورها فى برومو الفيلم وهى ترتدى النقاب وفى مشهد آخر ترتدى «المايوه» وتقول إن أغلب المقالات التى نشرت اعتمدت على مشاهد مُقطعة تبلغ دقيقتين فقط وبالتالى فهى غير منطقية.

وتفاصيل أخرى عن كواليس عملها مع المخرج الكبير داود عبدالسيد فى فيلمه المرتقب وترحيبها بتجسيد أدوار الإثارة والإغراء وأيضا مشاهدتها للبرامج السياسية كإعلامية تكشفها لنا هنا.

وإلى نص الحوار:

  حدثينا عن دورك فى فيلم «قدرات غير عادية»؟

 -  أجسد شخصية «حياة» وهى أم لطفلة تدعى «فريدة» تبلغ من العمر 7 سنوات مطلقة، حيث تدور أحداث الفيلم حول البنسيون الذى تملكه «حياة» ومن هنا نرى شخصيات النزلاء، وهم: الطبيب وأستاذ الموسيقى ورجل الدولة والشيخ بالإضافة إلى صاحبة البنسيون التى أجسدها أنا وهى امرأة وحيدة ومطلقة كما قلت تربطها علاقة عاطفية بالطبيب.

كيف جاء ترشيحك للبطولة ؟

- فى البداية اتصل بى المخرج «داوود عبدالسيد» وقال لى (نجلاء إزيك أنا داود عبدالسيد أنا عايزك فى فيلم معايا ينفع تيجيلى المكتب بكرة.. فقاطعته قائلة.. مينفعش النهاردة وبالفعل رحت وقابلته شخصياً وأخذت السيناريو وقرأته وكنت مصابة بالذهول خصوصا أن أستاذ «داود» كاتب السيناريو برؤية إخراجية جعلتنى أشاهد صورة حية أمامى، وفى تلك اللحظة قلت لنفسى هذه هى السيناريوهات التى يجب أن تدرس فى معهد السينما.

انبهرت لتناوله لشخصية المرأة وبعد نحو شهر من التصوير سألته أنت ليه أخترتنى فى فيلمك؟ فاكتشفت أن أستاذ «داود» متابع أيضاً للدراما وشاهد لى مسلسلين من إخراج «خيرى بشارة» هما: «ريش نعام» و«الزوجة الثانية» وشاف إنى ممثلة شاطرة. وأنا عن نفسى بعتبر اختياره لى فى هذا الدور شهادة ميلاد بالنسبة لى فهو مخرج كبير ولديه رؤية كبيرة فى الممثل ويستطيع أن يخرج أفضل ما فيه خصوصا أنه كاتب الدور بأسلوب دقيق حتى لحركة الكاميرا.

ظهورك فى برومو الفيلم بالنقاب ثم المايوه خلق حالة من الجدل ما تعليقك على ذلك؟

- الفيلم لم يطرح فى دور العرض والبرومو هو وسيلة لخلق هذا الجدل حيث يتم أخذ بعض اللقطات الخاصة بالشخصيات لتكوين قصة فى دقيقتين فقط. وعلى الرغم من ذلك تم بناء العديد من وجهات النظر وطرح العديد من المانشيتات الساخنة دون العلم بشىء. فأنا من الممكن أن أكون أجسد شخصيتين مختلفتين أو أحلم مثلاً أو كنت حاجة وبقيت حاجة تانية كل دى افتراضات لا يمكن أن نبنى عليها مقالات وأنا لا أعتقد أن هذه هى الصحافة فلابد أن تقوم على أطراف الموضوع وهم الممثلون المشاركون فى العمل أطرح عليهم الأسئلة وأحصل على إجابات حتى يبنى المقال إنما مقال دون مشاهدة أو بحث اسمة (هرش دماغ).

هل دور  «حياة » التى تجسدينه فى «قدرات غير عادية» من الأدوار الجريئة التى اعتدت على تقديمها؟

- المفاجأة أن الدور ليس جريئاً على الإطلاق وليس هناك مشاهد لمجرد الحشو فأنا عرض على بعض الأفلام التجارية وكانت تحمل العديد من المشاهد الجريئة ولكن مجرد مشاهد حشو غير مبرر لها أما فى فيلم «قدرات غير عادية» كل مشهد تم تصويره لا يمكن أن يحذف حتى لايحدث خللا. بدأ الهجوم على بسبب مشهد النقاب ومشهد المايوه فأنا أقول للجمهور إن مشهد المايوه لا يتعدى الثانية فهذا المشهد عبارة عن ديالوج أنا بقوله وفيه صور بتطرح على هذا الديالوج، ولكن أستطيع أن أقول إن عين المخرج «داود» لم تسلط الضوء على جسدى فقط بمعنى محدش هيلاقى الكاميرا «جيبانى» ومركزة على كل جزء فى جسمى. وللعلم أستاذ «داوود» قال لى: لو هناك حرج لى لهذا المشهد سيحذفه ولكننى قلت له (لا) وأنا على قناعة خاصة بالعمل مع مخرج كبير ولديه رؤية وأننى تعلمت منه.

كما أنه يعشق المرأة ويقدرها ويرسمها فى أفلامه على أنها الحياة وهذا ما جعله يسمى الشخصية «حياة» فهو يرسم لوحة فنية جميلة ومبدعة لها لأن المرأة تشكل له جزءا أساسيا فى هذا العالم وهى سبب وجود الرجل لذلك فهو يتعامل معها بنعومة بالغة. بالإضافة إلى أن الفيلم يطرح تساؤلات لا يفرضها «داود» كمخرج وكمؤلف أما الإجابات فهو يتركها للجمهور.

ما هو مدى الاتفاق بينك وبين شخصية «آية» التى جسدتها فى مسلسل «قلوب»؟

- شخصية «آية» هى أنا فى شكلى وتصفيفة شعرى خاصة أننى لست المرأة التى ترتدى الكعب العالى والفساتين على الإطلاق أنا بحب الجينز والأحذية التى لا يوجد بها أى كعب وشعرى أيضاً أحبه دائما (كيرلى) ولكن لم أتعرض للضغوط التى عانتها «آية» مثل الجرى وراء الضيوف لتقديم برنامجها خاصة أننى طوال مشوارى الإعلامى كمذيعة كان هناك فريق آخر من المعدين هم الذين يقمون بالاتفاق مع الضيوف.

هل فرض عليك هذا الدور؟

- نعم.. هذا الدور فرض على جماهيرياً فحين قدم لى السيناريو كان معروضا على دور آخر وهو ينتمى لنفس الأدوار التى قدمتها من قبل وبسبب آراء الجمهور التى كنت أقابلها وتقول لى ليه دائماً بتقدمى أدوار إغراء بس؟!

مما جعلنى أستنفر أدوار الإغراء وأقوم باختيار شخصية «آية» المعدة فى برنامج تليفزيونى وهى شخصية بسيطة ليس لديها أى علاقات وهذا جعلنى أعانى من حالة عدم رضا خاصة أننى دائما أريد أن أقدم أعمالا بعيدة كل البعد عن شخصيتى الحقيقية.

  هل أنت من الشخصيات التى تهتم بآراء الجمهور؟

- ليس هناك نجم بدون جمهور ولكن على أى فنان أن يقدم كل ما هو متاح من أدوار وهذا ما جعلنى أوافق على شخصية «آية» فى مسلسل «قلوب» فمن وجه نظرى هناك بعض النماذج من الفنانين الذى اعتادوا على تكرار أنفسهم فى قالب معين وهذا بالطبع يعجل بموتهم جماهيراً خاصة أن أدواتهم قد نفدت ولا يمكن استحداثها.

لذلك فأنا قررت أن أخرج من هذا القالب سريعاً فأنا عمرى فى التمثيل 4 سنوات فقط وجسدت دور الفتاة العادية فى مسلسل «قلوب» وشخصية الأم  فى فيلم «قدرات غير عادية» وأيضاً فى الشخصية الجديدة التى أقدمها فى مسلسل «أنا عشقت» والذى أظهر فيه لمدة 19حلقة بدون مكياج أو تصفيف شعر بل العكس (فأنا كنت بقوم أغسل وشى وشعرى وأروح التصوير أقول لهم أنا جاهزة) هذا بالإضافة إلى ملابس قديمة ومقطوعة وأنا فعلاً عشقت هذا الدور جداً فأنا الآن أصبحت أجسد كل الأدوار دون الحصر فى دور معين.

مسلسل «قلوب» خلق حالة من الجدل بسبب الألفاظ وأيضاً الموضوعات الصارخة والتى تعتبر جديدة على الدراما المصرية، ما تعليقك؟

- مسلسل «قلوب» لم يكن هو صاحب هذا السبق فقد سبقته أعمال أخرى، حيث إن الدراما اتجهت إلى  الواقعية فى وقت كانت السينما هى الشاشة الوحيدة التى تحمل تناول الموضوعات الجريئة لتلحق بها الدراما التى أصبحت لا تستخف بعقل المشاهد فعلى سبيل المثال لايمكن أن أظهر البلطجى وهو مابيشتمش ولا امرأة نايمة على السرير لبسة بكم ولا  فتاة ليل لابسة محتشم.. خاصة أن الجيل الحالى أصبح منفتحا على الإنترنت وأيضاً يرى اختلاف الشارع المصرى عن السابق، وهذا ما دفع المخرجين الشباب أن يحطموا هذه الثوابت بفكر دراما الواقع ونقل شخصيات حقيقية من مجتمعنا.

قدمت العديد من البرامج وأغلبها برامج تقوم على المسابقات،هل هذا يشبعك إعلامياً؟

- أنا بحب البرامج التى تعتمد على الجوائز لأنه بيساعد الناس العادية للحصول على مبلغ مادى وبالفعل لما بيكسب متسابق بشعر بسعادة بالغة فى فوزه.

وأنا حالياً بصور برنامج جديد هو أيضاً من نوعية البرامج الترفيهية وأيضاً يحمل جوانب إنسانية للمشاركين فى فوزهم بمبلغ مالى.

أمير رمسيس: زهايمر نور الشريف يؤخر «توقيت القاهرة»

كتب : هاجر عثمان وتصوير يوسف أحمد

فيلم «بتوقيت القاهرة» هو التجربة السينمائية الرابعة له فى مجال الأفلام الروائية الطويلة وبعد «كشف حساب»، «آخر الدنيا» و«ورقة شفرة»، وسيرة ذاتية حافلة بالجوائز والمشاركة فى المهرجانات الدولية والعربية عن إنتاجه فى الأفلام القصيرة والوثائقية.

المخرج أمير رمسيس رغم سنه الصغيرة فإنه صاحب بصمة مختلفة، ونجح بمجهوده أن يختاره المخرج الكبير يوسف شاهين للعمل معه قبل تخرجه فى المعهد العالى للسينما.

يستهل أمير 2015 بتقديم نفسه مع جيل العمالقة فى فيلم «بتوقيت القاهرة» مع نور الشريف ومرفت أمين وسمير صبرى بعد سنوات من الغياب على شريط سينمائى واحد مع درة وكندة علوش وآيتن عامر وأشرف قاسم.

سألناه:

«بتوقيت القاهرة» التجربة السينمائية الرابعة للأفلام الطويلة لك.. كم استغرقت من الوقت إعدادا وتأليفا وتصويرا للخروج إلى النور؟

 فأجاب

- كتابتى للسيناريو تقريبا استغرقت سنتين فى نسخه المختلفة بعد إجراء عدة تعديلات، اشتغلت على الكتابة فى 2011 وانتهيت منه 2013،لأنه كان فى نفس توقيت الكتابة أعمل على إخراج فيلمى الوثائقى «يهود مصر» والتصوير بدأ فى أغسطس 2014 إلى أن ظهر للنور، وشارك فى مهرجان دبى الدولى فى دورته 11،فى انتظار العرض الجماهيرى فى 14 يناير المقبل.

عنوان فيلم «بتوقيت القاهرة».. يا ترى القاهرة عملت إيه فى أبطال «أمير رمسيس»؟

- الفيلم بشكل عام يستعرض ما يصنعه المجتمع فى المواطنين إللى هى شخصيات الفيلم، من خلال التطرق لقضايا دائما ما شغلت تفكيرى كالحق فى الاختلاف والحق فى التنوع وقبول الآخر، خصوصا أن المجتمعات العربية دائما ما تقتل هذه الأفكار وتسعى إلى تحويلنا إلى نمط يشبه الآخرين، من خلال أبطال الفيلم نستعرض هذه الضغوط المجتمعية بشكل عام التى تشارك فيها سواء بالمفهوم الدينى أو السياسى أو الاجتماعى.

هل «توقيت القاهرة» من نوعية الأفلام التى تعتمد على النجم الأوحد باعتباره «نور الشريف» ليكون البطل المحرك لكل الأحداث؟

- لا فى الحقيقة، هو فيلم يقدم 6 أبطال هم نجوم العمل، - البطل فى الفيلم هو الحكاية - كل منهم له قصته الإنسانية وحدوته المختلفة، فلا توجد شخصية واحدة «النجم» المحركة لكل أحداث الفيلم، بل لدينا ثلاث حكايات، فكل شخصتين مرتبطين بحكاية، بل حكاية مهمة للشخصيتين، فلا يوجد حتى فعل وسنيد للشخصية.

«توقيت القاهرة» هل هو فيلم تراجيدى أم كوميدى أم بك كوميدى.. أم أنك لا تميل لهذه التصنيفات؟

- هو صعب التصنيف، ولكن الفيلم فى خطوط وملامح كوميدى، وفى مناطق أخرى بعيد عن الكوميديا تقترب للتراجيديا، فهو فيلم شبه الحياة اليومية للمواطنين.

كيف نجحت فى إقناع النجم نور الشريف للعودة للسينما من جديد بعد فترة انقطاع منذ 2008؟

- تجمعنى بنور الشريف علاقة شخصية قوية من عام 2002،منذ أن قمنا بتصوير 11 سبتمبر مع يوسف شاهين، وفى هذا الوقت كنت مسئولا عن تنظيم بروفات الترابيزة فكان لدى مساحة قرب أكبر مع الممثلين، وبعيدا عن هذه العلاقة الشخصية، الذى أنجح إقناعنا بالأستاذ نور هو «السيناريو» حينما قررت مع منتج الفيلم سامح العجمى أن نغامر ونرسل السيناريو له، ولم يكن لدينا تصور عن رد فعله، الذى فاجأنا بالحماس الشديد والموافقة على الفيلم.

هل «نور الشريف» كان واضحا فى مخيلتك أثناء كتابتك للدور.. أى وأنت لا تزال فى مرحلة السيناريو والإعداد؟

- جدا جدا، فالشخصية كانت تنطق بنور الشريف، الذى يلعب دور شخص إسكندرانى مريض بالزهايمر، ويستعرض الفيلم علاقته بابنه، وبالتغيرات المجتمعية بشكل عام، أيضا اسم الشخصية يحيى شكرى مراد وهو نفس الاسم الذى كان يسمى به «شاهين» نفسه فى أفلامه سواء فى 11 سبتمبر، إسكندرية كمان وكمان، حدوتة مصرية، وبتوقيت القاهرة نجد شخصية ذلك العجوز صاحب الكاريزما، العصبى إللى بتحبيه ويقدر عاطفيا يجذب إللى حواليه، ومن هنا قررنا  نسمى الشخصية كما كان يسمي شاهين أن شخصياته، وكأن الدور فى إهداء مشترك بينى وبين الأستاذ نور الشريف لروح يوسف شاهين.

نور الشريف ليس ممثلا فقط، بل مخرج ومنتج وقدم مخرجين لجيل سينما الواقعية الجديدة.. ألم تقلق من التعامل معه فى مطالب بالتدخل فى الإخراج أو السيناريو؟

- على الإطلاق منذ تعاملى مع شخصية نور الشريف أثناء عملى كمساعد مخررج، أدركت بوضوح مدى احترافيته، أستطيع أقول إنه  محترف لدرجة قد تكون مزعجة أحيانا، وشدة احترافه تفرض عليه نوعاً من التواضع فى التعامل وتجعله محرجاً جدا فى تلقيه للملحوظة، قد إيه بيسمع جدا ومركز جدا ومنصتاً جدا لكل التفاصيل فى لوكيشن التصوير، فهو يستمع لأصغر حد فى اللوكيشن يساعده فى أداء عمله سواء فى الاكسسوار أو الديكور أو التصوير، فهو يسأل دائما المصور عن كل التفاصيل والملاحظات وينفذها له بمنتهى الأريحية.

نور لم يكن لديه أى حرج فى تقبل أى ملحوظة داخل موقع التصوير، لدرجة أننى كنت أشعر بحرج من رغبتى فى إعادة Shot لتعديل شىء بسيط فيه ليس له علاقة بأدائه، ولكن بالتصوير أو الإضاءة على سبيل المثال، كان يتقبل ذلك بدون أى مشكلة، بل كان «يزقنى» لتنفيذ ذلك وإعادة الـshot من جديد.

وماذا عن اختيارك للفنانة الكبيرة مرفت أمين والفنان سمير صبرى؟

- ببساطة السيناريو حاز على إعجابهما، ومن ثم تحمسا للمشاركة فى الفيلم، وبالنسبة للأستاذ «سمير صبرى» هو من الشخصيات التى أحبها جدا فى السينما فى فترة السبعينيات والثمانينيات، وهذه الحالة المبهجة التى كان يصنعها فى أفلامه على الشاشة من غناء وتمثيل.

ألم تخش أيضا من غيابه الطويل عن السينما؟

- بالعكس، كان ذلك مفيدا جدا للفيلم، حيث جاءت مناسبة لحالة النستولوجيا التى يحتاجها الدور من خلال شخصية الفنان سمير صبرى ومرفت أمين، حيث يلعب كلاهما شخصية فنان معتزل، وكان فى إشارة لأفلامهما، أى أن الأمر كان مفيدا جدا.

فى فيلم جيلين أحدهما ينتمى للسبعينيات والثمانينيات والآخر من جيل الشباب الحالى.. أيهما أسهل فى التعامل.. وكيف نجحت فى إدارة هذا الفريق؟

- كلاهما كان سهلا فى التعامل، وكنت محظوظا فى التعامل مع ممثلين محترفين من كلا الجيلين، طبعا الجيل القديم أسهل فى التوجيه من الجيل الجديد، وأعتقد أنه يعود لفرق الخبرة، فأى مخرج له لغة فى التعامل مع الممثلين، وأحيانا الجيل الجديد قد لا يفهم ما يطلبه المخرج من أول مرة، ولكن الثلاث شخصيات من الأساتذة نور الشريف ومرفت أمين وسمير صبرى كان لديهم مرونة وسرعة فى تلقى أى طلبات وتنفيذها بكل سهولة، وبكل تأكيد يرجع ذلك لتاريخهم السينمائى الطويل والخبرة التى اكتسبوها خلال هذه الأعوام.

ألم تخش من الرهان على استقبال الجمهور للفيلم، الذى تعود عبر السنوات الأخيرة من أفلام شبابية خالصة لا تظهر فيها أجيال السبعينيات بهذه المساحة الدرامية الكبيرة؟

- أنا ضد فكرة أننا طول الوقت بنتكلم باسم الجمهور، وفى الآخر الجمهور بيثبت لنا أننا أغبياء، فطول الوقت يكون لدينا تجربة سينمائية ناجحة يتم استنساخ 60 تجربة منها على سبيل الاستسهال حتى يزهق الجمهور منها، حتى يفكر صناع الفيلم فى شىء جديد، فى حين أننا المفروض أن نقدم الجديد دائما، فالجمهور كائن ملولاً جدا، ويحتاج لأن نقدم له شيئا لا يتوقعه، ولكن إذا نجح فيلم أغانى مهرجانات نقدم عشرات الأفلام بعد على نفس الشكل وهكذا.

هل سنرى أبطالك الشباب فى ثوب جديد عن أدوارهم السابقة؟

- أعتقد بشكل كبير، شريف رمزى يقدم دورا جديدا جدا عليه سواء فى المظهر الخارجى أو الأداء، «آيتن عامر» بناء على شهادة الجمهور فى مهرجان دبى أكدوا أنها مختلفة وأصبحت فى منطقة تمثيل مختلفة عن أدوارها السابقة، أما كريم قاسم أنا متحمس جدا له وأدعى أنه سوف يفاجئ الجمهور.

وطواط وحديدى إلى «رجل نملة»

كتب : إسلام القوصى

بعد سلسلة سوبر مان والرجل الوطواط والرجل الحديدى وحراس المجرة، تأتى أعجوبة «الرجل النملة» الفيلم الجديد لسلسلة الرجال الخارقين، قصة الفيلم مبنية على أحداث قصص الكومكس الشهيرة للرجل النملة التى اخترعها ستان لى فنان الكومك الشهير، ويقوم ببطولته «بول رود» الذى يلعب دور سكوت لانج. البطل الخارق الذى يستطيع التقلص لحجم النملة.

تدور الأحداث حول سكوت لانج اللص التائب الذى يحاول مساعدة ابنته المريضة بمرض فى القلب والذى تضطره الظروف ليكون الرجل النملة، وذلك بمساعدة عباءة دكتور علم البيلوجيا، هانك بيم الذى يقوم بدوره الممثل «مايكل دوغلاس» فيستخدم البطل مهاراته اللصوصية لرسم خطة سرقة من شأنها أن تنقذ العالم من «الجاكت الأصفر» الذى يلعب دوره «كورى ستول» المستوحى من الدبور الشرير.

الرجل النملة هو الفيلم الـ12 لأعاجيب ستان لى الأب الروحى لكل قصص الأبطال الخارقين وشركة مارفيل العالمية.

السيرة الذاتية لشخصيات «الرجل النملة» من قصص الكومك هنرى بيم

 هو دكتور الفيزياء الحيوية وخبير مركز عمليات الأمن الدكتور هنرى «هانك بيم» الذى قرر أن يكون بطلا خارقا بعد اكتشافه لمادة كيميائية التى أسماها «جسيمات بيم» التى من شأنها أن تسمح للمستخدم تغيير حجمه كما يريد، حيث صنع من هذه الجسيمات بدلة تمكنه من تقليص حجمه ليصبح بحجم النملة والمسلحة بخوذة تمكنه من السيطرة على النمل، ومن هنا جاءت تسمية الشخصية بالرجل النملة، وسرعان ما شارك اكتشافه مع صديقته.

الرجل النملة «سكوت لانج»

أصبح سكوت الرجل النملة بعد سرقة بدلة العالم هنرى بيم الخاصة بالرجل النملة وذلك لإنقاذ ابنته كاسى المريضة بالقلب ليصلح حياة الجريمة التى كان يعيشها، سرعان ما أصبح الرجل النملة، وذلك بتشجيع من هانك بيم واحد من المشاركين لفنتاستك فور، ومؤخرا أصبح عضوا بجماعة أفنجرز «المنتقمون» التى ظهرت فى الأفلام الأخيرة لمجموعة أبطال يحمون الأرض من أعداء من عوالم أخرى.

وإريك أو جريدى

«إريك» أو «جريدى» هو الشخصية الثالثة والوجه الشرير من الرجل النملة تولى لقب الرجل النملة حينما عثر على بدلة الرجل النملة فى أحد مخازن «S.H.I.E.L.D» المسئولة عن حماية العالم ضد الظواهر الغريبة، إريك أو جريدى رجل قليل الأخلاق وعلى استعداد للكذب والغش والسرقة والتلاعب من أجل المضى قدما فى الحياة، سرق إريك البدلة الخاصة بالرجل النملة من أجل خططه الأنانية التى تضمنت استخدام مكانته باعتباره «بطلا خارقا» لإغواء النساء وإذلال وعذاب الآخرين وكان له لقب لم يدم طويلا.

الفيلم من أفلام الأكشن والحركة، ويضم سكوت لانج وهانك بيم، بعنوان «الرجل النملة» ومن المقرر أن يطلق فى 17 يوليو عام ,2015 والفيلم من إخراج بيتن ريد، سيناريو آدم مكاى، وبول رود من قصة إدغار رايت وجو كورنيش رايت كتب فى البداية النص جنبا إلى جنب مع كورنيش وكان من المقرر أن يخرج الفيلم لكنه ترك المشروع فى مايو 2014 بسبب الخلافات.   

تعيش السينما حرة مستقلة

كتب : مصطفى ماهر

السينما المستقلة أثبتت قوتها على صعيد الفن التجريبى فى 2014 فى ظل إرهاب وتطرف يحارب كل عمل مبدع وراق، ورغم تطورها فى مصر فإن الأماكن التى تهتم بعرض وطرح هذا النوع من الفن لاتزال قليلة، وبعضها غير معروف إلا لفئة أو شريحة اجتماعية معينة، فهناك عروض لا يحضرها سوى 4 أو 5 أشخاص بمن فيهم منفذ العمل.

ويعتبر المعهد الهولندى بحى الزمالك أبرز تلك الأماكن التى تهتم بعرض الأفلام المستقلة، والتى لم تُعرض فى دور العرض العادية.

وعرض المعهد الهولندى فيلم «الخروج من القاهرة» بطولة محمد رمضان وماريهان مجدى، للمخرج هشام عيسوى، ورغم أن الفيلم أنتج عام 2011 إلا أن الرقابة رفضت عرضه بحجة حساسية قصة الفيلم آنذاك، لأنه يناقش قصة حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية وسط انتقادات لحال المعيشة فى القاهرة ورغبة بطل العمل فى الهروب من ضيق الحال.. وكان المعهد أول من عرض الفيلم فى 23 نوفمبر الماضى فى حضور مخرج العمل، وبناء على رغبة الجمهور أعاد المعهد عرض الفيلم مرة أخرى فى 3 ديسمبر الماضى.

أيضا من أفضل الأعمال التى قدمتها السينما المستقلة للمشاهد الباحث عن السينما الواقعية، فيلم «مدينة الرماد» لمخرجه حسن شعرواى مدير مدرسة السينما بجمعية الجزويت الثقافية، والذى وثق من خلال الفيلم مظاهر الخراب والعنف التى شهدتها مدينة المنيا بعد فض الأمن لاعتصامات الإخوان فى 2013،وعُرض الفيلم فى 10 ديسمبر الماضى.

«فيلم الأولتراس» لمخرجه يحيى شاهين كان له دور فى حراك السينما المستقلة فى 2014 رغم أنه تم إنتاجه قبل عامين، لكن إعادة عرضه فى مهرجان بورسعيد السينمائى تسببت فى صنع ضجة فى مدينة بورسعيد التى شهدت أهم حدث متعلق بالأولتراس وهو ما يُعرف بمذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 74 شابا وطفلا.. لكن مدير المهرجان أصر على عرضه لأنه لا يهاجم المجتمع البورسعيدى كما أشاع البعض.

كما أعاد المعهد الهولندى عرض فيلم «أمريكا» للمخرجة شيرين دعبس وبطولة نسرين فاعور وملكار معلم، والذى يتناول يوميات معاناة «نسرين» فى مدينة رام الله المحتلة، بين نقاط التفتيش وفشل الزواج. تقرر نسرين أن تعيش من أجل ذلك، ويحدث التغيير عندما تتلقى رسالة فى البريد بحصولها على الـ«جرين كارد» الأمريكى، لينتابها حزن على ترك المكان، وفى نفس الوقت أمل فى مستقبل جديد وآمن لها وابنها فادى «ملكار معلم»، تتنازل عن وظيفتها فى البنك وتعتزم الرحيل لأمريكا حيث شقيقتها رغدة «هيام عباس» وزوجها نبيل «يوسف أبو وردة».

وعن أداء السينما المستقلة فى 2014 يقول المخرج حسن شعراوى إنها حققت نجاحات كبيرة، بسبب زيادة إنتاجها وتطور أدوات منفذيها سواء على مستوى الفكرة والتقديم أو على مستوى التقنيات الفنية من كاميرات ومنافذ العرض مثل السينمات العادية  و«يوتيوب».

ويضيف شعراوى أن فكرة السينما المستقلة تعود إلى قارة أمريكا الجنوبية وتحديدا فى الأرجنتين، ثم انتقلت للغرب ومنها إلى الشرق الأوسط وحققت مصر نجاحا سريعا.

وعن أفضل الأفلام المستقلة التى شاهدها شعراوى قال إنه يعتبر فيلم «لامؤخذة» للمخرج عمرو سلامة هو الأفضل ثم «باب الوداع» بطولة سلوى خطاب والذى حصل مخرجه كريم حنفى على جائزة فى مهرجان القاهرة السينمائى الأخير، مشيرا إلى جودة أعمال المخرج الشاب باسل رمسيس.

وعن الأعمال التى سنشاهدها فى عام 2015 يقول المخرج أحمد صلاح إن فيلم «الثمن» للمخرج هشام عيسوى تم الانتهاء من تصويره استعدادا لعرضه قريبا وهو بطولة عمرو يوسف وصبا مبارك، وتدور أحداثه حول شاب فقير «عمرو يوسف» يلتقى بكاتب «علمانى» ويظهر صلاح عبدالله المتأسلم ليجسد دور المحرض على قتل الكاتب العلمانى.

صلاح أضاف أن العديد من نجوم السينما اتجهوا للسينما المستقلة مثل آسر ياسين، ونيفين شلبى وعمرو يوسف وصلاح عبدالله، وفتحى عبدالوهاب وخالد أبو النجا الذى طرح فيلمه «ديكور» فى نهاية 2014 كعمل سينمائى مستقل إلى حد كبير.

مجلة روز اليوسف في

10.01.2015

 
 

"ديكور" فى مهرجان بالم سبرينجز السينمائى الدولى

كتبت- أميمة أحمد ماهر:

يشارك فيلم "ديكور" للمخرج  أحمد عبدالله  في الدورة الـ26 من مهرجان "بالم سبرينجز السينمائي الدولي" بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعرض الفيلم على مدار يومين هما 8 و10 يناير ضمن قسم سينما العالم الآن.

يتخصص هذا القسم في عرض أفلام من مختلف أنحاء العالم، يشارك في دورة هذا العام 74 فيلماً تنتمي إلى 36 دولة، ودعت إدارة المهرجان طاقم العمل لحضور عرضي الفيلم والمشاركة بالفعاليات المصاحبة، وهم المؤلف "محمد دياب"، ومهندسة الديكور "نهال فاروق"، ومدير التصوير "طارق حفني".

فيلم ديكور من بطولة "خالد أبو النجا، وحورية فرغلي وماجد الكدواني"، وهو من تأليف "شيرين دياب" في أولى تجاربها السينمائية، بالاشتراك مع شقيقها المخرج والمؤلف "محمد دياب".

يحمل فيلم ديكور قصة غير معتادة على السينما المصرية، وقد تم تصويره كاملاً بالأبيض والأسود، وتدور أحداثه حول "مها" التي طالما عشقت السينما، وكمهندسة ديكور أصبحت خبيرة في خلق العوالم الخيالية, وتحت ضغط شديد في العمل ترى حياة أخرى تظهر في الأفق، وتجد نفسها متنقلة بين عالمين يمثلهما "شريف ومصطفى"؛ أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه والآخر من المفترض أنه الواقع, ومع الوقت تتوغل مها في العالمين حتى تختلط الأمور بين الواقع والخيال، وتسير على الحافة بين الحياتين إلى أن يصبح عليها للمرة الأولى اختيار ما تريده فعلاً.

وانطلق "ديكور" في دور العرض المصرية في شهر ديسمبر 2014، بعد جولة ناجحة في المهرجانات والفعاليات السينمائية حول العالم، حيث جاء عرضه العالمي الأول في أكتوبر الماضي من خلال مهرجان "لندن السينمائي" التابع لـمعهد السينما البريطاني، الذي يُعد أكبر المهرجانات الأوروبية من حيث كم العروض الذي يشمل مئات الأفلام سنوياً من أنحاء العالم، كما كان العرض الأول للفيلم داخل مصر من خلال الدورة الـ36 من مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" ضمن قسم عروض خاصة في شهر نوفمبر الماضي.

نافس ديكور أيضاً في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بالدورة الـ25 من "أيام قرطاج السينمائية" في تونس، إضافة إلى مشاركته في الدورة الـ25 لـمهرجان "سنغافورة السينمائي الدولي" الذي عرض كل الأعمال الروائية الطويلة للمخرج أحمد عبدالله السيد.

الوفد المصرية في

10.01.2015

 
 

في أفلامه القصيرة يوثق الواقع... وطموح طبقة «وسطى»

المخرج صالح ناس: وجدت عبدالله في عين الدار وأعجبتني شقاوته

الوسط - منصورة عبدالأمير

تختلف أفلام المخرج البحريني الشاب صالح ناس عن أفلام أقرانه من البحرينيين الذين برزت أسماؤهم في مجال صناعة الفيلم القصير، في الشكل وربما في المضمون وحتى في أسلوب صناعة الفيلم. في أفلامه الثلاثة الأخيرة، قدم صالح حكايات واقعية، أو لعلها قريبة من الواقع، روى من خلالها قصص وطموحات وهموم أبطال مختلفين، لا نشاهدهم كثيراً على الشاشة، ولا نجدهم في الأعمال الفنية السينمائية أو التلفزيونية باستمرار. يقدم حكاياتهم بشكل توثيقي، ما يجعل أفلامه تبدو كأفلام درامية توثيقية Docudrama. أسأله إن كان يمكنني وصف أفلامه كذلك فيقول إنه يتبع أسلوب سينما الواقع أو Cinema Verite، ويضيف أن هذا الأسلوب السينمائي «قريب من أسلوب الواقعية الجديدة Neo-realism».

التقيت صالح أثناء حضوره الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (10-17 ديسمبر/ كانون الأول 2014). حضر مشاركاً بفيلمه «السوق المركزي» ضمن برنامج أصوات خليجية، عدا عن كونه ضمن فريق الفيلم البحريني الروائي الطويل «الشجرة النائمة» المشارك في مسابقة المهر الطويل للمهرجان، إذ عمل صالح على إتمام عمليات مونتاج الفيلم.

ركزت حديثي معه حول فيلمه المعروض في المهرجان، وعن أسلوبه المختلف في تقديم أفلامه القصيرة، قال: «إن فيلم «السوق المركزي» يحكي قصة «فتى يمضي أوقات الظهيرة في السوق المركزي، حيث يقوم بنقل وتوصيل مشتريات المتسوقين في سوق الخضار والفاكهة، وهو يتطلع على الدوام إلى كسب بعض المال السريع. في أحد الأيام يحظى بفرصة حقيقية لتحقيق ذلك، لكنها للأسف تبوء بالفشل».

في فيلم «السوق المركزي» لن يجد المشاهد نفسه أمام فيلم درامي اعتيادي، سيبدو الأمر كما لو كان صالح يوثق حياة السوق بكل تفاصيل الحركة فيه.

سألته عن أسلوب أفلامه ذاك وعن منهجية التوثيق التي يعتمدها لاستعراض الواقع، فأجاب «نعم اتبعت هذه المنهجية في الأفلام الثلاثة الأخيرة فقط، لكن لدي ثلاثة أفلام سابقة كان أسلوبي مختلفاً فيها. قدمتها أثناء دراستي الجامعية، وهي «المسافر» (2004)، و «المكالمة» (2005)، و «الجثة» (2006)».

ويضيف «الأفلام المقدمة بالأسلوب الجديد جاءت بعد توقفي لأعوام لتأسيس شركتي الخاصة، ولأعود بعدها بفيلم «لعبة» الذي جاء نتاج مشاركتي في ورشة عمل نظمها مهرجان الخليج السينمائي خلال دورته الرابعة العام 2011 وقدمها المخرج الإيراني عباس كياروستامي».

ويواصل «أما بخصوص أسلوبي، فأنا متأثر بشدة بأسلوب سينما الواقع، وحين أشاهد أفلاماً تنتمي إلى هذا الاتجاه أتفاعل معها بشكل كبير، أكبر بكثير من اندماجي مع الاتجاهات السينمائية الأخرى. وبطبيعة الحال فالأفلام التي تؤثر عليك بالشكل الأكبر هي التي تحاول أن تقدم مثلها، ربما حتى بشكل غير واعٍ أو غير مقصود كما حدث في فيلم «لعبة» الذي قدمت فكرته بشكل سريع للغاية».

من مخرجي هذا الاتجاه الذين تأثر صالح بأسلوبهم ويتابع أعمالهم «المخرج الفرنسي روبرت بروسون وهو الأب الروحي لهذه السينما، والمخرجان مجيد مجيدي وأصغر فرهادي، وإلى حد ما المخرج عباس كياروستامي، وكثيرون غيرهم».

وعودة إلى فيلم «السوق المركزي»، الذي ألفه صالح وأخرجه ومن ثم أنتجه عبر شركته إليمنتز للتصوير السينمائي (Elements Cine Productions)، كما حصل الفيلم على دعم جزئي من «الثقافة» في مملكة البحرين ومبادرة «إنجاز» التابعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي.

يقول صالح: «أردت تقديم صورة أخرى، أكثر واقعية عن دول الخليج، صورة تناقض أي فكرة حالمة يحملها البعض عن الخليج، وبعيدة عن أي منحى سياسي. أردت أن أنحو اتجاها مختلفاً. لن أتحدث عن أولئك الذين يملكون الكثير من الأموال ولا حتى أولئك الذين يعيشون فقراً مدقعاً. سأتحدث عمن يعيشون حياة بسيطة وعادية. هؤلاء لديهم طموحات ربما تكون مختلفة. ولديهم قصص يمكن أن تروى لتطرح ما لم نشاهده من قبل على الشاشة. قصص وأحلام تستحق أن توثق».

انطلقت فكرة الفيلم لدى صالح خلال فترة كان يتردد فيها باستمرار على السوق المركزي في جدحفص لالتقاط صور فوتوغرافية توثق حياة السوق وأهله. يقول صالح: «في أحد الأيام زرت إحدى حظائر الأغنام المجاورة للسوق، وحينها واتتني فكرة تقديم فيلم يصور في هذه الحظيرة».

ويضيف «أثناء زيارتي تلك تذكرت بعض ما كان يثير اهتمامي في صغري حين كان والدي يصطحبني معه إلى السوق المركزي. تذكرت الصبية الذين كانوا يعلمون في السوق في تنظيف السمك أو في دفع عربات المشترين. صورة هؤلاء لا تتناسب بالتأكيد مع الفكرة التي يحملها البعض عن دول الخليج، والأموال والنفط، والمباني الحديثة».

وهكذا كان، بهذه العفوية وبالفكرة التي واتته حالها، قرر صالح عمل فيلم يدور في السوق المركزي، أبطاله الباعة والمشترون، والصبية الصغار ومحوره هموم هؤلاء، طموحهم وأمنياتهم. قرر أن يكون بطل فيلمه «التلقائي»، صبي يحلم كما يحلم كل مرتادي السوق، صبي تستحق قصته أن تقدم كفيلم لتوثق واقعاً ما يستحق أن ينقل إلى الشاشة.

لم يكن سهلاً العثور على ممثل يمكن له أن ينقل تلقائية صالح والسيناريو الذي كتبه، استغرقت عملية «الكاستنغ» للفيلم ستة شهور، حتى وجد صالح بطله أخيراً.

عثر عليه في عين الدار، اسمه عبدالله حسن، وهو صبي موهوب لا يتجاوز عمره احدى عشر عاماً «سألت عن شخص موهوب، حتى وصلت إليه فأعجبني شكله وتصرفاته وشقاوته الجميلة».

عبدالله ليس ممثلاً بالمعنى المتعارف، لكنه فتى تلقائي في أدائه، عفوي في مشاركته ومع الكاميرا، ما ساهم في إضفاء هذا الطابع التوثيقي على الفيلم. لن يجد المشاهد نفسه أمام صبي صغير يتكلف الوقوف أمام الكاميرا وأداء الحوار المطلوب منه. في الواقع سيبدو وكأننا أمام فيلم توثيقي لبطل لا يعرف أن الكاميرا تلاحقه أينما ذهب. تلقائية الفتى وعفويته تنبئ عن موهبة فنية واعدة وتؤكد شهادة صالح في الموهبة التي يملكها عبدالله.

على أية حال، صالح يؤمن أن العفوية في الوصول إلى فكرة الفيلم، واختيار موضوعه، أمور هامة لتقديم هذا النوع من الأفلام التي يصنفها بسينما الواقع. فعل ذلك في فيلمين آخرين، «لعبة» المقدم عبر ورشة المخرج الإيراني عباس كياروستامي، المذكورة أعلاه، وفيلم «بيك آب» الذي عرض ضمن أيام البحرين السينمائية التي أقيمت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وكان الفيلم قد حصل على دعم من «الثقافة» في مملكة البحرين.

وعلى رغم أن موضوعي فيلميه السابقين تم تحديدهما لصالح كما في فيلم «لعبة» الذي اختار له منظمو الورشة السينمائية في مهرجان الخليج أن يناقش ثيمة الوحدة، وفيلم «بيك آب» الذي حددت اللجنة المنظمة لأيام البحرين السينمائية موضوعاً له يدور حول علاقة الإنسان بالبحر.

رغم ذلك تبدو تلقائية صالح واضحة في اختيار قصص الفيلمين، إذ يقول «في فيلم «لعبة» صورت مشاعر صبي صغير، يرفض أقرانه إشراكه في لعبة كرة القدم، ويحاول هو جاهداً إخفاء ذلك عن والده».

ويضيف «في الواقع واتتني الفكرة بعد أن عرفت أنه يمكنني الوصول إلى هؤلاء الصبية وتصوير الفيلم معهم». أما في فيلم «بيك أب»، فيشير صالح إلى أن «البحر لم يكن يعني لي شيئاً، فبدأت في التفكير في أمور لها علاقة بالبحر فواتتني فكرة أن أجعل لقب بطلة الفيلم «بحر» ثم بدأت في البحث في حياة هذه الفتاة وتخيلت الكثير من السيناريوهات التي طرحت من خلالها عدداً من التساؤلات. ربطت كل ذلك بخبرات حياتية مررت بها أو مر بها أشخاص قريبون مني ثم كونت قصصي من مزيج من هذه الخبرات وقدمتها بالشكل الذي وجدته مناسباً».

سألت صالح أخيراً إن كان سيواصل تقديم أفلامه بأسلوب «سينما الواقع» فقال «حالياً نعم لكني لن أفرض على نفسي أن أكمل بهذا الاتجاه في الأفلام القادمة».

يشار إلى أن صالح بدأ أخيراً العمل على كتابة سيناريو فيلمه الروائي الطويل الأول، الذي ينوي تقديمه تحت اسم «فترة سماح» Grace Period ويروي من خلاله حكاية لاجئ سوري يود السفر إلى الخليج ولديه مهلة شهر لتجهيز أموره للسفر لكن للأسف لا تتم الأمور كما ينبغي.

صالح يعمل حالياً على إتمام سيناريو الفيلم، وهو يؤكد أهمية أن يكتب أفلامه بنفسه، كما أفاد بانضمام المنتج اللبناني بول بابوجيان إلى طاقم عمل الفيلم، وهو المنتج الذي تعاون مع المخرج الإماراتي علي مصطفى في فيلم A to B.

ومن أجل إتمام الفيلم يشارك صالح في برنامج الإقامة الذي تنظمه مؤسسة جوته الألمانية في بيروت لمخرجي الأفلام الشباب من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحت عنوان «محطة بيروت السينمائية 2015».

ويعد صالح أول مخرج خليجي يشارك في هذا البرنامج الذي يقام في شهر أبريل/ نيسان، وتتراوح مدة إقامة المخرجين في بيروت بين شهر إلى ثلاثة شهور.

ويهدف البرنامج إلى تقديم المساعدة من خلال توفير المعدات التقنية ومكان للعمل للمخرجين ويساعدهم في مراحل ما قبل الإنتاج، والإنتاج، وما بعد الإنتاج.

يقول صالح: «أنا سعيد لاختياري في هذا البرنامج لأن ذلك سيمنحني فرصة كافية لتنفيذ فيلمي في جو إبداعي في وسط بيروت، عدا عن أنه سيوفر لي الوقت والمكان للعمل على الفيلم في جو خالٍ من التوتر وبعيد عن ضغوط العمل».

الشجرة النائمة... عازف «الجربة» يناجي قدره

جدة - خالد ربيع

يحتضن القربة (الجربة) ويبث فيها أنفاسه، فرحه الممزوج بأحزانه. إيقاعات الطبول المحمومة تشعل وجيب قلبه. يتمايل، يتراقص، ويغمض عينيه، ليبوح عنه صوت المزمار... ربما يشكو، ربما يغني، يفرح، أو ربما ينشد قصيداً ويبث فيها نجواه وبهجته... المزمار الذي حل بصوت حنجرته... إنه صوت الحياة منذ نشوئها على الأرض، تميمة الخلود ضد الفناء. نغماته المتوالدة بين نغمتي الكلارينت والأبوا وشيء من سليل الناي، القربة البابلية الغارقة في قدم حضارة «دلمون» تصدح زغاريد وتناجي الحزن النبيل، تنادي الفرح من رحم الاحزان... هكذا نرى «جاسم» في الدقائق الأولى لفيلم «الشجرة النائمة» يعزف... أتسمعون؟

لعل تلك المعاني تتجسد عندما نتأمل اختيار المخرج «محمد راشد بوعلي» لموسيقى فيلمه، مع الموسيقار محمد حداد، لتكون بمثابة البطل الوجداني المعادل للمأساة الواقعية التي تعيشها «أمينة» و «نورة» و «جاسم» و «عبدالله»... في هذا العمق التأويلي، تكمن حتمية وضع صورة القربة على الملصق الإعلاني (البوستر) للفيلم، كفاعل بصري يحيل إلى تخييل جدلي بين اسم الفيلم (الشجرة النائمة) وصورة هويته الذهنية. وكأن تلك الشجرة مسكونة بصوت الحياة المخزونة في بطن القربة. أو كأن صانع الفيلم يريد أن يقول: انتبهوا، فمن هذه الشجرة ينثال صوت الحياة... أو حكاية الفيلم ترويها هذه القربة، تحاول تفسير سر تعمير شجرة نائية في برية قاحلة، وسر منحها الحياة للبشر.

شجرة وطفلة وسر

هكذا، مزمار القربة في كفة، ومكونان أساسيان آخران اتخذا موضع العمود الرئيس الذي بنى عليه، كاتب السيناريو فريد رمضان، هيكل الفيلم، في كفة ثانية، أولهما: هذه الشجرة الوحيدة الأسطورية المعمرة، المعروفة في البحرين باسم «شجرة الحياة»، التي اتخذت مكانة تشبه الملاذ المقدس ـ شعبياً ـ في العراء. يأتي إليها الملتاعون ويقدمون إليها القرابين... بعضاً من الماء، باعث الحياة التي تسري في عروقهم، يسقون جذورها ويستمدون منها الأمل وتحقيق المنى... المكون الآخر: طفلة جميلة ترقد على سرير أبدي يختصر وجودها في عدم قدرتها على تحريك أعضائها، لتتجمد في عالمها الطفولي بينما جسدها ينمو، وتراقب محيطها بعينين حزينتين، يبثان أسى لكل من يقترب منهما، لكنها متشبثة بالبقاء، تماماً كتلك الشجرة الرابضة في صحراء «الصخير» جنوب جزيرة البحرين.

يتماهى المُشاهد مع الإيقاع الهادئ لفيلم يحكي قصة حقيقية عايش المخرج فصولها، وهو يراقب ما يدور أمامه طوال سني عمره، كما بين عند تقديمه للفيلم أول مرة على شاشة مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر/ كانون الأول 2014، منذ مرحلة الطفولة حتى اكتمال وعيه بمأساة شقيقته النائمة تحت وطأة الشلل الدماغي، بينما تختمر لواعج الألم المختلط بالأمل داخل والده ووالدته، وتترسخ الحقيقة الماثلة أمامه، حيث يتمثل هو في شخصية «عبدالله»، رغم اجتهاده للخروج بالفيلم من دائرة الذاتية، كما أوضح.

إذن الفيلم يروي قصة أمينة، الطفلة التي جلب قدرها الشقاء لوالدها والمعاناة لوالدتها المكرسة نفسها للعناية بها، رغم توتر علاقتها بزوجها الصامت. ومحاولة للتداخل البانورامي مع مكابدات أب وأم، عندما يشتد الألم النفسي وتكبر حيرة السؤال: لماذا يحدث هذا؟. يقسّم المخرج والسيناريست الفيلم إلى فصول خمسة، كحيلة سردية تحاول منهجة التراجيديا: الميت. الحي. يخرج الحي من الميت. يخرج الميت من الحي. البرزخ. وبقدر ما تحمل آلية التقسيم هذه، وظهور العناوين على الشاشة من تخييل لحظي، بقدر ما تتلاشى في السرد الفيلمي، بما يحيلها إلى عدم أهميته الموضوعية، بل تطغى عليها حذاقة التصوير في الكوادر المؤسسة بانتباه وافر بكاميرا محمد مغراوي.

ثيمات وشخصيات أثيرة

وفي كل حال فإن المتابع لأفلام «بوعلي» القصيرة يجد أن ثيماته الدرامية الأثيرة في «غياب» و«الشارة» و«كناري» و«تحت السماء» و«هنا لندن» قد امتزجت ببعضها في خط متحد لتصب هنا في فيلمه الطويل الأول. ويجد أنه صهر هواجسه الذهنية وحرفته الإبداعية في توليفة متجانسة، بعيدة عن الافتعال أو التضمين المصطنع، وفق قوالب سردية تشير إلى لغة إخراجية خاصة تميل إلى الواقعية السحرية.

حالات التوق للانعتاق من أوجاع المصير. العزلة والانتظار المشوب بالقلق والصمت. الحنين لماض محمل بعبق التراث وأصالة الإنسان. مجابهة الموت بالحياة... كل تلك الموتيفات، الوجدانية الإنسانية، الموشاة بشعرية شجية (Sentimentalism)  تتكرر في موضوعات أفلامه. وتتراءى بجلاء في ميزانسين التكوين النصي لها، كخيار أساسي في سينوغرافية المشاهد.

شخصية «جاسم»... حيث دائماً وفي أكثر من فيلم من أفلام بوعلي يوجد بطل اسمه (جاسم)، وبطلة اسمها (أمينة). هذا الجاسم دائم الصمت، قليل الكلام، ومشحون بالمشاعر: يتأمل، يهذي، يحلق، يتوجع، ينظر في اللاشيء، تهيم روحه في حبيبته أو أحبائه بعشق صوفي نبيل، يستدعي ماضيه ولا يبكي عليه بقدر ما يدفع بالمتفرج للتأمل معه. وفي الفيلم يبرع جمعان الرويعي في تقمص هذه الشخصية، ويؤديها بتأثير بالغ في كل المشاهد التي ظهر فيها، ولاسيما عندما أخذ يروي لأمينة حلماً رآه في منامه... عندما أراد البوح والتنفيس عن روحه الملتاعة، في لحظة فرح، لم يجد سوى التعبير بعزفه على القربة. وعندما فرح وأراد أن يهدي زوجته الحبلى وجنينها القادم إلى الحياة هدية حب، عزف لهما لحناً على مزمار القربة.

الأدب في قوالب سردية متداخلة

وعندما تأزم قادته الأقدار إلى موضع شجرة الحياة، وهنا سيعبر على ذهن المتفرج طيف فيلم المخرج الأميركي تيرينس ماليك Terrence Malick المعنون كذلك بشجرة الحياة The Tree of Life . فكما خاض ماليك في الوجود وسر الحياة والموت، وتنقل بين أزمنة متداخلة وفتح أسئلة عن الإرادة الإلهية والقدر، فعل «بوعلي» و«رمضان»، باعتبارهما ثنائياً لا ينفصل في بناء الفيلم، بل ويذهبان إلى العمق الروحي والديني من خلال شخصية «فردوس»، مريم زيمان، وإلى العمق العقلاني المجرد في شخصية «سعود»، إبراهيم خلفان، وإلى الإيمان الشعبي بالأساطير من خلال دور إبراهيم الحساوي وزوجته.

لكن يظل البعد الأدبي الشعري قوياً في تكوين الفيلم، وهو مستمد من الأدبية التي يتمتع بها كاتب السيناريو الروائي «فريد رمضان» في أعماله الروائية «البرزخ» و«التنور». فعلى سبيل المثال نقرأ ما يمكن أن نسميه ثنائية الموت والشجر عند رمضان، في رواية «البرزخ»، التي أصدرها عام 2000 ما يلي: (الشجرة الضاربة بجذورها في هذه الأرض، جذعٌ ميتٌ، أغصان عارية تتحرك برفق كلما داعبتها الريح)، ثم نقرأ: (في الأفق تبدو مقبرة المحرق ناهضة بعظام موتاها، وأنين قبورها عن سطح الأرض المنبسطة. من هنا، حيث دعابة المكان المتسع لبضعة بيوت متناثرة حتى شاطئ البحر، والبساتين المتباعدة، في هذا المكان المتسع يمكن لي أن أطلق أسر طفولتي).

وتمتد الأدبية الشعرية في مشهد تأخذ فيه نورة كتاب قصة (في الحديقة الحجرية) لأمين صالح، وتشرع في قراءتها لابنتها الغافية: (شجرة..شجرتان تثمران أحجاراً... أشجار، تحت الأشجار اجتمع المتنزهون... شجرة نفضت قامتها فتساقطت الأحجار. أزاحت عن نفسها كل ما التصق بها من تراب، واكتست بالأوراق الخضراء. وتراقصت الأعشاب، وارتدت الطيور أجنحتها الزاهية. لقد استعادت الحديقة رونقها وبهجتها... شجرتان... أشجار... كان مهرجاناً عظيماً). تتجلى طبيعية أداء هيفاء حسين وإحساسها بالشخصية وتمعن في ترجمتها بلغة جسدها وتعابير وجهها وحتى بنبرة صوتها عندما أخذت تناغي أمينة: حبيبتي إنتي، قلبي إنتي، حياتي...

في الفيلم تمتزج الواقعية بالحُلمية.. يقوم جاسم بتوصيل رجل (إبراهيم الحساوي) وزوجته إلى شجرة الحياة، وبينما هو هناك مع الرجل الذي قام بسقاية الشجرة، تحدث المعجزة مع نورة، إذ تتوهم أو تحلم بأن أمينة قد شفيت وقامت تلعب في الحديقة بينما ماء المطر يبللها، تزامناً مع قيام الرجل بسقي الشجرة، وهي التي رفضت محاولة علاج ابنتها بماء مبارك، فالمعجزات أكبر من ذلك.

وأيضاً تختلط الواقعية بالتخيلية... قرب شجرة الحياة، نرى عبدالله حاسر الرأس، يزف أخته أمينة وهي بملابس العروس البيضاء، كما في المشهد الافتتاحي وهما متجهان إلى الشجرة، ومن بعيد، يتوقف جاسم عن العزف وتظل آلة الجربة تخرج ما فيها من هواء بينما نورة تراقب معه ابنيهما.

وتلتحم الواقعية بالفنتازيا... في المشهد الأخير نسمع صوت الموسيقى يأتي من الخارج، ثمة فرح، وجاسم يسأل: تسمعون؟. يخرج من المنزل ليتبع الصوت، فيجد حفل زواج، وعندما يبدأ العازفون بدق الطبول يأخذ الجربة، ويبدأ بالنفخ، فيخرج الصوت واضحاً قوياً، بينما سعود يبتسم، لأن العقل والمنطق الذي يدفعه لعيش الحياة بكل ما فيها قد انتصر، ومن ثم يدخل جاسم حلقة الرقص مع الراقصين والعازفين. فيما تقف نورة مع النساء ينظرن إليه يصفقن وتصفق معهن.

استمر جاسم بالعزف فرحاً في نشوة تامة ودموعه تملأ عينيه، وعندما شاهد ابنه عبدالله ممسكاً بيد أخته أمينة التي أصبحت شابة، وهي في ملابس العروس، ويتقدمان نحوه، واصل العزف بحرارة أكبر، كما ظهر في بداية الفيلم، عزف حولهما ولهما ومعهما، فالحياة تنتصر بالبهجة من جديد.

إلى أي مدى نجح الفيلم في خلق رابط بين الشجرة والطفلة والماء والقربة وسر الحياة؟، هذا التساؤل هو ما سيجد المشاهد نفسه واقعاً فيه تحت علاماته الاستفهامية، وهو السؤال الذي سيترك طنيناً داخل أذن المشاهد، كلما سمع مزمار القربة... أتسمعون؟

الوسط البحرينية في

10.01.2015

 
 

«نادي ريو» فيلم لون شيرفيغ :

الوجه البشع للنخب الغربية

زكي بيضون

تعرض الصالات الفرنسية حالياً فيلم «نادي ريو» للمخرجة الدانماركية لون شيرفيغ الذي يسلط المجهر على ظاهرة النوادي المغلقة (الأخويات) المنتشرة بشدة في الجامعات والمدارس النخبوية الأوروبية والأميركية. على عكس ما توحي به دراماتيكية الأحداث، الفيلم لا يروي قصة خيالية أو مستبعدة، بل يعالج واقعاً ينافس الخيال وتشهد عليه سوابق عديدة. هذه النوادي والمجتمعات المغلقة موجودة فعلاً وعمرها من عمر الأرستقراطيات الغربية والبورجوازيات التي ورثتها. الفيلم يبدأ مع قدوم تلميذَين جديدَين إلى جامعة أوكسفورد، مايلز وأليستير. كونهما من أبناء عائلات فاحشة الثراء ومن متخرجي مدارس مرموقة، تتم دعوتهما للانضمام إلى نادي ريو النخبوي القائم منذ ثلاثة قرون والذي لا يضم أبداً أكثر من عشرة أعضاء مفترض أن يمثلوا أبناء العائلات الأكثر ثراءً ونفوذاً في الجامعة. لكن للفوز بعضوية النادي، الدعوة وحدها لا تكفي، بل على المرشحين أن يجتازوا الاختبارات المذلة المعتادة في هذا النوع من النوادي التي قد تصل إلى شرب البول وأكل البراز. اللافت أن هذا النوع من الممارسات التلقينية، مع الأعضاء الجدد، نجده كذلك لدى العصابات، وفي الحالتَين وظيفته الاجتماعية السيكولوجية تكمن في دفع القادم الجديد، من خلال الإذلال الطوعي للذات، إلى التخلي عن كل استقلالية أو نزوع فردي ووهب نفسه للجماعة والذوبان فيها. منذ اللحظة الأولى، يبدو الفرق واضحاً بين طباع مايلز وأليستير. مايلز لطيف المعشر، يلتقي بفتاة من أصول متواضعة ويغرم بها، بينما أليستير متعجرف، متنمر وعنيف. الثاني هو الأسوأ في المجموعة، بينما الأول هو الأقل سوءاً. أليستير يجد مكانه بسهولة في ديناميكية المجموعة العنيفة ويضخ فيها عنفاً إضافياً، بينما مايلز يحاول عبثاً مقاومة هذه الديناميكية التي تنتهي بأن تجرفه. باستثناء مايلز، كل أعضاء النادي هم شبان مدللون وفاسدون إلى أقسى حد، يعتقدون أن كل شيء مباح لهم بفضل أموال ونفوذ عائلاتهم، ويحتقرون ويعاملون بجلافة واستعلاء كلَّ من لا ينتمي إلى طبقتهم. يحجز الأعضاء طاولة خاصة في مطعم ريفي بعيد عن اوكسفورد لانتخاب رئيسهم الجديد. يطلبون عشاءً ملكيا، يشربون الكحول بإسراف، ويرفقونها بكل أنواع المخدرات، «يُهَشِّلون» الزبائنَ بسبب الجلبة التي يحدثونها، يتعاملون بشكلٍ مهينٍ مع النادلة وصاحب المطعم، وحين يطلب منهم هذا الأخير الرحيل يسكتونه بالشيكات. يطلبون عاهرة تعجز عن تحمل فظاظتهم فتغادر. يأخذ أليستير تلفون مايلز في غفلة عنه ويبعث برسالة إلى صديقة هذا الأخير طالباً منها المجيء. حين تحضر صديقة مايلز، معتقدةً أنه دعاها، يتفنن أفراد المجموعة بإذلالها، ويجد مايلز نفسه ممزقاً بين ولائه للمجموعة النخبوية وصديقته ذي الأصول المتواضعة، ولا يحسم قراره بالدفاع عنها إلا بعد فوات الأوان. لاحقاً، يتسلون بتحطيم المطعم، وحين يعترض صاحب المكان، يُبْرِحونه ضرباً ويحطم أليستير رأسه بعصا بايسبول. يطلب مايلز الإسعاف وينجو الرجل من الموت بأعجوبة، لكن مع إعاقات وعاهات لمدى الحياة. لاحقاً، على الرغم من كل ما ارتكبوه، يفلت الجناة من المحاسبة بسبب أموال ونفوذ عائلاتهم وكفاءة محاميهم . تشدد المخرجة على أن الفيلم ينقل الواقع بأمانة، وأن أحداثه تمكن مقارنتها مع مئات الاعتداءات المماثلة التي ارتكبتها النخب «الأكاديمية» وأفلت أصحابها من أية محاسبة. يظهر واضحاً، في الفيلم، أن الظاهرة تتجاوز طيش الشباب؛ لهذه النوادي والأخويات وظيفة اجتماعية تلقينية تهدف إلى ترسيخ الوعي الطبقي لدى أبناء النخب الرأسمالية، وإلى تلقينهم قيم التمايز والولاء والتكاتف الطبقي التي ترتكز عليها امتيازات وسلطة تلك النخب. باختصار، إن كنا في أسفل السلم الاجتماعي نجد الخارجين عن القانون، ففي أعلى السلم نجد من هم فوق القانون.

السفير اللبنانية في

10.01.2015

 
 

الإغراء العربي في صوره المتعدّدة...

نساء السينما أول العشيقات

حسن داوود

كان ينبغي أن أتأخّر، أي أن أتقدّم سنوات في العمر، حتى أصير أفهم ما هي هند رستم. في الصغر، أقصد في صغرنا نحن الذين كنا نشاهد الأفلام العربيّة طازجة، أي في عروضها الأولى على الشاشات، كنّا نحبّ شادية. لم أعد أذكر الآن ما الذي كنا نحبّه فيها إذ يصعب عليّ الآن أن أستعيد ما كان يجذبني إلى امرأة وأنا في عمر العاشرة أو الحادية عشرة. لكنّ ذلك كان حبّا حقيقيا، وإن مبكّرا. من سينما "عايدة" التي كانت قرب بيتنا كان عليّ أن أكتفي بالتفرّج على صور الفيلم معلّقة خلف الواجهة الزجاجية، هناك في مدخل السينما المفتوح على الطريق. وفي ذات يوم، فيما أنا واقف أتفرّج، قال لي صبيّ وقف بجانبي أنّه حضر الفيلم وأنّ شادية تموت في آخره. ليس الحزن أو الأسى ذلك الذي أصابني، بل شعور أوّل بإحساس جنسي طلع من مكان لم أكن أعرف أنّه موجود فيّ. "أكيد ماتت؟" سألته، فأجابني أنها ماتت، وذلك بانكسار أدركت معه أنّ ما حصل لي حصل له هو أيضا

"ممنوع الأفلام العربية"، كان يقول أبي، جاعلا إيّاي، منذ ذلك الحين وحتى الآن، أتساءل عن ذلك الحظر غير المفهوم. ففي الأفلام الأميركية تظهر النساء أكثر عريا كما تستغرق القبلة وقتا أطول، وفيها تلتصق الشفاه بالشفاه التصاقا حقيقياً. ربما هناك جواب على ذلك، وقد توصّلتُ إليها متأخّرا، وهو أنّ الأمر يتعلّق بأبي نفسه، إذ كانت تثيره الممثّلات العربيات أكثر من سواهنّ ربما. وهنا، إذ يخطر لي ذلك، أراني متذكّرا ماجدة، صوت ماجدة خصوصا، المرتجف المتوسّل الشاكي والذي، بعد أن تنتهي من نطقه، سينتهي بها الحال إلى أن تتهاوى فاقدة القدرة على تحمّل هشاشتها الأنثوية الفائضة.

لا أهمّية لماجدة من دون صوتها، إذ أنها تنجح به حيث يفشل أداؤها الجسماني. أو لنقل إن صوتها هو الطريق إليها، وجها وجسما. أما فاتن حمامة فوجهها جميل إلى حدّ استبعاده أيّ احتمال للإثارة. هي وجه فقط. أقصد أنها وجه من دون جسم. صحيح أننا شاهدناها تركض هناك في العزبة هاربة بعد الصفعة التي تلقّتها من عمر الشريف في فيلم سيّدة القصر، لكن ذلك لم ينحرف، وإن قليلا، عن اعتبارنا أنها تركض هاربة من عمر الشريف. ثمّ أن ذلك اللقب الذي أعطي لها: "سيّدة الشاشة" ألا يحثّنا على استبعاد أية أفكار غير محترمة قد تراودنا؟

أما هدى سلطان فمؤكّد نفاذ إغرائها على رجل مثل أبي. ربما مشهدها مستلقية على السرير، عارية الزند قبل لحظة من دخول الشرّير محمود المليجي إلى غرفتها. ثم صوتها هي أيضا، بحّة صوتها. وقامتها الكبيرة التي كان يحبّها أهل ذلك الزمان.

إذن، لمرحلة ما قبل البلوغ، كانت شادية هي العشيقة الوهمية الأولى. هند رستم كان عليها أن تنتظر. أو كان عليه هو، صبيّ السينما، أن ينتظر. ليس سنة أو سنتين، أو عشر سنين، أو حتى أكثر. بل أن يقيم في الإنتظار حتى تأتي، مفاجئة، تلك اللحظة. أو ربما لن تأتي أبدا، ما دام أن الطفل الذي في كلّ واحد منا يظل موكلا هند رستم إلى الرجال الكبار، أصحاب التجارب. إذن كان علينا تأجيل هند رستم إلى وقت سيداوم على تأخّره. أي أنّه قد لا يأتي أبدا. حتى الآن، بعد أن طوينا صفحة التعلّق بالسينما العربية، ما زلت لم أصل بعد. أقصد إلى صورة الرجل الرجل الذي أحسبه الرجل المناسب، القادر على التفاهم مع كلّ ذاك الإغراء.

(*) هذه الحلقة الثانية من ملف "الاغراء العربي في صوره المتعدّدة"، بعد الحلقة الأولى عن سعاد حسني، غدا حلقة ثالثة عن الفنانة السورية اغراء.

المدن الإلكترونية في

10.01.2015

 
 

الإغراء العربي في صوره.. الممثلة إغراء "عارية بلا خطيئة"

أحمد الخليل (دمشق)

شكلت الفنانة السورية إغراء (اسمها الحقيقي ناهد علاء الدين) في النصف الثاني من الستينيات من القرن الماضي وطوال عقدي السبعينيات والثمانينات رمزاً للإغراء في السينما السورية، ولقبت "بريجيت باردو العرب"، وكانت الأكثر جرأة في السينما العربية في تجسيد المشاهد الساخنة والإباحية(للكبار فقط) على الشاشة الكبيرة.

نضجت إغراء كممثلة في زمن "الميني جيب" العربي الذي ترافق من النهوض القومي وموجة أحلام الستينات، المطعّم بقليل من العلمانية والمصاحب لشعارات "التحرر" البراقة، وبعض الأفلام المصرية والسورية المشتركة في ذلك الزمن حوت العديد من مشاهد التعري والجنس والقبل السينمائية الطويلة، كما كان البحر أحد مواقع التصوير المفضلة لدى بعض المخرجين، لذلك كان لا بد من جذب المشاهد الى الأفلام الرومانسية بهذه المشاهد بغض النظر إن كانت ضمن سياق منطقي للأحداث والقصة أم لا، فحتى فيلم كـ"الفهد" إخراج نبيل المالح عن قصة حيدر حيدر، تضمن مشاهد تعرٍ لإغراء رغم أن القصة عن مناضل سوري (أبو علي شاهين) ضد الاستعمار الفرنسي، وكلنا يذكر مشهد إغراء وهي تستحم عارية تماماً قرب أحد شلالات الماء في منطقة الربوة بدمشق، في مشهد اباحي مع الممثل أديب قدورة، عندما يتمدد فوق جسدها وهي عارية تماماً، وفي فيلم "عروس في دمشق" كشفت اغراء صدرها أمام الكاميرا ليقوم الممثل خالد تاجا بدهنها بالكريم وهي مسترخية على الفراش...

ومشاهد الإغراء والعري كانت جزءا من "تقاليد" السينما العربية والبهارات التي لا يكتمل الفيلم إلا بها، وسبق للفنانة إغراء في بدايتها السينمائية إن قدمت مشاهد جريئة في فيلم "عاريات بلا خطيئة" وكان معها في بطولة الفيلم المطرب السوري فهد بلان، دلال الشمالي، محمد خير حلواني... وفي هذا الفيلم شهدنا أول مشهد تعرٍ جريء في السينما السورية... وصرحت إغراء للصحافة بعد انتهاء تصوير "الفهد" (1972): "عندما انتهينا من تصوير الفيلم حضر إلي في ذلك الوقت مخرج الفيلم ومدير إنتاجه من المؤسسة العامة للسينما منتجة الفيلم، وطلبوا مني تصوير هذا المشهد إنقاذاً للفيلم، ويومها لم أجد من مناص لإنقاذ هذا الفيلم، وقبلت بالتعري كاملاً...". ومن أبلغ تصريحات إغراء وأقواها قولها الشهير: "ليكن جسدي جسراً تعبرُ عليه السينما السورية..."، إذا كان الإغراء في السينما السورية وخاصة الأفلام التي عملت فيها ناهد علاء الدين (إغراء) صريحا غير موارب.

أفلام إغراء وزميلاتها المصريات مديحة كامل، نجلاء فتحي، ميرفت أمين، ناهد شريف وناهد يسري... جاءت في سياق اجتماعي وسياسي، يشجع السينما والرومانسية ومشاهد الحب وحتى العري، فقد كانت الأحزاب القومية واليسارية لها اليد الطولى في شؤون الحكم، والاستبداد السياسي الذي أنتجته الحركات اليسارية والقومية حين وصولها للحكم توازى مع  "تساهل" اجتماعي وفني لا بل وتشجيع للفنون عامة كونها تدعم بشكل غير مباشر العدة الايديولوجية للسلطات التي هيمنت في بعض الدول العربية كمصر وسورية والعراق. لذلك ليس غريبا أن يكون جسد إغراء جسرا "تحرريا" لرواد صناعة الفيلم السوري المحمي بالورم الشعاراتي القومي...

ومع تراجع بريق زمن الستينات والسبعينات وانكشاف زيف شعارات التنموية والحداثة ومناهضة الاستعمار وذوبان الثلج القومي وظهور خراب الأرض وهشاشة المجتمعات، بدأت السينما تنحو نحو المحافظة والتقية و"الخجل"، وبخاصة بعد أن امتلك التيار الديني زمام المبادرة بعد انهيار الأحلام الاشتراكية والقومية وفشل المشاريع الحداثية، حيث بدأت فتاوى التكفير والتحريم تشكل العصا المؤدبة لكل من تسول له نفسه الخروج عن "أخلاق الأمة" وطاعة أئمتها، فالفضائيات التي حلت محل البث الأرضي المحدود، شكلت منبرا للتهديد والوعي، فكان لابد للسينما من أن تتحجب بعد بضع عقود من زمن التعري (القومي) والساداتي(نسبة إلى أنور السادات)... كل ذلك ترافق مع هيمنة النمط الإسلامي وتجلياته المتعددة والذي أفرزته ثورة الخميني والتأثير الكبير المفروض على كل الفنون، ما أدى إلى تغير في الذائقة الفنية والمزاج الشعبي العام، فالانكماش المحافظ والانغلاق المعرفي والثقافي أمام الآخر المختلف و(المخيف) صار هو العنوان الأبرز في الفنون عامة والسينما خاصة. مع تكريس دور التلفزيون كحامل وكمنبر إعلامي للأيديولوجيات السائدة ونظمها السياسية... وفي حين كانت الأسرة في الستينات والسبعينات تخرج للسينما كسيران جماعي طقسي فيه دهشة ومغامرة ومتعة. أصبح مع الألفية الثالثة (الطقس) الجلوس في غرفة مغلقة أمام التلفزيون لمتابعة مسلسل "باب الحارة" وبطولات معتز وأبو عصام البهلوانية في الحي المغلق المتشح بسواد الملاية والعنتريات الماضوية.

الأعمال التركية وبعكس الأفلام السورية المعتمدة على الإغراء العاري نحت باتجاه الإيحاء الجنسي المغلف بالرومانسية والعواطف الملتهبة، حيث تكثر فيها مشاهد المقاهي على بحر مرمرة اللازوردي مع النوارس البيضاء والتأوهات والانتظار وصدمات العشاق، كما تكثر مشاهد غرف النوم والعناقات الحارة في أحضان طبيعة خلابة ساحرة، ورغم كل الفتاوى التي تحرض ضد المسلسلات التركي (فتاوى مفتي السعودية وفتاوى السيستاني...) وتعتبره كفرا وخروجا عن تقاليد المجتمع الاسلامي تهديدا لأخلاقه إلا أنه (المسلسل) بقي الوجبة الأشهى في مائدة المساء التلفزيونية، فأبطال المشاهد المفضلين وبطلاته الجميلات يأخذونه في رحلة مشوقة تؤجج المشاعر والرغبات بعيدا من مشاهد الدم والقتل ونشرات الأخبار المتحالفة مع الكوارث. وبعيدا من مسلسلات التقاليد الشعبية وبطولاتها السوبر مانية ونسائها المتلفعات بالسواد.

(*)هنا الحلقة الثالثة من ملف "الاغراء العربي في صوره المتعدّدة"، بعد حلقتي "سعاد حسني" و"نساء السينما أول العشيقات"، الحلقة المقبلة عن الاغراء في اليمن.

المدن الإلكترونية في

11.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)