كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يتحدث عن ذكريات نصف قرن من الفن

سمير صبرى: أنا وفدى بالحب والوراثة.. والبرلمان القادم دوره مهم

عبدالحليم حافظ فتح لى باب الحظ.. وجيهان السادات لم تمنع أغانى أم كلثوم

حوار - أحمد عثمان:

 

كثيرون يرون أن الموهبة وحدها لا تكفي لصنع النجومية، خاصة في الفن، فالبعض يري أنها بحاجة ماسة إلي كثير من الحظ وكثير من المال.

هذه المقارنة شغلت ذهني طويلاً وأنا أطالع سيرة ومشوار الفنان سمير صبري عندما فكرت في محاورته عن مشواره، فهو الفنان الذي امتلك «الموهبة» في التمثيل والغناء والاستعراض والعمل كمذيع لواحد من أهم وأشهر البرامج الفنية الاجتماعية في مصر، وكانت أول برامج التوك شو «النادي الدولي» و«هذا المساء»، وغيرهما، فوجدت مشواراً حافلاً بالنجومية والعطاء والتميز، لكن الحظ الذي دعم موهبته مبكراً لم يعطه نجومية من بدأوا معه المشوار الآن، لكن مازال سمير صبري صاحب إطلالة متميزة وحضور خاص في كل أعماله واشتهر في الوسط الفني بحبيب النجوم، حتي أصبح مثل «الصندوق الأسود» لزمانه فهو يمتلك ذاكرة حديدية تملؤها الأرقام والتواريخ والأحداث، ومازال يمتلك أيضاً القلب الكبير الذي يحمل أجمل المعايير الإنسانية في فنان قد لا يعرف عنه الجمهور الكثير إلا أعماله السينمائية والغنائية، وعندما اقتربت من سمير صبري الإنسان وهو يطالع مشواره الفني كل يوم في مكتبه عبر صور أفلامه والجوائز التي حصل عليها وكم الاتصالات التي يتلقاها من أصدقاء الوسط الفني والتواصل معهم تأكدت أن الفنان الحقيقي الذي يعيش طويلاً هو الذي يحمل صفة الإنسان قبل الفنان.. في هذا الحوار مع الفنان سمير صبري اخترقنا بقدر المستطاع «الصندوق الأسود» بداخله وأهم المحطات في حياته وعلاقته بالسادات وأم كلثوم وعبدالحليم وصباح وسامية جمال وكيف يري واقع مصر ومستقبلها وسر علاقته بحزب الوفد وأشياء أخري مع نجم من أهم المثقفين والموهوبين في مصر الذي يعتبر موسوعة فنية تسير علي قدمين تدعمها درجة الدكتوراه في السينما وثلاث لغات.

·        في البداية سألته عن سنة 2014 وماذا كانت تمثل في حياته وكيف يستقبل 2015؟

- علي المستوي الشخصي كانت 2014 سنة حلوة بالنسبة لي، ففيها تم تكريمي عن مشواري خلال مهرجان دبي السينمائي وتكريمي أيضاً عن مشواري خلال المهرجان القومي للسينما الـ 18 بعد طول انتظار لهذا التكريم بعد كل هذا المشوار وكأن هناك إصراراً علي أن يكون المكرم يحمل لقب «الراحل» وهي كلمة لا يجب أن تطلق علي فنان أعماله تعرض كل يوم للجمهور عبر شاشات الفضائيات.. وأضاف: ناديت أن يكون التكريم في حياة الإنسان وليس بعد رحيله حتي يشعر ويستمتع بتقدير الدولة لدوره ومشواره وفنه.. ويكمل: سعدت في 2014 أيضاً بعودتي للسينما بسيناريو رائع ثم لوجودي مع اثنين من أهم أصدقائي نور الشريف وميرفت أمين والعمل مع مخرج متميز من الجيل الجديد هو أمير رمسيس والعمل متميز ومناسب لسننا ويعالج قضية مهمة جداً وحقق أيضاً نجاحاً متميزاً عند عرضه في مهرجان دبي، وأهم إيجابيات 2014 أيضاً المشهد الحضاري والمتميز لتسليم وتسلم السلطة بين الرئيس السيسي والرئيس السابق عدلي منصور وهو أول لقب يتحقق في مصر بعد أن انحسرت كل الألقاب ما بين «مخلوع» و«معزول» و«راحل» وقدوم رئيس محترم منتخب بإجماع، هو الرئيس السيسي الذي حمي مصر وكل الوطن العربي وأجهض مخططات الغرب وتركيا وقطر بإسقاط مصر، وحملت 2014 أيضاً لي خبراً ساراً هو مشروع قناة السويس الجديدة وإن شاء الله ستكون شريان الحياة والاقتصاد والخير لمصر، أيضاً عادت في 2014 السينما لبداية انتعاشها وحقق ثلاثة أفلام أكثر من 100 مليون جنيه هي «الفيل الأزرق» و«الحرب العالمية الثالثة» و«الجزيرة 2» وهذه بشرة خير علي السينما في 2015، كذلك ظهرت في هذه السنة مجموعة من الأغاني الوطنية المحفزة وعاد عيد الفن، وعاد مهرجان القاهرة السينمائي لكن في المقابل فقدنا كثيرين من نجوم الوسط الفني وحزنا لفراقهم كما حزنا علي دموع أسر الشهداء وضحايا الإرهاب الأسود الذي حركه محور الشر ضد بلدنا بيد من لا يعرفون ديناً ولا وطناً ولا تاريخاً.

·        وكيف تري طالع 2015 بعد كل ما رصدته؟

- إن شاء الله ستكون سنة مبشرة وطالعها خير عندما تكتمل هيبة الدولة ويعود القانون ويصبح لدينا برلمان قوي يساند الحكومة ويدعم الرئيس وتعود الحياة الطبيعية لمصر، ويكون الفن دراما وسينما قد استعاد مكانهما ووقارهما بشرط أن نحب بعض ويكون قلبنا علي البلد ونعود للعمل ونزيل غبار الكسل ونستنهض الهمم حتي نعيد بناء مصر ونكمل شريانها الجديد «قناة السويس الجديدة».

·        أراك مهتماً بالسياسة من خلال عضويتك بحزب الوفد؟

- أنا وفدي أباً عن جد وعاشق لهذا الحزب العريق ومبادئه منذ تأسيسه 1919 ويستحق هذا الحزب فعلاً لقب حزب العراقة والأصالة والتاريخ، وأتمني له أن يحقق قاعدة جيدة ويحصل علي مقاعد توازي قيمته في انتخابات البرلمان القادمة لأنه يستحق أن يكون طرف المعادلة في الحياة السياسية.

·        وكيف تري دور التعددية الحزبية في المرحلة القادمة؟

- بصراحة لا أري دوراً لهذا الكم من الأحزاب في هذه المرحلة، إلا إذا حدث تكتل قوي ولا يزيد العدد علي تكتلين أو أكثر مثلما نري في كل الدول الديمقراطية الكبيرة في أوروبا وأمريكا، وأن نتغلب علي العاطفة الدينية في الأحزاب ونبعد عن الاختيار بالعاطفة تجاه الدين ولا نغازل البسطاء بالسكر والزيت مثلما كان يفعل الإخوان.. وأضاف: الانتخابات القادمة تحتاج من الشعب أن يستعمل عقله وليس قلبه وأن يعرف الناخب قيمة وأهمية صوته في البرلمان القادم لأنه سيكون دوره مهماً ومحورياً إذا جاء بأشخاص مثقفون وقلبهم علي وطنهم.

·        كيف تري تزامن الأخلاق في مصر مع ما تتمناه في مستقبلها؟

- نحن نعيش تراكمات 30 سنة مضت انتهت فيها أهم عنصر لربط المجتمع المصري وهي الطبقة المتوسطة التي كانت تهتم بالتربية للنشء في المنزل والمدرسة وكان يخرج منها كل معني جميل للأسرة والتربية والعلم والانتماء وكانت هذه الطبقة تقاوم الفقر بالتعليم، لكن للأسف ضاعت هذه الطبقة وضاعت كل معالم الحياة الإنسانية وأصبح الإنسان البسيط يعاني في كل شيء في التعليم والعلاج والمدرسة والسكن، فخرجت طبقة عشوائية استعدت لبيع كل شيء حتي نفسها، واستسلم للكسل وعلينا أن ندرك أن المرحلة القادمة تحتاج للعمل والضمير والانتماء ويعمل لوطنه ونفسه ومستقبله ونستغل فرصة أن الله وهبنا رئيساً يتقبل النقد ويسمعه ويحاول إصلاحه وعلينا أن ننظر للمستقبل ونشتغل ولا نضيع وقتنا في الكلام عن الماضي، لكن في نفس الوقت أن تعمل الحكومة لصالح الناس.. وأضاف: أنا عن نفسي تربيت في منزل يصنع النجاح وتعلمت أن الفشل يزيد العزيمة للنجاح وتعلمت أن أعمل ما أحبه وأحب ما أعمله وتعلمت أن الرزق يقسم ولا يأخذ أحد أكثر من نصيبه.. وأضاف: بدأت مثلاً في الفن مع صديقي عادل إمام وعليك أن تقارن بين أجره الآن وأجري، هنا فقط تتدخل مشيئة لله والرزق الذي لا يعرف موهبة ولا علاقات، فأنا ربيت نفسي علي أن أحب ولا أكره أن أؤمن بالعمل والاجتهاد والرزق أيضاً ولا أحقد ولا أنظر لرزق أحد.

·        بمناسبة الماضي.. هل بدايتك حالفها الحظ مع الموهبة؟

- كنت عاشقاً ومغرماً بالفن والمزيكا، لكن حظي كان رائعاً عندما حالفني بالسكن بجوار المطرب الراحل عبدالحليم حافظ وصادفته يوم تصوير أغنية «بحلم بيك» وطلبت منه أن أقف مع المجاميع وبعدها اصطحبني معه للإذاعة وهناك تعرفت علي «لبني عبدالعزيز» و«آمال فهمي» و«تماضر توفيق» وغنيت بالأجنبي وعملت في ركن الإذاعة والأطفال ودفعني الإذاعي جلال معوض للمشاركة في حفلات أضواء المدينة، وتعودت فيها علي مواجهة الجمهور واكتسبت خبرة في إدارة الحفلات، ثم كان حظي رائعاً عندما عملت في التليفزيون علي يد مؤسسه عبدالقادر حاتم، وعملت مع النخب تماضر توفيق وسهير الأتربي، وأول مخرج فيديو كليب في العالم العربي محمد سالم، وبدأت أنتشر وعملت فيلم «العسل المر» في السينما مع شمس البارودي، وأنا في سنة أولي جامعة، وعملت في الإذاعة مع الراحل العظيم فؤاد المهندس في «شنبو في المصيدة» و«أخطر رجل في العالم» وقدمناهما في السينما بعد ذلك، ثم اتجهت لتقديم برنامج «النادي الدولي» عام 73، وكنت أول مذيع في مصر يغطي الحرب في خط بارليف وقدمت خلاله انفرادات إعلامية مثل نقل صور أسر «عساف ياجوري» ثم خروج علي ومصطفي أمين من السجن، وحوارات مع الإمام موسي الصدر الذي اختفي في ليبيا بعد ذلك، وكذلك مع وزير خارجية بريطانيا ورئيس وزراء مالطا والسلطان قابوس ورئيس وزراء لبنان وداليدا، وكان آخر لقاء لي مع أم كلثوم قبل رحيلها في مطار القاهرة، بجانب حوارات مع عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهما.

·        ما الذي يتبقي في ذاكرتك عن عبدالحليم؟

- هو الذي فتح لي الباب أمام موهبتي ويمثل مفتاح الحظ في حياتي، وكنت مقرباً جداً منه وشاهداً علي قصة الحب الملتهبة بينه وبين سعاد حسني، وكيف كان يغار عليها بجنون، وكان ينزل ويتجول في الشوارع وتحت منزلها بسيارته.

·        ما حقيقة قصة زواجهما؟

- بصراحة شديدة لم أستطع أن أجزم هذا الأمر، لكن أجزم فقط بالحب الكبير الذي كان بينهما.

·        وما حقيقة قيام جيهان السادات بمنع أغاني أم كلثوم؟

- عندما بدأت برنامج «النادي الدولي» عام 73 وأردت عرض أغاني أم كلثوم خلال فقرات البرنامج رفضت بعض القيادات في ماسبيرو بحجة أن «الهانم» - يقصد بها جيهان السادات - ترفض ذلك، حتي جاء احتفال حرب أكتوبر عام 73 وكان نجوم الغناء والفن في مصر في الحفل بمن فيهم أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب وفريدة فهمي وعلي رضا، ونزلنا نسلم علي الرئيس وحرمه، وإذ بي أواجهها بسؤال: لماذا قمت بمنع أم كلثوم من الغناء؟.. فإذا بها تصطحبني حتي أم كلثوم وتنادي علي وزير الثقافة والإعلام وقتها يوسف السباعي، وقالت له أمامي وأمام أم كلثوم: من أصدر الأوامر بمنع أم كلثوم من الغناء؟.. فقال لها السباعي: مافيش يا هانم.. فقالت له: سمير صبري بيقول إنني منعتها.. ووضعت يدها علي كتف أم كلثوم ووجهت الحوار لنا قائلة: من يستطيع منع الهرم الرابع في مصر من الغناء يا سمير، فهي درة الشرق وكوكبه.

وأضاف سمير صبري: فوجئت باتصال في اليوم التالي من أم كلثوم وهي تقول لي: «ما عملته مافيش شنب في مصر قدر يعمله»، وطلبت مني أن أقدم ابن شقيقتها كمطرب للظهور في برنامجي وأعلمه مظاهر الفن، وقلت لها: حاضر.. ثم طلبت منها التسجيل معها في البرنامج، ووافقت لكنها أخبرتني بأنها ستسافر للعلاج، وقالت: هتقدر تأتي المطار.. وبالفعل وجدتني أنتظرها في صالة كبار المسافرين وأجريت معها آخر حوار ظهرت فيه وعادت بعدها من رحلة العلاج لتنتقل للرفيق الأعلي.

·        وما أهم عناوين حوارك معها؟

- سألتها ماذا لو لم تكوني أم كلثوم.. قالت: أتمني أن أكون مثل حارس مرمي النادي الأهلي الذي يرمز للشعب المصري، فهو الذي يحرس الأرض والعرض، وقلت: أنا فلاحة يا سمير أتعلمت في صغري إزاي أدافع عن أرضي وعرضي، وودعتها وكان الوداع الأخير وعادت مريضة ولازمت الفراش حتي الموت.

·        وهل حقيقي شهدت خلاف عبدالحليم وأم كلثوم؟

- كان هناك غيرة فنية ومنافسة بين عملاقين وطبيعي أن تجعل كلاً منهما يسعي لمكسب جماهيري، لكن عبدالحليم تعلم من عبدالوهاب شيئاً مهماً وهو متي يتكلم ومتي يظهر وكان يستغل جماله في ظهوره في أوقات معينة في برنامج النادي الدولي الذي وصفه كثير من المثقفين بأنه موسوعة، كما قال يوسف إدريس، ووصفني الراحل أنيس منصور بأنني سفير إسكندرية، وأحمد رجب وصفه بأنه «إنترنت عصره».

·        كان لك محطات إنسانية مع يوسف وهبي وتحية كاريوكا وصباح وسعاد حسني؟

- علاقتي بيوسف وهبي بدأت مع فيلم «السلخانة» وبعدها للأسف بدأ يعاني الرجل من الوحدة وانحسار الأضواء وذهلت لذلك، فهو عميد المسرح العربي ولمست ذلك مع كاريوكا وأمينة رزق وصباح وسعاد حسني، وكنت أعشق دور صانع البهجة في حياتهم، ولعبت هذا الدور بحب وود مع صديقي الراحل «صلاح جاهين» و«سامية جمال» و«رشدي أباظة».

·        وكيف كانت لحظة تسلمك جثمان عبدالحليم وسعاد حسني؟

- هي من أقسي وأصعب اللحظات في حياتي، وكنت أول من سجلت لحظة وصول جثمان «حليم» وعملت برنامج تحقيق تليفزيوني عن وفاة سعاد حسني، وللأسف مازالت هناك أسرار كثيرة وغامضة في حياتها ووفاتها «رحمها الله» وهي كانت أعظم من مثل علي الشاشة.. وأضاف: للأسف مشهد جثمان عبدالحليم وسعاد جعلني أن أتيقن أنه لا شيء في الحياة يستحق الصراع والخصام والغيرة، خاصة عندما يدفن المجد والشهرة والنجاح في صندوق خشبي، وعلاقتي بزملائي الذين انسحبت عنهم الشهرة هو رغبتي في أن المشاركة الاجتماعية لا يجب أن تكون في الفرح فقط.

·        وكيف كانت علاقتك بـ «جاهين» في لحظات اكتئابه؟

- «جاهين» شاعر وفنان عظيم ومرهف الحس، كنت أعشق مجلسه وكتب لي أغاني كثيرة في أعمالي وكنت أزوره وننزل سوياً ونأكل «آيس كريم» و«شاورما»، وكنت أحاول دائماً إخراجه من هذه اللحظات رغم أنه كان إنساناً نبيلاً، وهذا النوع من البشر يريد معاملة توازي إنسانيته الرائعة.

·        وهل حقيقي أن الرئيس السادات هو الذي أوقف برنامج «النادي الدولي»؟

- ليس صحيحاً لأن الرئيس السادات كان يحبني ويحب البرنامج وكرمني في عيد الفن، وعندما شاهد فيلم «بالوالدين إحسانا» قال لي: إنت ولد عاق يا سمير لكن برافو يا ولد.. فالسادات كان عاشقاً ومهتماً بالفن مثل عبدالناصر، وكانت علاقتي به وبأسرته جيدة، والبرنامج توقف بناء علي طلب وزير الإعلام وقتها عبدالمنعم الصاوي.

·        من أقرب الأصدقاء لقلبك في الوسط الفني في بدايتك؟

- الحقيقة أنا كنت قريباً من نجوم هذا الجيل مثل رشدي أباظة وأحمد رمزي وعمر الشريف وفؤاد المهندس وشويكار ونادية لطفي وسامية جمال وعادل أدهم، وكان إنساناً رائعاً، وصولاً لنيللي وإلهام شاهين ويسرا وليلي علوي وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز ونبيلة عبيد ونادية الجندي.

·        والجيل الجديد.. هل تقبل العمل معهم؟

- علاقتي جيدة مع كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأحمد حلمي وهاني سلامة وأحمد عز، وكلهم نجوم جيل ومتميزون، والعمل معهم متعة، ومطلب بشرط أن يكون الدور مناسباً لسني، ومشواري لأن تواصل الأجيال مطلوب.. وأضاف: أنا في بدايتي عملت مع يحيي شاهين ويوسف وهبي وفريد شوقي وغيرهم، واستفدت منهم كثيراً.

·        هل تري أن فيلم «بتوقيت القاهرة» سيكون منافساً في السينما؟

- بالتأكيد لأن هناك نخبة من الجمهور تعشق جيل السبعينات مثل سمير صبري ونور الشريف وميرفت أمين، فالعمل توليفة جيدة في شكله ومضمونه وإخراج واحد من الجيل الجديد الذي يفهم بشكل رائع تفاصيل الصورة والمضمون والإخراج ويقدمه بشكل منافس للموجود الآن في سوق السينما.

·        بعد 132 فيلماً و12 مسلسلاً وأربعة برامج كمذيع.. كيف تري سمير صبري الآن؟

- أراه أكثر حظاً ومازال له الكثير في قلوب الجمهور، جيلاً وراء جيل، وأراني راضياً عن كل مشواري وأحمد الله أنني مازلت سمير صبري في الشارع وعلي الشاشة ومع جمهوري وراضياً عن كل ما قدمته سواء ممثلاً أو منتجاً لـ 18 فيلماً أو مطرباً استعراضياً أو إعلامياً، لكن مازال لدي الكثير الذي أتمني تقديمه وهو ما أستخلص منه عصارة خبرتي في برنامجي القادم في التليفزيون المصري.

·        البعض لا يعرف كثيراً إلا عن مشوارك الفني.. وماذا عن الإنسان؟

- شخصي يحمل دكتوراه في السينما ويجيد ثلاث لغات وقدم مشواراً فنياً رائعاً خلال 40 عاماً وحج ثلاث مرات، ووفي لكل أصدقائه ومازال يحلم بالكثير لنفسه ولمصر، أما حياتي الشخصية وأسرتي فهي لا تهم أحداً وعلاقتي بربي لا يهمني أن يعرفها سواه وأتمني الخير للجميع، ومازلت أري أن «الدنيا سكر حلوة الدنيا سكر».

·        ومن يدين سمير صبري لهم بالفضل في مشواره؟

- كثيرون أولهم أسرتي التي شجعتني علي الفن ووفرت لي الظروف المناسبة لذلك، وكل من آمن بموهبتي ووضعني في صفوف النجوم من مخرجين ومؤلفين ومسئولين سواء في السينما والدراما والتقديم الإعلامي وهم كثيرون ويصعب حصرهم، لكني مازلت وفياً لهم ولن أنساهم.

الوفد المصرية في

09.01.2015

 
 

الاغراء العربي في صوره المتعدّدة:

سعاد حسني بستان الغواية

أحمد شوقي علي

"حورَّيَةٌ لَو رآها عابِدُ للها/ مَرَّت بِحارسِ بُستانٍ فَقالَ لَها/ سَرَقتِ رُمانَتَي نَهديك من شَجَري/ قالَت وَقد بَهَتَت من قَولِهِ خَجَلا/ فَتش قَميصي لكي أَن تَذهَبَ الوَجَلا/ فَهمَّ أَن يَقبض النهدين ما مَهلا/ فَصاحَ مِن وَجنَتيها الجُلَّنار عَلى قَضيب قامَتِها لا بَل هَما ثَمَري"، لعل الشاعر الدمشقي أمين الجندي (1758-1835 مـ)، لم يدر وهو يصيغ تلك الخماسية الشعرية، أنها ستصلح بعد مائتي سنة، ولعلها ستصلح للأبد، أن تقدم أدق وصف لسندريلا السينما المصرية سعاد حسني (1946-2001).

ليس المجاز الذي استخدمه الشاعر هو مصدر الجمال في الأبيات السابقة، لكن الجمال الذي رمى إليه الجندي يقبع في تلك الصورة البصرية التي غلفت الرحلة القصيرة للفتاة بين مرورها بحارس البستان وإجابتها الصاعقة على اتهامه، تلك البراءة العفية بين "فتش قميصي كي أن تذيب الوجلا" حتى "بل هما ثمري"؛ هي المجاز الشعري الذي تمخضت عنه سعاد حسني.

يمكننا ببساطة وفق هذا المفهوم الشعري، أن نصنف سعاد كفنانة إغراء من الدرجة أولى، لكنها تمتلك إغواءً من نوع خاص، ذلك الذي يستطيع أن يهز أكثر النساك تورعًا فيجعله يلقي بنفسه من خلوته بأعلى قمم الجبال تحت أقدام براءتها العفوية، فمن يستطيع أن يخذل "جلنار وجنتيها" إذ نطق ثغرها بـ "بل هما ثمري"!

فخلال مشوار السندريلا، الذي ضم 82 عملًا سينمائيا، انفلتت الغواية، من بين عينين بريئتين ملأى بالشقاوة وثغر باسم ينادي "يا حسين" – عمر الشريف في فيلم "إشاعة حب"، تلك المعزوفة الموسيقية المسرسبة من بين شفتيها هي التي تفوقت بحلاوتها على الحضور الأنثوي الطاغي لهند رستم في الفيلم نفسه، ولعلها ليست مفارقة أن يكون لعمر الشريف ردة الفعل –التمثيلية- نفسها المليئة ببلاهة الخجل والاندهاش عند سماعه "يا حسين" منها، أو عند رؤيته هند رستم لأول مرة وهي ترقص على المسرح في فيلم "صراع في النيل".

من ذلك، قد يختلط الأمر على المشاهد الذي آلف سعاد حسني، بعد انطلاقتها الهادئة في فيلمي "حسن ونعيمة" و"إشاعة حب"، فتاة شقية يحمل أداؤها مسحة تحررية، بل وأحيانا نسوية، خاصة في فيلم "خللي بالك من زوزو" الذي قدم ما يمكن اعتباره تصورًا معكوسًا لقصة سندريلا، لا تنتظر فيها البطلة "المغلوبة على أمرها" المخلص الذي سينقذها من بؤسها، وإنما تشاغله هي وتبادئه الغرام، لكن من يتعقد ذلك يغفل عما تحمله عيني سعاد من تعابير رغم نوع الدور الذي تؤديه، كما أنه يتغافل أيضًا عن تخيل التاريخ الشخصي لحورية "حارس البستان" ويكتفي –فقط- بما قد يهمه في واحد من عناصر ذلك المشهد: الخجل/ العفوية/ التحدي/ عبث الحارس بالقميص، وهم العناصر الأربع الذين يكوّنون مجتمعين إغواء السندريلا.

لذلك فإن المشاهد الذي يراقب فيلم "زوجتي والكلب"، بعينين قلقتين/ فاحصتين، لن يقتنع كثيرًا بمشهد اللقاء المتخيل بين "نور" –نور الشريف- و"سعاد" –سعاد حسني-،  رغم الابتذال الذي ظهرت عليه البطلة في صوت مضغها للعلكة أو الجذ على شفتها لإغواء صديق زوجها، ثم ما تلاه بعد ذلك من إثارة اللقاء الحميمي بينمها، لكن أكثر المشاهد التي ستترك في نفسه أثرًا، ولعلها أكثر ما يميز الفيلم -حتى للمشاهد المراهق-، من حيث الإغراء، هو ذلك المشهد الحميمي الذي جمعها بمحمود مرسي أثناء الاستحمام، وكل تلك الحيوية والعفوية التي تبدت بها الزوجة (الإطار البريء) في معاكسة زوجها "الريس مرسي" وانتهت بعناق وقُبل أسفل الدش.

لا نقصد من الإشارة الأخيرة، أن نقول أن هناك إطار ما بريء للإغراء، هو صاحب التأثير الأقوى، فالأمر بالنسبة إلى ظاهرة سعاد حسني أكثر اختلافًا من ذلك، لعله أكثر اقترابًا من تركيب الجملة الشعرية، الرصينة، وإنه من الطريف في الأمر أن لقب السندريلا مأخوذ من قصة كلاسيكية صاغها شاعر هو الفرنسي شارل بيرو، ولقبها به أيضًا شاعر هو صلاح جاهين، وهو الأمر الذي لم يفطن له أي ممن حاولن تقليدها أو إلصاق أنفسهم عنوة بذلك اللقب!

فالشاعر حين يبدأ في قصيدة ما، يحتفظ بصوته الأصلي في حين يتماهى مع مشاعر إنسانية عدة، وطيلة 32 عامًا هم عمر سعاد حسني في التمثيل، لم تتخل أبدًا عن "نعيمة" التي صاغها هنري بركات في ملحمة حب شعرية هي "حسن ونعيمة"، تلك الفتاة في جلبابها الريفي، والذي لا يعدم الإشارة إلى البراءة والعفوية أولا وأخيرًا ثم إلى إغواء "كشف المستور"، فهي  الصوت "نعيمة" حتى وإن كانت "ثريا" في "ثلاث رجال وامرأة"، و"سلوى" في السبع بنات"، أو "عزيزة" في "السفيرة عزيزة"، وحتى أنها لم تنس أن تكون "نعيمة" عندما واجهت رشدي أباظة في مشهد تلقيها العزاء منه في فيلم "غروب وشروق"، وهي أيضًا نعيمة عندما تلبست ثوب السندريلا "زوزو".

وكان يمكن لسعيد مرزوق، أن يجعل بطله مستمرًا في رحلة شكه في زوجته في فيلم "زوجتي والكلب"، حتى نهاية الأحداث مع إبهام موقف الزوجة، ولعل ذلك كان سيفيده بالتأكيد في أن ينقل حالة عدم اليقين تلك إلى المشاهد نفسه، لكنه أثر أن تظهر براءة "سعاد" عند لقائها بنور، فقط، حتى يحفظ لها "صوتها/ نعيمة"، ثم يضع المشاهد، أي مشاهد، في موقف حارس البستان الذي استمتع بنضارة فتاته/ حوريته في احمرار "الجلنار" في وجنتيها، ثم في عفويتها المتحدية لإثبات براءتها عندما قالت "لا"! "بل هما ثمري".

فلنفتش إذن عن صوت سعاد حسني في عينيها، وفي وسع ابتسامتها، وتناغم أكتافها مع حركة رأسها في الرقص، مسترجعين صورتها من سميحة "في إشاعة حب" حتى وفاء في "الراعي والنساء"، ثم نسجلها واحدة من أكثر الفنانات اللواتي عرفتهم السينما المصرية إغراءً

 (*)ابتداء من اليوم ستنشر "المدن" سلسلة مقالات عن الاغراء ونجومه في العالم العربي، سواء في السينما أو في المجتمع، وحتى سنتطرق الى اللاغراء في بعض البلدان. هنا حلقة أولى عن سعاد حسني، وغدا حلقة عن هند رستم.

المدن الإلكترونية في

09.01.2015

 
 

عطر الأحباب.. "يوم سعيد"عرض فى السينما قبل 75 عاماً ..

رابع أفلام عبدالوهاب وأول أفلام الطفلة فاتن حمامة..

إشراف - ناصر عراق

المخرج محمد كريم يعلن بفخر أن هذا الفيلم شهد أكبر وأنظف مجموعة من الكومبارس ظهرت فى السينما

فى 15 يناير من عام 1940 احتشد الجمهور أمام دار سينما «رويال» لمشاهدة رابع أفلام نجمهم المحبوب محمد عبدالوهاب، رغم أن الحرب العالمية الثانية كانت قد اندلعت قبل ذلك بثلاثة أشهر ونصف الشهر فقط «الأول من سبتمبر 1939». المخرج محمد كريم فى تلك السنة كان يحكم مصر الملك فاروق الذى بالكاد بلغ عمره عشرين سنة، وكان عبدالوهاب على مشارف عامه الثالث والأربعين، أما عدد المصريين فقد تجاوز 16 مليون نسمة، بينما كابوس الاحتلال الإنجليزى مازال جاثمًا على صدور المصريين منذ 58 سنة! إطلالة على الزمن قدمت السينما المصرية 12 فيلمًا فقط فى عام 1940، بعد أن كانت هذه الصناعة قد قفزت خطوات إلى الأمام بدرجة معقولة قبل ذلك، إذ بلغ عدد الأفلام المعروضة 16 فيلمًا فى سنة 1937، لكن يبدو أن الحرب وويلاتها، وصعوبة التواصل مع الشركات الأجنبية فى الخارج، تلك التى تنتج الأفلام الخام والمعدات السينمائية، فضلًا على ارتفاع الأسعار، كل ذلك أدى إلى انخفاض الإنتاج فى السنة التى عرض فيها «يوم سعيد». فيلم يوم سعيد أنت تعرف أن المخرج الرائد محمد كريم «1896/ 1972» هو الذى تولى إخراج جميع أفلام عبدالوهاب السابقة، وهى للتذكرة «الوردة البيضاء/ 1933»، «دموع الحب/ 1935»، و«يحيا الحب/ 1938»، والفيلمان الثانى والثالث شاركته البطولة مطربتان، هما على التوالى نجاة على وليلى مراد، ويبدو أنه وجد صعوبات كثيرة فى هذه المسألة، لأن المخرج محمد كريم يقول فى مذكراته التى حققها الناقد الكبير محمود على عن «يوم سعيد»: «ودار الحديث كما هى العادة مع عبدالوهاب عن الفيلم القادم، وكان الرد الخالد أين الرواية؟ إن عبدالوهاب لا يسعى وراء قصة تناسبه وهو الفنان الذى انعقدت بينه وبين كبار الأدباء أواصر الصداقة الوطيدة.. ترك هذه المهمة لى وأراح نفسه! وسافر إلى إيطاليا وعاد ليجدنى وقد استقررت على رأى، وهو أن يكون فيلمى القادم بغير مطربة بعد أن وجدت أن تجربة البطل الواحد كما حدث فى فيلم «الوردة البيضاء» أسلم».

أسرار وكواليس

من حسن حظنا أن محمد كريم كتب مذكراته بالتفصيل أولًا بأول، إذ ليس من عادتنا- للأسف الشديد- تدوين يومياتنا، رغم الأهمية الكبرى لهذه العادة، لذا تعد مذكرات كريم إحدى الوثائق البالغة الأهمية التى نتعرف من خلالها على بدايات تاريخنا السينمائى، فضلًا على كونها تكشف تفاصيل إعداد الفيلم، والمشكلات التى تواجه المخرج فى أثناء فترة العمل قبل أن يكتمل الفيلم، ويعرض على الشاشة. فيلم يوم سعيد خذ عندك مثلًا ما دونه كريم عن كيف توصل إلى فكرة الفيلم، إذ يقول: «طرأت لى قصة أسميتها اسمًا مبدئيًا هو «غرام»، سجلت ملخصها وقرأتها على عبدالوهاب، فسُرّ منها، وطلب وضع حوارها، وهى التى حملت بعد ذلك اسم فيلم يوم سعيد». ثم يشرح كريم كيف اقترن اسم عبدالوارث عسر بالقصة، فيقول: «أضاف عبدالوهاب للعقد الفقرة التالية: من المعلوم أن الأستاذ عبدالوارث عسر مساعد الأستاذ محمد كريم فى تأليف الحوار». فاتن حمامة وفى جرأة يحسد عليها يضع كريم يده على نقطة ضعف عبدالوهاب- إذا شئت الدقة يفضحه- فيكتب بالنص: «وفى ثلاثة أشهر كنا قد انتهينا من السيناريو كاملاً، وفوجئ عبدالوهاب بالرواية الجديدة.. فماذا كانت النتيجة.. كسل، ونقد فى غير موضع النقد.. بكره نقرأها يا أستاذ كريم، فيها مواقف ضعيفة يا أستاذ كريم، ونبدأ فى التبديل والتعديل، ثم لا تسمع إلا عبارات الخوف والتردد.. لقد زادت نوبة التشكك والتراخى عنده هذه المرة لأن الرواية من تأليف كريم وعبدالوارث، ولو أنها تحمل اسم أى شيخ آخر لرحب بها، وهذه عادته التى لن يبرأ منها، فما عنده وما تملكه يمينه تافه ضئيل بالنسبة إلى ما فى يد الآخرين!». المهم بعد مداولات ومناقشات وافق عبدالوهاب على إنتاج الفيلم، والقيام ببطولته، وقد شارك فى التمثيل كل من الوجه الجديد سميحة سميح، وإلهام حسين، وفؤاد شفيق، وفردوس محمد، وأمين وهبة، والطفلة المعجزة فاتن حمامة للمرة الأولى. وسأتحدث عن فاتن بعد قليل، ولنعد إلى مذكرات كريم حيث كتب: «كان فيلمًا كثير التكاليف، فقد أنشأنا ديكورات ضخمة لشوارع بأكملها يسير فيها الأتوبيس، وأنشأنا ديكوًرا كبيرًا لجزء من شارع فؤاد وأنشأنا بيوتًا «مودرن» وأخرى ريفية، وكان استوديو مصر- وهذه كلمة حق أسجلها له- يعنى بإقامة الديكورات عناية فائقة، ويقوم الفنيون فيه بتنفيذها بكل عناية وإتقان، ومع ذلك كان ينقص الاستوديو الكثير من معدات السينما، وكانت رغبة المشرفين عليه تتجه إلى تجديده تجديدًا كاملًا، واستكمال أوجه النقص مثل «الباك بروجكشن» و«الكرين» وحامل الكاميرا المتحرك، وماكينات الصوت الحديثة، لكن الجو السياسى الملبد بالغيوم الذى تمخض عن الحرب العالمية الثانية حال دون هذه الرغبة.. نفس هذا الجو السياسى هو الذى حال دون سفرنا إلى باريس لإخراج الفيلم هناك، كما اعتزمنا من قبل، وكما تعودنا من قبل، وقبلنا العمل بمصر».

العالم.. كومبارس!

أما المدهش فى الأمر فهو ما كتبه كريم عن نساء ورجال الكومبارس الذين كان يستعين بهم، ولعلك لاحظت أن الأفلام التى أنتجت حتى نهاية الخمسينيات كانت تحتشد بفتيات جميلات وسيدات ورجال مجتمع.. طالع هذه الفقرة لتعرف من هؤلاء: «كان فيلم يوم سعيد من الأفلام التى تحتاج إلى ديكورات كبيرة، ومجموعة كبيرة من الكومبارس، فكنا نحشد لهذه المناظر الضخمة عددًا لا يقل عن 200 سيدة من جميع الأجناس، كنت ترى بينهن الألمانيات والفرنسيات وغيرهن من كل جنس يمر بالبال، وأجزم أن هذا الفيلم ظهر فيه أكبر وأنظف مجموعة من الكومبارس ظهرت فى فيلم مصرى إلى الآن». ثم يتحدث كريم بألم قائلاً: «كنا نصور مشهدًا ضخمًا لحفلة خيرية كان عبدالوهاب يبيع الورد فيها للمدعوين، وهو يغنى «يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك»، تأليف بشارة الخورى، وقد قضيت بضع ساعات فى تنظيم المشهد وترتيب أماكن جلوس الأرتست، وقبل بدء التصوير بدقائق دخل البلاتوه شخص يحمل خبرًا موجزًا منيرًا، لقد نشبت الحرب فجأة واكتسحت الجيوش الألمانية بولندا، وإنجلترا وفرنسا ستعلنان الحرب فورًا. وفى لمح البصر ساد الهرج والمرج وترك الممثلون أماكنهم، وأسرعوا نحو الراديو يسمعون الإذاعات العالمية، كنت لا تسمع إلا صراخ السيدات وبكاءهن، وأصبحت ملابس السهرة التى كن يرتدينها نشازًا وسط هذا النواح، وكنت ترى العقلاء منهم أو منهن يتساءلون: لماذا تدخل إنجلترا الحرب؟ أو هل تستطيع فرنسا أن تقاوم جحافل الجيوش الألمانية أو أن خط ماجينو سيرد الألمان على أعقابهم؟.. واختلطت آلام الأجناس المختلفة وجمعت بينهم الدموع.. وسقطت سيدة بولندية مغميًا عليها لأن أسرتها كلها فى بولندا فأسرعت زوجتى الألمانية ترش وجهها بالكولونيا.. عجبًا لهذه الدنيا وعجبًا لهذه الحرب؟!». المعجزة فاتن سويت فاتن حمامة من موهبة متدفقة، فمنذ أول مرة دخلت فيها دنيا التمثيل، وعمرها لا يزيد على ثمانى سنوات حتى آخر مشهد، وهى تمنحنا سعادة صافية بقدرتها الفذة على التقمص والانفعال. طالع معى ما كتبه كريم عن هذه الطفلة المعجزة: «وفى مكتب فيلم عبدالوهاب رأيت فاتن حمامة، الطفلة.. من النظرة الأولى قررت صلاحيتها للدور بنسبة 50 فى المائة، ومن النظرة الأولى أيضًا أعجبت بالطفلة، وجلست أتحدث معها ساعات، فأيقنت أنها لا تصلح للدور %100 فحسب، بل أيقنت أنها أكبر من الدور الذى رشحته لها، ورجعت إلى السيناريو، وبدأت أبذل مجهودًا كبيرًا لتكبير دور أنيسة فى كل جزء من أجزائه.. لقد كانت شيرلى تمبل أعظم وأشهر أطفال السينما فى العالم فى أوج مجدها فى ذلك الوقت، ولكن.. كنت أقول لأصدقائى عن إيمان ويقين وعقيدة إن فاتن حمامة تفوقها بمراحل». انتهى كلام محمد كريم، لكن الحديث عن «يوم سعيد» وعبدالوهاب وفاتن حمامة يطول، ورئيس التحرير يطالبنى بالتوقف هنا من أجل المساحة! على أى حال.. «يومك سعيد»! 

اليوم السابع المصرية في

09.01.2015

 
 

وحيد حامد: «قط وفأر» قبل 25 يناير ولا أخشى التهديدات

كتب : سهير عبدالحميد

قال السيناريست وحيد حامد إنه حدد هو والمخرج تامر محسن موعد 20 يناير القادم لعرض أحدث أفلامه «قط وفأر» الذى يقوم ببطولته محمود حميدة ومحمد فراج وسوزان نجم الدين وسوسن بدر وأن اختيار هذا التوقيت ليس له علاقة باقتراب الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وأنه على حد قوله لا يخاف من أحد  بجانب أنه عندما انتهت  جميع تجهيزاته من تصوير ومونتاج ومكساج وجرافيك وأصبح راضيًا عن نسخته النهائية قرر عرضه ويرى ان هذا الموسم هو التوقيت الأنسب له.  

وأشار حامد إلى أن «قط وفأر» ينتمى لنوعية الأفلام الكوميدية التى بداخلها جرعة سياسية حيث يرى أن رسالة الفيلم تحتاج لابتسامة حتى نوصلها للجمهور وتذكر تجربته من خلال فيلم «النوم فى العسل» الذى قدمه مع الزعيم عادل امام فى أواخر التسعينيات وبها جرعة كوميدية وخط سياسى وقصة أشبه بالفانتازيا.

وقال حامد: إن أحداث الفيلم تنطبق على أى زمان وكل شخص يراه من خلال وجهة نظره  فمن الممكن أن نراها فى المرحلة التى نعيشها أو فى مرحلة سابقة، وأحب أن أؤكد أن الفيلم لا يحمل أى إسقاط سياسى على شخص أو زمن بعينه.

وتابع قائلاً: الفيلم له نصيب من اسمه فالصراع الموجود بين شخصية الشاب الفقير المعدم الذى يجسده محمد فراج وبين شخصية وزير الداخلية ويجسده محمود حميدة أشبه بصراع «القط والفأر» لذلك اختارت هذا الاسم للفيلم وقد اخترت شخصية وزير الداخلية لانها مصدر القوة الاول فى أى حكومة تتولى السلطة وليس كمسئول سياسى فالفيلم اجتماعى بالدرجة الأولى ولا يتعرض لأحزاب أو أشخاص بعينها.  

وأضاف حامد أن الفيلم لم يتعرض لأى حذف من مقص الرقابة وتم إجازته كاملاً لعرضه وأنه سعيد بهذا العمل لأنه غائب عن السينما منذ سنوات ومتشوق للعودة إليها.

على جانب آخر مازال وحيد حامد يواصل كتابة الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» والذى سيبدأ تصويره قريبا ولم يستقر بشكل نهائى على فريق العمل.

آخر أعمال وحيد حامد السينمائية كان فيلم «احكى يا شهرزاد» مع المخرج يسرى نصرالله وقام ببطولته منى زكى ومحمود حميدة وحسن الرداد ومحمد رمضان وعرض قبل سنوات.

روز اليوسف اليومية في

09.01.2015

 
 

هشام عبد الحميد: «لا» ممنوع من العرض في مصر

كتب الخبرفايزة هنداوي

بعد النجاح الذي حققه الفنان هشام عبد الحميد على مستوى التمثيل، رفع أخيراً راياته كمخرج من خلال فيلمه «لا» الذي حقق نجاحاً واسعاً لدرجة أنه حصد شهادة الإشادة من الكونغرس الأميركي، ليكون عبد الحميد العربي الثالث، بعد عمر الشريف ومصطفى العقّاد، الذي يحصل عليها، كذلك إشادة من البرلمان الكندي.

عن خطواته المقبلة وسبب عدم عرض «لا» في مصر حتى الآن كان هذا اللقاء.

·        لمذا قررت الاتجاه إلى الإخراج رغم أننا عرفناك كممثل لسنوات طويلة؟

أعشق السينما منذ صغري، وبدأت مشاهداتي فيها منذ كان عمري سبع سنوات. كنت آنذاك أهتم باسم المؤلف والمخرج وصانعي العمل، وكان ذلك أمراً مدهشاً بالنسبة إلى المحيطين بي. وعندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية، بدأت فعلاً في إخراج عدد من المسرحيات، ثم انشغلت بالتمثيل، إلا أن الإخراج بقي حلماً في داخلي، وكنت أنتظر قضية تطرح نفسها عليَّ بشدة وتحمسني لخوض التجربة، إلى أن جاءت ثورة يناير وفرضت قضية الثورة والحرية نفسها عليَّ بشدة فقدمت فيلم «لا».

·        يوحي العنوان «لا» بصرخة اعتراض، على أي شيء كنت تعترض من خلال الفيلم؟

الفيلم صرخة اعتراض ضد أمور كثيرة، من بينهاالفتنة الطائفية والتمييز بسبب الجنس والدين واللون، كذلك يؤكد على قيم الحرية والكرامة الإنسانية، سواء في مصر أو في البلدان الأخرى، في إشارة إلى أننا نعيش داخل مجتمع إنساني واحد وقادرون على التفاعل معه، إضافة إلى مناقشة الفيلم أسباب قيام الثورات عموماً وحاجات الشعوب إلى الحرية والعدالة والكرامة وتكافؤ الفرص.

·        قدمت فيلما صامتا مغايرا عن السائد، فما سبب استخدامك هذا الأسلوب في أول أفلامك؟

لا أحب أن أكون تقليدياً، وقد وجدت أن هذا الأسلوب هو الأنسب للتعبير عن فكرتي، لأن الصورة هي اللغة السينمائية التي تصل إلى الجميع من دون عوائق، وهو فيلم ديكودراما، لأن فيه بعض المشاهد التسجيلية إضافة إلى المشاهد التمثيلية وهو محاولة «لأفلمة المسرح أو مسرحة السينما».

·        هل ترى أنك تمكَّنت من خلال الفيلم من توصيل رسالتك فعلاً إلى الجمهور الذي شاهد الفيلم؟

كانت ردود الفعل مدهشة بالنسبة إلي، فالجمهور من الجنسيات كافة وصلت إليه الرسالة واضحة، وكان يعبر عن ذلك بعد كل عرض مما أسعدني بشدة. كذلك كانت شهادتا الكونغرس والبرلمان الكندي دليلاً على ذلك، وكتب عنه أحد النقاد الكبار في أميركا أنه مثل التوابل التي تضغط على الجروح لتكشفها. ولكنني أتمنى عرضه في مصر لأنها بلدي، ومهما حققت من نجاحات في الخارج سيظل عرضه في بلدي هو الأهم بالنسبة إلي.

·        لماذا لم يعرض الفيلم في مصر حتى الآن؟

لأنه عبارة عن عدد من اللوحات، التي تستعرض تاريخ ثورة يناير منذ اندلاعها وصولا إلى الوقت الحالي. حتى إنه تنبأ ببراءة مبارك قبل الحكم، ويحتوي على بعض اللوحات الصادمة التي قد لا يرحب بها في هذا التوقيت.

·        ماذا عن هذه اللوحات؟

ثمة مثلاً لوحة عن المطالبة بسقوط حكم العسكر التي كان ينادي بها الشباب أثناء حكم المجلس العسكري بعد سقوط مبارك، ولوحة أخرى تتناول الدور الإيجابي الذي أدته قناة «الجزيرة» في توعية الشعوب العربية، ما أسهم في اندلاع الثورات، وهي أمور تتعلق بوقتها، فرغم الدور المشبوه لـ «الجزيرة» الآن، لا يمكن أن نتجاهل دورها مع بداية اشتعال الأحداث، ولكن البعض لا يستوعب ذلك ويخشى عرض الفيلم.

·        هل يعني ذلك أن الفيلم لن يعرض في مصر أبداً؟

عُرض الفيلم مرة فقط في المركز الكاثوليكي المصري، ولاقى رد فعل إيجابياً جداً، وكتب عنه كبار النقاد مرحبين به أمثال الناقد أمير العمري ورفيق الصبان والدكتور جابر عصفور، وأتمنى عرضه مرات أخرى حتى تُتاح للجمهور مشاهدته.

·        هل حصلت على موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟

لم أحاول ذلك، لأنني أعرف أن الرقابة لن توافق عليه في هذه المرحلة، فعقلية الموظفين مسيطرة عليها وليس عقلية الإبداع، وسأدخل في متاهات غير منطقية.

·        ماذا عن تكريمك في مهرجان مالمو؟

كان «لا» قد حصل العام الماضي على جائزة أحسن فيلم مناصفة مع «عن يهود مصر» للمخرج أمير رمسيس، ثم كنت عضو لجنة تحكيم، وكُرمت عن مجمل أعمالي.

·        هل ستكرر تجربة الإخراج؟

أصور راهناً فيلماً تسجيلياً في المغرب بعنوان «تحت الغرض»، كذلك أنوي إخراج فيلم تسجيلي عن الملحن والثائر العظيم الشيخ إمام.

·        قُدمت عن الشيخ إمام أفلام تسجيلية كثيرة تناولت تفاصيل حياته، فما هو الجديد الذي تنوي عرضه؟

مع احترامي للتجارب كافة، إلا أنني سأقدم العمل بطريقة غير تقليدية وببعد أكثر إنسانية في تناولي لحياته. عموماً، أي عمل فني يحتمل تقديمه بأكثر من رؤية.

·        ماذا عن التمثيل؟

التمثيل في دمي بالطبع وأديت دوراً في «لا»، ولن أتوانى عن تقديم أي دور جيد ومختلف أشعر أنه سيضيف إلى تاريخي الفني.

فجر يوم جديد: {حماتي بتحبني}

كتب الخبرمجدي الطيب

يؤرقني كثيراً ما جرى لفيلم «حماتي بتحبني»، الذي احتل المرتبة الرابعة في موسم عيد الأضحى المبارك بإيرادات بلغت مليوناً ومئة ألف جنيه مصري؛ فالفيلم الذي كتبه نادر صلاح الدين وأخرجه أكرم فريد لم يكن بالسوء الذي يجعله يترنح بالصورة التي رأيناها، ويعاني المصير المؤسف الذي انتهى إليه. بل يمكن القول إن معالجته الدرامية اتسمت بالطرافة، وبدت أقرب إلى التنويعة العصرية لظاهرة «الحماة» و{الكنّة» (أي زوجة الابن)، تلك الظاهرة الاجتماعيَّة ذات التأثير الكبير على العلاقة الزوجية، والسبب الرئيس غالباً في توتُّر العلاقة بين الزوجين!

اختلفت الدكتورة رأفت رجائي (ميرفت أمين)، استشارية الطب النفسي وعضو الكلية الملكية البريطانية، عن «الحماة»  التقليدية التي جسدتها ماري منيب في فيلم «حماتي قنبلة ذرية» (1951)، تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج حلمي رفلة، ثم عادت وكررتها في فيلم «حماتي ملاك» (1959) سيناريو وحوار عبد الفتاح السيد وإخراج عيسى كرامة، ووجه لها الفيلم التحية عبر اختيار عرض مقطع من بطولتها؛ فقد اكتوت «رأفت» بنار زوجها الخائن «زير النساء»، ولا تريد لابنتها «منى» (إيمان العاصي) أن تكرر تجربتها المريرة، ولفرط خوفها المرضي أصبحت كالدبة التي قتلت صاحبها، فتدخلت في حياة ابنتها، ولم تدع فرصة من دون استغلالها للإيقاع بينها وبين زوجها د. «شريف مرتضى» (حمادة هلال) الأستاذ المساعد واختصاصي التجميل الشهير، الذي لجأ إليها يوماً لتعالجه من نزقه وطيشه وعلاقاته النسائية المتعددة، ولما فشلت في إجهاض زواجهما أحالت حياتهما إلى جحيم!

على عكس المبالغة في تقديم مغامرات ونزوات د. «شريف»، وتصوير عيادته وكأنها «ماخور»، ثم الجرأة الواضحة في التأكيد على لسان «الراوي» أن عمليات التجميل أصبحت مجرد ستار لارتكاب الأعمال المنافية للآداب، اتسمت مواقف الفيلم بالتلقائية، ولم تجنح إلى المفارقات «الميلودرامية» المستهلكة؛ خصوصاً لحظة التعارف بين البطل واستشاري الطب النفسي، وأيضاً المصادفة الواقعية التي جمعت بينه وزميلة الدراسة الجامعية التي أحبها وطهرته من آثامه، ولما تقدَّم يطلب يدها اكتشف أنها ابنة الطبيبة التي اطمأن إليها ووثق بها وأفضى إليها بأسراره؛ فالسلاسة والمنطق عنصران حيويان في السيناريو، فضلاً عن الأسلوب الراقي الذي اعتمده أكرم فريد في إخراج الفيلم؛ فلا تهتك ولا ابتذال ولا ترخص، رغم أن الأجواء العامة تتيح ذلك، والسيطرة على أداء الممثلين واضحة، بدليل الإفيهات الطريفة للنجم سمير غانم، وتماهيه مع الشخصية الدرامية حتى تكاد تتصوَّر أنهما كيان واحد، إضافة إلى تألق ميرفت أمين في أدائها للشخصية التي أعادتها إلى الشاشة الكبيرة، بعد سنوات من الغياب، منذ مشاركتها في فيلم «مرجان أحمد مرجان» (2007)، باستثناء مشهد قيامها بإشهار السلاح الأبيض ثم الناري في وجه زوج ابنها؛ لأنه يتناقض وثقافة ووعي الطبيبة، وخلفيتها العلمية بالإضافة إلى مكانتها المجتمعية!

في المقابل، لم يُضف الكاتب نادر صلاح الدين جديداً عندما استلهم شخصية سعاد حسني في «بئر الحرمان»، ولم تكن إيمان العاصي مقنعة في تجسيدها لشخصية الزوجة التي أصيبت بـ «شيزوفرينيا»، بسبب نزوات زوجها، ورغبتها في الهروب من واقعها البائس، وبدا أن هذا الجزء بأكمله غير مدروس، وغير مقنع، على عكس النهاية السعيدة التي أيقنت فيها «الحماة» أنها معقدة، ومشوهة من الداخل، واقتنعت أنها كادت تهدم حياة ابنتها، وتهدد استقرارها، خصوصاً أنها لم تجد من يقف معها في أزمتها، بعد سقوطها، سوى زوج ابنتها، الذي ظلمته كثيراً عندما قارنت بينه وزوجها السابق!

تكتسب تجربة فيلم «حماتي بتحبني»، الذي أنتجه أحمد السبكي، أهمية بالغة بعد مقارنتها بفيلم «جيم أوفر»، الذي أنتجه شقيقه محمد السبكي عام 2012، وتناول أيضاً ظاهرة «الحماة»، التي تتسبب في إفساد العلاقات بين الزوجين؛ فالمبالغات التي اتسم بها أداء يسرا، وهي تؤدي دور «الحماة» في «جيم أوفر»، تراجعت كثيراً مقارنة بالأداء الدقيق الذي يعكس خبرة ميرفت أمين، كما بدا حمادة هلال أكثر إقناعاً ومصداقية من محمد نور، الذي جسد دور الابن الذي يعاني سطوة وغطرسة أمه وقسوتها في معاملتها لزوجته (مي عز الدين) بالإضافة إلى غياب المبررات المنطقية عن سيناريو «جيم أوفر»، الذي كتبه محمد القواشي ومصطفى عمار، والإفراط في المبالغات الحركية في الفيلم الذي أخرجه أحمد البدري بينما اجتهد الكاتب نادر صلاح والمخرج أكرم فريد، ونجحا في تقديم فيلم خفيف الظل أدت فيه كاميرا مدير التصوير عمر فتحي ومونتاج عمرو عاصم وديكور كمال مجدي دوراً في النتيجة الإيجابية التي انتهى إليها، على عكس موسيقى عمرو إسماعيل، التي جاءت تقريرية، ومشهد مرور سبع سنوات على عودة الوئام، الذي كاد يصبح ما بعد الذروة، لولا تأكيده أن الزوج عاد إلى سيرته الأولى!

السيناريست مريم نعوم:

أرفض تصنيفي ككاتبة لقضايا المرأة

كتب الخبرهند موسى

تتميّز السيناريست مريم نعوم بكتاباتها التي تقدم صورة حقيقية للواقع، إلى درجة أنها غيرت نظرة البعض نحو بعض الفئات كالسجينات في مسلسل «سجن النساء». 

حول القضايا والموضوعات التي ستطرحها في أعمالها المقبلة، وحول مسلسليها الجديدين «تحت السيطرة» و{واحة الغروب»، اللذين تشارك بهما في الدراما الرمضانية كان الحوار التالي معها.

·        حدثينا عن مسلسليكِ الجديدين.

«تحت السيطرة» من إخراج تامر محسن في  تجربته الثانية بعد «بدون ذكر أسماء»، بطولة: نيللي كريم، محمد فراج، نسرين أمين «واحة الغروب» مقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتب بهاء طاهر، لكن لم نستقر على أبطاله حتى الآن، ومن المقرر أن تخرجه كاملة أبو ذكري.

·        ما صحة ما يتردد من أن نيللي كريم هي بطلة «واحة الغروب» أيضاً؟

غير صحيح؛ فلم يتم ترشيحها من الأساس لبطولة العمل، ولم تبدأ مرحلة الترشيح حتى الآن، إذ تنتظر جهة الإنتاج والمخرجة انتهائي من كتابة السيناريو لتحديد ملامح كل دور واختيار الفنانين بناء عليه.

·        هل تتدخلين في ترشيحات الممثلين؟

دوري في ترشيح النجوم استشاري، وأترك هذه المهمة للمخرج لأنه سيتحمل نتيجة العمل، ومن حسن حظي أن المخرجين الذين تعاونت معهم ساد تفاهم بيننا، وهو ما وجدته مع كاملة أبو ذكري ومحمد ياسين في «موجة حارة، وأخيراً تامر محسن في «تحت السيطرة» الذي تجمعني به صداقة قوية منذ دراستنا في معهد السينما، وله تجارب إخراجية متميزة.

·        إلى أي مدى يفيد هذا التفاهم في مرحلة التنفيذ؟

إلى حد كبير، لأن المسلسل في النهاية عمل مشترك بين المخرج والسيناريست، واجتماعاتهما في الجلسات الأولية تفيد، إلى درجة كبيرة، في مرحلة التنفيذ، ثم نادراً ما يجد السيناريست مخرجاً قادراً على تقديم أفضل صورة لكتابته على الشاشة.

·        كيف تقيمين تجربة كتابة سيناريو وحوار رواية، خصوصاً أن «واحة الغروب» هي تجربتك الرابعة بعد «ذات» و{موجة حارة» و{سجن النساء»؟

أنا عاشقة للأدب قبل أن أكون سيناريست، ولعل هذا ما يدفعني إلى خوض هذه التجارب بحب واقتناع، ولا أجد فيها أي صعوبة، لأنني أبذل المجهود والتفكير ذاتهما اللذين أبذلهما في النصوص العادية، ولا وجه للمقارنة بين المسلسلات المأخوذة عن روايات وغيرها.

·        ماذا عن «تحت السيطرة»؟

مشروع درامي مؤجل للمخرج تامر محسن، كنّا سنقدمه سوياً منذ نحو خمس سنوات، ولكن انشغل كل منّا بأعمال أخرى، حتى انصرفنا عن تنفيذ هذه الفكرة، وقررنا العودة إليها منذ أشهر. أنا متحمسة له للغاية لأنه مخرج متمكن من أدواته، وقدم أعمالاً لم يخرج إلى الجمهور منها إلا «بدون ذكر أسماء»، وجميعها على المستوى نفسه، لذا أتوقع أن يشكل المسلسل الجديد مفاجأة للجمهور.

·        ماذا عن تعاونك الرابع مع نيللي كريم؟

نيللي ممثلة موهوبة وتملك قدرات تمثيلية، ويشهد لها أداؤها بذلك، ثم هي تجيد التعايش مع الشخصيات التي تجسدها. أثق بأن مشاركتها في أي عمل ستكون جيدة ومرضية للمنتج والمخرج والجمهور، وقد لمست ذلك في مشاركتنا سوياً في فيلم «واحد صفر»، ومسلسلي «ذات» و{سجن النساء».

·        لماذا تعاونت مع شركة «العدل غروب» لإنتاج المسلسلين؟

أعتبر نفسي محظوظة لأن الأعمال التي كتبتها، تعاونت فيها مع جهات إنتاجية عظيمة، ولم أندم مرة على العمل مع منتج ما في مسلسل معين، لا سيما شركة «العدل غروب»، فهي لا تبخل بأي شيء قد يفيد العمل في صورته النهائية، بالنسبة إلي كمؤلفة، يأتي  اهتمامي بجهة الإنتاج في المرتبة الثانية بعد معرفتي لاسم المخرج، لأن عليه مسؤولية في اختيار الممثلين، وما تلاها من أمور.

·        برأيك، هل تختلف الكتابة عن قضايا المرأة  بين المؤلف والمؤلفة؟

لا علاقة لجنس المؤلف في قدرته على الكتابة عن مشكلة يعانيها الجنس الآخر، ووجه الاختلاف يكون بين كاتب حساس وآخر غير ذلك. ثمة كتّاب رجال ناقشوا قضايا النساء بشفافية، وثمة كاتبات نساء قللن من أهمية قضايا المرأة.

·        ما ردك على تصنيفك بأنك تناصرين قضايا المرأة في كتاباتك؟

أرفض هذا التصنيف، لأنني لم أقصد ذلك في أعمالي، ولم اختر الموضوعات المتعلقة بقضايا المراة، ولكن ما إن أتلقى عرضاً للكتابة عنها أقبله، كوني أنثى في الأساس وأشعر بمعاناة بنات جنسي، وأكتب عنها بحماسة، وفي حال وجدت النقاد والجمهور يحصرونني في تصنيف معين قد أغير موضوعاتي تماماً.

·        ما أكثر النقاط التي تحرصين على تضمينها في كتاباتك؟

الواقعية؛ أحب أن تشبه قصصي الحياة التي نعيشها بلحظاتها الرومنسية والاجتماعية والتشويقية والكوميدية أيضاً، ليصدقها الجمهور ويتعايش معها.

·        ما الألوان الدرامية التي تطمحين إلى كتابتها؟

مسلسلات فانتازية تتطلب الحفاظ على فرضيتها خلال 30 حلقة، وأفلام استعراضية، ربما لن أكون جيدة في اللون الكوميدي؛ فهو أصعب من الدراما، وبالنسبة إلي أفضل من قدم الكوميديا بجدية من دون الاستخفاف بعقل المشاهد، هو المخرج فطين عبد الوهاب، كذلك أحب أفلام الثلاثي: المخرج شريف عرفة والكاتب الكبير وحيد حامد والفنان عادل إمام، فهي كوميدية وتحمل في مضمونها هموم المواطن المصري.

أفلام اليوم الواحد تسيطر على سينما 2015... مغامرة وتحدٍ وإبداع

كتب الخبرسايمون هندرسون و هند موسى

يحضِّر السينمائيون المصريون عدداً من الأفلام راهناً، في حين انتهى بعضهم من أعمال عدة تمهيداً لعرضها خلال العام الجديد، وتدور أحداثها في يوم واحد فقط، بما في ذلك من أحداث متتابعة تطرأ على شخصياتها الرئيسة، وتدفع الأحداث لتتحرك بشكل قوي ومكثف خلال مدة عرض الفيلم وهي ساعة ونصف الساعة.

حاز معظم أفلام اليوم الواحد في مصر نجاحاً لافتاً من بينها: {بين السما والأرض، إشارة مرور، ليلة ساخنة، سهر الليالي، واحد صفر، الفرح، ساعة ونصف، و«جرسونيرة}... ولعل هذا النجاح شجَّع صانعي السينما على الاستمرار في تقديم هذه النوعية وتكثيف الزمن في أفلامهم.

أحد هذه المشروعات السينمائية الجديدة {بتوقيت القاهرة} ويعرض ثلاث حكايات تحدث في يوم واحد، من بينها حكاية {يحيى} الرجل العجوز المصاب بالزهايمر الذي وصله {حازم} تاجر المخدرات بالسيارة إلى القاهرة.

الفيلم من بطولة نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، وكندة علوش، وشريف رمزي، وآيتن عامر، وكريم قاسم، ومن تأليف أمير رمسيس وإخراجه.

وانتهى فريق العمل من تصوير فيلم {هز وسط البلد} الأسبوع الماضي. تقوم ببطولته مجموعة من الفنانات من بينهم إلهام شاهين، وحورية فرغلي، وزينة، وهياتم، وأنوشكا، إضافة إلى لطفي لبيب، ومحمود قابيل، وأمير شاهين، وتامر عبد المنعم، فيما تولى التأليف والإخراج محمد أبو سيف. تدور الأحداث خلال يوم واحد في منطقة وسط البلد، حيث نتعرَّف إلى حياة بعض سكان المنطقة، من بينهم والدة تمرّ بظروف مادية صعبة، تضطرها إلى بيع أحد أطفالها، ولكنها تفاجأ بأنه في هذا اليوم أيضاً يتوفى طفلها الثاني، ثم يُخطف ابناها الآخران، ما يفقدها عقلها.

كذلك يواصل المؤلف والمخرج محمد دياب تحضيراته لفيلمه الجديد {اشتباك} الذي تدور أحداثه خلال يوم واحد أيضاً، تحديداً داخل سيارة رحلات، الأمر الذي يجعل من تنفيذ هذه التجربة غاية في الصعوبة، خصوصاً أن المشاهد كافة تتم داخل السيارة، ما سيسبب ضغطاً كبيراً على أبطال العمل. دياب أوضح لـ{الجريدة} أنه يقوم باختبارات أداء للممثلين الذين سيشاركون في البطولة، مؤكداً أنه سيختار وجوهاً جديدة شابة، ويصل عددها إلى أكثر من 30 ممثلاً. وأشار إلى أنه قد يستعين بنجم أو نجمة لتقديم بعض المشاهد، لكن البطولة الجماعية هي الأساس من بداية العمل إلى نهايته؛ حيث سيكون لكل ممثل عدد قليل من الجمل الحوارية التي يلقيها في مشهد أو اثنين.

ولفت إلى أن العمل إنتاج مشترك بين شركات عدة، من بينها {أكاميديا}، و{فيلم كلينك} لمحمد حفظي، والشركة اللبنانية Moon the stars، مؤكداً أن {اشتباك} يعد أول فيلم إنتاج فرنسي مشترك بعد توزيع أفلام يوسف شاهين، وذلك من خلال مشاركة شركة {بيراميد} في الإنتاج، والتي تعود بالعمل بعدما أنتجت فيلمه {678}، والذي حقق مليوني دولار في فرنسا، فرغبت في تكرار التجربة مع عمل جديد.

وذكر أن الشركة وضعت ميزانية للفيلم وصلت إلى نحو 10 ملايين جنيه، وسيتم تصميم أكثر من سيارة رحلات بسبب الحوادث التي ستتعرض لها نظراً إلى الصراع داخلها وخارجها، إذ ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الحركة، وهو ما يزيد التحدي والصعوبة أمامه لتنفيذ الـ«أكشن} داخل السيارة، لافتاً إلى أنه انتهى من كتابة قصته منذ فترة بمشاركة شقيقه خالد دياب، ويقومان بكتابة السيناريو الذي يتولى محمد دياب إخراجه وحده.

دياب أضاف: {رغبت في تقديم هذه التجربة لعشقي للمغامرة والمخاطرة، ومفاجأة الفيلم ستظهر في تنفيذه، لأن حالي مثل حال المبدعين الذين يسعون إلى الخروج من القالب المعتاد، وتقديم أمر مختلف. وكي يخرج العمل بالشكل الذي يرضيني كصانع له فإنه يحتاج إلى اهتمام}.

كذلك يستعد المخرج سامح عبد العزيز لتصوير فيلمه الجديد {الليلة الكبيرة}. يبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وتقوم ببطولته مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم نيللي كريم، وسمية الخشاب، وأحمد بدير، وعمرو عبدالجليل، ونسرين أمين، وصفية العمري، وصبري فواز، وآيتن عامر، وزينة، وعلاء مرسي، وأحمد صيام، وسيد رجب، وأحمد رزق، وسوسن بدر، وأحمد وفيق، وسامي مغاوري، ومحمد لطفي، وسلوى محمد علي. العمل من تأليف أحمد عبد الله الذي أعرب عن سعادته بتعاونه مع عبد العزيز الذي قدم معه أعمالاً عدة، مشيراً إلى أنه تم تأخير موعد بدء التصوير للانتهاء من الديكورات الضخمة الخاصة بمشاهد الموالد، والحارات، والمقام، وذلك وفقاً لأحداث العمل، مشدداً على أن لا علاقة للفيلم بأوبريت {الليلة الكبيرة} للشاعر الكبير صلاح جاهين. وأشار إلى أنه يتناول الاختلاف بين الصوفيين والسلفيين على إقامة الموالد والأضرحة للرموز الدينية.

عبدالله أكد عدم تخوفه من تكرار تجربته فيلم اليوم الواحد بعد {كباريه} و{الفرح}، مشدداً على أنها تمثل تحدياً خاصاً له بصناعة فيلم مشوق يعبّر عن الواقع المصري بتفاصيله كافة ونماذج لشخصياته من دون ملل، إضافة إلى تكثيف أحداثه خلال زمن معين بطريقة لا تقلل من أهمية أي واقعة فيه.

{يوم مالوش لازمة}

يعود الفنان محمد هنيدي بدوره إلى السينما بعد غياب ثلاث سنوات بفيلم {يوم مالوش لازمة}. تدور الأحداث خلال يوم واحد، يجسد فيه البطل شخصية موظف في أحد البنوك يتعرض لمواقف كوميدية كثيرة نظراً إلى معاناته من عدم القدرة على اتخاذ قرار بشكل قاطع، ويظهر هذا التردد في ارتباطه بفتاة ثم تركها ليرتبط بأخرى.

الفيلم من تأليف عمر طاهر، ويشارك هنيدي بطولته كل من روبي، وريهام حجاج، وصلاح عبد الله، وهالة فاخر، فيما يتولى الإخراج أحمد الجندي.

كذلك تواصل المخرجة كاملة أبوذكري تصوير فيلم {يوم للستات} الذي كان قد توقف  منذ فترة بسبب انشغال أبطاله بتصوير أعمال أخرى. يقوم بالبطولة كل من إلهام شاهين، ونيللي كريم، ومحمود حميدة، وفاروق الفيشاوي، وهالة صدقي، وإياد نصار، وسماح أنور، وأحمد الفيشاوي، وناهد السباعي، وأحمد داود، وطارق التلمساني. أما التأليف فلهناء عطية. تدور الأحداث خلال سبعة أيام، ويتم التركيز على يوم واحد فيها، وخلاله يناقش العمل قضية حقوق المرأة في المجتمع الذكوري وصراعها كي يمنحها الرجل المساواة معه.

بدوره قال الناقد نادر عدلي إن تقديم عمل سينمائي تدور أحداثه في يوم واحد فكرة عظيمة إن تمت معالجتها بإحكام وبشكل مكثف، وجاءت شخصياتها ثرية، فبذلك سينجح الفيلم في ربط المشاهد بالشاشة طوال الساعة والنصف الساعة.

وذكر أن نجاح هذه النوعية من الأفلام أو فشلها يتوقفان على مدى قوة المعالجة فيها وعلى العناصر الفنية فيها، ﻻفتاً إلى أن الصانعين يشيرون إلى أن الأحداث تبدأ وتنتهي خلال فترة زمنية معينة وهي 24 ساعة، ما يجعل المشاهد منتبهاً ومتأثراً بالأحداث الدرامية وما سيطرأ عليها.

عدلي أوضح أن المشاهد يكون دائماً على علم بأن العمل الفني له عناصره الأساسية من بينها الصراع في أحداثه، ومدة الصراع، وهنا يتفق الصانعون والمشاهدون على أن الزمن متوقف وأشخاصه متحركون خلاله.

الجريدة الكويتية في

09.01.2015

 
 

5 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 63 لـ«المركز الكاثوليكى المصرى»

«سينماتوغراف»: هشام لاشين ـ القاهرة

استقرت لجنة المشاهدة والاختيار لمهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما فى دورته الثالثة والستين برئاسة الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكى المصرى للسينما ورئيس المهرجان وعضوية كل من ميشيل ماهر ومجدى سامى ودكتور جلال سعيد، من تحديد الأفلام المشاركة بالمهرجان هذا العام وفقاً للمعايير الأخلاقية والإنسانية التى يحددها المركز.

 وقد تم اختيار 5 أفلام من بين ستة وثلاثين فيلماً عرضت تجارياً عام 2014، وكانت الأفلام المشاركة هى فيلم «لامؤاخذة» إخراج: عمرو سلامة وفيلم «فتاة المصنع» إخراج محمد خان و«الخروج للنهار» إخراج هالة لطفى وفيلم «صنع فى مصر» إخراج عمرو سلامة وفيلم «ديكور»إخراج أحمد عبد الله.

وتشكلت لجنة تحكيم الدورة الثالثـة والستين برئاسة المخرج عمـر عبد العزيز وعضـوية كل من الفنانة شــيرين والفنانة رانيا فريد شوقى والفنان باسم سمرة والسيناريست بشير الديك ومدير التصوير طارق التلمسانى والناقد الفنى طارق الشناوى والكاتبة آمال عثمان والموسيقار تامر كروان.

 وقد عقدت اللجنة أول اجتماعاتها أمس الجمعة الموافق 9 يناير 2014 مع الأب بطرس دانيال مدير المهرجان لتحديد آلية عمل اللجنة خلال الفترة المقبلة وكذلك موعد مشاهدة لجنة التحكيم للأفلام المشاركة بالمهرجان. هذا ومن المقرر إقامة المهرجان هذا العام خلال الفترة من 27 فبراير وحتى 6 مارس 2015، وسوف يقوم المركز هذا العام بتكريم العديد من رواد ورموز العمل السينمائى.

الصايل ضيف الدورة الثالثة لماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان بالرباط

المغرب ـ خاص «سينماتوغراف»

تنظم جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان والمعهد المختص للسينما والسمعي البصري، من 12 إلى 17 يناير الجاري بالرباط، الدورة الثالثة لماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان، التي تستضيف السينمائي نور الدين الصايل.

وأوضح تصريح للجمعية أن الماستر كلاس، الذي ينظم بدعم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية والذي تحرص الجمعية على تنظيمه فصليا داخل الفضاءات التعليمية «جامعات ومدارس عمومية أو خاصة وثانويات»، يهدف إلى «تشجيع الميولات والطموحات الفنية لدى الطلبة من خلال تزويدهم بالمعرفة والأدوات التي ستساعدهم في مشوارهم المهني الفني، ولدى السينمائيين الشباب من خلال إتاحة الفرصة لهم بلقاء أساتذة محنكين لا يترددون في تقاسم تجاربهم المهنية معهم سواء في الإخراج أو المسارات الإبداعية للأفلام».

وخلال هذا الماستر كلاس، سيتم عرض خمسة أفلام مطولة من اختيار نور الدين الصايل«الساعة الخامسة مساء» بمقر المعهد المختص للسينما والسمعي البصري، وهي «أماكننا الممنوعة» لليلى كيلاني (2009) يوم 12 يناير، و«البراق» محمد مفتكر (2011) يوم 13 يناير، و«الرجل الذي باع العالم» (2009) لسهيل وعماد نوري يوم 14 يناير، و«النهاية» لهشام العسري (2011) يوم 15 يناير، و«ملاك» لعبد السلام كلاعي (2012) يوم 16 يناير.

وسيتم تقديم ماستر كلاس نور الدين الصايل يوم 17 يناير (العاشرة والنصف صباحا) بقاعة الفن السابع.

يشار إلى أن نور الدين صايل، وهو من مواليد 1948 بطنجة، أسس في 1973 الفيدرالية الوطنية لنوادي السينما بالمغرب التي ترأسها حتى سنة 1983، واشتغل مدرسا ثم مفتشا عاما لمادة الفلسفة حتى 1984 .

وصايل ناقد سينمائي في الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزة، فقد شغل منصب مدير البرامج بالتلفزة المغربية ما بين 1984 و1986، قبل أن ينتقل إلى مجموعة (كنال بلوس) الفرنسية ليصبح مديرا لبرامج «كانال بلوس أوريزون» (1990-2000)، ليشغل بعد ذلك، منصب مدير عام بالقناة المغربية الثانية، ما بين أبريل 2000 وشتنبر 2003، وشغل منصب مدير المركز السينمائي المغربي سابقا (2003-2014) ومدير المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وساهم نور الدين صايل، باعتباره كاتب سيناريو، ، في العديد من الأفلام، من بينها السفر الطويل (1981) وباديس (1981) ولالة حبي (1996) والشريط القصير (الشاشة السوداء، نظرات إفريقيا).

وينظم ماستر كلاس السينما وحقوق الإنسان بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركز السينمائي المغربي.

إنكسارات وتطورات صناعة الأفلام الألمانية

خاص ـ «سينماتوغراف»

ازداد الإقبال على الإنتاج الألماني في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وأصبحت الأفلام الألمانية تحقق أرقام مبيعات قياسية. وتحفل الساحة اليوم مجددا بنجوم يجتذبون الجمهور الألماني إلى دور السينما، من أمثال: تيل شفايغر، ألكسندرا ماريا لارا، مارتينا غيديك، يوليا ينتش، دانييل برول، موريتس بلايبتروي. ولم يكن تأسيس أكاديمية الفيلم الألمانية في العام 2003 سوى انعكاسا لزيادة الثقة بالنفس في هذا المجال. وقبيل بداية الألفية الثالثة سعى فيلم ألماني بعنوان «لولا تجري» (1998) للمخرج توم تيكفير إلى إيقاظ السينما الألمانية من سبات عميق. هذه الكوميديا التجريبية حول لولا ذات الشعر الأحمر، حول القدر والحب والصدفة، تلاءمت مع الشعور الجديد بالحياة الذي ساد في أواخر التسعينيات. السباق الجريء الذي عاشته لولا مع الزمن في مدينة برلين، تم فهمه في مختلف أرجاء العالم على أنه تعبير عن عصر اللهث وراء شؤون الحياة بدون هوادة. مع فيلم «لولا تجري» تمكن المخرج توم تيكفير من تحقيق نجاح عالمي باهر. وشكل هذا الفيلم انطلاقة مرحلة جديدة للسينما الألمانية. ولأول مرة منذ عهد ما كان يعرف باسم «سينما المؤلفين» وأيام راينر فيرنر فاسبيندر (المتوفى سنة 1982) تتجه أنظار العالم باهتمام وفضول مجددا نحو السينما الألمانية التي بدأت تحقق نجاحات عالمية من جديد.

في العام 2002، حصلت كارولين لينك على جائزة أوسكار عن فيلم «في لا مكان في أفريقيا»، وفي 2007، حصل فلوريان هينكل فون دونرسمارك أيضا على الجائزة الحلم عن أول أفلامه «حياة الآخرين».

 وفي ذات العام، فاز فاتح أكين في مهرجان كان السينمائي بجائزة أفضل حوار وبالجائزة الخاصة عن فيلمه «على الجانب الآخر».

وبينما كانت الأفلام الكوميدية هي التي حصدت، وبشكل غير متوقع النجاحات المتتالية في عالم الأفلام الألمانية مع مطلع الألفية الجديدة، مثل فيلم «نهاية سنوات الخير» (2004) لهانس فاينغارتن، فإن الأفلام الجادة هي التي تحتل مركز الاهتمام مع نهاية العقد الأول من ذات الألفية. إلا أن الموضوعات بقيت على ذاتها: فقد تم عرض التراجيديا الكوميدية «وداعا لينين» (2003) في أكثر من 70 بلدا، وبنجاح باهر، وذلك لأنها تعرض أيضا لفشل الشيوعية.

كما أن فيلم «حياة الآخرين» لدونرسمارك (2007) يستعرض الحياة والمعاناة في ظل نظام الشتازي (المخابرات الألمانية الشرقية) في ألمانيا الديمقراطية، وقد حاز الفيلم على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في مهرجان هوليود السينمائي. منذ تلك السنة ازدهرت سوق الأفلام التي تتحدث عن ألمانيا الشرقية رغم أنه قد مر حتى الآن ربع قرن على توحيد شطري ألمانيا إثر سقوط جدر برلين واندثار الاتحاد السوفييت من على الخريطة الجغرافية والسياسية. وقد ظلت كل هذه الأعمال السينمائية تركز على التعطش للحرية وهي تصور حياة الأفراد في سياق تاريخي عام للشعوب والدول.

تنقلنا أحداث الفيلم إلى مطلع سنوات السبعينيات، عندما كانت ألمانيا منقسمة إلى شطرين. ويعتبر الفيلم عملا سينمائيا طويلا ينجزه المخرج كريتسيان شوشوا وهو مخرج ألماني شاب ولد في ألمانيا الشرقية قبل أن ينتقل إلى الغرب صحبة مع عائلته سنة 1989. لاشك أن تلك الهجرة هي التي ألهمت المخرج موضوع الفيلم وقد تولى كتابة السيناريو مع والدته هايدي غير أنه اقتبس ايضا السيناريو من رواية «نار المخيم» التي ألفتها الأديبة جوليا فرنك.

على الجانب الآخر، يتحدث فاتح أكين على سبيل المثال، وهو من مدينة هامبورغ وذو أصول تركية، بأسلوب غاضب يحبس الأنفاس عن الحياة في ألمانيا. وفي فيلمه الدرامي «ضد الجدار» (2004)، الذي كانت جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين إحدى الجوائز التي حصدها، يتحدث عن قصة حب بين شاب وفتاة ألمانيين من أصول تركية، ويخوض بشكل في غاية الدقة في تمزقهما بين الثقافتين، من دون استجداء أو استثارة للعواطف. وفي عام 2007 تحدث أكين في فيلمه الدرامي «على الجانب الآخر» عن ستة أشخاص في ألمانيا وتركيا يجمع بينهم قدر الحياة. وقد كان هذا الفيلم جديرا بجائزة الفيلم الألماني لأربع فئات. وفي 2009 قدم تذكارا تمثيليا لمدينة هامبورغ من خلال فيلمه «مطبخ سيؤول».

أما فيلم «طرق ابواب الجنة»، للمخرج والمؤلف توماس يان وبطولة الثنائي تيل شفايغر وجان جوزيف ليفيرس، فعنوانه مستمد من اغنية بوب ديلان الشهيره والتى ايضا استخدمت كموسيقى تصويريه بالفيلم، ولم يرشح لجوائز كبيرة باستثناء مهرجان موسكو السينمائي وفاز تيل شفايغر بجائزة افضل فيلم، تم عمل ريميك ياباني للفيلم حمل اسم Heaven’s Door عام 2009.

وهو كوميديا صنعت وقدمت بشكل جميل وسرد رائع للاحداث وحوارات خيالية،  وتدور احداثه عن شابين، مارتن ورودي، يتم تشخيصهما بمرض السرطان، فالاول يكون لديه ورم بالمخ ولم يتبق له سوى بضعة ايام. والثاني يرث سرطان العظام من والده ولم يتبق الكثير امامه. يتصادف الاثنان بالمستشفى وتبدأ بينهما فقرة تعارف مثيرة قبل هروبهما من المستشفى والهدف الذي وضعه مارتن وأقنع به رودي هو الذهاب لرؤيه المحيط!، وبعد ان قام مارتن بوصف المحيط يرد رودي لم اذهب الى المحيط من قبل.. يبدأ مارتن بهذه الجمله “نحن الاثنان نطرق ابواب الجنة ونشرب «التكيلا» ويكمل نحن خبراء بالارتماء بالتراب وانت لم تذهب الى المحيط، الا تعرف كيف يبدو الامر عندما ندخل الجنه؟ في الجنه كل ما يتحدثون حوله هو المحيط وكم هو رائع، يتحدثون عن الغروب الذي شاهدوه، وعن كيفية تحول الشمس حمراء كالدم عندما تغرب وعن شعورهم عندما فقدت قوتها والبرد الذي اتى من المحيط بينما باقي النيران مازالت تتوهج وانت لا يمكنك التحدث حول ذلك معهم لانك لم تذهب الى المحيط ابدا!.

تحقق الأفلام الألمانية النجاح لأن موضوعاتها القومية المحلية والتفاعلات السينمائية تتناول قضايا ذات اهتمام عالمي. وذلك على الرغم من أن صناع السينما الألمان يصنعون أفلامهم من التطورات والتغيرات والإنكسارات التي يعيشها وطنهم، وتشهدها سيرهم الذاتية.

سينماتوغراف في

10.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)