كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نور الشريف:

أصارع المرض منذ 18 شهراً

أجرى الحوار: صفوت دسوقى وتصوير ــ راجى ماجد

 

·        غضبت من أمى لزواجها بعد رحيل أبى.. والغرور كاد ينهى مشوارى الفنى مبكراً

·        لست نادماً على احترافى الفن.. و«خلفة البنات رضا من ربنا»

·        رفضت تقديم أفلام سيئة السمعة فى بيروت بعد النكسة.. رغم الإغراءات المادية

·        معدوم الموهبة فى الوسط الفنى يتحول لحاقد.. وعانيت من هذه النوعية فى بداية مشوارى

·        توقفت عن التدخين منذ عامين.. ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت وسيلة للضغط والاعتداء على الحرية

·        الإنسان بدون حب «كائن ميت على قيد الحياة»

مرت الأيام والسنوات، ولم يتنازل «نور الشريف» عن قناعاته أو يغير عاداته اليومية.. يستيقظ من النوم مبكراً وكأنه طفل صغير يبحث عن فرصة للانطلاق.. من نافذة غرفته يطارد الهواء الجديد.. ويراهن بداخله على يوم جديد خال من متاعب الحياة.. على الطاولة كتاب وحيد يبدو أنه كان رفيقه فى المساء، وبجواره مجموعة من الصحف يطالعها وهو يتناول وجبة إفطاره الخفيف.
استقبلنى نور الشريف بابتسامة رائعة ولكن نبرة صوته الضعيفة كانت تخفى خلفها أوجاعا كثيرة.. أعرف جيداً أننى أمام فنان استثنائى يسكن فى قلوب الملايين وعطاؤه الدائم يضمن له الخلود فى سجلات السينما والمسرح والتليفزيون.. واتفقت مع الفنان الكبير على أن يكون الحوار قراءة للماضى والحاضر.. قبل أن نبدأ حديثنا سألته: أنت بخير يا أستاذ؟

أجاب بثقة: الحمد لله على كل شىء، فلست نادماً على اختيار الفن طريقاً للعبور إلى قلوب الناس.

·        الحنين إلى الماضى ربما يكون باعثاً لسعادة وربما يكون محركاً للأحزان.. فكيف يرى نور الشريف الماضى؟

- الماضى جزء من الإنسان، مهما كان حاضره جميلاً ومبهراً يجب أن يحن للماضى ويفتش فى درج الذكريات.. لم تكن حياتى ناعمة كما يظن البعض فقد توفى والدى وعمرى تسعة شهور، وكنت أتمنى أن أرى وجهه وأحفظ ملامحه.. وفرحت عندما وجدت صورة لوالدى عند ابنة عمى.. أخذت الصورة فى حضنى فما أصعب أن يخرج الإنسان إلى الدنيا بدون أب يحميه ويعلمه، وتربيت فى منزل عمى إسماعيل فى منطقة السيدة زينب، وكان يرعانى وكأنه والدى، وحتى هذه اللحظة يعيش أبناء عمى فى شارع محمد قدرى بالسيدة زينب كانت أيام الطفولة مليئة بالسعادة والوجع أيضاً.

·        تقول إن عمك تحمل عبء التربية.. فأين هو دور الأم فى حياتك؟

- عندما توفى والدى كانت أمى فى سن الصبا، لذا فكرت فى الزواج والبحث عن حياة جديدة.. فقد نصحها كثير من الناس بتكرار تجربة الزواج لأن الحياة بدون رجل صعبة فى مجتمعنا، وبالفعل تزوجت أمى أملاً فى حياة جديدة.

·        وهل تأثرت علاقتك بوالدتك بعد زواجها؟

- بكل تأكيد.. فقد غضبت من أمى جداً، وإذا وضعت نفسك مكانى فتكشف أنه أمر صعب أن يحل رجل آخر محل والدك، خاصة أننى كنت أسمع كلاما طيبا ورائع عن أبى رحمه الله.. استمرت علاقتى متوترة بوالدتى حتى دخلت معهد فنون مسرحية وعندما درست علم النفس، التمست العذر لأمى لأنها تزوجت وتفهمت لماذا اتخذت هذا القرار.. وأدركت أن الإنسان لا يجب أن يتعجل فى إطلاق الأحكام فعندما تتسع معارفنا ونصل إلى مرحلة النضج تتغير أفكارنا.

·        مؤكد أنك فكرت فى الاعتذار لها عن موقفك القديم؟

- لم أفكر فى الاعتذار لأمى ولكن المعاملة معها تغيرت، أصبحت قريبا منها وأرعى شئونها، وتحسنت علاقتى بها، وكنت دائم الحديث معها، وعندما رحلت عن الحياة شعرت بحزن كبير فقد كانت شديدة الحنان.

·        من الشخص الذى يدفعك دائماً للتفتيش فى جراب الذكريات؟

- لى شقيقة وحيدة اسمها «عواطف» تقيم فى الإسكندرية، أشعر معها بالدفء والود، وأسأل عنها دائماً وهى أيضاً تهتم بأمرى ولا تنسى السؤال عنى، أدعو ربى دائماً أن يمد فى عمرها لأننى متعلق بها وعندما نجلس سوياً نسترجع الماضى ونقف عند أشياء تفتح الشهية للضحك وأشياء أخرى تحرك مؤشر الحزن.. الذكريات شىء جميل حتى إن كانت حزينة، كما قلت فى بداية حديثى الماضى جزء من الإنسان.

·        كنت الولد الوحيد فى أسرتك.. فهل غضبت لأنك لم تنجب ولدا يحمل اسمك؟

- بالعكس أنا فى منتهى السعادة وأعشق سارة ومى شكراً لربنا لأنى لم أنجب ولدا.. ربما جاء الولد ولم يكن صالحاً ويدمر اسمى ويسىء لسمعتى، المبدع الراحل عاطف الطيب لم يكن لديه بنت أو ولد وقال لى قبل رحيله إنه سعيد لأنه ترك 21 فيلماً تحمل اسمه وكلها علامات مضيئة فى تاريخه الفنى ويكفى أننا عندما نشاهد أعمال المخرج عاطف الطيب نقرأ تفاصيلها بشكل جديد ونقول الله يرحم عاطف الطيب ذلك المبدع الذى قدم أعمالا فنية رائعة، أنا أيضاً أحمد الله على «سارة ومى» وفخور بأن أرشيفى يضم 171 فيلماً كلها تحمل اسمى، هذا بالإضافة لأعمالى فى الدراما التليفزيونية والمسرح.

·        وهل اتبعت منهجا معينا فى تربية «سارة ومى»؟

- أنا بطبعى ضد القهر والخوف.. قررت أنا وبوسى أن نعامل «سارة» و«مى» مثل الأصحاب، هناك حوار دائم وحرية فى النقاش، لم أهتم بشىء أكثر من سارة ومى، هما بالنسبة لى مصدر للسعادة وأتمنى أن تكون حياتهما حافلة بالنجاح والسعادة، ولا أبالغ إذا قلت إننى لم أفرض أى قرار عليهما وأترك لهما كل الحرية فى اتخاذ القرار والحمد لله ثقتى فى تصرفاتهما تأتى دائماً فى محلها.

·        إلى أى مدى كانت البدايات محبطة ومهددة باحتمال الفشل؟

- سوف تندهش إذا قلت إننى دخلت السينما بطلا.. فقد اكتشفنى المخرج محمد فاضل بعد أن رشحنى الصديق والأخ الحبيب عادل إمام للمخرج حسن الإمام الذى قدمنى فى فيلم «قصر الشوق» بالمناسبة عادل إمام رشحنى للدور دون أن يكون بينى وبينه أى معرفة مسبقة ولذا أنا مدين له بالكثير، وبعد عام من عرض فيلم «قصر الشوق» توالت الأعمال وأصبحت ممثلا مشهورا ويجب القول إن عائلتى لم تكن تضم أى فرد يعمل بالوسط الفنى وأن أبى الذى رحل مبكراً عن عالم الأحياء كان «بقال» ولكنى عشقت الفن وتمنيت أن أصل من خلاله إلى الناس، ولست نادماً على اختيار الفن طريقاً للحياة، كانت البدايات بفضل الله مبشرة ومبهجة.

·        تقول إن البدايات كانت سهلة ومبهجة.. فهل هذا اعتراف بأنك لم تتعرض للحرب من نجوم فى الوسط وقت ظهورك؟

- لا تخاف من الشخص الموهوب لأنه سوف يظل مشغولا بتنمية موهبته وتقديم أعمال جيدة، لكن الأزمة تكمن فى عديمى الموهبة. الشخص عديم الموهبة عندما يفشل فى الوصول إلى الناس يتحول إلى شخص حاقد وكاره للآخر.. ويحاول دائماً تعطيل مسيرة المتميزين ووصف نجاحهم بأنه وليد الصدفة وليس ناتجاً عن جهد وموهبة حقيقية.. وقد عانيت كثيراً من الحاقدين وحاولوا اعتراض طريقى لكن التوفيق دائماً بأمر الله فقد نجحت وحققت الكثير.

·        الموت، الحب، الهروب من الواقع.. كيف يرى نور الشريف هذه المعانى؟

- الموت هو نهاية كل البشر طال الأجل أو قصر، فالكل راحل عن الحياة لذا أحاول جاهداً أن أكون إيجابيا أقرأ وأتعلم وأقدم أعمالا مفيدة للناس، أعمال تحمل رسالة وتترك فى النفس أثرا طيبا.. أما «الحب» فهو كما قال جبران خليل جبران «ذات الله» ويقصد أن الحب هو شخصية ربنا.. أنا أحب، والإنسان بدون عاطفة الحب «كائن ميت على قيد الحياة».. وبخصوص الهروب من الواقع فلم أهرب أبداً وأحب المواجهة.

·        لاحظ كثير من الناس أثناء ظهورك فى مهرجان دبى أن حالتك الصحية ليست جيدة.. وتضاربت الأقوال فما حقيقة مرضك؟

- بصراحة شديدة تعبت من الشائعات التى تحاصر حالتى الصحية وكثيراً أقرأ أخبارا غريبة وتصيبنى بالضيق لذا سوف أعترف بحقيقة حالتى الصحية لـ«الوفد» حتى أغلق الباب أمام الشائعات: الدم لا يصل إلى قدمى اليمنى وقد نصح الأطباء بإجراء جراحة توسيع شرايين وقبل إجراء الجراحة اكتشفت أننى أعانى من وجود مياه على الرئة ونتج عن هذه المياه حدوث التهاب فى الغشاء البللورى وتوقفت عن التدخين منذ عامين، وأتلقى علاجا للرئة وإزالة الالتهاب الموجود فى الغشاء البللورى وإذا كتب الله سبحانه وعالى الشفاء فسوف أجرى جراحة فى القدم اليمنى.. هذا باختصار شديد وصف دقيق لحالتى الصحية وأتمنى من كل المحبين والمخلصين الدعاء لى بالشفاء.. المرض محنة قاسية والشفاء منها نعمة من عند الله.

·        وهل من المتوقع أن تؤجل مشروعاتك الفنية بسبب الحالة الصحية؟

- الحمد لله حالتى الصحية ليست سيئة حتى أتوقف عن العمل... فقد انتهيت من تصوير فيلم «بتوقيت القاهرة».. وعرض مؤخراً فى مهرجان دبى السينمائى وكان استقبال الفيلم رائعاً.. وحالياً مشغول بالتحضير لمسلسل «أولاد منصور التهامى» وحتى هذه اللحظة لم يتم الاستقرار على فريق العمل، تم اختيار المخرج فقط وهو سميح النقاش وربما لا يلحق هذا المسلسل بموسم شهر رمضان القادم، وهناك احتمال كبير لعرضه بعد شهر رمضان.

·        لماذا قررت العودة إلى السينما بفيلم يحمل عنوان «بتوقيت القاهرة» رغم أن هناك موضوعات كثيرة عُرضت عليك؟

- بصراحة شديدة السينما كانت «وحشتنى جداً» ولاحظت أن معظم الأفلام المعروضة فى دور العرض المصرية أفلام تم اقتباسها وتمصيرها، أردت أن أعود إلى سينما لتقديم فيلم مصرى أشم فيه رائحة مصر.. وبدون مبالغة أعجبنى السيناريو أمير رمسيس مؤلف ومخرج الفيلم لأنه يرصد نماذج من الواقع الحالى وكيف أثر التيار الدينى فى سلوكهم.. الفيلم يقدم أناسا تأثروا بشكل سليم ونماذج أخرى تأثيرها ظاهرى فقط.. باختصار شديد فيلم «بتوقيت القاهرة» يبدى رأيا فى السلوك الإنسان وبالطبع يلقى الضوء على الواقع السياسى ولكن ليس بشكل مباشر، وأثق فى أن الفيلم سينال إعجاب الجمهور لأنه جيد وطرحه مختلف.

·        تردد أنك وراء إقناع الفنانة ميرفت أمين بالعمل فى الفيلم.. ما حقيقة ذلك؟

- هذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة لأن الشركة المنتجة هى التى تعاقدت معها وليس لى أى دور فى الموضوع ولكنى فرحت لأن ميرفت ستعمل معى.. فقد اشتغلت معها كثيراً، وهى فنانة رائعة.. وسوف أعترف لك بشىء غريب فكرت فى الاستعانة بالفنانة ميرفت أمين فى مسلسل «الدالى» وكان الهدف هو الاستعانة بمشاهد قديمة تجمع بينى وبينها من خلال فيلم «الحب وحده لا يكفى» فكما تعلم أن المسلسل يرصد رحلة صعود البطل وكيف بدأ من السفر وأدركت أن وجود ميرفت فى المسلسل سوف يساعدنى على الاستعانة بمشاهد من الفيلم، لكن فى هذه الفترة كانت ميرفت أمين مرتبطة بالمنتج كامل أبوعلى واعتذرت عن عدم المشاركة فى المسلسل لذا أنا سعدت بالعمل معها فى فيلم «بتوقيت القاهرة» وانتهى الأمر بترشيح الفنانة سوسن بدر للمشاركة فى بطولة مسلسل «الدالى» وحقق المسلسل وقت عرضه نجاحا كبيرا كما أن سوسن بدر قدمت دورها بشكل ممتاز.

·        من تحت عباءة نور الشريف خرج نجوم فى الإخراج والتمثيل.. حدثنا عن رغبتك فى اكتشاف المواهب؟

- الحياة مستمرة ويجب على الكبار أن يمنحوا فرصة للصغار كى يظهروا ويتوهجوا، وأنا عاشق لاكتشاف المواهب ففى الإخراج اكتشفت، عاطف الطيب ومحمد خان، داود عبدالسيد، حسين الوكيل، سمير سيف، وفى التمثيل سوسن بدر، محمد رياض، مصطفى شعبان، ومجموعة ممتازة من الشباب فى مسلسل «الدالى» وفى الكتابة قدمت مواهب رائعة مثل فايز غالى فى فيلم «ضربة شمس» وعبدالرحيم كمال فى مسلسل «الرحايا» والسيناريست عبدالرحمن محسن فى فيلم «زمن حاتم زهران»، ،وهناك مواهب كثيرة كانت تحمل كل علامات التوجه والانطلاق لكن الضعف أمام الفلوس شوه موهبتهم وأجبرهم على البقاء فى الظل.

·        بعد نكسة عام 67 سافر عدد كبير من نجوم الفن إلى بيروت بحثاً عن عمل وأغلبهم حالياً يبدأ من الأعمال الفنية التى قدمها فى هذه المرحلة.. ما رأيك؟

- أنا أيضاً سافرت إلى بيروت وسوريا بعد النكسة.. وقدمت هناك حوالى 6 أفلام وبصراحة شديدة كلها لم تكن جيدة وفيلم واحد فقط من بين هذه المجموعة أعتز به ولا يدخل فى القائمة لأننى أريد أن أسقطها من حساباتى الفيلم يحمل عنوان «امرأة حائرة» من إخراج عاطف سالم.. صحيح فى بيروت وسوريا لم أقدم أعمالا جيدة ولكن سافرت بعد توقف العمل فى القاهرة وفى مشوارى أعمال أريد أن أشطبها من رصيدى الفنى ولكن هذه الأعمال لم يكن سلوكى فيها سيئاً، ولكن كانت أعمالا ساذجة وسطحية ومقدمة فى قالب فنى ضعيف، أنا لم أقدم فى بيروت أفلام سيئة السمعة رغم الإغراءات المالية احتراماً لمبادئى فالفن مسئولية، وهناك أفلام مصرية لا أحبها أبداً ولو عادت الأيام لتراجعت عنها مثل فيلم «ألوو أنا القطة» وفيلم آخر يحمل عنوان «بنت من البنات» لم تكن أفلاما جيدة وأنا لا أحبها، هناك أفكار بسيطة جذابة وحتى تحقق النجاح يجب أن تقدم فى قالب جيد فيلم مثل «إى. تى» فكرته بسيطة ولكن المعالجة الجيدة صنعت منه فيلما متميزا.

·        يقال إن النجاح والشهرة يغيران طباع الإنسان.. هل حدث ذلك معك؟

- بكل تأكيد النجاح يغير الإنسان ولكن الأمر متعلق بالأجواء المحيطة بالفنان والتربية أيضاً.. عندما سافرت إلى بيروت أصابنى الغرور لأن المنتجين كانوا يتهافتون على حتى أعمل معهم ورفعوا أجرى بشكل مبالغ فيه.. كنت فى العشرين من عمرى وأحسست بالغرور وهذا الغرور كان من الممكن أن يدمرنى ويجعلنيدأسكن الظل لولا أننى أدركت سريعاً أننى أسير فى الاتجاه الخطأ بسرعة استرجعت حساباتى وقررت أن أسترد نفسى قبل أن تضيع منى.. ودائماً أحذر الشباب الجديد الذين ترتفع أجورهم فجأة ويجدون أنفسهم فى القمة. أقول لهم احذروا لأن النجاح المفاجئ قد يصيب الإنسان بسقوط مفاجئ.. يجب أن يكون فى حياة الفنان نجاحات متكررة حتى يكتب لنفسه الاستمرار والتألق.. الأضواء المبهرة ربما تصيب الإنسان بالعمى ويعجز عن رؤية الطريق بوضوح لذا أرجو من الشباب الجديد أن يفكروا ويتعلموا لأن الغرور مدمر والمبالغة فى الأجور ليست ضامنة للنجاح.. لكن الفنان الجيد هو الذى يبحث عن النجاح ويطارده ويبتعد عن آفة الغرور لأن الغرور مدمر للإنسان.

·        نال فيلم «حبيبى دائماً» إعجاب الجمهور والنقاد.. بينما فيلم «العاشقان» لم يحقق أى نجاح يذكر علماً بأن الفيلمين بطولة نور الشريف وبوسى.. بماذا تفسر ذلك؟

- فى فيلم «حبيبى دائماً» كان العدو لعاطفة الحب هو الموت وهذا أكسب القصة تعاطف الكثير.. ولكن فى فيلم «العاشقان» كان العدو هو التغييرات الاقتصادية ولكنى فخور أيضاً بهذا الفيلم وأتمنى أن يشاهده الناس حالياً وهناك مشهد مهم فى الفيلم يظهر فيه الفنان عزت أبوعوف وخلفه لوحة مرسوم عليها دولار ويحمل رمز الماسونية ولهذا معنى كبير.. الفيلم يرصد تحولا أخلاقيا مرعبا من المجتمع وهذا التحول قادر على أن يطفئ أى قصة حب مهما كانت عميقة وصادقة.. فى فيلم «حبيبى دائماً» الحب مرهون بحكمة القدر ولكن فى «العاشقان» قصة حب ناضجة يقابلها تحول اقتصادى له تأثير على الأخلاق والقيم والعواطف أيضاً.

·        فى الفترة الأخيرة فرضت مواقع التواصل الاجتماعى نفسها.. ما رأيك فيها؟

- أنا ضد مواقع التواصل الاجتماعى بكل أشكالها «فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام» فيها اعتداء للحرية ومستفزة بشكل مرعب، وأصبحت وسيلة على الناس ليس لدى صفحة على أى موقع للتواصل الاجتماعى وهناك أشخاص يضعون صورتى وأخبارى ينتحلون شخصيتى، وهذا ليس من حقهم، وأندهش من استخدام البعض لهذه المواقع فى عمل شهرة مزيفة وليست حقيقية، بعض الناس لا يجيد الحديث بالإنجليزية ويستخدم الانستجرام ويأتى بشخصى يتحدث بلسانها ويخاطب الآخر: شىء مضحك ومستفز أيضاً.. التكنولوجيا سلاح ذو حدين وأتمنى أن يستخدمها الناس بشكل إيجابى، ما المتعة فى أن يضيع الإنسان وقته فى متابعة الفيس ونشر صور، على الإنسان أن يطور موهبته وينهض بقدراته فى العمل.. فالوقت شىء غال وثمين وإهداره فى أشياء بلا معنى أمر محزن ومؤسف.

الوفد المصرية في

01.01.2015

 
 

"حقائق مزعجة"..

مخرج يهودي يدين الصهيونية

أمير العمري

كُشف الستار مؤخرا عن اعتزام المخرج الفرنسي الكبير مارسيل أوفوليس Marcel Ophulusإخراج فيلم تسجيلي طويل، يكشف عنصرية السياسة الإسرائيلية، ويتبرأ منها وهو في السابعة والثمانين من عمره، ومعروف أنه ابن المخرج الألماني الشهير ماكس أوفوليس، وهو يهودي هاجر من ألمانيا إلى فرنسا بعد وصول النازيين للسلطة في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم هاجر مع أسرته إلى أمريكا بعد الاحتلال الألماني لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، قبل أن يعود مُجدّدا إلى فرنسا حيث لايزال الابن مارسيل يعيش ويصنع أفلامه التسجيلية المثيرة للجدل.

كُشف الستار عن مشروع الفيلم الجديد لأوفوليس، بعد أن بث المخرج الكبير مقدمة دعائية بديعة لفيلمه القادم، يبلغ زمن عرضها 12 دقيقة، على موقع أسسّه خصيصا للفيلم على شبكة الانترنت، من أجل جمع التبرعات لتمويل الفيلم الجديد الذي يصعب أن يحصل على تمويل الشركات الكبرى سواء في أمريكا أو في أوروبا، رغم شهرة مخرجه، ورغم كونه يهوديا، فالفيلم الجديد يعتزم طرح الكثير من التساؤلات المقلقة التي لا يريد أحد في أوساط صناعة السينما، الاستماع إليها، حول الصهيونية التي يرفضها أوفوليس بل يراها تعمل على تشويه صورة اليهود في العالم، كما يقول في المقدمة الدعائية للفيلم، بل ويُصرِّح بوضوح أن "اسرائيل تساعد في تأجيج "العداء للسامية" في العالم".

يعلن أوفوليس أيضا أن اللوبي الإسرائيلي في فرنسا "يقوم بتصدير" النزاع القائم في إسرائيل إلى فرنسا، وهو ما دفع سكوت ماكونيل إلى أن يصف تلك "العلاقة الخاصة" بين إسرائيل وأمريكا، في صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنها "حزام لنقل الأفكار السيئة إلى الولايات المتحدة". ويقول مارسيل أوفيليس أن "البذور السيئة للصهيونية تتضّح عندما نرى الفلسطينيين يعيشون في "سجن" كبير في الضفة الغربية". ويصف هذا الوضع حرفيا في مقدمته المثيرة الموجودة حاليا على الانترنت، بأنه "تمييز عنصري"، ثم نرى متظاهرين إسرائيليين يمينيين يحتجّون على الزواج بين اليهود والعرب وهم يرددون "الموت للعرب"!

الفيلم الجديد يحمل عنوان "حقائق مزعجة" Unpleasant Truths والعنوان الفرعي "نظرة إلى الصراع العربي الإسرائيلي". وفي المقدمة الدعائية يقول أوفوليس أيضا أن والده كان يرى أن "مصير اليهود في القرن العشرين يجب أن يكون كوزوموبوليتانيا، أي "ضد القومية" أي "ضد الصهيونية" anti-Zionism حسب نص كلماته. وربما لهذا السبب لم يفكر قط في الذهاب إلى إسرائيل. وهو يعتزم أن يُخرج فيلمه بالاشتراك مع المخرج الإسرائيلي المناهض للصهيونية، إيال سيفان Eylan Sivan الذي أخرج عددا من الأفلام الوثائقية التي تدين السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وترك إسرائيل ويقيم منذ سنوات، في باريس.

إسلاموفوبيا
في مقدمة الفيلم يظهر رجل فرنسي يقول إن النساء الفرنسيات يمارسن الجنس مع المسلمين، وبالتالي يجعلن أرحامهن سلاحا من أجل العرب. ويعلق أوفوليس على هذا فيما بعد بالقول "هذا كلام عنصري، فاشي، بل أسوأ، لقد ظل هذا الرجل يصرخ بهذه الكلمات البشعة لخمس دقائق"- يقصد أثناء التصوير معه.

ويقول روبرت ماكاي في "نيويورك تايمز" في معرض تعليقه على هذا المشهد إن المخرجين- أوفوليس وسيفان- يرغبان حسب ما يقوله سيفان، في معرفة ما إذا كانت "الإسلاموفوبيا" هي الشكل الجديد حاليا للعداء للسامية.

يجري أوفوليس مقابلة مصورة ستظهر في الفيلم، مع الحاخام الإسرائيلي الذي قال أن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين مجرم قاتل. أما أبراهام بيرج، الرئيس السابق للكنيسيت الاسرائيلي فيقول لأوفوليس إن فكرة الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قد انتهت، وأنه "يتعين علينا أن ننتقل إلى مجتمع التعايش، حيث نتشارك في العيش وفي الأرض وفي الموارد وفي السيادة".. ويضيف قائلا "يمكنك أن تطلق عليها "ما بعد الصهيونية" أو "مناهضة الصهيونية"، ولكن يجب أن يأتي هذا الكلام من جانب اليهود".

قرب نهاية المقدمة يسأل أوفوليس امرأة فلسطينية عن حال ابنها الذي كان قد أصبح ناشطا مسلحا واعتقله الإسرائيليون مؤخرا، فتقول له المرأة أنه أثناء الانتفاضة الأولى هدم الإسرائيليون منزل الأسرة، وتوقف الصبي عن الذهاب إلى المدرسة، وكان في العاشرة من عمره. ثم تضيف قائلة، إنه "إذا كان قد درس وتعلم وأُتيحت له فرصة أن يعيش حياة كريمة، لكان مسار حياته قد اختلف.. لقد رأى شقيقه يُقتل، فماذا تتوقع أن يصبح؟".

يسألها أوفوليس: إذن لديك ابن آخر قُتل؟ فتجيب: نعم شقيقه استشهد.. فيبتسم أوفوليس ويشكرها. وتقول "نيويورك تايمز" إن القس بروس شيبمان فقد وظيفته في جامعة "يال" في العام الماضي، بعد أن كتب رسالة من ثلاثة أسطر نشرتها "نيويورك تايمز" يشير فيها إلى أن تصاعد العداء للسامية في أوروبا يعود ولو جزئيا، إلى ما تمارسه إسرائيل من قمع القمع للفلسطينيين. وعلى إثر ذلك، تمت إقالة شيبمان، بعد أن أُرغم على تقديم اعتذار. ولكن "التايمز" البريطانية نشرت تعليقات مماثلة في اتهامها لإسرائيل لكل من أوفوليس وسيفان. وكان أوفوليسقد اتصل هاتفيا العام الماضي بسيفان وطُلب منه أن يشترك معه في إخراج فيلم عن الحرب على غزة وتصاعد العداء للسامية في أوروبا، على أن يبحثا عما إذا كانت هناك علاقة بين الأمرين، وقال سيفان إنهما يأملان في الإجابة على السؤال التالي عبر الفيلم: هل تؤجج إسرائيل مشاعر العداء للسامية؟ 

تعليق بعض قراء "التايمز" يقول بنغمة تهكم واضحة، إن أوفوليس وسيفان، على العكس من القس شيبمان، لن يدفعا ثمن إثارة مثل هذا السؤال لأنهما يعتبران من "اليهود".. حتى لو كانا سيطرحان في فيلمهما المنتظر، الكثير من "الحقائق المزعجة" حسب تعبير ديجول الشهير الذي قال عندما عرضوا عليه موضوع منع فيلم فرنسي كان يكشف الكثير عن التعاون بين بعض الفرنسيين، وبين السلطات الألمانية النازية وقت احتلال الألمان لفرنسا: إن فرنسا "ليست في حاجة إلى حقائق مزعجة بل إلى حقائق تدعو للأمل"!

أوفوليس يتطلع حاليا إلى تدبير نحو 60 ألف دولار من تبرعات الأفراد عبر شبكة الانترنت، تكفل له استكمال تصوير الفيلم، الذي سيصوَّر قسم منه في إسرائيل حيث يعتزم أوفوليس إجراء مقابلات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والوزير السابق أفيجدور ليبرمان وغيرهما.

وكان أوفوليس قد خاطب عام 2009 المخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار، وطلب أن يشترك الاثنان معا في إخراج فيلم "حقائق مزعجة".. وليس معروفا السبب الذي جعل جودار يحجم عن المساهمة في هذا الفيلم رغم انتقاداته المعروفة للسياسة الإسرائيلية في أكثر من فيلم من أفلامه منها "موسيقانا" و"فيلم الاشتراكية" على سبيل المثال، بل إنه خاض عام 1970، تجربة تصوير فيلم عن المقاومة الفلسطينية في الأردن.

الجزيرة الوثائقية في

01.01.2015

 
 

مونوغرافيات قيس الزبيدي - الجزء الأول

عدنان حسين أحمد

ضمن سلسلة (آفاق السينما) التي تُصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة صدر كتاب "في الثقافة السينمائية" للناقد والمخرج السينمائي العراقي قيس الزبيدي الذي سبق له أن أصدر مجموعة من الكتب النقدية النوعية في هذا المضمار من بينها "بنية المسلسل الدرامي التلفزيوني- نحو درامية جديدة"، " المرئي والمسموع في السينما"و  "مونوغرافيات في نظرية وتاريخ صورة الفيلم" وسواها من الكتب التي تُنظِّر للخطاب البصري بشكلٍ عام.

لا ينضوي هذا الكتاب تحت عنوان محدّد، فالثقافة السينمائية تعبير "عائم" يضمّ المئات من الموضوعات الرئيسية والثانوية. وبما أن المخرج والمونتير والمصور قيس الزبيدي هو ناقد سينمائي ويشتغل في الحقل التنظيري في هذا المضمار فقد تدارك هذا العنوان الواسع وأردفه بكلمة "مونوغرافيات" التي تعني مجموعة من الدراسات التفصيلية في موضوع واحد، والموضوع الواحد هنا هو "السينما" أو الثقافة السينمائية بشكل أوسع.

غياب وحدة الموضوع

يتضمن هذا الكتاب 12 فصلاً خالياً من العناوين الرئيسية الأمر الذي يكشف لنا منذ البدء عن افتقار هذا الكتاب إلى البناء الرصين لوحدة الموضوع ذلك لأن الكتاب في أصله هو مجموعة كبيرة من المقالات والمراجعات والقراءات النقدية لأكثر من 100 كتاب في فروع الثقافة السينمائية المتشعبة. وهذا يعني أن الناقد قيس الزبيدي قد وقع في نفس الأخطاء التي وقع بها بعض النقاد السينمائيين الذين جمعوا مقالاتهم المتفرقة المنشورة هنا وهناك وأصدروها في كتب تفتقر إلى الثيمة الرئيسية أو وحدة الموضوع على الرغم من أهمية هذه المقالات التي ينطوي الكثير منها على الفائدة والنَفَس العلمي الذي لا تُخطئه العين النقدية الثاقبة.

قبل الولوج إلى تفاصيل هذا الكتاب النقدي القيّم لابد من الإشارة أيضاً إلى أنّ فصوله الاثني عشر غير متوازنة من حيث الكمّ. فالفصل الخامس، تمثيلاً لا حصراً، يتألف من تسع عشرة مادة فرعية بواقع 39 صفحة بينما يتألف الفصل الحادي عشر من مادتين فرعيتين وبواقع 3 صفحات لا غير، الأمر الذي يُخِّل في بنية الكتاب وربما يطعن في منهجيته.

وعلى الرغم من بعض الهنات التي تتخلل هذا الكتاب هنا وهناك إلاّ أنّ قيمته النقدية والتنظيرية تظل كبيرة جداً وتعكس حجم الجهود المضنية التي بذلها الزبيدي في قراءة هذه الكتب التي تجاوزت المائة بقليل، وقدّم لنا، كقرّاء ونقّاد في آنٍ معاً، ما يعتقد أنه مهم، ومفيد، وجدير بالنقاش العلمي الرصين، مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة هذه المهمة العسيرة التي تفرض على مُراجِع الكتاب أو ناقِده أن ينتقي موضوعات محددة بينما يتخلى مضطراً بسبب ضيق المساحة عن ثيمات أخرى قد لا تقل أهمية عن سابقتها.

العنصر البصري

يتألف الفصل الأول من تسع مقالات يهيمن عليها الجانب البصري أولاً ثم يتسلل إليها الجانب السمعي الذي يريده المخرجون السينمائيون، ومن بينهم الزبيدي، أن يكون عنصراً من عناصر البناء الدرامي في الفيلم وليس مادة مُلحقة به أو طارئة عليه.

ولكي يركِّز الزبيدي على موضوع "البصريات العربية" انتقى كتاب "العصر الذهبي للعلوم العربية" ليبرِز دور العرب ومساهمتهم في نشر المعرفة، وبالذات البصرية منها، قبل أن يدخل الغرب في عصر النهضة. فلاغرابة أن يتوقف عند رائد البصريات العراقي الحسن بن الهيثم وتجاربه عن "الغرفة المظلمة" التي تُعتبر أساس التصوير الفوتوغرافي الذي مهّد الطريق لابتكار آلة التصوير ليُصبح من أوائل العلماء الذين ساهموا في اختراع الكاميرا أو "العين الثالثة" التي تستطيع أن تلمّ الدنيا بعدستها السحرية التي لا يفوتها شيئ تقريباً.

إنّ ما تقوم به الكاميرا بحسب الناقد والمُنظِّر الفرنسي أندريه بازان هو تسجيل صورة واقع في لحظة زمنية معينة، بل أن صورة العالم الخارجي الذي نعيش بين ظهرانيه قد بدأ يتشكّل مع ظهور تقنية التصوير الآلي التي تسللت إليها الرؤى والمشاعر الإنسانية لتجعل منها عِلماً وفناً في آنٍ معا.

يناقش الزبيدي في مقالة "إنتاج الواقع" المراحل الثلاث التي تكوّن فيها عِلم جمال الفوتوغرافيا والسينما وعلاقتهما الوطيدة ببعضهما بعضا قبل أن يصلا إلى المرحلة الثالثة التي أُصطلح عليها بالمرحلة البنيو- سيميائية بعد أن تخلصت الفوتوغرافيا من ربقة الفنون المجاورة كالمسرح والرسم لكي توسّع في خاتمة المطاف من مساحة وحدود التعبير عن الواقع.

ينتقي الزبيدي آراء بعض المنظرين الألمان والمجريين في هذا الصدد مؤكداً بأن الألماني بنيامين يرى في :"أن السينما اعتمادا على هويتها الفوتوغرافية قد حولت مسألة فردية الفن إلى فُرجة جماعية لجماهير عريضة"، بينما يرى المجري لوكاتش: "أن اختلاف السينما عن بقية الفنون البصرية يأتيها من الصورة الفوتوغرافية التي هي العامل الأهم في إعادة إنتاج الواقع." ثم يتوقف عند آراء جان متري الذي فتح بداية الطريق أمام السيميائية. ويختتم برأي ميتز الذي يرصد فيه تحوّل الواقع إلى علامة.

ثمة مقالات مهمة في هذا الفصل من بينها "اختراع الفونوغراف أو الحاكي" حيث حاول أديسون، الذي يُنسب إليه إختراع السينما  والفونوغراف: "أن يضيف الصوت إلى الفيلم بواسطة تشغيل الحاكي لكنه لم ينجح". وفي نهاية العشرينات ظهرت السينما الناطقة بعد أن قطعت السينما الصامتة شوطاً طويلاً في ابتكار وسائل تعبير سردية بديلة عن الأصوات.

العنصر السمعي

ينبِّه الزبيدي في هذه المقالة على أهمية العنصر السمعي في الفيلم الذي يفوق في بعض الأحيان العنصر البصري ذلك لأن "مادة الفيلم المميزة هي ذبذبات صوتية وضوئية لوسيط مادي وهي التي تحدد آلية التشكيل السمع بصري للمكان والحركة".  كما يلفت النظر إلى العلاقة بين الصورة والموسيقى حيث يقول: "إن طبيعة الصورة حسيّة وأنها تعزل وتعيّن، أما طبيعة الموسيقى فتجريدية". ويخلص إلى القول بأن السينما تخاطب حاستي البصر والسمع في الوقت نفسه مع الأخذ بعين الاعتبار أن أعيننا قد تدربت على الصورة لكن آذاننا لم تتدرب بما فيه الكفاية.ثم يستشهد الزبيدي برأي  روبرت بريسون الذي يقول: "فالعين عموماً سطحية، بعكس الأذن التي هي عميقة وخلاقة. إن صفير قاطرة يخلق في تصورنا صورة محطة قطارات كاملة".

يتساءل الزبيدي في مقالته الخامسة: متى نسمع الموسيقى وأين؟ مُذكراً إيانا بأن الموسيقى قد طُبعت على شريط السليلويد عام 1926، ثم ظهر نوع من الموسيقى أخذ يشكِّل مع الصورة تدريجياً وحدة درامية غنية ومتنوعة. تُرى، هل يستمع المُشاهد إلى الموسيقى حينما يلج صالة السينما؟ أو بالأحرى هل يتذكر المُشاهد بعد خروجه من صالة السينما أنه قد استمع إلى موسيقى بعينها؟

وفي إطار الحديث عن الموسيقى يتوقف الزبيدي في مقالة مهمة تكشف عن متابعته الدقيقة لغالبية الكتب السينمائية التي تصدر في العالم العربي تحديداً وبعضها الآخر الذي يصدر في الغرب الأوروبي. ومن بين هذه الكتب كتاب "مخرجون واتجاهات في السينما المصرية" الذي يشير فيه إلى إهمال الناقد المصري البارز سمير فريد لدور الموسيقى ووظيفتها الدرامية في الأفلام الـ 75 التي تناولها في كتابه المذكور سلفاً والذي يتمحور على 20 مخرجاً مصرياً عُرضت أفلامهم بين عامي 1971 و 1999. إذن، على النقاد أن يعلِّموا المُشاهد أهمية وظيفة الموسيقى في الفيلم لأنها عنصر درامي مثلها مثل بقية عناصر التعبير السينمائي التي تُسهم بنصيبها في السرد. ومع ذلك "يظل فن دمج الأصوات الموسيقية بالصور السينمائية فناً غامضاً" كما يذهب المؤلف الموسيقي آرون كابلاند. وخلاصة القول في هذه المقالة أن الناقد سمير فريد "يكتب بطريقة عابرة عن موسيقى الأفلام". الملاحظة المنهجية الرئيسة في هذه المقالة أو سواها من المقالات الأخر أنّ الحديث عن الناقد سمير فريد سوف يتكرر بطريقة إيجابية غالباً مع بعض الانتقادات الخفيفة هنا وهناك. كما سيتكرر الحديث عن نقاد آخرين مثل الأردني عدنان مدانات والبحريني أمين صالح، والمصري علي أبو شادي وغيرهم لكن هذه الإشارات لا تنتظم في فصول محددة، وإنما بعثرها الكاتب بين ثنايا مقالاته التنظيرية غالباً والتطبيقية في بعض الأحيان الأمر الذي حرمنا فيه من دقة التبويب سواء على صعيد الموضوعات أم التنظيرات أم على صعيد النقاد والمؤلفين عرباً وأجانب.

الصور المتحركة

يوجز الزبيدي قصة الصور المتحركة بطريقة مقتضبة حينما يقول بأن كل شيئ متحرك كان يغري الناس بالذهاب إلى السينما. وبما أن السينما هي اختراع تمّ في وقت واحد في فرنسا وإنكلترا وألمانيا فإن تطويره كان من مسؤولية الجميع حيث تمّ إدخال اللوحات المكتوبة في سياق المادة المُصورة على شريط الفيلم وقد ساعدت على سرد الأحداث والتعقيب عليها كما فعل المخرج الفرنسي جورج ميليه صاحب الفيلم الروائي الأول. ثم أحدث المخرج الأميركي أدوين بورتر تغييراً نوعياً في السرد البصري بواسطة قدرة المونتاج ووظيفته في بناء القصة السينمائية عن طريق التتابع وفقاً للترتيب الزمني كما في فيلم "سرقة القطار الكبرى"، لكنه واظب على بناء مَشاهد الفيلم بالأسلوب المسرحي وحافظ على تصويرها من موقع واحد وزواية واحدة. أما المخرج الأميركي د. دبليو. غريفيث فقد حطّم كل طرق البناء المسرحية واستعمل وسائل تعبير فيلمية بشكل بليغ ومُبتكر، وجعل السينما فناً مستقلاً، ليثبت أنه الأب الشرعي لهذا المولود الجديد.

يثني الزبيدي على جهود الناقد عدنان مدانات لترجمته كتاب "أحاديث حول الإخراج السينمائي" لميخائيل روم الذي "يرى في السينما وسيلة للفُرجة وليست للإصغاء، وتكمن عظمتها في أنها مرئية". كما تحدث عن معنى المونتاج وأوجز فيه فكرة الحركة التي تنشأ عن جمع لقطتين. وينتقل هذا الثناء إلى الناقد السينمائي البحريني أمين صالح الذي ترجم كتاب "النحت في الزمن" لتاركوفسكي وسوف يترجم كتباً أخرى سوف يتوقف عندها الزبيدي لاحقاً وهي تتوفر على قدر كبير من الدقة والسلاسة والأمانة العلمية للغة السينمائية ومصطلحاتها الدقيقة.

قادة الفكر السينمائي 

يتكون الفصل الثاني من ثمان مقالات بعضها ينطوي على إغراءات كثيرة مثل مقالة "كتاب قديم وجديد" التي يعرِض فيها كتاب "فن الفيلم، سيناريو، إخراج، مونتاج" لمصطفى حسنين الصادر بالقاهرة عام1951. ويصفه بأنه "كتاب فريد حقاً" لأنه يقوم على بحث علمي شامل لحرفية الفيلم، كما يتضمن عروضاً لآراء قادة الفكر السينمائي في العالم بدءاً من سيرجي آيزنشتاين وبودفكين، مروراً بآرنهايم وغريفيث وبول روثا وانتهاء بروجر مانفيل ورينيه كلير. هذا إضافة إلى إشارته إلى المنظِّر المجري الطليعي بيلا بالاج الذي سعى إلى تأسيس نظرية شاملة عن السينما ولا يزال مجهولاً إلى قرّاء العربية مع الأسف الشديد. ولعل أهم ما في كلمة التمهيد في هذا الكتاب هو دعوة المؤلف إلى استقلال السينما عن باقي الفنون الأخرى وخاصة المسرح.

في "عالم الضوء والظلام" يحدثنا المؤلف أ. فوغل، بترجمة أمين صالح أيضاً، عن الكيفية التي يلتقي فيها النقيضان في السينما وهما التكنولوجيا والميتافيزيقيا، العقلاني واللاعقلاني؟ وكيف يستسلم المُشاهد إلى الوهم ويغيب عن عالمه الواقعي؟ تتجاوز ثيمة الكتاب هذه المتضادات الصريحة لتتمحور حول التحول من التابو إلى الحرية. ويصف المؤلف هذا الالتقاء الساحر بين الضوء والظلام بالعالم الذي نفقد فيه ذواتنا، ونحرر لا شعورنا من الكوابح العرفية بينما تُكبت ملكاتنا العقلية وتٌصبح أسيرة للقمع الاجتماعي.

يقول جان متري في كتابه "علم نفس وعلم جمال السينما" بأن الفيلم هو صور لشيئ ما. وهذه الصور تترتب سردياً في منظومة غرضها الوصف، وتقديم التفاصيل، وسرد حادثة أو حوادث متعددة. ويصف السينما بأنها "تُشبه الواقع على طريقة الصورة المنعكسة في المرآة". علماً بأن متري كان صارماً في التحقق من ذاكرته فقد كان يعاود مشاهدة الفيلم سبع أو ثماني أو ربما تسع مرات ليتوصل إلى أن الصورة ليست علامة كاللفظة وإنما هي واقع مادي، وإن شئتم فهي لغة من درجة ثانية.

يمكن اختصار الثيمة الرئيسة التي تتمحور عليها مقالة الزبيدي عن كتاب "فلسفة الصورة - الحركة" لجيل دولوز، ترجمة حسن عودة بثلاث صور وهي: صورة الإحساس "اللقطة العامة" لفيرتوف، وصور الفعل "اللقطة المتوسطة" لغريفيث، وصور العاطفة "اللقطة القريبة" لدراير.

يؤكد الزبيدي بأن الزمن لا يتقدم من الحاضر إلى المستقبل إلاّ خطياً ولا يمكن عكس حركته لكن السينما ابتكرت مستويات مختلفة تمكن فيها عكس حركة الزمن مثل خلق انطباع بالعودة إلى الماضي، كما استعملت في السينما تقنيات مبتكرة للزمن مثل التوازي أو التزامن أو التذكر أو التصور أو حتى عن التوقع لحدث سيأتي في المستقبل وهكذا أتاحت السينما للأدباء التغلب على مفارقات بناء الزمن السردي في الوسيط الأدبي.

يختم الزبيدي هذا الفصل بمقالة عنوانها "صورة الماضي والحاضر" مُركزاً فيها على فكرته الأساسية التي يقول فيها ليس مهماً أن يصبح مفهوماً من قِبل الجميع "لأن العمل الفني لا يمكن اعتبارة سلعة استهلاكية" وبالتالي فهو لم يؤمن البتة بوجود شكل فني محدد لفيلم يستطيع أن يفهمه الجميع.

الطابع التنظيري

يتألف الفصل الثالث من ثمانية موضوعات رئيسة يغلب عليها الطابع التنظيري حيث تنضوي المقالة الأولى تحت عنوان "ستة مناهج" وهي الشكلي، التاريخي، القومي، الإخراجي والآيديولوجي ولم أعثر على المنهج السادس الذي سقط سهواً على ما يبدو

يخوض الزبيدي في تعريفات عدّة للمنهج لكن التعريف الأشمل والأدق هو "الطريق الواضح الذي يسلكه المرء في بحثه الأدبي لبلوغ المعرفة أو للبرهنة على الحقيقة".  وتجدر الإشارة إلى جمالية البيت الشعري لابن الرومي الذي يقول فيه: "أمامك فأنظر أيّ نهجيْك تنهجُ/ طريقان شتّى: مستقيمٌ وأعوجُ".

يذكِّر الزبيدي بأن منهج ديكارت يعتمد على أربع قواعد وهي قاعدة البداهة والتحليل والتركيب والاستقراء. ثم يلفت اهتمامنا إلى خطأ الاعتقاد باستقلالية النص، ويشير إلى أن التناص بحسب جوليا كريستيفا هو "فسيفساء من نصوص أخرى أُدمجت فيه وانسجمت مع فضاء بنائه بتقنيات وبكيفيات مختلفة". ولابد أن نتذكّر في هذا الصدد جملة بريشت الطريفة التي يقول فيها: "أنا أفكِّر برؤوس الآخرين، والآخرون يفكرون برأسي، وهذا هو التفكير الصحيح". فيما يحذِّر الدكتور أحمد عُلبى من "التفكير بعقول الغير" رغم أنه يقبل بأن يأخذ أحدنا من غيره شرط أن يُعمِل عقله في ما أخذه من وجهة نظر نقدية.

ينوّه الزبيدي في مقالة "صباح الخير أيتها السينما" إلى الدراسات الطليعية التي عالجت الفضاء الفني "المكان" والحركة "الزمان" ودورهما في تنظيم إيقاع الفيلم وترتيب استمراريته. ومع انطلاق فيلم "ولادةأمة" لغريفيث أشرق صباح الفن السابع في السينما الروائية.

السينما التجريبية

لا تستطيع الفنون برمتها، ومن بينها السينما، أن تنأى بنفسها عن التجريب. فلقد ابتعد المخرجون التجريبيون عن القصة والحبكة الواقعية السائدة في الفيلم الروائي، وجرّبوا عن طريق الصورة اكتشاف جماليات الحركة والمتناسقات البصرية. ويشير الزبيدي إلى أن نورمان مكلارن قد تابع خطى ريشتر واستمر في التجريب لأكثر من أربعة عقود صنع فيها أفلاماً من دون كاميرا حيث أخذ يرسم بيده على فيلم شفاف رسوماً متحركة، وابتدع صوتاً موسيقياً كان ينحته على شريط الفيلم نفسه. وفي السياق ذاته يشير جان متري إلى أن السينما قد حاولت اكتشاف فنها الصرف وتخليصه من الأشياء اللافيلمية "إلا أنه جرّ الفيلم إلى تكوينات فن الرسم وفن الموسيقى، وطبقت في تجاربها كل ما كان غريباً على فن السينما". ويعتقد آيزنشتاين بأنه "من الخطأ أن يُفرض على فن من الفنون تبنّي قوانين خاصة بفن آخر". ومع ذلك فإنّ التجريب قائم على قدم وساق على الرغم من أن السينما هي فن الواقع بامتياز!

وفي سياق الحديث عن التجريب يناقش الزبيدي كتاب "منطق السينما التجريبية" وهو أطروحة تقدمت بها الباحثة العراقية بان خلف الجبوري إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد لنيل درجة الدكتوراه. والكتاب كما يزعم الدكتور طه حسن الهاشمي هو "محاولة جديدة لفهم التجريب بشكل خاص في الفيلم الروائي في علاقته الجدلية ما بين اللغة السينمائية والشكل الفيلمي والسرد السينمائي". ويرى الزبيدي بأن الباحثة قد استعملت رؤوس الآخرين بشكل مضنٍ جعلت دراستها تخضع إلى الكثير من التعسف والمخاطر حيث استعملت 127 مصدراً مناسباً وغير مناسب في الوقت ذاته بينما كان يتوجب عليها أن تتوخى الدقة والموضوعية والإيجاز.

يتمحور كتاب "الاستعارة في لغة السينما" لتريفور وإيتوك على أفكار ومضامين عديدة من بينها عناصر سردية الفيلم التي أوجزها بتيارين حيث يقوم الأول على ابتكار أساليب تعبير من "النثر" والثاني من "الشعر" وهذا لا يمنع في أكثر الأفلام نثرية أن نجد مشاهد مبتكرة تنتمي إلى الشعر.

يشير الزبيدي إلى أن السينما توظف دوّالها بطريقة "التعيين" أي المعنى الحرفي للصورة، والثانية بطريقة "التضمين" أي المعنى المبتكر للصورة، فالأولى حقيقية بشكل تدل فيه على ما تقوله، والثانية مجازية تدلّ فيه على غير ما تقوله. وغالباً ما يستعمل تيار التضمين عناصر تعبير شعرية كالاستعارة والمجاز والكناية والرمز. يلفت الزبيدي كعادته عناية القارئ إلى أن الترجمة التي قامت بها السيدة إيمان عبد العزيز لهذا الكتاب الذي راجعه الناقد سمير فريد هي ترجمة غير موفقة ففيها أخطاء جديرة بالتنبيه ووصفها بأنها مصدر معاناة للقارئ العربي في قراءاته للكتب المترجمة التي لا تتوخى الدقة في ترجمة المصطلحات السينمائية.

التذوّق السينمائي

يمكن اختصار ثيمة كتاب "التذوّق السينمائي" لآلان كاسيبار بالسؤال المهم الذي طرحه يوري لوتمان قائلاً فيه:"كيف يمكن جعل السينما التي بلغت درجة عالية من التعقيد السيميائي الدلالي في متناول جمهور شديد التفاوت في مستواه الثقافي؟" ويجيب أستاذ السيناريو سيد فيلد" أن قدرة الجمهور في فهم الفيلم ومعرفته بعناصر الشكل والحدث والشخصية والموقف تجعل من الفيلم فيلماً جيداً، وتخلق جمهوراً يقرأ ويقوِّم ما يشاهد حينما يذهب إلى السينما". فكلما عرف الجمهور خواص الفيلم تيسر له فهمه وحصل باستمرار على متع جمالية عديدة في أثناء المُشاهدة.

يتناول الزبيدي في مقالة "السينما والحداثة" كتاب "ما بعد الحداثة والسينما" لعلاء عبد العزيز السيد مُبيناً كيفية نقل العالم الميكانيكي إلى العالم الإليكتروني الافتراضي وشارحاً لنا الطريقة التي أصبح فيها الإيمان بعقل الكائن الإنساني بديلاً للإيمان الديني بمجرد قدوم الحداثة وإطلالتها علينا. كما نوّه إلى انتشار أفلام سينما الحداثة في العالم منذ عام 1970 مثل أفلام ساتيجات راي وأكيراكيراساو وغلوبير روشا وأندريه فايدا وتاركوفسكي التي أصبحت كونية كالحداثة نفسها.

يُحيلنا الزبيدي إلى ألبرت آنشتاين الذي يقول بأنه الأفكار نادراً ما تأتي ولهذا فهو يتذكرها جميعاً ولا يحتاج لأن يدوّنها على ورقة أو حتى على كُم قميصه الأبيض!  والقواعد مثل الأفكار يصنعها العباقرة أمثال ستانسلافسكي، آيزنشتاين، تشيخوف، شكسبير وغيرهم، أما الصناعة فقد بسّطت السحر إلى مستوى وجبات الطعام السريعة. تتمحور مقالة "متعة المشاركة في اللعبة" على الفرق بين السيناريو والنص النثري، فالاختلاف بينهما كبير كاختلاف الليل والنهار، لكن الفرق الأساسي يكمن في  "الحكاية الممتعة التي تستحوذ على اهتمام المتفرج". 

ما السينما؟

يتضمن الفصل الرابع عدداً من المقالات المكثفة وقد جاءت أولى هذه المقالات بصيغة استفهامية مفادها: ما السينما؟ وهل هي فن أم أنها شيئ آخر؟  ويجيب جان رينوار قائلاً: "ليس الفن مهنة من المهن، إنه الطريقة التي تمارس بها مهنة". وقد كتب فرانسوا تريفو في مقدمة كتاب بازان عن رينوار بأنه "أعظم سينمائي في العالم" لكنه لم ينس فضل غريفيث فقد تعلّم منه ما كان عليه أن يتعلمه في هوليوود، "وأنه يدين له بالفضل لما تعلّم منه من الناحية التقنية، ومن إنجازه في ابتكاره للسينما بعيداً عن المسرح".  

يؤكد الزبيدي في مقالته "من الكتابة إلى الإخراج" على أنّ بازان هو الأب الروحي لتيار الموجة الجديدة التي تقوم على ثلاثة معطيات أساسية تتمحور جميعها على مؤلف الفيلم الذي يروي سيرته الشخصية بضمير المتكلم ولا يتحدث إلاّ عن الأشياء التي تعبِّر عن أفكاره ولا يتيح لشخصياته أن تتحدث إلاّ عن آرائه مهما تغيرت طبيعة أفلامه وتنوعت مصادرها. لابد من الإشارة في هذا المضمار إلى أنّ مخرجي الموجة الجديدة قد وقفوا ضد الوجوه التقليدية، وبدأوا يبحثون عن وجوه جديدة متأثرين بأسلوب الواقعية الجديدة. كما أنهم اختاروا شخصياتهم من الهواة، وأسندوا الأدوار الرئيسة والثانوية إلى المغنين والأدباء والكُتاب.

دعا الناقد ألكسندر أستروك إلى بدء عصر جديد للسينما أطلق عليه اسم (الكاميرا - قلم) الذي"تنبأ فيه بأن السينما سوف تتحرر تدريجياً من طغيان كل ما هو بصري، ومن الصورة، ومن المقتضيات الملحّة والملموسة لسرد القصة لتُصبح وسيلة كتابة تماماً بنفس مرونة اللغة ودقتها". تُرى، هل ستجد هذه النبوءة طريقها إلى أرض الواقع أم أنها مجرد أضغاث أحلام لا غير؟

يناقش الزبيدي في مقالته الأخيرة في هذا الفصل "سينما المؤلف" التي تتمحور على العامل الشخصي. ثم ينتقل للحديث عن موهبة غودار ونجوميته حيث يعتبر (مصدرها طبيعة أفكاره الألمعية المُتضادة التي بدأها منذ نجاح فيلمه الروائي الأول "اللاهث"). لابد من الإشارة إلى كتاب "غودار يكتب عن غودار" الذي يقول فيه: "أن المونتاج هو فوق كل شيئ جزء مكمّل للميزان سين لا يمكن فصلهما عن بعض، كما لا يمكن تماماً لأحد أن يحاول فصل الإيقاع عن اللحن". ويضيف بما معناه: "إذا كان الإخراج نظرة فإن المونتاج هو خفقان القلب".

الجزيرة الوثائقية في

01.01.2015

 
 

زواج.. طلاق.. وفاة .. الشائعات.. تحبيشة النجومية

كتبت - منال عثمان

كثير من اللغط والغضب لا حد له تفجر من نجمات الفن الشابات عقب  شائعتي وفاة الفنانة الشابة صفاء مغربى إثر أزمة قلبية ووالدتها من بعدها إثر هذه الشائعة لتتناقل المواقع الخبر فى لمح البصر ومعه نواح وبكاء زميلاتها الشابات وتفاصيل حكيت وصيغت في سيناريو محكم..

وذهب البعض بعد أن تقطعت بهم السبل إلى بيتها فوجدوا هدوءا وسكونا تاما ليضع نهاية الفيلم الممجوج, زوجها المخرج كتب على حسابه على الفيس بوك أن لا شيء حدث وأن صفاء تعانى من مجرد إغماءات.. فما حكاية الشائعات في حياة الفنانين, وهل هي سبيلهم للشهرة والنجومية ولو على حساب السمعة والشرف؟

الوسط الفني والشائعات متلازمان على طول الخط على مدى المراحل الفنية المختلفة منها ما هو محفور فى الوجدان رغم أنها لم يكن لها أي نصيب من الصحة مثل حب الفنانة الكبيرة أمينة رزق لفنان الشعب يوسف وهبي وأنها تنهر من تسول له نفسه أن يتقدم لزواجها فابتعد عنها الجميع, أيضا شائعة أن  ليلى مراد تمول الجيش الإسرائيلى وهذا لم يحدث وكان سببا فى انهيارها النفسى والمرضى بعد أن وصل إلى أسماعها أن زوجها فى هذا الحين أنور وجدى كان وراء تسريب هذه الشائعة, وقد كان معتاداً على هذا الأمر قبل أيام  من عرض أفلامه مع ليلى حتى يلفت الأنظار فقد أشاع قبل عرض فيلم (عنبر) طلاقهما مثلا, وشائعة أن الفنان صلاح قابيل دفن حيا واعتقدوا أنه مات وحاول أن يخرج من القبر فلم يستطع.

أمر طبيعي

وعن هذا  تقول الفنانة  نيللى: الشائعات أمر طبيعى فى الفن وأهله ولها مصدران لا ثالث لهما إما الفنان نفسه وإما  ممن لديه خصومة معه ويحاول أن ينال منه ومن النوعية الأخيرة الحقيقة كثيرون بغرض الانتقام, وأذكر عندما التقيت الراحلة العظيمة مارى منيب عندما كنا نعيد مسرحيات الراحل نجيب الريحاني فى نهاية  الستينيات مع النجم فريد شوقى شاركتنا بطولة مسرحية الدلوعة قالت لى فى إحدى جلساتى الجميلة معها وكانت تحكى ذكرياتها بخفة دم شديدة: إن الفنان "استفان روستى" كان ضحية شائعة سخيفة أطلقها أحدهم بوفاته, وقالت: كانت صدمة لنا كبيرة  فقد كان عزيزاً علينا جميعا واتصلنا بمنزله  فلم يرد أحد فقد كانت زوجته مسافرة وهو غير موجود وارتدينا جميعا الملابس السوداء وذهبنا إلى النقابة وكنت أجلس منهارة أنعيه من قلبى وتبكى حولى زينب صدقى وزوز ماضى وشرفنطح وزينب صدقى وفجاة وجدنا استفان بيننا يسالنا في أيه؟  فكدت أسقط مغشيا علىّ وعندما قالوا له قال لى ضاحكا خلاص يامارى البقية فى حياتكم.

الحقيقة الشائعات أمرا بشعا عانينا منه جميعا خاصة فى البدايات وأنا بالذات لا أعرف لماذا كنت صيدا سهلا هكذا لمروجي الشائعات حتى أننى فى بدايتى عندما قدمت مسلسل "شيء من العذاب" مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فى الإذاعة بعد النجاح قالوا إن بيننا حبا كبيرا - تضحك - ونحن بيننا نصف قرن مثلا عمر وقرنين ونصف فن عظيم, وما أوجعنا فى شائعة صفاء مغربى أنها صغيرة ولديها طفل صغير والمهم لدى أنها شائعة وليست حقيقة الحمد لله, من أطلقها؟ هذا علمه عند ربك.

ثقافة شعبية

يقول الناقد مصطفى الشرقاوى: الشائعة أصبحت زاد وزواد شعبي ولا أعرف ماذا حدث لنا؟ يخترع أحد أى كلام فى أي كلام على أى مستوى وفى أقل من ثوان تسرى الشائعة كالنار فى الهشيم  ونرددها ونتناقلها بشكل لم أر مثله فى حياتى "يا جماعة بالراحة شوية", أما شائعات الوسط الفني فهناك دراسة أجراها  الناقد محمد رضا تؤكد أنها توابل الحياة الفنية حين تركد مياهها قليلا وفى أحوال عدة يكون الفنان هو من أطلق على نفسه الشائعة حين يجد أن سوقه نام أو لم يعد عليه إقبال مثلما كان أو يروج لعمله القادم حتى ينتبه الناس له, وأحيانا تكون الشائعة من إنتاج ماكينة الشائعات التى أعتقد أنها أكثر ماكينة تعمل الآن فى مصر.. ولا أحد يعرف لماذا يختارون هذا أو ذاك من نجوم الفن أو السياسة أو المجتمع ليطلقون عليه سهامهم.

فنانات فى مصيدة المخدرات

كتبت - منال عثمان

ظلما.. زورا .. بهتانا .. تلفيقا.. كلها مترادفات تتسرب من شفاة الفنانات اللواتى يدخلن السجن بسبب المخدرات  والحقيقة أننى أجد هذا الأمر به بعض التهور والانقياد  وراء أصحاب الأيدى القذرة والنفوس الضعيفة.. فالمخدرات  عرض جديد تماما على حياة الفنانات فى مصر على العكس من انتشارها بين نجمات هوليوود بل تضع المخدرات في كثير من الأحيان النهاية المأساوية لحياتهن.. تعالوا نقلب في دفتر أحوال التاريخ لنتعرض لتلك القضية.

لا ننسى مصير مانكولن الشاب الذى بدأ صغيرا فى فيلم (وحدى فى المنزل)، أو مارلين مونرو وغيرهما.. صحيح قد لا تكون المخدرات السبب الأوحد وراء ذلك المصير بل قد تكون العزلة أو فقدان الأحبه أو الهوس الإنسانى.. أما فنانات الشرق فلم تثبت الأوراق الفنية حتى مطلع الثمانينيات  قضية لفنانة دخلت السجن بسبب المخدرات سواء بتعاطيها أو المتاجرة فيها.. قد تحدث مهاترات كلامية هنا أو هناك من معاصرى فترات سابقة أو من سمعوا مثلا بأن منيرة المهدية تتعاطى الكوكايين قبل أن تصدح بأغنيتها الشهيرة (أسمر ملك روحى)، أو تدخين ملكة المسارح بديعة مصابنى النرجيلة  المشبعة بالمخدرات مع أصدقائها الأجانب.

لكن أبدا لم تضم قضية أسماء نجمات يتعاطين المخدرات قد تكون هناك نجمات دخلن السجن فعلا لكن لأسباب غير المخدرات فتحية كاريوكا قضت 100 يوم فى السجن بسبب وطنيتها وحبها لمصر وكانت وقتها زوجة لأحد الظباط الأحرار، أيضا زوزو ماضى سجنت لسبب سياسى، وفى السبعينيات قضية ميمى شكيب الشهيرة .

ظروف خاصة

يعرف التاريخ نجمات  قادتهن  الظروف والرغبات والقلق إلى الوقوع فى براثن المخدرات على رأسهن بلا جدال النجمة الراحلة ماجدة الخطيب صاحبة السمات الفنية الخاصة جدا التى أهلتها للنجومية سريعا بعد نجاحها فى العديد من البطولات مع الراحل حسن الإمام فى أفلام:  ( دلال المصرية، وأمتثال، شيء فى صدرى، وقصر الشوق وثرثرة فوق النيل) لتؤسس شركتها الإنتاجية التى اختارت لها رقم 5656 اسما لها وأنتجت فيلما مهما اسمه (زائر الفجر) والعديد من الأفلام الأخرى مثل (توحيدة، وابن تحية عزوز) ذلك الفيلم الذي كان بمثابة الصدمة حيث ضبطت وهى تتعاطى المخدرات وكان زلزالا أصاب الوسط الفنى فى شخصية ماجدة عام 1986 لطيبتها وطموحها وموهبتها وذكائها وحاولت ماجدة أن ثبت أنه نوع من المسكنات طحن كالبودرة لتصور به أحد مشاهدها فى فيلم ابن تحية عزوز لكن الحجة لم تفلح في تبرئتها لتسجن عاما كاملا خرجت بعده مهزومة النجومية والصحة حتى وفاتها.

سقوط آخر

كانت  ماجدة أول هذا السلسال المترنح فبعدها اتهمت أكثر من فنانة بتهمة تعاطى المخدرات منهن نيفين مندور أو (فيحاء) بطلة فيلم النجم الكوميدى محمد سعد (اللى بالى بالك) التى كانت فى هذا العمل تقطر براءة وإحساسا جميلا وملامحها بغمازتى وجنتيها كانت تنتظرها أيام فنية جميلة لكن بسيف باتر فصم كل هذا عن بعضه وقيدت إلى السجن بعد اتهامها بتعاطى الهيروين فى سيارتها مع آخرين وكانت فى جعبتها ثلاثة عقود لبطولات سينمائية قيل إن أحدها كان أمام النجم كريم عبد العزيز لكن بالطبع كل ما كان ينتظر نيفين رحل وكتبت خاتمتها قبل بدايتها.

صابرين العسكري

وقد لا يفوتنا أن نمر مرور الكرام على قضية الفنانة شمس أو صابرين العسكرى - اسمها الحقيقى - التى ضبطت وهى تقود سيارتها بسرعة جنونية وثبت أنها كانت تحت تأثير مخدر قوى.. أيضا ياسمين شقيقة الفنانة زينة الموعودة يا قلبى بالفضائح..  فقد ضبطت أيضا وهى تتعاطى المخدرات مع آخرين ولا ننسى نهى العمروسى الذى  أثار القبض عليها فى جاليرى بالزمالك يملكه مخرج بتهمة تعاطى المخدرات الدهشة لأنها تعرف خطورة الخوض في مضار المخدرات أكثر من غيرها بعد أن ذهب زوجها ووالد ابنتها نازلى  الممثل مصطفى كريم وهو فى عز شبابه ونجوميته ضحية لها  ولأنها أيضا كانت بدأت تسترد بعضا من وضعها الفنى فى أكثر من عمل.

وتبقى القضية الأخيرة والتى نتمنى بصراحة أن تكون الأخيرة الخاصة بالفنانة دينا الشربينى التى لفتت الأنظار  بأكثر من دور فى مسلسلى (تحت الأرض، وموجة حارة)،  ويبدو أن اهتزازها النفسى كان عنيفا وفوق قدرة طاقتها الضئيلة فقد سقطت فى براثن أصدقاء السوء سريعا لتضبط وهى تتعاطى المخدرات معهم وقضت عاما فى السجن خرجت بعده تحاول أن تبدأ من جديد لكن نقابة الممثلين التى لم تكن عضوة فيها أشهرت فى وجهها قرارا صارما يمنعها منعا نهائيا من مزاولة مهنة التمثيل ووقف بجوارها زملاؤها وأصدروا بيانا يساندها وأن على النقابة أن تتراجع عن هذا القرار. 

حواء المصرية في

01.01.2015

 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً

المصرية في

01.01.2015

 
 

'ديكور' سؤال في الفيلم التجاري البعيد عن العفوية والارتجال

العرب/ رامي عبدالرازق

الفيلم المصري 'ديكور' يلعب على الحياتين ما بين لعبة الخيال وبين الحقيقة التي بدأ بها الفيلم والتي تكشف حياة مهندسة تجاري خيالها.

"ديكور" هو رابع تجارب المخرج المصري أحمد عبدالله، بعد أن قدم خلال السنوات الست الأخيرة ثلاث تجارب روائية طويلة هي: “هليوبوليس” 2009، و”ميكروفون” 2010، و”فرش وغطا” 2012.

في “ديكور” يقرر أحمد عبدالله على عكس أفلامه السابقة أن يتعامل لأول مرة مع سيناريو ليس من تأليفه، وليس عبارة عن خطوط عريضة وملامح خارجية لأشخاص وتفاصيل يتمّ استكمالها بالواقع المطعم بقليل من الخيال والأغاني والمشاهد الصامتة. هنا ثمة سيناريو محدّد، له بناء واضح وشخصيات مكتملة التفاصيل وأحداث تنطلق من فكرة رئيسية، وتنحو باتجاه التأكيد عليها وإثباتها عبر المشاهد.

هو إذن اختبار لقدرات عبدالله الإخراجية بعيدا عن سياق الارتجال والحكاية الحرة وكاميرا الشارع، ولا يعني فقط اختبارا في القدرة على رسم صورة محكمة ومعبرة وليست مرتجلة، أو بنت الظرف الواقعي، ولكن صورة نابعة من طبيعة السياق الدرامي والهدف الأساسي والشخصيات التي تتحرك في الحيز ما بين القصة والفكرة، والذي يسمى الكادر السينمائي.

فالكادر -في المفهوم الأشمل- هو المساحة التي تعبرها فكرة الفيلم باتجاه المتفرج من خلال القصة، وكل لقطة وكل مشهد في السياق الفيلمي لو لم يحافظ على جودة هذه المساحة، لأصبح عبئا ثقيلا وحمولة زائدة على الإيقاع والفكرة والحكاية.

القطع مع ما سبق

هنا يبدو طموح عبدالله في إنجاز فيلم تجاري بمقاييس فنية، والمقصود بتجاري هو أن تتسع رقعة المتفرجين الذين يمكن أن يستميلهم الفيلم، بعدما كانت تتحرك أفلامه السابقة في نطاق النخبة المثقفة أو المهتمين بالسينما، كفن مفعم بالمتعة الوجدانية دون الالتفات للباحثين عن “الحواديت” التقليدية البسيطة والإيقاع المسلي.

الإيقاع البطيء يصيب الفيلم بالترهل في منطقة خطرة، وهي منطقة التمهيد والهجوم على المتلقي

في “ديكور” يوجد سياق يتأرجح ما بين النفسي والميتافيزيقي، فمهندسة الديكور الشابة حورية فرغلي تجد نفسها أثناء تنفيذ ديكورات إحدى الشقق في فيلم تجاري ميلودرامي، تصبح فجأة إحدى شخصيات الفيلم، أو بمعنى أدق هي شخصية المدرسة والأم المتزوجة من رجل يكبرها ولا تحبه.

ولكنها قبلت به لمجرد أن تتخلص من تسلط أمها، ولا شيء يجعلها تتحمل هذه الحياة سوى إدمانها مشاهدة الأفلام المصرية القديمة (الأبيض وأسود)، وهو ما يصنع ظهيرا سينمائيا أو خلفية سينمائية، لكل ما يدور من أحداث في الفيلم الأساسي، بل ويجعل من اللون الأبيض والأسود الذي اختاره صناع الفيلم خيارا لونيا منطقيا.

ليس فقط تحية إلى زمن الأبيض والأسود، أو محاولة التقريب ما بين حيوات البطلات في الأفلام القديمة وبين وجدان بطلتنا، الذي يعيش ممزقا ما بين عالمين أحدهما متخيل والآخر واقعي، أو كلاهما واقعي بشكل ما (عالم المدرسة الأم والزوجة)، وعالم (المهندسة المتمردة التي تزوجت من حبيبها مهندس الديكور الوسيم، ولكنها ترفض أن تعيش حياتها وفقا لأفكاره).

أولى الملامح التجارية في الفيلم هو أنه يستغرق وقتا طويلا في البداية، محاولا أن يفسر لنا ما إذا كانت المهندسة الشابة مريضة، أم تمرّ بتجربة غرائبية، لأن الإيهام اللازم للمتفرج العادي يحتاج إلى الكثير من التكرار والتمحيص في الحركة بين العالمين، خوفا من أن يفقد المتفرج اهتمامه، ويشعر أن ثمة ما ينغلق على عقله فينبذ الفيلم كله.

هذا الإيقاع البطيء يصيب الفيلم بالترهل في منطقة خطرة، وهي منطقة التمهيد والهجوم على المتلقي، خاصة في المشاهد التي تجمع ما بين حورية وخالد أبوالنجا في سياق تمثيلي متواضع، ويشبه إيقاع وأسلوب المسلسلات التلفزيونية القائمة على الحوار المعجّن الذي يصعب الإمساك بشكل محدّد أو بهدف أساسي له.

الفيلم يحاول أن يفسر لنا ما إذا كانت المهندسة الشابة مريضة، أم تمرّ بتجربة غرائبية

أضف إلى البطء إحالة الفصل الأول من الفيلم لخلفية فيلم “الليلة الأخيرة” لفاتن حمامة، في محاولة لإحداث إثارة ما والإيهام بأن ما يحدث للمهندسة، ربما يكون مؤامرة كالتي أجراها محمود مرسي على حمامة، خلق حالة من التشويش بسبب اختيار الفيلم نفسه، وليس بسبب محاولة المقاربة.

لأن محاولة المقاربة بين ما يحدث للبطلة وبين الأفلام المصرية القديمة التي تدمنها، أفلحت في الكثير من الخلفيات خلال سياق الأحداث وبدت قريبة من فكرة أن حياتنا تشبه القصص السينمائية، لكنها ليست فيلما نكون مجبرين على معايشة أحداثه حتى النهاية، بل يمكننا في لحظة ما أن نعيد تغيير سياقه بأكمله، لأننا نملك حرية الاختيار التي ربما لا يملكها أبطال الأفلام المسيّرون في الحكايات المغلقة عليهم.

بين خيال وحقيقة

يلعب الفيلم على الحياتين ما بين الخيال الذي لا ندري هل هو مرض نفسي أم حالة غرائبية، وبين الحقيقة التي بدأ بها الفيلم والتي هي حياة المهندسة، ولكن رغبة منه في الانتقال بالأحداث إلى مستوى مختلف من الصراع، يجعل المهندسة توافق على لعبة الخيال، لمجرد أن زميلا لها دعاها إلى مجاراة خيالها والاستجابة له.

وبالتالي سريعا ما نراها تنخرط في حياتها الخيالية إلى درجة أنها تستغرق فيها كليا، وتنسى حياتها الواقعية دون أن يبرر لنا الفيلم أو يقنعنا بماهية حركتها في الحياة المادية الواقعية (حياتها مع خالد أبوالنجا زوجها الحقيقي)، بينما هي مغرقة في الخيال.

فيظهر عيب خطير في زمن السرد، وهو بعد أن كانت مشاهد الحياة الخيالية تأتي قصيرة ومتقطعة تفقد فيها المهندسة الإحساس بالزمن والمكان لفترات قصيرة -مثل مشهد دخولها إلى موقع التصوير بينما هي تتحرك في حياتها الخيالية-، أصبحت تقضي فترات كاملة من حياتها الخيالية دون أن نعلم هل هي في غيبوبة أم فاقدة للوعي أم ماذا؟

حتى أنها أصبحت تعيش ليالي كاملة في حياتها الزوجية الأخرى المتخيلة مع ماجد الكدواني، وهو فخ سردي وقع فيه السيناريو والإخراج على حدّ سواء، وكان يجب تبريره، حتى لا نتساءل عمّا تفعل في الواقع وهي غائبة في تلك الحياة الأخرى.

عيب خطير يظهر في زمن السرد، وهو بعد أن كانت مشاهد الحياة الخيالية تأتي قصيرة ومتقطعة تفقد فيها المهندسة الإحساس بالزمن والمكان

فهل هي في غيبوبة على سبيل المثال أم ماذا؟ بل يغرق السيناريو في الغموض عندما يجعلها حين ترتدّ إلى واقعها، تعرف من زوجها أبوالنجا أنها كانت تعيش بشكل عادي معه ولكنها تبدو “سرحانة” قليلا.

هذا عنصر ثان من العناصر التجارية، وهو عدم الاهتمام الكبير بالتفاصيل التي تمثل جزءا من الإيهام بالأحداث والإقناع بها. في قصة كهذه يجب أن يتهيّأ صناع الفيلم دوما للإجابة عن الأسئلة البسيطة، لأنها دوما تحمل شيطان الإفاقة من الحالة الفيليمة في داخلها.

العنصر الثالث هو شرح مغزى الفيلم بشكل مكرر، حتى لكأن صناعه يخشون ألاّ يلتفت إليه الجمهور وسط زخم الإحالات من زمن الأبيض والأسود، أو لعبة الخيالين أو الواقعين، مهما كانت. ولا نقصد بالتكرار “تكنيك” إعادة المشاهد مع اختلاف السياقات ما بين العالمين.

كأن يذهب ماجد الكدواني خلف حورية ذات مرة إلى شقة خالد أبوالنجا، ويعود خالد أبوالنجا في الحياة الأخرى للذهاب خلفها إلى شقة ماجد الكدواني، ولكننا نقصد شرح الفكرة عبر الحوار وعبر الصورة وعبر الاستلهام من الأفلام المصرية القديمة، رغم أن ثيمة الاختيار هي إحدى أكثر الثيمات علانية في الدراما.

العرب اللندنية في

02.01.2015

 
 

فيلم 'روشميا' الجنة في التفاصيل

العرب/ تغريد عطاالله

فيلم 'روشيما' يسجل وقائع حياة زوجين يصران على الاستمتاع بجنتهما متناسين قرار بلدية حيفا بهدم المكان وإجبارهما على ترك المنزل.

غزة- الأرض هي فلذة كبد الفلسطيني فعلا؛ خلاصة معرفية يعيد التذكير بها المخرج الفلسطيني سليم أبوجبل من خلال فيلم يروي حكاية مسنين فلسطينيين يعيشان حياة فلسطين القديمة، ويقتاتان من ثمار أرضهما الصغيرة في وادي روشميا بمدينة حيفا المحتلة.

لكن المحتل الإسرائيلي ينتزع منهما راحة البال تلك، ويبدأ بمساومتهما على الأرض مقابل المال، في البداية يرفض رب العائلة الخروج من أرضه، لكنه أخيرا ينصاع للأمر الواقع.

لعبت المؤثرات الصوتية الطبيعية دورا في تأكيد هذا الانطباع، إلاّ أن تشبيع اللقطات الأولى بالقتامة والبؤس الشديدين تسبب في الشعور بالنفور تجاه متابعة مشاهد الفيلم، لكنه بمجرد أن تندلع مناكفات الزوجين حول مصيرهما بعد ترحيلهما من المكان، يتحوّل السياق الدرامي إلى كوميديا سوداء مبطنة وعميقة، تتمثل في امتناع الزوج عن التفكير في أيّ خيارات تجعله يغادر أرضه.

في حين تتصرف الزوجة بواقعية، حيث تطالبه بالتفكير في إيجاد مكان يأويهما، لكنهما ورغم كل تلك المناكفات يصران على الاستمتاع بجنتهما الخاصة المكتفية بضوء الشمس لا ضوء الكهرباء.

يتناولان الفاكهة بتلذذ شديد، وكأنهما ينسيان همومهما في تلك الفاكهة، يحتسيان القهوة والشاي ولا ينسيان التعبيق معا بسجائرهما في فضاء بيتهما، حتى تبدو لحظة إشعال أي سيجارة لهما، كأنها موسيقى منفردة من نوع آخر.

لم ينته الفيلم بمجرد هدم البيت، كما يحدث فعلا في اللحظات الختامية، والسبب أن المخرج الشغوف يتابع هذه القصة حتى هذه اللحظة، ويجدها تمثل صورة لمدى الالتصاق الشديد بالأرض، مما يجعلهما لا يأبهان بأيّ شيء آخر.

العرب اللندنية في

02.01.2015

 
 

'سينما ألبرت' المشردون يصنعون أحلامهم وأفلامهم

العرب/ طاهر علوان

الفيلم الوثائقي 'سينما ألبرت' يصور حياة الوحدة والوحشة والعزلة التي ساهمت الشاشة والسينما والصورة والوثائقي في الخروج منها بعمل متكامل.

فيلم “سينما ألبرت” خلاصة واقع شخصيات من المشردين، أو في مراكز الإيواء لكبار السن، وهو واقع اشتغلت عليه المخرجة البولندية إينيسكا زويفكا في فيلمها الوثائقي، وكرسته لمجموعة من هؤلاء الناس المنسيين، إذ يقررون أن السينما ستنطق إنابة عنهم، وأن الصورة ستعلن بصوت عال أنهم أحياء وفاعلون أيضا، ولهذا عزموا على أن ينتجوا فيلما بجهودهم وبإمكاناتهم البسيطة.

تعمل المجموعة في نطاق فريق عمل متناسق، كل يأخذ دوره فــيما كاميرا إينيسكا تراقبهم عن كثب، وهم يجتمعون ويتبــادلون الأفكار في شأن الفــكرة والموضوع الذي سيتناولونه في فيلمهم الـذي مازال فرضية على الـورق أو في الأذهـان.

وكأنه تدريب على الوثائقي؛ نمو بطيء لفكرة الفيلم وتجسيدها واختيار أماكن التصوير، لقطات شتى على ساحل البحر في طقس قاسي البرودة، لكنه لا يمنعهم من أن يعيشوا سعادة بالغة، وهم ينفذون ما يحلمون به من أفكار ويجسدونها عبر تلك الصور.

فريق العمل يعلن عن نفسه: هينيك المصور، بوجمنت مساعد المصور، سيمون منسق الإنتاج وهو الذي عاش في الولايات المتحدة زمنا ليعود إلى بلاده محطما بعد اتهامه بتجارة المخدرات، ألكسندر الرجل الصامت المتخصص في الصوت، فرانك، وألوس وغيرهم، إضافة إلى مدير مركز الإيواء داريك الذي يكنّونه بالرجل الطيب.

من المفروض أن تمطر السماء في المشهد، وتحت المطر ثمة حدث وحوار صاخب، ولكنه مطر مصطنع من أنبوب مطاطي للماء في حديقة الملجإ، وعامل اللحام يقوم بصنع برق وهمي، والكهول يضحكون ملء قلوبهم وهم يشعرون أنهم صنعوا المشهد بشكل ما.

الوثائقي المندمج بالواقع والواقعية، هو هذا الذي نشهده من خلال إنتاج تلك المشاهد البسيطة

الرحلة اليومية للتصوير تنقلهم إلى قلب المدينة، يلفتون نظر المارة وهم يصنعون مشهد سرقة أحدهم وملاحقة اللص والقبض عليه، فالانتقال إلى مدينة أخرى، وفي القطار ثمة قصص أخرى وفصول من حياة الشخصيات التي يتملكها الإصرار لإنجاز الفيلم بالشكل والمحتوى الذي يحلمون به.

الوثائقي المندمج بالواقع والواقعية، هو هذا الذي نشهده من خلال إنتاج تلك المشاهد البسيطة، المشاهد التي ينمو فيها الفيلم ويكبر وتتتابع مشاهده تباعا، فيما المجموعة تنتـقل من مكان إلى مكان ومن حدث إلى حدث.

المجموعة في المطعم، في مركز الإيواء، الجميع يتناولون طبقا متشابها، ويشتركون أيضا في مناقشة شبه يومية لما وصلوا إليه، يناقشون ويختلفون، ثم يتفقون على ما توصلوا إليه، وأخيرا ما عليهم إلاّ أن ينجزوه بعد ذلك.

ربما كانت هذه الميزة الجماعية للوثائقي هي ملمح آخر، ميزة التفاعل الخلاق بين الشخصيات والواقع، في إطار من العفوية التامة، الأشخاص غير المحترفين الذين وجدوا في الكاميرا والصورة، العين التي تراقبهم واللسان الناطق الذي يعبر عنهم، هذا هو باختصار ما يتكثف من تتابع المشاهد الفيلمية، نوع من الوثائقية الأكثر قربا إلى الإنسان في حياته اليومية منها إلى التمثيل المجرد.

تدرك المخرجة إينيسكا هذه الخلاصة المهمة، وهي تطوف بفيلمها العديد من المهرجانات، تصرّح مرارا أنها واكبت وعايشت شخصيات وجدتهم جديرين بالحياة، وجديرين بأن تكون الشاشة ملاذهم للتعبير عن أنفسهم، لا سيما وأنهم يعيشون شبه معزولين عن المجتمع وعن عائلاتهم في مركز الإيواء أو دار المسنين.

ويتجسد الحوار بين جيلين من خلال لقاء “لازيك” الأب والابن بعد سنوات طوال من القطيعة ليجمعهم الفيلم، يفرح الابن لسماع أن أباه الذي يعيش منذ زمن في مركز الإيواء قد صنع فيلما، فهو صاحب الفكرة والسيناريو، وهو الممثل ومساعد المخرج، ولهذا يأتي مسرعا ويتحقق اللقاء.

ثم تحضر عائلات صانعي الفيلم العرض الأول الخاص للفيلم في احتفالية خاصة، يروي كل قصته ودوره في صنع الفيلم وسط دهشة الجميع، أحقا قد وفقوا في صناعة فيلم؟ أحقا قد نجحوا في اجتذاب كل هذا الجمهور العريض من الناس الذين احتفوا بهم، وقدّموا لهم باقات الورد، وأنهم جديرون بأن يصعدوا على خشبة المسرح في صالة العرض ليتحدثوا عمّا أنجزوه؟

الرحلة اليومية للتصوير تنقلهم إلى قلب المدينة، يلفتون نظر المارة وهم يصنعون مشهد سرقة أحدهم وملاحقة اللص والقبض عليه

هذه الخلاصة التي عاشتها الشخصيات المنتشية بمنجزها، بعدما عاشوا فصولا شائقة مرت بهم، وهم يعبّرون عن أنفسهم من خلال ذلك الفيلم الأكثر عفوية وقربا من الحياة.

في البناء الفني للفيلم تجد أن هذا الوثائقي، ما هو إلاّ بناء تعبيري لخطين متوازيين؛ الخط الذي مثله الفيلم المنجز من قبل المجموعة، والفيلم الأصلي الذي أنجزته المخرجة إينيسكا وعملها، وبين العملين الوثائقيين سنكون أمام كثافة تعبيرية ملفتة للنظر مثلها الشكلان الفيلميان، وهما يسبران في غور تلك الحياة.

حياة الوحدة والوحشة والعزلة التي ساهمت الشاشة والسينما والصورة والوثائقي في الخروج منها بعمل متكامل، تجد فيه نبض الحياة ونبض الشخصيات وحياتها وأفكارها وتجلياتها في كل متكامل، وثائقي تجد فيه صدق اللحظة وعفويتها أكثر من كونه خطابا مباشرا عن حياة يومية رتيبة، لبضعة أشخاص يعيشون في عزلتهم وفي حياتهم الرتيبة.

العرب اللندنية في

02.01.2015

 
 

السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي

كتاب جديد لعماد النويري يقدم رؤية توثيقية ونقدية لصناعة الأفلام في دول الخليج

خاص ـ «سينماتوغراف»

صدر فى الكويت، ضمن إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، كتاب «السينما في دول مجلس التعاون الخليجي» وهو عبارة عن 158 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ستة فصول إضافة إلى ملحق بيانات وأرقام.

في هذا الكتاب، يقدم الناقد السينمائي عماد النويري رؤية توثيقية ونقدية للسينما في دول مجلس التعاون الخليجي، معتمدا على عرض تاريخي للبدايات، بالإضافة الى شهادات لبعض رواد العمل السينمائي. وتنبع أهمية هذا الكتاب من اقتراب النويرى لسنوات طويلة من واقع السينما في الخليج.

وعلى الرغم من عدم وجود انتاج سينمائي بالمعنى المعروف فى دول مجلس التعاون الخليجي، فإن الكتاب يتمحور حول الواقع السينمائي لكل دولة خليجية المتمثل في العديد من المحاولات «الفردية والرسمية».

السينما في الكويت

فى الفصل الأول وعن بدايات السينما فى الكويت، كتب النويرى: عندما بدأ الكويتيون في السفر والترحال الى عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق والهند للدراسة والتجارة استطاعوا مشاهدة الأفلام في دور السينما سواء أجنبية مستوردة أو أفلام عربية منتجة في تلك الدول. وفي عام 1939 قام ألن فلييرز الرحالة والقبطان البحرى  الاسترالي الاصل  بتصوير فيلم تسجيلي عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت واطلق على الفيلم  اسم «ابناء السندباد»، وفي يونيو عام 1946 تم تصوير فيلم تسجيلي عن بدء ضخ النفط من ميناء الأحمدي. وفي العام  1950 قامت دائرة المعارف «وزارة التربية الان» بتأسيس قسم السينما والتصوير وتمكنت لاحقا من انتاج 60 فيلماً وثائقياً تعليمياً عن التعليم والصحة وغيرهما من أمور تتعلق بالحياة في الكويت. وفي العام 1954 تأسست شركة السينما الكويتية التي أخذت على عاتقها إنشاء دور العرض واستيراد الأفلام.

ويذكر الكاتب انه وفي العام 1965 قدم محمد السنعوسي فيلم «العاصفة» كاول فيلم روائى قصير. وفى العام ذاته قدم خالد الصديق الفيلم التسجيلى القصير «الصقر» ثم مجموعة من الأفلام التسجيلية الأخرى توجت بفيلمه الروائي الأول «بس يابحر» 1971  الذي حقق نجاحات عربية ودولية عديدة، وبعد ذلك فيلم «عرس الزين» ثم «شاهين».

وغير السنعوسي والصديق، يشير الكاتب الى العديد من الأسماء التي ساهمت في تشكيل الواقع السينمائي الروائى والتسجيلى في الكويت مثل هاشم محمد الذى قدم فيلم «الصمت» وبدر المضف«مشروع منطقة  الشعيبة الصناعية)، وعبدالرحمن المسلم «الفخ»، وعبد الله المحيلان وعبد الوهاب السلطان، ونجم عبد الكريم، ونادرة السلطان «السدو» وعامر الزهير «القرار». وهناك اشارات ايضا  الى محاولات توفيق الامير، حبيب حسين، ابراهيم قبازد، عبد المحسن الخلفان، عبد العزيز الحداد، عبد المحسن حيات، ماهر حجي،  طلال الشويش، خالد النصراللة، وليد العوضى،  عبداللة المخيال، زيادالحسينى، عبداللة بوشهرى، سامى الشريدة، عبداللة السلمان  وغيرهم.

وعلى مستوى العرض السينمائي فى الكويت، يذكر الكاتب ان شركة السينما الكويتية الوطنية تأسست في الخامس من أكتوبر عام 54 وبدأت عملها بتاريخ 18/07/1955 بافتتاح دار السينما الشرقية وتوقف استعمال الدار المذكورة بعد إقامة دور سينما أخرى.

وعلى مستوى العرض والاهتمام بتنمية الثقافة السينمائية، يشير الكاتب الى نادي الكويت للسينما الذى بدات عروضه في يوم 14 مايو 1977 بقاعة غرفة التجارة والصناعة بغرض العمل في ميدان الخدمات الثقافية لنشر الثقافة في مجال الفن السينمائي من خلال عرض الأفلام الطليعية ذات المستوى العالمي التي تتناول كل تجربة رائدة في فنون صناعة السينما المختلفة سواء في القصة، الإخراج، الإنتاج، ومختلف فروع هذا الفن، اضافة الى عرض الأفلام الممتازة رفيعة المستوى والتي عرضت عبر الأعوام السابقة. وايضا عرض الأفلام التي تعالج موضوعات قصصية أو فنية لا تصلح للعرض العام ولكنها تنطوي على معالجة جوانب فنية تفيد المهتمين بفنون السينما. اضافة الى تنمية التذوق الفني لمختلف الاتجاهات السينمائية لدى الأعضاء وتشجيع ورعاية المواهب السينمائية المحلية.

ويحاول الكاتب ان يجيب عن بعض الأسئلة التي شغلته وربما تشغل آخرين خاصة هؤلاء المهتمين برصد واقع السينما فى الكويت  بل وواقع السينما فى دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام.

وأول هذه الاسئلة هو متى بدأت السينما فى الكويت، هل البداية هى  فيلم «ابناء السندباد» الذى انجزه الاسترالى الان فلييرز «1903-1982» عام 1939، ام ان البداية تؤرخ بالفيلم التسجيلى «النفط فى الكويت» الذى انجزته شركة نفط الكويت عام 1946.

البحرين

فى الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان «السينما في البحرين ريادة في العروض واحتفاء بالفيلم القصير»يشير الكاتب الى ان تاريخ المحاولات الأولى لفتح دار سينما في البحرين يرجع إلى عقد العشرينيات على يدي محمود الساعاتي الذي يعتبر من أبرز المساهمين في تشجيع الحركة الفنية والترفيهية في البحرين. ففي عام 1922م استقبل أهالي المنامة نبأ تواجد سينما في كوخ يقع على ساحل البحرالى الغرب من موقع محاكم البحرين القديمة.

ويبدو أن الساعاتي أختار هذه المنطقة لكونها المنطقة التي تنتشر فيها المقاهي الشعبية حينذاك والمبنية من سعف النخيل. وكان الطواشون والاهالى يترددون على هذه المقاهى فى انتظار عودة سفن الغوص لاستقبال الاقرباء  والاعزاء ولمعرفة ما تم.

وضمن حديثه عن واقع السينما فى البحرين لايغفل الكاتب ذكر دور  الرعيل الثاني من رواد السينما ومنهم الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة نجل وزير المعارف آنذاك، والاديب والصحفي عبدالله الزايد، وحسين يتيم الذين قاموا بتكوين شركة لتأسيس أول دار سينما تشهدها البحرين عام 1937م حملت اسم مسرح البحرين، وكان مقرها مقر سينما الحمراء الحالي، حيث عرضت على الجمهور فيلم «وداد»، وقد عرفت هذه السينما فيما بعد باسم «سينما الوطنى».

كما يشير الكاتب الى جهود شركة نفط البحرين المحدودة «بابكو» فى مجال العرض السينمائى. فقد قامت الشركة بفتح دارين للسينما الاولى فى العوالى وسميت «بوابة سترة» والثانية فى مخيم الرفاع جنوب الرفاع الشرقى وسميت بسينما بوابة الرفاع. كما وفرت الشركة سينما متنقلة كانت تقوم بعرض الافلام التثقيفية والتربوية فى قرى ومدن البحرين فى اواخر الخمسينات وبداية الستينيات.  وكانت تقام العروض فى مبانى الاندية او الباحات العامة فى القرى والمدن وكان المشرف على تشغيل العروض هو خليفة شاهين الذى سنتعرف عليه لاحقا كواحد من اهم رواد السينما فى البحرين وهو الذى اشرف ايضا على تصوير واخراج  شريط «انباء البحرين» الذى كان يعرض كجريدة سينمائية فى دور العرض قبل عرض الفيلم الروائى. وقد بدات شركة بابكو فى انتاج شريط انباء البحرين اعتبارا من عام 1960.

وفى مجال العرض وكما يذكر الكاتب  فقد  شهدت البحرين في 29 فبراير1968 تأسيس شركة البحرين للسينما وتوزيع الأفلام. ومقابل الحقوق الممنوحة للشركة مثل الامتياز لبناء وتشغيل دور جديدة للسينما وحق الاحتكار في توريد وتوزيع الأفلام، فقد تمت مطالبة الشركة وفق ما جاء في العقد ببذل المزيد من الجهود لتزويد الجمهور بأحسن الخدمات السينمائية.

ويرى الكاتب ان الحديث عن تاريخ السينما في البحرين يعد منقوصا ما لم يشر إلى الجهود التي تم بذلها في في سبيل تصوير وإخراج وإنتاج الأفلام السينمائية. حيث بدأت المحاولة ألأولى للتصوير السينمائي في البلاد في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين على يدي «نارايانان» سكرتير مستشار حكومة البحرين بلغريف. وبدأت جهود أبناء البحرين في التصوير السينمائي تبرز في نهاية عقد الخمسينيّات وبداية عقد الستينيات من القرن العشرين، واشتعلت جذوتها في عقد السبعينيات الذي تم فيه إنتاج الكثير من الأفلام المتنّعة. ويرجع الفضل في بدء حركة التصوير السينمائي في مملكة البحرين إلى شركة نفط البحرين المحدودة «بابكو». فقد بدأت بتصوير بعض الأفلام الإخبارية القصيرة في الفترة من العام 1965م إلى العام 1971م على يدي الفنّان البحريني المعروف خليفة شاهين. ومن بين المحاولات الجديرة بالذكر في العمل السينمائي، محاولات كل من الشابين علي عباس ومجيد شمس، فقد حققا أربعة أفلام قصيرة وفيلما تسجيليا واحدا، تتراوح مدة كل منها بين عشر دقائق ونصف ساعة، وذلك في الفترة من العام 1972م إلى العام 1978م.

الإمارات

وتحت عنوان «مشاريع مختارة..  وفرص تمويل» يتحدث الكاتب عن السينما فى الامارات ويشير الى  ان دولة الامارات تعتبر اكبر سوق سينمائية بين دول مجلس التعاون الخليجي حيث فاق اجمالي ايرادات شباك التذاكر 74 مليون دولار عام 2008 فى حين وصلت اعداد المتفرجين الى 8,75 مليون مشاهد فى العام  ذاته. وتعتبر دولة الامارات كذلك فى طليعة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الصالات التى وصلت عام 2009 الى 191 صالة عرض.ويوضح الكاتب ان أول تجربة سينمائية في الإمارات ظهرت  على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم “عابر سبيل” عام  1989 الذي فتح الطريق أمام صناعة الافلام فى دولة الامارات العربية.

وكانت أول مسابقة أفلام سينمائية قد بدأت في 10 أبريل 2001، بتنظيم من المجمع الثقافي فى ابو ظبى بعنوان «أفلام من الإمارات» ولمدّة ثلاثة أيام، وعرض خلال هذه  المسابقة (58) فيلماً إماراتياً من مختلف الأطوال الزمنية وتعد كلها باكورة الأعمال السينمائية في الإمارات منذ نشأتها إضافة إلى (19) فيلماً من أعمال المحترفين والتلفزيونات المحلية والهوّاة، وعدد (39) فيلماً هي مشاريع طلابية من مختلف الجامعات والكليات الجامعية في الإمارات.

وقد بدأت مسابقة أفلام من الإمارات كمسابقة أفلام قصيرة وكانت المشاركة محصورة في البداية على مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي عام 2008 أصبحت المسابقة جزءا من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وقد تم في عام 2009 فتح أبواب المشاركة أمام جميع مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تعزيز روح المنافسة واستقطاب المزيد من المشاركات. ويشير الكاتب الى مهرجانى ابوظبى ودبى السينمائيين باعتبارهما من الاحداث السينمائية السنوية المهمة فى دولة الامارات حيث يستقطبان اهم الافلام كما يقدمان فرصا حقيقية لدعم  المبدعين من مختلف انحاء العالم. كما ان هناك اشارات لايغفلها الكاتب الى لجنة ابوظبى للافلام والى صندوق سند والى شركتى «ايميج نيشن» و«تو فور فيفتى فور» باعتبارهما من اهم الجهات الداعمة للسينما فى الامارات.

السعودية

وعن السينما فى المملكة العربية السعودية يعرض الكاتب  لبدايات ظهور السينما فى المملكه ويشير الى ان السفارات الأجنبية في المملكة كانت أول من فتحت أبوابها لمشاهدة الأفلام السينمائية لمحبي السينما من أبناء الشعب السعودي، ومن تلك السفارات  النيجيرية و الإيطالية. وكان من ضمن دور السينما البدائية في مدينة جدة سينما «باب شريف»، وسينما «أبو صفية» في حي الهنداوية. وقد بينت إحصائية تقديرية ان هناك ما يزيد (50) دار عرض كانت  منتشرة في المدن السعودبة فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة نصيب الأسد حيث كانت تمتلك 25 دار عرض سينمائي في أحياء متعددة كان لأحياء العمارية والصحيفة «7 أداور عرض» فيما توزعت بقية أدوار العرض على أحياء الكندرة والبغدادية والرويس والثعالبة وكيلو 2 وغيرها من أحياء جده القديمة.

وفي مدينة الطائف، اشتهرت «سينما عكاظ» التي كانت تتوسط الشارع الفرعي من شارع أبي بكر الصديق، و«سينما المنجب» في حي شهار، و«سينما المسبح» في حي البخارية، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية بتذكرة لا تتجاوز قيمتها آنذاك ريالين.

وكان فى مدينة  الطائف دار سينما حقيقية ومتكاملة تابعة للنادي العسكري في المدينة وكانت تعرض فيها الأفلام على جهاز عرض 8 مليمتر بعكس الدور الأخرى البدائية.

وفي الرياض كانت الأندية الرياضية في العاصمة تحتضن دور سينما مخصصة للشباب، وكانت تعرض أفلاماً عربية وأجنبية فيما كان حي المربع الشهير يضم أكبر مجمع لتأجير ماكينات العروض السينمائية مع أحدث الأفلام، وكان الناس يستأجرون هذه الماكينات لمشاهدة الأفلام في منازلهم.

أما المنطقة الشرقية فقد حرصت شركة ارامكو على تخصيص صالات عرض سينمائية لموظفيها الغربيين وذلك لتعرض لهم آخر انتاجات هوليوود، وعملت على إنشاء أستوديو سينمائي في المنطقة لتنتج عددا من الأفلام السينمائية 8 ملم بطاقم هوليودي محترف. وقد أنتجت في ذلك الوقت العديد من الأفلام التوعوية والوثائقية وبرعاية ملكية كريمه من الملك عبد العزيز وابنه الملك سعود.

وعلى مستوى الانتاج  يمكن القول  إن السينما السعودية  بدات أولى خطواتها في عام 1976 ميلادية عندما تم انجاز أول فيلم سعودي بعنوان «تطوير مدينة الرياض»  من اخراج عبداللة المحيسن الذى اعقبه بـ «اغتيال مدينة» العام  1977 والذي تناول فيه قصة اغتيال مدينة بيروت والدمار الذي لحقها جراء الحرب الاهلية.

وفى السنوات اللاحقة تم إقفال دور العرض السينمائية في كل مدن المملكة وأقفلت السفارات أبوابها وأصبحت فكرة تصوير فيلم في نظر العديد من المتدينين في المجتمع “جريمة أخلاقية” لا يسامح عليها الإسلام.

سلطنة عمان

وتحت عنوان «السينما فى سلطنة عمان تجربة مختلفة وطموح كبير» يقول النويرى: ظلت مسقط العاصمة العمانية حتى بداية التسعينات لاتضم الا دارى عرض سينمائي فقط. ولا تتوفر للباحث عن بدايات النشاط الفيلمى والسينمائي فى عمان اى مصادر او معلومات عن محاولات لتصوير بعض الافلام والمشاهد التسجيلية سواء من قبل المواطنين او الاجانب فى ما قبل تاسسيس تلفزيون عمان الذى اوفد في السبعينيات من القرن الماضى عددا من العاملين به لدراسة الاخراج وقام معظمهم فى هذه الاثناء بإخراج اول افلامهم للتخرج مثل المخرج حاتم الطائى الذى اخرج فيلم «السقوط» وبعد عودته انجز الفيلم الروائي القصير «الوردة الاخيرة» عام  1989 ثم اعقبه بفيلم «شجرة الحداد الخضراء» الذى لم يكتمل وقام المخرج محبوب موسى باخراج عدد من الافلام القصيرة اثناء متابعته لدورات سينمائية فى احد المعاهد الاميركة المتخصصة. كما اخرج الشاعر الناقد عبدالله حبيب فى بداية التسعينيات عددا من الافلام الروائية القصيرة. ويمكن اعتبار خالد عبد الرحيم الزدجالى هو صاحب اول فيلم روائي طويل فى تاريخ السينما العمانية حيث قدم فيلم «البوم» العام 2006 من خلال الجمعية العمانية للسينما وبدعم من وزارة التراث والثقافة.

ويوضح الكاتب ان خالد الزدجالى قام مع مجموعة من المهتمين بالفن السابع بتاسيس الجمعية العمانية للسينما عام  2002 وقبلها مهرجان مسقط السينمائى عام 2001.

ويشير النويرى ايضا الى تجربة المخرج العمانى احمد الحضرى الذى اخرج عددا من الافلام التسجيلية  التى تناولت البيئة والطبيعة والتراث فى سلطنة عمان وقدم فيلمه التسجيلى الاول «عمان ارض الفرص»عام 1997 واعقبه بعدد من الافلام منها «عمان تستشرف المستقبل» و«لاثون عاما من العطاء»و«عمان» و«البيئة والتنمية» و«عمان نمو متجدد» و«تنوع فى التضاريس وأصالة فى التقاليد» و«التنمية البشرية فى عمان» و« بهجة الزائر» وغيرها.

وهناك إشارة ايضا الى مال الله درويش الذى درس فى المعهد العالي للسينما فى القاهرة  وانجز مايقرب من 25 فيلما تسجيليا من بينها افلام فازت فى عدة مهرجانات ومن هذة الافلام «الاشخرة» و«الثروة السمكية» و«وادى شاب»و« التمور فى عمان» و«مزارع الشمس» و«الصناعة فى عمان».

قطر

وتحت عنوان «السينما فى قطر تجارب قليلة ودعم حكومى كبير» يتحدث الكاتب  فى الفصل الاخير من الكتاب عن بدايات السينما فى قطر وعن الجهود الحكومية التى تدعم السينما الان وعن البدايات يكتبتعرف الجمهور في قطر علي فن السينما في الخمسينيات من القرن الماضي وذلك من خلال العروض التي كانت تنظمها شركات البترول العاملة في الدولة مثل شركة شل في مناطق استخراج وتصدير البترول مثل دخان ومسيعيد. وانتقلت هذه العروض بعد ذلك الى العاصمة الدوحة من خلال النوادى الخاصة بالعاملين فى صناعة البترول. وكان عدد من اهل قطر قد تعرفوا على العروض السينمائية الجماهيرية للافلام العربية والهندية والاميركية فى رحلاتهم الى الخارج خصوصا البحرين ومصر. ومن الأفلام التي كانت تعرض في ذلك الوقت «عنتر وعبلة»  وأفلام إسماعيل ياسين وغيرها..

وكان من الملاحظ  انتشار آلات العرض المنزلية من مقاس 8 مم و16مم في مجالس الوجهاء، وراجت فى تلك الفترة تجارة وتوزيع هذه الأشرطة وكان معظمها يصل عن طريق وسطاء ايرانيين وهنود ولبنانيين. ثم ظهرت أماكن شبه تجارية لعرض الأفلام في الحوطات والجراجات والنوادي قبل أن يبادر البعض ببناء دور عرض مكشوفة مثل سينما الأهلي وسينما الأندلس وسينما أمير.

وفى عام 1970 تم إنشاء شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام كشركة مساهمة قطرية، وقد صدر مرسوم اميرى يعطى الشركة الحق فى استيراد وتوزيع الأفلام وإقامة وإدارة دور العرض وقامت الشركة بناء على ذلك بشراء كل دور العرض الموجودة في الدولة وشرعت فى عام 1976 في إنشاء أول دارى عرض مكيفتين ومجهزتين بأحدث الأجهزة هما دارا عرض الخليج والدوحة وتولت سينما الخليج عرض الأفلام الأميركية والعربية في حين تخصصت كل من سينما الدوحة وسينما أمير في عرض الأفلام الهندية.

ويشير الكاتب الى ان فيلم «عقارب الساعة» يعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما القطرية وهو أول فيلم سينمائي روائي طويل بتوقيع قطري 100%.

ويمثل هذا الفيلم باكورة إنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث. كما يشير الى مؤسسة الدوحة للأفلام التي تسعى الى مد يد العون والمساعدة للشباب القطري الموهوب والراغب في دخول المجال الفني بشكل أكاديمى متخصص خاصة من هم بعيدون عن الشركات المتخصصة في الإنتاج، وفى نفس الوقت لديهم اهتمام كبير بتدريب الراغبين في العمل السينمائي والعمل على تقديم أعمالهم للنور..

وينهى الكاتب هذا الفصل بشهادة للمخرج القطري حافظ على على يتحدث فيها عن تجربته  وعن الوقع السينمائي فى قطر».

سينماتوغراف في

02.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)