كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«لفياتان»: عن تنين يلتهم السعادة والسكينة

إبراهيم العريس

 

خذ امرأة ورجلاً. اجعله أكبر سناً منها بشكل واضح. اجعل له ابناً مراهقاً من زواج سابق. اختر لعيش هؤلاء الثلاثة بيتاً عائلياً قديماً يقع في منطقة نائية جداً. مثلاً إلى الشمال الغربي من العاصمة قرب بحر يهجع في وحدة مدهشة. ولما كان لا بد من إعالة العائلة فليكن الرجل ميكانيكي سيارات يعيش في ذلك المكان البعيد مع اسرته الصغيرة بما يخيّل اليه وإلينا انه اقصى درجات الدعة والهدوء... فما الذي يمكنك فعله بهذه العناصر؟ أي موضوع يمكنك ان تركّب؟ وأية علاقات يمكنك ان تبني وسط هذا العالم المنعزل؟ في الحقيقة يمكن ان تكون هناك مئات الاحتمالات وأنماط لا تعدّ من العلاقات وكمّ من المواضيع جرّبه كثر من السينمائيين في بلدان عديدة وسينمات شديدة التنوع من بوليسية الى اجتماعية الى رومانسية الى كوميدية.

هيكل عظمي

لكن الروســــي اندريه زفياغنتسيف خاض تجربة مختلفة. مزج كل هذه العناصر ليقـــدم في نهاية الأمر فيلماً سنـــقول فـــوراً إنه فيلم سياسي. لكنه ليس سياسياً بالمعنى التبسيطي المتعارف عليه، ولا سياسياً بالمعنى المباشر الذي اعتدنا عليه. هو بالأحرى فيلم عن «الدولـــة» حين تكون وفق تحليل الفيلسوف الإنكلـــيزي تـــوماس هوبس تنيناً حاضراً لا مهرب منه حتى وإن كان سيبدو للحظة أن له شكل هيكل عظمي ماثلاً منذ زمن بعيد قد لا يتحرك لكنه هناك في انتظار ان يتحـــول الى ذلك الجسد الضخم المفترس الذي بعدما تكون وظيفته خدمة المواطن - هوبس - يصبح السؤال: ولكن اي مواطن وما هو تعريف المواطن؟ - توكفيل -.

مهما يكن من أمر لا يعتقدنّ أحد هنا ان فيلم «ليفياتان» الروسي الذي فاز في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي بجائزة أفضل سيناريو، فيلم نظري عن أفكار هوبس وتوكفيل حول الدولة والمواطن. على الإطلاق. بل نحن هنا أمام فيلم روائي يدنو - كما في أفلام زفياغنتسيف القليلة الأخرى - من مشكلة العائلة والعلاقة بين الأجيال. ولكن ما العمــل وعمدة القرية التي يعيش فيها بطل الفيلم، كوليا، وزوجته الشابة الجميلة، ليليا وابنه المراهق روما، يريد الآن ان يستملك بأبخس سعر، بيت كوليا العائلي القديم الذي كان جد هذا الأخير قد بناه على ساحل بحر بيرينتس في أقصى الشمال الغربي الروسي غير بعيد من حدود فنلندا؟ إن رغبة العمدة في استملاك البيت وتحويل المنطقة الى مشروع سياحي يتماشى مع العولمة الجديدة على النمط المافيوزي الروسي المتلائم تماماً مع زمن القيصر بوتين، هي هنا ما يحوّل عمل المخرج إلى عمل سياسي وإلى تأمل في التنين، في تلك السلطة الدولتية التي نخطىء أول الأمر فنخالها ذلك الهيكل العظمي البحري الساكن الساكت طوال الفيلم في رقدته على حافة البحر، لنجده يطل علينا في المشهد الأخير على شكل بلدوزر ينصرف بكل قوة وجبروت الى تدمير البيت موضع الخلاف. في مشهد رائع فصيح لا يقول لنا إلا ان كوليا خسر معركته. وإلا ان كوليا ما كان يمكنه إلا ان يخسر معركته.

لكنه سيخسر في طريقه معارك عديدة أخرى: سينفجر الصراع مع ابنه. وستقتل زوجــــته. وصديقه المحامي الذي استدعاه من العاصمة محملاً بكل أنواع الملفات والتهديدات للعمدة، سينكش مجيئه رغبـــة فـــي الاستحواذ على الزوجة الشابة التي يبدو انها كانت على علاقة معه في الماضـــي... وكل هذا سيكون جبل الجليد الحقيقي الذي ندرك ان رغبة العمدة في الأستحواذ على البيت لن تكن سوى قمته.

صورهم هدفاً للرشاش

هذا هو بشكل تبسيطي بعض الشيء محور هذا الفيلم او محاوره المتشابكة بالأحرى. غير اننا ايضاً هنا امام فيلم فيه قدر كبير من الكوميديا السوداء. وهذه تتجلى في مقطع من الفيلم يروح فيه كوليا وأسرته والمحامي وبعض الأصدقاء والجيران في رحلة صيد وشرب دافقة - وبخاصة شرب على الطريقة الروسية -. وهنا يصطحب واحد من الجيران وهو عسكري سابق رشاشه الكلاشنيكوف من اجل مباراة تخاض للتصويب على اهداف. أما الأهداف فهي صور زعماء البلاد السابقين... حتى غورباتشيف. وسيقول واحد منهم: صور الباقين من الزعماء الأكثر حداثة احتفظ بها لمباراة مقبلة! هل هو خــوف من الرقابة؟ لعله استمهال ريثما نعـــرف ما الذي سيحل بحكاية البيت. غير اننـــا سنعرف منذ البداية ان العمدة لا محالة سوف يحصل على البيت. وليس فقط لأن الدولة/التنين في صفه وحتى في زمـــن بوتين - صور بوتين معلقة في الدوائر الرسمية تأكيداً لتاريخية الفيلم -، بل كذلك لأن «التقدم» في صفه، فالزمن لم يعد زمن رومانسية البيوت العتيقة. وكذلك لأن رأس الكنيسة في صفه - وهو أمر يتجلى في اثنين من اجمـــل مشاهد الفيلم -. من جديد نحن أمام ثالوث السلطة والمال والكنيسة، فكيف سيمكن لكوليا المسكين ان يقاوم؟ كوليا الذي منذ اول الفيلم الى آخره نعرف تماماً انه في سبيله الى ان يكون خاسراً... فأمام الواقع لا يكون ثمة اي مجال للأحلام.

وهذه حقيقة لا يبدل منها شيئاً ان يكون زفياغنتسيف اختار تصوير فيلمه، بالشاشة العريضة جداً، على غرار ما يفعل مايك لي في بعض اجمل مشاهد «مستر ترنر» أو نوري بلجي جيلان في معظم مشاهد «سبات شتوي»، تماماً كما ان خسارة كوليا لزوجته مرتين على الأقل: مرة أولى حين استعادت علاقتها مع ديمتري المحامي، على حساب علاقتها الزوجية، ومرة ثانية حين قُتلت، لم يمنعها جمال المرأة والحياة الهنيئة التي كان كوليا يوفرها لها. فهناك دائماً تنين (لفياتان) ينتظر الدعة والسعادة ليلتهمهما، في لحظة ما. وما فيلم «لفياتان» سوى حديث عن ذلك التنين في تلك اللحظة. عن استحالة السعادة...وهو يكون في هذا المعنى واحداً من أكثر الأفلام سوداوية وجمالاً وواقعية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة. وهو، كذلك في هذا المعنى، فيلم يمكن اعتباره وريثاً شرعياً لسينما اندريه تاركوفسكي.

الحياة اللندنية في

25.07.2014

 
 

النقد السينمائي وآفاق السينما المغربية

الدار البيضاء - نور الدين محقّق 

في أيامنا هـــذه مـــن الـــواضح ان النــقـــد السينمائي المغربي يعرف مساراً جديداً، ذلك أنه الآن لم يعـــد مقتصراً على التواجد في الصفحات الثقافية لبعض الصحف أو المجلات المغــــربية، بل إنه دخل إلى رحاب الجامعة سواء عبر الندوات التي تقام فيها من حوله، أو عبـــر البحوث الجامعية التي تهتم بدراسة السينما المغربية دون أن تقتصر عليها طبعاً إذ تنفــتح من خلالها على السينما العالمية في مختلف جوانبها الفنية والفكرية معاً. ويبدو لنا هذا الأمر مهماً جداً، إن على مستوى تطوير هذا النقد السينمائي وجعله يعتمد على المناهج الحديثة في مقاربته للأفلام السينمائية التي وقع عليها الاختيار للدراسة والتحليل، أو على مستوى دفع هذه السينما المغربية للاهتمام بالجانب الفني والبناء السينمائي المتكامل بعيداً من الارتجالية السريعة رغبة في كسب الجمهور العادي ليس إلا.

حقيقة إن هذه البحوث الجامعية لا سيما في مستوى الإجازة تظل في الغالب بعيدة من النشر في كتب، لكنها مع ذلك تساهم في تكوين نقاد سينمائيين جادين يكونون متشربين للفن السينمائي ومستوعبين المناهج النقدية الحديثة. ويزداد الأمر عمقاً كلما تعلق بالبحوث الجامعية التي تجرى على مستوى الماستر والدكتوراه. إذ هنا بالفعل نكون أمام باحثين جادين في هذا الميدان.

ومن المؤكد أن هذا النقد السينمائي المغربي يمنح المجال الفني المتعلق بالسينما آفاقاً جديدة، فتأثير النقد السينمائي حاصل ومساهم في عملية تطوير المجال السينمائي حتى وإن لم يكن بالشكل المباشر. فهو يتم من طريق تغيير الذهنيات وإغناء الذوق الجمالي. وهو ما نراه في غالبية الأفلام السينمائية التي أنجزت بهذا الوعي الفني الرفيع. لا ننسى هنا الإشارة إلى مساهمة الجمعيات السينمائية المهتمة بالنقد السينمائي والداعية إلى تطويره وتفعيله. كما لا ننسى أن الجيل الفاعل في السينما المغربية قد جاء بالأساس من النقد السينمائي. أشير هنا إلى المخرج هشام العسري صاحب الأفلام السينمائية الرائعة مثل «النهاية» و»هم الكلاب»، فهو أتى في الأصل من النقد السينمائي وكتب مقالات مهمة في هذا الجانب. كما لا ننسى المخرج عبد الإله الجوهري الذي قدم للسينما المغربية أفلاماً جيدة مثل فيلم « الراقص/ة» ، فهو كان ولا يزال ناقداً سينمائياً مهتماً بالنقد السينمائي وفاعلاً فيه عبر المقالات والدراسات والكتب التي قدمها. ونفس الشيء يمكن قوله على المخرج عزالعرب العلوي، الناقد السينمائي والباحث الأكاديمي في مجال السينما، والذي قدم أفلاماً سينمائية قوية مثل فيلمه «أندرومان من لحم ودم». والمخرج محمد مفتكر الذي يمتلك ثقافة سينمائية عميقة وقدم هو الآخر مجموعة من أهم الأفلام السينمائية المغربية نذكر منها على سبيل المثال فيلم «البراق».

إن النقد السينمائي المغربي وهو ينوّع أدوات اشتغاله ويحاول من خلالها تفكيك بنيات السينما المغربية يساهم بشكل قوي وفعال في جعل هذه السينما تتحول من إطار الفرجة الفنية التي تنتهي بانتهاء زمن عرضها، إلى إطار الثقافة الفاعلة التي تفتح العقول وتنورها وتجعلها محبة للفن بشكل عام والفن السينمائي بشكل خاص، ومستوعبة للجمال في اختلافيته وتنوعه وغناه. وهو ما تؤكده الرغبة المتولدة باستمرار لدى كثير من عشاق السينما ومشاهديها للتعرف على ما يُكتب في المجال السينمائي ما جعل الكتب النقدية التي تصدر حول السينما المغربية تجد لها مكاناً مميزاً ضمن ما يصدر من كتب نقدية. يتجلى هذا في لحظات توقيع هذه الكتب والأسئلة التي تطرح بصددها.

ومع ذلك يجب أن تلتفت الجمعيات الثقافية المهتمة بالمجال السينمائي إلى عملية الاحتفاء بالكتب النقدية المتعلقة بالسينما وتخصيص أيام ثقافية لها بغية إيصالها إلى أكبر عدد من القراء. كما أن على منظمي المهرجانات السينمائية أن يخصصوا لقاءات مع النقاد السينمائيين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والفنية الذين يصدرون كتباً نقدية في المجال السينمائي، ويمنحوهم فرصة تقديم مؤلفاتهم كما يجب، من دون الاقتصار على بعض الأسماء النقدية وإغفال أخرى .

الحياة اللندنية في

25.07.2014

 
 

عرب تائهون في الجزيرة المكتظة

أمستردام - محمد موسى 

يُشير الفلسطيني الى الصورة التي تجمعه مع ياسر عرفات في نسخة مصورة لجريدة قديمة. هذا كل ما تبقى من عالم ماضيه المتهاوي. لن نعرف ما اذا كان يملك النسخة الأصلية للجريدة، او أن تلك الورقة الصفراء القديمة هي الأثر الوحيد الباقي من حياته السابقة. عندما يبدأ بالحديث عن تاريخه، ينخفض صوته قليلاً، يبتلع الكلمات وكأنه يخجل من صداها، يقول إنه كان يعمل مع القائد الفلسطيني ابو العباس في العراق، وإنه كان في زمن ما من فريق حماية الرئيس صدام حسين نفسه. هناك ما يُشير الى ماضٍ عنيف قاسٍ في سحنة الرجل الخمسيني، لكن الشحم الكثير الذي وصل الى جسده، يكسر قليلاً من تلك القسوة. في كل حال من الأحوال، لم يُعد للأسماء التي ذكرها القوة التي كانت تملكها في الماضي، فقد غطاها عنف السنوات الأخيرة بطبقة من النسيان واللامبالاة، بدت الأسماء وكأنها آتية من ماضٍ قديم، لكنها اليوم حبل النجاة الوحيد لهذا الفلسطيني لتلمس مُستقبل جديد ينشده بعيداً كثيراً من مواقع أحداث حياته السالفة.

محطة في رحلة التيه

كيف انتهى المطاف بالفلسطيني هذا في قبرص؟ ولماذا تجمّع في الجزيرة الصغيرة فلسطينون كُثر من الذين سكنوا العراق لعقود؟ وكيف تحولت قبرص إلى محطة في رحلة تيه الفلسطيني المتواصلة؟. لن يخبرنا الفيلم التسجيلي "انحسار الحدود" للمخرجة القبرصية أيفا راديجوفيك (عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان روتردام الدولي ومازال يُعرض في دائرة المهرجانات السينمائية حول العالم)، ولن تعيننا شهاداتهم السريعة على فهم رحلتهم التي انتهت في قبرص. المخرجة تبدو أيضاً غير مهتمة كثيراً بماضيهم، بقدر انشغالها بوضعهم الآني، ووجودهم بالمصادفة في الجزيرة التي جمعت مهاجرين من كل القوميات، وتبدو اليوم مُتململة من كثرتهم ومشاكل بلدانهم التي لا تنتهي.

لا تولي المخرجة الشابة كثيراً من الاهتمام من أجل تقديم تفصيلي لشخصيات فيلمها. هي تختار مقاربة مختلفة، قريبة الى الشاعرية وأحياناً الذاتية، وتبحث عن "المعاني" في "اللاجدوى" ولحظات الضعف التي التقطتها من مواقف غريبة. فتركز كاميراتها بمشاهد مقربة ليدي سيدة فلسطينية كانت تفتح علبة البسكويت لفريق تصوير الفيلم. الارتباك الواضح الذي طبع تصرفات السيدة اختزن بدوره قوة عاطفية كبيرة متكسرة. المخرجة اختارت لكثير من مشاهد فيلمها أن تصور من على سطوح مباني الجزيرة، مركزة على الحياة في الأسفل، في الشوارع المزدحمة، وكأن هذه الزواية غير المألوفة في التصوير هي الوحيدة المناسبة لفهم إعوجاج العالم من حولها. كما تكرر مراراً ذلك المشهد، للأفق البحري الشاسع، مصوراً عبر فتحة برج مراقبة بحري قديم. هو التطلع للمجهول، لحياة بعيدة خلف البحار، وهرباً من اختناق هذه "الحياة" التي تضيق علينا.

لن تبعد الشاعرية والخط الفنيّ المُتمرد الفيلم عن آنية الموضوعة التي يقدمها، لكن هذه الأخيرة ستكون في الهامش الذي يطل عبر دقائق الفيلم، ليذكّر بقتامة الواقع، كما توازن المخرجة في عرضها لما يجري في الجزيرة. فالمشهد الذي يظهر عبارات عنصرية عن العرب، سيعقبه مشهد مؤثر لسيدة فلسطينية وصفت العراق الذي كانت تعيش فيه بالجحيم. هذا الجحيم سيتعقب كثيراً من لاجئي الجزيرة من العرب وبخاصة الفلسطينين. هم هناك تائهون محصورون وتحيطهم البحار من كل جانب، والجنة التي وعدوا بها قبل هجرتهم، لم تكن جنةً. ترافق مشاهد ليلية اخرى من الفيلم تظاهرة لحزب يميني قبرصي. كان الذين يهتفون في التظاهرة يبحثون عن ما يعنيه أن يكون المرء قبرصياً، في بلد لم تغادر ذاكرة أبنائه تاريخ الحروب والتوترات السياسية، فلم يجدوا غير عدائهم للعرب، ما يعينهم اليوم على تكوين هوية واضحة.

كلنا لاجئون

تكشف المخرجة الشابة إن حرباً اوروبية حديثة هي التي جلبت أهلها الى الجزيرة. هي لاجئة هي الاخرى من حروب البلقان. من الصعب تصوّر ان يقوم شخص بهوية مستقرة واضحة بإخراج فيلم مُعقد عن الهجرات القسرية واللاجئين، يحتاج الأمر الى شخص عرف بنفسه تجارب الهجرات والتأقلم مع الأمكنة الجديدة. تجتهد المخرجة أن تبعد فيلمها عن عوالم التلفزيون. تنجح كثيراً في القبض على لحظات تشير إلى فهم صادق لما يجري. تصوّر مثلاً لحظات الظهيرة في صيف الجزيرة، عندما تفرض الطبيعة شروطها الخاصة، وتغدو الأفعال البشرية ثقيلة وزائدة. تقدم المخرجة العالم المُعقد كما هو، لكنها تصل بين قسوة ذلك العالم، بمشاهد تقترب من التأمل. هذا الذي سيمنح الفيلم عمراً مديداً، رغم طابعه الآني، والذي تفرضه موضوعة اللاجئين المُقدمة.

لا أرقام او إحصائيات يُقدمها فيلم " انحسار الحدود"، كما لا يصل الى أي حلول او خلاصات، لكنه يأخذ مُشكلة مُعقدة كاللاجئين ويرفع عنها قشورها القومية والطائفية ويربطها بجذورها الإنسانية، وكأنه يقول: إنه عالم مُعقد وقاسٍ من حولنا، لكن دعونا لا ننسى إنسانيتنا. كما لا يشيح الفيلم بوجهه عن الواقع، الذي عبّر عنه سياسي قبرصي بأنه مُظلم، عندما كان يشرح بألم بأن الجزيرة الصغيرة التي يعيش فيها لا تحتمل موجات اللاجئين الآتين من الشرق الأوسط والتي زادت بعد الفوضى التي ضربت المنطقة في الأعوام الأخيرة. لكنه، أي الفيلم، سينهي زمنه بنص شعري بعنوان "دوار بحري" كتبه شاعر عراقي لاجئ مَرَّ بالجزيرة، قبل أن يواصل طريقه الى دولة أوروبية بعيدة، يقول فيه: خلف هذا الحائط الطويل/لم أكن أدرك حجم الخراب/ الخراب الذي خلفته في أرواحنا أُهْزُوجَة شعبية تدعى البلاد/كما أن الحزن الذي يغسل القلب فتصبح الرؤيا أوضح، يَكشِف لنا قاع أرواحنا المُهدمة بفعل تكرار الخيبة/ نحن لن نُشفى أبداً، سنظل نتقيأ وجوهاً وشوارع وأحلاماً/ وفي اللحظة التي ستسقط آخر قطعة لزجة من ذاك البلد سنموت.

الحياة اللندنية في

25.07.2014

 
 

4 أفلام من أندريه زفياغنتسيف:

سينما العائلة في «روسيا المقدسة» 

منذ عرض فيلمه الروائي الطويل الأول «العودة» في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في العام 2003 ونيله جائزة الأسد الذهبي أمام دهشة حياة سينمائية لم تكن سمعت باسمه من قبل، بات اندري زفياغنتسيف، واحداً من الوجوه الأساسية في السينما الروسية الحديثة. وكانت العلامة الأساسية في ذلك مقارنته على الفور بسلفه الروسي الكبير تاركوفسكي. بعد ذلك كان وفق هذا الخمسيني المفعم شباباً وحباً للسينما ان يحقق ثلاثة أفلام روائية طويلة أخرى، ليصبح بهذه الفيلموغرافيا، واحداً من النجوم الكبار في عالم الإخراج السينمائي، ومخرجاً تتهافت المهرجانات على حجز جديده منذ وقت مبكر. علماً أن جديده «لفياتان» الذي لم يعرض تجارياً في صالات العالم حتى الآن مع ان نسخه بيعت الى عدد كبير من البلدان والمناطق، حجز له مكانة مدهشة ولا سيما إذ قورن من قبل معظم النقاد والمتفرجين في «كان» بتحفتين كبيرتين أخريين كان الفوز الكانيّ من نصيبهما الى جانبه: فيلم «سبات شتوي» للتركي نوري بلجي جيلان (السعفة الذهبية) و»مستر ترنر» للإنكليزي مايك لي (جائزة أفضل ممثل لتيموثي سبال).. ويمكن القول إن الأفلام الثلاثة كان في امكانها ان تتبادل الجوائز بكل بساطة. لكن هذه حكاية أحرى.

ولد زفياغنتسيف العام 1964 في نوفوسيبيرسك النائية وبدأ مساره المهني بدراسة التمثيل في معهد مسرحي في مدينته قبل ان يتوجه الى موسكو ليتابع دراسته في معهد جيتيس الشهير. لكنه بعد ان انخرط في مشروعين مسرحيين اقتبس كل منهما من عمل أدبي - الأول من الأرجنتيني خوليو كورتاثار، والثاني من إيفان تورجينيف - قرر ان ينصرف الى الإخراج وقد امضى بضع سنوات مختصرة يؤدي ادواراً مسرحية ثانوية وقد فقد اهتمامه بالتمثيل المسرحي تماماً. أما فرصته الإخراجية الأولى فكانت تلك التي اتاحتها له التلفزة حيث حقق تباعاً في العام 2000 ثلاثة أفلام للشاشة الصغيرة مقتبسة من قصص قصيرة ضمن سلسلة مشهورة بعنوان «الغرفة السوداء». ولسوف يقول لاحقاً إن تلك الأفلام كانت مدرسته الحقيقية و... الوحيدة!

وبعد تلك «المدرسة» بات من الواضح بالنسبة إليه أن الوقت قد حان للانطلاق في مشروع السينما الروائية الطويلة. وهكذا حقق «العودة» الذي بعرضه وفوزه في «البندقية» كما في لوكارنو وتورنتو ومونتريال، اعتبر حدثاً سينمائياً عالمياً كبيراً. والأدهى من هذا أن «العودة» لم يكن اول فيلم طويل لزفياغنتسيف وحده بل كذلك لمعظم العاملين فيه الذين لم يكونوا يتوقعون لحكاية صورت في مناطق طبيعية رائعة -ومحورها ولدان عاد ابوهما بعد سنوات من الغياب فأربك حياتهما وحياة امهما من دون أن يكونا اصلاً واثقين من أنه أبوهما حقاً-، ان تنال كل ذلك الصدى.

وبعد ثلاثة أعوام من «العودة» حقق المخرج وقد بات الآن أكثر ثقة بنفسه فيلماً طويلاً ثانياً هو «العقاب» الذي دار كذلك في مناطق طبيعية مدهشة وتحدث عن عائلة يربك حياتها، كما في «العودة»، انتقال من حياة الى أخرى، وكأن هذه التيمة لا تنفك تلح عليه هو الذي كان من الواضح ان العائلة تشكل المحور الأساس لسينماه، ولا سيما من خلال العلاقة بين الأبناء والآباء. وتلك هي على اية حال موضوعة «ايلينا» روائيّه الطويل الثالث الذي حققه وعرضه في العام 2012 وللمرة الأولى قي مهرجان «كان» حيث نال جائزة تظاهرة «نظرة ما» ويدور موضوعه هو الآخر في بيئة عائلية وانتقالية من حول المتقدمين في السن ايلينا وفلاديمير اللذين يلتقيان على رغم فروق في الثروة والمكانة والمزاج بينهما، ويتزوجان «مجبرين» على اللقاء معهما ابن ايلينا من زواج سابق وابنة فلاديمير من زواج سابق ايضاً مع كل ما يجره هذا من تعقيدات عائلية وإشكاليات.

والعائلة هي مرة أخرى الموضوع الأساس في «لفياتان» كما نرى في مكان آخر من هذه الصفحة. ولكن منظوراً اليها هذه المرة من زاوية اكثر اتساعاً وأكثر تسييساً، ما يبرر الكتابات النقدية التي أبدت دهشة بعمل آتٍ من روسيا يحاول أن يقول انطلاقاً من ذلك المكان البعيد الذي تدور فيه الأحداث، ما لم يكن أحد تصوّر أن في الإمكان قوله اليوم بعد عقدين ونيّف من التغيّرات المذهلة التي طاولت هذا البلد.

الحياة اللندنية في

25.07.2014

 
 

مجزرة الأنفال «ذكريات منقوشة على حجر»

كارلوفي فاري (تشيخيا) - فيكي حبيب 

ينبش السينمائي العراقي شوكت أمين كوركي في الذاكرة الجماعية الكردية، فيسلّط الكاميرا على «ذكريات منقوشة على حجر» عن مجزرة راح ضحيتها 182 ألف كردي، جرت تصفيتهم على يد نظام صدام حسين ودفنهم في قبور جماعية العام 1988... فيما أُطلق عليه اسم «حملة الأنفال».

لكنّ فيلم «ذكريات منقوشة على حجر»، ليس فيلماً عن «مجزرة الأنفال» فحسب، بل هو فيلم عن حاضر المجتمع الكردي المشتت بين أربع ضفاف، والمقيّد بسلاسل وتقاليد، تبقى سداً منيعاً في وجه أي تطور.

الفيلم الذي تابعنا عرضه في قسم «آفاق» ضمن مهرجان كارلوفي فاري في الجمهورية التشيخية بحضور مخرجه (مثّل العرب الى جانب الفيلم الموريتاني «تمبوكتو» لعبدالرحمن سيساكو) يعتمد أسلوب الفيلم داخل الفيلم، معرّجاً على المشاكل الجمّة التي تواجه السينمائي الكردي في بيئة لا تعترف بالفن السابع ولا تؤمن بقدرته على إحداث تغيير في الذهنيات.

من هنا ارتأى كوركي السير على خطين متوازيين يتراوحان بين العام والخاص لتصوير المعاناة: معاناة شعب ذاق الأمرّين من جنون صدام، ومعاناة سينمائي يسير على خيط رفيع في منطقة مزروعة بالألغام.

«بعدما صوّرت فيلميّ «عبور الغبار» و «ضربة البداية» عن العراق ما بعد الحرب، أصبح واضحاً بالنسبة إليّ أنني سأحمل كاميرتي في أحد الأيام لأحقق فيلماً عن السينما في كردستان»، يقول كوركي، ويضيف: «ما يحدث خلف الكاميرا قصة تستحق ان تروى: تهديدات بالموت من جماعات إرهابية، نقص في المعدّات السينمائية، وشهور طويلة من التفتيش عن بطلة للدور الرئيس... هذه بعض الصعوبات التي نجد أنفسنا مُجبرين على العمل فيها. ولهذا، فإن امراً واحداً كان أكيداً بالنسبة إلي، وهو أنني كسينمائي عراقي كردي، هناك دوماً ثمن عليّ ان أدفعه، تماماً مثل الجميع في هذه المنطقة».

رومانسية مسروقة

بافتتاح رومانسي، تُستهل فصول «ذكريات منقوشة على حجر» من خلال لقطة لفتى صغير مبهور بعالم الفن السابع («حسين»)، يقصد مكان عمل والده داخل صالة سينمائية في العراق خلال عرضها فيلماً ممنوعاً.

رومانسية سرعان ما يبدو انها مسروقة من الدقائق الـ93 التي يسير فيها الفيلم، بعد أن ينسفها دخول قوات صدام بكل جبروتها الى المكان لتدبّ الفوضى ويخيّم الذعر على القلوب، فيما الفتى يراقب من زاوية معتمة سوق والده ورفاقه الى المجهول.

هذه اللحظة المأسوية ستطبع حياة «حسين» وقد أصبح مخرجاً سينمائياً في الغرب. ولهذا يقرر في أحد الأيام أن يترك بيته الآمن في أوروبا ويحزم أمتعته ويودّع زوجته الأجنبية وابنه الصغير، ليعود الى دياره في كردستان العراق بهدف تصوير فيلم عن مجزرة الأنفال التـــي دُمّر فيها نحو ألفي قرية كردية وسُحقت فيها أرواح الآلاف. وسرعان ما يجد بطلنا نفسه أمام تحديات كبيرة، لعـــل أبرزها عجزه عن إيجاد ممثلة لتجسيد الدور الرئيس في مجتمع محافظ لا يزال ينظر الى السينما نظرة دونية.

عقبة سرعان ما تصبح من الماضي مع ظهور «سينور» الشابة الجميلة المتحمسة جداً لهذا المشروع. لكنّ اندفاع بطلتنا التي تعيش مع والدتها سيصطدم ببيئة لا يمكن الفتــاة فيها ان تقرر مصيرها بنفسها، ولهذا لا يمكن بطلتنا ان تشارك في هذا الفيلم من دون إذن عمّها الوصيّ عليها بعد وفاة والدها. وطبعاً لن يكون لها ما تريد في مثل مجتمع بطريركي كهذا. بل على العكس سيتصدى العمّ لكل محاولاتها إقناعه، «فلا مجال لظهورها على الشاشة طالما انها ليست متزوجة». وهكذا يعود «حسين» الى مربع الصفر في رحلة بحثه عن بطلة لفيلمه.

وبعد ان تحول العادات والتقاليد والنظرة الى السينما والمرأة دون عثور بطلنا على شابة كردية عراقية لتكون بطلـــة فيلمه، تتجه أنظاره الى إيران حيث الخيارات أوسع. وبالفعل يسافر الى هناك. وحين يظن أنه عثر على الفتاة المناسبة للدور، يفشل في جعلها تعبر الحدود الإيرانية-العراقية، ولا يعود أمامه إلا «سينور» التي سرعان ما تضحّي بكل شيء للمشاركة في هذا الفيلم. حتى انها تقبل الاقتران بابن عمّها كشرط لتحقيق منالها. وإذ يبدو إصرارها غريباً على خوض هذه المغامرة من دون أن تأبه بكلام الناس أو مصيرها بالزواج من شاب تعتبره مثــل أخيها، سرعان ما تتكشف الأسباب، فالفيلم بالنسبة إليها علاج من جرح قديم لم تندمل آثاره بعد، خصوصاً أن والدها مات في السجن ذاته حيث تدور أحداث الفيلم...

اما العوائق المادية التي يصادفها السينمائي الكردي في مسيرته المهنية، فيطرحها كوركي في صورة قد تبدو كاريكاتورية لكنها تعبّر بقوة عن الواقع من خلال شخصية نجم «الفيديو كليبات» الذي يضطر «حسين» الى إشراكه في الفيلم ليضمن إيجاد التمويل اللازم...

وواضح أن المخرج تعمّد ان يتشارك البطلان («حسين» و «سينور») فاجعة غياب الأب. فـ «حسين» كان شاهداً وهو صغير على بطش رجال صدام الذين حرموه من والده، ومثله «سينور» قاست الأمرّين، وكأن المخرج أراد من فكرة «غياب الأب» إحالتنا الى فكرة أكبر هي «غياب الدولة» في رمزية واضحة الى مصير الاكراد المبعثرين بين اربع دول (العراق وإيران وسورية وتركيا).

«كردستان دولة لم تندمل فيها جروح الحرب بعد»، يقول كوركي ويضيف: «السينمائيون فيها مثلهم مثل الجميع ما زالوا يحملون وزر الصدمة الكبيرة التي سببتها مجزرة الأنفال. هذا ما حاولنا ان نحمّله لبطل القصة في «ذكريات منقوشة على حجر»، كما حاولنا قول لماذا من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نخرج هذه القصة الى الضوء. فطوال 30 عاماً، كان ممنوعاً علينا في عهد صدام تحقيق أفلام سينمائية. ولهذا كان علينا ان نبدأ من الصفر. وعلى رغم انجذاب كثر في كردستان الى عالم السينما، إلا ان تطور المشهد الفني عندنا ما زال مهمة صعبة. من هنا عندما قصدني محمد أكتاس وفي جعبته فكرة «ذكريات منقوشة على حجر» لم أتردد في مناقشة الموضوع. فهذه القصة الشخصية التي يمكن القول إنها «صنع في كردستان» تعطينا لمحة عن تعقيدات صناعة السينما في مثلث برمودا الشرق اوسطي. ومع هذا وعلى رغم كل الصعوبات، يبقى حب السينما والشغف بها هما ما يحركنا».

باختصار، «ذكريات منقوشة على حجر» فيلم عن السياسة والمجتمع والسينما. ثالوث يبدو انه المحرّض الأبرز لشوكت أمين كوركي الذي قد يرى بعضهم أنه وقع في فخ الرغبة في قول كل شيء، فغلّب المضمون على العناصر الفنية والجماليات البصرية. ومع هذا، يبقى المشهد الأخير الأكثر تعبيراً عما أراد كوركي إيصاله من هذا الفيلم: جماهير متمركزة في ساحة القرية الكردية بانتظار العرض الأول لفيلم «حسين» عن الأنفال. يبدأ المشهد الأول مع جنود صدام وهم يحرقون إحدى القرى ويجرّون سكانها في عرباتهم. تتحول الشاشة الى سواد بعد انقطاع التيار الكهربائي. لا ينتظر المدعوون عودة التيار غير آبهين بالفيلم وبما يمثله. تعود الكهرباء من جديد، ولكن لا احد هناك إلا أفراد طاقم العمل الصامدين على رغم هطول المطر... فالسينما الجادة لا تعني أحداً في بلادنا... أما الجمرة فلا تحرق إلا محلها.

الحياة اللندنية في

25.07.2014

 
 

أفلام إيرانية معادية لهوليوود تبحث عن أسواق دولية

عمل تسجيلي يحلل أعمال السينمائي الإيراني كياروستامي

لندن: أمير طاهري 

يعلم أي شخص مهتم بالسياسة الدولية المواجهة المستمرة منذ حقبات طويلة بين إيران والولايات المتحدة. إلا أن الأمر الأقل معرفة هو المنافسة بين الدولتين لعرض رؤى مختلفة في الفن السابع وهو السينما.

فمهرجان فينيسيا للسينما الذي سيبدأ هذا الأسبوع، يقدم منبرا جديد للأفلام المقبلة من أميركا وإيران للنقاد. فمن بين 50 فيلما ستعرض في المهرجان هذا العام يوجد 19 فيلما تعرض للمرة الأولى. ومن بين تلك الأفلام الجديدة يوجد 3 أفلام لمخرجين إيرانيين: «رويات» للمخرج رخشان بني ايتماد وفيلم «منزل 99» للمخرج رامين باهراني وفيلم «كلمات قليلة مع الآلهة» لبهمان قبادي.

وفي الوقت الذي تستمر فيه هوليوود في تقديم أفلام جذابة ضخمة فإن السينما الإيرانية تواجه ذلك بأفلام هادئة تبعث على التفكير..

ويصف النقاد الأوروبيون السينما الإيرانية بأنها «معادية لهوليوود». وقبل الثورة كانت إيران واحدة من أكبر 4 دول منتجة للأفلام السينمائية في العالم. وفي الثمانينات فقدت تلك المكانة، وعندما عاد النشاط السينمائي مرة أخرى في التسعينات، انقسمت السينما الإيرانية إلى نوعيتين. الأولى عبارة عن أفلام للسوق المحلي، أفلام تلعب على عواطف المشاهدين وتشمل ما يعرف بأفلام الحركة. والنوعية الثانية أفلام مواجهة للمهرجانات الدولية والمشاهد الغربي. ونجح بعض السينمائيين في المزج بين النوعين. وأظهر هؤلاء هو عباس كياروستامي السينمائي الإيراني. وقد تحول كياروستامي ببذلته البيضاء ونظارة الشمس السميكة الغامقة إلى ما يشبه الأيقونة في الغرب.

لقد بدأ كياروستامي صاحب أفلام مثل «أين منزل صديقي» و«تحت أشجار الزيتون» و«طعام الكرز»، عمله في مجال السينما قبل 40 سنة قبل استيلاء الملالي على السلطة في طهران. وكان كياروستامي الذي اشتهر آنذاك بأفلامه القصيرة للأطفال، يحلم بإخراج أفلام روائية. وجاءت الفرصة الأولى في عام 1970 عندما صور فيلم «الخبز والزقاق» وهو عبارة عن قصيدة مرئية قصيرة. إلا أن فيلمه الروائي الأول «التقرير» هو الذي وضعه في مصاف النجوم.

وقد أصدر بهمان مقصودلو وهو واحد من أشهر نقاد السينما ومؤرخ معروف للسينما الأوروبية فيلما تسجيليا بنفس العنوان «التقرير» طوله 88 دقيقة عن نشاط كياروستامي السينمائي الذي امتد 45 سنة. وقد قدمه في العام الماضي في مهرجان مونتريال للسينما في كندا. ويدرس العمل ويحلل أفلام كياروستامي الرئيسة بمشاركة أكثر من عشرة من نقاد السينما الإيرانيين والغربيين ومن بينهم أندري ساريس ومارتين سكورسيسي وفيريدون هويدا وجان ميشال فوردون.

ويركز فيلم مقصودلو التسجيلي على فيلم كياروستامي «التقرير»، ويكشف عن جوانب ربما لم ينتبه إليها الكثير من المشاهدين. ويتعمق العمل التسجيلي في الواقعية الجديدة لكياروستامي ويستكشف طبيعة الفيلم من الناحية القصصية. والأهم من ذلك يقدم العمل التسجيلي تحليلا لإنسانية كياروستامي والبحث الدائم عن السلام والتصالح في عالم مصاب بالنزاعات الأبدية والكراهية. وخلال عرض العمل التسجيلي نشاهد تطور أسلوب كياروستامي المميز. ونرى كيف تعلم الكمال والعثور على صوته.

وفي نفس الوقت يقدم العمل التسجيلي مؤشرات حول تطور السينما كظاهرة متناقضة مغلفة بالغموض. كيف يمكن لشخص أن يستخدم اللغة السينمائية من أجل تقديم سرد ثقافي سياسي في بلد الكراهية فيه للصورة جزء من النسيج الديني

في الواقع لا يقدم «التقرير» وجهة نظر حول هذه التطورات الأخيرة. لكن لماذا أجبر كياروستامي ومخرجين آخرين من الرعيل المهم في السينما الإيرانية، مثل محسن مخمالباف، على العمل في المنفى. أول فيلم لكياروستامي «النسخة المرخصة» مع الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، بينت توجهاته التجارية وأظهرت تأثره أيضا بالسينما الأوروبية. إلا أن «التقرير» لا يوضح لماذا قرر عدد من السينمائيين الإيرانيين ولا سيما علي أصغر فرهادي الذي حصل فيلمه «الانفصال» على جائزة الأوسكار، جعل أسلوبهم قريبا من أسلوب هوليوود.

ولقد أصدر مقصودلو عددا من الأفلام التسجيلية من بينها فيلم عن السينمائيين الأسطوريين في هوليوود اللذين أصدرا فيلم «كينغ كونغ»، وآخر عن رسام الكارتون الإيراني اردشير موهاسيس. إلا أن فيلمه الجديد «التقرير» يشير إلى ثقة في التعامل مع نظريات فنية وثقافية معقدة.

الشرق الأوسط في

26.07.2014

 
 

حفلات إفطار فاخرة ضيوفها نجوم بوليوود

القيادات السياسية الهندية اعتادت تنظيمها منذ أيام أنديرا غاندي

نيودلهي: براكريتي غوبتا

قام كبار نجوم بليوود، شاهروخ خان وسلمان خان، بمعانقة بعضهما البعض مرة أخرى هذا العام بروح رمضانية حقيقية في حفل إفطار استضافه السياسي بابا صديقي بحزب المؤتمر. وتداولت وسائل الإعلام صورا ومقاطع الفيديو الخاصة بنجمي بوليوود المتناحرين.

تغلب الثنائي - اللذان لم يظهرا معا أبدا بشكل علني منذ عام 2008 - على خلافاتهما من خلال معانقتهما لبعضهما البعض في حفل الإفطار ذاته الذي أُقيم العام الماضي. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها الثنائي معا بشكل علني.

مع قرب انتهاء شهر رمضان، تُقام حفلات الإفطار الفاخرة في أوساط بوليوود والأوساط السياسية الهندية. وينتشر ارتداء الكورتا البيضاء بكثرة في كل الحفلات، بالإضافة إلى تناول الأطعمة التقليدية مثل البرياني، وكابابس، والخورما، والحلويات مثل فيرني أو شاهي توكرا.

بغض النظر عن ولائهم الديني، ينظم نجوم بوليوود والسياسيون حفلات الإفطار من أجل التواصل وإقامة علاقات اجتماعية، وعلى نحو بارز تقوم وسائل الإعلام بتغطية تلك الحفلات.

وضم حفل الإفطار، الذي انعقد أخيرا، المخرج أديتيا شوبرا وزوجته راني مكرجي، ممثلة بوليوود، اللذين عقدا قرانهما حديثا، وسياسيين رفيعي المستوى وغيرهم من المشاهير.

أغلبية الضيوف الذين حضروا حفل الإفطار كانوا غير مسلمين. وانتهز المخرج الفرصة للترويج لفيلمه المقبل «دعوة عشق» Daawat-e-Ishq، الفيلم الذي له طابع إسلامي، أثناء الحفل. وربما تكون دعوة الإفطار التي نظمتها شركة «ياش راج فيلمز لإنتاج الأفلام» الدعوة المستحبة مقارنة بمعظم دعوات الإفطار الأخرى التي نُظمت في دلهي.

وبالنسبة للسياسيين الهنود، تحول شهر رمضان المبارك إلى فترة يجري التودد فيها للمسلمين؛ حيث تعمل كل الأحزاب السياسية في الهند على تنظيم حفلات للإفطار لجذب مجتمع المسلمين والتواصل مع قادتهم. وعلى مدى شهر رمضان، أصبحت حفلات الإفطار التي تستضيفها الأحزاب السياسية تمثل وقت المحاباة وتشكيل تحالفات جديدة وما يعرف بالزواج السياسي. وتعمل جميع الأحزاب الرئيسة مثل حزب المؤتمر وحزب بهاراتيا جاناتا، وكذلك الأحزاب الإقليمية مثل حزب ساماجوادي وحزب جاناتا دال... إلخ على تنظيم حفلات للإفطار على مستوى الدولة والمستوى الوطني.

وتخصص بعض الولايات الهندية صناديق تمويل خاصة لتنظيم حفلات للإفطار يستضيفها رئيس الوزراء، وكذلك قائد المعارضة أيضا في برلمان الولاية، الذي يضم أعضاء منتخبين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. وقد اعتادت الكثير من الولايات الهندية التي يحكمها غير المسلمين على تنظيم حفلات الإفطار كل رمضان، ومع ذلك يرى المسلمون في جميع أنحاء البلاد أن ذلك يشير بوضوح إلى العلمانية الهندية. وفي الأسبوع الماضي، أقام السياسي البارز أبو عاصم عزمي، التابع لحزب ساماجوادي، حفل إفطار سياسيا في فندق خمس نجوم. وذكر أحد الضيوف بالحفل: «أقام عزمي حفل الإفطار لدعوة رجال الأعمال البارزين، والمشاهير، والسياسيين، وليس لدعوة المواطن العادي».

كما نظم أيضا شيفراج سينغ تشوهان، غير المسلم ورئيس ولاية ماديا براديش، حفلا للإفطار في محل إقامته في بوبال الأسبوع الماضي، قدم فيه وجبات فاخرة، كما قام بترتيبات خاصة فيما لديه من مساحات خضراء من أجل صلاة نماز، وكان هو أول من قدم البلح إلى مشتاق الندوي قاضي مدينة بهوبال.

كما أقام رئيس الهند أيضا الحفل الأروع في المساحات الخضراء بالقصر الرئاسي راشتراباتي، الذي ضم ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ضيف.

ولكن يبدو أن سيطرة حزب بهاراتيا جاناتا على الحكومة منذ انعقاد الانتخابات العامة قد أثر سلبيا على مشهد الإفطار السياسي في دلهي؛ حيث تعد هذه هي السنة الأولى - منذ أن بدأت رئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي تقليد تنظيم حفلات إفطار سياسية عام 1980 - التي لن يستضيف فيها وزير بالحكومة التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا، حفل إفطار لرمضان هذا العام.

لا يعد هذا التقليد عادة رسمية، ولكن اعتاد رؤساء الهند، ورؤساء الوزراء، والوزراء الآخرون بالحكومة تنظيم حفلات الإفطار، دليلا على النوايا الحسنة حيال المجتمع المسلم. ويتضمن الضيوف رجال دين ومسلمين بارزين، وسفراء الدول الإسلامية، وشخصيات سياسية متنوعة.

وحسب ما أفاد به قائد ينتمي إلى حزب بهاراتيا جاناتا، لم يرد الكشف عن هويته، فإن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يقم حفلات للإفطار على الإطلاق أثناء عمله رئيسا لحكومة ولاية غوجارات لمدة 13 سنة، وأضاف قائلا: «يتعلق الأمر بالثقافة السياسية والحالة المزاجية للقيادة العليا».

الشرق الأوسط في

26.07.2014

 
 

أفلام العيد «منحوتة»

كتب : سمر فتحي 

5 أعمال سينمائية ترسم سينما موسم عيد الفطر، وتفض الاشتباك مع الحالة الدرامية الدسمة على مدار 30 يومًا، منها 3 أفلام تواجه شبح الاقتباس كشفها بوضوح بروموهات الأفلام، وهم «صنع فى مصر» لأحمد حلمى و«جوازة ميرى» لياسمين عبدالعزيز و«الحرب العالمية الثالثة» للثلاثى فهمى وشيكو وماجد، أما الفيلمان الآخران أحدهما مأخوذ من رواية أدبية وهو «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز.. و«عنتر وبيسة» شعبى.

الأفلام الخمسة تمثل خلطة سريعة لإنعاش دور العرض السينمائى التى أعلنت موتها الأحداث الهمجية من الجماعة الإرهابية.

الفيلم الأول هو «صنع فى مصر» بطولة أحمد حلمى ويواصل فيه رحلته مع الفانتازيا والخيال ويجسد شخصية شاب يعانى من البطالة ويواجه انتقادات مستمرة من شقيقته الصغرى «نور عثمان» وأمه «دلال عبدالعزيز» بسبب كسله لكنه يصاب فجأة بلعنة لتنتقل روحه إلى الدبدوب الذى يظهر بتكاسله ضمن الأحداث بينما تنتقل روح الدبدوب إلى «أحمد حلمى» ليظهر بشخصية الرجل الدءوب على عمله.

الفيلم من إخراج «عمرو سلامة» وتقوم ببطولته «ياسمين رئيس» ويطارده لعنة الاقتباس من الفيلم الأمريكى «TED» وهذا ما أظهره برومو الفيلم الذى تتطابق مشاهدة مع الفيلم الأمريكى.

لعنة الاقتباس تواجه أيضًا الفيلم الثانى «جوازة ميرى» المأخوذة عن الفيلم الأمريكى أيضًا «This means waْ» وهو ماكشفه برومو الفيلم الذى عرض مؤخرًا بطولة «ياسمين عبدالعزيز» والتى تعانى من تجاهل حبيبها لها والذى ينصرف عنها بخطبة أخرى لتبحث عن بديل لتشعره بالغيرة، وهما «حسن الرداد» و«كريم محمود عبدالعزيز» ويعملان ضابطين من القوات الخاصة ويقعان فى حبها لتستغل هى ذلك.

ويبدو أن موضة الاقتباس هى اللافتة الأساسية فى أفلام العيد حيث يأتى الفيلم الثالث «الحرب العالمية الثالثة» المقتبس من «night at the museum» وهذا ما كشفه لنا بطل الفيلم «شيكو» الذى يجسد شخصية الملك «توت عنخ أمون».

فكلاهما يتحدث عن المتحف الذى تدب فيه الحياة فى منتصف الليل بسبب لوحة الملك «توت عنخ أمون» إلا أن النسخة المصرية جاءت كوميدية ساخرة عن اتحاد «هتلر» و«أبو لهب» لقيام الحرب العالمية الثالثة.

وكما يفعلها المنتج «أحمد السبكى» دائمًا لابد من إقحام النموذج الشعبى فى العمل حيث تشارك «بوسى» فى الفيلم بشخصية «مارلين مونرو»!!

ويحفظ ماء وجه أفلام العيد فيلم «الفيل الأزرق» لـ«كريم عبدالعزيز» وهو مقتبس من رواية أدبية كتبها «أحمد مراد» تحمل نفس الاسم والرواية بنفسها تحمل صورًا وتعبيرات جنسية، وهذا ما يميز «مراد» فى كتاباته وبالفعل نقلها المخرج إلى الفيلم ليجسد «كريم» بعض المشاهد التى قد تبدو غريبة على مشواره الفنى فلم نره من قبل فى إطار المشاهد الجرئية أبرزها: مشهد «داخل البانيو وهو شبه عارى» وآخر وهو يحاول تقبيل فتاة بطريقة مثيرة بعد أن يقوم بتسريب دخان سيجارته من بين شفتيها.

ويرصد الفيلم قصة دكتور نفسى يعود إلى عمله بمستشفى الأمراض النفسية ليلتحق بقسم 8 غرب وهو أكبر سجن فى المستشفى ليحقق فى جريمة قتل مرتكب فيها صديقه.

أما فيلم «عنتر وبيسة» فبجانب أنه الفيلم الشعبى الوحيد إلا أنه هرب من أوجه الاقتباس ويقوم ببطولته «أمينة» و«محمد لطفى» بالإضافة إلى «صافيناز» التى تظهر كراقصة وممثلة لأول مرة ضمن أحداث الفيلم.

مجلة روز اليوسف في

26.07.2014

 
 

«فجر كوكب القردة».. إبهار المؤثرات البصرية في السينما

عمان - محمود الزواوي 

فيلم «فجر كوكب القردة» (Rise of the Planet of the Apes) (2014) هو الفيلم الثامن في سلسلة أفلام «كوكب القردة» التي تستند إلى رواية «كوكب القردة» للروائي والكاتب السينمائي الفرنسي بيير بول، والتي صدرت في العام 1963. كما اقتبست قصص هذه السلسلة في خمسة أفلام تلفزيونية وفي مسلسل تلفزيوني.

ويجمع فيلم «فجر كوكب القردة» بين أفلام الخيال العلمي والحركة والمغامرات والأفلام الدرامية، وهو من إخراج المخرج مات ريفز. وشارك في كتابة سيناريو الفيلم الكتّاب السينمائيون ريك جافا وزوجته أماندا سيلفر ومارك بومباك استنادا إلى رواية الكاتب الفرنسي بيير بول، مع قدر كبير من التصرف، وذلك في مثال آخر على تطوير قصص الخيال العلمي التي تم تأليفها قبل عدة عقود، بحيث تقفز أحداثها إلى الأمام وتتداخل أحيانا مع الأحداث التاريخية الفعلية. وهذا الفيلم متمم لقصة الفيلم السابق في هذه السلسلة، وهو فيلم «ظهور كوكب القردة» (2011). وتقع أحداث قصة الفيلم الجديد في منطقة مدينة سان فرانسسكو الأميركية في أوائل عشرينيات القرن الحالي، بعد مرور عشر سنوات على نهاية أحداث قصة الفيلم السابق.
وتواصل أحداث قصة فيلم «فجر كوكب الأرض» التطورات والمواجهات بين مجموعة القردة المتطورين وراثيا الذين يحكمون العالم وبين مجموعة من البشر الناجين من فيروس خطير قضى على الملايين منهم. وتقع أحداث القصة في مرحلة حاسمة، أي حين يشرع القردة في بناء حضارة جديدة فيما يعاني من تبقوا من البشر من التفكك والانهيار. كما تشتمل أحداث الفيلم على الانقسامات والصراعات في صفوف كلا الجانبين، ما بين مؤيدين للحرب ومناصرين للسلام، بما في ذلك وجود عناصر في كلا الجانبين قادرين على التعاطف والتواصل مع الآخرين. ويظهر في مجموعتي القردة والبشر شخصيات عدوانية تثور على قياداتها وتسعى لتولي الزعامة وتهاجم الجانب الآخر وتلحق به خسائر في الأرواح والممتلكات. وبعد التوصل إلى سلام مترهل تتصاعد الأحداث والمواجهات المسلحة بين الجانبين بحيث يستعد جانبا القردة والبشر لحرب شاملة تقرر من يعيش في الأرض ويتحكم فيها. ومن هنا جاء عنوان الفيلم «فجر كوكب القردة» الذي يوحي بأن شيئا ما على وشك أن يحدث، ومن هي المجموعة التي ستسيطر على الأرض، القردة أم البشر، وما هي الخيارات المتوفرة لدى المجموعتين وما هي العواقب المترتبة على هذه الخيارات.ويتناول فيلم «فجر كوكب القردة»، عبر قصة خيالية مستقبلية، طائفة من القضايا ومن ضمنها أهمية التعايش والتفاهم والثقة ودور العلاقات الأسرية في بناء المجتمع وسيادة القانون والاختلاف في الآراء والمواقف والانتقام والعنف والزعامة وحب السيطرة. ويقدّم الفيلم معالجة واقعية للنزاعات التي تعكس واقع حروب الماضي والحاضر والصراع الاجتماعي، بحيث تتجاوز الرسالة العامة للفيلم كونه من أفلام الخيال العلمي التقليدية التي تعتمد أساسا على الحركة والمغامرات.

ويتميز فيلم «فجر كوكب القردة» بإخراجه المحكم على يد المخرج مات ريفز، واقتباسه لسيناريو الفيلم القوي والمتين، بما في ذلك من تفاصيل دقيقة وتطوير للشخصيات وسرعة الإيقاع وعنصر التشويق الذي يشدّ المشاهد ومشاهد المعارك الواقعية والمثيرة. ويحافظ المخرج على التوازن بين الجانب العاطفي لحبكة القصة وعنصر الحركة والمغامرات. كما يتميز الفيلم ببراعة المؤثرات الخاصة والبصرية التي ترتقي بهذا الفيلم إلى مستوى تقني متفوق. ويظهر ذلك بشكل خاص في الصور الواقعية للقردة وتعابيرها وحركاتها وطريقة مشيها ونطقها، وفي الأداء الواقعي والمؤثر لعدد من الممثلين الذين قاموا بأدوار القردة، وفي مقدمتهم أندي سركيس وتوبي كيبيل وجودي جرير الذين نجحوا في تقديم نماذج حية لكائنات اصطناعية، وذلك بالإضافة إلى أداء الممثلين في أدوار بشرية، ومنهم جاسون كلارك وجاري أولدمان وكيري راسيل. ويقدّم فيلم «فجر كوكب القردة» نموذجا للأفلام التي تجمع بين العديد من المقومات الفنية والتقنية، ومن ضمن ذلك براعة التصوير وحركات الكاميرا والموسيقى التصويرية المعبرة عن أحداث وتطورات قصة الفيلم.

عرض فيلم «فجر كوكب القردة» في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، واحتل المركز الأول على شباك التذاكر في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية على مدى أسبوعين، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 257 مليون دولار خلال الأسبوعين الأولين لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 170 مليون دولار.

الرأي الأردنية في

26.07.2014

 
 

« ذيب»لناجي أبو نوار في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

عمان - الرأي 

تمّ اختيار الفيلم الأردني الروائي الطويل (ذيب) ليتنافس في مسابقة اوريزونتي (أفق جديدة) في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ٢٠١٤ في ايطاليا، والذي يعتبر أقدم مهرجان سينمائي دولي في العالم ومن أكثرها عراقة حيث عُرِضَت فيه أعمال أشهرالمخرجين في العالم، من ضمنهم آكيرا كيروساوا وستانلي كيوبريك.

تدور أحداث (ذيب) في الصحراء العربية عام 1916. ويتناول الفيلم قصة فتى بدوي اسمه ذيب وشقيقه حسين اللذان يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، بقاء ذيب يعتمد على تعلمه مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

تم تصوير (ذيب) في جنوب الأردن في صحاري وادي رم ووادي عربة، والفيلم نتيجة التعاون المشترك بين المنتجين والمجتمع المحلية في منطقة البادية الجنوبية ، التي تمّ التصوير بالقرب منها، أما الممثلون، فقذ تم اختيارهم من ابناء تلك المنطقة حيث تمّ إدراجهم في ورشات عمل في التمثيل والأداء لثمانية أشهر قبل بدء التصوير.

والممثلون الرئيسيون في الفيلم هم: جاسر عيد وحسن مطلق وحسين سلامة، وقام بإنتاج (ذيب) شركة ’بيت الشوارب‘ بالتعاون مع ’نور بيكتشرز‘ وبالاشتراك مع شركة ’الخلود للإنتاج الفني، وحصل الفيلم على دعم من ’صندوق سند‘ في أبو ظبي، و’مؤسسة الدوحة للأفلام‘، و’صندوق فيجونز سود إيست‘.

(ذيب) هو أول فيلم روائي طويل للمخرج والكاتب الأردني الشاب ناجي أبو نوار، وقد تم عرض فيلمه القصير الأول (وفاة ملاكم) العام 2009، في عدة مهرجانات سينمائية عالمية منها:مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة ومهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان ميامي للأفلام القصيرة ومهرجان الفيلم الفرنسي العربي.

الإنتاج التنفيذي لفيلم (ذيب) كان للمنتجة نادين طوقان، و أنتج الفيلم باسل غندور وروبرت لويد وشارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي.

من بين طاقم العمل التمثيلي اسماء :جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجي عودة، جاك فوكس، سيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندور، الانتاج باسل غندور وروبرت لويد، المنتج التنفيذي نادين طوقان، المنتج المشارك ناصر قلعجي وليث المجالي، مدير الانتاج ديالا الراعي، مدير التصوير وولفجانج تالر، مونتاج روبرت لويد، تسجيل الصوت فلاح حنون ، تصميم الصوت داريو سويد، الموسيقى جيري لاين، تصميم الديكور أنا لافيل ، تصميم الملابس جميلة علاء الدين، الشعر و المكياج سليمان تادرس ، مساعد المنتج ينال قصاي عيد الصوالحين ومعن عوده.

الرأي الأردنية في

26.07.2014

 
 

عبدالستار فتحي:

أفلام العيد خالية من المشاكل الرقابية

كتب: أميرة عاطف 

قال عبدالستار فتحى، رئيس الرقابة على المصنفات، إن أفلام عيد الفطر خالية من المشاكل الرقابية، موضحا أن فيلم «الفيل الأزرق» الذي كثر حوله الحديث لا توجد به تجاوزات تذكر.

وأضاف فتحى: «شاهدت فيلم (الفيل الأزرق) لكريم عبدالعزيز ولم أجد فيه ما يمنع عرضه، خاصة أنه فيلم جيد، وهو ما جعلني أتغاضى عن بعض الأشياء المقبولة، فهو جرىء ولكنه لا يحمل إسفافا، أما فيلم (صنع في مصر) لأحمد حلمي فلا توجد به أي مشكلة، وكذلك فيلم «عنتر وبيسة»، أما فيلم «الحرب العالمية الثالثة» فكانت به بعض الملحوظات البسيطة التي تم تعديلها.

وأشار إلى أن أفلام العيد بشكل عام أفلام ذات طابع خاص، وتتميز بأنها أفلام تحمل مضمونًا خفيفًا، لأنها من المفترض أن تتماشى مع المناسبة التي تعرض فيها، التي تكون مناسبة مبهجة يقدم فيها موضوعات خفيفة لا تحمل الجمهور عبء التفكير في مشاكل أو قضايا ثقيلة، مؤكدا أن الحالة التي تمر بها السينما لا تجعل لدينا العديد من الأنواع المختلفة التي نستطيع بها تمييز مجموعة من الأفلام الرديئة من الجيدة، فالإنتاج ضعيف ولا نستطيع أن نقيم وضع السينما أو المادة التي تطرحها أفلام العيد من خلال 6 أو 7 أفلام».

وأكد أنه مع حرية الرأي والإبداع طالما أنها لا تمس الأساسيات والثوابت، مثل الدعوة إلى الإلحاد أو الشذوذ الفكري والجنسي، أو إهانة الشخصية المصرية أو الاستخفاف بها، وهو ما يمكن أن يظهر في إيحاءات أو ألفاظ أو مشاهد، لأن الأصل في عمل الرقابة هو الإجازة وليس المنع، مشيرا إلى أن الاختلاف في وجهات النظر حول أي عمل فنى يكون في مصلحة العمل.

وأوضح أن الصراع والصدام الدائم بين الرقابة والمبدعين يأتى دائما من نقطتين، الأولى هي تمسك المبدع في كثير من الأحيان بوجهة نظره والتشبث بها وكأنها قرآن أو إنجيل لا يمكن تغييرهما، حتى لو لم تكن مؤثرة في العمل وعدم تفهمه لما يمكن أن تثيره من جدل لا أهمية له في المجتمع سوى البلبلة، والثانية هي أن يكون العمل نفسه لا قيمة له ومن الممكن أن يتم نسيانه بعد مشاهدته، أو لمبتدئ يريد أن يخلق نوعا من الأهمية بإثارة مشكلة في الصحف والفضائيات للفت الأنظار للعمل، أو أن يكون العمل بالفعل به ما لا يمكن التغاضى عنه وهو ما حدث مع بعض الأفلام في الفترة الأخيرة وأكبر دليل على ذلك أن المبدعين الكبار المخضرمين، أمثال المخرج داود عبدالسيد أو محمد خان، لا توجد مشاكل في إبداعاتهم.

المصري اليوم في

26.07.2014

 
 

11 سبتمبر.. انطلاق فعاليات مسابقة مشروع أفلام «48 ساعة» في القاهرة

ريهام عبد الوهاب 

تنطلق فعاليات مسابقة مشروع أفلام 48 ساعة في القاهرة، للعام الثالث على التوالي وذلك يوم الخميس 11 سبتمبر.

حيث يستضيف هذه الجولة مركز درب 1718 بالتعاون مع شركة MAD Solutions وقد بدأ تسجيل فرق عمل من صناع الأفلام في المسابقة يوم الثلاثاء الماضي 22 يوليو.

ومن المقرر أن يبقى التسجيل مفتوحاً حتى الأربعاء 10 سبتمبر، وتشترك القاهرة في المسابقة للسنة الثالثة على التوالي كواحدة من 4 مدن في الشرق الأوسط سبق لها أن استضافت مشروعاتأفلام 48 ساعة، بالإضافة إلى مدن دبي وعمَّان وبيروت المتنافسة في هذا الحدث الدولي الذي يجمع صناع الأفلام سنويا.

وتعتبر مسابقة هذا العام هي الثانية على التوالي التي تستضيفها القاهرة، فقد نافس في العام الماضي 12 فريقاً من صناع الأفلام انخرطوا داخل تحدٍ بإنجاز أفلامهم في 48 ساعة مع الوفاء بشروط المسابقة.

الفائز في جولة القاهرة سيدخل في منافسة مع الفائزين من 131 مدينة حول العالم في الحدث السنوي المعروف باسمFilmapalooza لاختيار أفضل 48 فيلماً على مستوى العالم، على أن تُعرض الأفلام الـ 15 الأولى في مهرجان كان السينمائي الدولي 2015 ضمنقسم الأفلام القصيرة. وتكمن فكرة المسابقة في وضع صنّاع الأفلام في تحدي مع الزمن لمدة 48 ساعة فقط، بحيث يقوم المشتركون في هذه الفترة بكل عمليات صناعة الفيلم متمثلةً في الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج خلال هذه المدة الزمنية.

التحرير المصرية في

26.07.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)