كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

أحداثها مختلفة.. تميز نفسها عن السينما العربية وحتى جارتها الجزائرية

خمسة أفلام مغربية حديثة تبحث في الماضي

لندن: محمد رُضـا

 

منذ سنوات والسينما المغربية تطرح نفسها على مستوى مختلف من مستويات التعبير. مواضيعها وهمومها ومشاكلها وشخصياتها تختلف عن تلك التي تطرحها السينما اللبنانية أو المصرية أو الخليجية أو الفلسطينية، وحتى عن السينما الجزائرية التي تجاورها في أكثر من وجه.

بطبيعة الحال، لا تتساوى الأساليب الممارسة من قـبل المخرجين المغربيين ولا النتائج، لكن ما يجمع بين كل جهودهم سعيهم الحثيث لتقديم أعمال جديدة وذات هوية وطنية، حتى وإن لم تكن موضوعاتها دائمة الحديث عن قضايا داخلية، اجتماعية أو سياسية.

في العامين الأخيرين، سجلنا ملاحظاتنا على عدة أفلام شوهدت في المهرجانات العربية وغير العربية. كون السينما المغربية قريبة من أوروبا، وكون مخرجيها يحبـون التواصل مع الجمهور العربي خارج المغرب ساعد في هذا التوجه المزدوج ذي الفوائد المضاعفة. من ناحية ها هو المخرج يقدم عمله لجمهور جديد ومختلف في كل بقعة، وها هو الجمهور، على اختلاف مشاربه وثقافته، تتاح له أن يلم بجديد السينما المغربية.

خمسة أفلام مغربية لم يغمرها البعد الزمني بعد تقدمت خلال هذين العامين على سواها على نحو أو آخر، وهي «هم الكلاب» لهشام لعسري، و«داعا كارمن» لمحمد أمين بوعمروي، و«الصوت الخفي» لكمال كمال، و«سرير الأسرار» لجيلالي فرحاتي، و«جيش الخلاص» لعبد الله طايع.

لكل واحد من هذه الأفلام خصائصه الفنية، وهذا طبيعي جدا، لذلك فإن النتيجة ليست متساوية باستثناء أنها جميعا أفلام جادة فيما تنشده من طروحات ومواضيع. لكن ما يجمعها هو النحت في الزمن الماضي. أبطالها يتذكـرون ويعايشون ويندمون. لكل تجربته المختلفة مع الأمس وبعضهم لا يزال يحاول أن يحل تلك التجربة ليرتاح.

* الأمس المفقود

* في فيلمه الروائي الثاني «هم الكلاب»، يسرد المخرج هشام لعسري حكاية شخصيتين محددتين؛ رجل تائه في زمانه ومكانه. يبحث عن كيفية استعادة ماضيه، ومقدم برنامج تلفزيوني يلتقي به صدفة ويلازمه صوتا وصورة (فيلم داخل فيلم إلى حد) مسجلا يوميات هذا البحث الشغوف. حين يصل البحث إلى منتهاه فإن الحل لا يمكن أن يكون سعيدا كون ذلك الرجل المجهول الذي لا يذكر اسمه لن يستطع تغيير تجربته التي أدت به إلى الابتعاد عن أسرته.

حين يلتقي ذلك المسن بزوجته قبل نهاية الفيلم فإن اللقاء بمثابة فراق جديد، إذ أصبح التواصل صعبا، ليس بينهما فقط، بل بينهما وبين ابنه أيضا. ولم يعد هناك وقت للتواصل، فهي على فراش الموت. اللحظات الرائعة في هذا الفيلم تمضي سريعا ومنها اعتذاره لزوجته على السنوات التي ضاعت عليهما منفصلين.

مع أن بطل هذا الفيلم دخل السجن لأسباب سياسية، فإن الفيلم ليس سياسيا. هناك محاولة لإيجاد لحمة بين الموضوع ومحيط أكبر، لكن الفيلم يبقى فردي الاهتمام وبصريا لاهثا وراء تكرار وضع شخصيته وتصرفاتها ومناجاتها وللحوارات التي لا تنقطع بينها وبين المذيع التلفزيوني الذي قرر فجأة تحقيق هذا الريبورتاج عنه. الفكرة جيدة لكن مفاصلها غير منطقية. والتصوير على مدى يومين (حسب القصـة) تتداخله عيوب في التوقيت لم يكن ليلقي المرء بالا لها، لولا أن الفيلم مبني على التوقيت.

يداوم المخرج الاستخدام المتجدد لتقنية السرد ومعالجته الكلـية للموضوع، وما زال ماهرا، كما كان حاله في فيلمه الأول «النهاية»، في توزيع أفكاره. لديه التصور المناسب لعمل مختلف. لكن ما بدا قويـا في بصرياته في «النهاية» ينقلب بعد حين هنا إلى تداول لمنوال واحد يثير التعب. الكاميرا المحمولة تذكـرك بوجودها أكثر مما يذكـرنا المخرج بالسبب الذي من أجله نتابع حكاية رجل في بداية السبعينات من عمره يبحث عن عائلته وعبرها عن حياته الأولى.

في المقابل، نجد فيلما لمخرج جديد آخر هو محمد أمين بوعمروي الذي أنجز دراما اجتماعية متميـزة وجيـدة. الفيلم بعنوان «وداعا كارمن». تقع أحداثه في مطلع السبعينات، وتدور حول صبي في الـ13 من العمر، بلا أب أو أم (تركته والدته ورحلت إلى إسبانيا لتنضم إلى زوجها الثاني على أن تطلبه للسفر إليها ولم تفعل). يعيش مع خاله القاسي والمسرف في الأذى، الذي يسرق ما تبعثه أم الصبي إليه ليشرب الخمر به ويعاشر النساء. يتعرف الصبي على جارته الإسبانية التي ستصحبه إلى صالة السينما قبل أن تتأزم الأحداث ليجد الصبي نفسه وحيدا من جديد.

الفيلم مبني على حكاية وقعت أحداثها مع المخرج حين كان بعمر بطله عمار (أمان الله بن جيلالي) لكن لا نعرف متى يبدأ الخيال أو متى ينتهي الواقع. المؤكد أن السيناريو يمزج بين الاثنين جيدا ويبلور أحداثا تتطور بعدما يتعرف الصبي على امرأة إسبانية، اسمها كارمن (باولينا غارفيز) تشرف وشقيقها على صالة السينما في البلدة، فإذا بها تعوض، ولو جزئيا، الحنان الذي يفتقده عمـار وعبرها تبدأ عادة مشاهدة الأفلام الهندية. إذ تتطور الأحداث هناك، قدر منها رتيب ويدور في مكانه، لكن المخرج لديه إلمام جيد بالتفاصيل والبيئة الاجتماعية وإدارة الممثلين. لا يعمد إلى توفير مشاهد يؤطرها بشكل خاص، بل ينصرف لمعالجة متوازنة لتحقيق فيلم من تلك الذاتية الصادقة وذات الدلالات المختلفة. الحكاية المعروضة مسرودة على خلفية سياسية (مسيرة استرداد الصحراء الغربية من إسبانيا في ذلك العام) ولو أن العلاقة بين هذا الحدث وارتباط بطله بكارمن يبقى ضمن الاستخدام المحدود.

* التاريخ الشخصي

* رحلة أخرى إلى التاريخ غير البعيد نجدها في فيلم «جيش الخلاص» لعبد الله طايع. إنها عن ذكريات الكاتب المتحول إلى الإخراج القلقة حين كان صبيا يعيش في المغرب قبل أن يبحث عن حريته الشخصية في أوروبا.

الفيلم جريء لأنه يطرح موضوع المثلية الجنسية من ناحيتين: من ناحية الموضوع ذاته الذي ما زال شائكا في مجتمعاتنا العربية بطبيعتها الخاصة، ومن ناحية التجربة التي عايشها كونه مثليا، فهو لا يتناول حكاية واحد من الناس، بل حكايته الشخصية.

لكن هذه الجرأة محسوبة كون الفيلم سينمائيا يبقى بلا تطور للدراما داخل ما هو معروض. الكاميرا تحاول أن تجعل النظرات تنطق، وتبقى على المكان بعد أن ينجلي الحدث عنه. مرة ومرتين وثلاثا ثم تدرك أن هذا التوجـه لا يمكن أن يعوض الحاجة إلى مزيد من الأحداث. لا يستطيع أن يبقى وجدانيا وتأمليا وفي الوقت ذاته مثيرا للاهتمام. ليس هناك من تشابك يُذكر للمواقف. هناك مشهد عراك بين والديه ومحاولة عبد الله وأخيه الكبير اقتحام الغرفة لإنقاذ والدتهما. حين يفعلان نسمع الأب يقول: إنه لم يضربها. المشكلة هي أننا لا نرى ذلك. المخرج لا يحاول سرد حكاية كاملة، بل مجرد دوره فيما يدور الذي لا يزيد كثيرا عن مشاهد لوحدته ونظراته وشغفه بذكورية الآخرين.

أحد أبرز سينمائيي المغرب هو جيلالي فرحاتي. لجانب أنه أمضى فيها أكثر من ربع قرن، لا يزال يواصل إطلاق أعماله المثيرة للاهتمام. للأسف هي، في السنوات الأخيرة، ليست متساوية فنيا، لكن ما يعوض ذلك إلى حد هي أنها تبقى كاشفة وذات ملكية سرد صحيحة لمواضيع تمزج بين ما هو خاص وما هو عام.

فيلمه الجديد هو «سرير الأسرار». دراما اجتماعية حول امرأة على جثـة أمها وتبدأ باسترجاع ذاكرتها حول الأيام العصيبة التي عايشتها مع والدتها حين كانت لا تزال صغيرة. بعض اختلافه عن أفلام المخرج السابقة يعود إلى أنه عادة ما كتب سيناريوهاته مباشرة للسينما لكنه هنا اختار رواية تتحدث عن امرأة تعايش ماضيها المستعاد وصولا للحظة الحالية.

هناك الكثير مما تكشفه هذه المرأة لنا التي أخطأت في حياتها وتعيش الآن لحظات الندم حتى الثمالة. تدرك كم جنت على ابنتها، وهذا واقعي وجيد، ويصور المخرج التلاحم العاطفي المخرج ببراعة. حين يعود بنا في «فلاشباك» إلى الماضي نستشف شخصية الابنة، فإذا بها فتاة غير غاضبة على تاريخ حياتها وعلى والدتها، بل قادرة على فتح صفحات الأمس بحنان ورقـة لتعاين وتتذكر وتمضي.

للأسف للفيلم رتابة لم نعتدها في أفلام جيلالي فرحاتي من قبل. كذلك فإن العرض القائم هنا على فتح صفحات التاريخ والفصل بينها وبين الزمن الحالي بمشاهد للابنة وهي تمر في الأزقة وتتوقف عند جدران الأمس وأبوابه، قبل أن يواصل الفيلم رحلته الاستعادية للأمس، ليس منوالا جديدا. المشكلة هي رتابته التي لا تصنع منه أكثر بكثير من مجرد انتقال بين فترتين من دون حدوث ما يكفي في الفترة الحالية، مما يخلع عن الفيلم بعض ما يحتاجه من حدة.

رغم ذلك، هذا عمل له جو خاص. يعمد إلى معالجة عمل روائي تبرز فيها الحالة الإنسانية ولو على نحو قديم التداول. يتصاعد الفيلم من نصف ساعة أولى بطيئة وتقليدية إلى نصف ثانٍ أكثر إثارة للاهتمام وبحبكة أثخن مما سبق.

* حدث ذات مرة

* الأكثر اختلافا من بين كل ما سبق هو «الصوت الخفي»، الفيلم الأول لكمال كمال، ولو أنه، مثل «سرير الأسرار»، يحكي قصـته الأساسية عبر مشاهد استرجاعية (فلاش باك).

يبدأ «الصوت الخفي» بحكاية فتاة (آمال عيوش) في الزمن الحاضر تترك البلدة إلى المدينة وتحل عند صديقة لها تعيش في مبنى مهجور (لا تبرير لذلك)، وفي أحد الأيام تتعرض لاعتداء، ويجري خلاله تحطيم الكمان الذي تعزف عليه وضربها، مما يترك آثارا واضحة على وجهها. تجلس إلى رجل مسن (أحمد بن عيسى) يعيش في مدخل المبنى وذات يوم تستمع إلى حكايته. ندلف من هنا إلى الماضي عندما يحاول موسى (الذي يسرد الحكاية) اختراق مجموعة من الناس (بعضهم من المناضلين الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي) للحدود، للتواصل مع مؤيدي الثورة في المغرب والحصول على السلاح منهم. المهمـة تعترضها مصاعب عدة، بما فيها وجود عدد من المعاقين الذين لا علاقة لهم بالغاية العسكرية المنشودة. هناك شاب يود إيصالهم إلى الجانب الآخر من الأسلاك الشائكة المنصوبة على الحدود بين المغرب والجزائر.

من المثري وجود شخصيات وحالات جديدة وغير مطروقة تخلق حكاية لم نر مثيلها على الشاشة، لكن قدرة المخرج البصرية تطغي على قدرته سرد روائي محكم.

يطرح الفيلم الكثير من الخطابات السياسية، لكنها مقطوعة دوما بسقوط أصحابها قتلى أو مصابين، مما ينقذ الفيلم الوضع غير المطروق (تصل المجموعة - بخلافاتها - إلى المنطقة المزروعة ألغاما، وهي ما زالت تتناحر)، ومكان وقوع الأحداث (غابة وثلج)، والعين المشتغلة على التفاصيل الشخصية مع أداء لا بأس به من الجميع.

الشرق الأوسط في

20.07.2014

 
 

«ريو 2».. سينما البهجة الملونة تـدافـع عـن البيئـة

محمود عبدالشكور 

فى الجزء الثانى الممتع من فيلم التحريك الذى يحمل اسم «rio 2» للمخرج كارلوس ساندنها، تتضافر الألوان، وتقنية البعد الثالث، والأغنيات المرحة التى تستخدم الطبول والإيقاعات، لخلق حالة من البهجة والسعادة ومتعة الفرجة، دون أن يغفل الفيلم معناه ومغزاه الأصلى بالدفاع عن قضية البيئة، وحماية الغابات فى منطقة الأمازون، لاتناقض على الإطلاق بين المتعة والتعبير عن أى فكرة، هناك فريق ضخم وراء تقديم هذا العمل المسلى، والذى يقوم ببطولته مجموعة من الببغاوات الزرقاء، أما مكان الأحداث ففى البرازيل، ما بين مدينة ريودى جانيرو الشهيرة، وغابات الأمازون الشهيرة التى تبعد عن المدينة بحوالى 3 آلاف كيلومتر، كرنفال من الكائنات، وخطوط فرعية تدور حول الحب بين الببغاء بلو وزوجته جويل، وحول معنى العودة إلى الوطن والجذور، حتى لو كانت الحياة فى الغابة أصعب بكثير من الحياة فى المدينة، تنفيذ احترافى للتحريك، وموسيقى رائعة، وفريق من الممثلين يؤدون الأصوات ببراعة واقتدار، أسماء مثل جيسى أيزنبرج وآن هاثواى وليزلى مان نقلت بأصواتها أجمل المشاعر والتعبيرات، ومنحت الطيور حيوية إنسانية مدهشة، ربما كان يمكن تكثيف زمن الفيلم بدلا من عرضه فى حوالى 100 دقيقة، وربما كان يمكن ضبط الصراع فى السيناريو بصورة أفضل، ولكن ظلت متعة الفرجة تغطى على هذه العيوب، بل إنه كانت هناك بعض اللحظات الكوميدية العذبة، ولم يكن البعد الثالث مزعجا كما فى أفلام كثيرة، لأنه تم توظيفه بذكاء واضح.

يبدأ الفيلم باحتفالات أسرة الببغاء الأزرق بلو مع أصدقائهم من الحيوانات بليلة رأس السنة فى مدينة ريو، يغنون ويرقصون معا وهم يرددون « ماذا يعنى الحب بدونك؟»، فى مكان ما من غابات الأمازون، يقوم العالم الشاب توليو وزوجته الشابة ليندا باستكشاف المكان، يعثر توليو على ريشة زرقاء تؤكد وجود أعداد من عائلات الببغاوات الزرقاء النادرة بخلاف عائلة بلو وجويل التى قام بإنقاذها من قبل، يعلن هذه النتيجة فى التليفزيون، يشاهد بلو البرنامج فتتغير حياته تماما، يقرر بالإتفاق مع زوجته التى يحبها جويل، وأولاده الببغاوات الثلاثة، أن يشدوا الرحال للعودة إلى الوطن، إلى الغابات على بعد 3 آلاف كيلومتر، حيث توجد القبيلة الأصلية من الببغاوات، أصدقاؤهم من الحيوانات يخوفونهم من الغابة، حيث توجد الثعابين التى تبتلع إنسانا، وحيث أسماك البيرانا التى تنهش الذين ينزلون فى المياه، ولكن حلم العودة الى الوطن يتغلب، حتى لو كان الثمن هو مغادرة المدينة ومباهجها. يتم تقديم بلو وأسرته بملامح إنسانية مثل أى عائلة متمدينة، بلو يستخدم معجون الأسنان، ويحمل معه شنطة طوال الوقت، ويأخذ معه جهاز التتبع الإليكترونى لكى يعثر على العالم توليو وزوجته ليندا وسط الأحراش، بلو أيضا لا يدخر وسعا فى إسعاد زوجته الببغاء الزرقاء الجميلة جويل، ويردد دائما: «زوجة سعيدة تعنى حياة سعيدة»، على الجانب الآخر، وفى غابات الأمازون، يتحدد الصراع بمواجهة فريق من البشر يريدون قطع أشجار الغابات، ويزعجهم كثيرا ما يقوم به توليو وليندا دفاعا عن الطيور النادرة الزرقاء، قائد هؤلاء الغزاة رجل فظ لا يعنيه سوى جمع المال، فى خانة الأشرار أيضا الببغاء الذى لم يعد قادرا على الطيران نايجل، لديه ثأر قديم مع بلو، وتساعده ضفدعة تقول عن نفسها أنها سامة، بالإضافة إلى حيوان آكل النمل الشره الذى لا يتوقف عن التهام كل شئ بلسانه الثعبانى البغيض.

عندما يصل بلو مع أسرته إلى الأمازون، سيكتشف والد زوجته إدواردو الذى تركها إثر حريق اندلع فى الغابة، يكتشف الأب أن ابنته عادت إليه متزوجة ومعها أحفاده الأشقياء، إدواردو فظ لايثق فى البشر، يقوم بتدريب بلو بطريقة عنيفة بعد أن أفسدته حياة المدينة، يعتبره ببغاء أليفا وطريّا، فى نفس الوقت الذى يظهر فيه الببغاء روبرتو الذى ينافس بلو على قلب جويل، تنجح فرق قطع الأشجار فى القبض على توليو وليندا، ويزعم الببغاء الشرير نايجل وصديقته الضفدعة جابى وزميلهما آكل النمل، أنهم يكوّنون فرقة غنائية للاحتفال مع الببغاوات الزرقاء، يدخل الببغاوات الزرقاء فى صراع مع ببغاوات حمراء من أجل الحصول على ثمار الجوز، ولكن الحرب بين الفريقين تأخذ شكل مباريات كرة القدم ( لاتنس أننا فى البرازيل)، هناك استطراد فى هذا الجزء كان يمكن اختزاله، ولكن الطريقة التى نفذت بها المباراة كانت رائعة وظريفة للغاية.

فى نهاية الفيلم، تتحالف الطيور مع حيوانات الأمازون للهجوم على السيارات واللوادر العملاقة التى تقطع الأشجار، ومن خلال الخيال الخصب يتعاون الجميع فى المعركة الطريفة، تشارك الببغاوات الحمراء لأن الخطر يهدد الجميع، يتم فك أسر توليو وليندا، فيشاركان بدورهما فى المعركة، يتم كشف محاولات الببغاء نايجل للتسلل من أجل الانتقام، قُدمت شخصية هذا الببغاء أيضا بصورة مرحة حيث يبدو عاشقا لأداء وتمثيل بعض مشاهد من مسرحيات شيكسبير، بينما تبدو الضفدعة جابى معجبة به، لولا أنها تمتلك سموما تجعل الآخرين يهربون منها. كان يمكن أن ينتهى الفيلم بمقتل نايجل وانتحار جابى حزنا عليه، ولكننا نكتشف أنهما يؤديان مشهد انتحار كليوباترا بعد وفاة حبيبها مارك أنطونيو، النهاية لابد أن تكون سعيدة: تطارد الضفدعة جابى حبيبها الببغاء نايجل، بعد أن عرفنا أخيرا، وعرفت هى، أنها ليست ضفدعة سامة على الإطلاق، يرقص الجميع فى الوطن، يتم منع مذبحة الأشجار الخضراء، يتفق بلو وجويل على أن يذهبا فى عطلة الصيف إلى ريو دى جانيرو، قد تكون المدينة أكثر راحة ورفاهية، ولكن الغابة هى الوطن، وهى القبيلة والأصل الذى لايمكن تركه، يبتهج الجميع، يرقصون ويغنون مؤكدين أنهم يستطيعون أن يفعلوا الكثير لو تكاتفوا معا، ينتهى الفيلم الممتع وقد قال كل شئ بشكل غير مباشر، الطيور دافعت عن البيئة التى أفسدها الإنسان، غزت أعداء الأشجار فى مشهد يذكرنا بفيلم الطيور لهيتشكوك، طيور المدينة عادت إلى الطبيعة، وداعا مدينة ريو، ولكن إلى لقاء.

أكتوبر المصرية في

20.07.2014

 
 

«المتحولون».. فيلم يصور عصر الانقراض

عمان - محمود الزواوي 

فيلم «المتحولون: عصر الانقراض» من أفلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي التي تهيمن على إنتاج هوليوود السينمائي منذ عدة عقود بالنظر للنجاح الكبير الذي تحققه هذه الأفلام على شباك التذاكر حول العالم. وهذا الفيلم هو الفيلم الرابع في سلسلة أفلام «المتحولون»، التي حققت نجاحا كبيرا وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية للأفلام الثلاثة الأولى منها 2,7 مليار دولار. والفيلم الجديد من إخراج المخرج مايكل باي، وهو أيضا منتج منفذ لهذه الأفلام، ومن المنتجين المنفذين لهذا الفيلم أيضا المخرج والمنتج السينمائي الشهير ستيفين سبيلبيرج. ويستند هذا الفيلم إلى سيناريو من تأليف الكاتب السينمائي إيرين كروجر. وحلّ الممثل مارك والبيرج في دور البطولة في الفيلم الجديد محل الممثل شيا لابيوف الذي قام بدور البطولة في الأفلام الثلاثة السابقة.

وفيلم «المتحولون: عصر الانقراض» فيلم متمم لفيلم «المتحولون: الجانب المظلم للقمر» (2011). وتقع أحداث الفيلم الجديد في المستقبل القريب في العام 2015، بعد مضي أربع سنوات على وقوع المعركة الأخيرة مع المتحولين في مدينة شيكاغو. وتواصل هذه القصص الصراع بين مجموعتين من الكائنات الآلية القادمة من الفضاء الخارجي، أو «المتحولين»، إحداهما تمثل عناصر الخير والأخرى تمثل عناصر الشر. وتنضم في قصة الفيلم الجديد فئة ثالثة من «المتحولين». والشخصيات الرئيسة في الفيلم الجديد هم المخترع المكافح كيد ييجر (الممثل مارك والبيرج) وشريكه لوكاس فلانيري (الممثل تي. جي. ميلر) وابنة المخترع تيسا (الممثلة نيكولا بيلتز) وصديقها شين دايسون (الممثل جاك رينور). وتشتمل قصة الفيلم الجديد على العديد من الشخصيات الإنسانية الجديدة التي لم تظهر في الأفلام السابقة.

ويشترك هذا الفيلم مع الأفلام السابقة في هذه السلسلة السينمائية في التركيز على تقديم الأحداث الخيالية الخارقة التي لا تمت للواقع بصلة، وحيث يطلق العنان لخيال الكتّاب السينمائيين في التحليق إلى آفاق جديدة في تأليف القصص السينمائية الحافلة بالمطاردات والمغامرات والمعارك المثيرة والتفجيرات والأصوات الصاخبة والأشكال الغريبة للكائنات الآلية الفضائية التي تعتمد على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا السينمائية باستخدام المؤثرات الخاصة والبصرية. ويتم كل ذلك على حساب حبكات القصص السينمائية التي لم تعد عنصرا أساسيا في قصص هذه الأفلام. 

احتل فيلم «المتحولون: عصر الانقراض» المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات على شباك التذاكر في دور السينما الأميركية على مدى أسبوعين، وافتتح الفيلم في 4233 من صالات العرض الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 795 مليون دولار خلال الأسابيع الثلاثة لعرضه، وبذلك يحتل هذا الفيلم المركز الأول في الإيرادات العالمية الإجمالية بين أفلام العام 2014، فيما بلغت تكاليف إنتاج هذا الفيلم 210 ملايين دولار. وسجل هذا الفيلم أرقاما قياسية في إيرادات شباك التذاكر في الصين، وهو أول فيلم أميركي تزيد إيراداته في الصين على إيراداته في الولايات المتحدة، كما حقق هذا الفيلم أعلى إيرادات سجلها أي فيلم في الصين حتى الآن، حيث بلغت إيرادات الفيلم في صالات العرض الصينية 262.6 مليون دولار خلال أسبوعين. كما هيمن عرض هذا الفيلم على نحو 63 بالمائة من صالات العرض الصينية، وهو رقم قياسي أيضا. يشار إلى أن أجزاء كبيرة من الفيلم صورت في مواقع في الصين، كما أن شركات صينية شاركت في إنتاج الفيلم، وأسند للممثلة الصينية لي بينجبينج أحد أدوار البطولة في هذا الفيلم. وافتتح فيلم «المتحولون: عصر الانقراض» في 67 دولة بينها أربع دول عربية. ويتم حاليا إنتاج الجزء الخامس في سلسلة أفلام «المتحولون»، والذي سيكون جاهزا للعرض في دور السينما خلال العام 2015، ومن المتوقع أن يتم إنتاج فيلم سادس في هذه السلسلة السينمائية.

الرأي الأردنية في

20.07.2014

 
 

بابا أمين

كتب الخبرمجدي الطيب 

يضطر المخرج في مقتبل حياته إلى التنازل عن بعض أفكاره غالباً، وجزء من طموحاته، لأجل الفوز بفرصة تقديم نفسه للمرة الأولى إلى الساحة الفنية والجمهور، وبعد أن ينتزع الفرصة ويحقق الهدف، يفرض أسلوبه بعيداً عن سطوة المنتجين، وهيمنة السوق.

هكذا فعل خيري بشارة في {الأقدار الدامية}، محمد خان في {الرغبة} وعاطف الطيب في {الغيرة القاتلة}، وكثيرون غيرهم. وأزعم أن يوسف شاهين فعل الأمر نفسه في تجربته الأولى {بابا أمين}؛ فالفيلم،الذي أخرجه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، يحمل بذور التمرد الذي أطل برأسه في {السينما الشاهينية}، كما عرفناها في ما بعد، لكنه لم ينفصل كثيراً عن السينما السائدة في تلك الفترة (1950)؛ حيث الأغاني المُقحمة (ثلاث)، والرسالة الأخلاقية ذات النبرة الخطابية، فضلاً عن النهاية السعيدة، التي ينتصر فيها الخير على الشر، ويلتئم شمل الأهل والأحباب!

على الوجه الآخر، لا يمكن لقارئ فيلم {بابا أمين} أن يتجاهل بصمة يوسف شاهين، الذي كان يحلو للبعض، في ما بعد، اتهامه بالجنون؛ فالخيال الجامح موجود، كذلك زوايا التصوير غير التقليدية، وحبه للاستعانة بأبناء الجنوب (طفل نوبي) ولعثمة الممثلين (كمال الشناوي) والتعرض لما يجري في كواليس الفن، وازدراء الناس للمشتغلين به؛ فالمغنية تخشى رد فعل أهالي الحارة التي تعيش فيها فتزعم أنها ممرضة، والأب يتوجس خيفة لأن ابنته ستعمل في {تياترو}!

انطلق يوسف شاهين في {بابا أمين} من منطقة {الفانتازيا} غير المأهولة في تلك الحقبة؛ حيث تدور الأحداث حول {أمين} (حسين رياض) الذي قاده جشعه ونهمه للمال إلى التورط في مشروع وهمي اقترحه عليه صديقه {مبروك} (حسن كامل)، بعد أن أغراه بأرباح طائلة (على غرار ما رأيناه في ما بعد على أيدي شركات توظيف الأموال)، لكن الموت يُغيب {أمين} من دون أن يحصل على الإيصال الذي يضمن حقه لدى صديقه، وتتورط العائلة المكونة من الأم {زهيرة} (ماري منيب) والابنة {هدى} (فاتن حمامة) والابن الصغير {نبيل} (الطفل عصام) في متاعب لا حصر لها مع المقاول، الذي ينتظر قسط البيت الذي بناه، وأعباء المعيشة اليومية لأسرة من دون عائل، والذئاب التي تتربص بالفتاة الناضجة أملاً في الإيقاع بها!

حبكة ميلودرامية تقليدية في حال نظرنا إليها بهذه الصورة، لكن يوسف شاهين، الذي كتب القصة وأسند كتابة السيناريو إلى حسين حلمي المهندس والحوار إلى علي الزرقاني، نسف التوقعات من خلال رؤية خيالية ممتعة غادر فيها الأب {أمين} السماء ليرصد عن قرب ما أصاب أفراد عائلته على الأرض، وسعى جاهداً إلى الحيلولة بينهم والوقوع في براثن الأشرار؛ مثل {رشدي} (فريد شوقي) صاحب {التياترو} الذي أغوى {هدى}، و}مبروك} الذي خان الصداقة وأخفى أمر المبلغ الذي تسلمه، والمقاول الذي هدد بالحجز على البيت في حال عدم سداد القسط الأخير، ما دفع الأم إلى بيع قطع الأثاث، لكن نظراً إلى أن {أمين} غير مرئي فالأزمة تتفاقم، ويعجز عن إيقاف الكوارث التي تسقط على عائلته، ويلقي باللائمة على نفسه، كون الجشع أعماه عن الحقيقة، ولم تتسم قراراته بشيء من تحمل المسؤولية!

في تلك اللحظة التي يتطهر فيها «أمين» من آثامه وأخطائه في حق نفسه وأهله، يطرح «شاهين» الحل الدرامي العبقري، حسب مقاييس تلك الفترة، بعد أن يكتشف البطل، ونحن معه، أن كل ما رآه مجرد «كابوس»، وفور أن يستيقظ من نومه يعود إلى صوابه، كما يعيد رسم حاضر العائلة ومستقبلها، التي تتملكها الدهشة لما أصابه من تغيير، لكن صورة أبيه على جدار الغرفة وهو يغمز له (يُحركَ حَاجِبِه مَعَ عَيْنهِ) تثير خوفه، وتستدعي قلقه خشية أن تخبئ له الأقدار أمراً جديداً!

أحسن {الشاب} يوسف شاهين توظيف ممثليه كلٌ في الدور المناسب، وحطم الأعراف المتبعة في سينما تلك الفترة عندما نصَب المخضرم حسين رياض بطلاً للفيلم، وليس فاتن حمامة أو كمال الشناوي، وفاجأنا، في هذا الوقت المبكر، بتقنية اللقطة الواحدة One Shot، لكنه عجز عن إتقان الحيل المعملية؛ خصوصاً في اللقطات التي تجمع حسين رياض مع أبيه، رغم النتيجة المبهرة التي وصل إليها المخرج نيازي مصطفى قبله بست سنوات في فيلم {طاقية الإخفاء}. ولا أدري لماذا اختار أن تجري الأحداث في شهر رمضان، وليلة القدر، من دون أن يرصد طقوس هذا الشهر، ويتجاهل حقيقة مهمة تتمثل في أن الملاهي الليلية تُغلق أبوابها طوال أيام الشهر الفضيل، ومن ثم فالقول إن {هدى} وقعت في براثن {رشدي}  صاحب {جوكي كلوب} يعكس عدم إلمامه بالتقاليد المعمول بها، في حين جاء حوار علي الزرقاني مغلفاً بكثير من الجرأة والطرافة

الجريدة الكويتية في

21.07.2014

 
 

«باب الحديد»...

غرام شوقي وهند على «فيسبوك» 

كتب الخبرأحمد عويس 

مجموعة تقارير تلفزيونية تبثها برامج المنوعات عبر فضائيات اليوم، تصبّ كلها في صالح التعاطف مع بائع جرائد مريض نفسياً يحب فتاة وعندما تحاول الزواج بآخر يحاول قتلها ولكنه يخطئ ويقتل فتاة أخرى، وتتلقى أستوديوهات قنوات {دريم، المحور، السي بي سي} مكالمات هاتفية تؤيد وأخرى تدين القصة في مجملها وتطالب بإعدام قناوي... وغيرها من أحداث في نظرة معاصرة إلى أحداث فيلم {باب الحديد}. 

يصل صدى قضية قناوي إلى صفحات إلكترونية مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن النشطاء صفحتي {كارهو هنومة وأبو سريع} و«معاً للإفراج عن قناوي}، وانتشرت التدوينات المتعاطفة بكثافة على الشبكة العنكبوتية، وتوالت صور لشاهين وتقارير طبية تبرر فعلته على {انستغرام}، الأمر الذي أسهم في نشر قصة {هنومة وقناوي} في عالمنا الحاضر وليس خمسينيات القرن الماضي.

{باب الحديد} الذي كتب له السيناريو والحوار عبد الحي أديب، أخرجه يوسف شاهين، وتولى بطولته كل من يوسف شاهين، فريد شوقي، هند رستم، حسن البارودي، يعتبر إحدى علامات السينما المصرية. تدور أحداثه حول {قناوي}، بائع جرائد غير متزن عقلياً وعاشق متيم بـ}هنومة} التي تشفق عليه ولكنها تنوي الزواج بآخر، وعندما تبدأ في الاستعداد للزواج، يقرر قتلها ولكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة (فريد شوقي). وفي النهاية يتم الإبلاغ عن قناوي كمريض نفسي ويتم الإيقاع به عن طريق حسن البارودي الذي كان يتعاطف معه ويعامله كأب.

يعتبر النقاد أن الفيلم «درس» في الأداء البسيط ليوسف شاهين والإخراج المتميز في موقع تصوير صعب، فقد وصل شاهين إلى مرحلة فنية متقدمة فيه، جعلته أهم شخصية سينمائية في مصر آنذاك، إذ كان الفيلم متقدماً على كثير من السائد والمتداول في السينما المصرية في تلك الفترة، الأمر الذي يفسر فشله التجاري وإحجام الجمهور عنه.

تعليقات ودردشة

لو توافرت الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، لدخل كل من هنومة وقناوي وأبو سريع في دردشة جماعية على «فيسبوك»، وسادت حالة من المكاشفة بعد تبادلهم تعليقات رومنسية على صفحات بعضهم البعض، ولعلم كل طرف منهم حقيقة ميوله نحو الآخر مثلما يحدث بين الأصدقاء في غرف الدردشة الجماعية أو على صفحات الفيسبوك، ولكانت الصدمة أخف على قناوي واختصر كثيراً من الأحداث.

وجود «واتس آب» و»فايبر»، كان ليكون ذا أثر سلبي على قصة الفيلم، من خلال اعترافات قناوي لأحد أصدقائه بأنه قتل فتاة بالخطأ، وهو ما كان سيسهل تتبع خط الحديث عبر تطبيقات إلكترونية ولما أبلغت إحدى أقرب الشخصيات إليه أجهزة الأمن عنه.

برع شاهين في تصوير جزء من الحياة اليومية، بقدر ما برع في تجسيد شخصية الفقير المريض «قناوي»، وقد كان «باب الحديد» مفاجأة حقاً، ليس لصدقه المتناهي ومضمونه المتميز فحسب، وإنما أيضاً لأسلوبه الجديد ولغته السينمائية المتقدمة وجمالياته الخاصة، ولا شك في أن شاهين سجل فيه خطوة متقدمة في مرحلة نمو الوعي الاجتماعي. بل يعتبر تجسيده شخصية قناوي أحد أفضل الأدوار في السينما المصرية.

تدور الأحداث خلال يوم واحد, من الصباح إلى المساء في محطة مصر للسكك الحديد أو باب الحديد، كما كان يطلق عليها في زمن الأبيض والأسود, بكل ما يحمله موقع تصوير ضخم كهذا.

في الفيلم خط درامي آخر مواز لفتاة وحبيبها تنتهي برحيل الفتى عنها، في إشارة إلى تشابه النهايتين، وهو عدم تلاقي الأحبة وفشل القصتين. وينتهي الفيلم بصورة الفتاة الدامعة وفي الخلف أبو سريع يحمل هنومة بعد إنقاذه لها من يد قناوي وصورة قطار ينطلق مسرعاً خارج المحطة، وهي القصة التي كانت لتحتمل تفاصيل حداثية كثيرة من خلال «وسائل التواصل» العصرية المتوافرة في زماننا.

شخصية المعاق أداها يوسف شاهين بصورة أكثر من رائعة حيث تقمص ببراعة دور المعاق الذي يعاني عرجاً في قدمه اليمنى، حتى في بعض مشاهد الركض والتي من الممكن أن تتغير طريقة مشي الممثل فيها من دون قصد، نلاحظ محافظة شاهين على أن تميل الكتف إلى أسفل في توقيت استقرار القدم على الأرض من دون تكلف وبثبات تقريباً طوال مشاهد قناوي وهو يسير. كذلك كان أداء شاهين الصوتي ممتازاً، يظهر اضطراب الروح ومحاولات يائسة للحاق بهنومة، وهو الجسر الذي رأى فيه انتماءه إلى دنيا الأسوياء، وبعد محاولة قتل {حلاوتهم}، إحدى زميلات {هنومة}، نلحظ اختلاف الأداء الصوتي لقناوي على نحو أكثر من رائع: كلمات غير مكتملة, مبتورة , بتناغم مختلف ووقفات صمت في العبارات تشعرك بمدى الصراع النفسي في الشخصية ومن دون أن تشعر للحظة بأدنى ملل أو رتابة. حتى في ضحكاته القليلة، نرصد ثلاث ضحكات مختلفة الأداء, كل منها مقياس لحالة شعورية مختلفة عن غيرها.

وجاء اختيار فريد شوقي مناسباً للدور نظراً إلى شكله الموحي بالقوة والعنفوان، وهو ما أراد صانعو الفيلم التأكيد عليه بمشاهد تبرز قوته وعافيته, كإنقاذ زميل له وقعت عليه حمولته فيحملها عنه بيسر. وفي صراعه مع رابطة أبو جابر في نهاية الفيلم، أبرز التضاد الواضح بين شخصية قناوي النحيفة الزائغة النظرات والمتذبذبة الصوت وبين شخصية أبو سريع، استحالة بلوغ المأمول وعبور جسر هنومة.

الجريدة الكويتية في

21.07.2014

 
 

بشارة واكيم... كوميديان الدور الثاني 

كتب الخبرهند موسى 

{بشارة بواكيم} الاسم الأصلي للفنان صاحب الأصول الشامية، وحذفت الباء اختصاراً من المصريين كعادتهم مع الأسماء الغريبة. ولد عام 1982، درس الحقوق الفرنسية، وعمل كمحام تحت التمرين حتى الثانية والعشرين من عمره، حينما التقى بالممثل المسرحي جورج أبيض، أثناء تقديمه أحد عروضه المسرحية، وانتهز الفرصة ليبدي له رغبته في دخول مجال التمثيل، لكن الأخير رفض حفاظًا على مستقبل واكيم المهني.

ورغم أن أولى محاولاته بخوض هذه التجربة قوبلت بالصدّ والرفض، فإن هذا الأمر لم يوقف الرغبة في داخله، ولم يمنعه من البحث عن سبيل لتحقيق حلمه بأن يكون أحد أشهر الفنانين، وبرز ذلك في إصراره على متابعة عروض فرقة الشيخ سلامة حجازي، وغيرها من فرق مسرحية، حتى ساقته الظروف إلى مقابلة عبد الرحمن رشدي المحامي الذي ترك مهنته ليعمل ممثلاً، وضم واكيم إلى فرقته، وفي الوقت ظل الأخير محافظًا على عمله كمحام.

بعدما توقفت عروض فرقة عبد الرحمن رشدي، توجه واكيم مجدداً إلى جورج أبيض ليطلب منه الانضمام إلى فرقته، وهو ما قابله أبيض بالترحيب، وقدم له المساعدة على عكس لقائهما الأول، الذي تم قبل ثلاث سنوات على تلك المقابلة.

وكان لانتقال واكيم بين فرق مسرحية عدة الفضل في أن يصبح وجهه معروفاً لدى الجمهور، لا سيما أنه التحق بين أكثر الفرق شهرة وقتها، من بينها فرقة أمين عطا الله، وفرقة بديعة مصابني، وفرقة فاطمة رشدي، وترجم روايات مسرحية فرنسية عدة أثناء عمله مع يوسف وهبي في فرقة رمسيس، ومن الفرق التي أثرت في مشوار واكيم المسرحي حينما التحق بها فرقة نجيب الريحاني التي حقق فيها نجاحاً عظيماً، لكنه تركها بعد فترة بسبب خلافاته المتعددة والمتكررة مع الريحاني.

واكيم كان أحد أوائل الفنانين الذين عملوا في مجال السينما الروائية القصيرة من خلال فيلم {الباشكاتب} الذي شاركه بطولته أمين عطا الله، وأخرجه محمد بيومي، وتم تقديمه عام 1923. وشارك مع صديقه المخرج إيلي ابتكمان في إنشاء شركة إنتاج سينمائي بعنوان {فيلم النصر}، والتي قدم من خلالها فيلم {ابن الشعب}، وهو يعد التجربة السينمائية الحقيقية الأولى له، وشاركه بطولته كل من ميمي شكيب، سراج منير، وماري منيب. ثم شارك واكيم منيرة المهدية بطولة تجربتها السينمائية الوحيدة في فيلم {الغندورة}.

برع واكيم في تجسيد الشخصيات الكوميدية في الأفلام التي قدم فيها الدور الثاني، وأحياناً الثالث، والذي دائماً ما يخدم على دور البطل، ومع ذلك تمكن من لفت نظر الجمهور، وإضحاكه. وحينما قرر الخروج عن هذه الأدوار بعدما تم حصره فيها، قدم شخصية الرجل الشامي في أفلام منها {غرام وانتقام} و}لعبة الست}، لكنها ظلت مجرد تغيير في الشكل الخارجي، مع الاحتفاظ بمضمونها الكوميدي في الدور الثاني.

واستطاع واكيم من خلال هذه الشركة إنتاج ما يقرب من مئة فيلم، وبعد ذلك أصيب بشلل، ثم تُوفي بعد أشهر في 20 نوفمبر 1949، ما أوقف مسيرته التي كاد بها أن يصبح أحد الذين قادوا السينما الكوميدية في العقدين التاليين للحرب العالمية الثانية.

الجريدة الكويتية في

21.07.2014

 
 

«باتون» السينما تُخلِّد القائد الحقيقي

عبدالستار ناجي 

يعتبر فيلم باتون انتاج 1970، احد اهم الاعمال السينمائية التي تخلد الجنرال الاميركي جورج باتون، ودوره البطولي المتميز، ابان الحرب العالمية الثانية، وقد تصدى لتقديم شخصية باتون النجم الاميركي جورج سي، سكوت.

وشاركه البطولة كارل مالدن ومايكل بيتس وكارل مايكل فوغلر، ومن توقيع المخرج فرانكلين شافيز سينما تذهب الى الحرب لتخلد القيادة الصارمة، والالتزام الحقيقي الذي يقود الى النصر، والتخطيط المنهجي الذي ينشد النصر، ويشتغل عليه مسخرا كل الامكانيات لبلوغه.

الفيلم يعتمد على سيناريو تعاون في كتابته كل من فرانسيس فورد كابولا (مخرج الواب) وادموند اتش نورث، معتمدين على السيرة الذاتية التي حملت عنوان محنة وانتصار: قصة جندي التي تعاون في كتابتها اديسلاس فاراغو وعمر برادلي، والتي ترصد حياة ومسيرة الجنرال باتون عبر ثنائي كان قريبا منه خلال مشواره.

فاز الفيلم عند عرضه عام 1970 بسبع جوائز اوسكار عالمية، من بينها اوسكار افضل فيلم.

يبدأ الفيلم باستهلالة باتت تمثل اليوم، احدى الايقونات الخالدة في ذاكرة السينما العالمية، حيث الجنرال باتون، يلقي كلمته الخالدة، ومن خلفه العلم الاميركي، وحينما يتم الاستشهاد حاليا، بافلام الحرب، يتم استدعاء ذلك المشهد، الذي يختصر كل شيء، حيث الموقف الصريح من الحرب.

فيلم تحول الى انجاز حضاري وتاريخي وفعل ابداعي جمالي سيظل خالدا في ذاكرة السينما العالمية، ولعله من ابرز الاعمال، التي تذهب الى موضوع الحرب، من اجل تخليد القيادة الحكيمة، والتخطيط الاستراتيجي والمنهجي لتحقيق البطولة.

كما اسلفنا، فان احداث فيلم باتون تبدأ مع مشهد الخطاب الذي يلقيه الجنرال باتون، وخلفه العلم الاميركي، لجمهور لا نراه والدلالة واضحة تشير الى جمهور الشماهدين الفيلم وايضا الشعب الاميركي وجمهور المشاهد في العالم من خلفه العلم الاميركي بشكل ضخم كتعبير عن المكانة التي تحتلها اميركا في العالم.

وحينما ينتهي باتون من القاء كلمته الساخرة، يذهب الى داخل العلم الاميركي، حيث البقاء لاميركا من خلال جهود وفعل الاخرين.

بعدها تنتقل الاحداث الى حيث شمال افريقيا في بداية عام 1943، حيث يتم تولية باتون قيادة الفيلق الاميركي الثاني في شمال افريقيا، بعد الهزيمة المذلة في معركة ممر القصرين.

هنا يبدأ دور باوون في غرس الانضباط في جنوده حيث القيادة الى النصر ومواجهة الجنرال روميل.

عبر تلك الرحلة، والمسيرة نلاحظ الالتزام الحقيقي والالتزام بالتدين، والانضباط العالي المستوى في كل التفاصيل الحياتية، لبلوغ تلك المكانة.

ويروي لنا الفيلم مجموعة من المعارك التي يخوضها باتون في شمال افريقيا من بينها معركة زاما كما نتعرف على علاقته الحميمة والعمل المشترك مع الجنرال عمر برادلي يجسد الشخصية كارل مالدن.

وبعد ان يتم تأمين شمال افريقيا، يتحرك باتون الى جزيرة صقلية وحين يلاحظ باتون بطء التحرك يقرر ان يتجاوز الاوامر، ويرسم الخطة العسكرية بطريقته الخاصة حيث ينطلق بقواته من اجل السيطرة على مدينة باليرمو ثم ميناء ميسينا محققاً النصر تلو الآخر، رافضا الاستسلام والسكون وفي احد المشاهد وخلال زيارته للمستشفى يلتقي باحد الجنود المصابين الذي شاهده باتون وهو يبكي فيقوم بصفعه، لانه لايحب الجبناء.

ثم يبدأ تحرك الجيش الاميركي بقيادة باتون، في عدد من دول اوروبا، بالذات فرنسا، حينما يحطم خط سيجزيد ويتقدم باتجاه المانيا، في زحف هو الاهم صوب النصر ودحر الالمان.

هكذا كانت رحلة هذا القائد البطل، الذي ظل طيلة مشواره منذورا للعسكرية ووضع الخطط لاهم المعارك والاقدام على البطولة بشراسة واعتداد بالنفس والعمل على تحفيز الجنود لتحقيق النصر.

في الفيلم عدد من الاسماء البارزة في مقدمتهم النجم القدير جورج سي. سكوت الذي جسد دور الجنرال باتون. مشيرين الى ان الدور رشح له اولا النجم رود سكايجر الا ان الشخصية ذهبت الى جورج سي. سكوت ليجسدها بتألق واقتدار مخلدا اسمه في ذاكرة السينما.

معه في الفيلم كارل مالدين بدور الجنرال عمر برادلي وميشيل باتيس وادوارد بنيز.

ونشير هنا الى ان هوليوود بذلت كثيرا من المحاولات اعتبارا من عام 1953 من اجل انجاز فيلم عن حياة باتون ولكن الامور لم تحصد النجاح حيث كان اصرار اسرار باكون في كتابة مذكرات حقيقية تقدمه بشكل حقيقي وتنصفه وتنصف دوره البطولي، وهذا ما كانت تصر عليه ارملة الجنرال باتون.

وقد منح وجود الجنرال عمر برادلي كمستشار للفيلم العمل دفعة قوية لقربه من شخصية باتون وعملهما المشترك طيلة سنوات طويلة وتنافسهما لانجاز النصر تلو الاخر واحترامهما لبعضهما بعضا.

كما كان مشهد الاستهلال حيث ذلك الخطاب ذي الابعاد السياسية والمشهدية ذات الدلالات البعيدة من المفاتيح الحقيقية لنجاح العمل والمشهد كتبه فرانسيس فورد كابولا يبشر بميلاد كاتب ومخرج عبقري.

جملة مشاهد الفيلم صورت في اسبانيا واخرى صورت في المغرب للاشارة الى مشاهد الحرب في شمال افريقيا، اما مشهد الثلوج وغزو المانيا فقد صور في بلجيكا.

وسيظل العالم يذكر ذلك المشهد الذي يمثل خطأ كبيرا عند وصول الجنرال باتون الى منطقة يفترض انها تونس حيث يشاهد امرأة تبيع الدجاج وهي تنادي بلغة اسبانية الدجاج مع العسل باللغة الاسبانية واهل تلك المنطقة من النادر يتحدثون الاسبانية فهم اما يتحدثون العربية الدارجة او الفرنسية، ويومها اشار عدد من النقاد الى ذلك الخلل غير المقصود والناتج عن ظروف تصوير الفيلم في اسبانيا.

رغم الموسيقى المهمة التي حققها جيري غلولد سميث الا ان الفيلم نال شيئا من النقد، لوجود بعض الروابط الموسيقية الصاخبة، والتي بررها غولد سميث من اجل تفسير الدلالات التي تحملها الشخصية من حدة وقسوة وايضا سخرية والنزاع ديني ولاتزال موسيقى الفيلم تقترن بالاخبار السياسية والعسكرية.

الفيلم صنع اولا للسينما وعرض ايضا في التلفزيون وعرض اول مرة على قناة اي. بي. سي تي في وكانت مدته ثلاث ساعات بعدها تمت عملية المونتاج، ليطلق الى صالات العرض في انحاء العالم، وهي تختلف عن نسخة التلفزيون حيث ظلت نسخة السينما متماسكة لعملية المونتاج المركزة على شخصية باتون دون الذهاب الى التفاصيل التي ذهب اليها العمل التلفزيوني الطويل.

عن ادائه الرائع فاز النجم جورج سي. سكوت باوسكار افضل ممثل ولكنه رفض تسلم الجائزة لانه كما صرح يومها يرفض الشهرة على حساب شخصية مهمة اثرت الحياة وكان لها دور البطولة والقيادة وتحقيق النصر للشعب الأميركي.

فمن حصاد الجوائز فاز فيلم باتون ايضا باوسكارات افضل فيلم ومخرج وسيناريو اصلي ومونتاج وصوت واخراج فني.

كما فاز الثنائي فرانسيس فورد كابولا وادمون نورث بالمرتبة رقم 94 بين اهم السيناريوهات في تاريخ السينما الاميركية من قبل نقابة الكتاب في اميركا.

فيلم باتون يتمحور حول حياة الجنرال باتون عبر مشواره اعتبارا من قيادات عمليات الجيش الاميركي في شمال افريقيا والتقدم الى صقلية وصولا الى عمق الاراضي الالمانية ودحر قوات الرايخ والنازية الالمانية.

فيلم لا يغرق في المعارك بقدر ما يخلد البطولة والقيادة العسكرية الحكيمة، والشخصية المتوازنة التي تنطلق من ارضية اخلاقية واجتماعية عالية.

فيلم باتون لا ينشغل بالمعارك والبطولات بقدر ما يشتغل على القيم الكبرى للقيادة والاصرار والتحدي وايضا القيام بمبادرات تفاجئ الجميع وتحقق النصر للامة الاميركية.

لهذا حينما تشاهد باتون لا تشاهد شخصا بل تشاهد انتصارات امة وبطولات امة وعبقرية امة حيث يذوب ذلك القائد في الامة كما هو ذلك المشهد الانتاجي العبقري لمشهد ذوبان باتون في العلم الاميركي الضخم الذي كان خلفه وهو يلقي كلمته الافتتاحية وسرعان ما يذهب ويبقى العلم الاميركي بشكله الكبير وهو الاهم.

من هنا تأتي اهمية هذا الفيلم الذي يظل وفق المشهد الاول يذهب الى مفردات التحليل لتعميق معانيها وقيمها الكبرى.

فيلم خالد في ذاكرة السينما لانه يخلد البطولة والقيادة والنصر الحقيقي.

النهار الكويتية في

21.07.2014

 
 

في العيد.. حلمي "منتج" وياسمين عبد العزيز بطلة وحيدة

القاهرة- أحمد الريدي

أقل من أسبوع على بداية موسم سينمائي استثنائي، يتنافس من خلاله كبار النجوم على شباك الإيرادات، في عيد الفطر المبارك، وذلك عقب نهاية دراما رمضان التي سيطرت على الجميع طوال شهر كامل.

موسم العيد هذه المرة، يجمع أحمد حلمي وكريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز، والثلاثي هشام وفهمي وشيكو، جنبا إلى جنب، من خلال 6 أفلام ستكون هي حصيلة السباق، التي كشفت العديد من النقاط، تستعرضها "العربية.نت" من خلال التقرير.

البداية مع أحمد حلمي الذي يطل من خلال فيلم "صنع في مصر"، الذي يشاركه بطولته ياسمين رئيس وعبد الله مشرف، وهو من إخراج عمرو سلامه، حيث يقوم حلمي بإنتاج الفيلم من خلال شركة "شادوز" التي قام بتأسيسها مع شريكه إيهاب السرجاني، ويعد هذا العمل، هو الثاني الذي يقوم بإنتاجه لنفسه، بعد أن قدم فيلم "على جثتي" الذي لم يحقق النجاح المأمول.

ويسعى حلمي للتغلب على كبوة آخر أعماله. والفيلم يدور في إطار كوميدي خالص، حول شاب فاقد للطموح، تدعو عليه شقيقته الصغرى فتصيبه اللعنة، ويتحول إلى دمية.

أعمال الروايات

كريم عبد العزيز يعود إلى السينما بفيلم مقتبس عن رواية أدبية، دخلت ضمن القائمة القصيرة للروايات المرشحة لجائزة "البوكر"، وهي "الفيل الأزرق" التي كتبها أحمد مراد، وحققت مبيعات عالية في مصر، على أن يشارك في بطولة الفيلم خالد الصاوي ونيللي كريم.

والغريب أن مراد مؤلف فيلم كريم عبد العزيز، لديه فيلم آخر مع أحمد حلمي، يحمل اسم "تراب الماس" وهي رواية كتبها أيضا قبل سنوات، ولكن لم يحدد وقت تصويره بعد.

أما ما يميز ياسمين عبد العزيز في موسم عيد الفطر، هو كونها المرأة الوحيدة التي تنافس الرجال، خاصة وأنها هي البطلة الوحيدة التي تمتلك فيلم خاص بها، يحمل اسم "جوازة ميري" من تأليف خالد جلال، وإخراج وائل إحسان.

وتعد ياسمين عبد العزيز هي الوحيدة التي تحافظ على تواجدها السينمائي كبطلة، خاصة مع تفضيل باقي النجمات مشاركة النجوم أعمالهم، دون أن يقدمن أعمالا خاصة بهن.

ويتولى إنتاج فيلم "جوازة ميري" المنتج أحمد السبكي، الذي يشارك أيضا في عيد الفطر بفيلم "الحرب العالمية الثالثة"، بعدما قام بشرائه من منتجه الأصلي محمد حفظي، ليظهر السبكي بعملين.

ويقوم ببطولة فيلم "الحرب العالمية الثالثة" الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو، ويدور حول متحف للشمع تدب الروح في كافة شخصياته، ما يجعل الأجواء تتسم بطابع كوميدي.

هجوم عبر مواقع التواصل

الطريف أنه قبل بدء عرض الأعمال بأيام قليلة، ظهرت عبر مواقع التواصل، حملات للهجوم على الأعمال التي ستعرض، معتبرين أنها مقتبسة من أعمال أجنبية، وهو ما أشرنا إليه في تقارير سابقة، غير أن الجديد هذه المرة هو اتهام فيلم ياسمين عبد العزيز بأنه مقتبس من فيلم "This Means War"، وذلك عقب عرض "التريلر" الخاص به، وتظهر فيه ياسمين وهي تفاضل بين زوجين للاختيار بينهما.

انسحاب مفاجئ

وإلى جوار هذه الأعمال، كان من المقرر أن يطرح فيلم "النبطشي" الذي يقوم ببطولته محمود عبد المغني ويخرجه إسماعيل فاروق، ويعيد تقديم شخصية "نبطشي الأفراح" التي سبق وقدمها ماجد الكدواني في فيلم "الفرح".

إلا أن الفيلم تم تأجيله بشكل مفاجئ، ليعرض في عيد الأضحى المقبل، بعد أن قررت الشركة المنتجه له الاكتفاء بطرح فيلم "عنتر وبيسه"، الذي يقوم ببطولته محمد لطفي وأمينه في عيد الفطر.

ويأتي القرار على الرغم من انتهاء المخرج من عمليات المونتاج، وجاهزية العمل للعرض.

العربية نت في

21.07.2014

 
 

محمد خان

مجرد رأى

7/23/2014 05:03:39

فى العادة مثل كثيرين لا أتابع المسلسلات التليفزيونية إلا فى شهر رمضان، إما للصبر حتى يضرب مدفع الإفطار، وإما للهضم بعد الإفطار الشهى. هذا العام تجرَّأت وأبديت مجرد رأى شخصى فى مسلسل أو اثنين على صفحتى بـ«فيسبوك»، ولم أتوقَّع اهتمام أصدقاء الصفحة بما أكتبه يوميا مع متابعتى لحلقات مسلسلين حازا إعجابى، ولم يكن الاهتمام منحصرا على مناصرة آرائى، بل كان هناك الرأى المضاد الآخر، وأحيانا الغضب والهجوم على ما اعتبرته مجرد رأى، بينما هم اعتبروه افتراءً، وصل إلى اتهامى بالخروج عن أصول المهنة بناءً على كونى سينمائيا ولست ناقدا، ورغم تجنبى إبداء أى رأى نحو أى فيلم فى الماضى وتمسكى بهذا المبدأ فإننى أعتبر إبداء رأيى نحو المسلسلات الرمضانية بالذات استثناءً، وهذا لم يوقف وابل اللوم والعتاب، بعضه مباشر على صفحتى، والبعض الآخر بالتلميح بين الأصحاب والمعارف والزملاء. الصراحة ردود الفعل هذه زادت من تشبُّثى بالاستمرار فى المتابعة، وإبداء الرأى وإصرارى على أنه مجرد رأى، وليس نقدا بعينه، كما يصفه البعض. هناك قاعدة أتبعها حين أضطر لحضور أى عروض خاصة للأفلام وهى تجنب إبداء الرأى أمام كاميرات القنوات أو الصحافة، سواء كان الرأى إيجابيا أو سلبيا نحو الفيلم، إلا إذا كان انبهارى وحماسى نحو العمل يُوجبان الوقوف معه وشهْر الرأى إعلاميا. اتضح لى أن المشكلة التى أوقعت نفسى بها هى أن مبدعى المسلسلات اليوم معظمهم سينمائيون أصلا، وكثير منهم أصدقاء فى نفس الوقت، ولهذا السبب بالذات التزمت بإبداء رأيى فى المسلسلات التى حازت إعجابى فقط، واعتبرت أى رأى سلبى هو إيجابى من منطلق إعجابى واهتمامى الصادق بالمسلسل ذاته، ووجدت فى اختلاف الآراء ما يتيح فرصة الجدل والمناقشة التى تثرى عملية التلقِّى، وإذا راجعت كل ما كُتب عن أفلامى فقد استقبلت الرأى الإيجابى مثله مثل الرأى السلبى بصدر رحب، فالفنان حين يكشف عما أنجزه هو سواء أراد أو لم يُرِد، أصبح من حق المتلقِّى سواء المتفرج العادى أو الناقد أو الزميل أو الصديق أن يُدلى برأيه، والأمل أن تكون الآراء صافية ودون تطبيل أو مجاملة. مسلسلات رمضان هى عُرْضة للتقييم من الجمهور والنقاد والإعلام عامة، وسيل التليفونات من صحفيى الجرائد والمجلات استعدادا لنهاية هذا الشهر الكريم، كلهم يُوجِّهون سؤالا مشتركا: مَن هو أحسن مسلسل ومخرج ومؤلف وممثل وممثلة؟ ويُصرّون على إبداء الرأى حتى لو كان مجرد رأى. 

محمد خان

روما دون فيلينى

7/16/2014 06:05:19

شارع «فيا فينيتى» خلَّده المخرج الإيطالى فيديريكو فيلينى، فى فيلمه الشهير «الحياة الحلوة - La Dolce Vita»، حيث أظهره كملتقى للمثقفين وأهل الفن والصحافة والطبقة البرجوازية يحتلون مقاعد الكافيهات على الأرصفة يتبادلون الشائعات والفضائح. اليوم هى مزار السواح من أنحاء العالم وتحوَّلت الكافيهات المكشوفة إلى صناديق زجاجية مكيَّفة لتخدم السياحة صيفًا شتاءً وفى قمة الشارع، حيث مدخل حدائق روما الشاسعة «فيلا بورجيزى» (١٤٨ فدانًا) منفذ التنزّه نهارًا وجزء منها بؤرة للبغاء ليلًا، جسَّدها أيضًا فيلينى فى فيلمه إلى جانب عدة متاحف وتماثيل، واليوم هناك دار عرض يتصدّرها بناء عملاق لصورة الممثل مارتشيلو ماسترويانى بطل «الحياة الحلوة». وتقع الأكاديمية المصرية للفنون فى محيط الحدائق بمبناها المجدد حديثًا والتى منذ إنشائها عام ١٩٢٩ تلعب دورًا مهمًّا فى نشر الثقافة العربية فى الخارج بإحياء معارض وإقامة ورش دراسية إلى جانب بعثات سنوية للشباب المصريين للتفرُّغ حسب تخصصاتهم فى الفنون من الهندسة والنحت والموسيقى والرسم وفن الكاريكاتير وأحيانًا السينما. اليوم تحت إدارة الدكتورة جيهان زكى وإشراف الأستاذ عماد عبد المحسن تتمتع الأكاديمية بنشاط ملحوظ نحو توطيد علاقتها الثقافية بالمجتمع الإيطالى بعد بعض الركود فى السنوات الأخيرة.

وإذا كانت زيارتى إلى روما مرتبطة بافتتاح مهرجانها السينمائى العشرين لأفلام البحر الأبيض حيث عرض «فتاة المصنع»، فاكتشافى الحقيقى هو مدى قُرب ثقافتنا من ثقافتهم مما يذكرنى أيضًا بالفيلم التسجيلى الطويل «طليان مصر» للمخرج شريف فتحى سالم (إنتاج ٢٠١١)، وكم كانت مصر الكوزموبيلتان شهادة حيّة لهذا الارتباط الثقافى. روما اليوم تتغلَّب يومًا بعد الآخر بالتدفُّق السياحى على المأزق الاقتصادى الذى تعانيه إيطاليا، مثلها مثل اليونان وبلدان أوروبية أخرى، وهو هدف أساسى لدينا اليوم للتغلُّب على مشكلاتنا الاقتصادية بالسعى وراء عودة السياحة إلى ذروتها، فإذا كانت روما بالفاتيكان والكولزيه وتماثيلها والنافورة الشهيرة التى تزيّن أحد ميادينها، فنحن نمتلك كنوزًا فرعونية لا تقدّر بثمن. السينما الإيطالية من دون عمالقتها فيلينى وأنطونيونى وفيسكونتى وغيرهم تمكَّنت العام الماضى من أن تحصل على أوسكار أحسن فيلم أجنبى بفيلمها «الجمال العظيم- La Grande Bellezza» للمخرج باولو سورنتينو الذى لم يخفِ تأثّره بعالم فيلينى. 

محمد خان

هيام فى عمان

7/11/2014 04:10:32

فى الحديقة الخلفية لمبنى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التى تقع على مرتفع يطل على عمان هناك شبه تكوين مسرح يونانى صغير، حيث وضعت الكراسى على درجاته ونُصبت شاشة عريضة لعرض بعض أفلام المهرجان الفرنسى العربى للأفلام (الدورة العشرون) الذى أقيم فى العاصمة الأردنية تحت رعاية السفارة الفرنسية، وفى ليلة قمرية وأنوار المدينة فى الخلفية عُرض «فتاة المصنع» على ما يقرب من ٢٠٠ مشاهد جالسين وواقفين فى حيز يكاد يسع ١٤٠ شخصا فقط منتبهين إلى عالم «هيام» فتاة المصنع وزميلاتها لتسحرهم الرقصة الأخيرة بالفيلم وتصفيقهم يرافق صوت يسرا الهوارى وأغنيتها الجميلة «بابتسم» مع تترات النهاية.

هى لحظات أكدت لى أن «فتاة المصنع» يسلب القلوب أينما عُرض، خصوصا مع هذا المناخ الخلاب وأصوات مآذن المدينة فى الخلفية تدعو من بعيد للصلاة كأنها تبارك الفيلم فى نفس الوقت.

كانت الأسئلة فى الندوة عقب العرض حول الفيلم تحوم حول ياسمين رئيس بطلة الفيلم، التى أثارت بالذات انتباه المخرجة الفلسطينية نجوى النجار لدرجة أنها تحمست لإشراكها فى فيلمها القادم الذى تنوى إخراجه فى مصر.

يقع مبنى الهيئة الملكية للأفلام فى شارع رينبو «قوس قزح» وهو بالفعل فى المساء تتجمع الألوان السبعة فى أنوار الكافيتريات والمطاعم ملتقى شباب عمان فى الصيف والإجازات خصوصا فى تلك الفترة من شهر يونيو لهذا العام مع مباريات كأس العالم لكرة القدم، إذ يعلو الصياح مع كل هدف يحرزه فريق أيا كان، وبين المباريات تدفق بعض الشباب إلى دار سينما «رينبو» حيث عرض بعض الأفلام الأخرى للمهرجان وخصصت ليلة للأفلام الأردنية القصيرة التى كنت ضمن أعضاء لجنة التحكيم التى اختارت الفيلم الفائز من بينها.

أبدى لى أحد النقاد استياءه من ظاهرة اهتمام أصحاب الأفلام القصيرة بحضور عرض أفلامهم مع عائلاتهم والمغادرة دون البقاء لمتابعة أفلام زملائهم، واكتشفت أن سينما «رينبو» هى سينما للإيجار فقط حسب المناسبات الثقافية، وأن العروض التجارية للأفلام تتم فى مجمع سينمات بأحد المولات الذى يكتفى بعرض الأفلام الهوليوودية، وأن الجمهور الأردنى محروم من أى أفلام أخرى، ويشاهد قليلا جدا من الأفلام المصرية، وأن هذا سبب انتشار محلات الفيديو المتخصصة فى بيع الأفلام المقرصنة، فهى المصدر الوحيد أمام جمهور متعطش لسينما أخرى سواء أمريكية مستقلة أو أوروبية أو عربية، ومن ضمنها الأفلام المصرية التى لم يتعاقد عليها الموزع الأردنى، وربما لهذا السبب تتضح أهمية ونجاح المهرجان الفرنسى العربى للأفلام فى الأردن والذى كان يخطط لإعادة عروض المهرجان الشهر التالى فى بغداد إلا أنه اضطر إلى أن يتراجع عن ذلك بسبب الأحداث الأخيرة فى العراق. 

محمد خان

ميدو لـ«كوكاكولا»: شكرًا

7/4/2014 05:06:59

تقدم أحمد حسام (ميدو) مدرب نادي الزمالك بالشكر لشركة كوكاكولا بعد أن أرسلت له الشركة عبوات مياه غازية عليها اسمه.

وجه ميدو رسالته عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، وأرفق مع شكره صورة للعبوة.

يأتي هذا في إطار الحملة الدعائية التي تقوم بها شركة كوكاكولا للترويج لمشروبها، تحت عنوان "كوكاكولا أحلى مع ...."، على أن يتم وضع اسم الشخص المقصود في نهاية العبارة. 

محمد خان

موسيقى الجاز مع نادين شمس

7/2/2014 05:27:53

فى حفل أُقيم بالنادى السويسرى بالقاهرة بمناسبة صدور كتاب «أنا المخرج»: شهادات حول فن التمثيل، للكاتبة نادين شمس، التى اختطفها الموت عقب خطأ جراحى جسيم بأحد المستشفيات أثار زوبعة الرأى العام، وتحقيق نيابى فى الاتهام والإنكار. فى مقدمة كتاب نادين الذى نُشر بعد غيابها كتبت .

حواراتها مع عشرة مخرجين (كمال الشيخ وسعيد مرزوق ورأفت الميهى وسمير سيف وعلِى بدرخان ويسرى نصر الله ورضوان الكاشف وشريف عرفة وخيرى بشارة ومحمد خان)، فيها يتحدَّثون عن علاقتهم بالممثل، يجعل من الكتاب مرجعًا مهمًّا لرؤية وعلاقة المخرج بالممثل. كانت سلسلة هذه الحوارات قد نُشرت منفصلة عن بعضها البعض وعلى مدى عام كامل ١٩٨٩- ١٩٩٩ فى «الفن السابع» المجلة الحلم التى تبنّاها النجم محمود حميدة، وللأسف لم يدم طويلًا. حفل نادين الذى جمع الأحبة والأصدقاء هيمن عليه كل من الحزن والبهجة، الحزن لفراقها والبهجة لذكريات مَن عرفها، وعلى رأسهم زوجها د.نبيل القط، وكم كان هذا الخليط من الحزن والبهجة فى آن واحد جسَّدته موسيقى الجاز والبلوز التى أطلَّت على المكان وعزفتها فرقة الفنان النوبى مصطفى رزق وفرقته، ومع صوته وألحانه، لترافق كلمات مصطفى الجارحى وأغنيات «إزاى ومجنون هزار والبنت السمرا وباب اللوق»، أغنيات تصف أماكن ومواقف وشخصيات، عالم المدينة الذى تطرَّقت إليه أيضًا نادين فى كتاباتها الدرامية، سواء للسينما أو التليفزيون. سيطر على الحاضرين شجن الجاز والبلوز وأنين الساكسفون وإيقاع الدرامز وصدى أوتار الجيتار مع النبحة العذبة التى تصطحب صوت مصطفى رزق صاحب «شفطة قهوة» و«باب اللوق»، موسيقى وأغانٍ دوت بين الأشجار فى أول حفل عام تقيمه الفرقة، دعت ضيوف نادين للرقص تحت أعينها الثاقبة ووجهها السمح مرسوم على البانر/ الأفيش المنصوب فى خلفية المسرح. مثل موسيقى الجاز والبلوز التى سحرت الموجودين كان وصف نادين للممثل والمخرج وكأنها تكتب على إيقاعها «القدرة على التعلُّق فى كسور من الزمن بين اللذة والألم. وبين الشك واليقين.. إنه الممثل»، ووصفت المخرج «أعرف أنك تقف هناك.. على حافة الأشياء، كبهلوان يسير على حبل مشدود وسط ساحة كرنفال..». وداعًا نادين.

التحرير المصرية في

02.07.2014

 
 

أبناء الدراما فى سوق السينما

خالد محمود

الإثنين 21 يوليو 2014 - 9:45 ص

لو فكر المؤلفون والمخرجون الذين كشفت شاشة دراما رمضان عن موهبتهم الكبرى، فى الاتجاه بحق للسينما، لتعافت السينما المصرية من علتها، ومن مرض طالت آهاته لسنوات، اللهم باستثناء بعض التجارب الشبابية المفرحة التى شكلت ملامح أمل وحاولت وقف نزيف النيل تماما من سمعة الصناعة عندنا.

حسن فعل الموهوب الكبير أحمد مراد عندما اتجه إلى السينما وكتب سيناريو وحوار فيلم «الفيل الأزرق» عن روايته الشهيرة بنفس الاسم، وهو مكسب كبير، وأشعر أنها ستكون محطة مهمة فى مشواره، وأيضا للسينما المصرية اليوم، فالرواية المأخوذ عنها الفيلم ثرية للغاية، ومن المؤكد انها فتحت شهيته لعالم السينما الرحب، هذا العالم الذى اقتحمته من قبل مريم نعوم كاتبة مسلسل «سجن النسا»، والتى أتمنى أن تعود مرة أخرى بحماس للكتابة للسينما ،مثلما أتمنى أن يحذوا الموهوبون ممن أحدثوا ثورة فى التأليف للدراما نفس المسار ويتحمسوا للتعامل مع السينما ومنهم محمد أمين راضى، مؤلف السبع وصايا، وتامر ابراهيم مؤلف عد تنازلى، وعمروسمير عاطف، مؤلف الصياد، ونفس الأمر بالنسبة للمخرجين، ومنهم خالد مرعى الذى اتمنى أن يكون موجودا فى السينما التى يعشقها وتعشق موهبته ومهاراته وطزاجة إحساسه التى تجلت فى السبع وصايا، بجانب الرائعة كاملة أبوذكرى التى عليها أن تتمسك بهوايتها فى صناعة سينما جميلة، وألا تبتعد كثيرا عن ذلك، وعلى محمد سامى ومحمد بكير، وحسين المنباوى أن يجربوا فى الشاشة الفضية..فبمثل هؤلاء الموهوبين، ومعهم كتيبة من الممثلين الذين كشفت ايضا الدراما عن ملامح إبداعية خاصة تكمن داخلهم وأمتعونا بها وفاجؤونا، وهم بالمناسبة عدد ليس بالقليل، يمكن للسينما المصرية أن تسترد عافيتها ومكانتها، وربما مكانة أكبر، لتطوى صفحة مثيرة للجدل من تاريخها.. صفحة نالت كثيرا من سمعتها بأفلام البلطجة وما على شاكلتها.

هؤلاء عليهم ألايفوتوا الفرصة، ويشكلوا قواما لأفلام جديدة، عليهم أن يتكتلوا بموهبتهم ضد سوق عشوائية، ليشيدوا سوقا سينمائية أخرى عظيمة، فى الداخل والخارج، وهنا أدعو منتجى الدراما أنفسهم أن يكونوا خلفهم يدفعونهم إلى كتابة فصل جديد يبقى حيا فى تاريخ السينما المصرية، عليهم أن يكونوا شوكة فى ظهر دخلاء الصناعة الذين رسخوا لمناخ سينمائى خجلت المحافل السينمائية من التعامل معه.

كونوا معهم وسوف تربحون. 

دهشة

خالد محمود

الجمعة 18 يوليو 2014 - 5:05 ص

إلى أى مدى يمكن أن يدهشنا يحيى الفخرانى؟

السؤال أطرحه على نفسى عقب كل عمل فنى أشاهد فيه هذا النجم الذى يزلزلنى أداؤه.. صوته.. نظراته.. حركاته.. والتى تشكل فى النهاية أقسى درجات دراما الحياة.. ليس بمفهومها التقليدى من صراع بين الخير والشر، وإنما دراما صادقة نتيجة خياراتك فى الدنيا.. ولقدرك الذى تشكل ملامحه الأولى بنفسك بينما الباسل أحمد الباشا، هى تلك الشخصية التى يجسدها الفخرانى بعظمة فى مسلسل «دهشة» وسر عظمتها أنها مثل الدنيا تبدو ساعاتها الأولى هادئة، حنون، لكنها مع مرور الزمن تكشف عن وجه آخر يعكس كل مفردات الغدر والحيرة.

الشخصية بشكلها العام جسدها الفخرانى من قبل فى مسرحية «الملك لير» على خشبة المسرح، وقدمها بشكل رائع فاق بكثير نجوم عالميين قدموها من قبل، ومنذ تلك اللحظة وتعيش مأساة لير بداخل نجمنا، متأثرا بمصير هذا الملك الذى حاول أن يسعد من حوله، وهو لا يدرى أنهم سيجعلونه أتعس رجل فى العالم.

فكما هو معروف ان قصة لير أو الباسل تدور حول الرجل الذى يوزع ثروته على ابنتين من بناته الثلاث، وهو على قيد الحياة، لكنه يفاجأ بعقوقهن وتخليهن عنه بعدما نالت كل واحدة نصيبها من الثروة، والحكاية هنا صاغ لها السيناريو والحوار القدير عبدالرحيم كمال فى رؤية درامية عميقة مشوقة فى تطرقها إلى طمع النفس وجحود الأبناء، وبالطبع جاءت الصورة موحية تماما بفضل رؤية ذكية لشادى الفخرانى الذى شرب من واقعية فن الأب النجم والبطل.

ان الفخرانى بأدائه كان يطرق باب الروح ليد شابها فيض من المشاعر، تتقلب وتتقلب بين جنة ونار، لا تعرف إلى أين المصير، حيث تتمحور الأحداث حول الحب والسلطة، وهل يمكن ان يجتمعا معا، فالأب الذى يمثل السلطة كان ينبغى حب بناته الثلاث، وكان هناك خطأ درامى رئيسى هو محاولة ابراز العلاقة بين العقل والقلب والسلطة أيضا، وهل عندما يتحكم العقل يكون القلب فى أمان وحينئذ لا أهمية للسلطة.

الباسل فى مسلسل «دهشة» فتح باب الحياة بمنوالها هذا على مصراعيه عندما منح ثروته لابنتيه رابحة (حنان مطاوع) التى تسعى لتلك الثروة، ونوال (سماح السعيد) بينما يرفض أن يمنح ابنته الثالثة نعمة (يسرا اللوزى) أى شىء من ثروته رغم أنه يحبها كثيرا، لذلك تمردت عليه وتزوجت من ابن أخيه رغما عنه.

دروس المسلسل الفنية والأدبية كبيرة.. فى مقدمتها هذا الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى مازال بركان الأداء بداخله يفجر طاقة ملهمة وموحية.

الشروق المصرية في

18.07.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)