كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مهندس الديكور أنسي أبو سيف:

أفتخر بأنني تلميذ شادي عبد السلام

كتب الخبرهند موسى 

 

قدم مهندس الديكور أنسي أبو سيف مجموعة أفلام متميزة شكلت جزءاً من تاريخ السينما المصرية، على مدى 40 عاماً من مشواره الفني، تعاون في معظمها مع صديقه المخرج داود عبد السيد.

حول تجاربه السينمائية، ومدى اهتمام المخرجين بالديكور كأحد العناصر المهمة في الفيلم ، كان معه الحوار التالي.

·        كيف بدأت علاقتك بتصميم ديكور الأفلام؟

منذ تخرجي في معهد الفنون الجميلة، أحب السينما والديكورات، لذا تقدمت إلى المعهد العالي للسينما، وبعدما تخرجت قدمت أول أفلامي وهو «يوميات نائب في الأرياف» الذي اعتز بتجربته كثيراً، وكان فاتحة خير عليّ، وعلى خطواتي التالية.

·        هل واجهت صعوبة في تقديمه؟

بالتأكيد، صعوبة كبيرة. قدمته في العام التالي لتخرجي، ولم أكن قد جربت قدراتي في أفلام سابقة، بل انتقلت فيه من الدراسة النظرية إلى الاحتكاك العملي، فضلاً عن أنني عملت فيه مع أحد أكبر مخرجي السينما آنذاك، توفيق صالح.

·        ما تقييمك لهذه التجربة؟

تجربة رهيبة، لا سيما أن تصوير الفيلم كله تم داخل «البلاتوهات»، وغابت إمكانية تصوير مشاهد خارجية بسبب كبر حجم الكاميرا، في ما عدا مشاهد البحر، بينما مشاهد الشوارع والحارات القديمة كانت تتم داخل بلاتوهات.

·        هل التصوير داخل البلاتوهات أسهل من التصوير الخارجي بالنسبة إلى مهندس الديكور؟

العمل في السينما عموماً لا يتضمن الأيسر والأصعب، الفيلم نفسه يحدد المشاهد التي يتم تصويرها إما في الداخل أو في الخارج. للحقيقة، أجد تسمية «مهندس الديكور» نفسها خاطئة، والأصح مهندس مناظر، لأن مهندس الديكور متخصص بالذوق، أما مهندس المناظر فهو يهتم بالعناصر الداخلة في الإطار، وثمة فرق بينه وبين منسق المناظر.

·        ما وجه هذا الاختلاف؟

يدخل في اختصاص مهندس المناظر كل ما هو ضمن الإطار، لكن المنسق يهتم بالأدوات الموجودة داخل الفيلم ككل تحت إشراف مهندس المناظر.

·        كيف ترى الاهتمام بالديكور في السينما؟

يتوقف الأمر على العمل نفسه، ومخرجه أو منتجه، فإذا كان أحدهما يضع الأولوية للعناصر الفنية كافة بشكل متناسب، فإنه بالطبع سيهتم به، على عكس الحال إذا كان يهتم بإبراز الممثل عن غيره من بقية العناصر، لتكون النتيجة أفلاماً مثل «عبده موته».

·        بين أفلام عدة قدمتها («حب في الزنزانة، حتى لا يطير الدخان، ليلة القبض على فاطمة، الهلفوت»)... بأي تجربة تعتز؟

جميعها؛ كل فيلم قدمته هو مغامرة تعايشت معها في ظروفها كافة، وسعدت بنتائجها أياً كانت، وأعتبرها ناجحة رغم أنها قد لا تكون ناجحة على مستوى الصناعة.

·        هل هذا يعني أنك لا تهتم برأي الجمهور؟

على العكس؛ أرى الناس في خلفية كل عمل فني، والسيناريو جزء من حياتهم، وبالتبعية يعبِّر عن واقعهم لأنه غير منفصل عنهم. عموماً، النجاح والإخفاق يرجعان إلى مجهودي في العمل.

·        لماذا تؤخذ عليك قلة أعمالك السينمائية؟

لأنني لا أشارك في فيلم غير مقتنع بفكرته أو أشعر بأنني لا أملك رؤية جديدة أقدمها فيه. حتى إنني خلال 40 سنة هي عُمر مشواري الفني لم أقدم عدداً كبيراً من الأفلام، فكنت أشارك في عمل، وأتوقف سنوات، ثم أعود بفيلم أرى أنني سأتمكن من العمل فيه.

·        حدثنا عن تجربة تعاونك مع المخرج شادي عبد السلام؟

تعاونت معه في فيلم «المومياء» حينما كنت طالباً في المعهد، وعملت في الفيلم بصفتي مساعد تصميم من الدرجة الرابعة، وكلفني صانعو العمل بالاهتمام بكل ما يتعلق بالجانب التاريخي، من نحت ورسم.

·        ماذا تعلمت من هذه التجربة؟

تعلمت منها الكثير، وأعتبرها مرحلة مهمة في مشواري، وأفخر بكوني أحد تلامذة شادي عبد السلام، ولمست ذلك حينما كبرت، وأصبحت أملك خبرة واسعة.

·        تعاونت مع مخرجين كثّر أمثال محمد خان وخيري بشارة ويسري نصر الله ويوسف شاهين... ما الذي يميز كل واحد منهم؟

كل مخرج منهم صاحب شخصية مختلفة عن غيره تماماً، لكنهم يجتمعون في كونهم يهتمون بالتفاصيل في العمل، وهذا أمر يريحني وأعتبره جزءاً من أسلوبي. خان مثلاً، يفضل التصوير الخارجي عن الديكورات المحددة، لذلك تخرج أفلامه حية وصادقة، ويفضل غيره التصوير الداخلي والخارجي بشكل متساو.

·        ما سر تعاونك المستمر مع المخرج داود عبد السيد؟

داود صديق مقرّب مني، وتخرجنا في دفعة 1967 في المعهد العالي للسينما، ويجمعنا الفكر نفسه، وسلكنا رحلة سينمائية واحدة. حتى أزعم بأن ديكورات جميع أفلام عبد السيد من تصميمي.

·        قدمت الحارة الشعبية بشكل مختلف في ثلاثة أفلام هي «الكيت كات» و»ليه يا بنفسج» و»إبراهيم الأبيض»... هل كنت حريصاً على هذا الاختلاف أم أن المواضيع فرضته؟

حرصت على الاختلاف طبعاً؛ مثلاً، حينما عُرض عليّ «إبراهيم الأبيض» وقرأت قصته، رفضته لأنني جدت حارته مطابقة لحارة «الكيت كات»، ولكن إصرار الصانعين جعلني أعيد النظر فيه، وطلبت منهم ألا تكون الحارة هي نفسها التي صممتها في الفيلم السابق، وهو ما حدث؛ إذ قدمته بشكل مختلف في حضن الجبل.

·        هل تتفق مع المخرج في تحديد الديكور المناسب أم تنفرد برؤيتك؟

أنسق بين رؤيتي وبين رؤيته، لأن العمل الفني جماعي لا يمكن لأي أحد الانفراد برؤيته، سواء كان مهندس ديكور أو مصوراً أو مخرجاً، لا بد من جميع هؤلاء التعاون وتحديد رؤية مناسبة للموضوع. مثلاً، إذا حاول المصور خوض تجربة الإخراج والانفراد برؤيته فإنه سيقدم فيلماً مصوراً، وليس عملاً سينمائياً، والجمهور سيقول إن التصوير كان جيداً، لا الفيلم.

·        هل واجهت أزمة إنتاجية في أعمالك؟

أضع في اعتباري دائماً ميزانية كل عمل قبل المشاركة فيه، وإن حدثت أزمة خلال التصوير، أحاول البحث عن سُبل ترشيد الإنفاق، على ألا يؤثر ذلك على مستوى الديكورات، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السينما منذ سنوات، فأحلام الصانعين كبيرة تحجمها الميزانيات.

·        كيف تحقق طموحاتك كمهندس ديكور سينمائي؟

أحاول تحقيق أحلامي الخيالية والمستحيلة عبر السينما. بالتالي، تكون مهمة القيمين على الفيلم أن يجعلوا المتفرج يصدق الخيال، بشرط توافر فكرة مناسبة للتنفيذ، وتحقق الهدف منه.

·        ما هي خطواتك في تحديد ديكور الفيلم الملائم؟

تبدأ مراحل العمل في الفيلم من السيناريست الذي يتقدم بسيناريو إلى مخرج يقترح بدوره على منتج قراءته، وتمويله إن أعجب به، ثم يُعرض السيناريو على مهندس ديكور قبل الممثل والمصور لأنه هو من يحوِّل الورق المكتوب إلى واقع عبر مشاهد في حارات شعبية أو ديكورات تاريخية، ثم يضع تصورات للأماكن في الفيلم لتحديد الخارجية منها وتلك التي ينبغى بناؤها، أو إذا كان التصوير سيتم في شارع (أو بناء شارع)، ذلك كله بناء على ميزانية الفيلم. من ثم هنا تبدأ ترشيحات الفنانين.

·        هل على مهندس الديكور التواجد خلال التصوير؟

شخصياً، أرى أنه لا يمكن تنفيذ مشهد صممت الديكور له، فيما أنا أجلس بعيداً، لذا أحاول أن أتواجد باستمرار في موقع التصوير، وأرفض الارتباط بأكثر من عمل في  الوقت نفسه.

·        ماذا عن جديدك؟

انتهيت أخيراً من مونتاج فيلم «قدرات غير عادية»، من تأليف داود عبد السيد وإخراجه، وبطولة كل من خالد أبو النجا ونجلاء بدر.

الجريدة الكويتية في

18.07.2014

 
 

«بين السماء والأرض»...

«سيلفي» للأبطال احتفالاً بنجاتهم

كتب الخبرأحمد عويس 

{بين السماء والأرض} رائعة الراحل صلاح أبو سيف عن قصة لأديب نوبل نجيب محفوظ وسيناريو وحوار السيد بدير وصلاح أبو سيف. هنا رؤية معاصرة للفيلم

صورة «سيلفي» تضم هند رستم وعبد المنعم مدبولي ومحمود المليجي، بقسمات وجه تظهر فرحة عارمة لأشخاص نجوا لتوهم من الموت اختناقاً داخل أحد المصاعد، والذي شكل خلفية صورتهم الملتقطة في أحد أحدث الهواتف النقالة، بعدما نجحوا في إرسال رسالة استغاثة وطلب المساعدة رغم ضعف شبكة المحمول وانقطاع الإنترنت بالتبعية.

تدور أحداث «بين السماء والأرض» حول تعطل مصعد كهربائي في إحدى العمارات الشاهقة، ليظل معلقاً بركابه بين السماء والأرض ما يتيح لنا التعرف إلى شرائح اجتماعية مختلفة ومن ثم تصرفات وسلوكيات تتشكل بظروف اللحظة شديدة الخصوصية.

«بسرعة يا جماعة ريتويت وشير 14 شخصاً متعلقين في أسانسير»، أحد أكثر التدوينات انتشاراً على «فيسبوك»، تحث متابعي مواقع التواصل الاجتماعي على سرعة تقديم العون لأبطال الفيلم الذي أنتج في خمسينيات القرن الماضي، ليقرأ أحد الشبان في العمارة حيث المصعد استغاثات إلكترونية عبر جهازه اللوحي «آيباد»، فيتوجه مسرعاً إلى بواب العمارة الذي ينقذهم بتشغيل المصعد يدوياً، وهو السيناريو الافتراضي الكفيل بتحويل مسار الفيلم وإنهائه في أقل من 10 دقائق لو توافرت الوسائط الإلكترونية.

هاشتاغ «أنقذوا من في الأسانسير» المصحوب بعلامة الشباك الشهيرة على موقع «تويتر»، لا يمكن أن يثير أي ضجة اليوم نظراً إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي واعتياد حارسي العمارات الشاهقة على التعامل مع الظرف نفسه مراراً. حتى سكان هذه العمارات باتوا أكثر اعتياداً على «السيناريو» نفسه، ومن ثم يتعاملون بهدوء مع الموقف وهم بين السماء والأرض، مقارنة بأبطال أبو سيف الذين بدأ كل منهم في مراجعة حساباته مع الله كلما ازداد توتراً.

اللافت أن زمن الفيلم لم يشهد مثل هذه الحوادث رغم بدائيته مقارنة بعصر التكنولوجيا والإنترنت والديجيتال ومختلف الوسائط وآليات العصر.

مجموعة الموت

الفيلم الذي تم اختياره ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري في تاريخ السينما، يرصد قصة كل شخص من «مجموعة الموت» التي عاشت أكثر اللحظات قسوة، وعندما يدركون أن ثمة أملاً ضعيفاً في خروجهم أحياء من المصعد يتعظون، ويروحون ينظرون إلى الحياة بصورة إيجابية وينشأ في داخلهم الأمل وذلك بسبب اقترابهم من الموت، وإدراكهم أنهم لم يقدِّروا الحياة حق تقدير. وفي الوقت نفسه ثمة شخص خارج المصعد ولكنه تعيس أيضاً ويحاول الانتحار بالقفز من سطح المبنى حيث المصعد, حتى تصل النجدة وتنقذ من تستطيع إنقاذه.

ظل المصعد معلقاً نحو 90 دقيقة، توحدت فيه مصائر ممثلين للطبقة الوسطى، ولص كبير لا يتورع عن القتل، ولص سريح، وهارب من مستشفى الأمراض العقلية، وأرستقراطي متكبر، وصاحب عين جائعة، وفتاة صاعدة إلى السطح لتنتحر مع حبيبها، وخائن لصديقه، ونجمة السينما.

في عالم مواز وفي تصور معاصر لشاهدنا أحد ركاب المصعد يخرج الحاسوب من حقيبته ويصل به {فلاشة الإنترنت} ليقول عبر الفضاء الإلكتروني إن في المصعد أشخاصاً محجوزين، ثم يبث تباعاً صورة من داخل المصعد عبر موقع {إنستغرام}.

رجل بعيني صقر، يقف في مدخل عمارة في وسط القاهرة، ويلقي نظرة قاتلة مصحوبة بتعليمات صارمة على أحد مساعديه: {لو باظت عملية النهار ده رحنا في داهية}. الرجل هو محمود المليجي، وكان يخفي وجهه بصحيفة {الجمهورية} الصادرة بعنوان: {كيف ترشح نفسك؟}.
مشهد ليس عابراً، في بداية فيلم {بين السماء والأرض}، كأنه صنع لأجل انتخابات غامضة، يتقدم إليها، بلا وازع من وطنية، من يجب أن يختفوا من المشهد العام حتى ننسى، ولكنهم يدافعون عن رقابهم ومستقبلهم، لأن {العملية لو باظت... راحوا في داهية».

{بين السماء والأرض}، قصة كاشفة لنجيب محفوظ، صاغها السيد بدير بحرفية عالية، والتقطها صلاح أبو سيف لتكون فيلماً من الكلاسيكيات. ويذكر نقاد أن أبوسيف مخرج كبير وأحد رواد سينما الواقعية في مصر، وضع بصماته الحقيقية ليظل {بين السماء والأرض} محتفظاً ببهائه القديم المتجدد، فهو في أقل تقدير يعيد إلى ذاكرة الجمهور لمسات عدد من نجوم التمثيل والمسرح في عهد تلك السينما الجميلة وفي مقدمهم محمود المليجي وهند رستم وعبد السلام النابلسي، وعبد المنعم إبراهيم، وعبد المنعم مدبولي.

ويضيف النقاد أن الفيلم يجمع خفة الكوميديا والدراما الاجتماعية ذات الصبغة الإنسانية، حينما يقدم لنا حكاية بسيطة وعميقة في الوقت ذلته حول تعطل {مصعد كهربائي}، في إحدى البنايات في مدينة القاهرة، واكتشاف المشاهد اختلاط مشاعرهم وقلقهم من النقد الاجتماعي لكثير من المظاهر الاجتماعية والسياسية في قالب ساخر، تمتزج فيه مرارة الضحك، بعنصر {التشويق} البارع، إحدى خصائص صلاح أبو سيف.

الجريدة الكويتية في

18.07.2014

 
 

محمود شكوكو... المونولوجيست الشعبي 

هـ . م

من حسن حظ محمود شكوكو أنه دخل السينما بعدما حقق شهرة واسعة في عالم المونولج، الذي كان حريصاً باستمرار على تغيير شكله، والخروج عن التقليدية فيه، والانتقال من الفرانكو آراب إلى استبدال كلمات الأغاني الشهيرة، متعاوناً في ذلك مع كبار المؤلفين والملحنين، فقد وضع له الموسيقار محمد عبد الوهاب منولوج «يا جارحة قلبي بإزازة لماذا الظلم ده لماذا».

ومن حسن حظه أيضاً تزامن دخوله إلى السينما مع فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي كان جمهور الطبقات الشعبية فيها لا يرغب في متابعة فنان بطيبة وسذاجة إسماعيل ياسين، وحسن فايق، ولا المعلم عبد الفتاح القصري، ولا عبقري مثل نجيب الريحاني، وإنما بطل شعبي خالص، يقترب منهم في تصرفاتهم، يجيد أدوار النجار، وصبي المعلم، وابن الحارة الجدع... هذه السمات كافة دفعت بشكوكو ليكون في مقدمة هؤلاء النجوم. حتى إن المخرجين لم يكونوا يضعون له خطوطاً معينة يتوجب عليه الالتزام بها، وإنما يريدونه كما هو ببساطته.
ولعل تركه التعليم، وعمله مع والده في ورشة النجارة، علماه كيف يكون ابن بلد، وكيف يكسب حب الناس، ويصبح اجتماعياً من الدرجة الأولى. حتى إنه بعدما حقق شهرته الواسعة، وتعلّق به الجمهور، تم تصميم مجموعة من التماثيل على شكله، وحلوى أيضاً، ومحطة سكة حديد تحمل اسمه في الإسكندرية.

جاءت بدايته السينمائية مع المخرج نيازي مصطفى في فيلمي «حسن وحسن» و«شارع محمد علي»، واستطاع من خلالهما إثبات موهبته سواء كان بطلاً للعمل السينمائي أو ممثلاً مساعداً، فانهالت عليه العروض، وقدم بعد ذلك أدوار الخادم، والصديق المخلص، والعامل في أفلام «شباك حبيبي»، و«ست البيت»، كذلك قدم ثنائياً ناجحاً مع إسماعيل ياسين في أفلام عدة من بينها «قلبي دليلي».

ولعل نجاح كل مشاركاته السابقة كان سبباً في أن تأتيه أدوار البطولة سريعاً، فقدم فيلم «عودة طاقية الإخفاء»، ثم «البريمو»، وجاءت أقوى انطلاقة له في البطولات السينمائية مع سراج منير في فيلم «شمشون ولبلب»، الذي تزامن مع فترة الكفاح المسلح للمصريين ضد الإنكليز في منطقة القناة، وقبل قيام ثورة 23 يوليو بأشهر، ليؤكد أن العقل والحيلة يمكنهما هزيمة القوة الغاشمة، إذ استطاع «لبلب» ابن البلد في صفع «شمشون» الجبار سبع مرات متتالية في إسقاط واضح على قدرة المواطنين على هزيمة الإنكليز، وجاء بعض الجمل الحوارية التي رددها البطل لتؤكد هذه الإيحاءات من بينها «لا مفاوضة إلا بعد العزال»، والمقصود منها الجلاء، وكذلك إشارة «لبلب» إلى أنه قد يتوقف عن صفعاته المقبلة إن اعترف «شمشون» بالهزيمة.

وظل شكوكو في هذه المنزلة حتى بدأ نجمه في الخفوت حينما صعد نجم إسماعيل ياسين، إضافة إلى تحول السينما من الكوميديا الشعبية إلى العائلات، وهي التي تبناها المخرج زكي فطين عبد الوهاب، وقدمها مع إسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس.

وفي عام 1984 تدهورت حالة شكوكو الصحية بعد وفاة زوجته، حتى تعرض لأزمة حساسية حادة في فبراير 1985، وتم نقله على إثرها إلى المستشفى، حتى وافته المنية.

الجريدة الكويتية في

18.07.2014

 
 

فى صحبة رأفت الميهى.. شهادة محبة

علي أبو شادي 

 ( ١ )

رأفت الميهي - شفاه الله - واحد من أفضل وأكفأ وأقدر صناع السينما في مصر والعالم العربي منذ الستينيات وحتى الآن ، كتابة وإخراجا وإنتاجا .. إبن الطبقة الوسطى الذي شق طريقه بثقافته وموهبته ..

 تخرج في أوائل الستينيات من قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة متتلمذا على يد أساتذتها الكبار وعمل لفترة وجيزة بالتدريس خارج القاهرة لكنه سرعان ما عاد إليها ليلتحق بالعمل في لجنة القراءة بالمؤسسة المصرية العامة للسينما ثم بمعهد السيناريو الذي أنشأه المخرج الكبير صلاح أبو سيف حين كان رئيساً للمؤسسة .. جاء الميهي لمعهد السيناريو متسلحا بثقافة رفيعة ودراسة متعمقة للأدب والدراما الإنجليزية والعربية ومستوعبا للتراث الإنساني .. كان كشأن أقرانه من شباب السينما في تلك الفترة يحلم بسينما مختلفة تحترم الحرفة مع وعي برسالة الفن التي تتلخص في السعي نحو تغيير الواقع إلى الأفضل ، وهو ما دفعه للتعاون مع المخرج سيد عيسى القادم من موسكو ليقدم من خلاله أول سيناريو له عن رواية « جفت الأمطار « للكاتب عبد الله الطوخي متناولا حلم الخروج من الشريط الزراعي الضيق ، والأمل في استصلاح أراض جديدة رغم المعاناة والمعوقات  .. كان الفيلم غريبا عن السينما السائدة موضوعا وأسلوبا وإخراجا فهو يغرد خارج السرب ، إضافة إلى عرضه في نهاية عام 1967 في ظروف هزيمة يونيو التي أرخت سدولها على الوطن .   

٢ )

في وزارة الخزانة حيث كنت أعمل في الستينيات ، التقيت بالناقد الكبير فتحي فرج -رَحِمَهُ الله - .. لم يكن فتحي مجرد ناقد سينمائي ، بل كان مثقفا كبيرا أيضاً شارك في العمل السياسي في نهاية الأربعينيات وأوائل الخمسينيات تحت مظلة الإخوان المسلمين شأن كثيرين من أبناء جيله القادمين من الأحياء الفقيرة لكن سرعان ما انقلب عليهم حين اكتشف بعد دراسته للفلسفة خطأ وخطر مشروعهم .. فتحت -أمامي -  جلساتنا المطولة آفاقا رحبة .. زودني بالكثير من الكتب التي كان من المتعذر حصولي عليها ، ثم اصطحبني إلى المحافل السينمائية كجمعية الفيلم ثم إلى مقهى فينكس بعماد الدين حيث ملتقى السينمائيين الشبان ، هناك تعرفت على الكثيرين .. منهم  محمد راضي وأحمد متولي وفؤاد التهامي وسمير فريد وسامي المعداوي ، رحمه الله ، وبالطبع رأفت الميهي الصديق الأقرب إلي فتحي ثم - بعد ذلك -الصديق الحميم لي أيضاً .. في هذه الجلسات كنت أنصت جيدا للنقاشات والحوارات المحتدمة بين  هؤلاء الأصدقاء الفرقاء الذين جمع بينهم حب السينما والوطن .. رأفت الميهي بليبراليته وفؤاد التهامي وأحمد متولي بحماسهما اليساري وراضي بعزوفه عن النقاش السياسي وفتحي الذي كان يرى أن رأيه هو الأصوب دائماً والمعداوي الذي كان أسير هاجس لا يفارقه من أن المباحث تطارده ...   كانت هذه الصحبة رغم اختلاف التوجهات والأيديولوجيات ترتكز علي صداقة حميمة أفرزت بعد ذلك أحد أهم التجمعات السينمائية في نهاية الستينيات وهي « جماعة السينما الجديدة « التي لعب فيها رأفت الميهي دورا أساسيا وبارزاً.. 

جاءت الجماعة كنتيجة حتمية للبيان الذي أصدره السينمائيون الشبان الذي تحطمت أحلامهم على صخرة الهزيمة المروعة في يونيو 1967 ، وجاء البيان كصرخة احتجاج غاضبة على الوضع المتردي للسينما المصرية من جيل جديد يتطلع إلى سينما مختلفة عن تلك السينما القديمة  السائدة التي تكرس الواقع وترفض التغيير ، وتساهم في تزييف وعي المتلقي وتشغله عن قضاياه الأساسية بمعالجاتها الرثة لتلك القضاياواستغراقهافي تقديم الميلودرامات الهزيلة والكوميديات الرخيصة  ... كان هدف الغاضبين من خلال تلك المراجعة لواقع السينما في نهاية الستينيات السعي لتقديم سينما جديدة تعبر عن الواقع المصري المعاصر بشجاعة وصدق وتعكس آلام وآمال وهموم وأشواق الإنسان المصري وتنمي وعي المشاهد وترقي وجدانه .

٣ )

 لم يكن رأفت في حاجة الي التحقق لكنه كان ، وظل طوال مسيرته ، قوة دافعة لمن يتوسم فيهم موهبة ورغبة في التغيير على كل المستويات ، وربما كان ذلك وراء إصراره على أن أكون كاتبا للسيناريو وإلحاحه الدائم على ضرورة المحاولة ، وإن وجد مني إصراراً موازياً على ممارسة النقد خاصة بعد أن التحقت بالمعهد العالي للنقد الفني .. وحين يأس مني أرغمني على كتابة دراسة نقدية عن فيلم « الظلال في الجانب الآخر» لغالب شعث ثاني انتاج لجماعة السينما الجديدة .. 

اقتربت كثيراً من رأفت وكان بمثابة البوصلة الهادية لي إلى الطريق الصحيح ، بأفكاره اللامعة وخبرته العميقة بالحياة واحترامه للآخر وتقديره لمعنى الصداقة وتواضعه الحقيقي ورغبته الأصيلة في نقل خبراته ومعارفه إلي الآخرين ، ربما كان ذلك من تأثير الشهور الأولى التي قضاها في التدريس ، وربما كان ذلك أيضاً وراء إنشائه أكاديمية تحمل اسمه لدراسة السينما.. 

في عام 1984 عرض عليَّ الصديق الناقد الكبير سمير فريد العمل  في شركة الإنتاج الجديدة التي أنشأها المنتج المثقف حسين القلا وضمت إلى جانب سمير فريد كلا من رأفت الميهي وقصي صالح الدرويش والراحل سمير نصري، رأى رأفت ان أقبل فورا شارحا لي أسبابه في أن هذا عالم جديد بالنسبة لي ، عالم الصناعة ذاتها وهي زاوية للرؤية مختلفة عن الرؤية النقدية وما زلت أذكر كلماته « خليك إسفنجة .. امتص كل الخبرات التي تتاح لك .. أنت هنا في شركة محترمة تقوم على أسس مختلفة .. سوف ترى الكثير .. استمع وشاهد واستوعب «.. أخذت بالنصيحة وأعترف أنني أستفدت وتعلمت الكثير من هذه التجربة

كان رأفت -  كما فتحي فرج - يختصر لي طرقا كثيرة ويمنحني خبرته باستمرار ، كما كان يمنحها لآخرين غيري ، وعادة كان يطلعني على مالم يتيسر لي معرفته أو مشاهدته مؤكدا لأصدقائنا أن « الواد ده هو اللي حيكتب تاريخنا « وينبهني « خللي بالك دي مسئوليتك .. إنت عاصرت الكثير مع شباب السينما ، وأتاحت لك الشركة أن ترى الوجه الآخر لصناعها من منتجين وموزعين وفنانين كبار ». 

٤ )

في أفلامه الأولى ككاتب سيناريو ، اعتمد رأفت على نصوص أدبية صاغها بحنكة من خلال رؤيته الخاصة وشكل منذ عام 1970 مع المخرج الكبير كمال الشيخ ثنائيا متناغماً أنتج أعمالا بالغة الأهمية تشكل مرحلة خاصة في تاريخ رأفت منذ فيلمهما الأول معا « غروب وشروق « عن رواية لجمال حماد و «شئ في صدري» عن رواية إحسان عبد القدوس ليصلا معا إلى قمة النضج في مؤلفه السينمائي الثاني «على من نطلق الرصاص « عام 1975 رغم اختلافي مع رؤيته لاستخدام الحل الفردي بديلا للقانون رغم أنه قدم بمهارة درامية الأسباب والدوافع التي دفعت بطله إلى إطلاق الرصاص على رئيس مجلس الإدارة الفاسد الذي تسبب في موت صديقه .. كان رأفت قد قدم في عام 1971 مع المخرج الشاب علي بدرخان « الحب الذي كان « وهو أول فيلم طويل يحمل توقيعه كمؤلف سينمائي ، ورأفت من أوائل ، وربما كان أول من استخدم كلمة تأليف بديلا عن التعبير الشائع « قصة وسيناريو وحوار « .

يشكل « على من نطلق الرصاص « بالنسبة للميهي نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة حيث قرر إخراج أعماله بنفسه وانقطع ما يقرب من ست سنوات عن الكتابة ، قضاها في دراسة واستيعاب عملية الإخراج ليخرج علينافي عام 1981  بتحفته الرصينة وأول أعماله كمخرج « عيون لا تنام « عن مسرحية « رغبة تحت شجرة الدردار»لتنيسي ويليامز ليؤكد قدراته كمخرج ويخطو بعدها خطوته الأولى نحو عالمه الجديد ويحلق بخيال جامح في عالم « الفانتازيا» في « الأڤوكاتو « عام 1983 ، بعدها يقرر إخراج نصه السينمائي المتميز « للحب قصة أخيرة « من إنتاج حسين القلا ليصعد به ، كمفكر ، إلى مصاف كبار المفكرين السينمائيين المهمومين بالأسئلة الوجودية والمفارقة المدهشة والغريبة أيضاً أن هذا الفيلم بمعماره القوي ، ورؤيته الثاقبة ، وجرأته في تناول المسكوت عنه ، لم يجد له مكاناًلاهو ولاغيره من أفلام رأفت الميهي  - في قائمة مهرجان دبي لأهم مائة فيلم عربي !!!

منطلقا من نجاحات « الأڤوكاتو « يعود الميهي لاستكمال مشروعه في تقديم فانتازيا سينمائية مصرية معاصرة قائمة على إبراز العلاقات المشوهة في الواقع واللا منطقية إلى حد بعيد ، ذلك أن هذا الواقع بما يتضمنه من فوضى وانفلات يجعلانه  أكثر غرابة من أي محاولة لخلق عالم واقعي / موازٍ ، فقدم ثلاثيته « السادة الرجال «1987 و» سمك لبن تمرهندي» 1988 و» سيداتي سادتي» 1990بتعاون خلاق مع الثنائي الفنان محمود عبد العزيز والفنانة معالي زايد .. في « السادة الرجال « امرأة قررت أن تكون رجلا واندفعت تلعب دور الرجل إلى أقصى حد مما اضطر الرجل أن يلعب دور المرأة .. وفي « سمك .. لبن .. تمر هندي « يخلق جوا كابوسيا مروعا بأن يجعل بطليه هدفا لمطاردات وملاحقات لا يعرفان لها سببا في جو فانتازي وخيال خصب ، ويعاود الميهي في «سيداتي سادتي» الرجوع إلى هوايته المفضلة في قلب الأوضاع المعتادة والمألوفة ليكشف عن مواطن الخلل في السلوك والفهم الخاطئ للشريعة الاسلامية .

  في عام 1995 ، وبعد توقف يقترب من خمسة أعوام ، يعود رأفت إلي عالم الأدب ليقدم معالجة تتسم بالطزاجة وجموح الخيال لرواية الأديب الكبير فتحي غانم « قليل من الحب .. كثير من العنف « ليشيد بناء موازياً لأحداث الرواية بدا أحياناكتعليق ساخر أو تساؤل مشروع عما إذا كان من الممكن أن تتم هذه الأحداث الآن !! .. لم تغب روح الفانتازيا عن « قليل من الحب .. « فيرجع رأفت مرة أخرى إلى عالمه الأثير ويقدم في الفترة من 1996/ 2001 خمسة أفلام « تفاحة « و « ميت فل «و» ست الستات»و عشان ربنا يحبك « و « شرم برم « .. لم تلق هذه الأعمال النجاح الجماهيري المرتقب مما جعله يتوقف تماماً عن العمل بالسينما منذ 2001 ، وإن كانت له محاولة وحيدة في 2009 في عالم المسلسلات فكتب وأخرج مسلسل «وكالة عطية « عن رواية الكاتب الكبير خيري شلبي ، خاصة بعد أن عجز عن إنجاز مشروعه لإنتاج فيلم « هورجادا أو سحر العشق « لإحجام كل شركات الإنتاج عن المساهمة في المشروع خوفا من حساسية موضوعه الذي يتناول العلاقات المعقدة بين المسلمين والمسيحيين في إحدى محافظات صعيد مصر ، رغم حصول الفيلم على دعم وزارة الثقافة مما أصابه بخيبة أمل كبيرة في الواقع السينمائي المصري ! 

٥ ) 

قدم رأفت الميهي الكثير للسينما وكان قوة دافعة لشبابها مؤازراً لهم مؤمناً بموهبتهم وهو مادفعه لانتاج فيلم « يا دنيا يا غرامي « سيناريو محمد حلمي هلال وإخراج مجدي احمد علي والذي يعد واحدا من أفضل أفلام السينما المصرية في العقود الأخيرة 

 ( ٦ ) 

رأفت الميهي .. دمت أستاذاً.. وفناناً كبيرا ... ودافعاً ...ومحفزاً ...وقديرا ..

الأهرام اليومي في

18.07.2014

 
 

«الألم» الإسرائيلي لا يساوي الألم الفلسطيني

سينمائيون غربيون يرفضون المشاركة في «مهرجان القدس»

نديم جرجوره  

أثارت الحرب الإسرائيلية الجديدة على فلسطينيي قطاع غزّة، المعروفة باسم «الجرف الصامد»، ردود فعل غربية وإسرائيلية سلبية، في المجال السينمائي تحديداً. سينمائيون عديدون أعلنوا رفضهم تلك الحرب، وأدانوا وحشيتها، خصوصاً بالنسبة إلى المجازر المرتكبة بحقّ الأطفال الفلسطينيين. سينمائيون إسرائيليون أصدروا بياناً أثناء انعقاد الدورة الأخيرة (10 ـ 20 تموز 2014) لـ«مهرجان القدس السينمائي الدولي»، قالوا فيه كلاماً مفيداً، وإن سقطوا في المحظور الإسرائيلي في نهايته، فإذا بهم يُساوون بين «الألم» الفلسطيني و«الألم» الإسرائيلي، مُعتبرين أن أحدهما لن ينتهي ما دام الثاني مستمرا.

«مهرجان القدس السينمائي الدولي»، المُقام سنوياً في القدس المحتلّة منذ العام 1984، يُعتبر ـ بالنسبة إلى إسرائيل ـ أحد الوجوه الثقافية والفنية الضرورية لاكتساب مزيد من شرعية دولية، بدا واضحاً أنها «تترنّح» أحياناً أمام بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد أطفال ونساء وعجائز (هذا عائدٌ إلى «حسّ إنساني غربي» ملتبس أحياناً). دورته الأخيرة تلك تزامنت انطلاقتها وبداية «الجرف الصامد». صحيحٌ أن الدورة هذه مستمرّة في تقديم عروض سينمائية، وبرامج مختلفة، كما في تنظيم ورشات عمل وندوات ولقاءات، كأن شيئاً لا يحدث في القطاع. صحيحٌ أن إدارة المهرجان لا علاقة لها بما يجري «هناك» البتّة. لكن سينمائيين إسرائيليين «ساءهم» أن ينأى المهرجان بنفسه عن «مجزرة» جديدة ترتكبها القيادة السياسية ـ العسكرية الإسرائيلية بحقّ فلسطينيي القطاع، والأطفال منهم خصوصاً. سينمائيون غربيون أعلنوا، صراحة، رفضهم تلبية الدعوة للمُشاركة في المهرجان «بسبب هذه الحرب»، من دون تصريحات علنية أو صاخبة، كالمخرج النمساوي أولريخ سيدل ومعاونته ماريا هوفستاوتر، وبيكي بروبست (مندوب «السوق الأوروبية للفيلم» في برلين) والمخرجين أليس رورواشر ويوهانس هولزهاوسن وروبن آمار ولولا بيسّيس ومارتشيلو غوميز ولويد هاندويركر وغيرهم. هناك أيضاً سيرج توبيانا وفيلكس مولر وبروس غولدشتاين وماري ـ بيار فال وآخرين.

سينمائيون إسرائيليون أصدروا بياناً قرأه أحدهم، قبل أن تتولّى المخرجتان شيرا غيفين وكيرين يدايا تلاوة أسماء أطفال غزّة الذين قُتلوا في تلك الحرب: «هذا ليس تحريضاً. طبيعيٌّ أن نمنحهم أسماء، وأن نتذكّرهم». يدايا نفسها، المولودة في العام 1972 في الولايات المتحدّة الأميركية، قبل انتقال عائلتها إلى إسرائيل وهي في الثالثة من عمرها، معروفة بنضالها من أجل حقوق المرأة، وأيضاً ضد الاحتلال العسكري للضفّة الغربية. السينمائيون الإسرائيليون أعلنوا بيانهم هذا في مؤتمر صحافي عقدوه في 14 تموز 2014، وهم، بالإضافة إلى غيفين ويدايا: شلومي إلكابيتز وتالي شالوم إيزير وإيفريت كوريم ونداف ليبيد ورونيت إلكابيتز وبوزي غيتي: «لا يستفيد أطفال قطاع غزّة من حماية نظام «القبّة الحديدية». إنهم غير مُجهّزين بمساحات سكنية آمنة، ولا بصفّارات إنذار. الأطفال الذين يعيشون اليوم في غزّة هم شركاؤنا من أجل سلام الغد. المجزرة والرعب اللذان يُحكَم عليهم بهما لا يفعلان سوى إبعاد كلّ حلّ ديبلوماسي». تابع السينمائيون الإسرائيليون هؤلاء بيانهم قائلين: «الذين يُصوّرون آلام الإسرائيليين عليهم أن يكونوا أكثر شجاعةً واستقامةً فيُصوّروا الموتى والخراب في غزّة، وأن يرووا أيضاً هذه الحكاية».

هل يُمكن اعتبار مقاطعة سينمائيين غربيين مهرجاناً إسرائيلياً أكثر من مجرّد موقف علني، أم أنه لن يتعدّى فعلاً موقتاً كهذا؟ هل يُمكن القول إن كلاماً إسرائيلياً كهذا سيبقى مجرّد بيان لن يؤثّر إيجاباً على مستوى الألم الفلسطيني؟ السينمائي نافي لابيد تمنّى أن يكون البيان «خطوة أولى»، و«أن يُصبح السينمائيون الإسرائيليون أكثر نشاطاً وتأثيراً». هل هذا ممكن؟ أم أن الإصرار على مساواة الألم الفلسطيني بالألم الإسرائيلي سيظلّ عائقاً دون تحقيق عدالة الضحية، في مقابل قذارة الجلاّد ووحشيته ونذالته؟

السفير اللبنانية في

19.07.2014

 
 

القائمة الكاملة لأعمال نجوم هوليوود في مصر:

توم هانكس وميل جيبسون وجورج كلوني

كتب: أحمد حمدي 

وصل نجم السينما الأمريكية توم هانكس إلى مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر لتصوير بعض مشاهد فيلمه الجديد A Hologram for the King، ويعتبر «هانكس» من الأسماء الكبيرة في عالم هوليوود ما يجعل من زيارته لمصر حدثًأ في ذاته.

ويعد تصوير «هانكس» لمشاهد من فيلمه في أرض المحروسة أمرًا إيجابيًا يدخله ضمن قائمة العديد من النجوم الذين وجدوا في أرض الفراعنة صور جذابة ومساعدة لنجاح أفلامهم، والتي نستعرض أبرزها في هذا التقرير.

«وادي الملوك» أو Valley of the Kings عام 1954

هو فيلم أمريكي بطولة النجم روبيرت تايلور والنجمة إلينور باركر، عرض في منتصف القرن العشرين، وتناول الفيلم قصة عالم أثار أمريكي قرر الذهاب إلى مصر للبحث عن مقابر فرعونية أثرية، فيما يتعرف هناك على الفتاة آن ميرسيدس، والتي تقنعه أن يساعدها على تحقيق حلم أبيها الذي كان أستاذه يومًا ما، في إثبات رحلات النبي يوسف في مصر القديمة.

وتم تصوير الفيلم في القاهرة والأقصر ومنطقة الأهرامات، وشارك في الفيلم كل من الفنانة سامية جمال والفنان رشدي أباظة، الذي كان دوبليرًا لبطل الفيلم نظرًا للتشابه الكبير بينهما، وكان هذا الفيلم هو أول أعمال «أباظة» في السينما.

«الجاسوس الذي أحبني» أو The Spy who loved me عام 1977

هو فيلم من أفلام العميل السري البريطاني الخارق جيمس بوند أو «007»، والذي ابتكر شخصيته رجل المخابرات السابق إبان الحرب العالمية الثانية أيان فليمينج، وتم تصوير الفيلم في عصر تجسيد النجم روجر مور لشخصية «بوند»، والذي سبقه في تجسيدها شون كونوري، وتبعه بيرس بروسنان، ثم دانييل جريج.

ويروي الفيلم قصة اختطاف غواصتين إحداهما بريطانية والأخرى سوفيتية يحملان رؤوس نووية، فيما يحقق «007» في ملابسات الحادث بمساعدة العميلة «آنيا» من المخابرات السوفيتية «كي جي بي»، والتي لعبت دورها باربرا باك، حيث تقودهما الأحداث إلى مصر.

وتم تصوير أجزاء من الفيلم على أرض مصر بالفعل، وتحديدًا في مدينة الأقصر بمعبد الكرنك ومحافظة أسوان بمعبد أبو سمبل ومسجد أبن طولون بالقاهرة.

«الموت على النيل» أو Death on the Nile عام 1978

مرة أخرى تعود أسوان لتكون محل تصوير أحد الأفلام البريطانية، كما تم تصوير بعض أجزاء من الفيلم في منطقة الأهرامات، والقصة مقتبسة عن رواية للكاتبة الشهيرة للروايات البوليسية، أجاثا كريستي، حيث تحدث الفيلم عن حادثة قتل تحدث على إحدى البواخر السياحية في النيل، فيما يتولى المحقق هيرقل بويروت، في ملابسات الحادث في أجواء من الغموض والتشويق. وقام ببطولة الفيلم ميا فارو وبيتر أوستينوف.

:«جاليبولي» Gallipoli عام 1981

بعد ثلاثة أعوام من تصوير «الموت على النيل»، عادت السينما العالمية للأراضي المصرية مجددًا لكن هذه المرة من بوابة الإنتاج الاسترالي، حيث قام النجم الأمريكي ميل جيبسون ببطولة فيلم «جاليبولي»، والذي روى قصة معركة «جاليبولي»، أثناء الحرب العالمية الأولى، من وجهة نظر عدائين استراليين يذهبان لمحاربة الأتراك في المعركة الشهيرة، فيما يستعرض الفيلم مواجهتهما لأهوال تلك الحرب. وقد تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في القاهرة والجيزة، وتحديدًا منطقة الأهرامات.

«سيريانا» Syriana عام 2005

هو فيلم سياسي يتناول علاقة من يسيطرون على عالم البترول وكيف يؤثرون في السياسة العالمية وكيف يتأثرون بها. وقام ببطولة الفيلم النجم الأمريكي جورج كلوني، وشارك في الفيلم الفنان المصري عمرو واكد، وتم تصوير بعض مشاهد الفيلم في مصر، وتحديدًا في العاصمة القاهرة.

«جامبر» أو Jumper عام 2008

هو فيلم من نوعية الخيال العلمي، تم تصوير بعض أجزاء منه في منطقة الأهرامات بالجيزة، حتى أن «أفيش» الفيلم كان عبارة عن صورة كبيرة لبطل الفيلم واقفًا فوق رأس تمثال أبو الهول. وقد قام ببطولة الفيلم هايدين كريستينسن. وقد حقق الفيلم إيرادات تعدت المائتان مليون دولار.

«كايرو تايم» أو Cairo Time عام 2009

من أكثر الأفلام التي تضمنت مشاهد في مصر، حيث صور أكثر من 90% من الفيلم في القاهرة الكبرى، ويتحدث الفيلم الكندي عن صحفية تذهب إلى القاهرة في إجازة على أن يلحق بها زوجها الذي يعمل مع الأمم المتحدة، لكن تأخر الزوج يجعله يكلف صديقه طارق، الضابط السابق، بالاعتناء بزوجته في العاصمة المصرية، وبينما يريها طارق معالم القاهرة، تقع الصحفية في حب المدينة وكذلك حب صديق زوجها.

وقام ببطولة الفيلم باتريشيا كلاركسون وأليكساندر سيديج، فيما ظهرت الفنانة المصرية منى هلا في أحد المشاهد. وحصل الفيلم على جائزة «أفضل فيلم كندي روائي» في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، عام 2009.

«المتحولون» أو Transformers: Revenge of the Fallen عام 2009

الجزء الثاني من سلسلة الأفلام الأمريكية الشهيرة «المتحولون»، وتم عرضه عام 2009، فيما قام ببطولته النجمة ميجان فوكس، بجانب شيا لابوف، وتم تصوير الفيلم ما بين الولايات المتحدة والصين والأردن ومصر. وكانت منطقة الأهرامات مرة أخرى هي محل تصوير الفيلم في مصر.

«لعبة عادلة» أو Fair Game عام 2010

في العام الذي تلى عرض «المتحولون»، عرض فيلم آخر تم تصوير بعض أحداثه في أرض الكنانة، وهو الفيلم الذي قام ببطولته النجوم شون بن ونعومي واتس، والفنان المصري خالد النبوي.

وحمل الفيلم اسم «لعبة عادلة»، وتناول قصة عميلة أمريكية تريد الإدارة الأمريكية لاانتقام من زوجها بعد أن هاجم إدارة الرئيس جورج بوش في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»، اتهم خلاله إدارة الرئيس الأمريكي بالتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية عن أسلحة الدمار الشامل لتبرير الحرب على العراق، ليكشف الفيلم عدم صحة الإدعاءات الأمريكية وقتها.

مشهد من الفيلم في القاهرة:

المصري اليوم في

19.07.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)