كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"تحت الجلد"..

استقطاب وإنجاز بصري وعلامات استفهام

أحمد شوقي

 

أذكر قبل عدة سنوات عندما تعرفت على أفلام المخرج البريطاني جوناثان جلازر بمشاهدة فيلمه الثاني "ميلاد"، الذي شاهدته بدافع الفضول للإطلاع على الفيلم البريطاني المستقل الذي تحمست النجمة نيكول كيدمان لبطولته. وقتها كانت السمة الأبرز لكل المراجعات النقدية والتعليقات التي قرأتها عن الفيلم ـ وكلها غربية بالطبع فالمخرج كان ولا يزال مجهولا في منطقتنا السعيدة ـ هي الخلاف الشديد في التعامل مع الفيلم وتقدير صناعه.

أبدى البعض إعجابهم الشديد بقدرة المخرج على سرد حكاية معتادة بطريقة غير معتادة، واستخدامه لحكاية صالحة لفيلم رعب تقليدي عن طفل يزور امرأة ليقول أنه زوجها المتوفي وقد عاد في جسد آخر، في خلق دراما بصرية نفسية ثقيلة الوطأة، تكاد فيها تتفهم قرار البطلة في ترك العالم من أجل هذا الطفل. ولكن في نفس الوقت خرجت العديد من الأصوات الساخطة على الفيلم، واتهامه بأنه مجرد هفوة في مشوار بطلته. اعتراضات انصب معظمها حول نهاية الفيلم الكلاسيكية، والتي حولته فجأة إلى فيلم تشويقي غير محبوك، بالرغم من أنه كان مرشحا ليكون أكثر من هذا بكثير.

بعد تسعة أعوام كاملة عاد جوناثان جلازر بفيلمه الثالث "تحت الجلد" أو "Under The Skin"، مرة أخرى ببطولة لنجمة هوليوودية هي هذه المرة الجميلة سكارلت يوهانسن. العمل الذي عُرض في مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2013، ووصل إلينا في مصر أخيرا بعد شهور بعد طرحه على اسطوانات إلكترونية، بفارق عرض يكاد يصرخ بما يعاني منه محبو الأفلام غير الأمريكية من انتظار لا ينتهي لمشاهدة كل عنوان جديد، لكن هذا موضوع آخر.

مجددا يخلق جلازر نفس الحالة من الاستقطاب، بصورة أكبر هذه المرة، بين رافضين للفيلم وصل بهم الأمر للسخرية منه علنا وقت عرضه في فينيسيا، ومعجبين به بصورة جعلت 87% من المقالات النقدية التي كتبت عنه إيجابية، حسب موقع "طماطم فاسدة" الذي يعتمد على المقالات النقدية في تقييم الأفلام.

هذه القطبية في رأيي هي أولى الدلائل على أهمية سينما جوناثان جلازر، فكل التجارب السينمائية الجيدة والهامة والخارجة عن المألوف تعرضت بشكل أو بآخر لهذا الشكل من امتلاك محبين وكارهين، صحيح أن جلازر لم يتمكن حتى هذه اللحظة من تحقيق نجاح واضح يحوله إلى ظاهرة أو كالت cult يمكن من خلاله تأطير الاتجاهات الرافضة والمؤيدة وبحث علاقتها الأصيلة بالمخرج وأفلامه، إلا أن وجود الاتجاهين بهذا الوضوح في حد ذاته أمر يدفعنا للنظر بتأن إلى فيلم "تحت الجلد"، ومحاولة استخراج مميزاته ـ باعتباري من المعجبين بالفيلم ـ لعل أحد الرافضين يقدم على رد يثير ما يستحق أن يثار من جدل حول هذا العمل المغاير.

وإذا حددت ميزتين رئيسيتين للحديث عنهما في الفيلم، فسيكونا علامات الاستفهام والإنجاز البصري.

علامات استفهام

فيلم "تحت الجلد" مأخوذ عن رواية خيال علمي للكاتب الهولندي ميكل فابر، عن رجل وامرأة فضائيين يصلان إلى الأرض لاصطياد البشر وإرسالهم لكوكبهم، حيث تباع هناك لحوم البشر بأسعار باهظة. باختصار، هي حبكة ركيكة صالحة لصناعة فيلم خيال علمي ردئ، تماما مثلما كانت الفكرة الأولية لفيلم "ميلاد" صالحة لفيلم رعب متواضع.

لكن كما اعتاد المخرج أن يفعل، قام بتجريد الحكاية من كل تفاصيلها "المشوقة" بمعايير السوق، للإعلاء في المقابل من قيمة الهواجس الداخلية للشخصيات الرئيسية، وهي هنا شخصية واحدة بعدما قرر جلازر التخلص من فكرة الزوجين والاكتفاء بفضائية واحدة تجسدها يوهانسن، ربما للسماح بمساحة أكبر من التأمل والصمت لم تكن لتتاح إذا ما تواجد شخصان معا. المخرج استبدل التلازم بحركة البطلة بمفردها تقوم بمهمتها وتكتشف عالم البشر في وقت واحد، بينما يلاحقها فضائي آخر على دراجة بخارية ليساعدها في عملها من جهة، ويراقبها ويحكم السيطرة عليها من جهة أخرى.

المخرج تخلص إذن من الطروحات المعتادة والشكل الكلاسيكي للحكاية، من أجل تحقيق الهدف الأسمى في سينماه: إثارة التساؤلات داخل الشخصيات ومن ثم المشاهدين. الجهد الذي يمتد إلى نهاية الفيلم أيضا، وهي برأيي أكبر خطوة إيجابية أخذها جلازر بين الفيلمين. فبدلا من البحث عن نهاية منطقية كما فعل في "ميلاد" ليفسد الجو العام للفيلم ويحوله لفيلم تشويقي غير مقنع، اكتفى في "تحت الجلد" بإشارات عامة، ترشد الجمهور إلى التغير النفسي الذي تعرضت له البطلة وأدى بها للتمرد على المهمة التي جاءت من أجلها للأرض، دون أن تحمل الفيلم ضرورة شرح وتفسير كل شيء للمشاهد الخامل، الأمر الذي ارتقي تلقائيا بالفيلم وجعله أفضل بكثير من سابقه سرديا، بالإضافة بالطبع إلى تميزه البصري.

إنجاز بصري

إذا ما وضعنا السرد جانبا، فيمكن بارتياح ضمير أن نعتبر الإنجاز البصري هو أبرز نقاط قوة فيلم "تحت الجلد" بلا منازع. فحتى من لم ينل الفيلم إعجابهم اعترفوا لمخرجه بأنه تمكن من تقديم مشاهد مغامرة ومغايرة، بدءا من مشهد البداية الطويل الذي يعرض فيه حركة غير مفهومة، تبدأ في التطور والتشكل ببطء حتى تكوّن في النهاية عينا بشرية، يرفقها بمونولوج صوتي لعملية تعلم لغوي تبدأ بتعثر وتتطور سريعا إلى إتقان، ليشكلا معا أداة تقديم ذكية وموجزة لفكرة الاصطناعية في شخصية البطلة الفضائية، أداة آتية من رحم الوسيط والفيلم، من رحم الوسيط لأنها سينمائية تستخدم الصورة والصوت دون اعتماد على الحكي بمعناه الكلاسيكي حتى وإن كانت تقدم شكلا من أشكاله، ومن رحم الفيلم لأنها توجه المشاهد بشكل غير واع لأن مشكلة البطلة الرئيسية ستتحرك لاحقا من تكوينها الداخلي نفسه، لا من علاقتها بالعالم الخارجي كما قد يُفهم ضمنيا إذا ما تم تقديم الشخصية بأي طريقة أخرى.

الإنجاز البصري يمتد للتعامل مع مواقع التصوير، والتي اختار المخرج أن تكون هي مدينة جلاسجو الاسكتلندية، بثرائها وغموضها وطزاجتها على العين. جلازر استخدم طبيعة المدينة في الشتاء ليقدم مشاهد تجسد القسوة والوحدة، وهي الثنائية التي تحكم جميع شخصيات الفيلم، ليس فقط البطلة التي تتحرك وحيدة لتنفيذ مهمة غاية في القسوة، ولكن حتى الرجال الذين تقوم بالتقاطهم من الشوارع، والذين تختارهم من الوحيدين، رجال يسيرون في شتاء قاس بمدينة ذات أجواء صامتة موحشة، يجدون امرأة جميلة ومثيرة تتجاذب معهم أطراف الحديث، فيذهبون معها بحثا عن جنس يهون من الوحشة، دون أن يعلموا أن نهايتهم ستكون في هذا القرار.

ولا يوجد أقسى من لقطة الرضيع الذي غرق والداه في البحر الهائج، واكتفت البطلة ـ قبل أن تبدأ المشاعر الإنسانية في التحرك داخلها ـ بأخذ المنقذ الذي حاول مساعدتهما إلى مخبأها، تاركة الرضيع وحيدا على الشاطئ، تتناقض هشاشته وضعفه وصغر حجمه، مع اتساع العالم الذي كان أقوى حتى من والديه البالغين. صورة تعبر عن هول ما حدث، وعلامة استفهام أخرى يتركها المخرج للمشاهدين، تحرك مشاعرهم وتدفعهم للتساؤل فقط بالصورة لا أكثر.

مخبأ ووجه مشوه

كل ما سبق يمكن اعتباره إستخداما متقنا لتراكيب بصرية معتادة، أما الإنجاز الأكبر فيتمثل في مشاهد المخبأ الذي تأخذ البطلة ضحاياها إليه، والذي يتحول العالم فيه فجأة إلى لا مكان، سواد مجرد من كل شيء، تنعكس فيه صورة الشخصيات، قبل أن يغوص الرجل الضحية تدريجيا في السواد، حاملا جسده إلى أعماق مخيفة، يتحول فيها جسده إلى كيان سوريالي مخيف، أشبه بعوالم فرانشيسكو جويا الكابوسية، قبل أن يذوب في الفناء، ويتحول الى مجرد وقود دموي يغذي نهرا من العصارة البشرية يتحرك إلى حيث لا ندري، في تجسيد آخر لفكرة التخلص من موتيفات الرواية الركيكة لحساب عناصر أكثر تجريدية وأثارة للتساؤلات.

جمال هذه المشاهد وحده ـ برغم كابوسيتها ـ كفيل بجعل الفيلم يبقى في الذاكرة، أضيف إليها جمالا آخر يتمثل في أن الرجل الذي غير موقف البطلة وزرع أول بذرة للإنسانية فيها، لم يكن رجلا وسيما مثل الذين قامت باصطيادهم من قبل، بل رجل مصاب بنوع من التشوه، الذي حول وجهه إلى ما يشبه المسخ، لكنه مسخ شديد الحساسية، لم يركب مع المرأة لينال منها جسديا كباقي الرجال، لأنه ببساطة يعلم باستحالة انجذاب أي امرأة له، لكنه اكتشف عندما حاولت استمالته عالما جديدا، اكتشف للحظة أنه من الممكن أن يكون مرغوبا فيه، لتطغى عذوبة هذا الإحساس على وجهه المخيف وتصل إلينا قبل أن تصل إلى البطلة وتدفعها لاتخاذ أولى خطوات التمرد على مهمتها.

الوجه المشوه بالمناسبة ليس مجرد قناع، بل هو الوجه الحقيقي لآدم بيرسون، الرجل المصاب بمرض نادر يدعى نيوروفايبروماتوزيس يجعل الأنسجة تنمو بكثافة وبدون توقف عند النهايات العصبية، والذي لا أعلم إذا ما كان جوناثان جلازر قد تمكن من العثور عليه بعدما تم كتابة الدور، أم أنه وجده فكتب الدور من أجله. الأمر غير معلن للتأكد من المعلومة، لكن المؤكد أن وجود بيرسون بأدائه البديع زاد كثيرا من قوة الفيلم، ومن قدرة مخرجه على استخدام عناصر بصرية غريبة وصادمة أحيانا، في الوصول إلى شحنة عاطفية لا يتخيل أحد الوصول إليها عبر هذه العناصر.

حاصل الجمع

وإذا كان عمل المخرج ـ أي مخرج ـ بشكل عام هو جمع عشرات التفاصيل والأدوات والجهود، واتخاذ الخيارات المناسبة لعملية الجمع هذه كي تخرج بأفضل نتيجة ممكنة. فإن ما فعله جوناثان جلازر في "تحت الجلد" يبدو أشبه بعملية استحداث ليس فقط للعناصر المكونة للفيلم، بل لخيارات جمعها معا بصريا وسرديا، لتكون النتيجة عملا مدهشا ومثيرا للانتباه، وهي قيمة تذكر له كصانع أفلام، سواء انتهت دهشة المشاهد إلى تقييم إيجابي أو سلبي.

عين على السينما في

14.07.2014

 
 

أفلام عيد الفطر.. الكوميديا سيدة الموقف

كتب : سهير عبدالحميد 

يشهد الموسم السينمائى فى عيد الفطر القادم منافسة قوية لعدد من نجوم الصف الاول حيث هربت شركات الانتاج بافلامها من موسم الصيف الذى تضمن مباريات كأس العالم من ناحية ورمضان من ناحية اخرى لذلك يرى صناع الافلام ان موسم عيد الفطر فرصة لتحقيق ايرادات لافلامهم بعد ضرب موسم الصيف ويتميز الموسم القادم بتصدر افلام الكوميدية باستثناء فيلمين والشىء الملفت فى الامر هو مشاركة السبكية بفيلمين فقط على عكس مواسم اخرى كانوا يشاركون بـ6 و7 افلام فى الموسم الواحد.

فمن الافلام التى تشارك فى الموسم القادم فيلم «صنع فى مصر» الذى يقوم ببطولته احمد حلمى وياسمين رئيس ودلال عبدالعزيز وادوارد وتأليف مصطفى حلمى واخراج عمرو سلامة ومن المقرر أن يعرض الفيلم من خلال 100 شاشة عرض فى عيد الفطر المقبل، كما سيُعرض الفيلم بنفس التوقيت فى دول مجلس التعاون الخليجى، لبنان والأردن.

وتتعاون نيوسنشرى فى إنتاج صُنع فى مصر مع شركة شادوز، وستقوم بتوزيعه شركة دولار فيلم، ويُعد هذا هو ثانى تعاون بين نيوسنشرى وحلمى بعد فيلم «على جثتى» فى 2013وقد طرح البوستر الدعائى للفيلم استعدادا للعرض

ايضا من الافلام الكوميدية المشاركة فى هذا الموسم فيلم «مطلوب عريس» الذى تغير الى اسمه «جوازة ميرى» وتقوم ببطولته ياسمين عبدالعزيز وحسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز وصلاح عبدالله وكتبه خالد جلال واخراج وائل احسان ويناقش مشاكل العنوسة فى مصر وقد قام المنتج احمد السبكى بطرح البوستر الدعائى للفيلم

وينضم فيلم «حماتى بتحبنى» لقائمة الافلام الكوميدية التى ستعرض فى موسم عيدالفطر والذى تقوم ببطولته الفنانة ميرفت امين فى اول تعاون لها مع المنتج محمد السبكى ويشاركها البطولة ايمان العاصى وحمادة هلال وتأليف نادر صلاح الدين واخراج اكرم فريد وتدور احداثه حول بعض المواقف الكوميدية التى تجمع حمادة هلال مع حماته وتجسد الفنانة ميرفت امين شخصية الحماة لاول مرة وتقدم النموذج العصرى من مارى منيب

وهناك فيلم «الحرب العالمية الثالثة» المؤجل من اكثر من موسم وهو من تأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين واخراج احمد الجندى ويقوم ببطولته الثلاثى شيكو وهشام ماجد واحمد فهمى وتظهر دنيا سمير غانم ووالدها الفنان سمير غانم كضيوف شرف وتدور احداثه فى اطار خيالى حول بعض الشخصيات التاريخية التى خاضت مجموعة من الحروب المهمة على المستوى العالم

وفى المقابل هناك ثلاثة افلام مضمونها جاد فى مواجهة افلام الكوميدية ويأتى على رأسها فيلم «الفيل الازرق» الذى استغرق عامين فى تصويره وهو مأخوذ عن رواية للكاتب احمد مراد واخراج مروان حامد وبطولة كريم عبدالعزيز ونيللى كريم وخالد الصاوى وجمال سليمان كضيف شرف

ايضا هناك فيلم «النبطشى» بطولة محمود عبدالمغنى ومى كساب وهالة صدقى وايناس كامل وهبة عبدالغنى وسوسن بدر وتأليف محمد سمير مبروك واخراج اسماعيل فاروق وتدور احداثه حول قصة طموح شاب يعمل نبطشى وهو الشخص الذى يجمع النقطة فى الافراح الشعبية ويريد ان يحسن من وضعه ويعيش فى مستوى اعلى

وهناك فيلم وش سجون بطولة باسم سمرة واحمد عزمى ودينا فؤاد واحمد وفيق وضياء المرغنى وتأليف مصطفى السبكى واخراج عبدالعزيز حشاد

وكان من المفترض ان يشارك فيلم «الجزيرة 2» لاحمد السقا وهند صبرى وخالد الصاوى وخالد صالح واخراج شريف عرفة فى الموسم السينمائى لعيد الفطر لكن يتبقى له مجموعة من المشاهد مما اضطر صناع العمل لتأجيله لموسم اخر.

كما يشارك فيلم «فرد أمن» لمحمد رمضان فى هذا الموسم بعد تأجيله من الموسم الماضى بسبب وفاة شقيق المنتج وهذا الفيلم هو أول تعاون لمحمد رمضان مع منتج آخر غير محمد السبكى الذى قدم له معظم أفلامه بداية من «عبده موتى»، «وقلب الأسد» ويتعاون رمضان فى «فرد أمن» مع المنتج وليد صبرى صاحب شركة الاخوة المتحدين.

فيلم «فرد أمن» يشارك فى بطولته مع محمد رمضان راندا البحيرى ويجسد رمضان شخصية شاب قادم من الصعيد للبحث عن فرصة عمل له فى أحد فنادق العين السخنة وبالفعل يلتحق بوظيفة فرد أمن ويكتشف أن هناك إحدى الجرائم ضد إحدى الفتيات من نزيلات الفندق على وشك الحدوث فيبذل كل الطرق لمنع تلك الجريمة وتتوالى الأحداث فى إطار من الكوميديا.

المنتج والموزع محمد حسن رمزى يرى أن الموسم السينمائى فى عيد الفطر من افضل المواسم من ناحية جودة الافلام المعروضة لأن على الاقل هناك خمسة أفلام لنجوم الصف الاول مثل كريم عبدالعزيز وياسمين عبدالعزيز وأحمد حلمى ومحمد رمضان بجانب الافلام الأخرى وهذا من وجهة نظره يشجع جمهور السينما أن يعود لها ويرجع الأمل فى انتعاش السوق السينمائية بعد سنوات من الركود وسيطرة الافلام الشعبية وأفلام البلطجة والمخدرات.

وتمنى رمزى أن تحقق أفلام العيد الإيرادات المرجوة منها خاصة أن الموسم السابق عانى الركود بسبب كأس العالم ورمضان.

وأشار رمزى إلى أنه حدد موسم عيد الاضحى كموعد نهائى لنزول فيلم «الجزيرة 2» حيث أوشك المخرج شريف عرفة على إنهاء تصويره.

روز اليوسف اليومية في

14.07.2014

 
 

سينما سيديروت: العرض متواصل بنجاح كبير

أحمد محسن 

نعرف تلك الصورة التي نشرتها «فرانس 24» قبل يومين، نعرفها جيداً، وإن كنّا لم نرها قبلاً. الصراع مع اسرائيل طويل لدرجة أنه يجعل انتظار بارقة تعاطف من الاسرائيليين مع ضحاياهم من صنوف السذاجة. الصراع معقّد وطويل، ولا أحد ينتظر أن يتعاطف أحد مع عدوه. بطبيعة الحال، لا نعرف الأشخاص الذين فيها، لكن التعليق الذي رافقها يقول إنهم اسرائيليون يراقبون ضرب غزة من سيديروت. بدا هؤلاء مرتاحين تماماً لسير العمليات.

يشاهدونه كما لو أنهم في سينما. بهذه الصورة التي قد تبدو حدثاً عابراً، يكتمل التقمص الاسرائيلي لدور الجلاد النازي، باستعارة واحدة من أبرز أدوات الأخير في الحرب. إنها صورة لإظهار فائص القوة، ولا تقيم أي اعتبار لردة فعل العالم، خصوصاً أنّ الاسرائيليين جرّبوا هذا الأمر مراراً خلال السنوات الأخيرة، في غزة تحديداً. لماذا يتحرك العالم ضدّ مستوطنين هاربين يراقبون تحويل المنازل إلى ركام في غزة، تستخرج من تحتها جثث ضئيلة لأطفال ومدنيين، بينما لم يتحرك، في الأساس، ضدّ صور القتل نفسه؟ العالم آخذ في السكوت عن المجزرة، فلماذا لا يسكت عن تصفيق الاسرائيليين لها؟ الصورة بحد ذاتها ليست صادمة، أكثر من عشرات الصور اليومية التي كان يجب أن تصدم العالم منذ عشرات الأعوام. نتحدث عن محرقة متقطعة تحدث في غزة، وطالما أن العالم يسكت عن المحارق، فمن البديهي أن يسكت عن المرأة ذات الملامح الحادة في الصورة التي ترتعش منتشية بلقطات الطائرات وهي ترمي القذائف على القطاع المحاصر. صحيح أن مفردة محرقة صارت مستهلكة كثيراً، غير أن الاسرائيليين يملكون ما يضيفونه إلى مجازرهم الآن: اجترار التفاصيل المحيطة بالمحرقة التي يعيدون انتاجها، ونقلها للشعب الاسرائيلي في معرض الافتخار بالقدرة على إبادة الأعداء.

صورة لإسرائيليين يستمتعون بمشاهدة ضرب القطاع

في أي حال، سكوت الإسرائيليين عن الصورة، يدل على أنّهم ليسوا في أفضل أحوالهم. قبل أيام، كتب الصحافي الإسرائيلي ــ المعروف نوعاً ما هناك ــ ايتان هابر مقالاً عاطفياً (رديئاً) في «يديعوت أحرونوت»، بدأ بشاعرية هزيلة وأنهاه بكلمتين: الله كبير، أو ما يعادلهما بالعربيّة. بركاكة بالغة، وصف عيون الاسرائيليين التي انتفخت بسبب قلة النوم، وعضلاتهم المصابة بآلام جديّة، جراء السير السريع نحو ما وصفه بالمجالات الآمنة. الرجل لا يقذف كلماته في الهواء، هذه ثقافة اسرائيليّة مألوفة، لا تقوم على استلاب الحدث وحسب، بل تستلب أجزاءً من التاريخ أيضاً، وتوظف محاورها في ملعب الدعاية دائماً. لطالما أراد الاسرائيليّون الجلوس في صورة الضحيّة، كي يفرطوا في جلد الفلسطينيين ببالٍ مرتاح. وهابر المقرّب من اسحاق رابين سابقاً، لم يخرج عن السائد في تطور الدعاية الاسرائيليّة، وهذا يمكن تفسيره على مقياس كرونولوجي، منذ أول الحروب مع العرب حتى العدوان الأخير على غزة. لكن ما رفض العرب الاعتراف به، بإعلامهم ووعيهم الجماعي طوال الوقت، أن الإسرائيليين يخافون أيضاً. لم يصدّق العرب المدرسة التي تخرّج منها هابر. وقبل انجازات المقاومة اللبنانيّة تقريباً، لم يكن أحد يصدّق منهم أن الانتصار على اسرائيل فرضيّة قابلة للتحقق. صورة الصحافي آلان سورنسن في سيديروت الأقرب إلى غزة لناحية المدى الجغرافي لها «ايجابيّة» واحدة رغم ضحالة الأخلاق التي تظهرها. إنها تغيّر نوعي وتقريباً دخيلة على أدوات الاسرائيليين في الإعلام. إنها الصورة التي لا يحبّون أن يراها العالم، لكن وظيفتها رفع المعنويات في المعسكر الاسرائيلي. عسى ألا يفرط الإعلام العربي بالمبالغة في نشوة الصواريخ، ويركز على همجية العدوان الاسرائيلي، والبشار الذي يقرقع في أفواه الجالسين خلف الشاشة في سيديروت، متفرجين على أشلاء الأطفال الفلسطينيين. تلك الصورة الكريهة التي تفوح منها رائحة الموت، وعدم اعتراض اسرائيل على ظهورها كما في كل مرة، يعني أن الاسرائيليين، ربما، باتوا أكثر مللاً، وأكثر ميلاً للتصديق أن لا حرب واحدة قد تنهي جميع الحروب. والأهم، ثمة فئة واسعة في اسرائيل بدأت تصدق أن الفلسطينيين لن يصبحوا هنوداً حمراً. الصورة موجهة إلى هذه الفئة بالذات، الفئة الخائفة في اسرائيل. يبدو أن قتل الفلسطينيين لم يعد كافياً لإرضاء النزعات اليمينيّة الآخذة في الصعود داخل المجتمع الاسرائيلي، بل يجب أن يكون ذلك واضحاً للجميع، وعلى شاشة عملاقة.

http://observers.france24.com/content/20140711-israelis-watch-air-strike...

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترahmad_mohsen_@

الأخبار اللبنانية في

14.07.2014

 
 

مهرجان كارلوفي فاري : التقاليد العريقة تترك أثرها

كارلوفي  فاري ـ قيس قاسم 

في كل دورة من دوراته ال49 يعاد النقاش حول قدرته المدهشة على التوازن بين سينمتين: الشرق والغرب، وكيف ظل مخلصاً لتوجهه السينمائي الصرف الذي أراد به تجنب الخوض في حربٍ باردة نشبت بين الجهتين منذ بداية مسيرته، تقريباً، ولكنه ومع أكثر فتراتها شدة ظل محافظاً على توازن سيره  فوق حبل رفيع مشدود يوصل طرفه، في   نهاية المطاف الى بوابات السينما، ومن هذا اليقين أكتسب مهرجان كارلوفي فاري معناه كمهرجان منحاز الى عالم سابع لا مساس له بالعالم الأرضي إلا بحدود ذلك الفن وبهذه الروحية أستمر ومع مرور الوقت تراكمت خبراته وصارت التقاليد التي رسخها درعه الواقي لصد صدامات وحروب سياسية أرادت تغيير مساره لكنه ظل متامسكا وها هو يقترب من الخمسين معافى يتغنى بقدرته على جمع سينمات قارة أوربية كاملة، وبعد سنوات من الراحة تجاوز حدودها لينفتح على عوالم أكثر اتساعاً فأستحق تصنيفه كمهرجان عالمي  من فئة "أ" الراقية.

وكما يقال "حتى القمر فيه مثلبة" ظلت ثمة عقدة فنية عصية لم يتمكن المهرجان من تجاوزها في مسابقته الرسمية طيلة تلك السنوات، تمثلت؛ في أدراجه أفلاماً من  تشكيا وبقية شرق أوربا هي ليست بمستوى أفلامه المنقاة من مهرجانات أوربية كبيرة مثل: كان، برلين وفينيسيا والتي يدرجها عادة في خانات آخرى غير المسابقة، فتبرز معها فروقاً كبيرة بين المستويين، ووفق هذه الحقيقة يصبح منتج الضفة الشرقية السنوي صاحب الكلمة  الفصل فهو من يحدد قوة المسابقة أو ضعفها ولا حيلة لمنظمي الدورات في تجاوز هذه العقدة، كما  ظهر هذا بوضوح في مسابقتها الرسمية لهذا العام والتي أتسمت بالتواضع فعدد الأفلام الفوق جيدة فيها قليل، وبكلام أدق: كان الفرق بين أفضل أفلامها، وهي قلة، والبقية شاسعاً ما يوحي بحالة من فقدان المنافسة وبالتالي يصعب مهمة لجنة التحكيم التي ستجد نفسها مضطرة لملأ فراغات الجوائز كيفما أتفق أتماماً لمهمتها التي ينبغي أنجازها بما توفر لديها من أفلام.
كما أعلن في برنامجه لهذا العام توجه المهرجان نحو الكوميديا والأبتعاد قدر المستطاع عن العنف والسوداوية فراح   مبرمجوه يجمعون ما توفر من أفلام لتحقيق رغبة صادقة ومعبرة ضمناً عن أمنيات الناس في كل مكان، فقد ملَّت البشرية الصراعات والحروب وتريد أن تجد لها منفذاً للفرح، والسينما قادرة على توفيرها لدقائق معدودات، وبأساليبها الخاصة المراوغة والصادمة أحياناً كما في فيلم الصربي داركو لونغولوف "نصب تذكاري لمايكل جاكسون". من علاقة زوجية مهددة بالإنتهاء ومحاولة الزوج أعادة الروح اليها دخل الفيلم صربيا اليوم ليقدم رؤية نقدية لواقعها بعد سنوات من الحرب الأهلية الطاحنة بأسلوب كوميدي مُظََلل بسوداوية خفيفة. لم يرجع الى سنوات الحرب بل الى مخلفاتها النفسية وكيف أضحت الحياة جافة وعسيرة بحاجة الى أعادة تأهيل بأي شكل كان حتى لو بالتحايل أو بأبتكار أفكار خيالية تعيد النشاط وتكسر حالة الركود العام وفي حالة حلاق المدينة الصغيرة الذي وجد نفسه مهدداً بفقدان أعز ما تبقى عنده من الدنيا: زوجته التي يحبها ولا يريد خسارتها. في جو عرفناه في أفلام يوغوسلافية سابقة تجري تفاصيلها في مدن صغيرة، يتحرك حلاق المدينة من أجل تنفيذ مشروعه الخيالي مستغلاً أخباراً سربها عن زيارة محتملة في عام  2009 للمغني الشهير مايكل جاكسون لمدينتهم، لهذا أقترح على مسؤولي البلدية أستبدال نصب قديم وسط المدينة يعود الى الزمن الشيوعي بآخر جديد للمغني الأمريكي يستقطب من خلاله السواح لزيارة المدينة وبالتالي تحريك النشاط الأقتصادي فيها. أراد من مشروعه الحصول على فرصة ثانية لإعادة علاقته بزوجته المبتعدة عنه. محاولته لأنقاذ نفسه ومدينته من الوحدة والنسيان أجبرته للرجوع الى الماضي يوم كانت يوغسلافيا دولة قوية وأحدى مظاهر قوتها وجود مطار عسكري لها في المدينة الصغيرة. لم يعد المطار صالحاً للعمل، بعد قصفه، لكن مساعي الحلاق ومشروعه أحيى الحركة فيه فمايكل جاكسون سيأتي الى المدينة في يوم أفتتاح نصبه التذكاري بطائرة هليكوبتر ولا بد من مطار لهبوطها. بحصافة أخراجية لافتة يرمم لوغولوف ما تبقى من بلاده بروح كوميدية ساخرة تظل حاضرة حتى بعد مقتل الحلاق على أيدي المتطرفين اليميين الجدد. بمقتله يضع البلاد وأهلها أمام حقيقة ما تواجههم اليوم من مخاطر تتجاوز الحرب الأهلية الى: موت أمة.

في مقاربة مع فكرة الفيلم الصربي يعالج التشيكي رودلوف هافليك في "غداً سيكون أفضل" ظواهر جديدة صاحبت الأنتقال الرأسمالي للبلاد ليدخل ضمن الأفلام التي تريد الحديث عن الذات بصوت سينمائي مرتفع وهي ظاهرة بدأت ملامحها السينمائية بالتبلور وتتلخص مضامينها الفكرية في رغبة جيل كبير من التشيك وغيرها من البلدان التي أنتقلت من الشيوعية الى مرحلة أقتصادية اجتماعة جديدة رافقتها تغييرات نفسيية وأخلاقية ـ رغبة كثر من مبدعيها في التفكير بها والكلام عنها بحرية كنتاج موضوعي مرافق لحالة الديقراطية الجديدة شأنهم شأن الغربيين الذين سبقوهم الى ذلك. تمرين الحديث عن الذات شاق لأن أمتلاك أدواته اللغوية صعب وأصعب بكثير من التحولات السياسية نفسها كون الأولى تندرج في خانة التطور الروحي الثقافي أما الثانية  فهي الأسرع  وأقتصاد السوق وسيطرته "الخارقة" أبرز علامات تقدمها على غيرها من البنى. حكاية "غداً سيكون أفضل" عادية أهم ما فيها محاولة توصيف الإنسان التشكي بين مرحلتين بأسلوب فكاهي وظريف. رجل متوسط العمر يريد أن يصبح تاجراً يذهب الى دول آسيوية ليشتري بضائع رخيصة "تقليد" لأصلية غالية فيخسر تجارته كما يخسر علاقاته ويشعر بأحباط وشعور بالخيبة من أن كل ما يفعله ينتهي حتماً بالفشل. حالته مثل حالة المواطن الذي يريد مواكبة تحولات ما زال هو نفسه بعيداً عن الأنسجام الكلي معها. يعيد هافليك ذات الأسئلة الوجودية عن موضع الكائن في النظام الاجتماعي السياسي الذي يعيش فيه بأسلوب بسيط لا يصل الى الفلسفة والأفكار الكبيرة انما يذهب الى ما هو أبسط: الى تفاصيل الحياة العادية عبر تجربة رجل يريد التكامل مع ما يحيط فيه ومع كل فشله يآمل بأن يكون الغد أفضل له. حالة تشبه الى حد بعيد حالة المراهقة الرومانية التي تركتها والدتها مع  أخواتها وأخوانها الصغار لتعتني بهم بعد حصولها على عمل في ايطاليا. الوثائقي الروماني "حتى أغسطس" يقارب بدوره حالة رومانيا بعد سقوط تشاوسيسكو وأنفتاحها على الغرب بأثمان سجتلها المخرجة تيودورا أناميهايوفا بأسلوب رائع حين تركت كامرتها تصور حياة المراهقة مع أخوانها كما هي بكل تفاصيها ومن خلال ما ستجمعه عدستها ستتجسد الحالة النفسية للأطفال في ظل غياب الوالدين بحثاً عن حياة أفضل في ظل أرتفاع نسب البطالة والركود الأقتصادي في بلاد هي الأخرى لا تعرف ماذا ينتظرها في الغد.

على المستوى العربي هناك فيلم المخرج الكردي العراقي شوكت أمين كوركي "ذكريات منقوشة على الحجر" يراجع فيه مجازر عمليات الأنفال التي قام بها صدام حسين ضد الشعب الكردي عبر حكاية تدخل عن طريق السينما الى الماضي ومراجعته بعين مخرج ذكي، والى جانبه فيلم "تمبكتو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو الذي سبق وأن عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان كانّ السينمائي. في المقابل هناك فيلمان مهمان في المسابقة وفرصهما للحصول على "كرة الكريستال الذهبية" قوية، وهما: "سقوط حر" للمجري جيورجي بالفي والشريط الرائع الجورجي الكازاخستاني المشترك "أرض الذرة" للمخرج  جورج أوفاشفيلي الذي يقترح مناقشة الصراع على أقليم أبخازيا وأستقلاله عن جمهورية جورجيا بمنظور انساني يعتبر الأرض كموروث طبيعي مشترك يستحق الصراع مع الطبيعة من أجلها مقابل التوافق على تقاسمها بين الناس دون حروب وصراعات دموية.

الجزيرة الوثائقية في

14.07.2014

 
 

الجائزة الأولى لفيلم «جزيرة الذرة» والثانية لـ«سقوط حر» في «كارلوفي فاري»

نديم جرجوره  

أُسدل الستار، مساء أمس الأول السبت، على الدورة الـ49 (4 ـ 12 تموز 2014) لـ«مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي». أُعلنت النتائج في الصالة الكبيرة «فيلكي» في «فندق تيرمال». أُقيمت سهرة وداعية في قاعات عدّة في «فندق بوبّ». بدأت عودة الضيوف جميعهم إلى بلادهم يوم أمس الأحد.

هذا تقليد ثابت في المهرجانات السينمائية كلّها، التي تمنح جوائز متفرّقة. اليوم الأخير يشهد ـ دائماً ـ توتراً لدى سينمائيين يسعون إلى جوائز تُعينهم على مزيد من حضور دولي في المشهد الفني، شهرةً وإنتاجاً. ترتفع حدّة التوتر مع ارتفاع أهمية كل مهرجان. الصالة الكبيرة «فيلكي»، المتّسعة لـ 1400 مقعد، احتضنت عروضاً كثيرة، خصوصاً تلك المتعلّقة بالأفلام الـ 12 المُشاركة في المسابقة الرسمية. «فندق بوبّ» ـ المبنيّ في العام 1701 بفضل جهود السيّد ديمي «مالك» المدينة (كارلوفي فاري ومحيطها) حينها، والمتحوّل على يديّ التاجر يوهان جورج بوبّ، في العام 1776، إلى حلّته المستمرّة لغاية اليوم ـ استقبل ضيوفه السينمائيين، هو الذي فتح أبوابه أمام تصوير مشاهد عديدة من «كازينو رويال» (2006) لمارتن كامبل (تمثيل دانيال كريغ وجودي دانش) و«الإجازة الأخيرة» (2006) لواين وانغ (تمثيل لطيفة). الصالة الكبيرة ضجّت بحضور ملأ مقاعدها وبعض أرضها بمُشاهدين يبغون جديد السينما التشيكية والدولية، قبل أن تتحوّل إلى قاعة للاحتفاء بفوز البعض من دون غيرهم. «فندق بوبّ» امتلأ بقادمين إليه للاحتفال، على مدى 9 أيام متتالية، بصناعة فنية لا تزال تحتلّ المرتبة الأولى، إلى جانب رياضة كرة القدم، على المستوى الشعبي الدولي.

في الصالة الكبيرة، أُعلنت النتائج، بعد «عرض مائي» يُشبه ذاك المُقدَّم في حفلة الافتتاح، مساء 4 تموز 2014. حصول «جزيرة الذرة» للجيورجيّ جورج أوفاشفيلي على الجائزة الكبرى «الكرة البلورية» (أو «كرة الكريستال»، وهذا الأخير يُعتبر إحدى أبرز صناعات تشيكيا عامة، وكارلوفي فاري خاصة)، ترجمة لتوقّعات كانت أقرب إلى التمنّيات، لما فيه من سحر الصورة، وقوّة الرمز الدرامي، وبراعة الاشتغال في قراءة فصل من سيرة المرء في مواجهة تحدّيات الخلق والانتماء والعزلة. الجائزة بحدّ ذاتها مالية أيضاً: 25 ألف دولار أميركي مُنحت مناصفة بين المخرج أوفاشفيلي والمنتج سيمنديس كوندزولي. فوز «سقوط حرّ» للمجري غيورغي بالفي بـ«الجائزة الخاصّة بلجنة التحكيم»، مرفقة بمبلغ 15 ألف دولار أميركي مُنحت مناصفة بين المخرج الشاب ومنتج فيلـمه فيرينك بوزتـاي، ترجمة لتوقّع مُشابه بضرورة نيل هذا الفيلم أيضاً جائزة أساسـية، لجمالية مادته وسخريتها الإنسانية المريرة إزاء وقائع حياتية يومية لإناس مُسرفين بهواجسهم ومخاوفهم وانفعالاتهم المعقّدة والمتداخلة («السفير»، 11 تموز 2014). «سقوط حرّ» لم يكتفِ بـ«الجائزة الخاصّة»، إذ نال أيضاً جائزة الإخراج. إلى ذلك، هناك جائزتان أخريان في فئتي أفضل ممثلة، وكانت من نصيب إيلّ فانينغ عن دورها في «هبوط بطيء» للأميركي جف بريس (سيرة عازف بيانو جاز ورحلة هبوطه إلى جحيم الحياة بسبب تعاطيه الهيرويين)، وأفضل ممثل حاز عليها ناهويل بيريز عن دوره في «أنا لَكَ» للبلجيكي ديفيد لامبيرت (علاقة عشق بين خبّاز وشاب).

السفير اللبنانية في

14.07.2014

 
 

«الحمراء الكبيرة».. والمعاني الزائفة!

عبدالستار ناجي 

فيلم «الحمراء الكبيرة» او «واحدة كبيرة حمراء» هو فيلم صريح عن الحرب العالمية الثانية، من بطولة لي مارفن ومارك هاميل واخراج صموئيل فولر، وقد عرض الفيلم عام 1980 في مهرجان كان السينمائي الدولي، بد ان تعرض الفيلم الى الكثير من التقطيع ولعمليات مونتاج متكررة، حتى وصل الامر الى ان النسخة التي عرضت جاءت تحت عنوان «الحمراء الكبيرة» اعادة الاعمار، وقد اعيد عرض الفيلم عام 2004 بعد سبعة اعوام من وفاة صموئيل فولر، وكان صموئيل قد اصدر كتابا بذات الاسم يتحدث عن العمل.

حيث السينما تذهب الى صخب الحرب وضجيجها، والى الكثير من المعاني الغوغائية الزائفة، التي تمجد الحرب وتمجد الانتصارات الكاذبة، والايمان الغبي باعلام الحرب، فيلم يأخذنا الى مرحلة تزدحم بالصور والحكايات، وكأنه يورطنا في متاهات تلك اللعبة بين الحرب والبطولة، ولكن اي حرب واي بطولة، ومن جهة نظر من تلك البطولة وغيرها من الحكايات.

الفيلم يأتي عامرا بالشخوص والحكايات، ونحن هنا في المتن الروائي نعتمد على نص كتبه صموئيل فولر، الذي عاش ايام الحرب بالذات الحرب العالمية الثانية وخدم في فرقة المشاة «الأولى» والتي كانت تلقب بـ«الحمراء الكبيرة» وقال نال فولر النجمة الفضية والنجمة البرونزية والقلب الارجواني اثناء خدمته والادوار البطولية التي قام بها، وفي كتابه اشار الى انه كان حاضرا في عملية تحرير معسكر الاعتقال «فلاكنو» الذي دارت حوله مجموعة من المعارك المهمة.

ودعونا نذهب الى الفيلم الذي تبدأ مشاهده الاولى باللونين الاسود والابيض في نوفمبر 1918 في اللحظات الاولى لنهاية الحرب العالمية الاولى، عند مشهد يقوم خلاله المجند «لي مارفن» باستخدام سلاح ابيض سكين حاد يقوم من خلاله باغتيال مجند الماني ولكن المجند «مارفن» حينما يعود الى المعسكر يعلم بان الحرب قد انتهت منذ «اربع ساعات» فقط.

بعدها تنقل الاحداث والالوان الى نوفمبر عام 1942 عندما نشاهد الرقيب الذي كان مجندا في المشاهد الاولى يؤدي المهمة مع فرقة من المشاهد في احدى دول شمال افريقيا، وتمضي الاحداث لنشاهد ذات الرقيب «مارفن» وعلى مدى عامين من اعوام الحرب يخدم ايضا في جزيرة صقلية «جنوب ايطاليا» وايضا «اماها بيتش» في بداية معركة التورماندي وتحرير فرنسا وغزو المانيا.

عبر كم من المشاهد الملحمية والبطولات المقرونة بشيء من الشعارات ولربما المعاني التي لا يمكن تحقيقها في زمن الحروب.

وهذا ما نشاهده في الخطوط الدرامية الخاصة بمشاهد الرقيب الالماني «شرودر» الذي يعرض نفسه للخطر من اجل ان يظل مواليا لهتلر والنازية والمانيا.

فيلم يعري لنا الطرف الاخر الذي يؤمن بالدعاية والخطب المظلة التي تصور ان الحرب مجرد نزهة لتحقيق النصر ورفع علم المانيا والنازية الهتلرية.

وتأتي المواجهة واللقاءات التي تتكرر بين الرقيب الاميركي «مارفن» والالماني «شرودر» في مواقع ومشهديات ومعارك عدة.

حتى نصل الى مشهد تحرير معسكر الاعتقال «فلاكنو» حيث تدور المعركة الاخيرة، وهناك يقتل الرقيب الاميركي «مارفن» الرقيب الالماني «شرودر» ونعلم ان الحرب انتهت منذ اربع ساعات... في استعادة للمشهد الاول، وكأن الحرب دائما تتكرر.. بذات الصورة وذات الوجوة والشخصيات، حتى في مشهد النصب التذكاري للشهداء.. سأل أحدهم صديقه انها نفس الاسماء في اشارة الى تكرار ذات الاسماء في اكثر من نصب للشهداء.. وفي هذا المشهد كثير للتعرية للمعاني الزائفة، التي لطالما حاصرتنا حول «الشهادة» «والفداء للوطن» من الجانبين، فاذا نحن امام لعبة يحركها البعض يتم خلالها تحريك ذات المفردات والمعاني، وتظل تطحن الابرياء والشهداء في مغامرة يستفيد منها تجار الحرب والاوسمة فقط.

يستعين المخرج صموئيل فرلس، بعد عدد من النجوم البارزين ومنهم النجم القدير لي مارتن بدور الرقيب «بوسوم» ومارك هوميل بدور المجند «جريف» وكم اخر من الاسماء.

في الفيلم كم من المشهديات التي تأتي لتعري اليات الحرب.. وعنجهية القرارات الحربية ومساحة العنف وسقوط الابرياء وفي المقابل، الايمان بقيم كاذبة وايذاءات وافتراءات خاوية لا صله لها بالحقيقة وهو امر من الجثامين.. فكلاهما يذهب الى حرب، بعلم جيدا بانه خاسرها حتى وان ربحها.

وتأكيدا على اهمية هذه التجربة، التي تقدم بها صموئيل فولد الى ستديوهات، وارنر براذرز» فقد تم تكليفه بالقيام بجولة الى اوروبا لاستكشاف المواقع وبعد تقديم الخطة الانتاجية من قبل فولر طلب جاك وارتر تقليص الميزانية.. وهذا ما جعل فولر لاعادة الكتابة.. مما تصوير بعض المشاهد تتم في فلسطين المحتلة وايرلندا.. وبمشاركة شركات احتكارية مثل لومار برودكشنز.

ونشير هنا الى ان الفيلم احتل المرتبة «483» بين اهم «500» فيلم في كل العصور. لمجلة «امباير» المتخصصة في صناعة الفن السابع.

مجند اميركي شارك في الحرب العالمية الاولى، ثم الحرب العالمية الثانية يواجه ذات الظروف وذات المجند الالماني، في حرب تكاد تتكرر، مليئة بالشعارات والمعاني الزائفة، التي تحصد الابرياء، عبر آلة غوغائية خاطفة، سواء من قبل الطرق المعتدى او المعتدى عليه.

الفيلم يزدحم بحكايات هامشية على خلفية حرب طاحنة، مثل مشهد ولادة المرأة الفرنسية، ومشهد القبض على الطفلة الالمانية القناصة، كلها مشاهد وهناك الكثير غيرها، لا تحقق الثراء، بل المد في الاحداث في حرب يعلم الجميع ومنذ اللحظة الاولى، انها حرب مجنونة وطاحنة ومدمرة لا تبقى ولا تزر ولعل قمتها في مشاهد الابادة الجماعية في معسكرات الاعتقال عام 1945م.

فيلم يخبرنا منذ اللحظة الاولى، اننا نذهب الى حرب لا منتصر فيها، وكل الطرفين يؤمن بشعارات ومعاني هي في حقيقة الامر معان زائفة. ومفزعة من المضامين الحقيقية.. وهذا ما يجعل الفيلم يستعيد البداية، وكأنه يقول بأن جميع الحروب متشابهة وجميع المعارك متشابهة، بل ان جميع الشهداء متشابهين ولربما يحملون ذات الاسماء.

نسخة العرض الاولى للفيلم كانت مدتها «162» دقيقة تمت اعادة مونتاجها الى «113» دقيقة.

ولايزال يذكر عدد من النقاد، مجموعة من الاخطاء، غير المقصودة في الفيلم، مثل مشهد ظل الكاميرا في مشهد حركة الجنود في شمال افريقيا «المشهد صور في فلسطين المحتلة اسرائيل» ولكن ذلك الهامش لا يقلل من قيمة هذه التجربة التي تذهب الى الحرب لنقول لنا الكثير ابعد من حدود الصورة والمعركة فنحن امام كم من المبالغات التي تأتي كحصاد لحرب طاحنة تكرر صدورها وتتكرر دلالاتها.

المخرج صموئيل فرلر «1912-1997» قدم للسينما العديد من الاعمال السينمائية البارزة ومنها «القبلات العابرة 1964» والرفقة في الجنوب 1953 وكم اخر من الاعمال السينمائية. وفي رصيده «31» عمل كمخرج و«33» عمل كممثل و«12» فيها كمنتج.

وفي الفيلم واحد من اهم نجوم هوليوود لي مارتن «1924-1987» وفي رصيد هذا النجم كم من التحف الخالدة ومنها الرجل الذي قتل لبرتي فالنس والدرزن القذر دلنا فورس ودوغ دس.

ومعه في الفيلم مارك هوميل الذي عرف عبر سلسلة افلام حرب النجوم مع المخرج جويل لوكاس.

قام بكتابة الحان الفيلم وانا كابروف وادار التصوير ادم عزيز بورغ الذي صور افلام منها «رأس اور» وشبح ترمينتور فيلم «الحمراء الكبيرة» هو عن فرقة المشاة الاميركية الاولى والتي وصفت «بالحمراء» لكثرة ما سقط منها من ضحايا في الحروب التي خاضتها بالذات الحربين العالميتين الاولى والثانية فيلم ضد الحرب وضد المعاني الزائفة وهي كثيرة في الحرب والحياة.

النهار الكويتية في

14.07.2014

 
 

رأفت الميهي :

أفلام الأبيض والأسود كانت صادقة

كتب الخبرفايزة هنداوي 

أفلام الأبيض والأسود ما زالت تعيش في أذهان المشاهدين لأنها تميزت بالصدق، هكذا بدأ المخرج الكبير رأفت الميهي حديثه عن أفلام الأربعينيات والخمسينيات التي فتحت ذهنه على السينما من خلال مخرجين كبار أمثال صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وغيرهما.

عن تأثره بتلك الفترة ورأيه في هذه الأعمال كان اللقاء مع الميهي.

·        لماذا عاشت أفلام الأربعينيات والخمسينيات حتى الآن، في الوقت الذي تمر فيه أفلام كثيرة مرور الكرام؟

السبب الرئيس هو الصدق، فهذه الأفلام كانت حقيقية وغير مصطنعة، لأن صانعيها كانوا يحبون السينما. كذلك كان المخرج هو المسيطر على الأمور، وكانت الأفلام تنسب إليه لا الأبطال الذين يتدخلون اليوم في اختيار النص ومجمل فريق العمل. باختصار، كانت الأعمال محكمة وليست مفصّلة على مقاس البطل أو البطلة، على عكس أفلام اليوم.

·        من أهم المخرجين الذين تأثرت بهم في تلك الفترة؟

ثمة عدد كبير من المخرجين وعلى رأسهم أستاذي صلاح أبو سيف، الذي قدم مجموعة من أعظم أفلام السينما المصرية، من بينها {بداية ونهاية} و{القاهرة 30} وغيرهما، كذلك عز الدين ذو الفقار الذي تميز في النوع الرومنسي، إلا أنه قدم أيضاً أفلاماً مختلفة مثل {امرأة على الطريق} الذي خرج فيه عن عباءته المعتادة ليقدم فيلماً جريئاً ينتمي إلى {الواقعية الطبيعية} التي تختلف عن واقعية صلاح أبو سيف.

·        ماذا كان يميز كل مخرج في هذا الجيل؟  

تميَّز صلاح أبو سيف بالواقعية الشديدة، ونجح في تقديم أفلام تعبر عن الواقع بصدق وكان متأثراً بالواقعية الإيطالية. أما كمال الشيخ فتميَّز بتقديم النوع البوليسي والتشويقي مثل {المنزل رقم 13}، وشكَّل تجربة جديدة ومتفردة، كذلك كان {بين السما والأرض} لصلاح أبوسيف تجرية جديدة في وحدة المكان والزمان.

عز الدين ذو الفقار تميز بدوره بالنوع الرومنسي كما في {رد قلبي} الذي أدى بطولته كل من شكري سرحان ومريم فخر الدين، وكان متأثراً بالأفلام الإنكليزية والفرنسية ولكنه تميز بأسلوبه الخاص. أما فطين عبد الوهاب فقدم نوع الكوميديا الراقية في أفلام كثيرة أبرزها {الزوجة رقم 13}، و}مراتي مدير عام} من بطولة كل من شادية وصلاح ذو الفقار. ولم يكن الفيلم كوميدياً فحسب بل كان يناقش قضية خطيرة وهي حق المرأة في العمل والترقي، وناصرها بنعومة شديدة.

·        هل كان ذلك الجيل مواكباً للسينما العالمية؟

كانت السينما المصرية آنذاك مواكبة تماماً للسينما العالمية في المواضيع والتقنية، والدليل مشاركة صلاح أبو سيف وكمال الشيخ أكثر من مرة في مهرجان {كان} بأفلام مختلفة.

·        من أهم  كتاب السيناريو في تلك الفترة؟

كان علي الزرقاني أستاذ الجميع في كتابة السيناريو والحوار، بينما كان سيد بدير أفضل من كتب الحوار وليس السيناريو.

·        من الممثلين الذين تضعهم في صدارة تلك المرحلة؟

سعاد حسني ونادية لطفي من النساء ورشدي أباظة من الرجال، اعتبرهم ممثلين ومشخصاتية   بحق. أما الآخرون فكانوا نجوماً عاديين، وشكري سرحان هو القاسم المشترك في كثير من الأفلام المهمة، فقد كان محظوظاً بمشاركته في أعظم الأفلام.

·        ماذا عن {المومياء}، هل ما زلت تراه أعظم فيلم مصري؟

بالتأكيد هو أهم فيلم مصري لأنه مكتمل العناصر في التصوير والإخراج وتحريك الممثلين.
مع بدايات السينما الناطقة في مصر، ما هو أول فيلم ترك علامة في السينما المصرية؟

{فاطمة} لأم كلثوم أحد أهم أفلام البدايات في السينما المصرية، كذلك أفلام توفيق صالح الأولى مثل {درب المهابيل}، إضافة إلى {العزيمة} لكمال سليم الذي كان عظيماً بمقاييس زمنه سواء في التقنية أو الموضوع، إذ كان يتحدث عن البيئة المصرية، ويؤكد على قيمة العمل والأشخاص العصاميين.

·        ماذا عن الكوميديا في تلك الفترة؟

شهدت تلك الفترة أفلاماً كوميدية مهمة وراقية، أبرزها أفلام فطين عبدالوهاب.

·        تميزت تلك الفترة بالأفلام الغنائية لكبار المطربين المصريين، ما رأيك فيها؟

كانت الأفلام الغنائية ناجحة جداً في تلك الفترة، وكانت كالأسطورة فحققت لنا شهرة  في العالم العربي وفي أوروبا، وتمكن السينمائيون من استغلال نجاح مطربي تلك الفترة مثل عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ومحمد فوزي، وتمكنوا من توظيفهم بشكل جيد وكان الجمهور في المغرب العربي يشتري التذكرة ويدخل السينما للاستماع إلى أغانٍ من مطربيه المفضلين كما في فيلمي {فاطمة} و«وداد} لأم كلثوم.

·        ما هي أهم الأفلام التي أثرت في وجدانك وتحرص على مشاهدتها؟

أشاهد أفلام الأبيض والأسود دائماً، مثل جميع أعمال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين، حيث تجد التقنية المتميزة، خصوصاً في {أنت حبيبي} لشاهين.

·        {الفانتازيا} التي اخترت أن تكون العلامة المميزة لأفلامك، هل كانت موجودة في السينما المصرية القديمة؟

كانت قليلة جداً، وأعتبر فيلم {بابا آمين} للراحل يوسف شاهين بداية الفانتازيا التي لو استمر عليها شاهين لصنع أفلاماً عظيمة في هذا المجال.

·        ما الذي كان يميز الإنتاج السينمائي في تلك الفترة؟

أهم ما كان يميز تلك الفترة وجود منتجين عظام يحبون السينما بحق مثل رمسيس نجيب وآسيا وحلمي رفلة، وغيرهم من مخرجين كانوا ينتجون الأفلام التي يعشقونها ويحبون تقديمها.

·        هل كانت الأفلام المقتبسة من السينما العالمية ناجحة؟

كنت في البداية أنظر إلى هذه الأفلام على أنها نوع من أنواع السرقة، إلا أنني بعد ذلك أدركت قيمتها لأنها كانت مصنوعة بتقنية عالية وتم تمصيرها بشكل جيد مثل «نهر الحب» من إخراج عز الدين ذوالفقار وبطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم، وهو مأخوذ عن القصة المعروفة «أنا كارنينا».

الجريدة الكويتية في

14.07.2014

 
 

« البوسطجي»... جدل على صفحة المعجبين 

كتب الخبرأحمد عويس 

دخل فيلم {البوسطجي} قائمة أفضل مئة فيلم في التاريخ السينمائي المصري، وصنفه خبراء ونقاد كأحد أروع النصوص التي كتبت في تاريخ السينما المصرية. هنا رؤية عصرية له.

في مؤتمر فني ضخم تبثه القنوات الفضائية، وفي مقدمها {الحياة}، {mbc مصر}  و«روتانا سينما}، يتلقى المخرج حسين كمال سؤالاً عبر {الفيديو كونفرانس} من مراسل إحدى القنوات اللبنانية الشهيرة حول آخر أعماله، فيجيب: {فيلمي الثاني سيكون {البوسطجي}. بعد عامين من التفكير الطويل والتأمل العميق، جاءني الفيلم أشبه بلحظة تنوير. كتبته مع صبري موسى ودنيا البابا، ثم ذهبت إلى صلاح أبوسيف (بوصفه رئيس لجنة السيناريو التابعة للدولة والمشرفة حينها على إنتاج أفلام القطاع العام و«البوسطجي» أحد أبرز هذه الأفلام وقلت له «لن أصنع إلا هذا».

فيلم «البوسطجي» مأخوذ عن رواية للأديب المصري يحيى حقي، ويحكي عن عباس البوسطجي (شكري سرحان) الذي ينقل حديثاً من القاهرة إلى قرية في صعيد مصر ليعمل ناظراً في مكتب البريد، وهناك يعاني معاملة أهل القرية له بجفاء ويشعر بالحرمان العاطفي فيتفق مع راقصة في القرية (سهير المرشدي) لزيارته. ولكن أهل القرية الذين يتربصون به يهاجمون المنزل، ويطردون الراقصة ويضربونها ويفضحون عباس.

يقرر عباس الانتقام من أهل القرية بأن يتجسس على رسائلهم ويعرف أسرارهم، ويعرقل وصول بعضها ويمزق البعض الآخر. وتلفت نظره رسالة من فتاة تدعى جميلة (زيزي مصطفى) أرسلتها إلى حبيبها خليل (سيف عبد الرحمن) يعرف منها أنها حامل منه وأنها تستنجد به ليتزوجها. وتنتهي القصة بقتل جميلة على يد والدها الذي سبق وأن رفض {خليل  بحجة أنه رآها وتعرف إليها من دون علمه، الأمر الذي كان يُعتبر آنذاك مخالفاً لأعراف المجتمع. ومع نهاية الفيلم ينهار عباس حينما يشعر أنه كان سبباً في قتل جميلة، ثم يمزق الرسائل التي في حوزته ويسير هائماً حزيناً بوصفه القاتل الحقيقي المجهول.

لو طرحت في زمننا الحاضر رائعة حسين كمال {البوسطجي}، هل كانت ستنال إعجاباً وتعاطفاً مع الجمهور، هل كانوا سيدشنون صفحة معجبين (Fan Page) تحمل اسم أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، يسجلون خلالها إعجابهم بالفيلم وتعاطفاً مع أبطاله؟ أم ستحمل الصفحة كثيراً من التعليقات الساخرة تارة من الأعراف والتقاليد التي تحول دون زواج بطلي الفيلم لمجرد أنهما مدا حبل الوصال، وأخرى تتعلق بـ}الخطابات البريدية} بوصفها باتت موضة قديمة جداً ولا مجال للتعامل بها الآن في ظل زمن الرسائل الإلكترونية والـ}واتس أب}؟ أم أن جمهور الصفحة كان سيعقد مقارنة بين الفيلم وبين تسلسل القصة الأصلية التي كتبها حقي ضمن مجموعة {دماء وطين}، وكانت العقدة الدرامية فيها تختلف عما ظهر في الفيلم، حيث العريس مسيحي بروتستانتي والعروس أرثوذكسية، أي أنهما مختلفان في المذهب، ما دفع والد العروس إلى رفض زواج ابنته ومن دون معرفته بأن جنيناً يتحرك في أحشائها مجسداً للفضيحة، مؤكدين أن قصة حقي الأصلية أكثر جمالاً وأعمق فنياً وأروع تأثيراً وأكثر دلالة، لأن الفيلم ابتعد عن عقدة القصة وهي {الموانع الدينية}، منددين بالطبع بقمع الإبداع، ما يتعارض والدستور الجديد.

كذلك كانت الصفحة ستتضمن تصريحات لأبطال العمل وردود أفعالهم على نجاحات الفيلم المتزايده، والمشاركات الدولية التي يفكر مخرجه في التواجد فيها.

الفيلم والتكنولوجيا

المؤكد أيضاً أن التكنولوجيا وآليات العصر كانت كفيلة بتغيير مسار أحداث الفيلم. مثلاً، كانت مهنة البوسطجي ستتبدل إلى أحد مديري مقاهي الإنترنت أو كما يسميها البعض {السايبر نت}، ما يتيح لعباس اختراق حسابات عدد كبير من الأهالي الذين يترددون على مقاه ليمارسوا الدردشة مع ذويهم الذين تغربوا قهراً عن بلدتهم للبحث عن لقمة العيش.

كذلك كانت التحولات الحداثية ستطاول مشاهد أساسية في الفيلم فبدلا من أن يحاصر الفلاحون منزل {شكري سرحان} بالشكل التقليدي غاضبين ورافضين ما فعله، سيعتدون عليه ضرباً ويصورونه بكاميرات رقمية وهواتف نقالة قبل النشر على موقع {يوتيوب}، على غرار ما حدث في مصر منذ أشهر حينما انشغل المصريون بفضائح مدرب الكاراتيه في أحد الأندية المصرية، والذي صوَّر عدداً من المترددات على صالته الرياضية في أوضاع مخلة، وهو ما أثار  جدلاً واسعاً حينما تسربت مقاطع الفيديو.

الجريدة الكويتية في

14.07.2014

 
 

إبراهيم الحساوي:

ليس لدينا صناعة سينمائية حقيقية

{المسرح في السعودية غير معترف به

كتب الخبرالجريدة - خاص 

يختار الفنان إبراهيم الحساوي أدواره بدقة باحثاً عن إضافة جديدة إلى رصيده، يرفض المشاركة في أعمال لا تحمل مضامين فنية راقية ويعتذر عن تكرار شخصيات سبق أن جسدها

في لقائه مع «الجريدة» يؤكد أنه جسّد أدواراً تتقاطع مع شخصيته، إلا أنه لم يجد الشخصية التي تمثله بعد، كذلك يتحدث عن علاقة الشعر بالمسرح وقضايا فنية متنوعة.

·        تشارك في {الحب سلطان} الذي يُعرض عبر قناة أبو ظبي في شهر رمضان، ماذا أضاف إلى مسيرتك الفنية المتميزة؟

كل عمل أشارك فيه هو إضافة إلي وإلى العمل أيضاً... في المسلسل أجسّد شخصية تعيش صراعاً نفسياً وعاطفياً.

·        ما الشخصية التي جسدتها وتعتبر أنها تمثّلك؟

ثمة شخصيات جسدتها كانت قريبة مني على غرار شخصيتي في مسلسلي «عطر الجنة» و{شوية أمل»، لكن إلى الآن لم أجسّد الشخصية التي تمثلني.

·        في أدوارك الصعبة والمركّبة، لا سيما الأدوار الشريرة، يصدّق المشاهد هذا الجانب التعبيري منك، هل تستهويك هذه الشخصية وترى فيها مساحات إثراء تبيّن قدراتك أكثر من غيرها؟ أم هي الصدفة واختيارات المنتجين؟

حتى الشخصيات غير الشريرة «الطيبة» يصدق المشاهد الجانب التعبيري فيها، ذلك أنني أتعامل معها بصدق، وأتماهى مع أي شخصية أؤديها، فعلى سبيل المثال شاركت السنة الماضية في مسلسلي: «توالي الليل» مع الفنان القدير سعد الفرج وكانت شخصيتي «شريرة»، و{عطر الجنة»، جسدت فيه شخصية إيجابية وطيبة. أما في ما يخص الاختيارات فأتفق معك بأن ثمة مخرجين وضعوني في شخصية الشرير، لكنني أحب التنوع ولا أحصر نفسي في نمطية معينة من الشخصيات.

·        انتقال الدراما الخليجية من الكويت التي شكلت البداية لها والمركز، على مر عقود، إلى دبي وأبوظبي ثم إلى فضاء خليجي مشترك مفتوح، «عولّمها» بمشاركة ممثلين من جنسيات ولهجات مختلفة، هل ترى ذلك فرصة لإثبات الجدارة من دون مراكز ولهجات؟ أم فورة لحظيّة لمتطلبات الإنتاج؟ أم مساراً مستقبلياً نعيشه ونجهل أنه مرحلة مختلفة مقبلة؟

أنا مع الفضاء الدرامي المفتوح، على أن يكون وجود الممثل غير الخليجي في مكانه المناسب، ولا أخفيك أن متطلبات السوق الإنتاجي أحياناً تفرض مشاركة شخصيات عربية في العمل، وهذه ليست فورة لحظية فقد سبق أن أنتجت أعمال خليجية كثيرة بمشاركة شخصيات عربية.

·        للفنانين السعوديين دور بارز في الدراما الخليجية (جماعية وفردية)، ماذا عن المسرح والسينما؟ خصوصاً أن ثمة تجارب شبابية مميزة في الأفلام القصيرة، فرضت حضورها في المحافل الفنية رغم تغييب الأضواء عنها، كذلك المسرح في المنطقة الشرقية الذي تجاوز مراحل البدايات والنضج بخطوات كبيرة، ويراهن عليه الاختصاصيون لتقديم صورة أبهى للفنون السعودية؟ لماذا برأيك هذا القصور؟

ما زالت الجهات المعنية لا تعترف بالمسرح في السعودية ووزارة الثقافة والإعلام مقصرة في هذا الجانب. قبل أيام نظمت {جمعية الثقافة والفنون} في الدمام مهرجان العروض القصيرة ومثله في الطائف، لم نرَ مسؤولاً واحداً في وزارة الثقافة والإعلام شارك فيهما ولو بالحضور.

·        يرى كثر من معجبيك أنك خُلقت للسينما فقط، كأداء وتعبير وقدرات محبوسة في إطار ضيّق هو دراما المسلسلات، ما ردّك؟ هل تدور فعلاً في حلقات ضيقة أصغر من قدراتك؟ هل أنت مسجون في حيّز ضيّق؟

ببساطة شديدة، لا توجد لدينا صناعة سينمائية حقيقية تشمل شركات متخصصة في هذا المجال، تخدم الاقتصاد في المملكة وتخلق فرصاً للشباب والطاقات الإبداعية فيها، وتجعل المملكة في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، كل ما هو موجود حالياً اجتهادات فردية من صُنّاع الأفلام القصيرة في السعودية أو في الخليج، مع أن بعض هذه الأفلام سجل حضوراً قوياً في المهرجانات الخليجية والعربية وبعضها حاز جوائز متقدمة، آخرها «وجدة « للمخرجة هيفاء المنصور، وقبلها «عايش» الذي فاز بالجائزة الأولى كأفضل فيلم في «مهرجان الخليج السينمائي»، والجائزة  الفضية في «مهرجان بيروت السينمائي».

·        جانب آخر من شخصيتك غير معروف، هو أنك شاعر، وشاعر متمكّن ومخلص لهذا الفن الإبداعي، غنى قصائدك كبار الفنانين الخليجيين، ما مدى تأثير هذا الجانب الرومانسي في أدائك التمثيلي؟

الشعر والمسرح توأمان لا ينفصلان رافقاني منذُ الصغر... لكن أخيراً قلّت كتابتي للشعر بحكم انشغالي المستمر في التمثيل الذي يتطلب مني تفرغاً. وبالنسبة إلى قصائدي المغناة فهي قليلة جداً، تعاونت مع الفنانة «نوال» في أغنية «وعدتني بالفرح» من ألحان ناصر الصالح، ومع الفنان البحريني أحمد عبدالرحيم، والفنان السعودي عادل الخميس.

الجريدة الكويتية في

14.07.2014

 
 

عبد الفتاح القصري.. كوميديان صاحب النهاية الحزينة 

كتب الخبرهند موسى 

إصرار عبد الفتاح القصري على دخول عالم الفن جعل والده يتراجع عن حلمه بأن يصبح من كبار موظفي الدولة بعدما أدخله مدرسة {الفرير} مع أبناء الطبقة الراقية.

ورغم أن أولى خطواته الفنية واجهت الفشل، فإنه واصل مشواره لإحساسه بأنه يملك الموهبة، لذا انضم إلى فرقة جورج أبيض الذي أسند إليه دوراً كان على القصري أن يبكي فيه، لكنه لم يستطع فعل ذلك على المسرح، وهو ما دفع جورج أبيض إلى صفعه على وجهه صفعة قوية، فبكى القصري، وبعدها أبلغه بأنه لا يصلح للأدوار التراجيدية. لم يغضب القصري من ذلك، بل أكد على حديثه، وأنه يميل إلى الأدوار الكوميدية لإضحاك الناس لا لإبكائهم.

التحق الممثل لاحقاً بفرقة الريحاني حيث قدم مجموعة كبيرة من المسرحيات، واقترح عليه نجيب الريحاني التركيز في الفن، وترك صناعة الذهب التي كان والده يعمل فيها.

الريحاني أيضاً صاحب فكرة أن يقدم القصري شخصية ابن البلد، والتي كانت سبباً في شهرته الواسعة، بل تقريباً لم يقدم أدواراً غيرها. حتى إنه كان قد تلقى عرضاً من المخرج أحمد بدرخان لتقديم دور علي باشا مبارك في فيلم {مصطفى كامل}، ولكنه رفض تماماً، مشيراً إلى أنه لا يعرف حياة الباشاوات، ولا يجيد سوى تقديم دور المعلم، أو الجزار، أو الحانوتي، أو صاحب مقهى.
ومن أبرز أفلام القصري {سي عمر} الذي قدمه عام 1941، وجسد فيه الشر الممزوج بالكوميديا، كذلك أفلام {بيت الأشباح} و«الأستاذة فاطمة} و«الآنسة حنفي} وابن حميدو}، التي قدمها مع المخرج فطين عبد الوهاب الذي كان يتمتع بحس كوميدي.

نجاح القصري في تقديم أدواره بمختلف الأعمال الفنية، يرجع إلى أنه كان كوميدياناً بسيطاً غير متكلف، لا يتصنع ويتظاهر بالتمثيل، واستخدم في ذلك نظرات عينيه، وتغيير طبقة صوته، ومشيته للتأكيد على مصداقيته.

واختتم هذا النجاح الفني بمأساة كبيرة تعرض لها، بدأت حينما فقد بصره فجأة، وهو ما لم تتحمله زوجة القصري، لذا طالبته بالطلاق، وأجبرته على أن يكون شاهداً على زواجها من صبي البقال الذي كان يرعاه القصري. وسكن الزوجان في شقة الكوميديان الذي لم يستطع الاعتراض، والأكثر من ذلك أنها كانت حينما تخرج مع زوجها للتنزه تغلق الأبواب على طليقها، ليصرخ من وراء أسياخ حديد شباك شقته، حتى التقطت له صورة وهو في هذا الوضع، أثرت في نفوس جمهوره.

ولم يقف إلى جانب القصري في مأساته من أصدقائه في الفن سوى ماري منيب ونجوى سالم، فكانتا تزورانه لتكتشفا أنه فقد جزءاً كبيراً من ذاكرته مع بصره، فأدخلته الأولى المستشفى على نفقتها، وبعد خروجه تبين لهما أن طليقته باعت أثاث البيت ثم وضعت البلدية الشمع الأحمر على المنزل ليصبح القصري بلا مأوى، لذا طالبت الثانية الدولة المصرية بمساعدته، وحصلت له على شقة بعد موافقة محافظ القاهرة على طلبها، وتعاون الفنانون لتوفير أموال لعلاجه من بينهم عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومريم فخر الدين، وأحمد مظهر.

وانتهت هذه المأساة في مارس 1964 حينما أعلنت المستشفى وفاته بعد أيام من دخوله إليها.

الجريدة الكويتية في

14.07.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)