كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كوثر بن هنية:

عن جماليات وكواليس فيلم "شلاط تونس"

د. أمــل الجمل

 

كوثر بن هنية مخرجة تونسية نجحت وهى في مستهل مشوارها الإبداعي أن تلفت إليها الأنظار بقوة خصوصاً بعد فيملها الروائي الطويل "شلاط تونس" 2013 الذي شاركت به في عدة مهرجانات ومنها الدورة 67 بمهرجان "كان" 2014 ضمن برنامجACID  وكالة نشر أفلام السينما المستقلّة. كذلك سبق للمخرجة أن قدمت شريطاً روائياً قصيراً لافتاً بعنوان "يد اللوح"، إلى جانب الوثائقي "الأئمة يذهبون إلى المساجد". بينما كانت على وشك الانتهاء من تصوير فيلمها الجديد ومنذ أيام قليلة حصلت بن هنية على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها "شلاط تونس" في مهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية، كما حصل فيلمها القصير "يد اللوح" على جائزة أحسن فيلم من مهرجان دونسان آرت في فالنسيا في أسبانيا

يعد "شلاط تونس" في تقديري فيلما سينمائياً ثورياً في شكله ومضمونه، ويجب تدريسه في المعاهد السينمائية لأنه ينتمي للأعمال العابرة للنوعية المصنوعة بمهارة ومستوى فني راق، فهو ليس روائياً خالصاً كما أنه ليس وثائقياً تماماً، وإن كان يرتدي ثوب الوثائقي. هو عمل يجب تدريسه للطلاب ولعشاق السينما لتأمله ولإدراك كيف يمكن أن يُوظف الشكل لخدمة المضمون، إذ ينطلق الفيلم من واقعة الشلاط ذلك الرجل المجهول الذي كان يتجوّل على دراجته في شوارع تونس عام 2003 ويضرب النساء اللائي يمشين على أرصفة المدينة بشفرة سكين على أردافهن، ثم تنساب الدراما – بشكلها الوثائقي والروائي - في الفيلم لتسائل الواقع التونسي مجتمعيا وسياسياً، ولتكشف عن أوضاع المرأة فيه، وعلاقتها بالرجل ونظرته إليها. ولأنه بالفيلم يختلط على المتلقي الأمر فيما يتعلق بالوثائقي والروائي إلى حد الالتباس الجميل والمدهش لذلك أجريت هذا الحوار مع المخرجة الواعدة حول كواليس فيلمها ومشاهده:

·        السخرية سمة تميز فيلميك "يد اللوح"، و"شلاط تونس" وإن كانت في الأخير سخرية يمكن وصفها بالكوميديا السوداء .. من أين اكتسبت تلك الروح؟ وهل تحرصين أثناء الكتابة على غرس بعض المواقف الساخرة من أجل جذب الجمهور؟

أعتقد أن روح الدعابة التي يمكن أن تصبح سخرية سوداء هي سمة موجودة عند شعوبنا العربية لمجابهة الأشياء القاتمة، فروح الدعابة هي إحدى طرق المقاومة، وتحطيم الأصنام الفكرية.. إنها حيلة الضعفاء وغير القادرين على المساهمة في التغيرات الكبرى، ونظراً لأن السينما لا تغير العالم - ولكنها تفعل ما هو أفضل،  اذ تُغير طريقة رؤيتنا للعالم - فالدعابة والسخرية السوداء تروض الواقع وتمنحنا مسافة وفرصة لنبتعد قليلاً عن الأشياء لذلك أحبذها فلنضحك جميعا مما لا يطاق عسى أن نجد متنفسا.  

·        في "يد اللوح" استعدت شقاوة طفولتك وطورتي الفكرة وصنعت فيلماً جميلاً... فكيف ومتى بدأت معك فكرة "شلاط تونس"، أو ما الذي أوحى إليك بالفكرة؟

فكرة الشلاط جاءتني من حدث عابر شغل الشارع التونسي خلال صيف2003، والغريب في الأمر أن هذا  الحدث العابر وقع كذلك في عدة بلدان عربية أخرى ففي  مصر كان اسمه سفاح المعادي، وفي المغرب كان اسمه مولى البكيالة، وكأنه مرض معدي يطفو على السطح من حين الى أخر في مدينة ما وجب أن تتوفر فيها بعض الظروف ليعود الشلاط من جديد.

·        أين كانت أحاسيس ومشاعر كوثر بن هنية من أحداث الشلاط 2003، هل أصابك الخوف أو ظل معك لفترة، أم كيف تلقيت أنت وأفراد عائلتك  تلك الأنباء وقتها؟

لا.. لم أصب بالخوف، لكن الشلاط شكل لغزا محيرا بالنسبة لي، ظل لغز  يخبئ  أشياء عميقة يمكن أن  تطلق العنان لخيال تآمري جامح.

·        عندما بدأت تختمر فكرة الفيلم في ذهنك هل قررت صياغتها في قالب روائي منذ البداية، أم أنك بعد البحث وجدت صعوبة في تنفيذها بشكل وثائقي خالص؟  

في البداية كان لدي الرغبة في أن أقوم بوثائقي خالص على شاكلة أفلام تقصي الحقائق، لكن الأمر كان أشبه بالمستحيل تحت حكم بن على، فالواقع كان ملكاً للحزب الحاكم، يجمله كما يشاء لصنع بروباجندا بليدة "فتونس بلد الفرح الدائم" -على حد تعبير أحد شعارات الحزب  -لا يمكن أن يعكر صفوها شلاط أو متعصب وإن حدث ذلك فيجب اخفاءه وعدم الحديث عنه، لذلك توجهت نحو الصيغة الروائية، فكتبت سيناريو فيلم روائي بحت، لكن بعد الثورة تمكنت من ممارسة فعل الاستقصاء مستغلة رياح الحرية، فتحصلت على محاضر بحث الشرطة وأرشيف القضية الحقيقية واكتشفت بعض المعلومات الحقيقية التي طعمت بها السيناريو الروائي فجلال مثلاً  وجدت اسمه وعنوانه في محاضر الشرطة كالمتهم الأول في القضية وبحثنا عنه طويلا حتى عثرنا عليه في الحي الذي يسكن فيه

·        ومثلاً، الخبر الإذاعي في مستهل الفيلم، وقصة الفتاة زهرة التي انتحرت بعد حادث السرقة، وقصة الضحية الموشومة التي قامت بتشليط نفسها وادعت أن الششلاط هو من فعل هذا بها، هل كانت خصوبة الخيال تلعب دورها بالكامل أم أن تلك الحوادث استندت على خيط رفيع من واقع ما، سواء من الأرشيف أو التحقيق الاستقصائي؟

الخبر الإذاعي هو من تأليفي، كذلك قصة زهرة، وقصة الضحية الموشومة. كلها أحداث روائية. فقد كان الأرشيف حول قضية الشلاط ضحلا، فقط وجدت فيه بعض المقالات الصفية في ركن الأحداث العابرة تردد نفس الرواية؛ مجهول على دراجة نارية، الشرطة أمسكت مشبوها فيه...

·        مشهدك ومعركتك مع الحارس أمام السجن عندما ذهبت للسؤال عن الشلاط ورغبتك في تصويره بداخل السجن... أنا شخصياً التبس عليَّ الأمر.. فاتقان الممثل الذي قام بدور الحارس، وتلقائيته جعلتني أصدق أن المشهد وثائقي. طبعاً الكاميرا المهتزة منحت الإحساس بأن اللقطة مسروقة وبأن الكاميرامان يختلس التصوير. هذا إلى جانب أن توظيف نظرات الحارس وكلماته الآمرة بأن توقفي التصوير قد منحت المشهد مصداقية وواقعية كبيرة ورائعة.. فهل تحكي لي كيف بنيت  هذا المشهد؟ بمعنى هل تم التصوير أمام السجن بالفعل؟ أم تم تصوير اللقطة العامة فقط أمام السجن، ثم تمت إعادة بناء هيكل للسجن لاستكمال المشهد في لقطة قريبة تبدأ مناسم السجن؟؟..

المشهد روائي بحت. اشتغلت مع الممثل لبعض الوقت لجعل ردوده تبدو عفوية وصورنا أمام سجن حقيقي بترخيص من وزارة العدل لدرجة أنه أثناء  التصوير جاءنا بعض حراس السجن لتجاذب أطراف الحديث وقالوا لي أن المشهد غير واقعي لأن الحارس الممثل لحيته ليست محلوقه كما يجب وكما هو واجب على الحراس ورجال الشرطة، كما أن زيه لا يحتوي على شارة وزارة العدل، وبالنسبة لنا كان الأمر طبيعي لأن الأزياء الرسمية التي تعطى للتمثيل يجب أن لا تحتوي على الشارات الرسمية.

·        هل سمحت لك السلطات بالتصوير في بعض الأماكن بسهولة دون معوقات مثل دار القضاء (حتى لو كانت اللقطة عامة، وعلى ما يبدو أن تصوير الحوار مع المحامي تم خارجها) كذلك اللقطة العامة لنقطة البوليس التي استفسرت فيها عن الشلاط واسمه؟   

صورنا الفيلم على فترات زمنية متباعدة وللحصول على التراخيص اللازمة كان الأمر يختلف من حكومة إلى أخرى في مشهد المحكمة كان الترخيص ينص على ألا ندخل بالكاميرا  إلى داخل المحكمة فتحدثت مع المحامي من خلال قضبان المحكمة، هو في الداخل ونحن في الخارج، لكن المشهد صور بالكامل أمام المحكمة

·        ما هو مقدار الحرية التي أتاحتها لك الثورة في تنقيبك عن الشلاط، وما وراء الشلاط؟ ممكن تعطيني أمثلة من خلال فيلمك؟

كما ذكرت سابقاً أن الثورة أتاحت لي فرصة الحصول على أرشيف القضية و فهم ما وقع فعليا في تلك الفترة كما أن الثورة سمحت لي بتصوير الفيلم برخصة تصوير رسمية من وزارة الثقافة. عندما بدأت العمل على الفيلم قبل الثورة مع حبيب عطية منتج الفيلم التونسي قررنا أن نصوره بطريقة سرية وألا نطلب دعماً مالياً من وزارة الثقافة التونسية والتي تُعد المصدر الوحيد لتمويل الأفلام التونسية على أن نتقدم بطلب للحصول على ترخيص لتصوير شيء أخر دون الإشارة إلى فيلم الشلاط، لكن بعد الثورة تمكننا من الحصول على الترخيص وعلى الدعم المالي حتي وإن كان دعماً لإنهاء المشروع.

·        ما هي طبيعة المشاكل والصعوبات التي كان من الممكن أن تواجهك لو تم التصوير قبل الثورة؟

كان من المتوقع أن تكون المشاكل أمنية، اذ أن وجود كاميرا في الشارع قبل الثورة كان أمراً يثير الريبة، ويستوجب من الشرطة أن تقوم بالتفتيش في نوايا المصورين.

·        هل هناك شخصيات اعترضت بعد تصويرها مما اضطرك للحذف؟

لا لم يعترض أحد، لكني حذفت العديد من الشخصيات التي صورتها ولم أجد لها مكاناً في الحبكة النهائية للفيلم، كما أن العديد من ضحايا الشلاط لم يوافقوا أساساً على الحديث أمام الكاميرا.

·        هل كنت تتعمدي مفاجأة الناس في الشارع أو المقهى أحياناً بالكاميرا؟  

نعم مشهد المقاهي في أول الفيلم هو كاميرا تتجول في الشارع وفي المقاهي

·        آراء الشخصيات في المقهى بدت لي حقيقية واقعية باستثناء الشخص الذي قال: "أنا رجل وعندي غرائز فلما أغتصبها محدش يلومني." بعد تأمله طويلاً ومشاهدته أكثر من مرة يخبرني إحساسي الدفين بأن طريقة كلامه، وأسلوبه وأدائه تمثيلي، وكأنك دفعت به لقلب المشهد ليكون بمثابة العنصر المحفز الذي يساعد على تفعيل الوسط، كأنه الخميرة ليجعل الآخرين يقولون ويعترفون؟ فهل هذا صواب أم تراني بالغت في تقديري؟  

نعم، هناك مبالغة، اذ أن هذا الشخص حقيقي،  كان يسترق السمع حينما كنت أتحدث مع العجوز ذي القبعة ودخل في المشهد للإجابة على السؤال المحرج الذي طرحته على العجوز :"امرأة مش مستورة تتشلط؟» ففاجئني بأدائه الواثق من نفسه وتفاعلت معه

·        الحقيقة أن شعوري كأنك أخذت كل اللقطات من المرة الأولى من فرط تلقائيتها وبكارتها، ومع ذلك أسألك عن المشهد السابق والمشاهد في المقهى والكاستنج والشارع.. هل أخذت ردود الفعل من المرة الأولى، أم كان هناك اضطرار للإعادة أحياناً؟ وكم استغرقت فترة التصوير عموماً؟

في المقاهي صورت مادة طويلة واخترت أحسن ما فيها. لم أكن مضطرة لإعادة المشاهد لأنها تكاد تكون  من المشاهد القليلة الوثائقية الصرفة في الفيلم. أما المشاهد الأخرى المكتوبة فقد اشتغلت مع الممثلين مطولا لجعل آدائهم عفويا وقد أعدنا المشاهد مرات عديدة ة حتى يتخلصون من كليشيات التمثيل. التصوير كان  على مراحل عدة. هناك مشاهد تعود إلى عام 2010، لكن التصوير الفعلي بدأ في نهاية 2011، ثم في بداية 2012، ثم  عندما تم اعتقال جلال ودخل السجن من أجل قضية سرقة  خلال التصوير وكنا لم نصور معه المشهد الأخير الذي تدور أحداثه في السجن كذلك، فاضطرينا  أن نوقف التصوير لننتظر أن يبت القضاء في قضية جلال ووكلنا له محاميا ولم يخرج من السجن إلا بعد سنة أي في بداية 2013، صورت خلال هذه الفترة من الانتظار فيلم يد اللوح، ثم أكملنا معه التصوير،  فعمليا هناك لقطات في قلب بعض المشاهد صورت بفارق زمني لمدة سنة.

·        قطعاً هناك لقطات كثيرة ساحرة بالفيلم، لكن دعيني أركز على ثلاث لقطات استثنائية في صدقها؛ عندما نرى فتاة ترتدي فستان قصير تسير في الشارع وتلفت أنظار رواد المقهى وشاب يلتفت خلفه ليتأملها بعد أن تجاوزته.. وسؤالي عن رد فعل هذا الشاب، وكذلك عن رد فعل صبي المقهى الذي يمسك الصينية ويطبل عليها، فهل جاءا بشكل تلقائي على افتراض انك حركت الممثلة ودفعت بها لقلب المشهد بينما وضعت الكاميرا بعيدا ترصد ردود الفعل أم أن ذلك تم بتدبير مسبق منك مع كافة الأفراد؟ بمعنى آخر هل كانت تلك اللقطتين هدية سماوية غير متوقعة أم كانتا من وحي خيالك وتأملاتك؟ 

نعم دفعت بالفتاة إلى للشارع وقمت بالتصوير، صورت ردود فعل المارة مرات عديدة إلى أن تحصلت على هذه اللقطة. الكاميرا كانت بعيدة فتصرف الشاب بعفوية.

·        مشهد الكاستنج.. الخوف المرسوم على وجوه الشباب عندما ظهر جلال وبدأ التهديد، هل تركتي الشباب دون أن تخبريهم بقدوم الشلاط حتى تحصلي على رد فعل تلقائي؟ أم أنك دربتي الشباب على أداء تمثيلي؟

في الحقيقة ردة فعل الشباب حين بدأ جلال بالتهديد هي من حيل المونتاج، اذ أنه في الواقع كل مشاهد  حواري مع جلال حين يصعد على خشبة المسرح لم يكن الشباب موجودين. هي لقطة من ضمن لقطات عديدة صورناها للحضور وتصادف أن كانت تعابير وجوههم في تلك اللقطة تحديداً تتناسب مع ما يقوله جلال. مونتاج الفيلم كان طويلا وشاقاً لأني صورت مادة غزيرة ومتشعبة.

·        كذلك فيما يتعلق بمشهد حوارات الشباب في الكاستنج.. لماذا التشليط؟ لماذا الأرداف وليس الوجه، لماذا استخدام الثوم؟ هل تركت المتقدمون يجيبون على الأسئلة ويرتجلون؟ أم أنك صاحبة فكرة الثوم وأشياء أخري؟ هل تحكي لي عن مشهد الكاستنج أعتقد أن به ممثلون وليسوا فقط ناس حقيقيون؟

وضعنا اعلانا في جريدة للكاستينغ وتقدم بعض الشباب فيهم ممثلين محترفين وهواة، وقد تركتهم في البداية يرتجلون، ثم حاولت تأطير ارتجالهم وتوجيهه. كانوا يظنون أنه كاستينج عادي وبعد التصوير أخبرناهم أنه مشهد من مشاهد الفيلم، وتم التعاقد معهم على هذا الأساس.

الجزيرة الوثائقية في

12.07.2014

 
 

أسامة الشيبي:

كتبنا وصيتنا قبل الذهاب الى العراق

حاوره محمد موسى  

شَكَّل التاريخ الشخصي للمخرج العراقي الأمريكي أسامة الشيبي المادة الأولية لفيلميه "قنابل لطيفة" و" الأمريكي العربي" ونقطة البداية أيضاً، والتي سينطلق منها للتحقيق في قضايا عامة، طارحاً أسئلة عن الهوية والانتماء والبلدان الاصلية والجديدة. في "قنابل لطيفة" (المتوفر على موقع أمازون على شبكة الأنترنيت)، يعود المخرج الى مدينته بغداد، والتي غادرها طفلاً. لكن المخرج سيصطدم، ككثير من زملائه العراقيين الذي عادوا بعد عام 2003 الى العراق، بتغير المكان وتهاويه، وتغيرهم هم شخصياً، ليتسلل الخراب الى ذكرياتهم عن بلدهم الأصلي. في "الأمريكي العربي" (لازال يُعرض في دائرة المهرجانات السينمائية وقريبا ضمن عروض تجارية في أمريكا)، يتساءل أسامة الشيبي عن جذور العداء للعرب في الولايات المتحدة الامريكية. لكنه مرة أخرى يجد نفسه مجبراً على العودة الى تاريخه الشخصي، فعائلته مثال تراجيدي لمهاجري أمريكا العرب والذين وصلوا الى "أرض الأحلام" في الثلاث عقود الماضية، فوالده أُرغِم على ترك العراق بسبب مضايقات نظام صدام حسين وقتها، وفقدت العائلة ابنا لها للمخدرات في الولايات المتحدة الامريكية، في حادثة تشير الى الصعوبات التي واجهتها العائلة للعيش في المكان الجديد.

في حوار مع موقع الجزيرة الوثائقية يتحدث المخرج أسامة الشيبي عن تجربته في إخراج الفيلمين رغم الثقل النفسي الكبير الذي رافق عمليات الأعداد والتي استمرت لسنوات.

·        كيف بدأ مشروع فيلم " الأمريكي العربي "، ما الشرارة التي أطلقته، هل كانت ولادة ابنتك، او الحادثة التي تعرضت لها، عندما قامت مجموعة من الأمريكيين بالاعتداء الجسدي عليك، فيما بدا بأنه اعتداء بخلفيات عنصرية، ام إن هناك أسباباً أخرى؟

الاهتمام بدأ في الفترة التي كنت اخطط فيها لزيارة العراق، أي حوالي عام 2003، اذ لاحظت تغييراً كبيراً في الإعلام الأمريكي في نقله لأخبار الشرق الاوسط. اتجه الإعلام بشكل عام ليكون ضد العرب، هذا الشيء بدأ بعد الحادي عشر من سبتمبر وبدأ بالتزايد بعد حرب العراق في عام 2003، كان هناك الكثير من مشاعر العداء والحذر ضد العرب والمسلمين في الإعلام، ثم وبعد عودتي من العراق بدأت أنتبه للطريقة التي يعامل بها العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة الامريكية، كانت حقاً معاملة غير إنسانية، سمعت قصصاً وقتها لعرب أمريكيين كانوا يتحدثون مع أقربائهم العرب في الشارع، وفجأة يتم الإبلاغ عنهم لل (اف بي آي). كان أمراً محزناً أن يتحول اتصال عرب ببعضهم الى مشكلة أمنية، او إذا قرأ شخص القرآن في الطائرة دخل هذا الشخص في متاعب، وأحيانا إذا كان شخصاً ما يشبه العرب او المسلمين يؤدي أحيانا لمشاكل لهذا الشخص المعني. أي شيء يشبه العرب كان تهديداً، كانت هناك يومياً قصص إخبارية عن العرب. اعتقدت إن هذا تضييعاً للوقت، أن يتم اغراق المتلقي بهذا الكم من التفاهات لن يساعد أي شخص. كنت أحمل الرغبة لعمل فيلم عن كيفية معاملة العرب في الولايات المتحدة الامريكية، نحن نملك علاقة مُعقدة مع هذا البلد، الكثير من العرب الذي آتوا هنا، هم أبناء بلدان فيها متاعب تاريخية، الجيل الذي أتى قبل هذا، وأغلبهم لبنانيين او فلسطينيين، يملكون قصصاً أخرى، لكنهم الآن يعاملون معاملة واحدة كالجيل الذي أتى بعدهم. هناك أيضا قصصاً لناس مثلي ومثلك، كل يوم تقابل اشخاص عرب في الشارع وكل واحد منهم لهو قصة مختلفة، كالطلاب الذين يأتون هنا للدراسة وبعد فترة يكون من الصعب لهؤلاء العودة الى أوطانهم الأصلية. الكثير من العرب قدم للولايات المتحدة للدراسة، مثل والدي الذي جاء بنية الدراسة والعودة بعدها الى العراق. أي كان يريد العودة الى بلده، لكن كان هناك "صدام حسين"، وحماقات مثل الانضمام الى حزب البعث العراقي. "من نحن كعرب في الولايات المتحدة الامريكية" هو شيء لم يتم اختياره دائماً بل فُرض علينا. الهجرة فرضت على كثير من العرب، أنا طلبت اللجوء هنا. نحن كعرب أمريكا لا نملك قصص المهاجريين المعروفة، لم نقدم على بواخر طبيعية، هذه القصة انتهت، وبدأ وجه جديد لأمريكا، واحد من الأسئلة التي أحاول أن أطرحها في الفيلم، إن المعاملة التي يتلقاها العرب هنا ليست نتيجة للحادي عشر من سبتمبر، فالعرب هنا محبطون قبل ذلك، هناك صور نمطية عن العرب منذ سنوات طويلة، في الإعلام، في السينما.

قنابل لطيفة

عودة الى سؤالك، أعتقد إن رحلتي الى العراق كانت السبب وراء فيلم "الأمريكي العربي". ذهبت الى العراق بنيات بريئة حد السذاجة وأفكار بالعودة النهائية للعراق. قلت صدام حسين ذهب الآن فلماذا لا نعود؟ ونحول بغداد الى عاصمة عالمية كما كانت يوما ما. ثم عندما وصلت هناك انتبهت الى أني أمريكي أكثر مما كنت أتوقع (يضحك بمرارة). بعد ذلك أدركت إذا كنت أريد العيش في أمريكيا، عليّ أن أفكر بما يجري، وتساءلت لماذا لا يتحدث أي شخص عن هذا الجنون في الإعلام الأمريكي تجاه العرب. سياسيون يظهرون في التلفزيون ويتهمون أوباما بانه "مُسلم"، والكثير يتصايح بعدها بانها ليست الحقيقية، لكن، حتى لو كانت هذه الحقيقية، هل تحول المسلم تلقائياً الى شخص خطير غير مرغوب به؟ في حملته الانتخابية الأولى، طلب الفريق المحيط بأوباما من سيدة محجبة كانت تجلس خلف أوباما بالمغادرة حتى لا يؤثر هذا على صورة المرشح. الجنسية الأمريكية التي حصلت عليها منحتني القوة لنقد النظام السياسي والإعلامي بدون الخوف من الإبعاد من البلد. عندها فكرت ما هي أسلحتي؟ أسلحتي هي الكاميرا والأفلام التسجيلية، لم أفكر وقتها إن الفيلم سيأخذ هذا المنحى الشخصي العائلي، وقصتي سوف تعاود الظهور في الفيلم. كنت اريد أن أركز على قصص الآخرين، لكن كان الكثير الذي يحدث في حياتي وقتها، والذي أصبح جزءاً من الفيلم. لقد صرفت أربع سنوات من حياتي على هذا الفيلم، الكثير من الأحداث الخاصة وقعت في هذه السنوات. أحد أسباب وجود الفيلم هو مسؤوليتي تجاه الجيل الجديد والذي ولد مثل ابنتي أثناء التصوير، كيف يمكن توثيق هذه الظروف لتكون جزءاً من تاريخنا. شيء مررنا به ولا زلنا نمر به.

·        كيف كان استقبال فيلم "الأمريكي العربي" في الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل أطلق نقاشاً معيناً؟ 

الاستقبال كان جيداً وإيجابياً، الفيلم كان له صدى خاص عند فئات معينة، كالذين يحملون هويات متنوعة، بالطبع ناس من العالم العربي وحتى إيرانيين وجدوا في الفيلم ما يشبهم، هناك العديد من الأمريكيين الذين يملكون أب من هنا وأم من هناك، عندما قال "مروان" في الفيلم:" إعطاء المرء الفرصة ليكون مختلفا، بدون الحاجة لتصنيف نفسه"، هذا كان شيئاً إيجابياً، أعتقد إن ردود الأفعال على الفيلم كانت جيدة، الشيء الإيجابي عن الفيلم إنه سهل في تركيبته، عندما عرضنا الفيلم في مدينة مونتانا في مهرجان "بيغ سكاي" السينمائي المرموق، عائلات من الطبقة الأمريكية المتوسطة حضرت الفيلم، وبدوا إنهم تأثروا بالقصص الشخصية في الفيلم، الذي لم أرغبه للفيلم هو عرض تاريخي لقصة الأمريكيين العرب، من أين أتوا ومن هم. لم أشأ أن أقدم دراسة اجتماعية، بالتأكيد هناك علاقة بين تاريخ العرب في أمريكا وتلك الخاصة باليهود مع البلد. عندما عرضت الفيلم في ولاية كاليفورنيا، حضر العرض العديد من اليابانيين الأمريكيين، والذين ربطوا بين تاريخهم في الحرب العالمية الثانية والعرب الآن. أعتقد إن استقبال الفيلم بين الأقليات والهامشيين في أمريكا كان إيجابياً لأنهم شاهدوا تاريخهم الشخصي في الفيلم.

·        فيلماك "القنابل اللطيفة" و "الأمريكي العربي"، هما في جزء كبير منهما ذاتيان، يقدمان سيرتك وسيرة عائلتك الشخصية، هل ساعدت عمليات إنجازهما في مراجعة تاريخيك بطريقة مختلفة، هل شكلا ما يشبه العلاج النفسي لك مثلاً؟

بالتأكيد، عندما عملت "القنابل اللطيفة" كنت بريئاً جداً ولم تكن لي خبرة طويلة في صناعة الأفلام الطويلة. أن تأخذ تاريخ عائلتك وتعالج أفلام فيديو وصور فوتوغرافية عائلية قديمة كانت مُهمة صعبة وتحدي كبير. لكنه أيضاً دفعني لسرد قصة تكون قريبة على الناس وبتفاصيل مهمة. ليس مهماً بالنسبة لي الحديث عن عائلتي وتاريخي الشخصي بتجرد، يجب أن يتوفر في هذه القصص عناصر تجد لها صدى عند ناس آخرين. عندما يصف مروان في فيلم "الأمريكي العربي" نفسه بالعربي رغم إن والدته من بولندا وأبيه من سوريا وولد في الولايات المتحدة، هذا يشبه وضع ابنتي الآن التي ولدت في أمريكيا من ام أمريكية. عندما تعرضت "آمال" لاعتداء بسبب حجابها، رغم أني غير متدين لكني أؤمن إن لها الحق في ممارسة حياتها وشعائرها بحرية.

·        لنتحدث قليلا عن فيلمك الأول "القنابل اللطيفة"، والذي عمره الآن ما يقارب العقد من السنوات. هل كانت لديك خطط واضحة عندما اتجهت الى هناك لعمل الفيلم، كيف ترى التجربة اليوم وبعد كل هذه السنوات، عاطفياً ومهنياً؟

لم يكن لدي أي خطط. كنت ساذجاً جداً، لقد ذهبت هناك ومعي 10 أفلام كاميرا فقط، في بغداد اشتريت أفلام فيديو اضافية، ذهبت هناك بذهنية غريبة وغير واقعية. لكن كانت لدي طموحات كبيرة وكنت بدون مخاوف. التجربة كانت من التجارب التي غيرت حياتي، لقد قابلت عمي للمرة الأخيرة (توفي بعد الفيلم)، وذهبت الى مدينتي بغداد. التجربة كانت حلوة ومرّة، عندما تترك مكاناً وأنت طفل، ذاكرة المكان تبقى على حالها. حديقة البيت كانت في ذهني خضراء دائماً، الشارع جميل ومُرتب، وبيتي كان قصراً. لكن عندما تعود، ترى إن كل شيء تغير وعلى شفا الانهيار، حديقتك العامة المُفضلة هي الآن مجاري عامة. هذا كان صعباً. الفقاعة انفجرت.

·        لكنك كنت تبدو سعيداً بالفيلم؟

نعم كنت سعيداً لأني أنا من اتخذت القرار للعودة للشرق الأوسط، لأول مرة في حياتي أكون أنا من يقرر العودة الى الشرق الأوسط. في الماضي لم يكن لي خيار عن الجهة التي تأخذني اليها عائلتي. كما إني شعرت بالواجب لإنجاز الفيلم.

·        الذي يشاهد الفيلم سيلفته التعاون الكبير لزوجتك الأمريكية، هي سافرت معك وصورت هناك، ومرضت، وأنت صورت كل تلك المعاناة، كيف كان ذلك؟

نعم كانت متعاونة كثيراً، كانت مستعدة للموت. ولقد رغبت أن أضمن كل تلك المعاناة في الفيلم، بما فيها إن جسمك قد يخونك بسبب الأمراض والجهد. الشيء الذي لا يتكلم عنه الناس كثيراً هو الوحدة التي يعيشها المدنيين اثناء الحروب، المعاناة التي يعيشها الناس داخل بيوتهم وقلقهم على ما يجري، هذا أمراً لا يتحدث عنه الكثيرين. أنا أؤمن إن نظام مناعة أجسامنا مرتبط بما يجري حولنا وأحيانا يُعَبِر عنه

·        فيلمك الأول يقدم العراق بعد عام 2003، الحرب والفوضى، بالعودة الى ذلك الفيلم، هل تتمنى أنك أنجزته بطريقة مختلفة؟

بالطبع، التحديات كانت كثيرة عندها، كنا نسأل أنفسنا وقتها هل نستطيع أن نذهب الى هذا الجزء من المدينة او ذاك، هل هناك خطورة ما؟ لقد قابلت عديد من الناس الذين تأثروا بالحرب او اشتركوا بها لكن قصصهم لم تكن مناسبة او صالحة للفيلم، كنت أتمنى مزيداً من الوقت، مقابلات أكثر، مساعدة من بعض الناس. الذي حدث أني كنت مع عائلتي، وهذا كان يفرض نوع من الفرض الاجتماعي بالبقاء معهم، بالطبع حاولت أن ابقي الكاميرا مشتغلة طوال فترة بقائي معهم لكنهم كانوا يطلبون مني ايقاب التصوير أحياناً لتعبهم من وجود الكاميرا. كان عليّ أن أوازن بين هذه الأشياء. كنت حذراً بخصوص الحدود التي يجب أن ألتزم بها في تصوير حيوات الآخرين. بعض العراقيين لم يكونوا مرتاحين بعرض كثير من حياتهم للكاميرا. كنت محظوظاً لأني أملك ابن عم ساعدني كثيراً بالتنقل.

لكني أعتقد أيضاً إن جوهر الفيلم التسجيلي ذاك هو الحديث عن تجربتي الشخصية، أي تركي للمكان ثم عودتي اليه وما عناه ذلك لي. ثم إدراكي عدم قدرتي على العودة والعيش في ذلك المكان مرة أخرى. ربما أعود عندما أبلغ عمراً متقدماً. لقد كنت أتعلم كيف أكون مخرجاً تسجيلياً أثناء وجودي هناك. الشوارع كانت مدرستي. أحياناً كنت أسال نفسي عن المدى الذي أريده للتجربة أن تصله. لقد كتبنا وصيتنا قبل ذهابنا للعراق. بالطبع كان وجود "كريسيتي" كان مسؤولية. أنا سعيد بالفيلم الذي أنجزته لكن أي صانع فيلم يتمنى انه قام بشيء مختلف.

·        هل تفكر بجزء ثاني لفيلم "القنابل اللطيفة"، تتابع فيه يوميات وحيوات الشخصيات التي قدمتها في فيلمك الأول؟ أسال ذلك، لأني أجد الشخصيات في الفيلم مثيرة لحد كبير، وخاصة النساء، هم جميعهم أبناء طبقة متوسطة، من الذين كانوا يحملون أحلام كبيرة للعراق وربما خيباتهم اليوم كبيرة أيضاً.

فكرت بجزء ثاني للفيلم. بعض نساء العائلة غادروا للسويد وبعضهم لدولة الأمارات العربية وأبي يعيش في أربيل. أنا أتمنى أن أعمل جزء ثاني إذا وُجِد الدعم المناسب. أحب ان اسمع المزيد من النساء في عائلتي عن تجربتهن، أراه شيئاً مثيراً جداً، ما حدث هو موجة جديدة من اللاجئين في العراق، كما حدث بعد كل حرب مرت على البلد. هناك سيكون دائماً أجيال تعيش خارج بلدانها وتعيش تجربة المنفى او الحيرة بين بلدين، إنها القصة العراقية الأزلية، او العربية. لو كان العراق بلداً مُستقراً لكنت أنا وأنت مثلاً مازلنا هناك، ربما نعمل في المكان نفسه. لكن هذا غير ممكن. ربما يجب أن نقول الآن إن لا مشكلة من العيش بين بلدين.

·        هل شاهد أقربائك فيلم "القنابل اللطيفة"، هل أحبوه؟ هل وجدوا أنفسهم فيه؟ 

نعم..، كلهم شاهدوا الفيلم، كل من ظهر في الفيلم شاهده، وأنا على تواصل دائم معهم. هم مهذبون كثيراً لذلك قالوا إنهم أحبوا الفيلم جداً (يضحك)، أنا أعطيت الفرصة لهم لكي يقولوا ما يشاؤون. حتى لو قاولوا أشياء أنا لم أكن راضياً عنها. هم اكتشفوا أصواتهم. لقد شاهد الفيلم متعاطفين مع الحزب الجمهوري الأمريكي من الأمريكيين وصرخوا أنظروا العراقيون راضون عن الحرب، كما علق ديمقراطيون أمريكيون بأن الناس في العراق ضد الحرب. لقد اختار أغلب الذين تحدثوا بالفيلم اللغة الإنكليزية، لكي يصل صوتهم الى المشاهد الأمريكي الذي يتوجه اليه الفيلم بالأساس. العراقيون الذي شاهدوا الفيلم احترموه لأنهم منحهم الفرصة لقول ما يريدون. لذلك أقول إن ردود الأفعال على الفيلم كانت إيجابية. لكن عليك أن تنتبه إن الفيلم يضم آراءً مُختلفة ومتعارضة، كما إن العراقيون فيه ليسوا نوعاً واحداً. آمل أني نقلت بفيلمي بأن العراقيين مختلفين. لكن لنغير السؤال قليلاً، ونقول كيف كانت ردود أفعال الأمريكيين عن الفيلم؟ الشيء المثير جداً هو الصور النمطية التي يحملها كثير من الأمريكيين عن العراقيين. بعضهم قال انظر العراقيين عندهم كمبيوتر مثلاً، والأطفال يلعبون ألعاب فيديو، والناس تذهب الى عملهم. هذا شيء لا يراه الأمريكيين بالعادة، الأخبار هناك لا تريهم ذلك ولا السينما الأمريكية الشعبية.

الجزيرة الوثائقية في

12.07.2014

 
 

«سقوط حر» و«حقل الذرة» يتميزان في مسابقة «كارلوفي فاري»

نديم جرجوره  

انتهت، مساء أمس الأول الخميس، العروض الخاصّة بأفلام المسابقة الرسمية للدورة الـ49 (4 ـ 12 تموز 2014) لـ«مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي». 12 فيلماً هو عدد العناوين الجديدة المُشاركة فيها. هذا يعني أن لجنة التحكيم، التي يترأّسها المنتج الإسباني بويس مينّارو، أنهت مداولاتها، واختارت الأفلام الفائزة، التي تُعلن عناوينها مساء اليوم السبت. المسابقات والبرامج الأخرى متضمّنة تنويعات مهمة، شكلاً ومضموناً. المهرجان، بحدّ ذاته، «موطئ قدم» لسينما تميل، غالباً، إلى العنصر الشبابي. تنويعات مفتوحة على جماليات لا تقلّ أهمية عن تلك المختارة للمسابقة الرسمية، في مقابل عناوين أقلّ أهمية موزّعة على الأقسام كلّها أيضاً.

تبسيط

لم يتمكّن «لعبة عادلة» للتشيكية أندريا سيدلاكوفا (مواليد براغ، 1967) من تحقيق ما هو أكثر من «حدّ أدنى» عادي ومطلوب في اشتغاله السينمائي. موضوعه غارقٌ في كليشيهات تقليدية، وتسطيح جمالي ـ درامي. استعادة إحدى الحقب السوداء في تاريخ تشيكوسلوفاكيا السابقة، في ظلّ نظامها الديكتاتوريّ، دون المستوى البصري الفني. إثر عرضه قبل يومين، عبّر بعض مشاهديه عن خيبة إزاءه. ظنّ هؤلاء أن التعريف به قابلٌ لأن يكون انعكاساً لبراعة ما في صنعه. خيبة لم تتغاض، عن أسلوبه البسيط في مقاربة حكاية مُكرَّرة: آلة القمع في ممارسة الحكم، والرغبة في خلاص ما، واختبار معنى مواجهة الظلم في ذروة تشدّده. التكرار معقودٌ أيضاً على آلية المعالجة المبسّطة والمباشرة. الستينيات قاتلة في بلدان «المعسكر الاشتراكي»، وتشيكوسلوفاكيا لا تُستثنى من بطش الأنظمة الحاكمة. الابنة على خطى أمّها. الأم لاعبة كرة مضرب سابقة. الابنة عَدّاءة. الأب مهاجر خارج «الجدار الحديدي». براعة الابنة لافتة لانتباه السلطات. هناك رغبة رسمية في تقديم «صورة حسنة» عن البلد أمام الغرب أثناء دورة للألعاب الأولمبية تُقام في الولايات المتحدة الأميركية. ضغوط لا تُحتَمَل. الأم ساعية إلى «إنقاذ» ابنتها من ورطة البقاء في بلد مقموع. الابنة منزوعة الإرادة، وممنوعة من قول رأي وتحقيق ما تراه مناسباً لها، أو ما تريده. قمع ممزوج بـ«اختراق» واضح لأصول طبية وأخلاقية. مقارعة الظلم نفسه منسحبة على الكتابة أيضاً. هذه مفردات عانت تأثيراتها السلبية شعوب ومجتمعات وأفراد. اللغة السينمائية عادية للغاية. هناك غياب واضح لتوازن فني ودرامي وجمالي بين معنى العودة إلى الماضي والشكل السينمائي المستخدَم.

هذا مأزق تقع فيه أفلام عديدة مشاركة في المسابقة الرسمية أو خارجها. «لا مكان في مورافيا» لميروسلاف كروبوت (مواليد سومبيرك/ «تشيكوسلوفاكيا»، 1951) إحدى تلك العلامات المؤشِّرة إلى بساطة بصرية في معاينة أحوال أناس، وقراءة واقع، وتعرية نفوس. الريف مساحة جغرافية وروحية ومعنوية. قلائل هم المقيمون في قرية صغيرة. الكاميرا تخترق بعض المُبَطّن، إثر وفاة الكونتيسة الألمانية، التي يبدو أن لا أحد يُحبّها أو يُبالي بها. الرجال خانعون ومرتبكون وقلقون وتائهون وغائبون عن الوعي. النساء مقبلات من ذكريات أليمة، وعائشات في راهن أكثر ألماً. الجميع خاضع لآلة قاسية تُحرِّك يومياتهم وسلوكهم الحياتي وأفكارهم. للجسد حاجات. للماضي ثقلٌ مستمرّ. العلاقات بين هؤلاء غير سليمة. التصوير المعتَمَد عاديّ، وإن كان أفضل من «لعبة عادلة». أعني بالتصوير ما هو أبعد من شغل آلة الكاميرا: المعالجة. تفكيك الشخصيات وحالاتها. فضاء اللغة.

تساؤلات

تنسحب ملاحظات كهذه على «عودة حميدة» للروسية أنجيليكا نيكونوفا (مواليد «روستوف ـ أون ـ دون»، 1976). محاولة جمع قصص متفرّقة (تبدو متناقضة أحياناً) في خط درامي واحد غير موفّقة. لا شكّ في أن الفيلم متمكّن من أدواته، أو بعضها على الأقلّ: السخرية. المناخ العام. بعض الشخصيات والمواقف... إلخ. لكن المسألة كامنةٌ في أن البناء الدرامي كلّه غير متوازن وصحّي: ممثلون عديدون يفتعلون الأداء. مسارات بعض الشخصيات مبهمة في كتابتها السينمائية، كما في تنفيذها. الإخراج عاديّ. القصّة؟ أفراد عديدون يعانون مآزق، ويواجهون تحدّيات. مهاجرون من دول متفرّقة، يلتقون في بقعة أميركية واحدة، وتجمعهم مصائر مشتركة، وإن ذهب كلّ واحد منهم إلى «مجهوله» الخاص، قبل أن يلتقوا معاً بطريقة أو بأخرى، ولسبب أو لآخر. تعدّد الشخصيات أثقل على الفيلم سلباً. لكن قصصها مأخوذة من وقائع العيش في بلد «الحلم الأميركي» المعطوب، أو المعطّل.

في المقابل، يبدو أن شكل المنافسة الفعلية مُحدّد بين «سقوط حرّ» للمجري غيورغي بالفي (مواليد بودابست، 1974) و«جزيرة الذرة» للجيورجيّ جورج أوفاشفيلي (مواليد مْتسخيتا، 1963). الأول مبنيّ على عبثية الوجود والحياة، وعلى غرائبية العيش وهوس المختلف. مبنيّ أيضاً على قصص مستقلّة، يجمعها خيط واحد متمثّل بسقوط متكرّر لامرأة عجوز من سطح المبنى، من دون أن تموت. سقوطها مدخلٌ إلى فضح ما يجري في المنازل المختلفة. لقطات غريبة لأناس غرائبيين. لكن هؤلاء جزءٌ من عالم متكامل، استمدّ بالفي منه حكايات تحرّض على إعادة طرح أسئلة الوجود والحبّ والعلاقة بالعالم الخارجيّ للذات الفردية والولادة (العودة إلى الرحم). الثاني معاينة لرمزية الخلق والطبيعة والصراع الدائم من أجل الحياة. العجوز قادمٌ من المجهول إلى جزيرة صغيرة جداً، تقع في حيّز جغرافي على نهر «إنغوري»، متنازَع عليها بين جورجيا وأوزبكستان، في زمن ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتفكّكه. جزيرة متحوّلة، على أيدي العجوز وحفيدته، إلى حقل للذرة. العواصف لا تقلّ خطورة عن أهواء البشر. الجنود المتقاتلون بعضهم مع البعض الآخر خطرون، كما النفوس ورغباتها.

الأجمل من النبض الإنساني الخاصّ بالفيلمين كامنٌ في بهاء التصوير والمعالجة. المجري بالفي معتَمِدٌ على أكثر من نمط تصويري واحد (مدير التصوير غيرغيلي بوهارنوك) بحسب هواجس الشخصيات والقصص، كما كوابيس تلك الشخصيات ومتاهاتها وأفكارها وانفعالاتها وآلامها. الجيورجيّ أوفاشفيلي متابع دقيق للتفاصيل المختلفة المواكبة لمَسار الجوهر. لقطات مُذهلة في تصويرها (مدير التصوير إلِمِر راغاليي). تقلّبات الطبيعة والنفوس، والألوان، والكادرات، والسياق، إلخ. أمورٌ تتكامل معاً في بناء فيلميّ مثير للمتعة وللتساؤل مجدّداً عمّا هو مُكرَّر دائماً: الحياة والموت. بيد أن تكرار التساؤل في هذين الفيلمين مرتبط بتجديد لغة المعالجة البصرية، ومعاينة عمق الحكاية والشخصيات والحالات.

السفير اللبنانية في

12.07.2014

 
 

المخرج البحريني محمد جاسم:

بأفلامي أتحدى «الهودجكن»

الوسط - منصورة عبدالأمير  

عاد إلى البحرين أخيراً، بعد انتهاء فترة علاجه في الأردن، المخرج البحريني الشاب محمد جاسم، مخرج عدد من أفلام الأنيميشن القصيرة التي لفتت الأنظار إلى موهبته المميزة.

محمد قضى في الأردن فترة تكاد تصل إلى العام لإتمام جلسات العلاج الكيماوي وذلك لإصابته بمرض نادر هو مرض الهودجكن (Hodgkin)، وهو ورم دم خبيث يندرج تحت الأمراض السرطانية. هذا المرض الذي تم تشخيص إصابة محمد به قبل أعوام، شفي منه، لكنه عاود مهاجمته. عاد إلى الأردن ليستأنف رحلة علاج شاقة لكن الشاب محمد، يحمل روحاً مثابرة مجدة، ما كان له أن يستسلم للمرض اللعين. منذ المرة الأولى واصل العمل على فيلمه «سلاح الأجيال». في هذه المرة قرر محمد أن يجعل تحديه مع المرض أكبر. قرر أن يهزمه على طريقة «الأنيميشين» وضع فكرة فيلمه وقرر أن يصرع المرض أو لعله أراد أن يجعل منه صديقاً.

نعم، هذه المرة، كسابقتها، قرر أن يصنع فيلماً جديداً فيما يواصل علاجه، وهو يكرر أنه رغم مشقة التعرض للعلاج الكيماوي إلا أنه يستغل فترة النقاهة بين جلسات العلاج الكيماوي ليواصل العمل في فيلمه.

في فيلم (Hodgkin)، وهو آخر أفلامه، أراد محمد أن يتحدث عن تجربته مع المرض وأن يسرد معاناته معه وشجاعته في مواجهته. هذا المخرج المبدع بشكل مختلف... مختلف تماماً. عنوان الفيلم الفرعي «كيف تجعل المرض صديقاً»، وهو فيلم وثائقي يسلط محمد فيه الضوء على قصته مع المرض خلال 45 دقيقة.

شارك محمد بفيلمه هذا في عدد من المهرجانات الدولية وحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي وأفضل إخراج من مهرجان أكوليد في كاليفورنيا.

لمحمد فيلمان آخران، الأول فيلم قصير بعنوان «سلاح الأجيال» The Power of Generations وفيه يوجه دعوة لإحلال السلام في العالم واصفاً إياه بالسلاح الوحيد الذي يحفظ الأجيال ويبقي الحياة على الأرض.

هذا الفيلم شارك في عدد من المهرجانات الدولية وحقق عدة جوائز وإشادات لعل آخرها جائزة تميز Awards of Merit من مهرجان «بست شورت» في كاليفورنيا. حصل في المهرجان نفسه على جائزة عن فيلم (Hodgkin).

وكان فيلم «سلاح الأجيال» فاز بالجائزة الثالثة في الدورة الرابعة من مهرجان الخليج السينمائي في دبي عام 2011، كما حصل على جائزة أفضل مؤثرات بصرية «جرافيك» من مهرجان هوليوود للأفلام العائلية.

كذلك قدم محمد ثاني أفلامه وهو فيلم أنيميشين عنوانه «آخر قطرة نفط» The last drop of oil. هذا الفيلم الذي يروي ما يمكن أن يحدث في حال نضوب النفط يتتبع مصير آخر برميل نفط في العالم. الفيلم من إنتاج وتأليف وتصوير محمد جاسم بالمشاركة مع إبراهيم البوعينين في التأليف والإخراج وعبادة الحسن في التصوير.

هذا الفيلم حصل هو الآخر على جوائز منها جائزة التميز لأفضل فيلم أنيميشين من مسابقة أكوليد كومبيتشين Accolade Competition في كاليفورنيا، كما حصل على جائزة أفضل فيلم أنيميشين من مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية في دورته الثانية.

الوسط البحرينية في

12.07.2014

 
 

«الرجل العنكبوت المذهل2».. المزيد من «السينما جيم» !

محمود عبدالشكور 

من الآخر كده، وعلى بلاطة كما يقولون، لم يعجبنى على الإطلاق فيلم «the amazing spiderman 2» الذى قام ببطولته أندرو جارفيلد، وأخرجه مارك ويب، الفيلم مفرط الطول (140 دقيقة)، ويمكن أن تحذف منه 45 دقيقة فى تقديرى بارتياح كبير، بدلا من هذا اللت والعجن والاستطراد، كما أنه يكرر ما نعرفه من قبل حول صراع الرجل العنكبوت بين محاولته الحرص على حياة المحيطين به، وبين واجبه الوطنى فى إنقاذ مدينة نيويورك، كان هناك نوع من الإلحاح على المعنى وخصوصا فى علاقته بحبيبته جوين، مع مبالغة فى إضفاء جانب عاطفى على الشخصية، بينما نعلم أن الفيلم أولا وأخيرا يندرج تحت مسمى « السينما جيم»، أى تلك الأعمال التى تعتمد الإبهار الحركى باستخدام المؤثرات البصرية والسمعية، الحقيقة أن الفيلم أرهقنى بصريا ( منفذ بتقنية البعد الثالث)، أحسست أننى لو أنفقت الوقت فى أى سايبر لمشاهدة أى لعبة من فئة «الفيديو جيم» لكان ذلك أجدى وأفضل، ولتجنبت ما عانيته من صداع المشاهدة والاستطراد.

يركز الجزء الجديد الذى تكلف 200 مليون دولار على الماضى الغامض للرجل العنكبوت، والده ريتشارد باركر كان عالما فى شركة تخصصت فى أبحاث الجينوم البشرى، لمدة عشرين عاما حاول باركر أن يستخدم الحامض النووى للإنسان، مع إضافته إلى العنكبوت (شوف إزاى ؟!!)، المهم أنه كان لديه شريك عالم أيضا اسمه أوزبورن فى نفس الشركة العملاقة التى تحمل اسم «أوسكورب»، ولكن باركر يتعرض للتهديد من جهة مجهولة، فيقرر أن يترك طفله الوحيد بيتر ( الذى سيصبح فيما بعد الرجل العنكبوت)، عند خالته ماى ( النجمة المخضرمة سالى فيلد وهى أفضل ما فى الفيلم)، ويهرب مع والده بيتر، ولكن مجرما يهاجمهما فى الطائرة، ويتمكن باركر قبل موته أن يترك لابنه رسالة إليكترونية تجمل اسم روزفلت، تكشف عن سر مشكلته، يكبر بيتر (أندرو جارفيلد)، ويصبح الرجل العنكبوت، نراه وهو ينقذ نيويورك من المافيا الروسية التى تحاول سرقة شحنة يورانيوم عشرات من سيارات الشرطة تطارد الشاحنة، ولكن بيتر وحده ينسج خيوطه، ويوقع بالعصابة «نفر .. نفر»، بل إنه يذهب للحاق بحفل تخرجه، ومقابلة حبيبته جوين (إيما ستون)، نكتشف أنه يريد أن يقطع علاقته بالجميلة جوين، ليس لأنه يكرهها لا سمح الله، ولكن لأن والد جوين، وكان رجلا للبوليس، طلب منه أن يبتعد عنها لأنها قد تدفع ثمن مطاردته للأشرار، أما الخالة ماى فهى لاتقول الكثير عن أسرار والد بيتر، ثم تضطر أن تخبره فيما بعد أنها على خلاف بين بيتر وشريكه العالم أزبورن فى شركة أوسكورب، والتى تعمل بها (بالصدفة) جوين، كما أن الشركة نفسها ورثها الشاب هارى أوزبورن، الذى هو ( بالصدفة أيضا) صديق بيتر فى الدراسة.

تتضح مشكلة السيناريو فى الاستطراد والتطويل، وفى وجود اثنين من الأشرار يكرران نفس الفكرة، والعلاقـــة بينهما وبين بيتر متعسفة: هنـــــاك المهندس ماكس ديلون (جيمس فوكس) الذى ينقذه بيتر بالصدفة كذلك، هذا الرجل هو مصمم مشروع ضخم فى شركة أوسكورب عن الطاقة الكهرومائية، ولكن بسبب خطأ كهربى ما لم أستوعبه، تحول ماكس إلى وحش يريد تدمير كهرباء نيويورك، بل ويحاول قتل بيتر الذى أنقذ حياته (!!) من ناحية أخرى، يستدعى هارى صديقه بيتر، يطالبه بأن يبحث له عن الرجل العنكبوت، «ليه يا هارى؟»، يقول هارى إنه مريض، وحصوله على دماء الرجل العنكبوت سيشفيه، لأن أبحاث باركر وأزبورن حققت خلطا بين الحامض النووى الإنسانى ودماء العنكبوت، وقد تم إعدام كل حشرات العنكبوت المستخدمة فى التجربة، من ناحية ثالثة يكرر بيتر موقفه بالابتعاد عن جوين لحمايتها من الأخطار التى تهدده، وتقرر هى السفر الى أوكسفورد للدراسة، بينما نراها تورط نفسها داخل الشركة فى معرفة حقيقة ما حدث للمهندس ماكس المتحول، والذى حذفت الشركة كل ما يتعلق به من معلومات.

لعلك قد لا حظت أننا أمام «تورلى» من الخطوط التى ساهمت فى ترهل الإيقاع تماما وفى تعقيد الحبكة لإطالة زمن الفيلم، ثم يزيد الأمر عبثية عندما يدخل هارى على الخط، ويتحول بدوره إلى وحش كهربى على طريقة المهندس المتحول ماكس، فى نفس الوقت الذى يقرر فيه بيتر العودة إلى الحقيبة التى تركها لها والده، وفيها الرسالة الإليكترونية التى تحمل اسم «روزفلت» (لسه فاكرينها؟)، نكتشف بعد طول انتظار سر الحكاية كلها: فقد أراد أوزبورن أن يستغل بحوث زميله الطبية لعلاج البشر، من أجل تطوير أسلحة فتاكة، وهذا هو سبب مطاردة والد بيتر وأمه وقتلهما، وهكذا يصبح أمام بيتر أن يتحدى ماكس وهارى وكل من يحاول إظلام مدينة نيويورك، ولكنه يفقد حبيبته جوين فى تلك المعارك الشرسة، ويتحقق فعلا ما قاله والدها من ضرورة ألا تدفع ابنته ثمن بطولة بيتر، يصاب بيتر بالإحباط الشديد، ولكن ظهور مسخ إليكترونى جديد، يدفعه إلى العودة من جديد لإنقاذ مدينة نيويورك، متذكرا خطبة جوين فى حفل التخرج الجامعى، إنها تتحدث عن نعمة الحياة، عن ضرورة التمسك بالأمل حتى النهاية رغم كل شىء، فى المشهد الأخير، يقوم طفل صغير بارتداء ملابس الرجل العنكبوت، ويواجه الوحش، يشعر بيتر بالسعادة لأن شجاعته لم تضع هباء، وأنها انتقلت إلى الأجيال الجديدة، يعود بيتر إلى مواجهة الشر رغم أنه فقد جوين، يحسم الصراع داخله بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

يفتقد أندرو جارفيلد كاريزما بطل استثنائى مثل الرجل العنكبوت، ورغم أن الشخصية كما قدمها هذا الجزء كوميدية وخفيفة الظل، إلا أن الأخ أندرو ثقيل الحضور على الشاشة، كما أن أداءه للمشاهد المؤثرة عاطفيا كان مبالغا فيه، طريقته فى البكاء مفتعلة ومثيرة للسخرية، إيما ستون كانت أيضا أكبر بقليل من دور فتاة جامعية رقيقة وجذابة، بدت مثل العروسة باربى ذات الجمال الصناعى، وحتى دان ديهان فى دور هارى كان مثل مراهقى الأفلام الأمريكية الذى لا تستطيع أن تقول له عندما تراه سوى:»روح العب بعيد يا شاطر»، إنه أحد أتفه الأشرار الذين شاهدتهم، ومن أكثرهم إثارة للرثاء !!

أكتوبر المصرية في

12.07.2014

 
 

لمسة واقعية ترفع مستوى سلسلة Planet of the Apes 

كتب الخبرنولين كلارك 

تدور أحداث Planet of the Apes بعد عشر سنوات من الفيلم السابق. إنها نسخة مجددة من سلسلة الخيال العلمي المستوحاة من رواية بيار بول الصادرة في عام 1963 والتي حققت أكثر من 480 مليون دولار على شباك التذاكر عالمياً. يقدم الفيلم الجديد عالماً طورت فيه القرود حضارتها الخاصة فيما أصبح البشر ظاهرة نادرة.

اندفعت مجموعة من الرجال الذين يرتدون بذلات سميكة في موقع تصوير ضيق داخل استوديو {مانهاتن بيتش} في صباح متأخر من شهر أكتوبر. سجلت شبكة مؤلفة من أكثر من 50 كاميرا حركاتهم فيما راحوا يصدرون أصواتاً قوية ويشقون طريقهم نحو منصة رمادية حيث جلس أندي سركيس بوضعية القرفصاء. زمجر هذا الممثل الذي يبلغ 49 عاماً وفتح أنفه فتمددت البقع البيضاء المرسومة على وجهه.

كل من يتابع تطور المشهد على شاشات الحواسيب فيما يتلاعب به فريق التأثيرات البصرية من شركة {ويتا ديجيتال} لن يشاهد ممثلين يرتدون أزياء غريبة بل قبيلة من قرود الشمبانزي التي تتجول في المكان.

صرخ المخرج مات ريفز خلال عمله على فيلم Dawn of the Planet of the Apes: {هذا جيد. لنتابع التصوير ونبتكر مشهداً صاخباً، مع مزيد من القوة والضجة}.

لتحضير هذا الجزء الذي يستكمل الفيلم الذي حقق نجاحاً هائلاً في عام 2011 (Rise of the Planet of the Apes)، تقضي مهمة ريفز برفع مستوى الفيلم المقبل من هذه السلسلة التي تنتجها شركة {فوكس}.

يسعى عدد من الناجين، من بينهم مالكولم (جيسون كلارك، أب عازب ومهندس سابق)، وإيلي (كيري راسل، ممرضة)، ودريفوس (غاري أولدمان، زعيم المستعمرة البشرية المتبقية بين ركام سان فرانسيسكو)، إلى استعادة الطاقة الكهربائية في سان فرانسيسكو. لكن سرعان ما يصطدمون هناك بقبيلة القرود المتوسعة، بقيادة سيزر (سركيس)، وهو ذرية قرد مخبري كان قد تحول إلى زعيم لقبيلته المتوسعة التي تشمل زوجته كورنيليا (جودي غرير) وابنه المراهق ريفر (نيك ثورستون)، ومجموعة من الأصدقاء المقربين.

قال سركيس: {أنشأ سيزر مجتمعاً تسود فيه مساواة كاملة بين إنسان الغاب والشمبانزي والغوريلا، فرضوا مجموعة من القناعات جماعياً، وثمة ركائز صارمة عن المسموح والممنوع. هو زعيم منصف}.

أضاف ريفز (Cloverfield، Let Me In): {إنه فيلم من وجهة نظر القرود. لا تتوقف القرود عن التكاثر، وهذا ما يعطي القصة طابعاً مهيباً مع جانب بدائي وقبليّ في آن. حين ندخل ذلك العالم، ندرك فجأةً وجود بعض البشر المتبقين. تتمحور القصة فعلياً حول تحديد الطرف الذي سيرث كوكب الأرض. في هذه اللحظة بالذات، يمكن إطلاق عنوان {كوكب البشر والقرود} على الفيلم.

تصوير عالي التقنية

كي ينغمس المشاهدون في عالم القرود، عزز ريفز تقنية تصوير الأداء وبلغ بها مستوىً جديداً. تقليدياً، كانت الأفلام من هذا النوع تُصوَّر على منصة داخل استوديو، مع تعزيز أداء الممثلين رقمياً بفضل الخبراء والتقنيين المتخصصين بالرسوم المتحركة والتأثيرات البصرية. لكن تم تصوير معظم مشاهد هذا الجزء في موقع التصوير، مع ممثلين وعاملين يتحمّلون رطوبة الطقس في نيو أورليانز وغابات فانكوفر المتجمدة في كندا، ومع حمل معدات الإضاءة والكاميرات الثلاثية الأبعاد الضخمة.

قال ريفز الذي استلم الإخراج بعد المخرج روبرت وايت: {نحن موجودون في الأدغال، ولا نبتكرها. كانت المهمة شاقة جداً لكنّ الأمر الممتع من الناحية الجمالية هو أننا سنشعر بأننا جزء من الواقع. العامل الخيالي الوحيد هو أننا أمام قرود ذكية. لا أحد وصل يوماً إلى المستوى الذي بلغناه، لذا يُفترض أن يكون الانطباع الذي نعطيه في الشكل والتصوير مميزاً}.

الجريدة الكويتية في

12.07.2014

 
 

«رجال في الحرب»... يوم من المأساة

عبدالستار ناجي 

تدور أحداث فيلم «رجال في الحرب» الذي انتج عام 1957، على مدى يوم كامل» حافل بالحكايات والتفاصيل الدقيقة، المقرونة بويلات الحرب.. والمأساة عن حكاية مفرزة من الجنود تواجه اصعب الظروف ابان الحرب في كورية.

الفيلم من توقيع المخرج انتوني مان وبطولة وبرت ريان والدو رأى.

قد يتصور البعض ان يوم 6 سبتمبر عام 1950 يمكن ان يكون يوماً اعتيادياً بالنسبة للكثيرين، ولكنه بالنسبة لاعضاء تلك المفرزة من الجنود الاميركان ابان الحرب الاميركية- الكورية، هي في الحقيقة ، اليوم الاصعب والاهم في مسيرتهم وتاريخهم..

وبصعوبات لا تقل عن ذلك اليوم، واجه الفيلم كثيراً من الصعوبات خصوصا، اذا ما عرفنا بان كاتب السيناريو الأميركي فيليب يوردان كان موضوعاً على اللائحة السوداء «المتهمين بالشيوعية» - لائحة مكارثر- ما دفع البنتاغون الى رفض الفيلم والتعاون مع المنتج.. بل أدان الفيلم لاحقا، لان في الفيلم اشارات لعدم انضباطية الجنود الاميركان.

وفي شديد الشفافية والعمق، وفي تحليل اللحظة والشخصيات والظروف التي تحيط بهم.

الفيلم يعتمد في البناء الروائي على حكاية الفرقة المشاة «24»، والتي واجهت يوم السادس من سبتمبر 1950 لحظات هي الاصعب، حينما فقدت الاتصال اللاسكي، وهم في عمق الجبهة، لتبدأ المواجهة مع القوات الكورية الشمالية.. حيث يتم اغتيال عدد من الجنود الاميركان.. واخذ اسلحتهم فيما يشغل قائد الفصيلة الملازم ينسون «ريان» قضية اساسية وهي تنفيذ الاوامر التي صدرت له في اول المهمة، وهي الوصول الى احدى التلال المرتفعة للارتباط مع القوات الاميركية.

تتوقف الدورية بعد تعطل الجيب الذي يقوده الرقيب «مونتانا» - رأى- بعد ان تتعرض المجموعة الى قذيفة واصابة العقيد روبرت كيث من فرقة الفرسان الاولى، حيث ينقد العقيد المقدرة على الحركة.. وعندها تبدأ معركة نهراناك دونج، حيث يسقط الرجال كما المطر.

يقود ريان وراى الفرقة وسط التلال.. حيث نتابع عدد من الحكايات، من بينها عصيان الاوامر.. ومواجهة الاعداء.

وعند التلال، نشاهد كماً من المعارك بين الكر والفر يقودها الثنائي «ريان و«رأى» من اجل تنفيذ الاوامر.. وهم دائما في عزلة.

وانقطاع تام عن الاتصال بالقيادة، بحيث نتابع من خلال تلك المفرزة او الفصيل الصغير كل الحكايات التي يمكن تصورها عن الحرب من خطط واستراتيجيات وايضا عصيان ورفض ومواجهات مع العدد.. وبين الجنود بعضهم بعضا حتى نصل الى قمة تلك المشهديات، حينما يسقط اكبر كم من الضحايا في نهاية الامر، ولا يتبقى سوى ينسون ومونتانا حينما تصل التعزيزات الاميركية، وحينما تبدأ عملية توزيع الاوسمة.. عندها يقوم مونتانا بالقاء الميداليات على الموتى في منحدر التل، في مشهد هو الاهم، يمثل الموقف الصريح ضد الحرب.. وضد ما تحمله من كوارث وضحايا.. وان تلك الميداليات لا تحمل اي قيمة مقابل سقوط الابرياء في حروب غير مجدية.

ذلك المشهد القاسي، يأتي على خلفية الاغنية الخالدة التي صاغها - المر برنشتاين- والتي تنبذ الحرب وترسخ البطولة.. والتضحية.. وتشير ايضاً الى الالم.. والمأساة.

رفض البنتاغون للفيلم وطروحاته، ينطلق ايضاً من وضع اسم سيناريست العمل فيليب يوروان على اللائحة السوداء لاتهامه بالماركسية، ضمن لائحة مكارثر الشهيرة.. والتي حرمت الكثير من الكتاب والمفكرين من العمل في السينما والمسرح لايمانهم بافكار من بينها نبذ الحرب.

ذلك الرفض من قبل البنتاغون، حرم المنتج الفيلم من الحصول على دبابات والمعدات العسكرية من قبل وزارة الدفاع الاميركية.. ما دفع المخرج انتوني مان للتركيز على المشاهد الطبيعية، حيث صورت في برونسون كاينون، كما لم نشاهد في الفيلم صور جنود العدو كل تلك المعطيات ساهم في المحاولة لتقليل قيمة العمل الفنية، ولكن قيمته الفكرية والابداعية ظلت عالية المستوى، للمضامين التي يقدمها، وفكرة نبذ الحرب.. والصرفة المكتومة التي يطلقها مونتانا وهي يلقي بالميداليات.. وكأنه يعين الرفض لكل شيء، جراء المأساة.. والموت.. والضمان الذين تساقطوا في يوم واحد من حرب ضروس مدمرة.

في الفيلم عدد من الاسماء البارزة من تاريخ السينما الاميركية ومنهم روبرت ريان «ينسون» والدو راى «مونتانا» وروبرت كيث «العقيد» وكم اخر من الاسماء.

مهمة مستحيلة تلك التي يقودها الضابط «ينسون» مع لبلوغ التلة «465»، يسقط بها الكثير من الجنود.. من اجل اللاشيء.

في الفيلم ومنذ المشهد الأول، موسيقى تصويرية عالية المستوى تمتاز به لخصوصيته العالية، واللغة الموسيقية، التي تختلف شكلاً ومضموناً عن موسيقى افلام الحروب الشهيرة في تاريخ السينما الأميركية، وقد صاغ الموسيقى، الخاصة بالفيلم الموسيقار المر، برنشتاين» الذي صاغ موسيقات عدد من التحف السينمائية المهمة ومنها «قدمي اليسرى» و«صائدو الاشباح» و«كاب فير» و«الحريق خارج الموت».

بينما ادار التصوير الاميركي ارنست هالر الذي اضاف الكثير من روائية البصرية للفيلم، ومن ابرز التحف التي صدرها نورد افلام، ذهب مع الريح» و«ماذا حدث لبابي جين» و«ثمن الجريمة» وغيرها.

ثنائي متميز، قدم حالة نادرة من الاسناد الفني، كاد ان يذهب الى النسيان، في ظل رفض وزارة الدفاع الأميركي وتحفظاتها على الفيلم ومضامينها.. ورغبتها في تقديم اعمال سينمائية تمجد الحرب.. وتمجد التضحيات واطاعة الاوامر.. بينما ذهب الفيلم الى كل تلك المعطيات ولكن من خلال وجهة نظر غاية في الخصوصية، وهي الرفض.. لكل شيء.. حتى الميداليات التي تخلد تلك الجوانب، لان تلك الميداليات جاءت كمحصلة للموت.. والتضحية.. والمأساة التي عاشتها تلك المجموعة، كما عاشها الكثير من الجنود في انحاء العالم.

سينما من نوع مختلف، سينما لا تجامل.. ولا تتملق.. ولا تزيف.. بل تذهب الى الحقيقة.. وتفجر الالم.. والمعاناة.. والمأساة.

والان دعونا نتوقف قليلاً امام المخرج انتوني مان وهو من مواليد 30 يونيو 1906 في سان دييغو كاليفورينا الولايات المتحدة.

من اهم اعماله - الفهد- 1961» و«سقوط الامبراطورية الرومانية- 1964» وهي من الاعمال التي حققها في اوروبا وايطاليا حينما هاجر من اميركا، بعد ان منع من العمل هناك، وفي رصيد كم اخر من الاعمال السينمائية التي تظل دائما تشتغل على موضوع «الموقف» من كل شيء حتى من الحياة.

عرض الفيلم للمرة الاولى في مارس 1957، وواجه حملة من الاعتراضات من عدد من النقاد والكتاب الذين ربطوا بين موقفهم السياسي والعمل.. ولكن الفيلم رغم ذلك حصد الاقبال.. وايضاً عدد من الكتابات النقدية الايجابية، التي التفتت الى التحليل والقيم الكبرى التي يتعرض لها الفيلم، وهذا ما يجسد لقلة من النقاد، الذين لم يتأثروا بالموقف الرافض من قبل البنتاغون.. والحملة المكارثية.

فيلم «رجال في الحرب» ضد الحرب جملة وتفصلاً.. وضد التدخل في حياة الشعوب.. وضد الاوامر التي يعرف من اصدرها انها لا تتحقق الا بالمأساة.. وسقوط الضحايا من الجنود الابرياء.

فيلم «رجال في الحرب».. من تلك النوعية من الافلام التي تورطك في لعبة المشاهدة، فاذا انت جزء من ذلك الفصيل الذي يجد نفسه بين الموت والموت.. ولا مجال لبلوغ النهاية، رغم اننا نعيش الاحداث خلال يوم واحد، فكيف بالحروب الطويلة.. والمعارك التي تستمر لايام.. واشهر.. وسنوات.

سينما الموقف.. وسينما القضية.. وسينما المواجهة مع الظروف الموضوعية، عبر قصيدة سينمائية كان لها ان تذهب الى ما هو ابعد من الصورة.

الى مضامين مشبعة بالثراء.. والمواقف.. والكلمة الصريحة.

قد لا يعرف هذا الفيلم الا القلة، ولكنه من تلك النوعية التي عرفت الخلود في ذاكرة السينما لانه فيلم يقول كلمته ضد الحرب.

النهار الكويتية في

13.07.2014

 
 

فيلم «الخطأ في نجومنا» قصة حب تتحدى المرض

عمان - محمود الزواوي 

يجمع فيلم «الخطأ في نجومنا» بين الأفلام الدرامية والكوميدية والغرامية، وهو من إخراج المخرج جوش بون. ويستند سيناريو الفيلم للكاتبين السينمائيين سكوت نيوستادتر ومايكل ويبير إلى رواية للكاتب جون جرين صدرت في العام 2012. وقد اشتق عنوان الفيلم والرواية المبني عليها من مسرحية «يوليوس قيصر» للشاعر وليام شيكسبير، حيث يقول النبيل كاسيوس، مخاطبا بروتوس «الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا، بل في أنفسنا، لأننا أشخاص ضئيلو الشأن».

تقع أحداث قصة فيلم «الخطأ في نجومنا» في مدينة إنديانابوليس الأميركية. والشخصيتان المحوريتان في قصة الفيلم هما الفتاة هيزيل (الممثلة شايلين وودلي) ابنة السادسة عشرة والشاب جاس (الممثل أنسيل إيلجورت) ابن السابعة عشرة، وهما مصابان بمرض السرطان في مرحلة مميتة، وتعتمد هيزيل على استخدام جهاز للأكسجين للتنفس فيما يستخدم جاس ساقا صناعيا بعد أن بتر ساقه. يلتقي هذان الشابان خلال اجتماع لدعم مرضى السرطان وينشأ بينهما إعجاب متبادل سرعان ما يتطور إلى علاقة حب ويتبادلان الزيارات العائلية. وبعد سلسلة من التطورات التي تتعمق خلالها علاقتهما يقومان مع فراني (الممثلة لورا ديرن) والدة هيزيل بزيارة إلى العاصمة الهولندية أمستردام بدعوة من الكاتب الهولندي بيتر فان هوتين (الممثل المخضرم ويليم دافو). وتتخلل هذه الرحلة سلسلة من المشاهد العاطفية والغرامية بين بطلي القصة وبعض المفاجآت. وبعد عودتهما إلى الوطن تتطور إصابة جاس بمرض السرطان، ما يؤدي إلى وفاته. وتفاجأ هيزيل بوجود الكاتب الهولندي في جنازة صديقها جاس، ويسلمها رسالة من صديقها الراحل، وتشتمل الرسالة على تأبين جاس لها، ويتحدث في الرسالة، التي تقدّم في الفيلم بصوته، عن علاقتهما وعن إعجابه بجمالها وبشخصيتها. ويختتم الفيلم بمشهد تظهر فيه هيزيل وهي تراقب النجوم. 

يقدّم فيلم «الخطأ في نجومنا» صورة واقعية ومتكاملة لمضمون رواية «الخطأ في نجومنا» المبني عليها، وذلك بفضل الاقتباس الدقيق والمتقن للرواية من قبل كاتبي السيناريو والإخراج المحكم. وتقدّم قصة الفيلم من وجهة نظر بطلة القصة هيزيل التي تقوم بدور الراوية في الفيلم. ويطرح الفيلم مواضيع تتعلق بالأخلاق والحب والفقدان ضمن قصة مؤثرة تتعلق بالحب الأول لحبيبين مراهقين يدركان أنه لم يتبق في حياتيهما سوى أيام معدودة. وتعرض قصة الفيلم العلاقة العميقة بينهما وهما يشتركان في أحلامهما وفي التعبير عن أحاسيسهما وأفكارهما، ويتعاملان مع واقع مستقبلهما المحدود، بكل ما يشتمل عليه ذلك من سعادة وحزن. فهما يعيشان في الحاضر بكل مشاعرهما لأنهما يدركان أن مستقبلهما غير مضمون. ويتميز فيلم «الخطأ في نجومنا» بالأسلوب العفوي الذي يطرح فيه الأحاسيس الصادقة لحبيبين ينبضان بالحياة رغم إصابتهما بمرض مميت. وينجح الفيلم في تقديم قصة حب مأساوية ولكنها ترفع من الروح المعنوية. وقد اقترن عرض هذا الفيلم بتأثر المشاهدين وعدم تمالكهم لحبس دموعهم في مختلف دول العالم.

ويتميز فيلم «الخطأ في نجومنا» بقوة الإخراج وسلاسة السيناريو والحوار وبراعة التصوير والمونتاج وبقوة أداء بطلي الفيلم الشابين شايلين وودلي وآنسيل إيلجورت والانسجام في أدائهما وتعبيرهما الواقعي عن الأحاسيس والآلام والعواطف التي تنبض بالحيوية.

عرض فيلم «الخطأ في نجومنا» في مهرجان سياتل السينمائي الدولي. واحتل هذا الفيلم في أسبوعه الافتتاحي المركز الأول في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات على شباك التذاكر في دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 220 مليون دولار خلال الشهر الأول لعرضه، في حين بلغت تكاليف إنتاجه 12 مليون دولار. وشهد هذا الفيلم إقبالا واسعا من قبل المشاهدات الإناث دون سن الخامسة والعشرين في صالات العرض الأميركية. ويعود هذا الإقبال النسائي الكبير إلى تجاوب الإناث مع شخصية بطلة الفيلم الشابة والتعاطف معها. وعرض فيلم «الخطأ في نجومنا» في أكثر من 19,000 من دور السينما في 69 دولة شملت تسع دول عربية.

الرأي الأردنية في

13.07.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)