كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الإسماعيلية للأفلام التسجيلية .. قليل من السياسة

الإسماعيلية - محمود الغيطاني

 

أسْدِلَ الستار مؤخراً على مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي عُقِدَتْ دورته الـ17 هذا العام في ظِلّ ظروف سياسية غير مستقرة، إلا أن المهرجان الذي غلب عليه الطابع الفني والاحتفاء بالسينما الحقيقية كاد ينسى تماماً الظروف السياسية لينغمس في منافسة سينمائية بين مجموعة من الأفلام المهمة.

في صنف الأفلام التسجيلية الطويلة تنافست عشرة أفلام منها الفيلم المصري «عن يهود مصر» (نهاية الرحلة) للمخرج أمير رمسيس، وهو الجزء الثاني من فيلم أمير بنفس العنوان، الذي جاء أقلّ قيمة فنية من الجزء الأول؛ حيث نحا الفيلم باتجاه الروائية أكثر منه إلى السينما التسجيلية، من خلال مجموعة من الحكايات التي تتحدث عن الباقين من الجالية اليهودية داخل مصر وخوفهم من اندثارهم باعتبارهم ديناصورات منقرضة، ولم يفسر الفيلم هذا الانقراض الذي أشار إليه، وربما لهذا السبب أضعف الفيلم أمام منافسة فيلم مثل «رعي السماء» (البرتغال، إسبانيا) للمخرج هوريسيو ألكالا، والذي فاز بجائزة جمعية نقاد السينما، نظراً لقدرته على جذب الجمهور بتقنياته التسجيلية المهمة، وقدرة المخرج على الالتزام بجماليات الصورة والإمساك الحقيقي بموضوع الفيلم، ومن ثَمَّ لم ينفلت منه الخيط في ثرثرات جانبية، أو حكايات من الممكن أن تكون بمثابة الجزر المنعزلة، فاهتم المخرج بالخيط الأساسي الذي بدأ منه حول مجموعة مختلفة من الأشخاص الذين يمثلون جنسيات مختلفة، والذين جمعتهم جميعاً الرغبة في أن يكونوا لاعبي سيرك محترفين، ورحلتهم من أجل الوصول إلى هذا الهدف. وفاز الفيلم التسجيلي المصري الطويل «موج» للمخرج أحمد نور بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل، وهو الفيلم الذي يتحدث عن الثورة المصرية التي قامت في الخامس والعشرين من يناير 2011م، والذي دارت أحداثه في مدينة السويس، حيث بداية انطلاق الشرارة الأولى لهذه الثورة من هذه المدينة، كما فاز الفيلم التسجيلي الطويل «حبيبي يستناني عند البحر» للمخرجة الفلسطينية ميس دروزة بجائزة لجنة التحكيم، والفيلم إنتاج فلسطيني، أردني، قطري، ألماني.

بينما في قسم الأفلام التسجيلية القصيرة تنافس اثنا عشر فيلماً جيدة الصناعة في مجملها، إلا أن أهم هذه الأفلام الذي كان من المتوقع أن تذهب إليه جائزة مهمة في هذه الدورة كان الفيلم البولندي «الزيارة»، الذي اهتمّ مخرجه اهتماماً خاصاً بالصورة في المقام الأول معتمداً عليها في نقل رسالته من دون أي كلمة حوارية، بل اعتمد على ملامح الممثلين وقسمات وجوههم التي تنقل لنا بصدق رغباتهم وشعورهم الداخلي الذي يعانونه في انتظار ذويهم الذين من المفترض أن يذهبوا لزيارتهم في مصحة المسنين التي يقيمون فيها في الزيارة الدوريّة، إلا أن المخرج حَرِصَ على عرض وجوه هؤلاء المسنين مُعتمداً على لقطات الكلوز آب (CLOSE UP) واللقطات التفصيلية (DETAIL SHOT)، سواء كانت على قسمات الوجوه، أم خطواتهم التي تنقلها الكاميرا جيئة وذهاباً بقلق، أم التركيز على دموع أحدهم التي تنسكب من دون إرادة حينما ينتهي اليوم ولا يأتي أحد لزيارتهم، ومع انتهاء اليوم تهطل الأمطار الغزيرة؛ لينتقل المسنون إلى داخل المصحة ويراودهم الأمل في قدوم أحد ما لزيارتهم.

لعلّ هذا الفيلم يكاد يكون هو الأقوى في ظِلّ منافسته لأفلام أخرى ذات مستوى تقني وفني متميز مثل فيلم «زينوس» (المملكة المتحدة، الدنمارك)، الذي يتحدث عن مجموعة من المهاجرين اللبنانيين في اليونان، وعدم قدرتهم على العودة، فيظلون عالقين حتى لا يتهمهم ذووهم بالفشل إذا ما عادوا، بالإضافة إلى أنهم لا يمتلكون المال الذي يمكنهم من العودة مرة أخرى، إلّا أن هذين الفيلمين كانا يتنافسان بقوة مع الفيلم الإسباني «زيلا تروفك» إخراج آسيير ألتونا، وهو الفيلم الذي يُعِلي من شأن الموسيقى وأثرها في حياة الإنسان من خلال قصة عازفة تذهل الجميع في كونشرتو. وقد استطاع الفيلم انتزاع جائزة لجنة التحكيم، بينما فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، الفيلم البولندي «جوانا» للمخرجة أنيتا كوباتش.

وفي مجال الأفلام الروائية القصيرة تنافس أربعة عشر فيلما لعلّ من أهمها، والذي كان يتوقع فوزه بجائزة هو الفيلم البحريني «مكان خاص جداً» للمخرج جمال الغيلان، الذي يدور داخل مرحاض عام، ويحاول المخرج من خلاله أن يتحدث عن حياة عاملة مرحاض لا يكاد يلحظ وجودها أحد، على الرغم من إخلاصها في عملها، ومن خلال هذا ينقل لنا المخرج حياة اجتماعية شديدة التباين لفئات مختلفة ممن يرتادون المرحاض. ولكن على الرغم من فكرة هذا الفيلم إلا أنه تنافس مع أفلام أقوى، منها الفيلم الإيراني «أكثر من ساعتين»، والفيلم التشيكي «سر صغير»، في حين ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير للفيلم البولندي «فلورا وفاونا» للمخرج بيوتر ليتفين؛ لتعمقه في الطبيعة البشرية بأسلوب مُثير للقلق، ولتعبيره عن الفساد الأخلاقي، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم المصري «ألف رحمة ونور» للمخرجة دينا عبدالسلام؛ وذلك لقدرة شخصيتيه الرئيسيتين على إثارة مشاعر ووجدان المُشاهِد ولتضمنه نصاً على قدر عالٍ من الصدق.

وفي مجال أفلام التحريك الذي تنافست فيه عشرة أفلام، ذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الفنلندي «الكعب العالي عالي» للمخرج كريستر لندستروم؛ وذلك لجانبه المثير والترفيهي والفذ، كما نال الفيلم السويسري «الكشك» للمخرجة أنيت ماليسا جائزة أفضل فيلم؛ تقديراً لمهارته في التنفيذ وجاذبيته وطرافته.

أما لجنة تحكيم جائزة مركز وسائل الاتصال من أجل التنمية «أكت»، وبعد مشاهدتها لـ 15 فيلماً تناولت موضوعاتها المرأة، فمنحت جائزة أفضل فيلم إلى الفيلم التسجيلي القصير «أم أميرة» للمخرج ناجي إسماعيل؛ لتعبيره عن قضايا المرأة وهمومها، ونافسه على الجائزة الفيلم البحريني «مكان خاص جداً» لمخرجه جمال الغيلان.

إدارة المهرجان في هذه الدورة كَرَّمَتْ المخرج السوري محمد ملص بعرض فيلميه «المنام» و«فوق الرمل تحت الشمس». والمخرج المصري علي الغزولي على مجمل أعماله التسجيلية ودوره في خدمة السينما التسجيلية المصرية. ولعلّ أهم التكريمات كانت ذكرى السيناريست الراحلة نادين شمس التي عُرِضَ عنها فيلم تسجيلي قصير لا يتعدى عشر دقائق يتناول العديد من اللقطات والمشاهد التي تمثل مراحل مختلفة من مسيرتها وحياتها، بالإضافة إلى عرض فيلمها التسجيلي «مكان اسمه الوطن» للمخرج تامر عزت، وهو الفيلم الذي تناول فكرة الهجرة إلى وطن آخر مُغاير من خلال أربع شخصيات مختلفة يطارد كل منها حلم الهجرة إلى وطن بديل على الرغم من اختلاف الدوافع، ومفهوم الوطن بالنسبة لكل شخصية من هذه الشخصيات، وأعقبت هذا العرض حلقة نقاشية حول نادين ومسيرتها الفنية أدارتها الناقدة صفاء الليثي بحضور زوج السيناريست الراحلة، ومخرج الفيلم.

الدوحة القطرية في

01.07.2014

 
 

مهرجان الجزائر للسينما المغاربية .. يجمع ما تفرّقه السياسة

الجزائر: عبدالكريم قادري

عَاشَ محبو الفن السابع خلال الفترة التي امتدت من 04 إلى 11 يونيو/حزيران المُنصرم في العاصمة الجزائرية، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجزائر للسينما المغاربية 38 فيلماً تم انتقاؤها من أصل 85، وقد توزّعت الأفلام المنتقاة ما بين 11 فيلماً روائياً طويلاً، و17 قصيراً، و10 أفلام وثائقية.

وقد شارك في فعاليات الافتتاح، التي تمت بقاعة الموقار، العديد من الوجوه الفنية، تتقدمهم وزيرة الثقافة الجزائرية الجديدة نادية لعبيدي، التي أعلنت عن افتتاح التظاهرة، وألقت كلمة بالمناسبة ألحت فيها على ضرورة التكامل الفني من خلال المشاركة والتشجيع على خلق ورشات سينمائية وتشجيع الهواة. فيما وصف محافظ التظاهرة عبدالكريم آيت أومزيان المهرجان بالجسر الذي يجمع المشاريع الطموحة ليكون فضاء إنسانياً وأخوياً. 

اختيار فيلم المخرج الجزائري بلقاسم حجاج المعنون بـ«فاطمة» ليكون فيلم الافتتاح، لم يكن صدفة فهو العمل التاريخي الوحيد بين الأعمال المشاركة، إذ يروي فيه المخرج صفحة من كتاب النضال والمقاومة الشعبية في الجزائر خلال نهاية القرن التاسع عشر، وهي مقاومة «لالة فاطمة نسومر» التي أَدّتْ دورها الممثلة الفرانكو/لبنانية «ليتسيا عيدو»، رفقة الممثل المغربي «أسعد البواب» الذي أدى دور بوبغلة، ليكون الفيلم بمثابة الوثيقة التاريخية المُتبلة بخيال الفن، بعد أن أبرز الجانب الإنساني المُغيَّب في مسيرة هذه المرأة الرمز، لتتوالى بعدها العروض المقسمة بين قاعتي الموقار ومتحف السينما «سينماتيك»، على مدار أيام المهرجان.

نُظم على هامش المهرجان العديد من الورشات والندوات حول واقع السينما المغاربية، من بينها المحاضرة القيمة التي ألقتها الباحثة والأكاديمية فضيلة محال والمعنونة بـ «صورة المغاربي في السينما الفرنسية والأوروبية»، أما الأستاذ الجامعي الطاهر بوكلة فَقَدَّمَ هو الآخر محاضرة في شكل سؤال «ما هي اتجاهات كتابة السيناريو في المغرب حالياً؟»، بالإضافة إلى الورشة التكوينية التي قدمها ونشطها السيناريست والأستاذ في جامعة بروكسل محمد بن محمود حول تقنيات وفنيات كتابة السيناريو، وهي الورشة التي استفاد منها الكثير من هواة السينما، بالإضافة إلى العروض البانورامية لأفلام جزائرية على الهواء الطلق، وأمام البريد المركزي بالعاصمة.

المهرجان الذي انطلق قبل الموعد الذي نُظِمَ فيه السنة الماضية بستة أشهر كاملة، أي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتقاطعه مع مواعيد ثقافية أخرى، لذلك سيكون بداية من هذه الدورة موعدا قارا، عرفت فيه الأفلام المشاركة منافسة قوية، توّج فيها المخرج الجزائري المخضرم مرزاق علواش بجائزة الأمياس الذهبي الكبرى عن فيلمه «السطوح»، فيما جاءت الجوائز الأخرى كالتالي: جائزة الجمهور الخاصة بالفيلم الوثائقي لفيلم «نوفمبر.. اللحظة الحاسمة» لـ«علي بلود» من الجزائر، جائزة الأمياس الذهبي للفيلم الوثائقي ذهبت إلى فيلم «جدران ورجال» لدليلة النادر من المغرب، وجائزة الأمياس الذهبي للفيلم القصير إلى فيلم «الأيام السابقة» لكريم موساوي من الجزائر، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير فذهبت إلى فيلم «اليد الثالثة» لهشام اللادقي من تونس، وجائزة أحسن أداء نسائي للفيلم الطويل لعديلة بن ديمراد من الجزائر عن فيلم «السطوح» لمخرجه مرزاق علواش، وجائزة أحسن أداء رجال للفيلم الطويل مناصفة بين الممثل الجزائري نبيل عسلي عن فيلم «الدليل» لعمور حكار، والممثل المغربي رشيد الوالي عن فيلم «يما». أما جائزة أحسن سيناريو للفيلم الطويل فذهبت لرشيد الوالي من المغرب عن فيلم «يما»،وجائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة بين الفنانة التونسية كوثر بن هنية عن فيلم «شلاط تونس» والفنان المغربي هشام العسري عن فيلم «هُم الكلاب». كما قدمت لجنة التحكيم تنويهات خاصة لكل من أنيس جعاد مخرج «الممر» من الجزائر، نجمة الزغيدي مخرجة «نار» من تونس، وفاتح نقادي ممثل في فيلم «القمر الأحمر» من المغرب، ومواطنه حسن بديدا ممثل في الفيلم «هُم الكلاب».

من خلال هذه المحطة الثقافية التي جمعت العديد من الأسماء في فضاء واحد تم اكتشاف العديد من المواهب الشابة في مجال التمثيل والإخراج السينمائي، بالإضافة إلى الأسماء النسويّة التي شاركت بقوة. وفي المجمل العام جاءت مواضيع الأفلام مُثقلَة بالهم الإنساني ومطالب الفرد المغاربي، ومسبوغة بالكثير من الجرأة وقيم الجمال والأداء الفني العالي، حيث تراوحت المواضيع المطروحة بين حق الفرد في ممارسة حقوقه السياسية والعيش بكرامة، ومحاربة العقلية المقيدة والقاتلة للعقل والموهبة وضرورة نبذها والتطرف الديني والفهم الخاطئ لمبادئ الإسلام. ناهيك عن المواضيع المغرقة في المجتمع كالشعوذة والعقم وخلافه. لكن من جهة أخرى أظهرت الأفلام المغاربية أن معظمها مُنتجَة بجهد فردي ذاتي، مبتعدة عن دعم المؤسسات الحكومية، لتضمن مساحة أكبر من الحرية في العمل.

أسدل هذا العرس الثقافي المهم الستار بعد أن ضمن مساحة مهمة في جغرافيا المهرجانات السينمائية، ولعلّ المهرجان يُكرِّس معنى الاتحاد المغاربي بكل معانيه وأشكاله الحقيقية التي تمثلها السينمائيون من خلال تواصلهم الفني والأخوي، في الوقت الذي تعجز فيه السياسة عن لملمة أصوات الاتحاد.

الدوحة القطرية في

01.07.2014

 
 

سلسلة ترصد أهم نتاجات السينما العالمية

سينما الحرب.. والدلالات السياسية!

«سترة معدنية كاملة» عن وحشية معسكرات التدريب

عبدالستار ناجي 

مرة أخرى، يعود المخرج الأميركي ستانلي كوبريك الى سينما الحرب، والتي ينطلق من خلالها الى اعلان موقف حقيقي رافض للحرب وويلاتها وعذاباتها، معتمداً على نص روائي يعري الممارسات العدوانية التي يعيشها اثنان من مشاة البحرية في معسكرات التدريب، ابان الحرب الأميركية - الفيتنامية.

فيلم سترة معدنية كاملة لربما هو احد اقسى الافلام في تقديم الظروف الموضوعية التي يعيشها المجندون، بالذات جنود مشاة البحرية الأميركية، عبر الاوامر التي يصدرها السارجنت هارتمان والتي تكاد تجعل القلوب تتوقف، حيث يصاب عدد من المجندين بالانهيار ويصل البعض الآخر الى الجنون... والانتحار، في مشهديات حينما قدمت للمرة الأولى، جاءت ردود الأفعال المفاجئة، بالذات من قيادات الجيش الأميركي، بينما صدرت الكثير من الروايات التي تؤكد تلك الممارسات بكل وحشيتها.. وقسوتها.. وتسلط القيادات العسكرية على المجندين والمتدربين الحديثين.

سارجنت قاس، حتى في قراراته بالعقاب، فحينما يخطئ احدهم، يكون العقاب للجميع، ما يخلق روحاً عدائية بين المجندين وقياداتهم، تنعكس لاحقاً على ادائهم في المعارك.

في الفيلم الذي يمضي بنا، الى اسرار المعسكرات، نشاهد اصناف من العقاب، لعل أقله، الضرب بقطع الصابون الملفوف بالمناشف.. وبطريقة مسعورة ما يسبب حالات من الهوس.. والانهيار العقلي.

عندها يقرر احد المجندين، ان يحمل بندقيته الى احد الحمامات، وهناك يقرر الانتحار في واحد من اقسى المشاهد السينمائية، عن الحرب الفيتنامية، على وجه الخصوص... والذي لا يمكن نسيانه على الاطلاق، والذي يضاف الى رصيد النجم الأميركي فنسنت دونفيرو وهو يتقمص شخصية المجند ليونارد لورنس.

شخصياً شاهدت الفيلم في عرضه الأول عام 1987، ومنذ ذلك الحين، وذلك المشاهد لا يفارق ذاكرتي.. لاننا امام لحظة لا حل لها.. سوى الضغط على الزناد.

حكاية مجندين، ابان الحرب الاميركية - الفيتنامية، نأخذنا الى عوالم واسرار وخفايا حياة المجندين، في الجزء الأول، نتابع عذاباتهم في معسكرات التدريب ووطنية القيادات... وفي الجزء الثاني جهنم الحرب حينما تتفجر.

بعدها لا شيء سوى الجحيم، حيث الموت هو الحل الابسط، قياسا بالجثث المتراكمة.. والاجساد التي تشوهت.. وبترت.. وكمية المعاقين جسديا.. ونفسيا.. والفيلم يعزف على الوتر النفسي.. والاثار المترتبة على الحروب ومعسكرات التدريب، التي تدار من خلال ضباط مهوسين.. مشوهين داخليا، تنعكس حالاتهم النفسية على تصرفاتهم، قسوة وجنون ارعن.

في الفيلم كثير من الاتهام، الذي يمثل الثقل الأساس للنص الروائي.. وأيضاً المعالجة السينمائية.

للأدوار الرئيسة، اختار المخرج ستانلي كوبريك، النجم الشاب ماثيو مودين لدور المجند جيمس دايفز (جوكر) وهو المعلق الذي يروي لنا احداثيات الفيلم، والذي نشاهده وهو يلتحق بمعسكرات التدريب أولاً، يكون شاهدا على عذابات.. ومن ثم الحروب وويلاتها المفجعة.

والدور المجند ليونارد، النجم فنسنت دونفيرو الذي يظل هذا الدور من ابرز اعماله، وهو يقدم شخصية المجند الممتلئ، والذي يطلب منه التحرك.. وهو لا يمتلك اللياقة.. ليواجه ضغطا نفسياً عالياً.. يوصله الى الانتحار. ومن الشخصيات الابرزة في الفيلم، شخصية السارجنت هارتمان (آر. بي. ايرمي) وعن هذه الشخصية القاسية فاز بجائزة (ايمي) لأفضل ممثل مساعد وتعتبر هذه الشخصية، حسب الكثير من الكتابات النقدية، من أبرز الشخصيات التي تقدم التسلط والعنف الانساني ضد الانسان.. خلال ايام الحروب.

رغم ان الرواية التي كتبها مايكل هير، قد صدرت عام 1977، الا ان المخرج ستانلي كوبريك، اتصل به عام 1980 لتطوير التعاون، وتحويل العمل الروائي الى عمل سينمائي، حيث كان اللقاء الأول بينهما في انكلترا، ولهذا كانت الرواية هي المدخل، مع تطويرها، بالمستجدات التي طرأت، والتي وثقتها الكثير من الصحف الأميركية.. وايضاً الفيتنامية... وقد استغرقت عملية التحضير لهذه التجربة قرابة الاعوام الثلاثة، جمع خلالها كوبريك ارشيفاً ضخماً.. عن الاثار النفسية للحرب الأميركية - الفيتنامية.

في عام 1985 بدأ التحرك الجدي بالمشروع، حيث كان كوبريك يتحدث الى هير وايضاً الكاتب هاسفورد بمعدل أربع مرات اسبوعياً.. وكانت تمتد المكالمة لأكثر من ساعتين. وبعد عام من الكتابة، ظل الفيلم بلا عنوان، حتى التقط ستانلي كوبريك جملة سترة معدنية كاملة ضمن سياق الحوار في الفيلم لتكون عنوانا محوريا، يحمل كثيراً من الدلالات.. والمضامين. بل لعل المعادل الرئيس للعنوان، انه ورغم تلك الجلدة المصفحة، القادرة على حماية الانسان (المجند) الا ان الرماد هو من الداخل.

صور ستانلي كويربك الفيلم في المملكة المتحدة، وفي كامبريدج على وجه الخصوص، معتمداً على احدى القواعد البريطانية.

وقد واجه الفيلم بعد المشاكل عند العرض الأول، حيث اطلق في اسبوعه الأول في (215) صالة يوم 26 يونيو 1987 بجمع مليوني دولار، ولكن اطلاقه عالميا، وردود الأفعال والنتائج الايجابية التي جاءت من أنحاد العالم، جعلت الشركة الموزعة ترفع عدد الصالات الى 881 صالة ليحقق 6 ملايين دولار، وبعد الاسبوع الثالث بلغ الاجمالي 46 مليون دولار.

ورغم شيء من القسوة من بعض القطاعات الاعلامية في أميركا، الا ان الفيلم ظل يحصد الكتابات النقدية الايجابية لأهميته وقيمته وشفافيته في تعرية الواقع. كما ان الفيلم حقق (11) جائزة بين عامي 1987-1989 من بينها اوسكار افضل سيناريو مقتبس وجائزة بانتا لأفضل صوت ومؤثرات بصرية، وايضاً جائزة أفضل ممثل مساعد (آر. لي. إيرمي) ضمن جوائز ايمي.

شارك في كتابة السيناريو، جوستاف هاسفورد وستانلي كوبريك.. وقام بالانتاج والتوزيع ستانلي كوبريك مع ستديوهات وارنر براذرز، وكانت النسخة الأولى للفيلم مدتها ساعتان، تقلصت الى 116 دقيقة بعد حذف مشاهد في غاية القسوة عن ممارسات المدربين ضد المجندين في معسكرات التدريب.

صناع الموسيقى التصويرية للفيلم فيفيان كوبريك التي تعاونت مع ستانلي في صياغة موسيقات أفلامه ومنها اوديسا الفضاء وشايننغ.

أما ادارة التصوير فقادها دوغلاس ميلسوم، وهو الآخر يكاد يكون قد شارك في تصوير أكبر عدد من أفلام كوبريك، بالاضافة الى فيلم روبن هود.

فيلم سترة معدنية كاملة فيلم لا يجامل، ولا يدلس، بل يمارس الحقيقة، ويعري مرحلة.. وحالة.. وظروفاً.. يذهب الى الحرب، وقبل ان يرى الخصم، يعري الذات، ويكشف حقائق، قد تكون غائبة، عن ممارسات وتصرفات الكثير من القيادات.

السفير الفرنسي:

التعاون المشترك طريقنا لخلق مبدعين سينمائيين كويتيين

عبدالستار ناجي 

أكد سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الكويت كريستيان نخلة، أهمية التعاون الفني المشترك بين الجمهورية الفرنسية ودولة الكويت، من خلال مبادرة التعاون المشترك التي اطلقتها مؤسسة فيميسن وهي مدرسة حكومية كبيرة تابعة لوزارة الثقافة والاعلام الفرنسية، وهي ممولة من المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة.

وأشار في تصريح له خلال المؤتمر الصحافي، مشيداً بدور سينسكيب في دعم هذه التجربة التي من شأنها خلق مبدعين سينمائيين كويتيين من خلال التدريب المتخصص، على يد اساتذة، في هذه المجالات الفنية.

شارك في المؤتمر الصحافي السفير الفرنسي كريستيان نخلة، والمدير العام مدير البرامج والعمليات في سينسكيب شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم وفرانسو بروسار مدير المعهد الفرنسي في الكويت وطلال المهنا المنتج السينمائي الكويتي وعضو لجنة التحكيم وجنفياف رونوف الملحق الثقافي في المعهد الفرنسي بالكويت.

هذا وقد تم الاعلان عن الاسماء الفائزة في هذه الدورة وهم: حمد النجار ومحمد المبارك ودلال الحشاش.

هذا وأشار السفير نخلة الى ان مؤسسة فيميس هي احدى المدارس الحاصلة على أكبر عدد من الجوائز في العالم، وذلك من خلال تلاميذها وأجيالها، فخلال خمسة وعشرين عاماً قام تلاميذ فيميس بانتاج أكثر من 2500 فيلما قصيرا وأفلام خيالية ووثائقية.

من جانبه، أكد المدير العام مدير البرامج والعمليات في سينسكيب هشام الغانم أهمية هكذا تعاون بناء، مشدداً على المكانة التي تتمتع بها فرنسا في المجالات السينمائية المتخصصة على صعيد التدريب الأكاديمي المتخصص.

وأشار الغانم الى ان لجنة التحكيم لاختيار المرشحين تشكلت من كل من عضويته، بالاضافة إلى فرانسوا بروسار وجنيفاف رونوف وطلال المهنا.

هذا ومن المتوقع ان يغادرنا الى العاصمة الفرنسية الكوادر الكويتية الشابة التي تم اختيارها للمشاركة في هذه الدورة التدريبية التي تعمل على تطوير علاقة تلك الكوادر بصناعة السينما العالمية.

وجهة نظر

تكامل

عبدالستار ناجي

تكشف الدورة الرمضانية الحالية الحاجة الماسة الى التكامل الفني.. والتلفزيوني على وجه الخصوص.
أعلم جيداً، بأن التكامل يتم على الصعيد الشعبي، ففي أي عمل يتم انتاجه، هنا في الكويت (مثلا) فاننا امام الشاشة امام نجوم من جميع دول مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى كوادر من دول المنطقة ويصل الأمر الى دول شمال أفريقيا.. اما خلف الكاميرا فنحن امام اكبر عدد من الجنسيات، التي تشكل حالة من الثراء.. جراء ذلك التعاون.. والتكامل الفني.

ولكننا نتحدث عن البعد الرسمي، لتعميد وتعميق هكذا تجارب.. فالانغلاق ليس لصالح الانتاج.. أو الفنان.

والقراءة الأولى، لكثير من الاعمال التي تم انتاجها في الاطر الضيقة (المحلية البحتة) نكتشف مدى الحاجة الى فضاءات ابعد من التعاون لتجاوز كل تلك الهوامش التي تدفع بتلك الأعمال الى الابتعاد عن اطر التنافس.. والتألق.. والتميز.

الحديث هنا لا يخص الأعمال الكويتية فقط، بل يتجاوزها الى كثير من الأعمال الخليجية والعربية، التي ينقصها الانفتاح.. والتماس مع الابداع الحقيقي، في جميع مفردات الحرفة التلفزيونية.
التكامل يعني في كل شيء، الكتابة، حيث اليوم الكتابة في القها.. والانتاج.. والحرفيات الفنية.. والتمثيل (لتجاوز الاطر التقليدية في الأداء والتقمص) وغيرها من العمليات الفنية.

التكامل يتطلب تجاوز (الشوفينية) وقبول الآخر.. وقراءته.. ومشاهدته.

التكامل يعني الحوار مع الآخر فنيا.. وابداعيا.. عندها يأتي الحصاد.. وعلينا ان نستفيد من تجارب الآخرين، بالذات الانتاج الدرامي التلفزيوني والسينمائي في اوروبا، حيث يذوب الكل في الفعل الابداعي لتقديم نتاجات عالمية الملامح.. تمتلك هويتها وخصوصيتها.

التكامل هو عنوان من أجل مستقبل الدراما في العالم العربي.

وعلى المحبة نلتقي.

النهار الكويتية في

01.07.2014

 
 

الفيلم الوثائقي الاستقصائي

عدنان حسين أحمد 

على مدى عقدٍ من السنوات أو يزيد تمكنت المخرجة الباكستانية شرمين عبيد چـنائي من تأسيس تجربتها السينمائية بشكل رصين. فلقد لجأت منذ بداية مشوارها الفني إلى الفيلم الوثائقي الاستقصائي الذي يحتاج إلى موضوعات حساسة تلامس العاطفة الإنسانية، وتستفزها، وتضعها في مواجهة أسئلة معقدة في كثير من الأحيان. كما يحتاج الفيلم الاستقصائي إلى رؤية فنية حاذقة تؤثر في المتلقي، وربما تقلب حياته رأساً على في بعض الأحيان. ولتأكيد صحة ما نذهب إليه نقول إن المخرجة شرمين عبيد تمتلك منْجماً كبيراً من الموضوعات العميقة والثيمات الحساسة التي تعالجها غالباً بطرق جديدة أو غير مألوفة، ومن بين هذه الموضوعات نذكر تعليم الفتيات، والعنف الأسري، وممارسة الدعارة، وتجنيد الأطفال، والصراع الطائفي، والهجرة غير الشرعية، وارتفاع معدل الجريمة والبطالة  وما إلى ذلك.
لابد من الإشارة إلى أن شرمين عبيد هي صحفية ومخرجة سينمائية تجمع بين الرغبة الدائمة في البحث والاستقصاء من جهة، وفي تقديم خطاب بصري جاد يهدف إلى تحفيز المُشاهد وإثارته كي يصبح عنصراً فاعلاً في آلية التلّقي والاستقبال من جهة أخرى.

شرمين والاوسكار التجنيد الإجباري

ففي فيلمها الأول "أطفال الإرهاب" الذي تبلغ مدته 45 دقيقة تقوم المخرجة برحلة شخصية تستمر لمدة عشرة أسابيع تتابع خلالها حياة ثمانية أطفال أفغانيين لاجئين في مدينة كراتشي يواجهون لوحدهم خطر الجوع والمرض والأمية والعبودية والتجنيد الإجباري حيث توفر لهم المدارس الإسلامية المتشددة المأكل والملبس والمأوى مقابل ولائهم المطلق للقائمين على هذه المدارس الدينية التي تحض على العنف والإرهاب. لا تكتفي المخرجة بهذا الموضوع الحساس وإنما تسلط الضوء على بعض الأطفال الأفغانيين الذين يقيمون بطريقة غير شرعية في الباكستان، ويعيشون بالقرب من "مكبّات" النفايات التي ينبشونها ليل نهار بحثاً عن كل ما يمكن بيعه بأثمان زهيدة تؤمِّن لهم هاجس البقاء على قيد الحياة.

لا يختلف فيلم "إعادة اختراع طالبان" عن الفيلم السابق من الرؤية والمضمون لكنه يعالج من وجهة نظر شخصية قوة الحضور الطالباني في المجتمع الباكستاني ودور المنظمات الإسلامية المتطرفة في المناطق التي تسيطر عليها، وبالذات في شمال غرب الباكستان التي تعتبر القلعة الحصينة للعقلية الطالبانية المهيمنة على تفكير شرائح واسعة من المجتمعين الباكستاني والأفغاني على حد سواء. كما تعالج المخرجة في هذا الفليلم موضوعات ثانوية من قبيل اضطهاد المرأة، والحريات المدنية المحدودة، إضافة إلى الآراء والأفكار المناهضة للسياسات الأميركية في المنطقة.

لا تكتفي شرمين عبيد بتناول الموضوعات التي تخص بلدها الباكستان، أو حتى جيرانها مثل الهند وأفغانستان وإيران، بل تتعداهما إلى المملكة العربية السعودية والعراق وسواهما من بلدان العالم الأخرى. ففي فيلم "نساء المملكة المقدسة" تضع شرمين عبيد المملكة العربية السعودية نُصب عينيها لترصد بعض الإشكالات التي تعاني منها المرأة السعودية التي تعتقد أنها مقموعة لأنها لا تستطيع أن تسافر من دون محْرم، أو تعمل أو تدرس من دون حراسة الرجل ورقابته المشددة عليها.

الابار تهايد الجديد

رصدت شرمين عبيد في فيلمها الوثائقي القصير الذي يحمل عنوان "Cold comfort" الذي تبلغ مدته "21" دقيقة كارثة الزلزال الذي ضرب عدداً من القرى الباكستانية والهندية والكشميرية الواقعة ضمن سلسلة جبال الهملايا وسوّاها مع الأرض في 8 أكتوبر 2005، إذ بلغت قوة الزلال 7.6 درجة بمقياس رختر حيث ارتفع عدد الضحايا إلى  87.000 نسمة فيما بلغ عدد الناس المشرّدين أكثر من ثلاثة ملايين مواطن يعيشون في العراء من دون سقوف تأويهم. إن ما يلفت الانتباه في هذا الفيلم هو قدرة شرمين في تأمين كل ما تحتاجه لإنجاز فيلمها الوثائقي بما في ذلك الحصول على طائرة مروحية أقلّتها إلى مدينة "بلاكوت"، التي تعتبر بؤرة للزلزال الذي ضرب هذه القرى المنكوبة وأحالها إلى حُطام. كما صحبتنا المخرجة في هذا الفيلم إلى خِيم النساء اللواتي فقدن أطفالهن وأزواجهن في الهزة الأرضية وإلى العيادات المؤقتة التي تغص بالمرضى الذين يعالجون بالأدوية وببعض الخرافات الدينية المهيمنة على عقول الناس في تلك المضارب الغامضة.

الاختزال والتكثيف

تميل شرمين عبيد إلى اخترال القصص السينمائية وتكثيفتها إلى درجة تثير الدهشة والإعجاب ففي فيلم "على حافة الموسى" الذي لا تزيد مدته عن "24" دقيقة تختصر فيها قصة النزاع الهندي الباكستاني الذي استمر لأكثر من خمسين عاماً وهو يغلي تحت السطح. وبعد خمسة عقود من النزاع والحرب الباردة بين الطرفين صار بإمكان شرمين أن تستقل "قطار السلام" وتسافر من الهند إلى بلدها الباكستان لترى ردود الأفعال للمحاولات الحذرة لتسوية الخلافات بين البلدين المتنازعين. تصف شرمين الباكستان بأنه "بلد الأسرار والتناقضات التي تبرز من ماضيها القريب قبل 11 سبتمبر عندما كان المؤازر الرئيسي لحركة طالبان، ولكنها كانت تعرف أيضاً أن بلدها "قد قرر أن يكون جزءاً من العالم الحديث" لكنه وجد نفسه على مفترق طرق خطير.

تحظى أفغانستان بلداً وشعباً باهتمام كبير من لدن المخرجة شرمين عبيد التي أنجزت فيلماً يحمل عنوان "رفع النقاب" الذي بثته الـ "CNN" حيث قامت المخرجة بزيارة إلى أفغانستان لترى بأم عينيها التغييرات التي طرأت على النساء في أفغانستان بعد خمس سنوات من الغزو الأميركي ودول التحالف وحاولت المخرجة التحقق بنفسها إن كانت المرأة الأفغانية قد تحررت فعلاً كما يزعم الرئيس بوش. تبدأ المخرجة رحلتها من العاصمة كابول، المدينة الملأى بمولات التسوق وقصور تجار الحروب، إلى هيرات على الحدود الإيرانية حيث ترتفع بطريقة مروِّعة نسبة انتحار النساء.

من : رفع النقاب

قفزت شرمين من أقصى الشرق لتحطّ رحالها في أقصى الغرب حيث وقع اختيارها على كندا هذه المرة فأسمت فيلمها الجديد "طريق الدموع" الذي سلّطت فيه الضوء خلال "24" دقيقة فقط على النساء اللواتي يضعن في هذا الطريق. فخلال العقود الثلاثة الأخيرة فقدت "32" إمرأة من المواطنين الأصليين لكندا ولم يعثروا على واحدة منهن الأمر الذي دفع السكان الأصليين للقول بأن الشرطة الكندية مقصرة جداً تجاههم، وأنهم يشعرون بالتمييز العنصري ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.

تقف شرمين ضد ذوبان الجاليات في المجتمع السويدي المرفّه، لكنها لا تمانع من الإندماج أو التكافل الذي يحافظ على هُويات اللاجئين وثقافاتهم وعاداتها وتقاليدهم الاجتماعية. ففي فيلم "الذوبان كلا، الاندماج نعم" تستكشف شرمين التوتر الذي يغلي بهدوء تحت سطح التوترات الخفية بين المهاجرين المسلمين والمواطنين السويديين حيث تتجه هذه المرة إلى مدينة مالمو السويدية لترى كيف أن المهاجرين الإيرانيين يكافحون من أجل قبولهم في المجتمع السويدي المتحضر.

ركوب المخاطر

ثمة أفلام أخرى مهمة لا يمكننا الوقوف عندها بالتفصيل مثل "الأبارتهايد الجديد" التي يتمحور على موضوع الهجرة غير الشرعية من زيمبابوي إلى  البلدان المجاوزة بسبب الأزمة الاقتصادية التي سببها الرئيس موغابي بحيث أصبح تحصيل الرزق الحلال أمراً مستحيلا. تقوم شرمين في هذا الفيلم بمجازفة كبيرة حينما تقرر السفر من الحدود الزيمبابوية إلى أخطر أحياء جوهانسبيرغ كي تتقصى الحقيقة بنفسها فليس الخبر كالمعاينة، ويبدو أن سرّ نجاح بعض الوثائقيات يعود إلى شجاعة المخرج وأفراد طاقمه الفني.

من :اطفال الارهاب

لابد من الوقوف سريعاً عند فيلم "إنقاذ وجه" الذي حصلت على جائزة الأوسكار مناصفة مع المخرج دانييل يونغي. يعالج هذا الفيلم قصة الطبيب البريطاني محمد جواد الذي يتطوع للقيام بعمليات تجميل أو ترميم للنساء اللواتي تعرضن للعنف الأسري المتمثل برش الأحماض الكاوية على وجوه النساء بغية تشويه معالمهن. أما الفيلم الأخير الذي أثار إعجاب كل من رآه فهو فيلم "حُميرة: صائدة الحلم" وهي الشابة التي علّمت أكثر "1200" طفلاً باكستانيا بأجور رمزية لا تتعدى روبية في اليوم الواحد.

بعد هذه الرحلة الطويلة لشرمين عبيد مع الفيلم الوثائقي الاستقصائي أنجزت مؤخراً فيلما تحريكيا يحمل عنوان "الشجعان الثلاثة" الذين يقاتلون أحد الأوغاد المزعجين مع ثلة من قطاع الطرق. لقد سعت المخرجة في هذا الفيلم أن تقدّم شخصيات تشبه الأطفال الباكستانيين، وأن تتحدث مثلهم على الشاشة الكبيرة التي تنطوي على سحر خاص وجاذبية معروفة لدى عامة الناس.

بقي أن نقول إن شرمين عبيد قد حصلت على جوائز عديدة بينها الأوسكار والأيمي واللوكس ستايل إضافة إلى جائزة "ميدالية الامتياز" التي قلّدها إيّاها الرئيس الباكستاني تثميناً لجهودها الإبداعية الكبيرة في ميداني الصحافة والسينما الوثائقية، وما حققته من سمعة عالمية طيبة للباكستان.

الجزيرة الوثائقية في

01.07.2014

 
 

دروزة تستعيد أميرالاي في فيلم «الجريمة الفنية الأولى»

عمان - سميرة عوض 

لم يتوقف قلب الراحل السينمائي عمر أميرالاي في الخامس من شباط 2011 قبل أن يوقع على بيان يؤيد فيه الثورة المصرية، لكن قلبه توقف قبل أن يشهد التحول الذي استبشر به سينمائيون وفنانون وأدباء عرب، والذي كان سيفرحه.

توقف قلب عمر أميرالاي. لكن حبه لم يتوقف في قلوب أصدقائه ومحبيه وتلامذته، الذين حرصوا على مشاهدة الفيلم الوثائقي «الجريمة الفنية الأولى» الذي كانت المخرجة الأردنية سوسن دروزة أنجزته قبل سنوات، في إطار سلسلة وثائقية «العدسة العربية» بثتها قناة «الجزيرة»، قدمت فيه قراءة بصرية واقعية، حيث رافقت «عدستها» أميرالاي إلى أماكنه الأولى، وتحديدا منطقة الفرات، «مسارح» أفلامه التسجيلية، عارضة مشاهد لها دلالتها من أفلامه التسجيلية.

جاء الفيلم ضمن مشاركة معمل 612 للأفكار ومهرجان كرامة لحقوق الإنسان في مهرجان الفيلم الفرنسي العربي، يقول اميرالاي في الفيلم»عندي ولع بالنفس البشرية، بالحياة، بالذات، بالإنسان، فهو الكائن وهو الكون، وما يميزه العمل في هذا المصنع –النفس البشرية- المفاجات- يفاجئك من حيث لا تدري، الامتناهية، منجز لا ينضب»، وعن فيلمه «قن الدجاج» يقول «إذا كان الدجاج حقيقية فالبشر هم المجاز،. هكذا يستهل أميرالاي الفيلم الوثائقي، وفي، مكان «الجريمة الفنية الأولى» كما يراها، حيث كان فيلمه الأول «محاولة»عام 1970. ليغلق الدائرة من خلال فيلمه الأخير الطوفان 2003.

تقول دروزة في مقدمة الفيلم «عندما يقرر المخرج عمر أميرالاي ابن مدينة دمشق وبعد عودته من فرنسا أن يتحرك في ريف سوريا لاستكشاف واقع قد يبدو قصيَّا عليه فإنه يبرهن أن أفلامه ليست مجرد صناعة وإنما تجربة وفرصة له لكي يفحص فيها العلاقات بين الإنسان وواقعه». أما أميرالاي فيقول: «أنا بطبيعتي يعني وبعمقي هيك جيناتي الشخصية شخص عبثي وعَدَمي وساخر، ما بأخذ الحقائق كمسلمات وكمنتهيات، طبعا هزيمة 1967 كانت برأيي أول صحوة أو صفعة. «تعرفت على صديق بالصدفة،... معظم بيته « مدجنة» يعيش بين الدجاج وينام بين الدجاج ولا يخاطب أحدا إلا الدجاج، هيستريا بكل معنى الكلمة، إذا البشر صاروا حقيقيين يعني إذا الدجاج صاروا حقيقة، البشر بالفيلم صاروا مجازيين وهو فيلم يعني صُنِّف ويُدرَّس بالجامعات بفرنسا ، أنه من جنس هذه الأفلام التي تتحدث عن البشر بلغة الحيوان، هو تعبير عن القهر، قهر المثقف وربما أحيانا عن عجزه».

وتقول دروزة في الفيلم الذي رافقه لقطات فوتوغرافية لعمر أميرالاي: «من خلاله يرصد الحياة والواقع الريفي المهمل في قرية مويلح في منطقة دير الزور ويؤسس لعلاقة عضوية مع هذا الواقع لا تنتهي بانتهاء الفيلم التسجيلي».

ويواصل عمر أميرالاي: « بالنسبة لي الفيلم التسجيلي لم يخذلني على مستوى التعبير ولا على مستوى علاقتي بالواقع لأنه نتاج عَرَضي لعلاقة جديدة أبنيها مع الواقع عند كل مشروع«.

ومن شهادة لأحد شخصيات الفيلم: «أنا اسمي الحاج علي من الجنوب، حبيت أشتغل بهالشغلة الأموات من الحرب اللي صارت عندنا بتلاقي جثث بالشوارع، صرت أدفنهم، التعامل مع الأموات أحسن من التعامل مع الأحياء لأنه أريح وأخف لبكة». ويتساءل عمر أميرالاي: « وين هذا العقل وين مشغول «. ويقول أميرالاي: «كان الفيلم يستشرف وقوع الكارثة».

من جهتها تواصل دروزة: «في فترة التسعينيات انتقل عمر أميرالاي إلى العمل على مجموعة كبيرة من البورتيرهات التي كانت مدخلا لرؤية عمر النقدية وتساؤلاته حول المجتمع والحراك السياسي والتاريخي في المنطقة من خلال تصوير الأفراد وحياتهم ومن أهم هذه الأفلام، في يوم من أيام العنف العادي عن صديقه ميشيل سورا وفيلم، هنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث فيها المرء عن صديقه سعد الله ونوس».

ويستعيد عمر أميرالاي صديقه سعد الله ونوس: «لما بيصنع الواحد هيك أفلام كأنه عم بيقبل ها الحقيقة المرة ويكمل حداده تجاه هؤلاء الأشخاص»، ويسجل موقفه من النقد، وكيف اختلف عما كان عليه في البدايات: «صار الواحد يبحث عن شيء يتمرى من خلاله».

يقول: «بعد أكثر من 30 سنة مضت على الفيلم الأول ولما صار اللحظة المناسبة قررت أعمل فيلم عن سوريا ولحتى أقدر أحقق هذا المدخل للنقد الذاتي، واكتشف إنه سد الفرات سبب مآسٍ حضارية بتخص سوريا فبحثت و زرت قرية اسمها الماشي وكانت المفاجأة عندي إنه الضيعة اسم الماشي تسكنها عشيرة واحدة، زعيم الضيعة ماشي، بير المياه بالضيعة اسمه الماشي فتماماً هي الحالة الشمولية اللي بتشبه حالة البلد ككل».

الرأي الأردنية في

01.07.2014

 
 

المسلمون فى «هوليوود»:

لسنا وحوشا أو إرهابين (تحقيق مٌصور)

كتب: غادة حمدي

تناولت شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية مسألة الصور النمطية المتداولة عن المسلمين في الإعلام الأمريكي، والتي تظهرهم كأنهم إرهابيون أو وحشيون، لافتة إلى الجهود التي بذلها المسلمون في المجتمع الأمريكي لكسر تلك القوالب النمطية وتعزيز الصورة الصحيحة عن العرب والمسلمين.

وسلّطت الشبكة الأمريكية، في تقرير أعده محرر مدونة المعتقدات، دانيال بيرك، الضوء على تجربة الفنان المصري- الأمريكي، أحمد أحمد، الذي بدأ حياته الفنية بتجسيد دور الإرهابي في فيلم «Executive Decision» أو «قرار تنفيذي»، موضحة أن أحمد قام أيضًا بتجسيد الدور نفسه لاحقًا في مسرحية هزلية بعنوان: «Roseanne» أو«روزان».

ولفتت «سي. إن. إن» إلى أن قسمات وجه أحمد الذي ولد في مصر، ونشأ في ريفرسايد بولاية كاليفورنيا- لا توحي بأي أثر لحدة أو شر، ورغم ذلك يقول إنه نادرًا ما كان يُطلب منه، في بدايات حياته المهنية، لعب أدوار الأطباء أو المحامين وما إلى ذلك، وأن الدور الوحيد الذي كان متاحًا أمامه في ذلك الوقت هو دور المسلم الخطِر أو المزعج للآخرين.

لكن أداء أحمد فريضة الحج كان علامة فاصلة في حياته، حيث شعر في مكة بـ«وخز الضمير»، وبالمسؤولية، ولو جزئيًا، عن الصور الذهنية أو «الكليشيهات» الخاطئة التي تروجها الشاشات الأمريكية عن الإسلام، باعتباره دين عنف وتطرف. وقال أحمد في ذلك الوقت: أدركت أنني أصبحت عبدًا لهذه الصناعة.

وأشارت «سي. إن. إن» إلى أن أفلاما وبرامج تليفزيونية عديدة، من بينها «24 وسيريانا»، تقدم شخصيات المسلمين على أنهم الأشرار الذين يستخدمون العنف في الخطاب الديني، ويعتدون على خصومهم الأمريكيين. وقالت إنه عندما أدرك أحمد ذلك، أبي أن يكون جزءًا من تلك المنظومة، وهجر هوليوود وفضّل الانضمام إلى قوائم الانتظار.

وبقفزة سريعة إلى الأمام، وتحديدًا إلى العام الجاري، نجد أن أحمد (44عامًا)، أصبح أحد أبطال المسلسل التليفزيوني الأمريكي الكوميدي، ذي النكهة السياسية، «سوليفان والابن». ويقول أحمد عن تلك التجربة، التي يجسد فيها دور سائق شاحنة تعس يُدعى أحمد أيضًا: لم أعد مضطرًا لتمثيل دور الرجل العربي أو المسلم، وتابع قائلاً: ذلك المنظور بدأ يتلاشى، وأنا الآن مجرد رجل عادي.

ويقول أحمد وغيره من الفنانين المسلمين إن هوليوود عادة ما تضع مسألة المعتقد في المقدمة، وإنه غالبًا ما يتم استغلال ذلك بشكل سلبي. وأوضحت «سي. إن. إن»، في تقريرها، إنه بعد أحداث 11 سبتمبر2001، زاد الترويج لتلك القوالب النمطية عن المسلمين، ولا سيما بالنسبة للممثلين المنحدرين من منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وذلك بحسب خبراء وناشطين.

وفي هذا الصدد، قالت الكاتب والمفكر الأمريكي، أرسلان افتخار، إنه عندما تعاملت هوليوود مع شخصيات المسلمين كان ذلك من منظور واحد. وأضافت: يقدمونهم كإرهابيين وحوشا مجردين من أي شعور إنساني.

ولكن يبدو أن المسلمين الأمريكيين بدأوا في تحطيم الصور النمطية للشاشة الفضية، بحسب تقرير «سي. إن. إن». فجماعات مثل مجلس الشؤون العامة للمسلمين في الولايات المتحدة، أصبحت الآن تعطي استشارات بشأن السيناريوهات، وتقوم بتدريب الكتّاب المسلمين، كما تساعد على تنمية المواهب الفنية في مهدها. ومن ناحيتهم، يقوم الشباب المسلم أيضًا بإنتاج مشاريعه الخاصة، وبثها عبر شبكة الإنترنت، باعتبارها استديو عالمي له جمهوره، فيما هجر الممثلون المسلمون دور الإرهابي النمطي، وتوجهوا للعب أدوار أخرى، وصلت إلى حد تجسيد شخصية الرئيس الأمريكي.

ورأت «سي. إن. إن» أن الكيفية التي تعرض بها هوليوود الدين الإسلامي تؤثر على البلاد ككل، كما أن ذلك يكون له دلالات عميقة بشأن الحريات المدنية والسياسة الخارجية والعلاقات بين الأديان.

فمن ناحيته، يقول جاك شاهين، الباحث منذ فترة طويلة في كيفية تصوير وسائل الإعلام للمسلمين: بقصد أو دون قصد، تُعلمّ الصور الذهنية الناس ممن يخافون، ومن يكرهون، ومن يحبون.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى تجربة المسلسل الأمريكي «Tyrant» أو «الطاغية»، الذي يعرض لشخصية طبيب أطفال بكاليفورنيا يعود إلى وطنه الأم في الشرق الأوسط، حيث يعيش مع والده الدكتاتور الوحشي.

ويقول المنتج، هوارد جوردون، إن حبكة الرواية مستلهمة من الربيع العربي والطغاة أمثال العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي. لكن هذا العمل أثار غضب العديد من المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة باعتباره عملاً ينطوي على كراهية للإسلام، إذ يصوره على أنه دين يعج بالعنف والإرهاب. وبالفعل، اعترض مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) على النص بعد جلسة مشاهدة في واشنطن هذا الشهر.

وفي هذا الإطار، يقول إبراهيم هوبر المتحدث باسم المجلس: إذا كان الشيء الوحيد الذي رأيته أو سمعته عن الشرق الأوسط هو الطاغية، فإنك ستقول عن المسلمين إنهم حفنة من الهمج، ويستحقون كل ما يحدث لهم.

كان شاهين، مؤلف كتاب العرب الأشرار وغيره من الدراسات الإعلامية، قال ذات مرة: إن شخصيات العرب المسلمين تقتصر على 3 أدوار في هوليوود، وهم: المليارديرات والمفجرين والراقصات، ويقول هوبر: في الطاغية تجد كل هذا عدا الراقصات.

ولكن سلام المراياتي، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون العامة للمسلمين، الذي تمت استشارته بشأن نص «الطاغية»، رأى أن المسلسل يمكن أن يساعد الأمريكيين على فهم محنة المسلمين الذين يعانون تحت حكم الطغاة، واعتبر المراياتي جوردون شريكًا، يأخذ اقتراحات المجلس على محمل الجد.

وأوضح المراياتي، على سبيل المثال، أنه تم تغيير جزء من نص «الطاغية» لتوضيح أن معاملة أحد أبطال العمل السيئة للمرأة غير مستمدة من الإسلام وأن الأمر مجرد سلوك شخصي.

وذكر تقرير «سي.إن.إن» إن المراياتي وغيرهم من المسلمين يعترفون بأن الإسلام المعاصر يواجه تحديات فريدة من نوعها، فجماعات إرهابية مثل «القاعدة» و«بوكو حرام» ليست من وحي خيال كتاب السيناريو، بل إنهم يمثلون تهديدات حقيقية للأمن العالمي. وأوضح التقرير أن مجلس شؤون المسلمين لا يهدف بالأساس إلى محو كل الصور السلبية عن الإسلام في هوليوود، وإنما لإقناع المنتجين والكتاب بعرض وجهات نظر متوازنة ودقيقة عن المسلمين في أعمالهم، ولم يكن ذلك بالأمر السهل، بحسب «سي.إن.إن».

واعترف المراياتي بأن «هوليوود مازال أمامها طريق طويل لإضفاء الطابع الإنساني على شخصيات المسلمين»، لكنه تابع قائلاً: «علينا أن نبدأ.. لا يمكن أن نستسلم ونرفض الانخراط والمشاركة».

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن مجموعات إسلامية قليلة اختارت طريق المشاركة، مثلما فعل «مجلس المسلمين»، الذي قام ببناء علاقات وثيقة مع المديرين التنفيذيين لاستوديوهات في جميع الشبكات التليفزيونية الرئيسية، والتشاور بشأن البرامج المقدَمَة فيها.

وأوضحت «سي.إن.إن» أنه حتى عندما يكون مجلس المسلمين معترضًا على محتوى برنامج تلفزيوني أو فيلم، فإنه غالبا ما يدعو للتشاور، وليس لإلغاء العمل الفني. وتقول ديانا نصار، مسؤول التواصل مع هوليوود في المجلس: «من المهم جدًا بالنسبة لنا ألا نتصرف كرقيب، لأننا لا نريد أن نثني المسؤولين التنفيذيين عن إنتاج مسلسلات وأفلام جيدة عن العرب والمسلمين».

لكن مشروع مسلسل لشبكة «إيه.بي.سي» تحت عنوان «أليس في بلاد العرب»، دفع «نصار» لإجراء مكالمة سريعة للمديرين التنفيذيين للشبكة. ووفقاً لـ«إيه.بي.سي»، كان من المفترض أن يتناول المسلسل قصة حياة مراهقة أمريكية تم اختطافها واقتيادها إلى المملكة العربية السعودية، حيث تضطر إلى ارتداء الحجاب. وهو النص الذي أثار حفيظة العديد من المسلمين الأمريكيين، على اعتبار أنه يعزز «الفرضية العنصرية القديمة» بشأن تهديد الرجال ذوي البشرة الداكنة للنساء الأمريكيات.

وأفادت «سي.إن.إن» بأن شبكة «إيه. بي.سي» ألغت العرض سريعًا، معتبرة أن الحوار «لم يكن كما نتصور، وبالتأكيد لا يفضي إلى العملية الإبداعية».

ولفت تقرير «سي.إن.إن» إلى تجربة الفنان الأمريكي من أصل باكستاني، فاران طاهر، الذي لعب دور الرئيس عام 2013، من خلال فيلم الخيال العلمي «Elysium» أو «الفردوس»، كما جسّد دور القبطان في فيلم المغامرات «ستار تريك».

وأوضح التقرير أن طريق طاهر (50عامًا) إلى هوليوود لم يكن سهلًا. ففي البداية، لم تكن هناك أدوار كثيرة مُقدَمة للممثلين ذوي الأًصول الباكستانية، الأمر الذي اضطره لانتظار الفرصة، والعيش في سيارته لفترة من الوقت.

وقال طاهر إنه لعب دور «الإرهابي» لـ5 أو 6 مرات خلال السنوات الـ 15 الماضية، لكنه أوضح أنه جسد أيضًا أدوار أخصائي الأشعة والمدير وشخصيات الخيال العلمي. وكان الممثل نفسه مصدر تغيير كبير لنص أحد أشهر أدواره حتى الآن، وهو دور الشرير في فيلم «Iron Man» أو «الرجل الحديدي» عام 2008.

وأوضح طاهر أن النص كان يصور شخصيته (رضا) كإرهابي مسلم، وأضاف أن المنتجين تقبلوا تحفظاته على النص وجرّدوه من الخلفية الدينية.

وأوضح تقرير «سي.إن.إن» أن المسلمين لم يتمكنوا فقط من الاندماج في المجتمع الأمريكي، ولكنهم أيضًا شخصيات ناجحة جدًا، وفقًا للدراسات. وأفاد بأنه وفقًا لإحصاءات رسمية، فإن ما يقدر بنحو 3 إلى 6 ملايين من المسلمين في الولايات المتحدة هم أعضاء بالكونجرس ورجال أعمال وأطباء ومحامين، وعلى نحو متزايد أيضًا، أصبحوا ممثلين وصانعي أفلام.

واختتمت «سي.إن.إن» تقريرها بمقولة أحمد أحمد، فنان الـ«ستاند آب كوميدي»، أو الكوميديا الارتجالية،: «لازلت أجسد شخصية العربي، ولكن ليس الإرهابي».

يمكنك مشاهدة ألبوم صور ممثلين «هوليوود» المسلمين هنا

المصري اليوم في

01.07.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)