كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ما تبسطهاش أكتر من كده!!

طارق الشناوي

الجمعة 30 مايو 2014

 

يقولون إن حملة السيسى قد ارتكبت حماقات عديدة، لأنهم أتاحوا لعدد من رموز زمن مبارك الاقتراب، اتضح من خلال مؤشر النتائج التى تجاوزت 95% أن الحملة كان عندها حق.

زمن مبارك لن يعود، ولكن المباركيين لا تزال فى أيديهم رمانة الميزان.

أن يأتى رئيس لمصر بهذه النسبة المطلقة خبر يفرح المتحمسين للمشير، ولكنه لن يصب فى صالح الدولة التى ننتظرها بعد ثورتين، عدت من مهرجان «كان» لألحق باليوم الثانى من الانتخابات وأضع الحبر الفسفورى على إصبعى، البعض يريد اعتباره بمثابة غشاء البكارة الوطنى، لا يتم اختصار الوطن فى بقايا حبر، ولا يجوز نزع الوطنية عمن يرى أنه غير مقتنع بالعملية برمتها فاختار أن يقاطعها.

أحمل فى أعماقى بقايا من أفلام ربما لم تحصل على أى نصيب من الجوائز فى «كان» ولكن أحيانا يحدث قدر من التداعى الحر فأتذكر واحدًا منها، والذى من الممكن تلخيصه فى تعبير «جه يكحلها عماها» مثل فيلم «قصص وحشية» حيث تنتهى جميعها بمواقف مأساوية، كان من الممكن أن نتجنبها. هكذا أرى الهيئة العليا للانتخابات وهى تضع قواعد أصول اللعبة الديمقراطية ثم تخترقها بعد لحظات، ثم تخترق الاختراق بعد لحظات أخرى، بحجة أنها سيدة قرارها!!

«العرس الديمقراطى» هذه العبارة محسوب براءة اختراعها وتداولها لصفوت الشريف، كان هو الهدف الذى تسعى أجهزة الإعلام لترويجه، استخدمت الدولة عديدًا من الأسلحة مثل تسريب شائعة دفع غرامة 500 جنيه لمن لم يذهب إلى الدائرة الانتخابية ليدلى بدلوه، فهى عصا الترهيب بعد أن فشلت محاولات الترغيب ليصبح السيسى الرئيس السابع. لا تنسَ أننا نبدأ العد بمحمد نجيب، والبعض نافَق، لأنه استوقفه رقم 7 وبدؤوا فى الحديث عن تفاؤلهم بالرقم، ولو كان السيسى الرئيس رقم 13 لكانوا سيتغزلون فى تفاؤلهم برقم 13، عادتهم ولن يشتروها.

أكثر ما يهدد النظام القادم هو تقاعس جزء كبير من الشباب الذى كان هو وقود ثورتى 25 و30، من الواضح أنهم رافضون حتى للوسطية الثورية التى يمثلها حمدين صباحى، هم لا يزالون يعيشون فى مثالية ثورية، وهذه هى قناعاتى فى قراءة المشهد القادم الذى ينذر بمخاطر للرئيس القادم صاحب نسبة 95%.

ولم يتوقف النجوم كعادتهم عن تقديم إشارات عاجلة تؤكد أنهم «سيسيون» مثلما كانوا فى زمن مبارك «مباركيين»، وكانوا فى طريقهم، لولا 25 يناير، ليصبحوا «جماليون»، صدقونى قسط وافر من هؤلاء لو كان مرسى ممسكًا بمقاليد الحكم بقبضة قوية لأصبحوا «مرسيين»، راجعوا فقط على «النت» ما قاله عادل إمام بعد لقائه مع مرسى عندما كان ضمن الوفد الذى حضر لقاءه مع المثقفين والفنانين، وكيف أفاض فى الإشادة بثقافة مرسى الفنية، وقبلها أيضا أفاض بمرونة وبشاشة المرشد بديع.

لست أدرى لماذا تذكرت هذا الفيلم «قصص متوحشة» الذى شاهدته فى مهرجان «كان» وأنا فى طريقى لكى أدلى بدلوى فى الانتخابات، الفيلم لم يحصل على جوائز ولم يعثر له على أثر يذكر فى كتابات النقاد، فيلم أضحكنى رغم مأساويته للمخرج الأرجنتينى داميان زيفرون عرض فى قسم «المسابقة الرسمية» ويتكون من ستة أجزاء، وهى من المرات القليلة التى نرى فيها عدة قصص فى عمل فنى واحد لنفس المخرج، ستجد فيضا من العنف إلا أنك لن تتوقف عن الضحك، فلقد استطاع المخرج أن يضع إطارا على مشاعر الجمهور حتى لا يتفاعل مع الشخصيات ليستمر فى الضحك عليها، أظن أن كثيرين وضعوا هذا الإطار وهم يتابعون حكاية التصويت ليتحول «العرس الديمقراطى» إلى فرح بلدى، ورقّصنى يا جدع.

زادت جرعة التأييد، ولا أتصورها من الممكن أن تصب فى صالح مصر القادمة، من يديرون الآن حال البلد لا يدركون خطورة تلك النسبة، أذكرهم بأن يتدبروا هذا الموقف الذى تعرض له خالد الذكر عبد السلام النابلسى «حسب الله السادس عشر» فى «شارع الحب» بعد أن وجد، وهو جوعان، حلة ملوخية من بلكونة زينات صدقى تنهال على رأسه فدعا الله «أن لا يبسطها أكثر من كده»!! 

السينمائيون فى «كان» يتساءلون:

ماذا سيفعل الرئيس القادم فى الرقابة على الأفلام؟

طارق الشناوي

الأربعاء 28 مايو 2014

الأمن والحريات هى المعادلة التى تشغلنا فى مصر، وهى أيضا التى تحتل المساحة الكبرى بين أغلب الإعلاميين والصحفيين الذين التقيتهم فى «كان»، الكل يسأل ويتابع.

نعلم أن السيسى قادم إلى قمة السلطة أن ملف الأمن سيشغل الحيز الأكبر من الاهتمام، خصوصا أن من صوّت فى الانتخابات لصالح السيسى، وهم كُثر كما تشير النتائج الأولية بالقياس لحمدين الصباحى الذى لا يغفل ملف الأمن، ولكنه يضم إليه الحرية على اعتبار أنها السياج الذى يحمى الوطن، ولكن نفسيا ما ينتظره ويتوق إليه الناس هو الأمن والأمان. تلك هى الورقة الرابحة والمقايضة غير المعلنة بين جموع المصوتين الآن وهى: امنحنا أمانًا نمنحك صوتنا، لا أحد فى تلك اللحظة يسأل عن الحرية.

سيصبح من يتحدث عنها مثل من يسأل عن استيراد «الكافيار» بينما الناس تبحث عن توفر رغيف الخبز، تلك هى المأساة الحقيقية، والتى أسهم قطاع وافر من الإعلام فى ترسيخها، خصوصا فى ظل احتياج، من الواضح أنه يحتل الجانب الأكبر من المشهد الآن فى الشارع المصرى.

قبل أن أشاهد الفيلم البلجيكى فى «كان» والذى لم ينل أى جائزة، رغم أنه كان هو الأهم بين أفلام المسابقة، أعنى به «يومان وليلة» فإن هناك دائما تفاعلات خاصة داخل لجان التحكيم، ليست بالضرورة تُسفر فى كل مرة عن اختيار الأفضل، ولكن ما تتوافق عليه اللجنة.

كنت أجلس بجوار الإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله، مثلما يحدث على مدى 15 عاما على الأقل وكالعادة نتبادل الحوار حول ما رأيناه، ويبدو أن من يجلس أمامنا أحد الصحفيين الأجانب، يبدو أنه التقط الحوار بالعربية وسألنا عن الجنسية، وعندما علم أننا من مصر قال لنا إنه تلقى دعوة لمهرجان القاهرة وأول ما يريد أن يطمئن إليه هو الأمن والأمان فى مصر، فهو لديه تخوفات من الحضور إلى مصر وضم إليها عددًا من الدول العربية مثل اليمن وليبيا ولبنان، أجبناه معًا بأن عليه أن يطمئن على مصر القادمة ونصحناه بتلبية الدعوة، خصوصا أنه مرشح للمشاركة هذه الدورة فى لجنة الفيبرسكى «اتحاد النقاد العالميين»، التى كثيرًا ما تشارك فى المهرجانات، وبينها القاهرة، وآخرها العام الماضى، بل وطلبنا منه أن يطمئن الجميع وتبادلنا التليفونات.

لى ملاحظات سلبية عديدة على توجه مهرجان القاهرة إلى الدولة وارتمائه فى أحضان وزارة الثقافة بعد أن ضحى بأى إمكانية للاستقلال مقابل أن يضمن أن لا تحدث مصادمات مع الدولة فى تسهيل سبل الإنفاق، خصوصا أن المهرجان لم يستطع الحصول على دعم مادى حتى كتابة هذه الكلمات خارج إطار الوزارة فوجد أنها تملك كل شىء فلماذا أيضا لا تحكم، وهى نظرة براجماتية مباشرة، ولكن ليس هذا هو موضوعنا هذه المرة.

فى الحقيقة ليس هذا هو التخوف فقط، ولكن مصير الحريات فى مصر يشغل مساحة لا يمكن أن نغفلها، هناك تساؤلات لاحظتها فى المهرجان وأغلب الزملاء خصوصا من الإعلاميين العرب يتابعون الشأن المصرى بكل تفاصيله. وكان السؤال الملح عن التدخلات الأخيرة فى مصير الأفلام الرديئة ومحاولات لعب دور الأب الذى يراقب ويسارع بالتدخل فى التغيير والتعديل، وتلك اللجنة الاجتماعية وغيرها من القرارات العشوائية التى أصدرها وزير الثقافة لكى يرضى رئيس الوزراء بعد مصادرة «حلاوة روح»، أتصورها ستلعب دورًا سلبيًّا أمام مهرجان القاهرة فى دورته القادمة، المفروض أن الرقابة تسمح بالعروض العامة، كل المهرجانات تتيح للناس قطع التذكرة ومشاهدة الأفلام، فلا يوجد عروض خاصة بالنقاد والصحفيين إلا فقط لأسباب تنظيمية، ولكن الفيلم الذى يشاهده مثلا النقاد فى «كان» الثامنة والنصف صباحا متاح فى المساء للجمهور دافع التذكرة أو من يحمل الدعوة المجانية. العروض الخاصة بالصحافة فكرة قمعية نلجأ إليها فى مصر وبعض المهرجانات العربية للتغلب على سطوة الرقابة، وحدثت فضيحة قبل بضع سنوات عندما رفضت إدارة مهرجان «كان» عرض أحد الأفلام المصرية وهو كثيرًا ما يحدث، وفى العادة لا يتم الإعلان أبدًا من إدارة المهرجان، فالذى أعلن وقتها هو المخرج، ولم تكن له علاقة ولا دراية وقتها بالمهرجانات، فقال إنهم طلبوا عرض الفيلم للكبار فقط، لأنه ينتقد أمريكا وموقفها من مصر، ولكنه رفض الاستجابة لهم فأبعدوا الفيلم، ووقتها تورط نجم كبير فى الدفاع عن المخرج، ولكن بالطبع الكل اكتشف أن الأمر لا يعدو كونه دعاية فجة لفيلم لم يجد له مكانا سوى فى السوق المفتوحة للجميع.

انتقاد الرؤساء متاح بمن فيهم الرئيس الفرنسى السابق والحالى مثلما شاهدنا فى فيلمى «البحث» أو «فانتازيا الديمقراطية» وغيرهما، فلا توجد خطوط حمراء، والأمر ليس له علاقة، كما يتصور البعض، بأن هناك مساحة من السماح فى المشاهد الجنسية، الحقيقة أن تلك نظرة قاصرة جدا، ولكن كل القضايا مطروحة بلا مواربة ولا ممنوع، هناك دائما شىء أبعد وهو القيمة الإبداعية التى يحملها العمل الفنى.

هل يواجه مهرجان القاهرة مأزقا ما مع الرقابة القادمة، أتصورها بالفعل هى بمثابة الخطر القادم الذى يهدد السينما والفن، كما أن مهرجان القاهرة سيجد أمامه عديدًا من الخطوط الحمراء التى فى طريقها، لكى تًصبح واقعا مسيطرا على النظام كله، وهناك محاولة لفرض رقابة اجتماعية، كلنا نُدرك الآن كم ستلقى ترحيبًا من المجتمع المصرى بكل طوائفه، لأن كل ما يستند إلى حماية المجتمع يلقى بالتأكيد موافقة ضمنية من المجتمع الذى يريد من الدولة أن تحمِّل المسؤولية عنها للأسرة، فهى التى تمنع من المنبع لتريح وتستريح.

هناك تخوف على الحريات، نستشعره فى مصر جميعًا، ولا يمكن أن نواجهه فقط إلا بمواقف لا تعرف المواربة وأولها إسقاط تلك اللجنة المجتمعية التى ستدعى أنها تحمى قيم المجتمع، بينما تُرسخ للقمع الفكرى والثقافى الذى أستشعر بدقاته على باب مصر!! 

قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا!!

طارق الشناوي

الأحد 25 مايو 2014

المثقف كما أنه هو المدافع عن الحرية والذي كثيرا ما يدفع الثمن فإنه هو دائما أيضا أداة الدولة في تكميم الأفواه ، وسوف تكتشف ان النظام الحالي في سعيه وراء تحجيم الابداع يستعين بهم بل الاكثر من ذلك هو أن عددا من اعضاء مجلس النقابة معينون في تلك اللجان بحكم انتمائهم للنقابة ليمنحوا غطاء شرعيا لكل قرارات المصادرة .

نقابيون سواء في اللجنة الاجتماعية التى انشأها وزير الثقافة مؤخرا أو لجنة التظلمات التى شاركت في حبك تمثيلية المصادرة ،لم نسمع صوتا نقابيا واحدا يصرخ قائلا "ابدا.. لا لن أتحول الى أداة لطعن الفن " و يعلن استقالته من اللجنة ، التي تحرص الدولة على منحها مشروعية أدبية وقانونية بضم أعضاء مجلس النقابة إليها.

للدولة جناحان للسيطرة على الحياة الفنية والثقافية فهي التى تختار الوزير القادر على تدجينهم أقصد المثقفون باحتوائهم وضمهم الى لجان ، والسلاح الثاني هو ضمان ولاء ممثلي النقابات الفنية ، الذين يتم احتيارهم بإرادة حرة من أعضاء الجمعية العمومية ، بينما نكتشف من خلال الممارسة أن لدى أغلبهم رغبة في الحصول على قضمة كبيرة من تورتة الدولة .

تستطيع أن تجد رابطا عضويا لكل هذه المفردات التى تشكل صورة الفن والابداع القادم الذي سيصبح مع الزمن داخل الحظيرة بحجة يرتضيها الناس وهي حماية المجتمع من الانفلات، والحقيقة ان الدولة تخشى ان تطولها الانتقادات فتبدأ في الحديث عن الفن الملتزم الذي يراعي القيم وتؤكد ان دورها هو مطاردة الفن الهابط فتجد في هذه الحالة غطاء جماهيريا متوفرا لها وعلى الفور تمارس دورها في ضرب اي عمل فني يخرج عن الصف بحجة انها تحمي قيم المجتمع .

لن تقل الدولة مطلقا انه يتجاوز الخطوط السياسية المسموح بها ولكنها دائما وابدا سترتكن الى ان هناك ثوابت لا يجوز اختراقها وان العمل الفني الذي تمت مصادرته تجاوز تلك الحدود ودورها هو ان تضبط إيقاع الحياة الفنية من الانفلات.

الرأي العام بطبعه متحفظ وهو كثيرا ما يرحب بتلك القرارات ، تأملوا ما الذي حدث في الاسابيع الاخيرة كانت الرقابة قد وافقت على عرض فيلم "نوح" واعلن صابر عرب وزير الثقافة ان الرقابة هي التى تملك قرارها وليست لأى جهة اخري سلطان على قرارها، ثم ما حدث فعليا هو أن الفيلم لم يعرض حتى الان ، في الحقيقة لا يوجد رسميا قرار بالمصادرة ولكن رأينا ماهو ألعن أنه التواطؤ على عدم عرض الفيلم الذي كان في الطريق لدور العرض ، أضف أيضا فيلم "ابن الله "عن حياة السيد المسيح عليه السلام عندما طلبوا من الموزع في القاهرة ألا يتعاقد على شراء النسخة ، يواكب ذلك " حلاوة روح" الذي كان قد عرض فتم رفعه بعد تدخل رئيس الوزراء بينما اعلن وزير الثقافة انه هو الذي اصدر القرار وكلنا نعلم انه قرار رئيس الوزراء ، ثم جاءت لجنة التظلمات وكأنها توجه تحية مباشرة للدولة الممثلة في رئيس الوزراء الذي استجاب لشكاوي المجتمع وتدخل وشجب ومنع فجاء القرار متوافقا تماما معها معبرا عنها فصادروا الفيلم ،بل يبدو الامر برمته وكان رئيس الوزراء الممثل لسلطة الدولة التنفيذية العليا قد استشعر مبكرا الخطر ولا تستطيع ان تفصل حذف مشهد من فيلم " بنت من دار السلام" بعد موافقة الرقابة من خلال لجنة لرعاية المجتمع تُمثل فيها أيضا النقابة ، سوى على أنه يواصل نفس النهج.

انها تنويعات مختلفة على نفس "التيمة" القادمة وهى تشير الى أن ان القادم اسوأ وان هناك تمهيد للكبت والتكميم . يتوجهون أولا وكالعادة بحذف رقصة او غنوة او نكتة ليتم بعدها اغلاق كل الابواب ،وسوف تكتشف ان كل هذا يتم من خلال مثقفين وممثلين للنقابات الفنية ليصبح ليس قرارا للدولة بقدر ما هو تلبية لرغبة هؤلاء المثقفون واعضاء مجالس النقابات الفنية الذين لا غرض ولا ناقة ولا جمل لهم إلا المجتمع وسلامة المجتمع وسلم لي علي المجتمع " قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا"!! 

مقلب رامز جلال!

طارق الشناوي

السبت 10 مايو 2014

فى الوقت الذى تطالعنا فيه الأخبار عن الاستقبال الشعبى غير المسبوق، الذى حظى به رئيس الوزراء إبراهيم محلب فى «غينيا بيساو»، وهو لم وربما لن يحظى به فى مصر، تُقدم لنا السينما الفيلم المتواضع الذى تجرى أحداثه فى إفريقيا «مراتى وزوجتى».

من حقك أن تسأل لماذا أكتب أحيانا عن فيلم ردىء أو فى أحسن الأحوال متواضع؟ أليس من الأفضل أن نترك المساحة لعمل فنى يستحق أو لظاهرة فنية أو حتى تظل المساحة بيضاء؟ أليس هذا أفضل للقارئ بدلا من إضاعة وقته؟ وجهة نظر بالطبع جديرة بالتأمل، لكن هناك مسؤولية أستشعرها دائما، وهى ضرورة أن نرصد السينما بحلوها ومرها، لا يمكن أن يمر فيلم دون أن أشاهده، ممكن لظروف متعلقة بإيقاع الحياة أو لضرورة صحفية أن لا أكتب، لكن المؤكد أنى شاهدت وتحملت وتكبدت المشقة، وبين الحين والآخر أستجير بالمثل الشهير «القفة اللى ليها ودنين يشيلها اتنين»، وإيدك معايا عزيزى القارئ نشيل القفة.

تلاحقت عروض الأفلام المصرية فى الأيام الأخيرة، بينما حالة الجمهور النفسية تحول دون ذهابه إلى السينما، نعيش حالة من البرودة فى المشاعر تدفع الناس أكثر لمتابعة شاشة التليفزيون.

لن يستطيع أحد كسر تلك الرتابة إلا عندما تُقدم السينما فيلما يزيح الجليد، وهو بالمناسبة ليس بالضرورة عملا فنيا خالصا، لكن من الممكن أن نرى عملا تجاريا جيد الصنع، الأفلام المعروضة لا تستطيع أن تصفها بالرداءة، التوصيف الأقرب للصحة هو البلادة مثل فيلم «مراتى وزوجتى»، بدأت البلادة مع اختيار العنوان، الذى لا يحمل أى جاذبية، الفيلم كتبه لؤى السيد، وأخرجه معتز الدمرداش، ولن تجد شيئا تستطيع أن تتناوله، والغريب أن البلادة تنتقل مثلا إلى فنان مثل حسن حسنى، الذى صار هو حامل ختم تعميد الجيل الجديد من نجوم الكوميديا، وناظر مدرسة «الروشنة»، الذى تمتد دائرة حضوره عادة العمل الفنى كله، لكنه هذه المرة يؤكد تفشى روح الاستسهال، فهو يقدم الدور فى حالة أقرب إلى التلميذ، الذى يحاول أن يلقى الكلمات، وكأنه يلقى عن نفسه المسؤولية أمام المخرج والمنتج.

لا يؤدى حسن دور البطولة، لكنه والد شيرى عادل زوجة رامز جلال، فهو النجم الذى يتحمل المسؤولية المطلقة عن هذا الفيلم، نحن بصدد سينما مصنوعة «ع القد»، كل شىء خاضع لتلك المعادلة لتخفيض الميزانية حتى فى اختيار الأبطال الشباب الثلاثة من محدودى الأجر، البطل الثالث هو صديق البطل الدائم إدوارد، الذى يتم تسكينه فى تلك المساحة منذ بدء الخليقة، رامز زوج حديث العهد، بينما زوجته شيرى عادل تطمع فى منصب قيادى لجمعية «الأسرة السعيدة»، أو ربما شىء من هذا القبيل، ولن تحظى بالمنصب إلا إذا كانت بالفعل ناجحة داخل أسرتها الصغيرة، ما الذى يفعله الكاتب فى مثل هذه الدائرة المنغلقة، إنه فى العادة يبحث عن مساحة يملأ بها الفراغ، وعندما تعز عليه الأفكار يتوجه إلى إفريقيا بتلك الصورة النمطية عن القبيلة تذكرنى بأوبريت إذاعى «السلطانية» الشهير بـ«تاج الجزيرة وأحمدك يا رب ومرزوق الصرماتى»، الذى يتناول حكاية رجل فقير يتوه فى بحر الظلمات، ويتوجه إلى جزيرة، فينعم عليه أهلها بالكثير وسط الرقصات والموسيقى الفولكلورية، لكنه فى فيلمنا لم يجد غير أن يتزوج البطل من فتاة سوداء عن طريق الخطأ لتتعقد الأمور، وأنت تعرف بالضرورة الباقى حيث تعود الفتاة الإفريقية إلى حبيبها الإفريقى، ويعود رامز إلى شيرين.

لا شىء سوى البلادة تسيطر على الموقف، بالطبع رامز جلال هو رامز جلال، ولهذا ينجح فى البرامج الرمضانية، لأنها تعبر عن شخصيته، الشاب خفيف الظل، الذى لا هم له سوى حبك المقالب، وما شاهدناه هو أيضا مقلب، لكنه غير محبوك يعرض فى رجب! 

أبو أخته

طارق الشناوي

الأربعاء 7 مايو 2014

كان الجمهور ينتظر صوفينار الشهيرة بصوفيناز، بعد أن امتلأت قنوات التواصل الاجتماعى بأغنية «زلزال»، التى رقصت فيها على صوت محمود الليثى وهو يغنى «زلزال زلزال»، تبدو الأغنية كأنها تستعيد أغنية قديمة رددها محمد رشدى ورقصت على إيقاعها نجوى فؤاد، من كلمات حسين السيد وتلحين منير مراد «كعب الغزال»، وفيها مقطع شهير «ما تبطل تمشى بحنية ليقوم زلزال».

فى هذا المشهد الكل يرقص، محمد رجب مع زوجته حورية فرغلى، بينما أخته آيتن عامر ترقص مع عريسها ماهر عصام وتوتة توتة، وهى نهاية لا بأس بها فى إطار سينما تجارية تُقدم نسخة مكررة من عمل فنى ليس لديه طموح خاص، لا الكاتب محمد سمير مبروك، ولا المخرج محمد حمدى، يراهنان على ما هو أبعد. ويظل هذا النوع من الأعمال الفنية له جمهوره، وهى تتحرك فى إطار محدد: الواد المجدع والبت الحلوة، والشرير أو الشريرة، وضابط شرطة يمثل السلطة الجائرة، ولكنه وكالعادة يضع فى المعادلة ضابطا آخر شريفا حتى يضمن موافقة الرقابة، تلك هى المفردات التى تعثر عليها فى كتاب «المطالعة الرشيدة». ويجب أن لا ننتظر من القسط الوافر من الأفلام أن تقفز فوق السور وتخرج بعيدا عن الصندوق، السينما السائدة هى التى يشغل الجزء الأكبر منها الصورة الفنية فى العالم كله، إلا أن الكاتب والمخرج أضافا مشاهد أخرى بعد النهاية السعيدة، حيث ينتقم البطل ممن قتلوا شقيقته فى ليلة عرسها، ثم مشهد المحاكمة الشهير، الذى تتم فيه عادة إدانة الدولة التى لا تحقق العدالة لمواطنيها فيلجؤون إلى اختراق القانون.

ما الهدف من الفيلم؟ أظنه تدشين نجومية محمد رجب، رجب لديه طموح قديم وثأر أيضا قديم، يدفعه إلى تحقيق رقم فى شباك التذاكر، ليتم اعتماده كنجم جماهيرى، له محاولات متعددة إلى مدى يقترب من عشر سنوات فى هذا المجال، فى أفلام مثل «1/8 دستة أشرار» و«كلاشينكوف»، و«المش مهندس حسن»، و«محترم إلا ربع»، والفيلم الأخير لنفس مخرج «سالم أبو أخته» محمد حمدى، ولكنه لم يتحقق حتى الآن كقوة ضاربة يقف فى الصف مع نجوم شباك التذاكر، وأيضا لا تستطيع أن تضعه فى صف قائمة المهزومين، إنه يعيش فى تلك المنطقة الرمادية واسمها «لعل وعسى»، لا هو نجم شباك يدفع شركات الإنتاج إلى المراهنة عليه، وهى مطمئنة، ولا هو أيضا قد حقق فشلا ذريعا يجعل شركات الإنتاج تخشى تكرار المحاولة.

ما الذى يفعله الفنان عادة فى مثل هذه الأحوال؟ ربما يعتقد للوهلة الأولى أن عليه زيادة طاقته الانفعالية، وهو تحديدا ما أقدم عليه رجب، فكان يصل أحيانا إلى مرحلة الانفلات، هناك نبرة صوت حافظ عليها تمنح الشخصية خصوصية ما، ولكنه فى لحظات كان يزيد من الجرعة فى الصوت والحركة، كأنه يصرخ فى التعبير بسبب زيادة «التحابيش»، ووصلنا بالفعل إلى ذلك مع مشهد النهاية، فكان ينطلق من الانفعال المطلوب إلى الافتعال القاتل.

الفيلم بكل مفرداته يقع فى إطار «التيمة» الشعبية واسم الشهرة «الطبخة السبكية»، التى تتحرك عادة فى عالم المهمشين وحتى يزداد التناقض بين الأسود والأبيض، فهى كثيرا ما تجنح إلى أن تمنح البطل فرصة لاختراق عالم الأثرياء، ليصبح واحدا منهم، وتحقق فى نفس اللحظة حلم المتفرج بالانتصار على هذا العالم المخملى.

الرهان فى هذه الأفلام يخضع للقدرة على الجذب التى يحققها النجم الذى يؤدى الشخصية المحورية، هل «سالم أبو أخته» يضمن لمحمد رجب قفزة جماهيرية أبعد؟ أظنه سيظل قبل وبعد الفيلم فى نفس المرحلة المتوسطة، مشروع نجم جماهيرى ينتظر فى منطقة «لعل وعسى»!! 

انتصار بطعم الهزيمة!!

طارق الشناوي

الأحد 4 مايو 2014

قبل بضع سنوات قدَّم لنا المخرج داوود عبد السيد مشهد النهاية فى فيلم «رسائل البحر»، حيث شاهدنا قاربًا صغيرًا يستقله بطلا الفيلم وتحاصره من هنا وهناك الأمواج، ويصل إلى أسماعنا صوت تفجيرات لقتل الأسماك قبل اصطيادها، كان القارب مكتوبًا عليه «القدس»، وفوجئت بأن بعض الزملاء يقرؤون المشهد برؤية سياسية تتناول الصراع العربى-الإسرائيلى ويشيدون بالمخرج وكيف استطاع بحسّه السياسى وعمق إدراكه أن يتناول قضية فلسطين ويدين العدو الإسرائيلى ولم يكن داوود يقصد أى شىء من هذا القبيل، حيث إنه فقط أراد أن يقول إن الأرض والبشر تُدين تلك العلاقة، فلجأ البطلان إلى البحر ليحميهما من شرور الناس، كل ما كان يحلم به فى أثناء تنفيذ المشهد هو العثور على قارب صغير، وكل القوارب مكتوب عليها كلمات مماثلة، مثل «ماتبصليش بعيون رضيّة بُص للى اندفع فيّه» أو «أحبك يا اسمر»، ولا تلقى أى دلالة أو ظلال على قراءة الفيلم.

شىء من هذا القبيل من الممكن أن تجده عندما قرأ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، مشهد محمد رجب بطل فيلم «سالم أبو أخته» وهو يُمسك جريدة «صوت الأزهر» على اعتبار أن الاختيار مقصود ويحمل إسقاطًا ضد الأزهر، خصوصًا أن البطل بعدها مباشرة قتل ضابط الشرطة الفاسد محمد الشقنقيرى، لم يلحظ أحد ذلك سوى الدكتور عباس، كل مَن شاهد اللقطة اعتبر أن الأمر لا يزيد على مجرد جريدة كان من الممكن أن تصبح مثلًا «التحرير»، ولن يقول ساعتها أحد إن رئيس التحرير إبراهيم عيسى، يوجِّه دعوة مستترة لقتل رجال الشرطة.

لماذا يبدّد رجال الأزهر طاقتهم فى ما لا طائل من ورائه ويضعون أنفسهم فى تلك المواقف التى تأخذ من مصداقيتهم، خصوصًا وهم غير مؤهلين لتحليل الأعمال الفنية، إذا كان بعض النقاد المتحذلقين قد أخطؤوا فى قراءة العديد منها عندما يحملونها بأشياء خارج النص فما بالكم برجل أزهرى؟!

الكل يستشعر مع تفاقم أزمات الأفلام التى يعلو فيها صوت الأزهر بالغضب أننا بصدد معركة يشارك فيها رجال الدين ضد الفنانين والمثقفين، وهكذا تابعنا التراشق بسبب فيلم «نوح»، ورغم أن قرار العرض يحمل رقم 354 وأصدره الرقيب السابق المخرج أحمد عواض، فإن الحقيقة هى أن الدولة لا تزال تراعى خاطر الأزهر ولن تعرضه على الأقل الآن، صحيح أنها لم ترضخ لقرار المصادرة الذى أراده الأزهر، ولكن وزارة الثقافة قررت أن تقف فى المنطقة الرمادية اللا موافقة واللا مصادرة.

وما حدث فى «حلاوة روح» تستطيع أن تضعه أيضًا فى نفس القائمة عندما يصدر الأزهر بيانًا يؤازر فيه الدولة على موقفها بل ويطالبها بالمزيد، لا أراها فى الحقيقة معركة تستحق أن نخوضها وأن نرى رجالًا أجلّاء نحترمهم ونبجّلهم وهم يسارعون بأن يشاهدوا الأعمال الفنية ويقدحون زناد فكرهم ويحللون اللقطة والمشهد والتكوين الدرامى وحركة الكاميرا، وهم فى النهاية لديهم فقط مرجعيتهم الدينية، التى تقرأ العمل الفنى بمقياس الحلال والحرام أو كما يقول المستنير منهم «حلاله حلال وحرامه حرام»، هم يريدون فى النهاية فنًّا يخضع للرؤية الشرعية، و90% على الأقل من الأفلام والأغنيات تتعارض مع تلك الرؤية.

يبدو أن الأزهر وهو يرى الآن الدولة الرخوة وهى تحاول إرضاء كل الأطراف فيشعر أنها فرصته لكى يملى إرادته، ولهذا يسارعون بين الحين والآخر بإعلان غضبهم وهو موقنون أن هناك مَن يخشى ويخاف، وفى النهاية سيرضخ.

لا نريد أبدًا للأزهر المقدس أن يتورّط فى معارك تنال منه ومن مكانته حتى لو انتصر فى معاركه الصغيرة «نوح» و«حلاوة» و«أبو أخته»، فهى تظل انتصارات بطعم الهزيمة!!

التحرير المصرية في

04.05.2014

 
 

نجلاء بدر : «قدرات غير عادية» تجربة عمري

كتب الخبرهند موسى 

تنشغل الفنانة نجلاء بدر بتصوير {قدرات غير عادية}، أول عمل سينمائي يجمعها بالمخرج داود عبد السيد، إلى جانب مشاركتها تلفزيونياً في {قلوب}، الذي يعرض راهناً، و{أنا عشقت}، الذي سيعرض على شاشة رمضان هذا العام

حول مشاركتها السينمائية ورأيها بالأفلام التجارية، كان اللقاء التالي معها.

·        كيف جاءت مشاركتك في «قدرات غير عادية»؟

اتصل بي المخرج داود عبدالسيد، وطلب مني الانضمام إلى فيلم يحمل توقيعه، فكان ذلك أسعد لحظات عمري، والطريف أنني ظننت أنه أخطأ في الاتصال، أو أنني ربما أحلم بذلك.

·        هل كان هذا اللقاء الأول بينكما؟

لا، فقد سبق أن عرض عليّ المشاركة في أعمال أخرى رفضتها، للأسف، لأنني كنت أعمل كمذيعة، وأخشى المشاركة في عمل سينمائي. وعندما التقيت داود عبد السيد في مكتبه لنتحدث حول الفيلم الجديد، سألني عن سبب تغير رأيي وقبولي العمل معه، فأجبته أن السبب حبي للعمل في الفن وزوال شعوري بالخوف.

·        ماذا حدث في هذا الاجتماع؟

بصراحة، كان لدي استعداد لقبول الدور وتوقيع عقده حتى لو كان صفحة، لأنها فرصة لا تعوّض ولست مستعدة للتنازل عنها. وعندما طلب مني عبد السيد قراءة السيناريو أخبرته أنني موافقة من دون قراءته، لكنه أصرّ على موقفه وأعطاني السيناريو كاملاً، واشترط أن ترتبط موافقتي بحبي للشخصية، وقال لي: إن أحببتها أخبريني لتكوني معنا.

·        كيف وجدت قصة الفيلم؟

أثناء عودتي إلى المنزل شعرت بأنني أملك كنزاً أريد فتحه ومعرفة ما في داخله. حتى إنني قرأت السيناريو ثلاث مرات لأتمكن من فهمه، فداود عبد السيد لديه الكثير بين السطور، والعمل على النص شيء وتنفيذه شيء آخر. وتحتوي الشخصيات على تفاصيل كثيرة، لدرجة أن أعمالاً عدة عُرضت عليّ في الوقت نفسه، لكنني لم أستمتع بأي منها مثلما استمتعت بـ»قدرات غير عادية»، لذا لم أنتظر وتركت له رسالة على هاتفه المنزلي أبديت له فيها موافقتي، فاتصل بي في صباح اليوم التالي ليخبرني أن تعاوني معه شرف له، فلم أصدق مبادرته الطيبة تجاهي.

·        ما سر انجذابك الشديد للعمل معه؟

مخرج حساس يحب فنه، ويشعر الممثلون معه بأنهم يقومون بعمل له طقوس خاصة، واقترح أن نقرأ العمل سوياً، فالقراءة بالنسبة إليه ليست تمثيل مشاهد لأنه مقتنع بأن ذلك سيتم أمام الكاميرا، فهو صاحب مدرسة إخراجية مختلفة عن السائد. ومن شدة فرحي وخوفي على الفيلم تكتمت على تفاصيله لأنني أعتبره «تجربة عمري»، ولم أتحدث عنه حتى أعلنت الشركة المنتجة تفاصيل عنه عندما كنّا في الإسكندرية للتصوير.

·        إلى متى استمر الخوف في داخلك؟

حتى تصوير أول مشاهدي في الفيلم، وخشيت ألا ينال أدائي استحسانه، فيبحث عن ممثلة أخرى بديلة لي، لا سيما أنني أجهدته كثيراً بسبب وجود تفاصيل لم أكن أدركها، وانتظرت معرفة رد فعله وما إذا كان راضياً عني، وتوجهت إليه بهذا السؤال، فأجابني بضحكة.

·        ما الذي يميز عبد السيد عن المخرجين الآخرين الذين تعاونت معهم؟

الحقيقة أنه يتحلى بالصبر، ويثق بأنه يستطيع إخراج ما يريد من الممثل، إذ يمنحه فرصاً عدة لأداء الدور بإتقان، ومساحة حرية لتقديمه كما يريد، ما يشعر الممثل بأنه تحت الاختبار دائماً، ويجعله في حالة توتر. أشكره لأنني كنت من ضمن الفنانات اللواتي رشحهن لأعماله، وليس بطلة لفيلمه فحسب.

·        هل يعني ذلك أنك بطلة «قدرات غير عادية»؟

لست البطلة الوحيدة، فإلى جانبي مجموعة من النجوم أمثال خالد أبو النجا، عباس أبو الحسن، محمود الجندي، ولا أنسى مريم الطفلة التي تكاد تكون بطلة في الفيلم. أي أن العمل يجمع فنانين من أعمار وأجيال مختلفة، إلى جانب الفنان أحمد كمال الذي دربني على التمثيل في بداياتي وأبدى إعجابه بأدائي، ولم أصدق أنه شارك في عمل مع تلميذته.

·        ما دورك فيه؟

لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل حسب طلب الشركة المنتجة والمخرج أيضاً، أكتفي بالقول إن شخصيتي مركبة، ولا يمكن تحديد جانب واحد لها.

·        هل انتهيت من تصويره؟

وضعنا جدولاً لتصوير العمل خلال ثمانية أسابيع، ونفذنا ذلك على فترات متقطعة، ويتبقى لي فيه مشهدان فقط لأنتهي من تصوير دوري تماماً، ولكن أمام باقي طاقم العمل بضعة أيام للانتهاء منه. تم التصوير بين القاهرة والإسكندرية، وسنقوم بعملية المونتاج مع بداية يونيو.

·        هل حددتم موعداً لعرضه؟

يفترض أن يشارك في مهرجانات عدة ثم يُطرح في دور العرض، ولكن المؤكد أنه لن يُعرض قبل يناير، تحديداً خارج مواسم الأعياد لأن نوعية الفيلم تتطلب جمهوراً غير جمهور الأعياد.

·        هل وجدت صعوبة في التنسيق بين تصوير الفيلم ومسلسلي «قلوب» و»أنا عشقت»؟

بالطبع، لم تكن في فصل مواعيد التصوير، لأنني بذلت مجهوداً حتى أقنعت عبد السيد بأن مشاركتي في أعمال أخرى لن تؤثر على الفيلم، بل حينما كنت أرغب في الخروج مع أصدقائي لم أجد ملابس خاصة بشخصيتي الحقيقية، إنما ملابس «حياة» في «قدرات غير عادية»، و»آية» في «قلوب»، و»ذكرى» في «أنا عشقت».

·        ما رأيك بالسينما التجارية؟

تلقيت عروضاً كثيرة من نوعيتها، لكنني رفضتها بشدة، لأن مشكلتنا أن نوعية معينة تسيطر في كل فترة كالرومانسية، والحركة... من هنا أعتبر السينما التجارية  نوعية خاصة بالفترة الحالية، ستنتهي بعدما يتم استهلاكها، لذا أنا ضدها رغم كونها أحد أنواع الفنون.

·        ما سبب هذا الرفض؟

لا يوجد توازن في السينما المصرية، ولا أفضل دخول السينما من بوابة هذه النوعية من السينما، وربما لو وافقت على المشاركة فيها لما كان لي حضور في فيلم لداود عبد السيد. أنا على يقين بأن رفضي هذه  الأعمال تدبير من الله ليمنحني فرصة لا يمكن مقارنتها بها، رغم أن أقاربي ضغطوا عليّ لأوافق على المشاركة فيها بحجة أنها سينما، وانضم إليها فنانون كثر أخيراً بعد تردي الحال.

·        ما تعليقك على موقف هؤلاء النجوم؟

أحترمهم بالطبع، فلكل واحد فكر ومدرسة معينة في خياراته يسير وفقاً لهما، ثم لا أحبذ أن أكون حاضرة في هذه الشريحة من الأفلام، رغم أن لها جمهوراً كبيراً، لكنها لا تمثلني وأحلامي الفنية، فأنا أسعى إلى تأسيس تاريخ لي ولا رغبة لي في تجسيد شخصية لست مقتنعة بها وبتفاصيلها.

·        ما تقييمك للأفلام التجارية التي شاهدتها؟

تتضمن معالجاتها أخطاء، وفي بعض الأفلام التي تابعتها «مصادفة» شعرت أننا لا نرتقي بالفكرة ولا نقدم رؤية أو حلا، فالتناول سلبي للغاية، خلافاً لما يجب أن يحدث.

·        هل ترين وجوب محاربة هذا النوع من السينما؟

بالطبع. السينما نوع من الترفيه والثقافة والأرشيف والتاريخ والسياسة والدين، وبالتالي تعبر عن مراحل تاريخية، وتبيّن أخلاق الشعوب، لذا يجب أن يساعد صانعوها في الارتقاء بها بكل ما فيها.

·        كيف تقيّمين أفلام الحارات الشعبية التي ازدادت أخيراً؟

لي تعليق عليها أيضاً؛ فقد لخص القيمون عليها الحارة في البلطجي، ونكروا وجود الطبيب والمهندس، أي أن فيها شخصيات محترمة مثل ابن البلد الجدع والمتدين أيضاً، لذا سكان الحارات ليسوا مدمنين فحسب، لكنهم جعلونا نشعر بأننا إذا نزلنا إلى أي حارة  سيُعتدى علينا، وهذا ليس واقعياً.

·        كيف يمكن تعديل مضمون أفلام الحارات الشعبية؟

عبر إبراز كيفية تقويم سلوك هذا البلطجي بطل الفيلم، وإظهار إنسانيته، وليس التركيز على سلوكياته الخاطئة فحسب، لأنه ليس مخلوقاً شريراً أو إنساناً يعيش حياته من دون مبدأ وأحلام، فقط تلازمه «مطوته» في مشاويره.

الجريدة الكويتية في

30.05.2014

 
 

شاكر أبل: هدفنا تأسيس صناعة سينمائية كويتية 

(لندن - كونا

يسعى المخرج الكويتي شاكر أبل إلى تقديم أعمال سينمائية تتواءم مع طموحات المتلقي الواعي، رافضا تنفيذ أفلام تحاكي واقعاً أجنبياً أو تكون نسخة مقلدة لأفلام هوليوود.

أعرب المخرج الكويتي شاكر أبل عن طموحه لان تكون مشاركته في مهرجان المعهد البريطاني للفيلم بلندن بادرة طيبة لتأسيس حضور دائم ومتواصل للسينما والاعمال الثقافية الكويتية ضمن فعاليات السينما العالمية ومهرجاناتها.

جاء ذلك خلال عرض الفيلم الوثائقي «ريتشارد الثالث شخصية عربية مهمة جدا»، للمخرج والمنتج السينمائي الكويتي شاكر أبل، ضمن قائمة الأعمال السينمائية العربية والشرق أوسطية التي تعرض حاليا في مهرجان المعهد البريطاني للفيلم وسط لندن.

وقال أبل انه «بصدد انجاز عدد من المشاريع والافكار السينمائية التي يأمل ان تحقق مزيدا من التألق والحضور العالمي لتعرض مستقبلا في المهرجانات الدولية»، مضيفا ان «مبادراته وطموحاته تهدف الى المساهمة في تأسيس صناعة سينمائية كويتية وخليجية متميزة، حيث انه لا يهدف فقط لتصوير افلام تحاكي واقعا اجنبيا او تقليدا لافلام هوليوود الأميركية».

واعرب عن سعادته بفيلمه وتمثيل الكويت في مهرجانات الافلام الاجنبية خصوصا في الولايات المتحدة، حيث حصل على جائزتي افضل فيلم وثائقي في مهرجان الافلام العربية الـ13 في سان فرانسيسكو، ومهرجان وورلدفست الـ44 في هيوستن.

واشاد بحسن التنظيم والنجاح الذي حققه مهرجان لندن بمبادرة من المعهد البريطاني للفيلم، الذي خصص حيزا كبيرا للافلام العربية التي تتناول عدة قضايا اجتماعية وثقافية.

حضر عرض الفيلم عدد كبير من الفنانين والمخرجين السينمائيين، خصوصا الناشئين من بريطانيا والعالم العربي وعدة دول اخرى. يذكر ان الفيلم الوثائقي «ريتشارد الثالث»، الذي ساعد في اخراجه توم لانغفورد، عرض في الكويت ودول اخرى، ويتناول رحلة فرقة مسرحية عربية يقودها سليمان البسام، وتحتضن فنانين مسرحيين بارزين في العالم العربي للتحضير للعمل المسرحي في سورية.

الجريدة الكويتية في

30.05.2014

 
 

ملصقات الأفلام... غرابة واستسهال

هـ. م 

ما وجه الاختلاف بين ملصقات الأفلام المصرية القديمة وتلك المعروضة راهناً؟ وإلام يرجع هذا الاختلاف؟ هل بسبب تغير الذوق العام أم تعبير عن فكرة أفلامها؟ وهل يجب أن يكون الملصق شاذاً ومختلفاً عن السائد؟ وإلى أي مدى يمكن اتباع مبدأ الاختلاف والغرابة لجذب المشاهد؟

تتنوع ملصقات الأفلام المطروحة في دور العرض بين المقتبسة من مثيلتها الأجنبية كملصق فيلم {جرسونيرة} المأخوذ من ملصق الفيلم الأميركي The Prestige، كذلك {حلاوة روح} المأخوذ من ملصق فيلم {مالينا}... ثمة ملصقات اتبع أصحابها مبدأ الخروج عن التقليد والاقتباس واتجهوا إلى الغرابة والاختلاف بما يتناسب مع قصة الأفلام. ولكن المشكلة في أن بعضها خرج عن المألوف، لعل أبرزها ملصق فيلم {ظرف صحي} الذي يظهر أبطاله في دورة مياه، فيجلس أحدهم على التواليت، وأخرى في البانيو، بينما تجلس ثالثة على كرسي وتتناول الشيشة، ويحاول آخرون التلصص عليهم من الشباك، فيما تجلس أخرى على الأرض وتغسل الملابس. وفي ملصق آخر للفيلم ذاته تظهر دوللي شاهين وهي تقف عارية الملابس، ومغطاة بفقاقيع الصابون. يذكر أن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها أبطال فيلم داخل {حمّام».

جذب المشاهد

يوضح محمود عاشور مصمم ملصق {ظرف صحي} أنه، قبل وضع تصوره حول ملصق فيلم ما، يجلس مع المخرج والمؤلف للتعرف إلى فكرتهما، وتحديد نوع الفيلم: كوميدي، تراجيدي أم تشويقي، ثم يطلع على الملصقات الموجودة في دور العرض ليضع فكرة جديدة مختلفة.

يضيف أنه حينما بدأ التفكير في ملصق {ظرف صحي} عرف أن أحداثه تدور حول بطل يعمل سباكاً، وتربطه علاقات بأهل الحارة الشعبية التي يسكن فيها، لذا رفض تقليدية أفكار الملصقات الخاصة بالأفلام الشعبية، وفكر في جمع الأبطال داخل حمام واحد. كذلك صمم ملصقاً تقليدياً لدوللي شاهين بمفردها، وبعدما انتهى منهما عرضهما على المنتجة لتختار بينهما حسب رؤيتها مع المخرح.

يشير إلى أن مشكلته مع فريق عمل الفيلم أنه طلب حضور كل أفراده في الملصق، ما أدى إلى ازدحامه للغاية، وهو ما لم يكن يرغب فيه، لافتاً إلى أن دوره كمصمم للملصقات يتوقف عند قدرته على جذب المشاهد لمتابعة الفيلم من خلال هذا الملصق، وألوانه، وإطلالة أبطاله.

صمَّم محمود عاشور ملصق فيلم {سعيد كلاكيت} أيضاً، ويوضح أنه عندما بدأ تنفيذه كانت لديه معلومات أنه من بطولة عمرو عبد الجليل وعلا غانم، ولرغبته أيضاً في الخروج عن المألوف، رفض عاشور فكرة أن يظهر البطل على أنه جان والبطلة امرأة جميلة، أو يقفان معاً ويرسمان ابتسامة عريضة على وجهيهما، وقرر اللعب على رد فعلهما وحركاتهما في الملصق بناء على موضوع الفيلم، مؤكداً أن كلاهما استجابا لأفكاره، ولكن عبد الجليل تخوّف من الملصق الذي يظهر فيه وحده؛ إذ يصوّره بعدما سقط سرواله منه، ولكن عاشور طمأنه ودفعه إلى قبول الفكرة، لا سيما أنه يرتدي سروالاً ثانياً أسفله وليس عارياً.

يشير عاشور إلى أنه كان على علم بأن الفيلم ليس كوميدياً، ولكن لأن المشاهدين يعرفون عبد الجليل باللون الكوميدي فقد يؤثر عرض الملصق في غير هذا الاتجاه على نسبة نجاح العمل، لافتاً إلى أنه كلما كان الملصق غريباً ومختلفاً وغير مقتبس كان أكثر جذباً للمشاهد، وخاطفاً لنظره.

اختلاف وفوضى

يقول الناقد سامح فهمي إن انحدار مستوى الأعمال السينمائية المطروحة في دور العرض راهناً أدى إلى تراجع الإبداع في الملصقات الخاصة بها والتي تعبر بالأساس عن مضمون العمل، مشيراً إلى أن الأزمة تتفاقم عندما تكون الملصقات الدعائية لا علاقة لها بالمضمون، واستدل على ذلك بملصق فيلم {سالم أبو أخته» الذي يظهر أبطاله فيه بملابس باهظة الثمن في حين أنهم داخل العمل يبحثون عن قوت يومهم.

يضيف: {قديماً شهدنا ملصقات عظيمة لأن أفلامها كانت ذات قصص وشخصيات متنوعة توحي كل واحدة منها بفكرة ملصق، بالتالي جمعها في ملصق واحد أمر رائع، ولكن بعد فقداننا لأبرز صانعي ومصممي الملصقات تراجع هذا الفن لأن الموجودين حالياً يتبعون مبدأ الاستسهال، واستخدام الأبطال وتصدرهم مقدمة الملصق، عازياً ذلك إلى المرحلة التي نعيشها من استمرار لمسلسل الإسفاف الفني.

بدوره يلاحظ الناقد نادر عدلي اختلافاً بين ملصقات الأفلام قديماً وحالياً، لافتاً إلى عشوائية تركيبها، فبعدما كانت الفكرة تقدم مباشرة، نشهد اليوم فوضى غير مبررة في الملصقات، إلى جانب وضع صورة للبطل على خلفية لا علاقة لها بالموضوع، يعتبرها البعض سيريالية، وهذا غير صحيح على الإطلاق، إلى جانب وجود أسماء النجوم بالكامل على الملصق، في حين تخلو اليوم الملصقات من الأسماء وربما يتم وضع اسم نجم الفيلم. وأخيراً، استبدل الاسم بصورته من دون البطلة التي يشير حجم وجودها فيه إلى مدى قدرتها على تحمل مسؤولية العمل.

يضيف أن وجود ملصقات متعددة خارجة عمّا اعتادها المشاهد مثل {ظرف صحي} يرجع إلى استسهال صنّاعه به، ما سيؤثر بالطبع على نسبة تذكر الجمهور له في ما بعد، لافتاً إلى أنه يتذكر ملصقي {شيء من الخوف}، و{الزوجة الثانية}، نظراً إلى تميز أفكارهما وعظمتهما.

يلاحظ أن بعض مصممي الملصقات يتبعون مبدأ الشذوذ والغرابة في الملصقات لجذب المشاهد في الشوارع، ودفعه إلى متابعة العمل الذي يعلن عنه الملصق، ولكن تأثيرها وقتي لا يدوم طويلاً.

وعلى جانب آخر، يرى الناقد محمود قاسم أن الملصقات الحالية لا تختلف كثيراً عما كانت عليه في الماضي، مضيفاً أن مهمتها تكون في عرض فكرة الفيلم وأبطاله بشكل واضح، وهو ما يمكن فهمه من خلال متابعة عادل إمام في أفلام التسعينيات، إذ كان يتصدر ملصقات أفلامه، كذلك محمد هنيدي ومن قبلهما عبد الحليم حافظ، وفقاً لنظرية النجم الأوحد، كذلك استبدال أسماء النجوم قديماً بصورهم راهناً.

يدافع قاسم عن غرابة أفكار بعض الملصقات من بينها {ظرف صحي}، مشيراً إلى أن فكرة وجود الأبطال في الحمام غريبة على السينما العربية، لكنها مستخدمة في السينما الأميركية، على غرار الفيلم الذي كان بطله يخرج من الحمام وتم التقاط الملصق هكذا، وبالتالي ما دام أن من يؤدي بطولة {ظرف صحي} شاب يعمل سباكاً، وغالبية مشاهده داخل الحمامات، فلا بد من أن يتناول الملصق أكثر المناطق استعراضاً ضمن الفيلم.

الجريدة الكويتية في

30.05.2014

 
 

«شمس على جرح القصيد» ينبش في تاريخ عبد الرحيم محمود

رام الله – بديعة زيدان 

في الذكرى المئوية لمولد الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود، قام تلفزيون فلسطين بإنتاج فيلم وثائقي عنه حمل اسم «شمس على جرح القصيد»، حيث تناول حياته في ستين دقيقة، هي مدة عرض الفيلم.

ويسرد الفيلم، الذي عرض للمرة الأولى في رام الله، أحداثاً تاريخية خلال الانتداب البريطاني لفلسطين وصولاً إلى النكبة عام 1948، مروراً بعدد من الشواهد على نضالات المجاهدين ضد العساكر البريطانيين واليهود الذين هدموا قرى فلسطينية في الداخل.

كما يتطرق لحياته الشخصية منذ ولادته في بلدته عنبتا بالقرب من مدينة طولكرم عام 1913 مروراً بمراحل دراسته حتى عام 1936 حيث أن الشاعر انضم لصفوف الثوار بقيادة عبد الرحيم الحاج محمد «أبو كمال»، وشارك في الثورة بالبندقية والشعر.

واشتهر عبد الرحيم محمود بأبلغ بيتين يرددهما شاعر عربي تواق للشهادة، نظمهما قبل 11 عاماً من استشهاده، وهو يؤبن القائد الشهيد أبو كمال، الذي استشهد في الثورة الفلسطينية الأولى في 26/3/1937، وقال فيهما: «سأحمل روحي على راحتي/ وألقي بها في مهاوي الردى. فإما حياة تسر الصديق/ وإما ممات يغيظ العدى»، فبقيا نشيداً يتغنى به كل مقاوم يعيش ظلم الاحتلال.

وحقق عبد الرحيم محمود «حلم الشهادة» عام 1948، عندما أصيب بشظية قنبلة في غمار معركة الشجرة قرب الناصرة، التي لم تكن قد وقعت بيد اليهود بعد.

والفيلم الوثائقي «شمس على جرح القصيد»، من سيناريو وتقديم كوثر الزين... وعنه تقول الزين لـ«الحياة»: «اتصل بي زميلي في اتحاد الكتاب الفلسطينيين الكاتب والباحث جهاد صالح واقترح أن أقدم برنامجاً تلفزيونياً بمناسبة مئوية عبد الرحيم محمود من كحلقة حوارية... فطرحت بدوري الموضوع على إدارة البرامج وتم الاتفاق على إنتاج فيلم وثائقي وتم تحديد المخرج نبيل أبو لبن لإخراج الفيلم». وتضيف: «شرعت مباشرة في البحث والإعداد لكتابة السيناريو، من خلال الغوص في التراث الشعري لعبد الرحيم محمود (مجموعته الكاملة، وهي النسخة التي جمعها ونقحها عز الدين المناصرة التي تضم كامل أعماله حيث أن هناك نسخاً سابقة ناقصة)، إلى جانب قراءة ما توافر من كتب ودراسات عن الشاعر، من بينها «شاعران من جبل النار» للكاتب وليد صادق، و»عبد الرحيم محمود: جزالة الشعر وروعة الاستشهاد» لجهاد صالح، و»عبد الرحيم محمود بين الوفاء والذكرى»، وهو عبارة عن مجموعة شهادات... إلى جانب دراسات في الدوريات الأدبية.

ولم تتوان الزين في الغوص بعملية بحث ميدانية أيضاً من خلال زيارات لأقارب الشاعر في عنبتا، بخاصة بيت العائلة والأماكن التي كان يرتادها، والحديث مع أقاربه للتطرق إلى الخطوط العريضة في شخصيته وطباعه، وذلك من خلال ابني أخيه الشاعران أديب رفيق محمود والشاعر طارق عبد الكريم محمود، حيث كان لهما الدور الأكبر في إنجاز الفيلم.

ولشح المادة المصورة بحكم أن الأحداث تعود إلى قرن مضى، ولتغطية هذا النقص، تضمن الفيلم مشاهد درامية أداها كل من الممثلين عبود عبيد وسليم الدبيك ونوال حجازي، إلى جانب مادة أرشيفية مرئية ضخمة من الأرشيف البريطاني والأردني والفلسطيني لتعطية الأحداث التاريخية المرافقة لحياة الشاعر، والتي تعد أحداثاً مصيرية ومفصلية في تاريخ فلسطين والمنطقة العربية.

وبخصوص السيناريو تقول الزين: حاولت أن يتخذ السرد الصبغة الأدبية تماهياً مع المضمون، كما تم التركيز على البيئة والمرحلة والظروف الموضوعية التي نشأ فيها الشاعر وتشكلت من خلالها شخصيته الشعرية والنضالية، من دون إهمال البعد الذاتي الإنساني حيث ركزت في اللقاءات مع أقاربه، وخصوصاً مع نجله الطيب عبد الرحيم، على الجانب العاطفي الإنساني والأبوي حتى لا يتحول الفيلم إلى مجرد أحداث حياتية وتاريخية متعاقبة.

أما مخرج العمل نبيل أبو لبن فيقول لـ «الحياة»: عد دراستي للمادة التي أعدتها الزميلة كوثر الزين تم التوافق معها على تحويل هذه المادة إلى فيلم، حيث قامت بتحويل المادة إلى سيناريو تصويري بطابع الدكيودراما وذلك لتعويض المشاهد المفقودة في مسيرة الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود، الذي أمضى حياته يتنقل من خندق إلى خندق، ما أضاع الكثير من أرشيف حياته، مضيفاً: العمل على الصعيد الوطني في السينما ليس جديداً بالنسبة لي، لكني أعتقد أن هذا النوع من الأفلام فتح نافذة للارتقاء أكثر في الموضوعات التي تطرح وكيفية تناولها، كما أن تلفزيون فلسطين ساهم ويساهم في دور طليعي في رفد المكتبة الأرشيفية بأعمال تـــتـناول الحيــاة الثـقـــافـــية الفلسطينية.

على صعيد الإنتاج والإمكانيات الفنية يقول مخرج العمل: لا يزال ينقصنا الكثير، حيث أن صناعة الأفلام تتطلب موازنات ضخمة... ما زالت الأفلام الفلسطينية تشق طريق المنافسة في السينما العالمية بإمكانيات محدودة، وهذا يدل على أهمية ما تطرحه... النجاحات السينمائية الفلسطينية ليست إلا محاولات فردية جادة وطموحة، ولكن هذا لا يعفينا من التقصير جميعاً في بناء سينما بعيون فلسطينية تحمل رسالتنا إلى العالم.

الحياة اللندنية في

30.05.2014

 
 

«خلف الضوء الأبيض» من سورية إلى إسطنبول

إسطنبول - رفيق قوشحة 

«كأي سينمائي شاب بدأت مع الأفلام القصيرة فحققت فيلمي الأول «حياة جديدة» ومدته عشر دقائق ليتحدث عن فكرة العزلة عند الإنسان ... انجزته عام 2006، وبعد ذلك حققت فيلمي الثاني الوثائقي مدته 60 دقيقة حول الجولان من وجهة نظر النازحين الشاهدين والمعايشين للحقيقة ولم أستطع عرضه حينها بسبب معارضته وجهة نظر النظام. ثم أنجزت فيلم «دمشق وآخر التجليات» عام 2011 وأفلاماً قصيرة عدة لقنوات تلفزيونية. بعدها أنجزت فيلمي الرابع «على الضفة الأخرى» الذي يعاين تجربة شاعر سوري منفي من البلاد ويركز على مفهوم الحرية واعتقلتني اجهزة امن النظام بسبب هذا الفيلم لستة اشهر ثم نقلت الى السجن المركزي في عدرا ولم اخرج الا بعد ان صدرت لائحة اللجنة العربية الدولية التابعة للأمم المتحدة التي طالبت بالإفراج عن مجموعة كبيرة من المعتقلين السوريين في سجون النظام».

هكذا قدم نفسه السينمائي والإعلامي فراس فياض لدى سؤاله عن تجربته السينمائية بعد العرض الأول لفيلمه الأخير في حضور عدد من الصحافيين والأصدقاء والفنانين السوريين المقيمين في اسطنبول.

وهذا الفيلم الأخير وعنوانه «خلف اللون الأبيض» «يتحدث عما يجري في سوريا بعد العسكرة التي حدثت من خلال تناولها عبر حكاية شباب الإنقاذ والطوارئ السوريين الذين يتطوعون للعمل على انقاذ صحايا القصف الوحشي للنظام للقرى والأحياء السكنية في شمال سوريا ... شمال حلب ... وإدلب ... وريفهما وبعض قرى شمال شرقي اللاذقية!

يشرح فياض الفكرة الجوهرية التي بنى عليها فيلمه الأخير بالقول: «الإنقاذ ... ! نعم لأننا جميعاً بحاجة الى إنقاذ! ماذا نفعل كلنا تحت الأنقاض في الحياة منفيين معزولين؟ نحن بحاجة لمن لديه الدوافع الأخلاقية لنبش ومن ثم قراءة ظروفنا وحياتنا وانتشالنا منها»... ويتابع: «اسم الفيلم («خلف الضوء الأبيض») مستمد من ضوء المصباح اليدوي الذي يحمله عامل الإنقاذ الغائص وسط ركام الأنقاض بحثاً عن انسان مدفون تحتها ولا زال يتنفس. وحتى لو فارق الحياة فمن حقه ان يتم انتشاله ويدفن بكرامة ...هذا الضوء الذي عندما يراه الإنسان المدفون تحت الركام يشعر ان ثمة من يعيده الى الحياة!»

استغرق انجاز الفيلم ستة اشهر من العمل وتم فيه تسجيل حكايات واقعية من عالم عمال الإنقاذ المتطوعين من الشباب من الجنسين الذين لم يحملوا السلاح مع اي من الأطراف في الصراع الدموي الجاري في سوريا الآن وآثروا ان يقدموا كل ما يستطيعون فعلاً وواقعياً بما في ذلك ربما حياة اي منهم ... من اجل تقديم العون لضحايا القصف البشع الذي تمارسته قوات النظام على البلدات والمدن المقاومة في سوريا.

يضيف فراس: «وثّقت حياة حقيقية في عمل فني...تأكيداً على امكانية وجود القدرة لدينا لتحويل الوثيقة الحياتية عن الواقع شكلاً من اشكال الإبداع دون اي تدخل بسوى بعض التفاصيل الصغيرة التقنية لزيادة الوضوح وجماليات الصورة والشكل العام للفيلم».

الحياة اللندنية في

30.05.2014

 
 

مهرجان الفيلم العربي القصير... يوسّع انتشاره

بيروت - «الحياة» 

أثبت القائمون على «مهرجان الفيلم العربي القصير» الذي ينظمه «ناد لكل الناس» في بيروت، في دورته الحادية عشرة، إيجابيات يجب التوقف عندها. في الدورة الماضية التي كانت الثانية له في «الانفلاش» العربي، عانى المهرجان من ضعف بعض الأفلام المشاركة، لكن وفي نظرة سريعة على برنامج الدورة الأخيرة التي اختتمت منذ أيام، واستضافها مسرح المدينة في بيروت، يظهر مدى نضج الوعي السينمائي لدى القائمين، ومحاولتهم التنويع لجهة المواضيع والجغرافيا.

ونجحت هذه الدورة في تقديم أعمال تُحاكي الربيع العربي، خصوصاً أن بعضها لا يجد مكاناً لعرضه في البلاد التي تنتج فيها لأسباب الرقابة وغيرها. الإيجابية الأهم، هي أن كل الأعمال المنتقاة، عرضت للمرة الأولى في مهرجان سينمائي، على عكس دورات سابقة.

إذاً بات المهرجان، نظراً إلى سمعته الطيبة، وقدرته على التوسع، يفرض على من يستضيفهم أن تكون أعمالهم جديدة، وتقدّم للمرة الأولى في بيروت. ومن الإيجابيات الدائمة للمهرجان، أنه ما زال محافظاً على القسم المخصص للأفلام الطالبية، ولم يتخلَّ عن ذلك بعد انفتاحه وتوسعه في موضوعات جديدة.

وبهذا الانفلاش العربي للمهرجان، بات عليه العمل بجدية أكبر لاستقطاب الجمهور، وملء الصالة في مختلف العروض، من خلال استهداف طلاب السينما في الجامعات، والعمل مع فريق إعلاني قادر على تعريف عامة الناس بالحدث، واستقطاب جمهور جديد للمهرجان، إذ من غير المجدي تنظيم مهرجان كبير واستضافة أعمال محلية وعربية، من دون حضور شبابي قبل النخبوي.

يقول مدير «ناد لكل الناس» نجا الأشقر إن المهرجان تسلم حوالى 250 عملاً، «لكننا اخترنا 45 فقط، منها 17 فيلماً طالبياً للحفاظ على المسيرة التي بدأناها في دعم الفيلم الطلابي، منذ أكثر من 10 سنوات».

وشاركت في المهرجان هذه السنة 13 دولة عربية هي المغرب، فلسطين، سورية، العراق، الأردن، مصر، قطر، الجزائر، تونس، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، اليمن، السودان ولبنان. وتألفت لجنة التحكيم من المخرجين اللبنانيين: محمد سويد، محمود حجيج، هادي زكّاك، والمنتجة ريما مسمار، إضافة إلى المصري أحمد عبدالله، والفلسطيني مهدي فليفل.

يعبّر الأشقر عن صعوبة تنظيم مهرجان سينمائي واستضافة مخرجين عرب في بيروت، في ظل أجواء سياسية متوترة يعيشها البلد، لكنه يشير إلى أن الضيوف كانوا مصرين على الحضور والمشاركة، إيماناً بدور السينما في تغيير المجتمعات، وأهميتها في الحراك العربي الحالي.

ويرى أن هذه الدورة كانت استثنائية، لأن معايير انتقاء الأعمال اختلفت، وباتت أعلى، لاستقطاب أفلام ذات مستوى راقٍ ومشغولة بحرفية، في حين أن الإدارة فرضت على المخرجين أن تكون كل الأعمال جديدة، ولم تعرض سابقاً.

ومن الإنجازات التي سجلها المهرجان هذه السنة أيضاً، طرح أفلام مارون بغدادي الروائية في متناول الجمهور، بعدما صدرت أفلامه الوثائقية السنة الماضية. ويوضح الأشقر أن هذه الأفلام ترجمت لإنقاذها من الضياع والنسيان.

ومنحت لجنة التحكيم أربع جوائز، اثنتين منها للأفلام اللبنانية: «حيث لا شيء سوا الماء» لمحمد صباح، و «أصداء» لديان بو شديد، وجائزتين للأفلام العربية: «هفهوف» للتونسية ناديا توجية، و «حلم الوحوش القوية» للسورية لينا العبد. فيما منح الجمهور جائزته للمخرجة المصرية علياء أمين عن فيلمها «بورتريه شخصي»، بإشراف شركة «آراء للبحوث والاستشارات».

وقدّمت أفلام قصيرة لأفراد لجنة التحكيم هي «شبّاك» لأحمد عبدالله (11 دقيقة)، Xenos لمهدي فليفل (12 دقيقة)، Lebanon Through Cinema لهادي زكّاك (15 دقيقة)، We Will Win لمحمود حجيج (7 دقائق)، «سينما فؤاد» لمحمد سويد (40 دقيقة). كما تخلّلت المهرجان ندوة في عنوان «الأفلام القصيرة في العالم العربي» قدّمها الناقد نديم جرجورة مع أعضاء لجنة التحكيم، واختتم المهرجان مع حفلة موسيقية لمحمد محسن وفرقة من مصر ولبنان.

الحياة اللندنية في

30.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)