كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سينمات في دروبٍ مختصرة

فيلم رحلاتٍ عن عوالم السينما التجريبيّة

صلاح سرميني ـ باريس

 

تتواصل رحلة الفيلم التسجيلي الفرنسي« Cinémas de traverse »بعرضه في أماكن متفرقة غير مألوفة، ومنها المقاهي.

تستغرق مدته الزمنية ساعتين، وربع تقريباً، وهو من إنتاج عام 2010، وإخراج الثنائيّ »فريدريك دوفو »، و »ميشيل أمارجيه ».

يتكوّن الفيلم من ثلاثة أجزاء تكشف عن مسيرة ذاتية طوعية في عوالم السينما التجريبية(تدل عليها ملاحظات يومية مكتوبة تظهر من وقتٍ إلى آخر بين مشاهد الفيلم).

الفيلم إكتشاف حرٌ لأشكال السينما البديلة تتجسد من خلال لقاءاتٍ جمعها الثنائيّ من أربع قارات (إستغرق إنجاز الفيلم 3 سنواتٍ بين الأعوام 2007 و2010)، ويكشف عن الممارسات الإبداعية لبعض السينمائيين المعروفين مثل :الأمريكي « جوناسميكاس »، النمسوي « بيتر كوبلكا »، البلجيكي « بوريس ليمان »، الجزائري « أحمد زير »، الفرنسي « جوزيف موردر، النمساوي « بيترتشيركاسكي »، البريطاني « غي شيروين »،..بالإضاقة إلى سينمائيين آخرين أقلّ شهرة، ولكنهم ليسوا أقل إبداعاً، ينجزون أعمالهم منفردين مثل الرهبان، أو منخرطين في مجموعاتٍ سينمائية متخصصة.

في نهاية هذا المشوار تظهر صورة فيلم ممكن، مرحلة جديدة لإكتشاف سينماتٍتسير في دروبٍ مختصرة، ملامحها لاتعرف الحدود.

في صحيفة « لو مانيته » كتب الناقد الفرنسي « إميل بروتون » عن الفيلم:

« هذه دروب مُختصرة لأنها تقود إلى لقاءاتِ مع أشخاصٍ يعيشون من إيمانهم بما يفعلون، وهي فرصة لإكتشافاتٍ جميلة ».

بينما كتبت الكاتبة، والباحثة « غابرييلا تروجيللو »:

« يملاُ الفيلم فراغاً، ويبدو مثل الخرائط: يوفر الإرشاد، والتوجيه، وعلينا تخمين كثافة نشاط إبداعيّلايتوقف في هذه القارة (التجريب) التي لم تُكتشف بما فيه الكفاية حتى الآن من خلال السينما التسجيلية.

بدوره، « رافائيل باسان »، الباحث، والمؤرخ المُتخصص بالسينمات التجريبية، كتب عن الفيلم:

« تجربة الثنائيّفريدؤيكدوفو، وميشيل أمارجيه تشحذ الموارد العملية، والفكرية، وتستجوب المواطنين المُمارسين لهذه « الجمهورية الجديدة » بالذهاب بوجهة نظر ذاتية إلى أربع جهات في العالم لإقتفاء أثر السينما التجريبية ».

« فريدريك دوفو »، و »ميشيل أمارجيه » يعملا معاً، ويخرجا أفلاماً تجريبية، وتسجيلية منذ عام 1980، في عام 2000 بادرا إلى إنجاز سلسلة من البورتريهات عن الفنانين التجريبيين، والمؤسسات التي تعنى بالسينما التجريبية، وكانت يعنوان (Cinexpérimentaux).

« فريدريك دوفو »، ناقدة، ومحاضرة عن السينما في قسم السمعي/البصري في جامعة إكس مارسيليا.

« ميشيل أمارجيه » يخرج أفلاماً تسجيلية، وأفلام بحث، وبالتوازي يمارس نشاطاً صحفياً لصالح « راديو فرانس الدولية »، ويغطي الأحداث السينمائية، كما يشارك في إدارة جمعيات تهتم بالترويج للفن السابع، وينشط شبكة النقاد في موقع (Africiné)، ويعتبر واحداً من مؤسسيه.

·        العنوان« Cinémas de traverse » مُستوحى من التعبير الفرنسي « chemins de traverse »، ويعني « دروبٌ مُختصرة »، ويشير إلى أماكن غير مستخدمة عادة، لأنها بعيدة عن الطرق، واستطراداً، يثير هذا الأمر سبلاً مختلفة، ويبدو لنا بأنه يتوافق مع روح السينما التجريبية التي تسلك طرقاً أخرى في التعبير مختلفة عن الأشكال التقليدية، أتمنى بأن يضيء لك هذا التوضيح معنى العنوان، ويساعدك على ترجمته بشكل دقيق(فريدريكدوفو ـ ميشيل أمارجيه).

المجلة التونسية في

27.05.2014

 
 

أموتُ من العطش، أختنق، لا أستطيع الصراخ

صلاح سرميني ـ باريس 

« أموتُ من العطش، أختنق، لا أستطيع الصراخ »(67 دقيقة)، واحدٌ من كلاسيكيات السينما التجريبية الفرنسية، أخرجه السينمائي الفرنسي « جيرار كوران » عام 1979، وعُرض في مهرجان كان في قسم Ciné-Off، ومهرجان فينيسيا في قسم  Spazio Aperto.

إنه بإقتضابٍ قصة بحث إمرأة تطارد هويتها الخاصة، المرأة (تمثيل ماري نويل كوفمان) تُغامر في عالم التمثيل، تلتقي مع أربع شخصياتٍ كلّ واحدةٍ منها، وبطريقتها، تكشف لها عن مفتاحٍ كي تعبر المشاهد الخمسة الرئيسية للفيلم، وتعتبر بمثابة عتباتٍ عليها أن تجتازها لا محالة كي تحصل على إجابةٍ عن السؤال الجوهري :

هل يمكن للسينما أن تسمح بالعثور على توازنٍ مفقود ؟

فيلمٌ بدون حوار، الموسيقى تُصاحب الصور من بدايته إلى نهايته، إخلاصٌ للقطات المُتوسطة، الثابتة، الطويلة زمنياً، رُبما كانت إرهاصاتٍ لمشروع « سينماتون » فيما بعد، القليل من حركات الكاميرا، والكثير من اللقطات المتوسطة، والكبيرة.

يتخلص الفيلم تماماً من السرد الحكائيّ، تجوالٌ في بعض الأماكن مع مجموعة من أصدقاء « جيرار كوران »، ولكنه تأملٌ شعريّ للجمال الأنثويّ، الوجه بشكلٍ خاص، ومنحه الإعجاب الذي يستحقه، تضفي عليها الموسيقى نوعاً من القداسة السينمائية، وتنسينا ماذا تفعل هذه الشخصيات، وما لا تفعله، إنها هنا ملتصقة بالطبقة الحسّاسة للفيلم، تفكر، تتأمل بشكلٍ طبيعيّ، أو بتصنعٍ ظاهر كما حال جلسات اختيار الممثلين، الحوار الذي تنطقه النساء، ولا يسمعه المتفرج، يضفي غموضاً على الصورة، وفضولاً، ماذا لو سجل « جيرار » تلك الحوارات ؟، ولكن فقدانها هنا، أو حتى حذفها، أو إقصائها لصالح الموسيقى جوهر حالة استغراق المتفرج في لا حكائية الفيلم، يستخدم « جيرار كوران » كلّ ما يُصوره، ليست لديه لقطات للحذف، كلّ الصور صالحة لأن تأخذ مكانها في الصياغة السينمائية، وربما إذا استبدل لقطةً بأخرى، أو انعكس الترتيب المونتاجي للفيلم تماماً طالما أن الموسيقى هي التي تجمعها، وتمنحها شرعية حضورها، وتدفقها كما تشاء.

هنا فيلمٌ عصيّ على التصنيف.

وعلى عكس السينمائيين التجريبيين الذين استخدموا أشرطة سوبر 8، وصوروا أفلامهم بلقطاتٍ قصيرة زمنياً، وأحياناً كادراً، كادراً، أو بعض الكادرات، بحيث تكون النتيجة على الشاشة تدفقاً مُروعاً، شلالات من الصور المُتلاحقة، تحتاج إلى انتباهٍ كي يدرك المتفرج محتواها، وينطلق هذا الإختيار من العامل الإقتصادي الذي يطبع السينما التجريبية، حيث يريد السينمائي إنجاز فيلمه بأقلّ التكاليف المُمكنة.

بينما كان « جيرار كوران » يتعامل مع كاميرا سينمائية متمهلة جداً، وليست آلة تصوير فوتوغرافي، ويتمهل كثيراً أمام شخصياته، وحتى يُغالي كثيرا في التمهل، فيمنح بعض لقطاته مدة العلبة بكاملها (3 دقيقة، و25 ثانية)، وهذا ما فعله مع السلسلة الأشهر Cinematon، وبقية السلاسل السينمائية الأخرى المُستوحاة منها، حالة التمهل هذه، هي التي أكسبت أفلامه أجواء تأملية، شعرية، وموسيقية.

تتهل أفلام « جيرار كوران » مرجعيتها من السينما الصامتة بدون أن يعلن الحرب على السينما الناطقة.

هي احتفاءٌ متواصلٌ بالسينما نفسها، وبمُبدعيها، « فيليب غاريل » في هذا الفيلم مثلاً  » أموتُ من العطش، أختنق، لا أستطيع الصراخ ».

بخلافٍ جذريّ مع الأفلام الروائية، والتسجيلية، وبغضّ النظر عن نقطة البداية، الإنطلاقة الأولى، فإن « جبرار كوران » فنان الإرتجال في السينما، وخاصة في مرحلة التصوير، تبدأ عملية البناء عنده من مرحلة مونتاج الصورة، والصوت، ينجز صياغة فيلمه وُفق تكرار، وتنويعات للصورة، كلّ صورة، أو لقطة تأتي كي تُصحح، أو تكمل  تكوين البورتريه.

عندما تهرب الكاميرا من نظرةٍ ما كي تعود من جديد لرصدها بشكلّ أفضل، وتحميلها بأحاسيس، ومشاعر جديدة.

المجلة التونسية في

27.05.2014

 
 

نقاد السينما يصنعون مهرجانات السينما

صلاح سرميني ـ باريس 

يردّ مهرجان دبي السينمائي الدولي على كلّ الآراء التي يلوكها البعض حول الناقد السينمائي الذي يعمل في تنظيم المهرجانات السينمائية، وتطويرها، ويثبتُ عملياً، بأنه كانت له المُبادرة دائماً في تأسيس، وتنظيم، وتطوير التجمّعات السينمائية، بدءاً من نوادي السينما، وحتى مهرجاناتها المحلية، الإقليمية، والدولية، ومن طرفٍ آخر، يُوسّع مفهوم نشاط الناقد السينمائي كفاعلٍ حقيقيّ في تطوير الثقافة السينمائية، حيث لا يتحدد دوره في الاسترخاء فوق كرسيّ، والكتابة فقط، ولكن، في توجبه ذوق المتفرج، وتطويره بشكلٍ عمليّ أكثر فعالية من الكتابة الأقلّ قراءةً.

ومن يتفحص السيرة المهنية المُقتضبة للفاعلين في مهرجان دبي السينمائي الدولي، سوف يلاحظ بأنها تمزج بين الشغف السينمائي، النقد، الصحافة السينمائية، والإخراج.

ـ « مسعود أمر الله آل علي » المدير الفني للمهرجان، ناقدٌ، كاتبٌ، ومخرجٌ سينمائيّ، والقاصي، والداني يعرف بأنه مؤسّس « مسابقة أفلام من الإمارات » في أبو ظبي، ومديرها حتى الدورة السادسة قبل أن يبتلعها مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، ويقضي عليها، ويقدم « أمر الله » على مبادرة أكثر ذكاءً، واحترافية، ويؤسّس مهرجان الخليج السينمائي في دبي.

ـ البريطانية « أنتونيا كارفر » كاتبة، وناقدة سينمائية، عملت مستشارة لمهرجان أدنبرة السينمائي الدولي بالإضافة إلى إدارة البرامج العربية في عددٍ من المهرجانات، والفعاليات حول العالم، وأتذكر مساهمتها في برمجة « مسابقة أفلام من الإمارات » في فترتها الذهبية.

ـ « دوروثي وينر » مخرجة، وصحافية ألمانية متخصصة بالسينمات الهندية، وسينمات جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.

ـ « عرفان رشيد »، عراقي مقيم في إيطاليا، مخرجٌ، وصحفيّ، يمتلك خبراتٍ زاخرة عن السينما العربية، جسدها يوماً بإدارته الفنية لمهرجان « بحر السينما العربية » في إيطاليا.

ـ « ميرنا معكرون »، لبنانية مقيمة في ألمانيا، سينمائية، وممثلة، عرفها الوسط السينمائي من النجاحات التي حققها فيلمها القصير الطازج « برلين ـ بيروت »، وهي المسئولة عن برنامج سينما الأطفال في مهرجان دبي.

ـ « ناشين مودلي » من جنوب أفريقيا، مسئول عن البرامج الأسيوية، والأفريقية، كاتبٌ، وناقدٌ سينمائي، ويرأس فريق برمجة مهرجان دوربان السينمائي.

ـ « فيليب شيّا » من سنغافورة، يعتبر من أهمّ خبراء السينما في جنوب شرق آسيا، ولديه مؤلفات عن السينما الأسيوية.

ـ الراحلة « شيلا ويتاكر » كانت المسئولة عن سينما العالم، بدأت مسيرتها في الأرشيف الوطني للأفلام في بريطانيا، وشغلت منصب إعداد برامج « دار السينما الوطنية » في لندن، وعملت لعقود من الزمن مديرة لمهرجان لندن السينمائي، وهي بدورها ناقدة سينمائية في الصحف الوطنية، والمجلات السينمائية المُتخصصة، وساهمت في تحرير كتبٍ عن السينما الإيرانية، وعن المخرجة الأرجنتينية « ماريا لوسيا بمبرغ »

ثماني شخصياتٍ سينمائية مُعتبرة، سبعة منهم يعملون في مجال الصحافة، النقد، والبحث السينمائي، وثلاثة أنجزوا أفلاماً، أو شاركوا في صنعها.

لا تقتصر مساهمة نقاد السينما على برمجة أقسام المهرجان فحسب، ولكن المُتفحص في السيرة المهنية لأعضاء لجان تحكيم مهرجان دبي السينمائي خلال دوراته الماضية، سوف يعرف بأنّ « مسعود أمر الله » يدرك أهمية تواجدهم، وهو لم يفعل ذلك اليوم بعد تذمر، واحتجاج، وملاحظات النقاد، ويكفي العودة إلى أرشيف « مسابقة أفلام من الإمارات » كي نُدرك إلى أيّ حد ساهم النقاد في إثراء تلك التظاهرة .

ومنذ اليوم، أتوقع بأن تعمد المهرجانات العربية إلى استقطاب نقاد السينما في لجان تحكيم دوراتها المُقبلة، أكان ذلك اقتناعاً بدورهم، نقلاً، استنساخاً، أو خشية من أقلامهم، (تسببت بعض المقالات في تغيير إدارة كاملة لمهرجانٍ خليجيّ).

ومهما تكن المُبررات، فإنني أقترح على نقاد السينما العرب، بأن يجهزوا حقائبهم منذ اليوم استعداداً لتنقلاتٍ كثيرة ما بين المهرجانات العربية.

المجلة التونسية في

27.05.2014

 
 

« قماشٌ على مواد مختلفة » للمخرج السوري « جلال الماغوط »

الفيلم العربي الوحيد في المهرجان الدولي لأفلام التحريك في آنسي

صلاح سرميني ـ باريس 

بعد أكثر من 350 ساعة من مشاهدة 2293 فيلماً وصل من 88 بلداً مختلفاً، إختار المفوّض الفني « مارسيل مان »، وفريق البرمجة 212 فيلماً سوف تعرض في المهرجان الدولي لأفلام

التحريك في آنسي، والذي سوف تنعقد دورته القادمة خلال الفترة من 9 وحتى 14 يونيو 2014

في برنامج المسابقة :

55 فيلماً قصيرا.ً

29 فيلماً تلفزيونياً.

36 فيلماً مؤسساتياً.

56 فيلماً طلابيا.ً

بينما سوف يكون نصيب 36  فيلماً قصيراً خارج المسابقة، وهذا لا يقللّ من أهميتها بأيّ حال من الأحوال.

إدارة المهرجان الخبيرة لاحظت عودة قوية لبريطانيا، وهي تشكل مع فرنسا، وكندا الثلاثي الرئيسي للمهرجان، كما نوهت إلى الإزدهارا الملحوظ للأفلام القادمة من البلدان الآسيوية.

كما أحصت تزايداً في أعداد الأفلام من إخراج نساء.

وقريباً، سوف يكشف المهرجان عن إختيارات الأفلام الطويلة في المسابقة، وخارجها.

الأفلام العربية غائبة تماماً عن المسابقات المختلفة، فيلمٌ واحدٌ فقط بعنوان « قماش على مواد مختلفة للمخرج السوري « جلال الماغوط » يشارك خارج المسابقة، وهو من إنتاج عام 2012، وبطول 5 دقائق .

يستخدم المخرج مرجعيات رمزية، ويلخصه على طريقته :

« الغراب،.. قد يكون إنسانيّاً أكثر مما نتصوّر، هناكَ العديد من الأسباب المنطقية التي تجعلُ من الممكن وصفُ هذا الكائن بأنّهُ نذيرُ شؤم، لكن الواقع اليوم، أنّه حتى لو سلّمنا بالنّظرةِ التقليديّةِ للغراب، وسطَ هذا الخراب المُحيط، سوف نجدُ أنّه من الواقعي للغاية أن نستجدي الأملَ، و الخلاص من أيّ شيء، حتّى من هذا المخلوق المشؤوم، من الآن فصاعداً، لن يجمع الغرابُ الأشياء اللامعةَ، بل إنّ الأشياءَ اللامعة ستسلكُ طريقَها من تلقاءِ نفسِها إلى ذلكَ المكان المهجور، لن تُصيبَ أهدافها بعدَ اليَوم، ستمضي بنفسِها إلى بقعةٍ مُظلمة، وبعيدة، لتستمرّ الحياة ».

« جلال الماغوط »، فنان تشكيليّ سوريّ، وصانع أفلام رسوم متحركة، وُلد في دمشق 1987، و تخرج بالترتيب الأول من كلّية الفنون الجميلة/قسم الاتّصالات البصريّة بجامعة دمشق عام 2010، عمِلَ بعدها أستاذاً مُعيداً في الكلّية 2011-2012  أخرجَ فيلمه المستقلّ الأول « كائنات من عدم » عام 2010، وقد تمّ عرضه في العديد من الفضاءات الثّقافية، والمهرجانات في سوريا ولبنان، ثم جاء فيلمه الثاني « قماش على مواد مختلفة » عام 2012، الذي عرض في « ركن الأفلام القصيرة » بمهرجان كان السينمائي 2013، بالإضافة إلى ذلك، أنجز العديد من الأعمال الأخرى في مجالات التحريك، والفيديو، ولديه تجارب واسعة في الفيديو آرت، الفوتوغراف، و التّصوير الزيتيّ.

المجلة التونسية في

27.05.2014

 
 

الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية تشجع على مثل هذه الحوادث

صحافيون وسياسيون وأساتذة جامعات ينتقدون «ثقافة هوليوود» ودورها في مذبحة رودجرز

واشنطن: محمد علي صالح 

لم تكن «الحرب على الناس» التي ارتكبها، أول من أمس، إليوت رودجرز (قتل ستة، وجرح أربعة عشر)، الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، لكنها سلطت الأضواء على دور هوليوود، مركز الأفلام السينمائية، والمسلسلات التلفزيونية، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن، في كل العالم، في تشجيع مثل هذه «الحروب». لهذا، خلال اليومين الماضيين، شن صحافيون، وسياسيون، وأساتذة جامعات في الشؤون الاجتماعية والنفسية، انتقادات شديدة ضد «كلشر اوف هوليوود» (ثقافة هوليوود). وذلك لأكثر من سبب:

أولا: يعيش رودجرز في شمال هوليوود، وانتقل للدراسة في جامعة كاليفورنيا (سانتا باربرا) القريبة.

ثانيا: والد رودجرز مخرج ومصور في هوليوود.

ثالثا: أخرج الابن فيلم فيديو قبل ارتكاب المذبحة، في عمل سينمائي هو الأول من نوعه لشخص يريد قتل الناس. ووضع له اسما مثيرا: «داي أوف اتربيوشن» (يوم الانتقام).

رغم أن رودجرز قال في الفيديو، وفي صفحته في موقع «فيسبوك»، بأنه غاضب على البنات الجميلات اللائي رفضن صداقته (ولهذا «سأقتل» كل شقراء منحلة أقابلها)، كتب، أيضا، ضد الزواج بين السود والبيض، وضد المهاجرين، وضد الأجانب.

كتب: «كيف يقدر أسود قبيح وبدائي على صداقة بنت بيضاء، ولا أقدر أنا، رغم أني نصف أبيض؟» (والدته صينية، ووالده يهودي). وشرح ذلك في «مانفستو» من 141 صفحة.

وكتب نورمان باتي، في صحيفة «نيوهيفين ريجستار»: «بالغت أفلام ومسلسلات هوليوود في تصوير الجنس الترفيهي، حتى صار كأنه أهم شيء في حياة الناس. وها هو صبي عمره 22 سنة يشتكي بأنه لم يمارس الجنس، ليس كزوج، ولكن من أجل المتعة. وكأن الجنس من أجل المتعة حق من الحقوق الطبيعية للناس».

وكتبت آن هورنادي في صحيفة «واشنطن بوست»: «صار سهلا جدا ملاحظة الشبه الكبير بين أفلام إليوت رودجرز في الإنترنت، والأفلام السينمائية التي أنتجها، أو صورها، والده بيتر رودجرز».

وأضافت: «نعم، كان إليوت رودجرز مصابا بمرض عقلي. لكن، صار واضحا أن أفكاره القتالية سببها شركات السينما والتلفزيون أو، في أقل حال، أثرت عليه. لم لا، وقد ولد وتربى في عاصمة هذه الثقافة القتالية؟».

في موقعه في «فيسبوك»، وضع رودجرز ملصقات الأفلام السينمائية التي يفضلها. ومنها: «أميركان سايكو» (المخبول الأميركي)، و«بيك أب ارتست» (الفنان صائد النساء). وأيضا، أفلام جيمس بوند (تخلط بين الشقراوات والقتل).

وكتبت مارثا لوزين، أستاذة في جامعة سان دييغو ستيت (ولاية كاليفورنيا)، أن أساس المشكلة هو سيطرة الرجال على إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية في هوليوود. وبالتالي، سيطرة ثقافة الجنس والقتل. وقالت: إن أقل من عشرين في المائة من الذين يعملون في هذه المجالات هم نساء. وأضافت: «لهذا، ليس غريبا أن أقل من عشرين في المائة من أبطال الأفلام هم نساء». وسألت: «ماذا لو كان العكس؟ لست متأكدة. لكن، أقدر على أن أقول: إن أفلام الجنس والقتل كانت ستكون أقل كثيرا مما هي عليه الآن». وكتبت اليسون بيخدل، رسامة كاريكاتير، أنها أجرت دراسة عن أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. ولاحظت أن أغلبيتها عن رجال يقتلون، ورجال يصادقون نساء (مؤخرا، نساء يقتلن أيضا).

وقالت هورنادي، محررة الشؤون السينمائية في صحيفة «واشنطن بوست»: «ربما لا تعكس الأفلام السينمائية الواقع، وحياة الناس اليومية لكنها تؤثر تأثيرات قوية، ليست فقط على ما نفكر فيه، ولكن، أيضا، على ما نتوقع. صار كل واحد يسأل: لماذا لا أكون مثل الذين أشاهدهم (غنيا، مشهورا، جميلا، قويا)؟».

وأضافت: «تأكدت خرافة القول بأن الأفلام السينمائية لا تؤثر علينا. بدليل أنه، في عصر الإنترنت، صار كل واحد يصور فيلما، ويعرضه للآخرين.

الشرق الأوسط في

27.05.2014

 
 

«الجمهور عايز كده»!!

عصام سعد

« الجمهور عايز كده»مقولة استخدمها بعض المنتجين لتمرير أفلامهم التى دمرت أجيالا بالكامل، وفى الحقيقة الجمهور يتبرأ منهم ومن جرائمهم فى حق الوطن والمواطن،  فما يفعلونه هو العبث بالعقول والسعى الدائم لتدمير الذوق العام، والعمل على هدم القيم والمبادئ، لأنه يتم التركيز فقط على شرائح بعينها هى التى تذهب لمشاهدة تلك الأفلام المبتذلة المغلفة بالعرى والرقص المبتذل والأغانى الشعبية و لا تحمل أى قيمة إبداعية ، كل ذلك فى ظل غياب السينما الحقيقية المتنوعة وغياب الدولة عن دورها الريادى فى هذه الصناعة التى طالما كان لها الدور الأكبر فى بناء وتنمية المجتمع ، لم تصل السينما المصرية طوال تاريخها إلى هذه الدرجة من الهبوط مثلما هى عليه الآن. ولهذا فإن البحث فى دراسات المشاهدة واتجاهات الذوق عند المتفرجين هو واجب مهم فى هذه المرحلة.

المخرج د. محمد كامل القليوبى يقول السينما أثبتت فى مرحلة سابقة أن كل فيلم له جمهوره بمعنى أن أى فيلم يتم تقليده كان يواجه الفشل، وهناك نماذج كثيرة من الأفلام تم إنتاجها فى السابق تمثل اتجاها معينا تم تقليدها ولكن كانت تفشل لان كل شيء دائما يستدعى الأصل. ويضيفرأس المال جبان والعديد من المنتجين يرون أن الجمهور يريد هذه النوعية من الأفلام الخفيفة ، ونجد ظاهرة السبكى - سواء اتفقنا أو اختلفنا عليهابدأت بنوادى الفيديو فعرفت ماذا يريد الجمهور ولكن الجمهور متغير وإذا عاملته بوصفة واحدة سوف تفشل ، إنما المنتج الواعى يعرف جيدا التوجه العام لان كل جيل له متطلباته ، فالشباب يختلف عن جيل الكبار كلاهما له ميوله الخاصة ، فالجمهور يريد أن يرى نفسه على الشاشة ، وهناك افتراضات للمنتج من الممكن أن تتماشى مع شريحة من الجمهور ولا تتماشى مع شريحة أخرى .

بينما تقول الناقدة ماجدة موريسهناك أفلام غير تجارية موجودة والجمهور لا يراها من صناعة جيل سينمائى جديد مبدع يصنع أفلام جيدة، لذلك هناك كثير من الأمور لابد من إعادة النظر فيها. أولا لا توجد عدالة بين عروض أفلام السينمائيين الجدد والمستقلين فى عروضها تجاه الأفلام التجارية الذى يعرض فى 70 دار عرض بينما الأفلام الأخرى لا تجد فرصة للعرض، وهذا يجعل المنافسة غير عادلة وتعد حربا عليها لمصلحة الذين يفضلون الفيلم التجارى المثير لمشاعر الشباب .. وتضيف موريس: . أغلب شركات الإنتاج الكبيرة توقفت عن الإنتاج بسبب الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار فماذا يفعل المبدعون المصريون الذين يملكون أفكارا مختلفة ؟ .. الحل الوحيد لديهم هو الذهاب لصناديق الدعم فى الخليج وبالتالى يتعرضون لظروف شديدة الصعوبة والتأزم من أجل إنتاج أعمال راقية تجذب شريحة أخرى من الجمهور ..وتكملأنت تراهن على كل الشرائح لان من المفترض أن السينما للجميع .. الأفلام التجارية تأتى الشكاوى منها نتيجة تأثيرها السلبى على المجتمع فى حين أن الأفلام الأخرى موجودة ولا تحظى بفرص عرض مناسبة. وهناك جانب آخر متمثل فى الدعاية للأفلام التجارية « البرومو» الذى يعرض على قنوات التليفزيون الخاصة وعلى الانترنت. هذا البرومو يكون بمثابة فيلم صغير مكون من كل المشاهد المثيرة حتى يجذب الشباب جذبا كبيرا إلى دار العرض ويتم خداع المتفرج من خلال ذلك، ولابد أن تنظر الرقابة فى ذلك. ثانيا المنافسة غير شريفة تجاه الأفلام الأخرى التى لا تلجأ إلى هذا الأسلوب، فالقضية تحتاج إلى تدخل الدولة فى دعم الإبداع الحقيقى وإعادة النظر فى قوانين العرض والإنتاج والتوزيع .

ويقول د. سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية السابق إن المشكلة تكمن فى نوعية الجمهور، منتجو هذه النوعية من الأفلام صادقون دائما فيما يخص الشريحة التى يتعاملون معها وهم على دراية بإبداعات هذا الجمهور جيدا وبين الحين والأخر يظهر أحد أبناء هذه الشريحة من مطربى المهرجانات والأفراح ويتم تصعيده سينمائيا ويستفيدون منه كما أنهم يعرفون متى يكون هذا الجمهور قادرا على دفع ثمن تذكرة لمشاهدة السينما التى يحبها خاصة الشباب فى مرحلة المراهقة.. نحن أمام البعد التجارى فى السينما وهو بعد أساسى ، لأن السينما يتم تمويلها من خلال شباك التذاكر، وللأسف تطغى السينما التجارية نتيجة قلة الإنتاج وغياب الأنواع الأخرى والاتجاهات التى كانت موجودة سابقا حيث كان الإنتاج يصل لمائة فيلم، وعدم وقوف مؤسسات الدولة والمؤسسات الإنتاجية الخاصة إلى جانب شباب السينمائيين لإنتاج سينما بديلة تستطيع أن تظهر التنوع فى السينما المصرية، وبالتالى تجتذب شرائح أخرى من الجمهور ويصبح لها جمهورها الذى يريدها و يمولها. وبالتالى ما تبقى لدينا هو ما يقدمه السبكى وأمثاله فى الأعياد والمناسبات. إنما المجتمع المصرى دائما يتقبل كل أنواع الفنون، وتنوع هذا المجتمع قادر على أن يجتذب كل الشرائح من جمهور السينما .

الأهرام اليومي في

28.05.2014

 
 

أربيل تفتتح مهرجانها السينمائي بمشاركة عربية وعالمية

بغداد - جواد الحطاب 

على الرغم من أن توقيته لم يكن مناسباً لتزامنه مع انشغال غالبية الفنانين المصريين بالأعمال الدرامية لشهر رمضان الكريم وكذلك الانتخابات الرئاسية المصرية من جهة أخرى، بالإضافة إلى انعقاد مهرجان كان السينمائي، إلا أن القائمين على "مهرجان أربيل السينمائي الدولي الأول" يواصلون الليل بالنهار لإعداد سبل نجاح مهرجانهم الأول في 30 مايو ولمدة خمسة أيام متتالية، والذي من المؤمل أن يكون تقليداً سنوياً ينعقد في الموعد نفسه بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية 2014.

وفي حديث لـ"العربية.نت" قال المخرج ناصر حسن رئيس المهرجان: "ستشتمل المشاركة في المهرجان مسابقتين رسميتين، واحدة للأفلام الروائية الطويلة وأخرى للقصيرة، وتضم كلتاهما أفلاماً عربية وعالمية، فضلاً عن أفلام مهمة لفناني كردستان مثل فيلم "وجه الرماد" إخراج وسيناريو شاخوان إدريس، وفيلم "ابنة التبان المشهورة" إخراج تنيا كريم، وفيلم "وطني فلفل حلو" للمخرج هونير سليم".

وأضاف: "أما المشاركة العربية في المهرجان فستكون من خلال أفلام مهمة، بينها المصري "فتاة المصنع" للمخرج محمد خان، والفيلم اللبناني "نسوان" للمخرج سام أندراوس، والأردني "الشراكسة" للمخرج محيي الدين قندور، والسوري "مريم" للمخرج باسل الخطيب. وهناك أيضاً فيلمان للنجمة التركية بيرين سات هما "هزة حياتي" و"موسم الكركدن"، والفيلم الأميركي "مانديلا.. طريق طويل إلى الحرية" للمخرج جاستين شادويك".

احتفاء بالأب الروحي للسينما الكردية

من جانبه، قال المخرج بشير الماجد، رئيس لجنة الأفلام القصيرة: "إن لجنته فحصت أكثر من 100 فيلم، وقد ترشح منها 26 فيلماً لدخول المسابقة"، وباعتباره "منسقاً للأفلام العراقية" أبدى استغرابه من موقف وزارة الثقافة بعدم اشتراكها في المهرجان رغم المخاطبات الرسمية التي طالبتها بذلك، لاسيما وأن في مخازنها أفلاماً عديدة صرفت عليها مليارات الدنانير ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، وهو ما يؤكد الاتهامات التي طالت العديد من تلك الأفلام وفشلها سواء في السيناريو أو الإخراج، بحسب الماجد.

وعن عروض أربيل، قال الماجد لـ"العربية. نت": "ستكون هناك عروض رسمية للمسابقة وأخرى على الهامش غير رسمية، وهناك جوائز مادية للأفلام الفائزة، أما الجوائز فعبارة عن تكوين على شكل حصان يحمل تاريخ ومكان المهرجان".

وقد علمت "العربية.نت" أن المهرجان سيحتفي بأبرز أعمال الأب الروحي للسينما الكردية، المخرج الكردي العالمي يلماز جونية (1984-1937)، الحائز على العديد من الجوائز العالمية، وبينها السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1982عن فيلمه الأشهر "الطريق" الذي يتناول الحياة في كردستان الشمالية، والذي أخرج نحو نصفه تقريباً وهو في السجن لمناهضته الحكم التركي الذي كان يضطهد الأكراد.

وسيشهد المهرجان عدة ندوات تخصصية عن السينما الكردية وهموم الفن السابع وقضاياه، وأيضاً مؤتمرات صحافية للنجوم الذين سيحضرون ضيوفاً أو أعضاء لجان التحكيم، وحفلات غنائية وراقصة لفرق فنية هندية وكردية.

العربية نت في

28.05.2014

 
 

محمد رجب:

أنـا بـرئ من ســينما الراقصـة والبلطجـى

حوار: مى الوزير 

بخطوات ثابتة على مدار الأعوام الماضية استطاع محمد رجب أن يحفر اسمه وسط نجوم الصف الأول وأصبح فى مكانة يستحقها عن جدارة، محمد رجب يستمر فى التنوع والبحث عن اختيارات مختلفة، وهذه المرة خرج من عباءة الشاب الوسيم خفيف الظل وقدم شخصية البائع البسيط من منطقة شعبية قدمها بتميز شديد وأضاف لمسات مهمة على الشخصية لفتت الانتباه منها تغييره الملحوظ لطبقة صوته حيث جاءت بشكل بسيط غير منفر أضاف كثيرا لشخصية «سالم أبوأخته».

كلمنا عن قصة عودتك بـ «سالم أبوأخته» بعد فترة من الابتعاد عن السينما؟

- عرض علىَّ محمد سمير الفكرة منذ فترة وبدأنا نعمل عليها، وبسبب الظروف التى يمر بها البلد توقفنا أكثر من مرة وعدنا مرة أخرى للعمل على الموضوع.

بشخصية سالم هل تعمدت الابتعاد عن أدوار الجان التى يعتمد فيها الفنان على وسامته ومظهره الخارجى؟

- سالم بالنسبة لى شخصية محببة جدا وكانت مغامرة، فهى المرة الأولى التى أقترب فيها من هذه المنطقة الشعبية، وكنت متشوقا جدا للخوض فيها لأنها جديدة علىَّ، وفى نفس الوقت أنا ميال لهذه المنطقة لمشاهدتى لها عن قرب واحتكاكى بمن عاشوا فيها.. بدأت بدراسة الشخصية ومشاهدة هذه الأماكن والأسواق عن قرب، وأعتقد أن هذا ساعدنى للوصول بالشخصية بنسبة كبيرة جدا من المصداقية ولم يشعر الجمهور أنها مفتعلة. أظهرت معاناة البائع المتجول والتى يمر فيها بمراحل بعيدة جدا عن تصوراتنا كمواطنين عاديين لا نعلم شيئا عن هذه المعاناة.

وأعتقد أن هذه المشكلة بحاجة إلى التفات من الحكومة إليها لأنها قنبلة موقوتة، ومن احتكاكى بهم فهمت أن كل ما يريدونه أن يتم تحديد منطقة محددة للوقوف بها والبيع بشكل طبيعى.

دور البلطجى يعتبر فخا وسلاحا ذا حدين، إما أن يكون مميزا أو يكون شديد النمطية ومكررا، كيف رسمت الشخصية وأعددتها لتخرج من هذا الفخ؟

- سالم بعيد تماما عن شخصية البلطجى بمفهومها فى السينما المصرية مؤخرا، أنا قدمت شخصية مواطن مصرى بسيط مهضوم حقه يعانى فى مجتمعه، ويعتبر نموذجا لشريحة كبيرة تعانى فى المجتمع وهم الباعة الجائلون وهى قضية مهمة جدا. لديه خطوط حمراء، ولكن لديه أهدافا يعمل ويشقى من أجلها وينجح بغض النظر عن مستواه الاجتماعى. 

عملت على تغيير طبقة صوتى لإعطاء الشخصية شكلا مميزا فنموذج سالم شخص لديه طاقة طوال الوقت وشخص (هايبر) ومعظم الباعة الجائلين يعتمدون على هذا ويقومون بـShow طول الوقت لجذب المارة ولديهم طاقة غير عادية وخفة دم غير طبيعية. واعتمدت على هذا فى البروفات وكان هذا مجهدا جدا طوال فترة التصوير وأصبت نتيجة هذا بنزيف ووصلت لهذه البحة فى الصوت وأعتقد أن بدون هذا التغيير فى طبقة الصوت الشخصية كان سينقصها الكثير. هذا غير المعاناة أثناء التصوير خاصة الخارجى فى المناطق الشعبية.

الثنائى الفنى محمد حمدى والمخرج محمد رجب.. ماذا عنكما؟

- محمد حمدى أخى، وأحترمه جدا على المستوى الإنسانى وعلى المستوى الفنى وأعتقد أن التفاهم الشخصى مع المخرج مهم جدا ويؤثر على مستوى العمل، فأن يصل الفنان مع مخرجه إلى درجة من التفاهم يسهل جدا على الممثل مهمته ويساهم فى نجاح العمل.

تعاونك مع السبكى رغم المشاكل التى أثارتها أعماله مؤخرا. ألم تشعر بالقلق خاصة فيما يتعلق بدعوات مقاطعة أعماله؟

- هذا ليس أول عمل لى مع السبكى، فأنا قدمت معه «محترم إلا ربع» والآن «سالم أبوأخته». وهناك مشروع قادم بيننا. وأنا أشكره كثيرا لوقفته معى ووقوفه بجانب السينما المصرية بشكل عام، رغم الهجوم عليه، فأحمد السبكى ظاهرة فنية يجب دراستها قبل الهجوم عليها فهو تاريخ طويل من الأعمال. قدم حوالى 8 أفلام للفنان أحمد زكى مثلنا الأعلى. وعمل مع أهم المخرجين فى السينما. أسلوبه ومعاييره التى يتبعها يسير عليها الكثيرون وفى السينما العالمية أيضا. فالشركة يجب أن يكون لديها فيلم فنى وآخر تجارى. فيلم ذو ميزانية مرتفعة وفيلم آخر ميزانيته متوسطة، إذا فهى ليست بدعة من السبكى، فالشركة يجب أن يكون لديها وعى تجارى لتحقيق إيرادات من أفلام لتصرف بها على أفلام أخرى وهى مسألة موازنة فى الأول والآخر، ولعل بسبب أن أكثر من فيلم من أفلامه مؤخرا كان به نموذج البلطجى، وكما تم اتهامى بأن «سالم أبوأخته» بلطجى لمجرد وجود مطرب فى الفيلم.

وما تقييمك لأزمة الأزهر مع الفيلم هل كانت مفتعلة؟

- أعتقد أن الأزمة كانت مفتعلة وكان هناك تسرع فى إصدار الادعاءات فالأزهر (فوق دماغنا) كلنا ونحن نعلم جيدا قيمة وقامة الأزهر، والأزمة كانت بها تسرع من وكيل الأزهر فى الحكم على الفيلم وكان يجب عليهم التروى ومشاهدة الفيلم قبل كل هذه المشاكل، وجريدة الأزهر مثل أى جريدة تباع ومن حق أى مواطن أن يتصفحها كغيرها من الجرائد.

ابنك يوسف، هل تغيرت حسابات محمد رجب بسببه؟

- يوسف غير لى الكثير فى حياتى الشخصية وأصبحت أخاف على نفسى أكثر بكثير مما قبل، أما بالنسبة لحساباتى فى الفن فأنا لدىّ معاييرى وحساباتى منذ بدايتى وأحاول أن أقدم ما لا أخجل منه أمام الجمهور وعندما جاء يوسف أصبحت أفكر ماذا سيقول لى ابنى عندما يشاهدنى وهذا يعتبر نوعا من أنواع المسئولية.

هل من المهم أن تظل أسرة الفنان وحياته الشخصية بعيدة عن الأضواء؟

- أنا شخصيا أفضل ذلك وهذا مبدأى وحتى لقاءاتى الصحفية والإعلامية قليلة جدا وتكون بعد نزول الفيلم بفترة لكى يكون الجميع شاهدا وحكما عليه بشكل موضوعى ويكون الحوار عن الفيلم وتقييمه بوعى كافٍ.

بوابة روز اليوسف في

28.05.2014

 
 

بطولة زائفـة وزمن لا يرحم

كتبت: جيهان الجوهري 

فى إحدى حلقات البرنامج المُتميز «صاحبة السعادة» لإسعاد يونس وبالتحديد الحلقة التى ودعنا فيها حسين الإمام تطرق الحديث لذكرياته مع أحمد رمزى- رحمه الله- أثناء تصويرهما فيلم «الوردة الحمراء» ليسرا، وسأل رمزى: «أنت كنت البطل فى فيلم «ابن حميدو» بس إسماعيل يس كان اسمه على التيترات قبلك فرد رمزى قائلا: «هو إحنا كنا نسوى بصلة من غير زينات صدقى وإسماعيل يس».

جملة صادقة وصادمة فى نفس الوقت من نجم فى حجم أحمد رمزى لا يجرؤ نجوم ملايين هذا الزمن على الاعتراف بها، فكل منهم يرى نفسه فى منطقة مختلفة.

وأيضا ممثلو الأدوار الثانية تولدت لديهم عقدة البطولة المطلقة ومع ارتفاع أجور ممثلى الصف الأول بدأ المنتجون والموزعون يفكرون فى تصعيد ممثلى الصف الثانى لأدوار البطولة المطلقة لتكون المصلحة مشتركة بين الطرفين، الخاسر فيها هو الممثل لأن التألق الفنى الذى حققه فى أدائه للأدوار الثانية يختفى مع تحقيق الحلم الزائف بالبطولة المطلقة.

حقيقة أدركها مبكرا بعض الممثلين الذين خاضوا هذه التجربة أبرزهم أحمد رزق وماجد الكدوانى وغيرهما واختاروا العودة لمواقعهم التى تميزوا بها.. وآخرون لم يتعلموا ولديهم إصرار على تكرار فشل الآخرين.. وقلة اختارت الوقوف فى المنتصف ولم يقتربوا من إيرادات نجوم الملايين ولم يحسبوا على أى من الفريقين.

أتحدث عن محمد رجب- فى بداياته تميز بـأدوار الشر لدرجة جعلت البعض لديه إيمان أنه النسخة العصرية من عادل أدهم أشهر شرير فى السينما المصرية، وبالمناسبة عادل أدهم بثقل تاريخه الفنى لم يسع لبطولة زائفة فهو خاطف الشاشة حتى وإن لم يتصدر أفيش أى فيلم، ونفس الشىء بالنسبة لتوفيق الدقن.. وبالعودة لمحمد رجب سنجد تألقه الفنى ظهر فى جميع الأفلام التى شارك فيها بالأدوار الثانية سواء كانت الشخصية التى يجسدها وصولية أو شريرة مثل أفلام «ملاكى إسكندرية» و«إزاى البنات تحبك» و«حرامية فى كى جى تو» أو إيجابية كضابط الشرطة الداهية فى فيلم «الحفلة» لأحمد عز، أما إذا نظرنا لأفلامه التى تصدر فيها الأفيشات وعددها أقل من أصابع اليد الواحدة فلن نجد فيها ما هو يستحق التوقف عنده حتى إذا كانت إيرادات «سالم أبوأخته» مُرضية، فمنطق الجودة لأى عمل سينمائى لا يقاس بإيراداته بقدر ما يقاس بعناصر كثيرة أهمها ماذا تقول وكيف تقدم بضاعتك.

وفى الوقت الذى بدأت فيه السينما المستقلة تجد لها جمهورًا- وهى بالمناسبة ليست سينما للمهرجانات فقط بدليل أفلام «لا مؤاخذة» و«فتاة المصنع» و«فيلا 96» لن تستطيع مع الوقت تقبل نوعية أفلام «أبو أخته» و«حلاوة روح» ومن قبلهما «القشاش» و«قلب الأسد» و«عبده موته» و«الألمانى»،مع الوضع فى الأعتبار أن الأفلام المستقلة أو التى تحمل روح هذه النوعية من السينما ليست بديلة عن السينما التى أعتاد الجمهور مشاهدتها لكن المؤكد أن هذه النوعية المختلفة من السينما ستعمل على رُقىِ ذوق الجمهور.

«سالم أبو أخته» لمحمد رجب يعتبر الفيلم الثالث له كبطولة مطلقة، وفيه اختار رجب موضوعًا شعبيًا يسمح له بإضافة عناصر سبكية شهيرة تضمن له جذب جماهير هذه النوعية من الأفلام، والنتيجة معروفة لتجد نفسك تسأل ما الذى استفاده محمد رجب فنيًا من «أبو أخته» هل أضاف له أم خصم منه؟ المؤكد أن الأمر بالنسبة لمحمد رجب مجرد أرقام فى شباك التذاكر حتى إذا كان «أبو أخته» سمك-لبن- تمر هندى لا تعرف فيه المنطق الدرامى للشخصيات والأحداث مما يجعلك تفشل فى التعاطف مع الشخصية الرئيسية بالفيلم «محمد رجب».

الشخصية الرئيسية فى الفيلم هو «سالم» محمد رجب والمفروض أنه بائع متجول يبيع بضاعته بنصف الثمن رغم أنه مسئول عن أسرة وعليه التزامات زواج من حورية فرغلى «مصرية» يتربص به ضابط شرطة «محمد الشقنقيرى» إرضاء لعشيقته ريم البارودى «دولت» والتى تعتبر رجب منافسًا لها قويًا فى السوق، ورغم أنه يبيع بالخسارة وتم حرق بضائعه التى لم يسدد ثمنها فنحن نراه يعيش على عكس دخله ولأنه بطل شعبى لابد أن يسحبك مؤلف الفيلم محمد سمير مبروك لرحلة انتقام متبادلة لزوم التركيبة السُبكية بين البطل محمد رجب والضابط عشيق ريم البارودى التى كان بينها وبين محمد رجب علاقة حب أنهتها بزواجها من أحد كبار تجار الملابس لينشلها من الفقر، ولتجد نفسك فى النهاية أمام فيلم شعبى تايوانى الصُنع مضطر مشاهدته للنهاية وتحمل «بحة الصوت» التى حرص رجب على جعلها من سمات الشخصية التى يجسدها فأنت تسمع حواره مغلفا بحشرجة مُبالغ فيها بالكاد تستطيع تمييز ما يقوله ويبدو أنه فعل ذلك ليكون مختلفا عن الذين قدموا شخصيات شعبية مشابهة.

محمد رجب ممثل موهوب فى منطقة لا ينافسه فيها أحد، لكن منذ تطلعه لتصدر الأفيشات وهو يراهن على نفسه فى أدوار بطولة مُطلقة تخصم من رصيده، ومن حقه كممثل لعب أدوار متنوعة لكن المنطقى ألا يضيع عمره الفنى دون أن يترك بصمات تتلاءم مع عُمره الفنى.

«حلاوة» هيفاء ومغامرة غير محسوبة

نأتى لفيلم «حلاوة روح» لـ«هيفاء وهبى» الذى لم يلق أى ترحيب من النقاد والجمهور ومن وجهة نظرى كان تجاهل فيلم «حلاوة روح» إعلاميا أفضل من الدعاية المجانية التى حصل عليها الفيلم من أقلام النقاد والصحفيين حتى إذا كانت كتاباتهم ضد الفيلم نفسه، فالفيلم مصنوع لهيفاء وهبى وطبيعى أنها تتصدر أفيشه، وقد اعتمد مُخرجه سامح عبد العزيز ومنتجه محمد السبكى على اسمها فقط لا غير دون النظر لموهبتها المحدودة فى الأداء التمثيلى، وإذا نظرنا لتجربتها مع المخرج خالد يوسف فى فيلم «دكان شحاتة» سنجدها أفضل حالا من «حلاوة روح»، فهو بخبرته استطاع توظيف موهبتها التمثيلية الضعيفة ورأى أن وجودها وسط كوكبة من العيار الثقيل أمثال محمود حميدة وعمرو سعد وغادة عبد الرازق وعمرو عبد الجليل وصبرى فواز وعبد العزيز مخيون وآخرين سيكون فى صالحها، وبعد نجاحها مع خالد يوسف اعتقدت أنها قادرة على تحمل فيلم سينمائى تتصدر أفيشه، ووجدت ضلتها التى ظلت تبحث عنها منذ مايقرب من خمس سنوات منذ فيلم «دكان شحاتة» لدى محمدالسبكى، وفيلمه «حلاوة روح» ووفقا لكلام مُنتجه فقد حقق الفيلم حاجز المليون جنيه فى أول 84 ساعة من بدء عرض الفيلم، بينما أكدت الشركة الموزعة للفيلم أنه لم يحقق سوى 3ملايين فى أسبوعين، وأيا كان أيهما أصدق يبقى السؤال الذى يفرض نفسة هل «حلاوة روح» هو الفيلم الذى تفخر به هيفاء وهبى فى مشوارها الفنى؟ وهل الهوس بالبطولة المطلقة يجعلها تتخبط فى اختياراتها؟، وهل من المنطق أنها تظل تلعب أدوار المرأة التى يلهث خلفها الرجال فى جميع أعمالها مُتجاهلة عامل الزمن؟

تذكرت شيرين عبد الوهاب عندما شاركت أحمد حلمى فى فيلمه «ميدو مشاكل»، ورغم أنها كانت البطولة النسائية الوحيدة أمامه إلا أن ذكاءها دفعها لعدم تكرار التجربة حفاظاً على شيرين المطربة.

صباح الخير المصرية في

28.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)