كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الخيال الروائي .. ما كان والآن:

طلبة الجامعة بيـن "سي السيد" و"مرسي"!!

يحرره: خيرية البشلاوى

 

أمينة في "الثلاثية" ومنال "دار السلام".. فارق بين الزوج المستأسد والمضروب بالكرباج!!

منذ أقل من مائة سنة بسنوات قليلة. تحديداً عام 1919 وفر لنا الخيال الروائي فسحة من التفكير المقارن بين ما كان وما نحن فيه الآن.. أول أمس عرض التليفزيون فيلم "بين القصرين" المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ بنفس الاسم.. أحداث الفيلم تدور في الربع الأول من القرن العشرين ومصر تحت الحماية. الإنجليز ينتشرون زي الجراد في الشوارع. وموكب تنصيب الأمير محمد فؤاد سلطانا علي البلاد في خلفية المشهد. وفي مقدمته يقف طلبة الجامعة ومنهم فهمي عبدالجواد وصلاح قابيل الشاب الوطني دارس القانون. يقف وسط مجموعة من الطلبة أعضاء الجمعية الوطنية السرية لمقاومة الاحتلال يعرب عن غضبه واحتجاجه لما آلت إليه مصر ويطالب بالمقاومة لأن الموت أفضل من الحياة تحت الإحتلال "وشجرة الحرية لا تروي إلا بالدماء".

الطلبة بهيئتهم المحترمة "الكلاسيكية" يرتدون الطرابيش والبدل ويضعون الكرافتات أربطة العنق أو "البابيونات" ويتحدثون لغة رصينة وبجمل عربية سليمة. ويكشفون عن وعي يقظ بأحوال بلادهم حيث "الباشوات" يعيشون في النعيم والعبيد والفلاحين يزرعون الأرض. والأتراك يجدون في مصر مرتعاً وحكماً وتحكماً.

المناخ السياسي.. حسب الفيلم الذي يعبر عن مرحلة من مراحل التطور السياسي يحتل فيها الزعيم سعد زغلول قلوب وعقول الشباب الثائر الذي يسعي إلي تجنيد البسطاء أبناء الطبقة المتوسطة الصغيرة. وطبقة المهمشين من الباعة الجائلين ومن الطلبة المدركين لقيمة الحرية والاستقلال الوطني ولحتمية الخلاص من المستعمر الإنجليزي وأعوانه من طبقة الباشوات الاقطاعيين المحليين.

الأحداث تدور في منطقة الجمالية والحسين ذلك الحي الشعبي الأصيل الذي ينطوي علي جوهر خصال المصريين وتقاليدهم وقيمهم الباقية التي تشكل جزءا لايتجزأ من صميم تكوين الإنسان المصري.

المنطقة التي جمعت فهمي عبدالجواد ابن السيد أحمد عبدالجواد "سي السيد" وأشقائه ياسين وكمال وهذا الأخير سنتابع مسيرة حياته في الجزء الثاني من الثلاثية "قصر الشوق" أقول ان هذه المنطقة هي نفسها منطقة الحسين والأزهر الآن الذين يقصدون العلم في نفس هذه المنطقة التاريخية التي تحتل مكاناً راسخاً قديماً وحديثاً..

تخلصت مصر من الاحتلال وعاشت ثورات تتجاوز في عنفوانها وزخمها ثورة 1919 التي استشهد فيها "فهمي" وترك جرحاً عميقاً في أسرة "سي السيد" ثم مصر وقد صارت تحت الإحتلال الإخواني حيث جماعة الإخوان المسلمين طوال سنة من حكمهم أكثر من دموية وفوضي. والشباب ومعهم الطلبة يظهرون بهيئتهم وصورهم ونشاطاتهم التخريبية. تسيطر عليهم نزعاتهم العدوانية. وبأشكالهم وهيئتهم هذه لا يمكن مقارنتهم بأي حال ومن أي زاوية نظرا لهؤلاء الطلبة الذين لعب أدوارهم صلاح قابيل "فهمي" وعزت العلايلي "إبراهيم" وآخرين إلي جانب رجال الدين المسيحي ونفر من أساتذة الجامعةإلخ..

والمقارنة هنا ليست مصطنعة وإنما بدت عفوية فالفيلم يعبر عن مصر في حالة فوران وانتفاضة ضد المحتل يتقدم صفوفها الطلبة. طلبة الجامعة وتلاميذ المدارس والنساء اللائي رفضن صورة الست "أمينة" "آمال زايد" الخانعة زوجة سي السيد. والمشهد الذي أداره المخرج الراحل حسن الإمام مازال هو المشهد المرجع لثورة 1919 كلما أردنا التعبير عن تلك الثورة.

المقارنة بين ما جري لمصر تحت الاحتلال الإنجليزي والمقاومة الوطنية ضده تفرض نفسها. ففي الحالتين يتصدر الشباب المشهد.. وفي الحالتين يلفت النظر الصورة البائسة للمرأة المصرية من نموذج أمينة. وعائشة. وخديجة ثم جليلة العالمة وزبيدة الراقصة الخ المرأة المستكينة المنسحقة تحت سيطرة وجبروت رجل بوجهين "الورع ـ الداعر" والمرأة الغانية المذلة ـ بكسر الذال ـ للرجل بسيطرتها علي شهواته والإمساك بزمام عريزته الأولية.

ولو قفزنا علي صور المرأة في ظل الاستعمار الإخواني بعد مائة عام تقريبا سنجد صور "الحرائر" و "فتيات الساعة 7" ونموذج طالبات الأزهر شبه المتوحشات وأم أيمن.. إلخ إلخ "المرأة" الإخوانية النقيض الكامل للست أمينة".

مصر في "بين القصرين" حسب الفيلم الذي تم انتاجه عام 1964 كانت تتوقع ميلاد عصر جديد. بعد ثورة تحرير لم تتحقق أملها المنشود في كامل الاستقلال في حين تحقق هذا الأمل بعد ثورة 1952. وما جري بعد ذلك معروف حتي وصلنا الي ما نحن فيه الآن.

ومصر الآن تتوقع تحريرا من نوع مختلف جذريا.. تحررا من تخلفها ومن تبعية بعض ابنائها لاستعمار ايدولوجي وفكري ليس بعيدا عن الاستعمار الاجنبي العسكري التقليدي الذي مثل فترة في حياة الشعوب المستعمرة.

مصر الآن تقاوم حربا قالوا عنها انها الجيل الرابع من الحروب.. وهذه الحروب تحتاج جيلا آخر يقاومها غير جيل فهمي عبدالجواد وزملائه في مرحلة "بين القصرين" وبعده "قصر الشوق" وحتي "السكرية".

تيار الوعي لا يتوقف وكذلك الأفكار وأنت تتابع فيلم حسن الامام ـ ملك الترفيه المرئي ـ وهو لقب يستحقه بجدارة. والترفيه في "بين القصرين" وفي افلام حسن الامام تحديدا وضع الاساس الذي طوره من جاءوا بعده وبذوق تعبر عنه المراحل المختلفة في التطور الاجتماعي.

الفارق أن راقصات ومطربات ذلك الزمن كن أقل ابتذالا ربما راقصات هذه الأيام يختلفن عن "جليلة" و"زبيدة" و"وزنوبة" في كونهن أكثر جسارة في كسر الكوابح الاجتماعية وقواعد اللغة السوقية للوصول بها الي أدني مستوياتها الفارق بين عوالم "سي السيد" ومحظياته يظهر في أغنية "سي السيد" "2014" لواحدة اسمها "شاكيرا" في فيلم "بنت من دار السلام" وهو نفس الفارق بين بنات حي الحسين في "بين القصرين" وبنات دار السلام في الفيلم المذكور الفارق مروع ورهيب علما بأن بطلة الفيلم "راندا البحيري" خانعة وذليلة لرجل شاذ جنسيا يتلذذ بضرب الكرباج ومع اختلاف "الاستعمار" من الاجنبي إلي المحلي ومن الدولي الي الاقليمي ومع اختلاف مستويات الانحدار والتراجع الاخلاقي والقيمي والانساني اختلفت مستويات الترفيه السينمائي واختلفت ملامح الإغراء الحسي. واختلفت حتي التشوهات اضيف اليها المستورد والمضروب والمصنوع في مواخير تتفوق علي ما كان في زمن السيد أحمد عبدالجواد وزمن الحرب.

فيلم "بين القصرين" يمزج عدة خيوط رئيسية في وصف تركيبة المرحلة التي تدور فيها الاحداث أعني مرحلة ما بين الحربين العالميتين ـ الاولي والثانية فيمزج بين السياسي الوطني "فهمي عبدالجواد" وبين الاجتماعي "أسرة سي السيد وأصدقائه من تجار حي الجمالية" وبين الترفيهي الحسي الخاص "العوالم والمطربين وعوالمهم" وينتقل بالتوازي من حالة "سي السيد" الحزين والمهموم برؤية الانجليز وما يمثلونه من استعمار ثم بعد ذلك الحزين والمهموم باستشهاد ابنه. ومن هذه الحالة نفسها إلي حالته وهو غارق حتي أذنيه في الملذات الحسية في احضان الراقصات والغانيات ومن صورته كأسد يزأر ينشر الخوف في اركان بيته وابنائه وبناته وزوجته وكعربيد يتلذذ بالتودد الي زبيدة وجليله الخ.. ومثله يفعل ابنه الاكبر ياسين "عبدالمنعم ابراهيم".

في مشهد طريف ودال يفاجأ الابن "ياسين" بينما يمضي وقته مع زنوبه الغانية الراقصة يفاجأ بوالده الوقور الصارم وقد أمسك بالرق وراء "زبيدة" مها صبري وراح يغني ويرقص وأمام هول المفاجأة نسمعه يقول في نولوج سريع يخرب بيتك يابابا هو أنت كده جملة هوه انت كده تحمل في ثناياها الكثير المعبر عن جوهر شخصية "سي السيد"!

المساء المصرية في

25.05.2014

 
 

كريم عبد العزيز يرفض مهاجمة صناع السينما

ويراهن على «الفيل الأزرق»

(وكالة الصحافة العربية) 

انتهى الممثل كريم عبد العزيز من تصوير مشاهده ضمن أحداث فيلمه الجديد «الفيل الأزرق»، المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه، والمقرر طرحه خلال موسم عيد الفطر المبارك.

وأكد أن الفيلم يناقش دراما الحياة النفسية، من خلال طبيب نفسي يعمل في أحد المستشفيات، وخلال أحداث العمل تحدث مفاجأة، ويتم على إثرها فصله من المستشفى، وتتوالى الأحداث بشكل إنساني.

وأوضح أن سبب مشاركته في العمل، يرجع إلى طبيعة الشخصية التي يقدمها، والدور الذي يلعبه، خاصة أن الجانب النفسي في السينما بعيد تماماً عن التناول في السينما المصرية.

وأشار كريم، إلى أنه يراهن على نجاح الفيلم فور طرحه بدور العرض السينمائي، والفيلم سيكون علامة فارقة في تاريخه الفني، وإضافة إلى رصيد أفلامه الناجحة التي قدمها طوال مشواره الفني. وعن رأيه في السينما، يرى أن الدولة تعاني تراجعاً على المستويات كافة، وبالتالي فإن جميع مؤسسات الدولة في حالة شبه انهيار تام، لعدم وجود رقيب أو حسيب، وهو ما أثر بالسلب على مجال السينما الذي تأثر بحالة الفوضى التي تنتاب الدولة.

وأكد أن استمرار الصناعة خلال الفترة الماضية كان أمراً في غاية الأهمية، وتابع: «في الوقت الذي تخوّف فيه كثير من المنتجين المغامرة بأموالهم، هناك بعض المنتجين الذين قرروا تحدي الظروف السياسية، وخوض مغامرة الإنتاج والتضحية بأموالهم، وبغض النظر عن قيمة العمل الفني، من غير اللائق أن تتم مهاجمة المنتج السينمائي لأنه أصر على استمرار الصناعة».

وحول غيابه عن دراما رمضان المقبل، أشار إلى أن انشغاله بتصوير فيلم «الفيل الأزرق»، كان وراء غيابه عن المشاركة في الموسم الرمضاني المقبل، وأكد أنه حريص على الوجود في الدراما الرمضانية مستقبلاً، خاصة بعد نجاح مسلسل «الهروب» الذي عرض قبل عامين.

الإتحاد الإماراتية في

25.05.2014

 
 

ورحلت «يهوديت موردخاي» المعروفة بفايزة كمال (تقرير)

كتب: هبة الحنفي

غيب الموت صباح الاثنين، الفنانة فايزة كمال بعد صراع طويل مع مرض سرطان الكبد، وكانت آخر أعمال الراحلة مسلسل «الإمام الغزالي»، أمام محمد رياض ونيرمين الفقى.

ولدت فايزة محمد كمال في 3 سبتمبر 1962، في الكويت، وعاشت بها لمدة 22 عامًا, وحصلت على بكالريوس فنون مسرحية، وبدأت العمل كممثلة منذ ذلك التاريخ.

تزوجت من المخرج المسرحي منير مراد، ولها منه ابنان، ليلى ويوسف.

ابتعدت عن التمثيل أكثر من مرة، رغبة منها بإبعاد حياتها الشخصية عن الأضواء، وعادت في 2003، بمسلسل «وجه بحري»، رافضة الحديث عن اعتزالها الفن.

وقدمت للسينما عدة أفلام منها الطائرة المفقودة، ضحية حب، منتهى العطف، ولكنها اكتسبت شهرة أكبر من أدوارها التليفزيونية منها «المال والبنون»، و«رأفت الهجان»، الذي حققت من خلاله نجاحًا كبيرًا عندما جسدت شخصية «يهوديت موردخاي» التي أحبها رأفت الهجان، و«ما يبقى غير الحب»، و«أولاد الأكابر».

واشتهرت «فايزة» بدور الفتاة الحالمة الجميلة، نظرًا لجماله الذي استغله المنتجون، لكنها أبدعت في الأدوار الدينية وقدمت أكثر من مسلسل ديني، منها الإمام الشافعي، الإمام الغزالي.

وقدمت «فايزة» في مسرحية «الملك هو الملك» دور فتاة شعبية أمام بطل العمل محمد منير، وأدت خلال المسرحية عدد من الاستعراضات والأغاني جعلتها تبدو بشكل يختلف عن أدوارها الحالمة والرومانسية.

منذ 2 ساعة | 

وفاة فايزة كمال..

وصلاة الجنازة بعد صلاة العصر بـ«مصطفى محمود»

كتب: سعيد خالد , ريهام جودة

قال الفنان أشرف عبدالغفور، نقيب المهن التمثيلية، إن الفنانة فايزة كمال، توفيت إلى رحمة الله منذ قليل، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وأوضح لـ«المصري اليوم» أن صلاة الجنازة ستكون في مسجد مصطفى محمود بعد صلاة العصر.

كانت فايزة قد اكتشفت إصابتها بالمرض الخبيث بعد معاناة من أوجاع وآلام الكبد، وأثبتت الفحوصات تأخر حالتها وتدهورت حيث ألزمها الأطباء بالبقاء في المستشفى بعد إجرائها جراحة لم تنجح، وحدثت مضاعفات لها أدخلتها العناية المركزة على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

قدمت الراحلة عدة أعمال تليفزيونية ومسرحية، كان آخرها مسلسل الإمام الغزالي، وكانت تستعد لتقديم مسرحية زيارة عائلية جدًا من إخراج زوجها المخرج مراد منير.

كما اشتهرت لدى جمهور التليفزيون بدور فـريال فراويلا في مسلسل «المال والبنون»، حيث قدمت دور ابنة الفنان يوسف شعبان.

المصري اليوم في

26.05.2014

 
 

رئيس الجمهورية في السينما المصرية بطلًا قوميًا بأمر الرقابة

كتب: الأناضول 

تناولت السينما المصرية شخصية الرئيس من منظور شديد الحساسية، حيث أظهرته في جميع الأحوال بطلًا قوميًا لا يستطيع أحد نقده أو توجيه الاتهام له.

وقالت ماجدة خير الله، الناقدة الفنية، في تصريحات صحفية لـ«الأناضول»، إن الأجواء السياسية والرقابية التي تردد نغمات الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لم تكن تتحمل انتقاد شخص الرئيس في أي عمل فني، وهو ما سيستمر خلال الفترة المقبلة، لاستمرار الظروف ونغمة التصعيد.

وأضافت: «نحن بحاجة لفترة زمنية ليست بالبسيطة، كي نتخلص من المحاذير والمخاوف الرقابية المسيطرة على المشهد السينمائي في مصر منذ عقود طويلة، وهو ما يتطلب تغيير منهج وزارة الثقافة بالكامل بشكل يشمل القائمين عليها وإعادة صياغة مفهوم الرقابة على السينما ووضع تصور سليم له».

وقال الناقد الفني، مجدي الطيب: «لا يعول على الفنانين الذين يحتفون بمرشحي الرئاسة، والذين قد يعرض عليهم أعمالا فنية مستقبلا تصور شخصية هذا المرشح أو الرئيس في حال فوزه».

وأرجع الصورة المثالية للرئيس في الأفلام إلى الخوف الذي كان يعتري صناعها ويدفعهم لإيثار السلامة واجتثاث أي مشهد ينتقد الرئيس، بالإضافة إلى تحريم القانون على صناع السينما الاقتراب من ثالوث السياسة والدين والجنس، فضلًا عن تدخل الرقابة في أي عمل يوجه إلى شخص الرئيس.

سينمائيًا، ركز فيلم «ناصر 56» على على أكثر القرارات الشعبية التي اتخذها الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والتي تمحورت حول تأميم قناة السويس وما تلاها من عدوان ثلاثي على مصر.

وتضمن الفيلم الثاني الذي تناول شخصية عبد الناصر، وحمل اسم «جمال عبدالناصر» سيرته الذاتية من فصول الدراسة حتى الموت، وتم إنتاجه عام 1998 بميزانية ضخمة لممثلين من جنسيات مختلفة أبرزها مصر وبريطانيا.

أما الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فكان أول رئيس يختار ممثلًا لتجسيد شخصيته في عمل سينمائي، حيث اختار شكري سرحان ليقوم بدوره في فيلم مأخوذ عن كتابه «البحث عن الذات.. قصة حياتي».

وكان من المنتظر أن يعرض الفيلم وثائق سرية هامة كالرسائل التي أرسلها السادات لليونيد بريجنيف، الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي، والرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، ونص خطابه في الكنيست الإسرائيلي, إلا أن العمل لم ينفذ لأسباب غير معلومة، وهو ما جعل المخرج منير راضي مصرًا على تقديم فيلم بعنوان «اغتيال السادات»، وكان يعد بتقديم وثائق أرشيفية هامة بالفيلم، لكن الرقابة منعته.

ويعد السادات أول رئيس تجسده السينما المصرية بشكل ساخر عقب وفاته، حيث قدّم المخرج منير راضي فيلم «موعد مع الرئيس» الذي تناول زيارة ريتشارد نيكسون الشهيرة إلى مصر عام 1974، حيث أدى دور السادات الممثل الكوميدي، نجاح الموجي.

وشهد عام 2001 أول فيلم عن حكم السادات بعنوان «أيام السادات»، حيث جسد بطولته أحمد زكي، ومن تأليف أحمد بهجت، عن كتاب «البحث عن الذات.. قصة حياتي» للسادات، و«سيدة من مصر» لزوجته جيهان السادات، وأخرجه محمد خان.

ووصف النقاد الفيلم بأنه سياسي بدرجة امتياز، ووصفه الراحل أحمد زكي بأنه أصعب أدواره السينمائية وأكثرها تعقيدًا.

وعلى عكس الرؤوساء السابقين، لم يكن الرئيس الأسبق حسني مبارك له تناول مباشر في السينما، وكثيرا ما اكتفى المخرجون بالإشارة لشخصه من خلال مكالمة هاتفية تأتي لمسؤول كبير فينتفض من على كرسيه، قائلًا: «اللي تؤمر به يا فندم»، ليفهم المشاهد ضمنيًا أن الرئيس هاتفه لحل مشكلة بطل الفيلم.

وفي 2001، تم تجسيد مبارك لأول مرة حيث ظهر بصورة من الخلف في فيلم «جواز بقرار جمهوري»، ملوحًا للعريس والعروس الذي دعوه إلى حفل زواجهم بالحي الشعبي، قبل أن يظهر مرة أخرى في فيلم «أمير الظلام»، عام 2002، وهو يسلم الفنان عادل إمام نوط الشجاعة.

وعقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عهد مبارك، ظهرت أفلام تتطرق لشخص الرئيس بشكل ساخر دون أن تحدد ماهية هذا الرئيس، وهو ما حدث في فيلم «ظاظا رئيس جمهورية» عام 2006، الذي ظهر فيه رئيس الجمهورية رجل عجوز يحاول خطب ود واشنطن للبقاء في الحكم.

وظهرت شخصية الرئيس في فيلم «طباخ الريس»، عام 2008، حيث ظهر محاطًا بحاشية تعزله عن الشعب فيستعين بطباخه لمعرفة حقيقة ما يجري حوله، بينما تناول فيلم «الديكتاتور»، عام 2009، إسقاط على محاولات مبارك توريث حكمه، لنجله الأصغر جمال.

أما الرئيس السابق محمد مرسي الذى لم يستمر في حكم مصر لأكثر من عام، فلم يتم تناوله في أي عمل سينمائي، إلا أن مقطع فيديو لشبيه له يعمل بائعا متجولا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدث عن أمنيته في تجسيد شخصية مرسي في عمل سينمائي.

المصري اليوم في

26.05.2014

 
 

المخرج طوني نبيه:

لم أصوِّر مشاهد جريئة في «بنت من دار السلام» 

كتب الخبرهيثم عسران 

أثار فيلم {بنت من دار السلام}، تجربة طوني نبيه الإنتاجية والإخراجية الأولى، ضجة رقابية، وحيكت حوله أخبار تبين في ما بعد أنه بريء منها.

حول الفيلم وتبرؤ بطلته رحاب الجمل منه قبل أسابيع من عرضه، كانت الدردشة التالية مع طوني نبيه.

·        كيف انبثقت فكرة فيلم {بنت من دار السلام}؟

شاهدت إحدى الحوادث التي تعرضت لها منطقة شعبية بسبب سقوط سيارة من أعلى جسر، ووقوع خسائر فادحة لعدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المنطقة نظراً إلى صعوبة المرور فيها. حاولت استغلال دراستي لعلم النفس قبل دراسة السينما لطرح مشكلة تمثل فئة مسكوتاً عنها في المجتمع، وهي مرضى المازوشية الذين يعانون اضطرابات نفسية، خصوصاً أننا نفتقد إلى إحصائيات دقيقة حول مرضى الاضطرابات النفسية، لأن قلة منهم تعترف بالمرض وتلجأ إلى الطب، في ظل استمرار نظرة المجتمع السلبية للمرض النفسي.

·        لماذا اخترت هذا النوع من القضايا؟

كمواطن وفنان أنا مهموم بالحالات النفسية المسكوت عنها في المجتمع، وأحاول التعبير عنها في أعمالي، فأطرح قصة درامية تدور فيها الأحداث وأشير إلى القضية وبعض تفاصيلها. ليس دور السينما مناقشة المشكلة وسردها وتقديم حلول لها، لأن هذا الدور منوط بالبحوث الاجتماعية.

·        ما المدة التي استغرقتها في كتابة الفيلم؟

لم تستغرق وقتاً طويلاً، لكن الوقت الأطول كان في التصوير وتوقفه أكثر من مرة لعدم توافر سيولة مالية، فاستغرق خمسة أشهر وكلَّف بين مليونين ونصف وثلاثة ملايين جنيه.

·        لماذا لم تلجأ إلى إحدى الشركات لإنتاج الفيلم؟

أين المنتجون الآن؟ أصبح سوق الإنتاج السينمائي محدوداً، لذا على الدولة  التدخل لإنقاذ صناعة السينما والعودة إلى الإنتاج السينمائي بقوة لتستمر عجلة الإنتاج.

·        ثمة مشاهد بين الشباب والفتيات شعر الجمهور بأنها محذوفة.

لم نحذف أي مشهد في الفيلم لأنني لم أصورها من الأساس، فأنا لا أحب تقديم مشاهد جريئة على الشاشة، وحرصت على قطع التصوير من دون أن يتلامسوا.

·        ألا ترى أن ثلاث أغان في فيلم لا تتجاوز مدته 90 دقيقة مبالغ فيها؟

أغنية {سي السيد} مدتها 20 ثانية فقط، وأغنية {المهرجان} جزء من مشهد الفرح لذا لها سبب درامي قوي، لأن الأبطال يتعرفون إلى بعضهم البعض خلال الفرح. أما الأغنية الأخيرة فكانت نهاية الفيلم ولا تحسب ضمن أحداثه.

·        لماذا لم تستعن بأبطال من نجوم الشباك لأداء البطولة؟

كمخرج أسوّق الفيلم بالمضمون وليس بالنجوم، على غرار أفلام يوسف شاهين وخالد يوسف، إذ كانت القصة فيها هي البطل، ثم المشاركون في الفيلم معروفون لدى الجمهور وليسوا وجوهاً جديدة.

·        كيف تفسر موقف رحاب الجمل التي تبرأت من الفيلم قبل طرحه في الصالات؟

لا أعرف سبباً لاتخاذها هذه الخطوة بعد ستة أشهر من انتهاء التصوير، فهي اطلعت على الفيلم قبل أكثر من 10 أشهر وصورت دورها على مدار ثلاثة أيام متفرقة في ستة أسابيع، فلم تكن لها مواعيد تصوير، نظراً إلى محدودية الديكورات التي ظهرت فيها.

·        اتهمت رحاب الفيلم بأنه يسيء إلى الرجل المصري.

أترك الحكم للجمهور الذي سيكتشف عند مشاهدة الفيلم خلوّه من أي لفظ خادش، وأسأل رحاب: عندما أدت دور فتاة محجبة تجبر العامل لدى والدها على ممارسة الرذيلة معها في فيلم {احكي يا شهرزاد} ألم تتعرض للمرأة المحجبة؟ ما تقوله أمر لا يمكن أن يقبله العقل.

·        لماذا لم تستبعدها من الملصق الدعائي للفيلم؟

لأن دورها محوري وتتقاسمه مع رندا البحيري، فهي رمز للشر وراندا رمز للخير في الأحداث، ثم علاقتي الشخصية بالفنانين يجب ألا يكون لها دور في الأمور الفنية.

·        ما سبب الضجة التي رافقت عرض الفيلم رقابياً؟

ثمة قصص غير حقيقية نشرت باعتبارها أحداثاً في الفيلم، وهو أمر لم يكن له مبرر على الإطلاق، وما اعترضت عليه الرقابة كان جزءاً من مشهد أدته الراقصة شاكيرا وحذف بالفعل، ولم يكن مؤثراً في الأحداث. كذلك وضعنا عبارة {للكبار فقط} استجابة لها.

·        ألم تعترض على طرحه للكبار فقط؟

احترمت رغبة الرقابة لأنها وجهة نظرها رغم أن الفيلم لا يتضمن ما يستحق وضع هذه اللافتة عليه. عندما شاهده الرقباء كانوا قلقين للغاية بسبب ما أثير حوله، لكن بعد مشاهدته أشادوا به واكتشفوا أنه بريء من كل ما نشر عنه.

·        ألا يقلقك توقيت طرحه؟

بالتأكيد بسبب الأجواء السياسية وظروف الانتخابات، لكن قرار العرض في يد الشركة العربية الموزعة للفيلم، التي رأت أن التوقيت هو الأنسب، على أن يستمر عرضه خلال شهر رمضان وموسم عيد الفطر لتحقيق أفضل إيرادات.

الجريدة الكويتية في

26.05.2014

 
 

فجر يوم جديد:

من شابه أباه! كأن الروح عادت إليه!

كتب الخبرمجدي الطيب 

هكذا وجدت الفنان حسين الإمام في اللحظة التي أبلغته فيها أن اللجنة العليا للمهرجانات اختارت فيلم {شفيقة القبطية} لوالده حسن الإمام (15 مارس 1919 - 29 يناير 1988) لتمثيل مصر في أحد المهرجانات السينمائية الدولية، وكاد يطير من الفرح عندما علم أن المخرج الكبير توفيق صالح رئيس اللجنة قال: “ظلمنا حسن الإمام في حياته فقد كان مخرج الروائع بحق}!

كان سعيداً لأن ثمة من رد الاعتبار إلى والده بعد فترة طويلة تعرض فيها لظلم صارخ وغبن واضح، ولأن البعض أعاد قراءة أفلامه الشهيرة مثل: {بين القصرين، الخطايا، إضراب الشحاتين، خلي بالك من زوزو، بمبة كشر}، بعد طول تجاهل ونظرة لا تخلو من استهانة!

لحظتها أحسست أن حسين الإمام كان يُرثي حاله، وأن من شابه أباه فما ظلم؛ إذ كان يتعرض لمصير لا يختلف كثيراً عن ذلك الذي واجهه الأب العصامي الذي امتلك موهبة الكتابة وأجاد اللغتين الفرنسية والإنكليزية نطقاً وقراءة وكتابة، واستهل مسيرته الفنية كمترجم للنصوص الأدبية والمونولوجات المسرحية، بينما كان الابن فناناً شاملاً، بمعنى الكلمة، كتب السيناريو والحوار، واحترف التمثيل، فضلاً عن كتابة وتلحين وتوزيع الأغاني. كذلك شارك في غناء «كابوريا» و{استاكوزا» مع أحمد زكي، وفي فترة لاحقة قدم البرامج التلفزيونية بحس كوميدي ساخر أسهم في ذيوع صيته، وأدى إلى اتساع رقعة جماهيريته.

المثير أن حسين الإمام، الذي ولد في 8 فبراير من العام 1951 لم يكن مقنعاً لأبناء جيلنا كممثل، وكثيراً ما كنا ننظر إليه بوصفه «صنيعة أبيه» وأنه «مفروض علينا كممثل»، بدليل اقتصار مشاركته على الأفلام التي يخرجها والده؛ كأفلام: «السكرية، بمبة كشر، سلطانة الطرب، ابن مين في المجتمع». كذلك أتاح له والده فرصة التعبير عن نفسه كملحن عندما أسند إليه، مع شقيقه «مودي»، مسؤولية وضع الموسيقى التصويرية لفيلم «الجنة تحت قدميها». وفي الوقت الذي احتل اسمه مركزاً متقدماً على الملصق الدعائي لفيلم «بديعة مصابني» لدرجة أنه سبق اسم الفنان القدير عماد حمدي، اختفى تماماً من ملصق فيلم «التوت والنبوت» إخراج نيازي مصطفى. لكن البصمة التي عجز عن تركها في أفلام «مخرج الروائع» ظهرت، في أعقاب رحيل والده؛ حيث تحول إلى شخصية وتخصص في أدوار «الشرير»، كما في فيلم «حكايات الغريب»، وأتقن تجسيد شخصية «الأرستقراطي»، كما في فيلم «كابوريا»، وكان مقنعاً ومُحبباً في أدوار «اللص الظريف» الذي تابعنا خفة ظله في فيلم «كذلك في الزمالك» و»سمير أبو النيل»، وقدم أدواراً تعكس عشقه للفن، كما حدث عندما أدى دور المغني الشعبي في فيلم «أشيك واد في روكسي»، وصاحب نادي الفيديو المتخصص في ترويج الأغاني الهابطة في فيلم «أيس كريم في جليم» ومخرج الأغنيات الخليعة في فيلم «واحد صفر».

غيَب الموت حسين الإمام عن عمر يناهز الثالثة والستين، إثر إصابته بسكتة قلبية، لكن ستظل شخصية «أحمد فضل الله»، التي جسدها في فيلم «احكي يا شهرزاد» تأليف وحيد حامد وإخراج يسري نصر الله بمثابة الشهادة الدامغة على موهبته التي صقلتها السنون، وحرفيته التي نضجت بفعل وفرة التجارب، ونجاحه في امتلاك خصوصية لم تتوافر لكثير من أقرانه؛ فمن خلال لكنة مميزة اختارها لنفسه، وأسلوبية في الأداء يجيدها دون غيره، أبهرنا بشخصية الموظف الكبير المختال بنفسه، الذي يُعد المعادل العصري لـ «سي السيد»، ونموذج «الدكتاتور» المستبد نتاج المجتمع الذكوري، الذي يقهر المرأة ويكبل حريتها، ويُملي شروطه المجحفة عليها، وعندما تسأله عن المقابل الذي يجعلها تخضع وتتنازل، يرد عليها، بغرور بأنه سيتواضع ويوفر لها الفراش؛ أي الممارسة الجنسية الحميمة!

جسد حسين الإمام شخصية «أحمد فضل الله» بقدرة مُذهلة على الإقناع، وتفرد واضح في الجمع بين البساطة، السلاسة، خفة الظل، التعال والغباء. كذلك فاجأنا بتركيبة من المتناقضات الصعبة التي سيطر عليها بيسر ومن دون عناء، وبرهن للجميع أنه معجون بموهبة اختمرت وتشكلت مع الأعوام، ولفرط حبه للسينما دشَّن شركة إنتاج باسم «الإمام ستار» تكفلت بتمويل فيلم «كابوريا». ولم يكتف بالإنتاج، وإنما اتجه، في مرحلة تالية، إلى كتابة القصة والسيناريو والحوار لفيلمي «كذلك في الزمالك» و»أشيك واد في روكسي»، الذي شاركه في إنتاجه مدحت الشريف. وتشاء الأقدار أن يهدي الفيلم «إلى كل من أحببناهم ورحلوا عنا ولم يعبروا معنا إلى القرن القادم... إلى كل من أسعدونا وأضحكونا»... واليوم بعدما رحل عنا نشعر وكأنه أهداه إلى روحه!

الجريدة الكويتية في

26.05.2014

 
 

«الدساس» فيلم رعب كوميدي عن صراع الجيش والأخوان !

البلاغة السينمائية والابتعاد عن الخطابة والعظة والمباشرة أفضل ما في الفيلم المفاجأة

مجدي الطيب 

عندما قالت حملة الدعاية إننا بصدد أول فيلم رعب كوميدي في السينما المصرية توجست سوءاً خشية أن تنتهي التجربة إلى نتائج وخيمة تزيد شعوري بالإحباط،لكنني لم أملك رفاهية الرفض،وشاهدت «الدساس» مدفوعاً برغبة خفية في التعرف إلى الفيلم الذي يحمل عنواناً عجيباً،والوقوف على شكل وجوهر التجربة. وكانت المفاجأة المدهشة أن خابت ظنوني بعد أن وجدتني حيال عمل يستحق التفاته نظراً لجدته وجديته وإثارته،وفي حاجة إلى تنويه واحتفاء بالفريق الشاب الذي أنجزه .

في ليلة حالكة،وفي منطقة نائية،تفاجأ فتاة حسناء بعطل ألم بسيارتها،وكالعادة في مثل هذه الأحوال تبحث عمن يساعدها وينتشلها من محنتها،وتلجأ إلى قصر يبدو مهجوراً،وقبل أن ترتسم علامات الدهشة على وجهها،وهي تتجول في داخله،ينتهي الأمر بمقتلها .

إشارات تبعث على الثقة

بداية مثيرة،ومتوقعة،في مثل هذه النوعية من الأفلام،لكنها لا تمنح المتلقي الثقة المطلقة في ما هو آت من أحداث؛خصوصاً أن السينما المصرية كثيراً ما تعد لكنها لا تحقق الوعد،وهو ما كاد يحدث في تجربة فيلم «الدساس» عندما رصدت الكاميرا حارة شعبية يتصدرها بيت «تحت التنكيس»،ويتعاطى شبابها مخدرات تحمل اسم «نسيانك صعب أكيد»،وكالعادة أيضاً يُدبر ضابط شرطة حيلة للقبض على مروج المخدرات لكن الأخير يستقل «التوك توك» ويهرب. غير أن المخرج هاني حمدي،ومعه كاتب السيناريو والحوار هشام يحيى،لا يتركا الجمهور نهباً لهذه اللقطات الهزلية،بل يقدما إشارات تبعث على الثقة؛على رأسها أن الضابط يُدعى «محسن محسن ممتاز» في إشارة إلى أنه حفيد «محسن ممتاز» رجل الاستخبارات العتيد في المسلسل الشهير «رأفت الهجان»،بالإضافة إلى أن المجرم الهارب هو الذي يوقع بالضابط الذي يُطارده وليس العكس حسبما جرت العادة .

هنا يبدو بوضوح اعتماد صانعي الفيلم على شكل من أشكال المحاكاة الساخرة للأعمال الفنية الشهيرة أو ما اصطلح على تسميته ال parody أو spoof movie وأشهرها فيلم scary movie،وهي المحاكاة التهكمية التي تتعرض للتيمات الموسيقية أيضاً،بينما تتدفق المفارقات الكوميدية الطريفة،التي تبدأ بالرعب الذي يجتاح رواد مركز كمال الأجسام،من أصحاب العضلات المفتولة،بمجرد الإعلان عن قدوم صاحب «الجيم»، وبمجرد أن يظهر لا تملك سوى أن تضحك لفرط جسده الهزيل،وضعف بنيانه الذي لا يتناسب والسمعة التي سبقته،واعترافه هو شخصياً بأنه «18 سنة بيلعب حديد وماطلعتلوش ولا عضلة غير عضلة القلب».

تحقق الشق الكوميدي لكن الرعب جاء يتهادى مع الرسالة الهاتفية الغامضة التي تحمل نصاً واحداً «مبروك وقع عليك الاختيار للمشاركة في برنامج الجريء»،وفي رؤية محسوبة بدقة،وشُح متعمد في ضخ التفاصيل،تصل الرسالة إلى أربع شخصيات؛أولها صاحب مركز كمال الأجسام «جابر» ـ محمد نشأت ـ وثانيها «شريف» ـ محمد يونس- الذي يحلم بكتابة سيناريو أول فيلم رعب مصري وثالثها مدمن العقاقير المخدرة «الرايح» ـ أحمد فتحي ـ أما الرابعة فهي الفنانة التشكيلية «ياسمين» ـ سارة عادل ـ شقيقة رئيس المباحث «محسن محسن ممتاز» ـ ثروت سعيد ـ الذي يفاجأ باختفاء شقيقته،وهو في كل الأحوال «آخر من يعلم» أو كما قال «بعد ما كانت الشرطة بتجري شارع بحاله أصبحت بعد الثورة أول من يجري» !

الفناء .. والثورة

في مقر الشركة التي ترعى برنامج «الجريء» وتحمل اسم «الفناء» ـ لاحظ المغزى ـ تتردد على مسامعنا مقاطع صوتية من فيلم وثائقي حول «الدساس» الحية غير السامة التي تندس تحت التراب والصخور في المناطق الرملية،ويغطي جسمها قشور صغيرة ناعمة ما يجعل منظرها لامعاً،ويساعدها على الاندساس تحت التراب،وتقع عيناها وأنفها في أعلى الرأس لتستطيع إخراجهما لتترقب فرائسها،ومتى رأتها انقضت عليها وعصرتها حتى الموت ثم تبتلعها بادئةً من الرأس. لكن المخرج والكاتب، وهما صاحبا فكرة الفيلم،يمرران المعلومة بسلاسة،ومن دون مباشرة،ويتركان للمتلقي الواعي مهمة التقاطها وتوظيفها، لتستمر الأحداث بوصول الشبان الأربعة إلى مقر «الفناء»،وظهور مفاجئ،وغير مبرر،للملحن عمرو مصطفى ود.نائلة عمارة مذيعة البرنامج التليفزيوني «حزب الكنبة» لتبدأ معهما وصلة الهجوم على ثورة 25 يناير،التي يجري تعريفها بتسطيح معيب ومُخل : «هي الثورة ايه غير ارحل علشان نحلق»،وإن سخر الفيلم من «الأسطوانة المشروخة» للملحن المعروف،واتهاماته الدائمة لكل ثورة بأن وراءها «الماسونية»،ومع تجاوز هذا المشهد الركيك، يلتقي الشباب مدير الشركة المُقعد «عدنان» ـ لطفي لبيب ـ الذي يشرح لهم فكرة البرنامج الذي يضمن مكافأة مالية ضخمة لمن ينجح في البقاء على قيد الحياة بعد دخوله القصر المهجور، وقضاء يوم كامل فيه،وهي المقابلة التي تؤكد أن كل واحد من الأربعة يتوق للفوز بالمكافأة إما لتعويض النقص (جابر) أو الوصول للثروة والثراء (الرايح) أو تحقيق الحلم (كاتب السيناريو) أو بلوغ الشهرة (الفنانة التشكيلية) لكنها كشفت أيضاً أن كل واحد منهم مُصاب بعقدة مزمنة لكن السيناريو فشل في «التخديم عليها»،وتعامل معها بخفة منقطعة النظير أملاً في أن يصنع منها «إفيهات» كوميدية لكنها جاءت سطحية في مجملها،بعكس الغموض الذي اكتنف الحديث عن القصر المهجور، والكنز المخبوء فيه،وصاحبه «حسن الدساس» ـ تامر كرم ـ الذي قيل إنه مات حرقاً أو ذبحاً،ومن بعده حُكم على كل من دخل القصر بالموت . ومع دخول الشباب القصر،وإغلاق أبوابه عليهم بواسطة الحارس ـ بيومي فؤاد ـ الذي يجيد الانجليزية،ويبدو النسخة الأقرب إلى «أحدب نوتردام» أو «ديوجين» حامل المصباح الذي يفتش عن الحقيقة،ويقود إليها،تبدأ الإثارة لكن الموسيقى التصويرية ـ هاني كمال ـ تفسد الأجواء كونها لا تتوقف لحظة،ولا تترك فرصة للتأمل أو معايشة الأجواء؛فالبيت الملعون كما يطلقون عليه في المنطقة التي يقع فيها «داخله مفقود والخارج منه مولود» لكن المشاهد تسير برتابة،الأحداث تتطور بصعوبة شديدة

ثراء فني كبير

باستثناء بعض المشاهد التي ترهل فيها الإيقاع داخل القصر،وبدا معها وكأن الأحداث أصابها الجمود،مع الإشادة اللازمة بالمونتاج المتوازي،والنقلات المتقنة ـ مونتاج أحمد عادل ـ اهتم المخرج الشاب هاني حمدي بحشد التفاصيل التي كان لها الفضل في إضفاء ثراء كبير على الصورة،سواء من ناحية اختيار زوايا التصوير أو الإضاءة الشاحبة ـ أكرم ممدوح ـ أو الديكور ـ محمود النوبي ـ والماكياج والخدع ـ آية مصطفى ـ أو الجو العتيق للقصر،واللوحات السريالية المتناثرة في أرجائه،وتعكس العقلية المختلة التي كانت تتحكم في صاحبه. والواقع أن المخرج الشاب لم يتغافل عن التفاصيل لكنه لم يبالغ في الدفع بها،مثلما فعل في الإشارة العابرة لملصق فيلم الرعب Saw الذي يحتل جدار غرفة «شريف» الطامح إلى كتابة سيناريو أول فيلم رعب مصري،والتوظيف الناجح للمرايا في القصر المهجور، واستخدامها في الوقت المناسب،وكذلك الأغاني الشعبية في الحارة مقابل أغنية الشاب خالد في حجرة الفنانة التشكيلية،كدلالة على الانتماء الطبقي والثقافي المتباين،والإشارة الذكية في خلفية مكتب ضابط الداخلية؛حيث أبقى على علم مصر وحده في البرواز المخصص لصورة رئيس الجمهورية،وفي القلب منه علامة استفهام كإيحاء بخلو المنصب .غير أن الفيلم أفرط كثيراً في السخرية من غباء رجال الشرطة وتفاهتهم،سواء رئيس المباحث «محسن محسن ممتاز» (يعمل لايكات لصافيناز ولا ترد عليه) أو مساعده «عبد القادر» (عندما يُطلب منه الشاي سكر بره يترك السكر خارج المكتب)،وتعمد اختيار أغنية «تسلم الأيادي» كنغمة للهاتف المحمول الخاص بالضابط،وبينما كان بمقدور الكاتب،والمخرج من بعده،الاستغناء عن شخصية أم الفنانة «ياسمين» ـ مريم سعيد صالح ـ إذ لم تضف جديداً،ولم تسهم في دفع الأحداث،اختلف الحال كثيراً مع النجوم الذين دعموا التجربة،ولهم كل الشكر،مثل : لطفي لبيب،بيومي فؤاد،إيمان سيد،وضيفة الشرف «زينة»؛فمثل هذه التجارب في حاجة بالفعل إلى المساندة والمؤازرة من أجل اكتشاف وتبني جيل جديد من الشباب الموهوب .

الدساس .. والزومبي

مزية فيلم «الدساس» أنه متعدد القراءات؛فمن يريد أن ينظر إليه بوصفه فيلم رعب كوميدي يستطيع هذا،ومن يلجأ إلى تفسير بعض مشاهده وحواراته بوصفها إسقاطات على وقائع تاريخية،ومواقف سياسية،له مطلق الحق في ذلك؛فمن يملك تجاهل أن «الدساس» هو المقابل المرئي،في الفيلم،لمؤسس جماعة الأخوان المسلمين حسن البنا،الذي تنازع السلطة مع الجيش،ودخل مع قادته في مواجهات دموية،كما فعل «حسن الدساس» عندما استخدم الخديعة ضد الضابط الكبير «حسين الهراوي»،ونكل بأفراد عائلته،واستولى على ممتلكاتهم،وشيد مدفناً للعائلة يزوره في يوم محدد من كل عام(6 ابريل !)،ربما ليطمئن على موتهم الأبدي،وهي الأسطورة التي نجح الفيلم في مزجها بالواقع،وحبك تفاصيلها بدرجة لا تخلو من متعة وإثارة ورقي؛فالقول أن الفيلم يحكي التاريخ الأسود ل «حسن الدساس»،كما قالت الدعاية،يدفع قارئ العبارة للتمعن فيها،ودراسة جوانب وتفاصيل كثيرة في الفيلم تدعم الشعور بأننا بصدد إسقاط واضح على «الرجل» الأشبه بالحية غير السامة التي تندس تحت التراب والصخور وتنقض على فرائسها متى رأتها،وتعصرها حتى الموت بعد أن تبتلعها بادئةً من الرأس بينما تسانده بطانة أو«جماعة» شبهها الفيلم بالموتى الأحياء «الزومبي».في إيحاء بأنهم خارج سياق التاريخ،وزيادة في تأكيد المعنى ذهب الفيلم إلى القول بأن الخلاص من «الزومبي» لن يكون بغير الدم،وحصارهم،وتلاوة التعويذة في وجوههم (ياللي اخدت البيت بالدم حتخرج بدم الدم .. ارحل انت وابوك أحفاد ابليس) وبعدها ستشرق الشمس،ويطلع النهار،لكن الفيلم قدم تعويذته التي أوصى من خلالها بأن يحفظ الأحفاد العهد،وأن يحافظوا على لم الشمل كسبيل للقضاء على «الدساس» وكضمان لاستمرار بقاء عائلة «الهراوي» على قيد الحياة؛إذ تبين أن الشباب الأربعة هم أحفاد «الهراوي» وأن اختيارهم لدخول المسابقة أو الاشتراك في البرنامج كان متعمداً للتخلص منهم،وإبادة آخر نسل للعائلة التي دافع كبيرها «حسين الهراوي» عن حقوق الفلاحين وجاء «حسن الدساس» ليهدرها،ولما شعر بالحاجة إلى الشعب الفقير لم يتوان في شرائه بالزيت والأرز (مشهد صريح في الفيلم يُشير إلى هذا)؛فالفيلم يلمح لكن تلميحه فيه صراحة لا تغيب عن المشاهد الفطن !

هذه البلاغة السينمائية أفضل ما في فيلم «الدساس»،الذي أكرر القول إنه كان مفاجأة بكل المقاييس؛خصوصاً أن طاقمه،سواء مؤلفه ومخرجه أو شركة الإنتاج التي مولته،بالإضافة إلى الوجوه الشابة الواعدة التي شاركت في بطولته؛خصوصا الرباعي : محمد نشأت،محمد يونس،أحمد فتحي وسارة عادل،تعاملوا مع التجربة بتواضع جم،وثقة لا شك فيها،وأيضاً احترام لذكاء الجمهور،ووعي وثقافة المتلقي،فضلاً عن ابتعادهم عن المباشرة والعظة والخطابة،ولكل هذه الأسباب كانت النتيجة مُذهلة،ومن ثم تصبح التحية واجبة لهشام يحيى وهاني حمدي.

جريدة القاهرة في

27.05.2014

 
 

بالفيديو:

فايزة كمال.. حياة هادئة ورحيل أكثر هدوءا

أسماء مصطفى 

يهوديت موردخاي.. فريال فراويلة.. فايزة كمال.. أسماء رسمت بها الفنانة الراحلة فايزة كمال ملامح شخصيتها الجميلة الهادئة التي كانت بمثابة الونس الذي يصاحبنا عبر شاشات التليفزيون في العديد من المسلسلات، منذ أن بدأت مشوارها الفني في أواخر السبعينيات.

ولدت فايزة محمد كمال في دولة الكويت 2 سبتمبر عام 1962، وعاشت فيها سنوات طوال من حياتها، وبعد حصولها على الشهادة الثانوية جاءت لمصر، والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحازت منه درجة البكالوريوس، واستقرت بعد ذلك في مصر.

بعد مشاركتها في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة كمسلسلات رأفت الهجان، والمال والبنون، وعصر الأئمة، ونسر الشرق، وملكة في المنفى، وكذلك السينما كأفلام "بئر الخيانة" بمشاركة النجمين نور الشريف وعزت العلايلي، قررت أن تعتزل الفن لتتفرغ لتربية ابنيها يوسف وليلى، لكنها عادت بعد فترة للتمثيل مرة أخرى.

آخر أعمالها كانت مشاركة الفنان محمد رياض بطولة المسلسل الديني التاريخي "الإمام الغزالي"، الذي عُرض في رمضان الماضي، وكانت تستعد لتقديم أحد العروض المسرحية، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بشكل مفاجئ، ونقلت لأحد المستشفيات، وتبين بالفحوصات إصابتها بسرطان الكبد في مرحلة متأخرة.

وبعد إجرائها جراحة لم تنجح، حدثت مضاعفات لها أدخلتها العناية المركزة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قبل أن ترحل عن عالمنا صباح أمس الاثنين 26 مايو، رحيلًا هادئًا كما اعتدناها.

http://www.youtube.com/watch?v=aLxWB0PX0VQ

الشروق المصرية في

27.05.2014

 
 

«فارغو» للأخوين كوين من السينما إلى التلفزيون

محمد موسى 

يبدأ مسلسل «فارغو» بالعبارات ذاتها التي استهل بها فيلم الأخوين كوين عام 1996 وحمل العنوان ذاته، أي إن القصة التي يقدمها حقيقية، وإن العمل الفنيّ ولمراعاته مشاعر الأحياء غيّر أسماءهم، ولوفائه لذكرى الأموات أصرّ على استخدام الأسماء الحقيقية. نعرف إن هذا من لعبة الأخوين مع المشاهد، أن القصة مُختلقة بالكامل، وإن الحقيقي فيها هو نقله لخواء الحياة نفسها والتي شكلت جزءاً أساسياً من مشروع الأخوين السينمائي، بالإضافة الى تركيزهما على الشخصيات غير المُحببة وهي تواجه تحديات كبيرة، تفشل غالباً في التغلب عليها، لتنتهي القصص دائماً مثلما بدأت بالفراغ نفسه يعود الى الحياة وإلى الشاشة.

وعلى رغم البداية المتشابهة بين المسلسل التلفزيوني الجديد الذي تعرضه قناة «اف أكس» الأميركية وبين الفيلم، الا إنه سرعان ما يتبدى إن المسلسل يأخذ مساراً مختلفاً قليلاً، رغم احتفاظه بالإطار العام للشخصيات. فهناك البطل او «اللا بطل»، الذي عاش حياته كلها على هامش الحياة. هذا الرجل الذي تجاوز الأربعين بقليل يحاول أن يُصلح ما تبقى من حياته بالتخلص من زوجته التي كانت تذلّه. وهناك أيضاً المُجرم الغامض بالطباع الغريبة، والذي يصل إلى المدينة الصغيرة ويبدأ مجموعة من الجرائم غير المفهومة الدوافع.

مع نهاية الحلقة الثانية من المسلسل يتبين إنه لا يريد ان يتبع خطى الفيلم. يُقال إن هذا شرط الأخوين كوين اللذين احتفظا بدور إنتاجي في المسلسل الجديد. فهذا الأخير قدم دور الشرطية، (قدمته الممثلة فرانسيس ماكدورماند في الفيلم، بتركيبة مختلفة) في بداية حياتها، فتواجه شكوكاً من الجميع بقدرتها على أداء عملها، حتى من والدها الطيب الذي مازال يحاول أن يغريها بالعمل معه في المطعم الصغير الذي يملكه، فيما كانت شخصية الشرطية في الفيلم إحدى ركائزه الأساسية، وواحدة من المرات النادرة التي يقدم فيها الأخوان كوين شخصية مُحببة من دون السخرية اللاذعة والسوداوية لمعظم شخصياتهما السينمائية.

لم يعد العنف الكبير والمُفصّل الذي يقدمه المسلسل الجديد غريباً على كثير من مسلسلات التلفزيون الأميركي في السنوات الخمس الأخيرة. فهناك إتجاه عام يغلب على قنوات الكايبل في الولايات المتحدة بتفضيل ما يسمى مسلسلات البالغين، والابتعاد عن الأعمال الفنيّة التي تجمع الأسرة كلها، وكما تفعل قنوات التلفزيون الأميركي الكبيرة الشعبية (في إشارة الى تنوع المشهد التلفزيوني الأميركي الحالي وتوجهه الى فئات وأذواق مُتنوعة وابتعاده عن العموميات)، يتنوّع العنف في مسلسل «فارغو» من جسدي الى نفسي، يغوص أحياناً في مناطق مُرعبة بحثاً عن جذور الخوف الإنساني.

لا يقطع المسلسل علاقته بالكامل مع الفيلم، لكنه في الوقت ذاته ليس امتداداً للفيلم أو توسيعاً للعوالم التي قدمها. هذا من شأنه أن يربك عشاق سينما الأخوين كوين الذين ربما يقبلون على المسلسل لاعتقادهم بإنه سيقدم من جديد القصص التي قدمها الفيلم، والذي يُعَّد اليوم من كلاسيكيات السينما المُعاصرة.

في المقابل، تَعد بداية المسلسل بالكثير، للذين لم يعرفـــوا بعد الفيلم السينمائي، فهناك الأجواء القاتمة، ومجموعــة من الممــــثلين الممتازين الذي يقدمون شخـــصيات غريبة الأطوار، منفصلة عن حياتها او غارقـــة في العـــنف... هـــذا بالإضافة الى الكوميديا السوداء، وهي إحدى سمات سينما الأخوين كوين.

الحياة اللندنية في

27.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)