كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ريم البارودي:

أنـا وإلهـام شـاهين «هنهـز» وسط البلد!

كتب : ماجى حامد

 

ريم البارودى نجمة شابة فوجئنا بها مؤخرا ترفع شعار التمرد ومن خلاله كان قرارها الذى أشاد به الجميع بالتمرد على تلك الفتاة الحالمة الرومانسية الصادقة، صاحبة المبادئ لتظهر على جمهورها من خلال أحدث أعمالها السينمائية بدور دولت المعلمة الشعبية اللعوب وفيلم سالم أبو أخته الذى سمح لها أيضا باقتحام عالم الإغراء ولكن وفقا لشروطها.

ريم تحدثت إلينا عن تفاصيل فيلمها ودورها من خلاله وعن حملة تمرد التى قررت أن ترفع شعارها وعلى إثرها كانت نجمة اعتذارات 2014 إلا «دلع بنات» الذى ستظهر من خلاله على كل جمهورها خلال شهر رمضان القادم.

رسالة تمرد بعثت بها ريم البارودى إلى كل محبيها من خلال شخصية دولت فى فيلم سالم أبو أخته الذى شهدته دور العرض مؤخرا؟

- أنا ممثلة قادرة على تقديم جميع الألوان دون الانحصار فى دور محدد لتلك الفتاة صاحبة المبادئ، الوجه الجميل العاشقة الحالمة، ففى لحظة تمرد أخذت القرار حتى أثبت للجميع ذلك، فأنا مقتنعة أن من يستطيع النجاح فى لون قادر على النجاح فى جميع الألوان والأدوار، لأن فى النهاية الفنان لديه أدواته التى يستطيع توظيفها لصالح كل دور، فالحمد لله فقد تجاوزت المرحلة الأصعب وهى الخاصة بمعرفة الجمهور بى وتدريجيا تكونت علاقة حب وثقة بينى وبينه إلى أن أصبح اليوم قادرا على استيعاب كل دور سأقدم عليه، وبالنسبة لشخصية دولت فقد كنت مدركة لحقيقة مؤكدة وهى أن هذه الشخصية نجح فى تقديمها كبار نجمات السينما والتليفزيون تلك السيدة الشعبية أو المعلمة، بالإضافة إلى منطقة الشر لذا فقد كانت دولت بمثابة التحدى بالنسبة لى حيث قررت أن يكون ظهور دولت مختلفا عن أى ظهور سابق لها مهما اختلفت الأعمال والأسماء من خلال روح ريم البارودى والحمد لله أعتقد أننى نجحت فى ذلك والدليل ردود الفعل حول الدور وأدائى.

ليس فقط دور الفتاة الشعبية هو الجديد على ريم بل أيضا مشاهد الإغراء الخاصة بدولت؟

- مشهدان من أكثر المشاهد التى كنت قلقة بشأنها أثناء العمل على دولت وأثناء التصوير لأننى على مدار مشوارى الفنى كنت دائما ما يوجه إلىَّ سؤال هل تقبلين تقديم أدوار الإغراء، والحقيقة أننى فى كل مرة كنت أرفض التصريح بأى حديث تحسبا لأى رد فعل قد يعقب مشاهدتى فى أحد هذه الأدوار، فأنا لست ضد أدوار الإغراء فأنا ضد طريقة تناولها فأنا من خلال دولت قدمت الإغراء، ولكن من خلال بعض الحدود التى لم أتجاوزها دون أن أخدش حياء أى فرد من جمهورى، وفى نفس الوقت تستطيعين توصيل الرسالة أو المضمون الذى يحويه السيناريو، فمثلا بالنسبة لدولت فهى تلك السيدة التى على علاقة غير شرعية بالضابط قد أستطيع توصيل ذلك دون التعرض لمناطق قد تتسبب فى إحراجى مع جمهورى فيما بعد وهذا ما لا أسمح به، فهناك إغراء أستطيع تقديمه وهناك ما لا أستطيع وفقا لبعض الأمور مثل كيف سأقدمه وأمام مين؟! شكل العمل ومضمونه ومضمون الدور وإذا كان سيضيف لى أم لا، كل هذه عوامل توافرت من خلال دولت لذا فأنا سعيدة بكل مشهد قدمته من خلال الفيلم ومن خلال شخصية دولت.

وسط كل هذا النجاح الذى حققته دولت لم تسلم ريم من الشائعات التى أفادت بوجود خلافات بينك وبين منتج العمل أحمد السبكى.. تعليقك؟

- هذا الكلام لا أساس له من الصحة فالمنتج أحمد السبكى منتج كبير وأذكى من أى شائعة قد تفيد وجود خلاف يجمع بينه وبين أى ممثلة، فأنا لم أشاهده سوى مرتين أو ثلاثة أثناء التصوير وفقط أثناء التعاقد على الفيلم فقد يكون هناك اختلاف فى وجهات النظر ولكن لم تصل إلى حد الخلافات فقد أرى أنا أن الأصفر أفضل من الأحمر وقد يرى هو العكس وهذا عكس تماما الخلاف والذى قد يصل إلى حد الاعتداء والضرب والسب وهذا لم يحدث على الاطلاق.

وبماذا تفسرين عدم حضورك للعرض الخاص لفيلم سالم أبو أخته؟

- ربما يكون بالفعل عدم حضورى العرض الخاص قد أعطى هذا الانطباع ولكن الحقيقة أن عدم حضورى جاء لظروف خارجة عن إرادتى نظرا لانشغالى بتصوير مسلسل «دلع بنات» للمخرجة شيرين عادل، ومن أجل عيونها لم أستطع الاعتذار عن التصوير للذهاب لحضور العرض الخاص خاصة أن رمضان على الأبواب والوقت ضيق للغاية، لذا فنحن فى عجلة للحاق بموسم شهر رمضان، وللعلم فالفنانة حورية فرغلى لم تحضر العرض الخاص، والغريب أنها لم يثر حول عدم حضورها أى جدل بينما عدم حضورى كان الفرصة لإثارة الجدل وانتشار الشائعات ربما يكون هذا دليلا على حب الجمهور لى الذى كان حريصا على مشاركتى لحظة نجاح دولت.

وماذا عن أفيش الفيلم والذى صرحت أنه لم يعط ريم حقها الذى تستحقه؟

- فعلا أنا لم أعجب بالأفيش الخاص بالفيلم، فأنا حقى أكبر من هذا بكثير وهذا ليس غرورا وإنما هو ثقة بالنفس، وإن كان أحمد السبكى كمنتج للفيلم لديه وجهة نظره فى شكلى على الأفيش فهى كما قلت اختلافات فى وجهات النظر وليست خلافات فأنا لن أمسك فيه لمجرد اعتراضى على شكلى على الأفيش والدليل دعوة الشركة المنتجة لى لحضور العرض الخاص فى النهاية هذه وجهة نظره وهو حر فيها.

إذا انتقلنا إلى الدراما ودلع بنات حدثينى عن هذه التجربة؟

- نوال هى واحدة من ضمن سلسلة الأدوار ضمن حملة تمرد التى أرفع شعارها اليوم فهى شخصية مختلفة تماما عن دولت والحقيقة أننى من خلال هذه الأدوار اكتشفت حقيقة فى غاية الأهمية وهى أننى قادرة على تقديم الفتاة الشعبية، المعلمة أحيانا، السيدة اللعوب، لأول مرة أبذل مجهودا فى الماكياج من خلال أدوارى على عكس كل أدوارى السابقة فمن خلال الأحداث سنكتشف مضمون نوال إحدى الدلوعات فى دلع بنات شكلها ومنطقها فى الدلع لماذا؟! كل هذا سيشاهده المشاهدون فى رمضان.

من رمضان لرمضان هناك مسئولية أكبر تقع على عاتق ريم كيف تجدينها؟

- إذا ركزنا على كم الأعمال التى عرضت علىَّ هذا العام واعتذرت عنها سنكتشف أننى نجمة اعتذار 2014 نظرا لكم الأعمال التى عرضت علىَّ مع كل احترامى لهذه الأعمال، إلا أننى لم أجد نفسى من خلالها وكأننى أعود بالزمن إلى الوراء هى نفس الفتاة الرومانسية الطيبة ليس هناك ما هو جديد وبما أننى قررت التمرد لم أجد أمامى سوى الاعتذار إلى أن عرض علىّ دولت ثم نوال لأجد من خلالهما فرصة لتنفيذ قرارى من خلال أدوار ستدفع بى سلمة إلى الأمام، فى البداية ترددت كثيرا وربما أكون قد اعتذرت وتحديدا عن دور نوال فى دلع بنات ولكن بعد مشاورات مع المنتج محمود شميس وصديقتى الغالية مى عز الدين، فالجميع يعلم مدى قوة العلاقة بينى وبين مى قررت خوض التجربة على الرغم من قلقى وخوفى من رد الفعل حولها، هذا الشعور الذى لم أتجرأ أن أبوح به للمخرجة شيرين عادل، فقد كنت أرى أن نوال أجرأ من أن أقدمها من خلال الدراما لكل جمهورى الذى لم يعتد علىّ فى مثل هذه النوعية من الأدوار.

إذا انتقلنا إلى السينما مرة أخرى ماذا عن تجربتك مع النجمة إلهام شاهين و«هز وسط البلد»؟

- هذا ليس اللقاء الأول الذى يجمعنى بالنجمة إلهام شاهين، فالعام الماضى كنت ضيفة شرف ضمن مسلسلها فأنا عاشقة لهذه الفنانة، وقد سبق وعملت معها من خلال مسلسل قلب امرأة فأنا أجد نفسى قريبة منها فى بعض الأشياء فهى صادقة قد تتنازل عن الماكياج والشكل الخارجى للأنثى حتى تنجح فى توصيل الرسالة من الدور، باحثة دائمة عن الأدوار المركبة والصعبة فمن السهل جدا أن تبكينا لأنها فى الوقت نفسه تبكى من داخلها، لذلك عندما أرسلت إلى بهذا العمل كنت أتوق شوقا للعمل معها فهو من إنتاجها وبطولتها إلى جانب نخبة من كبار نجمات السينما بشرى، نيللى كريم، نجوى فؤاد، كان من المفترض أن نبدأ التصوير خلال شهر مارس الماضى إلا أنه تأجل إلى ما بعد عيد الفطر.

صباح الخير المصرية في

20.05.2014

 
 

الفرنسي لويس دو فونيس: "مائة عام من الضحك"

ندى الأزهري- باريس 

بعد ثلاثين عاما من غيابه ما زال لويس دو فونيسLouis de Funès الممثل الكوميدي الفرنسي الأكثر شعبية في تاريخ السينما الفرنسية. تنتمي أفلامه إلى " السينما الشعبية"، ويعتبره سينمائيون فرنسيون ممثلا " للتراث الثقافي الكوميدي الفرنسي". توصف أعماله بانها "عابرة للزمن"  فما تزال تستقطب نفس الأعداد من المشاهدين في كل مرة تعرض فيها على كافة محطات التلفزيون الفرنسية الخاصة والعامة، فهو ينجح في إضحاك الأجيال الجديدة كما سبق واضحك الأجيال السابقة

شهرته تجاوزت حدود فرنسا، ودبلجت أفلامه إلى معظم اللغات الأوربية و عرضت في كل أنحاء العالم. في هذا العام يُحتفل بمرور المئوية الأولى على ولادته وقد عرض بهذه المناسبة الفيلم الوثائقي " مائة عام من الضحك" للفرنسي ماتيو آلارد على محطة "8 Direct" الفرنسية.

يبرز الفيلم الدور الكبير الذي لعبه هذا الممثل في السينما الفرنسية وفي نشرها محليا وعالميا. وتتناوب فيه مشاهد "تاريخية" حفظتها الذاكرة الفرنسية من أفلام دو فونيس، مع لقاءات من الارشيف معه ومع معاصريه من السينمائيين، إضافة إلى مشاركات مخرجين مثل كلود زيدي وجان بيار موكي والمخرجة وكاتبة السيناريو دانيال تومسون ابنة المخرج جيرار أوري Gérard Oury الذي عمل معه دو فونيس في عدة أفلام، وممثلين معاصرين مثل ميشيل غالابرو والفكاهي ايلي سيمون إضافة إلى منتجين وصحافيين فرنسيين

اعتمد الفيلم على تسلسل أعمال دو فونيس ليبدي من خلالها مسيرته الفنية، ويظهر مدى جهده وعطائه للوصول إلى ما وصل إليه، فلم يسيطر ممثل فرنسي على صندوق الإيرادات كما فعل. كان نجاحه منقطع النظير، فكيف تمكّن هذا الممثل "الرمز" بحركاته وايماءاته التي لا تُقلدّ  من أن يصبح أحد العباقرة الكوميديين في القرن العشرين و يستمر تأثيره إلى اليوم؟

بدايات 

كان دو فونيس ممثلا مسرحيا و في السينما كان يتنقل بين أدوار ثانوية لم يكن بعضها يتجاوز قول جملة. في " عبور باريس" ( 1956 ) La Traversée de Paris بدأ بلفت الأنظار إليه رغم وقوفه إلى جانب كبيرين من كبار السينما الفرنسية حينذاك جان غابان وبورفيل، ففي هذا الفيلم تجلّت ملامح شخصيته التي بدأ برسمها. ثم أدى، سنة بعدها، دورا رئيسا نال عليه " جائزة الضحك" و لقي نجاحا غير متوقعا. تتابعت أدواره مع المخرج جيرار أوري خاصة، حتى عام 1964 الذي كان حاسما في حياته المهنية، وكان عمره هذا حينها خمسين عاما. بدأ آنذاك تعاون هذا الممثل الساحر بخفة ظله مع المخرج جان جيرو، لقد بدآ سلسلة أفلام" الشرطي" وكان أولها " شرطي سان تروبيه” Le Gendarme de Saint-Tropezحيث فرضه جيرو على المنتجين غير المتحمسين له تماما كما يكشف الوثائقي. يكرس الشريط وقتا للحديث عن هذا الفيلم" العلامة" الذي جسد فيه دو فونيس شخصية مارشال في الشرطة يفرض الامن في قرية سياحية صغيرة في جنوب فرنسا. لقد حمل عبء الفيلم على كتفيه وبدرت منه مواقف وعبارات ومشاهد علّمت السينما الفرنسية. ورغم اعتبار الفيلم من الدرجة الثانية والنظر إليه بشيء من الاحتقار لاسيما أنه تزامن مع ظهور "الموجة الجديدة" في فرنسا، فقد فاجأ الجميع بنجاحه المذهل وتصدره صندوق الإيرادات

ضحك للجميع!

بدأت سنوات التكريس، ولم يكن دو فونيس ينزعج من تمثيل فيلم تلو آخر، لقد نجح شهرين بعدها في " فانتوماس" وخطف فيه الأضواء، خلافا لكل التوقعات، من شريكه البطل الشهير و الوسيم "جان ماريه". وتأكدت شخصيته النادرة في الأداء التي ابتكرها والمعتمدة على الحركة والتكشير والتي من السهل إثارة غضبها ونرفزتها. في حركاته شيء ما يُذكّر بالرسوم المتحركة، يقول المخرج الفرنسي كلود زيدي و" ما يقوم به من فانتازيا وجنون يعود إليه وحده"، هو وحده الكفيل بهذا الأداء. لقد أدرك أنه بعمل تقطيبات وحركات أخرى بوجهه فسيخلق شخصية كما قال المخرج موكي. إنما لو كان أداؤه يعتمد على الحركات الجسدية فحسب لأضحك الأطفال فقط، لكن دو فونيس يضحك المثقفين كذلك، فما "يرويه عن الإنسانية هو سر نجاحه" كما يقول صحفي في الفيلم.

لقد كان يعرف " كيف ينهي مشهد وكيف ينهي جملة"، وتلفظ بعبارات شهيرة مثل " هذا ليس بسيء، إنه شديد السوء"! يمكن أن يكون الشرير والبريء الساذج، وحتى حين يمثل " الشرير فإننا نتعلق به وهذا شيء سحري" يعلق صحفي في الفيلم.

ينجح الشريط تماما في السرد المتناوب وفي إيجاد المشاهد التي تعبر تماما عن تعليقات وآراء المشاركين، فحين تتحدث الممثلة آني كوردي عن طريقة لفظ دو فونيس، يأتي المشهد المطابق لتقليدها له.

وتطرق الفيلم طويلا للحديث عن الثنائي الفكاهي" دو فونيس، بورفيل" التي تركت أثرها للأبد في السينما الفرنسية. لقد قدم ثلاثة أفلام أشهرها " لو كورنيو"Le Corniaud لجيرار أوري عام 1965. كان مخاطرة بحق لكنها نجحت. اعتبر الفيلم منعطفا في تاريخ السينما الفرنسية فقد شاهده أكثر من أحد عشر مليون شخص.. وكان على  دو فونيس فيه أن يجد مكانه بجانب هذا الممثل الكبير الذي رضي أن يضع اسم دو فونيس قرب اسمه..كان الحديث عن هذا الفيلم مناسبة لتحليل نقاط التشابه والاختلاف بين الممثلين وعن ايقاع الفكاهة لكل منهما وارتجالهما للحوار كما ذكرت تومسون صعوبة تعامل أي مخرج مع حساسية ممثلين كبيرين

بات اسمه كفيلا بجذب الناس، وبدأ يصبح الرقم واحد في السينما الفرنسية. السنة التالية كُتب سيناريو آخر خصيصا لهذا الثنائي. فيلمه " لا غراند فادروي"( النزهة الكبرى) La Grande Vadrouille، جذب 17 مليون شخص وكان حدثا بكل معنى الكلمة" عن فرنسا اثنان وعشرون عاما بعد تحريرها من النازية، حيث نضحك من الاحتلال بدون تفكير، لقد نجح السيناريو في ابتكار لم يسبب آلاما للفرنسيين".

خوف من الفشل 

تابع دو فونيس أدواره الكوميدية بعيدا عن زميله الذي كان ينوّع في ادواره. فهو لم يكن بحسب أحد السينمائيين في الفيلم يرغب بالاقتراب من الادوار الدراماتيكية بسبب قلقه من التجريب ومن اختفاء النجاح لأنه نجح متأخرا " وبحسب ما قاله الممثل " غالابرو" الذي شاركه في سلسلة الشرطي فإن " السينما فظيعة ويجب عدم الفشل فيها و لذلك كان دو فونيس متيقظا"

تابع بنجاح مع ايف مونتان في " جنون العظمة"La Folie des grandeurs وكان تعاونهما غريبا لا ختلاف شخصيتيهما ولكنهم اتفقا، وكما قال دو فونيس" في فيلم كوميدي وعلى خلاف الفيلم الدراماتيكي لا بد من اتفاق الأبطال"! ثم أثار الوثائقي شخصية الحاخام التي أداها دو فونيس في "مغامرات رابي جاكوب"Les Aventures de Rabbi Jacob الذي أخرجه جيرار أوري. وكما ذكرت  تومسون فقد أراد والدها الحديث عن الجالية اليهودية التقليدية في باريس، و رغب أن يُدخل في هذا "شخصية رجعية وعنصرية وتشبه الفرنسي العادي". خرج الفيلم في " سياق سياسي معقد "، كانت حرب أوكتوبر 73 قد بدأت. و رغم أنه " كوميدي بحت"، فقد مرر فيه دو فونيس رسالة انسانية نادرة بحسب أحد الصحافيين. أما المخرج فكان واعيا لدوره" لم يكن دورنا ممارسة السياسة وكنا متيقينين أن ثمة ما سيلمس قلوب الناس خلف الضحكة". ورغم هذه الظروف قرر الإنتاج توزيع الفيلم الذي استقطب سبعة مليون مشاهد.

كانت طاقته هائلة لا تصدق وفي منتصف السبعينات أصيب هذا الذي طالما أعطى من نفسه وجسده بأزمة قلبية، فاتبع استراحة إجبارية في قصره وتفرغ لشغفه الدائم: الاعتناء بالجنينة. عاد في العام التالي ليتصدر الواجهة وصندوق الإيرادات مع ستة ملايين ونصف مشاهد . لقد شاركه ممثل فكاهي جديد هذه المرة كان يصعد بسرعة في فرنسا، " كولوش" اخذ دور ابنه في " الفخذ أو الجناح" الذي يسخر من الغذاء الصناعي.

دو فونيس في النهاية مع إدراكه لضعف السيناريو في أفلامه، الأخيرة منها خاصة، عبّر لأحد زملائه عن حلمه بالتصوير مع المخرج الكبير " بولانسكي"! لم يحصل هذا بل عاد إلى العمل مع جان جيرو ومّثل" البخيل" لموليير. وجاء النقد قاسيا. ثم جاء أخيرا، بحسب الفيلم، " أحد الأفلام النادرة في العقدين الأخيرين من حياته, حيث لم يمثل فيه دور رئيس شركة أو شيء من هذا القبيل بل رجلا بسيطا". وكان الانتقال يتم بثوان من "الضحك والمرح إلى الدراماتيكية". فشل الفيلم ولكننا " نغفر لدو فونيس كل شيء" كما عبر ايلي سيمون.

لقد وافاه الأجل عن 68 عاما في " نانت" بعد خروج فيلمه الأخير " الشرطيون والشرطيات" الذي استنفذ قواه وظهر فيه منهكا ولكنه مثله بشجاعة هائلة بحسب من شاركه. لويس دو فونيس 140 فيلم وبطل صندوق ايرادات السينما الفرنسية خلال عشرين عاما من الستينات إلى الثمانينات، إنه مثال السينما الشعبية الكبيرة. وكما عبر سينمائي " إنه طفولتي وكل لحظات السعادة والضحك.. يرافقنا على الدوام شعور بالغبطة في نهاية أفلامه".

الجزيرة الوثائقية في

20.05.2014

 
 

فن كتابة الصورة السينمائية

د. هاني حجاج 

فوتوغرافيا كلمة يونانية الأصل معناها (كتابة النور) ومع ظهور الآلة عرفنا أن هذه الكتابة تتم بوساطة عدسة لتسجيل صورة واقع في لحظة معينة من الزمن؛ وحسب قول سوزان سونتاج في (حول الفوتوغرافيا): «إن التصوير يعني الاستيلاء على الموضوع المصوَّر، ولا تبدو الصور أشبه بأخبار عن العالم، بل إنها قطع من العالم، منمنمات عن العالم، تكتسب قيمة، تُشترى وتُنقل ويُعاد إنتاجها. وبوسع كل امريء أن يصنعها أو يقتنيها، يصغرها أو يكبرها، يقصها أو يروتشها، يتلاعب بها أو حتى يزوّرها، إنها تُلصق في الألبومات وتُبروز وتُوضع على مائدة أو تُعلق على حائط أو تُعرض كــ(دياس)، تُطبع في الصحف والمجلات، وتعرض في المتاحف وتطبعها دور النشر وتحفظها لنا الشرطة في أضابير». 

بالاعتماد على هذه النظرة الشاملة قدم قيس الزبيدي من خلال كتابه «مونوغرافيات- في الثقافة السينمائية» -«الكتاب رقم 75 سلسلة آفاق السينما الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة» نافذة فسيحة نطل من خلالها على الجوانب المختلفة والمتعددة لفن السينما، إذ يطوف بنا المخرج العربي في دروب الفن السابع المراوغ من ناحية الصورة وتجد رصداً نقدياً وفنياً للعديد من التجارب والظواهر السينمائية في العالم وكذا الكتابات التأسيسية التي تلزم البناء الزاد المعرفي للدارس. كما استعرض كتاب «إنتاج الواقع» لباندوبولو أهم المراحل التي تكوَّن فيها علم جمال الفوتوغرافيا السينمائية، بداية من مرحلة العشرينات حيث بدأ التحرر من ربقة الفنون الأكبر سناً مثل الرسم والتصوير والمسرح، مروراً بالمرحلة الثانية، مرحلة التحرر من الأم فوتوغرافيا ذاتها، انتهاء بالمرحلة الثالثة التي أثيرت فيها من جديد العلاقة بين السينما والفوتوغرافيا من وجهة نظر بنيوي- سيميائية. ويقارن المُنظِّر المجري ماهولي ناجي بين الرسم والفوتوغرافيا والفيلم ويرى أن الفوتوغرافيا وسَّعت من مساحة وحدود التعبير عن الواقع كما أنها قادرة على إعادة إنتاجه بنحو متكامل ومتنوع. كما أن السينما اعتماداً على هويتها الفوتوغرافية حوَّلت موضوع فردية الفرد إلى فرجة جماعية لجماهير عريضة، فلم تعد الفوتوغرافيا كما يبدو من النظرة الأولى لها مجرد إنتاج ميكانيكي للموضوع، بل محصلة أعمال السينمائيين والمصورين الفوتوغرافيين مما يبرهن على أن الكيمياء الفوتوغرافية قادرة على تلبية الجمالية المعاصرة.

إيقاع للزمن

يجد تاركوفسكي في كتابة «النحت في الزمن» أن لحظة عرض فيلم لوميير «وصول قطار إلى المحطة» -الذي أعلن مولد السينما كلها- لم تكن اللحظة التي أعلنت ظهور طريقة تقنية جديدة، ولا أسست لطريقة إعادة إنتاج العالم، بل هي اللحظة التي وجد فيها الإنسان وسيلة الإمساك بالزمن وطبعه، وصار بالمقدور، للمرة الأولى، الاحتفاظ بإيقاع الزمن، ربما إلى الأبد! والباحث المهتم سيجد بعض المراجع الجيدة، حتى في وقت مبكر جداً، تدرس أهمية استخدام الصورة لاختبار مشكلات العالم ومعالجة أزماته التعيسة، من ذلك كتاب نادر اسمه «فن الفيلم. سيناريو. إخراج. مونتاج» لمؤلف يدعى مصطفى حسنين، «مطبوع في 1951» ، فمن ناحية يمكن أن تتابع خط المخاوف الذي انتهجته أفلام التيار الأول بدءاً من الفيلم التعبيري الكلاسيكي المعروف «خزانة الدكتور كاليجاري» الذي ناقش حياة الألمان وهروبهم من عيشتهم التعيسة إلى مملكة الروح الخيالية في قوقعة الذات، وكانت صورة الفيلم هي الوجه الآخر لهذه الحياة وتم الربط فيها بين تسلط كاليجاري وأوهام هذا النفوذ من خلال صورة الأوهام الكاذبة للرجل المجنون واستخدامه السيطرة على النفس البشرية الضعيفة عبر التنويم المغناطيسي لتنفيذ رغبات إجرامية شنيعة «هتلر!»، كذلك فيلم فريتز لانج «دكتور مابوزة المقامر» عن طاغية معاصر «كاليجاري/ هتلر» ظهر كأنه ملهم البلاد لكنه بلا ضمير، وفيما بين الفيلمين يقدم فيلم «الرجل الأخير» 1924 عالمين متعاكسين: الترف والضياع، تحجز بينهما السلطة التي يمثلها الزي الرسمي لبواب الفندق العجوز، فما إن يخلعها حتى يسقط النظام الذي حافظت عليه طويلاً، كما قدم «لانج» في فيلمه الأخير «م، مدينة تبحث عن قاتل» عن سفاح الأطفال وسلدورف الذي يتحرك كالسائرين نياماً! وكان اسم الفيلم الأول هو «القتلة بيننا» لكن السلطة منعته بالتهديد

هكذا سادت المدرسة التعبيرية قبل الحرب العالمية الأولى على السينما الألمانية لتطوير مبادئ الفن السائدة فطرحت ثورة ثقافية على مستوى الصورة في محاكاة الواقع العالم بطريقتها الخاصة. لأن الفيلم «يُبنى في كليته على حركة الصورة»،-«فلسفة الصورة- الحركة، جيل دولوز، ت. حسن عودة، الفن السابع»- «وبهذا يستطيع أن يبتكر مجموعة صور مختلفة تماماً ويؤلفها، قبل أي شيء، عن طريق المونتاج»، ويمكن ترتيب الأمر على هذا النحو: صور إدراك، وصور للفعل، وصور للشعور، الإحساس هو اللقطة العامة «حسب فيرتوف» والفعل هو اللقطة المتوسطة «جريفث» والعاطفة هي اللقطة القريبة «دراير»، وعلى سبيل المثال يختار دولوز من الفيلسوف برجسون: حيواناً يتحرك «أ» ودافع حركته الحصول على الطعام «ب»، وبهذا يكون الحيوان في النقطة «أ» جائعاً وفي النقطة «ب» يصل إلى الطعام ليأكل، عندئذ تتغير حالة الكل الذي يضم في داخله النقطة «أ» وفي النقطة «ب»، وفيما بينهما يتغير جميع ما كان موجوداً

تذوق الصورة السينمائية 

الصورة على الشاشة كبيت الشعر قد تكون بليغة مكثفة أو رائقة سهلة أو تافهة مفككة؛ والمخرج له ابتكار من الأساليب ما يريد من استعارة ورمز وكناية ومجاز. لقد وردت جملة بديعة وذكية في كتاب «علم الجمال» لمونرو بريسلي: «أن نقول ما هو الموضوع الجمالي شيء، وأن نقول كيف يؤثر فينا شيء آخر!» لهذا كان الهدف من أغلب تجارب المحدثين البحث في عالم الرسم التشكيلي لاكتشاف طبيعة السينما من البداية، مع نسيان الهدف الرئيس، وهو اكتشاف الوسيط السينمائي الجديد وابتكار طرائق تعبيرية لإعادة تأليف الصور بالعدسة. لهذا جاء كتاب «التذوق السينمائي» لآلان كاسبر -ت. وداد عبد الله، الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ 1989- للبحث في الطبيعة الخاصة للمادة الفيلمية وتحليل عنصري الصورة والصوت وتأثيرهما السينمائي في حواس المشاهد الإدراكية والانفعالية انطلاقاً من كشف تعدد دلالات الوسائل السينمائية العديدة مثل التدرج اللوني والعلاقة بين استخدام الأبيض والأسود والألوان، واستخدام السالب والموجب ونوع العدسات وتأثيرها في تأطير تشكيلية الصورة، علاوة على التوليف وقواعده الإيقاعية في بناء استمرارية ولا استمرارية الفيلم وتبيان مؤثراته البصرية الأخرى من خلال شرح الصورة السينمائية الواقع- اللا واقع من خلال أهم الأفلام الصامتة والناطقة خلال 1919- 1972، مثل «خزانة الدكتور كاليجاري» لفينيه 1919، أكتوبر لإيزنشتين 1928، «سارق الدراجة» لدي سيكا 1947، «الفراولة البرية» لبرجمان 1957، «اللاهث» لجودار 1954، «سكين في الماء» لبولانسكي 1962، «بوني وكلايد» لآرثر بن 1967، «الموت في فينيسيا» لفيسكونتي 1971، «العرّاب» لكوبولا 1972. حتى جاء جودار بنظريته: «إن المونتاج هو فوق كل شيء جزء مكمّل للميزانسين، وتشبه محاولة فصلهما عن بعض، محاولة من يفصل الإيقاع عن اللحن، فما إن يسعى شخص ما إلى رؤية شيء في المكان، حتى يسعى آخر إلى رؤيته في الزمان... لأن المونتاج هو غاية الإخراج الخفية، فإذا كان الإخراج نظرة عين فالمونتاج هو خفقة قلب»، وإن «فيلماً يتم إخراجه بشكل عبقري، يعطي انطباعا باستمرارية كلية تلغي المونتاج، كما أن فيلماً يتم تركيبه بشكل عبقري يعطي، أيضاً، انطباعاً بإلغاء الإخراج!».

المثال الأحدث على هذه النظرية هو آخر أفلام المخرج وودي آلان، عند لحظة كتابة هذه السطور، «ياسمين حزين»، حيث جاسمين الأرستقراطية تتزوج من ثري يتضح أنه محتال محترف، ينهار موقفها وتعمل في محل أحذية وتبدأ حياة مختلفة عندما تسافر إلى شقة أختها الضيقة في سان فرانسيسكو وهي تصر على التصرف كامرأة غنية وهي توشك في كل لحظة على الانفجار. وودي آلان يبني مشاهد فيلمه على الانتقال السلس عبر الفلاش باك؛ من الحاضر في شقة الأخت الخانقة إلى ماضي جاسمين الثري في نيويورك، وهو انتقال بين صورتين وطبقتين اجتماعيتين يتم بنعومة عبر خيط بصري وموسيقي لتصوير معاناة جاسمين بسبب الخداع وبسبب الفقر المستجد.

في فيلم «الحريف» لمحمد خان 1983 تنتقل الكاميرا بين صور الحياة المصرية الفقيرة ما بعد الانفتاح دون سفسطة لتتبع البطل المعدوم وأحلامه في اللعب والصعود دون فلسفة وبحث في آليات المشكلة وحلها والنبش في جذورها، بل الصورة هي سيد الموقف، تعرض أحلام الشباب «المطلّق/ العاطل/ هاوي كرة القدم» المستحيلة واستخفاف الطبقة الأعلى بتلك الأحلام، وتحوّل قريبه الريفي إلى ابن مدينة حويط آخر. على نفس المنهج يقدم المخرج الكردي «مانو خليل» أفلامه «جنائن عدن» و«ديفيد تولهلدان» و«أحلام ملونة» و«الأنفال، بسم الله والبعث وصدام» وتعرض صورتها كافة مفردات الوجع والخيبة والحسرات والحالات الوجدانية لتاريخ طويل من قضية شعب مضطهد

الصورة في العالم الثالث 

التجربة الخاصة هنا هي تجربة السينما المصرية، لكن المفهوم يشمل كافة دول عدم الانحياز منذ 1955 بعد محاولات التحرر من سيطرة الاستعمار والكولونيالية، كما يتناول كتاب «سينما العالم الثالث والغرب» لروي آرمز، ترجمة أبية حمزاوي -مكتبة الإسكندرية، 2001- عوامل شكلت صناعة الفيلم وتطور صورته السينمائية في بلدان العالم الثالث؛ وهي مسألة عويصة جداً، سواء في بلدان الوطن العربي، أو آسيا، أو أمريكا اللاتينية، منذ الثلاثينات، لعدة أسباب أهمها أن معظم هذه الأفلام مصنوع تحت وطأة سياسات خانقة موجهة، وأن الأفلام مصنوعة في الأساس لتعرض في سينما محلية لجمهور إقليمي بحماسة شعبية يسهل تخمين دوافعها في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية معروفة

وتعد السينما المصرية هي النموذج الأوضح في منطقة الشرق الأوسط، ذلك أنه لم تنشأ خارجها أية صناعة فيلمية عربية أخرى إلا بعد الحرب العالمية الثانية. ونلاحظ أن الفيلم الواقعي الهام «العزيمة» لكمال سليم بعد دخول الصوت إلى السينما وتأسيس طلعت حرب أستوديو مصر 1935، هذا الفيلم لم ينجح بالشكل الجماهيري لسبب واضح، هو أن ثلاثة أرباع من يشاهدون الأفلام في مصر في ذلك الوقت، بما فيهم، وأغلبهم، أبناء الطبقة الوسيطة والأدنى، كانوا من سكان المدن الذين كانوا يفضلون مشاهدة أفلام هوليوود باستعراضاتها وفساتينها الفاخرة وجنتلماناتها ومراقصها.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية سيطر أثرياء الحرب على السينما وكنت ترى الصورة تنتقل بيسر وبتوجيه مباشر من قصر الباشا الواسع الباذخ البارد إلى الحارة الفقيرة الحميمة والرسالة واضحة جداً وموجزة: فلننعم بحياة التقشف الدافئة الجميلة مع الجدعان ونترك الأثرياء المساكين يحملون أعباء حياتهم المرفهة الجامدة

حتى قامت ثورة يوليو 1952 وسيطر مجلسها على مجمل الاقتصاد وتأميم بنك مصر وإنشاء المؤسسة العامة للسينما في 1961 فأنتجت بعض الأفلام تناقش صورها أيديولوجية الثورة مثل «البوسطجي» لحسين كمال، و«الحرام» لهنري بركات، و«المتمردون» لتوفيق صالح، و«القضية» لصلاح أبو سيف، و«الأرض» ليوسف شاهين. الإنتاج ثري مزدهر وصل إلى ما يزيد على الخمسين فيلماً كل عام، ولأن هذه الأفلام ارتبط أغلبها بالدعاية المباشرة للثورة والعديد منها لم يقترب من العاطفة الحقة للمشاهد الفرد فقد انهار كل شيء في الأعوام التالية للنكسة وتوقف الإنتاج بسبب خسارة وصلت إلى خمسة ملايين جنيه مصري وهو مبلغ فادح في أوائل السبعينات. هذا الدرس وعاه الجيل التالي وبدأ تنفيذه جيل الثمانينات فلم تعد الأفلام تُفصّل على المقاس كالأحذية، بالرغم من أن عهد السادات ضم بعض الأفلام التي تنتقد النظام السابق لكن دون هذا الإنتاج المكثف الذي تبنته ثورة ناصر

في التوقيت نفسه، وبعد الانقلاب الذي قاده الجنرال الطاغية أوجستو بينوشيه في سبتمبر 1973 على حكومة سيلفادور الليندي في شيلي، اعتقل السينمائي باتريشيو جوزمان، مخرج فيلم «معركة تشيلي، صراع شعب أعزل» أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما الوثائقية، إلا أنه تمكن من الهرب إلى كوبا ومعه المواد المصورة لفيلمه المذكور وهناك أجرى عليها المكساج والمونتاج ومعالجات ما بعد التصوير وخرج بهذا الفيلم من ثلاثة أجزاء: «تمرد البرجوازية 1975» «96 دقيقة»، «الانقلاب 1976» «88 دقيقة»، «السلطة الشعبية 1979» «78 دقيقة». صور الفيلم واقعية الأساس، درامية دون تدخل، لقصف قصر مونكادا حيث مقر حكومة تشيلي في صباح العام 1973 حتى قتل الرئيس الليندي ويقدم المخرج مشاهد من الشارع يستطلع فيها آراء الناس عن الانتخابات، وينتهي الجزء الثالث بكلمات الليندي وتطلعات العمال لمستقبل جميل للأبناء. ثم يعود لذات الموضوع في «شيلي ذاكرة عنيدة» 1997، و«قضية بينوشيه» 2001، و«سلفادور الليندي» 2004 وأخيراً «البحث عن الضوء» الذي يصور المجازر الوحشية والمقابر الجماعية في صحراء أتاكاما الشيلية. وكنا نرى التكسلوبات العملاقة المبنية في الصحراء لرصد الفضاء الخارجي مع أنها يجب أن توجّه إلى الأرض وتبحث ما في أهلها.

على عكس ما حدث في إيران 1979 عندما عاد الخوميني من المنفى وانتصر فهيمن جهاز الدولة على جميع منظمات المجتمع المدني، وانصرف كيارو ستامي مثلاً لصنع سينما سياسية لا علاقة لها بالسياسة، كما يؤكد كورت هاننو كولتبرد في كتابه «قواعد كتابة الصورة السينمائية» فيشرح أن من يرد كتابة سيناريو يتوجب عليه قراءة سيناريوهات وأن يشاهد أفلاماً، والأفضل أن يشاهد فيلماً واحداً عدة مرات دون أن تبتلعه أحداث الفيلم «بسبب هذه النقطة فشل أغلب تلامذة يوسف شاهين!» ليتعرف على اللقطات وحركة الكاميرا وإيقاع الصورة وتكنيك العمل وصعوباته. على من يرغب في إخراج سيناريو جيد أن يحضر لمرة عملية تصوير فيلم في موقع التصوير، وعليه قبل أي شيء آخر أن يفهم جوهر الفيلم وقوانينه الخاصة وأساسياته الدرامورتورجية. يجب أن تكون لديه القدرة على الكتابة البصرية، كيف يرسم الشخصية ويعرض الأزمة ويقنعنا بأنها تدخل في صلب الحياة مباشرة

مجلة الكويت في

20.05.2014

 
 

دوللى شاهين:

تصنيفى ممثلة إغراء «تخلف» والسينما لم تشغلنى عن الغناء

حوار: مريم الشريف 

دوللى شاهين فنانة شاركت فى فيلم «ظرف صحى» المعروض حاليا فى السينما كضيفة شرف، وتطل علينا خلال رمضان القادم من خلال مسلسل «المرافعة» مع مجموعة كبيرة من الفنانين، كما تجهز حاليا لألبومها القادم، وعن سبب تأخير طرحه حتى الوقت الحالى وعن هذه الأعمال تحدثنا خلال السطور التالية

ما طبيعة دورك فى مسلسل «المرافعة»؟

- أجسد دور فنانة تتعرف على رجل أعمال وتحدث لها مفاجآت تودى بحياتها بعدما يقوم أحد الأشخاص بقتلها، ويشاركنى فى البطولة الفنان فاروق الفيشاوى وباسم ياخور، وطلعت زكريا ومحسن محيى الدين ومن تأليف تامر عبدالمنعم وإخراج عمر الشيخ.

هل قاربت على الانتهاء من دورك فى العمل؟

- مازال أمامى مشاهد لم أقم بتصويرها.

ماذا عن وجودك فى فيلم «ظرف صحى»؟

- أشارك فى أحداث الفيلم كضيفة شرف ليس أكثر ولا يمكننى التحدث عن دورى خاصة أنه ظهور خاص، ويشارك فى بطولته عدد من الفنانين كالفنان حسام فارس، سليمان عيد، نيرمين ماهر ومن تاليف عبدالمنعم طه وإخراج إبرام نشأت.

لماذا أنت غائبة عن السينما الفترة الحالية؟

- لست غائبة عن السينما لفترة طويلة خاصة أن فيلمى الأخير «تتح» مع الفنان الكوميدى محمد سعد ومن إخراج سامح عبدالعزيز وتأليف محمد نبوى، لم يمر عليه سوى عام فقط، حيث إنه تم عرضه فى السينما خلال موسم الصيف الماضى، كما أننى لا أفضل المشاركة فى أكثر من عمل خلال السنة، حيث أميل إلى أن تكون أعمالى قليلة وفى نفس الوقت جيدة.

هل لديك أعمال سينمائية الفترة القادمة؟

- بالتأكيد أجهز الفترة الحالية لفيلم سينمائى جديد وحينما تكتمل عناصره سأعلن عنه.

وأيهما تفضلين تواجدك فى السينما أم الدراما؟

- السينما لها رونق وسحر خاص وفكرة أن يكون الفنان نجم شباك وأن الجمهور ينزل إلى دور السينما لمشاهدته بشكل خاص، تجعل الفنان يشعر بإحساس رائع، ونجد الفترة الحالية أن كثيرًا من فنانى السينما اتجهوا مؤخرا إلى الدراما تعويضا عن قلة الأعمال السينمائية.

  ماذا عن أعمالك الغنائية القادمة؟

- أحاول إنجاز ألبومى القادم، حيث اقتربت على الانتهاء منه بعد أن سجلت أغانى كثيرة جدا حوالى أكثر من عشرين أغنية وفى النهاية ساختار من بينهما الاغانى التى من المقرر وجودها فى الألبوم، ومازلت لم اختر «هيد» الألبوم بعد.

من هم الشعراء والملحنون الذين تتعاونى معهم؟

- أتعاون مع كثير من الملحنين والشعراء ولكن لا يمكننى الإعلان عن أسمائهم حاليا، خاصة اننى لم أختر الأغانى التى يتضمنها الالبوم حتى الآن، وبالتالى غير ممكن أن أصرح بأسماء ملحنين لن أضم أغانيهم إلى الألبوم.

ألا ترين ان تواجدك الفنى أثر كثيرا على كونك مطربة بالاساس؟

- لا اطلاقا، لأن كل الاعمال الفنية التى شاركت فيها قمت بالغناء فيها، وبالتالى لايمكن القول إن الفن وخاصة السينما أخذتنى من الغناء، وبالعكس السينما اضافت لى كثيرا ولكونى مطربة، بالاضافة إلى ان الأحداث السياسية التى حدثت مؤخرا فى الوطن العربى ادت إلى تفكيرى فى تأخير نزول الألبوم لأننى فى النهاية اريد أن يستمع الجمهور إلى الالبوم ولكن فى ظل هذا الوضع صعب، لذلك اخرت نزوله حتى الآن.

هل يزعجك تصنيفك كفنانة إغراء؟

- هذا أعتبر أنه «تخلف» من بعض الاشخاص الذين لاتهمنى أبدا آراؤهم فيما اقدمه، ولكن هؤلاء الاشخاص لديهم رغبة فى مهاجمة بعض الفنانين دون اى اسباب، وأعتقد ان الاغراء فى الفن ليس عيبا، وحينما نرى الفنانة هند رستم التى عشقها العالم العربى كله نجدها كانت نجمة اغراء وما يهمنى وأركز عليه هو حب الشارع لى ومدى رؤية الجمهور لى واننى اقدم فناً جيدًا.

ألم تخشى من حصرك فى ادوار الاغراء؟

- لم يحدث هذا حتى أخاف منه، ومن خلال متابعة أعمالى نجد اننى لم يتم حصرى فى هذه الادوار مثل مسلسل «أدهم الشرقاوى» الذى لم يكن به اى إغراء ونفس الحال فيلم «نمس بوند» الذى لم يكن إغراء ابدا وإنما لايت كوميدى إلا إذا كانوا يريدون تصنيف المايوه كاغراء وهذا يرجع اليهم.

ماذا عن تجربة تقديم البرامج من خلال «مين بيقول الحق»؟

- سعيدة جدا بهذه التجربة، ومن الممكن أن أكررها خاصة إذا كان برنامج فكرته لطيفة مثل «مين بيقول الحق».

الم تقلقى من تقديمك برنامجًا لأول مرة؟

- الحمد لله أنا واثقة من نفسى جدا لاننى إنسانة مثقفة ومتعلمة ولا أخشى مواجهة الكاميرا بأى شكل من الأشكال، والمذيعة غير مطلوب منها أكثر من ذلك، خاصة أن هذا البرنامج قدمنى كمذيعة وليس إعلامية، والخوف الوحيد لدى كان فقط من مدى تقبل الجمهور لى فى شكل المذيعة، والحمد لله ربنا وفقنى فى ذلك.

هل يوجد جزء ثان من برنامج «مين بيقول الحق»؟

- لا يوجد جزء ثان كما أننى لا أفضل عمل برنامج على أجزاء وتكرار نفس التجربة بنفس الشكل، وإذا كان هناك جزء ثان لابد أن يكون بفنان آخر.

هل ترين أن الفن تأثر فى مصر بالأحداث الجارية؟

- طبعا تأثر وفى الوطن العربى كله وليس مصر فقط، والفن يعتبر من الكماليات فى العالم وبالتالى أى مشكلة تمس الاقتصاد او الحياة السياسية نجد أن أول شىء يتأثر بها الفن، وحينما يهدأ البلد آخر شىء يعود من جديد إلى ما كان عليه هو الفن، ولا تنس أن المشاكل السياسية اذا أثرت على نفسية الجمهور أيضا تؤدى إلى تأثر الفن خاصة أنه يرتبط بمزاج ونفسية الجمهور ومدى مستواهم المعيشى سواء كانوا يعيشون فى راحة أم لا.

روز اليوسف اليومية في

21.05.2014

 
 

«ماليفيسنت» أصعب شخصيات أنجلينا جولي

دبي ـ غسان خروب 

تحتفظ الممثلة الأميركية أنجلينا جولي بمسيرة سينمائية طويلة، بدأتها منذ كانت بعمر 12 عاماً، بعد التحاقها بمعهد ستراسبرغ المسرحي، وحصلت خلالها على جائزتي أوسكار كأفضل ممثلة مساعد عن فيلم «فتاة توقف» في عام 2000، وأفضل ممثلة رئيسية عن فيلم «استبدال» في 2009.

ليبلغ في رصيد جولي نحو 38 فيلماً آخرها «ماليفيسنت» الذي يعيدها مجدداً الى الشاشة الكبيرة بعد غياب 3 سنوات عنها بعد تقديمها لفيلمها «السائح» في 2010.

في فيلمها الجديد الذي سيعرض محلياً 29 الجاري، تلعب جولي دور الشريرة ماليفيسنت، وهي الشخصية التي أحبتها منذ كانت صغيرة، بحسب ما أكدته في حوار أجرته معها الشركة المنتجة للفيلم وحصلت «البيان» على نسخة منه.

وأشارت فيه إلى اهتمامها الكبير بماليفيسنت، التي بذلت لأجلها الكثير من الأحاسيس والعواطف، رغم الخوف الذي طالما شعرت به جولي في طفولتها من «ماليفيسنت» التي لم تنكر بأنها كانت تحبها كثيراً، ولعل ذلك ما يفسر سعيها الدؤوب للحصول على هذا الدور.

حيث قالت: عندما علمت بنية ديزني إنتاج فيلم يتناول «ماليفيسنت» سعيت جاهدة لمعرفة تفاصيل المشروع، لأتلقى في أحد الأيام مكالمة من القائمين على الفيلم يسألون إذا كنت مهتمة بتجسيدها أم لا، ليكون جوابي الفوري لهم بالتأكيد.

سر عظيم

«شعرت أنني اكتشفت سراً عظيماً»، بهذا التعبير وصفت جولي الحالة التي تلبستها أثناء قراءتها الأولى لسيناريو الفيلم، وقالت: جميعنا يعرف قصة «الجمال النائم» أو (الأميرة النائمة) التي تعرفنا فيها على ماليفيسنت وما حدث معها وكبرنا على ذلك، ولكن ما لا نعرفه حقاً ما الذي حدث مع ماليفيسنت قبل ذلك، ليبدو الأمر بالنسبة لي وكأنني اكتشفت سراً عظيماً لم أكن أعرفه، وهو ما شعرت به أيضاً عندما قرأت القصة على مسامع أبنائي.

ورغم أن الفيلم لم يصل بعد إلى دور العرض العالمية، إلا أن التوقعات بتحقيقه للنجاح بدت كثيرة ومثيرة، لا سيما وأنه يتناول شخصية مشهورة جداً عالمياً في كتب الكوميكس والسينما أيضاً، وتوضح جولي أن المشاهد للفيلم سيرى ماليفيسنت بردائها الشرير الذي تعود على رؤيتها فيه.

ولكن، بالنسبة لي فقد حاولت تقديم شخصية ماليفيسنت الأصلية، التي تمتلك الأمل، وتمارس الشر بطريقة لا تخلو أبداً من الطرافة، وحاولت أن أبين كيف تحولت إلى شريرة والظروف التي أجبرتها على ذلك.

فقدان الإحساس

تأثر جولي بشخصية ماليفيسنت، قد يفسر أسباب التعب الذي تحملته أثناء أدائها الشخصية أمام الكاميرا، لتعترف بأنها كانت واحدة من أصعب الشخصيات التي قدمتها خلال مسيرتها السينمائية، وردت السبب إلى محاولتها إبراز كافة الجوانب الإنسانية الموجودة لدى ماليفيسنت.

وتابعت: بالنسبة لي كانت عملية تجسيد الشخصية رحلة ثقيلة وصعبة جداً فيها الكثير من الأحاسيس والعواطف، لدرجة أكبر مما كنت أتوقع.

خطوة فيفيان

رغم إعلان بيت وجولي سابقاً رفضهما دخول أبنائهما مجال التمثيل وهم في سن صغيرة، إلا أن ابنتهما فيفيان، 4 سنوات، تمكنت من كسر القاعدة، عبر مشاركتها في هذا الفيلم، ليكون الأول في مسيرتها، حيث أثبتت فيفيان قوتها وتحملها لمنظر والدتها في رداء «ماليفيسنت» المرعب الذي أطلت فيه بأحد الأيام على أولادها الذين ارتعبوا كثيراً منها.

البيان الإماراتية في

21.05.2014

 
 

«ثوب الشمس» في دور العرض المحلية غداً

أبوظبي - عبير يونس 

بعد جولته في العديد من مهرجانات السينما العربية والعالمية التي بدأها في 2010، تنطلق غداً أولى عروض الفيلم الاماراتي «ثوب الشمس» للمخرج سعيد سالمين، التجارية في كل صالات السينما بالدولة.

وهو ما أكده سالمين في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في المركز الثقافي بأبوظبي، والذي قال فيه إن نظرته الإخراجية للفيلم لم تتغير، مشيراً إلى ضرورة أن يرى الجمهور المحلي هذا الفيلم، لما يشكله من دافع للسينما الإماراتية لإنتاج المزيد من الأفلام.

وحول فكرة الفيلم، قال سالمين: «كانت الفكرة كامنة في مخيلتي، وأطرح من خلالها مشكلات المرأة في المجتمع بطريقة ومنهجية مغايرة يمكن أن يفهمها الكبير والصغير، لأن للصورة السينمائية وقعها وسحرها بين الناس»، ونوه بأن القصة تحدث في فترة السبعينات.

ولذلك تم اختيار منطقة الجزيرة الحمراء برأس الخيمة لتجسد لنا واقعاً شبه مطابق لتلك الفترة الزمنية، لتكون الصورة شبه واقعية أمام المشاهد، فيما أشار المنتج عامر سالمين إلى أن مراحل إنتاج الفيلم والتحضيرات له استغرقت وقتاً طويلاً، وأن تصويره استغرق شهراً كاملاً من العمل المتواصل.

وأكد عامر أنه يراعي الجانب الإبداعي والفني في كل الأعمال التي تنتجها شركته «رؤية سينمائية»، وقال: «نتطلع الى وجود الفيلم الإماراتي الجيد في قاعات السينما ليتعرف الجمهور المحلي بأنه توجد لدينا سينما إماراتية».

وأشار إلى أن مشروعه المقبل سيكون بعنوان «ساير الجنة» وهو من تأليفه وإخراجه، وتوقع أن يبدأ في تصويره مع نهاية العام الجاري.

رسالة

قال الممثل مرعي الحليان الذي يلعب دور البطولة في الفيلم: «للفيلم رسالة فلسفية تحمل معنى الأحلام البريئة للشباب»، ووصف دوره بالفيلم بالخطوة المهمة ويجسد الأبوة القاسية لأجل حياة سعيدة للابن. وقال: يعتبر الفيلم علامة سينمائية إماراتية فارقة. أما الممثل أحمد عبد الله، فقال ألعب دور البطل الشاب الذي يغير ويثار لبنت فقيرة .

«رجل على الشاطئ» في سينما السوربون

عرض نادي سينما جامعة باريس السوربون - أبوظبي، أول من أمس، فيلم «رجل على الشاطئ» (1993) للمخرج راؤول بيك، والذي تدور أحداثه حول حياة أسرة أثناء اضطراب الأوضاع في هايتي وانتشار العنف وعدم الاستقرار في بداية عام 1960بعد وصول فرانسوا إلى السلطة.

وأكد الحضور خلال الجلسة النقاشية التي أعقبت الفيلم على أهمية السينما وقدرتها التأثيرية والإقناعية الكبيرة نظرا لما تتمتع به من خصائص وسمات تميزها عن باقي الفنون ووسائل التواصل الأخرى.

فيما أوضح أحد الطلبة أن الدراما لها تأثير بالغ فيما تعرضه من أعمال تشكل في بعض الأحيان وجدان الكثيرين بل وترسخ معتقداتهم وأفكارهم بشأن الخطأ والصواب، والمباح وغير المباح، مشيرا إلى أن كثيرا من الأعمال الدرامية طرحت قضايا تهم الناس وتمثل حاضرهم وتنبش في ماضيهم وتتنبأ بمستقبلهم.

البيان الإماراتية في

21.05.2014

 

عرضت فيلم رجل على الشاطئ لـ «راؤول بيك»

«سينما السوربون» تناقش دور الدراما في حياة الشعوب

أبوظبي - الإمارات اليوم 

عرض نادي سينما جامعة باريس السوربون - أبوظبي، الفيلم الدرامي رَجل على الشاطئ، للمخرج راؤول بيك، الذي أنتج عام 1993، وتدور قصته حول حياة أسرة أثناء اضطراب الأوضاع في هايتي، وانتشار العنف، وعدم الاستقرار في بداية عام 1960، بعد وصول فرانسوا الفاسد بجيشه الخاص إلى السلطة في هايتي، وبدأ تنفيذ الأوامر بقبضة من حديد.

وتلعب الطفلة سارة، وهي فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، دوراً محورياً في الفيلم، فقد اكتسب والدها عداوة المسؤول المحلي الاستبدادي، في أحلك أيام هايتي، الذي مارس طويلاً التعذيب والعنف لكل من يخالفه الرأي، وأصبح يسيطر على هايتي، ويلحق العقاب بكل معارضيه، فتقرر عائلة سارة الفرار من البلاد خوفاً على حياتهم، وتترك وراءها سارة وشقيقتها مع جدتهما، وهي امرأة شجاعة ترفض الاستجابة لضغوط المسؤول الظالم.

وأوضح أحد الحضور من طلاب الجامعة، أن الدراما لها تأثير بالغ في ما تعرضه من أعمال تشكل في بعض الأحيان وجدان الكثيرين؛ بل ترسخ معتقداتهم وأفكارهم بشأن الخطأ والصواب، والمألوف والمباح وغير المباح، مشيراً إلى أن كثيراً من الأعمال الدرامية طرحت قضايا تهم الناس، وتمثل حاضرهم، وتنبش في ماضيهم، وتتنبأ بمستقبلهم.

وقال «من عدم الإنصاف أن نتصور سهولة ويسر إنتاج العمل الدرامي، خصوصا إذا اتسم بالإبداع والابتكار؛ فتخليق الأشخاص ورسم الأحداث يحتاج إلى موهبة كبيرة، وإحساس متدفق، وثقافة واعية، وقراءة ناقدة، وكل هذه الأشياء قلما تتجمع معًا وتُتاح لها الفرصة للانطلاق والخروج إلى النور».

وأكد الحضور، خلال الجلسة النقاشية التي أعقبت الفيلم، أهمية السينما وقدرتها التأثيرية والإقناعية الكبيرة، نظرا لما تتمتع به هذه الوسيلة الاتصالية من خصائص وسمات، تميزها عن بقية الفنون ووسائل التواصل الأخرى، مشيرين إلى أن السينما تقدم الصوت والصورة والحركة، وتخاطب أكثر من حاسة لدى المتلقي، كما أنها تقدم درجة عالية من الوضوح والتفاصيل، إضافة إلى أنها أكثر شدا وجذبا للجمهور، بحكم استخدامها للمؤثرات الصوتية، واستيعابها مختلف الفنون من موسيقى ورسم ونحت، خصوصا أن السينما تملك قوة سيطرة وتحكماً في المشاهد، وتمتاز بقدرتها على معالجة أكثر من قضية أو موضوع في الفيلم الواحد، ومن هنا جاءت أهمية السينما كأداة فعالة في عملية التوعية والتثقيف والتنشئة في مختلف مناحي الحياة.

أنشئت جامعة باريس السوربون أبوظبي في مايو 2006، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس أبوظبي للتعليم. وتعتبر جامعة باريس السوربون أبوظبي جامعة إماراتية، استنبطت من تجربة جامعة السوربون العريقة ذات 760 عاما، وتقع بحرمها الجامعي المتميز الذي يجمع بين الراحة وكفاءة التكنولوجيات الجديدة في جزيرة الريم بأبوظبي. أسلوب التعليم والمناهج والشهادات المعتمدة بالسوربون فرنسية صادرة من جامعة باريس السوربون في مجال العلوم الإنسانية وجامعة باريس - ديكارت، في القانون والإدارة والاقتصاد، وجامعة بيير وماري كيري للعلوم، وتطبق نظام تحويل الرصيد الأوروبي، كما أن الشهادات معتمدة أيضا من قبل وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات، كما تلتزم جامعة باريس السوربون أبوظبي برؤية أبوظبي لإنشاء مركز علمي وثقافي بالمنطقة، وتسهم في تحقيق هذه الرؤية، من خلال تخريج كوادر إماراتية على أعلى المستويات الدولية من أجل دعم التنوع الاقتصادي للدولة.

الإمارات اليوم في

21.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)