كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«الرجل العنكبوت»: هل بات الأشهر بين أقرانه؟

عبدالرحمن جاسم

 

متأرجحاً بشكلٍ مقلوب، متسلقاً ناطحات السحاب، يثبت الرجل العنكبوت بأنه واحدٌ من أكثر شخصيات الكوميكس بروزاً خلال السنوات الخمسين الفائتة. يؤكد ذلك فيلمه الأخير «الرجل العنكبوت الرائع: ظهور إلكترو» الذي لايزال متصدراً بقوة شباك التذاكر بعد أسابيع على طرحه، فضلاً عن تحقيقه أكثر من مئة مليون دولار حتى الآن.

هي بالتأكيد ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الشخصية ممثلةً، ولن تكون الأخيرة، فالنجاح الكبير الذي يحققه الفيلم بجزئه الحالي، سيصعّب على شركة «مارفل» ألا تعيد إنتاج أجزاء متعددة من الفيلم، فضلاً عن الأفلام المشتقة عنه، خصوصاً مع ميزة الكون المشترك. فكرة الكون المشترك هي عبارة عن مزج مجموعةٍ من الأفلام لأبطال الشركة المتعددين (هالك العجيب، الرجل الحديدي، الأربعة الرائعون، والمنتقمون) في عالمٍ واحد، إذ تؤثر الحوادث نفسها على سياق الأفلام المتعددة.

بالعودة إلى الفيلم نفسه، جمع المخرج المغمور نسبياً مارك ويب كوكبةً من النجوم في جزئه الحالي. إضافة إلى أبطال الجزء الأول البريطاني آندرو غارفيلد (في دور بيتر باركر/الرجل العنكبوت) والأميركيتين إيما ستون (في دور حبيبته غوين ستايسي) وسالي فيلد (في دور عمته ماي)، أضاف النجوم جايمي فوكس، بول جيوميتي، كامبل سكوت وفيليستي جونز. هي الكيمياء بين البطلين كما يقول أغلب النقاد، فغارفيلد وستون أظهرا جانباً في الشخصية لم يشاهد قبلاً. حتى في أجزاء المخرج سام رايمي السابقة (2002-2007) مع توبي مغواير وكيرستن دانست، لم تقترب الشخصية هذا القدر من الحقيقة.

من جهته، يظهر غارفيلد تطوراً في هذا الجزء لناحية بناء شخصيته. هو وإن حافظ على «خجله» بعض الشيء، يتغيّر ولو ببطء تبعاً للظروف المحيطة به. هو مراهقٌ يمر بتجارب «فائقة» للعادة. إيما ستون بدورها تبذل جهداً مضاعفاً للاقتراب من الشخصية، فـ«غوين» تعدّ من الشخصيات المحبوبة للغاية في عالم الكوميكس. ولأن أي بطلٍ يحتاج إلى شرير كي يبرز ميزاته، لم يكتفِ كاتب هذا الجزء بشريرٍ واحد، بل استعان بمجموعةٍ منهم: إلكترو الذي يجسده النجم جايمي فوكس في أداءٍ يذكرنا بدور جيم كاري في فيلم «الرجل الوطواط إلى الأبد» (1995) إن حذفنا الجانب الكوميدي من الشخصية. وحيد القرن الذي يجسده بول جيوميتي في أداء جميل قد لا يكون الأفضل له، لكن مجرد المشاركة في فيلمٍ مماثل يعتبر إنجازاً له، لأنه من عشاق الشخصية كما يؤكد. وبالتأكيد، هناك الشرير الدائم الظهور في أفلام «الرجل العنكبوت»: «العفريت الأخضر»/ هاري أوزبورن الذي يجسده الممثل الشاب داين ديهان في أول دور مهم له.

هذا في الفيلم، فماذا عن الكوميكس؟ ظهرت شخصية «الرجل العنكبوت» بدايةً عام 1962 في شهر آب (أغسطس) تحديداً. كانت شركة «مارفل» بحاجة إلى دمٍ جديد، إلى بطل مختلف عن المعتاد. لذلك لجأت إلى مهارات أشهر شخصية في عالم الكوميكس حالياً، ستان لي. يعد الأخير أباً حقيقياً لمعظم شخصيات الشركة (قدّم «كابتن أميركا»، «هالك»، «الأربعة الرائعون»، «الرجل الحديدي»...). كان ستان وستيف ديتكو يريدان شيئاً مختلفاً، بطلاً ليس ببطل، لكنه في الوقت عينه ليس قاسياً ومن دون ضوابط (أي ليس Anti-hero مثل «المعاقب» Punisher من «مارفل» أو «ظل العدالة» Nemesis من «دي سي»). المشكلة كانت عند اختيار الشخصية. كان المراهقون يأتون عادةً كشخصياتٍ «رديفة» في أغلب الكوميكس الأخرى، فكيف يمكن دفع إحدى هذه الشخصيات لتأخذ مكان «البطولة» وحدها؟ السبب بسيط كما يقول برادفورد رايت في كتابه Comic Books Nation: لقد احتاجوا (أي «مارفل») إلى شخصية يستطيع المراهقون أن «يتآلفوا» معها ويعتبرونها تمثّلهم». كان هذا الأمر أكبر تحدٍ يخوضه ستان لي، فهو لم يستطع بدايةً تمريرها في «مارفل»، إلا بصعوبةٍ بالغة. «لقد قال لي مارتن (يقصد مارتن غودمان الناشر في «مارفل») ثلاثة أشياء لا أنساها: قال بأنّ الناس يكرهون العناكب، بالتالي لا يمكنك أن تسمّي بطلك «الرجل العنكبوت». ثم عندما أخبرته بأن بطلي سيكون «مراهقاً»، أكد لي بأن المراهقين لا ينفعون إلا «كشخصياتٍ مساعدة» في الكوميكس. عدتُ وأخبرته بأنني أريد شكله عادياً، وبشخصيةٍ لا تلاقي رواجاً بين الفتيات، بلا أي عضلاتٍ أو رجولةٍ ظاهرة؛ مجرد تلميذ ثانويةٍ عادي. مارتن لحظتها قال لي: ألا تعرف ما معنى «بطل؟».

الأخبار اللبنانية في

19.05.2014

 
 

جيم جارموش:

«العشاق بقوا أحياء» حتى الضجر 

في فيلمه الجديد، يخوض أحد أهم رواد السينما المستقلة في أميركا منذ الثمانينيات جيم جارموش (1953) مجالاً لا يقلّ تجريبية عن أعماله السابقة. يدخل المخرج الأميركي هذه المرة عالم مصاصي الدماء، مهتماً بالمفاهيم المرتبطة بهذه الشخصية الخيالية. هكذا، يستكشف الخلود والأبدية والملل اللانهائي، إلى جانب رمزية الحقبات الغابرة التي تنتمي إليها هذه الشخصيات المسافرة عبر الزمن التي تبحث عبثاً عن جمالية باتت مفقودة في هذا العصر.

يتناول «وحدهم العشاق بقوا أحياء» قصة حب مستمرة منذ عصور بين إيف (تيلدا سوينتن) وآدم (توم هيدلستن). تزوّج مصاصا الدماء مرات عدّة خلال عصور مختلفة، لكن كل منهما يعيش اليوم في مدينة مختلفة ويلتقيان كل فترة. تشارك اللبنانية ياسمين حمدان في الفيلم عبر مشهد تؤدي فيه مقاطع من أغنيات عربية مختلفة على إيقاع موسيقى إلكترونية في حانة في مدينة طنجة المتخيلة التي تعيش فيها إيف، فيستمع إليها آدم ويعجب بغنائها.

آدم الموسيقي الذي يعيش بين أنقاض مدينة ديترويت المهجورة كما يصوّرها الفيلم، كانت له علاقات مع كبار الموسيقيين الذين عرفهم كفرانز شوبرت الذي أهداه جزءاً من سيمفونيته «أداجيو». بطريقته الساخرة، يسرد جارموش روايته الخاصة عن تاريخ الفن والأدب عبر شخصياته. في الشريط، لا يتوانى مصاص الدماء مارلو المستوحى من الكاتب الإنكليزي كريستوفر مارلو (1564_1593) صديق إيف، عن نسب أعمال شكسبير لنفسه، لكنه نادم لأنه كتب «هاملت» قبل أن يتعرف إلى آدم. وجارموش نفسه الذي يتبنى نظرية التشكيك في أصالة شكسبير في الفيلم، أكّد إيمانه بهذه النظرية في مقابلة أجريت معه. من ناحية أخرى، تصبح الحياة الأبدية لآدم مضجرة وكئيبة، ودافعاً للتفكير في الانتحار. بل إنّ هذا العصر بالذات هو أسوأ الأزمنة التي عاش فيها وأكثرها انحطاطاً؛ يحكمه التلوث البيئي والسمعي والبصري، حتى أن الدم البشري أضحى ملوثاً. وسنرى لاحقاً أن ما يتسبب في مقتل مارلو هي جرعة من الدم الفاسد.

تتجسّد جمالية الجماد الأشبه بالموت عبر مشاهد الحب بين آدم وإيف

يحصل آدم على غذائه من أحد الأطباء في مستشفى قريب، يعطيه أكياساً مليئة بالدم مقابل المال. هكذا، نرى أنّ الطريقة الاعتيادية لتأمين الغذاء المتمثلة في مصّ دماء الآخرين، لم تعد مقبولة في هذا العصر. وحدها آفا (ميا واسيكوسكا) أخت إيف، تفضل الطريقة القديمة الهمجية، فتشرب دم إيان صديق آدم. وحين يرى هذا الأخير جثة صديقه المتيبسة في الصباح التالي إلى جانب آفا المنتشية بدمه، يصرخ «لقد شربت إيان»! الطرافة في هذا المصطلح، تتسلّل إلى مواقف كثيرة في الفيلم كألواح البوظة المصنوعة من الدم التي تعبّر عن رؤية جارموش الساخرة. بتصويره حياة مصاصي الدماء بهذه الواقعية، يحطّم المخرج الأميركي الصورة النمطية لمصّاص الدماء، وينزع عنه جانب الخيال الأسطوري المرتبط به، فقلب الأدوار ليصبح البشر هم «الزومبي: الأموات الأحياء» كما يصفهم آدم. كأن جارموش يتخيّل الإنسان خارج فكرة الوقت في الحياة البشرية. كيف قد يعيش الإنسان حياته إذا لم تكن فانية؟ هل سيملك القدرة نفسها على الحب أو على التذكر أو النسيان؟ لا شيء يتغير فعلاً بالنسبة إلى جارموش، باستثناء تفاقم الضجر. نرى أن سنوات وقروناً تمرّ، والشخصيات على حالها. هكذا، لا تتغيّر آفا المشاكسة ومفتعلة المشاكل، كذلك يبقى آدم على كآبته بينما تمثّل إيف الطرف الأكثر إيجابية في العلاقة. تحثه على الخروج من ذاته والانغماس في الحياة. ربّما، هذا هو الأمر ذاته للإنسان الفاني، باستثناء أن حياته تنتهي قبل أن يدرك عجزه عن التغيير. تبدو حياة مصاصي الدماء كما يعرضها جارموش ببرودتها وبأكياس الدم التي يشربون منها في أكواب صغيرة ثم ينتشون كما المخدرات، كأنها ترميز للحياة المعلّبة التي نعيشها.

يلمح آدم وإيف شاباً وصبية يتعانقان بشغف، فيقرران الهجوم عليهما والشرب من دمهما، كأنهما يرغبان بشرب الرغبة اليافعة التي تسري في عروق العاشقين. إيقاع الفيلم البطيء، بحواراته الوفيرة والعبثية، والصمت الذي يتخللها ومناخاته القوطية، يجسّد ثقل الوقت الذي يمر في جو مليء بـ«الميلونكوليا» والحنين إلى حيوات ماضية أو إلى رمزية الجنة المفقودة. لطالما شكّل عامل الوقت وكيفية تجسيده على الشاشة، أحد هواجس جارموش، ليبدو إيقاع الزمن على الشاشة أقرب بتكوينه إلى الوقت في الحياة الفعلية. أما شخصيات أفلامه، هي مسافرة وهائمة في بحث مستمر عن شيء غامض، وحجة البحث ما هي إلا ذريعة للانطلاق. هذه إحدى الثيمات الظاهرة عند جارموش منذ شريطه الأول «العطلة الدائمة» (1980) التي تتكرر في عدد من أفلامه كما في «قطار الغموض» (1989) و«ليلة على الأرض» (1991)، أو حتى في أعماله الأخيرة كـ«أزهار محطمة» (2005). وبالعودة إلى «العشاق وحدهم بقوا أحياء»، يجسّد جارموش جمالية الجماد الأشبه بالموت في لغته السينمائية، عبر مشاهد علاقة الحب بين آدم وإيف. ينسج لوحات بصرية تذكر قسوتها وبرودتها في تصوير الجسد بالرسام النمساوي إيغون شيلي. خلال مقابلة أجريت مع المغني توم وايتس الذي عمل مع جارموش في فيلميه «ملاحق من القانون» (1986) و «قهوة وسجائر» (2003)، يقول وايتس إنّ «السرّ لفهم جارموش يكمن في أن شعره شاب واكتسى الأبيض ولما يزل في الـ 15. ونتيجة لذلك أحس كأنه مهاجر في حياة المراهقة، وهو منذ ذلك الوقت مهاجر غريب في هذا العالم، مفتون بما يراه، وكل أفلامه تتحدث عن ذلك».

الأخبار اللبنانية في

19.05.2014

 
 

ويس أندرسون: فيلموغرافيا الهوس

علي وجيه 

في «فندق بودابست الكبير»، يواصل ويس أندرسون (1969) استلهام قصصه من مصادر متنوّعة، أهمّها الحياة الشخصية والكتب المفضلة والأفلام القريبة من مزاجه الخاص، إضافةً إلى تراكم من الأسفار واللوحات التشكيلية والذائقة الموسيقية. نحن في بلد افتراضي شرق أوروبا يدعى «زبروفكا». نتابع قصة مسيو غوستاف (رالف فينيس)، كبير الحجّاب في فندق شهير، وصديقه العامل البسيط زيرو مصطفى (طوني ريفولوري) اللذين يخوضان مغامرات لا تنتهي إثر جريمة قتل وسرقة لوحة ثمينة من عصر النهضة.

الاثنان مأخوذان عن شخصيات حقيقية من محيط أندرسون الاجتماعي والعائلي المتعلّق بزوجته البيروتية جمان معلوف. يُضاف إلى ذلك بعض كتابات شتيفان تسفايغ أحد أدباء ويس المفضّلين.
كالعادة، يخلق المخرج الأميركي عالماً زاخراً بالعلاقات والمفارقات والألوان والديكورات المرتّبة والفرجة المرسومة بدقّة والكثير من اللقطات العرضية والعمودية. إلا أنّه في هذا الفيلم، ينتقل إلى مستوى أعلى من الهوس الفني. خلق بلد افتراضي منحه حرية مطلقة في إطلاق العنان لخياله بصرياً ودرامياً: الحبكة أكثر تعقيداً والديكورات أضخم والشخصيات أكثر عدداً وغرائبيةً. هي فترة الثلاثينيّات المحبّبة لدى أندرسون الذي يميل إلى البراءة والمبادئ المندثرة في بناء العلاقات، خصوصاً العاطفية منذ باكورته الطويلة «بوتل روكيت» (1996 ــ أنتوني وإينيز) وصولاً إلى «مملكة بزوغ القمر» (2012 ــ الطفلان سام وسوزي). هناك أيضاً الصداقة غير المشروطة بين غوستاف وزيرو، ما يذكّرنا بأنتوني وديغنان وبوب في الشريط الأول. نحن، إذاً، بصدد نوستالجيا سينمائية تحيّي الفن الخالص والجمال والقيم الغابرة، متحوّلة إلى فيلم مغامرات بعناصر كلاسيكيّة كالمطاردات والهروب من السجن.

إنّها كذلك الحقبة نفسها التي قدّم فيها الفرنسي جان رينوار شريطيه الخالدين «الوهم الكبير» (1937) و«قواعد اللعبة» (1939)، وهو مخرج أندرسون المفضّل، ويعدّه أحد أبطال تكوينه السينمائي. رينوار كان أحد الممهّدين للموجة الجديدة التي أثّرت في أعمال ويس بوضوح من خلال المقاربات الشخصية للمواضيع وخلق العوالم الخاصّة من منظور مزاجي بحت لا يكترث حتى لملاحظات فائز بالأوسكار مثل جيمس ل. بروكس، كما حدث في البدايات بعد Bottle Rocket. لاحقاً، سيقدّم رينوار فيلماً مؤثّراً آخر في وعي أندرسون صوّره في الهند هو «النهر» (1951)، ليفعل أندرسون المثل ويحطّ الرحال في موطن بوليوود منجزاً Darjeeling limited عام 2007. هنا الإهداء لبطل سينمائي آخر هو المخرج الهندي الراحل ساتياجيت راي. هكذا، تحضر أسماء كبيرة من الموجة الفرنسيّة في سينما أندرسون مثل تروفو وغودار (في «بيارو المجنون»، يهرب العاشقان من محيطهما كما في «مملكة بزوغ القمر») ولوي مال وعمله مع جاك إيف كوستو في «العالم الصامت» (1956) الذي حبّب ويس بالحياة المائية، فبات التصوير تحت الماء إحدى لقطاته المفضّلة. توّج ذلك لاحقاً في «الحياة المائية مع ستيف زيسو» (2004) والعبارة الشهيرة «أتمنى أن أتنفّس تحت الماء». أندرسون «سينيفيلي» كبير، يتقاطع في حبّه للأفلام القديمة مع المعلّم سكورسيزي. ثمّة إعجاب متبادل بين المخرجَين مع تباين واضح في الرؤية والأسلوب. يُضاف لأبطال أندرسون بيتر بوغدانوفيتش وكارول بولارد، وأدباء مثل جول فيرن، وروالد دال الذي يقترب من أندرسون في سخريته اللاذعة في الحوار. عبارات بسيطة تحمل كمّاً من البلاغة، تتهكّم فيها الشخوص بمنتهى الجديّة. نجد الأطفال بلغة الحكماء والبالغين بسلوك الأطفال.

النزاعات العائلية تيمة دائمة في نصوصه المبنيّة وفق بنية هندسيّة مدروسة كما حركة كاميراه. الفرد المأزوم جزء من مجموع ليس أفضل حالاً منه. يسعى للسكينة والتصالح مع نفسه ليعبر نحو الخلاص العام والسلام الجمعي ولو أظهر خلاف ذلك. على الطريق أثمان درامية وجنازات أبطال في تأكيد طبقات السواد الكامنة تحت غلاف الفكاهة والتهكّم.

كل ما سبق يتفاعل داخل أندرسون ومع مخيّلته لينتج نمطاً سينمائياً خاصّاً به. «ستايل» متفرّد يجعله من المخرجين الذين تُقرأ الفيلموغرافيا الخاصة بهم كوحدة مترابطة في التيمات والتفاصيل والأسماء. في «راشمور»، يبدأ هوس الترتيب واللون والحركة، ثمّ ينتقل إلى مستوى أرفع في «الميزانسين» والتشكيل مع «الحياة المائية مع ستيف زيسو»، وصولاً إلى الاشتغال الأكبر في «فندق بودابست الكبير» من دون إغفال فيلم الأنيماشن الوحيد الذي أنجزه «السيّد فوكس المدهش» (2009). هذه العناصر ليست مجرّد خيارات فنيّة أو سمات محدّدة لأندرسون، بل يعتبرها جزءاً من تركيبته الشخصية وبنية السينما وطريقة فهمها وتقديمها. ثمّة تفاصيل صغيرة يمكن ربطها لفهم أكبر: في «عائلة تتنباوم»، يهرب الصغيران مارغوت وريتشي من المنزل للتخييم كما فعل سام وسوزي في «مملكة بزوغ القمر». فندق «ليندبيرغ بالاس»، مكان إقامة الأب رويال (جين هاكمان) يحمل ملمحاً بسيطاً من «فندق بودابست الكبير». في النهاية، يموت رويال بعد أن ينقذ العائلة، على عكس «دارجيلنغ ليمتد» إذ يبدأ تفكك العائلة من جنازة الأب.

هناك ممثّلون مفضّلون يحضرون دائماً، على رأسهم بيل موراي وزميل الدراسة أوين ويلسون وثانويون كثر. نجوم يظهرون بأدوار صغيرة أحياناً، لكن بحضور مختلف شكلاً وأداءً. هي براعة أندرسون في كتابة شخصيّات بهيّة، وأسلوبه في العمل، والحميميّة التي ينجح في بثّها وسط الجميع. هو التحضير الدقيق الأشبه بعمل وثائقي تفصيليّ إلى جانب الشريط الروائي.

الأخبار اللبنانية في

19.05.2014

 
 

زوم

الأنبياء يتعاقبون على الشاشة: فعل ديني وليس سينمائياً

بقلم محمد حجازي

مؤخّراً حضر «نوح» على الشاشة، وقبله أشرطة كثيرة تحدّثت عن السيد المسيح عليه السلام، أو تناولت سواه من المعالم الدينية، مع ردّات فعل متباينة، وفي الغالب مثار أخذ ورد علی مستوى العالم.

وإذا كانت الأزمنة عبرت مؤخّراً ، وكان لبنان في المعمعة، فإنّ الكباش الذي حصل ضد الفيلم كان مشكلة عربية فقط، لها علاقة بتجسيد أحد الأنبياء بالصورة على الشاشة، وهو لا يجوز، في وقت تعود الأمور إلى صدارة الاهتمام مع الشريط الإيراني: النبي محمد، الذي أخرجه مجيد مجيدي عن النبي الكريم محمد رسول الله، حيث سيُعرض جماهيرياً في الصلات الإيرانية الشهر المقبل بعد مخاضٍ دام ثلاث سنوات، أنجز خلاله جزءاً أوّل بعنوان: طفولة محمد، وقد صوّر في نور، وكرمان قرب طهران، كما تمت الاستعانة بمشاهد عديدة في إفريقيا.

ممثّل إيراني سيجسّد شخصية النبي الكريم بشكل عادي، فيما لعب بعض الأدوار: مهدي باكول (حمزة عم الرسول) علي رضا شجاع (أبو طالب) وسارة بيات (حليمة السعدية)، بما يعني أنّه فيلم غير متفق عليه أو متوافق عليه، كما يعني طرف مسلم يجد في التجسيد حالة طبيعية وآخر يرفض ذلك تماماً.

نستغرب أنّنا في عالمنا الإسلامي نبحث عما يفرّقنا، يجعلنا نتجادل نتواجه، فما الذي يمنع من تجنّب نقاط الخلاق والدخول إلى أوّل ما يفرضه ديننا الرائع والحضاري والقادر على التكيّف مع كل التطوّرات على مستوى العالم، لأنّه وجد لكل زمان ومكان وشعوب مهما تعدّدت وتمدّدت.

الراحل مصطفى العقاد قدّم «الرسالة».. رسالة النبي الكريم في شريط أخّاذ عميق ضخم، متآلف مع السيرة النبوية، ولا شيء غير ذلك، ومع ذلك فقد ظلَّ مرفوضاً عرضه على مدى ربع قرن حتى سمح بعرضه الأول مرّة قبل سنوات قليلة من دون مبرّر، لماذا مُنِعَ .. ومن ثم لماذا سُمِحَ بعرضه.

والعام قبل الماضي، وخلال الشهر الكريم عُرِضَ مسلسل قُدِّم فيه الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام مُجسّدين عبر ممثلين على الشاشة، وجاءت المشكلة مع الصورة الكسولة والبليدة التي ظهر من خلالها الإمام الحسن عليه السلام، وهو المعروف بأنّه واحد من كبار فرسان المعارك.

هنا مثلاً، كان التجسيد خاطئاً، لقد خدم النموذج البطولي لشخصية من أهل البيت ليست كما صوّرتها الكتابات والسير الشخصية خصوصاً لمَنْ تابعوا هذا الأمر، ولم يصدّقوا عيونهم، وأكثر من ذلك الأخطاء اللغوية التي تصاحب النصوص على ألسنة الممثّلين، والتي لا تكلّف كثيراً حتى تكون فيه المستوى المطلوب.

إلى أي مدى يمكن أنْ نركّز على عقلانية تحضر وتجعل أي مشروع إسلامي عملاً هادفاً يحمل رسالة توعوية، توجيهية للمسلمين في أكثر من موقع.

نعم حاجتنا ماسّة إلى خطاب يلتف المسلمون من حوله، فهذه المرحلة هدّدت كثيراً ليس وحدتنا بل وجودنا من ضمن مؤامرة تريد أنْ ترى هذه الأمة متفائلة كي ترتاح إسرائيل من حيث هي تراقب لكنّها على أهبّة الاستعداد في الوقت المناسب - وفي تفكيرها إنّها مصيبة - كي تنقضّ على مقدراتنا وخيراتنا وكم هي كثيرة.

تتوالى الأيام، والأحداث ولا شيء يتبدّل في سلوكنا، أو مفاهيمنا، دائماً نردّد الأمر نفسه، ونعطي المبرّرات نفسها ونحاول تكرار كل الكلام الذي قلناه سابقاً على أساس أنّ الرأي الأول كان هو الراجح، فلماذا إجهاد النفس، والوقوف على الأطلال.

تتوالى وبسرعة الانكسارات، وكأنّنا لا نريد أنْ نرى نصراً حقيقياً، بينما المعادلة بسيطة، هاتوا نوايا طيّبة، وتوجّهات أخلاقية ترتكز على مبادئ الإنسان وتعاليم الدين، ولن نحصد بعدها إلا ما هو خير، فلنقدّم ما نريد عن أعمال فنية من دون الخوض في الذي لن يجمع عليه المسلمون وسنجد أنّنا حقّقنا ما نريد وأكثر وهكذا ببساطة كاملة.

«Godzilla» الياباني يصل إلى أميركا وتتم مواجهته بحضور خبير نصح ببقائه حياً

«جينا كارانو» قتلت رجالاً ونساء واسترجعت زوجها المخطوف في شهر العسل

واضح أن العمل تكلّف الكثير من الملايين لم تذكرها مصادر الفيلم.

(Godzilla) ولشدة حذر شركة وورنر بروس، فقد دعت الصحافيين قبل أسابيع لعرض 16 دقيقة من مناخ الفيلم، الذي أخرجه غاريث إدواردز عن نص لـ ماكس بورنستاين، استناداً إلى قصة لـ ديف كالاهام، وهو قريب من مناخ كينغ كونغ، وعدد من الديناصورات مختلفة الأحجام، لكن غودزيلا هنا قام من سُباته لغاية نبيلة وفق المعلّم الياباني إيشيرو سيريزاوا (كين  واتانابيه) الذي تواجد في كل مكان ظهر فيه هذا الوحش كي يعطي توضيحات للقوى الأمنية خصوصاً الأميركية في جزر هاواي وصولاً إلى السواحل الأميركية، عن معنى حركة هذا الحيوان الوافد من التاريخ السحيق، كي يُعيد التوازن إلى الحياة من خلال القضاء على نموذجين متوحّشين من سلالة الغودزيلا.

ظهر الوحش، قلب الدنيا، دمّر السيارات والمحلات ثم البنايات، ولم تستطع أي قوة أمنية السيطرة على الوضع، حتى انتقل إلى جزر هاواي وهناك بدا باحثاً عن الوحشين الآخرين اللذين يعيثان فساداً في الطبيعة، حيث خرجا من البحر إلى الغابات وباشرا كل عمل شنيع، بحثاً عن المواد المشعة لشحن نفسيهما بها، وبالتالي فإن المشكلة تكون في وجود منطقة أميركية مخصّصة للنفايات الكيميائية، وهي التي يبحث عنها الوحشان، وهو ما يجعلنا في لبنان نخاف، فقد ظهرت عندنا بعض البراميل التي تحتوي نفايات من هذا النوع، لكن تم التخلص منها ورميها في أماكن بعيدة عن كل القارة الآسيوية.

يتدخّل سلاح الطيران النفّاث والمروحي وأسلحة المدرّعات للقضاء على الثلاثة إلى حد تجهيز صاروخ نووي لتفجيرهم واحداً واحداً بعدما تكاثر عدد الضحايا من المدنيين ودمرت طائرات مقاتلة إثر انقطاع كل أجهزة الاتصال الإلكترونية والكهربائية عن الطائرات والسفن في المنطقة الواسعة.

ويكون المشهد الرائع لـ غودزيلا يمسك بالفائز من مواجهة الوحشين ويضخ في فمه إشعاعاً حارقاً ثم ينزع رأسه عن جسده ويليقه من دون حراك، وبالتالي يُنهي المهزلة، ووسط أوامر بعدم إطلاق النار عليه عاد إلى المياه وسبح صوب المحيط  في أمان تاركاً للناس فرصة العيش بسلام.

وكان الملازم فريد برودي (آرون تايلور جونسون) ترك عائلته زوجته آل (إليزابيت أولسن) وإبنته والتحق بالفريق المولج مواجهة هذا الوحش، ثم الوحوش، ومن ثم العودة سالماً إليهما.

وتظهر جولييت بينوش، وبريان كرانستون في دورين قصيرين شرفيين بداية الفيلم.

مؤثّرات خاصة ومشهدية في غاية الروعة قادها إريك فرازييه وبوفير أميرالي، مع وجود 14 مساعد مخرج.

{ (In the Blood):

- الشريط صُوِّرَ في بورتوريكو بميزانية ضئيلة لم تتعد العشرة ملايين دولار، وكان لافتاً لنا قبل مشاهدة الفيلم التزام شركة فوكس القرن العشرين توزيعه عالمياً رغم عدم وجود أسماء نجوم في فريق الممثلين، وتأكدنا أنّ القبول بتوزيعه يعني وجود ما هو مميّز فيه.

منذ اللقطة الأولى وعامل الفطرية والعفوية الكاملة مهمين على مناخ الشريط، ورغم أنّها المرة الأولى التي نتعرّف فيها على بطلته جينا كارانو في دور آفا، إلا أنّ حضورها الطاغي والمزيج جعل العلاقة سليمة جداً بيننا، وكأننا عرفناها منذ أمد بعيد ومع العديد من الأدوار، فإبنة الـ 32 عاماً تجسّد شخصية جيدة نشأت في منزل رجل قوي صلب أعداؤه كثر، ولأنها وحيدة طلب منها أن تعتمد على نفسها فقط ولا تصدق أحداً، لذا أشرف على تدريبها بقسوة حتى أصبحت بالغة الثقة بقوتها وترجمت أولى التوجيهات على فريق مسلح اغتال والدها أمام عينيها في المنزل فكان أن قتلت المسلحين.

هذه هي الخلفية التي اشتغلت عليها، إلى أنْ تعرّفت إلى الشاب ديربك غرانت (كام جيكانديه) نجل الرجل الثري روبرت غرانت (تريت ويليامس) الرافض لفكرة ارتباط إبنه من صبية أقل منه في المستوى الاجتماعي، إضافة إلى كونها إبنة رجل له سوابق وراح قتلاً ومَنْ يدري فقد تكون هي الأخرى مهدّدة بالقتل وقد يذهب إبنه ضحية هذا المناخ.

كل هذا لم يمنع ديريك من إبلاغ والده بأنّ عليه قبول الأمر الواقع، وحصل الزواج وسافر العروسان إلى جزيرة نائية في أميركا اللاتينية حيث أقلتهما طائرة الوالدة إلى المكان، كل شيء بدأ جيداً، باستثناء الحادث الذي عكّر صفو الرحلة، فقد أقنع أحد السماسرة الشباب، العروسين بوجود إمكانية لمغامرة محسوبة وهي قطع مسافة طويلة فوق الغابة عن طريق الجبال، وحصل ما لم يكن متوقّعاً انقطع الرابط الرئيس بـ ديريك وهو معلّق فوق الغابة وحاول إبن الجزيرة ماني (اسماعيل كروز كوردوفا) إنقاذه، لكنه أفلت ووقع وسط الغابة مُصاباً بجروح بليغة، وطلبت آفا من ماني طلب سيارة إسعاف ونزلت إلى الغابة بحثاً عنه، وإذا بها تجده مصاباً بجروح خطيرة خصوصاً في رجله، وتم نقله إلى سيارة الإسعاف، حيث مُنِعَت آفا من مرافقته في السيارة لأسباب أفهمت بأنّها تتعلق بالتأمين.

وسرعان ما استقلّت دراجة نارية وتعقبت الإسعاف إلى أن أضاعتها واستدلّت على المستشفى الحكومي التي قيل لها بأنّه نقل إليها، ولم تعثر له على أثر، فكان أنْ قصدت مركز الشرطة في الجزيرة وقدّمت بلاغاً عما حصل فواجهها مدير المركز رامون كروز (لوي غوزمان) بلقطات فيديو التقطت لها في مربع ليلي الليلة الماضي وهي تضرب دون رحمة عدداً من الرجال والنساء، من دون أن يقدر عليها أحد.

رئيس المركز اتهم آفا بإثارة الشغب وطلب من مساعده القبض عليها فضربته وضربت أكثر من رجل أمن قبل أنْ يُقبض عليها، ومن ثم يتم إطلاقها فتبحث عن ماني من دون جدوى لتبدأ مطاردة بدت طويلة للعثور على خيط يوصلها لمعرفة مصير زوجها، وإذا بها بعد التعذيب تجبر أحد الشخصين اللذين أخذا زوجها بالإسعاف على إيصالها إلى زميله، ثم عاونها بعدما ناله منها الكثير من الضرب والتهديد في بلوغ هدفها.

ديريك كان لا يزال حياً، وهو محتجز لدى مجموعة مسلحة يقوم سيدها باستغلال ديريك في أخذ نسغ من عظام ظهره لمداواة نفسه من مرض السرطان، بحيث يبقى حيّاً.

آفا ظلت في الصورة مطاردة، متابعة، رغم كل المخاطر التي حاطت بها واستطاعت أن تعود بـ ديرك سالماً، بعدما سمعت ما لا يعجبها من عمها والد زوجها بأنها فعلت ذلك كي تتخلص من زوجها وترثه.

على مدى 108 دقائق استطاع المخرج جون ستوكويل جذبنا إليه بقوة، مع نص وضعه جيمس روبرت جونسون، وبينيت بيلن.

إليزابيث بانكس كوميدية حتى النخاع هبطت إلى التسلية ورفعتها إلى فوق...

أن يديرها مرة كلينت إيستوود، ثم بعد فترة تظهر في فيلم كوميدي في فكرة ملفتة من دون أن تشعر بأي حرج..

إنها إليزابيث بانكس (40 عاماً) يعرض لها على شاشاتنا شريط بعنوان (Walk of shame) نص واخراج ستيفن بريل، وتقوم فيه هي بدور ميغان الصبية الراغبة في أن تكون مذيعة تلفزيون، لكن اليوم الذي ستعطى فيه نتيجة فحصها لقبولها أم لا، لم تبقَ صدفة سلبية في الدنيا إلا وحصلت معها.

هي خرجت مع صديقتيها للسهر في أحد المرابع، وإثر مزحة معها وضعت على شرفة خارج المكان حيث ساعدها الشاب غوردن في النزول من حيث علقت وأصرّ على إيصالها بالتاكسي، ومن ثم دعته ليظل معها، وهي استيقظت باكراً وخرجت لتصادفها مليون مصيبة فقد عبرت في شارع يعج بالغانيات وكادت تعتقل لانها تعتمر ملابس مثلهن تماماً، ووقعت بين يدي تجار مخدرات ساعدوها عندما عرفوا أنها مذيعة فقط وليست مدسوسة من البوليس، واثر خلاف بين هؤلاء ومهاجمين من عصابة أخرى هربت فيغان واستطاعت أن تعبر على خط السير السريع على الأوتوستراد وعندما حاول رجال البوليس اللحاق بها للقبض عليها علقا في منتصف الاوتوستراد...

كان كل همّها فك حجز سيارتها من حيث ركنت، لكن رفاقها وصلوا في الوقت المناسب، واستطاعت أن تتحدث من أجل عملها الجديد في التلفزيون مع مراسل المحطة من طوافة فوق المكان، ترصد حركة السير، ولأنها تأخّرت عن موعد النشرة على الهواء، فما كان منها الا ان إستغلت الطوافة ووصلت في الوقت المناسب إلى الاستوديو حيث كان فريق الشعر والماكياج في الانتظار لتجهيزها ثم كانت على الهواء في الوقت المحدد تماماً.

لم ترد ميغان قراءة النص الذي كتب لها، وفضّلت تهنئة من تعرفهم مباشرة فخاطبت كل من عرفتهم على الهواء، وأبلغت المشاهدين ان التي صورت اليوم وهي تخالف وتعترض وتفشل وتهرب كانت هي نفسها. لذا حكت حكايتها للناس، وتصوّرت انها ستطرد من المحطة لحظة دخولها، فكانت ردة الفعل إيجابية من الإدارة وكلفت إنجاز تحقيقات حية فيها مناخ من الاندفاع والحقيقة.

شريط ظريف، كانت فيه بانكس متميّزة، حقيقية على مدى 95 دقيقة.

شخصية

لبنانية - جزائرية...

اللبنانية ليتيسيا عيدو والتي تحمل الجنسية الفرنسية صوّرت بطولة الفيلم الجزائري: فاطمة نسومر، ولعبت دورها في الشريط كقائدة عسكرية شعبية، المتوفاة عن عمر 33 عاماً سنة 1863.

أدارها المخرج بلقاسم حجاج في انتاج للوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي، وشركة انتاج ماشاهو، وفاطمة أمضت سبع سنوات من عمرها في السجن، وقد كتب حجاج نص الفيلم بالتعاون مع الكاتب الفرنسي مرسال بوليو، وجاء العمل في 96 دقيقة تحتشد بالأحداث والتطوّرات التاريخية الرائعة.

وشارك في التمثيل أسعد بواب، علي عمران، مناد مبارك، وأشرف على موسيقى الفيلم التصويرية صافي بوتلة.

المخرج حجاج أعلن انه اشتغل على الفيلم أربع سنوات، وهو سيعرض في أيلول/ سبتمبر المقبل في الصالات الفرنسية متمنياً أن يوفّق المنتجون في تأمين عرضه في الجزائر خلال الفترة نفسها، في وقت اضطر لحذف ساعة كاملة من مدة الفيلم مراعاة لـظروف التوزيع.

اما الممثلة عيدو فأعلنت أنها تعلمت الأمازيغية بسرعة بعدما أعجبها الدور، خصوصاً وأن المخرج قام بكاستنغ بين الجزائر، تونس، المغرب وفرنسا، بحثاً عمن تلعب الشخصية. وقد سبق لـ عيدو أن عملت مع المخرجة صافية جاما (هابسين - 2012) وجسّدت دور كليوباترا في: مصر، روما (2011).

(Fadhma n`soumer) هو عنوان الفيلم بالفرنسية.

صور الفيلم في أورجا مسقط رأس فاطمة، وفيما تعرض النسخة الأصلية بالأمازيغية مع ترجمة إلى الفرنسية في باريس، ويجري إعداد نسخة مدبلجة إلى العربية.

تجاري

كوميديا شاذة...

مهما فعلت هوليوود تستطيع وفق منطق السينما أن تقنع المشاهد بما يرى أمامه.

«جيران سيئون - Neighbours» نموذج من الأفلام الصغيرة، التجارية، الكوميدية، الخفيفة والتي تبتغي التسلية وحسب، لكن ومن خلال الأحداث التي تتم صياغتها نكتشف أننا إزاء صورة من صور الخواء الاميركي.

جاران... الأول شاب متزوج انتقل إلى منزله حديثاً مع زوجته الشابة وهما متحابان جداً، ويكادان يريدان العاطفة في كل وقت، وفي أي زاوية من المنزل، لكنهما ومع هذه السعادة الهابطة عليهما يفاجأن بأنهما في منطقة تعج بالمثليين من القاطنين قريباً من منزله حيث يقوم أحد الجيران بإقامة حفلات مشبوهة مفتوحة تحصل فيها كل أنواع المخالفات الجنسية..

يقرر العروسان الشابان: ماك (سيث روجن) وكيلي (روز بيرن) القيام بأي شيء للتخلص من هذا الجار المزعج، الذي لطالما جعل الدنيا صخباً وإزعاجاً لا يطاق. إنه تيدي ساندرز (زاك آفرون) الذي وضعت الشرطة منزله تحت المراقبة، وقام ماك الإيحاء لـ تيدي بأن الشرطة فكت الرقابة عن منزله، فقام الأخير بالدعوة إلى فعل غير طبيعي في حرم داره، وذهبت الشكوى إلى البوليس الذي تدخّل فوجد أن هناك من سرّب الخبر، وبالتالي تفرّق الحضور، وبعد قليل صدحت الموسيقى في المكان فعادوا وكانت مشكلة مع ضابط الشرطة الذي اعتقل العديد من أهل المنزل.

مسلٍ، عبثي، كثير المشاهد الجنسية، في اخراج لـ نيكولاس ستولر عن نص لـ آندرو ج.كوهين، وبرندان أوبريان، وأشرف على المؤثرات الخاصة والمشهدية كل من: كريستوفر.أ.سواريز، وجو غرينبرغ، مع وجود 6 مساعدي مخرج.

ذكرى

17 شمعة...

17 شمعة مرت على غياب هنري بركات.

المخرج الكبير المتوفى في 26 أيار/ مايو عام 1997 من مواليد 11 حزيران/ يونيو عام 1911، من أم لبنانية من عائلة بولاد (كسارة لبنان) وأب من أصل سوري، في منطقة بدران بـ شبرا.

علَّم في المدرسة التي نال فيها التوجيهية نظرً لتفوّقه على جميع زملائه، والتحق بكلية الحقوق الفرنسية وتخرّج منها محامياً، عمل في المهنة شهراً واحداً قبل أن يسافر إلى باريس ويمضي ثمانية أشهر يتعلم خلالها العمل السينمائي عموماً، ثم عاد وعمل مساعد مخرج مع أحمد بدرخان،  إستيفان روستي، وحسين فوزي، ومن ثم عمل على أفلام مستقلة فصوّر: في بيتنا رجل، دعاء الكروان، الباب المفتوح، وصولاً إلى ليلة القبض على فاطمة.

أفلامه حازت جوائز خصوصاً: في بيتنا رجل، الباب المفتوح، في مهرجان كان ونيودلهي، ومنحته مصر عام 96 أي قبل وفاته بعام جائزة الدولة التقديرية

غياب 
سيناريست...

عن 68 عاماً غاب واحد من أهم كتّاب السيناريو في مصر فايز غالي متأثراً بمشاكل في المعدة، آخر ما كتبه للسينما: المسيح والآخر، وللتلفزيون: أسير بلا قيود، المنصورية، عزبة المنيسي، ومن أبرز نصوصه: الأقمر (78)، ضربة شمس (محمد خان)، العوامة 70، يوم مر يوم حلو (خيري بشارة)، الامبرطور، فارس المدينة، الطريق إلى إيلات (إنعام محمد علي)، إمرأة تحت المراقبة وحياة قلبي وأفراحه.

فايز متزوج من ماجدة موريس كاتبة النقد الفني، وله ابن يدعى فادي

رقابة

آخر فرصة...

«أرجوكم اتفرجوا على الفيلم قبل ما تحكموا». هذا ما قاله المخرج سامح عبد العزيز لمستشاري النيابة الإدارية الذين يحققون باقدام سامح بإضافة المشاهد التي رفضها الرقباء. قال سامح انه ينتظر قرار لجنة التظلمات والمؤلفة من: خالد عبد الجليل عضو اللجنة، نائب رئيس مجلس الدولة، ممثل عن نقابة السينمائيين، ممثل عن المجلس الأعلى للثقافة، ممثل عن أكاديمية الفنون، ممثل عن الهيئة العامة للاستعلامات.

كل هذا من أجل فيلم: «حلاوة روح» لـ هيفا وهبي.. 

اللواء اللبنانية في

19.05.2014

 
 

راندا البحيري:

لا مبرّر لانتقاد فيلم {بنت من دار السلام

كتب الخبرهند موسى 

مع أنها بدأت مشوارها الفني منذ سنوات، إلا أن راندا البحيري لم تحقق حلم البطولة المطلقة سوى في الفترة الأخيرة، عبر أعمال سينمائية، أحدثها {بنت من دار السلام}، الذي واجه انتقادات منذ طرح الإعلان الترويجي الخاص به، إلى جانب مشكلاته مع الرقابة، ووضعها عبارة {للكبار فقط} عليه كشرط لطرحه.

عن قبولها بطولة الفيلم رغم حساسية موضوعه، والمشكلات المتعلقة به مع الرقابة، ورأيها في الأفلام الشعبية كان اللقاء التالي معها.

·        ما الذي شجعك على قبول المشاركة في «بنت من دار السلام»؟

يناقش الفيلم قضيةحساسة لم تتطرق إليها السينما سابقاً وهي السادية، نتناولها من زاوية إنسانية، كذلك يناقش الطبقية بين أبناء المنطقة الواحدة.

·        ألم تتخوفي من ردود الفعل نحوها؟

لا يجوز التغاضي عن هذه المشكلة التي تؤرق مجتمعنا لمجرد تخوفنا من ردود الفعل حولها عند طرحها.

·        هل صحيح أنه كان فيلماً روائياً قصيراً في البداية؟

بالفعل، كان عنوانه «نهاية صيف»، وعندما عرضه عليّ مخرجه طوني نبيه أعجبت به، واقترحت أن يكون روائياً طويلاً، ثم بدأنا العمل عليه واختيار فريق العمل ومواقع التصوير.

·        ما دورك فيه؟

أجسد شخصية أمينة، فتاة تسكن في منطقة دار السلام، تحديداً خلف أبراج المعادي التي تحجب عنها رؤية منظر النيل، وتجبرها على متابعة حياة الرفاهية التي يعيشها الآخرون، في ظل حياتها هي الصعبة، وتعاني من الطبقية، ما يضطرها إلى الزواج من شخص يكبرها بحوالي 40 سنة، لتتخلص من ظروفها الصعبة التي تعيشها. والمفارقة هنا أنها تعشقه، وتصبح مستعدة للتضحية بنفسها لأجله، وتغار عليه.

·        ألم تقلقي من العمل مع مخرج في أول أفلامه؟

رغم أن الممثل يكتسب خبرة من العمل مع مخرج صاحب تاريخ من التجارب السينمائية، فإن التعاون مع مخرج جديد يمنح الممثل الكثير من رؤيته المختلفة، وفقاً لتجربته الأولى، ثم طوني نبيه كان أحد مساعدي يوسف شاهين وخالد يوسف في أفلام آخرها «هي فوضى؟» و«كف القمر».

·        لكنه أول فيلم من إخراجه بمفرده.

صحيح، إنما كانت له تجربة سابقة في الفيلم الروائي القصير «صندوق خشب» الحائز 36 جائزة على مستوى مهرجانات العالم، ثم أشاد مديرو التصوير د. رمسيس مرزوق وطارق التلمساني بمستواه الإخراجي.

·        هل يندرج «بنت من دار السلام» ضمن فئة الأفلام التجارية الشعبية؟

هو بعيد تماماً عن هذه النوعية، بل أعتبره عملاً إنسانياً، وأتوقع فوزه بجوائز، في حال عرض في مهرجانات سينمائية، لموضوعه الجاد ذي الأهمية الكبيرة الذي يعالج للمرة الأولى في السينما.

·        ماذا عن الرقصة التي عرضت في الإعلان؟

مجرد دعاية ترويجية للفيلم الذي لا يشتمل على رقصات أخرى سواها.

·        هل لها مبرر درامي؟

بالطبع، إذ يجتمع بعض أبطال الفيلم في مكان ما، ويحدث فعل معين ثم تعرض هذه الرقصة، ومن يتابع الفيلم يتأكد أنه مختلف تماماً عن الأفلام الشعبية، ومن يركز في «البرومو» يجد أن الممثلين يتحدثون عن الدين والاحتشام.

·        هل توقعت أن يُحدث «بنت من دار السلام» جدلا حوله ومشكلات مع الرقابة؟

عُرض الفيلم عليّ، وأعجبت بالقصة والسيناريو، بجرأة دوري فيه، ثم وافقت على المشاركة فيه، ولم يخطر ببالي أن يواجه كل هذا الانتقاد الذي لا مبرر واضحاً له.

·        وما رأيك بعبارة «للكبار فقط» التي اشترطت الرقابة وضعها؟

أحترم قرار الرقابة بخصوصها نظراً إلى حساسية القضية وهي السادية، وحتى إن لم توضع هذه العبارة، فلن يفهم الصغار القضية.

·        ماذا عن مشاركة رئيس الرقابة الأسبق في الفيلم؟

يجسد د. سيد خطاب شخصية صاحب صالة مزادات، وهو دور مهم في الأحداث، والحقيقة أن أداءه لمسني شخصياً.

·        كيف تقيّمين خياراتك لبطولاتك في السينما؟

الجمهور وحده يستطيع تحديد ذلك، ثم أرفض التعليق على مصطلح «بطولة مطلقة» لأنه لا يعنيني. يهمني أن يكون العمل الفني متكاملا، فقد يتكون من بطل وبطلة، أو أكثر وفق ما يتطلب موضوع الفيلم، وقد تكون القصة هي نفسها بطلته.

·        والأفلام التجارية؟

بعضها جيد، وبعضها الآخر ليس كذلك، لكن المشكلة أن الأخيرة ظلمت الأولى، وبالتالي أصبح حكم أغلبنا على الأعمال التجارية سيئاً، مع أن ثمة أفلاما عظيمة تنتمي إلى هذه النوعية، لكن المشكلة في سيطرة الأسوأ.

·        ما نوعية الأفلام التي تفضلين تقديمها؟

جميعها؛ سواء كانت رومنسية أو كوميدية أو تراجيدية، شرط أن تكون القصة جيدة، ودوري فيها مؤثراً.

·        لماذا يغلب على الأفلام التي أديتِ بطولتها سمة الموازنة الضعيفة؟

لا يقتصر الأمر على أفلامي وحدها، بل هي حالة عامة مسيطرة على الوضع السينمائي، لا سيما بعد تراجع المنتجين الكبار خوفاً من ألا تحقق أعمالهم إيرادات ضخمة، ما أدى إلى ظهور منتجين آخرين لا يملكون أموالاً، ولهم كل التحية لوقوفهم إلى جانب السينما في أزمتها.

·        أخبرينا عن «واحد صعيدي».

انتهيت من تصويره أخيراً، على أن يُعرض خلال موسم عيد الفطر، ويشاركني بطولته محمد رمضان، وهو من تأليف عبد الرحمن العشري، إخراج إسماعيل فاروق، وكنّا توقفنا عن تصويره بسبب انشغالنا رمضان وأنا بتصوير أعمال فنية أخرى.

·        ما جديدك؟

انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «عشق النساء»، على أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل. كذلك أعكف على تصوير دوري في مسلسل «عد تنازلي» مع طارق لطفي، ومحمد فراج، وعمرو يوسف، والمخرج حسين المنياوي.

الجريدة الكويتية في

19.05.2014

 
 

لماذا غابت ثورة "30 يونيو" عن السينما والتلفزيون؟

القاهرة - أحمد الريدي 

مع اقتراب حلول الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، والتي تتزامن مع بدء موسم دراما رمضان، لن تكون أحداث الثورة وتفاصيلها حاضرة عبر الشاشة، في مشهد مماثل لاختفائها عن شاشة السينما، بعكس ما حدث مع ثورة 25 يناير.

وكانت العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية قد تناولت مشاهد من الثورة التي وقعت قبل ثلاثة أعوام، ووجهت انتقادات عدة لصناع هذه الأعمال الذين اتهموا بالمتاجرة بالحدث واستغلاله قبل أن ينضج وتنكشف تفاصيله.

ويبدو أنه في هذا العام، حاول صناع الدراما التلفزيونية التعلم من دروس الماضي، بالابتعاد عن الثورة وتفاصيلها، واللجوء إلى أعمال اجتماعية وكوميدية، باستثناء عمل أو اثنين، والحال نفسه ينطبق على السينما التي لم تقدم عملا يوثق للثورة الأخيرة، بعكس نظيرتها الأولى.

تجارب سابقة.. هزيلة

تلك الظاهرة فتحت الباب للتساؤلات حول سبب ابتعاد صناع الدراما عن الثورة هذه المرة. وفي تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، حاول الناقد الفني، رامي عبدالرازق، تفسير الأمر، مستشهدا بمقولة نجيب محفوظ "المعاصر هو أسوأ مؤرخ".

وأكد عبدالرازق أن ثورة يونيو مازالت حدثا سياسيا لم ينته بعد، كانت أحداثه متلاحقة، من حظر للتجوال، وخارطة للطريق، ثم الترشح لرئاسة الجمهورية، الذي جاء متزامنا مع محاكمات قادة جماعة الإخوان المسلمين.

واعتبر عبدالرازق أن المبدع إن حاول أن يؤرخ الثورة في أعماله، سيقع في فخ الانحياز لرأي معين يتبناه هو في الوقت الحالي، كما أنه لن يستطيع أن يتوقع المسار الذي ستتخذه الأحداث.

كما اعتبر الناقد الفني أن معظم التجارب التي تناولت ثورة 25 يناير كانت "هزيلة للغاية"، وهو ما يجعل صناع الدراما يتخوفون من أن تكون الأعمال التي تتناول ثورة 30 يونيو على شاكلة الأعمال التي تناولت الثورة التي سبقتها.

"بعد الموقعة".. نموذج لا يقتدى به

ورغم الانتقادات التي وجهت للأعمال التي تناولت ثورة 25 يناير، فإن فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله، استطاع أن يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي، وهو ما يعد عامل جذب للصناع.

إلا أن عبدالرازق شدد على أن فيلم يسري نصر الله ليس النموذج الذي يقتدى به، معتبرا أن وجوده في مهرجان "كان" لم يكن إلا مجاملة، سواء لمصر أو للمخرج يسري نصر الله، أو منتجه الفرنسي الذي دارت حوله العديد من الشائعات، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن حجم الانتقادات التي وجهت لفيلم "بعد الموقعة" من شأنها أن تخيف أي شخص من تناول أحداث سياسية في الأعمال الدرامية.

الحاجة لمرور المزيد من الوقت

وكانت الفنانة داليا البحيري قد ابتعدت عن الثورة وتفاصيلها في أعمالها التي قدمتها على مدار ثلاثة أعوام، وهو ما جعلها تؤكد في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن عدم تناول ثورة 30 يونيو في الدراما هو القرار الصائب، خاصة أنها لم تنته حتى يمكن تناولها بشكل سليم.

واعتبرت بحيري أن تناول الثورة في الدراما يحتاج إلى مرور المزيد من الوقت عليها، من أجل أن تتكشف حقيقة كافة الأمور حتى يمكن تناولها بشكل صحيح.

ولم تستبعد داليا البحيري أن تقدم عملا يتناول الثورة المصرية عقب مرور سنوات مناسبة، إلا أنها اعتبرت ذلك مرهونا بأن يكون الموضوع الذي يتناوله العمل يجذب انتباهها.

هوس بالثورة

ومن جهته، قدم المؤلف محمد سليمان عبد المالك، العام الماضي مسلسل "اسم مؤقت"، الذي تناول بعض جوانب الثورة، وتحدث عن الانتخابات الرئاسية.

وذكّر في حديثه لـ"العربية.نت" أنه عقب ثورة 25 يناير، وبالتحديد في أغسطس عام 2011، كانت هناك أعمال تلفزيونية عديدة تتحدث عن ميدان التحرير.

وأشار عبدالمالك إلى حالة هوس مفاجئة كانت تسيطر على صناع الدراما عقب ثورة 25 يناير، وهو ما أوجد هذا الكم من الأعمال التي تحدثت عن الثورة.

واعتبر أنه كان من الأفضل الانتظار عقب ثورة يناير، وعدم تناولها في الأعمال بصورة مبكرة.

وأوضح أن التعرض للثورة عقب وقوعها مباشرة، سيجعل تلك الأعمال تقع ضحية للسطحية، كما أنها ستكون مباشرة للغاية، لأنه لن يكون هناك وقت كاف للتأمل وطرح المواضيع بشكل مختلف.

وختم مستشهداً بالأعمال الناجحة التي تطرقت إلى الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الأعمال قد صورت بعد وقوع هذه الحرب بسنوات.

العربية نت في

19.05.2014

 
 

مشاهدون منحوا الفيلم العلامة التامة

«وجه الحب».. أوقع المشاهــــدين في نوبة بكاء

عُلا الشيخ ـــ دبي 

بعيداً عن صخب الأفلام الثلاثية الأبعاد والرباعية الأبعاد، والحركة، وقريباً من المشاعر والأحاسيس والقصة المبنية بشكل درامي يجعل من المشاهد جزءاً من الحكاية، يعرض فيلم «وجه الحب» للمخرج أري بوسين، ومن بطولة أنيت بيننج، ايد هاريس وروبين ويليامز، حيث الحب بعد الفقدان، والذي يتمثل بأرملة لم تعد تتذوق معنى الحياة بعد رحيل زوجها، ولكن وبعد خمس سنوات على هذا الرحيل تلتقي بشبيهه الرسام (توم) ، وهنا يعيش المشاهد، حسب استطلاع أجرته «الإمارات اليوم»، في حيرة وتساؤل حول إذا ما كانت (نيكي) تحب (توم) صدقاً، أم أن الشبه بينه وبين زوجها الراحل هو السبب في كل هذه المشاعر.

فيلم منحه مشاهدوه العلامة التامة، لأنه ببساطة يدخلك عالم أن الحب ليس له عمر ولا وقت، وأن القلب ما دام ينبض سيظل قادراً على الحب مرة أخرى.

منذ اللحظة الأولى من الفيلم يعيش المشاهد حالة اليأس التي تعيشها (نيكي) بعد رحيل زوجها، الرجل الذي أحبته طوال حياتها وأنجبت منه ابنة شابة منشغلة في حياتها الخاصة، فيتعاطف المشاهد بشكل لا إرادي معها.

تهاني أمين قالت: «المشاعر في الفيلم فائضة، وفيها الكثير من الحب والعاطفة التي نفتقدها في زمن أفلام الحركة»، وأضافت «أداء أبطال الفيلم كبير كبر شأنهم في ما قدموه للسينما من جمال».

في المقابل، قالت علياء الظاهري: «الفيلم جعلني بين مد وجزر في مشاعري تجاهه، فمرة أتعاطف مع نيكي ومرة أخرى أتعاطف مع توم، أشعر تارة أن نيكي استغلت الشبه، وتارة أخرى أقول إنها أحبته»، مؤكدة «الفيلم رائع ويستحق الاحترام والمشاهدة للذين لم يشاهدوه بعد».

بدوره، قال الياس هادي ممازحاً «شعرت أنني في صالة عزاء، فجميع النساء كن يبكين»، وأضاف بجدية «الفيلم جميل ويلائم من يبحث عن الحب والمشاعر».

تستمر الأحداث يظهر فيها الصديق روجر الذي يجلس مع نيكي يسمعها فقط، وهو صديق زوجها الراحل أيضاً، يشجعها على الحياة، ويحاول التخفيف من آلامها، إلى أن يأتي وقت، ونيكي تمارس يومها الطبيعي في المشي، تصادف رجلاً في معرض فني، تتوقف برهة من الصدمة، لشدة الشبه بينه وبين زوجها الراحل، تذهب إلى روجر وتقول: «التقيت اليوم زوجي»، فيشعر روجر أن نيكي بدأت بالهذيان.

الفيلم بالنسبة إلى فراس إسماعيل يمكن أن يكون واقعياً «فالمثل الذي يقول يخلق من الشبه أربعين، صحيح، لكن المحك في الفيلم هو الحب الذي نما فعلاً في قلب البطلة، والذي وضع المشاهد في حيرة من أمره، بين ربط صورة توم بزوجها الراحل أو أنها أحبت شخصية توم التي تختلف كلياً عن زوجها الراحل». في المقابل، أثنى محمد عقرباوي على أداء روبن ويليامز في شخصية روجر وقال: «هذا الفنان يصلح لكل شيء للكوميديا وللجدية، وجوده يضفي رونقاً، ملامح وجهه قادرة على أن تكون قريبة إلى قلب المتلقي، وجوده في الفيلم جعل الفيلم أكثر قيمة»، مؤكداً «هذا النوع من الأفلام يستحق الثناء، لأنه يحكي المشاعر التي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص». بقصد تقرر نيكي ملاحقة توم ليس بهدف أي علاقة، لكن لتتذكر زوجها الذي أحبته، لكن العلاقة تتطور بينهما، وتدخل إلى عالمه المليء بالألوان، فهو رسام يحب الوجوه والطبيعة، تبدأ نيكي التعلق بتوم، لكنها تقر له بحبها لزوجها الراحل دون أن تشير إلى الشبه بينهما، فهو قد يتحمل أن تخطئ باسمه وتناديه باسم زوجها الراحل، لكنه لن يتحمل أن حبها الكبير له بسبب الشبه بينهما، ولن يصدق العكس.

وبوجه مخنوق من شدة البكاء قالت ريهام حسون إن الفيلم أثر بها كثيراً لدرجة البكاء الشديد، وأضافت «منذ زمن لم أشاهد فيلماً رحيماً إلى هذه الدرجة»، معلنة عن سبب بكائها الشديد «بعد وفاة زوجي تقدم لي شقيقه، لكني رفضت لشدة الشبه بينهما، ولم أعطِ نفسي فرصة التعرف إليه، خصوصاً أن شخصيته بالفعل تختلف عن شخصية زوجي الراحل، لذلك قام الفيلم بإثارة مشاعري التي اعتقدت أنها ماتت منذ زمن».

بعد كل هذه المشاعر، وتجدد الحب في قلب نيكي، يدخل المشاهد إلى المشاعر النفسية، خصوصاً أنه يعرف الحقيقة قبل أن يعرفها توم الذي هام حباً بها، وبدأ برسم صورتها، مشاعر قوية، وتفاصيل كثيرة، تجعل من الاثنين ضحية، وتأتي لحظة إصرار توم على التعرف الى عائلة نيكي ودخول منزلها، فتهرع إلى منزلها وتزيل كل الصور التي تخص زوجها، التي كانت تملأ البيت، كي لا يعرف توم الشبه، وتأتي ابنتها التي من الصدمة حاولت التعبير عن فرحها، إلا أن والدتها قاطعتها لتغير الموضوع، الأعصاب مشدودة، في أن يكشف سر نيكي، لكن الحقيقة أن نيكي بالفعل أحبت توم لشخصه وليس للشبه الذي كان بوابة لدخوله إلى قلبها، لكنه لم يكن الأساس.

مع أن المشاهد يلامس وقع النهاية في الفيلم، لكن الأحداث تضعه في بناء التوقعات، وطرح الكثير من الأسئلة التي لا جواب لها سوى عند توم.

قال فادي الآغا: «الفيلم فيه الكثير من الأسئلة التي تفرق بين ما يدور في بال الرجل وما يدور في بال المرأة، وأنا كمشاهد أدرك أن نيكي أحبت توم، لكن كرجل إذا وضعت نفسي مكان توم لن أصدق هذه المشاعر اذا اكتشفت الشبه بيني وبين من كانت تحب»، مؤكداً «القسوة هنا تأتي من الرجل الذي يشعر أن كرامته مسّت، لذلك لن يسمح بأي نوع من التبرير».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

19.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)