كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فجر يوم جديد: {مدرسة الإسكندرية} !

كتب الخبرمجدي الطيب

 

في طبعة فاخرة من القطع المتوسط تقع في 172 صفحة، صدر عن سلسلة  «مونوغراف مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط» التابعة لمكتبة الإسكندرية، كتاب «مدرسة الإسكندرية للتصوير السينمائي»، إعداد سامي حلمي وإبراهيم الدسوقي وتقديم مدير التصوير المعروف محسن أحمد، ويبحث، كعادة النقاد السكندريين، عن النقاط المجهولة في تاريخ السينما المصرية؛ خصوصاً البدايات في الإسكندرية؛ حيث يحاول الكتاب الإجابة على السؤال الحائر: «هل هناك مدرسة اسكندرية للسينما؟».

اجتهد الناقدان في البحث والتنقيب في أصول بدايات صناعة السينما في الإسكندرية وجذورها، سعياً وراء توثيق خصائص وأسلوب مدرسة التصوير، التي وجدت لنفسها مكاناً على أرض الإسكندرية من خلال المصورين الأجانب: عزيز ودوريس، أورفانيللي وكياريني، بالإضافة إلى توثيق الدور الكبير الذي لعبه مدير التصوير المصري عبد الحليم نصر وشقيقه محمود، ورصدا شجرة عائلة مصوري مدرسة الإسكندرية في التصوير السينمائي. كذلك اشتمل الكتاب (البحث) على «فيلموغرافيا» شاملة عن أعمال رواد فن التصوير السينمائي في مصر من الأجانب والمصريين.

يتكون الكتاب من أربعة فصول؛ أولها بعنوان «أومبرتو دوريس: المعلم الأول»، ويتوقف عند وصول البعثة الأولى من دار لوميير إلى الإسكندرية في مارس من العام 1879، ثم البعثة الثانية في العام 1906، والدور الذي لعبه عزيز ودوريس المصوران الشهيران في الإسكندرية في تلك الفترة؛ حيث تأسست الشركة الإيطالية المصرية للسينما الفوتوغرافية في العام 1917، على يد الإيطالي السكندري أمبرتو دوريس، وتلميذه النجيب ألفيزي أورفانيللي، الذي يفرد له الناقدان الفصل الثاني من الكتاب، فيشيران إلى جذوره الإيطالية، ومولده في الإسكندرية، وعمله كصبي لدى محلات عزيز ودوريس ثم مشغّل لإسطوانات بعض الأفلام الصامتة  في سينما عزيز ودوريس، لكنه لم يتصور أنه سيصبح واحداً من أهم رواد السينما المصرية وصُناعها؛ ففي أعقاب إغلاق «دوريس» الشركة التي يملكها، نجح «أورفانيللي» بتدشين شركة خاصة، ومحل للفوتوغرافيا جهزه بأحدث أجهزة تصوير السينماتوغراف، ومعامل للتحميض والطبع والمونتاج، ثم أضاف أجهزة لالتقاط الصوت.

تفوق التلميذ على أستاذه، بدليل أن أورفانيللي قدم، كمصور سينمائي، فوزي وإحسان الجزايرلي وتعاون مع كثير من المدارس الإخراجية؛ مثلما فعل مع توغو مزراحي، حسين فوزي، حسن الإمام، بركات، يوسف شاهين، نيازي مصطفى وحسام الدين مصطفى.. وآخرين؛ ففي الفترة من 1951 حتى 1961 قدم حوالى 42 فيلماً أهمها: «ابن النيل»، «باب الحديد»، «رصيف نمرة 5»، «حسن ونعيمة»...  وطوال الوقت كان يحمل، كما وصفه الناقدان، جينات مصرية حقيقية، وأحد المحافظين على صورة مدرسة الإسكندرية في التصوير السينمائي.

  «تلميذ الخواجة» عنوان الفصل الثالث، الذي رصد مسيرة الرائد عبد الحليم نصر مذ هجر، وهو في السابعة عشر من عمره، محل التصوير الذي يملكه والده، والتحق بالعمل لدى ألفيزي أورفانيللي؛ حيث تحول على يديه من مصور فوتوغرافي إلى مصور سينمائي، ووثق فيه «الخواجة»، وكلفه بتصوير بعض الاحتفالات في الإسكندرية، كالمباريات الرياضية بين الكليات والمدارس، وختام العام الدراسي، وعمل كمساعد لأستاذه في فيلمي «أولاد مصر» و{المندوبان» لتوغو مزراحي بأجر لا يتعدى السبعة جنيهات في الشهر، وعندما طلب رفعه إلى تسعة جنيهات رفض «أورفانيللي»، فما كان منه سوى أن ترك العمل لديه، ولم ينقذه من البطالة سوى توغو مرزاحي!

مرة أخرى، وكما حدث مع أورفانيللي، قدم الناقدان فيلموغرافيا كاملة للأفلام التي صورها عبد الحليم نصر، من بينها 32 فيلماً من إخراج توغو مزراحي فضلاً عن أفلام: «الزوجة الثانية، يوميات نائب في الأرياف، الأرض، الخوف، خلي بالك من زوزو والنداهة».

في الفصل الرابع والأخير من كتاب «مدرسة الإسكندرية للتصوير السينمائي»، كشف الناقدان إبراهيم الدسوقي وسامي حلمي عن «أسطوات تصوير المدرسة»؛ مثل: ديفيد كورنيل، توليو كياريني، أشلي بريمافييرا، جوليو دي لوكا، فيري فاركاش، كليليو شيفشفيللي، محمود نصر، بونو سالفي، إبراهيم لاما وإبراهيم شيب، أصحاب البصمات الكبيرة على الصناعة، ممن كانوا النواة أو الموجة الأولى؛ بما امتلكوا من حرفية وبراعة في استخدام الكاميرات، أدوات التحميض والإضاءة، ونضوج استخدامها لتمكنهم من إتقان أكثر من لغة أجنبية، كالإيطالية والفرنسية .

اعترف الناقدان، في تواضع جم، أن ما قدماه ليس سوى محاولة لتأصيل دور هؤلاء الرواد، وإلقاء الضوء على البدايات، عبر الوثائق المتاحة، التي أكدا أنها غير مكتملة، لكن التواضع بلغ مداه عندما سجلا أنهما لم يبلغا درجة الكمال، بل أضاءا شمعة يمكن أن تنير الطريق للآخرين نحو استكمال مسيرة مفقودة في تاريخ السينما المصرية .. وصدقاً بالفعل؛ فالطريق ما زال وعراً وينتظر من يملك إرادة وإصرار وعزيمة إبراهيم الدسوقي وسامي حلمي .

الجريدة الكويتية في

16.05.2014

 
 

بين التأجيل واختيار موسم أفضل

نجوم شباك التذاكر يتنافسون على {كعكة} عيد الفطر

كتب الخبرهند موسى 

بعدما اختفى نجوم شباك التذاكر من دور العرض في المواسم الماضية، وسمحوا لنجوم الصف الثاني والوجوه الجديدة بالظهور، والفوز بأدوار البطولة، قرروا تكثيف حضورهم في موسم عيد الفطر المقبل، وينتظر أن ترى أفلام عدة النور والتي يغلب على بعضها الطابع الكوميدي، وعلى بعضها الآخر الحركة والإطار الاجتماعي.

لم يكن هذا الاختفاء برغبة من النجوم أنفسهم، بل قصد منتجو الأفلام ذلك لأسباب عدة أبرزها: تأجيلات، عدم استكمال التصوير، العمل على أفلام جديدة  تمهيداً لطرحها في عيد الفطر.

الفيل الأزرق

«الفيل الأزرق» في مقدمة هذه الأفلام، بطولة: كريم عبد العزيز، خالد الصاوي، نيللي كريم، لبلبة، وهو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب أحمد مراد، إنتاج الشروق والمنتج كامل أبو علي، إخراج مروان حامد، الذي يقدم فيه ثالث تجاربه السينمائية بعد «عمارة يعقوبيان»، و{إبراهيم الأبيض».

ورغم أن التصوير انتهى  منذ أكثر من عام، إلا أن صنّاعه أجلوا عرضه أكثر من مرة خوفاً من عدم تحقيق إيرادات، وسط الأفلام الشعبية المنافسة التي تصدرت دور العرض في المواسم السابقة.

يوضح أحمد مراد ان اختيار عيد الفطر لعرض الفيلم، بعد تأجيلات عدة، أمر طبيعي، لاسيما أن الفيلم مختلف عن نوعية الأعمال التي اعتاد الجمهور متابعتها، بالتالي كان من الواجب اختيار أفضل موعد للعرض، حسب ظروف البلاد.

وتدور الأحداث حول يحيى (كريم عبد العزيز)، طبيب نفسي يختفي خمس سنوات بعد مصرع ابنته وزوجته، ويقابل صديقه شريف (خالد الصاوي) وهو متهم بقتل زوجته، فيعرضه على لجنة في مستشفى الأمراض العقلية. يجسد الصاوي أيضاً شخصية أخرى هي لقرينه الشيطاني الذي يحاول اقتياده إلى الإعدام بينما يحاربه  يحيى، فيما تجسد نيللي كريم دور لبنى شقيقة شريف، أما لبلبة فتؤدي دور الدكتورة صفاء مديرة المستشفى الذي يعمل فيه يحيى.

واحد صعيدي

{واحد صعيدي}، بطولة: محمد رمضان وراندا البحيري، إخراج إسماعيل فاروق تأجل الفيلم أكثر من مرة لانشغال أبطاله بتصوير أعمال فنية أخرى، ما حال دون استكمال تصويره، وقد انتهوا منه منذ أسابيع.

حدد صنّاعه أبريل الماضي موعداً لعرضه، إلا أنهم تراجعوا خوفاً من ألا يجد الإقبال الجماهيري الذي أصبح من نصيب رمضان، بعد تجاربه السينمائية الأخيرة، وصنعت منه أحد أبرز نجوم شباك التذاكر، رغم الانتقادات على أدواره.

في البداية حمل الفيلم اسم {هي واحدة} ، ولكن تغيّر وفق الشخصية الرئيسة فيه؛ يتمحور حول شاب صعيدي ترك بلده بحثاً عن فرصة عمل مناسبة في أحد فنادق العين السخنة، ويعمل كفرد أمن، فيكتشف جريمة قتل على وشك الحدوث ضد إحدى نزيلات الفندق (راندا البحيري)، ويبذل  جهده لمنع وقوع تلك الجريمة، وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي.

بعد نجاح رمضان في تقديم أغنيات شعبية مع مطربي المهرجانات، يكرر ذلك مع {واحد صعيدي} ؛ إذ يشاركه الغناء: غاندي، سردينة وطارق أطاطا. الفيلم من إنتاج وليد صبري، قصة أحمد جمال، سيناريو وحوار المنتج عبد الواحد العشري.

الحرب العالمية الثالثة

مع أن الثلاثي أحمد فهمي، هشام ماجد، وشيكو انتهوا من تصوير فيلمهم الجديد {الحرب العالمية الثالثة} ، إلا أن المنتج أحمد السبكي اتفق معهم على أن يكون عيد الفطر موعداً لطرحه.

تدور الأحداث داخل أحد المتاحف الذي تدب فيه الحياة، وتظهر شخصيات تاريخية بارزة، فينتج  عن ذلك مفارقات كوميدية.

الفيلم من إخراج أحمد الجندي، وهو التعاون الرابع للثلاثي بعد: {ورقة شفرة} ، و{سمير وشهير وبهير} ، و{بنات العم} .

قطن وفار

بدأ نجوم كثر تصوير أفلام جديدة  على أن تطرح خلال موسم عيد الفطر، من بينهم: أحمد حلمي الذي يتابع تصوير مشاهده في فيلم {قطن وفار} .

أبدى حلمي استعداده للمنافسة، سواء من خلال المضمون مؤكداً أنه سيعيد إلى السينما مفهومها القائم على التنوّع عبر عرض أعمال كوميدية، بعدما انحصرت الأفلام في الفترة السابقة بنوعية واحدة، وطرحه على 100 شاشة عرض، وهو أكبر رقم شاشات حصل عليه فيلم مصري، كذلك سيُعرض في التوقيت نفسه في دول مجلس التعاون الخليجي، ولبنان، والأردن.

ويكرر حلمي في هذا الفيلم التعاون مع شركة {نيو سينشري} التي سبق أن تعاون معها في فيلمه الأخير {على جثتي} (2013)، ويشارك في الإنتاج شركة {شادوز} لحلمي والمنتج إيهاب السرجاني، وتوزعه شركة {دولار فيلم} .

الفيلم من تأليف مصطفى حلمي، إخراج عمرو سلامة، يشارك في البطولة: ياسمين رئيس، دلال عبد العزيز، إدوارد.

مطلوب عريس

بدأت ياسمين عبد العزيز تصوير فيلمها الجديد {مطلوب عريس} ، الذي تعود به إلى شاشة السينما بعد غياب سنتين انشغلت خلالهما بتربية أبنائها، ما أدى إلى زيادة وزنها، لذا تخضع حالياً إلى حمية قاسية لاستعادة لياقتها البدنية وتبدو ملائمة لتجسيد شخصيتها في الفيلم، المتمحورة حول فتاة جميلة تجاوزت سن الثلاثين لكنها لم تتزوج، فتقرر البحث عن عريس مناسب لها، وتوقعه في غرامها حتى يتزوج منها، لا سيما بعد ابتعاد الشباب عن فكرة الزواج.

تدور الأحداث في إطار كوميدي حول أزمة العنوسة التي تعاني منها الفتيات بسبب تأخر موعد زواجهن، والمشكلات النفسية والمعنوية التي يواجهنها.

{مطلوب عريس} يعدّ التعاون الثاني لياسمين مع حسن الرداد والمؤلف خالد جلال والمخرج وائل إحسان،  بعد فيلم {الآنسة مامي} الذي حقق نجاحاً.   يشارك في البطولة: كريم محمود عبد العزيز وصلاح عبد الله، وهو من إنتاج أحمد السبكي.

نظراً لانشغال الرداد بتصوير دوره في مسلسله الرمضاني {اتهام} ، بدأ المخرج تصوير مشاهد ياسمين مع كريم محمود عبد العزيز، إلى حين انتهاء الرداد من مشاهده، وقد صوّرت ياسمين %65 من دورها فيه.

الجريدة الكويتية في

16.05.2014

 
 

«القرصنة» و«الانتخابات» و«الإرهاب» أسقطت أفلام «الربيع» والآتي أعظم

القاهرة - روان محمد 

مع حلول مواسم العروض السينمائية الربيعية، شهدت الأفلام المصرية المعروضة في الصالات المختلفة، تنافساً حاداً كالعادة في ما بينها، على أرقام شباك التذاكر، حيث تبارت جهات الإنتاج والتوزيع في العمل على جذب جمهور السينما، بتنويع محتوى الأفلام المعروضة بين الكوميدي والاجتماعي والشعبي. واشتد التنافس خصوصاً بعد إيقاف عرض فيلم «حلاوة روح» الذي كان مرشحاً بقوة ليكون الرابح الأكبر في شباك التذاكر. ومن خلال مراجعة إيرادات هذه الأفلام، نجد أن فيلم «سالم أبو أخته» بطولة محمد رجب، وحورية فرغلي، وإخراج محمد حمدي، احتل صدارة إيرادات موسم الربيع بتحقيقه ما يقرب من مليوني جنيه، في الأسبوع الأول من عرضه داخل 52 دار عرض. وحصد الفيلم هذا النجاح على رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت الى بطله محمد رجب لتقليده وفق المنتقدين شخصية «اللمبي» الشهيرة التي قدمها النجم الكوميدي محمد سعد في عدد من أفلامه وحققت نجاحاً كبيراً، حيث حرص رجب طوال الأحداث على أن يظهر بنفس لوك «اللمبي» وانفعالاته وتعبيراته وإشاراته المعروفة ليجذب الجمهور.

واحتل المرتبة الثانية من إيرادات موسم الربيع فيلم «جيران السعد» من بطولة سامح حسين، ومنة عرفة وميرنا المهندس، وإخراج تامر بسيوني، بتحقيقه 600 ألف جنيه، في الأسبوع الأول من عرضه في 38 دار عرض، حيث جذب الفيلم قطاع العائلات نظراً الى قصة الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول مجموعة من الجيران يتعرضون للكثير من المشاكل بسبب أطفالهم فتحدث مفارقات كوميدية في ما بينهم.

وجاء في المرتبة الثالثة فيلم «مراتي وزوجتي» للفنان رامز جلال ورجاء الجداوي وشيري عادل، من إخراج معتز التوني، بتحقيقه 380 ألف جنيه، داخل 41 دار عرض، حيث تدور أحداثه في إطار كوميدي ساخر حول المشكلات التي تواجه المرأة في حياتها العملية والعلمية، والتي تحد من تحقيق أحلامها وطموحها في الحياة.

خسائر وشيكة

والى جانب أفلام موسم الربيع الرئيسة هذه، ما زال يعرض بعض الأعمال التــــي طرحت في موســــم منتــــصف العام ومنها «فتاة المصنع» بـــطولة ياسمــــين رئيس وهاني عادل، إخراج محمد خـان، داخـــل ثماني صالات، وفيلم «المعدية» بطولة درة، أحــمد صفوت، وإخراج عطية أمين، في داري عرض فقط، أما «سعيد كلاكيت» من بطولة علا غانم وعمرو عبدالجليل، إخراج بيتر ميمي فيعرض في 14 دار عرض، و «لا مؤاخذة» بطولة كندة علوش، إخراج عمرو سلامة، في 14 دار عرض أيضاً.

وبتحليل حجم إيرادات موسم الربيع نجد أن شركات الإنتاج تواجه خسائر وشيكة بخاصة أن الإيرادات الضعيفة للأفلام لا تحقق مردوداً مادياً جيداً يعوض النفقات. فإذا تذكرنا ان الامتحانات على الأبواب، ندرك انه لن تكون هناك إيرادات قوية خلال الأيام المقبلة، كما أن الوضع الأمني غير مستقر وهناك مخاوف لدى الجمهور من عمليات إرهابية قد تستغل التجمعات الكثيفة. وهناك أيضاً تركيز من جانب معظم الشعب المصري على الانتخابات الرئاسية التي ستقام في الأيام المقبلة.

المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي أكد أن تأثير الأحداث السياسية الأخيرة على إيرادات الأفلام المعروضة في دور العرض السينمائية كان سلبياً بسبب خوف الجمهور من التظاهرات المتتالية، وعزوفه عن الذهاب إلى السينما. وأكد ان من الممكن لهذا ان يتكرر مع موسم الصيف السينمائي الذي سينتهي مبكراً بسبب قرب حلول شهر رمضان وفق رأيه.

وشدد رمزي على أنه قرر الابتعاد عن السينما إذا استمرت عملية قرصنة الأفلام وانتشار قنوات السرقة العلنية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه متخوف من سرقة الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» الذي تكلف ملايين الجنيهات، قائلاً إن دور العرض أوشكت أن تغلق أبوابها بعد وصول عدد المحطات الفضائية التي تسرق الأعمال إلى أكثر من ستين محطة بعدما كانت خمس محطات فقط في عام 2011.

وأوضح رمزي أن ما يحدث بسبب «القرصنة» ليس ضرراً يطاول فقط شركات الإنتاج والتوزيع المصرية، بل هو ضياع لصناعة السينما في مصر التي يرجع تاريخها لأكثر من مئة عام، «لأن الأمر لو كان يسير في اتجاهه الصحيح مثلما كان يحدث من قبل بشراء هذه الفضائيات حق العرض من الشركة المنتجة، وهذا هو الإجراء القانوني الصحيح، لكانت هذه الشركات ستقوم بدفع ضرائب للدولة تفيدها في النهوض بالمجتمع. اما المتبقي فتنفقه الشركات المنتجة على صناعة أفلام جديدة، خصوصاً مع تدهور حال السينما المصرية، إذ وصل كمّ إنتاجها من الأفلام إلى ما لا يزيد عن عشرة أفلام في العام الواحد، وهو أمر سلبي تسبب في تراجع صناعة السينما».

الفضائيات لا تدفع

أما عبدالجليل حسن، المتحدث باسم الشركة العربية، فأشار إلى أن الأوضاع غير المستقرة في مصر ليست وليدة هذه الأيام، وإنما منذ قيام ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، حيث إن «الظروف الأمنية والسياسية تؤثر سلباً في إيرادات الأفلام وهذا يجعل الكثير من شركات الإنتاج تراجع نفسها»، وأضاف: «هناك من يظن أن البيع للفضائيات الخاصة المتخصصة في السينما يعوّض شركات الإنتاج السينمائي عما أنفقته في أفلامها وهذا غير صحيح على الإطلاق. إذ لا توجد قناة فضائية قادرة على عرض فيلم سينمائي جديد في شكل حصري مقابل مبلغ مادي ملائم. فهناك ركود إعلاني مرتبط بالظروف الاقتصادية الحالية التي تعيشها مصر».

وطالب عبدالجليل الدولة المصرية بحماية صناعة السينما من «القرصنة» التي كانت ولا تزال احد الأسباب الأساسية في تراجع حجم الإنتاج السينمائي، «ولا بد من تكاتف كل الجهات لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، فالأفلام التي تتكلف ملايين الجنيهات تعرض مجاناً على شبكات الإنترنت وتباع في الشوارع بجنيهات قليلة».

وأكد الفنان سامح حسين أن على رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه شركات الإنتاج في الفترة الحالية، إلا أن هناك منتجين يدعمون السينما بإصرارهم على تقديم أفلام جديدة مهما كانت الظروف مثل «السبكي» و «دولار فيلم»، موضحاً أن انقطاع الأسر المصرية عن الذهاب إلى دور العرض السينمائي أضر بمعظم الأفلام في الفترة الأخيرة، كون الأسر تخشى من النزول الى الشوارع، وتحديداً وسط البلد بسبب الانفلات الأمني، وزيادة حالات التحرش في هذه المنطقة. وأضاف: «مهما يكن، فإن فيلم «جيران السعد» الذي يعرض حالياً، استطاع أن يحقق إيرادات جيدة بصفة عامة لأنه عمل راق ولا يتضمن مشاهد تخجل منها الأسرة العربية».

ويؤكد حسين ان الإنتاج السينمائي في حال تراجع وانعكس هذا الوضع على معايير اختيار للأفلام، حيث بات من الضروري اللجوء الى انتاج أفلام لا تكلف أموالاً طائلة، لأن المنتجين لا يستطيعون المغامرة بإنتاج مثل هذه الأفلام. وهو يروي انه عندما عرض عليه فيلم «جيران السعد» «تمسكت به إذ تتحقق فيه جميع العناصر، من محدودية أماكن التصوير، والموضوع الجذاب والتكلفة الإنتاجية القليلة نسبياً مقارنة بأفلام أخرى، وبالتالي فإنه لا توجد مخاطرة حقيقية من جانب الشركة المنتجة للفيلم».

وقال المخرج خالد يوسف أخيراً، إن اجتماع لجنة السينمائيين الأخير مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، كان مثمراً للغاية وتمخض عنه الكثير من القرارات التي صبّت في مصلحة مهنة السينما والعاملين فيها، خصوصاً أن ملايين الجنيهات ضاعت على الدولة نتيجة القرصنة والسطو على هذه الأفلام.

وأشار خالد إلى أنه متفائل بمستقبل السينما المصرية خلال الفترة المقبلة على رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الفترة الماضية، كما أن الدولة سيكون لها دور كبير في دعم صناعة السينما وتشجيع جهات الإنتاج الحكومية والخاصة على تقديم أفلام متميزة».

الحياة اللندنية في

16.05.2014

 
 

سوسن العريقي تغذي السينما بجماليات الشعر

صنعاء - علي سالم 

على رغم فوز فيلم «صورة» للمخرجة اليمنية الشابة سوسن العريقي بجائزة أفضل فكرة في مهرجان طيبة للأفلام القصيرة الذي نظم اخيراً في القاهرة، وهي الجائزة الثانية التي يحصل عليها الفيلم الذي سبق وحاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في المغرب 2012، تنفي العريقي وجود سينما في بلادها. مؤكدة في حديث مع «الحياة» افتقار اليمن إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية «ناهيك بالبيئة اللازمة لصناعة السينما». وتقول «لدينا تجارب سينمائية فردية تصر على أن تحقق أحلامها رغم كل الظروف المحبطة. فالأولويات في اليمن تنصب على حل النزاعات بين اصحاب المصالح. ولا حضور للسينما في الاهتمام العام».

تنتمي العريقي الى الجيل الشاب من المخرجين اليمنيين. وهي تجمع بين كتابة قصيدة النثر والإخراج. ولعل من المصادفة أن يتساوى عدد مجموعاتها الشعرية مع عدد افلامها وهي: «ممنوع» و»بنت البحر» و»صورة «. في فيلمها الأخير هذا تواصل العريقي تغذية السينما بجماليات الشعر بوصفه رؤية للعالم جامعة في عملها بين كثافة الصورة الذهنية والسينمائية.

يعالج فيلم «صورة» في نحو 4 دقائق السلطة الذكورية في المجتمع المحافظ منتقداً هيمنة الرجال على النساء من خلال رجل يقف أمام الكاميرا وخلفه زوجاته الأربع محجبات كلياً بقماش اسود. يظهر الرجل في الصورة الأولى متحركاً يصلح من هندامه بينما النساء مجرد خلفية جامدة واقفات وكأنهن تحجّرن في مكانهن. في الصورة الثانية يبدّل الرجل لباسه التقليدي ببذلة اجنبية وربطة عنق من دون أن يطرأ أي تغييرعلى وضعية النساء. لكن وفي لحظة التقاط الصورة تكشف احداهن عن وجهها فتأتي الصورة مضاءة بتمرد المرأة على سلطة الزوج وسلطة الحجاب.

تؤكد العريقي وجود علاقة جدلية بين الشعر والسينما. وتقول انها من خلال الشعر ترسم «الصورة أو الفكرة بالكتابة، وفي السينما أعبّر عن الفكرة بالصورة» موضحة أن هذا التداخل يفسح المجال لإعادة بناء الفكرة وتطويعها. وتذكر أنها تستمد افكار أفلامها من قصائدها. مؤكدة أنها لا تستنسخ الشعر بل تستلهم طاقاته التخييلية. وتقول «رغم أن فكرة فيلم «صورة « مستمدة من قصيدة «ظل له شوارب» من كتابي الأول «مربع الألم» لكني لا أفسر النص الشعري أو أحوّله إلى صورة سينمائية بقدر ما أكتب سيناريو موازياً بفكرة أستطيع ابرازها من خلال الفيلم بينما في فيلم «بنت البحر» كانت قصيدة «صوتي الذي لا أسمعه» من كتابي الثاني «أكثر من اللازم» جزءاً من سيناريو الفيلم.

واشتكت العريقي من «عدم صلاحية البيئة اليمنية لصناعة سينما، وعدم توافر الحاجات الأساسية للإنسان مايجعلك تشعر بأنك تعيش في عصور غابرة». وتلفت الى صعوبات يواجهها صانع الأفلام مثل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مايترتب عليه تعطيل شبكة الإنترنت وهذا يجعل تحميل الفيلم الى الجهة المراد المشاركة فيها صعباً للغاية. في وقت ترفض شركات البريد العالمية نقل اي اقراص مضغوطة قادمة من اليمن.

وتنفي العريقي وجود دعم رسمي للسينما مشيرة الى أنها تنتج افلامها بجهود ذاتية وتعاون بعض الممثلين والممثلات وتقول إن وزير الثقافة السابق ابوبكر المفلحي صدمها عندما لجأت اليه ليعيرها كاميرا التصوير التابعة لمؤسسة السينما «لكنه بدلاً من أن يساعدني أمر رئيسة مؤسسة السينما حينها أن تؤجرني الكاميرا بأجر يومي».

وتكرّس العريقي أفلامها، كما قصائدها، لتسليط الضـــوء على معاناة النساء في بلادها فيعالج فيلم «بنت البحر» قضية انفصال جنوب اليمن عن شماله من خلال العلاقة بين فتاة جنوبية متزوجة من رجل شمالي. بينما يعالج فيلم «ممنوع» القيود على حرية الرأي والتعبير. وتقول العريقي أن عناصر في المخابرات ضايقوا فريق العمل اثناء تصوير فيلم «بنت البحر» في 2011.

الحياة اللندنية في

16.05.2014

 
 

«حدوتة مصرية» ليوسف شاهين:

السينما تصفي حسابات عدة

ابراهيم العريس 

من ناحية مبدئية، بنى يوسف شاهين فيلمه «حدوتة مصرية» انطلاقاً من قصة، أو من فكرة كتبها يوسف إدريس، وسوف لن يعدم الأمر من يؤكد لاحقاً أن إدريس نفسه ربما يكون اقتبس الفكرة عن مسرحية روسية عنوانها «أغوار الروح» للكاتب نيكولا أفرينوف، كما كان هناك من نسبها حيناً إلى فيلم «الرحلة الغريبة» لريتشارد فليشر، وحيناً إلى فيلم «كل هذا الصخب» للكاتب والمخرج الأميركي هربرت روس، وكل هذا ممكن بالطبع، ولكن الأقرب إلى المنطق هو أن شاهين انطلق من كل ذلك، متنبهاً إلى أن في كل هذه الأسس ما يمكّنه من أن يروي قبساً من حياته، ويحاكم نفسه على طريقته، ذلك أن «حدوتة مصرية» هو أولاً وأخيراً فيلم عن حياة يوسف شاهين، يتابع تلك الحياة، يروي فصولها، يحاكمها من دون رحمة أو هوادة، جاعلاً من بطلها («يحيى» مرة أخرى ولكن تحت ملامح نور الشريف، في واحد من أفضل أدواره) أناه- الآخر وقرينه المطلق.

> وإزاء هذا الواقع، هل يهم حقاً أن يكون شاهين جاء بفكرته من يوسف إدريس أو من غيره؟ المسألة في «حدوتة مصرية» ليست في منبع الفكرة، بل في السياق الذي بنى عليه شاهين فيلمه كجزء ثان من سيرته الذاتية، جاعلاً من الفيلم كله عبارة عن حوار صاخب بين الطفل الذي كانه شاهين والرجل الذي صاره. حوار كان محاكمة تعرية لشاهين نفسه، ويمكن أيضاً للواقع المصري كله. وكان إضافة إلى هذا فيلماً عن السينما: عن السينما كمكان آخر (أخير؟) للحرية، وعن الإبداع كوسيلة أخيرة للبقاء. لقد قال شاهين وكرر مراراً، إن نقطة انطلاق رغبته في تحقيق هذا الفيلم كانت حين اكتشف قبل سنوات أن «علي أن أخضع لعملية جراحية في القلب. ولقد صدمني هذا الأمر بصدق، إذ أحسست أن الموت يواجهني، وهكذا وجدتني أجابه كل ما يمكنني أن أجابهه من أسئلة: ما الذي فعلته في حياتي حتى الآن؟ كان هو السؤال المحوري. وشعرت أن سينمائياً لا يمكنه أن يترك هذا العالم من دون أن يترك أمارة وراءه تدل على عبوره هذا الكون، مثل خوفو الذي ترك الأهرام، وجارنا الذي خلف أطفاله. والمثل العربي يقول: اللي خلّف ما متش...».

> ترى من منا لم يفكر وهو طفل في أن يكتب رسالة لنفسه يقرأها بعد عشرات السنين، ليقارن عند ذلك بين ما كانه وما كان يتمنى أن يكون؟ ليسأل نفسه عن أحلامه وتطلعاته ونجاحاته وخيباته؟ حسناً، إن فيلم «حدوتة مصرية» هو أشبه شيء بهذه الحكاية، بهذه الرسالة، ولنتتبع لإدراك هذا خطوط هذا الفيلم: فهو في البداية يصور لنا السينمائي يحيى وقد بات الآن في مقتبل العمر، ويصور المشهد الأخير لفيلم «العصفور».. ولكن يحدث له خلال التصوير أن يقع أرضاً فريسة إجهاد سبّب له ذبحة قلبية، وإذ يكتشف الأطباء سوءاً في وضع شرايينه وتخثراً في دمه يقررون أن عليه أن يذهب إلى لندن كي تجرى له عملية جراحية هناك. وعشية العملية، تبدأ رحلة يحيى مع ذكرياته، من خلال ذلك الطفل الصغير (الشبيه بالأمير الصغير في رواية أنطوان دي سانت إكزوبري)، في لعبة تراجع زمني مكوكي في ارتباطه بالحاضر، يأخذه فيها الطفل الذي لا يفتأ يُفهمه بأنه، إذ كبر وخاض الحياة العملية، إنما خان مبادئ صباه وأحلامه المثالية. وإذ يبدو الطفل محاكماً لشاهين، يطلب هذا أن تستدعى للشهادة في حقه كل النساء اللواتي أحطن بحياته: أمه وأخته وزوجته وابنته.. ومن خلال هذه الشهادات ومن خلال رد شاهين عليها، تقوم المحاكمة الأساسية التي لا تطاول هذه المرة يحيى وحده، بل العائلة والجيل والمجتمع، وصولا الى «المدرسة والثورة والسلطة والتقاليد، مروراً بعالم السينما، في داخله وخارجه، والمنظمات السياسية، والمثقفين». وإذ يحاكم يحيى هؤلاء جميعاً في مجرى رده على الطفل، يحاكم نفسه، ولكن هنا في لعبة تعرية كاملة تنضح بالسخرية، ذلك أن يحيى إذ يجابه فصول المحاكمة، يسرد أمامنا وقائع حياة أناه- الآخر، أي يوسف شاهين- في شكل يذكرنا حقاً بمارتشيلو ماستروياني/ فدريكو فلليني في فيلم «ثمانية ونصف»، إذ لأن حياة يوسف شاهين هي حياة سينماه، ولأن الرجل لم يعش حياته إلا لكي يكون في قلب السينما وفي قلب الأفلام، تمر كل تلك المحاكمات والإدانات التي ذكرناها، من خلال سيرة شاهين/ يحيى السينمائية.

> وهكذا، نرى في «حدوتة مصرية» كيف أن يحيى يسعى منذ العام 1954 إلى تقديم فيلم «ابن النيل» في مهرجان «كان»، وهو -عند ذاك- إذ يكون متوقعاً لفيلمه الفوز الكبير وأن يكون حديث الناس، لا يكاد فيلمه يحظى بأكثر من بضعة سطور في صحف ثانوية الأهمية. وبعد ذلك ننتقل معه إلى «باب الحديد» الذي يتطلع من خلاله إلى «العالمية» مرة أخرى، فيعرضه في برلين، من دون أن يلفت نظر كثيرين. وبعده يجرب حظه مع القضية الوطنية ويحقق فيلم «جميلة الجزائرية» عن نضال الشعب الجزائري، وهذه المرة يقترب، حقاً، خطوة ما من هدفه: يعرض فيلمه هذا في دورة العام 1959 لمهرجان موسكو، وينال تقديراً سيكتشف السينمائي بعد سنوات طويلة أنه كان تقديراً لموقف الفيلم السياسي لا لقيمته الفنية.. وتمضي السنوات، ليكتشف يحيى أنه بات يعيش بعض الشيء خارج الزمن، حين يرى أن ابنته (وهو في الحقيقة ليس لديه ابنة، بل ابنة أخت بمثابة ابنة له) تناضل سياسياً وتتعرض لمشاكل مع قوات الأمن، ثم يتعرض هو نفسه لمشاكل رقابية حين ينجز فيلم «العصفور». وهنا تبدو هذه المشاكل وكأنها واقعة لصالح يحيى، إذ تأتي عناصر خارجية لتبرر له، خروجه عن الخطوط التي كان رسمها لحياته صغيراً، ويبدو الآن مبتعداً عنها. ومع هذا، تحكم المحكمة الداخلية على يحيى في نهاية الأمر بأنه «مركزي النزعة»، أي «أناني».. ثم يتم إخراج الطفل من داخله ويبدأ بالتماثل إلى الشفاء.

> ومن الواضح هنا أن شاهين، عبر هذه النهاية الملتبسة، والتي قد تحمل من السخرية من الذات ما يفوق كل ما حمله الفيلم من جلد للذات، إنما أوصل الهذيان إلى غايته، علماً بأن الفيلم كله يقوم على الهذيان، على رغم العديد من مشاهده الواقعية بل «الهيبر واقعية» والمستقاة من حياة الفنان نفسها.

> فهذا الفيلم يقول لنا مرة أخرى إن سينما شاهين بعد كل شيء، تبدو لنا سينما أكثر ذكاء و «ملعنة» من أن نحدها في إطار معين أو أسلوب معين. وفي هذا الإطار، قد لا يكون التماهي بين الطفل يحيى وبين الثورة المصرية -وعلى الأقل كما رسمتها طموحات جمال عبد الناصر- بعيداً من الصواب. هل نعني بهذا أن يوسف شاهين كان يمضي هنا في لعبة تصفية الحساب مع الثورة؟ على الإطلاق.. وعلى العكس، كان يقدم لنا على الأرجح، نقداً ذاتياً -وجماعياً بالتالي- إزاء ذلك الطفل الذي جاءنا ليدلنا على خياناتنا وأحلامنا، وكان لا بد من تصفيته، لأن الاعتراف بأنه كان على حق وبأننا كنا على خطأ ليس من شأنه أن يغير من الأمور شيئاً. ولكن لأن شاهين سينمائي وليس عالم اجتماع، اختار أن يقول هذا كله عبر ألعاب سينمائية حاذقة يختلط فيها الواقع بالفانتازيا، والتلعثم بالتبصر، واللغة الفنية بلغة الحلم. ومن هنا، من دون أن يكون في الإمكان اعتبار «حدوتة مصرية» واحداً من أكبر أفلام شاهين، يمكن النظر إليه على أنه واحد من أصدقها، إضافة إلى ما فيه من تجديد «لغوي» سوف يطالعنا لاحقاً في العديد من أفلامه التالية.

> غير أن الأساس ليس هنا: الأساس هو أن شاهين في هذا الفيلم الذي «جرؤ» فيه على أن يقول جزءاً من سيرته الذاتية، أخفى أشياء كثيرة، ربما لضيق الوقت وربما لأنه كان لا يزال بعدُ راغباً في تقديم البعد الأيديولوجي- السياسي الخفي، على البعد الحكائّي- الذاتي: أي أنه إذ انهمك في تعرية المجتمع من حوله وفي تعرية ذواتنا جميعاً، «نسي» أن رغبته الأساسية كانت تعرية ذاته، وهذا ما «سيفطن» إليه لاحقاً.

 alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

17.05.2014

 
 

«ريو 2» يواصل أفلام الرسوم المتحركة في عالم الطيور والأغاني

عمان - محمود الزواوي 

فيلم «ريو 2» فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد يجمع بين أفلام المغامرات والأفلام الكوميدية والموسيقية والعائلية، وهو الجزء الثاني المتمم لفيلم الرسوم المتحركة «ريو» (2011). وهذان الفيلمان من إخراج المخرج البرازيلي كارلوس سالدانا المتخصص بإخراج أفلام الرسوم المتحركة، والذي اشترك في كتابة قصة وسيناريو الفيلم الجديد. ويستمد فيلم «ريو 2» عنوانه من عاصمة البرازيل ريو دي جانيرو التي تقع فيها وفي غابات الأمازون بالبرازيل أحداث قصة الفيلم. ويعود في هذا الفيلم معظم الممثلين الذين أدوا أصوات شخصيات الفيلم الأول.

ينقل فيلم «ريو 2» المشاهد إلى عالم الطيور الذين يشكّلون الشخصيات الرئيسة في قصة الفيلم التي تواصل أحداث قصة فيلم «ريو» التي التقى فيها طائرا الببغاء بلو (صوت الممثل جيسي أيزنبيرج) وجويل (صوت الممثلة آن هاثاوي) ووقعا في الحب وتزوجا. وتبدأ قصة فيلم «ريو 2» بقرار يتخذه بلو وجويل بالقيام مع أطفالهما الثلاثة برحلة مليئة بالمغامرات من مدينة ريو إلى أعماق أدغال الأمازون، حيث يلتقون بأقارب الأم جويل وتكتمل سعادة الأسرة. الأطفال الثلاثة يرحبون بالرحلة وما تنطوي عليه من مغامرات مثيرة، إلا أن الأب بلو يوافق على القيام بالرحلة بتردد لإرضاء زوجته، فهو مرتبط بحياة المدينة ويحاول أن يتأقلم بصعوبة مع حياة البراري، ويدخل في صراع مع خصمه اللدود القديم نايجيل، وهو ببغاء مصمم على الانتقام من بلو بمساعدة آكل النمل تشارلي الصامت والضفدعة السامة جابي. كما يلتقي بلو بوالد زوجته الصارم إدواردو الذي ينفر من تصرفات بلو المحافظة. وبين الشخصيات الشريرة الأخرى في قصة الفيلم قاطعو الخشب غير الشرعيين بقيادة زعيمهم الأكبر الذي يأمر أتباعه بالقضاء على الببغاوات لكي لا يعيقوا عمليات قطع الأخشاب. وبين الشخصيات الآدمية في قصة الفيلم مالكة الببغاء بلو السابقة ليندا جندرسون وزوجها عالم الطيور توليو مونتيرو. وفي النهاية يقرر بلو وجويل العيش في أدغال الأمازون مع أطفالهما وأصدقائهما ويتفقان على زيارة مدينة ريو في فصل الصيف، فيما يلقى العديد من عناصر الشر جزاءهم.

وينجح المخرج كارلوس سالدانا في تقديم فيلم رسوم متحركة يجمع بين المغامرات وسرعة الإيقاع والمواقف المرحة والعروض الغنائية والموسيقى الجميلة. ويتميز الفيلم ببراعة أداء أصوات الممثلين المعبرة عن شخصيات القصة. وتطرح قصة الفيلم قضايا مثل أهمية الجذور والعلاقات العائلية والهوية الثقافية وأهمية الحفاظ على البيئة. كما يتميز الفيلم بجمال الألوان وبراعة الرسوم المتحركة التي استخدم فيها أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المؤثرات الخاصة والبصرية.

وتتخلل قصة فيلم «ريو 2» سلسلة متواصلة من العروض الغنائية الجميلة التي تشتمل على 14 أغنية، معظمها من ألحان الموسيقار البريطاني جون باول، وهو مؤلف الموسيقى التصويرية للفيلم. وشارك في تلحين الأغاني الموسيقار البرازيلي المخضرم سيرجيو مينديز. ولم يسبق لفيلم رسوم متحركة أن اشتمل على مثل هذا العدد من الأغاني. وتشارك في أصوات وأغاني فيلم «ريو 2» الممثلة المخضرمة القديرة ريتا مورينوا. 

الرأي الأردنية في

17.05.2014

 
 

59 عاماً على رحيل أنور وجدى

كتب - أمجد مصباح 

يمر اليوم 59 عاماً على رحيل أحد أساطير السينما فى القرن العشرين، المخرج والممثل والمنتج أنور وجدى الذى استطاع فى فترة وجيزة إحداث نهضة فى السينما المصرية، رغم أن مشواره السينمائى لم يتعد 15 عاماً.

وكانت بدايته فى مطلع الأربعينيات، حيث شارك فى بطولة بعض الأفلام أثبت فيها موهبته منها «العزيمة» و«تحيا الستات» و«غرام وانتقام».

وكان ارتباطه العاطفى والفنى بالقيثارة ليلى مراد 1947 نقطة تحول فى حياته الفنية وكونا ثنائياً رائعاً وفريداً، أسفر عن مجموعة كبيرة من الأفلام الغنائية والاستعراضية مازالت جاذبة للملايين حتى الآن منها «ليلى بنت الفقراء»، «قلبى دليلى»، «ليلى بنت الأغنياء»، «عنبر»، و«بنت الأكابر» ولا ننسى فيلم «غزل البنات» أحد أشهر كلاسيكيات السينما المصرية، والذى جمع فيه أنور وجدى العمالقة نجيب الريحانى ومحمد عبدالوهاب ويوسف وهبى وبالطبع ليلى مراد ولم يحدث فى تاريخ السينما أن اجتمع عمالقة بهذا القدر فى فيلم واحد ولا ننسى أيضاً فيلم «حبيب الروح» وفيلم «فاطمة» مع كوكب الشرق أم كلثوم.

كان أنور وجدى يتميز بالجرأة الشديدة، اكتشف الطفلة فيروز لينسب لها البطولة معه فى فيلمى «ياسمين» و«دهب» وحققا نجاحاً مدوياً، كما تصدى لإنتاج وإخراج فيلم «أمير الانتقام» عن التحفة العالمية «الكونت دى مونت كرستو»، وجمع فى هذا الفيلم أيضاً العديد من النجوم حسين رياض وسامية جمال ومديحة يسرى وسراج منير وفريد شوقى وحسن البارودى وكمال الشناوى.
وجسد الكوميديا فى فيلم «خطف مراتى» و«الشرير» فى فيلم «قلوب الناس»، ولكن القدر لم يمهله، حيث زحف المرض اللعين على جسده ورحل يوم 15 مايو 1955 عن عمر ناهز 44 عاماً.

الوفد المصرية في

17.05.2014

 
 

الإماراتي خالد المحمود يشارك بفيلم «لا تخليني»

مهرجان سينمائي مغربي ينتصر لحقوق الطفل

دبي ـــ الإمارات اليوم 

تحت شعار «السينما وحقوق الطفل»، تُنظم جمعية نادي السينما والثقافة في تيسة بإقليم تاونات في المغرب، الدورة السابعة لمهرجان الأفلام الآسيويّة والمغربية القصيرة، خلال الفترة من 27 حتى 31 مايو الجاري، وتختار لجنتا تحكيم الأفلام الفائزة في الدورة.

ويشارك في المهرجان المخرج الإماراتي خالد المحمود بفيلم «لا تخليني»، ضمن مسابقة الأفلام الآسيوية والمغربية، ضمن المهرجان الذي ينتصر لحقوق الطفل.

وقال رئيس المهرجان، كاتب السيناريو عبدالرحيم بقلول، إن «لجنة الاختيار تلقت طلبات مشاركة في 220 فيلماً قصيراً من 58 بلداً، وهذه الطلبات الأكثر في تاريخ المهرجان».

ويكرّم المهرجان في دورته الجديدة الممثل والمخرج المغربي محمد مفتاح، والإعلامية مليكة الملياني المعروفة بـ«ليلى»، والناشط عبدالحميد الجناتي. وينظم المهرجان ورشات عمل يومية، وندوة بعنوان «السينما وحقوق الطفل» يشارك فيها مجموعة من الأسماء المهتمة بالميدانين الحقوقي والسينمائي.

وقال المدير الفني للمهرجان، سعيد بقلول، إن «لجنة اختيار الأفلام المشاركة حددت الطلبات المقبولة لـ78 فيلماً قصيراً تتوزع وفق برنامج المهرجان»، الذي يتضمن فيلم الافتتاح، ومسابقة الأفلام الآسيوية والمغربية (26 فيلماً قصيراً)، التي تختار الأفلام الفائزة فيها لجنة تحكيم تضم فنانين ونقاداً سينمائيين وصحافيين. أما مسابقة أفلام التحريك للأطفال (14 فيلماً) فتختار الأفلام الفائزة فيها لجنة تحكيم مكوّنة من أطفال وشباب.

كما يتضمن البرنامج «بانوراما» (30 فيلماً قصيراً) تتوزع على خمسة برامج مختلفة، إضافة إلى برنامج خاص بأعمال المخرج المصري ياسين جبريل (فيلمان قصيران، و10 فيديو كليب) تُعرض في مدينة تاونات.

وتتنافس أفلام المسابقة على جائزة واحدة، وثلاث شهادات تقدير، تمنحها لجنة التحكيم التي تتكوّن من شخصيات تعمل في اختصاصات سينمائية مختلفة وصحافيين ونقاداً سينمائيين.

ويُواصل الناقد السينمائي السوري المُقيم في باريس، صلاح سرميني، عمله في المهرجان مستشاراً يُشرف على الجوانب الفنية، كما التحقت المخرجة المصرية، ماجي أنور، بفريق العمل بصفتها منسقاً عاماً للمهرجان. وتُعرض أفلام المهرجان في مدينة تيسة، والمدن المُشاركة تاونات وقرية بامحمد وبني وليد وغفساي وطهر السوق وكلازا، بالتنسيق مع مكتب وزارة الشباب والرياضة في تاونات.

مسابقة الأفلام

تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الآسيوية والمغربية القصيرة، 10 أعضاء من فنانين وصحافيين ونقاد سينمائيين:

عزيز السالمي (رئيساً)، مخرج ـــ المغرب. ياسين جبريل، مخرج ـــ مصر. عوني صلاح اللبابيدي، مخرج ومنتج وموزع ـــ فلسطين.

منى سلطاني، مخرجة ـــ تونس. روش عبدالفتاح، مخرج ومدير مهرجان الكاميرا العربية في روتردام في هولندا.

عزالدين الوافي ـــ المغرب.

علا الشيخ ـــ فلسطين، الأردن.

أسماء فرادي ـــ تونس.

ليث عبدالكريم ـــ العراق.

برنامج احتفائي

في إطار فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الأفلام الآسيوية والمغربية في تيسة، وبهدف التعريف بالمُبدعين الشباب، يعرض المهرجان في مدينة تاونات في برنامج احتفائي خاص عموم أعمال المخرج المصري ياسين جبريل، وتضم الفيلمين الروائيين القصيرين «عاقل» و«11»، و12 فيديو كليب «يا سيسي، سوء تفاهم، جوّايا، نياش، تعال يا بكرا، هيب هوب سورية، غرافيتي، فكرك إيه، ألبوم صور، صمت داخلي، ملك الإحساس، كل واحد فينا».

الزميلة علا الشيخ عضو لجنة تحكيم

اختارت إدارة مهرجان الأفلام الآسيوية والمغربية القصيرة، الزميلة علا الشيخ، محررة صفحات السينما في جريدة «الإمارات اليوم»، عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الآسيوية والمغربية القصيرة. وكانت الزميلة، التي درست الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك الأردنية، عملت في مجال التغطية السينمائية للفعاليات والمهرجانات السينمائية، ومن بينها مهرجان دبي ومهرجان أبوظبي ومهرجان الخليج ومهرجان الإسكندرية، لأكثر من سبع سنوات، إلى أن أصبحت منذ عامين متخصصة في مجال تقديم التقارير السينمائية عن الأفلام.

وكانت الزميلة علا الشيخ عملت في المجال الإذاعي قبل أن تلتحق بالعمل في الصحافة المكتوبة.

الإمارات اليوم في

17.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)