كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

القامة السينمائية... بسام الذوادي (1/2):

عملي كـ «فرّاش» فتح لي باب السينما على مصراعيه

رباب أحمد 

 

تقارب على العاشرة صباحاً... ها هو المخرج والقائم بأعمال المدير العام للإذاعة والتلفزيون بسام الذوادي، يفتح باب قلبه، تماما كما فعل مع باب مكتبه، بابتسامة كانت كفيلة بكسر حاجز رهبة لقاء قامة في عالم السينما.

وبعيد حوار مطول مع بسام الذوادي فإنه من غير المنصف أبداً أن أقول عن بسام الذوادي المخرج والقائم بأعمال المدير العام للإذاعة والتلفزيون أنه متعلق بالفن السابع -السينما-. فبسام الذوادي شكل حياته العامة من خلاله، وكون نظرته للحياة عبره، كما انه وخلال حواري معه كان كلما طلبت منه الحديث عن مراحل حياته، كان يتجه للحديث عن السينما والفنون. وكأنه يريد أن يقول إن حديث ذكرياتي يبدأ مع السينما ويستمر معه. بيد أنه يمكنني أن أقول لكم: عندما تعرفون بسام يصبح من اللا إنساني ألا تُعجبوا به!

يقول بسام محمد علي الذوادي لـ «ذكريات» ولدت في مستشفى السلمانية بالعام 1960، غير انني قضيت طفولتي المبكرة في السعودية وبالتحديد بالخبر، لعمل والدي هناك في محلات الخاجة، ورغبته في أن نعيش معاً في كنفه وكنف والدتي لطيفة بنت أحمد بن موسى الدوسري، إلى جانب أشقائي وشقيقاتي «وليد، منى، علي، أحمد، عبدالله وهيفاء». وكان والدي رحمه الله عاشقا للتصوير العائلي وارتبطت بالكاميرا من خلال ملاحظتي لفرحته عندما يلتقط صورة لنا أو لوالدتي وحين لاحظ والدي ارتباطي منذ سن مبكر بالتصوير وآلة التصوير، جلب لي المجلات المصورة لتنمية حب التصوير لديّ كمجلة «سوبر مان وطرزان»، وعبرها ازداد تعلقي بالصور والقصص.

وحين عدنا للبحرين في 1968 التحقت بمدرسة مدينة عيسى الثانوية، وتتلمذت فيها على يد ثلة من الأستاذة ومن بينهم مدير المدرسة الأستاذ مصطفى جعفر، والأستاذ هاشم العلوي. مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء أمثال هاني الدلال الممثل، عبدالله دراج، الشيخ عبدالله بن أحمد المرحوم، فاضل عباس، وليد خلف وحسين زينل وأحمد السيد الرفاعي وآخرين.

وفي الصف الرابع الابتدائي انضممت إلى الأشبال ومن ثم الكشافة، وكنت ضمن طابور الطلبة الطويل السائر في احتفال البحرين بالاستقلال، والذي أقيم عند قصر القضيبية. ولعل هذا الاحتفال من بين أهم الأحداث التي مرت على حياتي وتمنيت لو أني قمت بتصويرها لأثرها الجميل على نفسي.

ومما تجدر الاشارة اليه هنا انني عشت مع جيلي أجواء مدرسية تهتم بتنميتنا كإنسان، قبل أن تحصرنا في دور الطالب الذي لا يعرف إلا الكتب المدرسية، ومن هذا المبدأ وقف معي اساتذتي في نشاطاتي التمثيلة والتصوير، إضافة لدور والدايّ في تعليمي الاعتماد على النفس في الحياة، وعدم التوكل سواء في تسيير الأمور أو حتى في الأمور المادية، لهذا اتجهت للعمل خلال العطلة الصيفية كعامل ـ «كولي»، ومن ثم «فراش»، وكنت استلم قرابة 30 دينارا عن الشهر الواحد، وأقوم بتسلميها مباشرة لوالدتي والتي تسلمني جزء منها لأشتري بها الألعاب التي غالبا ما تكون لها علاقة بالمجلات المصورة التي كنت شغوفاً بها وقتها. 

الشغف الأول

وحين كبرت قليلاً صرت أعمل في البرق قازان للدعاية والإعلانات، وكانت مهمتي حينها إيصال الإعلانات الموجودة داخل الأشرطة السينمائية لشركة البحرين للسينما لعرضها على شاشات السينما. ولطالما دفعني فضولي لفتح الأشرطة ورؤيتها وهي على هيئة شريط الصور، ومن هنا تولعت بالسينما وتعلقت بها حتى صارت شغفي الأول. بعدما كانت معرفتي الأولى بالسينما خلال حضوري مع والدتي وأنا طفل الأفلام العربية القديمة عبر آلة العرض الموجودة في بيت القصيبي خلال فترة عيشنا بالسعودية.

وأثناء عملي في الصيف لدى جاسم مخيمر في عمارة جاشنمال المقابلة لمبنى المحكمة، قابلت الأستاذ الكبير عبدالرحمن الغتم مدير العلاقات العامة في وزارة الداخلية آنذاك، وعرض علي العمل لديهم كفراش، وهناك تغيرت حياتي وانفتح إلي باب السينما، من خلال عرض يتيح لمن يبتاع سيارة من نوع «لانسر»، يحصل على آلة تصوير سينمائية 8 مليمتر وآلة عرض وشاشة عرض مجاناً، كنت أتابع هذا الإعلان حالماً بآلة التصوير، وتحول هذا الحلم إلى حقيقة مع شراء الموظف في الداخلية راشد الكبيسي لهذه السيارة، وحصوله العرض المجاني، وأبداءه لي رغبته في بيع آلة التصوير وآلة العرض وشاشة العرض بـ 60 دينارا، ولم أكن لأهدي فرحتي بتحقيق حلمي لأحد! انه فرح البدايات الذي لا يمكنه نسيانه حتى بعد مرور الإنجازات الأكبر والأهم.

وصرت من بعد ذلك اشتري الفيلم بـ 5 دنانير، وقمت بتصوير فيلمي السينمائي الأول بعنوان الوفاء وكانوا أبطاله بالإضافة لي تايلنديون يعملون في مطعم اللؤلؤة الواقع في آخر دور في عمارة جاشنمال، وأنا في سن الخامسة عشرة. وكنت المصور والمخرج والممثل لهذا الفيلم الصامت، وصور المشاهد التي أظهر فيها بالفيلم صديقي سمير الساعاتي، ليكون بذلك أول صديق يقف معي في سلم صعودي لعالم السينما.

وبعيد الانتهاء منه عرضته على والديّ، والذي ما كان منه إلا أن سألني عن الهدف من انتاج هذا الفيلم؟! هذا السؤال جعلني أفكر ملياً قبل القيام بأي خطوة أو عمل، عن هدف.عملي اياه. وفي مرحلة لاحقة توالت أعمالي فاخرجت ومثلت الأعمى، الأخوان، الأجيال عام 1977 الذي كان من بطولة الأخ العزيز الذي وقف معي حينها وأعطاني من وقته يوسف حمود وكيل الوزارة المساعد بوزارة المالية وكانت أفلام ناطقة.

العهد الجديد

ولم يكن «الهدف» الدرس الأول الذي تعلمته من والديّ بطبيعة الحال، فالتربية التي أنشئنا عليها، فتحت مداركنا الفكرية وجعلتنا نتعايش مع الآخر وبالتالي بلطت لي طريق الإبداع. وأذكر هنا نموذجا على ذلك، حيث انه حينما كنت في سن 13 مرض الوالد وتوجه لتلقي العلاج في مستشفى الإرسالية الامريكية، وهناك أعطوه كتابا أخضر اسمه العهد الجديد «الإنجيل»، وطلب مني حينها قراءته، فقلت له: «أنا أروح أدرس القرآن عند المطوعة رحمة»، فما كان منه إلا أن رد عليّ: «في القرآن الكريم دينك، وفي الأنجيل ثقافة تعينك على معرفة الناس وكيفية التعامل معهم»، ورغم قراءتي له لكنني لم أع حينها تماما ما كان يرمي إليه والديّ، إلا اليوم. ولعل أكثر أصدقاء والدي الذين يحرصون على الاجتماع معه في محله هم الوزير علي محمد العريض ود. علوي الهاشمي وآخرون.

ولهذه التربية صرت أعرف الإسلام، ولم أكن أعرف أن لي مذهباً، إلى أن توجهت للقاهرة وعشت قصة حب، تطورت لعلاقة رسمية وخلال «كتب الكتاب»، حينها صدمني كاتب العقد -المأذون- للمرة الأولى في حياتي بسؤال لم يخطر على بالي قبلاً، «ما هو مذهبك؟»، وما كان مني وقتها إلا أن رمقت الشاهدين على «كتب الكتاب» الدكتور المرحوم أسامة الدلال، الفنان عارف الزياني رمقة استعجاب وتساؤول «ما هو مذهبي؟!»، حينها ردوا عليّ أن كنت لا تعرف مذهبك فكيف تريد منا أن نعرفه!

العجب العجاب

وحين وجدني -المأذون- حائرا في أمري كتب لي في خانة المذهب شافعي! وفي البحرين سألت والدي عن مذهبنا، فما كان منه إلا أن رمقني بنظرة غريبة وكأن ما اسأل عنه أمر معيب والعجب العجاب! بالرغم انني كنت حينها متخرجاً من الجامعة. ورد عليّ قائلاً: «بصير على راسك ريشة إذا عرفت، الأمر غير مهم أبداً ويخصك ولا يخص الآخرين، فنحن جميعنا مسلمون، وأن أردت أن تعرف فإن مذهبكم المالكي».

ولم يكن والدي يربينا على ذلك لا لعدم اهتمامه بالدين، بل لأنه أراد أن نكون مهتمين بالأصل وهو الدين وليس المذهب، فقد كنا نتوجه معه للصلاة في المسجد و»نشرد» احيانا لجلوسه فترة طويلة في المسجد، وكان يأخذنا للمطوع لتعلم القرآن الكريم، وطالما كان يردد الإسلام والقرآن الكريم دينكم، اليوم أعرف تماما أهمية ما كان يفعله وما كان يريد أن نكون عليه بأن نحب الناس لما هم عليه لا لأمورهم الخاصة كالمعتقدات والمذاهب والديانات والألوان.

في الأسبوع المقبل المزيد من التشويق في ذكريات

القامة السينمائية بسام الذوادي فتابعوها

الأيام البحرينية في

09.05.2014

 
 

سينما

 - Walk Of Shame الليلة الليلاء

جوزفين حبشي 

من منا لم يمرّ ولو مرّة في الحياة، بليلة ليلاء مليئة بالمصائب التي انهمرت الواحدة تلو الأخرى على رؤوسنا كزخات المطر؟

حتى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة سبق وعاشت تلك الأجواء العجيبة ليلة رأس السنة التي سبقت سفرها الى الولايات المتحدة في شريط "أرض الأحلام" من اخراج داود عبد السيد. أما الآن فقد حان دور الممثلة الهوليوودية اليزابيث بانكس لتمرّ بليلة كارثية مليئة بالمواقف الغريبة والمضحكة في شريطها الكوميدي الجديد Walk Of Shame من إخراج ستيفن بريل. بانكس هي ميغان مايلز مذيعة التلفزيون التي تتلقى في اليوم نفسه خبر انفصال خطيبها عنها، وخسارتها فرصة الانتقال الى محطة تلفزيون كبرى بعدما تمّ اختيار مذيعة أخرى. للترفيه عنها، تدعوها صديقتاها روز (جيليان جاكوبز) ودنيز (ساره رايت) للخروج الى ملهى ليلي حيث تشرب حتى تفقد وعيها. عندما تستيقظ في الثانية فجراً، تجد نفسها عارية في سرير رجل غريب (جيمس مارسدن)، من دون حقيبتها وهاتفها وسيارتها. رحلة العودة إلى منزلها تتحوّل كابوساً، وخصوصاً أنها تضطر إلى السير في شوارع حافلة ببائعات هوى وتجار مخدرات وشخصيات غريبة وعجيبة مثل سائق تاكسي يوناني ومبشّر دين صيني وفتى مهووس جنسياً. قبل أن يطلع النهار تكون المطلوبة رقم واحد على أجهزة الشرطة، فهل تتمكن من تبييض صفحتها وتسلم سيارتها المحتجزة والوصول إلى مركز عملها حيث تنتظرها الترقية التي لطالما حلمت بها؟ الليلة الليلاء فكرة انطلاق جيدة جداً، وخصوصاً في ظلّ التكنولوجيا التي باتت تسجن ذاكرتنا وأموالنا وحياتنا كلها داخل بطاقات تلفونية ومصرفية، وفي حال ضياعها، نشعر أننا عراة ومهمّشون. بدورها اليزابيث بانكس ممثلة بارعة ملأت الفيلم بحضورها وظرفها وإيقاعها السريع والحيوي، وهي تعتبر نقطة قوته بكل ما تتمتع به من طاقة وتلقائية وعفوية ووهج (وخصوصاً بفستانها الاصفر المثير الذي لازمها طوال الفيلم). ومثلها لوس انجلس التي تحوّلت بطلاً رئيساً مع عدد كبير من شوارعها وأحيائها التي رافقت ميغان في رحلتها الغريبة. لوس انجلس خضعت بدورها لأنامل ماكياج خاص، فقد أعطاها المدراء الفنيون واختصاصيو الديكور طابعاً طبيعياً وواقعياً (أي وسخاً بعض الشيء) وخصوصاً ان الحبكة تدور في أحياء فقيرة مثل شارع المومسات، وسياسة التنظيف اليومي التي تخضع لها المدينة لا تتلاءم مع الصورة المطلوبة في الفيلم. لكن رغم كلّ هذه المقومات القوية، تبقى مشكلة الفيلم في سوء استغلالها، فالنقد الإجتماعي الساخر والخفيف والمواقف الكوميدية التي تعيشها ميغان، والمحطات العجيبة التي تعترض طريقها، والشخصيات النافرة والمضحكة التي تلتقيها، ليست، ويا للأسف، مبتكرة، بل متوقعة ومكرّرة وحافلة بالكليشيهات المعتادة والتقليدية.

النهار اللبنانية في

09.05.2014

 
 

عاشت مآسي منذ طفولتها رغم نجوميتها

صوفي مارسو: “لقاء” يلخّص قصة حياتي

إعداد: محمد هاني عطوي

منذ ثلاثين عاماً وهي تجسد السحر الفرنسي على الشاشة، لذا نجدها في فيلمها الجديد "لقاء"، حرة، ومحبة ورومانسية . إنها النجمة صوفي مارسو التي حاول المخرجون تبشيع وجهها النضر لتبدو قبيحة على الشاشة، ولكن عبثاً، ومنهم المخرج جان بول ليلي أونفيلد، كي تؤدي دور المرأة المعنفة التي تصل إلى مرحلة تجعلها تدفع بزوجها من شرفة الطابق الخامس من أحد مباني العشوائيات التي تنتشر في ضواحي المدن الفرنسية، ثم أتت محبطة حتى آخر رمق لتسلم نفسها في الليلة ذاتها إلى الشرطة . المشهد نفسه تكرر مع الممثلة ميو ميو التي جسدت دور الشرطية في فيلم "أوقفوني" .

اليوم تعيد مارسو التجربة مع الممثلة ميو ميو، وتعكف على القراءات الأولية للسيناريو وكتابة الملاحظات كي تقدمها للمخرج، وتقول زميلتها ميو ميو: "في صباح كل يوم تأتي صوفي إلى منزلي على الدراجة، لأننا نسكن في الحي نفسه، وفي كل مرة، أتساءل: كيف سيعملون كي يشوهوا وجهها النضر وهي قد تجاوزت الأربعين (47 عاماً)، ومازالت كما هي؟" . وتضيف ميو ميو أن كثيراً من النساء في سنها يفعلن المستحيل كي يظهرن جميلات، أما هي فتبدو على طبيعتها ببشرتها النضرة المملوءة، إلى درجة أن المخرج رسم لها ندبة على ذقنها ونكش شعرها، ومع ذلك لم ترفض صوفي، بل على العكس كانت سعيدة لتجسيد هذه الشخصية .

هذه الشخصية تركت في صوفي مارسو أثراً عميقاً، فهي تعرف النساء المعنفات في بيئتها، كما أن العنف المنزلي هو موضوع مألوف بالنسبة إليها . وليس فيلم "كلمني عن الحب" (مع نيلز أرستروبز وجوديث جودريش)، وهو أول فيلم روائي طويل لها صورته مخرجةً في عام ،2002 سوى تجسيد حي لانفصالها المضطرب عن أندريه زوالوسكي بعد ثمانية عشر عاماً من الزواج، حيث عانت معه أموراً كثيرة: إدمانه الكحول، والعدوانية، والاعتداء اللفظي، والضجر واليأس، وقد كشف هذا الفيلم جانباً مظلماً لم نكن لنتصوره أبداً في حياة صوفي مارسو . كما أن فيلم "أوقفوني" ضرب على وتر حساس جداً في حياتها، وعندما حضرت مع الممثل كريستوف لامبير شريكها في الحياة منذ سبع سنوات، لمشاهدة عرض الفيلم، خرجا والدموع في عيونهما، كما لو أن محنة هذه المرأة أحيت لديها ذكريات مؤلمة كادت أن تودي بها إلى حافة الدمار .

عن ذلك تقول صوفي: "أحمل في نفسي قدراً كبيراً من الحزن"، والواقع أنه رغم امتلاكها الجمال والمال والشهرة، لم تكن الحياة وردية بالنسبة إلى هذه الفتاة التي ولدت في أسرة متواضعة جداً، عاشت من عرق جبينها في شقة صغيرة ومتواضعة للغاية، حيث كان والداها يعملان ثماني عشرة ساعة يومياً مقابل أجر بخس . كان والد صوفي سائق شاحنة، ووالدتها امرأة قوية، متسلطة مثل جدتها تدير حانة .

كانت صوفي في التاسعة من العمر عندما انفصل والداها، فكيف يمكن لفتاة في هذا العمر أن تنشأ في هذا الوضع الأسري الصعب؟ ولكن بعد سنوات قليلة، ارتبط والداها مرة ثانية من أجل إنقاذ أسرتهما . نشأت صوفي مع شقيقها سيلفان الذي يكبرها بسنتين، وشيدا حياة من دون مشورة متخصص تربوي أو نفسي، ومن دون هاجس النجاح الذي يبحث عنه الوالدان لأولادهما.

تقول صوفي: كان والداي طيبين وكريمين وعلمانا العمل الخير والصادق، وأنه على كل إنسان أن يعيش حياة تسمى "الكفاح من أجل الحياة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً"، ولكن كل ذلك للأسف لم يكن محاطاً بالتفكير الإيجابي، بل كان مغلفاً بشيء من التشاؤم والاقتناع بأنه رغم كل شيء فلن نصل إلى وضع أفضل، كل شيء كان في حياتي صعباً جداً . هذا الأمر جسده والدها عندما تقدمت صوفي وهي في سن الثالثة عشرة من العمر لاختبار التمثيل في فيلم "الحفلة"، حيث كان يعتقد أنها لن تُقبل، ويبدو أنها كانت طريقة للتحضر لخيبة الأمل، وربما لحمايتها من الهرب . ولكنها فازت بالفعل ولم يقدّر والداها السيد والسيدة موبو بشكل جيد الاضطراب الذي بدا في حياة ابنتهما .

تتحدث صوفي عن تلك المرحلة: لم يكن هناك أي شخص يمكنه أن يقدم لي المشورة، وكنت أعود إلى المنزل في حي جنتيلي بمفردي في سيارة الأجرة التابعة للإنتاج . وعندما تركت المدرسة لم يكن هناك أحد يمكنني التحدث إليه .

عرفت النجاح في سن الرابعة عشرة، وبدأت صوفي تتعلم التدخين، وعندما أرادت أن تذهب إلى مخيم العطلة أبدى أولاد الجيران امتعاضهم عندما شاهدوها وهي تضع أولى خطواتها على سلم الشهرة، ولم يكن والداها من الذين يتأثرون كثيراً بما يقال في وسائل الإعلام عن حياة ابنتهما، فالأفلام وأغلفة المجلات هي أمور لا تعني كثيراً في المنزل، نظراً لغياب الثقافة .

وتقول صوفي: صحيح أن والديّ لم يفلحا كثيراً في تعليمي وتربيتي، لكنهما علماني شيئاً مهماً وهو أن أكون واقعية لأواجه مشكلات الحياة بشتى أشكالها، وربما كان هذا أفضل درس تعلمته في حياتي .

بالفعل استطاعت مارسو أن تصبح نجمة عالمية بفضل إصرارها على تثقيف نفسها، ولذا وجه لها الصينيون دعوة شخصية للاحتفال بالعام الوطني الجديد على القنوات التلفزيونية الصينية، وبدت صوفي قادرة على طهي الطعام مع ابنتها البالغة 11 عاماً .

عام ،2002 تعرضت صوفي لحادث من بعض الأشرار وهي في سيارتها، أجهضت على إثره ابنتها جولييت التي كانت تنتظر ولادتها . في ذلك الوقت كان عمر ابنها فانسان 6 سنوات وهو من زوجها أندريه، أما الآن فقد بلغ الثامنة عشرة، وهو يتميز بشخصية قوية جداً ويتحدث ثلاث لغات (الإنجليزية والفرنسية والبولندية)، ويدرس في إنجلترا .

رغم أن صوفي عاشت مع زوجها السابق أندريه زوالوسكي حياة مضطربة وكان يكبرها بستة وعشرين عاماً، وكانت له سلطة كبيرة عليها، فإن الزوجين كانا يتقنان فن الإثارة، وإبراز صفات كل منهما الآخر بشكل إيجابي، فقد صرح أندريه إلى مجلة "باري ماتش": "لقد منحتني صوفي شيئاً لم يكن لديّ، وهو معنى الرغبة في العيش وحب الحياة، فابتسامة صوفي المشرقة المبهرة الساحرة هي المرهم والترياق" .

ولكن ما إن توقف ترياق صوفي حتى تحولت حياة زوالوسكي إلى حجيم . ويقول: "بعد انفصالنا توقفت عن كل شيء، وكنت في حالة حداد" . لقد كرس زوالوسكي نفسه للكتابة والأدب فألف أكثر من عشرين كتاباً منها "الخيانة" (2003) الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية، والذي يناقش فيه حكايته بشكل مفصل مع صوفي مارسو، ويصف فيه العاملين في هوليوود ب"المقرفين"، علماً أن صوفي وجدت الحب مرة ثانية هناك في هوليوود مع جيم ليملي المنتج الأمريكي لأفلام 3 والرسومات .

استقرت صوفي في باريس مع نجم اختارته حينما أخرجت له فيلمه "مفقودة دوفيل"، حيث صرحت أنها استسلمت لسحره ولطفه، وروح الدعابة لديه، إنه كريستوف لامبير المعروف بأنه من الممثلين الذين ينشرون أجواء جيدة أثناء التصوير، وهو ناجح في مجال الأعمال التجارية (الوجبات الجاهزة)، ويعمل في الفندقة، والإنتاج، ومن المدافعين عن الطبيعة . وقد أنشأ موقعاً على الإنترنت للتبرعات ولقي تشجيعاً من صوفي، والآن نشر رواية عنوانها "الفتاة جالبة الحظ"، يروي فيها الفنان مشكلته مع الإدمان على الكحول وكيف أن صوفي أنقذته من الهلاك وساعدته للتغلب على المرض . وتقول صوفي معلقة على ذلك: "في خضم هذه العلاقة، هناك رغبة في تحقيق التوازن والانسجام . ونحن نعيش عيشة يدعم كلانا الآخر بشكل إيجابي" .

عام ،2010 نالت صوفي جائزة مهرجان كابور عما قدمته من أفلام طوال حياتها الفنية، وعندما صعدت صوفي على المسرح لتقديم الشكر، فوجئ الجميع بأنها تقدم الجائزة لكريستوف لامبير، وقالت بصوت يرتجف: "لقد وقعت في حب كريستوف وأقول له: صبغت شعري باللون البلاتيني لأبدو شقراء لأتجول معك في مترو الأنفاق (ملمّحة لفيلم "مترو الأنفاق")، ولأكون معك "أبدية"، (ملمحة لمسلسل "هايلاندر")، ولكن قبل كل شيء، أود أن أكون "أبدية" للتمتع معك باللحظات التي علينا أن نحياها معاً" .

أضافت صوفي: أنا لا أعبّر عن مشاعري بسهولة وبشكل إيجابي، بل أجد صعوبة في قول الأشياء . إظهار السعادة أكثر صعوبة عليّ من إبداء التعاسة .

الزوجان يعيشان بين قارتين: كريستوف في أمريكا حيث ابنته اليانور (20 عاماً)، وصوفي في فرنسا، ويتشاركان في كل المناسبات .

الخليج الإماراتية في

09.05.2014

 
 

دنيا ماهر:

انتظرت {الخروج للنهار} عامين 

كتب الخبرهند موسى 

دنيا ماهر خريجة معهد الفنون المسرحية، وشاركت في عدد من المسرحيات التي نالت استحسان متابعيها، إلى أن جاءتها فرصة المشاركة في فيلم {الخروج للنهار} مع المخرجة هالة لطفي، والذي نال جوائز عدة في مهرجانات عربية، وصنفه مهرجان دبي السينمائي ضمن أفضل مئة فيلم عربي.

عن أولى تجاربها السينمائية وأصدائها ودورها فيها، كان لنا معها هذا اللقاء.

·        كيف جاء ترشيحك لـ«الخروج للنهار}؟

كنت أقدم مسرحية في معهد الجزويت، وكانت المخرجة هالة لطفي من بين الحضور، والحمد لله لاقى أدائي إعجابها، ما دفعها إلى ترشيحي لبطولة الفيلم. وبمجرد قراءتي الأولى له أعجبت بقصته المختلفة والتي تمس الجانب الإنساني في المشاهد العربي، لذا وافقت على الفور رغم أنني كنت قد تعرفت إلى هالة قبل أسبوع من بدء التصوير.

·        وماذا عن دورك؟

أجسد شخصية {سعاد}، فتاة تبلغ من العُمر 35 عاماً ولم تتزوج حتى الآن، وفي الوقت نفسه تعاني مع والدتها بسبب مرض والدها الذي لا يستطيع حتى النهوض من فراشه إلا بمساعدة إحداهما أو ربما كل منهما. هكذا، تصبح حياتهما روتينية بدرجة كبيرة، والعلاقة بينهما ضعيفة، والحديث محدوداً. كل ما يفعلانه إعطاء الأب المريض الدواء ثم الطعام، والجلوس في صمت، وتمضي الحياة هكذا على هذه الوتيرة.

·        وما رأيك في من يصنفون {الخروج للنهار} على أنه فيلم تسجيلي؟

ليس فيلماً تسجيلياً، وإنما على حافة التسجيلي بدرجة، فقد رغبت المخرجة بأن يتساءل المشاهد عن طبيعة العمل. حتى إن إيقاعه أشبه بإيقاع الحياة الواقعية، وأعتقد أن وجودنا كوجوه جديدة وغير معروفة لدى المشاهد ساهم في تركيز الجمهور في القصة أكثر منا كممثلين. وأشير إلى أن الفنانة المرشحة للبطولة من قبلي كانت غير مشهورة أيضاً.

·        وما أصعب مشاهدك في الفيلم؟

المشهد الذي لم يُعرض، وفيه تخرج البطلة همومها، فتبكي بشدة أمام سور مجرى العيون. أعتبره بالفعل صعباً ومرهقاً لأنني أعجز عادة عن البكاء من دون أسباب واضحة، أو بلا مبرر يدفعني إلى ذلك. حذف هذا المشهد تمهيداً لاستقبال المشاهد للنهاية، وتقبل الوضع الجديد.

·        وكم استغرق تصوير الفيلم؟

بدأنا العمل فيه منذ عام 2010، ولكننا توقفنا أكثر من مرة بسبب ثورة يناير، إلى جانب الظروف المادية والإنتاجية التي جعلت تنفيذه يتعثر بعض الوقت، وانتهينا منه عام 2012.

·        ألا تجدينها مدة طويلة لارتباطك بعمل واحد لمدة سنتين؟

على العكس. لم أتأثر، لا سيما أنني لم أكن مرتبطة بأي أعمال فنية أخرى، ولكن كان المطلوب مني الحفاظ على مظهري الخارجي، من شعر ووزن وغيرهما، كي تبدو الشخصية كما هي من دون أي تغيير حينما نواصل التصوير. لم أجد صعوبة في ذلك أيضاً، والتزمت به من دون غصب لاقتناعي بقصة العمل ورغبتي في استكماله، ومتابعة ردود فعل الجمهور حوله.

·        وإلى أي مدى استفدت من توقف التصوير؟

استفدت كثيراً، وشكلت ثورة يناير فرصة ساعدتني في إمساك خيوط الشخصية. فبعد تصوير المشاهد الخارجية، عدنا لاستكمال العمل وتصوير المشاهد الداخلية، القسم الأكثر أهمية الذي يوضح شكل العلاقة بين أفراد الأسرة الثلاثة، حيث تتضح المواجهة بينهم، فكانت الاستراحة بين المرحلتين مطلوبة لأداء المشاهد الداخلية وإبرازها بشكل أفضل.

·        كيف تقيمين التجربة ككل؟

أعتبرها بطاقة تعارف بيني وبين الجمهور؛ فرغم أنني قدمت أعمالاً مسرحية عدة نالت استحسان متابعيها، فإنني بالطبع لا يمكنني إنكار أن جمهور السينما يفوق المسرح بكثير، وهو ما يعد إضافة إلي، بل خطوة مهمة في مشواري الفني، وهو نفسه عرّف المنتجين والمخرجين عليّ، حتى إنني أشارك في عمل درامي جديد.

·        ماذا تعلمت منها؟

الكثير؛ أبرز ما تعلمته هو أن أقدم الدور كما يجب، وكما كتبت تفاصيله في السيناريو، مثلاً، ليس لدي أي مانع من تجسيد مختلف الشخصيات حتى إن بدت سيئة المظهر أو غريبة ما دام شكلها يخدم دراما العمل، بينما قد يرى بعض الفنانات أن التمثيل هو فرصة لتسويق أنفسهن كعارضة وإبراز أناقتهن.

·        كيف كانت علاقتك بفريق العمل؟

استمتعت بوجودي معهم، وشعرت أننا أسرة بالفعل نخاف على الفيلم، ونرغب في خروجه على أفضل حال، ووجدت منهم ترحيباً وتقديراً واحتراماً كبيراً منذ انضمامي إليهم، رغم أنني كنت متخوفة قليلاً في البداية؛ إذ أخبرني بعض أصدقائي أنه في مجال الفن تُقيَّم الممثلة بحسب عدد الأفراد الذين تصطحبهم معها إلى موقع التصوير، فهذا يهتم بشعرها، وذاك يحمل لها حقيبتها. وللحق لم أجد ذلك على الإطلاق في {الخروج للنهار}.

·        هل ستكون أفلامك المقبلة على شاكلة {الخروج للنهار}؟

كممثلة لا أهتم بنوعية الأفلام، وإنما بالدور المعروض عليّ. بالنسبة إلى {الخروج للنهار}، لا أعتبره نوعاً من الأفلام وإنما هو عمل عادي، لذا فنحن غير محصورين في دائرة نوع معين من الأعمال السينمائية. حتى إنني أصور مسلسلاً تجارياً بحتاً سيُعرض خلال رمضان المقبل، وهو يعمل بمعايير وأسلوب مختلفين تماماً عن معنى {السينما المستقلة}.

·        وما هو الفرق في رأيك بين السينما المستقلة والأفلام التجارية؟

كالفرق بين تصميم لوحة وبين تصميم إعلان، فالأولى يتم تقديمها برؤية فنية خالصة لا علاقة لها بالمتلقي، بينما الثاني يهدف إلى تحقيق أرقام من التوزيع والانتشار الواسع.

الجريدة الكويتية في

09.05.2014

 
 

فجر يوم جديد: {مراتي وزوجتي}!

كتب الخبرمجدي الطيب 

يذخر فيلم {مراتي وزوجتي} بكثير من السطحية والسخافة والتلفيق بحيث لا تصدق أنه أنتج في العام 2014؛ فأفلام على شاكلة {عماشة في الأدغال} من إنتاج 1972 وتأليف عبد الرحمن شوقي وإخراج محمد سالم، كانت أكثر منه صدقاً ومنطقية وملائمة لوعي الجمهور في تلك الفترة على عكس الفيلم الذي كتبه لؤي السيد بمنطق القرون الوسطى، ولم تختلف الحال كثيراً مع الإخراج البليد، الذي لم أتوقعه من واعد لم أخف انحيازي له ممثلاً ومخرجاً هو معتز التوني!

العجيب في الأمر أن شارة الفيلم، التي تم تنفيذها من خلال فن التحريك، أوحت بأننا مقبلون على وجبة فنية وفكرية دسمة، تحمل تحذيراً من خطورة تشييد أبراج الهواتف النقالة، وتأثيرها الضار على البشر والحيوانات والبيئة والطبيعة، وهو المعنى الذي تأكد مع ظهور المهندس {حسام} (رامز جلال) الذي تخصص مع صديقه {هاني} (إدوارد) في بناء الأبراج، وتم تكليفهما، بواسطة مدير الشركة (سامي مغاوري) للسفر إلى إحدى الدول الإفريقية (اختار لها الكاتب اسماً وهمياً) لبناء محطة استقبال. لكن سرعان ما نكتشف أننا وقعنا في براثن تمثيلية درامية سخيفة لا تخلو من بلادة فنية؛ فالكاتب لؤي السيد لم يقنع بأن فكرة كهذه يمكن أن تصنع فيلماً جميلاً فما كان منه سوى أن نسج {حدوتة خايبة} حول {حسام}، الذي يعاني مشاكل في حياته الزوجية بسبب انشغال زوجته {فريدة} (شيري عادل) بوضعها الاجتماعي، وانصياعها التام لأمها {لطفية} (رجاء الجداوي) التي تود لو أصبح زوج ابنتها نسخة من زوجها الضعيف {فايز} (حسن حسني) وإهمالها (أي فريدة) لبيتها وزوجها في غمرة لهاثها المحموم، ورغبتها الذاتية في الفوز بمنصب أمين عام جمعية الأسرة السعيدة!

انشغل المؤلف بقضية انشغال الزوجة عن زوجها، التي استهلكتها مئات الأعمال الفنية سابقاً، وتجاهل قضية {أبراج الهواتف}؛ فالبطل يصل وصديقه إلى الدولة الإفريقية بعد 12 حقنة تطعيم وكأنها دولة موبوءة، وبخلاف المشاهد الطريفة للسائق الإفريقي الذي يقود السيارة والطائرة الشراعية والسيارة الجيب التي تقودهما إلى فندق القرية، ويُعاقر الخمر ويتعاطى المخدرات أثناء القيادة. يرتكب المؤلف خطأ فادحاً تتحول بمقتضاه مشاهد إفريقيا إلى مادة خصبة للسخرية من إفريقيا {السوداء}، وفرصة للتندر من جهل أهلها وتخلفهم؛ فباستثناء بعض لقطات عابرة للجمال الإفريقي متمثلاً في الصحارى والغابات المفتوحة، بدا الاهتمام كبيراً بالقول إن الطائرة كانت تُقل الماعز والدواجن جنباً إلى جنب مع البشر. كذلك تم اختيار منطقة الجوازات في صحراء جرداء تفتقر إلى الإمكانات بشكل يدعو الركاب إلى قضاء حاجتهم في العراء. لكن السخرية انقلبت إلى عنصرية بغيضة مع وصول البطلين إلى القرية؛ فالخوف مُبالغ فيه من عطس وسعال موظف الاستقبال، وكأنه يحمل فيروساً خطيراً، وعندما يكتشف البطلان أن حجرة الفندق من دون تلفزيون أو هاتف يقول {حسام}: {احمد ربنا إن فيها سراير}. وبدلاً من استثمار حدائق الحيوان المفتوحة، على غرار ما حدث في فيلم {أفريكانو}، في تقديم جانب أفريقيا الأخاذ، يسقط الفيلم في الهاوية بإصراره على تصوير مشاهد مقززة للإفريقي ذي الرائحة العفنة، الذي يلتقيه {حسام} صباح كل يوم في {التواليت}، ويُصدر كل أنواع الأصوات القبيحة، وهو المشهد الذي استهوى المؤلف والمخرج، ومن ثم تعمدا تكراره بفجاجة!

لا أعرف سبباً لتورط الفيلم في هذه العنصرية البغيضة، التي تعكس غياباً ملحوظاً للمسؤولية وإصراراً على بث الفتنة بيننا والأشقاء الفارقة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى لم الشمل ونبذ الفرقة وإجهاض المؤامرات التي تُدبرها جهات مشبوهة للإيقاع بين أبناء القارة وتأجيج الكراهية بينهم، وهو الهدف الذي نجح فيه المؤلف لؤي السيد والمخرج معتز التوني، ومعهما رامز جلال الذي يملك ولعاً فطرياً للسخرية، وقدراً ملحوظاً من السادية؛ فالفرصة كانت مهيأة للجميع لتقديم الجانب الآخر للإفريقي المعاصر بعيداً عن تكريس الصورة الذهنية المُنفرة، التي روج لها الاستعمار، عن الإفريقي {الأسود}، الذي يأكل لحوم {الأبيض}، وتقديم ذات الطقوس التقليدية الساذجة التي لم تعرف السينما المصرية المتخلفة غيرها.

هذه الذهنية الاستعمارية المريضة خيمت على ما يقرب من نصف أحداث الفيلم ثم استمرت، بشكل آخر، من خلال حبكة أكثر سذاجة واستفزاز مع عودة البطل إلى مصر، واستمرار خلافاته مع زوجته. لكن أزمة فيلم {مراتي وزوجتي}، في رأيي، تكمن في السيناريو الذي كتبه لؤي السيد، واتسم بكثير من الارتباك، والتكرار الباعث على الملل والحذلقة والعنصرية، فضلاً عن الخيال الكسيح للمخرج معتز التوني، وهو ما لم أتوقعه!

الجريدة الكويتية في

09.05.2014

 
 

«الرجل العنكبوت»...

القوة الخارقة تترافق مع مسؤولية كبرى

كتب الخبررينيه رودريغيز 

منذ بداية فيلم «The Amazing Spider-Man2»، يحاول بطلنا بيتر باركر (أندرو غارفيلد) حماية نيويورك من عصابة شريرة تزامناً مع خوض سباق مع الوقت لبلوغ حفلة تخرّجه في المدرسة الثانوية في الوقت المناسب (الفارق بين المهمتين كبير بالنسبة إلى هذا البطل).

 في الفيلم السابق من «الرجل العنكبوت»، واجه المراهق باركر صعوبة في التعامل مع القدرات الجديدة والإحراج الاجتماعي وشعوره بالذنب بسبب وفاة عمه بن.

لكن في الفيلم الجديد، يشعر «الرجل العنكبوت» بالثقة منذ البداية فيقول ملاحظات حذقة ويلقي دعابات حتى خلال المغامرات الخطيرة. لا يبدو مغروراً بقدر توني ستارك في الصور الترويجية لفيلم Iron Man، لكنه اعتاد حتماً على بذلته وجميع المسؤوليات المترتبة عن استعمالها. هو لم يعد بطلاً تجريبياً.

لكن توشك تلك الثقة على المرور باختبار صعب. صحيح أن فيلم The Amazing Spider-Man2 يرتكز على سيناريو أصلي من كتابة ألكس كورتزمان وروبرتو أورسي وجيف بينكنر (تعاونوا جميعاً في مسلسلات مثل Lost

وAlias وغيرهما)، لكنه يشمل إحدى أشهر القصص في الكتاب الهزلي، وهي القصة التي غيرت الشخصية إلى الأبد وأجبرتها على النضج بوتيرة أسرع.

يقول المنتج أفي أراد، رئيس شركة «مارفل» السابق: «حين نريد أن نلتزم بالمصادر الكلاسيكية، يجب أن نطبق ذلك بشكل مباشر. فعلنا الأمر نفسه في الفيلم الأول. كان يصعب على بيتر أن يتقبّل وفاة العم بن، فقد كان له التأثير الأكبر على حياته حتى الآن. لم يكن التردد في سرد هذه القصة يتعلق بقرار تنفيذها. بل كان التحدي الفعلي يرتبط بتنفيذها بطريقة تثبت صحة ذلك القرار».

يؤكد غارفيلد، الذي يؤدي للمرة الثانية دور {الرجل العنكبوت} (وقّع للتمثيل في جزء إضافي)، على أن الشخصية توصلت إلى التحكم بقدراتها مثلما توصل الممثل إلى التحكم بدوره.

يوضح غارفيلد: {عكس الجزء الأول تجارب بيتر في خضم محاولته استكشاف تلك القدرات الجديدة كلها. كانت تجربتي كممثل مشابهة. وجدتُ صعوبة في أداء الدور كما يجب ومنحه لمستي الخاصة. في الوقت الذي بدأنا فيه تصوير هذا الجزء، شعرتُ بأنني فهمت شخصيته جيداً}.

حبيبة جميلة

تعود أيضاً إيما ستون بدور غوين ستايسي، حبيبة بيتر الفائقة الجمال. تتخرج بتفوق في صفها وتفكر بالانتقال إلى أكسفورد للدراسة. بدأ غارفيلد وستون يتواعدان منذ أن شاركا في الفيلم الأول وتعكس مشاهدهما المشتركة (وهي أفضل جزء من الفيلم) جانباً من الحميمية والدفء ولا يمكن أن ينبثق ذلك إلا من الحياة الواقعية.

يقول مارك ويب الذي أخرج الفيلمين: {إنه أمر مثير للاهتمام لأن علاقتهما تتماشى مع الشخصيتين في الفيلم. في الجزء الأول، بدآ يتعرّفان على بعضهما البعض. لكنّ كل واحد منهما بات الآن جزءاً من حياة الآخر. أصبح الجميع يعرفون بعضهم الآن بشكل أفضل خارج التصوير. ثمة جانب تلقائي وطبيعي بينهما. يصدّق المشاهدون الكيمياء الموجودة بينهما بكل سهولة. في بعض المشاهد، جلسنا جانباً وتركناهما يؤديان ست أو سبع لقطات، فراحا يقدمان أموراً مختلفة في كل مرة. يتعاملان بسخاء متبادل ويستمدّان الثقة من بعضهما البعض. فضلاً عن أنهما مضحكان جداً. ثمة نوع من المرح في علاقتهما}.

تقول ستون المعروفة بشكل أساسي في الأفلام المضحكة (Zombieland، Easy A،Crazy Stupid Love) إن خلفيّتها تساعدها على ترسيخ شخصية غوين في الواقع، أي تحويلها إلى أكثر من مجرد حبيبة لبيتر.

تضيف ستون: {الخلفية الكوميدية تساعد في كل شيء. أقوم بعروض مرتجلة منذ كنت في الحادية عشرة من عمري، لذا تعلّمتُ ضرورة المضي قدماً مهما حصل. كان هذا الدرس ممتازاً في حياتي. كما أنّ الكوميديا مترسخة في الدراما. يكفي أن نجسد المشهد بواقعية وألا نحاول التصرف كمهرجين}.

بالنسبة إلى المعجبين الذين يعلّقون على فيلم The Amazing Spider-Man 2 على الإنترنت، يتعلق أحد المخاوف الشائعة بتعدد الأشرار في القصة (جيمي فوكس بدور {إلكترو}، داين ديهان بدور {العفريت الأخضر}، وبول جياماتي بدور {وحيد القرن}). يظن كثيرون أن هذا الأمر أفسد فيلم Spider-Man 3 للمخرج سام رايمي لأنه شتت تركيز الفيلم.

عفريت

لكن تُعتبر التفاعلات بين {إلكترو} و«العفريت} هذه المرة جزءاً لا يتجزأ من عقدة القصة (يظهر جياماتي لبضع دقائق فقط). وفق السيناريو المكتوب، لا يمكن أن تنجح القصة من دون الشخصيتين الشريرتين.

ديهان ممثل صاعد (من أفلامه Kill Your Darlings) ويُعتبر تجسيده دور {العفريت} (أو هاري أوزبورن) أحد أبرز معالم الفيلم. يقول إنه اضطر إلى بذل جهود هائلة للفوز بذلك الدور المهم لأنه لم يكن معروفاً جداً حين بدأت عملية اختيار الممثلين.

يضيف ديهان: {مارك بارع في جعلنا نُغرَم بهذه الشخصيات بنسختها البشرية. أردتُ أن أشارك في الفيلم بأي ثمن، لكني اضطررت إلى النضال كي أحقق ذلك. كانوا يفكرون بممثل آخر، ثم قمنا أنا وأندرو بقراءة مقاطع معاً فشاهدني المنتجون وأرسلوا لي سيناريو عملاقاً. لم أسمع منهم أي خبر طوال شهرين أو ثلاثة أشهر وأدركتُ أنني لم أفز بالدور. فأقنعت نفسي بأن فرصي تلاشت. لكن بعد شهرين أو ثلاثة، تلقيت اتصالاً للمشاركة في اختبار أولي. كنت قد شاركت في فيلم Chronicle الذي يشمل بدوره أشخاصاً يتمتعون بقدرات خارقة، وبالتالي اكتسبتُ الخبرة اللازمة للتعامل مع التأثيرات الخاصة والأسلاك. واثق من أن هذه الخلفية ساعدتني على الفوز بالدور. فضلاً عن أنني أردتُ أن أودي دور هاري كشخص حقيقي وليس كشخصية كرتونية}.

الجريدة الكويتية في

09.05.2014

 
 

Belle...

قصة امرأة ظنت أنها {عبدة}! 

كتب الخبرمارك أولسن 

يمكن اعتبار العمل بمثابة دراما تاريخية تنقل الواقع بحذافيره. الفيلم الجديد «Belle» من إخراج آما أسانتي ويرتكز على سيناريو ميسان ساغي، ويقدم أداءً ثورياً للممثلة غوكو مباثا رو بدور البطلة ديدو إليزابيث بيل.

بيل هي الابنة غير الشرعية لقبطان بريطاني وامرأة إفريقية قيل إنها كانت {عبدة}، وقد تربّت إلى جانب نسيبتها الليدي إليزابيث موراي (سارة غادون) على يد عم والدها اللورد مانسفيلد (توم ويلكينسون)، وهو قاضٍ نافذ في مجاله كونه رئيس المحكمة العليا في إنكلترا.

فيلم Belle مقتبس من قصة حقيقية وهو عبارة عن عمل هجين يجمع بين الحقبة الرومانسية والدراما الاجتماعية وإجراءات المحاكم. يغوص العمل في مسائل مثل العرق والطبقية والنوع الاجتماعي فضلاً عن استعراض أسس العبودية في بريطانيا.

بدأت فكرة الفيلم في الأصل حين شاهدت ساغي لوحة من عام 1779 تظهر فيها شابتان، واحدة سوداء (بيل) وأخرى بيضاء (الليدي إليزابيث) وهما تحتلان مساحة متساوية نسبياً في الإطار، وهو أمر غير مألوف في تلك الحقبة. بدأت ساغي تجري أبحاثاً إضافية عن شخصية بيل، واستكشفت الرابط بينها وبين اللورد مانسفيلد وكيف أثرت علاقتهما على قراراته القانونية التي مهدت لإنهاء تجارة العبيد في بريطانيا.

قالت ساغي: {أحببتُ تلك المفارقة. في بريطانيا تحديداً، يفضل الجميع الاقتناع بالفكرة القائلة إن ظاهرة العبودية حصلت في عمق جنوب أميركا، حيث كان الرجال يضربون الناس بالسياط، بينما تُعتبر بقية الناس بريئة من هذا الذنب. لكنّ هذا الأمر غير صحيح. لذا أردتُ عرض موضوع العبودية على طريقة جاين أوستن وجلبه إلى كل منزل في إنكلترا}.

وصل سيناريو ساغي في النهاية إلى المنتج داميان جونز (The Iron Lady) وآسانتي التي أخرجت سابقاً فيلم A Way of Life الذي نال جائزة في عام 2004. بعدما سمعت مباثا رو عن القصة للمرة الأولى، اشترت بطاقة بريدية تظهر عليها اللوحة وتركتها معلّقة على جدار غرفتها طوال السنوات التي استلزمت صنع الفيلم (لم تشاهد اللوحة الأصلية إلا بعد انتهاء التصوير، فقامت برحلة مع شريكتها في البطولة غادون إلى قصر {سكون} في اسكتلندا حيث تُعلَّق اللوحة اليوم).

طوال الفيلم الذي يشمل أيضاً ممثلين مثل إميلي واتسون، ماثيو غود، ميراندا ريتشاردسون، سام ريد، وتوم فيلتون، تدرك {بيل} كيف أنّ وجودها وحده يفرض تحدياً على التسلسلات الهرمية في الحياة الأرستقراطية البريطانية.

أوضحت آسانتي: {تشمل إحدى المسائل الأساسية في الفيلم تحديد الأمور التي تكشف الهوية الذاتية: المجتمع أم ذواتنا؟ إذا اعتبرها المجتمع ابنة {عبدة} لكنها تبدو سيدة راقية، فأي رأي هو الأهم؟ وإذا اعتبرها المجتمع سيدة راقية بناءً على ثروتها لكنها تشعر بأنها ابنة عبدة، فما تأثير ذلك على رحلتها لاكتشاف هويتها وتحقيق نجاحها؟ يكمن التحدي بالنسبة إليها في إيجاد مكان يجمع بين تلك العوامل كلها، أي الأرستقراطية، العبودية، السود، البيض... وتقبّل تلك المظاهر واعتبارها جزءاً من الهوية الشخصية».

جدل

عُرض فيلم Belle عالمياً للمرة الأولى في الخريف الماضي خلال {مهرجان تورنتو السينمائي الدولي} الذي كان أول من عرض الدراما العرقية التاريخية 12 Years a Slave الفائزة بثلاث جوائز أوسكار، واحدة عن فئة أفضل فيلم.

إذا كانت إحدى نقاط الجدل التي أحاطت بفيلم 12 Years a Slave تتعلق بالمفهوم القائل إن الجمهور سيجد صعوبة في تقبّل طريقة عرض حياة العبيد، تنجح المنازل الفخمة ونمط الديكور والمنافع الاجتماعية في فيلم Belle بتجنب ذلك الجدل تزامناً مع عرض التداعيات الأخلاقية والقانونية لمفهوم العبودية.

ذكرت آسانتي: {بكل صراحة، بدأنا نحضّر فيلم Belle تزامناً مع إنتاج فيلم 12 Years a Slave إلا أنني لم أربط بين العملَين مطلقاً. لكني ألاحظ الآن أنهما وجهان لعملة واحدة على الأرجح. أحب أن أفكر بأن Belle سيتمكن من تحقيق النجاح وحده ومن سرد قصة ديدو وتقديم سياقه الخاص. آمل ألا يُعتبر فرعاً صغيراً من 12 Years a Slave. وأتمنى أن نتمكن من إطلاق نقاش عن تاريخنا وعن المرحلة التي وصلنا إليها اليوم}.

وفّر 12 Years a Slave أيضاً منصة لتسليط الضوء على الممثلة البارعة لوبيتا نيونغ التي فازت بجائزة أوسكار ووقّعت على عقد مربح وعالي المستوى مع شركة مستحضرات تجميل، كذلك اختيرت حديثاً أجمل امرأة في مجلة People.

انطلاقة مشجعة

لم يتضح بعد ما إذا كان Belle سيوفر انطلاقة مماثلة للممثلة مباثا رو. بالنسبة إلى شريحة واسعة من الجمهور، ستكون هذه المرة الأولى التي يراها فيها المشاهدون لكن من المستبعد أن تُحدث ضجة كبيرة بين ليلة وضحاها.

بعد الدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية، ظهرت مباثا رو على مسرح في إنكلترا بدور جولييت أمام أندرو غارفيلد المعروف من فيلم Spider-Man بدور روميو، ثم اعتلت مسرح برودواي بدور أوفيليا في مسرحية {هاملت} التي كانت من بطولة جود لو. كذلك، ظهرت في فيلم Larry Crowne مع توم هانكس وشاركت في المسلسلَين التلفزيونيَين الأميركيَين القصيرين Undercovers وTouch.

سبق وصورت أيضاً دوراً في فيلم Jupiter Ascending المرتقب لأندي ولانا واشوسكي، كذلك أدت دور مغنية شعبية في فيلم Blackbird لجينا برينس بايثوود.

لكن رغم أداء مباثا رو اللافت، لم يسبق أن شاركت في الأفلام الدرامية التاريخية التي لا تزال تحتفظ بأهميتها في عالم الأفلام والمسلسلات البريطانية.

قالت مباثا رو: {من خلال الخضوع للتدريب الكلاسيكي ومشاهدة عدد كبير من زملائي في أعمال مماثلة، خطرت لي هذه الفكرة الرومانسية ففكرتُ بأن أداء شخصية شبيهة بشخصيات جاين أوستن سيكون أمراً رائعاً}. لكنها أضافت: {لم أشعر مطلقاً بالنقص لعدم مشاركتي في أدوار مماثلة لأنني كنت أعمل بدون توقف. لذا لم أتذمر يوماً لأنني لم أشارك في مسلسل مثل Downton Abbey مثلاً}.

تم تجسيد قصة ديدو إليزابيث بيل كروح ثورية على نحو هادئ، فهي امرأة تناضل بكل بساطة كي تتصرف على سجيتها وتحصد تقدير المجتمع. يرتكز فيلم Belle من ناحية معينة على الدوافع نفسها، إذ تتولى ثلاث نساء ملونات أدوار المخرجة والكاتبة والنجمة، ما يمنح الدراما الرومانسية التقليدية نفحة شاملة وواعية اجتماعياً.

قالت دوداي ستيوارت، نائب رئيس التحرير في موقع Jezebel: {تصبح المهمة شاقة حين تكونين امرأة ملونة تحب هذه الأفلام لكنها لا تحصد الحب في المقابل. يبدو هذا الإنجاز مدوياً بطريقة ما. هذا ما يفتح المجال أمام احتمالات متعددة}.

أوضحت مباثا رو من جهتها: {بالنسبة إلي، من المريح أن نكشف عن وجهة النظر هذه. أظن أن الفتيات في طور النمو يجب أن يشاهدن فيلم Belle. على مستوى الهوية، من الضروري أن يدرك كل شخص حقيقة جذوره}.

الجريدة الكويتية في

09.05.2014

 
 

هكذا يتغلّب النجوم على نقاط ضعفهم!

لكل شخص، سواء كان فناناً أو إنساناً عادياً، نقاط ضعف، قد ينجح في إخفاء بعضها ويبقى بعضها الآخر ظاهراً في تعامله في نطاق عمله أو في حياته الاجتماعية. وبما أن الأضواء ترافق الفنان في خطواته كافة الفنية والاجتماعية، من الطبيعي أن تتخذ نقاط ضعفه أبعاداً أكثر عمقاً، باعتبار أن شريحة واسعة من الناس، إذا لم نقل الجمهور بأسره، يعرفها ليس من خلال احتكاكه بالفنان بل من خلال الأخبار والإشاعات التي تحاك حوله...

من لا يخشى على أولاده من المجهول، ومن لا يتمتع بطيبة قلب قد توقعه في مشاكل لا تحصى، من لا يقلق من الواقع الذي يسيطر راهناً على الساحة العربية؟ الجميع يتشاطرون هذه الهموم... مع ذلك يكون لها وقع أكبر عند الفنانين بسبب وهج الشهرة والأضواء الذي يرافقهم على الدوام.  ما أبرز نقاط الضعف عند النجوم؟ سؤال طرحته «الجريدة» على نجوم عرب وسجلت الأجوبة التالية.

طيبة وقلق وخشية من الاستغلال

أحمد عبدالمحسن

محمد الصيرفي

«نقاط ضعفي كثيرة أحاول الابتعاد عنها بطريقة أو بأخرى، لكني في كل مرة أفشل»، يؤكد الممثل محمد الصيرفي موضحاً أن من الخطأ كشف نقاط الضعف أمام الجميع، لكن البعض يكتشف ذلك من خلال تصرفات الشخص وممارساته اليومية.

يضيف: «طيبتي المفرطة، أكبر نقطة ضعف تواجهني وتسبب لي مشاكل وأزمات. أعرف تماماً أن ثمة أشخاصاً لا يستحقون طيبتي وتعاملي معهم بهذه الطريقة، لكن هذا الأمر طُبع في داخلي منذ الصغر ولا أستطيع التخلص منه. برأيي، الطيبة المفرطة كارثة بالنسبة إلى أي شخص، مثلما يحدث معي الآن بالضبط».

يرى الصيرفي أن التخلص من نقاط الضعف غاية في الصعوبة، خصوصاً إذا تعلق الأمر بنقطة ضعف يراها كثر مفتاحاً للتغلب عليك، يتابع: «أنصح أي شخص يتعامل بطيبة مع المحيطين به من دون فائدة، بالتخلص منها بسرعة. حاولت مراراً وتكراراً التغلب على ما في داخلي، لا سيما أنني أتعرض دائماً للأذى من المقربين مني، لكن تغلب طيبتي على تصرفاتي. أتمنى إزالة نقاط ضعفي في المستقبل، وأن ينجح كل إنسان في التغلب على نقاط ضعفه كي لا يستغلها البعض بطريقة سيئة».

فاطمة بوحمد

«لا أرى نقاط ضعفي وأحاول أن أتجاهلها كي لا أستسلم أمامها»، تشير المذيعة فاطمة بوحمد موضحة أن لكل إنسان نقاط ضعف قد لا يراها الآخرون بوضوح، لكنها تكون مصدر قلق وإزعاج بالنسبة إلى الشخص إذا كشفها أمام الجميع.

تضيف أنها لا تكشف نقاط ضعفها كي لا تصبح حقيقة يصعب التخلص منها، لافتة إلى أن «تعامل الإنسان مع نقاط ضعفه يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يحاول كشفها أمام الجميع ليتغلب عليها، وأعتقد أن هذا الأمر خاطئ. يجب أن تبقى نقاط الضعف بعيدة عن معرفة الناس كي لا تُستغلّ ضدك».

وترى أن التجاهل الوسيلة الأمثل للتخلص من نقاط الضعف، وتتابع: «التفكير في نقاط القوة والعمل على تقويتها أكثر ما يشغل تفكيري، لأنها تكون مفيدة إذا تعاملت معها بطريقة صحيحة، خصوصاً في المجال الفني والإعلامي. على الفنان أن يفرض نقاط قوته على الآخرين لمنع أي فرصة للتعدي على حقوقك أو استغلال أي نقطة ضدك، ومن الطبيعي أن يحافظ الإنسان على نفسه أمام الآخرين».

محمد النشمي

«نقاط ضعفي تظهر على السطح عبر كتابتي لأي عمل درامي»، يؤكد الكاتب محمد النشمي مشيراً إلى أن نقطة ضعفه تواجه أي كاتب وأي روائي، وأن التغلب عليها صعب ويحتاج إلى جهد كبير.

يضيف: «أحد أبرز نقاط ضعفي أنني أحياناً أصل بالأحداث التي أكتبها في العمل الدرامي إلى نقطة لا نهاية لها ولا حل أو مخرج، لذلك أستخدم تغيراً محورياً بنفض الأحداث، وصولاً إلى العقدة الرئيسة. وأعتقد أن هذه المشاكل تواجه الكتاب،خصوصاً الشباب».

يعتقد النشمي أن تعامل الكتاب مع نقاط ضعفهم يختلف من شخص إلى آخر، كاشفاً أن هذه النقطة ليست الوحيدة لديه، بل ثمة نقاط ضعف كثيرة يفضل كتمانها خوفاً من تفاقمها مستقبلاً.

 يتابع: «نقاط الضعف موجودة عند كل شخص، حتى الملوك والشخصيات القوية لديها نقاط ضعف يمكن لأي إنسان الوصول إليها بسهولة، لذلك يجب عدم كشف نقاط ضعفه الحساسة والمثيرة والتي قد تستخدم ضده في المستقبل، بل التفكير في نقاط قوته».

خوف من الغد

بيروت  -   ربيع عواد

أمل بو شوشة

{القلق من الغد موجود لكن أتسلح بإيماني وبثقتي بنفسي وبمحبة الناس، لتكون نظرتي تفاؤلية نحو المستقبل}، تقول أمل بوشوشة مشيرة إلى أن المجهول يرسم علامات استفهام ليس عند الفنان وحده بل عند الناس كلهم.

تضيف: {يجب ألا نتوقف عند أي مشكلة تواجهنا بل أن نستمر ونفكر بأن الغد أفضل من اليوم، مع أن الأوضاع غير المستقرة في بلادنا العربية ومشاهد الدمار والقتل والدماء وتشرد الأطفال والنساء، تجعل أي مواطن عربي في قلق دائم وفي تعب نفسي، وترسم لدي علامات استفهام حول المستقبل}.

كانت بوشوشة صرحّت بأنها تخشى المرض وتدعو الله أن يبعده عنها وعن أهلها وأصدقائها والناس جميعاً، وأن يساعد كل شخص متألم، متمنية اكتشاف أدوية للأمراض المستعصية التي تتفشّى، بشكل أكبر، يوماً بعد يوم في مجتمعاتنا.

مادلين مطر

{لا أستطيع تحمل خسارة أحد أو فراق أعزاء على قلبي}، توضح مادلين مطر مؤكدة أن السعادة نسبية وأنها تجتهد أن تكون حياتها مستقرة وخالية من المشاكل والعقبات.

تضيف أن لديها نقاط ضعف كما الجميع، ولا شك في أن الخوف من المجهول وفكرة خسارة محب أو صديق يخيفانها فضلا عن  القلق على المصير في ظل الأوضاع المتردية التي تواجهها الدول العربية راهناً، {ما يجعل المستقبل غامضاً، ولا نعرف ماذا يخبئ لنا}.

وعن التصالح مع النفس تقول: {صرت أعرف تماماً ماذا أريد، وأشكر الله على النعم التي أغدقها علي. أوصلتني خيبات الأمل والدروس في الحياة إلى السعادة وراحة البال والتصالح مع النفس الذي أعيشه راهناً».

فيفيان مراد

{أقوي نفسي دائماً بإيماني، كل إنسان يعاني من نقاط ضعف في حياته، لكن المهم ألا يدعها تتغلب عليه وبالتالي تؤثر على شخصيته وتجعله غير سعيد}، توضح  فيفيان مراد مشيرة إلى أن ما من أحد لا يفكر بالغد وماذا يحمل له، لكنها تعمل بما أوتيت من قوة وتجتهد على نفسها وتقوم بواجباتها تجاه نفسها والمحيطين بها ليكون ضميرها مرتاحاً دائما.

كانت مراد أكدت أنها تعيش حياة هادئة وطبيعية خالية من المشاكل، إلا أنها تضعف أمام بعض الأمور من بينها: المرض، فقدان شخص عزيز، الحروب {لكني أتسلّح بإيماني}، حسب تعبيرها.

جنى

«أنا إنسانة قوية في الحياة وقلقي على غيري أكثر من قلقي على نفسي»، تقول جنى مشيرة إلى أن نقاط قوتها أكثر من نقاط ضعفها، لكن القلق نحو المستقبل موجود دائماً، والخشية على من حولها من أهلها وإخوتها وأصدقائها، متمنية أن يكون الجميع سعداء من دون مشاكل.

تضيف: «ما زلت في أول الطريق، ومن الطبيعي أن أقلق على مستقبلي الفني في ظل الاحداث السياسة وتأثير ذلك بشكل مباشر على الواقع الفني، لكني أتسلح بالأمل وأدعو أن يعم السلام قريباً، وأن يعيش الناس بطمأنينة وراحة بال»، لافتة إلى أنها إنسانة حساسة وبالتالي أي مشهد حزين أو خبر يمكن أن يؤثر بها.

الأبناء والعصبية والثقة الزائدة

القاهرة –  بهاء عمر

تؤكد رانيا يوسف أن ثقتها ببعض من تعرفهم إحدى أهم نقاط ضعفها، مشيرة إلى أن تجربة العمل والحياة علمتها ألا تمنح ثقتها لأحد قبل فترة زمنية طويلة كي لا تتعرض للخداع.

تضيف أن مشاكل كثيرة تعرضت لها في حياتها بسبب تصديقها كلام بعض المخادعين لكن {لا أحد يتعلم بسهولة}، وكان يجب أن تتعرض لتلك المواقف لتعرف نقطة ضعفها وتعالجها، موضحة أن ذلك لا يعني أنها لا تثق بأحد، بل تجعل العلاقات تسير في مسارها الطبيعي وتتطور وتتكون الثقة بمرور الزمن.

تتابع أن بناتها من بين نقاط ضعفها وهدفها في الحياة إسعادهن، لذا مجرد الشك في احتمال تعرضهن لمشكلة أو خطر يثير الخوف في نفسها، ويظهر ذلك واضحاً في تصرفاتها، ويلاحظه المحيطون بها.

استغلال ورهبة

يقول هاني رمزي إن أولاده وزوجته وأفراد أسرته هم نقطة الضعف التي استغلها بعض المنتمين إلى تيار ديني متشدد أثناء وجودهم في الحكم، فهددوه بإيذائهم بسبب مناهضته لسياستهم، مشيراً إلى أنه كان يتمسك بإيمانه لحفظ أولاده وأسرته والبقاء إلى جوارهم قدر المستطاع والاطمئنان إلى تحركاتهم.

يضيف: {قد يظن البعض أن تلك نقطة ضعف لكنها في الواقع نقطة قوة، لأن الأسرة والأولاد مع الأصدقاء المخلصين هم السند الحقيقي الذي يبقى من رحلة الحياة والعمل، وبالتالي الخوف عليهم والعمل على رعايتهم وتجنب كل ما يمكن أن يهددهم... كلها أمور تجعل الإنسان قوياً بهم وبدعمهم، مؤكداً أن الشخص، سواء كان فنانا أو رجلا عادياً، مهما حاول أن يكون إلى جوار أبنائه، سيشعر بالتقصير لأنهم الطاقة التي تمكنه من التغلب على مصاعب الحياة.

يكشف محمد هنيدي أن نقطة ضعفه تتمثل في رهبة الأماكن المرتفعة، وهو ما يبدو محرجاً للغاية في أوساط من لا يعرفونه عن قرب، ورغم محاولته التغلب على ذلك ليتحرك مع أولاده بحرية في أماكن مختلفة، إلا أنه يراعي بشتى الطرق أن يكون بعيداً عن الأماكن المرتفعة.

يضيف أن زوجته تساعده في إخفاء هذا الأمر عن أولاده، ويتعاملان معه باعتباره مسألة مضحكة، لافتاً إلى أن بعض أصدقائه رتبوا {مقالب} قادته إلى أماكن مرتفعة، وبعد أن ينتهي الموقف، كان يشاركهم الضحك من خوفه ورهبته، ويتابع: {كل محاولاتي للتغلب على نقاط ضعفي هي تجنب الوجود في تلك الأماكن وليس أكثر}.

بكاء الأطفال

توضح روجينا أن بكاء الأطفال أكبر نقطة ضعف في حياتها، وهي توقف كل ما تفعله في سبيل إرضاء الطفل الذي يبكي، وتحاول ترجمة محبتها لبناتها مع المحيطين بها ممن هم في سن أصغر.

تضيف أنها تشعر، لاإرادياً، عندما تسمع بكاء طفل، بمدى قسوة من تسبب في غضبه، وتمارس دورها في رفع الظلم، خصوصاً أن الأطفال، رغم {شقاوتهم} ولعبهم، ليسوا معبأين بالكره والظلم.

وتشير إلى أن الأطفال المتسولين في الشوارع يثيرون بكاءها، وتحاول قدر الإمكان مساعدتهم كلما كان ذلك ممكناً، إلا أنها لا تريد الإفصاح عما تقوم به كي لا يذهب أجره وثوابه.

بدورها تعتبر منة فضالي العصبية نقطة ضعفها التي تسبب في مخاصمة بعض من لا يعرفونها، فضلاً عن الإشاعات التي تُروّج عنها، وتقول: {يردد البعض أنني مغرورة وغير ملتزمة بالعمل، في حال كان ذلك صحيحاً، فلماذا يستعين بي المخرجون والمنتجون، وهل ثمة من يسعى إلى الخسارة فيتفق مع فنان غير ملتزم؟}.

أما وفاء عامر فتعتبر أن ابنها نقطة ضعفها وأهم شخص في حياتها، وله عليها حقوق تحاول منحه إياها في الوقت الذي تخصصه له وحده، موضحة أن إحدى سلبيات العمل في الفن عدم البقاء مع العائلة باستمرار.

الجريدة الكويتية في

10.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)