كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ويس أندرسون: أوروبا ذاكرة من الفانتازيا والحروب

 فريد قمر

 

بالاستناد إلى أعمال الأديب والمسرحي النمساوي شتيفان تسفايغ، أنجز المخرج الأميركي تحفته الجديدة. السيد غوستاف الأنيق، هو وريث زمن غابر كان يقدّس الجمال والفنّ والكياسة، و«فندق بودابست الكبير» خير تجسيد لذلك. الشريط الكوميدي تحية إلى العوالم المندثرة التي استحالت أطلالاً وقصّة في كتاب

بعض الأفلام تترك فينا أثراً عميقاً، وبعضها الآخر ينتهي تأثيره عند عتبة الخروج من صالات السينما. لكن ثمة أفلام تدخل تاريخ الفن السابع لتقيم فيه. لا شك في أنّ «فندق بودابست الكبير» هو واحد منها. حين قدّم ويس أندرسون (1969) شريطه «مملكة سطوع القمر» قبل عامين، كان جلياً أنّ السينمائي الأميركي ماضٍ بخطى ثابتة نحو تكريس أعماله كمدرسة قائمة بحد ذاتها.

كثيرون انتقدوا اسلوبه في الكتابة والتصوير واختيار كادراته، إلا أنّه أكمل مسيرته بلا اكتراث، ليقدّم لنا اليوم ما يمكن اعتباره تحفة أعماله وجوهرتها.

نحن في مكان ما في أوروبا الوسطى (الامبراطورية النمساوية المجرية). تجري حوادث «فندف بودابست الكبير» بين الحربين العالميتين. وسط أجواء من الفانتازيا، يتحدث العمل عن السيد غوستاف (رالف فينيس)، مدير فندق أوروبي شهير يقع في جمهورية زيبروفسكا الخيالية. إنّه رجل أنيق و«داندي» يحبّ متع الحياة، ويقدّر الفنّ والجمال والشياكة والعطور والأحاديث المنمّقة، ويمارس الحبّ مع النزيلات كبيرات السن في الفندق. يرث من إحداهن لوحة نادرة وباهظة الثمن، ما يعرّضه لمطاردة عائلتها في محاولة للتخلص منه ومن صديقه العامل البسيط «زيرو» (طوني ريفولوري). يعيش الاثنان مغامرات مشوقة هرباً من القتلة.

القصة التي قال عنها اندرسون في إحدى مقابلاته إنّها مستوحاة من بيروت وقصصها التي سمعها من زوجته اللبنانية، ليست وحدها ما يمنح الفيلم أهميته، خصوصاً أنّه مركّب من عناصر مختلفة توازت في إبداعها. بداية مع التصوير والكادرات الخاصة التي تظهر المخرج مولعاً بالرياضيات الهندسية، فيمكن ملاحظة أسلوب يتكرر في اختيار زاوية الكاميرا التي تكون غالباً مباشرة وعمودية، فضلاً عن إصراره على أن تكون جميع العناصر في اللقطات منسقة ومرتبة كأنه يشتغل كل لقطة (frame) على حدة. وكذلك، نراه يعتمد إخراجاً فنياً (art direction) مميزاً للغاية كتنسيق الألوان بين خلفيات المشاهد والعناصر الأمامية فيها، والاهتمام بكل التفاصيل الجانبية داخلها، وميله نحو الألوان الحادة أيضاً لإضفاء مزيد من الحياة على المشاهد. ولا يمكن أن ننسى التقطيع المميز للمشاهد وحركة الكاميرا التي تنتقل بإيقاع فيه كثير من الموسيقى.

أما بالنسبة إلى النصّ الذي يستند إلى كتابات النمساوي شتيفان تسفايغ، فكان للمخرج أسلوبه الخاص خصوصاً أنّه كتبه بنفسه. نجده يبرع في صياغة النكتة الذكية التي تعتمد على المواقف لا على التهريج، فضلاً عن أسلوبه العبقري في اعتماد لغة بليغة وتوظيفها في الإطار الكوميدي في الوقت نفسه. تكتمل عناصر التفوق في العمل مع الموسيقى التي وضعها الكسندر ديبلا، مقدماً نحو 32 معزوفة من شأنها أن تثبت أن ترشيحه أكثر من مرة لجوائز أوسكار لم يكن مصادفة. من ناحية التمثيل، أشرك أندرسون عدداً كبيراً من الممثلين، إلى جانب فينيس وريفولوري من بينهم جود لو، وإدوارد نورتن، وبين موراي، وماثيو امارليك، وغيرهم... غير أنّ النجم الأول كان «زيرو» الذي يشي بأنه سيكون نجماً من الطراز الرفيع.

كل تلك العناصر تجعل «فندق بودابست الكبير» عملاً استثنائياً يقبض على الأنفاس حتى آخر ثانية فيه، ويؤهله ليكون أفضل أفلام هذا الموسم. إنّه عمل عذب يستعيد اندثار عالم كامل بقيمه وتقاليده ومتعه التي تتجسّد بأجمل تجلياتها في «السيد غوستاف» وكياسته. كياسة خالها مُعدية ستنقذ العالم من الفاشية والهمجية الزاحفة بمختلف أشكالها. إلا أنّ الزمن ــ بطلاً مطلقاً في الشريط ــ كفيل بابتلاع كل العوالم، تاركاً فقط أطلالاً تشي بوجودها مرةً. لن يبقى سوى إرث كاللوحة التي ورثها السيد غوستاف أو كتاب يحكي قصة «فندق بودابست الكبير» تقرأه فتاة بجانب تمثال الكاتب في أحد المدافن وسط الصقيع والثلج الذي يغطي المدينة.

هوس الكمال

صوَّر ويس أندرسون مشاهد فيلمه «فندق بودابست الكبير» في مركز تجاري في ألمانيا الشرقية. واشتغل المخرج الأميركي بهوس على كل لقطة في عمله، أكان ذلك إطار لوحة، أو لون جدار، أو حتى الثقب الذي أوجده السيد غوستاف للهرب من السجن الذي أُدخل إليه بعد اتّهامه بقتل إحدى النزيلات في الفندق. أما مشهد الملاحقة التي تمت على الثلج بين السيد غوستاف و«زيرو» من جهة، وأحد المافيويين العاملين لدى عائلة المرأة المقتولة التي تطارد غوستاف من جهة أخرى، فقد نفِّذت بتقنية الـ stop motion.

الأخبار اللبنانية في

05.05.2014

 
 

«هي وهالسياسة»... قمة الرداءة

بانة بيضون 

يحار المرء كيف يقدّم «هي وهالسياسة» لمخرجه وكاتب السيناريو أيضاً رامي قدورة. الفيلم الذي روج له على اعتبار أنّه فيلم الآكشن اللبناني الفريد من نوعه، لا يخلو بالتأكيد من الآكشن، لكن الرديء والمضحك فيه أكثر من المشوق. النقطة الوحيدة التي تحسب لهذا الفيلم أنه متماسك إجمالاً من السيناريو إلى الإخراج والحوار، كلها للأسف على القدر ذاته من السوء. يروي الشريط قصة جيهان (يارا فارس) التي هجرها خطيبها سعيد (نديم لحام) ابن السياسي الكبير رفعت (ميشال تابت) بعد خلاف دار بينهما وألقى بها من سيارته.

تقرر الانتقام وتخوض معركة عنيفة لتكشف فساد خطيبها وأبيه للشعب. لكن بعد انتصارها عليهما، تدخل هي عالم السياسة. من خلال شخصية جيهان التي تتدرب وتتعلم القتال للتصدي لخطيبها وعصابته، ربما كان المخرج يطمح في تقليد فيلم تارنتينو الشهير «اقتل بيل»، وشخصية المرأة المقاتلة التي لا تهزم. لكن إن كان المشاهد في «اقتل بيل» يفتتن بشخصية أوما ثورمان ومهاراتها القتالية التي أراد عبرها تارنتينو أن يقدم نموذجاً نسائياً متفرداً يختلف عن صورة البطل المحارب الذكورية التقليدية، فشخصية جيهان ستصدمه بفظاظتها وعنفها المجاني. نراها تعنف أختها أو تضربها مستخدمة عبارات صادمة بتحقيرها للمرأة، فتقول لها في أحد المقاطع إنّه من الأفضل لها أن تجد رجلاً «يضبها» لأنّ صلاحيتها قاربت على الانتهاء! بقية الشخصيات في الفيلم كلها أيضاً كاريكاتورية في بنائها. والحوارات تتميّز ببديهيتها المضحكة وشرحها التفصيلي غير الضروري للأمور، أو بفظاظتها كالتي تتفوه بها جيهان، أو حتى أحياناً بأخطائها اللغوية.

السيناريو والإخراج والحوار على القدر ذاته من السوء

أما بالنسبة إلى التصوير والإخراج والمونتاج، فلا يمكن التحدث عن لغة سينمائية فعلية. الكاميرا هي أحياناً عشوائية تماماً من دون خط إخراجي واضح، بينما أغلب الكادرات لا تتسم بأي جمالية خاصة أو حتى تقليدية بل أقرب إلى تصوير الهواة. لا يمكن الحكم فعلياً على أداء الممثلين، فالحوار المكتوب يصعّب على أي ممثل أداء سطوره والتمتع بأي مصداقية. الفيلم ذو ميزانية منخفضة (200 ألف دولار) لكن ذلك لا يبرر كل المشاكل الذي يعاني منها، فالمخيلة لا تحتاج نقوداً كي تعمل. ليس «هي وهالسياسة» بالضرورة من أسوأ الأفلام اللبنانية التي أُنتجت في الآونة الأخيرة، فهناك مثلاً شريط «إنسان حيوان شيء» لمخرجه عبد الله صفير وغيره. لكن كيف وصلت هذه الأفلام إلى صالاتنا؟ وكيف حصلت على التمويل أساساً ليتم إنتاجها؟ وكيف تحظى بالدعاية والترويج؟ هل فقدت كل معايير التقويم. حتى بعيداً عن النقد السينمائي، إذا ما نظرنا إلى الفيلم كسلعة تجارية بحتة، يحق لنا أن نطرح التساؤل التالي: إذا ما كان الفيلم يقدم نفسه بوصفه جديراً بالمشاهدة ودفع المال لقاء ذلك، أليس هنالك حد أدنى من الجودة يحق للمستهلك (المشاهد) المطالبة بها لدى شرائه تذكرة السينما؟

«هي وهالسياسة»: «سينما سيتي» (1269)

الأخبار اللبنانية في

05.05.2014

 
 

محمد عبد العزيز مشعلاً «حرائق البنفسج»

علي وجيه/ دمشق 

فيلمه «الرابعة بتوقيت الفردوس» سيعرض في «دار الأوبرا» في دمشق أواخر الشهر الحالي بينما ينكب على مشروعه الجديد الذي لا يبتعد عن المستنقع السوري

لا يكفّ محمد عبد العزيز عن التفكير في سينماه. يعمل على «أفلمة» كل حدث يمرّ به أو قصّة يسمعها مستقياً من «المستنقع السوري» ما يمكن الاشتغال عليه. سينعكس ذلك بشكل جليّ على أعماله الأخيرة. السينمائي السوريّ لم يتوقّف عن تقديم الفيلم تلو الآخر منذ شريطه الأوّل «نصف ملغ نيكوتين» وصولاً إلى «حرائق البنفسج» (المؤسسة العامّة للسينما) الذي يستعد للبدء بتصويره خلال أيام، ليكون سادس أفلامه الروائية الطويلة في بلد لا يعدّ الإنتاج السينمائي الكثيف إحدى ميزاته.

لا كثير يُحكى عن «حرائق البنفسج» حالياً. يكفي أن نذكر بعض الحيثيّات: نساء في زمن الحرب، سيارة تنفجر في شارع 29 أيار وسط دمشق، نعامة تنفلت راكضةً في ساحة المرجة، فتاة تخرج من السجن وتهرب من أخيها لتختبئ في صالة سينما، حادثة سرقة وسط احتفالية موسيقية في الشارع، مدجنة...

في حديثه لـ «الأخبار»، يصف عبد العزيز «حرائق البنفسج» بأنّه «محاولة أخرى لرمي حجر في المستنقع السوري المخبول». لا غريب أن تتصدّر أسماء مثل «أم محمد» و«أبو علاء» و«أبو جعفر» قائمة ممثّلي «حرائق البنفسج». لطالما فضّل صاحب «دمشق مع حبّي» الكاستنغ غير التقليدي، حتى مع الممثّلين المعروفين (الراحل ياسين بقوش في دور عارض الأفلام الصامت في «نصف ملغ نيكوتين»). هكذا توضع شخصيات من الحياة بكل بهائها وعفويتها واختلافها أمام الكاميرا، رغم ما يتطلّبه ذلك من جهد مضاعف في إعداد الممثل «الخام» وتهيئته للوقوف أمام عدسة وائل عز الدين.

يروي العمل مصائر نساء

في زمن الحربيقول عبد العزيز: «حالياً هم مجرد بالون اختبار، إذا صحّ التعبير. في المستقبل سيكونون كل الفيلم. سأستوقف أناساً في الطريق لأسألهم: هل تريدون التمثيل في فيلمي المقبل؟». الممثّلون المحترفون حاضرون أيضاً، منهم رنا ريشة، نانسي خوري، ولاء عزام، جفرا يونس، أكثم حمادة، شادي مقرش.

إذاً، يواصل محمد عبد العزيز البحث في يوميّات أهل المدينة وروّاد زواياها ودروبها. يحفر الإسفلت وينبش الطرق الترابية ويدخل أقبية المهمّشين متّجهاً نحو «سينما الشارع» أو «سينما القاع». يجول في المدينة بأساطيرها وحاراتها وشخصيّاتها الصارخة. استكشاف العالم السفلي لدمشق اليوم يبدو مغرياً، وهو ما يتضّح بشكل لافت في فيلمه «الرابعة بتوقيت الفردوس» (2014) الذي يتوقع أن تشهد «دار الأوبرا» الدمشقية عرضه الأوّل أواخر هذا الشهر. وصف الفيلم مقتضب بعكس زمنه الطويل نسبياً: مصائر سبع شخصيات تتقاطع خلال يوم واحد في المدينة التي تتأرجح بين الحياة والموت والأسطورة. نسأله عن حضور روّاد الواقعية الإيطالية والتأمل الإيراني والمكسيكي أليخاندرو غوانزاليس إيناريتو في أفلامه من خلال رصد القاع والألم والخيوط المتشابكة والمسارات المتوازية، فيرفض ذلك مبيّناً: «لم أتأثّر بالمعنى الحرفي بأيّ نمط أو اسم. أتأثّر بالصور الجانبية الهامشية. في طفولتي، حيث نشأت في بيئة الشمال، كان حضور الصور شحيحاً: الأسد الرابض على دستة ملاقط الغسيل، الفتاة ذات الابتسامة الدائمة على علبة «البوتيفور» المعدنية، والأطفال السعداء على غلاف العلكة المخصصة للفقراء. أضف إلى ذلك انطباعاتي عن ذلك المناخ المتفرّد: التفاحة التي دسّتها والدتي في وحل الحائط كتعويذة، ومقبض سكين ذبح الأغنام الخاص بزوج عمتي الأقرع، والطريق الترابية الطويلة والمتعرّجة إلى أسفل التلة حيث قبر والدي. أنجزتُ منذ سنوات نصّاً بعنوان «الكائنات التي أحرقت الجنّة». هو خليط من الذاكرة البعيدة حيث سحالي «الغمغموك» في غفلة من الإله أضرمت النار في الفردوس حسب الاسطورة القروية المتداولة في شمال سوريا. كنّا نمزّق تلك السحالي بالحجارة ونتقرّب من السماء بسحق أكبر عدد منها. وفي الليل، تتفجّر أحلامنا بالسحالي الممزّقة والضفادع المصلوبة وفراخ العصافير ذات المناقير الصفراء. الذاكرة الشخصية مجرد دافع أو محرّض لإنجاز نص ما. لم أتناولها بحرفيتها في أفلامي، في المستقبل ربّما تغريني الأوتوبيوغرافيا».

إذا كان الأمر كذلك، ماذا عن حضور النسيج السوري في أفلام المخرج ذي الأصول المتنوّعة؟ أكراد وأرمن ويهود ورهبان وشيوخ يمثلون أمامنا على الشاشة. يجيب: «إنّه مناخ خصب، وحضور هذا النسيج مستمرّ في أفلامي طالما أنّه واقع، وربّما لجذوري المختلطة بين الكردية والأرمنية والعربية. هذا الكنز متعدد الأطياف بدأ يتحلّل آنياً في ظل دوّامة العنف والتجاذب والاستقطاب الشديد الذي نعيشه اليوم. لكن، على الأرجح، سيعود ويتناغم بطريقة ما لكن ليس في المستقبل القريب».

الأخبار اللبنانية في

05.05.2014

 
 

أحمد راشدي: مخرج الثورة الجزائرية

زهور غربي/ الجزائر 

ولد أحمد راشدي (1938، الصورة) ليعايش لاحقاً حركة التحرير الجزائرية. لذا، جاءت أعماله لصيقة بالثورة. ورغم أنّ للمخرج رؤيته الخاصة التي قد يتفق معها بعضهم، ويختلف معها آخرون، إلا أنّ لا أحد يختلف في القيمة المضافة التي تحقّقها هذه الأعمال للذاكرة والتاريخ الجزائريين. قبل أسابيع، أنهى راشدي تصوير فيلمه الجديد حول العقيد لطفي الذي يرصد مسيرة الشهيد دغين بن علي (1934ــ1960). يقول لنا: «يتناول السيناريو مسيرة الشهيد مناضلاً في صفوف جيش التحرير الوطني، ومثقفاً متبصراً، ومستشاراً للزعيم فرحات عباس، ما جعله شخصية مميزة رغم مسيرته القصيرة نسبياً خلال الثورة التحريرية». كتب سيناريو العمل الصادق بخوش، وجرى التصوير في بشار وتلمسان والعاصمة.

وقد وقع اختيار المخرج على الممثل الشاب يوسف سحايري لتجسيد دور العقيد لطفي.

حين نتحدث عن المشاريع السينمائية التاريخية قيد التحضير في الجزائر، يصبّ صاحب «طاحونة السيد فابر» جام غضبه على مَن فكر في جلب مخرج أجنبي (الأميركي شارل بورنيت) لإنجاز عمل وطني بحجم فيلم «الأمير عبد القادر». يقول: «إذا كان هذه هو الحل، فلا أدري إن كان هذا يخدم التاريخ والذاكرة الجزائريين.

أنهى فيلمه عن العقيد لطفي ويبدأ قريباً بتصوير «أسوار القلعة السبعة»

هل يمكن أن تستورد أميركا مخرجاً جزائرياً ليقدم فيلماً عن جورج واشنطن؟». وعن سبب اعتذاره عن عدم إخراج فيلم الأمير، يجيبنا: «اعتذرت لأنه لا يوجد سيناريو. أسئلة كثيرة تطرح رغم أني لست ضد أحد. من أي زاوية سنتناول شخصيته، لأنه متعدد الشخصيات، هو المكافح والشاعر والكاتب، فرنسا مثلاً أنتجت 93 فيلماً عن نابليون. ما يهمنا الآن كيف ستكون رؤية المخرج الأجنبي إلى هذا العمل، ومن كتب السيناريو الذي يعتبر 50 في المئة من الفيلم؟ لمن تكون البطولة؟ وكيف سيكون الترويج لهذه الشخصية؟». لعل أقرب المشاريع للتنفيذ فيلم «أسوار القلعة السبعة» المقتبس عن كتاب لمحمد معارفية عن الثورة الجزائرية، لكنها غير مقترنة بشخصية معينة. يوضح: «أعتبر الكتاب أفضل ما أُنتج عن الثورة الجزائرية. أخذنا الموافقة من وزارة الثقافة وسنبدأ قريباً التصوير الذي من المقرر أن يكون في سدراتة في ولاية سوق أهراس».

الأخبار اللبنانية في

05.05.2014

 
 

حوار مع مخرجَين.. لدى الفلسطيني ما يحكيه

محمد بنعزيز (آكادير) 

ضمن فعاليات الدورة السادسة (28 نيسان ـ 4 أيار 2014) لـ«المهرجان الوثائقي بآكادير»، قدّمت رشا الشطي (مبرمجة أفلام في «مهرجان تورنتو» في كندا) «ماستر كلاس» عن كتابة الفيلم الوثائقي، بدأته بالتعليق على أفلام عُرضت، كاشفة عن متابعتها المخرِجَين الفلسطينيين جمال خلايل ومهدي فليفل، ومتحدّثة عن جهودهما لتقديم وجهة نظر شخصية في أفلامهما. وميّزت في منهج الكتابة الوثائقية بين من تخرّجوا من مدارس السينما وهم يحرصون على كتابة أفلامهم قبل تصويرها، وبين عشاق السينما العصاميين الذين تتوفّر لهم فكرة ويشرعون في تصويرها. ثم حاورت فليفل مخرج فيلم «عالم ليس لنا»، الذي تُوّج في الدورة السابقة للمهرجان. قال فليفل إنه يوجد إحساس وفكرة سائدة مفادها أنه «عندما تكون فلسطينياً، يكون لديك ما تحكيه». ردّاً على ذلك، قال إن اللجوء يساعد، متحدّثاً عنه كمصدر إلهام، ومذكِّراً بالعالم الكافكاوي في مخيم «عين الحلوة» في لبنان. هناك يقطن سكان استيقظوا ليجدوا أنفسهم مطرودين من دون أن يوجد شرطي يشكون إليه ما حصل لهم.

بالنسبة إلى فليفل، فإن اللجوء يتيح له مسافة تسمح بإلقاء نظرة من بعيد. قد يكون فخّاً، وقد يكون محرِّضاً على الإبداع. نفى فليفل أن يكون في ذلك أي شعور بوضع الضحية بالنسبة إليه، والسبب كما قال: «لم أختر أن أكون لاجئاً».

حاورت السلطي أيضاً جمال خلايل، مخرج «شو قصتك؟» رفقة بولين كربوني. قال خلايل (من فلسطينيي الـ48) إنه لم يرغب في تصوير أفلام عن الفلسطينيين، لأن هناك مئات الأفلام الوثائقية عن مخيمات اللاجئين، في كثير منها نظرة بكائية، بينما هو يريد تجاوز تكرار نظرة الضحية. لم يرد كذلك تصوير إسرائيليين من اليسار يتكرّمون بمناصرة حقّه في الوجود. يريد تقديم شيء مختلف. لذلك، صوّر متشدّدين يمينيين ينكرون وجوده، وصوّر أشراراً غير متسامحين يدافعون عن تصوّراتهم المناهضة للحقّ الفلسطيني. لذا، فإن «شو قصتك؟» فيلم سياسي، يُفكِّك فيه المخرج، من خلال أسئلته المستفزِّة والعميقة، الرواية الصهيونية.

في مداخلة لي، سألتُ جمال خلايل عن مراحل كتابة السيناريو وصعوباتها كتابة، فنصح بما يلي: تسجيل المواضيع التي يعتبرها مهمّة وساحرة بالنسبة إليه. كتابة «ساينوبسيس». القيام ببحث وتوثيق حول الموضوع المختار، ثم باستنطاق التجربة الشخصية لإيجاد صلة بينها وبين الموضوع المختار هذا، فـ«التجارب الشخصية تضيء». القيام ببحث بالكاميرا، أي تصوير مادة الموضوع، و«هنا، تحْضُر صدف كثيرة». مشاهدة ما تمّ تصويره للاشتغال على الفكرة الأولى وتحسينها. وهذا كلّه يُخالف نهج مدارس السينما، حيث يكتب المخرجون السيناريو أولاً. هنا، تدخّل فليفل مُضيفاً: «لا تكتب منذ البداية. ابحث عما يستهويك ويسحرك. بعد التصوير ومشاهدة المادة، يبدأ الخيال في إعادة الكتابة. عادة، تبدأ الكتابة في مرحلة المونتاج. وعندما يكون هناك في فيلمك صوت خارجي (Voix Off)، يجب تدقيق الكتابة».

انتهى الـ«ماستر كلاس» في جو ثقافي راق. جلست أحرّر تغطيتي. لاحظت، من خلال الأفلام التي عرضت، تفاوتاً في المستوى. سجّلت في بعض الأفلام استسهالاً للوثائقي. من خلال تدخّلات المخرجين، يتّضح أن هناك جرعة زائدة من الصدفة. هذا يجعل أفلاماً وثائقية كثيرة تشبه الريبورتاجات، كـ«أبي ما زال شيوعيا، أسرار حميمة للجميع»: إنه عبارة عن فيلم «فوتوشوب» لصُوَر العائلة، غرضه كشف ما أسماه المخرج أحمد غصين «الحميميّ». وبما أنه عموميّ، فهو مضجر.

السفير اللبنانية في

05.05.2014

 
 

زوجة رجل مهم

محمود عبدالشكور 

أحببت دوما أن أنظر الى فيلم "زوجة رجل مهم" باعتباره، وبالأساس، مرثية للرومانسية الضائعة قبل أن يكون إدانة للدولة البوليسية، أردت أن أرى الحكاية بأكملها من وجهة نظر بطلته منى (ميرفت أمين)، لا من وجهة نظر هشام (أحمد زكى) التى تناولتها كل المقالات المكتوبة عن الفيلم، نعم نحن أمام فيلم سياسى بامتياز يدين نموذج الدولة البوليسية ممثلة فى رجل أمن الدولة فى عز سطوة أمن الدولة، ولكن أرجو ألا تنسى أن الفيلم عنوانه "زوجة رجل مهم"، منى إذن هى مفتاح الحكاية، والضوء الأهم الذى يكشف مأساة هشام، إنها الرومانسية القادمة من زمن الستينات، وعصر عبد الحليم، تقول "أهواك" فيرد هشام "أمتلكك"، السبعينات المتوحشة تواجه زمن الرومانسية وتسحقه سحقا، وإذا كان هشام ينتحر فى النهاية بعد أن فقد السطوة، فإن مأساة منى أعقد وأقوى، لقد فقدت نفسها وعصرها وحلمها وجنينها، فأصبحت معلقة فى الفراغ، تقتل وقتها بالورق، ميتة على قيد الحياة، منى شخصية تراجيدية من طراز رفيع، خطأها بالزواج من هشام سببه بحثها عن فارس وحكاية حب مثل أغنيات عبد الحليم، لم تدرك أن لقاء الستينات والسبعينات مستحيل، لم تأخذ بالها أن وفاة عبد الحليم ليست نهاية شخص أو مطرب عظيم، ولكنها نهاية عصر بأكمله، إنها حكاية حب مجهضة قتلتها القوة، حكاية غرام فاشلة لإنسانة وللوطن ( الضابط يزعم أن يفعل كل شئ من أجل البلد .. ) ، أرجو أن تلاحظ مشهد سابق هام هو انتحار فتاة حزنا على وفاة عبد الحليم حافظ تمهيدا لنهاية مأساوية، محمد خان ليس من هواة إغلاق الأقواس أو النهايات العاصفة، ولكن مقدمات الفيلم فرضت نهايته، لأن زواج السبعينات من السيتينات كان باطلا من الأساس.

"زوجة رجل مهم" من زاوية مأساة منى هو الحزن الشفيف والرثاء الموجع لموت الرومانسية تحت سنابك القوة والسلطة، تراجع الأغنية فى مقابل المسدس، انهيار الحلم فى مقابل قسوة الواقع وخشونته، الفارس الجديد مزيف يستمد قوته من منصبه، يراقب فتاته مثلما يراقب مشبوها، كان مستحيلا أن يثمر الزواج طفلا، لأنه لقاء مستحيل بين زمنين وعصرين ووجهتى نظر فى الحياة وفى تاريخ مصر، كان أمرا ذكيا أن يترجم ذلك على الشاشة باختيار ميرفت أمين تحديدا للدور (إحدى رموز رومانسية السبعينات وإحدى البطلات اللاتى غنى لهن عبد الحليم)، واختيار أحمد زكى لدور الضابط (وهو أحد أكثر الوجوه التى تعيدك الى الواقع بكل تفاصيله)، ينحاز الفيلم بكل وضوح الى رومانسية منى، وسيبعثها محمد خان قوية ونقية فى فيلم "فى شقة مصر الجديدة"، وينحاز الفيلم أيضا الى زمن الحلم فى الستينات ( واقعيا كانت الستينات هى العصر الذهبى للرومانسية وللحلم ولكنها شهدت ايضا بداية الدولة البوليسية وهى مفارقة عجيبة ومزعجة وكأن ثنائية الفيلم قديمة جدا ولا تقتصر على السبعينات والثمانينات)، كما يدين وبقوة الدولة البوليسية ( الضابط قادته من زمن عبد الناصر، وهو ارتكب جرائمه فى عصر السادات، وانتحر فى عصر مبارك)، يقول الفيلم فى مغزاه السياسى إن لعبة القوة لا تقتل الآخرين ولكنها تقتل من يلعبها أيضا، النظام نفسه يلفظ الضابط الخائب، يراه أقل كفاءة من أن يكون مفيدا له، ولا يبقى فى الذاكرة سوى صدى أغنية عذبة كان غيابها بداية المأساة: "أهواك"...

Mahmoud Abd El Shakour

صفحة الناقد على الـ Facebook في

05.05.2014

 
 

بالصور.. أشهر المشاهد المحذوفة من أفلام هوليوود بمصر منذ 1994

كتب: ريهام جودة 

«مقص الرقيب» هو الآداة الأشبه بالبطاقة الحمراء التي يشهرها حكم المباراة في وجه لاعب أبدى سوء سلوك أثناء لعبه، فيكون عقابه الصارم الخروج من المباراة مما قد يؤثر سلبًا على فريقه.

هكذا أثر حذف بعض المشاهد من فيلمي The Wolf of Wall Street، American Hustle، اللذين عُرضا في مصر مؤخرًا، على متابعة الجمهور للفيلمين، حيث تسبب حذف ما يقرب من 40 دقيقة من الفيلم الأخير، الذي تبلغ مدته الأصلية 180 دقيقة، في عدم فهم الجمهور لأحداثه وفقدان حماس المتابعة.

وتضمنت المشاهد المحذوفة ظهور بطل الفيلم، ليوناردو دي كابريو، عاريًا في الفراش مع الممثلة، مارجوت روبي، وهو مارآه الجمهور كاملًا بعد تحميل الفيلم دون حذف من خلال أحد مواقع الإنترنت.

أما الفيلم الثاني American Hustle حُذفت منه مشاهد حميمية بين الممثلة إيمي أدامز وبطل الفيلم كريستيان بيل، وكذلك مشاهد تعري للممثلة جنيفر لورانس، إلا أنها لم تؤثر على فهم الأحداث بشكل كبير كما حدث مع The Wolf of Wall Street.

«المصري اليوم» تقوم بتناول عدد كبير من المشاهد السينمائية التي تم حذفها من أعمال عرضت في مصر خلال الـ20 عاماً الماضيين.

ففي العام الماضي شهد أكثر من فيلم سينمائي حذف مشاهد مهمة، من ضمنها فيلم Anna Kareninak، المقتبس عن رواية ليو تولستوي الشهيرة التي تم اقتبساها في الفيلم المصري «نهر الحب»، وعلى الرغم من تناول الفيلم لخيانة زوجية إلا أن الرقيب قام بحذف كل مشاهد القبلات التي تجمع أنا كارنينا بحبيها أليكسي.

وفي سياق مختلف وبعيد عن المشاهد الجنسية، قام الرقيب بحذف مشهد كامل ممتد لخمسة دقائق يتم فيه تعذيب البطل في فيلم Django Unchained من بطولة جيمي فوكس وليوناردو دي كابريو.

وكذلك فإن فيلم Flight للممثل دانزيل واشنطون، الذي يدور حول طيار مدمن للخمور، تم حذف الكثير من المشاهد التي يقوم البطل خلالها بالشرب أو تناول المخدرات، مما جعل الكثير من الأحداث غير مفهومة.

وتتعدد مشاهد هوليوود التي تحذفها الرقابة المصرية، مثل حذف مشهدًا مدته 50 ثانية من الفيلم الشهير Twilight، عندما قام مصاص الدماء، إدوارد، بجذب حبيبته البشرية، بيلا، وتقبيلها، لكن المشهد تم تحميله عبر موقع YOUTUBE وطرحه للجمهور ليشاهده دون حذف.

وكان مقص الرقيب حادًا كالسكين في فيلم Troy، حيث حذف منه عدة مشاهد خاصة بإقامة أكيليس القائد الإسبرطي، الذي قام بدوره براد بيت، علاقة مع الفتاة برسيس، ابنة أخ ملك طروادة، كما حذفت الرقابة المشاهد الجنسية الصريحة بين أورلاندو بلوم، وديان كروجر، التي تجسد دور هيلين زوجة ملك إسبرطة مينيليس التي تقع في غرام أمير طروادة باريس، وتقيم علاقة جنسية معه فتندلع شرارة الحرب بين المدينتين طوال 10 سنوات، كما حدث تاريخيًا.

ولاقى فيلم The Da Vinci Code بطولة توم هانكس، اعتراضات من الكنيسة حيث تظهر بعض أحداثه وقائع مخالفة للعقيدة المسيحية، على رأسها زواج السيد المسيح من مريم المجدلية، لكن الفيلم طاله مقص الرقيب في مصر لأسباب أخرى حيث تم حذف عدة مشاهد يظهر خلالها أحد الكهان ملقى على الأرض عاريًا، إلى جانب مشاهد أخرى يقف فيها عاريًا قبل العثور على جثته مقتولًا، وتم حذف المشاهد لمخالفتها للآداب العامة إلى جانب تعارضها مع صورة القساوسة التي يجب أن تقدم بشكل جيد.

وكان المقص يقف بالمرصاد لفيلم American Beauty، الذي عرض في مصر، عام 1999، حيث تم حذف مشاهد خاصة بحلم للبطل كيفين سبيسي، بأنه يقيم علاقة مع بطلة الفيلم، ثورا بيتش، كما أن أفيش الفيلم الأصلي الذي تظهر خلاله «ثورا» وهي عارية تمامًا ومغطاة بالورود الحمراء لم يتم طرحه في مصر.

وحذف الرقيب أحد مشاهد كاميرون دياز من فيلم There is Something About Marryحيث تظهر وهي تخلع ملابسها لترتدي مايوه بحر، ويتابعها عبر النافذة شخصان، كما ظهرت «دياز» طوال الفيلم مرتدية المايوه أو ملابس مثيرة.

أما المشهد الأكثر شهرة في تاريخ مقص الرقيب هو العلاقة الحميمية بين كيت ونسليت، وليوناردو دي كابريو، داخل عربة صغيرة على متن السفينة في فيلم TITANIC، كما تم حذف مشهد تعري «كيت» تمامًا أثناء قيام «دي كابريو» برسم صورة لها مرتدية قلادة.

وتعد أفلام الممثل ليوناردو دي كابريو من أكثر الأفلام التي طالها مقص الرقيب في مصر حيث حذفت الرقابة مشهدًا عاطفيًا له في فيلم Gangs of New York، عام 2002، مع الممثلة كاميرون دياز، حيث يكتشف وجود ندبة كبيرة على بطنها، أثناء إقامة علاقة معها، مما يضطرها إلى أن تحكي له عن حملها من الجزار الذي يجسد دوره الممثل الأيرلندي، دانييل داي لويس، وقيامه بإجهاضاها بفتح بطنها وإخراج الجنين.

ويأتي الفيلم الأشهر في حياة نجمي هوليوود براد بيت وأنجلينا جولي Mr & Mrs Smith حيث تم حذف عدة مشاهد حميمية بين البطلين اللذين بدأ علاقتهما العاطفية خلال تصوير الفيلم.

وإذا كان مقص الرقيب يتمحور دوره في حذف المشاهد التي تتعارض مع معايير الرقابة، إلا أن هناك أعمالًا لم تجرؤ شركات التوزيع على طلب حق عرضها من الأساس، ولم تفكر كذلك في مخاطبة الرقابة على المصنفات الفنية بهذا الشأن، لأنها تعرف موقفها من البداية كونها تتعرض لقضايا تتعارض وقيم المجتمع والشريعة الإسلامية وغيرها من العقائد، خاصة حينما تتناول تلك الأفلام موضوعًا شائكًا مثل المثلية الجنسية، كما حدث في فيلم Brokeback Mountain، الذي حصل على عدة جوائز أوسكار، لكن محتواه كان مخالفًا لقيم المجتمع.

المصري اليوم في

05.05.2014

 
 

استقرار حالة سعيد صالح الصحية.. وبقاؤه بالمستشفى

كتب – أحمد السنهورى:

غادر الفنان سعيد صالح غرفة العناية المركزة صباح أمس الأول بعد أن استقرت حالته الصحية عقب سيطرة الأطباء على مرضه من خلال تقديم الإسعافات الأولية اللازمة له.

كان صالح تعرض لأزمة صحية حادة مساء الجمعة الماضية جعلته يتقيأ دما من فمه ويتصبب عرقا بشكل مستمر إثر هبوط حاد ونزيف بالمعدة وهو ما دفع زوجته للاتصال بالفنان سامح الصريطى وكيل نقابة الممثلين الذى نصحها بنقله إلى مستشفى مجاور لمنزله بمدينة الشيخ زايد لحين اتخاذ النقابة إجراءات علاجه بمستشفى القوات المسلحة بكوبرى القبة.

وأكد الفنان أشرف عبدالغفور لـ«الشروق» أن الحالة الصحية للفنان سعيد صالح استقرت تماما ولكنه لم يغادر المستشفى حتى الآن بسبب خضوعه لبعض الفحوصات والإجراءات الوقائية التى تجنبه التعرض لهذه الأزمة مجددا.

وتابع عبدالغفور: نتابع حالة الفنان الصحية أولا بأول من خلال التواصل مع زوجته وابنته داخل المستشفى ومن خلال تقارير الأطباء التى أفادت حتى الآن تجاوزه الأزمة التى أصابته. وأشاد عبدالغفور بدور الفنان هانى مهنى رئيس اتحاد النقابات الفنية وبالاستجابة الفورية من جانب المسئولين بمستشفى القوات المسلحة الذين لم يترددوا لحظة فى استقبال الحالة وتوفير الرعاية التامة والعلاج لها حتى خروجها من الأزمة وقد ساهمت سرعة استجابتهم فى السيطرة على حالة صالح مبكرا والسيطرة على الفيروس الذى أصابه فى معدته.

نشر فى : السبت 3 مايو 2014 - 1:12 ص

تدهور صحة الفنان سعيد صالح ودخوله العناية المركزة

بوابة الشروق

تعرض الفنان سعيد صالح، لأزمة صحية حادة، نقل على إثرها لغرفة العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة في القاهرة.

وكان الفنان سعيد صالح، قد تعرض "لهبوط مفاجئ وعرق شديد وقيء دم"، ويخضع حاليًا للعلاج المكثف والملاحظة من قبل الأطباء.

وقال الفنان سامح الصريطي، وكيل أول نقابة الممثلين، في تصريحات صحافية، بحسب موقع «العربية نت»، إن النقابة تقوم بالإشراف على علاج الفنان سعيد صالح، بالمستشفى.

يذكر أن الفنان سعيد صالح، قد شارك في أكثر من 500 فيلم سينمائي، وعشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية، كما شارك الفنان الكوميدي عادل إمام، في الكثير من أعماله السينمائية، واشتهر بخروجه عن النص في الكثير من مسرحياته.

الشروق المصرية في

05.05.2014

 
 

محمد خان:

التليفزيون المصري يشتري أفلامنا بأبخس الأسعار..

فلماذا أظهر فيه؟

كتب : نجلاء أبوالنجا 

قال المخرج الكبير محمد خان إنه يرفض الظهور في التليفزيون المصري بسبب سياساته في شراء الأفلام، وارتفاع أسعار الإعلانات به، وكتب "خان" على صفحته الشخصية بـ"الفيس بوك": "بيتقالى ساعات ليه مبتظهرش فى التليفزيون المصرى.. هل عشان مبيدفعش فلوس؟.. ده أحد الأسباب ولكن السبب الحقيقى هو إن التليفزيون المصرى بيشترى أفلامنا بأبخس الأسعار وبيدفعنا للإعلانات عن أفلامنا دم قلبنا.. يبقه قولولى أطلع ببلاش ليه؟.. مؤخرا أنا وبعض فريق "فتاة المصنع" ظهرنا مجاناً فى عدة برامج وقنوات بشرط عرضهم مقدمة الفيلم وأغنية الفيلم وبعض المشاهد من الفيلم.. ده كان المقابل اللى أفاد الفيلم فى الأساس.. غير كده أى برنامج فى أى قناة هوه اللى بيستفاد من استضافة أى فنان وبيكسب لبرنامجه مبالغ طائلة من الإعلانات، يبقه الواحد يجامله ليه؟.. معقول الكلام ده".

الوطن المصرية في

05.05.2014

 
 

الجزائري محمد الزاوي في فيلمه «عائد إلى مونلوك»

العودة إلى المكان المعادي 

كاظم مرشد السلوم 

بعد خمسين عاما على مغادرته سجن ومعتقل مونلوك في مدينة ليون الفرنسية يعود مصطفى بودينة الى المعتقل ذاته ليروي قصة نضال، وأعوام معاناة، ومطاردة شبح الموت إعداما بالمقصلة، المقصلة التي ظلت فرنسا تستخدمها كأبشع وسيلة للإعدام  الى فترة متأخرة من القرن العشرين. 

المكان المعادي، هو السجن، المنفى، الطبيعة الخالية من البشر، الغربة، فكيف يمكن أن يحن إنسان إلى مكان معاد، عاش أسوأ أيام حياته فيه، انه حنين الذكريات وتذكر الرفاق الذين أعدموا في هذا المكان البشع. 

إدانة تاريخية

الفيلم يقدم إدانة تاريخية إلى فرنسا ديغول، ديغول الذي وافق على أحكام كثيرة  بالإعدام، لكنه لا يوافق على طلب العفو الذي يتقدم به محامو دفاع جبهة التحرير، بل يقول لهم" استمعت إلى طلباتكم، وسأرد عليها لاحقا، سأرافقكم إلى الباب" لكن الأحكام تنفذ من مبدأ" 
أن فصل رأس رجل أمر مقبول امام مبرر الدولة"، وكان ديغول هو الدولة من خلال مؤسسة رئاسة.

المحكي مجرد تأريخ ناقص

يصل مصطفى بودينة الى المعتقل يرافقه مديره الحالي، السجن تحول الى مكان للذاكرة، بعدما كان مكانا للموت.

لكن حتى هذه الذاكرة لا تعطي فترة اعتقال الثوار الجزائريين حقهم بل تغيبهم، كل ما موجود فقط اربعة أسطر عنهم،  على الرغم من إعدام 11 رجلا من العام 1956للعام 962 ، ففرنسا لا تريد أن تذكر بما يعبر عن قسوتها ضد مناضلي الجزائر، ولا توجد جمعيات تطالب الدولة بالاعتراف بهذه الفترة ، اذن المحكي هو مجرد تاريخ ناقص . 

طلب العفو قد يكون سببا في سرعة تنفيذ الإعدام وليس محاولة للإنقاذ ، إذ ان  تنفيذ الحكم يتم حسب الأسبقية، ومصطفى بودينة حكم عليــه قبل الشاب ذي الثمانية عشر ربيعا خليفي عبد الرحمن .

يقول مصطفة بودينة "حين جاء الجلادون. كنا نسمع وقع أقدامهم، كان من المفترض أن أكون أنا من يذهب للمقصلة، خليفي صرخ علي انهم يأتون لأخذك، لكنهم توقفوا أمام زنزانته واقتادوه الى المقصلة" وتوالت الإعدامات ووصل عدد من أعدم إلى 11 معتقلا ، كان التنفيذ يتم أمام بقية المعتقلين، حين سقط رأس خليفي وبدأ ينط ككرة مطاطية، حاول أحــدهم الانحناء عليه وتقبيله، لكن الحرس منعــــــوه . 

خوف يومي طيلة فترة الاعتقال وأسوأها هي فترة ما بعد النطق بالحكم، كل ليلة تطارد أشباح الموت المعتقلين، وقع خطى الحرس في الفجر تعني أخذ أحدهم إلى المقصلة. التعذيب يمارس ضد الجميع وبعنف. في يوم ما يستدعى مصطفى بودينة إلى غرفة مدير السجن ويطلق سراحه، وليأتي بعد شهرين من ذلك اتفاق جبهة التحرير مع الحكومة الفرنسية لينقذ حياة 5000 معتقل من مقصلة الموت . 

الفيلم الوثائقي ومهمة التوثيق

نجح  محمد الزاوي، في توثيق فترة مهمة أراد لها البعض أن تغيب، تعامل مع ذلك بحرفة كبيرة، خصوصا في انتقاء المتحدثين والشهود على تلك الفترة، محامو دفاع فرنسيون، صحفيون ومؤرخون جزائريون وفرنسيون. وبالتأكيد دخوله المعتقل وتصوير زنزاناته برفقة مصفى بودينة، وفضحه وإدانته لقسوة الدولة او الجمهورية الفرنسية في تلك الفترة . 

التعامل مع البطل 

لا يمكن أن يتصرف البطل الحقيقي في الفيلم الوثائقي  بتلقائية من دون تعامل محسوب بدقة من قبل مخرج العمل، والعلاقة الحميمة التي تربط المخرج بالبطل. وثقة البطل بالمخرج هي التي تجعله يكون تلقائيا في أدائه من دون خوف من الكاميرا، التي ربما يكون قد وقف أمامها لأول مرة .

محمد الزاوي ترك بطله يتصرف بتلقائية، لم تكن ثمة أسئلة توجه إليه ، بل كان يتحدث في الوقت الذي يحتاج الموقف إلى حديث ويصمــت ليجعل المكان المعـــــادي. جدران الزنزانات، أبوابها، هي التي تتحدث. فكان أداء بطله متكاملا، وربما تكون لحظة حديثه عن اقتياد أحد رفاقه إلى المقصلة بدلا عنه من أكثر اللحظات تأثيرا في الفيلم . 

عناصر اللغة السينمائية

لم يتوفر المخرج محمد الزاوي على إمكانيات إنتاج عالية، بل صور فيلمه كاملا بكاميرا محمولة، جاءت حركاتها متناغمة مع الحدث المروي، لذلك تشعر أنك لست بحاجة إلى أكثر من التصوير بهذه الكاميرا وبهذه الطريقة. كل عناصر اللغة السينمائية متوفرة في الفيلم، لكنها ضمن السياق البسيط، السهل الممتنع الذي أراده الزاوي لفيلمه .

الجهد المبذول في انتقاء المتحدثين كان واضحا، خصوصا أن أكثر من خمسين عاما مرت على الحدث. وبالتأكيد هناك صعوبة كبيرة في العثور على شهود من تلك الفترة، والأصعب منها إقناعهم بالحديث . 

استخدم المخرج ممثلا شابا يروي بعض أحداث تلك الفترة، استطاع أن يؤدي بطريقة جيدة، يدعمه في ذلك فنان تشكيلي تتناغم رسوماته مع ما يرويه البطل الشاب، وكان وجود الاثنين مبررا جدا لدعم رحلة العودة الى مونلوك . 

تأويل النص المرئي

ربما يكون النص المرئي الروائي هو الأكثر توفرا على تأويلات يمكن للمشاهد قراءتها أو استشعارها بعد المشاهدة. وهو بالتأكيد أمريتوفر عليه الفيلم الوثائقي كذلك، فكم مكان يشبه معتقل مونلوك ، وكم من مناضل غيب ليس من قبل جلاديه فقط، بل من قبل بلده، وربما رفاقه. وكم معتقل مثل الذي يتحدث عنه فيلم محمد الزاوي موجود الآن في عديد البلدان العربية، يغيب حرية الناس ويخطف أرواحهم، لذلك بالإمكان تأويل النص المرئي لمحمد الزاوي بتأويلات عدة ، تخضع لثقافة ولفكر المشاهد .

أخيرا فان الفيلم الجزائري الوثائقي "العودة الى مونلوك " لمحمد الزاوي فيلم مهم يؤرخ مرحلة مهمة من حياة رجال ضحوا بحياتهم وحريتهم من أجل أن تنعم بــــلادهم بــالحـــرية وهــو مــا تحقـــق فعــــلا . 

الصباح العراقية في

05.05.2014

 
 

ستالين بالألوان!

محمد موسى 

في مشهد أرشيفي نادر من جنازة القائد الشيوعي فلاديمير لينين في عام 1924، يظهر خليفته ستالين، والذي كان وقتها عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي، وهو يحمل مع مجموعة من المقربين من لينين، تابوت هذا الأخير. كان ستالين وقتها في السادسة والأربعين من العمر، بشارب أسود كثيف لن يفارقه حياته كلها، وسحنة جديّة لا تخطئها العين. سيقتل ستالين وبعد بضعة أعوام فقط من زمن الجنازة تلك، كل الذين حملوا كفن لينين معه في ذالك اليوم البارد من شتاء شهر يناير. بل إنه كان يترك أحياناً ملاحظات لفرق إعدامه السريّة، بأن يُمعنوا في تعذيب المدانين وحتى الموت.

إنه "أكبر مُجرم بتاريخ البشرية". هكذا يصف الفيلم التسجيلي الفرنسي "ستالين بالألوان" للمخرجين ماثيو شوارتز، سيرج دي سامبيغيني وإيفان ديميرلاندري، الزعيم الشيوعي المثير للجدل، الذي قُتل في سنوات حكمه ما يُقارب الثلاثين مليون روسي وغيرهم، بعضهم بالإعدامات المباشرة، والكثير منهم نتيجة سياسات وحروب صغيرة وكبيرة وتصفيات عرقية. بقيت سيرة ستالين غامضة وبعيدة عن التشكيك لسنوات طويلة، فانتصاره في الحرب العالمية الثانية حوله إلى أيقونة، وشغل الروس وغيرهم عما اقترفه  في سنوات حكمه قبل الحرب تلك، فالمنتصرون هم الذي يحددون مسيرة التاريخ كما يُقال.

كتُوم، مهووس بالسلطة، كان يخفي قِصره بإرتدائه أحذية بكعوب عالية، ويُصر على الصعود على صندوق خشبي يخبيء تحت المنصة، حتى يبدو طويلاً في خطبه العامة، مُدمن على تناول الفودكا الروسية، وعلى مشاهدة باليه "بحيرة البجع"، والتي كانت تنتج كل عام من أجله. وكان أحيانا يترك المسرح ويذهب إلى "الكرملين"، من أجل توقيع مزيد من أوامر الإعدام. هذه بعض خفايا ستالين التي يعرضها الفيلم التسجيلي، والذي يستند، وبالإضافة إلى المادة الأرشيفية الصورية، على شهادات مقربين من الزعيم الشيوعي وشهادات تاريخية لروس وغيرهم، وصلت للعلن بعد سنوات من رحيل ستالين في مارس عام 1953.

يعثر الفيلم التسجيلي الذي أنتج العام الماضي على مجموعة من الأفلام الملونة النادرة لستالين وزمنه ، لكنه واستكمال المشهد الذي ينوي تحقيقه، سيعرض أيضا أفلاماً صورت بالأسود والأبيض، بعضها شهيرة، وأخرى لم تستهلكها البرامج التلفزيونية التاريخية، كالمشاهد التي صورها ديبلوماسي بريطاني في بداية عقد الثلاثينيات لموسكو، التي كان ينهشها الفقر والظلم وقتها. يصور الفيلم جياعا روسا، بعضهم من نبلاء زمن ما قبل الشيوعية، هائمون بالشوارع بعد أن جردتهم هذه الأخيرة من كل ما يملكون، وآخرون من النخبة المتعلمة الروسية يشحذون على الطرقات بعد أن عاقبهم الحكم الشيوعي بسبب مواقفهم غير الموالية له، كما يعرض الفيلم التسجيلي الفرنسي، أفلام دعائية روسية، صور بعضها تهديم كنائس وقتها (جزء من سياسية قطع الصلة بالماضي الرجعي). تشير هذه الأفلام اليوم، وعند وضعها في موازاة ما سببه حكم ستالين من ثمن بشري، إلى وحشية غير مسبوقة، طالت الإنسان والحضارة.

وستحظى عائلة ستالين باهتمام الفيلم التسجيلي. هي ستقدم هنا كمثال على جنون القائد الشيوعي وطغيانه، فرغم أنه اجتهد كثيراً لإبعاد عائلته عن الأضواء، إلا أن السنوات التي أعقبت موته ستكشف الكثير عن المحنة التي مرت بها العائلة. فابنته حاولت الانتحار مراراً، وزوجته الثانية "ناديا" انتحرت في عام 1932. يقدم الفيلم في هذا السياق مشاهد من التغطيات الرسمية لجنازة الزوجة، والتي أعلن في حينها أن سبب الوفاة كان أزمة قلبية. أما أبناء ستالين فعانوا من الإدمان على الكحول لسنوات طويلة.

وعندما لا تتوفر أفلام  أرشيفية عن حقبات وأحداث معينة، يستعين الفيلم التسجيلي بعشرات الأفلام التي صورتها ماكينة الدعائية السوفيتية وقتها، فالجوع الذي كان يقضي على الملايين في الريف الروسي، تم إعادة إنتاجه إعلامياً ليكمل صورة اليوتوبيا الشيوعية، فيتحول الخراب إلى صور لفلاحين سُعداء يسيرون في حقول خضراء. سيصاحب تلك المشاهد الأرشيفية تعليقات وشهادات من ذلك الزمن، تشير إلى القسوة الشديدة لحياة أبناء الأرياف، والتي لا تختلف عن تلك لأبناء المُدن الكبرى، الذين كُدس كثير منهم في بيوت مُشتركة، وكانوا يقضون أياماً في صفوف طويلة  في البرد الروسي، منتظرين دورهم للحصول على بضائع أساسية، كانت شحيحة كثيراً.

يسير "ستالين بالألوان" على خطى برامج وأفلام تسجيلية من الأعوام الأخيرة مثل : الحرب العالمية بالألوان، وهتلر بالألوان، أي بتوظيفها أفلام أرشيفية نادرة صورت بالألوان في تقديم جديد للقصص والأحداث التاريخية المعروفة. ما يُميز فيلم "ستالين بالألوان"، هو تلك الشهادات التاريخية التي ترافقه والتي منحته الكثير من الإثارة وأحياناً العاطفية الشديدة. فهو مثلاً يستعين بشهادات مثقف روسي أبعد  إلى سيبريا، كواحد من الملايين الذين عوقبوا بالنفي هناك، ليقدم تفاصيل الحياة اليومية في معسكرات الموت تلك. وكيف كانت تلك المعسكرات تجمع متعلمي روسيا ومثقفيها، والذين قضى أغلبهم في صقيع تلك الجهة من الدولة الشيوعية. شهادة أخرى ستصف المشهد في أحد المعسكرات عندما وصل خبر موت ستالين في مارس عام 1953، وكيف أن كثيرين سجدوا على ركبهم وبدأوا في البكاء. فلقد رحل أخيراً المجرم الذي حكم البلد ببدلة الشيوعي العامل لما يقارب من الثلاثين عاماً.

الجزيرة الوثائقية في

05.05.2014

 
 

مهرجان بصمات لسينما الإبداع يكرم "شربتجي" و"رمضان"

حوار لضاوية خليفة 

تستعد مدينة الرباط سهرة الثلاثاء 6 مايو لإطلاق الدورة السادسة من مهرجان بصمات لسينما الإبداع ومعانقة ضيوفها القادمين من 13 دولة عربية، حيث سيتنافس على الجوائز الأربع للمهرجان أزيد من عشرين عملا سينمائيا أمام لجنة تحكيم تضم مخرجين، مهنيين وأكاديميين في مقدمتهم المدير الأسبق لمسرح محمد الخامس الفنان "عبدو المسناوي"، واستكمالا  للخطوة التي بدأها منذ دوراته الأولى سيعقد المهرجان هذه السنة العديد من الاتفاقيات مع بعض المؤسسات العربية والمهرجانات السينمائية، كما سيكرم المخرجة السورية "رشا شربتجي" كأفضل مخرجة عربية ويقف لروح المخرج المصري "محمد رمضان"، ومن خلال هذا اللقاء لـ"عبد الله الحيمر" رئيس مهرجان بصمات لسينما الإبداع سنتعرف بالتفصيل على أهم ما سيميز الدورة السادسة من هذه التظاهرة التي ستدوم إلى غاية 9 من الشهر الجاري.

·        في البداية هل لنا أن نتعرف على منهج وسياسة المهرجان هذا العام وبرنامج دورته السادسة سواء من ناحية الأفلام المنتقاة، شعار الدورة، وعلى ما سترتكز الورشات ؟

مهرجان بصمات لسينما الإبداع وهو يستعد لإطلاق دورته السادسة وضع هذه السنة خريطة طريق متعددة الأهداف ترمي بالأساس إلى إمتاع الجمهوربآخر ما أنتجته السينما والسينمائيون العرب في عالم الفيلم القصير، من خلال برنامج منوع، شامل ومدروس جيدا يراعي أذواق وميول كل فئات المجتمع، كما يواصل المهرجان في مساعيه التي بدأها منذ أول دورة لمد جسور التعاون والتواصل بين المخرجين والمهنيين من مختلف دول العالم العربي للتباحث ومناقشة واقع الإنتاج السينمائي ودراسة إمكانية تجسيد مشاريع سينمائية مشتركة مستقبلا، فمنذ الطبعة الأولى نسعى لتكون المهرجانات حافزا وقاطرة للإبداع، والدفع قدما بالمواهب التي يختزنها عالمنا العربي حتى نعبر بثقافة الصورة عن طموحات وأحلام هؤلاء الشباب الذين يمتلكون رؤية خاصة ومميزة عن واقعهم ومستقبلهم، وبالمقابل ستشكل الورشات التدريبية التي ستقام على الهامش روحا معرفية وتطبيقية لأبجديات السينما في مقدمتها الإخراج وكتابة السيناريو بتأطير من المخرج المصري "روبير عوني"، ومن الفقرات التي استحدثناها هذا العام "نساء مبدعات من الوطن العربي"، فقرة تم التنسيق لها بالتعاون مع مركز شؤون المرأة بغزة حيث سنسعى من خلال بعض العروض لإبراز أهمية الصورة عندما تستغل كسلاح يرصد أدق التفاصيل ويعبر بل يحقق العدالة لنصرة النساء الفلسطينيات من خلال يوميات تختلف في الشكل وتشترك في الجوهر، كما سيكون المهرجان نافدة يطل منها الجمهور على إبداعات أخرى من مصر، الإمارات العربية المتحدة، الجزائر وغيرها، وفي المجمل وصل عدد الدول المشاركة هذا العام 13 دولة، وسيسعى مخرجو الأفلام المنتقاة للظفر بإحدى الجوائز الأربع للمهرجان وهي كالتالي الجائزة الكبرى، جائزة القدس السينمائية، لجنة التحكيم والجمهور، وتشجيعا للأقلام الصحفية ستمنح إدارة المهرجان جائزة "الصحافة الفنية" لأحسن روبورتاج، أو تغطية أو أحسن حوار فني أو سينمائي، حيث سيتحصل الفائز على 10.000 درهم ودرع المهرجان

·        بعد استحداث جائزة نظرة قصيرة العام الماضي، أدرجتم هذه السنة جائزة "القدس" فهل تندرج هذه الخطوة في إطار مساعيكم لتطوير المهرجان وإعطائه أبعادا عربية خالصة ؟

بالفعل المهرجان يحاول أن يجد لنفسه مكانا ويوجد بملامح عربية تجعله يتميز عن باقي المهرجانات المغربية والعربية، ففي الأساس تسعى هذه التظاهرة للدفاع عن قضايانا والقضية الفلسطينية في المقدمة، ولهذا وكالتفاتة بسيطة منا أدرجنا هذه الجائزة والتي تحمل اسم القدس الشريف وقد تم الإعداد لهذه الخطوة التي لقيت استحساناً كبيرا منذ الإعلان عنها بالتعاون مع العديد من المؤسسات الفلسطينية والعربية، ومن خلالها سنعمل على إبراز الهوية العربية للقدس والتنوع الثقافي المغيب للمدينة والذي تسعى قوات الاحتلال لطمسه بأي شكل من الأشكال، وهنا ستكون لنا إطلالة مميزة على الموضوع من خلال إنتاجات سينمائية عدة، أشير فقط  إلى أن مهرجان بصمات لسينما الإبداع قد يكون من أكثر المهرجانات بالمغرب حتى لا أقول المهرجان الوحيد الذي أبرم عقود تعاون مع عدد من المؤسسات والمهرجانات الفلسطينية كملتقى الفيلم الفلسطيني برئاسة المخرج "المقتدر سعود" و "مركز المرأة بغزة"، هذا وستمول جائزة القدس السينمائية مستقبلا من صناديق الثقافة العربية والدولية لما تحمله من معاني إنسانية كبيرة ومكانة لدى الفرد العربي.

كما سنخصص في كل دورة لقاءات فكرية حول رمزية المدينة في السينما العربية وكيفية تعامل السينمائيين مع أقدم مدن العالم التي تحمل إرثا تاريخيا عظيما يصنع الفارق والاستثناء دائما، فضلا على ذلك سيتم إنشاء موقع الكتروني كبنك للمعلومات عن مدينة القدس، كما يدعو المهرجان عن طريق جائزته إلى توسيع أشكال التعبير والتضامن تجاه هذه المدينة ومقدساتها بل توظيفها واستثمارها في فضح مخططات إسرائيل بلغة سينمائية محاكة جيدا، باعتبارها مركز إشعاع يفيض بمعان تاريخية ودينية وحضارية، فأن يسخر الفن لخدمة القضية الفلسطينية فهو واجب على كل مبدع.

·        كيف تم الاستفادة وتوظيف الشراكة التي جمعتكم بنادي السينما الكويتي سابقا، وهل ستكون لكم خطوة مماثلة مع مهنيين آخرين هذا العام ؟

صحيح كانت دولة الكويت ضيف شرف الطبعة الخامسة وكانت فعلا توأمة مميزة على كل المستويات، حيث كرمنا بالمناسبة المخرج الكويتي "هاشم محمد" وبدوره نادي الكويت للسينما منحنا الوسام بدرعه السينمائي، وخلصنا في الأخير لتوقيع بروتوكول تعاون بدأنا في تفعيله هذه السنة، وقد أتبع هذا التعاون بشراكة مع مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول المتوسط يقضي بتبادل أفلام وخبرات والزيارات الفنية أيضا، وبالفعل زود هذا الأخير المهرجان بأفلام مصرية وعربية قصيرة سنعرض الجزء الأكبر منها في بانوراما السينما المصرية وعلى المستوى المحلي أبرمنا منذ أسابيع اتفاقية مع مهرجان كلميم الدولي للفيلم الوثائقي بالمغرب، كما يتوسع المهرجان هذا العام على تجارب جديدة من خلال مرافقة "أربيل" عاصمة السياحة العربية لسنة 2014 وعرض سبعة أفلام على شرف السينما الكردية.

·        على خطى العديد من المهرجانات العربية برمجتم وقفة للمخرج المصري الراحل "محمد رمضان" فأي شكل من الأشكال ستتخذ هذه الالتفاتة هل ستكون بتكريمه أم جائزة تحمل اسمه ؟

يجمع الكثير على أن الراحل "محمد رمضان" صاحب فيلم "حواس" هو من بين أفضل المخرجين والسينمائيين الشباب على مستوى الوطن العربي إذ كان يمتلك موهبة ونظرة فنية راقية وحسا إنسانيا عاليا وكبيرا ولا يزال الجميع من عرفه لسنوات أو أيام يستذكره ويستحضره دائما، وانطلاقا من هذا المبدأ أردنا أن تكون للمهرجان لحظة وفاء لواحد من المبدعين الشباب الذين تركوا بصمة بأخلاقهم وبأعمالهم من خلال "جائزة الجمهور" والتي ستحمل اسم الفقيد "محمد رمضان" تكريما لما قدمه للسينما وللأثر الذي خلفه إنسانيا أو فنيا، وحتى يكون قدوة للسينمائيين الشباب الذين يمتلكون قدرات وطاقات تنتظر بصيص أمل لترجمة أفكارها وتقديم رؤيتهم لواقعنا العربي، فمثل هذه الأسماء لا تتكرر دائما.

·        وبالمقابل اخترتم تكريم المخرجة السورية "رشا شربتحي" الحاضرة أكثر في الدراما الاجتماعية، على أي أساس وقع هذا الاختيار ؟

في الحقيقة أتت الفكرة بعدما استحدثنا فقرة "نساء مبدعات من الوطن العربي"، واخترنا أن تكون المخرجة السورية "رشا شربتجي" مكرمة في الدورة السادسة كاعتراف منا بالجهود التي بذلتها وتبذلها في سبيل الارتقاء بالفن العربي عموما والدراما السورية خصوصا في انتظار ما ستبدعه بأولى تجاربها في الدراما الخليجية، ولكونها أيضا تمتلك رؤية متجددة وأفكارا عميقة في فهم المجتمع وطرح قضايا المرأة بشكل متجدد بعيدا عن النمطية، كما أنها فرضت نفسها بجودة أعمالها وجعلت لتلك الأعمال بصمة تميزها عن بنات جيلها سواء في سوريا أو في دول عربية أخرى، فبناء على هذه المعطيات سيقف المهرجان لتكريمها كأحسن مخرجة عربية، على أن يشمل التكريم في الدورات المقبلة أسماء أخرى.

·        خلال لقاء جمعكم مؤخرا بوزير الاتصال المغربي ألح على ضرورة الاهتمام بموضوع الأسرة والطفل بسبب قلة وغياب الاهتمام بهذه المواضيع في مهرجانات أخرى فهل أخذتم ذلك بعين الاعتبار، وبالمناسبة هل رفعتم انشغالكم فيما يخص زيادة الدعم للمهرجان ؟

بالفعل كان لنا لقاء مع وزير الاتصال السيد "مصطفى خلفي" والذي لمسنا منه كل الدعم والتشجيع، وبناء على الحديث الذي دار بيننا خصصنا في هذه الدورة صبيحة سينمائية للأطفال بأفلام محترفة أبطالها أطفال ونماذج مأخوذة من دول عربية حتى يكون الطفل والناشئة على تواصل دائم مع السينما، من خلال صور إيجابية تنمي فكره وتطور نظرته المستقبلية حتى نغرس فيه ثقافة القاعات السينمائية، فهدفنا بالأساس أن تتصالح الأسرة المغربية والعربية مع السينما، فهذه الأخيرة بإمكانها تلقين الفرد خاصة الطفل دروسا في الأخلاق، المواطنة والإنسانية، وبهذا الشكل يمكننا المساهمة في صناعة وتكوين جيل سينمائي بأفكار إيجابية عن الحياة والمستقبل.

·        لماذا اخترتم سينما الإبداع محورا لمهرجانكم، وما هي آفاق مهرجان بصمات ورهاناته المستقبلية ؟

الإبداع هو جوهر الحياة الذي يدفعنا دوما للبحث والعمل أكثر لإيجاد البديل والتنقيب عن الأفضل، فالسينما التي نريدها تشبهنا، يكفي أنها تنطلق من محليتنا وتبدع في فك شفرة الإنسان والعالم نحو الحوار الثقافي العالمي ومواجهة العولمة القادمة بإبداع سينمائي مستقل ومتجدد بعيد عن السطحية والتلميع المجاني، هدفنا إبداع إنساني يحرك ما هو مشترك بين الثقافات الإنسانية والعربية خاصة نحو الحرية والديمقراطية والسلام، و بالتالي نعول كثيرا على هذا المكسب في المستقبل، فبعد فرض الوجود سنعمل على الاستمرارية وتحسين الأداء وتجديد الأسلوب وتقديم خدمات تستوفي كل شرائح المجتمع وتغطي كل مشاكل وأحلام الأمة العربية تحت سماء الرباط وفي ظل مهرجان بصمات لسينما الإبداع الذي يسعى دوما ليكون له بصمة خاصة تميزه عن باقي المهرجانات المغربية، العربية والدولية.

الجزيرة الوثائقية في

06.05.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)