كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

خمسون سنة على أول قنبلة نووية فوق موسكو

فيلم ستانلي كوبريك حول الحرب الباردة وخطر الإبادة الذي لا يغيب

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

الظروف التي أدّت إلى إلقاء قنبلة نووية على مدينة موسكو السوفياتية سنة 1964 ما زالت مثيرة للدهشة، خصوصا أن الصاروخ الفاتك خرج من مخزنه في الطائرة التي جرى إرسالها للمهمّة، وقد ركب عليها ملاح الطائرة. كان قد وصل إلى مشارف المدينة، وحاول إطلاق القنبلة، لكن زر الإطلاق لم يعمل. الطريقة الوحيدة التي بقيت أمام الملاح، وهو المايجور كينغ كونغ، كما اسمه، هو أن يخرج من الطائرة إلى حيث الصاروخ، ويطلقه يدويا. وها هو ينطلق فعلا باستثناء أن كينغ كونغ راكب فوقه.

اللحظة مخيفة، لكن كينغ كونغ لا يهاب، وها هو يرفع قبعته التكساسية العريضة ويطلق الصرخة «هييييي هااااا».

لبعض من وُلد بعد 1964، لا بد من الإسراع للقول إن هذه الحادثة وقعت في السينما فقط. في العام الذي سبق، أنجز المخرج الراحل ستانلي كوبريك (1928 - 1999) فيلمه العاشر «دكتور سترانجلوف: أو كيف توقّفت عن القلق وأحببت القنبلة»، الذي شهد عرضه الأول عالميا في الـ29 من شهر يناير (كانون الثاني)، الذي لا يزال يعني الكثير لمن شاهده في أي سنة تلت بعد ذلك، وإلى اليوم. خمسون سنة من عمر فيلم لاهٍ، ساخر، سوريالي المواقف، يحب زكزكة المواقف والوخز في الخواصر، والفيلم لا يزال حاضرا. لماذا يغيب والأوضاع التي استوجبته ما زالت بدورها حاضرة؟

ثم إنه ليس أي فيلم لاهٍ، ساخر، سوريالي المواقف ويحب الزكزكة والوخز، بل هو من إخراج واحد من كبار فناني العصر. قبله كان ستانلي كوبريك أسس نفسه تدريجيا، لكن بأفلام قليلة. حقق فيلمه الأول «الأب الطائر» سنة 1951، وكان تسجيليا قصيرا حول رحلة أب مكسيكي عائد إلى بلدته، وفيلمه الروائي الأول «يوم القتال». بعد عامين عاد بفيلم ركيك الصنعة لكنه يوفّر بعض ما ستقوم عليه سينماه، وهو «خوف ورغبة». مثل غالبية أفلامه اللاحقة، كان عن الفرد والحرب. في عام 1953 أيضا أخرج وصوّر «البحارون»، قبل أن ينتقل سنة 1955 إلى «قبلة القاتل» عن سيناريو كتبه. فيلمه الأهم في تلك الحقبة خرج سنة 1956، وتبلور بوصفه أحد أفضل أفلام العقد البوليسية بأسره، وهو «القتل» مع سترلينغ هايدن وزمرته من اللصوص الذين يحاولون درء الفقر والجريمة معا، عبر عملية سرقة غلّة سباق جياد. الكيفية التي اشتغل فيها المخرج على تقديم الأحداث من أكثر من وجهة نظر من دون أن نرى الحدث ذاته مكررا فعل فني سبقه إليه أكيرا كوروساوا في «راشومون» سنة 1950. على ذلك، هناك فرسخ بعيد بين الفيلمين. عودة إلى الحرب وموقف متشدد منها في «ممرات المجد» (1957)، ثم حرب في فترة مختلفة في غضون «سبارتاكوس» (1960)، وبعد «لوليتا» (1962) الهادر إثارة، أنجز «دكتور سترانجلوف». أفلامه الأخرى التي تعاملت والحرب على نحو أو آخر «باري ليندون» (1975) و«سترة معدنية واقية» (1987)، طبعا إلا إذا عددنا أن باقي أعماله («2001: أوديسا الفضاء» و«كلوكوورك أورانج» و«اللمعان»، ثم فيلمه الأخير «عينان مغمضتان باتساع»، هي أفلام حروب على مستوى شخصياتها الفردية على الأقل).

* احذر الماء

* ما جعل «دكتور سترانجلوف» مختلفا (ولا يزال) هو أنه لم يشبه فيلما آخر ولا يزال فريدا من نوعه إلى اليوم. هذا الفيلم الأبيض والأسود الخارج من ثنايا الحرب الباردة التي نعاود حضورها هذه الأيام، يدور حول جنرال جاك ريبر (سترلينغ هايدن) الذي أمر بإرسال طائرة B - 52، وكان لها «طنة ورنّة» بين أسلحة الطائرات المختلفة، لكي تدك الاتحاد السوفياتي بقنبلة نووية. المشكلة هي أن مثل هذا الأمر لا يمكن رده. تحت أي ظرف لا يمكن لكينغ كونغ أن يتخلى عن مهمته حتى ولو كان ذلك بناء على طلب من رئيس الجمهورية بنفسه.

الخاطر مخيف، لكن القصة، كما كتبها بيتر جورج تحت عنوان «إنذار أحمر»، واقتبسها كوبريك وتيري ساذرن إلى سيناريو، تقوم على هذا الاحتمال وتداعياته. ها هي الطائرة ماضية في مهمتها لتقطع المسافة بين أميركا وروسيا في الحين الذي جمع رئيس الجمهورية (كما قام به بيتر سلرز) بمجلسه العسكري داعيا إليه الجنرال بك تورغدسون (جورج س. سكوت) والسفير الروسي أليكسي دي سادسكي (بيتر بول) ودكتور سترانجلوف (بيتر سلرز أيضا)، الاستراتيجي المقعد الذي بات أقرب إلى الروبوت نظرا لتعدد إصاباته التي سببت له أشكال شلل مختلفة.

في الوقت ذاته، هناك الكابتن ليونيل (بيتر سلرز أيضا وأيضا) الذي يطرق مكتب الجنرال ريبر ليتباحث وإياه عما قام به من فعلة. ريبر (يبيّن الفيلم) عسكري مهووس بالمؤامرة الشيوعية التي يراها استولت على القرار الإداري في البيت الأبيض (هناك من يتهم باراك أوباما بذلك اليوم). بل هو يؤمن بأن ماء الشرب مسممة بعنصر كيماوي من شأنه تحويل الشارب عن مبادئه الأميركية. حين يشن الجيش هجوما على مقر قيادة الجنرال للقبض عليه، يتأكد له أن نظرية المؤامرة التي يؤمن بها صحيحة.

الرئيس مافلي يتصل بالرئيس الروسي (نسمعه صوتا فقط) ويناديه بالصديق، ويبدأ قوله له بأن هناك خبرا غير سار عليه أن يطلعه عليه، ثم يختار العبارات الموجزة والدالة معا مبلغا إياه أن أحد قياداته العسكرية أعطى أمرا لطائرة محمّلة بالقنبلة بالتوجه إلى الأراضي الروسية وإلقائها. خلال ثورة الرئيس الروسي يؤكد الرئيس الأميركي له أنه لا يستطيع فعل أي شيء، لكنه يرجو منه أن يسقط الطائرة إذا ما استطاع.

كل هذا والمايجور كينغ كونغ (دور رائع لممثل أفلام الوسترن المساند سليم بيكنز) عازم على إنجاز المهمّة، غير آبه عندما يركب القنبلة، كما لو كان حصانا رابطا مصيره بمصيرها.

* مفاتيح

* إذ خرج الفيلم في أوج الأزمات الأميركية - السوفياتية حمل تحذيرا مخيفا في طيّات كوميديته؛ لو قامت الحرب (وكانت أصابع كل طرف مستعدة لكبس الزر أكثر من مرة) لانتهت الحياة، لا في أميركا وروسيا فقط، بل في الدول والمناخات المجاورة. براعة كوبريك أنه لم ينجز هذا التحذير خطابيا، بل صوّره كما لو كان مجموعة من رسومات الكرتون المسلسلة. ليس هناك من موقف اعتراف، ولا من موقف شعور بذنب (باستثناء قرار الجنرال ريبر الانتحار، وقد لا يرجع الأمر إلى هذا الشعور أساسا)، ولا حوار بين أي عدد من الأشخاص يتبادلون فيه الرأي. ما هو هناك حكاية تُتلى لتصوير خطر عاش الجميع مخاوفه وخاض التفكير في عواقبه.

يفتح الفيلم جبهة الحديث عن مبادئ السياسة القائمة على مفاهيم هي بمثابة مفاتيح يستخدمها المتطرّفون. هذه المفاتيح يمكن جمعها تحت مظلة «عمليات نشر الذعر الممنهج» و«سياسة الردع» و«الضربة الوقائية الضرورية». كون الفيلم أميركيا (كما مخرجه) جعله يتحدّث عن جانبه هو، لكنه لم يغفل (في الحوار) الجانب الآخر.

هناك حوار يقوم به السفير الروسي مبيّنا كيف أن سباق التسلح هو الذي أوصل القيادة إلى قرار سمّوه «برنامج يوم القيامة». ما يحدث أمامنا في الحظيرة السياسية الأميركية يحدث مقابله في تلك الروسية.

الجنرال ريبر (هايدن) ليس وحده في موقفه المعادي، بل يؤيده في ذلك (من دون مشهد يجمعهما) الجنرال بك (سكوت)، الذي يحاول دفع الرئيس إلى تبني الهجوم المسبق وإطلاق قنابل أخرى بقوله: «علينا على نحو متصاعد الحذر منهم. علينا، مستر برزيدانت، أن لا نسمح بثغرة متفجرة».

لحين قريب، كان يمكن القول إن الحرب الباردة انتهت، لكن حتى لو انتهت فإن خطر اشتعال الجبهة النووية ما زال في الخلفية. مع وجود أكثر من عشرين مليون قذيفة نووية لأرض يكفيها عشر لمحوها.. ما زلنا نعيش فيلم «دكتور سترانجلوف» لحظة بلحظة.

شاشة الناقد:

كايج ضد المافيا

الفيلم: Tokarev

إخراج: باكو كابيزاز ـ أدوار أولى: نيكولاس كايج، بيتر ستورمار، داني غلوفر، راتشل نيكولز.

تقييم الناقد: (*3)

هناك أكثر من فيلم حديث يدور حول قيام جهة ما بخطف فرد من أفراد عائلة. والسائد بينها أن يكون المخطوف فتاة صغيرة أو مراهقة وجميلة دوما. ليام نيسون هبّ مندفعا لإنقاذ ابنته من العصابة الألبانية التي خطفتها في باريس. هيو جاكمان انقلب إلى وحش ضار عندما تم خطف ابنته الصغيرة في «سجناء». الآن ها هو نيكولاس كايج يعتمد العنف لاستعادة ابنته. ولن ينجح. سيجدها مقتولة وسيشعل ذلك فتيل الأحداث التي ستتوالى طوال ساعة ونصف الساعة.

«توكارف» هو اسم المسدس الروسي القديم الذي استخدم للقتل. هذا كل ما لدى بول ماغواير (كايج) من معطيات لتمكينه من الكشف عن هويّة الفاعل أو الفاعلين. متزوّج (من راتشل نيكولز) وابنته (أوبري بيبلز) فتاة محبوبة وإلى حد ما طيعة، والزوجان يتركانها في البيت مع زميلي دراسة. حين يعودان يجدانها مخطوفة. ولاحقا لا يجد البوليس جثتها. التحري شانت جون (داني غلوفر) يطلب من بول أن يترك التحقيق للقانون، كذلك فعل الاقتناص من المجرم.

طبعا سيطلب منه ذلك، وطبعا لن يستجيب بول لهذا الطلب، بل سيطلب مساعدة رفيقين سابقين له، هما كاين (ماكس رايان) وداني (مايكل مكرادي)، والثلاثة سيروّعون المدينة الصغيرة بحثا عن القاتل. اكتشاف مسدس من نوع توكاريف الذي يحمل ثماني رصاصات فقط في مشطه، لكنه سلاح مفضل لدى المافيا الروسية، يوجه بول ليقف ضد العصابة. لكن المفاجأة تلو المفاجأة بانتظاره، وصولا إلى النهاية التي يكتشف فيها أن الأمور جميعا لم تكن على النحو الذي تصوره.

المخرج باكو كابيزاز القادم من الكتابة غالبا، يحاول قدر الإمكان توفير جديد ما في الفورمولا المعهودة. وتبعا للسيناريو هناك بعض الجديد. ما يكفي لكي يستجيب المرء لحكاية كان يمكن للممثل ستيفن سيغال أن يجدها ملائمة لسيرته من الأفلام التي تنص على مواجهات مع المافيات المختلفة، مع فرص كسر الأذرع وفك الرقاب. وفي الساعة الأولى من «توكاريف»، هناك ذلك الحس بأن الفيلم يجهد لكي يرتفع بمستواه عن مستوى الأفلام التي عادة ما تتوجه إلى أسطوانات DVD مباشرة. لكن جهد كابيزاز نافع أكثر مما هو مضر، ويوفر مواقف مثيرة للمتابعة، وإن كانت تبقى في حدود المتوقع منها عموما. لولا تلك المفاجآت في النصف الثاني من الفيلم (ولن أذكر ما هي) لكان الفيلم لا يختلف عن أي عمل من تلك الركيكة التي تجتر الأحداث ذاتها.

وجود كايج يمنح الفيلم دفعة مناسبة. يغطي الممثل شخصيته تماما وينفعل حسب طريقته التي تتجاوز الهش من الأداء، لكنها تبقى حبيسة المطلوب من الفيلم وحده.

سنوات السينما: 1942

* السنوات الذهبية للمسلسل السينمائي

* سُميت «سيريالز» (Serials)، لأنها كانت عبارة عن فيلم طويل يجري تقسيمه إلى 12 جزءا (أو 15 جزءا أحيانا)، مدّة عرض كل جزء من عشر إلى 12 دقيقة، وهو ينتهي والبطل (أو أي من الشخصيات البطولية) في مشهد حرج يهدد بموته. في الحلقة المقبلة التي ستعرض في الأسبوع التالي (جذبا للمشاهدين طبعا) سيجري (في مطلع الحلقة) التعريف بكيف أنقذ البطل نفسه بآخر لحظة (ألقى بنفسه خارج السيارة قبل تحطّمها، أو فتح المظلة عندما جرى إلقاؤه من الطائرة.. إلخ) هذه المسلسلات شهدت في 1942 المزيد من النجاح الذي كانت حققته منذ عشر سنوات.

10 Top

Hamza Nagi

* القمة نسائية هذا الأسبوع

* كاميرون دياز محظوظة من حيث إن أي فيلم رديء لها بات منتظرا له النجاح، كما الحال في هذا الأسبوع، إذ نجد فيلمها الكوميدي الجديد «المرأة الأخرى» على قمة العروض السينمائية، ولو أن الثابت أن نجاحه الأكبر سيبقى أميركيا، ولن يكون عالميا.

* أعلى إيرادات الممثلة كانت في أفلام شاركت فيها صوتا، وهي سلسلة أفلام «Shrek» الكرتونية فالجزء الثاني منها (سنة 2004) جمع 441 مليونا بينما الثالث (2007) أنجز 323 مليونا والثالث قبل ثلاثة أعوام حصد 239 مليون دولار. لكن النجاح هنا لم يكن بسبب اسمها، لذا حين النظر إلى الأفلام التي قامت ببطولتها فعليا فإن النجاح الأكبر لا يزال لفيلم «هناك شيء حول ماري» (1989) الذي سجّل 176 مليون دولار.

* من ناحيته يتراجع «كابتن أميركا: جندي الشتاء» إلى المركز الثاني بعدما جمع في ثلاثة أسابيع كنزا مقداره 225 مليونا في السوق المحلية وأكثر من ذلك عالميا.

* الأفلام

1 (-) The Other Woman: $24,763,752(*1)

2 (1) Captain America 2: $16,219,025(*3)

3 (2) Heaven is for Real: $14,351,252(*3)

4 (3) Rio 2: $13,881,457(*2)

5 (-) Brick Mansions: $9,516,855(*3)

6 (4) Transcendence: $4,226339 (*3)

7 (-) The Quiet Ones: $3,880,053 (*2)

8 (9) Bears: $3,734,588 (*2)

9 (7) Divergent: $3,658,966(*2)

10 (5) A Haunted House 2: $3,202,679(*1)

المشهد:

طبول البهجة

* ما إن أعلن مهرجان «كان» عن لائحته الرسمية التي ستشكّل قوام دورته هذه السنة، حتى تناهى إلينا ضرب طبول البهجة. ذلك أن هناك عددا من النقاد والمتحلقين يحبّون «الرقص على الريحة» ويمارسون ذلك في مطلع كل «كان»، كما لو كانوا جزءا من النظام الترويجي للمهرجان.
*
الواقع المبدئي هو أنه لم يعد من الممكن قراءة الطالع مسبقا حتى ولو كان ذلك ممكنا من الماضي. من يضمن مثلا أن فيلم الأخوين داردان سيكون جيّدا، أو أن فيلم التركي نوري بيلج شيلان لن يخيب. من الذي يستطيع أن يقول بثقة إن عدد الأفلام الجيدة سيتجاوز تلك المتوسطة أو المثقوبة بمآخذ مختلفة أو العكس؟ نعم، جميعنا نتطلع إلى القائمة من خلال مخرجيها، لكن هل هؤلاء معصومون عن تقديم فيلم رديء أو، على الأقل، أقل مستوى من أفلامهم السابقة؟

* وهناك ثوابت لا تتغير في قراءة البعض للمهرجانات عموما، كتقديس مهرجان معيّن ومنحه أهمية ليست له، ومهاجمة مهرجان آخر لمجرد أنه يقع في دولة عربية لا توافق «ألمعية» الكاتب الثقافية أو السياسية. هناك السؤال المكرب الدائم حول كيف يكون لدولة ما لا تصنع أفلاما مهرجان سينمائي، كما لو أن الكاتب يملك صكوك وعقود منح صدقية المهرجانات.

* حين يأتي الأمر إلى مهرجان «كان»، الذي هو بالفعل الحدث الأول بين كل مهرجانات السينما، فإن المحاور التي نجدها تتكرر في كل كتابة عاما بعد عام هي التالية:

- «الدورة الحالية ذات حضور أميركي كبير»، أو العكس: «ليس هناك من حضور أميركي طاغٍ هذا العام»

- «الدورة الحالية تتميّز بمخرجيها الكبار» في مقابل «... وتتميّز الدورة الحالية بعدد غالب من المخرجين الجدد بحيث يمكن تسميتها بدورة السينما الجديدة».

- «هذا العام سوف تطالعنا هموم العالم السياسة على شاشة المهرجان»، وحين لا يحدث ذلك نقرأ «وقد غابت الهموم السياسية عن شاشة المهرجان».

* شخصيا لا أجد لأي من هذه الأحكام الجزافية أهمية. يحضر الناقد الفيلم الواحد وهو مقبل على تجربة. يحضر المهرجان بأسره وهو مقبل على تجربة. لا يهم أن يتوقّع هذا أو ذاك. الأهم أن يستنتج ما يراه بأم عينه وليحكم بعده. لكن في عالم يخلط فيه غالبية النقاد بين النقد كفعل فني وإبداعي إلى حد بعيد، وإطلاق الآراء لتسجيل حضور شخصي، فإن ما نقرأه قبل انطلاقة مهرجان ليس سوى كلام محفوظ أطلقه الناقد ذاته من قبل، فدائما ما تلعب هذه المحاور دورها في إرشاده لكيف سيملأ المقالة المسبقة للمهرجان، وعلام سيرتكز.

* القارئ بدوره يريد الحقائق. والحقائق لا تظهر من خلال الأحكام المسبقة. رفع المخرجين إلى مستوى آلهة الإغريق يقلل من عناصر المفاجأة، ويعطل التفاعل الصحيح مع عمل كل منهم. نعم، هناك مخرجون أثبتوا جدارتهم عاما بعد عام ومنهم، هذه السنة، جان - لوك غودار وكن لوتش وأتوم إيغويان، لكن في المقابل، نجد غالبية المخرجين الآخرين إما هم جدد (نسبيا) بحيث لا يمكن الاتكال عليهم بعد (مثل ميشيل هازانافيتشيوس وبرتران بوينلو وتومي لي جونز)، وإما سبق أن قدّموا مستويات منخفضة من قبل (ناوومي كاواسي، أوليفييه داهان وديفيد كروننبيرغ)، مما يجعل حياكة مثل تلك المقالات حول ما لم يُشاهد بعد ضرب من ضروب الافتراضات.. وبعضنا يغرف من الافتراضات كل يوم.

الشرق الأوسط في

02.05.2014

 
 

أندرو جارفيلد يعود من جديد

«الرجل العنكبوت المذهل (2)».. فيلم مغامرات للكبار والصغار!

عبدالستار ناجي 

سيكون فيلم «الرجل العنكبوت المذهل (2بمثابة اول افلام موسم الصيف المقبل، وقد تمت برمجته للعرض عالميا في الثاني من مايو المقبل، ويتوقع ان يتم الدفع به لأكثر من 6 آلاف صالة للعرض السينمائي دفعة واحدة في الولايات المتحدة وكندا، بعد التعاون الانتاجي المستمر بين ستديوهات كولومبيا ومارفيل الترابراس وايضا في اراد برووكشنز، وهو تعاون ساهم في رفع الميزانية الى 200 مليون دولار دولار وهو ما يشكل اغلى افلام هذا العام حتى الان.

كمية من المغامرات تحول الفيلم الى حلبة من مشاهد المغامرات المصنوعة بعناية، والمنفذ عبر تقنيات سينمائية عالية المستوى، حيث يتابع حكاية، بيتر باركر الذي يقدم شخصية «الرجل العنكبوت»«سبايدر مان»والذي يتعرض لكمية من النقد والتشويه، بالذات حينما يتم اختراع عدد من الشخصيات الشريرة، بل هي «سوبر شريرة»تخلق الفوضى وتحاول السيطرة على العالم، مما يعرض «باركر»الى كثير من المخاطر والتأثير على حياته في مواجهة تلك المجموعة من الاشرار المتطورين.

الفيلم من توقيع المخرج مارك ديب، الذي شاهدنا له الجزء الأول من هذه السلسلة «الرجل العنكبوت المذهل»2012، كما شاهدنا له من ذي قبل افلام «500 يوم من الصيف»2009، و«اليوم الأخضر»2001.

وحينما يعود اليوم مع الجزء الثاني، فانه يعتمد على ثنائي بارز من كتاب السيناريو هما اليكس كريستمان الذي كتب سيناريوهات «المتحولون»2007 و«ستارترك»2009 و«سكار ترك في القمة»2013، وشاركه الكتابة للفيلم الجديد السيناريست روبرتو اورشي «مكسيكي»وكان رد برتو قد شكل ثنائي في الكتابة مع كريستمان عبر افلام «المتحولون»و«ستار ترك».

في الفيلم عدد من النجوم، من بينهم اندرو جارفيلد الذي شاهدناه في الجزء الأول من هذه السلسلة والفيلم «لا تدعني ارحل»2010 و«سوشل ميديا نوتويرك»2010، معه في الفيلم الجميلة ايما ستون وجيمي فوكس.

يعتمد فيلم «الرجل العنكبوت المذهل (2شأنه شأن جملة افلام المغامرات على الصراع بين الخير والشر.

ويتحرك الفيلم عبر محورين اساسيين هما الصراع بين الالتزامات العادية «الشخصية»لبيتر باركر، وبين مسؤولياته غير العادية بصفته «سبايدر مان»او «الرجل العنكبوت».

في هذا الفيلم، كما في الجزء الأول، نعود لمشاهدة الرجل العنكبوت وهو يتمرجح بين ناطحات السحاب، وايضا علاقته الحميمة مع صديقته الجميلة جوين «ايما ستون».

وتمضي الامور بشكلها العفوي البسيط، حتى ظهور قوى جديدة للشر تحاول تهديد نيويورك والسيطرة عليها، من خلال شخصية «اليكترو»- جيمي فولكس - وتكون المواجهة مع الرجل العنكبوت، في تلك الاثناء يعود صديق قدم وهو هاري اوسبورن «راينت ايهان»والذي يتحرك بخلفية عدوانية، بعد ان حقق طموحاته بالسيطرة على احدث المخترعات العلمية في خلق قوى للسيطرة على العالم، عبر شخصيات شريرة متطورة، تأخذ اشكالا وانماطا يصعب مواجهتها لتحقيق اهدافه واغراضه، امراضه الشريرة المقرونة بالرغبة في السيطرة وتدمير العالم.

ما بعد ذلك هو في الحقيقة مشهديات تحبس الانفاس للمغامرات، وهي مغامرات متطورة تصلح للكبار والصغار، للكبار لانها تمتلك خيالا خصبا، وللصغار لتأسيس ابطال خياليين نموذجيين يعيش معهم الطفل احلام اليقظة.

فيلم لا يكتفي في العزف على وتر المغامرات، بل يحقق خلطة سينمائية ذكية، عبر سيناريو عامر بالشخصيات والاحداث، في الفيلم نشاهد المغامرات، بالاضافة الى بعض الكوميديا، والعواطف العميقة، والمقدرة على فرز الشخصيات، ومنحها فضاء من التحدي والمواجهة.

اعترف بانني كمتابع، لست من هواة هكذا نوعية من الافلام، ولكنني وجدت نفسي اتابع، دون ان اشرد من كمية الاحداث، وبالذات، الشخصيات الشريرة وان كنت اعتقد بان جيمي فوكس رغم ادائه العالي، يبدو بعيدا عن شخصية الشرير في هكذا نوعية من الافلام التي تعتمد التقنيات لان اداءه، واسلوب تقمص الشخصية ظل واقعيا في فيلم يعتمد الفانتازيا المفرطة.

لا نطيل «

الرجل العنكبوت المذهل 2»فيلم مغامرات من الطراز الأول يصلح للكبار والصغار.

النهار الكويتية في

02.05.2014

 
 

Labor day .. عندما يخذلنا الحب

بقلم : إسراء سيد 

الفيلم القائم على رواية أدبية، لابد وأن يتمتع بقدر أدنى من الدهاء الذى يمكنه من التفوق على النص الأدبى المقتبس منه، إنه حق مشروع يجوز له أن يتطلع إليه، بعكس الإعتقاد الشائع الذى ينسب السبق دوما ودائما للأدب حالما تتناوله الصورة السينمائية، ويُرجىء إخفاقها إلى ذات المعتقد، جانحا إلى التعميم واللاتروى فى الحكم، متغافلا عن عدد من الأفلام التى تفوقت على نصها الأدبى، ومُسهبا فى تجاهل الأسباب الحقيقية لفشل هذه المادة الفيلمية عن مجاراة سطور كاتب الرواية.

وفيلم labor day من الأفلام التى لم أزعم بتفوقها على نصها الأدبى، وإنما أغالى فى الإشادة بدهائها الملحوظ فى خلق عالم موازى، من الواضح أنه يطوى داخل جعبته كافة المشاعر التى تبوتقت فى سطور الرواية، وبالوقت ذاته يتروى فى استغلال سلاحه المرئى، فيقفز متفوقا على التوصيفات الأدبية مهما نبغت. فالمخرج "جيسون ريتمان" يتعامل هنا بنضج، وبمنتهى الوعى فى توظيف لقطاته ويجيد استخدام حدسه صوب الرواية التى تحمل نفس الإسم للكاتب " جويس ماينارد" .

أزمة أنثوية خاصة

يقبض سيناريو الفيلم ببصيرة على الحالة التى تطرحها الرواية، يُجسدها فى تورية قوية الأثر، يحاكيها فى هدوء فلا يفتعل صداها. إنها معاناة هذه المرأة التى فقدت أكثر من جنين لها بعد مولودها الأول، فى نذير لحتمية إكتفاءها به أبدا، عن كل شىء من ضمنه زوجها الذى هجرها هلعا من سوء الأوضاع التى آلت إليها مرارة فقدها.

تكمن براعة السيناريو، فى كونه هضم حالة هذه المرأة جيدا، ووعى لكون مشكلتها الحقيقية تكمن فى طبيعتها الإنسانية الشغوفة، والتى بدورها هشة تجاه أهون المحن أو أكبرها، مما يعرقلها عن تجاوزها، ويتوقف بها حبيسة عتباتها. لم تقوى أديل "كيت ونسلت" على هزيمة ظروفها نتيجة لتركيبتها، استسملت للسيىء فأتى الأسوأ، فقدت أجنّتها ومن ثم هجرها زوجها، ومن بعدها لازمت المنزل، واعتزلت العالم.

القوة الكامنة بداخل هذه السيدة، تسلتلزم شخص آخر إلى جانبها، يحثها على المضى قدما، وبالتأكيد هذا الشخص لم يكن زوجها، الذى أعترف لإبنه فى نهاية الفيلم بأنه لم يتقن مجاراة أمه الحالمة التى تنتمى لحالات الحب وعالمه الرهيف، فهو ببساطة على حد قوله لم يكن ليرغب سوى فى حياة طبيعية. وعلى الصعيد الآخر لم يتم خزل أديل فى ملاقاة رغبتها الدفينة فى العيش بحب وكفى، وإنما بقيت وحيدة تحيا مع ابن لا حيلة له، وجسد مُثقل كهيل شاخت روحه .

علاقة الإبن بأمه

الصغير هنا لا يعى كل هذه التعقيدات، ولكنه ينتبه لوحدة أمه ويشعر بعذابتها الداخلية، يحاول بكل جهده أن ينفى عنها كل هذه العزلة، ولكن محاولاته جميعها تبوء بالفشل. وحينما يأتى هذا الغريب إلى المنزل (السجين الهارب الذى يطلب مساعدتهما فى التستر عليه) يجد أمه تتبدل فى سلاسة، وبقدر ملحوظ من الإنسيابية تخرج من الشرنقة المقيتة التى التزمتها. فنجده مرتبكا، محملا بنظرة مزدوجة من التربص والفرحة، الأمان والذعر، الإستقرار والتيه. وقد أجاد الولد التعبير عما يجيش فى صدره، وأفلح فى أن يحتوى داخل عينيه كل هذه الأحساسيس الفوضوية.

ثمة صراع آخر يخوضه الإبن فى معايشته لأمه، فهو يشعر طوال الوقت بمسئوليته المفرطة عنها، لدرجة تدفعه أحيانا لمواعدتها كرجل كبير ومنحها بعض سعادة الرفقة. كل هذا ينفى عنه طور مراهقته التى بدت وأنها على أبوابها، فبات يغلق عليها صدره، وكأنها عالما سريا لابد وأن يتنحى عنه، وحينما يقربه يقبل عليه إقبال اللصوص. يتضح هذا فى المشهد الذى يحاول فيه الإطلاع على مجلات الكبار أثناء تسوقه فى السوبر ماركت مع والدته. وفى مشهدا آخر يتذكر فيه حديث والدته معه عن الجنس، فنراه يهلع من الإستغراق فى تفصيل الموضوع، ويهرب من إقتحام والدته لأسراره. بينما بعد مجىء الغريب، تنفرط حبات العقد التى شدها الصبى حول عنقه، وكاد يخنق بها فطرته، فنراه يتسع بمخيلاته الجنسية التى تبات أنضج وأكثر جموحا.

علاقة الأم بالغريب

سر هذا التآلف السريع بين الإثنين، أن كل منهما يشبه الآخر، كل منهما يعتمل بين ضلوعه نفس الشغف صوب الحياة، ونحو الشريك الآخر. فهذا الهارب سبق وأن عاش حياة تعيسة، لأنه اقتسمها مع الشخص الخطأ، تعرض للخيانة بمعناها المادى والمعنوى. خزلته رغبته فى العيش تحت ظل الحب، وخانته زوجته بالفعل. إذا فهو الآن فى مكانه الصحيح أمام أديل، وقد نفذ إليه عبقها الدفين فى وقت هيّن لا يتعدى يوم، إضطراب الوضع فيه كان أقوى من القدرة على التعارف أو التدقيق.

من بعد مشهد غاية فى العذوبة، تمتد فيه كفوف فرانك "جوش برولين" لتغمر أديل فى رغبة وحميمية وحنو، كـ دلالة على مصارحة ما تتم بينهما بما يبادله كل منهما للآخر. يختفى أى مشهد يرصد هذه العلاقة بشكل صريح، تتبدى فيه المحادثات التى تجمعهما واضحة، ويظهر التلامس أو الفعل الجسدى بينهما بيّن . وإنما إختار السيناريو أن يبعد التفاصيل عن مرمى النظر، ويتناولها بعيون الصغير وإدراكه، فنستمع إلى جمل مقتطعة يسترق إليها السمع، ونرى نصف صورة لخلوتهما يرمقها على عجل، وإلى تقارب موحى يقومان به أمامه. هذا كله أثرى من وقع هذه العلاقة، عمّق من قدر التفاهم الذى يجمعهما، وأبرزهما وكأنهما عالم منفصل مستقل بذاته له سحره وغموضه. وعلى الجانب الآخر، ساهم فى تجسيد ما يجيش فى نفس الصبى، وفخم من شعور الغُربة الذى يواتيه حينها.

علاقة الصغير بالغريب

لم يكن ثمة العديد من التفاصيل التى تخص هذه العلاقة، وهنا تكمن المفارقة، فبرغم ندرة ما إختص فرانك به هذا الصغير، إلا أنه كان سببا فى قلب مستقبله رأسا على عقب، وقيادة شخصيته ومصير حياته بأكملها فيما بعد، فبفضل الشطيرة التى علمه صنعها هو ووالدته، أصبح يمتلك مطعما كاملا يشتهر بإعدادها، وبدا متحملا المسئولية فى علاقاته العاطفية على مستواها الشكلى والمضمونى. فوجود فرانك فى المنزل لمدة أيام عطلة عيد العمال، كان يدلل على وجود الكثير من القوة البدنية والمعنوية، وقد ركز السيناريو على العديد من الأعمال البدنية التى قام بها فرانك، والتى علمها للصبى وعلى ما يبدو أنها علقت فى تكوينه وتعاملاته مع الحياة، إلى جانب إحساس الدعة والمرح الذى وفره لهم سواء فى لعب البوسيبول، أو صنع الشطائر. وعلى الرغم من أن كل ذلك شاطره الغريب بين الأم وابنها، إلا أن الإبن هو من انتفع به وطوعه لخدمة حياته بوجه أكبر، بينما اختفت الأم من نفسها وتقوقعت داخل ذاتها، حتى عودة فرانك من السجن، فهى كما أوضحنا من قبل .. لا تملك زمام قوتها إلا بوجود شخص يقوى على مشاركتها شغفها.

مناطق تميز الفيلم

الفيلم هنا ينقلنا إلى أدق تعقيد فى الرواية على الرغم من عدم قراءتنا لها، فحرص فى سرده على التنميق الذى أودى إلى إكتمال المعانى على إستحياء، لم يهدر كل طاقته فى فضح كل شىء، وإنما تعامل فى خبث مع الصراعات، كشف منها الضرورى والذى ينحو إلى توضيح الصورة دون إبتذاله.

هذا إلى جانب طريقته المحكمة فى السرد، والتى إختارت بحذق مواضع الفلاش بلاك، توظيف الموسيقى، اقتحام بعض اللقطات المعبرة عن المعنى الذى يقال (اللقطات التى تجسد يد أديل وهى ترتعش أثناء ممارسة أبسط الأشياء) . هذا كله يجعل الفيلم فى مكان جيد جدا من نصه الأدبى، حتى وإن لم يتفوق عليه، فهو نجح فى خلق حالة خاصه به. أتقنت استخدام عناصرها المرئية، وتمكينها من القبض على عنق المعنى وتطويعها فى تلقائية.

آخر كلمتين:

_  كلما ظننت أن كيت وينسلت بلغت أوج أدائها، سيضتح لك خطأك فيما بعد.

بوابة روز اليوسف في

02.05.2014

 
 

'ألف تفاحة وتفاحة' يعرض مجددا فاجعة الأنفال

العرب/ عدنان حسين أحمد - لندن 

الفيلم الوثائقي للمخرج الراحل طه كريمي لا يخلو من مشاهد مؤثرة ومرعبة تصور الطريقة التي فرّ بها الناجون من عمليات الأنفال بحق الأكراد عام 1988.

بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لحملة الأنفال، سيئة الصيت، التي شنّها النظام السابق على الشعب الكردي في إقليم كردستان العراق، نظم القائمون على مهرجان لندن للفيلم الكردي عرضا عالميا أولا للفيلم الوثائقي “ألف تفاحة وتفاحة”، للمخرج الراحل طه كريمي في الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون “بافتا” بلندن.

وتتمحور قصة هذا الفليم الوثائقي المؤثر على عشرة أشخاص كرد نجوا من المقبرة الجماعية خلال عمليات الأنفال التي ارتكبها صدام حسين ضدّ الكرد عام 1988، وراح ضحيتها نحو 182 ألف مواطن كردي.

لقد نهض “فرج”، أحد هؤلاء العشرة الناجين من بين الموتى متسلقا جثثهم المتكدسة ليجد طريقه إلى الخلاص. وسرعان ما قامت منظمة مراقبة حقوق الإنسان بنقله إلى الولايات المتحدة الأميركية ليروي قصته المفجعة للشعب الأميركي الذي لم تعرف، إلاّ قلة نادرة منه، بقضية الأنفال.

لقد قام “فرج” بتأسيس مجموعة الناجين من المقابر الجماعية للأكراد المؤنفلين، كما قام خلال عودته إلى كردستان مع أربعة أشخاص من الناجين الآخرين بشراء “ألف تفاحة وتفاحة” ووزعوها، مع أزهار القرنفل الجافة، على الأُسر التي فقدت أحباءها كي يزينوها في إشارة واضحة إلى السلام والمصالحة.

لا يخلو الفيلم من مشاهد مؤثرة ومرعبة تصور الطريقة التي فرّ بها الناجون من عمليات الأنفال، حيث هاموا على وجهوهم في الصحراء الجنوبية الغربية من العراق، وكان بعضهم ملطخا بدماء الضحايا الآخرين، الأمر الذي أثار شهية الذئاب الجائعة التي تخلصوا منها بأعجوبة، ووصلوا إلى بعض البيوت المتناثرة التي أمّنت لهم الحماية ومهّدت لهم طريق العودة إلى أهلهم وذويهم المبثوثين في المدن والقرى الكردية.

لم يكن أحد يتصور أنّ هذه الكارثة قد حدثت في العراق، وكيف استطاعت العناصر الأمنية للنظام السابق أن تسوق هذه الآلاف المؤلفة من البشر إلى حتفهم في مجاهل الصحراء، ولولا هؤلاء الناجين العشرة لما صدّق أحد بحجم الكارثة وفظاعتها.

تعتمد الرؤية الإخراجية لطه كريمي على جانب رمزي، ففضلا عن ترصيع التفاح الأحمر بأزهار القرنفل الجافة وما تنطوي عليه من رسالة واضحة، إلا أن المخرج قد عمد أيضا إلى توجيه أهالي الضحايا لأن يضعوا صور المؤنفلين ورسائلهم في قنان زجاجية يلقونها في نهر دجلة، كي تصل إلى الحاكم حينها، دون غيره من الناس.

هذه هي الثيمة الرئيسة للفيلم، أما تفرعاتها فهي لا تقل شأنا عن ثيمتها الرئيسة غير أن الأفكار برمتها تتوفر على لغة بصرية جميلة تمنح المتلقين صبرا مضافا لمتابعة مشاهد الفيلم التراجيدية المؤسية.

هذا واحتضنت إحدى صالات “البافتا” حلقة نقاشية شارك فيها خمسة سينمائيين، وهم المخرجة جيمان رحيمي، وكاتب المقال، والكاتبة والمخرجة مزكين مزده أرسلان، والمخرج والأكاديمي دلشاد مصطفى وفاضل مرادي، الباحث في معهد ماكس بلانك في هاله، ألمانيا، إضافة إلى مدير الجلسة ممد آكسوي، الذين طرحوا العديد من الموضوعات وناقشوا الجوانب الرمزية للفيلم وإرهاصاته، علاوة على الجوانب التقنية والإخراجية، طبعا.

العرب اللندنية في

02.05.2014

 
 

مهرجان سوريا لأفلام 'الموبايل' كتابة حقيقية للتاريخ

العرب/ عبد الحاج - باريس 

'في البدء كانت الكاميرا' شعار مهرجان سوريا لأفلام 'الموبايل'، الذي يحتضنه الشمال السوري ويعرض أفلامه المتنوعة في الهواء الطلق.

بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة للثورة السورية، انطلقت في المناطق المحررة من سوريا فعاليات مهرجان سوريا لأفلام الموبايل، حيث فتح باب المشاركة بالأفلام للمهرجان في دورته الأولى بتاريخ 15 مارس الماضي، ويستمرّ إلى غاية 5 أغسطس القادم.

عرض الأفلام المرشحة للمسابقات والجوائز سيكون في الفترة الممتدة بين 6 سبتمبر حتى العاشر منه، وذلك في الأماكن المحررة بشمال سوريا من خلال عروض في الهواء الطلق، وكذلك عبر الإنترنت على موقع المهرجان، مع إمكانية نقل الفعاليات لاحقا إلى مهرجانات ومنابر أخرى في المنطقة والعالم.

وتتضمن مسابقة المهرجان، الذي يحمل شعار “في البدء كانت الكاميرا”، فئات مختلفة هي: مسابقة فيلم الدقيقة الواحدة التي تشمل الأفلام التسجيلية أو الروائية أو التجريبية الفنية، ومسابقة الفيلم التسجيلي القصير للأفلام التسجيلية التي تتراوح مدتها بين دقيقة و12 دقيقة. إضافة إلى مسابقة الفيلم الروائي القصّي، وتتضمن الأفلام التسجيلية التي تتجاوز مدتها دقيقة واحدة، ومسابقة المواطن الصحفي للتقارير الصحفية والقصص الإخبارية، شرط ألا تتجاوز 3 دقائق، وكذلك جائزة لجنة التحكيم التي تُمنح إلى أحد الأفلام المشاركة.

كما تتنافس جميع الأفلام المشاركة على جائزة “عين المشاهد” التي تترشح لها جميع الأفلام تلقائيا، ويمنحها جمهور المشاهدين عبر تصويت مفتوح على شبكة الأنترنت إلى أفضل الأفلام التي يختارونها.

يفتح المهرجان أبوابه مرحبا بجيمع الأفلام المصورة باستخدام كاميرات الموبايل، والمقدمة من المخرجين السوريين والعرب، ومن المخرجين الأجانب الذين يودّون مناقشة قضايا تتعلق بالمنطقة العربية، كما يلتزم بمختلف محدّدات وشروط السرية الخاصة بالمشاركين.

لا يحدّد المهرجان أي شروط عمرية أو رسوم اشتراك باستثناء الشروط الفنية المعلن عنها على الموقع الألكتروني. (يمكن الحصول على استمارة المشاركة والاطلاع على مزيد المعلومات من موقع المهرجان الإلكتروني أو صفحته على الفيسبوك).

تتكون لجنة تحكيم مهرجان سوريا لأفلام الموبايل من عدد من السينمائيين وفناني الفيديو والصحفيين والمخرجين والناشطين العرب والأجانب. وسيعلن عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم أثناء إعلان النتائج وتسليم الجوائز للفائزين في العاشر من سبتمبر 2014.

الإعلان عن المهرجان كان في مدينة كفرنبل المحررة وبرعاية مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية التي عرضت في فضاء داخل كفرنبل قائمة أفلام منها:

تتكون لجنة التحكيم من سينمائيين وفناني فيديو وصحافيين ومخرجين وناشطين عرب وأجانب

أكره الأسود

يقدم الفيلم مراحل عملية استخراج النفط الخام، وبيعه، ونقله، وتكريره، وما نتج عن هذه الأنشطة من تحوّلات وتأثيرات في حياة الناس؛ الفيلم القصير لعبدالله حكواتي ومحمد نور مطر.

عن مدينة كفرنبل في شمال غرب سوريا، التي استطاعت أن تلخص الثورة السورية عبر لافتاتها، حيت تضمّنت شعارات مثل: “كفرنبل المدينة السورية المنسية”، “على خارطة وتاريخ سوريا كنقطة علام”؛ وفي ذات الوقت لخصت تلك اللافتات يوميات الثورة ولحظاتها المركزية. الفيلم من إخراج خالد عبدالواحد، وتصوير عبسى سميسم، ومن إنتاج مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية، و”كياني” للفنون السمعية والبصرية.

سقط الكابوس هنا

يحكي الفيلم رحلة البحث اليومية عن صاروخ السكود الذي يسقط في الليل على مدينة الرقة، ويعرض لحظات الذعر والموت والدمار التي يخلفها، والتي تشبه الكوابيس في قسوتها السوريالية. الفيلم لـميزر وعامر ومحمد نور المطر.

لقد كشفت الثورة السورية خلال العامين المنصرمين عن مواهب كثيرة في مجالات متنوعة، أبرزها في المجال البصري والإعلامي، وشكلت كاميرات الموبايل سمة أساسية من سماتها، حتى بات النموذج الذي تقدّمه في استخدام وتوظيف كاميرا الموبايل كإحدى وسائل النضال والتعبير نموذجا يحتذى حول العالم.

من هذا المنطلق يسعى مهرجان سوريا لأفلام الموبايل إلى تسليط الضوء على المنتج البصري للموبايل بوصفه قيمة فنية إلى جانب قيمته الإعلامية، بهدف تشجيع مواهب جديدة تأمل في شق طريقها من خلال مجالات الفنون البصرية المتنوعة، وتحقيق رغبته الملحة في تشجيع حرية القول والتعبير عبر دفع الناس العاديين إلى توظيف أدوات يومية كالموبايل بطريقة إبداعية.

العرب اللندنية في

02.05.2014

 
 

'ليلتهم' يتوهج ويتوج في ملتقى الفيلم المغربي

العرب - فاس 

الفيلم القصير المغربي للمخرجة ناريمان يامنة الفقير يسلط الضوء على مهنة جديدة وغريبة عن عالم النساء.

فاز فيلم “ليلتهم” (ليلتهن) للمخرجة ناريمان يامنة الفقير بجائزة الفيلم القصير المغربي خلال الدورة 19 لملتقى الفيلم المغربي الذي نظمته جمعية إبداع الفيلم المتوسطي.

الفيلم يلقي الضوء على مهنة جديدة وغريبة عن عالم النساء، وهي حارسة السيارات، التي تحمل في خبايا حياتها أسرار مجتمع وتناقضاته التي لا ترحم.

كما منحت لجنة التحكيم الخاصة بهذا الملتقى الذي نظم تحت شعار “السينما المغربية بين الصناعي والثقافي”، جائزة الفيلم القصير المتوسطي لفيلم “صباحا” لمخرجته السلوفانية سونيا بروسنيك.

وعادت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم لفيلم “الشقة 9” للمخرج محمد إسماعيل، بينما تم منح تنويه خاص للطفل الممثل محمد آيت حمو عن دوره في الفيلم القصير “عشرة دولارات” لمخرجه سعيد ربيع.

وعرفت الدورة 19 لملتقى الفيلم المغربي عرض 23 من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، والتي تعالج العديد من الثيمات وفق زوايا مختلفة لمخرجين ومبدعين من المغرب والخارج، بعضهم راكم تجارب مهمة في مجال الإبداع السينمائي.

وتنافست الأفلام القصيرة المشاركة في هذا الملتقى، الذي نظم بشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس والمركز السينمائي المغربي في إطار مسابقتين لنيل جائزة فاس للفيلم القصير.

وموازاة مع العروض السينمائية التي قدمت خلال هذه التظاهرة، التي واكبها العديد من المهتمين والمتخصصين في قضايا السينما والإبداع، تم تنظيم ندوة وطنية بحثت موضوع “السينما المغربية بين الصناعي والثقافي” بمشاركة العديد من الباحثين والمتخصصين في المجال.

وتمحورت هذه الندوة الفكرية التي نظمت بمساهمة اتحاد كتاب المغرب (فرع فاس)، حول مختلف الأسئلة والإشكالات التي تهم مستقبل السينما المغربية كرافد صناعي واقتصادي.

العرب اللندنية في

02.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)