كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

أسرة "جيران السعد" فى ندوة اليوم السابع:

هدفنا تحقق بعودة الأسرة المصرية للسينما

أدارت الندوة علا الشافعى وأعدها للنشر هانى عزب وأسماء المأمون

 

يومًا بعد يوم يحاول النجم سامح حسين تثبيت أقدامه سينمائيًا، وبعد طرح أحدث أفلامه «جيران السعد»، أثبت حسين أنه قادر على أن يحقق نجاحًا لدى الجمهور وعلى مستوى الإيرادات، وحرصًا من «اليوم السابع» على تدعيم الأعمال الفنية الهادفة، أقامت ندوة فنية لأسرة الفيلم، حضرها أبطال العمل، على رأسهم الفنان سامح حسين، وميرنا المهندس، والأطفال الـ 5 المشاركون فى البطولة، كشفوا فيها عن تفاصيل وكواليس الفيلم فى الحوار التالى.. 

·        فى ظل تدنى المستوى الفنى للكثير من الأفلام اختفى تقليد ذهاب الأسر إلى السينمات.. فهل تعمل من خلال فيلمك «جيران السعد» على إعادة هذه التقليد المفقود لدى الأسرة المصرية؟

- سامح حسين: بالطبع لأن انقطاع الأسر المصرية عن الذهاب إلى سينمات وسط البلد أضر بأفلامى فى السنتين الماضيتين، لأن الأسر تخشى من النزول للشوارع، وتحديدًا وسط البلد بسبب الانفلات الأمنى الذى عشناه جميعًا من قبل، وزيادة حالات التحرش بهذه المنطقة، ولكن «جيران السعد» استطاع أن يحقق إيرادات جيدة بصفة عامة وتحديدًا فى سينمات وسط البلد، وكان قادرًا على عودة الأسرة المصرية من جديد إلى دور العرض.

·        ما الأسس التى تم وضعها فى اختيار الأطفال لتجسيد الشخصيات فى الفيلم؟

سامح: أولا أحببت أن أظهر الأطفال معى فى العمل على قدر من الخلق، مع الاحتفاظ بشقاوة مرحلتهم العمرية التى تضيف المرح للفيلم، ولكنى فرقت جيدًا ما بين الهزار والتجاوز، وعلمتهم فى كواليس العمل ما يسمى بثقافة الاعتذار، حيث كنا نعمل ما يقرب من 6 ساعات يوميًا، وقمت بالتقرب إليهم، وسماع ميولهم، والتعرف على مواهبهم حتى تظهر شخصياتهم مشابهة إلى حد كبير مع حقيقتهم، وهو الأمر الذى أدى لظهورهم على الشاشة بتلقائية شديدة، وتقبل الجمهور لأدائهم بدون تكليف، فعلى سبيل المثل «مازن» حاصل على المركز الأول فى الجمباز على مستوى الجمهورية، ويهوى لعب الموسيقى، ومن هنا جعلته يؤدى شخصية هاوى الموسيقى فى الفيلم، وأحمد خالد مثقف، وجعلناه المخترع للعصابة، ومنة عرفة جعلناها العقل المدبر للعصابة، بحكم أنها فى المرحلة الانتقالية ما بين الطفولة والشباب، و«سولى» يلعب كرة القدم مثلما يفضل، و«حنين» تجيد التقليد ولديها مواهب عديدة، حيث استغرقت فترة التحضير أكثر من أسبوعين لكى نستقر على الشخصيات من خلال ورشة عمل جمعتنا سويًا.

·        تيمة الأطفال قدمت من قبل فى أكثر من فيلم سينمائى، فما الجديد الذى تقدمونه فى«جيران السعد»؟

سامح: أولًا قمت بكسر توقعات الناس، لأنه من الطبيعى أن يعتقد الناس أننى سأجسد دور رجل محب للأطفال، وهى شخصيتى الحقيقية، ولكنى ظهرت فى الفيلم عكس ذلك، ولدى الكثير من الكره للأطفال، ثانيًا حرصت على أن أجعل علاقتى مع الأطفال غير مباشرة، وظهرت كجار لهم، وليس والدهم أو عمهم مثلا، وطرحنا من خلال العمل قضية التسامح، لأننى كجار لهؤلاء الشياطين الصغار أحدثوا لى الكثير من المقالب، وجعلونى أشعر بالتعب والإرهاق، ولا أستطيع النوم فى الليل، ولكنى فى النهاية أتسامح معهم، وأتعايش معهم، وهو المقصود.

ميرنا: يركز العمل على ثقافة الاعتذار وقبول الآخر، والتعامل والتسامح معه، حيث إننى بعد المشاكل التى أواجهها فى أحداث الفيلم، أصر على الانفصال عن سامح بصفته زوجى فى العمل إذا لم يقم بحل مشكلاته مع الأطفال، والأطفال يحاولون إصلاح علاقته بى، وأتسامح معه عما سببه لى من متاعب.

·        فى الفترة الأخيرة.. أثيرت ضجة حول فيلم «حلاوة روح» بدعوى أنه ينتهك حقوق الطفل.. فكيف ترى ظهور الأطفال فى الأعمال الفنية؟

سامح: أنا ضد إقحام الأطفال فى الأعمال بدون مبرر فنى، ولكن وجودهم هنا ضرورى لأن العمل الفنى يجسد حكايات من المجتمع، والأطفال جزء منه، ولكى نكون أقرب للمجتمع لابد من اختيار الدور الذى يناسب كل طفل، لأننى ضد أن نمحو براءة الأطفال، ونقدمهم فى أدوار أكبر منهم، وأن يقوموا بأفعال لا تتناسب مع حداثة سنهم، وقلة خبرتهم، لأنه فى هذه الحالة يفقد المشاهد مصداقية العمل بأكمله.

·        كيف وجدتم فيلم «حلاوة روح» والأزمات المثارة حوله؟

سولى: الفيلم تعمد أن يظهر الأطفال بصورة وحشة، ولو راجل كبير عادى يمسك مطوة، لكن طفل لديه 12 عاما صعب يمسك مطوة ويقول ألفاظًا خارجة، ويسب راجل كبير يبلغ من العمر 40 عامًا فهذا غير مقبول، وهو عكس «جيران السعد» الذى يقول إننا لابد أن نسامح ونحب بعضنا البعض، ونراعى حقوق الجار.

أحمد خالد: لم يعجبنى فى الفيلم فكرته لأنها مسروقة من فيلم إيطالى الأصل، ولكن الفيلم وضع الأطفال فى صورة محرجة.

·        قد يجد البعض التعامل مع الأطفال شيئًا مرهقًا، فكيف استطعت أن تطوعهم وتجعلهم يفرقون بين وقت الهزار والضحك ووقت العمل؟

سامح: قمت بالهزار معهم فى البداية لأننى من عشاق الأطفال عموما، وأيضا من أجل أن أقضى على الرهبة، وأجعلهم يحبوننى، ثم بدأت فى تعليمهم الفرق بين وقت العمل ووقت اللعب فى أثناء التصوير، وبالفعل استجابوا، ولكن بعد فترة من الوقت.

ميرنا: العمل مع الأطفال ممتع ومرهق فى نفس التوقيت، وبالنسبة لى حصلت على بعض الوقت لكى اعتاد على قصر قامتهم، ولكن حدث ذلك بسرعة كبيرة لأننى مازلت طفلة بداخلى، وهم جذابون فى تعاملهم.

·        ماذا عن مشاكل الرقابة مع الفيلم؟

سامح: الرقابة اعترضت على كلمتى «جلاشة»، و«هنشخرمه» بالفيلم، مع العلم أننى من أكثر الناس حرصًا على الألفاظ المستخدمة بالفيلم، ولكن كلمة «جلاشة» مثلا الأطفال رددوها 3 مرات فى الفيلم والرقابة حذفت واحدة، وتركت الاثنتين الأخريين، فإذا كانت ترى أن هذه الكلمات لا تتناسب مع المحتوى أو غير مناسبة لعمر الأطفال كانوا قاموا بحذف الكلمات جميعًا، ولكن الرقابة يجب أن «تحط التاتش بتاعها» لكى تثبت حضورها فى ظل الأزمات المثارة حولها.

سولى: الرقابة كانت عايزه تقول إن الطفل هنا بيقول كلام وحش، ولكن الكلام الموجود بالفيلم نقوله دائمًا فى حياتنا الطبيعية ونراه عاديًا.

حنين: هذه الكلمات ليس الغرض منها السب، ولكنها «مناغشة» وهى كلمات معروفة ومتداولة.

·        من المعروف أن أفلام «السبكية» أفلام شعبية، ويدور حولها الكثير من الجدل.. ألم يقلق هذا الأطفال؟

- حنين: بالعكس أنا بحب أحمد السبكى لأنه جعلنى أحقق حلمى بالتمثيل، إضافة إلى أن هذا الفيلم هو ثانى تعاون يجمعنى به عقب فيلم «الآنسة مامى»، كما أنه يوفر لى كل احتياجاتى خلال التصوير ويجعلنى ألعب كما أريد.

مازن: فى البداية قرأت السيناريو وأعجبنى جدًا، لأنه مناسب لشخصيتى الحقيقية وحبى للمزيكا.

سولى: لم أخش من السبكى لأنه صديقى هو ونجلاه كريم ومحمد، وتعاونت معهم من قبل، ويعتبروننى واحدًا منهم، ودائمًا يساعدوننى فى التمثيل، فمثلا أحمد السبكى يعرف أننى أحب لعب كرة القدم فجعلنى أقوم بنفس الدور فى الفيلم، لذلك أنا أحبه.

- أحمد خالد: هذا العمل يعتبر ثانى تعاون لى مع سامح حسين عقب مسلسل «اللص والكتاب»، لذلك لم أفكر فى أى شىء سوى التعاون معه مجددًا، لأننى أحترمه على المستوى الشخصى والفنى، وأتمنى أن أعمل معه مرة أخرى لأننى تعلمت منه كثيرًا.

·        منة عرفة، ما أصعب مرحلة مرت بكِ فى رحلتك الفنية؟ وهل ترين التمثيل منذ الصغر ميزة أم عيبًا؟

منة: أصعب مرحلة هى مرحلة التحول الحالية، لأننى لم أعد طفلة ولم أصبح شابة بعد، وتجعلنى هذه المرحلة أنتقى أدوارى بعناية شديدة، لأن المنتجين يبحثون عن الأطفال أو الشباب، وهو الأمر الذى يقلل الخيارات أمامى، ويلزمنى ببذل مجهود مضاعف لإتقان الأدوار التى أقوم بها، وأرى أن التمثيل منذ الصغر له مميزاته وعيوبه، مثلا من مميزاته أنه يجعل الطفل يتحمل المسؤولية منذ الصغر، ويدرك قيمة العمل والجهد، لكن من سلبياته أنه يضغط على الطفل جدًا لأنه مطالب بأن يحصل على درجات جيدة فى المدرسة، وينجح فى عمله فى نفس الوقت.

·        ميرنا المهندس، لقد بدأتِ التمثيل وأنت فى سن صغيرة.. فما نصائحك للأطفال من أجل الحفاظ على النجومية فيما بعد؟

ميرنا: فى البداية كنت أقوم بعمل الأدوار كما يريدها المخرج، فمثلا عندما قمت بالتمثيل فى مسلسل «ساكن قصادى» طلب المخرج إبراهيم الشقنقيرى من والدتى آنذاك أن أقوم بصبغ شعرى للون الأصفر لأنه كان يريد الشخصية بشعر أصفر وعيون خضراء، وكنت أنفذ على الفور، ولكنى عندما أصبحت أكبر سنا توجب علّى أن أختار بنفسى الشخصيات التى تناسبنى، وهنا وجدت أننى قمت بعمل شخصيات أكبر من سنى وكان من المفترض ألا أقوم بتجسيدها فى هذا الوقت، ونصيحتى لهم ألا يتعجلوا فى اختياراتهم الفنية، وإن لم يجدوا دورًا مناسبًا لمرحلتهم العمرية يعتذروا عنه لأنهم بعد ذلك سيندمون على اختياراتهم الخاطئة، فأهم شىء أن يتعلم الممثل متى يتوقف عن عمله حتى يكتسب القدرة على الاختيار السليم للأدوار، وفى نفس الوقت يجب الحصول على المؤهل الدراسى، وعدم إهماله بحجة العمل لأنه الأهم والأبقى.

·        هل شعرت أن السينما ظلمتك أم أنك اخترتِ التركيز على الأعمال الدرامية؟

ميرنا: كانت هناك مرحلة ازدادت فيها أهمية الأعمال الدرامية أكثر، ولكن هدفى فى الأول والآخر هو السينما، وركزت فى تقديم أعمال درامية لأن الأدوار كانت مناسبة لى مثل دورى فى مسلسل «محمود المصرى» مع الفنان محمود عبدالعزيز أو مسلسل «عابد كرمان» مع تيم الحسن، ولكن أساسى هو المسرح مع فرقة محمد صبحى، ودائمًا المسرح يمثل أساس كل فنان، لأنه يعلمنا طريقة الوقوف والتعامل المباشر مع الجمهور وجهًا لوجه.

·        كيف ترى حال السينما الآن؟ وماذا تتوقع لمستقبلها؟

سامح: الفن بصفة عامة أصبح «مهضوم حقه» وانعكس هذا الوضع على معايير اختيارنا للأفلام، فأصبحنا مجبرين على أن نختار أفلامًا لا تكلف أموالًا طائلة لأن المنتجين لا يستطيعون المغامرة بإنتاج أفلام بتكلفة مرتفعة، وعندما عُرض علىّ فيلم «جيران السعد» «مسكت فيه بيدى وأسنانى» لأنه تتحقق فيه جميع العناصر، من محدودية أماكن التصوير، والموضوع الجذاب، وأظن أن أموال المنتجين الذين كسبوا ملايين من صناعة السينما لم تتبخر، ولكنها ستخرج عندما يتحسن حال البلد اقتصاديًا وتستقر الأوضاع السياسية، وكلنا أمل فى أن تتحسن أحوال البلد سريعًا حتى نعود للعمل الجاد.

·        هل أنت مع عودة الدولة لإنتاج الأعمال الفنية؟

سامح: أدعم وأحترم جدًا هذا التوجه من الدولة، لأنها بذلك تنقذ الصناعة ولا يقتصر دورها على حجب هذا الفيلم، أو حذف مشاهد من ذاك.

·        وكيف ترى دور الرقابة فى الحياة الفنية؟

سامح: أنا مؤيد لوجود الرقابة، ولكن يجب أن تكون معايرها تتوافق طبقًا لتوجهات المجتمع المتقلبة.

·        من وجهة نظرك.. ماذا تحتاج مصر الآن؟

سامح: أن يكون هناك دائمًا حراك للأفضل من ناحية التوعية الدينية الصحيحة، من أجل مواجهة أفكار تجار الدين الذين يضحكون بأفكارهم الخاطئة على عقول البسطاء، وأن يكون هناك فن جيد هادف فى مواجهة الفن الردىء التجارى.

اليوم السابع المصرية في

26.04.2014

 
 

محمد خان:

لا يوجد أمل في نجوم الصف الأول لأنهم كسالى وتطغى عليهم "الأنا"

كتب : نجلاء أبوالنجا 

أبدى المخرج محمد خان، شعوره بالإحباطه من نجوم ونجمات الصف الأول، واتهمهم بطغيان "الأنا" المرضية أو بكسل مواهبهم، وقال إن الحل الآن هو نجوم الصف الثاني والثالث، فهم الأمل الوحيد.

وأضاف خان، عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": "كلما فكرت فى فيلم أريد تقديمه أستعرض أولاً نجوم ونجمات البورصة السينمائية، فأكتشف إما كاريزما مصطنعة أو غطاء تهريجي أو مجرد حضور مسنود على إنجاز ما قد مضى، وأجد أن الموهبة أصبحت فاترة وكسولة وبدون أي طموحات أو استعداد للتضحية من أجل الدور، وأغلبيتهم طغت عليهم الـ(أنا) المرضية".

وتابع المخرج الحاصل على الجنسية المصرية مؤخرًا: "الحل دائمًا في الصفوف الثانية والثالثة وما بعدها فهي مليئة بالمواهب والطموحات والتضحيات، ويظل الخوف حين يصبحون حسب البورصة نجومًا فتنتابهم ذات الأمراض، هذا هو حال السينما اليوم، وما يدوم في النهاية هو الفيلم ذاته".

الوطن المصرية في

26.04.2014

 
 

إطلاق بوستر فيلم ديكور "أبيض وأسود"

كتب : سهيلة حامد 

انتهت شركة نيوسنشري للإنتاج الفني، الأسبوع الماضي، من تصوير فيلم "ديكور" للمخرج أحمد عبد الله السيد، وبدأت مرحلة المونتاج، وكشفت الشركة لأول مرة عن قصة الفيلم غير المعتادة والمصور كاملاً بالأبيض والأسود.

"ديكور" سيقوم بتوزيعه شركة دولار فيلم، وتدور أحداثه حول شريف "خالد أبو النجا" ومصطفى "ماجد الكدواني"، ومها "حورية فرغلي"، وهي مهندسة ديكور أصبحت خبيرة في خلق العوالم الخيالية وطالما عشقت السينما، وتحت ضغط شديد في العمل ترى حياة أخرى تظهر في الأفق، لتجد نفسها متنقلة بين عالمين، أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه، والآخر من المفترض أنه الواقع.

مع الوقت، تتوغل "مها" في العالمين حتى تختلط الأمور بين الواقعي والمتخيَّل، وتسير على الحافة بين حياتين إلى أن يصبح عليها لأول مرة اختيار ما تريده فعلاً.

وأطلقت "نيوسنشري" البوستر التمهيدي للفيلم والذي يحمل شعار "لكلٍ عالمه"، وهي جملة مفتاحية لاستكشاف الأحداث التي تدور بين عالمين، وهو ما يظهره البوستر نفسه بشكل غير معتاد، حيث يقدم التعارض والتداخل البصري بين عالم يبدو مستقرًا وعاديًا، وعالم آخر غامض يمكن أن يحدث به أي شيء، وما يخلقه هذا من عدم استقرار، تاركًا المشاهد في حالة فضول لاستكشاف هذا التناقض.

وبالإضافة إلى البوستر التمهيدي، تم إطلاق موقع الإنترنت التمهيدي أيضًا إضافة إلى صور جديدة تجمع أبطال الفيلم.

الوطن المصرية في

26.04.2014

 
 

3 سيناريوهات «جنسية الصنع» و«بنت من دار السلام» فى مواجهة مصير غامض

كتبت: سمر فتحي 

حالة من الترقب تسود الشارع السينمائى بعد قرار منع عرض فيلم «حلاوة روح» الذى هو حديث المدينة فى الأسبوع الماضى، خصوصا بين صفوف السينمائيين الذين يراهنون بأفلام صادمة تتضمن عددا من المشاهد الجريئة والحوارات غير المألوفة.

فيلم واحد جاهز للعرض وهو «بنت من دار السلام» و3 سيناريوهات فى علم الغيب بعد أزمة فيلم «حلاوة روح» والأعمال الأربعة يواجه أصحابها معارك وجولات لمعرفة مصيرها سواء بالعرض أو التصوير والإنتاج وسط أجواء حذرة بعد أن خرجت كلمات رئيس الوزراء الأسبوع الماضى حول معنى واحد وهو لا خروج عن النص والتقاليد بعد اليوم لتتحول إلى قضية رأى عام.

القائمة يتصدرها فيلم «بنت من دار السلام» الذى يواجه مصيرا مجهولاً ليس بسبب المشاهد الخاصة به فقط والتى ستبدو غريبة لجمهور السينما لكن قصة الفيلم وجرأة تناوله لموضوع لم تتطرق إليه السينما المصرية من قبل.

الفيلم يكشف معاناة فتاة تتزوج من رجل يكبرها سنا على خلفية تدينه ولكنها تكتشف أنه شاذ ولا يستطيع إتمام العلاقة الحميمية معها إلا بعد وصلة تعذيبه جسديا، والأخطر فى الفيلم مشاهد إهانة المرأة للرجل واستعباده وربما يلخصها مشهد عندما قام بطل العمل وهو وجه جديد يغسل قدم «رحاب الجمل»!!

«بنت من دار السلام» بطولة «راندا البحيرى» تجسد شخصية «أمنية» من حى دار السلام، تحصل على الثانوية التجارية، وبعد معاناتها فى وظيفة متواضعة ماديا تقرر الزواج من رجل يكبرها بـ 30 عاما ولكنها تصطدم بسلوكه الشاذ وفى المقابل تنجذب لشاب لكن تتدخل صديقتها «رحاب الجمل» والتى تعرف منها هذا الرجل، فتبدأ فى استغلاله ماديا من خلال تنفيذ رغباته الشاذة.

«طونى نبية» مؤلف ومخرج العمل قال لنا إن الفيلم يواجه مشاكل عدة مع جهاز الرقابة بسبب اعتراضهم على بعض المشاهد والمطالبة بتخفيف حدتها فى حين أنه يرى أن إخفاء هذه المشاهد سيحدث خللا فى سياق العمل خاصة مشاهد التعذيب الخاصة بالرجل.

أزمة طونى الآن أنه لم يجد رقيبا يتناقش معه فى النسخة التى تم عرضها على الرقابة فى ظل الأزمة التى أثارها فيلم «حلاوة روح» وتركت منصب الرقيب فارغا.

وبالتالى فإن تصريح عرضه متجمدا على خلفية قرار رئيس الوزراء   وصعوبة تمريره فى هذه الأجواء المتوترة، المشكلة ليست فقط فى أعمال تم تصويرها وعرضها بل هناك سيناريوهات مازالت حبيسة الأدراج داخل جهاز الرقابة مازالت تعانى من المنع ويبدو أن قرار «محلب» بمنع فيلم «حلاوة روح» سيضرب بتلك السيناريوهات عرض الحائط.

وفى مقدمتها فيلم «حجر أساس» لـ «غادة عبدالرازق» والتى تجسد فيه شخصية «مُدرسة» على قدر كبير من الجمال وفى الوقت نفسه شديدة الرومانسية تتعرف على «سمير» وهو رجل غنى ووسيم ويتزوجان، وفى ليلة الزفاف تكتشف أن زوجها يعانى من عجز جنسى فتقرر الانفصال عنه ومواصلة حياتها مجددا وهى مازالت عذراء فجأة تنجذب لنظرات أحد الطلاب ويدعى «كريم»، تحاول بالفعل مساعدته فى دروسه وتبدأ بينها وبين الطالب قصة حب إلى أن تتطور العلاقة بينهما إلى علاقة محرمة وعندما يعرف والد الطالب هذه العلاقة الغريبة يقوم برفع قضية ضدها يكون مصيرها السجن.

المفاجأة أن الفيلم كان حديث اللجنة الوزارية التى عقدت مؤخرا عن فيلم «حلاوة روح» وطالب عدد من الفنانين بالتوصية بمنع عرضه وكان على رأس هؤلاء الفنانين كل من «محمد صبحى» و«آثار الحكيم».

كان من المقرر أن يشارك فى بطولته «خالد صالح» و«عمرو عابد» وهو من تأليف «ناصر عبدالرحمن» وإخراج «خالد الحجر» بعد أن انسحب المخرج «محمد سامى» نتيجة الخلافات التى وقعت بينه وبين «غادة» مؤخرا وعلى أثرها انقطعت العلاقة بينهما بعد أن وصلت إلى طريق مسدود.

فى حين أن سيناريو «زاوية انحراف» لمؤلفه «أيمن سلامة» يواجه نفس الأزمة بعدما رفضه رؤساء الرقابة فى عهود سابقة وهم د. «سيد خطاب» ود. «عبدالستار فتحى» وأخيرا د. «أحمد عواض».

«أيمن سلامة» قال لـ«روزاليوسف»: إن فيلم «زاوية انحراف» لقى رفضا وكأنه سيحول مجتمعنا إلى حالة من الانحلال العام خاصة أن الفيلم يتحدث عن قضية موجودة وهى «زنى المحارم» من خلال فتاة تتعرض إلى مضايقات والدها وتحرشه بها ولكن بصورة مختلفة عما قدم من قبل إلا أن الرقابة مازالت متحفظة على مضمون العمل ودائما ما كانت تزيد من حدة الأزمة رغم أن التعديل على السيناريو وصل إلى تقديم 10 نسخ تم التعديل عليها بأمر من الرقباء ولكن دون جدوى.

منع «حلاوة روح» من منظور ضيق - والكلام لسلامة - يبدو أنه سيفرض نفسه دون النظر إلى القضية التى يطرحها الفيلم فنحن نحتاج إلى 100 عام حتى تتغير قوانين الرقابة ويبدأ خلق فكر جديد للإبداع.

فى نفس المأزق يعانى فيلم «الصمت» لمخرجته «إيناس الدغيدى» لتعرضه أيضا لأزمة «زنى المحارم» وتدور أحداث الفيلم من خلال طبيبة نفسية ومريضة أوشكت على الانتحار، وتبحث الطبيبة عن سبب انتحار مريضتها، فكتشف أمورا كثيرة يصمت عنها المجتمع، أهمها الاعتداء الجنسى الذى تعرضت له الفتاة على يد أبيها وبعد عدد كبير من التعديلات التى قام بها المؤلف الراحل «رفيق الصبان» مازال السيناريو قيد الإقامة الجبرية منذ عام 2012 بينما تدرس مخرجته خروجه للنور فى أقرب فرصة.

مجلة روز اليوسف في

26.04.2014

 
 

معركة السير والسلوك بين القاهرة - بيروت على شرف نجمات الإغراء

كتبت: شيماء سليم 

هل يستطيع فيلم «حلاوة روح» أن يسبب وقيعة بين مصر ولبنان؟ هل تصل أهمية هذا الفيلم إلى كل هذه الضجة؟ أم أن قرار السيد رئيس الوزراء كان كافياً لاستفزاز مشاعر اللبنانيين إلى هذا الحد.. وبالضرورة إلى تحفز المصريين للرد؟.. كالعادة أى أزمة تافهة بين أى دولتين عربيتين قادرة على تفجير صراع يكمن دائماً فى القلوب والنفوس وما أن تبدأ الأزمة حتى يشهر الجميع أسلحتهم فى وجوه بعضهم البعض.

فى الأيام الماضية وبعد قرار منع الفيلم اشتعلت التعليقات لعل أبرزها الهجوم المتبادل بين آثار الحكيم وهيفاء وهبى حيث علقت الأولى على الثانية بأنها تسعى لتدمير الشباب المصرى وأن أعمالها تعبر عن بلدها بينما ردت هيفاء بسخرية بأن «آثار» من «الآثار» القديمة. الهجوم المتبادل فجأة تحول إلى الفضاء الإلكترونى إذا ما نشر أى شىء يخص فيلم «حلاوة روح».. التعليقات عبارة عن سباب وألفاظ بين المصريين واللبنانيين.. من «من أنت كى تتحدث عن مصر يا ابن الكذا» وحتى «كل مجتمعك هو هؤلاء المتحرشون يا أخو الكذا» وهكذا، وفى النهاية تستمر الأزمة فى الاشتعال.

الأمر لم يقتصر فقط على زائرى الإنترنت ولكن بدأت بعض المواقع والصحف اللبنانية تنشر مقالات تحاول من خلالها الرد على ما تتعرض له نجمة لها جمهور كبير وثقل فى بلدها - لبنان، على الرغم من أن «هيفاء وهبى» كانت تتعرض فى لبنان نفسها لحملات هجومية مستمرة فى العديد من الصحف والقنوات اللبنانية نفسها.

الموضوعات التى نشرت فى لبنان لمحاولة ردع الهجوم عن «هيفاء» كان من ضمنها على سبيل المثال مقال للإعلامى «إندريه داغر» تحت عنوان «الجنس فى الأفلام المصرية» قال فيه أن المشاهد الجنسية ليست وليدة فيلم «حلاوة روح» ولا اخترعتها «هيفاء وهبى» فالمشاهد الجنسية والإباحية ومشاهد العرى عمرها فى السينما المصرية من عمر الأفلام الأبيض والأسود وأخذ يضرب أمثلة لأفلام مثل «ثرثرة فوق النيل»، «سيدة الأقمار السوداء»، «ذئاب لا تأكل اللحم» أو نجمات قدمن مشاهد عرى وإغراء تفوق بمئات المرات تلك التى قدمتها «هيفاء» فى «حلاوة روح» مثل «ناهد يسرى»، «شمس البارودى»، «مديحة كامل»، «نادية الجندى»، وصولاً إلى «غادة عبدالرازق» و«سمية الخشاب». ومن هنا يؤكد كاتب المقال أن الهجوم على «هيفاء» وراءه سر كبير، الغريب أن كاتب المقال لم ينتبه إلى أن معظم الأفلام التى استشهد بها وعرض صورا لها كانت من إنتاج لبنان وصورت هناك بالفعل وهى مشهورة فى السينما بأنها الأفلام الجريئة التى صورت فى لبنان فى فترة السبعينيات، وإن كان هذا لا ينفى عن السينما المصرية تقديمها لمشاهد الجنس والإغراء فى أفلام أنتجت ونفذت فى مصر.

وفى مقال نقدى عن الفيلم نشر على موقع جريدة «النهار» اللبنانية كتبت «جوزفين حبشى» تحت عنوان «حلاوة روح.. هيفا الحلاوة الوحيدة» حيث تؤكد الناقدة: إن «الحلاوة الوحيدة هى هيفاء وهبى فى فيلم «يطلّع الروح» من شدة سلبيته تجاه قضية المرأة الذى يدعى مناصرتها، فيلم «يطلّع الروح» أيضاً من تقليدية حبكته، ودورانه المسطح فى حلقة أحداث تتكرر على مدار ساعة ونصف الساعة» وتضيف أن الفيلم قدم صورة بشعة عن المجتمع المصرى و تحوّله أدغالاً تسوده شريعة الغاب الحى، شاء صانعو الفيلم أم أبوا، جاء بنظرنا صورة مصغرة عن البلد بكامله، فصوّر المجتمع كله فاسداً، نساءه عاهرات ورجاله قوادين وأنذالاً، ولا قانون أو ممثلون له يحمون المرأة التى قد تتعرض للتهديد والاغتصاب على مرأى من الجميع، فلا يهب أحد لمساعدتها سوى من لا حول له ولا قوة، صورة سلبية جداً، وشريط - أى فيلم - لا مغزى له، وخصوصاً مع النهاية القاتمة التى تكرّس وضع المرأة المداسة ولا تبشر بأى تغيير».

وفى تصريح خاص لـ «روزاليوسف» قال الناقد اللبنانى «نديم جرجورا»: «لا تختلف الضجّة اللبنانية، كثيراً، عن شبيهتها المصرية، بالنسبة إلى «حلاوة روح»، على مستوى انحدار النقاش إلى مستويات رديئة. الاختلاف كامنٌ فى مكان آخر: تجنّب «جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية» فى بيروت إثارة جدل، فأجاز عرضه، ولم تتدخّل المؤسّسات الدينية، الرسمية وغير الرسمية، فى إجازة العرض، على نقيض ما حصل فى القاهرة.

مقالات متفرّقة كُتبت عن الفيلم، تناولت غالبيتها الساحقة مشاركة اللبنانية «هيفاء وهبى» فى تأدية دور البطولة النسائية الأولى النجمة، والسجادة الحمراء فى العرض الافتتاحى الأول، وفنانون وإعلاميون وسياسيون لا علاقة لهم بالسينما إطلاقاً أشادوا به وبها، متفوّهين بكلام يُساق فى مناسبات أخرى شبيهة، قليلة هى المقالات السجالية، التى ابتعدت هى أيضاً عن الفعل السينمائى المباشر، متّجهة إلى مناقشة الآراء الرجعية التى قيلت فى الفيلم، والمناخ الذى أثاره الفيلم، والمقاربات المتنوّعة التى أصابته، أى أن النقد، كفعل إبداعى فى قراءة النتاج، مازال شبه غائب، بعد مرور أسبوعين اثنين فقط على بدء عروضه التجارية فى صالات لبنانية متفرّقة. فى العاشر من إبريل، بدأت العروض، وحتى 23 إبريل بلغ عدد مشاهديه 32 ألفاً و993 مُشاهدا، فى بلد مثل لبنان، يُعتبر الرقم جيّداً، مع أن المنافسة كانت شديدة فى الأيام الأولى بين «حلاوة روح» و«نوح» للأمريكى دارن أرونوفسكى، الذى عرف، بدوره، حملة عنيفة ضد عرضه فى مصر، والذى انطلقت عروضه التجارية اللبنانية فى اليوم نفسه مع «حلاوة روح». غير أن «نوح» تفوّق على «حلاوة روح»: فى الفترة نفسها (أول 14 يوماً من العروض التجارية اللبنانية)، بلغ عدد مُشاهديه 44 ألفاً و694 مُشاهداً، كما أن «نوح» تفوّق على «حلاوة روح» على مستوى النقد: قراءات أعمق، وأكثر جدّية وسجالية لكن، هل أن هؤلاء جميعهم، الذين اشتروا بطاقات دخول، أحبّوا الفيلمين؟ هل جميعهم «صمدوا» إلى النهاية؟ أياً يكن، فإن «حلاوة روح» يبقى أحد تلك الأفلام المصرية المنضوية فى خانة «الاقتباسات» الفاشلة عن أفلام أجنبية.

ويضيف «جرجورا»: «بعيداً عن كل ما قيل من كلام سيئ بحقّ الفيلم والعاملين فيه، متمثّل «الكلام السيئ» بما يُشبه الشتيمة والتحقير والتعابير المسطّحة، لا يُمكن اعتبار «حلاوة روح» فيلماً متماسكاً، جمالياً ودرامياً ومعالجة وتمثيلا، صحيح أنه مصنوع على قياس هيفاء وهبى، وعلى قياس جمالها ومحاولاتها الدائمة لاحتلال مرتبة الفنانة الإغرائية «وهى ليست محاولات ناجحة أصلاً، لا على مستوى الفن، ولا على مستوى فنانة إغراء بالمعنى المعروف سابقاً فى تاريخ السينما المصرية والعربية»، وصحيح أن كل ما يحيط بها من ممثلين ومناخات وحكايات وتفاصيل مرتبط بحضورها أولاً وأساساً، وهذا حقّ مشروع لصنّاع الفيلم «أفلام أجنبية كثيرة تُصنع على قياس ممثل أو ممثلة»، إلاّ أنه يستحيل اعتباره فيلماً سينمائياً مستوفياً شرطه الإبداعى: قصّة مصطنعة، ومعالجة درامية ركيكة، واعتماد مطلق على إغراءات شكلية، وكلاشيهات معروفة ومُكرّرة، وتمثيل عادى «باسم سمرة ومحمد لطفى وغيرهما»، سينمائياً، لا يُمكن التعاطى مع «حلاوة روح» إلاّ بكونه فيلماً تجارياً استهلاكياً عادياً، أو ربما أقل من عادى بقليل. لكن الرأى النقدى السلبى بالفيلم «وهو هنا مختصر» لا يعنى قبولاً لا بمنعه من العرض التجارى، ولا بالهجوم السيئ الذى شنّته عليه مؤسّسات دينية واجتماعية، والذى شنّه عاملون فى حقول المعرفة والثقافة والدين أيضا، لكل فيلم، مهما كان رديئاً على المستوى النقدى، الحقّ فى أن يُعرض، وفى أن يُشاهده الجمهور، وفى أن يقول الجمهور رأيه فيه، إلى جانب الرأى النقدى أيضاً».

مجلة روز اليوسف في

26.04.2014

 
 

سينما الصندوق الأسود في معرض أبوظبي للكتاب

عمان - الرأي 

كشف منظمو معرض ابو ظبي للكتاب عن برنامج ثقافي مكثف للترويج للحركة السينمائية الإماراتية، خلال دورة المعرض الرابعة والعشرين والتي تنطلق اواخر الشهر الجاري وتتواصل لغاية الخامس من شهر ايار المقبل.

وجرى تكليف المخرج السينمائي الإماراتي نواف الجناحي لتنفيذ مشروع (سينما الصندوق الأسود) الذي يعرض مجموعة من الأفلام الإماراتية، ويناقش بعض القضايا المتعلقة بالحراك السينمائي و التقنيات السينمائية.

وقال مدير إدارة البحوث والإصدارات في قطاع دار الكتب الوطنية بهيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة محمد الشحي وجدنا من الأهمية أن يقدم معرض الكتاب صيغة متكاملة لعناصر الثقافة بقوالبها المتعددة، فإلى جانب تواجد أهم دور النشر العربية والدولية، وحلقات النقاش بمشاركة مجموعة من الكتاب والمؤلفين المرموقين، سيجد الزائر لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام دار سينما مصغرة تعرض مجموعة من الأفلام الإماراتية طوال أيام المعرض.

أضاف تأتي خطوتنا هذه لدعم قطاع يتشكل على المستوي المحلي، ويتطلب جهودا مؤسساتية حثيثة لبلورة فكر جديد يأخذ على عاتقه التعبير سينمائيًا بجدية أكثر.

من جهته أعرب نواف الجناحي عن ترحيبه بهذا التعاون مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب للمساهمة في الترويج للسينما الإماراتية وقال لا يخفى على أحد المجهود الذي يبذله السينمائيون لتحقيق أحلامهم في عالم السينما.

وتعرض السينما المصغرة 15 فيلمًا إماراتيًا قصيرًا ما بين روائي ووثائقي وتحريك، وتعاد في أوقات مختلفة طوال أيام المعرض، أما برنامج الورش والندوات المصاحبة فيتضمن ندوة مع المخرج المصري يسرى نصر الله تتناول المخرج السينمائي والكتابة وكيف يتعامل مع كُتاب السيناريو الآخرين، ويقدم نواف الجناحي ندوة عن السينما الإماراتية، يستعرض فيها تاريخ الحراك السينمائي المحلي ومكوناته، وورشة في مبادئ النقد السينمائي يقدمها الناقد المصري أحمد شوقي، فيما يدير السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد ورشة السيناريو، الصورة أولاً، أما السينمائي والروائي البحريني فريد رمضان فيقدم ورشة السيناريو، البناء السردي وأخيرا يقدم لطفي بن الشيخ عرضا عن أساسيات التمويل الجماعي للسينما والأعمال الإبداعية عموما من تجربة «أفلامنا».

وسعيا للممازجة بين الكتاب والسينما سيتاح لكل زائر يشترى كتابا متخصصا في السينما من دور النشر المشاركة، حرية اختيار فيلم من قائمة العروض لمشاهدتها، وسيتحول أحد جدران السينما الخارجية إلى جدارية فنية حية، يشارك في رسمها رواد المعرض بالتعبير عن شغفهم بالسينما والكتاب.

الرأي الأردنية في

26.04.2014

 
 

"وجدة".. إشراقة أمل تعلو على نبرة القهر

إسراء إمام 

"وجدة .. غيرى جذمتك المبهدلة هذه، إلبسى جذمة سودة عادية زى باقى البنات".

كلمات تتفوه بها الأستاذة حصة لتلميذتها، فى تعنت وشىء من التحقير، وبنبرة صوت مثقلة عن آخرها بالتعالى، تتخللها رغبة عارمة فى هدم كل إرادة تملكها الصغيرة، والإطاحة بلمسة الإختلاف التى ينغلق عليها صدرها، تحت مسميات عدة من الغرور وإرضاء الذات على اعتبار أنها المستأثر بالطريق الوحيد للفضيلة والعفة ومكارم الأخلاق.

جملة الحوار السابقة، تختزل الكثير من الحديث حول طبيعة شخصية وجدة، الفتاة الصغيرة، التى ينبع من داخلها بالفطرة صوتا خاصا يميزها عن الخانعين من حولها، وذات الجملة تعتبر فى حد ذاتها وشاية جيدة عن هذه الأستاذة، التى تعتبر نفسها مربية أجيال أمينة، تصب جل إهتمامها فى توجيه وتربية النشأ على كل ماهو ظاهر.

حذاء وجدة "المبهدل" الذى لا ينول شرف صبغة اللون الأسود، فى معناه البعيد يُخبر عن بساطتها فى التعبير عن نفسها، والتعامل مع متطلباتها بمنتهى الهدوء، دون أن تبالى بكونها تبغى ما يخالف الآخرين من الأساس، وبغير أن تهاب تُهمة الإختلاف، أو تسعى وراء إحساس التباهى بالتمرد والثورية. وجدة تحس فتفعل وكفى. ترتاح لإرتداء هذا الحذاء دون غيره ولا تضع إلى جانب شعورها أية حسابات أخرى.

وجدة

خلقت المخرجة السعودية هيفاء المنصور هنا شخصية تعافر فى مغالبة أوضاعها، وداخلها يمتلأ إشراقا وتصالحا مع الحياة، فوجدة دوما مبتسمة، قوية وجريئة، تستمع لصوت إرادتها، وتصاحب الحُلم أكثر من أى شىء، تحب والديها بشكل حميمى لا يقف عند وقع الغريزة، دلالة على ما تضمره فى قلبها من طاقة وقدرة حقيقية على الحب، وبتفاصيل بسيطة وقوية عبرت المخرجة عن هذا المعنى أكثر من مرة، فنجد وجدة وهى تُهادى والدتها من دون سبب، وتكتب لها ورقة صغيرة تعبر فيها عن حبها، ومرة أخرى نجدها تظل محتفظة بالحجر الصغير الذى أهداها إياه والدها طوال الفيلم، ففى وقت استماتت فيه الأستاذة حصة على توبيخها ومصادرة ما فى حقيبتها، انشغلت هى بأن تلتقط الحجر من بين حاجياتها المُبعثرة فوق المكتب قبل أن يضيع، كما أبقت عليه بين يديها فى لحظات مسابقة القرآن الكريم.

وكما تملك هذه الطاقة الفعلية تجاه الحب، فهى أيضا تملكها إزاء حُلمها وانتماءاتها، فمن قبل رغبتها فى اقتناء الدراجة التى طالما تمنتها، نراها فى أول مشاهد الفيلم وهى تضع الإكسسوارات التى تصنعها بيديها فى حقيبتها، ومن ثم تبيعها لزميلاتها فى المدرسة، فهى من البداية تخلق لنفسها عالما من صنع يديها، تُحقق فيه خصوصيتها ولو بأبسط الأشياء، أما عن خطواتها تجاه رغبتها فى اقتناء الدراجة، فكانت أكثر كثافة وإصرار، ساهم فيها ما تملكه من ثقة وذكاء.

وجدة صبورة، لا تجعل مشاعر القهر تتمكن منها بسهولة، فحينما كان يُقابل طلبها اقتناء الدراجة بالرفض من قِبل والدتها، لم يُعكر ذلك من صفو هدوءها أو يفت من ناحية أخرى فى عزمها، تماما كما تصرفت حينما وجدت أحد الأطفال وهو يتحدث مع صاحب محل الألعاب بشأن الدراجة التى ترغب فى شرائها، فنراها بكل بساطة، تذهب إلى الرجل وتتعاهد معه على أن يحجز لها الدراجة فى مقابل شريط كاسيت صنعته له مخصوص، فينصاع الرجل لبراءتها وعفويتها وتشبثها بحلمها عن طيب خاطر.

تفاصيل كثيرة صاغتها هيفاء المنصور فى تلك الشخصية الثرية، والتى يمكن تلخيصها فى عنوان واحد بـ "الإيجابية"، هى دوما إيجابية، حتى أمام تصرفات سائق والدتها الغير لائقة، فنجدها فى المشاهد الأولى تتصدى له عندما يُنهر والدتها على التأخير، فتصمت الأم بينما تغالبه وجدة وتنفى عن أمها ما يرميها به، إلى حين ما تُسكتها الأم فى عتاب وكأنها تتطاول على الرجل. وهذا بالضبط ما يميز وجدة عن الآخرين على مستوى أشمل، هى تُفكر ولا تقبل البديهيات فى ضرورة أن تصمت ولا يعلو صوت دفاعها عن نفسها، ولا تعبأ بما يقولون عن كون ركوب الدراجة ليس للبنات المؤدبات المحترمات، ولا تختبأ كما علموها لأن ثمة بعض الرجال على السطح المقابل وقد يرونها وهى تلعب فى ساحة المدرسة.

السيناريو

لم يتوقف السيناريو عند للخط الخاص بإحساس وجدة وحلمها، وإنما أبدع فى صياغة أجواء موازية خدمت ودعمت الطابع الدرامى، وأضفت عليه مزيدا من الحيوية والحقيقية، فنجد العالم المحيط بوجدة هو الآخر له تفاصيله الخاصة، بداية من المدرسة وحتى المنزل، ففى المنزل نجد التوتر الواضح بين علاقة الأم والأب على الرغم من الحب الذى يكنه كل منهما للآخر، والتهديد المقبض بكون الأب على مشارف الزواج من إمرأة أخرى، خضوعا لرغبة أمه التى ترتبط وبشكل غير مباشر بعدم إنجابه للذكور مع المرأة التى يحبها، لم يفصح السناريو عن التفاصيل، أو حتى يتطرق إلى ما فى داخل صدر الأب، ومدى حقيقة نفيه الدائمة لتنفيذ ما تُخطط له أمه، وإنما نقل الواقعة بعيني وجدة، مسربا إلى المتفرج شعورها المبهم المرتعش صوب ما يحدث، حتى فى آخر مشهد حينما تيقظت ولم تجد والدتها على الفراش ومن ثم التقت بها على السطح تُشاهد عُرس الوالد فى صمت وحسرة، لكن المُشاهد مثله مثل الصغيرة على غير علم بأن الأب بالفعل اتخذ قرارا بالزواج، وبحسن استغلال كل هذه الشحنة من القلق طوال الفيلم، والتى تفجرت فى تلك اللحظة بالذات مع إتمام العُرس، تزداد قيمة اللقطة الموازية التى تخبر فيها الأم الصغيرة بأنها أحضرت لها الدراجة وحققت لها حلمها، فى ايحاء ملهم بأنها آثرت ايجابية ابنتها وإقدامها على العالم بخطوات ثابتة، بعدما شعرت بخزى سلبية ذاتها وشأنها الضئيل أمام حضور وطغيان ذكورة زوجها.

أما فى المدرسة، فنجد هذا العالم المُنغلق، الذى تم التعبير عنه جيدا فى شخصية الأستاذة حصة على وجه الخصوص، وهى تزاول تأنيبها القاسى الجاف النبرة للبنات على صوتهن العورة، وتتوعد لوجدة بمكانا للتذنيب تحت أشعة الشمس الحارقة إن لم تأتى بغطاء لرأسها. وتشتبه فى بنتين ضبطتهما وراء الفناء بإرتكاب "إثم" على حد قولها، وبالرغم من عدم حصولها على أى دليل يؤكد خيالاتها المريضة، إلا أنها تُعلن عن ارتكاب البنتين لهذا الفعل فى الطابور الصباحى موضحة أسمائهن.

هذا إلى جانب رفقة وجدة الجميلة مع عبدالله الولد الصغير الذى يساير تركيبة شخصيتها، ويساهم ولو بقدر ضئيل فى ارضاء البراح الذى تتطلع إليه، فيصاحبها من وقت لآخر، ويترك لها دراجته لتتدرب عليها، ويساندها وقتما أرادت أن تذهب إلى منزل سائق والدتها لتوبيخه، ويحضها على الفوز بمسابقة القرآن الكريم كما أرادت لتحصل على نقود الدراجة، ومن ثم فى النهاية يخبرها فى جلد " انتى عارفة انى راح اتجوزك لما نكبر"، علاقة جميلة وعفوية أتقن السناريو غزلها، فبدت ضرورية لكى تمنح وجدة شيئا من السلام الذى تتمتع به روحها بشكل ملفت.

ملحوظات عن الصورة

لقطات بعيدة داومت على جمع كل من وجدة وعبد الله معا، مُبينة الفضاء من حولهما، وكأن العالم يخلو إلا منهما، فى دلالة على مدى التواءم الذى يشعر به كل منهما مع الآخر، ويساعدهما على الإحتفاظ بذلك الجانب المشرق الذى يمتلكونه.

اللقطة القريبة من حذاء وجدة فى أول الفيلم، وتبيان اختلافه مع الأحذية السوداء لزميلاتها، كان الإفتتاحية المناسبة للإخبار عن شخصيتها .

لقطة أخرى، ترصد صورة مرسومة بعناية لدراجة فى كراسة وجدة، تستند إليها وهى تسجل اسمها فى مسابقة القرآن الكريم، دون أن تركز عليها الكاميرا، أو تلفت نظر عين المُشاهد لها، وإنما تركتها ممتزجة بتكوين الصورة كاملا، لتعبر فى تلقائية عن انشغالها بالتفكير فى الدراجة إلى حد رسمها لها بهذه العناية.

آخر كلمتين:

وجدة تجربة سعودية متميزة، ابتعدت عن نبرة القهر فى المعالجة، وأضافت إلى التناول أبعادا أخرى من الثراء تفصيلا وإجمالا.

عين على السينما في

27.04.2014

 
 

"سالم أبوأخته "

غير مفهوم الفيلم الشعبي ،والمخرج قدم صورة حقيقية للواقع

كتب : ا.ش.ا : ينافس ضمن أفلام موسم عيد الربيع الفيلم السينمائى الجديد "سالم أبو أخته"، بطولة محمد رجب ،الذي استطاع أن يقدم من خلاله البيئة الشعبية بشكل جديد وبمنظور مختلف، حيث برع فى تغيير شكل ومفهوم البطل الشعبى، ليبتعد عن تيمة القتل والدمار والمطاوى الغير مبررة فى كل مشهد من الأفلام التى عبرت عن البيئات الشعبية والعشوائية والتى قدمت خلال الفترات الماضية.

وحينما تشاهد فيلم "الحفلة" وهو أخر أعمال محمد رجب الذي تقاسم فيه البطولة مع أحمد عز، وجسد فيه شخصية "ضابط الشرطة"،الذي يحقق فى جريمة قتل غامضة،وتلاحظ مدى قدرته على التحول في الشكل والأداء والإنتقال ببراعة من شخصية إلى مضادها تماما،لإمتلاكه موهبة حقيقية وطاقة تمثيلية متشعبة تمكنه من تقمص جميع الأدوار دون مبالغة أو برود في الأداء.

محمد رجب قدم شخصية "سالم"، وهو الشاب الذي يتولى تربية شقيقته "أيتن عامر"،بعد وفاة والديهما، لينفق عليها من خلال عمله "كبائع متجول"،بمنطقة وسط البلد،باحثا عن مستوى معيشي أفضل،ولكنه كان يواجه وبإستمرار تسلط أحد ضباط الشرطة الذين يعملون بالمرافق ليضطهده،نظرا لعدم رضا إبنة كاره "ريم البارودي" عنه،والتي تعمل بنفس التجارة ولكن من خلال محل ورثته عن زوجها المتوفي،حيث يقف بجانبها ضابط الشرطة "محمد الشقنقيري"لعلاقته غير الشرعية معها،ليكون "سالم" ضحية هذه العلاقة، فيضطهده الضابط وبشكل مستمر، لعدم رضاها عنه.

ومن خلال هذه المشاهد التى جمعته بالرائد خالد خليل"محمد الشقنقيرى"نرى أن محمد رجب قد نجح فى رسم صورة رائعة لشخصية الشاب الكادح والمظلوم ليقدم مشهدا أكثر من رائع معبرا عن واقع المجتمع المصرى وهو مشهد مشادة كلامية مع ضابط الشرطة بعد زيادة الظلم الواقع عليه من قبل الضابط،وعلى الرغم من أنه كان يهابه بشدة فى كل لقاء،إلا أن الكيل فاض به ذات لقاء فيتفوه بألفاظ تنال من الضابط،ليجسد الحالة التي نعيشها منذ ثورة 25 يناير في تعدي الناس على ضباط الشرطة،وهو مالم يكن يحدث على الإطلاق قبل الثورة،ومن خلال هذا المشهد ستدرك الواقعية التى يتحدث عنها الفيلم دون مبالغة،وهذا ستراه أيضا فى المشاهد النهائية للفيلم، فحينما ظهر سالم دمويا يجرح ويقتل ضابط الشرطة وعشيقته،كان أمرا طبيعيا، فهذه طبيعة أى شخص تقتل أخته أمام عيناه وهو يعلم من قتلها.

ويحسب للمخرج ومدير التصوير محمد حمدي،أنه نجح في ترابط الفيلم وإيقاعه وابتعاده عن الملل الذي أكد أن عمله بالتصوير عطله كثيرا كمخرج،حيث تمكن حمدي من رسم صورة إخراجية مكتملة الأركان في الغالبية العظمى من المشاهد التى قدمها، وبالتحديد الخاصة بمنطقة وسط البلد وهى الأصعب، حيث حرص المخرج على التصوير بمنطقة التحرير والإسعاف وهي المنطقة التي تضم أكثر عددا من الباعة الجائلين، لرغبته في الظهور بشكل أكثر واقعية على الرغم من صعوبة التصوير في مثل هذه الأماكن،كذلك ظهرت إنفعالات الفنانتين حورية فرغلي وأيتن عامر بشكل متناسب مع الشخصيتين اللتين تقدمهما،كذلك كان الفنان الكوميدى حسن عبد الفتاح فى أفضل حالاته الكوميدية،وهذا كله يعود للادارة القوية من المخرج،أما الفنان هشام إسماعيل فلم يضيف الفيلم له أى جديد، بل أن دوره لو حذف من العمل فلم يؤثر على سياقه.

أما الكاتب محمد سمير مبروك فكتب قصة قد نراها كثيرا فى الواقع مع بعض التحابيش السينمائية وهو مايؤكد قربه من الشارع المصرى وبالتحديد بيئاته الشعبية،ولكن هناك بعض المأخذ عليه أنه استعان ببعض الإفيهات المكررة بكثرة فى الشارع المصري،وهذه الإفيهات قد لايبتسم لها الجمهور من كثرة مرورها على أذانه، مثل إفيه "اللى جسمها جغرافيا بيكون تاريخها أسود"، ولكنه يحسب له السيناريو المحنك  المعبر عن واقع فئة كبيرة من الأسر الكادحة التي تتعرض للظلم البين،ولكن لايشعر بها أحد إلا بعد فوات الأوان،كما يحسب له رسمه لشخصية "سالم" حيث قدمها دون مبالغة أو تجمل بل قدمها بشكل أقرب إلى الواقع فلم يظهره مجرما ولا ملاكا، فهو شاب قد يعاكس الفتيات فى الشارع، ولكنه يرفض الحرام أو الزنا،يبحث عن المزيد من الأموال ولكنه لايأكل عرق أحد.

ومن الوجوه الشابة والجديدة التى ظهرت بالفيلم السورية شيما الحاج، والتى قدمت أداء لابأس به فى شخصية الراقصة التي تقف بجوار "سالم"، للخروج من أزمته، في حين تمكن الفنان الشاب عمرو صحصاح من أداء شخصية الضابط "ماهر توفيق"،الداعم لموقف البسطاء لإدراكه متاعب الحياة اليومية التى يواجهونها، حتى يستقيل فى النهاية من الداخلية ليعمل بالمحاماة، وعلى الرغم من صغر حجم الدور إلى أنه استطاع لفت إنتباه الجمهور بأدائه التلقائى.

بوابة روز اليوسف في

27.04.2014

 
 

ذكرى مصطفى بارزاني تداعب السينما المغربية

ميدل ايست أونلاين/ الرباط 

مهرجان بصمات للسينما المغربية يحتفي بالزعيم الكردي من خلال فيلم تسجيلي يعرض تاريخ حياته ونضاله السياسي.

اعلنت محافظة أربيل أن مهرجان بصمات للسينما المغربية الذي سيعقد في العاصمة المغربية الرباط في السادس الى العاشر من مايو/أيار سيحتفي بالزعيم الكردي مصطفى ملا بارزاني من خلال فيلم تسجيلي يعرض تاريخ حياته ونضاله السياسي.

والملا مصطفى البارزاني زعيم كردي من كردستان الجنوبية شمال العراق ولد في عام 1903، شارك اخاه الأكبر أحمد البارزاني في قيادة الحركة الثورية الكردية للمطالبة بالحقوق القومية للأكراد لكن هذه الحركة تم اخمادها من قبل السلطة الملكية في العراق والقوات البريطانية المحتلة التي أستخدمت ولأول مرة في التاريخ الأسلحة الكيميائية ضد المناطق التي سيطر عليها الثوار الأكراد.

وفي عام 1942 فر البارزاني من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية، وفي إيران وبدعم من الاتحاد السوفيتي أقام الأكراد في عام 1945 أول جمهورية كردية في مهاباد في إيران.

وبعد 9 سنوات من الحرب بين الأكراد بقيادة البارزاني أضطرت الحكومة العراقية إلى الأتفاق مع البارزاني على إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد عام 1970 الا انها لم تدم طويلا.

وأكد بشتيوان عبد الله، المتحدث الرسمي لمهرجان السينما الكردية في أربيل، أن "المهرجان سيعرض خلال فعالياته فيلما تسجيليا يتحدث عن نضال الزعيم الكردي مصطفى بارزاني وحياته وتاريخه السياسي، بالإضافة إلى عرض المحطات السياسية والمشكلات التي تعرض لها شخصيا خلال مقاومته للحكومة العراقية السابقة.

وبين عبد الله، أن رئيس مهرجان بصمات السينمائي أعرب عن سعادته لعرض هذا الفيلم الذي سيسهم في التقارب الكردي - العربي وسيمنح الجمهور العربي فرصة أكبر للتعرف أكثر على تاريخ الشعب الكردي.

وارادت السينما الكردية هذه السنة التي تترافق مع تتويج أربيل عاصمة للسياحة العربية 2014، أن تترك بصمة مميزة فى الدورة السادسة من مهرجان بصمات سينما الابداع في الرباط وذلك من خلال مشاركتها بـ 7 أفلام روائية وتسجيلية قصيرة. ومنها على سبيل المثال: "آخر نظرة" للمخرج سامي كاكة ومن انتاج دائرة فنون سينما اربيل.

بالإضافة إلى الفيلم التسجيلي "وداعا للسينما" من اخراج عبد الخالق جودت، والفيلم التسجيلي "الملتقى" من اخراج بشتيوان عبدالله، والفيلم القصير "الطائرة السوداء والبيضاء" للمخرج حسين زارين ومن انتاج دائرة فنون سينما اربيل، والفيلم التسجيلي "حياة محلة" للمخرج سامي كاكة ومن انتاج مديرية اعلام اربيل، والفيلم القصير "العزلة" من بطولة غازي غفور وانتاج دائرة فنون سينما اربيل إضافة الى الفيلم التسجيلي "مشروع سنحاريب" من انتاج مديرية اعلام اربيل واخراج سامى حسين.

ميدل إيست أونلاين في

27.04.2014

 
 

"سالم أبوأخته"

غير مفهوم الفيلم الشعبي ،والمخرج قدم صورة حقيقية للواقع

كتب : ا.ش.ا 

ينافس ضمن أفلام موسم عيد الربيع الفيلم السينمائى الجديد "سالم أبو أخته"، بطولة محمد رجب ،الذي استطاع أن يقدم من خلاله البيئة الشعبية بشكل جديد وبمنظور مختلف، حيث برع فى تغيير شكل ومفهوم البطل الشعبى، ليبتعد عن تيمة القتل والدمار والمطاوى الغير مبررة فى كل مشهد من الأفلام التى عبرت عن البيئات الشعبية والعشوائية والتى قدمت خلال الفترات الماضية.

وحينما تشاهد فيلم "الحفلة" وهو أخر أعمال محمد رجب الذي تقاسم فيه البطولة مع أحمد عز، وجسد فيه شخصية "ضابط الشرطة"،الذي يحقق فى جريمة قتل غامضة،وتلاحظ مدى قدرته على التحول في الشكل والأداء والإنتقال ببراعة من شخصية إلى مضادها تماما،لإمتلاكه موهبة حقيقية وطاقة تمثيلية متشعبة تمكنه من تقمص جميع الأدوار دون مبالغة أو برود في الأداء.

محمد رجب قدم شخصية "سالم"، وهو الشاب الذي يتولى تربية شقيقته "أيتن عامر"،بعد وفاة والديهما، لينفق عليها من خلال عمله "كبائع متجول"،بمنطقة وسط البلد،باحثا عن مستوى معيشي أفضل،ولكنه كان يواجه وبإستمرار تسلط أحد ضباط الشرطة الذين يعملون بالمرافق ليضطهده،نظرا لعدم رضا إبنة كاره "ريم البارودي" عنه،والتي تعمل بنفس التجارة ولكن من خلال محل ورثته عن زوجها المتوفي،حيث يقف بجانبها ضابط الشرطة "محمد الشقنقيري"لعلاقته غير الشرعية معها،ليكون "سالم" ضحية هذه العلاقة، فيضطهده الضابط وبشكل مستمر، لعدم رضاها عنه.

ومن خلال هذه المشاهد التى جمعته بالرائد خالد خليل"محمد الشقنقيرى"نرى أن محمد رجب قد نجح فى رسم صورة رائعة لشخصية الشاب الكادح والمظلوم ليقدم مشهدا أكثر من رائع معبرا عن واقع المجتمع المصرى وهو مشهد مشادة كلامية مع ضابط الشرطة بعد زيادة الظلم الواقع عليه من قبل الضابط،وعلى الرغم من أنه كان يهابه بشدة فى كل لقاء،إلا أن الكيل فاض به ذات لقاء فيتفوه بألفاظ تنال من الضابط،ليجسد الحالة التي نعيشها منذ ثورة 25 يناير في تعدي الناس على ضباط الشرطة،وهو مالم يكن يحدث على الإطلاق قبل الثورة،ومن خلال هذا المشهد ستدرك الواقعية التى يتحدث عنها الفيلم دون مبالغة،وهذا ستراه أيضا فى المشاهد النهائية للفيلم، فحينما ظهر سالم دمويا يجرح ويقتل ضابط الشرطة وعشيقته،كان أمرا طبيعيا، فهذه طبيعة أى شخص تقتل أخته أمام عيناه وهو يعلم من قتلها.

ويحسب للمخرج ومدير التصوير محمد حمدي،أنه نجح في ترابط الفيلم وإيقاعه وابتعاده عن الملل الذي أكد أن عمله بالتصوير عطله كثيرا كمخرج،حيث تمكن حمدي من رسم صورة إخراجية مكتملة الأركان في الغالبية العظمى من المشاهد التى قدمها، وبالتحديد الخاصة بمنطقة وسط البلد وهى الأصعب، حيث حرص المخرج على التصوير بمنطقة التحرير والإسعاف وهي المنطقة التي تضم أكثر عددا من الباعة الجائلين، لرغبته في الظهور بشكل أكثر واقعية على الرغم من صعوبة التصوير في مثل هذه الأماكن،كذلك ظهرت إنفعالات الفنانتين حورية فرغلي وأيتن عامر بشكل متناسب مع الشخصيتين اللتين تقدمهما،كذلك كان الفنان الكوميدى حسن عبد الفتاح فى أفضل حالاته الكوميدية،وهذا كله يعود للادارة القوية من المخرج،أما الفنان هشام إسماعيل فلم يضيف الفيلم له أى جديد، بل أن دوره لو حذف من العمل فلم يؤثر على سياقه.

أما الكاتب محمد سمير مبروك فكتب قصة قد نراها كثيرا فى الواقع مع بعض التحابيش السينمائية وهو مايؤكد قربه من الشارع المصرى وبالتحديد بيئاته الشعبية،ولكن هناك بعض المأخذ عليه أنه استعان ببعض الإفيهات المكررة بكثرة فى الشارع المصري،وهذه الإفيهات قد لايبتسم لها الجمهور من كثرة مرورها على أذانه، مثل إفيه "اللى جسمها جغرافيا بيكون تاريخها أسود"، ولكنه يحسب له السيناريو المحنك  المعبر عن واقع فئة كبيرة من الأسر الكادحة التي تتعرض للظلم البين،ولكن لايشعر بها أحد إلا بعد فوات الأوان،كما يحسب له رسمه لشخصية "سالم" حيث قدمها دون مبالغة أو تجمل بل قدمها بشكل أقرب إلى الواقع فلم يظهره مجرما ولا ملاكا، فهو شاب قد يعاكس الفتيات فى الشارع، ولكنه يرفض الحرام أو الزنا،يبحث عن المزيد من الأموال ولكنه لايأكل عرق أحد.

ومن الوجوه الشابة والجديدة التى ظهرت بالفيلم السورية شيما الحاج، والتى قدمت أداء لابأس به فى شخصية الراقصة التي تقف بجوار "سالم"، للخروج من أزمته، في حين تمكن الفنان الشاب عمرو صحصاح من أداء شخصية الضابط "ماهر توفيق"،الداعم لموقف البسطاء لإدراكه متاعب الحياة اليومية التى يواجهونها، حتى يستقيل فى النهاية من الداخلية ليعمل بالمحاماة، وعلى الرغم من صغر حجم الدور إلى أنه استطاع لفت إنتباه الجمهور بأدائه التلقائى.

بوابة روز اليوسف في

27.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)