كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

أبطاله يكتشفون الحب في طنجة

المخرج جيم جارموش يفضل فيلمه الجديد داكنا أكثر مما يجب

لوس أنجليس: محمد رُضا 

 

المخرج الأميركي جيم جارموش (والبعض ينطقها يارموش على أساس إرجاع الحرف J إلى أصل أوروبي) لديه فيلم جديد بعنوان «فقط الأحباء بقوا أحياء» بوشر بعرضه في الصالات المتخصصة التي تستقبل عادة الأفلام المستقلة والمختلفة والتي يبرز فيها جهد المخرج المختلف.

إذ بوشر بعرضه في الحادي عشر من هذا الشهر، تابع المخرج انزلاق الفيلم من المركز المتأخر الذي احتله في قائمة العشرة الأولى في «شباك التذاكر» إلى مركز متأخر أكثر. في الواقع، مجموع ما حصده الفيلم حتى الآن لا يزيد على 300 ألف دولار من 53 صالة أميركية. ولا توجد معلومات بعد عما سينجزه الفيلم من إيرادات عالمية، لكن تبعا للفيلم، وتبعا لأسباب عضوية مهمة، لا يمكن توخي أي نجاح متميز لهذا العمل.

إنه الفيلم التاسع عشر لمخرج بدأ العمل سنة 1980 بفيلم عنوانه «عطلة دائمة» حول شاب (كريس باركر) يجول شوارع نيويورك بحثا، كما يقول تعليق الفيلم، عن «معنى للحياة». أعلى أفلامه إيرادا كان «زهور محطمة» سنة 2005 إذ أنجز قرابة 14 مليون دولار. ولو جمعت الأفلام التي حققها حتى اليوم وما جمعته من إيرادات كلية (نحو 32 مليون دولار) لكان متوسط إيراد الفيلم الواحد نحو مليوني دولار بقليل.

* من أيام اللورد بايرون بعضنا يعتبر أن حديث الإيرادات ليس مهما على أساس أن تقييم المخرج عليه أن ينحصر في تقييم الناقد لأفلامه وليس لصداها بين الناس. لكن هذا ليس صحيحا فهي تتوجه إلى الناس مهما اختلفت وخرجت عن السائد من المواضيع وأساليب السرد ومهما كانت ذاتية. من ناحية أخرى، فإن تقييم مهنة مخرج ما يرتبط بما إذا استطاع إيصال فكره وفنه إلى الجمهور، بصرف النظر عن حجمه، أو لا. لكن حين ينجز المخرج نجاحا متفاوتا (ولو بالمقارنة مع أترابه من المخرجين المختلفين) ثم يطرح للتداول فيلما لا يستطيع التقاط العدد المحدود من مشاهديه المعتادين، فإن السؤال حول ما الذي يحدث له يصبح من الأهمية بحيث لا بد من النظر إلى كل زوايا أعماله السينمائية بحثا عما حققته وما إذا كان تراجع مستوى الاهتمام به والإقبال على عمله الأخير مرادفا لذلك المستوى المنحسر.

«فقط الأحباء بقوا أحياء» هو فيلم رومانسي بلا حب. هو عن عاشقين (توم هدلستون وتيلدا سونتون) يعيشان، منذ قرون، في بيت عتيق. هما مصاصا دماء (فامبايرز) في عالم كئيب ليس داخل منزلهما فقط، بل تحسه كئيبا، من دون أن تراه، خارج المنزل أيضا. جارموش لا يكترث للخروج من هذا المنزل لأنه معني بفكرته التي تتمحور حول كيف يمكن لعاشقين الحياة في زمن مختلف. لا يريدك أن ترى أوجه الزمن المختلف لأنه يعلم أنك تعرف ذلك الزمن. سيستغل الساعة والنصف أو نحوها لالتقاط تفاصيل الحياة بينهما. إنه لقاء متجدد بدأ في القرن السابع عشر وتجدد سنة 1868 حسب صورة التقطت لهما عندما تزوجا - للمرة الثالثة - أيام اللورد بايرون ووليام شكسبير (ولو أن أدام يفضل عليه الشاعر كريستوفر مارلو).

لا شيء كبيرا (أو كثيرا أيضا) يقع وتعتقد أن الفيلم سينتهي من دون قضية، لولا أن الاستهلاك الدموي يكاد ينضب، ليس لأن الناس أصبحت بلا دم، لكن لأن الدماء باتت ملوثة، والعاشقان (لجانب شقيقة المرأة كما تؤديها ميا وازيكوفسكا) عليهما البحث عن دماء نقية ولو في طنجة (ينتهي الفيلم هناك).

بالتأكيد ليس أفضل أفلام جارموش، لكنه ما زال يحمل كل مكونات سينماه. قد تفضل عليه «قطار الغموض» (1989) و«رجل ميت» (1995) و«كلب شبح: طريقة الساموراي» (1999) و«زهور محطمة» (2009)، لكن من دون أن تهمل سمات هذا الفيلم. كل ما في الأمر أن المخرج (61 سنة) بات أكثر دكانة مما كان عليه سابقا.

* فرسان مستقلون جارموش ليس وحيدا في مصيره. مثل بطليه يبقى حيا لأنه يحب السينما التي يحب. تلك المختلفة عن المتوقع وغير المطروقة. لكن الظروف اليوم ليست مواتية. لم يعد هناك دم ناق للسينما المستقلة ولم يعد هناك الجمهور المتكاتف لها كما كان الحال حين بدأ. هذا المصير يحيط بعدد آخر من المخرجين الذين شقوا مهنتهم في السينما على أعتاب الطريق الذي شقه روبرت ألتمن وجون كازافيتيز ومارتن سكورسيزي وفرنسيس فورد كوبولا (هذان الأخيران بدآ كمخرجين مستقلين ثم أنتجها سينما الاستوديوهات قبل أن يبقى سكورسيزي فيها وينصرف عنها كوبولا).

هناك جون سايلس الذي يواصل تحقيق أفلام لا يشاهدها أحد، مثل «الحقيبة المكسيكية» و«الطبيعيون» و«اذهب صوب الشقيقات» (وكلها في السنوات الأربعة الأخيرة) وديفيد لينش المعتكف عن العمل ولو أنه يمضي الوقت في الرسم وتأليف الموسيقى. وهناك المنسي والغارب الآن رودولف والمقل نيل لابوت والمختفي كريغ أركادي.

مثل ديفيد لينش، فإن جيم جارموش لديه أسلوب صعب الإنجاز وصعب الوصول. مثل هؤلاء جميعا، لم يمنعه ذلك من احتلال مكانته العالمية كمخرج يتحدى السائد ويكون من مرايا البال أعماله المختلفة والمثيرة للاهتمام سواء حققت جل ما تأمل تحقيقه فنيا أو تعثرت قليلا.

* لمن الفيلم؟

* هناك سبب آخر يمنع جارموش من الإكثار من إنجازاه كشف عنه المخرج المستقل الآخر ألكسندر باين في حديث تم معه خلال ترشيح فيلمه الأخير «نبراسكا» إلى الأوسكار، إذ قال إنه بالإضافة إلى متاعب السوق، هناك حقيقة أن جارموش يصر على مموليه أن يحتفظ بحقوق الفيلم كافة. إزاء ذلك فإن الممولين هم الذين يضعون المال ولا يملكون النتيجة.

شاشة الناقد

جوني دب مات.. لم يمت

الفيلم: Transcendence 

إخراج: والي فوستر أدوار أولى: جوني دب، ربيكا هول، بول بيتاني تقييم الناقد:(3*)

في «تفوق» يموت جوني دب بعد ثلث ساعة من بداية الفيلم، لكن روحه تنتقل إلى جينات الكومبيوتر فيعود إلى الحياة ليطل على زوجته العاشقة وليخطط مستقبلا جديدا للأرض والبشرية.

إنه العالم ويل كاستر الذي صنع لنفسه مجدا من خلال عمله على علم جينات الكومبيوتر التي يراها أكثر أهلا وتقدما من الجينات البشرية. وهو يعرف كيفية نقل الذكاء الاصطناعي إلى الأحياء ليخلق منهم جيلا أكثر تفوقا ممن هم على الأرض من سائر البشر. عندما يموت برصاصة منظمة إرهابية معادية للتقدم التكنولوجي، هدفها حماية العالم من التمدد الصناعي، تلتحم روحه مع التكوين الإلكتروني المدمج الذي كان أنجزه مع زوجته العاشقة إيفيلين (ربيكا هول) وها هو يعود عبر نظم الكومبيوتر أقوى مما كان عليه كشخصية افتراضية. البرنامج الذي ابتكره مع زوجته والخبير ماكس (بول بيتاني) يضمن له أكثر من البقاء حيا بعد موته البدني، إذ من خلاله يستطيع أيضا إعادة تكوين الحياة على الأرض.

الغاية قد تكون نبيلة لكنها لا تبرر سعيه لتدمير الأنفس لكي يبني عليها ما يختاره لها من أرواح وقدرات. لتحقيق ذلك، يطلب من زوجته شراء بلدة صحراوية صغيرة وبناء مختبرات لعمله الهادف إلى استبدال الإنسان بالهجائن الإلكترونية. هناك ساعة ونيف من بعد هذه النقطة أتركها للقارئ كي يكتشفها بنفسه إذا ما أراد.

الأفلام التي ترد إلى البال خلال مشاهدة هذا الفيلم تتمدد من «فرانكنستين» إلى «ذ ستوكر» ومن «2001: أوديسا الفضاء» إلى «Her» وحتى A.I: Artificial Intelligence على ذلك «تفوق» بعيد عن أن يكون نساجا فعليا أو نقلا لأي من تلك الأفلام. ما هو مشترك هو البحث عن فكرة الإنسان وكيف يمكن صنع إنسان من صنوه إذا ما كان ذلك مستحيلا. د. فرانكنستين صنع رجلا جمعه من أجزاء وأطراف مقطوعة ثم لاحقه يريد تدميره بعدما أدرك خطره. في فيلم ستانلي كوبريك «2001: أوديسا الفضاء» يتكلم هال محاولا استمالة الإنسان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة في تلك المركبة البعيدة (وفي «تفوق» نسمع صوت جوني دب أكثر مما نراه بعد ما تحول إلى شخصية أقل من بشر وأكثر من افتراضي. في كل هذه الأفلام أسئلة عن الروح (وفي فيلم أندريه تاركوسكي أحداث تقع بعد نهاية العيش الاعتيادي للإنسان وتحوله إلى هائم يبحث عن ذاته وروحه) وفي «تفوق» يضع كاتب السيناريو جاك باغلن السؤال مبكرا وينجح في جعله محورا من محاور الفيلم المتعددة، فالعالم ول يتحدى الجالسين في محاضرة يلقيها في مطلع الفيلم تعريف الحياة وأين تكمن. هذا سيكون تمهيدا لتأكيده أن الروح لا تموت وهي تستطيع أن تعيش في كائن إلكتروني.

ما يسعى السيناريو لدفعه إلى عيون وأذهان مشاهديه متشابك بعض الشيء. لجانب طرح السؤال حول التقدم غير الجائز للتكنولوجيا على الإنسان وقدرتها على تجاوزه وتحويله إلى كائنات غير بشرية، فإن فيه دعوة للتفكير، انطلاقا من تلك الفكرة، حول التضحية هي بكل ما هو إنساني وصولا لمستقبل غير مضمون.

سنوات السينما: 1942

من ألان لاد إلى ألان ديلون

على الرغم من نحو 75 فيلما أنجزها المخرج فرانك تاتل، فإن فيلمه الأكثر شهرة إلى اليوم هو «هذا المسدس للاستئجار» الذي حققه وعرضه سنة 1942 من بطولة ألان لاد في دور قاتل مأجور يكشف اللثام عن مؤامرة خارجية. سيختطف امرأة (فيرونيكا ليك) هي خطيبة التحري مايكل (روبرت برستون) لكنه لن يؤذيها، بل سينصرف لمواجهة الشرير الأول (ليرد كريغار) قبل أن ينصرف لمصيره الغامض.

إنه الفيلم الذي بنى عليه الممثل الفرنسي ألان ديلون شكله الخارجي وتصرفاته في فيلم جان - بيير ملفيل «لو ساموراي» سنة 1967.

10-TOP

باق على القمة

* «كابتن أميركا: جندي الشتاء» حافظ للأسبوع الثالث على التوالي على مركزه الأول مسجلا حتى الآن أكثر من 200 مليون و500 ألف دولار في أميركا الشمالية.

* الأفلام الجديدة التي جربت حظها معه أخفقت في الوصول إلى مكانته ولو أن اثنين منها تنافسا على المركز الثاني ليحتلها «الجنة حقيقية» (وهو واحد من تلك الأفلام الحاملة للقيم الدينية والتي تشكل ظاهرة جديدة نوعا هذا العام) والفيلم الكرتوني «ريو 2»، كلاهما برقمين متقاربين.

* فيلم جوني دب لم يحقق المعجزة المأمولة واكتفى بالمركز الرابع. الفيلم في أساسه ليس تجاريا على الرغم من جودته لكن الممثل هو من سيدفع الفاتورة بعد سقوط فيلمه السابق «ذا لون رانجر» أيضا.

* في المقابل خرجت خمسة أفلام من القائمة هذا الأسبوع أهمها «فندق بودابست الكبير» والفيلم الكرتوني الآخر «أكثر الموبيتس طلبا». كل منهما بأقل من 45 مليون دولار إيرادا.

* الأفلام 1 (3*)(1) Captain America: The Winter Soldier: $25,857,056 2 (3*)(-) Heaven is for Real: $22,522,221 3 (2*)(2) Rio 2: $22,160,742 4 (3*)(-) Transcendence: $10,886,386 5 (1*)(-) A Haunted House 2: $8,843,875 6 (3*)(4) Draft Day: $5,713,076 7 (2*)(6) Divergent: $5,611,724 8 (3*)(5) Noah: $5,003,404 9 (2*)(-) Bears: $4,775,220 10 (1*)(7) God is Not Dead: $4,646,944

* حديثا على DVD The 400 Blows سيرة شبه ذاتية من المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو (فيلمه الأول) حول صبي يعشق السينما Master of the House دراما حققها المخرج الدنماركي كارل تيودور دراير سنة 1925 حول زوج متسلط Riot in Cell Block 11 دون سيغال أخرج هذا الفيلم سنة 1954 حول منتج يريد تصوير فيلم عن تجربته في السجن

المشهد

شواغل مختلفة

* ربما لم تثر شخصية الأميركي الضعيف الذي يلقي الصوماليون القبض عليه في «كابتن فيليبس» ما يكفي من الإعجاب ما تسبب في عدم وصوله إلى أي من الجوائز التي يتلقفها الممثلون في نهاية كل سنة.. لكن ماذا لو شاهدناه في شخصية الأميركي القوي؟

* حسب مشروع لم يضع له المنتج والمخرج ستيفن سبيلبرغ عنوانا له بعد فإن المخابرات المركزية الأميركية جندت المحامي جيمس دونوفان لكي يتسلل إلى خلف الستار الروسي في السبعينات للمساعدة على إطلاق سراح الطيار الأميركي غاري باورز الذي أسقط «الاتحاد السوفياتي» طائرته في ذلك الحين.. مثل «أرغو» من قبل القاعدة حقيقية الأحداث والشخصيات لكن ما فوقها سيكون مزيجا من الواقع والخيال بما سيناسب الفيلم

* هذا سيكون فيلم سبيلبرغ الأول له منذ أن حقق سنة 2012 «لينكولن» الذي رشح للأوسكار ولم يفز.. وسيكون التعاون السينمائي الثالث مع توم هانكس بعد «إنقاذ المجند رايان» (1998) و«اقبض عليّ إن استطعت» (2002) و«ذا ترمينال» (2004) علما بأنهما تعاونا على مسلسلين تلفزيونيين أولهما «عصبة من الأشقاء» (2001) و«الباسيفيكي» (2011) وكلاهما من إنتاج شركة «دريمووركس» التي يملك نصف أسهمها سبيلبرغ

* في المقابل جند المنتج محمد السبكي المغنية اللبنانية هيفاء وهبي لتلعب دور عميلة من نوع مختلف.. هي - كما بات معروفا - امرأة فاتنة ترد الأعين المغرمة بها في الفيلم المثير للجدل «حلاوة روح» لسامح عبد العزيز.. هي جاسوسة فتنتها المصرة على أن تؤدي دورها كامرأة بانتظار زوجها الذي قد لا يعود.. في ملابس تكشف من تحت ومن فوق.. دلالة الحرمان والعطش؟ إغاظة برجال الحي الملتهبين؟ أو لأن الممثلة مونيكا بيلوتشي فعلت ذلك في الفيلم الأصلي «مالينا»؟

* تذكرني محاولاتها درء العيون والتعليقات والأفواه الجافة عنها بمشهد التحقيق الذي يقوم به التحريان ستيف ماكوين ودون غوردون في فيلم بيتر ياتس الرائع «بوليت» (1968).. كان موظف الفندق (آل تشيكو) يتمنع عن وصف القاتلين اللذين تسللا إلى غرفة الشاهد وقتلاه.. ماكوين يريد نتائج ومستعد لإرسال الموظف إلى الزنزانة.. دون غوردون يمثل دور اللين أمام الموظف ويقول لستيف «إنه يحاول يا فرانك.. إنه يحاول».. بطلة «حلاوة روح» تحاول بدورها أن تحافظ على سمعة زوجها في غيابه.. لا بأس إذا ما لبست القصير والضيق والمكشوف وتمنعت أيضا.. هي تحاول

* على صعيد آخر أحد أخبار السينما البارزة الواردة يوم أمس (الخميس) يفيد بأن الممثل وليام هيرت انسحب من دوره البطولي في فيلم بعنوان «راكب منتصف الليل».. إنه الفيلم الذي قتلت فيه مساعدة من فريق التصوير كانت على خط السكة فوق جسر في مدينة في ولاية جورجيا خلال التصوير عندما داهمها القطار السريع وقبل أن تستطيع النجاة وجدت نفسها وقد أصبحت تحته.. حادثة مؤسفة أوقفت التصوير على ذلك الفيلم وتركت عددا آخر من المصابين

* كان يمكن لوليام هيرت أن يكون أحد المصابين أيضا إذ كشف في رسالة بعث بها لصديق وتسربت إلى «ذا لوس أنجليس تايمز» أنه سأل المعنيين عن إجراءات السلامة قبل أن يقف بدوره فوق الجسر ليؤدي دوره.. قيل له لدينا دقيقة كاملة لإخلاء الجسر إذا ما داهمنا القطار.. رد قائلا: «دقيقة ليست كافية».. لكن أحدا لم يعر تحذيره أي اهتمام.. أضاف في رسالته: «.. ولم يكن هناك دقيقة كاملة.. بالكاد كانت هناك ثلاثون ثانية»

الشرق الأوسط في

25.04.2014

 
 

حين اكتشف شابلن مساوئ العصر الحديث

«أزمنة عصرية».. كوميديا كلاسيكية بنيات اجتماعية

لوس أنجليس: محمد رُضا

لم يكن ضروريا أن يعاد إطلاق فيلم تشارلي شابلن «أزمنة عصرية» على أسطوانات قبل أشهر قليلة لكي يعاد تخليد دور الممثل والمخرج العالمي في صياغة السينما الكوميدية، وبل السينما على نحو عام. أساسا كان إطلاق الفيلم سابقا على أسطوانات DVD قبل أربع سنوات وعلى أشرطة فيديو أكثر من مرة في العقدين الماضيين. لكن، وكما حال المرات الماضية، يسطو ذلك على اهتمام الهواة والباحثين على حد سواء. فالفيلم يحمل، لجانب قيمته الفنية، وضعا غريبا بين أفلام الكوميدي الأشهر وعلى أكثر من صعيد.

حين أنجز شابلن «أزمنة عصرية»، Modern Times، سنة 1936 كان مر على نطق السينما ثماني سنوات. جزئيا سنة 1927 ثم كاملا بدأ من العام التالي. قبله كان أخرج فيلمين آخرين غير ناطقين هما «السيرك» في عام 1928 و«أضواء المدينة» في عام 1931.

«أزمنة عصرية».. كان أيضا آخر فيلم صامت ينجزه، بعده أخرج ومثل فيلمه الشهير «الديكتاتور العظيم» (1940) وجاء ناطقا بالكامل، كذلك حال أفلامه الأربعة الأخرى بعد ذلك: «مسيو ڤردو» - 1947 و«أضواء الشهرة» (1952) و«ملك نيويورك» (1957) و«كونتيسة من هونغ كونغ» (1967).

لابد من ملاحظة أن «أزمنة عصرية» (وهو الفيلم السبعون من إخراجه منذ عام 1914) كان آخر ظهور لشخصيته الشهيرة، شخصية شارلو المتسكع. في فيلمه التالي، «الديكتاتور العظيم»، لعب دورين: دور شخص مستنبط من هتلر ودور حلاق يهودي، كلاهما لا علاقة له بشخصيته الشهيرة تلك.

شابلن في كل أفلامه الطويلة، وفي عدد كبير من أفلامه القصيرة، كان معاديا لما هو نظامي. في «أزمنة عصرية» بات ذلك أكثر وضوحا من أي فيلم آخر. أن يقول المرء إن فيلمه هذا هو تعليق شابلن على زمنه، فإن هذا أمر بدهي. ما يجب أن يقدر بالاهتمام ذاته هو أن الفيلم أحد أفضل أعمال شابلن في تاريخه، أي لجانب أربعة أفلام أخرى اعتبرت أهم ما حققه الممثل - المخرج وهي «الفتى» (1921) و«اندفاع الذهب» (1925) و«أضواء المدينة» (1931) و«الديكتاتور العظيم» (1940). الجدال دار بشأن أفلام جيدة أخرى منها «أضواء الشهرة» (1952) و«مسيو فردو» (1947).

* حكاية العلم

في «أزمنة عصرية» ينتقل شابلن من وضع لآخر. الشخصية واحدة، لكن الظروف تختلف. والفيلم مبني على فصول طويلة كل منها تشكل ما يشبه الفيلم المنفصل لولا بعض الشخصيات التي تنتقل بدورها إلى الفصل التالي، ولولا أن العمل مكتوب على أساس فيلم طويل واحد.

في البداية هذا هو شارلو عامل في مصنع. في ساعة الاستراحة يجري اختياره لإجراء تجربة تتيح لصاحب المصنع توفير ساعات الاستراحة عن طريق إجبار الموظفين على تناول الطعام بواسطة آلة خلال عملهم ومن دون ترك المكتب. الآلة تطعم وتمسح الفم وتختار من الوجبة الكاملة ما على العامل تناوله بالترتيب (الشوربة أولا والطعام ذاته ثانيا وهكذا…).

خلال التجربة تفقد الآلة نظامها المحدد فتزداد سرعتها بحيث تتابع عمليات حشر الطعام في فم شارلو المربوط إلى الكرسي قبل أن تتعطل تماما وتتوقف. صاحب المصنع غير راض عن النتيجة لكن شارلو يخرج من التجربة، وقد أصيب بعارض نفسي، فقبل تلك الحادثة نراه في مهمته كعامل على إحكام المسامير الملولبة (الزنبرك) التي تمر أمامه سريعا. إذا تأخر عنها وفلتت إحداها يصير من الصعب عليه اللحاق بها لأن هناك بعده عمال آخرون بمهام مشابهة. إنه عمل روتيني في حركته وإيقاعه وشكله. يمسك شارلو بمفتاحي ربط الزنبرك ويعمل على كل مسمار يصل أمامه. بعد التجربة يفقد شارلو اتزانه ويتأخر عن اللحاق بتلك المسامير ويرتبك كما أي جهاز روبوت تعطل برنامجه. يستدير بالمفتاحين صوب رفاقه ويبدأ بقرص ولوي أنوف بعض زملائه ثم يلاحق امرأة ترتدي أزرارا تشبه المسامير التي كان يعمل عليها ليلويها. يمسك بمزيتة ويبدأ برش الزيت على زملائه (في المقدمة الممثل الذي كان صاحبه في أعماله القصيرة السابقة شستر كونكلين).

ثم تأتي اللحظة التي يدخل فيها شابلن إلى الآلات الصناعية ذاتها، منتقلا مثل شريحة متحركة، من آلة إلى أخرى.

في الفصل الثاني، وبعد إرسال شارلو إلى المستشفى النفسي وإعفائه عن عمله، يخرج إلى الحياة من دون عمل. ها هو يمشي في أحد شوارع المدينة، فإذا بشاحنة صغيرة تمر به وعلى مؤخرتها ذلك العلم الأحمر الذي كان يستخدم فيما مضى للتحذير من حمولتها. يسقط العلم أرضا، فيلتقطه شارلو ويلوح به في الوقت الذي تتقدم وراءه مظاهرة عمالية وتلتحق به كما لو كان قائدها كونه يحمل علما يلوح به.

هذا ما اعتقدته الشرطة أيضا وهي تقبض عليه وتضعه في السجن. هناك يحاول التأقلم لكن الأمر يختلط عليه ذات مرة فيرش الكوكايين الموضوع على طاولة الطعام معتقدا أنه ملح. إذ يكتسب شجاعة مفاجئة، يبطل عملية هروب يقودها بعض المسجونين مما ينتج عنه إطلاق سراحه.

في الفصل التالي، يلتقي بفتاة شابة وفقيرة وشريدة (بوليت غودار) هاربة من البوليس لسرقتها رغيف خبز. يحاول الدفاع عنها بالادعاء بأنه هو السارق لكن حيلته لا تفلح. يلتقي بها ثانية بعد هروبها من سيارة البوليس وينجح في إيجاد عمل حارس ليلي. في ليلته الأولى يدخلها إلى المتجر الكبير، الذي يشتغل فيه ويتركها تلهو بالملابس الفاخرة التي فيه ثم يرقص وإياها مستخدما الزلاجات فوق البلاط الناعم. حين يكتشف وجود لصوص يريدون السطو على المكان يطعمهم ويعرض نفسه للطرد مرة أخرى ولإلقاء القبض عليه. الفتاة التي تعرف عليها تشتغل الآن في مطعم مزدحم وتساعده في الحصول على العمل. هناك في المطعم تقع آخر فصول الفيلم وتحتوي على مفارقات وعلى المرة الوحيدة التي نسمع فيها صوت شابلن في هذا الفيلم، إذ يغني إنقاذا لعمله بعدما تسبب في الكثير من المتاعب. لكن النهاية حتمية واللقطة الأخيرة له وللفتاة وهما سائران في طريق خارج المدينة ولو إلى جهة غير معلومة٠

* الرقص على الحافة

فيلم «أزمنة عصرية» هو جهد شابلن الأفضل للحديث عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الأميركي في فترة اقتصادية صعبة. بعد بداية تشبه الناس بالغنم عبر مقاربة بصرية للقطتين، نجد شارلو البسيط والمعدم غير ملائم للعمل في مصنع كبير (ولا في مطعم كبير بعد ذلك). كل الفيلم يحتوي على صور من الفقر والبطالة وسوء المعاملة وعيش الفقراء. ومع أنه لا يسعى لصور مقابلة لشخصيات ثرية، إلا على نحو عابر، إلا أن المشاهد يدرك المغزى المقصود أكثر من مرة، خصوصا خلال الفصل الذي نراه وفتاته يرقصان في ذلك المتجر، ناشدين تحقيق حلم بالثراء لا يرى شابلن أن بالإمكان لشخصيته شارلو وللفتاة التي التقى بها تحقيقه٠

وهو كان كرس هذا الاتجاه بالمشهد الرمزي الذي يحمل فيه العلم. صحيح أنه يبدو كما لو لم تكن له علاقة بالتظاهرة، لكن يحمل على البوليس المتعرض لها ولو أنه يجعل البوليس طرفا في إخراجه من السجن عندما انبرى لكشف خطة الهروب.

في الفصل الذي تدور أحداثه في المتجر نجد براعة شابلن الحقيقية كممثل واستعراضي: شابلن مغمض العينين بعصبة يرقص منتعلا حذاء بعجلات. يقترب في رقصه وحركاته عدة مرات من حافة الطابق الذي يرقص فيه وهي حافة غير مسيجة. يقترب منها من دون حسبان حتى لتخاله سيقع من عل، لكنه يمضي عنها قبل شبر واحد من بلوغه نهايتها. الحركة البهلوانية كانت سلطان السينما الكوميدية الصامتة، ومعها لم يكن هناك حاجة للشرح والكثير منها كان ينضوي على مخاطر حقيقية «باستر كيتون في (ضيافتنا) وهارولد لويد في (السلامة آخرا) وكلاهما سنة 1923»٠

مجرد مشاهدة هذه المخاطر كانت ينبوع الضحك وتأليفها وتصميمها ثم تنفيذها كان جزءا مهما جدا من أيام ما كانت كل الأفلام قصيرة. ومع أن الأفلام كانت صامتة، إلا أن هذه المشاهد كانت تفجر القاعات بضحك ممتزج بالقلق والخشية. وهذا ما سحبه شابلن معه إلى هذا الفيلم من تراث السينما الصامتة القصيرة٠

والمزيد من صور الإخفاق في التلاؤم مع المجتمع يحشده المخرج في الفصل النهائي حين يبدأ شارلو العمل كنادل. أولا يجد صعوبة في استخدام الباب الصحيح لدخول المطبخ أو الباب الصحيح للخروج منه مما يترتب على ذلك مفارقات بينه وبين الخدم الآخرين. ثم هناك ذلك الزبون الذي يحاول شابلن الوصول إليه دوما وسط زحام الراقصين وهو يحمل صينية عليه طلبات الزبون لكنه لا يستطيع، إذ تدور به جموع الراقصين كما لو كان منشفة تحركها الأقدام. ثم هناك المشهد الذي يضع في كمه كلمات الأغنية التي سيغنيها لكن يحاول استخراج الورقة تطير من يده فيصبح غير قادر علي إتمام الأغنية ولا ينقذه سوى قيامه بالغناء بكلمات (فرنسية) مبهمة لا معنى لها٠

«أزمنة عصرية» اقترب من المنع لاحقا عندما اعتبرته «مجلس النشاطات المعادية لأميركا» دليلا على أن شابلن من الشيوعيين الذين يشكلون طابورا خامسا في البلاد. لكن الفيلم بمنظور محايد لا يؤكد إلا حقيقة استخدام الفنان لوسائله التعبيرية لنقد حركة المجتمع، والحركة المقصودة أساسا هنا هي الصناعة التي رآها تتقدم مخلفة وراءها من لا يستطيع مواكبتها.

شابلن رد التهمة عن نفسه لكنه في النهاية اضطر لمغادرة الولايات المتحدة خوفا من حكم بالسجن.

بعيدا عن هذه الناحية، التي تستدعي بحثا مختلفا، فإن شابلن قرر تصوير نهاية مختلفة عن تلك التي كان صورها سابقا. في النهاية المحذوفة ينتهي مرة أخرى إلى مستشفى المجانين، لكن في النسخة الجديدة سيبتسم وسيطلب، صمتا، من الجمهور أن يبتسم ثم يمضي سعيدا مع صديقته الجديدة.

في عام 2003 جرى تقديم الفيلم في عرض خاص في مهرجان «كان». الصالة كانت ممتلئة عن آخرها باستثناء مقعد شاغر في المقدمة عن قصد. رمز للحاضر الغائب تشارلي شابلن.

الشرق الأوسط في

26.04.2014

 
 

نجحت في التمثيل رغم كسلها ومزاجيتها في الطفولة

ليا سيدو: السينما رسم للمشاعر بالصور

إعداد: محمد هاني عطوي

موهبتها المتنوعة وجمالها فرضاها بقوة على عالم السينما، إنها النجمة الفرنسية ليا سيدو التي تظهر في عمل سينمائي جديد هو "الجميلة والوحش" . في الحقيقة، تبدو ليا أجمل مما هي عليه في السينما، خاصة أن جمالها الداخلي ينعكس على وجهها، وليا تستحضر قصة "الأميرة النائمة" المفضلة لديها التي شاهدتها كفيلم رسوم متحركة لوالت ديزني مئات المرات خاصة أن جمال الرسومات، والكلمات التي تغنيها الأميرة "أورورا" قبل أن تلتقي بالأمير في الغابة لا تزال تبهرها . وليا البالغة من العمر 28 سنة تشعر وهي تشاهد "جميلة الغابة النائمة" أنها في الثامنة من عمرها .

يقول كريستوف جونز مخرج فيلمها الجديد "الجميلة والوحش": ليا تتأرجح ما بين امرأة وطفلة، ففي يوم تجدها لا تتجاوز ال16 عاماً وفي اليوم التالي تجدها ابنة 30 عاماً . ويبدو أن هذا الأمر ليس هو التفرد الوحيد في شخصيتها حيث يقول كريستوف جونز: هناك شيء من الشباب المتوازن في شخصيتها يعطيها هذه الحداثة الفريدة .

وفي فيلم "الجميلة والوحش" تجمع ليا بين مفارقات أخرى، فهي عنيدة ولينة، تفيض أنوثة حيناً وتظهر طبعها الفظ حيناً آخر . وبعيداً عن رقة "جوزيت داي" التي لعبت دور الجميلة في فيلم "كوكتو"، تظهر ليا في نسخة عام 2014 "الجميلة والوحش" بمثابة الشخصية الرئيسية في قصة مدام دي فيلنوف، فالوحش الذي يجسد دوره النجم فانسان كاسيل هو أمير متعطش للدماء ومنحرف وبعيد كل البعد عن الشاب المجامل الذي جسد دوره من قبل جان ماريه . فهو يقول لجميلته: "في يوم من الأيام سوف تكونين لي . وهنا تقطب الجميلة ليا جبينها وتقول له: "لا هذا لن يصلح معي . . ." .

يبدو أن المخرج جونز يستخدم الجانب "الصبياني" لدى ليا لتحديث هذا الدور . حيث يقول: عملي مع ليا كمقطوعة موسيقية فيها صعود وهبوط في الألحان، فحيناً تلعب دورها بصعوبة وحيناً آخر تلعبه بشيء من الليونة . ويمكنني القول إنها باتت جزءاً من الفيلم وهو أمر لم أره قبل ذلك قط، وبفضلها لعب الممثلون أدوارهم بحرفية لم أعهدها .

قبلت ليا سيدو هذا الدور من دون أن تشاهد أي فيلم من قبل لكريستوف جونز لأن القصة أعجبتها .وفي هذا الصدد تقول ليا: الخيارات في هذا الفيلم نابعة من ذوقي" . ومن الأفلام الأخيرة التي أحببتها الفيلم الحساس جداً "الولد سر أبيه" للياباني هيروكازو كور، وفيلم "إيف سان لوران" لجليل ليسبير . وتجسد ليا شخصية "لولو دو لا فاليز" في الفيلم الثاني الخاص بإيف سان لوران الذي أخرجه برتران بونيلو والذي سيصدر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل .

تقول ليا عن رأيها في الممثلين والفنانين بشكل عام لا سيما الراحل مايكل جاكسون: "أراه أكبر نجم في العالم وأكثر الرجال خجلاً وأنا أعشقه . فالفنانون الذين يؤثرن بي تربطهم علاقة قوية جداً مع الطفولة ولقد كنت معجبة جداً بمايكل جاكسون في سن المراهقة وما زلت منجذبة لسحره، وأنا أقلده جيداً، ولكن ليس ببراعة طاهر رحيم الذي قلده في حلقة خاصة من برنامج "غراند غورنال" . 

الغريب في ليا سيدو أنها وصلت إلى السينما في وقت متأخر بعد أن شجعها صديقها على ذلك ورافقها إلى وكيل يعمل في هذا المجال . وتقول في ذلك: كان الأمر بمحض الصدفة فعلاً حيث قلت لصديقي: ممثلة؟ ما هذا الشيء الذي تتحدث عنه؟ وعندما علمت المصممة كاميليا سيدو وهي شقيقتي الكبرى بذلك قالت لي: "لن تنجحي في هذا المضمار خاصة أنك أخفقت في امتحان الثانوية العامة لأنك كسولة ولم تستيقظي مبكراً" . ولكن يبدو أن أحلام اليقظة هي التي حققت لليا هذا الحلم . وتضيف: كان والدي يقول لنا دائماً: "العمل! العمل!" فقد كان رجل أعمال عصبي المزاج، وهو مهندس يعمل في تطوير المنتجات . وكان يخاف من أن يرانا وقد أصبحنا أشخاصاً لا نفعل شيئاً في حياتنا .

ولا تذكر ليا جيداً علاقة والديها وهما في حالة زواج فقد كانت في الثالثة من العمر عندما انفصلا بل لا تحمل من والدتها سوى شكل فمها وأنفها وورثت من أبيها الغائب عينيه فقط لأن حياة بناته كانت على ما يبدو لا تعنيه كثيراً، ومع ذلك فهو الذي دفع وعن غير قصد ابنته ليا لدخول عالم الفن السابع . وهنا تقول ليا: كان والدي يأخذنا في عطلة نهاية الأسبوع لمشاهد فيلم "الجميلة والوحش" و"أطفال الجنة" وكنت أشاهد الكثير من الأفلام بالأبيض والأسود . كان مثقفاً جداً ويأخذنا أيضاً إلى المتحف بل كان أكثر علماً من المرشد، وأعتقد أن ميولي للسينما تأتي من هنا . كان أيضاً يشرح لنا حقائق تلك اللوحات الرومانسية، ويقول لنا إن الفنانين يرسمون مشاعرهم وعواطفهم في هذه اللوحات، وأعتقد أن تعبيره هذا هو تعريف جيد للسينما بل أعتقد أن السينما هي رسم المشاعر بالصور ولقد وظفت مخيلتي في خدمة هذه اللعبة .

تنتمي ليا إلى ذلك النوع من الممثلات اللواتي يتميزن بالحضور والقبول أمام الكاميرا مثل بريجيت باردو و بياتريس دال . ففي فيلم "الشخص الجميل" الذي لا تتحدث فيه إلا قليلاً جداً، يعبر وجهها عما تريد قوله مثل ممثلة في فيلم صامت . ويقول عنها المخرج جونز: "في شخصية ليا جاذبية أخاذة، كما هو الحال عند عدد من الممثلات البارزات، ويظهر ذلك واضحاً في الدور الصغير الذي تؤديه في فيلم "منتصف الليل في باريس" لوودي آلن .

الجدير بالذكر أن "جيان رادلي سكوت" هو أفضل من صورها في فيلم "روبن هود"، حيث كانت تلعب دور ملكة شابة في إنجلترا . ولا شك أن واحداً من أدوارها الأكثر تحدياً كان في فيلم "حياة آديل"، وتقول ليا عن ذلك: "عندما أمثل أحاول أن أعيش في لباسي الخاص وأنا أدقق كثيراً في الطريقة التي يرتدي فيها الناس ملابسهم بل وبالطريقة التي يتصرفون بها مع الآخرين . وتضيف سيدو: "ما أحبه كثيراً في وظيفتي كممثلة هو فترات العمل التي تليها فترة حرية كبيرة وانطلاق، وحيث يمكننا أن نمارس فن التمويه، فأنا أحب الظهور في السينما لكنني أفضل أن أكون غير مرئية في الحياة لأنني أعشق الجلوس في المقاهي وزيارة المحال التجارية، والوقوف في طوابير الداخلين إلى السينما، من دون أن يلحظني أحد .

يشير المخرج جونز إلى أن مارلين مونرو كانت تتميز بالميزة نفسها . ويبدو أن مرحلة الطفولة المفككة أكسبت ليا قوة الإصرار والعناد على تحقيق أحلامها . ويقول أستاذها السيد دانا، مدير مدرسة كور كارنو في باريس التي درست فيها كارلا بروني . لقد اندهشت لما صارت عليه ليا إذ لم تكن تلك التلميذة اللامعة لكنها، كانت جيدة جداً في اللغة الإنجليزية، وكانت طفلة رزينة ومتحفظة ويغلب عليها الصمت وكأنها تفتقد للأمان، وكانت تمر بفترة صعبة نظراً لتفكك بيئتها الأسرية . أما زملاؤها في المدرسة فكانوا يلقبونها بصاحبة الشخصيتين لأنها كانت كسولة ومتغيرة المزاج .

رغم ذلك استيقظت ليا ذات صباح لتجد نفسها تلعب دور بطلة في الروايات التي كانت تشاهدها في السينما .

الخليج الإماراتية في

25.04.2014

 
 

مهرجان أثينا السنوي الخامس للسينما اليونانية 

احتضن مركز أوناسيس الثقافي بأثينا، مؤخرا المهرجان السنوي للسينما اليونانية في دورته الخامسة، الذي تنظمة الأكاديمية اليونانية للفيلم.

وحصد فيلم Little England، لمخرجه اليوناني الشهير بانتيليس فولغاريس، نصيب الأسد من جوائز المهرجان بنيله ست جوائز كاملة أهمها جائزة أفضل فيلم وأفضل صورة وأفضل إنتاج.

أحداث الفيلم تدور في جزيرة أندروس اليونانية في ثلاثينات القرن الماضي وتروي لنا قصة حب شقيقتين لرجل واحد.

الفيلم حاز على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

يقول المخرج بانتيليس فولغاريس:“التحدي الأكبر لهذا الفن المكلف والصعب الذي نقدمه هو هذه المعركة التي نخوضها مع شباك التذاكر. والجائزة الأولى التي نلناها هي كسبنا لهذه المعركة. الجوائز التي فاز بها فريق العمل هذه الليلة هي لفتة كريمة من الأكاديمية اليونانية للفيلم.”

فيلم “ The Enemy Within” ليورغوس تسيمبيروبولوس، حاز على جائزة أفضل إخراج سينمائي.

الفيلم يدور حول عائلة تعيش حياة عادية إلى أن يتم نهب منزلها من قبل عصابة مقنعة لتدخل في دوامة عنف تغير حياتها.

وقال المخرج يورغوس تسيمبيروبولوس :“أود أن أشكرالأكاديمية اليونانية للفيلم التي أجدد دعمي لها، فكل عام يصوت أعضاؤها لأفضل الإنتاجات السينمائية وهذا لعمري تقدير كبير ومكافأة معنوية كبيرة لنا”.

كورة كارفوني، فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “September” لمخرجه بيني بانايتوبولو.

الفيلم يحكي قصة الفتاة “آنا” التي تعيش مع كلبها في شقة صغيرة، وبعد موته تحاول التعرف على العائلة المجاورة لها. الفيلم يعالج مسألة الوحدة والعزلة التي يعيشها الكثيرون في عصرنا الحالي.

تقول الممثلة كورة كارفوني :“الدور الذي قدمته في الفيلم كان صعبا للغاية فالشخصية التي تقمصتها كانت صامتة معظم الوقت الشخصيات الأخرى في الفيلم كانت بالأساس كلب وأطفال، ومن الصعب التنبؤ بسلوكهم أثناء التصوير ورغم أني مررت بأوقات عصيبة ومتعبة، فإني أتذكر كل لحظة عشتها في الفيلم بكثير من الحب.”

الممثل ثيميس بانو حازعلى جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “Miss Violence” لمخرجه الكسندروس أفارناس، الذي يحكي قصة موت طفلة صغيرة في ظروف غامضة يوم الإحتفال بعيد ميلادها.

الفيلم فاز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي في دورته السبعين. ديميس بانو عبر عن فرحته الكبير للنجاح الباهر الذي حققه الفيلم قائلا:” كانت حقا تجربة فريدة من نوعها. لم أكن أتخيل هذا النجاح حتى في أحلامي الأكثر جموحا. ما زلت لا أستطيع تصديق ذلك.”

المخرج اليوناني كوستا غافراس المقيم في فرنسا، حاز على جائزة المهرجان الفخرية لمساهمته القيمة في السينما اليونانية.

غافراس سيقدم لنا رأيه حول الجوائز ؟ إذ يقول :“المشكلة مع الجوائز هوأنك تنال شيئا لم تكن تفكر فيه من قبل وما أن تحصل عليه حتى تنساه وتبدأ التفكير في عملك المقبل، المهم لدي هو أنه عندما آتي إلى اليونان اكون محاطا أناس يذكرونني بشبابي وهو ما يجعلني هذا الشخص اليوم.”

يقول مراسل يورونيوز في أثينا يورغوس ميتروبولوس :” ألفان وثلاثة عشر كان عاما جيدا لصناعة السينما اليونانية. تم إنتاج العديد من الأفلام الهامة خلال هذا العام التي شاركت في مهرجانات سينمائية مميزة في الخارج وحصلت على جوائز مهمة.

الأهم من ذلك هو أن خمسين في المائة من هذه الأفلام أنجزها مخرجون شبان، الكل يأمل أن تحقق السينما اليونانية نجاحا أكبر في السنة الحالية.”

عين على السينما في

26.04.2014

 
 

بطلات The Other Woman.. خائنات لكن يتهمن الرجال بالخيانة

كتب: ريهام جودة 

يبدو أن بطلات فيلم The Other Woman «المرأة الأخرى» لن يتوقفن عن إطلاق التصريحات المثيرة للجدل منذ بدء عرض الفيلم الذى يتناول خيانة الرجل وعدم اكتفائه بامرأة واحدة، فمع توالى جولات عرض الفيلم فى عدة دول توالت التصريحات النارية والمواقف المثيرة للانتقادات ضد بطلاته كاميرون دياز وليزلى مان وكيت أبتاون، فالأولى كاميرون دياز صرحت مؤخرا بأنها لو كانت تزوجت لكانت ستتزوج من امرأة مثلها، لأن المرأة ستفهمها، بينما الرجل لن يستطع ذلك، كما سيتسبب فى مشاكل وأحزان لها ستنتهى دوما بالفراق، وهو ما أثار انتقادات عنيفة ضد كاميرون التى تعد واحدة من أكثر نساء هوليوود جاذبية، واتهمت الممثلة البالغة من العمر 40 عاما بتأييدها لزواج مثليى الجنس، وقبل ذلك صرحت كاميرون بأن الرجل بطبيعته خائن ولا يكتفى بامرأة واحدة، حيث تقدم دور عشيقة لرجل تكتشف زواجه السرى الذى أخفاه عنها إلى جانب علاقاته المتعددة.

أما الممثلة ليزلى مان، فقد فاجأت كاميرون أثناء وقوفها على السجادة الحمراء فى العرض الأول للفيلم بلندن وقد أمسكتها من مؤخرتها، وهو ما استقبلته كاميرون بالضحك، لكنه وضع الاثنتين فى اتهامات بالمثلية، والبعض اتهمهما بانتهاج أساليب رخيصة للدعاية للفيلم، فى حين صرحت البطلة الثالثة للفيلم، عارضة الأزياء والممثلة الصاعدة، كيت أبتاون، لصحيفة The Mirror بأن الرجل دائما متهم بخيانة المرأة، لكن المرأة أيضا تخون، واعترفت كيت 21 عاما بأنها خانت أحد الرجال الذين عرفتهم فى حياتها وارتبطت معهم عاطفيا، ورفضت الإفصاح عن هوية من خانته، وقالت: البعض يرفض الخيانة، لكن المرأة تكون مجروحة، وعليها أن تداوى تلك الجراح، بل تنتقم ممن خانها، وأفضل وسيلة للانتقام هى أن تمضى فى طريقها دون أن تلتفت لذلك الرجل الذى استهتر بمشاعرها، وتتجه لحب جديد.

المثير أن صديق كيت، لاعب البيسبول الشهير جاستن فيرلاندر، الذى يرتبط بها منذ عامين رفض التعليق على اعترافاتها بشأن خيانتها لأحد أصدقائها السابقين، خاصة أن شائعات ترددت عن ارتباطها بلاعب كرة القدم مارك سانشيز خلال فترة خلافها وانفصالها عن فيرلاندر قبل عودة علاقتهما.

كما ارتبطت أيضا بالراقص اللاتينى ماكسيم شيمروفسكى لمدة 6 شهور خلال انفصالها عن فيرلاندر، وغير معروف حتى الآن أى من الرجال كانت تقصد أنها خانته.

المصري اليوم في

26.04.2014

 
 

هوليوود تسلب جيوب المؤمنين بـ26 فيلمًا عن الرب

كتب: رويترز 

سعت هوليوود عاصمة السينما الأمريكية إلى اجتذاب طائفة جديدة من المشاهدين إلى الشاشة الفضية فاتجهت إلى من يملأ الإيمان بالله قلوبهم بسلسلة أفلام جديدة تناقش مسائل دينية.

يحكي فيلم Heave Is For Real، قصة صبي يقول إنه رأى الجنة خلال تجربة اقترابه من شفا الموت ليصبح رابع فيلم يتطرق إلى قضايا دينية هذا العام ويجتذب أعداداً كبيرة من رواد السينما.

تكلف الفيلم 12 مليون دولار ويقوم ببطولته جريج كينير وحصد21.5 مليون دولار في عطلة عيد القيامة في دور العرض بالولايات المتحدة وكندا وحل في المركز الثالث في قائمة أقوى الأفلام في شباك التذاكر بعد فيلمي captain America و Rio 2.

وشملت قائمة أقوى عشرة أفلام فيلمين آخرين يتطرقان إلى مواضيع دينية هما فيلم Noah الذي حل في المركز التاسع في القائمة وحصد 93 مليون دولار منذ طرحه في دور العرض الأمريكية في مارس، طبقاً لموقع «بوكس أوفيس موجو».

وحل في المركز العاشر في القائمة god's not dead، الذي يدور عن طالب متدين في عامه الجامعي الأول يدخل في جدال مع أستاذه عن الله، وحصد الفيلم 48 مليون دولار خلال خمسة أسابيع رغم عرضه في نحو نصف عدد دور العرض التي تعرض أفلام هوليوود الكبرى.

أما فيلم Son Of God وهو العمل السينمائي المقتبس من مسلسل تليفزيوني عن الإنجيل، لمارك بينيت، فقد حقق 59 مليون دولار في دور العرض الأمريكية منذ طرحه في الأسواق في وقت سابق من العام.

وبدأت شركات السينما الأمريكية تتطرق إلى قضية الإيمان منذ أن قدم ميل جيبسون فيلم the passion of the Christ عام 2004 والذي حقق إيرادات بلغت 611.9 مليون دولار على مستوى العالم رغم أن ميزانيته لم تتخطى 30 مليون دولار طبقاً لبيانات موقع «بوكس أوفيس موجو».

وذكر الموقع أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة فقط قدمت هوليوود 26 فيلمًا صنفها الموقع على أنها أفلام «مسيحية».

المصري اليوم في

26.04.2014

 
 

السينما في انتظار عودة الدولة

تحقيق - حمدي طارق

تتجه الدولة خلال الفترة القادمة الى دعم السينما من خلال انتاج العدي دمن الأفلام حرصاً منها على أهمية هذا الفن وما حققه لمصر عبر تاريخها

الطويل، ويعد هذا الاتجاه مغامرة كبرى في ظل ما تعانيه الدولة من تراجع كبير في مواردها منذ ثورة 25 يناير 2011، لذلك أصبح هناك جدل شديد حول هذا الأمر، هل تنتج الدولة، وهناك نقص حاد في بعض السلع، أم أن السينما ضرورة حتمية حتي ننقذ تلك الصناعة من الانهيار في ظل حالة التراجع الفني الذي تشهدها، في هذا التحقيق نستطلع رأي أصحاب المهنة ويجيبون عن السؤال: هل اتجاه الدولة للانتاج ضرورة أم لا؟

عادل إمام: الدولة تريد وضع النقاط على الحروف

الزعيم عادل إمام قال: إن الحكومة الحالية تحاول وضع النقاط على الحروف في جميع جوانب الدولة، واشار الى أن هذا ينطلق من هدف التخلص من استمرار المظاهرات الفئوية والغليان المستمر في الشارع والذي يعرقل دائما مسيرة العمل، وأضاف: اتجاه الدولة لدعم الفن في الوقت الحالي مغامرة كبيرة، ولكن كان لابد منها، خاصة أن ما حدث للفن في السنوات الأخيرة وحالة الاسفاف التي انتشرت بشدة كان لها تأثير سلبي على سلوك المجتمع بأكمله، وأشار إلى أن شباب الفنانين هم من يحتاجون بشدة الى يد الدولة، خاصة في ظل اتجاه معظم جهات الانتاج الخاص للأسماء الكبيرة، وبالاضافة ايضاً الى أن دعم الدولة سيخلق حالة من تداخل الأجيال بين الأجيال الشابة والأجيال الأخرى، ولكن علينا ان نتحلى بالصبر ونساعد الحكومة حتى تحقق جميع مطالبنا، خاصة أنها بادرت بحسن النية على العمل والجهد.

ليلى علوي: الإنتاج الحكومي صنع النجوم الكبار

وأشارت الفنانة ليلى علوي إلى أن أهم عصور الفن المصري كانت بالأعمال التي قامت بإنتاجها الدولة، والنجوم الكبار صعدوا من خلال هذا الأعمال، وقالت: أعتقد أن أهم مجالات الفن التي تحتاج دعم الدولة هى السينما، في ظل المهازل التي تتعرض لها، فما نشاهده حالياً بعيد تماما عن هوية السينما المصرية، باستثناء بعض الأعمال في الفترة الأخيرة التي اراد خلالها الكبار انقاذ السينما، ورغبة الدولة في عودة دعم الفن من جديد هى تكليل لجهود عمالقة الفن المصري، التي لا يمكن أن تذهب اعمالهم الى المجهول نتيجة ما يدور حالياً على ساحة السينما أو يتم تشويه معالم الفن المصري، وما علينا هو أن نفعل دورنا كفنانين في مساعدة المسئولين على انهاء الابتذال الفني، بالعودة للعمل ولاختيار الجيد وضرورة البحث عن رسالة للجمهور المتلقي، بالاضافة لضرورة الحرص على أننا نمر حالياً بمرحلة انتقالية وكل ما يطرح هو خطوط عريضة للعمل على مشروعات في المرحلة القادمة، بمعنى أن البداية لن تكون خلال الفترة الحالية ولكنها ستكون مع عمل كثيف وجهد كبير علينا أن نبذله حتى نعبر الأزمة الاقتصادية التي نمر بها.

مجدي أحمد علي: الدولة أدركت قوة الفن بعد ثورة 30 يونية

المخرج مجدي أحمد علي قال: إن الفن ظل سلاح مصر لتجاوز محنتها الداخلية الى وقتنا هذا، وهو ما حدث مع حكم جماعة الارهاب، حينما بدأت شرارة الثورة ضدهم من الفنانين واعتصامهم في وزارة الثقافة، وهو أيضاً ما أدركه المسئولون حالياً، أن الفن قيمة ثقافية وقوة كبيرة لا يصح أن يتم تهميشها بهذا الشكل وضرورة وضعها ضمن ملف الاصلاح، وهذا ما كنا نبحث عنه كفنانين طيلة السنوات الماضية، أما بخصوص كيفية التطبيق في ظل الظروف الحالية، فنحن نعلم جيداً الوضع الحالي، ولكن لابد من الاهتمام وتفعيل دور الرقابة حتى لا تظهر أعمالنا بشكل سيئ أمام الدول الاخرى، لأن الكم الكبير من الأعمال التي ظهرت خلال الفترة الماضية تسىء لسمعة مصر وثقافتها وفنها، بالاضافة الى ضرورة الرقابة على المؤسسات الحكومية مثل ماسبيرو وغيرها وعودة الاستقرار الاداري بداخلها.

أحمد عبدالعزيز: تغيير إدارات قطاع الإنتاج الحكومي

الفنان أحمد عبد العزيز قال: أحاول بقدر الامكان أن أظل في الوجه الذي تعود أن يشاهدني الجمهور فيه، ففي ظل «هوجة» الانتاج الخاص حرصت على أن أعمل مع قطاع الانتاج الى آخر أعمالي التي قدمتها «حارة خمس نجوم» بالرغم من أني تلقيت أعمالا من جهات أخرى ولكنني رفضتها لأنها ليست هادفة، صحيح أن هناك أعمالا ذات رسالة وقضية مجتمعية، ولكن اتحدث عن الغالب وبنظرة عامة على الأعمال التي تأتي بدعم الدولة فسنجد الحس الوطني والمضمون والسياق الدرامي، وسأتحدث عن أعمالي «ذئاب الجبل» تناقش قضايا الصعيد بواقعية مصرية، و«سوق العصر» روح ثورة يوليو، وما حدث لأبطالها، وهذا ما نحتاجه في الفترة الحالية، وليس من الصعب تطبيق دعم رغبة الدولة في دعم الفنون خلال الوقت الحالي لأن المؤسسات موجودة ولكن ينقصها الادارة الجيدة وخاصة من حيث التسوق، لأننا بعد ثورة يناير انتابت التليفزيون المصري وجهاز السينما ومدينة الانتاج الاعلامي حالة من التراخي بشكل غريب، فأصبح له دور شرفي فقط واحتكرت الفضائيات الخاصة كل شىء.

طارق الشناوي: خطوة جيدة لإنهاء على الإسفاف

الناقد طارق الشناوي قال: عودة دور الدولة من جديد في تدعيم الفن خطوة كبيرة وجيدة للقضاء على الاسفاف الفني وعودة الفن الجاد من جديد، ولكن أعتقد أنه لن يكون خلال المرحلة الحالية بالشكل الذي نتمناه لأن مصر في مرحلة التقاط الأنفاس، فمازلنا ننتظر العديد من الأحداث السياسية المهمة على رأسها انتخابات الرئاسة وبعدها انتخابات السلطة التشريعية ولذلك سيكون هذا الاتجاه ضمن ملف الرئيس القادم وهذا ما يدب في نفوسنا التفاؤل بعد المرحلة العصيبة التي مرت على الفن المصري خلال السنوات الماضية وتحول السينما الى عشوائيات والدراما أيضاً الى مشروع تجاري فقط والغناء كما نشاهده اجتهادات فقط من أجل البقاء، فكان لابد أن تعي الدولة أن الوقت قد حان لتدخلها، خاصة أن الشىء الذي أثار القلق خلال المرحلة الماضية أن الانتاج الحكومي شارك في انتاج احد اعمال سينما العشوائيات، وهذا ما رفضه الجميع بشكل مباشر، لأن هذه الفنون بعيدة تماما عن الهوية الفنية المصرية التي يعرفها العالم، وأعتقد أن تدعيم الفن سيحدث في عهد الرئيس الجديد وليس خلال المرحلة الحالية بسبب الحالة المادية المتعثرة التي نعاني منها الى جانب الأحداث السياسية كما ذكرت التي ننتظرها ولكن ستكون هناك محاولات لتغيير النطاق العام وسيفعل دور الرقابة بشكل صحيح حتى نمحو مشهد الظلام الذي عرفه الفن المصري خلال السنوات الماضية خلال فترة ما بعد ثورة يناير التي تأثر فيها كثيراً الفن بسبب حالة الاضطراب السياسي.

ماجدة موريس: رد الاعتبار للفنانين

ومن جانبها اعتبرت الناقدة ماجدة موريس اهتمام الدولة بعودة دعم الفن من جديد من أهم المطالب خلال الفترة الماضية، فمصر تربي أجيالها على الأعمال الفنية التي تحثم على الوطنية والعمل الجاد والتضحية من أجل الوطن ولهذا كانت هناك أجيال فعلت اشياء كثيرة من أجل هذا البلد وتحملت مسئوليتها كاملة ولكن الأعمال التي خاطبت عقول المراهقين ولعبت على غرائزهم من أجل رفع نسب المشاهدة أو الايرادات هى التي تسببت فيما نشاهده الآن.
وعن كيفية دعم الدولة للفن وعودتها للانتاج من جديد في ظل تدهور الحالة المادية ووجود اولويات اخرى، قالت ماجدة: هذا التصريح يعني أن الدولة وجهت انظارها تجاه الفن من جديد ومن المؤكد أنه ستكون هناك رقابة شديدة على الأعمال الهابطة التي نشاهدها يوما تلو الآخر وهذه بداية جيدة الى حد كبير.

نادر عدلي: الرقابة نقطة البداية

وأشار الناقد نادر عدلي إلى أن الفن ظل ينادي الدولة طيلة السنوات الماضية لانقاذه من برك الانحدار التي غاص فيها، وحان وقت الدولة لكي تضع الفن ضمن ملف الاصلاح الشامل الذي ستقوم به خلال الفترات القادمة، وقال: لابد أن تخصص له الدولة مسئولين قائمين على حل ما يواجهه من عقبات، وهم من يضعون موازنة خاصة به تتكفل بشئونه حتى إن كانت ضئيلة في الوقت الحالي نظراً للأولويات الأخرى، ولكنها ستكون خطوة حقيقية للقضاء على الإسفاف الفني الذي عاشته مصر خلال السنوات الماضية إلى جانب ضرورة تفعيل دور الرقابة حيث تعبر من تحت يديها أعمال لا ترتقي لمستوى جميع فئات الجمهور المصري ولكنها تخاطب فئة وحيدة فقط.

الوفد المصرية في

26.04.2014

 
 

تكريم اسم توفيق صالح فى مؤتمر السينما المصرية بالجامعة الأمريكية

نجل المخرج الراحل: أتمنى أن تتمتع السينما بكثير من الفاشلين كوالدى

كتب ــ إياد إبراهيم

افتتح مساء أمس الأول الخميس، مؤتمر السينما المصرية ما بعد 2011، الذى تقيمه الجامعة الامريكية، لبحث أهم القضايا التى تواجه السينما المصرية فى السنوات الأخيرة.

وكرّم المنظمون المخرج الكبير توفيق صالح وتسلم التكريم نجله محمد توفيق.

افتتح المؤتمر مالك خورى رئيس قسم الفيلم بالجامعة، الذى ألقى كلمة مطولة طرح فيها العديد من الأفكار للنهوض بصناعة السينما.

وقال خورى إنه بالرغم من القلق والتوتر الذى يسود البلاد على الأحوال الاقتصادية والسياسية وغيرها، فإنه لابد من فتح أسئلة عن التحديات التى تواجه صناعة السينما.

وأشار إلى ما سماه تكاسلا تجاه تطوير الصناعة بالبحوث العلمية على كل المستويات النظرية والعملية.

ثم ألقت د.عرب لطفى المسئولة عن تنظيم المؤتمر كلمة عن تكريم المخرج توفيق صالح، الذى قدمته باعتباره الفنان المنحاز للفقراء الذى قام بمواجهة الخرافات والخزعبلات، وقالت أيضا عنه بأنه كان فنانا غير مساوم على فنه ونفتقد وجود مثله كثيرا.

وتحدث محسن ويفى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، عن مشروع توفيق صالح الذى أنجزه فى 25 عاما كان حصادها 7 أفلام روائية طويلة و7 تسجيلية تعد من روائع السينما المصرية.

وأشار ويفى إلى ما سماه التحريض فى سينما توفيق صالح وكيف عبر فى أعماله عن صراع الطبقات الاجتماعية، وقال إن أفلامه الروائية هى تجسيد للحظة الحالية بشكل أو بآخر.

واختتم المؤتمر بكلمة لنجل المخرج الراحل محمد، الذى سرد كيف عانى والده من كره بعض زملاء الوسط ونعتوه بالفاشل، ولكنه قال: أتمنى أن تتمتع السينما بكثير من الفاشلين كوالدى الذى مازالت أفلامه تدرس.

وكشف محمد أيضا عن رفض والده التكريم من فرنسا، بعد أن رفضت علاج جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واعتبرته إرهابيا.

الشروق المصرية في

26.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)