كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"إسمي مصطفى خميس"

غياب الوثيقة وتدني المستوى البصري!

أمـل الجمل

 

يطرح فيلم "اسمي مصطفى خميس" – 101 قيقة – للمخرج المصري محمد القليوبي –أكثر من إشكالية؛ أولها يتعلق بتصنيفه فيلماً وثائقياً؟ وثانيها بشأن بتحديد هويته؛ هل ينتمي للسينما أم للتليفزيون خصوصاً، ليس فقط، في ظل غياب الصورة ونقص المواد الأرشيفية، ولكن أيضاً في استناده بشكل أساسي على حوارات تليفزيونية مطولة؟ وثالثاً: هل يُعد غياب الوثيقة أو المواد المصورة مبرراً وحجة تغفر القصور الواضح على المستوى البصري؟ بمعنى أخر؛ هل قوة الفكرة تغفر غياب الصورة؟

مبدئياً لا يمكن إنكار أهمية موضوع الفيلم الذي تحقق عن طريق إنتاج مصري إماراتي مشترك إذ حصل على دعم برنامج "إنجاز" التابع لمهرجان دبي السينمائي 2013، فهو يُعد عملاً ضد أشكال العنف والقمع والتنكيل، إذ يعود إلى أول محاكمة عسكرية للمدنيين في مصر، من خلال استعادة حادثة إضراب عمال مصانع "شركة مصر للغزل والنسيج" بكفر الدوار، في 12 أغسطس عام 1952، أي بعد قيام ثورة يوليو بثلاثة أسابيع فقط، والتي تشكلت عنها محاكمة عسكرية قضت بإعدام كل من مصطفى خميس، ومحمد حسن البقري، وتم تنفيذ الحكم في 8 سبتمبر من نفس العام. وذلك عندما أضرب العمال احتجاجا على تدهور أوضاعهم وتدني الأجور والحوافز، فأوقفوا الآلات وقاموا بوقفة احتجاجية لإعلان مطالبهم لحركة الجيش، لكن الأمور تفاقمت، ربما بسبب وجود طرف ثالث من مصلحته إحداث وقيعة بين حركة العمال ورجال الجيش، وهو الأمر الذي صرح به المؤرخ رفعت السعيد في إشارة إلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي كانت ترغب في عودة النظام الملكي، وهو أمر غير مستبعد، ولكنه يحتاج للتقصي والتحقيق، خصوصاً في ظل تاريخ الجماعة الملوث بالعنف والدماء، والمتواطئ مع الملك والاستعمار الأجنبي.   

كذلك لا يمكن إنكار أهمية مضمونه لما به من خطوط تماس ووشائج قربى بين الحاضر والماضي غير البعيد، إذ يتناول العلاقة المرتبكة والمتوترة بين الحركة العمالية والنظام السياسي بمصر في أعقاب ثورة يوليو 1952 وهو ضمنياً يحمل إسقاطاً دلالياً على مناخ حالي شهد قمعاً وقهراًوعدم استقرار، مناخ شملته محاكمات عسكرية متجددة للمدنيين، وخسائر بشرية فادحة أفرزتها الأحداث المتوالية والأطراف المتصارعة على سُدة الحكم. إذن فتلك الواقعة التي كشفت التعجيل بإصدار حكم الإعدام على اثنين من العمال الأبرياء، وكأنه كارت إرهاب وتحذير للجميع من الإضراب أو حتى الاعتراض على قرارات السلطة الموجودة، تُعيد للأذهان وقائع معاصرة لازلنا نعيشها. كما يُحسب للفيلم تسليطه الضوء على الدور الانتهازي واللا-أخلاقي للإخوان المسلمين في قضية إعدام خميس والبقري، والأهم أن هذه الجزئية جاءت مُوثقة بمقال كتبه زعيمهم سيد قطب طالب فيه بالإجهاز على العمال الذين قاموا بالإضراب، إلى جانب شخصيات إخوانية أخرى طالبت بإقامة حد الحرابة على هؤلاء العمال الكادحين.

وثيقة منقوصة

كُثر اعتبروا الفيلم وثيقة هامة وخطيرة، فماذا نعني بالوثيقة؟ التوثيق هو التزويد أو الدعم بالوثائق، هو توفر البيَّنة الموثقة في البحث، هو الاستناد إلى الوثائق التاريخية، ويرجع أصل كلمة الوثائقي إلى "وثق" أي الثقة، والوثيق هو الشيء المُحكم، وأخذ بالوثيقة في أمره أي أخذ بالثقة. وهذا يجعلنا نتساءل؛ هل ما قدمه القليوبي من شهادات حية يندرج بعضها تحت توصيف "العاطفية"، ومن لقطات لصور فوتوغرافية دون غيرها، ومن آراء انتصر لبعضها ضمنياً، أو آراء آخرى متناقضة تركها دون تفنيد، هل كل ذلك يدخل في اطار الوثيقة أو الثقة؟! هل الحكايات التي رواها البعض دون وجود وثيقة بصرية مكتوبة أو مصورة يُعتد بها، ويمكن التعامل معها على أنها آراء وشهادات مجردة من الهوى، أو تتسم بالموضوعية؟

الإجابة قطعاً بالنفي، بسبب انحياز المخرج الواضح، لطرف ضد آخر. الانحياز ينفي الموضوعية. كيف أثق فيمن هو منحاز لطرف ضد آخر؟ ما الذي يضمن ألا يُهدد هذا الانحياز – الواعي واللاواعي – انتقاء الآراء والشهادات التي تتفق مع هوى المخرج وميوله ومعتقداته؟ وقطعاً هناك ثغرات عديدة في تلك الشهادات الملونة بعاطفة وأهواء وذاكرة أصحابها من الأهل والأصدقاء المشاركين في تلك الحادث آنذاك، وحتى آراء المؤرخين وتحليلاتهما جاء بعضها خالياً من الوثيقة مكتفيا بسرد حكاية سمعها عن "فلان" دون تقديم أي شيء يُثبت صحتها أو صدقها.

الأمر اللافت أيضاً أن القليوبي كان يُعيد كتابة اقتباسات على الشاشة من مذكرات بعض الأموات رغم أنه قد سبق ذكرها على لسان المؤرخين رفعت السعيد، وصلاح عيسى، وكأنه بذلك يؤكد أن تلك الشهادات التي أدلى بها الأحياء غير كافية مما يوحي ضمنياً بالشك في قراءاتهما لتفاصيل أخرى. وهذا بدوره يطرح تساؤلاً آخر: هل هناك ما يضمن نزاهة شهادات الأموات هذه؟ خصوصاً أن ما كتبه محمد نجيب يكشف تناقضاً بارزاً إذ كيف يكون من المُصدقين على حكم الإعدام وفي الوقت نفسه يدعي أنه كان مشغولا بإبراز براءة مصطفى خميس؟ فلماذا إذن لم ينضم إلى مجموعة الرافضين للتصديق على حكم الإعدام كما فعل جمال عبد الناصر وخالد محي الدين ويوسف صديق؟ ثم ما أهمية الاستطراد والتطويل والانعطاف على شخصية محمد نجيب وعزله من الحكم ونهايته المأساوية ومصير أولاده؟ فهل يندرج ذلك ضمن الوثائقية والحياد والموضوعية؟ كما أن المخرج يذكر ما كتبه عبد اللطيف البغدادي عن أن قرار حكم الإعدام تم التصديق عليه بالإجماع - وهو ما يتناقض مع مذكرات خالد محي الدين وآخرين - لكن القليوبي يفضل عدم مناقشة ذلك، ويكتفي بأن يختتم بها حديثه في هذه الفقرة وهو ما يعني في "علم الاتصال" أنه يتفق مع تلك الرواية وينتصر لها، لكنه لم ينتبه أن ذلك يورطه أيضاً ويُبعده عن الموضوعية، لأنه لم يناقش موقف بغدادي والذي كان من بين هؤلاء الذين صدقوا على حكم الإعدام، والمعروف بأنه يميني مناهض لاتجاهات عبد الناصر، فهل نثق في شهادته؟

كذلك فإن ادعاء الفيلم أن قانون الإصلاح الزراعي تم إصداره بسرعة للتغطية على جريمة إعدام خميس والبقري أمر مشكوك فيه، ويحتاج إلى تدقيق بحثي تاريخي وتوثيقي صادق مُنزه عن الأغراض، خصوصاً إذا علمنا أن جماعة الإخوان المسلمين – التي ساهمت في ترويج تلك الإشاعة - كانت ضد قانون الإصلاح الزراعي فأغلبهم كانوا من الإقطاعيين أو الأعيان أو التجار، فالإصلاح الزراعي لم يكن فقط توزيع أراضي ولكن أيضاً "تعاونيات" تقطع الطريق على التجار بأن جعلت التعامل يكون بين الحكومة والفلاح بشكل مباشر.

اللافت أن ما يفعله القليوبي بدءا من فيلمه "نجيب الريحاني.. مع ستين ألف سلامة"، ثم "إسمي مصطفى خميس" هو تقديم أفلام ملونة بالأهواء والرغبات والميول العاطفية، وتفتقد للمصداقية في أحيان كثيرة، وتعد وثيقة منقوصة وأحياناً مشكوك فيها أيضاً، وتحتاج إلى أفلام أخرى ترد عليها وتفند مغالطاتها. وهو أمر مثير للدهشة عندما يتعلق بمخرج مثل محمد القليوبي الذي قدم من قبل أعمالا يُحتذي بها في عالم الوثائقي مثل "محمد بيومي وقائع الزمن الضائع.  

وأخيراً، هل غياب المواد المصورة والأرشيفية يبرر القصور على المستوى البصري، ويغفر اعتماد الفيلم على حوارات تليفزيونية مطولة مسترسلة؟ قطعا لا، وهناك أدلة كثيرة مفعمة بالطموح من العالم العربي والغربي، مثلاً فيلم "Theman Insideللمخرج المصري كريم جوري الذي تدور أحداثه على مدار ساعة بداخل غرفة فندق وكل ما لديه لقطات فيديو محدودة جداً وعدد قليل من الخطابات، مع ذلك جعلنا نعيش حالة إنسانية وعاطفية مشحونة بالشجن والأفكار والانفعالات المصحوبة بمعادل بصري مدهش. كذلك فيلم "النادي اللبناني للصواريخ" فرغم صعوبة العثور على مواد أرشيفية لكن السرد البصري فيه هو بطل رئيسي يصعب تجاهله.

عين على السينما في

25.04.2014

 
 

السينما المغربية ...لئلا تموت

إبراهيم العريس 

كان الزعيم اللبناني الراحل صائب سلام في كل مرة يطرح فيها أحدهم أمامه مشروعاً ما، يبادر الى سؤاله: ومن الذي سيكون «مجنون المشروع»؟ طبعاً كان الرئيس سلام يعرف ان ما من مشروع يمكنه ان يكون، في نهاية الأمر، مشروعاً فردياً. وبالتالي، فإن تحقيق اي مشروع يحتاج بالضرورة الى جهود مجتمعة والى أفراد كثر يبذلون تلك الجهود. لكنه مع هذا كان يبدي إصراراً على ان المشروع، أي مشروع، يحتاج قبل ذلك كله الى من يؤمن به ويحتضنه ويعرف كيف يدافع عنه ويتتبع خطواته خطوة خطوة حتى يرى النور. كان يشبّه الأمر باحتضان الأم وليدها قائلاً، ان حياة الوليد تحتاج كل شيء من الطبيب المولّد الى الممرضات الى بائعي الغذاء والملابس ثم الى المدارس والمكتبات وما الى ذلك. لكن الأم تبقى وحدها الأساس. هي بالنسبة اليه «مجنون المشروع».

هذا التفسير يخطر في البال في كل مرة تعرف فيها سلطة من السلطات كيف تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وقد عهدت اليه بمتابعة مشروع معيّن. فإن كان الشخص من نوعية «مجانين المشاريع»، لا شك في انه سيقود المشروع، ومعه كل العاملين فيه، الى نهاياته السعيدة. أما إذا كان من النوع العادي الذي في أحسن أحواله، يقوم بما هو مكلّف به لا أكثر ولا أقل، قد ينجح المشروع وقد لا ينجح، لكن نجاحه سيظل كمياً لا نوعياً بالتأكيد.

قبل سنوات استُدعي الناقد والسينمائي المغربي نور الدين صايل من حيث كان يعيش ويعمل في فرنسا، حيث من المعروف انه ساهم هناك طوال سنوات عدة في إقامة وتعزيز وتثمير تلك العلاقة التي قامت بين السينمائيين العرب، مشارقة ومغاربة، وبين اصحاب القرار في الإنتاج والتمويل السينمائي في باريس، وهي علاقة كان لها دور كبير في كل انواع الدعم العام والخاص الذي مكّن أفلاماً عربية كثيرة من ان ترى النور، ومن بينها أفلام ليوسف شاهين وبرهان علوية ومحمد عبدالرحمن التازي وجيلالي فرحاتي وغيرهم. إذاً، بعد ذلك العمل الكبير الذي قام به صايل في فرنسا، استُدعي الى المغرب، وطنه، كي يساهم بخبرته وعلاقاته ونفوذه في فرنسا والمغرب، في النهوض بالسينما المغربية نفسها. وطبعاً لا يمكن احداً ان يزعم هنا ان السينما المغربية لم تكن موجودة قبل حلول صايل في الرباط على رأس المركز السينمائي المغربي. ولا يمكن احداً ان يزعم ان السلطات المغربية لم تكن تدعم السينمائيين ممكّنة إياهم من تحقيق أفلامهم/أحلامهم... غير ان الإنصاف يقتضي التشديد على ان أموراً كثيرة تبدلت منذ تسلمه مقدّرات السينما المغربية: انتظم الدعم، تكاثرت المهرجانات المدعومة من الدولة، ازداد الى درجة لافتة عدد الأفلام المنتجة، وأكثر من هذا جرى - الى حد كبير - «تعريب» مهرجان مراكش الذي كان اول أمره أشبه بمهرجان فرنسي. وفي سياق هذا كله انفتحت السينما المغربية على المشرق والمغرب العربيين، وصار للنقاد العرب ولا سيما منهم المصريون واللبنانيون، مكان في المغرب يعرفون انه مكانهم، وصارت الأفلام المغربية التي بالكاد كانت تُذكر في الصحافة العربية المتخصصة والإعلام العام، معروفة على نطاق عريض في الفضاء العربي. وفي زحام هذا كله، بقي صايل، من خلال موقعه المغربي وعلاقاته العربية القوية والراسخة، ناهيك بعلاقاته الفرنسية والعالمية، محور استقطاب في تعاون سينمائي مدهش بات المغرب نقطته المركزية بشكل يذكر بما كانت عليه الجزائر في سنوات السبعين من القرن العشرين، إنما من دون البعد الإيديولوجي الذي كان قضى على الحلم الجزائري في هذا الإطار. وظلّ صايل الى هذا، يقدم الدعم الى المشاريع العربية التي يقتنع بضرورة دعمها، حتى خارج إطار مهمته «الرسمية». في اختصار، عرف كيف يكون باب السينما العربية على العالم، ونافذة العالم على السينمائيين العرب، من دون ان يعني هذا انه لم يعط الأفضلية دائماً للسينمائيين المغاربة الذين جعل مهمته الرئيسة تمكينهم من ممارسة مهنتهم بأفضل دعم ممكن وبأقل تنازلات ممكنة.

في هذا الإطار الأخير، يعرف المهتمون بالسينما ان المغرب صار خلال السنوات العشر الأخيرة واحداً من اكبر البلدان المنتجة للسينما في العالم العربي بما يزيد عن عشرين فيلماً طويلاً في كلّ عام الى جانب ما لا يقلّ عن خمسين فيلماً قصيراً. وصار مهرجان مراكش، على الأقل واحداً من المهرجانات الكبيرة في العالم العربي ومنبراً للتجديد السينمائي، ناهيك بأنه تحول في بعض مواسمه الى منبر لتكريم، وعرض أفلام، بعض كبار السينمائيين العرب.

قد يقول لنا هذا كله ان الصورة وردية تماماً، بخاصة ان نشاط صايل، من موقعه، اتاح له ان يساهم اكثر في اجتذاب تصوير افلام عالمية في المغرب، كما اتاح له ان يساهم في إعادة الحياة الى الصالات السينمائية نفسها، غير ان الحقيقة كانت شيئاً آخر. فإذا كانت جهود نور الدين صايل وانجازاته قد وجدت دائماً من يقدّرها ويثمنها ويبني انطلاقاً منها، فإن تلك الجهود جوبهت من آخرين بأقصى درجات الجحود والعداء، ولا سيما في أوساط أهل المهنة انفسهم. ترى، أفلم يكن شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش يقول: حسبك في العالم العربي ان تنجح وتخلص في عملك حتى يجتمع ضدك قوم يفضح نجاحك فشلهم ويبدأون بمحاربتك؟

وهكذا، إذا كان نور الدين صايل قد حظي بصداقات ومعجبين وأنصار، فإنه في الوقت نفسه كان - ولا يزال - مضطراً الى مجابهة خصوم لا شك في انهم كانوا يزدادون شراسة بمقدار ما كانت نجاحات الرجل تكبر. ولعلنا لا نكشف سراً إن نحن اشرنا الى ان جزءاً من خصومه كانوا من أهل الجماعات المتشددة والمتطرفة - وهم للمناسبة موجودون حتى في الدوائر الثقافية والسينمائية، حتى وإن كانوا يقبعون هناك عند أدنى المستويات في سلّم الإبداع والإنجاز -، ومن التف حولهم بأمل الاستفادة منهم. ولا بأس ان نذكر هنا ان صايل لم يحاول ان يبذل جهوداً كبيرة كي يخفف من أذى هؤلاء، بل إنه صبّ ماءً في طاحونهم، حين استثار عداوات بعض من كانوا محسوبين عليه من السينمائيين والنقاد، لأنه لم يجعل من المسايرة والاستزلامية جزءاً من رسالته وممارساته. وعلى هذا النحو كبرت حلقة «الرافضين» لوجود صايل على رأس المؤسسة السينمائية، وراح هؤلاء يتحينون الفرص للتخلص منه.

ومن المرجّح اليوم ان الفرصة قد جاءت... وبالتحديد في تضافر بين حلول زمن تقاعده رسمياً من منصبه - وهل ثمة حقاً سنّ تقاعد لمبدعين من أمثاله؟! -، ووصول حلفاء للمتشددين الى سلطة القرار، من ناحية، ومن ناحية أخرى بدء اشتغاله على مشروع ضخم لنشر عدد كبير من الصالات السينمائية في المجمعات التجارية الكبرى. ويعرف الجميع في المغرب اليوم كم ان هذا البلد الذي يعرف عودة المتفرجين الى صالات يبحثون عنها ولا يجدونها، في حاجة الى مشاريع كهذا. وكذلك يعرف كثر في المغرب ان نور الدين صايل الذي كان ولا يزال منذ البداية «المجنون الحقيقي» لمشروع النهضة السينمائية في المغرب، ويفترض به ان يكون «مجنون مشروع الصالات الجديد»، لا غنى عنه إن رغب المغرب في ان تتواصل هذه النهضة.

ومن هنا وقع على رؤوس المنصفين من العرب والأوروبيين، ولكن بخاصة من أهل السينما المغربية، بمن فيهم أولئك الذين لم يعرف الرجل كيف يكتسب صداقاتهم خلال السنوات الماضية، الخبر الذي يؤكد قرب إحالته الى التقاعد والمجيء بغيره على رأس المركز الوطني للسينما. اي في شيء من الاختصار، حرمان المركز وبالتالي مشروع الصالات الجديدة من ذاك الذي كان طوال عشر سنوات المحرك الأساس لنهضة وضعت اسم المغرب في مكان متقدم من خريطة السينما العالمية...

الحياة اللندنية في

25.04.2014

 
 

الخروج من عباءة المهرجانات التقليدية

القاهرة – سامر سليمان 

تشهد المهرجانات والتظاهرات السينمائية التي تنظمها مؤسسات غير حكومية، نجاحاً لافتاً، ما يساعد السينما المستقلة في خلق نمط إنتاجي جديد، يخرج عن عباءة السينما التقليدية ليقدم مستوى فنياً مختلفاً أكثر إبداعاً وثراء ويفتح المجال أمام صناع الأفلام القصيرة والتسجيلية، من ابناء جيل جديد من مستخدمي الأجهزة التكنولوجية الحديثة يقدمون رؤى سينمائية مميزة، وهو ما يقترحه مهرجان طيبة السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، والذي يفتتح تجواله في عاصمة صعيد مصر بني سويف (120 كلم جنوب القاهرة)، وتنظمه أكاديمية طيبة للخدمات الثقافية، برعاية جامعة النهضة، لتقام فعاليات المهرجان للمرة الأولى بثلاث محافظات هي بني سويف (الافتتاح)، والبحيرة، والقاهرة (الختام) ويستمر المهرجان في كل محافظة لمدة ثلاث أيام.

يرأس المهرجان الفنان عبدالعزيز مخيون ويرأس لجنة التحكيم الفنان رمسيس مرزوق مدير التصوير وتضم لجنة التحكيم الفنانة آثار الحكيم وعدداً من الفنانين المصريين والعرب من بينهم الفنانة كندة علوش من سورية والمخرجة ليالي بدر من فلسطين والسيناريست محمد حفظي من مصر.

اللافت في المهرجان أنه رغم أنه لا يزال في دورته الأولى، حظي بمشاركة عربية واسعة، إضافة إلى كونه المهرجان السينمائي الأول الذي يقام في ثلاث محافظات ويخرج عن النطاق التقليدي للمحافظات الكبرى.

اهتم المهرجان بالأفلام القصيرة بغرض إتاحة الفرصة أمام العاملين في الحقل السينمائي في مصر والدول العربية لإقامة حوار بين السينما المصرية والعربية بهدف تبادل الخبرات وفتح أسواق للأفلام العربية في مصر وللأفلام المصرية في الدول العربية.

وتضمن المهرجان ثلاثة أقسام للمسابقـة وهي قـسم الأفـلام الروائـيـة القصيرة أقـــل من 35 دقيـقـة وقسم الأفلام التسجيلية القصيرة أقل من 35 دقـــيقــة وقسم أفلام أقــل من خمس دقائق، وشملت الجوائز 7 جوائز مالية وهي جائزة «هرم ميدوم» لأفضل فيلم روائي قصير، ولأفضل فيلم تسجيلي قصير وجائزة (أكاديمية طيبة) لأفضل فيلم قصير أقل من 5 دقائق، وجائزة «د. رفيق صبان» لأفضل سيناريو فيلم روائي قصير وجائزة «د. صديق عفـيـفــي» لأفضل سيناريو ومعلومات بحثية فيلم تسجيلي قصير وجائزة «جامعة النهضة» لأفضل مونتاج فيلم قصير ولأفضل تصوير فيلم قصير. كما تضم فعاليات المهرجان عدداً من الندوات وورش العمل، بمشاركة كل من المغرب والجزائر وتونس وفلسطين وسورية واليمن وعمان إلى جانب مصر، منها ندوة «صناعة الأفلام الروائية القصيرة» ويديرها المستشار الفني للمهرجان المخرج هشام عيسوي، الذي يرأس أيضاً ورشة عمل بعنوان «كيف تصنع فيلمك الأول». ويشهد المهرجان عدداً آخر من الورش على امتداد أيامه.

وتقدم العروض بأماكن غير تقليدية في قاعة المسرح الكبير بجامعة النهضة ببني سويف وقاعات عرض في مكتبة دمنهور العامة وقاعات معهد التكنولوجيا للإدارة والمعلومات في الجيزة ومعهد الهندسة بالمعادي ومعهد الحاسب بالمعادي ومدارس طيبة بطريق القاهرة الإسماعيلية والختام بقاعة الهناجر في دار الأوبرا.

وأشاد كثير من الفنانين والمثقفين بحفل الافتتاح الذي جاء تنظيمه راقياً بخلاف المهرجانات الكبرى والتي غالباً ما تشهد حالة من سوء التنظيم، وقد تم تكريم عدد من الفنانين خلال الحفل هم أحمد ماهر، وهند عاكف، ومجدي صبحي، وفكري صادق، كما تم عرض مسرحية «أنت حر» إخراج خالد قابل وأداء فريق مسرح جامعة النهضة.

يختتم المهرجان بحفل يقام بمسرح الهناجر في القاهرة (29 نيسان/ أبريل) حيث توزع الجوائز على الأفلام الفائزة كما سيتم تكريم عدد كبير من الفنانين في نهاية حفل الختام.

الحياة اللندنية في

25.04.2014

 
 

«عشم» يرصد جانباً من تناقضات المدينة

القاهرة – ياسر سلطان 

«عشم» هو أحد الأفلام الروائية المشاركة في مسابقة مهرجان الصورة في دورته العاشرة الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة للأفلام التسجيلية والروائية. يرسم الفيلم الذي حققته المخرجة المصرية ماجي مرجان وسبق عرضه في مهرجانات عديدة ورشح لنيل أكثر من جائزة عالمية، صورة مقربة للقاهرة، هذه المدينة المترامية والمتخمة بسكانها... مجموعة من العلاقات الإجتماعية والقصص الإنسانية البسيطة والمتباينة لأشخاص يعيشون في زحمة هذا المجتمع المنفتح على مصراعيه لكل التناقضات. وهي التناقضات التي يرسخها ذلك النزوح اليومي لآلاف من الباحثين عن الرزق من أقاليم مصر المختلفة تحت وطأة التهميش والفقر. تعبر المخرجة عن هذه الظاهرة خلال الدقائق الأولى من زمن الفيلم من خلال مشهد لإحدى وسائل النقل الجماعي القادمة من الريف، بما تحمله من بؤس وحكايات صغيرة وهامشية في طريقها للتيه بين دروب المدينة.

«عشم» هو أحد شخصيات الفيلم، وهو بائع متجول يعيش على هامش الأحداث، غير أنه يربط بشكل ما بين أطراف هذه الحكايات المختلفة التي يتناولها الفيلم... عشم الذي لا نتعرف إلى اسمه سوى في الدقائق الأخيرة من زمن الفيلم لا يحمل تطلعات كثيرة، وتتقلص أحلامه إلى حد بالغ الضآلة، فهو لا يحلم سوى بالزواج وبلقاء لاعب الكرة أبو تريكة.

دعوة الى التظاهر

وعلى رغم صعوبة العيش التي يعانيها عشم نراه يقابل الدعوة إلى النزول في التظاهرات التي تلقاها من فريدة، تلك الفتاة المُتعلمة، والناشطة في مجال الخدمات الاجتماعية، بنوع من اللامبالاة، لا لشيء سوى لأنه قد حقق جزءاً كبيراً من أحلامه بالحصول على وظيفة عامل مصعد في إحدى البنايات الفارهة... الفقراء لا يطمعون في أكثر من الحياة بكرامة، وهو عكس ما تعتقده السيدة المتأنقة المنتمية إلى طبقة الأثرياء - والتي تقوم بدورها الممثلة سلوى محمد علي - فهي لا ترى فيهم دائماً سوى مجموعة من المرضى والحاقدين.

يكاد الفيلم أن يخلو تماماً من أي إشارة مباشرة للثورة، لكننا نفهم أن أحداثه تدور قبل أيام أو شهور قليلة من إندلاعها. وعلى رغم خلوه هذه الإشارات الدالة على حدث كهذا، إلا أننا نلمح شواهدها ومسبباتها على استحياء في مشاهد متعددة وموحية، كمشهد الصبي الجائع والمتشرد بالقرب من أحد المطاعم الفاخرة، أو ذلك التناقض الحاد بين مستويات المعيشة والتعليم والثقافة الذي نستطيع تبينه بسهولة بين شخصيات الفيلم. من بين العشوائيات الغارقة في الفقر تبدأ ابتسام - والتي أدت دورها ببراعة الممثلة منى الشيمي - رحلتها اليومية إلى المدينة، حيث تعمل ممرضة في أحد المستشفيات... ابتسام هي نموذج للفتاة الكادحة الطموحة، وهي رغم طموحها إلا أن فقرها وضحالة تعليمها يفرضان عليها حدوداً لهذا الطموح، تمنعها على سبيل المثال من البوح بمشاعرها للطبيب الشاب الذي يعمل معها في المستشفى نفسه.

المرأة محور الأحداث

يرصد الفيلم ضمن سياقه أيضاً ما تعانيه المرأة من ضغوط، فهي العنصر الأضعف ضمن العلاقات الاجتماعية التي يرصدها الفيلم، هذه العلاقات التي لا يجمع بينها سوى الحياة في تلك المدينة. فالطبيب الشاب يترك ابتسام للبحث عن فرصة أفضل خارج مصر من دون حتى أن يلتفت الى مشاعرها. وهو حين يفكر في السفر، لا ينظر إليها سوى كونها مجرد وسيلة لإزالة العبء النفسي عن كاهله، والذي يشعر به تجاه والدته المريضة... أما رضا، هذه الفتاة القادمة من الريف، فتجد نفسها فجأة غارقة للمرة الأولى في أتون هذه المدينة، بين سطوة العلاقات والأطماع... لكنها تحاول التأقلم كغيرها شيئاً فشيئاً حتى تصبح في النهاية جزءاً من المشهد العام لذلك المجتمع القاهري، الذي تغيرت ملامحه عبر السنوات بفعل النزوح اليومي. تدخل رضا في علاقة غرامية مع عامل الأمن في إحدى المولات الكبيرة، الذي تستمتع بمراقبة مرتاديه من خلال وظيفتها كعاملة نظافة في المرحاض... العلاقات الست التي يرصدها الفيلم، يقرر طرفان منها السفر من أجل البحث عن فرصة عمل أفضل من دون الإكتراث لمشاعر الآخرين. فلا تجد الفتاة من الطبقة المتوسطة التي يهجرها حبيبها رغم حبها له سوى الاستسلام لذلك الهجر، ولا تستطيع الممرضة الخجولة سوى الانسحاق أمام شخصية الطبيب الشاب من دون البوح بمشاعرها تجاهه. ولا تجد السيدة التي داهمتها فكرة مرض زوجها المفاجئ سوى الدعاء والانغماس في حالة من التوتر. حتى الفتاة الغنية فريدة المهتمة بالعمل الاجتماعي والتنموي، تجد نفسها هي الأخرى وحيدة في مواجهة إنتقادات حادة ومؤلمة من طبقتها.

أحلام بسيطة

يلتقي المهمشون في النهاية حول أحلام في غاية البساطة فابتسام الممرضة ينحصر طموحها في أن تكتب في بطاقتها الشخصية كلمة ممرضة، وعامل الأمن يحلم بامتلاك عدد من الدراجات النارية... رضا عاملة النظافة، تلك الفتاة الريفية المشوشة، تستطيع في النهاية التأقلم مع حياة المدينة، وقد استطاعت الممثلة الشابة نجلاء يونس أن تجسد ببراعة هذا التشوش في شخصية رضا من خلال اللهجة وطريقة الأداء والتلعثم البادي على كلماتها وأسلوبها، بينما يظل عشم - الشاب الذي يوزع السعادة على الأطفال والناس - أكثر الشخصيات الموجودة في الفيلم شعوراً بالرضا رغم ظروفه القاسية.

حصل فيلم «عشم» على جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان الأفلام الشرقية بجنيف، كما حصل على جائزة أفضل إخراج وأفضل مونتاج في مهرجان مالمو للأفلام العربية بالسويد. وحصل على جائزة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل موسيقى وأفضل ملابس في المسابقة التي تنظمها جمعية الفيلم السينمائي المصري. مهرجان لقاء الصورة، ينظمه المركز الثقافي الفرنسي، ويشارك به صانعو أفلام من مصر وفرنسا. وترأس لجنة التحكيم في هذه الدورة السينمائي سمير سيف، وكاتبة السيناريو عزة شلبي، والمخرج الشاب أمير رمسيس.

الحياة اللندنية في

25.04.2014

 
 

فرص للمبدعين في مهرجان الإسماعيلية

القاهرة - «الحياة» 

أعلن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة تمديد الموعد النهائي لاستقبال طلبات مشاركة مشاريع الأفلام السينمائية في الدورة الثانية من منتدى الإسماعيلية للإنتاج العربي المشترك لمدة أسبوع واحد، ليعطي فرصة أكبر لصناع الأفلام من أجل تقديم مشروعاتهم للمنتدى، الذي يُعقد في ثلاثة أيام متواصلة بين 5 و 6 و7 حزيران (يونيو) أثناء الدورة الـ 17 من المهرجان، والتي تجرى خلال الفترة من 3 وحتى 8 حزيران (يونيو) 2014.

ونذكر ان منتدى الإسماعيلية للإنتاج العربي المشترك هو الأول من نوعه الذي يتخصص في الأفلام التسجيلية وحدها، إذ يتيح فرصاً لصناع الأفلام التسجيلية لإجراء المقابلات مع الخبراء، وكلاء المبيعات والممولين.

ويرحب المنتدى بمشاركة مشاريع الأفلام من مختلف أنحاء العالم، شرط ان تكون على صلة بالعالم العربي (كأن يكون المخرج، المنتج، المنتج المشارك، الممثل لدور البطولة، موقع التصوير، الموضوع أو ما الى ذلك من أمور على اتصال بالعالم العربي) على أن تكون الأفلام المشاركة من فئة الأفلام الإبداعية التسجيلية الطويلة، سواء في مراحل الإنتاج أو ما بعدها، كما يجب أن تكون جميع طلبات التسجيل باللغة الإنكليزية.

ويهدف المنتدى، كما يؤكد، من خلال ذلك إلى تحفيز صناع الأفلام الموهوبين، حتى ترى مشاريعهم النور، وذلك ضمن التزام مهرجان الإسماعيلية بتشجيع الابتكار والخيال وحرية التعبير بالنسبة الى صناع الأفلام الذين يرغبون في تقديم أفلام عن المنطقة العربية. وسيختار المهرجان من 8 - 10 مشاريع في مرحلة الإنتاج، ومن مشروعين إلى 4 مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج، ومن ثم يدعو المهرجان ممثلي مشاريع الأفلام سواء كانوا المخرجين أو المنتجين لزيارة الإسماعيلية لمدة 3 أيام يتم خلالها تنظيم مقابلات وجهاً لوجه بينهم وبين منتجين وموزعين مصريين وآخرين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى مقابلة أعضاء لجنة تحكيم منتدى الإنتاج المشترك الذين سيقومون باختيار المشاريع الفائزة بمنح التمويل. الجوائز التي يقدمها منتدى الإنتاج العربي المشترك هي: خمسة آلاف دولار أميركي للمشاريع في مرحلة الإنتاج. - خدمات إنتاجية للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج تصل قيمتها إلى خمسة عشر ألف دولار أميركي.

ويُعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، إذ بدأت أولى دوراته في عام 1988 وأشرف على تنظيمها المركز القومي للسينما، ليستمر بعدها كواحد من ثلاثة مهرجانات سينمائية تنظمها وزارة الثقافة المصرية.

الحياة اللندنية في

25.04.2014

 
 

كارثة:

تحطيم سينما سيناء الصيفي الأثرية

ضياء حسني 

أعلن موقع Egyptian Streets، اليوم الجمعة، أن فتاة مصرية تدعى نهى زايد نشرت على حساب أنستجرام الخاص بها صورًا للسينما المكشوفة الموجودة وسط صحراء سيناء، وقد تحطمت تماما ولم يبق منها شيء.

تقول نهى إنها ومجموعة من الأصدقاء، بعد نشر صور تلك السينما في قلب الصحراء، رغبوا في زيارة المكان لمشاهدة هذا الأثر، لكن المفاجأة أنهم لم يجدوا سوى حطام للكراسي ومبنى كابينة العرض.

وتساءلت "مِن مصلحة مَن تدمير تلك السينما وإخفاء وجودها أصلًا؟. من الواضح أن كلمة سينما أصبحت تزعج الكثيرين في مصر".

كانت "بوابة التحرير الإخبارية" نشرت في 12 أبريل الماضي، موضوعًا عن اكتشاف المصور الإستوني "كوبو كيكاس" لسينما مكشوفة أقامها منذ أربعينات القرن الماضي في صحراء سيناء، ثري فرنسي لأسباب غير معروفة.

وتردد منذ ذلك الحين أن السينما لم تعرض أي فيلم، وأنه تم تخريب المحول الكهربائي اللازم لتشغيل السينما في يوم الافتتاح.

وكان المصور كوبو كيكاس أوضح أنه اكتشف السينما بعد رؤية صور جوية لها على موقع جوجل للخرائط، وأنه واجه صعوبات في الوصول للمكان بعد مجيئه لمصر.

كما أوضح أن مكان السينما معروف للبدو في سيناء، وكذلك للسلطات، ولكن لا أحد يتكلم عن وجودها. 

بوابة قناة التحرير المصرية في

25.04.2014

 
 

أوليفر ستون والتاريخ الخفي للولايات المتحدة

الجزيرة الوثائقية

تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية منذ اليوم عرض البرنامج التسجيلي التاريخي "أوليفر ستون، التاريخ غير المروي للولايات المتحدة"، لتكون أول قناة عربية تعرض هذا البرنامج، والذي أثار جدلاً كبيراً عند عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا، إذ انقسمت الآراء حول البرنامج، فهناك من اعتبره مُراجعة مثيرة وملحة لأحداث مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فيما اعتبرت آراء أخرى، أنه وجهة نظر ليبرالية مشككة وغير دقيقة بالتاريخ الأمريكي، ومحاولة جديدة من المخرج الجدليّ لتصفية حساباته مع التيار اليميني المحافظ في بلده.

يُعلق المخرج السينمائي أوليفر ستون في افتتاحيه برنامجه التسجيلي المؤلف من عشر حلقات، بأن المناهج الدراسية التي تدرس للطلاب في أمريكا لم تُقدم الحقائق الكاملة عن تاريخ البلد في القرن العشرين، بل قامت بتغييب حقائق وتمجيد شخصيات لا تستحق الهالة التي حصلت عليها، في مقابل إخراج شخصيات أخرى من هذا التاريخ، رغم الدور الذي لعبته الأخيرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية المُعاصر. ويُكمل المخرج، أن برنامجه التسجيلي هذا هو لكل هؤلاء الذين يحبون بلدهم ويرغبون في معرفة تاريخه الحقيقي.

وتركز الحلقات الخمس الأولى من البرنامج على الفترة التاريخية التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وإلى بداية عقد الستينات من القرن الماضي، فتولي أهمية خاصة لمراحل صناعة القنبلة النووية، والتي بدأت في بدايات عقد الثلاثينيات، ليتم استخدامها لأول مرة في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان. وفي هذا الاتجاه، يحلل المخرج الظروف التي قادت إلى استعمال القنابل الذرية، وكيف أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بحاجة لاستخدامها على الإطلاق، فسلاحها الجوي لوحدة أوصل بضرباته المدمرة اليابان إلى الهزيمة الفعلية، وكان كل ما تحاول السلطات اليابانية الحصول عليه، هو استسلام غير مهين، يجعلها تحتفظ بإمبراطورها، والذي كان يملك مكانة تقترب من القدسيّة عند كثير من اليابانيين. القسوة المبالغ فيها كانت، وحسب البرنامج، هي سمة العامين الأخيرين من الحرب العالمية الثانية، حيث قام الجيش الأمريكي وسلاحه الجوي بتدمير مدن ألمانية كاملة، رغم أنه لم يكن هناك ما يستدعي لتلك الخطوات، التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين الألمان.

ويتساءل المخرج عن دور رجال الحكم في بلده، وعما إذا كان تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية سيسير على النحو نفسه الذي سار عليه، لو تسلم نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هنري والاس الحكم خلفاً للرئيس فرانكلين روزفلت، بدل هاري ترومان، الذي أدار دفة الحرب في عامها الأخير، وهو الذي اتخذ قرار إلقاء القنبلة النووية، وكل القرارات الأخرى، التي حددت جغرافيا مناطق عديدة من العالم.

يُسلط البرنامج على سيرة السياسي هنري والاس، الذي حذر في تلك السنوات من هيمنة رأس المال على الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ودعا إلى دولة تحترم المواطن الأمريكي العادي. هذا السياسي الأمريكي انتقد بحده عنف الجيش الأمريكي في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، ونزوع هذا الجيش للتدمير وتخليه عن الحلول السلمية. يقدم أوليفر ستون هنري والاس، كأحد النماذج السياسية المُتنورة، والذي كان يمكن أن يغير الكثير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد إطلالة قصيرة في بداية الحلقة الأولى، يختفي أوليفر ستون، لكن يبقى صوته يقود المشاهد عبر المواد الأرشيفية، وأحيانا عبر مشاهد من أفلام سينمائية، عبرت شخصياتها عن الواقع الاجتماعي والسياسي للزمن الذي صورت فيه، وعكست القلق الجماعي والتغييرات الاجتماعية والنفسية التي مرت على الأمريكيين.

ورغم أهمية الحلقات الخمس الأولى من البرنامج التسجيلي، إلا أن كثيرين سيكونون بانتظار الحلقات المتبقية من البرنامج، خاصة وأنها تعالج فترات سياسية معُقدة وعنيفة، مر عليها المخرج نفسه في أفلام روائية، حظيت وقتها على اهتمام وجدل  كبيرين. فالحلقة السادسة تبدأ مع بداية حكم الرئيس الأمريكي جي أف كينيدي، في حين يختم البرنامج زمنه بالولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ويُعَّد أوليفر ستون واحدا من أكثر المخرجيين إثارة للجدلّ، فالمخرج الذي انطلق مع بدايات الاتجاه النقدي المختلف في السينما الأمريكية في السبعينيات من القرن الماضي، لم يتوقف عن تقديم موضوعات وقضايا من تاريخ بلده، فهو المخرج الوحيد الذي قدم سيرة ثلاثة رؤساء أمريكيين في أفلام شهيرة (بدأها ب "جي أف كي" في عام 1991، ثم "نيكسون" في عام 1995، وأخيرا "W" عن الرئيس جورج بوش في عام 2008). كما قدم المخرج حرب فيتنام وآثارها في فيلمين قاسيين هما: الفصيل (1986)، ولد في الرابع من تموز (1989)). واهتم فيلم "مركز التجاري العالمي" (2006) باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والتي ضربت مركزا التجارة العالمي في نيويوك.

لم يقتصر اهتمام المخرج على التاريخ والسياسية الأمريكية، هو شارك في إخراج وإنتاج أفلام تسجيلية عن مناطق متوترة في العالم، فأخرج في عام 2009، فيلمه "جنوب الحدود"، عن الصورة المُلتبسة التي يحملها الأمريكي العادي عن جيرانه من دول أمريكا الجنوبية. كما قدم المُخرج ثلاثة أفلام عن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو.

الجزيرة الوثائقية في

25.04.2014

 
 

«القاهرة السينمائى»

يدعو المنتجين للمشاركة بأفلامهم فى إعلان مدفوع الأجر

كتب ــ أحمد فاروق:  

فى ظل عزوف شركات الإنتاج عن عرض أفلامها فى مهرجان القاهرة السينمائى، مفضلة المشاركة بها فى مهرجانات عربية أو دولية، لجأت إدارة المهرجان إلى نشر إعلان مدفوع الأجر فى فى إحدى الصحف، تدعو فيه السينمائيين للتقدم بأفلامهم للمشاركة.

خالد السرجانى المتحدث باسم مهرجان القاهره السينمائى، قال إنه لن يقبل من الأفلام المصرية سوى تلك التى تملأ استمارة المشاركة على الموقع الرسمى للمهرجان.

وأضاف السرجانى لـ«الشروق»: أردنا بهذا الإجراء ارساء قواعد جديدة فى طريقة اختيار الفيلم المصرى، وحتى لا يتهم المهرجان بالتحيز لمنتج دون آخر، أو مخرج دون غيره، أو يقال أن الاختيار شخصى، وتابع: «هذه منتهى الشفافية من إدارة المهرجان فى التعامل مع كل المنتجين والمخرجين المصريين، الذين يملكون أفلاما جاهزة للعرض فى الدورة الجديدة».

وردا على ما يتردد عن عدم اهتمام المنتجين المصريين بالمشاركة فى مهرجان القاهره، قال: إدارة المهرجان علمت أن بعض الأفلام المصرية الكبيرة التى يتم تصويرها حاليا حصلت على دعم من مهرجانات عربية منها دبى وأبوظبى، ومن المقرر أن تعرض بها، لذلك قررت ألا تضغط على أى مخرج أو منتج للمشاركة فى المهرجان..» لكن فى الوقت نفسه تأمل إدارة المهرجان فى أن تتغير نظرة السينمائيين، بعد الاعلان عن لجنة التحكيم، والأفلام الكبيرة التى ستشارك فى الدورة المقبلة».

كان مهرجان القاهره قد نشر إعلانا الأربعاء الماضى يقول فيه: «يعلن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عن فتح باب التقدم عبر الموقع الإلكترونى لجميع شركات إنتاج وتوزيع الأفلام المصرية، لاختيار الأفلام المصرية التى تعرض فى الدورة 36 للمهرجان».

الشروق المصرية في

25.04.2014

 
 

السينما المصرية من حل المشاكل إلى كشف عورات المجتمع

كتب: أمجد مصباح 

فتحت أزمة فيلم «حلاوة روح» الباب علي مصراعيه لفضح ما تقدمه السينما في السنوات الأخيرة، وتأثيرها السلبي علي المجتمع بالكشف عن العلاقات الشاذة والنماذج السيئة في المجتمع

هل يعلم القائمون علي هذه الأفلام الرديئة من منتجين ومخرجين ومؤلفين وممثلين التأثير الإيجابي للسينما في عصرها الذهبي من اوائل الخمسينيات حتي سنوات مضت.

نحاول في هذا التقرير ان نلقي الضوء علي بعض الأفلام التي تركت أثراً ايجابياً للغاية علي المجتمع المصري، بل ونجحت بعض الافلام في تغيير بعض القوانين الوضعية لصالح المجتمع.

فيلم «جعلوني مجرما» انتاج 1954، بطولة فريد شوقي وهدي سلطان ويحيي شاهين وسراج منير، اخراج عاطف سالم، وتناول حياة سلطان الذي تحول لمجرم بسبب المجتمع الذي دفعه لهذا الطريق، بعد عرض هذا الفيلم تم إلغاء السابقة الأولي، وذلك لصالح المواطنين، الذين دفعوا لعالم الجريمة رغما عنهم.

فيلم «حياة أو موت» في نفس العام بطولة عماد حمدي ومديحة يسري، اخراج كمال الشيخ وتناول في شكل انساني رائع اهتمام مؤسسة الشرطة بحياة مواطن، وحدث هذا الأمر بشكل واقعي 1994.

فيلم «في بيتنا رجل» انتاج 1962، بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدي اباظة وحسين رياض، اخراج بركات، جسد هذا الفيلم الأسرة المصرية في اروع صورها في عصر ما قبل ثورة 52.

فيلم «الأرض» انتاج 1968، بطولة محمود المليجي ونجوي ابراهيم وعزت العلايلي ويحيي شاهين، اخراج يوسف شاهين، جسد الفيلم الرائع مدي ارتباط الفلاحين بالأرض في عصور الظلم والاستبداد حتي بموت الفلاح الرمز محمد أبوسويلم وتروي دماؤه الأرض في مشهد سينمائى رائع.

فيلم «كلمة شرف» انتاج 1972 بطولة فريد شوقي وهند رستم واحمد مظهر، جسد هذا الفيلم انسانية قيادات الشرطة في التعامل مع السجناء.

فيلم «اريد حلا» انتاج 1975، بطولة فاتن حمامة ورشدي اباظة، وتناول الفيلم حياة امرأة تفشل في الحصول علي الطلاق من زوجها غير السوي، وتستمر القضية امام المحاكم عشر سنوات دون الحصول علي حكم بالطلاق.

فتح هذا الفيلم الباب لتغيير قانون الاحوال الشخصية لصالح المرأة.

فيلم «الصعود الي الهاوية» انتاج 1976، بطولة محمود يس ومديحة كامل وجميل راتب، كشف هذا الفيلم الدور العظيم للمخابرات المصرية في الكشف عن اخطر  جاسوسة مصرية عملت لصالح اسرائيل هي «هبة سليم» قبل حرب اكتوبر 1973.

ومن الافلام الحديثة نسبيا التي فتحت باب المواجهة بين الحكومة والمواطنين البسطاء فيلم «الإرهاب والكباب» انتاج 1992، بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوي، اخراج شريف عرفة، الذي فضح ممارسات الحكومة في مواجهة بعض الاعمال الارهابية وكذبها علي الشعب، ايضا فيلم «طيور الظلام» انتاج 1995، والذي كشف ممارسات كبار رجال الدولة في عصر مبارك والفساد المستشري، وعلاقة النظام بالإخوان المسلمين.

كان هذا اطلالة بسيطة علي مدي ما كانت تقدمه السينما في عصور مختلفة لصالح المجتمع، وتحولها الآن لنشر الممارسات السلبية لبعض افراد المجتمع المصري، لدرجة اضطرار رئيس الوزراء للتدخل لوقف عرض فيلم اساء كثيرا للمجتمع المصري في سابقة هي  الاولي في تاريخ السينما المصرية.

الوفد المصرية في

25.04.2014

 
 

السينما ما زالت تتجاهل أرض الفيروز

كتب - أمجد مصباح: 

رغم مرور 32 عاماً علي تحرير أرض سيناء الغالية بعد ملاحم رائعة في الحرب والسلام. إلا ان هذه البقعة الغالية التي شهدت أروع صور التضحيات بالروح والدم. وتجاهلتها السينما المصرية ومازالت بعيدة تماماً عن خيال السينمائيين يعبر عن سيناء وتحريرها.

والأفلام الوطنية بصفة عامة قليلة للغاية وأبرزها فيلما «الطريق إلي إيلات» ويوم الكرامة وهما فيلمان يعبران فقط عن غرق المدمرة إيلات عام 1967.

إلي جانب ذلك هناك بعض الأفلام تناولت الجاسوسية، منها «إعدام ميت وبئر الخيانة، ناصر 56، وأيام السادات» وما دون ذلك لا توجد أفلام وطنية وقد تحدثنا في هذا الأمر مع المخرج الكبير علي عبدالخالق صاحب النصيب الأكبر من إخراج الأفلام الوطنية منها: «أغنية علي الممر، ويوم الكرامة، وإعدام ميت، وبئر الخيانة، والكافير»، ومسلسل «البوابة الثانية».

قال: للأسف الشديد سيناء بشكل عام علي الهامش منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
والأفلام التي تم إنتاجها عقب نصر أكتوبر 73. تم إنتاجها بمجهود شخصي يشكر عليه أصحاب هذه الأفلام. من هذه الأفلام «بدور» والرصاصة لاتزال في جيبي، والوفاء العظيم، والعمر لحظة».

وللأسف الشديد تعثرت العديد من المشروعات السينمائية والدرامية في السنوات الماضية. ولي شخصياً أكثر من تجربة في هذا المجال، منها مسلسل بعنوان: «أشباح» كتب ولم يصور وهو في صوت القاهرة منذ عهد الراحل مدحت زكي الرئيس الأسبق للشركة.

حيث عرضت عليه هذا العمل وكان وهو من تأليف إبراهيم مسعود، وتناول بطولات أفراد من المخابرات الحربية، كونوا ما يسمي بمنظمة سيناء. هذه التجربة كانت تقوم بعمليات داخل تل أبيب، ونجحت في بث الذعر داخل المجتمع الإسرائيلي وللأسف الشديد واجه هذا العمل العديد من الصعوبات في حقبة التسعينات حالت دون إنتاجه.

وقبيل ثورة يناير 2011 انتهي الكاتب الصحفي الكبير صلاح قبضايا من كتابة فيلم «حدث في أكتوبر» حيث كان الرئيس الأسبق مبارك قد دعا لإنتاج فيلم يعبر عن العبور العظيم. وهذا الفيلم تناول الفترة من أكتوبر 72 حتي أكتوبر 73. وهذه الفترة مليئة بالأسرار التي ربما لا يعلمها الكثيرون.
وحدث خلاف بيني وبين الراحل ممدوح الليثي حيث كانت يرغب في تغيير اسم العمل بعنوان: «كيف بدأت الضربة الجوية». وكان من السهل التغلب علي هذا الأمر. وخروج المشروع إلي النور.
ومع قيام ثورة يناير أصبح من الصعب إنتاجه ولأننا لم نكن نستطيع تجاهل دور الفريق حسني مبارك. في قيادة القوات الجوية في أكتوبر 1973.

وفي عهد المجلس العسكري، أكد لي اللواء إسماعيل عثمان عضو المجلس العسكري أن الجيش يتولي بنفسه إنتاج فيلم أو أكثر من نصر أكتوبر. ومازلنا ننتظر.

وهناك العديد من المشروعات لم يكتب لها الظهور منها تكليف الراحل أسامة أنور عكاشة بكتابة فيلم عن الصبور.

في التسعينيات من القرن الماضي وتصدي لهذا العمل الصحفي الكبير إبراهيم الذي قال في حملته الصحفية كيف يتولي كاتب لا يحب السادات كتابة فيلم عن نصر أكتوبر.

وقال عبدالخالق أتمني في الفترة المقبلة ان تتولي الدولة إنتاج أكثر من فيلم عن نصر أكتوبر والبطولات علي أرض سيناء. والأعمال موجودة كما قلت كل ما في الأمر هو خروج أمر التصوير.

وفي العصر الجديد أتمني أن تنظر الدولة بشكل أكبر للفن والسينما. ودورها في التعبير عن مشاكل المجتمع، بعيداً عن الإسفاف السينمائي في المرحلة الحالية.

الوفد المصرية في

25.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)