كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

هل تكونوا كرماء مع «توم كروز»؟

خالد محمود

الخميس 17 أبريل 2014 - 7:50 ص

 

إلى متى تظل مصر طاردة لصناع الأفلام العالمية الذين يرغبون فى تصوير أفلامهم على أراضيها؟!

السؤال يقفز إلى ذهنى من جديد كلما علمت أن هناك إحدى شركات الإنتاج الكبرى قررت أن تصور مشاهد فيلمها الجديد فى تونس أو المغرب أو الأردن بدلا من مصر لعدم الوصول إلى توافق ولمواجهة صعوبات كبيرة تحول دون تحقيق الهدف هنا.

مازلنا لم نتعلم من درس «مملكة الجنة»، هذا الفيلم العالمى الكبير الذى أصر مخرجه على تصويره فى مصر لكننا أجبرناه على الهروب ليذهب إلى المغرب ليصور أحداثا وقعت على أرض مصر، رحبت المغرب ووفر الجيش هناك آلاف الجنود والخيول مجانا.

مخرج فيلم «حرب النجوم» الجزء السابع، كان ينوى تصوير مشاهد من فيلمه الكبير فى تونس ثم فى مصر، لكنه فر إلى أبوظبى جراء روتين عقيم وأحداث أكثر عمقا. فيلم «آلهة مصر» للمخرج الكبير إليكس بردياس والذى تدور أحداثه حول أسطورة إيزيس وأوزوريس لماذا لم يتم تصويره هنا، من المؤكد أن صناعه وصلوا إلى حارة سد.

الآن يا سادة أكثر من عشرة أفلام عالمية كبرى يتم تصويرها بدول عربية ليست من بينها مصر، معظم مخرجى ومنتجى هذه الأعمال كانت الأراضى المصرية فى حساباتهم الأولى لتصوير مشاهد بها، ربما لطبيعة القصة وأحداث العمل، لكنهم دائما ما يواجهون بعقبات كثيرة تحول دون حضورهم، بداية من ضرائب مبالغ فيها على معدات التصوير، حيث تتعامل معها الجمارك المصرية بنظام الموقوفات، أى أنها تفرض على المنتج الأجنبى ضرورة إصدار خطاب ضمان بقيمة المعدات يسرى طوال مدة وجودها فى مصر وعند الانتهاء من التصوير يدفع المنتج عشرين فى المائة من قيمة الرسم الجمركى المقرر سواء كانت مدة التصوير يوما واحدا أو سنة كاملة، وهذا لا يحدث فى أى دولة فى العالم، حيث تمتنع كل الدول عن تقاضى رسوم جمركية وتكتفى فقط بتعهد رسمى يضمن إعادة كل المعدات إلى الدولة التى جاءت منها عقب نهاية التصوير.

الواقع أيضا أن كل شركات الإنتاج التى جاءت لتصوير أفلامها اشتكت من مغالاة الآثار فى تقدير أسعار إيجار المناطق الأثرية، بجانب روتين الموافقات الرسمية، حيث يتعامل المسئولون مع الشركات الإنتاجية دون اهتمام بعنصر الزمن، رغم أن هذه الأفلام تصل تكلفتها إلى عشرات الملايين من الدولارات، ولا يمكن للمنتج الأجنبى أن ينتظر لفترة طويلة حتى ترد عليه الجهات الرسمية التى تخضع لبيروقراطية دون النظر لأهمية تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر.

أيضا اعتادت الرقابة لدينا رفض بعض السيناريوهات لأسباب بدت للكثير من المنتجين غير مقبولة لينتهى الأمر بتصوير الأعمال فى دول عربية وشرق أوسطية.

إن عشرات الملايين من الدولارات بلا مبالغة تضيع علينا لأن المسئولين عن الهيئات يتعاملون مع أى فريق سينمائى عالمى وافد وكأنه فريسة يجب أن تـُلتهم حتى يتوب عن تكرار الزيارة أو ينسى الأمر برمته. فى دبى يجرى تصوير فيلم جديد لتوم كروز بعدما أبدى سعادته بالمعاملة الحسنة التى وجدها حين صور نسخته الأخيرة من «مهمة مستحيلة» هناك، وأتذكر فى مؤتمره الصحفى بعد عرض الفيلم كان يتحدث عن دبى وكأنه يتحدث عن مناخ ساحر وملهم باستديوهاتها المفتوحة وكرم الضيافة.. وحينئذ سألت توم كروز: هل يمكن أن تصور فيلما فى مصر؟ فأجاب النجم الكبير: نعم بشرط أن تكونوا كرماء معنا!

.. انتهى الدرس..


المهرجانات..ومستقبلها

خالد محمود

الأحد 13 أبريل 2014 - 8:00 ص

الرعاة من رجال الأعمال والقطاع الخاص ينسحبون ويهربون من تمويل المهرجانات السينمائية.. ووزارة الثقافة موقفها غامض من قيمة مبالغ دعمها لها، وهو ما يفتح بحق بابا للتساؤلات والتكهنات حول مصير مهرجاناتنا السينمائية الدولية هذا العام، وان اقيمت فبأى شكل ستبدو أمام العالم من السينمائيين وغيرهم.

رئيس مهرجان الاسماعيلية للسينما التسجيلية كمال عبدالعزيز أعلن صراحة ان الممولين هربوا من الوقوف بجانب المهرجان ودعمه، بسبب الظروف الراهنة والحالة الامنية، وهى بالقطع حجة غير مقنعة لتخلى الممولين، وبالتالى تهديد قيام المهرجان الكبير فى مجاله بأفلامه وضيوفه من رواد وصناع الافلام التسجيلية فى العالم.

واعود لأسأل هل سيقف وزير الثقافة صامتا امام تلك الشكوك، ومأزق مهرجان تلو الاخر، فموقف الدعم الحكومى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى مثلا غير واضح المعالم حتى الان، رغم انه لم يتبق سوى اشهر قليلة على اقامته، وعلى جانب آخر هناك شكاوى مكتومة ومكبوتة فى صدور مسئولى المهرجانات التى تنظمها مؤسسات وجمعيات اهلية مثل مهرجان الاسكندرية ومهرجان الاقصر للسينما الافريقية ونظيره للسينما المصرية والاوروبية، الكل يشكو من تأخر اموال الدعم وحجمها، مع ان استقرار تنظيم تلك المهرجانات اصبح مهما لإعطاء صورة جيدة عن مدى استرداد مصر لعافيتها فى تنظيم التظاهرات الفنية.

واقع الامر، أخشى ان تنتقل صدمة مهرجان الاسماعيلية إلى باقى المهرجانات، وان تبقى حالة عدم وضوح الرؤية فى وضع ميزانيات محددة ومعلنة، هى السمة السائدة، وقطعا سيؤثر ذلك سلبا على قرارات مسئوليها.. لن يكونوا احرارا فى تحركاتهم، سيجعلهم الامر فى حيرة، ضعاف أمام احلامهم واهدافهم فى الخروج بمهرجانات لائقة ومشرفة فى المستقبل القريب والبعيد.

فى مهرجانات العالم الكبرى هناك شفافية فى اعلان معلومات ميزانيتها، ومن يقف وراءها ومن يدعمها وبكم، وما الدور الذى تلعبه الحكومة، والقطاع الخاص عقب نهاية كل دورة يعلن المسئولون عن المهرجان حجم المكسب والعجز ان وجد مع تفنيد مفرداته ،

فالجميع يعلم ان ميزانية مهرجان كان السينمائى تعادل حوالى 20 مليون يورو، نصفها يأتى من الأموال العامة من وزارة الثقافة والمركز الوطنى لصناعة السينما بشكل معلن، ومدينة كان وغيرها من السلطات المحلية، وقد استكمل التمويل من تبرعات من عدد من الجماعات المهنية، والشركاء من المؤسسات وشركات القطاع الخاص والشركاء الرسميين فى المهرجان. ديتر كوسليك رئيس مهرجان برلين السينمائى قال ان ميزانية دورته الاخيرة بلغت 21 مليون يورو، واستقطبت عروضها 330 ألف متفرّج دفعوا تذاكر لمشاهدة 409 أفلام، فى مقابل 403 فى العام الماضى.

مثل تلك الامور لم تعد اسرارا بل مدعاة لسياسة وادارة حرة ونزيهة وشفافة.


الوزراء الستة وإنقاذ الفن

خالد محمود

الخميس 10 أبريل 2014 - 8:00 ص

إذا كان الاجتماع الذى دعا إليه هانى مهنى رئيس اتحاد النقابات الفنية، مع ستة وزراء السبت القادم هدفه الوحيد هو الوقوف على حال اعمالنا الفنية، ووضع خارطة طريق النهوض بمضمونها من اجل عودة ثلاثية «الريادة والمكانة والسمعة الطيبة»، فهو بحق أمر يثير الدهشة.

واتساءل ما علاقة وزراء الحكومة بالمضمون والمحتوى الذى تظهربه كثير من اعمالنا السينمائية والغنائية والمسرحية، ان قصة المحتوى شىء اخر يتحمله صناع الاعمال ومبدعيها انفسهم والذى استسلم عدد كبير منهم لمفردات ومقتضيات سوق تجارية ومناخ عشوائى.

إذا كان البعض يرى الهدف من الاجتماع بوزراء الثقافة والتربية والتعليم العالى والمالية والشباب والاعلام شىء نبيل، من باب الغيرة على ما وصل اليه حال اعمالنا، فإن الهدف الأنبل هو مناقشة أوضاع البنية الاساسية لصناعة العمل الفنى التى تصدعت وانهارت بحكم الاهمال، وتحول جزء كبير منها لما يشبه «الخرابات» مثل استديو مصر، واستديو الاهرام، وغيرها، تلك الصروح التى خرجت منها أعظم اعمالنا وكانت شاهدة على تاريخ، وايضا معامل الطبع والتحميض التى تخلفت عن مواكبة الزمن بحكم آلياتها القديمة التى تشوه العمل صوتا وصورة، أما مخازن الافلام فحدث عنها ولا حرج، اصبح حالها لا يرضى احد، وتكاد تبكى بالدموع وانت ترى جدرانها وارففها المتهالكة، ومواد حفظ غير صالحة بالمرة تسكن الشرائط، تشاهد تراثنا السينمائى يغرق فى مياه راكدة.. تشوهت الافلام وسط حالة من الصمت المريب للجميع، وقد شاهدت هذا المنظر المحزن بنفسى عندما قمت يوما بجولة سرية داخل هذه المخازن بعد ان ادخلنى احد المهندسين واغلق الباب على، وقال لى «ممكن تلقى نظرة على التاريخ»!، وجدت شرائط كنوز اعمالنا السينمائية مثل بداية ونهاية وزقاق المدق وجعلونى مجرما وافلام أنور وجدى وشادية وفاتن حمامة.. مررت بطرقات لأرى ملابس واكسسوارات أعمال نجومنا الكبار وقد اكلتها «العتة» تذكرت صراخ مخرجنا الراحل يوسف شاهين على حال الأفلام ومطالبته بضرورة بناء ارشيف قومى للسينما وفق مفردات حديثة، ولن يسمعه أحد.. اهملنا التاريخ فكيف سنفكر فى الحاضر، انهار الاساس فكيف سنطور المضمون.

ان التحديات كثيرة يجب ان تواجه بصراحة فى اجتماع رئيس اتحاد النقابات الفنية مع الوزراء الستة ومنها أيضا بناء دور عرض سينمائى ومسرحى على طراز حديث بدلا من التى تحولت إلى سوبر ماركات وابراج سكنية، انظروا لأحوال دور عرض ومسارح شارع عماد الدين وما حدث لها، وعمل تيسيرات لتصوير الاعمال الاجنبية فى مصر، بإزالة اى عوائق تجعل شركات الانتاج العالمية التى ترغب فى تصوير اعمالها هنا لا تهرب إلى دول اخرى مجاورة، والبحث عن آلية لتشجيع صغار المنتجين أو المنتج الفرد على تقديم مشاريعهم المتميزة إذا كنتم تبحثون عن سمعة طيبة، ودراسة مشروع بنك للسينما واخر للمسرح لتمويل العروض الجادة لشباب المبدعين، وتشكيل لجنة جادة لبحث عودة الحياة لسوق الفيلم المصرية بالخارج حتى لا يتسول صناع الافلام بأعمالهم بحثا عن فرصة عرض باتفاقات على طريقة تجار الشنطة.

إذا كنتم تبحثون عن نهضة فهذ هو مضمونها الحقيقى.


احفروا أسماءكم مثل الشريف

خالد محمود

الأربعاء 9 أبريل 2014 - 6:45 ص

بدون شك، تشكل تجارب الممثلين المصريين فى أعمال سينمائية عالمية محطات مهمة، لكنها مازالت فى حاجة لأن تحرز هدفا رائعا ومميزا نتمناه فى مرمى المشاهد العالمى ينال اعجابه وينتزع آهاته.

نعم تلك المشاركات فى أفلام كبرى ضرورة، لأنها تثرى ثقافتهم ووعيهم ونضجهم الفنى، بل ونظرتهم لأنفسهم إن أرادوا أن يتخلصوا من أمراض تفشت فى الوسط وتمكنت من كثير من نجومنا، لكن معظم الأعمال التى ضمت أسماء مصرية ربما جاءت أولا من باب الرغبة فى التواجد.. مجرد تواجد، أو ضرورة للاستعانة بهم فى دور المواطن العربى بمواصفات خاصة، وفى الحالتين لم يكن الظهور مقنعا ومبهرا للمشاهد.

تلك كانت البدايات لهذه التجارب وربما هو ما يجعلنا نغفر لها، لكننا فى انتظار أن يكبر الحلم وينمو على هدف كبير مثلما فعل نجمنا الكبير عمر الشريف، الذى استطاع أن يكون واحدا من نجوم هوليوود المحبوبين، فعندما اختاره المخرج ديفيد لين للعب دور مهم فى فيلم «لورانس العرب»، كان كالطلقة المتوهجة ورشح عن دوره لجائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد، وواصل الشريف المشوار بإبهار وتألق الكبار، وهو ربما ما يفتقدته معظم الجيل الحالى رغم أن الباب مفتوح.

وللحق هناك البعض الذى سعى ببداية قوية أكثرها نضجا هو الممثل الشاب خالد عبدالله الذى تألق فى فيلم «يونايتد» ثم «الطائرات الورقية» ثم «المنطقة الخضراء» الذى كان فيه ندا بند أمام مات ديمون، لكنه يبدو أنه انشغل بأمور أخرى وبتجارب مختلفة وكان عليه أن يستغل هذه المواهب الكبيرة فى بدايته الكبرى ليواصل الطريق بأعمال وأدوار أكبر بعد أن فتحت العالمية أبوابها له.

الفنان الآخر هو الموهوب عمرو واكد، الذى أدرك أن لديه إصرارا كبيرا فى هذا الطريق، وتجاربه الأولى تدعمه لكنه بحاجة لأدوار تعبر عن قدراته التمثيلية الكبيرة على الشاشة العالمية أكثر، نعم كانت هناك فرصة حقيقية للبطولة فى «الأب والغريب»، لكنها ولدت منطفأة بحكم أنها أوروبية وليس لها بريق أعمال هوليوود، بينما مشاركاته الأمريكية كانت فى شخصيات محدودة مثل «سيريانا، وصائد السلمون فى اليمن»، وآخر تجاربه «لوسى».

ويأتى الفنان خالد النبوى وهو لا يقل إصرارا عن واكد فى حلم العالمية بل يزيد عنه، وكانت نظرته فى اختيار أدواره بحاجة إلى تغيير يكشف عن أحلامه التى تفجرت فى «المهاجر»، فالبدايات فى «مملكة السماء، واللعبة العادلة»، كانت غير كافية لانفجار أمل، والتجربة الأكبر من حيث البطولة والتى كانت فى «المواطن» لم تستقر فى الوجدان الجماهيرى بالقدر المطلوب لظروف وأسباب كثيرة، ونتمنى ان تكون مسرحيته المهمة «كامب ديفيد» التى تعرض حاليا فى امريكا خطوة مختلفة.

نعم، إن الشهرة العالمية من أكثر الأحلام التى تراود نجومنا الشباب، لكن تجاربهم حتى الآن لم تستطع أن تضعهم فى مكانة كبرى، ولم يحفروا أسماءهم بين أشهر النجوم مثل الشريف.. وعليهم الآن ان يبدأوا فى الحفر.

 

بوش الرسام

خالد محمود

الإثنين 7 أبريل 2014 - 9:35 ص

لم أستطع إخفاء دهشتى من الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء حول إقامة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش معرضا للوحاته بمكتبته بدالاس، فى ولاية تكساس.

دهشتى لم تكن بالطبع اعتراضا على أن بوش اكتشف فجأة موهبته فى الرسم، ولكن لأننى لم أتخيل يوما أن الرئيس الأمريكى السابق، الذى حاك الكثير من المؤامرات وشن العديد من الحروب، لإزاحة أعدائه يمكن أن يملأ وجدانه يوما ما أحاسيس ومشاعر فنان.

كثير من الأفلام السينمائية التى تعرضت لفترة حكمه (2001 ــ 2009) تناولت غطرسته وتهوره، وإصراره على قرارات شريرة نتج عنها كثير من الضحايا، ليس فقط لقادة وزعماء، ولكن لمجتمعات وشعوب أيضا.. أبناء وطنه من النجوم والفنانين كانوا يؤمنون بأن رئيس دولة الديمقراطية أبعد ما يكون عن تلك الديمقراطية، وأن تحركاته كانت بغريزة المصالح والانتقام مثلما قال جورج كلونى.

فيلم «المنطقة الخضراء» لمات ديمون، على سبيل المثال، كشف وجها انتهازيا قبيحا لبوش بإصراره على خوض حرب العراق، رغم تأكده من عدم وجود أسلحة دمار شامل، فاقتحم جيش بوش الابن بلاد الرافدين وحطموا الآثار والمتاحف ونهبوا وثائقها.

وفى أفلام أخرى كشفت سياسة بوش ضد مصالح الشعب الفلسطينى حق مواطنه فى وطنه، ولم ننس المخرج مايكل مور الذى حطم منظومة أخلاقيات بوش المزيفة فى فيلمه «فهرنهايت 9/11»، بينما جاء الفيلم الوثائقى «العالم كما يراه بوش» للفرنسى وليم كاريل ليؤكد تحالف عقدة آل بوش مع الشيطان نفسه فى غاية شريرة لا تريد الخير للعالم، بل تريد امتلاك السطوة وممارسة القوة لفرض الآراء، والأفكار، والسياسات بالقوة.

وذهب الفيلم إلى محاكمة آل بوش ليس فقط الأب والابن، بل محاكمة الجد بريسكوت بوش الذى جمع ثروته من إدارة شركات نازية التوجه بعد صعود هتلر إلى السلطة، ومن ثم تمت مصادرة ثرواته بتهمة التعاون مع العدو كما يقول الفيلم.

بوش الابن بمعرضه ولوحاته أراد أن «يرسم» من جديد على العالم ويقدم صورة لإنسان مختلف يمحو بها خطايا 8 سنوات ضد الإنسانية، هو نفسه قال «أرسم كثيرا لأننى أسعى للنجاح»، ترى أى نجاح ينشده؟!

إنه يريد الآن ان يرسم زعماء ورؤساء العالم على هواه كما كان يفعل وهو فى خضم السلطة، حيث كان يحرك الكثير بإصبعه كما يشاء مثلما فعل مع تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق مثلا، وكذلك الرئيس الفرنسى الأسبق.

وبالنظر للوحات التى رسمها بوش نجد أنها لـ24 من رؤساء وزعماء سياسيين التقاهم عندما كان فى الرئاسة وتلاعب بعقول أغلبهم، والآن تلاعب بصورهم وأشكالهم.

وقد تساءلت لماذا لم يكن من بين لوحاته بورتريه لمواطن عادى.. أو حتى لمنظر طبيعى، اكتفى بوش برسم بورتريهات لميركل والدلاى لاما وبرفيز مشرف، وبوتين وكرزاى.. ترى ماذا يكمن فى داخله تجاه هذه الشخصيات الآن.. هل هى رسالة غفران واعتزار لما فعله بعقولهم.. أم يتمنى أن يعود إليهم ليواصل رسم خططه للعالم كما يريده من جديد! إن عصر الرسم على البشر مازال مستمرا حتى لو كان فى الأحلام أو على الورق.

 

مطاردة اللصوص

خالد محمود

الأحد 6 أبريل 2014 - 6:35 ص

هل فشلت مصر عبر مؤسساتها فى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لمبدعيها، وان المؤتمرات والاجتماعات التى عقدت على مدار العامين الماضيين لمواجهة الازمة كانت كالافلام الصامتة؟ وهو ما دفع بعض منتجى وموزعى الأفلام السينمائية لأن يأخذوا حقوقهم بأيديهم من مافيا القنوات التى تسطو على أعمالهم.

القنوات الفضائية التى انتشرت كالوباء، تسببت فى خسائر فادحة للمُنتج السينمائى، بعرضها للافلام الحديثة على شاشاتها بطرق غير مشروعة، ومازال نزيف الخسائر مستمرا، فهى لا تدفع اى مقابل لبثها ليضيعوا بذلك كل الفرص على اصحاب هذه الافلام لبيعها سواء عرض اول أو حتى ثان أو ثالث.

بعض ملاك الافلام انتفضوا وبادروا بقيامهم بدور المخبر السرى، وتفرغوا لعمل تحريات عن اماكن واوكار قراصنة الفضائيات، وبالفعل نجحوا فى الوصول إلى بعض هؤلاء المرتزقة، وابلغوا عنهم شرطة المصنفات، لكنهم لم يتمكنوا سوى من القبض على ملاك قناة واحدة أو اثنتين على الارجح، ومازال الكثير من لصوص الافلام واوكارهم مجهولى العنوان، ومازالت الافلام المصرية الحديثة تعرض وحقوقها مهدرة.

الجميع يعلم ان عائد بيع الفيلم للقنوات الفضائية، اصبح هو الركيزة الاساسية لتعويض المنتج بعد معاناة دور العرض من عدم الاقبال الجماهيرى عليها، لدرجة ان منتج وموزع الفيلم يبيعه لإحدى الفضائيات قبل تصويره مثله مثل منتج المسلسلات التليفزيونية، وقد قال لى احد المنتجين النشطاء فى الفترة الحالية انه لا يريد ان يعرض فيلمه فى دور العرض اكثر من اسبوع واحد، لأنه باعه بالفعل لفضائية، وسألته مندهشا: لماذا تفعل ذلك على الرغم من أن فيلمك حقق نجاحا كبيرا فى المهرجانات وفاز بجوائز جعلت الجمهور متعطشا لمشاهدته فى السينمات؟، فأجابنى: «بيدى لا بيد عمرو»، وأخبرنى انه ضمن نصف مصاريف فيلمه بالبيع التليفزيونى الحصرى لإحدى القنوات الفضائية عملا بمبدأ «عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة».

تصوروا.. كان فى الماضى القريب، يبكى صناع السينما الجادة من عدم اتاحة الفرصة لعرض افلامهم تجاريا، عندما كانت تحتكر القاعات نوعية واحدة من الافلام ذات التوليفة التجارية البحتة طوال مواسم الذروة.. كانوا يشكون ويشعرون بالظلم، لأن اعمالهم تبقى حبيسة العلب لمدة عامين وربما ثلاثة.. الآن أصبحوا يهربون من دور العرض خوفا من الخسارة، وتحسبا لأن تسرق الافلام خلال الساعات الاولى لعرضها قبل بيعها.

المسألة بحق تحتاج إلى وقفة جادة وتكاتف من الجميع ، وتعديل قوانين الحماية الهشة التى لا تقتص من لصوص السينما، وكفانا ما حدث من تخاذل تجاه تراثنا الذى فرطنا فى جزء كبير منه بالإهمال والتواطؤ، ناهيك عن الجزء الذى بيع بثمن بخس بطريقة متعمدة وكأنها مؤامرة حقيقية على تاريخنا السينمائى.

 

قانون الضمير

خالد محمود

الأربعاء 2 أبريل 2014 - 6:15 ص

لم كل هذه الضجة المثارة حول ميثاق الشرف الإعلامى؟!

نعم نحن نحتاج لقواعد منظمة لما يجرى على الساحة الاعلامية، لكنى ارى ان قانون الضمير الانسانى اقوى من اى بنود مكتوبة، وان قاعدة المهنية الحقة أبقى من اى ميثاق.

الحكمة تقتضى أولا أنه على كل إعلامى قبل ان يظهر على الشاشة، ويطل على ملايين المشاهدين ان يقطع على نفسه عهدا وكلمة شرف فى ان يكون على قدر المسئولية، وان يعى انه يخاطب امة تتفاوت درجة ثقافتها، وتأثرها، لا أن يعبث بعقولها لتصل إلى درجة المتاهة، ولا ان يصدر انتماءاته وتوجهاته، وايديولوجياته المريضة لتتسرب إلى وجدان المتلقى الجالس امام الشاشة، وتجعله يكفر بكل الاشياء بما فيها الوطن نفسه.

كثير من برامج الفضائيات اليوم اصبحت تلهو بالاحداث، يتسابق مقدموها فى تحليلها مستندين على شائعات، واقاويل وثرثرات وفذلكات بآراء تخلو من ابسط قواعد المهنية وهى المعلومات وحاسة الادراك. الشىء المدهش هى تلك المقدمات المليئة بالسفسطة، والرغى والتى يلجأ اليها معظم مذيعى التوك شو، وهو دور آراه ليس مطلوبا بالمرة، لكنها العدوى اللعينة التى اصابت الجميع وتضرب المهنية واصول العمل فى مقتل.

حتى نشرات الاخبار ارتدت مؤخرا ثوبا مائعا، وكأنها فاصل من برنامج منوعات، ناهيك عن الاخطاء الفادحة فى ابسط قواعد اللغة.. وما يثير العجب ان نرى نشرة اخبار نصف كلماتها فصحى والنصف الاخر عامية، وكأن هذا من باب التجديد والتغيير والتميز!!.

رءوس القنوات الفضائية الخاصة رفضوا بشدة ان تضع الحكومة ميثاق شرف للمهنة، وانا معهم، لكنهم لم يطرحوا بديلا لوقف مهازل برامجها الكبرى وغيرها على شاشات قنوات اخرى فى العبث بعقول ووجدان الرأى العام والتراجع عن القواعد المهنية.

إن الاعلام الفضائى اصبح يلعب فى بلدنا دورا خطيرا، وان لم يصح صوت الضمير والحرفية سيكون الخطر اعظم، فلم نر برامج تناقش بموضوعية راسخة على قواعد معلومات ظواهر فى المجتمع مثل ازمات انقطاع الكهرباء، والاضرابات الفئوية، ولا ازمة تلوث المياه، ولا تراجع التعليم، وغش الدواء ولا حتى التثقيف السياسى.

واقع الامر ان زحف كثير ممن لا يملكون مفردات المهنة على شاشات الفضائيات كان له بالغ الاثر فى تراجع مستوى المهنية، لان اغلبهم يفتقدونها، ولا ادرى لماذا لم يخضع هؤلاء إلى تدريب قبل الظهور على الشاشة ليستعرضوا ايديولوجياتهم الفكرية احيانا وتصفية حسابات احيانا اخرى.. وقبل اى شىء يجب ان يكون الدرس الاول هو اعلاء ضمير المهنة.

 

الوصية الأخيرة

خالد محمود

الخميس 27 مارس 2014 - 6:15 ص

قال لى فى آخر حوار طويل بيننا «أنا لسه بحلم». وصمت، وصمتُ أنا أيضا. مرت حوالى عشر دقائق، إلى أن كسر حاجز الصمت بقوله: أحلم بحياة، فأنا لم أعش بعد. جوايا أفكار كثيرة، وشخصيات من بنى وطنى نفسى أجسدها. نفسى أعيش أحمد زكى اللى حاسه دلوقتى. أنا حاسس اننى اتفطمت، اتفطمت من حاجات كثيرة، لكن مش من نفسى. إياك يا خالد تتفطم من نفسك. خليك زى ما انت. عيش جوه نفسك. خاف من نفسك وطبطب عليها، فالإنسان بلا خوف مش إنسان.

الموقف استدعته الذاكرة، وأنا أفتش فى نفس الراحل الجميل النجم الأسمر أحمد زكى. الفنان والإنسان. الأصل والصورة فى ذكرى رحيله التاسعة، وكم كانت المواقف التى جمعت بينى وبينه كثيرة عبر حوارات صحفية دار أغلبها فى الفندق الذى كان يقيم به أثناء تصوير فيلمه «أيام السادات» وكذلك «أرض الخوف» ومعالى الوزير وحليم، ونظرات ولقاءات عابرة بلا كلمات خلال رحلة علاجه قبيل الرحيل الصدمة. فأصعب لحظة على أى فنان حينما يشعر أن بداخله الأحلام تتدفق ويأتى القدر فجأة يخطفه منها، دون حتى أن يساومه على شىء.. أى شىء.

كان أحمد زكى يشعر أحيانا كثيرة بعدم الرضا، فرغم إيمانه بأنه قدم مشاهد سينمائية فى بلاتوه الحياة كما يحب أن يسميها، فإنه يرى أن الإيمان الأكبر فى الإصرار على تقديم مشاهد أهم جديدة وقادمة. تلك المشاهد تتلخص فى صور لشخصيات من واقع الحياة، أراد أن يصرخ بصوتها ويقدم حكاياتها على الشاشة. لدرجة أنه كان يشعرنى رغم إنتاجه الكبير أنه لم يقدم شيئا بعد. فطوفان الموهبة كان يتجدد من وقت لآخر، والممثل بداخله كان يثور دائما كالبركان، يريد أن يفرج عن مكنون رؤى وشخصيات. بل إن أحمد زكى بدا لنفسه فى آخر عام فى حياته وكأن لحظة توهجه الفنى الذى يبغيه توشك أن تولد من جديد بأحلام جديدة.

وفى لحظات أخرى كنت أشعر أن بداخله خوفا من تلك الأعمال السينمائية التى قدمها للشاشة أنها سوف تفقد وتهمل، وهنا أذكر غضبه الشديد من موقف وزير الاعلام الأسبق صفوت الشريف حينما ذهب إليه وأوصاه بضرورة أن يتبنى التليفزيون المصرى شراء وتجديد حقوق عرض أفلامه حتى يتمكن جمهوره من رؤيتها تليفزيونيا ومن هذه الأفلام «أرض الخوف، وعيون لا تنام، وطائر على الطريق، والتخشيبة، الحب فوق هضبة الهرم، وزوجة رجل مهم، والراعى والنساء، والبيه البواب، والباشا، والامبراطور، وأحلام هند وكاميليا، والهروب، وضد الحكومة، وموعد على العشاء» وظل يحاول مع الجهات المختصة لتنفيذ أمنيته ووصيته، لكنه كان حزينا لعدم اتخاذ أية خطوات إيجابية فى هذا الموضوع وحتى فى أيام مرضه كان كثيرا ما يسأل كل من حوله: هل سيتبنى التليفزيون المصرى فعلا هذه الوصية، هل بدأ المسئولون فى التفاوض على حق عرض أعمالى. أولادى. تاريخى. إننى لم أقصر فقد قدمت أعمالا متنوعة لشخصيات مصرية».

فى النهاية، رحل النجم الاسمر وترك وصيته.. فهل من مستجيب؟!

الشروق المصرية في

01.03.2014

 
 

المخرج مازن شيرابياني لـ "المدى":

أصنع من الأفكار البسيطة عالماً معقداً ومتشابكاً

عدنان حسين أحمد  

لا تقتصر موهبة مازن مهدي شيرابياني على الإخراج السينمائي حسب، وإنما تتعداها إلى كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج. فلقد سبق له أن حصل على تكريم من قبل جمعية المصورين السينمائيين في المملكة المتحدة. كما نال الجائزة الأولى لمسابقة السيناريو في الدورة الثامنة لمهرجان لندن للفيلم الكردي "لأن قصته السينمائية مليئة بالأمل" كما ذكرت لجنة التحكيم في قرارها. ولابد من الإشارة إلى أن فكرة مسابقة السيناريو تعود للمخرج الكردي هونر سليم غير أن داعمها الأساسي هو خالد صالح، عميد جامعة كردستان بأربيل حيث قرر رصد خمسة آلاف دولار أميركي سنوياً للفائز الأول في هذه المسابقة. ونظراً لأهمية السيناريو الفائز من جهة، وأهمية المخرج الذي نال جائزة جمعية المصورين السينمائيين في المملكة من جهة أخرى حيث أخرج ثمانية أفلام قصيرة ووثائقية ارتأينا أن نلتقيه ونسلّط الضوء على تجربته الإبداعية في بعض حقول تخصصه المتعددة، وفي الآتي نص الحوار

كاتب محترف

·        أنتَ مخرج ومصوّر ومونتير لكنك فاجأتنا بفوزك في مسابقة السيناريو  في الدورة الثامنة لمهرجان لندن للفيلم الكردي. هل لكَ أن تحدثنا عن تجربتك في كتابة السيناريو، وهل تعتبر نفسك كاتب سيناريو محترفا أم أنك مازلت في طور الهواية؟

- لقد كتبت ستة سيناريوهات طويلة لذلك أعتبر نفسي كاتب سيناريو محترفا. لقد قرأت الكثير من المصادر التي تتعلق بكتابة السيناريو وتعمّقت فيها ومنها ،بينها كتاب سيدفيلد، وأصبحت متمكناً منها لأنني في حقيقة الأمر  أمارس كتابة السيناريو يومياً وأحاول أن أصنع من الأفكار البسيطة عالماً معقداً ومتشابكا.

فتاة المونديال

·        هل لكَ أن تعطي القارئ الكريم نبذة مختصرة عن السيناريو الذي فزت به أواخر العام الماضي في مهرجان لندن للفيلم الكردي؟

- كان اسم السيناريو الذي فزت به بجائزة المهرجان هو "فتاة المونديال". تقوم فكرة هذا السيناريو على قصة خيالية مفادها أن هناك فتاة كردية مراهقة عمرها خمس عشرة سنة تحلم بأن تمثِّل كردستان في سباق المُراوحة أو  "البريد" في المونديال، لذلك درستْ تاريخ هذه الرياضة منذ العصور اليونانية القديمة وحتى الوقت الراهن. وقد أسميتُ هذه الفتاة بـ "لانا" وهو اسم كردي معروف كما يسهل لفظه من قِبل الأجانب.

قصة مليئة بالأمل

·        كيف تلقيتَ رأي لجنة تحكيم مسابقة السيناريو التي كانت تتألف من شخصيات سينمائية مهمة مثل المخرج هونر سليم وجوليا ساكو وشوكت أمين كوركي ومهمت أكتاش ونيكولا غالاني؟

- هم قالوا إن قصة السيناريو جميلة وهي تتمحور حول فتاة كردية شابة من مدينة أربيل "هولير" تريد أن تمثل كردستان في المونديال القادم. وقد وجدوا في معالجة هذه القصة ما يستحق الفوز لأنها مبنية بناءً فنياً رصيناً. وقد التقيت بعضوة التحكيم المخرجة والممثلة المسرحية جوليا ساكو بعد توزيع الجوائز وأخبرتني عن إعجابها بالسيناريو وقالت إن قصته مليئة بالأمل لأن الفتاة تريد أن تحقق حلمها الذي قد يبدو صعب التحقيق. وللمناسبة فإن هذا الحلم الذي يدور في رأس الفتاة هو حلمي الشخصي أيضاً، فأنا شخصياً أنتظر كل أربع سنوات لأرى فعاليات المونديال ووقائعه الجميلة وأتمنى أن أرى علم كردستان في هذه المناسبة الرياضية العالمية. أنا شخصياً أحب الرياضة فهي مفيدة ذهنياً وجسدياً ،إضافة إلى المتعة الكبيرة الموجودة فيها. لقد تعمّدت في أن تكون البطلة فتاة لأن المرأة في كردستان خاصة والشرق الأوسط عموماً غير مُمثلَة في هذه المناسبات الكبيرة، فالنساء هنّ بالنتيجة أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا وحبيباتنا وعليهن أن يمثلن أنفسهن في كل المحافل الدولية، ويجب أن نبيّن لهن أنهنّ مساويات للرجال في الحقوق والواجبات. وأنا شخصياً أعتقد بأن النساء قد يؤدين الكثير من الأشياء بطريقة دقيقة ومتقنة أفضل من الرجال. وربما يأتي هذا الرأي لأنني منحدر من عائلة سياسية ذات مستوى ثقافي جيد بحيث كانت والدتي تشجعنا على ممارسة الرياضة، والذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام ،لذلك أعتبر أمي مثلي الأعلى في الحياة فلا تستغرب أن تأخذ المرأة حيزاً كبيراً في كل سيناريوهاتي تقريبا.

الكاميرا العمياء

·        ما هي أبرز السيناريوهات التي تخطر ببالك الآن؟

- كل السيناريوهات التي كتبتها حاضرة في ذهني لكن دعني أتوقف عند سيناريو "الفتاة الوحشية" الذي كتبته عام 2001، وقد قرأه الأستاذ ناصر حسن وأُعجب به جداً،علماً بأنه كان أول سيناريو أكتبه في أثناء دراستي في معهد الفيلم بلندن، لكنني أحب أن أحوِّل سيناريوهاتي إلى أفلام بنفسي ولا أعطيها للمخرجين الآخرين ليس لعدم ثقتي بهم ولكن لأنني أحب أن أتأمل نمو الشخصيات التي خلقتها، وأفهمها وهي تنضج وتتطور. كان موضوع هذا السيناريو عن امرأة كبيرة سناً لكنها تريد أن تصبح راقصة وهذا هو حلمها الذي يبدو صعباً هو الآخر مثل الصعوبة التي تواجهها "فتاة المونديال" لكنني أعوّل على الأحلام وأعتقد أن الكثير منها يتحقق على الرغم من صعوبته. ثمة سيناريو آخر اسمه "الكاميرا العمياء" وقد أنجزته ولا أريد الحديث عنه قبل أن أحصل على الدعم المالي من حكومة إقليم كردستان.

مسحة فلسفية

·        كيف ستنفِّذ سيناريو "فتاة المونديال"، هل بصيغة روائية أم وثائقية؟

- هذا سؤال مهم جداً بالنسبة لي ،لأن السيناريو مكتوب لفيلم روائي لكنني سأصوره بطريقة واقعية، أي ستكون الصيغة وثائقية. كما أريد أن أضفي على الفيلم مسحة فلسفية فيها جوانب فكرية واضحة. أريد لأفكاري أن تتجسّد ليس في الفيلم فقط وإنما في الأفلام الأخرى التي كتبت سيناريوهاتها. لدي فكرة عن شخص يتيم في قرية بكردستان يتربى في ظل رعاية رئيس العشيرة لأن هذا الطفل قد تيتّم بسبب الأنفال غير أنه الآن متهم بقتل ثلاث نساء هن زوجات الآغا. الفيلم يتمحور على حقوق النساء من جهة، كما أن هذا الشخص اليتيم يقع في الحب حينما كان موظفاً اجتماعياً ،فالفيلم ينتهي نهاية كوميدية وتراجيدية في نفس الوقت.

أفلام عراقية

·        كم عدد الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة التي أنجزتها لحد الآن؟

- لدي أربعة أفلام روائية قصيرة وهي "الأطفال والدراجة"، "حب في لندن"، "الصندوق السحري"، و"حلم المقص". كما أنجزت أربعة أفلام وثائقية أذكر منها "نوروز" ، "المجهول"، وفيلم "سنور" حيث يتناول الأخير كيفية صناعة الفيلم في إقليم كردستان وما هي الصعوبات التي تواجه الجميع مخرجين وفنانين وتقنيين. بالمناسبة كنت أذهب مع والدي إلى السينما كثيراً وأشاهد الأفلام العراقية التي كانت تُعرض آنذاك مثل "حب في بغداد" و "الحدود الملتهبة" وقد بقيت هذه العناوين في ذهني لمدة زمنية طويلة وربما يكون عنوان فيلمي "حب في بغداد" هو صدى لذلك الفيلم العراقي القديم لكن فكرة فيلمي مختلفة في القصة والمعالجة والرؤية الإخراجية.

·        هل تأثرت ببعض المخرجين الكرد مثل هونر سليم  وشوكت أمين كوركي وغيرهم كما تأثرت ببعض المخرجين العراقيين العرب أو من قوميات أخرى؟

- في ما يتعلق بالمخرج شوكت أمين كوركي ،فهو صديقي شخصياً كما عملت معه مخرجاً مساعداً في فيلم "ذكريات على الحجر". وقد أنجزت عنه فيلماً وثائقياً لأنني أعتبره مخرجاً موهوباً وذكياً في كتابة السيناريو  والإخراج. أما هونر سليم فأنا أعتبره صانعاً لأفلام عالمية وهو مخرج موهوب أيضاً وقد حقق شهرة عالمية كبيرة. لقد تأثرت حقاً بالمخرج الكردي يلماز غوناي وقد شاهدت فيلم "الطريق" حينما كنت صبياً صغيراً حيث كان هذا الفيلم ممنوعاً في زمن صدام حسين وقد جلب والدي هذا الفيلم بطريقة غير قانونية ولم يدعني أرى الفيلم لكنني تمارضت ودخلت غرفة والدي وشاهدت الفيلم تحت الغطاء. أحببت مخرجين كرد آخرين أمثال مانو خليل وسالم صلواتي وجميل رستمي وسهيم عمر خليفة.

سينما كردية

·        ما الذي قدّمه لك مهرجان لندن للفيلم الكردي خلال السنوات الثماني التي مرت؟

- يجب أن أعترف بأنني فخور جداً بمهرجان لندن للفيلم الكردي الذي وصل إلى مستوىً عالمي ولديه جمهور كبير من جنسيات مختلفة. أتذكر أنني حضرت اجتماعهم الأول في الدورة الأولى لأنني كنت ضمن قائمة المتطوعين وقد رأيت في حينه كيف كانت قصص الأفلام تروى من جانب واحد حيث تتناول قضايا صغيرة في المجتمع الكردي. أما الآن وقد بلغ المهرجان سنته الثامنة فلا أستطيع سوى أن أقف بإعجاب ودهشة أمام هذا التنظيم، والأفلام المتطورة، وصالات العرض والندوات التي تُقام بعد العروض، فهي أروع ما في المهرجان، والأهم من ذلك كله هو هذا الجمهور النوعي الذي يناقش المخرجين والممثلين بعد العروض . لقد قام الأخ عطا مفتي بجهود رائعة وهو لم ينم إلاّ ساعات قليلة في أثناء المهرجان ومعه فريق كبير من المتطوعين الذين يبذلون جهوداً كبيرة هي محط اهتمام وتقدير الكثيرين. نحن فخورون بهذا المهرجان وببقية المهرجانات الكردية التي تقام في ستوكهولم وكوبنهاغن وغيرها من العواصم الأوروبية. حينما أمضيت في كردستان بعض الوقت التقيت بهونر سليم وشوكت أمين كوركي ومهمت أكتاش تناقشنا كثيراً في السبل المؤدية لصناعة الفيلم الكردي وطرق تطويره. فمن المعروف أننا نصنع أفلاماً جيدة لكن سيناريوهاتها ضعيفة. أنا شخصياً قرأت العديد من الكتب عن السيناريو ويمكن أن أشير هنا إلى كتاب سيد فيلد وقد أفدت منه كثيراً وأعتقد أننا ككتاب سيناريو كردي تمسكنا كثيراً بالبناء القديم لكتابة السيارنو، بينما يتطور السيناريو كل يوم شأنه شأن الكومبيوتر والهواتف النقالة وبقية الأجهزة التكنولوجية ،لذلك أعتقد أن مبادرة جامعة كردستان في أربيل قد جاءت في محلها في ما يخص دعم مسابقة السيناريو في مهرجان لندن للفيلم الكردي. يجب أن تكون سيناريوهاتنا مختلفة عن سيناريوهات هوليوود لأن لدينا صوتنا الخاص وحياتنا الخاصة بنا لكن مع الأسف أن البعض من أصدقائنا يصنعون أفلامهم على الطريقة الأميركية. وبما أنني متأثر بالموجة السينمائية الفرنسية الجديدة الذين يريدون لجمهورهم أن يرى أفلاماً فرنسية أنا كذلك أريد لجمهورنا الكردي أن يرى سينما كردية فيها تجليات الحضارات القديمة لبلاد ما بين النهرين. إن مبادرة جامعة كردستان هي مبادرة مهمة بالتأكيد ليس لأني فزت في المسابقة ولكن لأن هذه المسابقة قد أصبحت جزءاً من تاريخ المهرجان الذي يروي قصصاً كردية ذات طابع إنساني مؤثر. وبعد فوزي بالجائزة اتصل بي العديد من الشباب والفتيات وطلبوا مني أن أتعاون معهم في كتابة السيناريو أو أن البعض منهم يريد أن يصبح كاتباً للسيناريو لأنه قاص ويريد أن يُسمع صوته للآخرين. خلاصة القول إني أعتبر مبادرة جامعة كردستان حجر الأساس لكتابة السيناريو في كردستان.

المدى العراقية في

17.04.2014

 
 

ذاكرة السينما..د.سترانجلوف لكوبريك

علي رياض

"كيف أتعلم التوقف عن القلق و أحب القنابل؟" هذا لم يكن تساؤل جندي فقد عقله بعد معارك طاحنة, بل هو عنوان فرعي لفيلم "د.سترانجلوف" كتبه وأخرجه وأنتجه ستانلي كوبريك صاحب الكثير من الروائع السينمائية التي يجب التوقف عندها اذا ما تحدثنا عن أفضل ما أنتجت السينما العالمية. وهو فيلم يحمل سمة الكوميديا السوداء الشائعة في أعمال كوبريك ،مبنياً على رواية بيتر جورج "الإنذار الأحمر" .ومن الجدير بالذكر ان الرواية لا تحمل الطابع الكوميدي كما هو حال الفيلم, يتحدث كوبريك عن كتابته للسيناريو فيقول : " في أول  أسابيع كتابتي للسيناريو جاءت لي هذه الفكرة, ان الأحداث بمجملها (كابوس كوميدي) ،لذا حاولت وضع اللحم على العظم وتصور المشهد بأفضل بدقة, وهذا ما دفعني للخروج من صيغة الغرابة والتناقض للحفاظ على الطابع الكوميدي, لذلك هذه الأشياء تبدو لي قريبة من قلب المشهد في تساؤلات الفيلم".  ثلاثة محاور هي التي سأتكلم عنها, وربما لا تحيط بكل ما طرح بالفيلم لما يحويه من عمق فكري وفلسفي.

تبدأ سخرية كوبريك من أول مشهد لطائرة الـ B_52 , إذ يظهر الطيار يتصفح مجلة إباحية بينما يحل احد أفراد الطاقم كلمات متقاطعة في احدى الصحف ويتسلى بأوراق اللعب آخر، في الوقت الذي تحمل بها الطائرة سلاحا نوويا فتاكا على بعد ساعتين طيران من الحدود الروسية, كما تستمر السخرية بحوارات فكاهية داخل غرفة الحرب بين الرئيس الأمريكي وجنرال في الجيش والسفير الروسي, حتى تأتي السخرية في ذروتها في آخر مشهد في الفيلم عندما تنفجر القنابل النووية في كل أنحاء العالم بمشهد يرافقه أغنية "سنلتقي مجددا" للمطربة الإنجليزية فييرا لين ،وهذا ما أثار حنق بعض النقاد لاعتبارهم ان المشهد استهانة بالروح البشرية.

يلعب الممثل الإنجليزي بيتر سيلر ثلاثة أدوار متناقضة في الفيلم بطريقة مذهلة حتى ان المشاهد لا يستطيع ان يكتشف ذلك من المشاهدة, الأدوار الثلاثة متناقضة تماما وكل واحد  يحمل شخصية خاصة ومميزة, الأول  لقائد السرب جنرال ماندريك الذي يغلب على شخصيته الجبن والسذاجة, الثاني  للرئيس الأمريكي مِركين مُفلي  الذي يظهر بوجه حازم يبدو عليه الحكمة والذكاء والتعقل باتخاذ قراراته, الثالث  وهو الأهم والأكثر جدلا شخصية العالم سترانجلوف له نظرة خبيثة تحمل الكثير من الشر ومختل عقليا إلى حد ما إضافة إلى كونه معاقا  يجلس  على كرسي مدولب.

تُذكر كلمة حب في الفيلم في اكثر من موقف تجمعهما صفة واحدة وهي عدم صلة الموقف بالحب! فمرة أولى بالعنوان الذي يتساءل عن حب القنابل وأخرى بجنرال احرق الأرض بسبب ضعف قدرته الجنسية على ممارسة "الحب" وأخرى هي الترجمة الحرفية لاسم العالم المختل وهو "سترانجلوف" أي الحب الغريب, الاسم الحقيقي للعالم ميركورديشليب وهو ألماني نازي امتلك الجنسية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح رئيس هيئة تطوير الأسلحة, يعبر سترانجلوف عن فكرة كوبريك الساخرة حول سباق التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي فيبدأ بالقول بعد ان تأكد من مصير الحرب النووية : لم اكن لأهدر فرصة لإبقاء نواة النماذج الحية, سيكون أمرا سهلا, في بعض جذورنا العميقة, النشاط الإشعاعي لن يخترق منجما على عمق آلاف الأقدام, وفي غضون أسابيع ستكون التحسينات جاهزة لمساكن الفضاء, وذلك خلال مئة عام قادمة حتى زوال تأثير الإشعاع _يخاطب الرئيس بلفظة "فيورهر" وهو المصطلح الذي ينادى به هتلر_ المفاعلات النووية قادرة على إمداد الطاقة ضمن أمد غير محدد, ستكون نتيجة التربية الحيوية ولادة عشر  إناث مقابل كل ذكر وهذا سيعمل على إنجاب الكثير عن طريق المزاوجة غير الأحادية .... إلى نهاية كلامه الذي يبين استعداد كلا البلدين لدمار الأرض وشغفهم الشديد لحدوث هذا.

المدى العراقية في

17.04.2014

 
 

جديد هوليوود..

فيلم "بلا توقف" ليام نيسون في مواجهة غريبة في الجو

ترجمة/ أحمد فاضل  

ليام نيسون يعود في مغامرة جديدة بعد سلسلة من أفلام الأكشن كان قد اضطلع بتقديمها  وعلى رأسها فيلم " مخطوفة " من إخراج بيير موريل 2008 ، وفيلم " الفريق أي " لجو كارناهان 2010 ، و " الرمادي " لكارناهان أيضا 2011 ، و " غير معروف " من إخراج جوم كوليت سيرا 2011 ، و " مخطوفة 2 " لأوليفر ميغاهون 2012 ، ولأن نيسون المرشح الأوفر حظا لمثل هذه الأدوار والتي تعتمد بالدرجة الأولى على الجسم الرياضي والحركة الرشيقة والشخصية القوية ، فلا غرابة أن يسند إليه دور مارشال الجو الستيني الذي خبرته الأيام وعجنته ظروف عمله الصعبة ليقوم بالتحري عن إرهابي يحاول تفجير طائرة تحمل 150 راكبا فوق 30000 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر وإلقاء القبض عليه ،  وذلك في الفيلم الهوليوودي الجديد " بلا توقف " الذي اضطلع بإخراجه الإسباني جوم كوليت سيرا في تعاون آخر مع نيسون.

ويتفق العديد من النقاد أن نيسون قادر على شد المشاهد بما يتمتع به من جاذبية يزين ذلك تمثيله القابل للتصديق ، بينما يؤكد البعض الآخر منهم  أن المشاهد لن يستطيع حفظ مشاهد العنف والترقب في الفيلم لكثرتها ، والمخرج سيرا باختياره نيسون فإنه يعلم أية قدرات سوف يظهرها في هذا الفيلم ، حيث سبق وأن تعاون معه في فيلم " غير معروف " 2011 صرح وقتها قائلا :

 -  أنه يمكن الاعتماد عليه نظرا لإمكاناته الفنية التي لا حدود لها .

 وأضاف أيضا قائلا :

من الواضح أن أولئك الذين يسعون لمشاهدة فيلم لا يدخل فيه العنف سيبحثون عن ذلك في مكان آخر .

 ولكن فيلم " بلا توقف " لديه نصيبه من متواليات غير متوقعة ستجذب بلا شك الكثير من المشاهدين الذين تستهويهم مثل هذه المغامرات خاصة إذا كان بطلها نيسون الذي يضطلع بأداء دور مارشال الجو القوي والحارس للطائرة التي تتعرض لهجوم من قبل إرهابي فيجوب ممراتها  في محاولة منه للقبض عليه والذي يبدو قريبا منه وقد يكون متقدما عليه بخطوة واحدة .

بل ماركس " ليام نيسون " مسؤول حماية جوية يبدأ بتسلم رسائل نصية  مباشرة بعد إقلاع الطائرة من الولايات المتحدة باتجاه المملكة المتحدة ، يكتشف بعدها أن هناك عملية إرهابية دائرة من خلال الرسائل النصية التي تهدده وتطالب بفدية قدرها 150 مليون دولار يجري تحويلها إلى حساب سري بأحد البنوك وإلا سيتم قتل أحد الركاب كل 20 دقيقة ، ماركس جرى تعيينه كمارشال جو أسوة بأربعة آلاف مثله جرى تعيينهم على الخطوط الأمريكية محليا وعبر البحار منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 ، هو يقوم بما اعتقده أنها مهمة عادية أخرى ليكتشف أنها تفوق العادة ، خصوصا وأن أصحابها أوهموا السلطات أنه هو الخاطف الرئيسي ،وتؤكد الأخيرة من أنه  هو صاحب الحساب السري  بالاشتراك مع اثنين من العرب كانا على الطائرة ، لكن في النهاية يتضح أن العربيين بريئان والجاني ليس سوى مارشال الجو كارسون " بيتر سكارسفارد " الذي يكيد لماركس ويخطط للإيقاع به عبر هذه العملية .

من ناحيته قال جيك كويل المعلق في وكالة أسوشيتد برس وهو يدلي برأيه عن الفيلم بعد مشاهدته له معنا قائلا :

- قد يكون إعجابي بهذا الفيلم قليلا كما هو الحال مع الكثير من أمثاله ، لأنه ببساطة يأخذ قدرا هائلا من اللامعقولية ، لكن بوجود نيسون فإنه يدفعه إلى الصدارة .

أما الناقدة السينمائية ستيفاني زاكهاريك فقد علقت هي أيضا قائلة :

- الفيلم يعالج الإرهاب في السماء ، وعلى ما يبدو أن هناك استحالة شاملة لأن يكون " بلا توقف " فيلما معقولا 100 بالمئة ، وإذا جاز لنا أن نعطيه نسبة 50 بالمئة فأعتقد أنها يمكن ان تكون معقولة .

ستيفن يتي الصحفي بصحيفة ستار ليدجر قال معقبا :

- أفلام الحركة التي قام بها نيسون في الآونة الأخيرة اختلطت مع بعضها البعض ما يجعل من الصعوبة تمييزها ، وأحيانا أتساءل عما إذا انتبه لهذه المسألة القائمون على إنتاجها وإخراجها.

يبدو ومن خلال عرض أقوال بعض المهتمين بالشأن السينمائي أن فيلم نيسون الأخير لا يستحق الإشادة الكبيرة به ، حتى ولا هو بالفيلم الجيد جدا ، والشيء الذي لا يمكن إنكاره أننا استمتعنا فقط بخمس  عشر دقيقة منه حيث اكتشفنا كم هي واهنة الإجراءات الأمنية المتخذة داخل المطارات خاصة ما يتعلق منها بالأمن الجوي ، أما الافتراضات الواردة بالفيلم فإنها تعين الإرهاب ولا تضر به  ، لكن إذا كان هذا العمل الذي اضطلع به نيسون وسيرا وكذلك جوليان مور سوف يرتقي بهم إلى مصاف رجال الأعمال أدركنا كم سيثير هذا الفيلم من سخرية .

 عن/ صحيفة نيويورك تايمزn

 كتابة/ الناقد السينمائي الأمريكي كينيث تورانn

المدى العراقية في

17.04.2014

 
 

مخرجه ينشغل بمونتاج وثائقي جديد عن اللاجئين السوريين في كردستان ويحضر لثالث سيستخدم فيه "سكايب" إلى جانب "آي فون"

(كانوا يوما هنا): أول فيلم عراقي يوثق (تظاهرات التغيير).. وسيناريست يعده أذكى بكثير من بعض منتجات (عاصمة الثقافة)

اسطنبول – فراس سعدون


"ماكو مظاهرات بالعراق ناجحة إذا الناس تروح لصلاة الجمعة أكثر مما تروح للمظاهرات.. ما اعرف هو الاحتجاج عليمن عالناس عالحكومة".

لم ترد هذه الجملة على لسان محلل سياسي في "بلاد المحللين السياسيين"، بل في ذروة فيلم "كانوا يوماً هنا Once, they were here" للمخرج الشاب وارث كويش.

ويشتغل وارث في السينما منذ العام 2011، وقد اجتاز 3 ورشات عمل، كما يعمل الآن في "المركز العراقي للفيلم المستقل" أحد أهم الجهات المنتجة للسينما في عراق ما بعد 2003. وعمل وارث مساعد مخرج في عدد من الأفلام العراقية الطويلة منها "صمت الراعي" مع المخرج رعد مشتت، و"طريق الجنة" مع المخرج عطية الدراجي، فيما كان ضمن فريق الإنتاج بفيلم "تحت رمال بابل" مع المخرج محمد الدراجي.

ويُعد "كانوا يوماً هنا"، الوثائقي الذي لا يتجاوز 12 دقيقة، واحدا من الأفلام المغايرة التي أنتجها جيل السينمائيين الجديد في العراق. ومغايرته تكمن، أولا، في أنه أول فيلم يوثق "تظاهرات التغيير" التي قادها شباب في ساحة التحرير وسط بغداد، وثانيا في تصويره بكاميرا موبايل من طراز آي فون 4S.

وكتب حامد المالكي، السيناريست العراقي المعروف، أمس الأربعاء على صفحته في "فيسبوك"، عن الفيلم ومخرجه "شاب صنع فلما بهاتفه الموبايل أذكى بكثير من بعض الأفلام التي أنتجت لمشروع بغداد عاصمة الثقافة". وتابع أن "الموبايل (الآي فون) يتجول وسط المتظاهرين ورجال الشرطة والجيش دون أن يعلم به أحد، يصور ويسجل صوت الشباب الخارج إلى التظاهر من اجل حياة جديدة للعراق، ونسمع بين الحين والآخر صوت يدخل على الصورة لشاب أو شابة (سجل الصوت خارج التظاهرة) ليتحدث عن خوفه وأحلامه".

وذكر المالكي عن أجواء الفيلم أن "الكاميرا (الموبايل) ترتجف، طبعا لأن التصوير سري، ولكن هذا الارتجاف يخدم فكرة الفلم، قلق الوضع في العراق، وارتجاف قلوب الشباب.. الصوت جيد.. الصورة جيدة، الفكرة سهلة وممتنعة ورائعة... إنه رسالة شباب العراق إلى العالم... بإمكانيات بسيطة جدا".

وشارك وارث بـ"كانوا يوماً هنا" الذي أنتجه العام الماضي في مهرجانات "Iphone film festival 2013، وArab Camrea Film Festival 2013، وRoterrdam Film Festival 2013، وBaghdad Film Festival 2013"، فيما سيشارك بمهرجاني "Gulf film Festival 2014"، و"Basmat Film Festival 2014".

ويقول وارث كويش، مخرج الفيلم، إن "(كانوا يوما هنا) هو أول فيلم لي، وقد نال جائزة ثالث أفضل فيلم في مهرجان Iphone film festival 2013".

لكن هذا الفيلم لن يكون الأخير لمخرج لم يتجاوز عامه الثاني والعشرين ولا يزال طالب سينما، فوارث المثابر يكشف لـ"العالم الجديد" عن انشغاله "بمراحل المونتاج النهائية لفيلمه الجديد عن السوريين في مخيمات اللاجئين شمال العراق".

ولم يختر وارث حتى الآن اسما نهائيا لفيلمه الجديد، في حين اختار اسم "يوم من بغداد، يوم من روتردام" لفيلم ثالث يحضر له. وبينما صوّر فيلميه الأول والثاني بكاميرا الآي فون، فانه سيستخدم إلى جانب الآي فون برنامج "سكايب Skype" التواصلي في فيلمه الثالث.

ويعلق وارث على "سر" استخدامه كاميرا الموبايل في تصوير أفلامه بقوله "نحن نستطيع أن نصع أفلاما من أي كاميرا، فالمهم هو أن يكون المضمون الذي يصل للناس حقيقيا". ويعقّب "التقنية ليست مهمة.. المهم ما الذي يتناوله فيلمك".

العالم الجديد العراقية في

17.04.2014

 
 

هيفاء حسين تصعد إلى قمة السينما البحرينية في 'الشجرة النائمة'

ميدل ايست أونلاين/ المنامة 

شركة نوران بيكتشرز تنتج الفيلم الروائي الطويل من جمعان الرويعي وإخراج راشد بوعلي.

أعلنت شركة "نوران بيكتشرز" للإنتاج السينمائي عن انضمام الممثلة البحرينية هيفاء حسين لتقود دور البطولة في الفيلم البحريني الروائي الطويل "الشجرة النائمة" مع الممثل جمعان الرويعي، والمخرج محمد راشد بوعلي، والذي يتوقع أن يبدأ تصويره خلال الأيام القادمة.

وكانت الفنانة هيفاء حسين قد شاركت في أول أدوراها التلفزيونية في مسلسل "نيران" العام 2000، ثم جاءت بدايتها الحقيقة كممثل دور أول في العام 2005 من خلال دورها في مسلسل "اللقيطة".

وجسدت حسين منذ ذلك الوقت حضورا متميزا في أعمالها الفنية والدرامية، وتركت بصمة واضحة في الدراما الخليجية. حيث شاركت في أكثر من 25 مسلسلا خليجيا وعربيا.

وتقول هيفاء حسين عن التجربة السينمائية الجديدة التي تخوضها مع المخرج محمد راشد بوعلي "إنها فرصة سعيدة لي بالمشاركة في تجربة سينمائية بحرينية جديدة، ودعم المبدعين البحرينيين الجدد في هذا المجال السينمائي الرائع، (الشجرة النائمة) يعد تجربة مشجعة لسرد بعض من قصصنا المحلية إلى المشاهد في العالم".

وأكدت أنها تقوم في الفيلم "بأداء دور أم تناضل في تقديم الرعاية الصحية لابنتها، وتكافح في الحفاظ على علاقة زوجية تتفكك وتتصدع مع مرور الوقت، وبين ما يحدث داخل جدران هذا المنزل هناك سلسلة من المصادفات التي تكشف سر (شجرة الحياة) وعلاقتها بالطفلة التي تعاني من مرض عضال".

وأضافت "الفيلم يسعى لسرد حكايته بشكل فني مختلف، نتمنى أن يحوز على إعجاب المشاهدين".

و"الشجرة النائمة" أول إنتاج سينمائي روائي طويل، تنتجه "نوران بيكتشرز" بالتعاون مع هيئة شؤون الإعلام البحرينية، وبتوفير الدعم الفني والخدمات الاستشارية من مجموعة بنك البحرين للتنمية، وشركة مويراي كومينيكيشن وبرعاية خاصة من بيت السفر.

وعمل المخرج محمد راشد بوعلي سابقا مع والسينارست فريد رمضان على العديد من الأفلام التي حققت جوائز دولية.

وإضافة إلى "الشجرة النائمة" عُرف فريد رمضان بكتابته لأهم تجربتين بحرينيتين وهما فيلم "حكاية بحرينية" عام 2006، وفيلم "زائر" 2004، ولديه تجربتين عربيتين في طور مرحلة الإنتاج لفيلم كتبه لمخرج من الإمارات العربية المتحدة، وفيلم آخر لمخرج فلسطيني.

واختير بوعلي، للمشاركة في مهرجان بوسان السينمائي الدولي في كوريا الجنوبية في العام 2012، بعد فوزه ضمن أفضل 24 مخرج أسيوي بين 233 مترشح. كما تم اختياره أيضا في نفس العام من قبل المجلس الثقافي البريطاني لجائزة رواد الأعمال الشباب الإبداعية (فات) في المملكة المتحدة.

وتأسست شركة نوران بكتشرز في منتصف 2012، ضمن شراكة جمعت الكاتب والسينارست فريد رمضان، والمخرج محمد راشد بوعلي.

وتسعى الشركة إلى تعزيز الصناعة السينمائية الناشئة من خلال دعم وإنتاج الأفلام السينمائية. وقد عرضت مشاريعهما السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة في أكثر من 20 دولة حول العالم.

ميدل إيست أونلاين في

17.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)