كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يجمع بين المستقل والوافد وأفلام المرأة

مهرجان {ترايبكا} ينطلق في جو من المنافسة المتعددة بنيويورك

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

انطلقت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان ترايبكا مساء يوم أمس الأربعاء وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر وفي حاضنتها أكثر من مائة فيلم تقوم بعرضها على قاطني مدينة نيويورك من الذين باتوا زبائن دائمين لمشروع أقدم عليه الممثل روبرت دينيرو وصحبه مباشرة بعد عملية الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.

آنذاك، صرّح الممثل أن هذا المهرجان«مطلوب اليوم للتأكيد على أن المدينة لن تتراجع عن كونها ملتقى ثقافات من حول العالم» وأن هويّتها الفنية «لن تتأثر».

المثقفون وهواة السينما والإعلاميون رحبوا بالمهرجان الوليد أيما ترحيب. كيف لا وهو قرن القول بالفعل وجمع لنفسه المواهب والأفلام عاما بعد عام؟ لم يعبّر عن مقاومة مدينة فحسب، بل عن الحاجة لتفعيل الفن والثقافة في مواجهة عالم يخطط لتقويضهما.

لكن هناك شيء ما مواز أخذ يتبلور خلال السنوات القليلة الماضية. فكلما ابتعدت المسافة الزمنية عما حدث لنيويورك من مأساة، بدا المهرجان وقد انفصل عن ذلك الجزء من الحاجة التي توسّم العمل لتأمينها. اليوم، هو أقرب لأن يكون حدثا سينمائيا آخر تعرفه المدينة وتشهده سلسلة المهرجانات الدولية المتتابعة. ما يميّزه لم يعد هوية جديدة بقدر ما أصبح مرتبطا بنجاح البحث عن أفلام ذات قيمة. عملية مجهدة كما يعرف كل من أشرف أو لا يزال على برمجة واحد من المهرجانات السينمائية وعددها اليوم، من دون مغالاة، بالألوف.

دفع ذاتي

الواقع أن المهرجان لا يستطيع الاتكال على أعمال المخرجين الكبار وحدهم. هؤلاء لديهم مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا، في المقام الأول، وبضعة اختيارات أخرى بالغة الأهمية مثل تورونتو. حتى مهرجان توليارايد القابع في أعالي جبال ولاية كولورادو بات ملهما بسبب نجاحه في اختياراته التي تبقى سرّا حتى أيام قليلة جدّا قبل الافتتاح. كذلك لا يزال ترايبكا ثانيا في محيط استقطاب المخرجين الجدد (الذين يشكّلون هذه السنة النسبة الغالبة من المخرجين المشاركين) بعد مهرجان «صندانس» الذي يديره منذ نحو ثلاثين سنة روبرت آخر هو روبرت ردفورد.
المأزق، الذي لا يتحدّث عنه أحد، هو أن صندانس، في هذا المجال، هو من استقطب هوليوود التي باتت تفد إليه لاكتشاف هذه المواهب الجديدة التي يأتي بها المهرجان من عوالم الغيب. ترايبكا لا يملك سوقا وهوليوود ليست حاضرة فيه. هذا يعني أنه في الوقت الذي يمنح فيه غياب السوق ثقلا ثقافيا شبه صاف للمهرجان النيويوركي، فإن هذا الغياب يؤثر، ولو إلى حد، في دفع ترايبكا إلى الأمام ليتقدّم على ما وصل إليه من مكانة في السنوات السابقة.

على ذلك، هناك ما يشكّل دافعا ذاتيا لهذا الجهد الكبير الذي يبذله «ترايبكا» كل سنة للحفاظ على مكانته. إنه، في نهاية المطاف، مهرجان للأفلام المستقلة. وإذا ما نجح «صندانس»، الذي يقع في مستهل كل سنة، في لعب دور الجسر بين المخرج المستقل والاستوديو الهوليوودي لجانب نجاحه في جذب مواهب أسست نفسها هناك عبر عقود، فإن ترايبكا فهم أن الدور المناط به يجب أن يكون فعل الشيء ذاته على الجانب الآخر من البلاد. طبعا، وجود الاستوديوهات الأميركية الكبيرة ليس ملحوظا البتّة فيه، لكن شركات التوزيع الصغيرة التي تبحث عن الفيلم الذي لم يكلف كثيرا لكي تشتريه بمبلغ محدود يمكّنها من تحقيق ربح لا بأس به عبر توزيعه في الصالات المستقلة في طول وعرض الولايات المتحدة، حاضرة. إنها مغامرة كون حسابات «الحقل قد لا توافق حسابات البيدر» كما يقول المثل المعروف، خصوصا أن السينما المستقلة شهدت انتكاسة كبيرة في الأعوام الخمسة الأخيرة. الجمهور وقد تعددت الوسائط أمامه، بات أقل هتافا للنوع المستقل حتى وإن حمل أسماء ممثلين معروفين في بعض الأحيان.

ما يؤمن القدر الأكبر من الترويج والاهتمام حقيقة أن السلطة الرابعة تخدم هذا المهرجان جيّدا لأن نيويورك مركز إعلامي (بالصوت والصورة والكلمة المطبوعة) متقدّم عن أي مدينة أميركية أخرى. فيها تتوزع كبريات الصحف («ذا نيويورك تايمز» مثلا) وتتجاذبها مجلات أسبوعية ثقافية شاملة (مثل «ذا نيويوركر» و«نيويورك» و«فيلاج فويس») وهذه تضمن تغطية شاملة لكل ما يجول في المهرجان من نشاطات وعروض.

ومن يراجع ما كتبته مسبقا لبدء الدورة الجديدة، يجد أنها اتفقت على أن الدورة تشهد هذا العام انصبابا كبيرا على أفلام إما من إخراج شبّان جدد، أو ذات مواضيع شبابية أو - في الكثير من الأحوال - لقاء ما بين مخرجين شبّان بمواضيعهم الشبابية معا.

حياة شابّة

أحد هذه الأفلام هو «غبريال» الذي يرصد حياة شاب خرج من المصحّة النفسية ليواجه العالم الذي كان سببا في دخول المصحّة أساسا. الفيلم من إخراج الجديد لو هاو وبطولة روري كولكين وهو واحد من 55 فيلم برميير لم يسبق لها أن عُرضت في أي مكان من العالم.

في «خمسة نجوم» يقدّم كيث ميلر حكاية ضياع آخر في نيويورك. البطولة هنا في نطاق فتيان سقطوا باكرا في الفخ فنجد حكاية فتى خسر والده في معركة بين عصابتين من عصابات الحي الشرقي من نيويورك ليجد نفسه وقد أصبح مقرّبا من تاجر مخدرات ذي دراية وخبرة شوارع. الفيلم ليس من أفلام التشويق والعصابات، بل كناية عن قدر من الدراسة في حياة الشوارع في عالم متضارب يواجه فيه المراهقون خيارات غير ملائمة.

وما في نيويورك نراه متمثلا في المكسيك: ها هو الفيلم الأول لمخرج جديد اسمه ألونسو روزيبالاشيوس وعنوانه «جيوروس» يدور حول توهان آخر: فتى يبحث عن مغن ذائع الصيت ليتعرّف شخصيا عليه. خلال رحلته ينظر المخرج إلى ما يقع في الجوار من أوضاع شبابية: مظاهرات الطلاب، ضياع المراهقين، العالم غير المستقر وتوهان البحث فيما قد لا يكون مجديا.

هذه الغلبة للأفلام الصغيرة والمستقلة لا تستطيع وحدها تلبية رغبات الجمهور المتحلق حول صالات السينما الذي يحتاج إلى أسماء كبيرة أو معروفة أو إلى أفلام أكثر تنوّعا ونضجا. هنا يجد المهرجان في دورته الجديدة نفسه وقد احتاج لجمع عدد من الأفلام التي سبق لها وأن عرضت في مهرجانات أخرى. في ذلك يستعير جانبا من نشاطات مهرجان «نيويورك» (الذي ينعقد في الشهر العاشر من كل سنة) والذي يحرص على عرض جديد ما تم عرضه في المهرجانات الدولية قبله. وغني عن القول أن إدارة مهرجان «نيويورك» الذي انطلق من الستينات لم تكن مبتهجة بمهرجان يقاسمها تمثيل المدينة على نطاق المهرجانات الدولية، لكن المنافسة الحالية، وإن كانت موضوعة في قمقم مختوم، مرئية، خصوصا أن كلا المهرجانين يستحوذ كذلك على نصيب كبير من الأفلام الجديدة والشابة في برنامجه.

في هذا الصدد، بين ما يجلبه المهرجان من أفلام سبق عرضها، فيلم رومان بولانسكي الأخير «فينوس في الفراء» الذي عرضه مهرجان «كان» قبل سنة لكنه لم يثر الكثير من الاهتمام كما فعلت أفلام بولانسكي السابقة.

ويستقطب المهرجان أيضا فيلم المخرجة كيلي رايشارد «حركات ليلية» الذي لم يحدث، أيضا، الصدى ذاته الذي أحدثه فيلمها السابق «اختصار ميك». فيلمها الجديد عبارة عن صرخة تضيع بعد قليل من إطلاقها ضد إفساد الحياة البيئية يضطلع ببطولتها جيسي أيزنبيرغ وداكوتا فانينغ وبيتر سكارسغارد: لقد حاولوا التعبير عن مناهضتهم لتلويث البيئة بمحاولة تفجير سد صغير فإذا بالمحاولة تتسبب في مقتل رجل بريء.

أفلام نسائية

بعيدا عن التحليلات السابقة وموضع المهرجان ومنافساته، نجد أن العدد الكبير من الأفلام المعروضة حافل بما يستوجب الاكتشاف. سواء بين تلك الأفلام المستقلة الصغيرة التي ذكرنا بعضها أعلاه أو تلك الأكبر شأنا كما الحال في الفيلم العاطفي «شخص ثالث» مع ليام نيسون بعيدا عن أفلام الأكشن الأخيرة، لجانب ميلا كونيس وأدريان برودي. الفيلم من إخراج بول هاجيز.

في «قبل أن أمضي» للممثلة سابقا كورتني كوكس، حكاية شاب يرغب في زيارة البلدة التي ولد فيها قبل أن ينفذ قرارا بالانتحار. معنا هنا الموهوب شون وليام سكوت لجانب أوليفيا ثيرلبي وكايت وولش.

وفي أول فيلم بين الممثلين القديرين (والمنتمين إلى جيل سابق أو أكثر) عنوانه «الحب غريب» لمخرج جديد هو آيرا ساكس، نجد جون ليثغو وألفرد مولينو يلعبان دوري شخصيّتين مثليّتين كانا استفادا من القانون الجديد الذي أتاح لهما الزواج، لكن الحياة ما زالت مقيّدة والمفارقات التي قد تقع بين أي زوجين طبيعيين قد تقع بينهما بما في ذلك اضطرارهما لمواجهة احتمال الانفصال. المقصود هنا كوميديا خالية من المشاهد التي من شأنها دفع الفيلم صوب فئة محددة لكي يستطيع إبلاغ مضمون اجتماعي خفيف الوطأة وترفيهي حول موضوعه.

والكثير مما هو معروض نسائي الصفة والاهتمام ونسائي الإخراج أيضا ومن بينها الفيلم التسجيلي عن الكاتبة سوزان سونتاغ وضعته المخرجة نانسي كايتس. سونتاغ كانت ناقدة اعتمدت منهجا من الكتابة الحرّة والمفتوحة اجتماعيا ونرى ذلك متمثلا في فيلم آخر من بطولة جليان جاكوبس وليتون ميتسر عنوانه «شريكتا حياة» لمخرجة (جديدة أيضا) اسمها سوزانا فوغل.

وعلى نحو أكثر جدة، نجد المخرجة آمي بيرغ تترك السينما التسجيلية وتنتقل - للمرة الأولى - صوب الفيلم الروائي في دراما حول امرأتين شابّتين تودعان السجن بعد اتهامهما بخطف طفل. بعد سبع سنوات تخرجان طليقتين وها هي حادثة خطف مماثلة تقع ما يجعل الشبهات تدور حولهما من جديد. الفيلم بعنوان «كل أمر سري» وبطلتاه هما داكوتا فانينغ ودانييل ماكدونالد.

الفيلم الذي يبدو لنا آيلا إلى الكثير من الاهتمام هو كوميديا من إخراج كارن لي هوبكنز التي خطت فيلما بعنوان «مس ميدوز»، أسندت بطولته إلى كاتي هولمز التي تؤدي فيه دور أستاذة مدرسة تنقل هدفها التقويمي للطلاب من المدرسة إلى خارج جدرانها وتتحوّل إلى قاتلة (طريقة تشارلز برونسون في «رغبة موت») تنتقم من مجرمي الشوارع التي تجوبها. هذا المنوال يبدو مناسبا وآمنا فهي بقيت لغزا أمام رجال القانون إلى أن وقعت في حب شريف المدينة (جيمس بادج دايل).

الشرق الأوسط في

17.04.2014

 
 

هشام العسري:

شيء من الكرامة في صناعة السينما

سعيد المزواري ــ الدار البيضاء 

بعد جولة على المهرجانات الدولية، خرج إلى الصالات السينمائية المغربية أخيراً، الفيلم الثاني للمخرج المغربي هشام العسري، "هُم الكلاب". للوهلة الأولى، نظراً للتباين الكبير في النوعية بين الفيلمين، يصعب علينا أن نصدّق ان مَن أنجز تحفة "النهاية" (2012)، هو نفسه مَن يجرّ الخيوط هنا. لكن نظرة عميقة تكفي كي ندرك أن رؤية المؤلف النافذة ولازمة "فكرة إخراجية خلف كل لقطة" اللتين صنعتا باكورة العسري، حاضرتان أيضاً في قلب فيلمه الثاني. أمضت الشخصية التي يضطلع بدورها حسن بديدة، 30 سنة في معتقل مغربي في اعقاب "إضرابات الخبز" في الدار البيضاء سنة 1981، وفجأة تم الافراج عن هذا المعتقل (اسمه 404) تزامناً مع الحراك السياسي والاجتماعي الذي شهده المغرب سنة 2011.

تلقفته كاميرا لفريق تلفزيوني يبحث عن مادة مثيرة لتبدأ رحلة بحث في الزمان والمكان عبر اقتحام ذاكرة 404 المفقودة. يطوف 404 ككائن شبحي أو عائد من العالم الآخر بين مكوّنات الاجتماع المغربي واضعاً اياه كالمرآة أمام تناقضاته ومكبوتاته وإحباطاته الدفينة. "هُم الكلاب" من أفلام "الربيع العربي" النادرة جداً التي استطاعت أن تأخذ مسافة مما تصوره، مرتكزة أساساً على فكرة رؤية الحاضر بأسلوب الماضي. كأن هشام العسري ينأى بنفسه عن الآنية والـ"أمنيزيا" التي اجتاحت جلّ المتظاهرين الذين كانوا يظنون أنهم اخترعوا العجلة وأتوا بما لم يسبقهم إليه أحد، قبل أن تنكسر آمالهم على صخرة الواقع وتقض أشباح الماضي أحلامهم بالحرية. حول هذا الحدث السينمائي، كان هذا اللقاء مع العسري في مدينته الدار البيضاء.

هل كان منبع التباين الكبير بين نوعية فيلمك الأول، "النهاية"، و"هُم الكلاب"، تحدياً أردت فرضه على نفسك، أم أن فكرة الفيلم الثاني هي التي تحكمت منذ البداية في كل شيء؟

- هناك أمران. لقد أمضيتُ أربع سنوات أحقق "النهاية". هذا ليس وقتاً أطول مما يلزم، لكني لم أرد أن أنتظر أربع سنوات أخرى هذه المرة. أجد هذا الأمر مثيراً للاحباط الى حدّ ما، لأننا في بعض الأحيان نشعر بالرغبة في الذهاب للتصوير واختبار بعض الأشياء والتقاط أشياء أخرى طارئة. "هُم الكلاب" من نوعية الأفلام المنجزة عن أمر طارئ. صوّرناه في كانون الأول 2012، وأحسستُ حينها أن الأفكار والطاقة والكهرباء التي حملتها حركة "20 فبراير" والحركية التي رافقتها، بدأت بالاضمحلال في الوقت الذي كنتُ اريد أن أنجز فيلماً يستلهمها. عندئذ قررتُ مع نبيل عيوش أن ننتج فيلماً مشتركاً - أنا بأموالي الخاصة وهو كمنتج - حتى نضمن البقاء داخل هذه الحركية (...).

لقد استغرقت الكتابة أكثر من عام وأمضينا ثلاثة أسابيع نصوّر. اخترنا منذ البداية أن يتم التصوير على شاكلة المشاهد الخطرة وأن نمضي فيه بسرعة فائقة. أعتقد أن هذا القرار كان صائباً لأننا قايضنا راحة طرح أسئلة كثيرة بإلزامية التصوير السريع والاعتماد على الطاقة النابعة من الأحشاء. كان تصوير الفيلم نوعاً ما مشهد مطاردة على رغم أن الكتابة استغرقت أكثر من عام، وهذه مدة كافية في نظري من أجل انجاز فيلم بدت عناصره الأساسية واضحة منذ البداية: الكاميرا المحمولة التي تشكل شخصية أنثوية رئيسية...

لماذا أنثوية؟

- لأنها كاميرا قبل كل شيء، تنتقل من يد إلى أخرى وتستحوذ على انتباه الجميع. لقد أضفت على الفيلم بُعداً حسياً مهماً، وهذا قطعاً ليس شيئاً ذكورياً. عندما نضع كاميرا ما في سياق واقعي، تعصف به. حتى حين يدّعي الناس أنهم لا يرونها، هم واعون تماماً بحضورها. هذا أمر مشابه لما ينتج من وضع كاميرا مراقبة في مكان ما، لأن تصرفات الناس تتغير ويصبحون منتبهين أكثر (...). "النهاية" كان خرافة تتطلب مسافة معينة لأنها تزدحم بالشخصيات الغرائبية. فيلمي الثالث سيكون أقرب من "النهاية"، لأنه يستند الى فكرة العطل العام (Bug) الذي يؤثر في منحى الشخصيات...

هل هو نفسه المعنون "الأقزام"؟

- لا، لم أصوّر "الأقزام" بعد. لقد صورتُ فيلماً عنونته "البحر من ورائكم"، وعندي مشروع فيلم آخر في صدد تطويره، كتبته في إطار إقامتي في كانّ ("سينيفونداسيون") وعنوانه "كيل سالمان".

لا علاقة لهذا كله بمشروع فيلم "99"؟

- بتاتاً. "99" مشروع فيلم كنت قد تقدمتُ به من أجل نيل الدعم ولا أعلم متى أعود إليه بالضبط. ربما بعد سنوات.

بالعودة إلى "هُم الكلاب"؛ هناك فكرة إخراجية مشتركة مع "النهاية" تظهر منذ اللقطة الأولى (لقطة ثابثة من داخل مكبر صوت يصيح فيه أحد المتظاهرين من دون أن نسمع صوته في البداية)، حين تشفي غليل العين فيما تضع الأذن في حالة ترقب بالغ، ثم تفعل العكس لاحقاً. هذا يحيلنا على نظرية روبير بروسون حول السينماتوغراف.

- نعم، أحب بروسون كثيراً. هو مخرجي المفضل. لنقل إن بيان النيات في "النهاية" يتحدث عن صورة تخرجنا منذ البدء عن عاداتنا كمشاهدين، من أجل أمانة أكبر. كنا منذ البداية في عالم مغاير لا يشبه المغرب البتة واخترنا تحييد الألوان، وهذا يساهم في تجريد الناس من واقعهم ويخلق مسافة معينة. في هذا الإطار، جاء المشهد الأول في "النهاية" مقلوباً. هي نوعاً ما الفكرة نفسها في "هُم الكلاب". يبدأ الفيلم على فم يقول أشياء لا نسمعها. ما راقني كثيراً أثناء عرض "النهاية" في الخارج، أن هناك دائماً شخصاً يخرج من القاعة قائلاً: "يا إلهي، لقد تم تركيب البكرة في شكل مقلوب!" (ضحك). عند بداية عرض "هُم الكلاب"، يبدأ الناس في النظر بعضهم الى البعض الآخر. هناك دائماً لحظة شكّ: هل هذا مقصود داخل الفيلم أم ناتج من مشكلة في العرض؟

هناك أيضاً مشهد سرقة الكاميرا من طرف اللصوص على الدراجة النارية. هذه عملية "اعتقال رهينة" مهمة داخل الفيلم لأنها تشكل لحظة تحول فارقة. الفيلم يبدأ على شكل ريبورتاج، وانطلاقاً من هذا المشهد يصبح أكثر توحشاً لأن كلّ شيء يصبح ممكناً انطلاقاً من اللحظة التي نشهد فيها اختطاف وسيلة انجاز الفيلم من طرف لصوص، فيصبحون هم مؤلفي مشهد منه.

أحبّ كثيراً اقامة خطاب بين الواقع والخيال. أسطر تحت كلمة "الخيال" وليس المتخيل. "هُم الكلاب" فيلم يراهن كثيراً على المنطقة الضبابية الواقعة بين المتخيل والوثائقي. أردتُ استعمال كاميرا خفيفة والعمل على حقبتين متباعدتين، واحدة تقع في عام 1981 وأخرى في 2011. كما أقول دائماً لأصدقائي: "أنا أعمل على ذكريات طفولتي". كان عمري أربع سنوات لا أكثر حين شهد المغرب اضرابات 1981. ولمدة عشر سنين، لم أعرف لماذا كان صعباً عليّ أن اتحدث عن هذا الأمر. لذلك، كان مهماً لي أن أعيد هذه الأحداث إلى الواجهة بشكل حسيّ، من دون أن ألجأ إلى الخطب. يكمن الفخّ في هذه النوعية من الأفلام، في السقوط في المباشرة أو التعبير عن السخط والغضب. أردتُ أن أبقى على مسافة معينة (...).

تحدثتَ عن الخيال في الفيلم وهو في نظري عنصر مهم من أجل ولوج عالمك، لأن هناك مَن لم يستطع استيعابه وشرع في مساءلة الفيلم انطلاقاً من مدى حقيقية (vraisemblance) الأحداث، كمسألة تبرير عمل الكاميرا في بعض المشاهد. لم يفهموا أن عليّ (المتدرب) هو امتداد لشخصية الأخ الأصغر في "النهاية"، وتعبيرٌ عن الجيل الثالث الذي يحمل هاتفه المحمول كلعبة ويستمتع مصوراً أيّ شيء وكلّ شيء...

- بالنسبة لي، الخيال والهرج (ludisme) مهمان جداً. السينما هي فعلاً أداة تفكير، لكنها أيضاً وسيلة عرض. أحبّ كثيراً أن يضحك المشاهدون أمام بعض اللقطات. حتى أن هناك أناساً يستنكرون أن يضحك آخرون أمام مشاهد معينة. بهذا تتحقق تفرقة بين أناس يجلسون في قاعة واحدة ويشاهدون الفيلم نفسه ولا يأتون برد الفعل نفسه. من الرائع أن تنتزع أشياء كهذه من المُشاهد وتوقظه بهذه الطريقة. لا أنسى أن الفيلم هو قبل كلّ شيء عرض وليس بالضرورة اطروحة ثقيلة ومملة. قد يكون الفيلم اطروحة حين تتحقق الكثافة السردية والنظرية، ولكن يمكن أن يكون الفيلم أيضاً عرضاً كامل الأوصاف يحمل الناس معه أو بالأحرى من يقدرون على الصعود، لأن الأفلام دائماً دعوة إلى الصعود، وفي بعض الأحيان، هناك مَن لا يلبي الدعوة. دائماً أُسأل خارج المغرب: هل تمّ منع الفيلم في المغرب؟ جوابي يكون دائماً: لا. ولكن في المغرب يجب الاحتراس من الرقابة الذاتية. نحن في بلادٍ، الرقابة الذاتية فيها أقوى كثيراً من الرقابة. كما أننا في الفيلمين، نقول الأشياء على مستوى لا تلتقطه الرقابة المباشرة. الأمر الوحيد الذي استرعى انتباه الناس - البيروقراطيين خصوصاً - هو جملة "إسقاط النظام"، علماً أن هناك أشياء في الفيلم تذهب الى أعمق من هذا. أحب كثيراً أن ألعب على المنطقة الضبابية وعلى مدى قدرة المشاهدين على امتصاص مادة فيلمية ليست حواراً أو نصاً. إذاً، هذه الشخصية هي فعلاً وسيلة لطبع الجيل الجديد وتكريم للجيل القديم. كان مهماً أن يكون الجيل الجديد هو مَن يأخذ الكاميرا ويصنع الفيلم حين يحركها في جميع الاتجاهات، لأنه تربى على مشاهدة MTV (قناة الأغاني المصوّرة)، وهو مَن يبرر لماذا تتمتع الكاميرا بكلّ هذه الطاقة وتظل تعمل حتى حين لا تصوّر إلا الأقدام. الفيلم كان مكتوباً بأدق التفاصيل وكان أصعب أفلامي على مستوى المونتاج، لأنه تطلب عملاً أكثر من أجل تحقيق التوازن. هذا فيلم تتدفق فيه الصورة في كل الاتجاهات، لكن كان يجب ألا يتجاوز هذا الأمر حداً معيناً كي لا نجعل الناس ينفرون، ولابقائهم داخل الفيلم.

مشهد الختام يأتي بالانطباع أن الأمر يتعلق بعملية احتواء لقضية 404 من طرف التلفزيون في إطار جلسة مصالحة زائفة. ما شعورك بهذا الاستنتاج؟

- نعم، الأمر يتعلق بديهياً باحتواء. لقد حاك الفيلم خيوطاً درامية متعددة: الخيط الأول هو قصة 404 الخاصة، والثاني هو نقد وسائل الإعلام، والثالث هو خلفية الفيلم المغرقة في السياسة. في النهاية، يصبح 404 شخصاً مسكيناً ورمزاً لثقافة معينة، وهذا يحيل على الخطاب الذي نسمعه في المغرب دائماً: هناك فوضى في الخارج، ولكن هنا كل شيء على ما يرام، لأننا "بدأنا مسار الديموقراطية قبل 14 عاماً". هذا خطاب مضحك. المشهد الذي ذكرته، يتهكم على اللغة الخشبية والغوغائية لوسائل الإعلام. في نهاية المطاف، نعود إلى الستاتيكو، وهذا ما نشهده حالياً. كان الناس يهتفون بحماسة واندفاع ظناً أنهم سيغيرون العالم، وفي النهاية عدنا إلى نقطة البداية نفسها: عاد الفاسدون ممن قاموا بتعذيب المعتقلين. أن تبقى في الوضع الراهن وتقبله افتراضياً أسهل بكثير من الانخراط في حركة تغيير.

لهذا السبب، بالإضافة إلى الرقابة الذاتية، لا توجد عندنا سينما مستقلة في المغرب...

- هناك مَن ينتظر أن يحصل على أموال الدعم، وحين يحصل عليها يصنع الفيلم بنصفها. وحين لا يحصل عليها، يصرخ منذراً بالفضيحة والارتشاء. الدعم ليس وكالة دفع. يجب اعطاء المال لمن يستحق. أتمنى أن تشتغل السينما المغربية على مبدأ الاستحقاق، لأننا، للأسف، لم نبلغ هذا بعد، لأسباب متعددة. نشاهد الأفلام التي تُنجز سنوياً، وكثر منها ينتمي الى النوع التلفزيوني. لا أقصد أن السينما ينبغي أن تكون سينما مؤلف! أحبّ أيضا الفيلم الذي يتوجه للجمهور العريض بنوع من التقليدية والذكاء. أتكلم عن فيلم جماهيري يكون محمساً ومتقن الصنع وليس نسخة باهتة عن الأفلام الأميركية أو الهندية أو المصرية. اللعنة! يجب أن نتسلح بشيء من الكرامة وعزة النفس حين ننجز فيلماً.

* * *

حسن بديدة الذي يجهل السباحة ألقى بنفسه في المحيط

س. م.

قدّم الممثل حسن بديدة أداء مذهلاً في دور 404. ولكن، هل فكر فيه هشام العسري منذ مرحلة الكتابة. هكذا يشرح مخرج "همُ الكلاب" علاقته ببديدة: "لا أحب فكرة الكتابة لممثل معين. هذا يضع المرء دائماً في وضعية صعبة ويغلق عليه الأبواب، في حين أن الفكرة الأساسية هي أن تفتح على نفسك كل الآفاق وأن تقول: "حسنا! ماذا أفعل الآن؟". حين تعلم منذ البدء ان الممثل الفلاني هو مَن سيضطلع بالدور، تفوّت على نفسك إحتمالات عديدة. لم يكن بديدة أول ممثل فكرت فيه من أجل الدور، لأنه كان بالنسبة لي أصغر سناً من الشخصية، كما أني كنت أعرفه جيداً ولم أرد أن أتجه نحو أكثر الخيارات سهولة. لذا قمت، كما في الفيلم، بدورة كبيرة في الفراغ قبل الرجوع إليه. التقيتُ حسن في أغادير عام 2006 في إطار تجربة Filmindustry، وأسندتُ اليه دوراً في "النهاية" وفي "عظم الحديد" [فيلم العسري التلفزيوني الأول].

عن نسبة المكتوب والمرتجل في أداء بديدة، يقول العسري: "الأمر بسيط. الفيلم مكتوب بأدق التفاصيل وليس هناك أيّ مجال للارتجال، لسبب بسيط جداً متعلق بالهيكل. أمضيتُ أكثر من عام في الكتابة ليس من أجل اللهو. هذا لا يحدد مدة اللقطات بل يحدد الطريق الذي سنتبعه. الشيء الرائع مع حسن أنه تقمص الدور وسما على الأفكار المكتوبة على الورق. منذ اللحظة التي ألبسته فيها رداء الشخصية وأخذته إلى الحلاق كي يقص شعره على شكل تسريحة "ناجٍ من أوشفيتز"، كان قد تلبس الدور. بعد ذلك، بحثنا معاً عن الصوت وطريقة المشي والنظر نحو الكاميرا، والباقي كان من تفوقه الخاص لأنه سلّم ذاته كليا للدور. سأعطيك مثالاً معبّراً عن ذلك: أول مشهد صوّرناه كان حين يلقي 404 نفسه في البحر. كنا في كانون الأول وطلبتُ اليه أن يلقي بنفسه في محيط هائج، وهو يرتدي ملابس داخلية فقط. المشكل أن حسن لا يعرف السباحة! مع ذلك لم يتردد في القفز لحظة واحدة. لحسن الحظ، كنت فكرتُ في اصطحاب أخي الذي يحسن السباحة جيداً وساعدنا على تجنب الكارثة لأن أمواج المحيط كانت قوية جداً في ذلك اليوم (...). السيناريو يعطينا الاتجاه الذي ينبغي أن نذهب فيه، لكن انخراط الممثلين وكيميائية جميع العناصر هي التي صنعت الفيلم".

النهار اللبنانية في

17.04.2014

 
 

ماجدة الصباحى

حوار - سهير عبدالحميد 

على الر غم من اختفائها وقلة ظهورها الإعلامى إلا أن الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى خصت روزاليوسف بحوارها الذى تحدثت من خلاله عن مذكراتها التى تصدر قريبا وأهم الأسرار التى ستنشرها لأول مرة فيها وذكرياتها مع أهل الفن والسياسة وأهم الحروب التى خاضتها خلال مشوارها وتطرقت ماجدة لتكريمها الاخير فى عيد الفن وتمثالها الذى تعرض للاعتداء  ورأيها فى الوضع الحالى ومن تختاره لرئاسة مصر فى الفترة القادمة وتفاصيل كثيرة ترصدها السطور التالية..

بداية لماذا تأخر صدور مذاكراتك التى سمعنا عنها منذ عام ونصف العام؟

- المذكرات تأخرت لعدة أسباب اهمها انى سافرت للعلاج فى الخارج اكثر من مرة لاجراء فحص طبى على قلبى بجانب انشغالى فى إدارة مجمع ماجدة للفنون الموجود فى السادس من اكتوبر فانا مسئولة عن 35 الف  اسرة هم موظفو المجمع وانا طول عمرى احب اكون مفيدة للناس قبل ان استفيد  وقد اثر هذا على سرعة كتابة المذكرات

حديثنا عن فكرة كتابة المذاكرات وكيف جاءت؟

- طول عمرى كنت مترددة من فكرة كتابة مذكراتى وسيرتى الذاتية على الرغم من العروض الكثيرة التى جاءتنى من كبار الكتاب والسبب ان هناك العديد من السير الذاتية قدمت لشخصيات عامة ولم تعجبنى لان اصحابها ليسوا موجودين على قيد الحياة لكن هذه المرة تشجعت وبدأت ادرس خطوة بخطوة مع الكاتب سيد الحرانى الشكل والمضمون الذى ستخرج بها سيرتى الذاتية  لانها ليست مذكرات عادية خاصة بمشوارى الفنى وافلامى التى هى معروفة للجميع فقد عشت فى  غرفة زجاجية وكل خطواتى الفنية كانت واضحة للجميع لكن حياتى مرت بمراحل تاريخية وعاصرت ملك و ثلاثة رؤساء حيث حاولت مع كاتب المذكرات ان نضفر المراحل التاريخية والاحداث السياسية التى عاصرتها مع مشوارى الفنى.

  وما أهم المحطات التى ركزتى عليها خلال المذكرات؟

- هناك اسرار وتفاصيل كثيرة سوف تكشفها المذاكرات التى هى مزيج من حياتى الفنية وحياتى الخاصة والمراحل التاريخية التى مررت بها مثل ثورة 23 يوليو والرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة كذلك الرئيس السادات الذى كان يعتبرنى ممثلته المفضلة  كما ستتضمن المذاكرات فصل عن الرئيس الاسبق مبارك الذى حضر زفافى انا واالفنان الراحل ايهاب نافع لانه كان وقتها هو مسئول عن سلاح الطيران وايهاب نافع كان تحت قيادته ايضا ستتضمن المذاكرات الحديث عن كبار الشخصيات الادبية والفنية التى تعاملت معهم مثل نجيب محفوظ ويوسف السباعى واحسان عبدالقدوس ونور الشريف ويحيى الفخرانى ومحمود ياسين وغيرهم  وغيرهم وستنتهى المذاكرات بقيام ثورة 25 يناير

وما أهم المحطات الفنية التى ستتعرض لها المذكرات؟

- هناك الكثير من المعارك التى خضتها عبر مشوارى فلا انسى عندما شاركت بفيلمى «أين عمرى»  رشحت للجائزة العالمية فى مهرجان برلين الدولى امام نجوم عالميين  وكان وقتها حروب على الجمهورية العربية المتحدة من جانب اللوبى الصهيونى فى الغرب والتى تسببت وقتها ان لا احصل على جائزة ايضا لا انسى وقت عرض فيلم «المراهقات» كان وزير التربية والتعليم يوفر تذاكر لطلبة المرحلة الثانوية لمشاهدة الفيلم ويوصى فى النشرات الدورية بمشاهدة الفيلم لانه يحمل قضية تربويه مهمة وقد توقف المرورامام  سينما ريفولى اثناء عرض الفيلم

ومتى سيتم نشر هذه المذاكرات؟

- انتظر لبعد الانتخابات الرئاسية حتى اطرحها وسيكون ذلك مع افتتاح متحفى الذى قنا بأنشائه داخل مجمع ماجدة باكتوبر وذلك حتى يتسنى لزوار المتحف قراءة المذاكرات وسيتضمن المتحف كل ملابس الشخصيات التى قدمتها فى مشوارى الفنى وصورى وافلامى وسيناريوهات الافلام وكل ما نشر عنى واشياء كثيرة فانا لم انجح بمفردى، حيث استغرق تجهيز هذا المتحف سنوات.

وهل توافقين على تحويل سيرتك الذاتية لعمل فنى على غرار الاعمال التى قدمت عن عبدالحليم وام كلثوم وليلى مراد؟

 - أوافق لكن بشرط ان تكون مأخوذة عن مذاكراتى فمن اهم اسباب موافقتى على كتابة المذاكرات هى ان تكون المصدر الوحيد لاى عمل فنى يمكن ان يقدم عن حياتى لان المعلومات الموجوده انا مصدرها وبالتالى لن يكون هناك مكان للتأليف واضافة اشياء لم تحدث فى الواقع.

بعد مشوارك الطويل هل ندمتى انك اعطيتى حياتك كلها للفن على حساب حياتك الخاصة؟

- لا فانا لا اندم على قرار اخذته فى حياتى والحمد لله ربنا وفقنى فى حياتى وفى عملى ومشوارى الفنى تاج على رأسى وافلامى عاشت مع الناس واصبحت علامات فى تاريخ السينما المصرية لانها كانت تناقش قضايا اجتماعية وسياسية ودينية مهمة وهذا لم يأت من فراغ فانا لم أعش حياه خاصة مثل الاخرين وحياتى الزوجية اقتصرت على فترة الحمل والانجاب وكان امامى كفتان الاولى الفن والثانية تكوين بيت واولاد لكن كفة الفن غلبت  والحياه العملية فقد عشت حياتى الخاصة امام الكاميرا وصدقت مقولة فيلمى و«نسيت انى امرأه» واتذكر كلمة قالها لى احسان عبدالقدوس رحمه الله انى لا اصلح زوجة والا زوجى سيصبح مدير اعمالى من فرط حبى للفن.  

هل تتابعين برامج التوك شو اليومية؟

- أشاهد بعضها لانى طول الوقت مشغولة لكن اتابع باستمرار وائل الابراشى ولميس الحديدى وكثيرين فنحن لدينا اعلاميين مخضرمين ولهم قامة وحققوا قاعدة جماهيرية مع الناس.

تم تكريمك مؤخرا فى عيد الفن ومنحك الرئيس عدلى منصور وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى .حدثينا عن هذا التكريم وشعورك به؟

- أكيد شعور لا يوصف لانه تكريم للفن كله وليس تكريما لشخص ماجدة بجانب انه جاء من رجل فاضل وشخصية وطنية مثل المستشار عدلى منصور بجانب ان حصولى على وسام الاستحقاق جاء بعد عودة عيد الفن الذى غاب على مدار 30 عاما فعلى الرغم ان تم تكريمى مرات عديدة على مدار مشوارى لكن هذا التكريم له مذاق خاص  لانه جاء بعد ثورة 30 يونية  الذى اعتبره عيدنا الحقيقى.

هل صحيح ترددتى فى حضور حفل عيد الفن واستلام التكريم؟

- أنا بطبعى لا احب كثرة الظهور الاعلامى حتى لا يمل الجمهور منى وعندما يرونى يكونون مشتاقين لى وهذا جعلنى اعتذر عن حضور العديد من التكريمات من جهات متعددة خاصة انه فى اوقات كثيرة ظروفى لا تسمح بالحضور  لكن هذه المرة كان لها وضع خاص بجانب ان حضورى التكريم هو شكر وامتنان منى للشخصيات التى كرمتنى وهذا ليس غرور بقدر ما هو اعتزاز بالتكريم اكبر عيد لدينا هو عيد 30 يونيو.

هل لو جاء التكريم فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى كنت ستحضرى لاستلامه؟

- بالطبع لا فلا يوجد وجه مقارنه بين الحالتين وقد دعيت فى عهده لحضور لقاء الفنانين لكنى اعتذرت لظروفى الخاصة.

هل نعتبر هذا التكريم  تعويضا عن الاعتداء الذى تعرض له تمثالك العام الماضى؟

- طبعا فهذا الحادث ليس له وجود فى ذاكرتى الان والحمد لله التمثال بخيروتم ترميمه وموجود الان فى موقع متميز فى ميدان ماجدة بالسادس من اكتوبر.

لماذا اختفيتى بعد استلام الجائزة ورفضتى اجراء اى لقاءت تليفزيونية؟

- لانى كما ذكرت لكى لا احب الظهور الاعلامى وانا بيتوتية جدا وصدقاتى فى محيط الاسرة وانا فى نفس الوقت كنت سعيدة جدا بالتكريم وباستقبال الناس وتصفيقهم لى وانا على المسرح فانا احب بلدى واهل بلدى وأعشق تراب مصر والمقولة المفضلة لى ومحفورة بداخلى هى مقولة مصطفى كامل «لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا».

وكيف ترين مستقبل مصر فى الفترة القادمة؟

- أرى اننا نعيش مرحلة انتقالية  صعبه واتمنى من الله سبحانه وتعالى ان يولى مصر من يصلح حالها فبلدنا مليئه بالشرفاء الذين يريدون ان يضحوا بحياتهم من أجلها.

وما رأيك فى المشير السيسى؟

- هو ابن مصر البار الغالى  وانسان محبوب من المصريين والعرب لانه يعشق هذا البلد وترابها وارضها واهله ويحترم جيشها واعتقد ان سيكون رجل المرحلة القادمة وسيعود الأمان على يده إن شاء الله واتمنى له التوفيق لان مصر ستكون امانة بين يديه.

روز اليوسف اليومية في

17.04.2014

 
 

حنان شومان تكتب:

لا حياء فى العلم ولا فى «قلوب» 

بداية وقبل أى كلام لست من هؤلاء الذين يجتاحهم الخوف أو الدهشة من عمل فنى ما يتميز بالجرأة فى عيون عموم الناس أيا كانت جرأته، ذلك أن معيارى فى تقييم الأعمال الفنية هو كيف تم تقديمها ولماذا، أما مسألة الجرأة التى يعتبرها البعض اتهاما وآخرون يعتبرونها ميزة فإنها بالنسبة لى لا هذا ولا ذاك، لأن الأصل فى الفن الجيد هو الجرأة على اقتحام خيال الناس وعقولهم بأفكار ورؤى لم يعهدوها ودوره أن يلفت انتباههم لما يغفلون عنه حتى فى أنفسهم إذا فالجرأة ميزة وليست عيبا ولكن يعتمد ذلك على تعريفنا للجرأة، ودعونى أطرح لكم مثلا فلو اعتبر صانع العمل الفنى الجرأة فى أن تظهر امرأة عارية تماما أو رجل فى عمله الفنى دون هدف آخر فتلك ليست جرأة ولكنه هبل أو جنون أو بحث عن وسائل للفت الأنظار، أما لو أنه فى إطار فضحه لظاهرة التحرش مثلاً صور مجموعة رجال تنزع ملابس امرأة عنها بقسوة ليصدمنا فهنا أصبح للعرى معنى وقيمة وصدمة لها هدف.

«محتاجين نتصدم علشان نفوق»، «أنا مش عايز أطبطب» كانت تلك عبارات قالها مؤلف مسلسل قلوب هانى كمال فى حوار تلفزيونى جمعه مع بعض أبطال المسلسل فى محاولة للرد على هجوم واستياء كثير من مشاهدى التلفزيون على المسلسل، وللحق لم أفهم ما هى الصدمة التى أراد أن يصدمنا بها المؤلف لكى نفوق وبعدين مش فاهمة كيف سيساعدنا هذا المسلسل على الإفاقة، المسلسل الذى تدور حلقاته حتى الآن حول حياة خمسة نماذج من النساء الصغيرات كلهن ينتمين إلى الشريحة العليا جدا من المجتمع التى تمثل %5 أو أقل من المصريين، وهذا أمر لا يعيب المسلسل بداية فليس مطلوبا من كل عمل فنى أن يعبر عن السواد الأعظم من الشعب وكم من مسلسلات تدور فى الحارة وهى لا تعبر عن أى شىء، إذا ليس آفة المسلسل أنه يعبر عن حياة الناس المرتاحة ماديا لأن هؤلاء لهم مشاكلهم أيضا والتى لم ير منها المؤلف حتى الآن سوى أن إحداهن حملت سفاحا من علاقة برجلين فى نفس الوقت وبالتالى لا تعرف الأب لجنينها وتريد أن تحتفظ به فى مقابل صديقاتها اللاتى يرفضن ذلك، ونموذج آخر من مشاكل النساء الصغيرات أن إحداهن أمها جاهلة وأبوها رجل متيسر ولكن من أصول بسيطة مما يجعل أى عريس من عائلة مرموقة يرفضها، وأخرى مشكلتها تتمثل فى أن زوجها مدمن مشاهدة أفلام إباحية وهى ترفض هذا السلوك وتعتبره خيانة منه فتمتنع عنه وهو لا يكف عن مطالبتها بالنوم معها فى تعبير فج عن العلاقة الحميمة، وهناك نموذج الفتاة التى تعمل فى مجال الإعلام مع مذيع صفيق صاحب لسان زالف على رأى عمنا مصطفى حسين ورغم هذا تستمر علاقتهما غير المفهومة، والأهم أن هذه المجموعة من النساء لا يجتمعن إلا فى أيديهن سيجارة حشيش وكأس، ويضم المسلسل نماذج هامشية من رجال تتزوج عرفيا لتسرى عن نفسها، وقد تكون كل هذه النماذج بالفعل موجودة فى المجتمع بل وأكثر ولكن أن تجتمع كل هذه النماذج شبه المشوهة فى عمل فنى واحد طوال الوقت يُعرض فى السابعة مساء على التلفزيون ويتم تداول ألفاظ وعبارات شديدة القبح والأباحة فتلك هى المشكلة.

لم يُعرض حتى الآن من المسلسل إلا عشرون حلقة وأعلن صُناع العمل أن حلقاته ستصل إلى الخمسين ورغم أنى من الذين يتجنبون الكتابة عن عمل فنى لم يكتمل إلا أننى دُفعت دفعا للتعليق على ذلك المسلسل قبل نهايته أولاً لوضوح فجاجته، ثانيا لأن دفاع صانع العمل كان أكثر استفزازا من المسلسل ذاته، فالمؤلف الشاب فى إطار دفاعه عن المسلسل ولغته وتفاصيله راح يقول إن لغة الناس فى الحديث تغيرت وصارت جريئة ومتجاوزة وأن الإعلام صار ذا لغة متجاوزة أيضا والمؤلف على حق فالناس صارت قليلة الأدب والإعلام والعاملون فيه بالفعل صاروا سليطى اللسان وحتى الضيوف، ولكن ذلك ليس مدعاة لأن نقبل حالة جماعية مرتبة من قلة الأدب والوقاحة، الفن يا أيها البشر مهمته أن يرتقى بالبشر يأخذ منهم ليجعلهم أفضل لا أن يهوى بهم فى الدرك الأسفل.

قد يكون عنصر التمثيل كالعادة فى مسلسلاتنا أحيانا أفضل العناصر كما هو فى هذا المسلسل فمجموعة النساء الصغيرات علا غانم ونجلاء بدر وإنجى المقدم وغادة شريف وإن كانت أقلهن أداءً جيهان عبدالعظيم الممثلة السورية الوافدة، أما المخرج حسين شوكت فقد افتقد الإيقاع كثيرا فبدا فى لحظات كثيرة مملاً، ولو صدقت جريدة المصرى اليوم فيما نقلته على لسانه من أنه لا يرى تجاوزا فى حوار المسلسل وأن لا حياء فى العلم فأقول له ويا سلام سلم على شرباتك إذ اعتبرت أن مسلسل قلوب علم يجب أن نتجاوز فيه عن الحياء!!

اليوم السابع المصرية في

17.04.2014

 
 

دراكولا:

الشخصية الأسطورية الخالدة 

مصاصو الدماء شخصيات من التراث الشعبي الفلكلوري سُجلت في عدة ثقافات وحضارات، وخاصة في أوروبا الشرقية. ولإبراز هذه الشخصيات قامت السينما، بعد استفادتها من المنتوج الأسطوري، بتركيز عدستها على شخصية دراكولا وفتنت الناس بها.

خاض كل جيل تجربته الخاصة مع الخوف من مصاصي الدماء وبات ذلك مؤكدا على الأقل منذ اختراع السينما. وفي السنوات الأخيرة أحيت سلسلة أفلام "الشفق" الناجحة عالميا ذكريات عن هذه الشخصيات الميثولوجية. وتمكنت السينما من ترسيخ الروايات الشعبية للكاتبة الأمريكية ستيفيني ماير في قالب بمكونات مثيرة قوية تسرد حياة مصاصي الدماء. ولكن هذا الإبداع لم يكن ظاهرة جديدة وإنما أعطى للتراث الشعبي الفلكلوري حلة تُعايش زمنها.

أول مصاص للدماء لا ينساه أحدا

كل بضعة عقود يتكرر هذا الاهتمام بموضوع مصاصي الدماء: "الخوف وفي نفس الوقت الانبهار الناتج عنه يرافقان الشخص طيلة الحياة" كما يقول بيرند ديزينغر، مدير متحف الأفلام في مدينة دوسلدورف الألمانية، والذي يبحث حاليا في أسطورة مصاصي الدماء. ويضيف أن الجميع يتذكر أول فيلم عن مصاصي الدماء عرض على الشاشة الكبيرة رغم مرور سنوات عديدة.

في عام 1922 قام المخرج الألماني فريدريش فيلهيم مورناو بعرض فيلم عن مصاصي الدماء بعنوان "نوسفيراتو"، هذا الفيلم أصبح فيلما كلاسيكيا من بعد وأيقونة أفلام الرعب. أما الممثل الأسطوري الأمريكي بيلا لوغوسي، وهو من أصول بلغارية، فقد زاد من شهرة هذا النوع من الأفلام بتمثيله لشخصية دراكولا عام 1931 والذي أعطاها نكهة تثير الرعب والخوف في نفس المشاهد.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذُكر أن بيلا لوغوسي أصبح يشبه مصاصي الدماء مع تقدمه في السن. وخلد بيلا لوغوسي اسمه في عالم السينما بتمثيله لدور دراكولا في فيلم مورناو للمخرج الأمريكي تود براوننيغ وأصبحت شخصيته بعد ذلك محفورة في الذاكرة.

الشفق كظاهرة حديثة

كل شخص ترعرع في أواخر خمسينيات وستينيات القرن الماضي نشأ مع أفلام دراكولا البريطانية للممثل كريستوفر لي في دور البطولة. وبعد ربع قرن استمر هذا النوع من الأفلام بنكهات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية للمخرج فرانسيس فورد كوبولا والممثل غاري أولدمان في دور مصاص الدماء. من هنا نرى أن سلسلة أفلام الشفق التي نعيشها حاليا ما هي إلا استمرار لأسطورة أفلام رعب نشأت منذ فترة طويلة.

حكايات مصاص الدماء المجسدة على شاشات السينما تعرف أصولها في التراث الشعبي الفلكلوري وهي ذات مصدر تاريخي وأدبي شهير. وكانت رواية دراكولا للكاتب برام ستوكر عام 1897 مصدر إلهام العديد من كتاب السيناريو والمخرجين وأصبحت نموذجا لجل الإبداعات السينمائية.

واستلهم ستوكر قصته من أمير في القرن الخامس عشر برومانيا اسمه فلاد تَيْبْش اشتُهر بلقب دراكولا قبل أن يُطلق عليه اسم فلاد المخوزق. وسمي الأمير فلاد تَيْبْش بهذا الاسم بسبب قسوته، وسمي دراكولا نسبة إلى أبيه دراكول العضو البارز في تنظيم التنين، وهو تنظيم سري أسس بالتعاون مع باقي ملوك وأمراء أوروبا لحماية المسيحية في أوروبا الشرقية من المد العثماني. وزيادة على القسوة والرذائل التي اشتهر بها الأمير فلاد تَيْبْش، نسب إليه شرب الدم أيضا.

رواية برام ستوكر "دراكولا"

تأثر كُتاب مثل برام ستوكر وفنانون آخرون واستوحوا إبداعاتهم من شخصيات تاريخية مثل الأمير فلاد تَيْبْش. ويقول بيرند ديزينغر إن الفيلم بني على هذه الخرافات والأساطير واستخدمها لتكون أكثر فعالية في إنتاج سينمائي رائع. "الفيلم يجمع بين أشياء مختلفة ولكن تطويره جاء نتيجة ديناميكية داخلية" كما يقول ديزينغر. ويشير إلى أن العديد من الحيثيات التي تُنسب اليوم إلى أسطورة مصاصي الدماء مصدرها في الحقيقة السينما. على سبيل المثال أن يتحول مصاص الدماء إلى غبار بمجرد ملامسة أشعة الشمس له هو مجرد تأليف إضافي ابتكره كتاب السيناريو لرفع درجة التشويق في الأفلام.

اتسمت شخصيات مصاصي الدماء على الشاشة الكبيرة في أول الأمر بأناقتها وكاريزمياتها الكبيرة المصحوبة بنبل وتعليم عال، ولكن الوضع تغير تماما من بعد وألصق المخرجون هالة جنسية بشخصيات مصاصي الدماء. وفي ستينيات القرن الماضي تمت إضافة المزيد من العناصر والصفات الجديدة. ولم يقتصر مص الدم على الرجال فقط وإنما أصبحت النساء مصاصات للدماء بالإضافة إلى المثليين وأشخاص ببشرة داكنة أيضا.

ويعتبر الفيلم الأسطوري لرومان بولانسكي "رقص مصاصي الدماء" من أجمل أفلام الرعب، والذي تدور أحداثه حول مصاص للدماء لا يبالي من تأثير الصليب المسيحي عليه لأنه يهودي الديانة.

إسقاط المخاوف البدائية

ما هي الأسباب التي أدت إلى استمرار شعبية هذا الشكل المعين من أشكال الرعب؟ سؤال أثار اهتمام العديد من العلماء والباحثين في مجال "مصاصي الدماء". وكتب باحث الميثولوجيا هانس مويغار في مقال حول هذا الموضوع: "مصاص الدماء هو إسقاط ناجح للمخاوف البدائية لدينا، ومخلوق لاهوتي بعمق فلسفي ونفسي هائل".

مسألة تأثير مصاص الدماء على الإنسان متعلقة بتعامله مع الموت. وعن ذلك كتب مويغار: "الموت هو أعظم رعب بالنسبة للعديد من الناس". لذلك حاول معظم الناس القضاء على الموت باعتباره نهاية لهم وإعادة تفسيره إلى طقوس تُنبؤُ بالحياة بعد الموت، وأضاف مويغار: "ليس هناك من لم يستثن وجود حياة بعد الموت" لتتحول هذه القضية إلى ظاهرة عالمية. عثر ديزينغر أثناء القيام ببحثه في عروض مصاصي الدماء في دوسيلدورف على عدد لا يحصى من أفلام دراكولا من جميع أنحاء العالم "ربما هناك حوالي 1000 عنوان".

الخوف من النسيان

المحللون النفسيون يفسرون هذه الأسطورة برغبة الأحياء واعتقادهم الدائم بأن الموتى لا يريدون أن يكونوا في عداد الموتى ويشعرون بالحاجة للعودة إلى أسرهم. ويقول المحلل النفساني البريطاني إرنست دجونس: "إن السبب الجذري لهذا الإسقاط هو بلا شك أمل الموتى في أن لا ينساهم الأحياء"، ويضيف: "هذه الرغبة منبثقة في الحقيقة من ذكريات الطفولة وخوف الطفل بأن يُترك لوحده من قبل والديه الأحباء".

مثل هذه التفسيرات لا يجب تبنيها لأنها واحدة من بين العديد من التعريفات الأخرى التي لازالت قائمة وتُحمّس الإعجاب بشخصية مصاص الدماء دراكولا. ولربما هذا هو أيضا تفسير على الانغرام المستمر بهذا النوع من أفلام الرعب. ويُمكن إدراج العديد من التفسيرات، لكن ذلك لا يُقلل من أهمية وروعة فيلم رعبٍ ترفيهي جيد.

الشروق المصرية في

17.04.2014

 
 

إبراهيم محلب يبحث صعوبات صناعة السينما والمقترحات اللازمة لحلها

القاهرة - أ ش أ  

عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء اجتماعاً، اليوم الأربعاء، للجنة الوزارية لصناعة السينما بحضور وزراء الثقافة، والإعلام، والصناعة والتجارة والاستثمار، وممثلين عن غرفة صناعة السينما، وبعض العاملين بهذه الصناعة، حيث تم مناقشة الصعوبات التى تتعرض لها صناعة السينما فى مصر ودراسة المقترحات اللازمة لتذليل تلك الصعوبات والنهوض بصناعة السينما دعماً للثقافة والاقتصاد فى مصر.

وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأنه تمت خلال الاجتماع الموافقة من حيث المبدأ على عودة أصول السينما إلى وزارة الثقافة واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو استصدار قرار عودة الأصول فى مدة لا تزيد عن أسبوعين.

وتكليف وزارة الثقافة باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة نحو تخصيص شباك واحد بمقر المركز القومى للسينما التابع للوزارة، ليكون منوطاً به استصدار تراخيص تصوير الأفلام العربية والأجنبية فى مصر، وذلك خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء إن "محلب وجه بمخاطبة المحافظات بشأن إمكانية تخصيص أراض لبناء دور سينما ومسارح جديدة بالمحافظات، وذلك دعماً للحركة الفنية والثقافية المصرية، وتكليف وزارة الخارجية بمخاطبة الدول التى تشهد عمليات قرصنة للأفلام المصرية لمنع عمليات القرصنة، ومخاطبة وزارة الثقافة لاتحاد الصناعات المصرى واتحاد الغرف التجارية لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الشركات المعلنة فى القنوات التى تقوم بعمليات القرصنة لأفلام السينما المصرية".

الشروق المصرية في

16.04.2014

 
 

الناقد اللبناني نزيه خاطر يغادر شارع الحمراء للمرة الأخيرة

بيروت - "الحياة" 

لم يشأ الناقد اللبناني نزيه خاطر ان يغادر شارع الحمراء الا في لحظة الموت الذي وافاه امس في منزله عن أربعة وثمانين عاماً. كان هذا الناقد وجهاً من وجوه لبنان الثقافية ورمزاً من رموز بيروت الستينات وصاعداً، رافق الحركة الفنية والمسرحية اللبنانية والعربية عن كثب ووظف ثقافته ومراسه في متابعة المعارض التشكيلية والمسرحيات الطليعية التي رسخت صورة بيروت كمختبر فني ومسرحي عربي حديث ومعاصر.

كتب نزيه خاطر عن معظم الأعمال التي شهدتها الخشبة بصفته ناقداً دؤوباً ومتفرغاً لهذه المهنة التي جمعت بين الصحافة كعمل يومي والنقد العميق والقائم على الانطباع والذائقة كما على الخبرة والاختصاص في آن واحد. اما المعارض التشكيلية التي حفلت بها بيروت فكان لها بالمتابع، كتب عنها وعن فنانيها وعن الأجيال التي تعاقبت على صنع الحركة التشكيلية. وكان ذا خبرة عميقة في المقاربة النقدية وفي قراءة الظواهر الفنية الجديدة انطلاقاً من مواقعها وعلاقاتها المتبادلة وقاعدتها المشتركة.

لم يصدر نزيه خاطر كتاباً في النقد، كان دوماً يؤجل هذا المشروع لأسباب مجهولة، لكنه كتب مئات المقالات خلال مساره الذي تجلى خصوصا في جريدة "النهار" البيروتية، وهي المنبر الذي ظل وفياً له حتى لحظة إعفائه من العمل تقاعداً، بعدما قارب الثمانين. مقالاته لا تحصى فعلاً وتشكل مرجعاً مهماً ورئيساً لتأريخ الحركة التشكيلية والمسرحية التي عرفها لبنان بدءاً من الستينات حتى العقد السابق. هذه المقالات خضعت لنظام كرونولوجي متوال نظراً الى متابعة كاتبها الحركة الفنية متابعة شبه يومية عبر مقالاته الصحافية. وكم كان اصدقاؤه يحرضونه على جمع مقالاته وتبويبها وعلى كتابة تاريخ المسرح والفن التشكيلي اللبنانيين من خلالها، فهو كان مؤهلاً حقاً لكتابة هذا التاريخ بعين الناقد الشغوف.

نزيه خاطر هو ابن الكاتب الكبير والمؤرخ لحد خاطر وسليل بيت عرف بنزعته الأدبية والثقافية، لكنه اختار في مطلع حياته دراسة الأدب الفرنسي جراء إجادته الباكرة للغة موليير. وقد علّم الأدب الفرنسي في الصفوف الثانوية بالتوازي مع عمله الصحافي الى ان تفرغ له نهائياً. وكان استهل عمله في الصحافة الفرنكوفونية اللبنانية الى ان قرر الكتابة بالعربية.

كان نزيه خاطر شخصية ثقافية غاية في الخصوصية، داوم على الجلوس في المقاهي الثقافية في شارع الحمراء الذي سكن في إحدى ابنيته ولم يغادره حتى في أوج الحرب والمعارك والاحتدام الطائفي. كان يشعر انه ابن هذا الشارع الذي طالما عجّ بالمثقفين والكتاب اللبنانيين والعرب.

الحياة اللندنية في

16.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)