كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

زوم

سينما العرب حاضرة في بيروت مع أفلام لافتة

بقلم محمد حجازي

 

أفلام ناطقة بالعربية في بيروت..

ببساطة شديدة عاصمتنا ملتقى الحضارات واللقاءات والإنجازات الثقافية والفنية، عوّدت صالاتها الجماهير على الفيلم الأميركي أوّلاً، والفرنسي قليلاً جداً ثانياً، والعربي وتحديداً المصري بشكل موسمي مرتبط بالأعياد في العالم العربي ثالثاً، لكن ما اتُّفِقَ على تسميته بـ«الربيع العربي» خدم من حيث لا يدري كواقع أمني وسياسي عام، أن يحصل هذا التواصل الراقي بين الفنون، وبين الطاقات العربية لإنجاز أعمال لها وقعها، ووزّعها على مستوى الوطن العربي الأكبر.
نعم منذ ثلاث سنوات ومعها الأشهر الأولى من السنة الرابعة، بات طبيعياً اللقاء الإنتاجي بين العرب وبين بيروت، كما عمّان، كما دبي، كما أبوظبي، كما القاهرة تعجُّ بمشاريع مكثّفة ولافتة، تُسعِد المُتابِع ولا تترك أي مجال للشك في أنّ الأمور مريحة وجيدة، ولها أفق طيّب في المدى القريب
منذ أيام حضر عدد من الفنّانين المصريين حفل العرض الخاص لفيلم «حلاوة الروح»، من بطولة هيفاء وهبي، وكان لقاء متميّز بين الطرفين أمام جمهور غفير، جاء كلّه من أجل هيفاء، ودعماً لها في فيلمها السينمائي الثاني بعد «دكان شحاته». 

وفي السادس عشر من الجاري، أي بعد غدٍ الأربعاء، تشهد صالة متروبوليس عرضاً خاصاً لفيلم «فتاة المصنع» بحضور المخرج محمد خان صاحب أضخم الأفلام العربية (زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، موعد على العشاء، خرج ولم يعد، وغيرها) وبطلة العمل ياسمين رئيس صاحبة الوجه المعبِّر والجميل والفائزة بجائزة المهرب العربي لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، وهما يصلان إلى بيروت في وقت يحقّق الفيلم إيرادات غير مسبوقة في السوق المصرية منذ زمن، خصوصاً أنّ الأوضاع السائدة في مصر أوصلت البعض إلى شبه استسلام لمنطق الاستسلام لواقع لا إيرادات فيه لأضخم الأفلام حتى الأجنبية منها.

هذا أمر لافت؛ خان سبق له وكان في بيروت آخر مرّة، عندما وصل مع الفنان الراحل أحمد زكي، لحضور العرض الخاص لفيلم «أيام السادات»، لإطلاق عروضه في صالاتنا، بعدما كان يتردّد كثيراً إلى هنا بحكم صداقاته الواسعة مع الكثيرين في ميدان الثقافة والفن.

في وقت سابق، كانت الوصفة السحرية لنجاح فيلم عربي في بيروت أنْ يكون من بطولة أحمد زكي أو عادل إمام أو نادي الجندي، وبعد وفاة الأول، وانسحاب الثالثة إلى الظل، بقي الفنان عادل وحيداً، إلى أنْ هُزِمَ أكثر من شريط له في الدور اللبنانية، ولم يعد له نصير كبير في الصالات، وثم الرهان على أحمد السقا منذ فيلمه «الجزيرة»، لكن أحمد لم يقدّم لاحقاً ما يلفت الانتباه إلى مشاريعه، وتدرّجت الأمور إلى عدم المبالاة في العام الأخير.

ما نشَّط الواقع المميّز هو الإنتاج المشترك السائد حالياً في مجال التلفزيون، ما يُحكى عن تحضيرات ميدانية لإطلاق أفلام مشتركة، فها هو رامي عياش الوحيد بين نجوم جيله يعلن صراحة عن أنّه مهتم بالسينما ويريد خوض غمارها، ومعه بطلة من مصر يرجّح أنْ تكون مِنّة شلبي الغائبة تماماً عن أي إنتاج سينمائي جديد، لكن الكاستنغ قد لا يستوي معها، فهناك عدم انسجام بينها وبين رامي صاحب الطول الفارع، أيضاً عرفنا أنّ وائل كفوري وبعد عمله في شريط مع  شركة مشروبات غازية أحبَّ طلّته السينمائية وهو يفاوض حالياً على دور جديد.

هذا المناخ ينسحب على هاني شاكر، أيضاً فهو وافق على شريط مشترك أيضاً، وأجواء سيرين عبد النور تشي بأنّها حاضرة للسينما حالياً، بعدما سعدت بكل ما قدّمته في التلفزيون منذ سنوات قليلة وحتی الآن، كذلك أبلغتنا الفنانة ميراي بانوسيان الموجود في بيروت لأيام، وصلت من بروكسل حيث تعيش مع عائلتها هناك، بأنّ في ذهنها إنجاز فيلم مشترك بين بروكسل وبيروت.

هل نقول أكثر.

الأجواء مفتوحة لمثل هذا التواصل الناجح، فكيف والأمة كلّها ومنذ زمن تريد بهذا التلاحم الإنتاجي الراقي الذي يقدّم صورة تضامنية  مشتركة عن عرب اليوم ثقافياً وفنياً.

عروض

«حلاوة روح» ثاني فيلم لـ هيفاء وهبي بإدارة سامح عبد العزيز في مصر

البطلة كانت جميلة وممثّلة محترفة.. وجريئة في الإقناع في أصعب المواقف

هيفاء وهبي للمرّة الثانية على الشاشة الكبيرة..

«حلاوة روح».. بعد «دكان شحاتة»، نحن كُنّا قد قلنا كلاماً إيجابياً عن حضورها في هذا الفيلم كممثلة، ونقول الشيء نفسه عن الثاني.. هي روح، روح الفيلم، ولم نجد شبهاً بينه وبين «مالينا» لـجيوسيبي تورناتوري وهو يُدير مونيكا بيللوتشي في الفيلم، وإنْ يكن القاسم المشترك، الفتى الذي يقع في غرام السيدة الجميلة، ويلعب دور هنا «أوشا»، الذي لا نعرفه قبلاً، لكنه من الوجوه المعروفة عند المصريين.

شاهدنا الفيلم في الصالة رقم واحد، أي حيث حضرت هيفاء، وكان في استقبالها في صف المقاعد خلفنا الفنان رامي عياش، بعدما تأخّرت على الحضور، بفعل اضطرارها للذهاب إلى مطار رفيق الحريري الدولي لاستقبال عدد من الفنانين المشاركين في الفيلم، والوافدين من مصر لحضور حفل الافتتاح المقرّر إقامة مثيل له في القاهرة لاحقاً.

زحام ما بعده زحام عند مدخل le Mall، كما في البهو الفاصل بين الصالات السبع، التي قدّمت الفيلم لكل المدعوين، وغصّت بهم على كثرتهم، وقد بذل المصوّرون (فيديو، فوتوغراف) الكثير من الجهد للفوز بصور خاصة، وبعد مُشادّات وصُراخ خارج الصالة رقم واحد، ثم السماح بدخول المصوّرين تباعاً.

لم يحضر من مصر بطلا الشريط باسم سمرة ومحمد لطفي، ولا حتى «أوشا» الفتى الذي أُعطِيَ اهتماماً خاصاً في الشريط، كونه ومن منطلق تفتُّح عينيه على الدنيا الحقيقية، وعنصر الذكورة في حياته، وجد أمامه روح (هيفاء) امرأة مكتملة الأنوثة يشعُّ الجنس من كل مكان فيها، كان يراقبها، ويتجسّس على لحظات خلوتها بنفسها، لكنّه لم يرها ولا مرّة مع رجل آخر، على أساس أنّ زوجها توفيق مسافر في الكويت للعمل وجنى المال، وهو تركها بعد فترة وجيزة من زواجهما، وبالتالي فهي لا تعرفه جيداً، وكل ما تعرف عنه هو وجود والدته معها في المنزل، تجبرها على خدمتها، فيما هي محط أنظار جميع الرجال عندما تخرج مع حماتها للتبضُّع وشراء الحاجيات.

ويُصادف أنَّ في الحي نفسه عرفة (باسم سمرة) يعيش في يومياته من جنى عدّة نساء يؤمِّن لهُنَّ الزبائن لممارسة الدعارة، وابنه هو الذي يضع نفسه بتصرّف روح، نعم يتلصّص عليها، ويحاول حمايتها من والده، لأنّه لم يرها في أي وقت تقوم بأفعال مخزية مع رجال آخرين.

عرفة مُجبَر على تطويع روح لأنّ مَنْ يطلبها هو «ريّس الحتة»، الذي يُطعِم عرفة وأولاده ويجعلهم لا يحتاجون إلى شيء، ويلعب الدور محمد لطفي الذي يكون كل هدفه الوصول إلى روح والفوز بها، لكنها رفضت كل الإغراءات ومحاولات التطويع بالقوة، ودخل على الخط لاحقاً الفنان فاقد النظر (صلاح عبدالله) محاولاً هو الآخر التقرُّب من روح، رغم أنّه لم يرها أبداً، وكل ما يريده هو رضاها.

تتفجّر الأمور حين تصل ورقة الطلاق لروح من زوجها الموجود في الكويت، عندها تُعتبر طلباً مُباحاً للرجلين، يطلبانها إلى سهرة جماعية، فلا تذهب، فيدخلان عليها منزلها ويغتصبانها تباعاً، في لقطات ربما لم تقدّمها ممثلة عربية قبلاً.

هيفا كانت ممثّلة مطواعة؛ أرادوها جميلة أمام الكاميرا، فكانت.

أرادوها في دور المظلومة، فبدت لا حول لها ولا قوة.

أرادوها متواصلة مع من مد لها اليد فذهبت إليها (نجوى فؤاد).

وعندما شرح لها المخرج الرائع في إيقاع فيلمه سامح عبد العزيز، رسم خطة لتصوير مشاهد الاغتصاب تباعاً كانت مطواعة ورائعة، ومتعاونة وجريئة في آن واحد، وتبدأ علامات ختام الفيلم مع خروجها من منزلها تمشي لوحدها لا تعرف إلى أين والكل يريد الشماتة بها.

كانت هيفاء جميلة في كل اللقطات، كانت ممثّلة، وامرأة، ومحترفة، وهذا ما يجعل نص علي الجندي مُنفَّذاً بكل دق

فيلم

إلى الشاشة من دون النقاد!!!

«نوح» على الشاشات.

وحدة العرض الخاص للنقاد ألغي.. وربما كان السبب تلازمه مع موعد العرض الخاص لـ:«حلاوة روح».

«نوح» على شاشات بيروت، بينما هو لم يظهر على الشاشات العربية الأخرى، عندنا تم الاكتفاء بعبارة: الفيلم صوّر وفق رؤية خاصة للمخرج.

راسل كراو صرح منذ أيام أنه يسعد حين يكون هناك خلاف حول فيلم صوّره، يرى أن مرور الكثير من الأفلام من دون أن يحس بها أحد أمر سيئ. لكن ما فعلناه بـ «نوح» كان رائعاً، نحن اشتغلنا على أهمية الخطوة بناء سفينة عملاقة أقلّت شعباً بكامله مع حيواناته. كان الإنسان هو الهم الأول وليس شيئاً آخر.

الشريط واجهته حالة من الرفض في العالم الإسلامي لأنه يجسّد النبي نوح وهو ما يتعارض مع الدين الإسلامي، وحصل أن الأزهر الشريف رفضه بشكل قاطع في مصر، بينما وافقت عليه الرقابة، ولجنة خاصة من وزارة الثقافة إضافة إلى جموع المثقفين الذين اعتبروا أن أحداً لا يحق له رفض أو منع عمل فني، وحتى كتابة هذا النص لم يكن الفيلم خرج للعرض في الصالات المصرية، مما يعني أن هناك حرجاً في اتخاذ قرار

برمجة 
7
أفلام في القاهرة ...

لافت جداً سوق العروض السينمائية في القاهرة حالياً. هناك أفلام وتوقع جمهور حاشد أوصلت المنتج محمد السبكي للإعلان بأن فيلمه: «حلاوة روح» سيحقق إيرادات أعلى من التايتانيك (قراءة للفيلم في مكان آخر من الصفحة) مع طرحه في 150 صالة عرض. الثاني على اللائحة خصصت له 52 قاعة. «بنت من دار السلام» لـطوني نبيه يدير راندا البحيري، صبري عبد المنعم، ماهر عصام، كارمن، ورينا. إضافة إلى الراقصة شاكيرا. وفي 80 قاعة يعرض شريط: «الفيل الأزرق» ابتداء من يوم غد الثلاثاء، حيث يدير المخرج مروان حامد (عمارة يعقوبيان) نيللي كريم، لبلبة، شيرين رضا، دارين حداد، كريم عبد العزيز، وخالد الصاوي.

- «رغم أنفه» في 35 صالة، لـمعتز التوني، مع رامز جلال، شيرين عادل، ورجاء الجداوي.

- «سالم أبو أخته» لـمحمد حمدي عن نص لـمحمد سمير مبروك، مع حورية فرغلي، أيتن عامر، ومحمد رجب.

- جيران السعد، مع تامر بسيوني، يدير سامح حسين، ميرنا المهندس، منة عرفة.

- ظرف صحي، في 35 صالة، مع دوللي شاهين، عايدة رياض، نص محمد بركات، اخراج إبرام نشأت.

سبعة أفلام جديدة على لائحة البرمجة القاهرية رقم جيد، ومفرح في ظل تطوّرات واستحقاقات سياسية واضحة

اللواء اللبنانية في

14.04.2014

 
 

الممثل السعودي قال إن غياب السينما أحدث فراغا كبيرا

عبد الإله السناني: حلمي موجود في «هوليوود»

الرياض: فتح الرحمن يوسف 

قال الفنان السعودي عبد الإله السناني الممثل وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، إنه يعمل على مشروع حياته الذي يتمنى تحقيقه، لمدة عامين دون انقطاع، ليعبر به إلى «هوليوود» في أميركا، حيث يولد الفن العالمي.

وقال الممثل عبد الإله السناني لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أعدّ عملا فنيا كبيرا، يوثّق لأول سينمائي عالمي سعودي وأول عربي يلتحق بعاصمة الفن الأميركية (هوليوود)، ويمثل جنبا إلى جنب مع الممثل العالمي جون واين».

ويعتزم إطلاق أول عرض لهذا المشروع الفني في هوليوود أولا، قبل ظهوره على الشاشات السينمائية العربية، بوصفه أول رائد سينمائي عربي وصل إلى هوليوود. ويحاول السناني من خلال هذا المشروع، تقديم سيرة ذاتية لهذا الرجل الذي هوى الفن منذ نشأته في نجد بالسعودية قبل عقود مضت، تتبع سيرته وعصاميته في صناعة المجد الفني، مرورا بانتقاله إلى بغداد فسوريا فلبنان، حتى وصل إلى هوليوود.

وقال عنه: «هذا العمل السينمائي يوثق لأول شخصية عربية سينمائية، خرجت من الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي، من بريدة، وانتقل منها إلى العراق حيث درس اللغة الإنجليزية هناك، وانتقل منها إلى الشام وتزوج منها امرأة، وانتقل بها إلى حيفا، ومنها إلى أميركا».

والشخصية المعنية هي خليل الرواف، الذي عُرف بأنه أول سعودي تطأ قدماه هوليود، حيث شهد بروز السينما غير الناطقة (الصامتة)، في نيويورك في ذلك الزمان.

واقتحم الرواف المجال السينمائي، وشارك في الفيلم الشهير «I Cover the War»، الذي لعب بطولته أسطورة هوليود جون واين عام 1937، حيث حاول فيما بعد توثيق هذه الفترة في كتاب يروي سيرته الذاتية، بعنوان «نجدي في أميركا»، الذي يستمد منه الفنان عبد الإله السناني مادة مشروعه المقبل.

وكان قد أحب الرواف السينما كفن وثقافة جديدة، فعزم على أن يذهب إلى لوس أنجليس، وعمل في هوليوود وقدم عدة أفلام، وكان في الأول يصمم أزياء للأفلام التي تتحدث عن الصحراء وعن العرب، حيث كان هو مدير المناظر.

وبذلك سجل التاريخ للراحل خليل الرواف أنه أول سعودي تطأ قدماه هوليود في بداياتها، ثلاثينات من القرن الماضي، حيث وصل إليها بعد رحلة طويلة بدأت من مسقط رأسه بمدينة بريدة، وتنقل خلالها بين عدة مدن عربية، قبل أن تحط رحاله في هوليوود التي كانت ناشئة في ذلك الحين. وفيما بعد طفق عائدا إلى لبنان، ومكث فيه حتى وفاته في عام 1975، وبذلك سبق عمر الشريف ومصطفى العقاد، اللذين ظهرا في السينما الملونة في بداية الستينيات.

ويحتاج السناني من خلال «الروّاف»، تخيل التنقّل من الحالة الثقافية الموجودة في نجد إلى الحالة الثقافية في أميركا، وكيفية تطوره، حيث كان لديه إصرار ما يدلل على وجود السينما السعودية منذ بداية الأربعينات، غير أن الحواجز لم تبرزها في نجد بشكل واضح.

ومشكلة هذا المشروع تبرز في تحمّل التكلفة الكبيرة، حيث يعتمد على الإنتاج، خاصة أنه يشتمل على تصوير في أميركا حيث سطعت عالميته السينمائية، إذ قضى نصف عمره هناك.

وفي هذا المشروع يحاول السناني الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الحياة أو الناحية الشخصية، مركزا على اختصاره في الإطار المعرفي والبحث عن الجديد، بعيدا عن التعرّض للعائلة والورثة وما إلى ذلك.

وعلى صعيد آخر، يعتقد أن غياب السينما في السعودية أحدث فراغا، ويقول: «هناك قصور وفراغ كبير جدا للسينما في السعودية، حيث أوضحت دراسة صدرت في دبي أن السعوديين يمثلون أكبر جمهور لهذا الفن على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

ويشير السناني إلى أن الجمهور السعودي محب لهذا النوع من الفن، بدليل أنه من أكثر الشعوب الذين تحتل السينما جزءا من اهتماماته في أي رحلة سياحية يقوم بها.

ولاحظ السناني أن الشباب يمثلون أكثر فئات المجتمع شغفا بالسينما، وهو ما يظهر التعطش لهذا النوع من الرفاهية.

وقال: «هناك متعة المشاهدة، التي قد تصل بالأرقام إلى ثلاثة أو أربعة ملايين مشاهد، لمشهد لا يتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين عبر (يوتيوب)، مما يعني أن هناك شغفا من مختلف الثقافات نحو السينما».

وعدّ السناني أن الفنون أصبحت جزءا أساسيا من الحياة البشرية، وهي قوة إنتاج اقتصادي أيضا، ويمكن أن توفر منصة للازدهار الاقتصادي سواء عبر توفير الفرص أو الحد من هدر الأموال التي تصرف في الخارج للحصول على متعة هذا الفن.

كما شدد على ضرورة الاهتمام بصناعة السينما، بدءا من الإقرار بأهمية تدريس الفنون في كليات التعليم العالي.

كذلك يشير السناني إلى أهمية الوعي المجتمعي تجاه العمل السينمائي في ظل توافر تيارات مختلفة تنظر له برؤى متفاوتة، من بينها من يرفض السينما، ولذلك فإن الحاجة كذلك ماسة لتوفير أدوات توعوية من خلال الاهتمام بالدراسة والتعرف على منتجات السينما، وقدرتها على توفير قنوات للتنوع الثقافي.

ومع ذلك لا يعتقد السناني، أن الفراغ الذي صنعه غياب السينما يصرف السعوديين للحب الرواية ينتهي بالنسبة بأكثر من علامات استفهام، مبينا أن المجتمع يعيش حاليا في عصر الصورة.

ونوه بأن فراغ السينما أفضى إلى إنتاج أعمال بوسائط جديدة كـ«يوتيوب» وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، لدرجة أصبحت مصانع لمنتجات غريبة جدا في المجتمع.

وقال: «هناك متعة المشاهدة، التي قد تصل بالأرقام إلى ثلاثة ملايين أو أربعة ملايين مشاهد، لمشهد لا يتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين، منا يعني أن هناك شغفا من مختلف الثقافات، وهذا أيضا يدحض القول إن غياب فن السينما أدى إلى زيادة حب الرواية».

ويعتقد السناني أن إنتاج الثقافة الأميركية من الروايات، خلال القرنين الماضيين من السينما، مبينا أنه في وقتها لم يكن هناك حضور طاغٍ للرواية الأميركية، أو الفرنسية، أو غيرهما، إلا عندما برز عنصر تسويقي حقيقي صاحب رؤية أخرى مختلفة في مجال الفنون وهي الرواية، مؤكدا أن الرواية لن تزدهر إلا في ظل ازدهار للسينما بشكل مباشر.

وشدد على ضرورة الدعم المادي والمعنوي والإعلامي المتبادل بين الجهات الرسمية والإنتاجية، موضحا أهمية أن توجه الدولة دعما حقيقيا ملموسا لتفعيل دور المؤسسات المعنية من خلال إرساء بنية تحتية كبيرة، لإبراز دور صناعة فن السينما في المجتمع وترفيهه.

ونادى بأهمية توجه وزارة التعليم العالي إلى تخصيص كليات وأقسام متخصصة للفن وصناعته وأشكاله المختلفة، مبينا أن هناك 27 جامعة، كلها تدرس الإعلام، في ظل وجود عدد من المثقفين الأكاديميين الذين يدرسون فيها، والذين يحتاجون للإحساس بالاهتمام بهذه المسألة التخصصية.

ويعتقد أن المعالجة في هذا الإطار تكمن في إحداث قسم جديد في كليات العلوم التطبيقية والنظرية لخدمة المجتمع في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنه في يوم من الأيام كانت هناك أقسام، أصبحت فيما بعد كليات.

ويعتقد السناني أن ازدهار السينما سيعود بتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال مختلف المسارات، ويحبس هدر الأموال التي يصرفها البعض في الخارج للحصول على متعة هذا الفن، فضلا عن توفيرها عددا من الفرص الوظيفية، وكبح جزء من البطالة لدى الشباب من الجنسين.

وأما حاليا، فالسناني يعكف ضمن مجموعة من نجوم الدراما، على إنجاز الجزء الثالث من البرنامج الفكاهي التلفزيوني «الواي فاي»، الذي حصد الجائزة الأولى الذهبية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، بدورته الـ13، التي انطلقت قبل أسابيع.

ويعدّ «الواي فاي» برنامجا دراميا ترفيهيا متنوعا بنكهة مختلفة، يمثل نقلة في ثقافة الصورة، التي أصبحت هي الهاجس، ودخلت خط المشاهدة القصيرة جدا في الـ«يوتيوب»، بمشاركة عدد من نجوم الدراما، وسينتهي العمل منه في خلال شهر، لإطلاقه في شهر رمضان المقبل بشكل أكثر تميزا.

الشرق الأوسط في

14.04.2014

 
 

الصعب والسهل

محمد رضا 

التفسير الصعب لبعض اللوحات، كتلك المعروفة باسم «البوابة» التي وضعها هانز هوفمان سنة 1959 المؤلفة من أرضية خضراء وصفراء بتدرجات مختلفة مع مربعات حمراء وزرقاء وصفراء ورمادية، يستدعي من بعض المهتمين وعاشقي الفن عموما، الوقوف أمامها متسائلا، بل متحيرا: ما المقصود بها؟ وما علاقتها بالعنوان؟ لماذا اختار فنانها الألوان التي اختار ولم يختر ألوانا أخرى؟ وما معنى أن المربعات ليست ذات حجم واحد أو لماذا المربع الرمادي إلى اليمين والأزرق إلى اليسار، ولماذا الأحمر في منتصف اللوحة؟

إنها ليست لوحة لمكان أو لإنسان، بل هي تعبير حداثي عن رؤية تبقى في جذورها ملك فنانها. ولا يزال من المثير للاهتمام (وربما لبعض الطرافة) مشاهدة أناس يتحلقون حولها أو حول أي رسومات لا تكشف عن أسرارها، محاولين فك طلاسمها. المشهد الأكثر تردادا هو مشهد أحد الناظرين وقد أمسك بذقنه وأمعن النظر في ما يراه من دون حراك. ما علاقة الذقن بالتقدير أو بالقدرة على الفهم، أو لماذا نضع أصبعا أو أصبعين على الصدغ حين نفكر؟

ليس من الضروري أن نضع أصبعا على الذقن أو على الصدغ لكي نفهم لوحة أو لننتقدها أو ننتقد مسرحية أو فيلما سينمائيا. لكن كيف للناقد الفني كشف ما لا يستطيع الهاوي أو المعجب أو المتابع غير الناقد أو غير المتخصص أن يكشفه؟ المسألة ليست حكرا على اللوحات وفن الرسم.. يستطيع من لديه إلمام بالموسيقى الكلاسيكية أن يلحظ أنه قد يستمتع بموتزار أو بيتهوفن أو تشايكوفسكي أكثر من استمتاعه بفوتي أو مولر أو شتراوس. الثلاثة المذكورون آنفا هم أكثر سلاسة من الثلاثة المذكورين لاحقا. وإن كان هذا لا يعني قيمة محددة لأي طرف. المقصود من المقارنة هنا هو أن الشكل الماثل أو الموسيقى التي نستمع إليها تستمد قيمتها من مصادر مختلفة، لكن السلاسة ليست شرطا. وولفغانغ موتزار ليس أفضل من شتراوس أو مولر لأنه سلس، وليس هوفمان أفضل من الفنان (الفرنسي) تيودور روسيو لأنه لا يُفهم بسهولة. الناقد عليه هنا أن يدرس المناهج ويفحص مدارس الفن وأنواعه، أحب لونا معينا منها أم لا. الشكل الخارجي لا علاقة له بما إذا كان الفنان أفضل من الآخر، بل مجمل اللوحة بكل شروطها ومضامينها. وربما الأمر أكثر وضوحا في السينما لانتشارها بين فئات مختلفة. في الماضي كان العديد من المشاهدين وعشاق السينما يأنفون من أفلام جون فورد أو ألان دوان أو سامويل فولر أو حتى ألفرد هيتشكوك، لأنها كانت - بالنسبة لمفهومهم - أفلاما سهلة وذات نوعيات محددة. في المقابل، كان آخرون يعتبرون أن أفلام إنغمار برغمن وأندريه تاركوفسكي وجان - لوك غودار، هي مجرد أفلام معقدة التركيب (بل ربما اتهمت بأنها برجوازية رغم أن غودار يساري محض) لأنها لا تتواصل مع الجمهور السائد وتعكس همومه.. هنا ينكشف للمتابع كم أن الفريقين كانا على خطأ: لا الفيلم الصعب جيد لأنه صعب، ولا الفيلم الهين (أو الترفيهي) أفضل لأنه سهل القبول. كلاهما - حين يكون جيدا - هو ما يشكل القيمة الفنية الضرورية للفن السينمائي بصرف النظر عن اختيار الشكل أو اختيار سبيل التعبير والموضوع.

الشرق الأوسط في

14.04.2014

 
 

المخرجة السورية ترى أن مسلسلات البيئة الشامية أعمال تجارية مرغوبة لا تستهويها ولا تشاهدها

سهير سرميني: الشللية ظاهرة صحية وصحيحة.. و«النداء الأخير للحب» عملي المقبل

دمشق: هشام عدرة 

أنهت المخرجة السورية (سهير سرميني) مؤخرا عمليات إخراج وتصوير مسلسل تلفزيوني جديد جاء تحت عنوان (النداء الأخير للحب) كما أخرجت فيلما سينمائيا روائيا طويلا بعنوان (عرائس السكر) الذي عرض لأول مرّة بشكل جماهيري يوم 3 أبريل (نيسان) الحالي في مهرجان قابس الثقافي الفني في تونس. وما بين الإعلام الذي انطلقت منه وإخراج فيديوهات كليب الأغاني التي قدّمت الكثير منها قررت سرميني الاستقرار في عالم الإخراج الدرامي التلفزيوني والسينمائي.

وفي حوار معها تتحدث سهير سرميني لـ«الشرق الأوسط» عن أعمالها الجديدة وعن بعض القضايا الفنية الأخرى قائلة: مسلسلي الأخير وهو ضمن سلسلة اجتماعية تحمل عنوان: (الحب كلّه) منها الخماسية التي أخرجتها بعنوان النداء الأخير للحب وهي عن الحب والحرب من تأليف رانيا بيطار حيث يتحدث المسلسل عن العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي يعيشها السوريون في ظل الظروف الحالية ويشارك في المسلسل عدد من نجوم الدراما السورية ومنهم سلمى المصري ونادين وجيانا عيد وآخرون، كذلك أخرجت مؤخرا فيلما تلفزيونيا بعنوان: (غرفة افتراضية على السطح) والفيلم يتحدث عن الأزمة السورية بشكل شفاف وغير مباشر والفيلم من بطولة الفنانة ندين تحسين بك وسوسن ميخائيل وخالد القيش وآخرين، كذلك أنهيت قبل فترة إخراج فليمي السينمائي الروائي الطويل (عرائس السكّر) وهو من تأليف ديانا فارس ويتحدث الفيلم عن فتاة مصابة بالداون سيغروم أي فتاة منغولية وهي في سن البلوغ إذ من الناحية الفسيولوجية مثلها مثل أي فتاة عادية حيث تناول الفيلم وبشكل جريء حياتها في الأسرة والمجتمع وكيف يتعامل معها المجتمع وكيف تحمل أمّها همّها باستمرار، وبطولة الفيلم لفتاة منغولية متميزة جدا اسمها مروة الجابي فهي في حياتها الواقعية بطلة سباحة وتعمل في الحرف اليدوية وتقود طائرة مع والدها الطيار، وقد أدّت الدور بشكل رائع مع عدد من الفنانين السوريين ومنهم سلمى المصري ولمى إبراهيم ونجلاء خمري والمطرب سامر كابرو وعدنان أبو الشامات وغادة بشور. وفيلمي هذا هو أول فيلم عربي يتناول بشكل رئيس ومباشر وبخط كامل حالة إنسانية لعاهة خلقية أي المنغولية في حين تناولته السينما العالمية وبشكل خاص الفيلم الفرنسي اليوم الثامن الذي حقق الكثير من الجوائز العالمية.

وحول اختيارها عالم الإخراج واستقرارها فيه وهي الإعلامية والمهندسة المعمارية تبتسم سهير: لم آت من لا شيء إلى الإخراج فأنا درسته أكاديميا واتبعت دورات كثيرة ومكثفة في التلفزيون الفرنسي والألماني ودرّبني دراميا خبراء فرنسيون وكان طموحي وحلمي من بداياتي أن أعمل أشياء على الصعيد الفني فأخرجت الكثير من البرامج المنوعة والوثائقية وأفلام الكرتون وفيديو كليبات الأغاني وأفلاما تلفزيونية قصيرة قبل أن أستقر في الإخراج الروائي السينمائي والدرامي التلفزيوني.

وحول مقومات المخرج الناجح وتميزه في ظل تنافس كبير بين المخرجين ترى سرميني أنّ الأهم هنا أن يكون لكل مخرج بصمته وبصمتي أنا ـ تضحك سهير ـ لست أنا من يحددها بل المشاهد من يحددها!.. أما تعاملي مع الإخراج فهو ينطلق في البداية من قراءتي للنص بشكل جيد مع تحليل عميق له وأسلوبي الخاص هنا والمحبب لدي أنني أعمل كثيرا على التفاصيل وأن يكون هناك روح في العمل الدرامي ومراعاة جميع الشروط الفنية التي يجب أن تكون موجودة.

وحول طريقة تعاملها مع الممثلين العاملين معها تقول سهير: ليسوا جميعهم بنفس السوية والإمكانيات ولذلك يجب على المخرج أن يحفّز الطاقات الفنية لدى كل واحد منهم وعادة أنا أتحاور مع كل ممثل حيث يطرح كل واحد منهم كيف سيؤدي الدور المسند له وأطرح أنا أمامه كيف يجب أن يؤديه فنتناقش حول ذلك لنصل إلى أن يعطي الممثل الدور حقه في المسلسل، وأنا مع الممثل المهني الذي يجب أن يأخذ مساحة أكبر ليقدم إبداعات أفضل، بينما الممثلين الجدد يجب أن يكون هناك توجيه لهم، كما أنني لست مع ديكتاتورية المخرج مطلقا بل في حياتي العامة أومن بالتشاركية وهذه طريقتي في التعامل مع الفنيين ومع الفنانين العاملين معي رغم أنه في المحصلة أي مسلسل سيحمل توقيع مخرجه ولكن في المشاركة مع هؤلاء ستحصل على نتائج أفضل. وأسأل سهير عن إمكانية مشاهدتها مخرجة لأعمال البيئة الشامية تجيب: لا فأنا أحب إخراج الأعمال الاجتماعية المعاصرة والإنسانية والمسلسلات التي تخدم المجتمع وأنا مع الدخول في أعماق الكثير من القضايا التي تهم الناس والمرأة لذلك لا يجذبني إخراج مسلسلات بيئية أو تاريخية رغم أن لها جماهيريتها، وأصنّف مسلسلات البيئة الشامية كأعمال تجارية مرغوبة وهي لا تستهويني ولا أشاهدها.

وحول ظاهرة الشللية في الدراما السورية تقول سهير: برأيي أن الشللية ظاهرة صحية ولكن ليس على صعيد الممثلين الذين يجب اختيارهم بما يتناسب والدور ولكنها صحية فيما يتعلق بالكادر الفني التقني كالمصور والغرافيك والمونتير وغيرهم الذي يجب أن ينسجم مع المخرج ويفهم عليه، وهذا ليس شللية بل نوع من التوائم بين هؤلاء والمخرج.

وعن إمكانية أن يشاهدها الناس ممثلة أمام الكاميرا وليس خلفها فقط كمخرجة خاصة أن شكلها جميل وحضورها مميّز، تبتسم سهير: أنا حتى الآن أجد نفسي خلف الكاميرا فقط وقد طرح علي أن أكون مقدمة برامج وممثلة فاعتذرت فلم تستهوني الفكرة، ولا أدري في المستقبل فقد أظهر في مشاهد بسيطة لمسلسل من إخراجي فقط إذا وجدت ذلك مناسبا لي.

الشرق الأوسط في

14.04.2014

 
 

ياسين المغربي يذهب إلى سوريا

أمستردام – محمد موسى 

لم يُخبر ياسين الإدريسي أمه عن نيته في الذهاب الى سوريا، لعمل فيلم عن الحرب المستمرة هناك. هو أخذ حقيبته واتجه إلى إسطنبول في صيف عام 2012، ثم إلى الحدود السورية التركية، أي الطريق نفسه الذي يقطعه معظم الجهاديين في طريقهم إلى سوريا كما يذكر المخرج نفسه.

وجهته ستكون مدينة سراقب في شمال سورية، حيث يسكن صديق سوري له تعرف عليه عن طريق الإنترنت، واتفقا معا على مهمة تسجيل يوميات الثورة في المدينة، في "سراقب"، المدينة التي مرت عبر جميع تحولات الثورة السورية، من سقوط سلطة النظام السوري، ثم تدميرها على أيدي قوات ذلك النظام، والآن تواجه حرباً جديدة، ضد داعش وحركات متطرفة أخرى، يثير بطشها رعب الناس في معظم مناطق سوريا المُحررة. سيسجل ياسين يوميات الحرب والموت والتشبث بالحياة لمجموعة قليلة من سكان المدينة، وليقدم بعضا من تلك اليوميات في فيلمه التسجيلي "ياسين يذهب إلى سوريا"، والذي عرض مؤخراً ضمن البرنامج التسجيلي الهولندي "دوك 2"، الذي يعد أكبر منصة تلفزيونية لعرض الأفلام التسجيلية في التلفزيون الهولندي.

يعرف ياسين في قرارة نفسه أن أمه وعائلته في المغرب سيرفضان ذهابه إلى مناطق مشتعلة، تثير صورها التلفزيونية خوف وجزع المشاهدين في كل مكان، هناك على ما يبدو أسباب أخرى جعلت ياسين يحيط مهتمة بالكتمان، فهو ذهب إلى هناك، بدون تغطيات أو حماية مؤسسات إعلامية غربية أو عربية، هو حجز بطاقة على حسابه الخاص كما يكشف، ولا يعرف في البلد الذي توجه إليه إلا صديق إنترنت، تواصل معه بالصدفة، عندما كان مشغولاً بتتبع أخبار سورية لشهور طويلة، وليقرر بعدها أن الجلوس أمام شاشة التلفاز بدأ يأكل روحه، وأن عليه أن يفعل شيئاً، بوجه عنف وصل إلى وحشية غير مسبوقة.

يسجل ياسين في مشاهد من تركيا، يومياته هو نفسه، مخرج شاب، يستعد لمهمة لا يعرف كل أبعادها أو عواقبها، يشرك ياسين وكما فعل في فيلمه الأخير (فيلم إيراني)، (عرض هذا العام في عدد من المهرجانات السينمائية الأوربية)، مشاهديه في العملية الفنيّة الخاصة بالفيلم نفسه. في مشهد من فندق في مدينة إسطنبول التركية، يرتدي ياسين زي الصحفيين الحربيين، يحدق قليلا في المرآة. هناك رهبة لا تخطؤها العين في ملامح المغربي الشاب. فالصحفيون مستهدفون من معظم أطراف النزاع في سوريا اليوم، وياسين ومصوره المغربي، لا يملكان خبرات أو إمكانيات صحفيين غربيين، ووجودهما هناك كعرب ومسلمين، ممكن أن يطرح أسئلة ويثير شكوكا، خاصة مع تزايد أعداد المقاتلين الأجانب في سوريا.

عندما وصل ياسين إلى الحدود السورية، كان صديقه السوري في انتظاره وسيدخلان معا سوريا ويتوجهان إلى سراقب، حيث سيبحث المخرج عن قصص وصور من الأمكنة المنكوبة. تفتح صداقة المخرج مع ابن المدينة، بما يتمتع به هذا الأخير من سمعة طيبة بين الناس حصل عليها كنتيجة لدوره في الثورة وتنظيم الحياة المدينة بعدها، الأبواب للفيلم للدخول إلى بيوت عديدة، فيقابل نساء ورجالا يروون قصتهم مع الثورة. كما ستكون الكاميرا قريبة عند وقوع أحداث مفاجئة في المدينة، فعندما تقصف طائرات بشار الأسد حي في المدينة، تصل إشاعة عن مقتل شخص تعرفه العائلة التي كانت تستضيف ياسين ورفيقه المصور، وتبدأ نساء العائلة بعفوية كبيرة بتذكر سيرة الرجل المصاب.

يعود المخرج إلى المدينة السورية في عام 2013، وبعد عام على زيارته الأولى والتي انتهت سريعاً بسبب تفجر العنف وقتها.  الكثير تغير في المدينة في غياب المخرج، البيت الذي استضافه في زيارته الأولى وكان ينبض بالحياة، هجره أهله بحثا عن الأمان في بقعة أخرى في سوريا. والمدينة الآن تحارب عدواً جديدا ًيحمل بدوره أكثر الشعارات حماسية. يصور المخرج نقاشاً علنيا ًبين أعضاء من الجيش السوري الحرّ. عندما يدعو أحد القادة المحليين لدولة علمانية في سوريا، ينتفض زميل له، ويؤكد لذلك القائد وللمجموعة بأن سوريا إسلامية. لا غرابة أن التنظيمات الإسلامية المسلحة تملك الكثير من الشعبية. يبحث المخرج في زيارته الثانية عن قصص جديدة تعكس ما مرت به المدينة في فترة غيابه، فيعثر على فنان تشكيلي محليّ، يتخصص الآن بتزيين وتصميم قبور الشهداء. في المقبرة تلك سيقابل المخرج صبياً لا يتجاوز العاشرة. عندما يسأله المخرج لماذا هو هناك، يُشير إلى قبر، يقول هذا لوالدي الذي قتلته قذيفة مدفعية.

الذي يميز هذا الفيلم التسجيلي هو الدينامية الخاصة التي تنشأ بين المخرج العربي الشاب والسوريين الذين قابلهم. فهي تختلف قليلا عن تلك في أفلام مخرجين غربيين قدموا أفلاماً عن سوريا. لا يحتاج السوريون لكثير من الشرح في هذا الفيلم، ولا يضعون أقنعة. بدوا أكثر راحة وتلقائية في حديثهم للمخرج العربي. رغم وفرة الأفلام التسجيلية عن سوريا إلا أن قلة منها فقط نفذت من قبل مخرجين سوريين أو عرب. يعجز المخرج بالنهاية عن مواصلة رحلته. بدت التجربة أكثر من قدرته. هو يشرك المتفرج في محنته أيضا. هو خائف ولا يخجل أن يعترف بذلك، أو أن يكون أول المنبطحين على الأرض عندما تدوي أصوات النار. في النهاية يقرر المخرج أن يغادر سوريا، عندما يكتشف أنه أصبح حملاً زائداً على مستضيفه، وأن الحفاظ على سلامته بدأ في إرهاقهم. هذه التفاصيل ستترك طعماً حادا غير مُتوقع عند معظم من يشاهد الفيلم، ولتتحول لأفضل إنجازات الفيلم، أي نقل هذا الأخير للكابوس المستمر هناك منذ ثلاثة أعوام، ليس فقط على السوريين، ولكن أيضاً للذين يقفون خلف الكاميرات عندما يصورون العنف المتواصل هناك.

الجزيرة الوثائقية في

14.04.2014

 
 

تشارك حالياً في بطولة «فرق توقيت»

نيكول سابا: السينما تعاني حالياً «أزمة ورق»

سعيد ياسين (القاهرة) 

تعود نيكول سابا إلى الدراما بعد غياب ثلاثة أعوام منذ لعبت بطولة مسلسل «نور مريم»، الذي مثل نقلة مهمة في مشوارها الفني، حيث تشارك حالياً في بطولة مسلسل «فرق توقيت» أمام تامر حسني، وشيري عادل، ومي سليم، وأحمد السعدني، وظافر العابدين، وتأليف محمد سليمان، وإخراج إسلام خيري.

وقالت نيكول إن قصة المسلسل الذي يقع في 30 حلقة، ومن المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل تدور في إطار اجتماعي رومانسي، وتحمل طابعاً كوميديا أيضاً، بالإضافة إلى وجود لمسة تشويقية، حيث يدور حول شاب يدعى «ياسين» يتربى في عائلة ثرية، ولكن والده يتعرض لحادثة تنقلب معها حياته بالكامل، حيث تتعرض قصة حبه لمشاكل.

مفاجأة الجمهور

وأشارت إلى أنها كانت تحرص على أن تكون عودتها إلى الدراما مختلفة، وقالت: أحب أن أفاجئ الجمهور، صحيح أن الدور حالة واقعية يمكن أن تراها في المجتمع، لكنه لم يسبق لي أن قدمتها في أي عمل فني، ولا أحب أن يحصرني أحد في دور معين، لأن الممثل عليه أن ينوع أدواره، ونحن نقدم «حدوتة» جيدة في إطار اجتماعي رومانسي «أكشن»، حيث توجد خطوط كثيرة في الأحداث وعلاقات وقصص تدور حول موضوع واحد مليء بالتشويق والإثارة.

وعن الشخصية التي تقدمها داخل أحداث العمل أضافت: أتحفظ في الحديث عن تفاصيل الشخصية بناءً على اتفاق فريق العمل، لكنني أجسد فتاة تدعى «شيري»، وهي تتطلب إحساساً عالياً، وتوجد نماذج كثيرة مثلها في المجتمع، وقد رشحت لشخصية أخرى في المسلسل، ولكنني أثناء القراءة أعجبت بشخصية «شيري»، فطلبت تجسيدها، وسعادتي لا توصف بتركيبة المسلسل وبالبطولة الجماعية وبخطوطه الجميلة، لأن كل شخصية تسير في خط لا يشبه الآخر.

عمل مشترك

وأكدت أنها تربطها علاقة صداقة قوية مع تامر حسني منذ قدمت من كلماته وألحانه أغنية «شكله عامل عملة»، حيث كان يأمل دائماً في تقديم عمل مشترك، وكانت لديه معرفة كاملة برغبتها في تقديم شيء مختلف، وهو ما تحقق حال عثوره على نص مناسب.

وعن الفروق بين قيامها بالتمثيل والغناء أوضحت أن الفنان أحياناً في التمثيل يكون «رهن الورق» الذي يعرض عليه، ونظراً للفترة الزمنية القليلة لها في التمثيل تشعر بأن المخزون قليل، خاصة أنها لست كثيرة العمل لحرصها على النوعية والأدوار التي تبرز إمكاناتها الفنية، كما ترفض العمل لمجرد التواجد، أو وضعها في خانة واحدة بدعوى أن ملامحها لا تصلح إلا لنوعية معينة من الأدوار، وفي النهاية تشعر بأنها مقيدة في التمثيل، أما في الغناء فالأمر مختلف لأنه حين تلح عليّ فكرة معينة تذهب إلى الشاعر وتعرض عليه الفكرة، وهو ما حدث مع الشاعر أمير طعيمة في أغنية «طبعي كده» عن شخص يتحدث عن نفسه واستقلاله وخرجت الأغنية في ساعتين، وحققت نجاحاً كبيراً، وأيضاً أغنيتها «يا شاغلني بيك ده كلام»، التي صورتها فيديو كليب، و«هأفضل أحلم»، وكلها أغانٍ فيها إيقاع و«مفيش مستحيل»، التي قدمتها ديو مع عبدالباسط حمودة، وتوزيع حسن الشافعي، وأيضاً «فارس أحلامي».

«التجربة الدنماركية»

وحول ابتعادها عن السينما منذ شاركت أحمد مكي بطولة فيلم «سمير أبوالنيل» ترى أن السينما في أزمة منذ فترة، ولا علاقة لذلك بالأوضاع السياسية المضطربة، التي تمر بها البلاد منذ ثلاثة أعوام، لأنَّ مصر كانت دائماً بالنسبة لها سينما وفن، ودخولها التمثيل كان من خلال بوابة السينما وتحديداً من خلال فيلم «التجربة الدنماركية» مع عادل إمام، وهي بالنسبة لها لها طعم مختلف كما أنّ نجوميتها مختلفة، مع أن الدراما حالياً تعيش وضعاً جيداً من حيث نوعية المواضيع والصورة والورق الجيد، والسينما تحتاج إلى ورق جيد بعيداً عما يتردد من أزمات إنتاجية، والدليل أننا نشاهد أفلام الأبيض والأسود مراراً وتكراراً ولا نمل لتنوع مواضيعها وأداء أبطالها وموسيقاها وكل شيء، على عكس الأفلام الحالية التي لا يخرج منها الجمهور بأي شيء بعد مشاهدتها في دور العرض. وعن مسلسل داليدا الذي رشحت لتجسيد شخصيتها فيه لفتت إلى ما تردد عن ترشيحها لهذه الشخصية الغنية التي تستفز وتستهوي أي ممثلة لاحتوائها على مناطق دراما هائلة، رغم أنها شخصياً تتخوف من دراما السير الذاتية، وقد قدمت شخصيتها قبل عامين في برنامج على شاشة تليفزيون «الحياة» واستهوتها الشخصية كثيراً منذ بدايتها في حي شبرا، والمآسي الكثيرة التي صادفتها في حياتها.

إضاءة

عمَّا إذا كانت تفكر في تكرار تجربة تقديم البرامج بعدما قدمت تجربتها الوحيدة في برنامج «تفاحة»، أوضحت نيكول سابا أنها تعاملت مع الموضوع أخذته بشكل «لايت» لمجرد التجربة، وليس لديها مانع في تكرارها حال العثور على موضوع جيد وفكرة هادفة.

الإتحاد الإماراتية في

14.04.2014

 
 

يصور «ماما وبابا» استعداداً لعرضه في رمضان

أشرف عبدالباقي: حظي في السينما قليل والدراما تعوضني

محمد قناوي (القاهرة) 

يعود الفنان أشرف عبدالباقي للدراما التلفزيونية بعد غياب 7 أعوام منذ آخر أعماله «مش ألف ليلة وليلة»، الذي عرض في رمضان عام 2008، وشاركه البطولة ريهام عبدالغفور وذلك من خلال المسلسل الكوميدي الجديد «أنا وماما وبابا» الذي تشاركه بطولته نشوى مصطفى وبدأ تصويره قبل أيام استعداداً للعرض الرمضاني المقبل.

ويقول: مسلسل «أنا وبابا وماما» عودة لي للدراما بعد غياب 7 سنوات وهو تأليف فداء الشندويلي ويشاركني بطولته نشوى مصطفى وأسامه عباس وهناء الشوربجي وريهام عبدالبديع وسمر جابر ومحمد الشرنوبي ومحمد بركات وعنبر ورضا حامد وإخراج مايكل بيوح.

وأضاف: العمل كوميدي اجتماعي مكون من 30 حلقة مدة كل واحدة 20 دقيقة، ويناقش المشاكل الاجتماعية، من خلال أسرة مكونة من أب وأم لديهما ولدان أحدهما جامعي والثاني طفل وفتاة في المرحلة الثانوية، وتحدث المشاكل بسبب سلوكيات الأبناء بمرحلة المراهقة في ظل التطور التكنولوجي.

حلقات منفصلة

وأشار إلى أن أحداث المسلسل تدور في حلقات منفصلة متصلة باعتبارها النوعية التي يفضلها الجمهور، حتى لا يصاب بالملل، موضحاً أن الجمهور المصري والعربي بات متعطشاً للضحك والكوميديا بعيداً عن السياسة.

وعن مشروعه المسرحي «تياترو مصر» قال: كنت أحلم بتقديم هذا المشروع المسرحي منذ عشر سنوات، إلا أنني بدأت المحاولات الفعلية أخيراً، وتمكنت من تحويل الحلم إلى حقيقة، والمشروع محاولة لتقديم شيء مهم في الظروف التي يمر بها البلد، من أجل المساهمة في رسم بسمة على وجوه الناس الذين يعانون الكثير وأشعر بسعادة بما وصلنا إليه.

وعن أسباب رفضه الاستعانة بنجوم معروفين لفت إلى أنه يحترم كل النجوم، لكن هذه التجربة تقوم على الشباب، والعرض الأول كان على مسرح جامعة مصر في منطقة 6 أكتوبر بالقاهرة، ويتمنى أن يحقق الهدف وتصل الرسالة إلى الشباب. وبالنسبة لغيابه عن السينما أوضح أن الغياب عن السينما لم يكن بيده، فهو من محبي السينما، لكن كل هذا الحب يمنعه من العودة لها من خلال أعمال لا تليق به ولا بالسينما التي تجمعه بها علاقة حب كبيرة وعندما يجد المشروع السينمائي الجيد لن يتردد، حيث يقرأ أكثر من عمل لاختيار الأفضل للعودة.

أعمال درامية

وأشار إلى أن تجاربه السينمائية الأخيرة كشفت عن أن «حظه قليل» في السينما، موضحًا أنه لم يستطع تحقيق النجاح الذي يضمن له البقاء ضمن نجوم الصف الأول وأنه يحاول تعويض ذلك بالأعمال الدرامية والمسرحية والتي تحقق نجاحًا.

وعن تجربته في تقديم البرامج التليفزيونية قال: أحب تجربتي في تقديم البرامج وأعتز بها كثيراً، واستفدت منها بشكل كبير، وإن كنت أرى أنني لم أكن مذيعاً بالدرجة الأولى أو بالمعنى الصحيح، فاعتمدت في هذه التجارب على طبيعتي وشخصيتي الأقرب إلى الواقع، وتعاملت مع ضيوفي بروح الصداقة في برامجي، ومن بينها «دارك».

وأوضح أن البرامج التي قدمها تتخطى 17 برنامجاً، وأنه لم يسع إليها، بل جاءت عن طريق الصدفة، رافضا وضعه تحت مسمى الفنانين الذين أقبلوا على تقديم برامج، خاصة أنه قدم برامج يتخطى عدد برامج مذيعين متخصصين في هذا الشأن.

وأضاف أنه يتلقى حاليا ردود أفعال جيدة على حلقاته ببرنامج «البيت الكبير» مشيراً إلى أنه سعى إلى أن يكون البرنامج شاملاً ويتحدث في مختلف مجالات الحياة.

الإتحاد الإماراتية في

14.04.2014

 
 

حصلن مؤخراً على لقب «الفارسة»

فنانات: التكريمات والجوائز «عصب الحياة» وحصاد الثمار الفني

تامر عبدالحميد (أبوظبي) 

يفقد الإنسان حماسته ونشاطه في أي عمل يقدمه عندما يمر مرور الكرام، ولا يتم تقديره كما ينبغي، فكلمات الثناء حتى لو كانت بسيطة، تدفع الشخص إلى تقديم الأفضل، والتطوير من نفسه حتى يكون في الصدارة دائماً، وفي مجال الفن خصص مهرجانات فنية عربية، تهتم بتكريم الفنانين وحصولهم على الجوائز عن مسيرتهم الفنية القيمة، تقديراً لهم ولأعمالهم المتميزة التي قدموها خلال هذه المسيرة، وتقدم هذه الجوائز على أسس ثابتة، يتم على أساسها اختيار كل من اجتهد لإظهار شيء مميز، قد نال إشادة الجمهور والنقاد والإعلام في وقت واحد.

والجوائز التي تقدم للفنانين، سواء على المستوى العربي أو العالمي، الذي يمنحهم التكريمات وشهادات التقدير التي تزيد من حجم مسؤوليتهم في تقديم أعمال ناجحة تنال إعجاب الجمهور والنقاد، مما يصعب مهمة اختيار أدوارهم، في ظل ظهور وجوه جديدة تلفت أنظار المخرجين والمنتجين.

«فارسات»

ومؤخراً تم تكريم نجمات الفن في الوطن العربي ودول الخليج، ضمن مهرجان «فارسات» في دورته الثانية وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، الذي أقيمت فعالياته في دبي، احتفاءً وتقديراً لمسيرتهن الفنية وأعمالهن وتميزهن في مجال الدراما والسينما.

من الفخر أن يتم تكريم الفنان على إنجازاته الفنية التي قدمها خلال سنوات وفي مختلف المجالات الفنية، هكذا أبدت الفنانة المغربية ميساء مغربي رأيها في التكريمات والجوائز التي تمنح للفنانين تقديراً لتميزهم الفني وقالت: كل جائزة لها طعم مختلف بالنسبة لي، فهناك عديد من الاحتفاءات والتكريمات التي تقدم خلال العام، لكن الجائزة الأهم بالنسبة لي، هي التي تأتي من الجمهور نفسه، لاسيما أننا نحن الفنانين كل ما نقدمه فهو للجمهور، الذي نسعى إلى كسب رضائه بشكل دائم، خصوصاً وأننا بدونه لا نساوي شيئاً.

استمرارية وتطوير

وترى ميساء أن التكريم يضيف بصمة نجاح إلى حياة الفنان، ويعطيه دافعاً لتقديم الأفضل والاستمرار باتجاه التطوير في المستقبل، لافتة إلى أنه من الصعب على الفنان أن يقدم عملاً فنياً، يجتهد فيه ويتعب ويسهر ليالي على تنفيذه، ويمر مرور الكرام، وكأنه شيئاً لم يكن، فهذه الجوائز بمثابة محطات يستطيع أن يعرف الفنان من خلالها إلى أين وصل، إلى أين يريد أن يصل في المحطات الأخرى.

تقدير واحتفاء

ولا تخفي الفنانة المصرية سوسن بدر أن الجوائز والتكريمات الفنية هي أهم شيء في حياة الفنان العملية وقالت: أعتبر أن أجمل شيء في الحياة العملية بالنسبة للفنان، هو عندما يقدم دوراً أو عملاً ما، ثمّ يلقى تقديراً من قبل الناس والصحافة، ويحتفى به في المناسبات والمهرجانات الفنية، معتبرة أن التكريم تقدير مهم للفنان، يعطيه حافزاً من أجل تقديم الأفضل بشكل دائم، خصوصاً إذا جاء هذا وكان الشخص المكرم على قيد الحياة، وليس بعد مماته.

وعبرت سوسن بدر الملقبة بـ «نفرتيتي» السينما المصرية، نظراً لملامحها الفرعونية المصرية الأصيلة، عن سعادتها بحصولها على لقب «فارسة» لعام 2014، ضمن مهرجان «فارسات» وقالت: شكراً لمهرجان «فارسات» وشكراً لمنظمة الأمم المتحدة على اختياري وتكريمي كفارسة في مجال الفن، وشكراً لدولة الإمارات الشقيقة على الاستضافة الرائعة التي تعودت عليها من شعب الإمارات، مشيدة بأهمية هذه الاحتفالية التي تحتفي بالمرأة العربية في كل المجالات، والاعتراف بمكانتها في المجتمع، لاسيما أن المرأة ليست «كمالة عدد»، بل تساهم وبشكل كبير في بناء مجتمعاتنا العربية قائلة: «لنا الفخر بأن نكون سيدات».

لكل مجتهد نصيب

أهدي كل الجوائز التي حصلت عليها في الفترة الأخيرة وعلى مدار مسيرتي الفنية إلى والدتي التي كانت لها الدور الأكبر فيما وصلت إليه حالياً، هكذا بدأت الفنانة الإماراتية بدرية أحمد حديثها عن رأيها في التكريمات والجوائز الفنية وماذا تعني لها وقالت: من الجميل أن يحصد الإنسان ثمار تعبه وجهده، فعبارة «لكل مجتهد نصيب» لم تأت من فراغ، فكلما اجتهد الشخص، وقدم أفضل ما عنده، ومن داخل قلبه، فبكل تأكيد ينتظره في يوم من الأيام بفضل ما قدمه من تميز، أن يلفت هذا العمل الأنظار، وبالتالي يكرم عما قدمه لأنه يستحق ذلك. وتعد بدرية الجوائز والتكريمات بمثابة الاستمرارية لحياة الفنان، حيث إذا ظل الفنان يقدم في أعمال لا تنال الإشادة، ولا تحظى بنسب متابعة من قبل الجمهور، فهذا مؤشر يعنى بالفشل، أو بشكل آخر أخفق في كل التجارب التي قدمها، وهذا يعني أن يقرر التوقف والانسحاب، أو إعادة الحسابات وتقديم أعمال أفضل أو بشكل آخر.

وحول تكريمها مؤخراً عن أعمالها الفنية الأخيرة ضمن مهرجان «فارسات» في دورته الثانية أوضحت بدرية أنها سعيدة باختيارها من ضمن الفنانات المكرمات في «فارسات»، حيث أعدت هذا التكريم شهادة تقدير لها.

صعود سلم النجاح

أما الممثلة الكوميدية هالة صدقي فاعتبرت الجوائز والاحتفاءات الفنية الرسمية، هي عصب الحياة بالنسبة للفنان وقالت: لا أستطع وصف شعوري عندما أعتلي خشبة أحد المسارح لكي أكرم وأتسلم جائزة عن إبداعاتي الفنية التي قدمتها خلال مسيرتي الفينة، فأشعر وكأنني أمتلك الدنيا كلها بيدي، فالتكريم والتقدير يدفعنا جميعاً لصعود سلم النجاح درجة تلو الأخرى، خصوصاً وأن هذه الجوائز لا تأتي من فراغ، ولا يقدمها إلا أشخاص متخصصين، يعرفون جيداً متى يتم التكريم ولمن.

وأكدت صدقي أن جائزة «الفارسة» لها مذاق مختلف بالنسبة لها، خصوصاً وأنها تكرم في الإمارات، الدولة التي تحبها وتعشقها كثيراً، إضافة إلى أنها تسلمت هذه الجائزة ضمن احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة، المرأة التي استطاعت أن تكون نفسها بنفسها، وتفرض نفسها ككائن بشري لديها طاقات كبيرة في كل المجالات على حد قولها.

شعور لا يوصف

بينما أشارت الفنانة العراقية شذى حسون، التي حصدت لقب «الفارسة» مؤخراً إلى أنه عندما يقدم الفنان عملاً فنياً مميزاً، وتأتي عليه ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والإعلام، ويحصد آراء وإشادات الإعجاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يشعر بسعادة كبيرة، ويتأكد أنه يسير على الطريق الصحيح، سواء في الاختيارات الفنية أو في طريقة عرض العمل الفني نفسه، متسائلة فماذا يكون شعور الفنان عندما يتم اختيار أعماله التي قدمها على مدار سنوات لتكون هي الأفضل، ويتم تكريمه من مهرجانات دولية وعربية تقديراً لما قدمه من إنجازات فنية؟!، فبكل تأكيد شعور لا يوصف، يدفع الفنان لتحقيق المزيد من النجاحات الفنية في المستقبل، شاكرة في الوقت نفسة منظمة الأمم المتحدة ومهرجان «فارسات» على تكريمها وحصولها على جائزة «فارسة في مجال الفن» لعام 2014.

إهداء وإشادة

حول تكريمها في مهرجان «فارسات» في دورته الثانية، أكدت الفنانة المغربية ميساء مغربي أنها تفتخر بتكريمها على إنجازاتها الفنية السابقة، إذ أعدت لقب «فارسة» شهادة كبيرة تضعها وساماً على صدرها، كما تحملها مسؤولية تقديم الأفضل في الفترة المقبلة، مهدية هذا التكريم إلى كل النساء اللواتي صورت معهن الفيلم الوثائقي «ضد العنف»، مشيدة بصمودهن وتحديهن، متمنية في الوقت نفسه أن ينال مسلسلها الجديد «قابل للكسر» الذي من المقرر أن يعرض في شهر رمضان المقبل، إعجاب الجمهور.

الإتحاد الإماراتية في

14.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)