كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كينيث براناه بدأ بأفلام شكسبيرية بعد أن أدى أعماله مسرحيا

الممثل البريطاني حول إخراجه «جاك رايان»: فيلمي مليء بالأسئلة لأننا نعيش فترة قلقة

لوس أنجليس: محمد رُضـا

 

تغير عالم الجاسوسية من المعالجات التي سادت في الأربعينات إلى تلك التي ساقتها وروجتها أفلام جيمس بوند الأولى، وصولا إلى ما هي عليه اليوم. حتى جيمس بوند، الذي كان قسـم العالم ما بين «معنا» و«علينا» في الستينات والسبعينات والثمانينات، بات يعلم أن المسألة ليست أبيض وأسود، بل إن من بين من هم «معنا» من هم «علينا» والعكس بالعكس.

خذ مثلا فيلم «جاك رايان: ظل مجنـد»، الفيلم الذي أخرجه وقام بأحد أدواره الرئيسةكينيث براناه أخيرا، تجد أن الخط الماثل لم يعد واضحا كما كان الحال عليه من قبل، أو كما يقول لي: «لقد انتقل العالم من الحرب الباردة التي مورست فيها مناهج سريـة خطرة، إلى حيث تسود نوع من الحرب التكنولوجية التي لا تعرف معسكرات معيـنة. هي هناك لكي تصل إلى كل شيء وتكشف كل شيء أو تتجسس على كل شيء من دون أن يلعب الجاسوس التقليدي أي دور. على الأقل، ليس الدور الذي كان يلعبه في السابق حين كان عليه الوجود في أرض الأعداء لينقل منها ما يستطيع من معلومات».

في هذا الوارد، لا تستبعد إذا ما وجدت برانا وقد عاد بعد سنتين أو ثلاث في فيلم جاسوسي آخر يدور عن إدوارد سنودون، الأميركي الذي لجأ إلى روسيا مع وثائقه: «بالأمس كنت و(المنتج) لورنزو دي بوانفينتورا نتطرق إلى هذا الموضوع». هو من أنتج «جاك رايان..» أيضا، والسبب في إنتاجه هذا العمل، كما قال لي، هو أنه يريد تقديم فيلم جاسوسي ينقل إلى المشاهد مدى الاختلاف الذي طرأ على هذا النوع من المهن.

قبل أن يصبحكينيث براناه مخرجا عمل طويلا ممثلا مسرحيا وسينمائيا، ولعله أجرى في مهنته تغييرات ووصل إلى قرارات جذرية أخرى جعلته في السنوات الأخيرة يتصدى لأعمال أكثر تنوعا مما اعتاده. ولد في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 1960 ببلفاست من أبوين آيرلنديين. قبله بخمس سنوات، ولد شقيقه ويليام، وبعده بعشر سنوات ولدت شقيقته جويس. في سن الثالثة والعشرين، انضم إلى «رويال شكسبير كومباني» متحولا إلى ممثل شكسبيري محترف. هنا، شحذ هوايته وقدم، من بطولته، دوري روميو في «روميو وجولييت» وهنري في «هنري الخامس».

حسب بعض المؤرخين الإنجليز، وجد برانا نفسه في صحبة مؤسسة فنية أكبر شأنا مما يرغب. كان يرغب في فرقة مسرحية أكثر خصوصية وحميمية فأنشأ «رينيسانس ثيتر كومباني». وكان لا يزال في التاسعة والعشرين من عمره عندما أخرج فيلمه الأول «هنري الخامس» عام 1989 والفيلم قاده إلى ترشيحات الأوسكار في مجالي أفضل ممثل وأفضل مخرج في ذلك الحين. بعد أربع سنوات، عاد إلى شكسبير ليقتبس منه «لغط كبير حول لا شيء» (Much Ado About Nothing) الذي طلب له بعض الوجوه الأميركية المعروفة، ومن بينها كيانو ريفز ودنزل واشنطن ومايكل كيتون.

بعد أن عالج عام 1994 رواية ماري شيلي «فرنكنستاين»، عاد إلى ويليام شكسبير وقدم عام 1996 «هاملت»، حيث لعب بطولته إلى جانب جولي كريستي وريتشارد أتنبوروف، ثم حقق فيلمين آخرين مستلهمين عن شكسبير هما: (Love›s Labour›s Lost) عام 2000، و«كما تحب» (2006).

هذه الرحلة الشكسبيرية انتهت عند ذلك الفيلم، وبعده التفت إلى حيث يستطيع أن يصل إلى جمهور أكبر، فكان «تحري» (عن مسرحية هارولد بنتر التي سبق تقديمها في فيلم من إخراج أنطوني شافر عام 1972)، ثم فيلم «ثور» المقتبس من الكوميكس عام 2011 قبل أن ينتقل إلى سينما الجاسوسية والمخابرات وسلاح التخريب في «جاك رايان: ظل المجند» المأخوذ، طبعا، عن سلسلة روائية مشهورة وضعها توم كلانسي، انتقلت قصصها إلى الشاشة الكبيرة أكثر من مرة.

كممثل، لم يكن أقل نشاطا على الإطلاق، ومن بين الـ65 فيلما وحلقة تلفزيونية مثـلها، برز له أكثر من دور، بينها تلك الشكسبيرية (أيضا)، ومنها شخصية الشرير أياغو في «عطيل»، وشخصية هاملت، وشخصية بنادك في «لغط كثير حول لا شيء». خارج إطار شكسبير، ظهر في دور العالم فرنكنستاين في «فرنكنستاين»، وفي دور التحري المهدد في فيلم روبرت ألتمن «جنجربرد مان»، ولو أنه أساء الاختيار عندما وافق على دور رئيس في «وايلد وايلد وست» عام 1999.

يمكن اختصار وضعه بأنه فنان سبق الإنترنت ودخل عصره معا، مما يقودنا إلى «جاك رايان: ظل المجنـد». كنيث لا يدعي أنه يعرف الكثير عن عصر الديجيتال هذا، إذ يقول: «من ناحية، أعمل على الكومبيوتر في أكثر من مجال. كل الاجتماعات التي أقوم بها من مكان إقامتي تجري عليه. كل المراسلات. السيناريوهات والمشاريع. المعلومات... كنت قبل أسابيع في جلسة عمل من بيتي بالسويد مع أربعة أشخاص؛ ثلاثة في كاليفورنيا، وواحد في أستراليا. في ذلك أنا كشأن غالبية الناس. لكني لا أحاول أن أستزيد. أعرف كيف أصبحت هذه التكنولوجيا عالما لا حدود له، لكني أحاول أن أبقى بسيطا. لا أملك صفحة (فيسبوك) ولا أستخدم الـ(تويتر)، لكني سعيد بأني أستطيع متابعة الأخبار وقراءة ما أريد من أحداث».

·        هناك علاقة بين شكسبير والنص المطبوع أكثر مما هناك علاقة بين شكسبير والإنترنت رغم أن هذا أصبح شائعا...

- ملاحظة صحيحة. ما زلت أفضل النص المطبوع ولا أكترث لقراءة رواية إلا في كتاب مطبوع للغاية. أفضل الكتاب وأفضل المجلة والصحيفة المطبوعة. مشترك في أكثر من مجلة وما زلت أشعر بالإثارة عندما يجري إرسالها لي عبر البريد. أفتح الصندوق وأجدها هناك. حين كنت شابا كان ذلك حدثا كبيرا (يضحك).

·        عندما أخرجت فيلمك الأول لحساب «باراماونت» عام 1992 وهو «ميت مرة أخرى» كانت الشركة مشغولة بتحقيق أول فيلم لها من سلسلة «جاك رايان» في ذلك الوقت...

- «نعم. كنت في الثامنة من العمر آنذاك (يضحك). نعم أذكر أنني عندما جئت إلى هوليوود قبل أكثر من عشرين سنة بقليل لمتابعة العمل على «ميت مرة أخرى»، كانت «باراماونت» تشعر بالإثارة لكونها تقوم على إنتاج «صيد أكتوبر الأحمر» الذي كان الأول في سلسلة «جاك رايان».

·        هذا الإدراك كان صلتك الأولى بجاك رايان؟

- نعم. بعد ذلك، تابعت الأفلام التي جرى إنتاجها عن روايات كلانسي والتي لعب بطولتها هاريسون فورد وبعد ذلك بن أفلك. أحببت في هذه الأفلام فرادتها وتميـزها. أحببت شخصيتها الرئيسة. إنه إنسان عادي، لكنه ذكي ولامع. لكن، ما جذبني أكثر للعمل في هذا المشروع هو أنني وجدته فرصة للعمل على فيلم جاسوسي. هذا نوع لم أعمل عليه سابقا وهو يثيرني.

·        ما الذي جذبك إليه تحديدا؟

- لقد استمتعت بفيلم يتحدث عن تبادل المعلومات الجاسوسية في هذا العصر. النوع بأسره كذلك لأن روايات كلانسي ثرية جدا بشخصياتها. حين تخرج فيلما منها تجد أنك تستطيع أن تشتغل على كل هذه الشخصيات، فكلها مثيرة التأليف وعميقة الشأن»

·        الدور الذي اخترته لنفسك هو دور فيكتور، ذلك العميل الروسي. لماذا اخترت هذا الدور تحديدا؟

- أعجبني فيه أنه دور يمنحني الفرصة لأمثل شخصية غير شخصيتي. كريس باين وكيفن كوستنر كانا في المكانين الملائمين لهما كممثلين. كلاهما أميركي يمكن قبوله على هذا النحو. كوني آت من المسرح وكوني إنجليزيا، جعلا من المستحسن أن أقوم بدور الروسي.

·        كيف تخرج وتمثل في الوقت ذاته؟ ليس أنك الوحيد الذي فعل ذلك، لكن بخبرتك المسرحية وبمنوالك المختلف من الأداء هل هناك وقت لاستحضار دورك بالصورة التي ترضى عنها؟

- أولا أستدعي ممثلا صديقا اسمه جيمي يوويل ظهر معي في الكثير من أفلامي وأطلب منه أن يراقبني ليتأكد من أنني أفعل الشيء الصحيح. لكن الأساس في ذلك ولكي أجيب عن سؤالك المثير للاهتمام، هو أنني أحضـر نفسي قبل التصوير. أتدرب على الدور جيدا حتى أكون جاهزا لكيفن كوستنر وكريس باين حين تجمعنا المشاهد المشتركة. لكني أريد العودة إلى السؤال الأول: واحد من التفاصيل التي أعجبتني في شخصية فيكتور هو أنه من عمري أنا. لقد عاش الفترة السوفياتية وشهد التحولات التي تبعت انهيار النظام السابق ولا يزال يشعر بالنقمة على أميركا لأنه يعتقد أنها كانت السبب فيما حدث للإمبراطورية الروسية. هذا كله ثري، وثري على نحو شكسبيري.

·        هل تستطيع أن تصفه بالشكسبيري أو هو من تراث تشيخوف؟

- هناك القليل من شكسبير فيه بلا ريب. لكنه يمتلك قليلا من كآبة تشيخوف. إنه يعلم أن الوقت يمر وأن أيام حياته باتت معدودة، لكنه مؤمن بأن الفرصة واتته للانتقام لابنه الذي قتل في الحرب الأفغانية ولوطنه الذي تغيـر شأنه. هذا الانتقام على كآبته هو ما يبعثه على الحركة والسعي. أكاد أقول علي الأمل في تسديد ضربة انتقام ضد الغرب.

·        هناك مشاهد لمدينة موسكو، من بينها المشهد الذي نرى فيه جاك رايان يتوجـه مع زوجته (كيرا نايتلي) لمقابلة فيكتور الذي دعاهما لذلك. مشهد مثير بكامله، خصوصا أن هناك خطر أن يكتشف فيكتور حقيقته في أي وقت... هل جرى التصوير في موسكو فعلا؟

- صورنا مشاهد كثيرة، لكن معظمها للشوارع والمباني والسير في بعض الأحياء. لكن المشاهد الداخلية التي تتحدث عنها صورت في مونتريال وفي باينوود ستديو. المشاهد الخارجية هي أكثر ما استخدم مما صورناه في موسكو. إنها مدينة تبني نفسها من جديد وهناك حركة وطاقة وحياة اجتماعية نشطة.

·        جاك رايان في هذا الفيلم يحارب من أجل ماذا؟

- لقد حاولنا أن نوحي بالإجابة. لم أكن أريد عميلا أميركيا يحارب على طريقة فلاش غوردون. الوطنية مهمـة، لكننا اليوم في عالم أكثر تعقيدا. أردت جاك رايان أن يكون إنسانا ذكيا وأن يحب وطنه على نحو مخلص وواضح وليس على نحو عاطفي. السؤال الذي أردنا طرحه هنا هو إنه إذا كنت تحب وطنك فعلا، فعليك أن تحب الآخر. عليك أن تسعى إلى السلام ولا أن تكون مهددا للسلامة.

·        من يأخذ هذا القرار؟ جاك رايان الذي عليه تنفيذ الأوامر أو الحكومة ذاتها؟

- هذا هو السؤال الصعب الذي لم نرد أن نحكم على نتائجه. لم أسع إلى الإجابة، بل لمجرد الطرح، لكنه واحد من الأسئلة. وبعضها يحمل مثل هذا التناقض. مثلا في الفصل الأخير عندما يكتشف الأميركيون هوية الإرهابي الذي دخل البلاد من خلال المعلومات التي وفـرها الكومبيوتر سريعا، ينشأ سؤال من نوع: هل تهنئ الحكومة على نجاحها هذا أو ستنتقد الوسائل المعتمدة لكشف مثل هذه الأسرار الشخصية؟ هل هناك خرق لحقوق الإنسان أم لا؟ إنه فيلم مليء بالأسئلة لأن حياتنا مليئة بالأسئلة، خصوصا في هذه الفترة القلقة التي نعيش ما يحدث فيها في أي مكان من العالم باللحظة ذاتها ونتأثر على نحو كامل.

·        هناك قليل من هيتشكوك هنا؟ أليس كذلك؟

- ربما أكثر مما تعتقد. هيتشكوك كان الإلهام في هذا الفيلم لأني معجب جدا بموهبته العظيمة التي أنتجت ما تستطيع تسميته «التشويق القائم على المؤامرة» (Conspiracy Thriller)، وأحد الأفلام التي شاهدتها قبل أن أبدأ العمل هو «شمال شمال غرب»، ودعوت كريس باين لمشاهدته أيضا بسبب أداء (بطله) كاري غرانت. كما تعلم شخصية كاري في الفيلم هي لإنسان وجد نفسه ملما بقدر من المعلومات بسبب خطأ في الهوية. ما يهمـني هو كيف تصرف. كيف أنه كان الشخصية التي تتمحور حولها الأحداث وفي الوقت ذاته الشخصية الأكثر عرضة للخطر. أردت كريس باين أن ينقل هذا الإحساس عبر أدائه.

·        أفلامك الأولى كانت مستوحاة، في غالبها، من أعمال ويليام شكسبير، ثم توقـفت عنها وبدأت تحقق أفلاما مختلفة. هل السبب في ذلك أن المرحلة الأولى كانت تأسيسية أو تمهيدا لما بعدها؟

- بدأت بأفلام شكسبيرية، لأنني مثـلت مسرحياته على المسرح أولا. عندما أخذت أمثـل للسينما لم يكن علي أن أختار منهجا معيـنا. فقط تمثيل الدور أو عدم تمثيله بصرف النظر عن مصدره. حين أدركت أنني أريد الإخراج للسينما قررت أن أبدأ ببعض أعمال شكسبير وما زلت أعتقد أنني سأعود يوما إلى أعماله. لكني لم أجد ذلك تمهيدا لنقلة. فجأة، وجدت أن الفرصة متاحة لي لكي أحقق أفلاما أخرى وهذا ما قمت به.

الشرق الأوسط في

13.04.2014

 
 

85 فيلما تتألق في مهرجان ترايبكا السينمائي بنيويورك

أهم منابر عرض الأفلام الوثائقية والمستقلة وأرض اختبار للمواهب الجديدة

نيويورك: «الشرق الأوسط» 

بعد مضي أكثر من عقد على تدشينه، أصبح مهرجان ترايبكا السينمائي أحد أهم منابر عرض الأفلام الوثائقية والمستقلة وأرض اختبار للمواهب الجديدة والابتكارات في عالم التصوير السينمائي الرقمي.

ويفتتح المهرجان يوم الأربعاء بفيلم وثائقي بعنوان «تايم إيز إيلماتيك»، وتدور قصته حول مغني الراب الأميركي ناس وتجربة إنتاج ألبوم «إيلماتيك» الذي كان سببا في شهرته عام 1994. ومن المقرر أن يغني ناس بعد عرض الفيلم.

ومن بين 6117 فيلما قدمت للمهرجان، جرى اختيار أكثر من 85 فيلما طويلا. وستعرض الأفلام خلال المهرجان الذي يستمر حتى 27 أبريل (نيسان) الحالي.

وقال روبرت دي نيرو، الممثل الحائز جائزة الأوسكار وأحد مؤسسي المهرجان مع المنتجة جين روزنثال، لـ«رويترز»: «لم يكن الهدف أن يكون هذا مجرد مهرجان للأفلام يقتصر على عرض الأفلام أو أنواع معينة من الأفلام».

وأضاف: «هو أقرب لنشاط اجتماعي. كان هذا هو هدفنا لأنه ولد من هذا الرحم». وتأسس المهرجان بهدف إنعاش منطقة مانهاتن الصغرى في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011.

وتفتتح مسابقة الأفلام الروائية العالمية في المهرجان بفيلم «غابرييل»، من إخراج لو هاو وبطولة روري كالكين بطل فيلمي «ساينز» و«يو كان كاونت أون مي». وتدور أحداث الفيلم حول شاب مضطرب عاطفيا يبحث عن حبه الأول. وسينافس الفيلم على جوائز أفضل فيلم طويل وأفضل مخرج وأفضل ممثل وممثلة وأفضل سيناريو وأفضل تصوير سينمائي أمام 11 فيلما.

ومن بين هذه الأفلام فيلم «برايدز» وهو فيلم إنتاج فرنسي - جورجي مشترك تدور أحداثه في ضواحي تفليس، وفيلم «فايف ستار» وهو فيلم عن أحد أعضاء عصابات الدم، وفيلم «زيرو موتيفيشن» وهو كوميديا سوداء عن مجندات إسرائيليات.

أما بالنسبة للأفلام الوثائقية، فسيفتتح المسابقة فيلم «ديور آند أي»، من إخراج الفرنسي فريدريك تشينغ ويحكي عن أول مجموعة أزياء صممها البلجيكي راف سيمونز لدار أزياء «كريستيان ديور».

وستتنافس أفلام من فرنسا وبويرتو ريكو وبريطانيا والولايات المتحدة وبلجيكا وهولندا على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل مخرج صاعد وأفضل مونتاج.

الشرق الأوسط في

13.04.2014

 
 

صاحب الصوت القوي والأدوار المركبة

وفاة الفنان السوري المخضرم عبد الرحمن آل رشي عن 82 سنة

دمشق: هشام عدرة 

توفي ظهر أمس السبت الفنان السوري المخضرم عبد الرحمن آل رشي عن عمر ناهز الـ82 عاما، وذلك إثر ذبحة صدرية مفاجئة ألمّت به، وتمّ نقله إلى مشفى هشام سنان في منطقة الميسات المجاور لمنزله بالعاصمة السورية دمشق. وسيشيع جثمانه اليوم الأحد بعد صلاة الظهر إلى مثواه الأخير في مقبرة ركن الدين شمال دمشق ليوارى الثرى.

ينتمي الفنان الراحل إلى جيل الفنانين السوريين الرواد حيث بدأت تجربته الفنية منتصف خمسينات القرن المنصرم من خلال المسرح وتحديدا في عام 1955 من خلال انتسابه للنادي الشرقي في دمشق الذي كان من أبرز روّاده الفنان الراحل نهاد قلعي والراحل عادل خياطة، فقدّم عددا من المسرحيات مع القطاع الخاص بلغت 15 مسرحية، ثم انتقل للسينما حيث شارك في بطولة أكثر من عشرة أفلام سينمائية، منها «المخدوعون» و«السيد تقدمي» و«كفر قاسم» و«المطلوب رجل واحد» وغيرها. وفي الإذاعة قدّم أكثر من 25 ألف ساعة إذاعية ليكون نشاطه الأوفر في الدراما التلفزيونية التي كان من أوائل الفنانين السوريين الذين عملوا فيها حيث بلغ رصيده من المسلسلات أكثر من 230 مسلسلا توزعت ما بين البيئي الشامي والاجتماعي المعاصر والبدوي وأشهرها مسلسل راس غليص. وكان من أبرز المسلسلات التاريخية التي شارك فيها «صلاح الدين» و«القعقاع» و«الظاهر بيبرس» و«ملوك الطوائف» وغيرها، حيث برز كممثل بارع يمتلك الصوت القوي ولغة عربية سليمة، ساعدته على التألق في الأعمال التي تقدّم بالفصحى، التي كان يعشقها ويجيدها خاصة وهو يقدم البرامج الدينية بصوته القوي. كما سجّل أيضا نحو 15 أغنية من أدائه رغم أنه لم يقدّم نفسه كمطرب بل أصّر دائما أن يكون ممثلا دراميا محترفا متفرغا لتجسيد الأدوار الصعبة المركبة بحرفية عالية. وعلى الرغم من كبر سنّه فقد حاول الفنان الراحل أن يبقى حاضرا في الدراما حيث كان يصوّر دوره في المسلسل الشامي «الغربال» للمخرج ناجي طعمة الذي سيعرض في موسم رمضان المقبل وتدور أحداثه في عشرينات القرن الماضي بدمشق. لكنه توفي قبل أن ينهي تصوير مشاهده فيه.

الفنان الراحل لديه ثلاث بنات وولد (محمد)، وهو الذكر الوحيد ويعمل في مجال التمثيل أيضا ويمتلك موهبة متميزة وصوتا قويا كوالده.

الشرق الأوسط في

13.04.2014

 
 

عبد الرحمن ملين تجربة رائدة في مجال الإخراج

حاورته : زبيدة الخواتري

عبد الرحمن ملين موهبة مغربية متألقة بدأت نواتها الأولى في الظهور في سن مبكرة حيث لفت الانتباه وهو في سن الرابعة عشرة حين اهتم بالفن الدرامي وظهرت لديه الرغبة في ممارسة فنون المسرح فتلقى تكوينا سنة 1958 من طرف وزارة الشبيبة والرياضة وشخص مسرحية للأستاذ أحمد الطيب لعلج سنة 1959 بثانوية مولاي يوسف بالرباط والتي تعد من أشهر المؤسسات التعليمية في تاريخ المغرب ، وبعد تخرجه منها انتقل إلى المعهد العالي للسينما والتلفزيون في موسكو  والذي تخرج منه سنة 1968.

وفور التخرج التحق بالإذاعة والتلفزة المغربية فكان من رواد الإخراج المغربي في التلفزيون وعلى مستوى الأعمال الوثائقية حيث يمتلك خزانة تعج بالأعمال المتنوعة والناجحة التي أرخت لمسار مدرسة مغربية فريدة تجمع بين الموهبة والمهنية.

·        "الجزيرة الوثائقية" التقت في الرباط عبد الرحمن ملين وسألته أولا عن بدايته في هذا المشوار وكيف تحقق التحول من التشخيص إلى الإخراج؟

كان الفضاء السمعي البصري  خلال سنوات الستينات شبه فارغ فكان العمل متواضعا باستخدام كاميرا صغيرة بالأبيض والأسود وأول ما اشتغلت عليه هو كليب للفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي سنة 1963 وأنا ما أزال طالبا آنذاك ، وكان أول عمل وثائقي سنة 1964 قد تم بتعاون مع المركز السينمائي المغربي ومع سليم جاي الإعلامي المغربي المقيم في فرنسا وكان يحكي مذكرات سائح مغربي في شكل رسالة من وعن عروس الشمال مدينة طنجة المغربية حيث ترافقه الكاميرا في كل جولاته التي أخذته لمآثر المدينة وكل مساء كان يكتب رسائل لأحبابه حول مشاهداته حتى انتهى  بإرسال الرسائل وركوب الطائرة. وبعدها في سنة 1965 أنجزت وثائقيا  مع التلفزيون عنوانه" أول جرس" يقود لأول فصول الدراسة  من خلال روض الأطفال إلى الجامعة ويكشف لقاء الأصدقاء وحياة التلاميذ والدراسة

·        إن المتتبع لمسارك وأيضا مسار الإذاعة والتلفزة المغربية خلال فترة الستينات يلاحظ الاهتمام البالغ بإنجاز أفلام وبرامج وثائقية فما هو سر هذا الاهتمام؟

قمت خلال فترة الستينات بإنجاز العديد من الأعمال الوثائقية للإذاعة والتلفزة المغربية وهو خيار كان له ما يبرره وهو قلة الاهتمام بالسينما والفن الدرامي آنذاك وذلك راجع لضعف الإمكانيات خاصة على مستوى التشخيص ، وهكذا أشرفت على إنجاز العديد من البرامج منها معالم مغربية سنة 1968 الذي سلط الضوء على تاريخ العديد من المعالم بالأندلس ومدن كفاس ومراكش وأيضا شاركت الدكتور ربيع مبارك في سلسلة مواضيع من الأدب العالمي والتي علق عليها بنفسه وقمت أيضا إلى جانب فنانين كالعربي الدغمي والمحجوب الراجي بالتشخيص الذي كان أيضا اختصاصي في البداية وكان هناك أيضا سلسلة تاريخية سنة 1972 بعنوان إشارات ومواقف، ثم شريط صفحات خالدة ونداء التحرير سنة2000  وكلها أعمال تاريخية بذلت فيه جهدا كبيرا.

·        أنجزت أيضا فيلما وثائقيا عنوانه رقصة الأفاعي فلماذا اختيار هذا الاسم وأين  يمكن أن تتجلى خصوصيته؟

جاءت الفكرة حين كنت أقوم بإخراج سهرة فنية بمدينة تارودانت المغربية وتحديدا منطقة هوارة التي تحتضن سوقها الأسبوعي كل أربعاء وبالصدفة وأنا أتجول داخل هذا السوق وجدت أشخاصا يحملون أكياسا يخرجون منها أفاعي يبيعونها وحولهم أشخاص يدققون في مدى قوة وصلابة هذه الحيوانات ومرونتها للقيام بأعمال اتضح لي بعد الاستفسار أنهم من أصحاب عروض حلقات الشوارع وأنهم يجهزون عدة الحلقة وأن هؤلاء الأشخاص هم أمهر "الحلايقية" في المغرب الذي ينتشرون في ساحات كبرى كجامع الفنا، وهكذا جاءت الفكرة فقلت لما لا أتحدث عن هؤلاء خاصة وأنك حين تزور الهند أو بلدا آخر تجد حيوانا معينا يمثل رمزا سياحيا يعرف بالبلد فقلت لما لا تكون لنا أيضا كمغاربة رموز توظف سياحيا ويمكن أن نعبر بها عن تراثنا وهويتنا .

·        من خلال قراءة تاريخية يمكن ملاحظة أنه اذا كانت سنوات الستينيات والسبعينيات قد لقيت اهتماما ملحوظا بالعمل الوثائقي فإنه بعد هذه السنوات وخاصة مع تعدد الوسائط والتوسع التكنولوجي أضحى الاهتمام بالفيلم الوثائقي في المغرب متواضعا خاصة على حساب الأعمال التلفزيونية التي بدأت تلقى الحيز الأكبر من الانتباه فلماذا برأيك يميل المشاهد المغربي لتفضيل العمل التلفزيوني على الفيلم الوثائقي؟

يمكن اعتبار التلفزة بشكل عام من أهم الوسائط الاجتماعية والمفضلة أيضا عند الجمهور باعتبارها صلة مباشرة ويومية مع الناس فهي أداة تواصلية تفاعلية تتطلب إيجاد لغة مناسبة تكون مفهومة ومتداولة بين المغاربة ولعل السلسلة الاجتماعية أو المسلسل التلفزيوني كان الأقرب لأننا في الاذاعة والتلفزة المغربية حاولنا البحث عن أعمال لها صلة بالوسط الاجتماعي المحلي وبلغة عربية قريبة من المشاهد المغربي وهو ما تطلب أيضا إيجاد سيناريو مناسب وحسن انتقاء للمواضيع المطروحة حتى يسهل فهمها واستيعابها.

·        يمثل الإعلام السمعي البصري قاطرة للتنمية وعاملا يساعد في التعريف ببلد معين قد نجهل عنه الكثير والملاحظ أن الدراما التلفزيونية المكسيكية أو التركية مؤخرا أصبحت تغزو عالمنا العربي على الرغم من كونها بعيدة عن مجتمعنا العربي إلا أنها فرضت نفسها بقوة فأين يكمن الخلل؟ 

إن الأساس في التكوين التلفزيوني انطلق أعرج لغياب مجموعة من المقومات التي من شأنها النهوض به كوجود خبراء قانونيين في مجال الإدارة لذلك أخذت الأمور على مستوى المسرح والإذاعة بعفوية وحتى تكوين المخرجين في البداية لم يكن يتعدى تدريبا يدوم ثلاثة شهور أو حتى أقل بل حتى انتقاء المواضيع والبرامج لم يرتكز على أسس على الرغم من كونه النواة التي تجلب المشاهد لكنها ظلت مفقودة لأن الأسس هشة والتكوين بالنسبة للتقنيين والمهنيين كان مفقودا،  فمثلا لم تكن تجد سنة 1968 مهنة اسمها فنان أو موسيقي في الإدارة العمومية وبدأنا بالتدريج وبإرادة ملكية للملك الحسن الثاني نكافح من أجل الاعتراف بالمخرجين ودرجاتهم في سلم التوظيف وبعد سنوات من الكفاح تمكنا من تسوية الوضعية القانونية لهؤلاء.

·        إذا كانت الوضعية القانونية والإدارية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية تمت تسويتها فإنه بالمقابل هناك شركات متعددة للإنتاج السمعي البصري لم يتم الحسم فيها وسرعان ما تراجعت أو أنهت مسارها لأنها لم تقو على المنافسة بسبب هيمنة مؤسسات كبرى ، فهل يمكن التسليم بأن لسان الحال يقول إن البقاء للأقوى فقط تجاريا وماديا ؟ 

ذهبت للمركز السينمائي  وعرفت أنه في المغرب هناك ترخيص لأكثر من 169 شركة للإنتاج السينمائي والتلفزيوني وطبعا قبل اعتمادهم وضعوا كل ما يلزم من إجراءات لكن القلة القليلة هي التي نجحت في الاستمرار وهي التي تمثل بالأساس أصحاب رؤوس الأموال وقد يكونون عبارة عن شركات قد لا تتعامل مع الهيئات الخاصة للمراقبة  والتي تقتضي إسناد الأمور لأهل الاختصاص أوعلى الأقل التعامل معهم إنسانيا ، فحنى تحصل على النتائج المرجوة يجب أن توفر الظروف المناسبة أمام من يشتغل معك وتعطيه امتيازات تجعله مرتاحا وبالتالي فعطاؤه سيكون أفضل.

·        تعتبر المملكة المغربية من أكثر بلدان العالم العربي اهتماما بالمهرجانات فطيلة السنة يمكن أن ترى جميع المدن المغربية تحتفي بمهرجانين أو أكثر منها الوطني ومنها الدولي لكن لا نرى أن الأعمال السينمائية المغربية استطاعت أن تستفيد من هذا الأمر فنادرة هي الأعمال التي حازت جوائز أو حتى حققت مجرد شهرة على المستوى العربي والعالمي لذلك فهل الخلل في هذه المهرجانات التي لا تسطر أهدافا واضحة أم في الأعمال السينمائية المغربية ذات المستوى الضعيف؟

يمكن القول بأن كثرة المهرجانات قد تشكل في بعض جوانبها هدرا للمال العام لأن مجرد المقارنة مع أعمال أجنبية تبين ضعف المستوى لذلك يجب إنجاز أعمال نخرج بها للخارج وليس فقط متداولة وطنية بل في بعض الأحيان نجد أنها حتى وطنيا غير متداولة . والنجاح في ذلك يقتضي إعطاء وسائل للتعبير فنيا لأن التطور يزداد ويجب معرفة آليات استغلال السينما لإعطاء جمالية وهو ما لم نصل اليه، وهو ما يستدعي وجود أشخاص مهنيين متمكنين وملمين بأبجديات السينما والتلفزيون ، ويجب أيضا إيجاد مدارس متخصصة ذات مستوى عالي.

·        ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الفيلم الوثائقي اليوم؟

إن الفيلم الوثائقي هو في الأصل رسالة تعريف بوسطنا وحياتنا وطرق عيشنا وفي المغرب هناك العديد من المواضيع التي لا تزال خاما لم يسبق لأحد تسليط الضوء عليها والوثائقي في هذا الإطار صيانة للهوية وتوثيق لها فالمخرج يجب أن يعمل بكل حرية وأن يلم أساسا بالجوانب التي نتطلع إليها نحن كمغاربة وليس ما يطلبه الأجانب لأن نظرة الأجنبي وخلفيته وتكوينه ليست مشابهة للمغربي وبالتالي فالاحتياجات مختلفة وكذلك التعبير عنها يجب أن يكون مختلفا ويأخذ بعين الاعتبار ما هو جديد ومميز ولا أعتقد أن ذلك سيتطلب أموالا طائلة فكثيرة هي الأفلام الحائزة على جوائز عالمية لم تكن تنتمي لدول متقدمة أو غنية ولكنها نجحت لأن شرط التميز والإبداع لا يرتبط بأي حواجز وطريق العمل والنجاح سيكون هو الأبقى.

الجزيرة الوثائقية في

13.04.2014

 
 

رحلة الحب والتحدي والأسرة

فيلم «الدببة» أجمل هدايا والت ديزني

عبدالستار ناجي

عودتنا ستديوهات «والت ديزني» على نتاجات سينمائية في جميع الاتجاهات، تحمل الينا المتعة والدهشة، والخيال الخصب، وضمن جديدها، يأتي فيلم «الدببة» وهو أحدث اصدار، ضمن سلسلة الحيوانات التي تقدمها ستديوهات ديزني، والتي تطوف بنا في عوالم عائلة من الدببة وصراعهم من أجل الحياة، والكينونة.

سينما من نوع مختلف، حيث التوثيق الرفيع المستوى، عبر حكاية اب من الاسكا، واثنين من اطفاله في رحلة من التحدي، تحمل الحب والعاطفة الجياشة والتحدي والعمل من اجل الاسرة، ثم مواجهة الصعاب، والمشاكل، في عالم من الحياة الفطرية في الاسكا.

رحلة تحبس الانفاس، وتجعلنا «جميع افراد الاسرة» نتفاعل مع حكاية ذلك الأب واطفاله، عبر رحلة ملحمية طويلة.

تحمل الكثير من الدروس لاشباله الصغار، وايضا الجمهور المشاهد من الاطفال على وجه الخصوص، حيث مواجهة جميع التحديات والظروف المناخية القاسية، والثلوج والجبال.

انها رحلة الشتاء الصعب والقاسي، الذي يجعلنا نتفاعل مع عذابات تلك العائلة الصغيرة من الدببة، وهي تنتظر قدوم الربيع والشمس والاسماك.

رحلة مقرونة بكل مفردات التعب، من انهيارات ثلجية، تدمر كل شيء، فكيف لذلك الدب مع اشباله الصغار ان يواجهوا تلك الظروف ويتحملوا قسوة الطبيعة.

رحلة بين لهو الاشبال وعدم مسؤوليتها، وقلق الام عليهم ومحاولة حمايتهم من جميع المخاطر بالذات، الذئاب الكاسرة التي تحيط بها، وتحاول النيل منها، وايضا قسوة الحياة، والجبال والظروف المناخية، والمخاطر التي لها بداية وليس لها نهاية بحيث نجد انفسنا، كمشاهدين في ورطة كبرى تنقلنا من خطر الى آخر، ومن مواجهة مع الطبيعة الى مواجهة مع حيوانات شرسة، ثم الظروف المناخية وهكذا.

رحلة في براري الاسكا، حيث لا شيء سوى اللون الابيض، والثلوج التي تغطي كل مكان، عندها يكون التحدي وتكون الاستمرارية.

وقبل ان نكمل السرد الخاص بالفيلم، نشير الى ستديوهات والت ديزني، التي كانت قد حققت عددت من الاصدارات الخاصة بالحيوانات، ومن ابرزها افلام عن «الشمبانزي» 2013 و«القطط الافريقية» 2009 و«الدببة» 2012، ثم افلام عن المحيطات وأخرى عن الارض وهكذا.

وقد نالت جميع تلك الافلام اهم الجوائز، ومن بينها الاوسكار.

قام باخراج الفيلم الجديد اليستير فوتشيرنجل الذي اخرج افلام القطط الافريقية 2011 والشمبانزي 2012، والكوكب الازرق 2001 والارض 2007.

وشاركه في الاخراج كيث ششولي الذي لطالما قد تعاون مع اليستير من ذي قبل، وفي جملة اعماله السينمائية مع ستديوهات ديزني.

في الفيلم يطل علينا الممثل جون سي، ريللي وكنا قد شاهدناه في افلام عدة وهو هنا بدور الراوي، الذي يأخذنا الى عوالم الدببة، ويفتح لنا دهاليز اسرارها وكفاحها ضد المستحيل، وهو كفاح يعلمنا كيفية المحافظة على الاسرة، وكيفية العمل الدؤوب من اجل المحافظة عليها.

كتب الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار جورج فينتون الذي كتب موسيقات افلام «أنا والملك» 1999، و«مقابلة مع مصاص الدماء» 1994 و «غاندي» 1982.

في الفيلم نحن لسنا امام مجرد رحلة لعائلة من الدببة، بل هي دروس مستفادة من تلك الرحلة، ونضال الحيوانات من اجل العيش والاستمرارية، حديث خصب عن الاسرة، والكينونة، وقبل كل هذا وذاك ترسيخ لمكانة ستديوهات والت ديزني في عالم الترفيه والمتعة والفن السابع.

النهار الكويتية في

13.04.2014

 
 

ماجدة خير الله :

"دور العرض" أكبر عقبة تقف أمام نجاح الأفلام القصيرة

حوار : كريمة صبري 

·        السقا وحلمي وكريم عبد العزيز ، ليسوا نجوم صف أول ، ولا يمتلكون القدرة على التجديد

·        الرقابة في مصر تسير بمنطق الخمسينيات ، وتلتزم بمقولة " هنعلمك الأدب"

ترى الأمل قادم نحو الإنتقال لمرحلة الصحوة السينمائية من جديد ، ترفض هجوم الأفلام الرديئة ، لأنها إمرأة تُقدر الأفكار المبتكرة والمجهود المبذول للخروج بعمل رائع وسط أفلام لا تعرف سوى مسار الإنهيار ، كان لبوابة روز اليوسف الحوار التالي مع الناقدة السينمائية " ماجدة خير الله " .

·        في البداية .. حدثيني عن رؤيتك للمرحلة التي تعيشها السينما المصرية في الفترة الأخيرة ؟

هناك صحوة جيدة ، بظهور مجموعة أفلام رائعة ، إتخذت مسار بعيداً عن الإنحدار السينمائي ، كما مثلتنا في العديد من المهرجانات العربية والعالمية مثل : هرج ومرج – فرش وغطا  فيلا 69 – لامؤاخذة – الشتا اللي فات – عشم ، هذه الأفلام أخرجتنا من حالة الإنهيار التي كنا نعيشها مؤخراً ، لكن للأسف لا يسلط عليها الإعلام أضوائه مثلما يسلطها على الأعمال السيئة .

·        بم تفسري عدم إهتمام الإعلام بهذه الأفلام ، على الرغم من حصولها على العديد من الجوائز؟

إما أن هؤلاء الإعلاميون يقصدون عمل دعاية لهذه الأفلام ، أو انهم يفتقدون للمادة الإعلامية المثيرة للجدل ، فيلجأون لعمل صفحات كاملة لسب الأفلام الرديئة ، ليفتعلوا من ورائها قصة يزيدوا بها عدد جماهيرهم .

·        ما رأيك في مثل هذا الهجوم أو النقد نحو الأفلام الرديئة ؟

هذا الهجوم يجعل الفيلم الرديء في الأذهان ، فيتغيب المشاهد عن الأفلام الجيدة ، فيجب علينا تشجيع الفيلم المتميز الذي به سينما حقيقية ومجهود ورؤية بناءة ، ولولا أن مثل هذه الأفلام المستقلة شاركت في مهرجانات وحصلت على جوائز عربية وعالمية ، لكانت مجهولة الهوية.

·        ماذا تفعل ماجدة خير الله أمام الفيلم السيء ؟

طالما هو فيلم سيء وسخيف ، إذن لايستحق كتابتي ، والكتابه عنه ماهي إلا ترويج اكثر له ، مبدأي هو تسليط الضوء على الأفلام المستقلة والقصيرة ، ذات الفكرة والمجهود الذي يستحق الوقوف بجانبه .

·        لكن يعتقد البعض أن الأفلام القصيرة مجرد موجة وستختفي قريباً ، ما رأيك في ذلك ؟

لا اؤيد هذا الرأي ، لأن هذا النوع من الأفلام موجود في العالم كله ، لكننا لم نلتفت إليه ، ومؤخراً ظهرت جهات مهتمة بمثل هذه الأفلام ، يقيموا لها العديد من المهرجانات مثل : مهرجان الموبايل – الإسماعيلية وغيرها ، وهذا سوف يشجع بدوره على إكتشاف مخرجين وكتاب مبتكرين .

·        ما العقبات التي تقف أمام هذا النوع من الأفلام ؟

العقبة الأساسية هي "دور العرض " ، يتم عرض الأفلام القصيرة في المهرجانات فقط ، ولا يتم عرضها في دور العرض ، والحل لذلك هو أن تعرض القنوات الخاصة للسينما هذه الأفلام ، بدلاً من عرض الأفلام السخيفة والمكررة ، وبهذا سيخلق إهتمام جديد وجيد للجمهور .

·        أريد منكِ رؤية تحليلية مبسطة عن بعض أفلام الموسم مثل : سعيد كلاكيت – فيلا 69 – فرش وغطا – لامؤاخذة - هرج ومرج – أسرار عائلية ؟

سعيد كلاكيت : معتمد على الايفيهات المكررة ، وبه حالة من الإستظراف بشكل مبالغ فيه ، وسينهار سريعاً .

فيلا69 : تحفه سينمائية، ومخرجة العمل "أيتن"، صنعت حالة متميزة داخل الفيلم ، رغم الإطار الجريء له بأن يدور في مكان واحد داخل الفيلا ، ويجسد حالة إنسانية لرجل مريض كبير في السن ينتظر الموت ، ونظرته الإيجابية للحياة وعدم إستسلامه وخضوعه لليأس .

فرش وغطا : تجربة جميلة وجريئة ، بها سينما رائعه ومزج رائع بين القالب الروائي والتسجيلي، وتَميزه يرجع إلى عدم إحتوائه على حوار ، ومع ذلك يستطيع المشاهد متابعته للنهاية وإمتلاك قصته بلا شرح للشخصيات فهو " إنتصار للغة السينما ".

لامؤاخذه : تجربة جديدة وشجاعه ، بأن يقوم فيلم كامل بالأطفال ، ويناقش قضية كبيرة بشكل واقعي .

هرج ومرج : فوجئت به ، ونال إعجاب الجميع خلال عرضه في مهرجان " جمعية الفيلم " ، يتحدث عن العشوائيات بشكل راقي وجمالي ، على عكس مناقشة باقي الأفلام لمثل هذا الموضوع بشكل سلبي ليس به سوى بلطجة .

أسرار عائلية : على الجانب الفني لم يكن رائع ، لكنه غير رديء ، به شيء جديد في أن يطرح قضية الشذوذ الجنسي بمنظور مختلف تماماً عن أفكار الجمهور بأنه سيحتوي على مشاهد خارجة ، يناقش أيضا فكرة التفكك الأسري وعواقبه على إنحراف الأبناء نفسياً وأخلاقياً.

·        إنسحب عدد من نجوم الصف الأول للسينما عن الساحة في الثلاث سنوات الأخيرة ، وبدأو الظهور في الأعمال الدرامية .. مثل : كريم عبد العزيز – أحمد حلمي – أحمد السقا ، وغيرهم .. كيف تفسري غيابهم ؟

هؤلاء ليسوا نجوم صف أول ، فهم حصلوا على وقتهم وفقدوا رونقهم ، لأنهم لايمتلكون القدرة على التجديد ، سوف ينتهوا سريعاً ويأتي بعدهم جيل جديد بأفكار مبتكرة ومتميزة لديها القدرة على التلوين والتنويع مثل : ياسمين رئيس – آسر ياسين وغيرهم .

·        ما رأيك في جهاز الرقابة في مصر ، ومحاولته لمسايرة عادات وتقاليد العصر ، في وقت نطالب فيه بالحرية والخروج عن القيود ؟

أرى فيه "مشكلة المشاكل " ، لانه يعمل بمنطق الخمسينيات ، و لايوجد في العالم جهاز رقابة بهذا الشكل ، لابد أن يتم تغيير مفاهيم العمل داخله لتخرج بما يسمى " الرقابة على المصنفات الفنية النهائية " ، وليس الرقابة على محتوى الفيلم .

·        ليس كل الأعمال تستحق التعامل معها بهذا المنطق ، فهناك أعمال لابد أن تحجر عليها الرقابة لأنها تهين أخلاقيات الجمهور ، فلابد وقتها أن تحمي المجتمع منها.. ماتعليقك ؟

لا أتفق معكي في ذلك ، الجمهور لم يعد ساذج بهذه الدرجة ، أصبح الأطفال يتعاملون مع الإنترنت بشكل دائم ، وهو عالم مليء بأسوأ مما قد يحتوي عليه فيلم سينمائي ، ، الفضيلة والأخلاق يتم فرضها من المنزل ، والمدرسة والسلوك الاجتماعي . وعلى الرغم من تحكم الرقابة الزائد ، إلا أننا نشاهد إرتفاع نسب التحرش والإباحية ، وإذا نظرنا للماضي سنجد لقطات بالمايوهات ولقطات ساخنة وما إلى ذلك ، ولم يكن هناك هذا الهوس الرقابي الموجود حالياً .

·        إذاً كيف تري دور الرقابة الحقيقي الذي لابد أن نجده في الفترة القادمة ؟

أرى أن دور الرقابة يتوقف على " التقييم والتصنيف العمري " وهو تحديد الأعمار المناسبة لمشاهدة الأفلام ، فهذا هو دور الرقابة الحقيقي ، لكن تسير الرقابة بعكس ذلك ، وتحتفظ بمبدأ " هنعلمك الأدب " ، لابد أن يخرج المسؤلين عن دور الوسيط والمراقب على الجمهور ، فأصبحت مسألة المنع أو المصادرة شيء قديم .

كما يمكن من خلال عرض الفيلم على قنوات التليفزيون أن يتم وضعه تحت رقابة خاصه لكل قناة ، تحذف او تترك اللقطات التي تريدها ، جميع أجهزة الرقابة في العالم تقوم بعملين هم : 1- تحديد الفترة العمرية ، 2- حفظ حقوق الملكية .

·        ما الذي ينقص الفن في الفترة الأخيرة ؟

نفتقد شركات الإنتاج بشكل كافي، والشركات الضخمه توقفت عن العمل خوفاً من الظروف الحالية ، يجب أن نحترم من عمل في مثل هذه الظروف لأنه أعاد الحياة للسينما من جديد بعد أن كانت على حافة الإنهيار ، وللأسف من أمثال هؤلاء " السبكي " ، فلابد أن تتواجد شركات ذات خطة مستقبلية مستمرة في السوق .

·        في النهاية أريد منك رسالة توجهيها لكل صناع السينما في مصر ؟

يجب أن تتخلوا عن التفكير في السينما بشكل " السبوبة " ، فأصبح أكثر من 70% من الفنانين يبحثون عن المبالغ الضخمة قبل أن العمل الجيد ، وأتمنى عودة زمن الفن الجميل عندما كان الفنان يتنازل عن نصف أجره ليشارك في عمل متميز يضيف له ولتاريخه الفني .

بوابة روز اليوسف في

13.04.2014

 
 

الإرهابي في طبعات سينمائية جديدة!

يحرره: خيرية البشلاوى 

الأفلام الغربية .. الأمريكية بصفة خاصة التي عالجت موضوع الإسلام السياسي. وإرهاب الجماعات الإسلامية تعد بالعشرات وربما بالمئات..

فمنذ الهجوم علي برجي التجارة في نيويورك في سبتمبر وصناع السينما لم يتوقفوا عن تصدير الأفلام إلي جماهير العالم. هذه الأعمال السينمائية بتنوعها وغزارتها جديرة بالاهتمام. وتصلح كمادة ثرية وكاشفة للدراسة والمناقشة فضلا عن كونها مادة مسلية ومنشطة عقليا وعاطفيا لجمهور الجالسين أمام الشاشة.

الإرهاب الذي يمارس بدعوي الانتصار للدين الإسلامي والجهاد في سبيله ينتشر دولياً في أنحاء الكرة الأرضية. والأفلام تتناول هذا النشاط في بلاد مثل أفغانستان والجزائر وليبيا والمملكة السعودية والعراق وإيران وفرنسا وايرلندا إلخ إلخ..

إذن لماذا لا يفكر التلفزيون المصري العام والخاص في عمل برامج سينمائية متخصصة أو حتي قناة خاصة تعتمد بالكامل علي الأفلام التي تتناول هذا النشاط التدميري الذي يمارس بدعوي الدين والأديان منه براء.

كثير من هذه الأعمال التي ينتجها الغرب تدخل في الصراع الأزلي بين الحضارات. والصدام بين الشرق والغرب. وفي تشويه الشعوب أحياناً. ووصم الشخصية العربية المسلمة باعتبارها كيانا إرهابيا والسينما من الأدوات القوية جداً في معارك الأفكار والتطرف الايدلوجي.

ومن المهم الإلمام بأساليب إدارة هذه المعارك عبر وسيط الفيلم كعمل ترفيهي جماهيري إنه مطلب ثقافي وتنويري وتعليمي ولا يصح إغفاله وبالذات في هذه الظروف التي نعاني فيها جهلاً وغياب وعي وعمي بصيرة.

ومن المفارقة اللافتة أن الولايات المتحدة التي إكتوت من الإرهاب واتكأت علي الحادث الإرهابي الجلل 11/9/2001 لكي تعلن الحرب علي الإرهاب وتدمر من ثم دولا عريقة مثل العراق وأفغانستان وبعدهما سوريا وليبيا وكل هذا التدمير يتم بسلاح أمريكي ودعم وتحالف غربي المفارقة الصارخة أن الولايات المتحدة ترفض حتي هذه اللحظة الإقرار بأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية تمارس الإرهاب مع سبق الاصرار والترصد.. الولايات المتحدة التي تمتلك قلعة لصناعة الأفلام وقوائم طويلة من الأعمال التي تفضح الإرهابيين وقد عانت هي نفسها كدولة "عظمي" من عدوان الإسلاميين الذين اتضح أنهم "فروع" من شجرة الجماعة ومن أنصارها. هذه الدولة العظمي تتجاهل أفعال الجماعة وضربتها لأنها تعتبرهم "ذراعا" لها لتنفيذ مآربها في الشرق الأوسط"!" العيار بمكيالين سمة قبيحة من سمات العظمة. والظهور بوجهين آلية مفضوحة في سلوكيات بلد الكاوبوي والهنود الحمر.

والمفارقة مرة ثانية ومن دون جهد بحثي كبير أن دور أمريكا في دعم الإرهاب الآن واحتضانه. وأنها قادت الحرب علي الإرهاب ليس بهدف اجتثاثه وإنما لتقويته للنيل من قوة دول تعاديها والنتيجة الطبيعية بعد مرور أكثر من عشر سنوات علي سقوط بغداد "2003" أن العراق برمتها تفترس حاليا بفعل جرائم إرهابية مروعة جعلت أهلها يقولون "ولا يوم من أيام صدام حسين" لا ديمقراطية ولا يحزنون. وإنما فوضي وعشوائية ودماء تسيل كل يوم.

انتعش الإرهاب باسم الدين وانكشف الخداع الأعظم "والخداع الأعظم" عنوان لفيلم شاهدناه مؤخراً يكشف كيفية تغلغل الإخوان في أمريكا.. وبالمناسبة هناك جيل ثالث من الجماعة الإرهابية ولد وتربي ورضع من صدر الدولة العظمي ومنهم أشخاص في البيت الأبيض. وآخرون تعرفهم هيلاري كلينتون وربما نشاهد قريبا نسخة ثانية من الخداع الأعظم وأفلاما أخري روائية وتسجيلية تلقي الضوء علي دور أمريكا في نشر الديمقراطية بدعم الإرهاب ورعايته.

السياسة لعبة قذرة تفضحها وسائل الإعلام والوسائط الجماهيرية وفي مقدمتها الفيلم السينمائي..

والأفلام الغربية . الأمريكية علي نحو خاص تلعب أدوارا مزدوجة مضللة أحيانا. وكاشفة في أحيان كثيرة. والمطلوب نظرة تحليلية لهذا النشاط المؤثر الذي يجعل "الميديا" سلاحا قوياً في أيدي الجماعات الإرهابية ويحول الصورة إلي لغة تبثها قنوات عملية تخدم أغراضا صهيونية واستعمارية بوعي وبمقابل مادي مدفوع.

ومن الأشياء الفارغة التي نسمعها ونقرأ عنها أحيانا سواء علي لسان التابعين للأجندة الأمريكية أو المفرضين بدعوي الليبرالية. أو اللامنتمين المؤمنين باللاعنف واللاوطن واللا أخلاق إلخ..

من هذه الأشياء القول بأنه لا يوجد تعريف دولي متفق عليه للإرهاب وأن تعريف هذا المصطلح يشكل تحدياً أمام بعض رجال الدولة وأنه مشكله دوليه!!!

مع أن التعريف العملي الذي لا يمكن دحضه ما شاهدناه من ترويع وحشي بالأسلحة والمدافع والمولوتوف للناس الذين لا يحملون أسلحة. والذين يتم التمثيل بجثثهم علي نحو لا تجده في الغابات ولا في عصور ما قبل التاريخ..

التعريف الدولي إذا كانت دول العالم "العظمي" تسعي بالفعل إلي تعريف للإرهاب موجود في مصر في أكثر من مشهد وأكثر من مكان وفي شمال وجنوب ووسط البلاد الذبح علي الهوية والقاء البشر من فوق الأسطح ومن بين ملامح الإرهاب التخطيط المسبق لاغتيالات أشخاص مسالمين وضد جماعات مدنية بهدف الترويع وضد فصائل من البشر لا تحمل السلاح ولا تدخل في حرب.. وإذا كان ما عزاه من ترويع وقتل وذبح وتمثيل باللحم الحي لا يمثل الإرهاب. إذن ماذا يكون الإرهاب.

لقد حاول كثير من الكتاب والممثلين والمخرجين رسم صورة للإرهابي ورصد الملامح السيكلوجية لهذه الشخصية واستخدموا نماذج باعتبارها تصوير موضوعي لشخصية الإرهابي واعتقد أنهم فشلوا. فحتي "كارلوس" يبدو باهتمام. أمام إرهابي الجماعة لأن الإرهاب الأسود ينبت في بيئة ايدولوجية تلغي ماعداها وتشمل دماء الخارجين عليها. وتقضي جسديا وفكريا من يخالفها وتلغي المشاعر والتعاطف والشفقة .. وإلخ الاحاسيس التي تضعف قدرة الإنسان أحيانا. الإرهابي في "الألبوم" الخاص بالجماعة لم يظهر بعد في الأفلام الأمريكية ولم يظهر في أفلام حصرية من نوع "الإرهابي" أو "حين ميسرة" أو "الإرهاب" هذه شخصيات مسخ وباهتة وخيالية المخرجون الفلسفيون الذين تجرعوا الإرهاب الاسرائيلي المفرط في العنف واللاانسانية لم يقوموا بعمل رسم شخصية الإرهابي فيلم مثل "الجنة الآن" لن ينجح في تقديم صورة قاطعة للإرهابي. وأفلام علي شاكله" في نسبة إلي فنديتا "v for vendita" الذي ذاع صيته جداً وسط "الثوار" في تحرير 25 يناير. صورة سخيفة ومثيرة للسخرية إذا ما قورنت "بإرهابي" الجماعة .. الجماعة جمعت في خلاصة الوحشية والدونية واللاأخلاقية واللادين.

رحلة إلي القاعدة

ومن الأعمال التي تناولت نشاطات إرهاب الإسلام الأصولي المتطرف. فيلم شاهدته مؤخراً بعنوان "رحلتي إلي القاعدة" وهو عمل تسجيلي لصحفي وكاتب وسيناريست أمريكي هو لورانس رايت متخصص في نشاط الجماعات الإرهابية وشارك في كتابة سيناريو فيلم "الحصار" الأمريكي "1998" الذي يتناول جانبا من هذا النشاط..

والفيلم عن كتاب قام الصحفي بتأليفه وحاز به علي جائزة بولتزر وفيه يلعب الدور الرئيسي باعتباره صاحب الرحلة واللاعب الوحيد فيها .. عمل لطيف وتحصيل حاصل لمعلومات شبعنا منها.

الفيلم محاولة من قبل المؤلف للوصول إلي اجابات عن أسئلة أثارها الحادث الإرهابي الأكبر 11/9 والرحلة التي قام بها اتجهت به إلي أماكن يفترض أنها الأنسب للعثور علي اجابات موضوعية صحيحة زار المملكة العربية السعودية وتوقف أمام بعض المتظاهرين فيها.

وأمضي في مصر عامين واشتغل بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. والتقي شخصيات من نوعية منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية. والمؤلف المسرحي علي سالم الذي زار إسرائيل. والإعلامي يسري فوده الذي التقي هو نفسه بشخصيات ضالعة في هذه النشاطات بحكم مهنته.

يروي الفيلم بلسان مؤلفه قصة تأليف الكتاب الذي حظي بانتشار واسع "البرج الملوح.. القاعدة و11/9".. وعلي مدي ساعة ونصف تقريبا يستحضر الشخصيات والأمكنة والمظاهر الثقافية والدلالات الخاصة للوقائع التي صادفته ومنها حادثة حريق مدرسة البنات في المملكة السعودية التي أدت إلي وفاة عدد من التلميذات اللاتي حوصرن داخل جدران البناية حتي لا يظهرن سافرات والمؤلف بطل الفيلم يتوقف كثيراً أمام هذه الحادثة ويدين التمييز النوعي ضد الإناث والانغلاق الفكري لمجتمع يولد التطرف ويشكل ضغوطاً تعادي الحياة الحرة وتشجع الإرهاب كنتيجة حتمية للانغلاق وافراز "بن لادن" ومن ثم القاعدة.

تحمس لإخراج مادة الكتاب في صورة عمل سينمائي المخرج الأمريكي الكسين جسين. وأهمية وتفرد العمل أنه نوع من "أفلمة" عمل فكري يحول الكتاب إلي صورة مرئية.

يلفت الانتباه للفيلم. زاوية النظر التي تبناها المؤلف بطل الفيلم والتي يكرسها كمثقف وإعلامي أمريكي بارز يعمل في الصحافة الغربية. وبرغم الإدعاء بالموضوعية والاعتماد علي المعطيات المادية علي أرض الواقع والتي اختارها بنفسه وتناولها نقدياً إلا أن الفيلم بموضوعه الذي يركز علي "القاعدة" كتنظيم إرهابي لن يجيب عن أهم الأسئلة "لماذا" حدث ما حدث؟؟ أو بقول آخر "لماذا يكرهوننا؟؟".

وكيف تمكن إرهابيون عرب من عمل هكذا شديد البراعة تكنولوجيا ومبتكر وغير مسبوق؟؟

"الحرب علي الإرهاب" لم تقض علي الإرهاب بقدر ما قوته وما حدث أن أمريكا كدولة راعية للإرهاب نقلت الجماعات التي ربتها وزرعتها في أفغانستان لمحاربة الروس الكفرة في جبال تورا بورا واقصائهم عن الدول المسلمة في واحدة من معارك الصراع الساخن إلي جبال سيناء وصحاري ليبيا وريف ووديان سوريا ومدن الشرق البديعة بغداد ودمشق والقاهرة . إلخ إلخ إلخ.

من المفيد فعلا الفرجة علي الوجه الآخر من الصراع علي شاشات السينما والتلفزيون حتي نفهم طبيعة الإرهاب وأسباب وجوده وانتشاره..

ومن المهم أن نتابع التاريخ الحديث الذي عاصره معظمنا وراقبنا أحداثه عن كثب وسقط بعض من أهالينا وأولادنا ضحايا لإرهاب أسود مدعوم دولياً. من المهم ونحن نعاني من نسبة أمية وجهل أن نستعين بالأفلام وتحليلها من خلال عرضها علي الشاشة الصغيرة. وفي ندوات ثقافية وعبر قصور الثقافة المنتشرة في القاهرة ومحافظات مصر.

المساء المصرية في

13.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)