كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الوثائقي الجديد "سالنجر":

بين العبقرية والجنون!

أمير العمري

 

لم تعرض النسخة الكاملة (التي أضيفت لها 15 دقيقة) من فيلم "سالنجر" Salinger إلا في الحادي والعشرين من شهر يناير من العام الجاري. وكانت نسخة أولية قد عرضت في دور العرض الأمريكية في الولايات المتحدة في الخامس من سبتمبر 2013، بعد أن كان من المقرر- حسب ما سبق أن أعلنه مخرج الفيلم شاين ساليرنو Salerno- الذي قضى تسع سنوات في إعداد هذا الفيلم- ألا يعرض الفيلم قبل عام 2015. لماذا؟ ربما لأن الكاتب الأمريكي الشهير جيري سالنجر- الذي توفي عام 2010 عن 91 عاما- أوصى بعدم نشر عدد من أعماله التي كتبها ولم يسبق لها أن نشرت، قبل هذا العام. وفي قول آخر فقد أصر سالنجر على عدم نشر أي عمل من أعماله غير المنشورة قبل مرور خمسين عاما على وفاته!

هذا الفيلم الوثائقي الجديد الذي أخرجه شاين ساليرنو ويثير حاليا الكثير من ردود الفعل المتضاربة في الولايات المتحدة، يسعى إلى إكتشاف ما خفي عن عالم وحياة الكاتب الأمريكي الذي تحول إلى أسطورة من أساطير عصرنا، فقد إختار منذ وقت مبكر الابتعاد تماما عن الشهرة والأضواء بل وعن الظهور العلني رغم موهبته الكبيرة، وآثر الانعزال عن العالم في مكان ما على الشاطيء في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، يقضي معظم وقته في الكتابة على آلة كاتبة عتيقة داخل كوخ خشبي ملحق بمنزله لدرجة أن زوجته الثالثة "كوليين أونيل" التي تزوجها عام 1988 وظلت زوجة له حتى وفاته، لم تكن تراه سوى لماما!

هذا فيلم من أفلام السيرة الشخصية "البيوجرافي" الفريدة، فهو يعتمد على الأبحاث المتعددة المكثفة التي أجراها المخرج- الكاتب وفريق مساعديه عبر سنوات للعثور على مادة تثري الفيلم، وقد عثروا بالفعل على عشرات الصور والوثائق والخطابات، منها صور فوتوغرافية تظهر للمرة الاولى لسالنجر، بل ولقطات مصورة نادرة اختطفت اختطافا له.. ومعروف أنه لم يكن يسمح بالتقاط أي صور له بل وقد أصر- كما يروي أحد الناشرين في الفيلم- على استبعاد صورته من على ظهر غلاف كتابه الأول، وظل يرفض الإدلاء بالمقابلات الصحفية والظهور في وسائل الاعلام.

شهادات
يقدم الفيلم شخصية سالنجر من الداخل، من خلال عشرات الشهادات للكثير من الشخصيات التي عرفته وارتبطت به بشكل أو بآخر، في شبابه، منها شهادة مصورة لابنته مرجريت (من زوجته الثانية).. وينجح المخرج في بناء صورة تفصيلية لعالم سالنجر في علاقته بعالمه الأدبي ككاتب مرموق للقصة القصيرة والرواية، رغم أنه لم ينشر له سوى رواية وحيدة هي "الحارس في حقل الشوفان" أو The Catcher in the Rye التي ذاعت شهرتها كثيرا وترجمت الى أكثر من ستين لغة عالمية منها اللغة العربية (ترجمها الروائي الفلسطيني الراحل غالب هلسا).

هذه الرواية تحديدا التي صدرت عام 1951، أصبحت أيقونة من أيقونات الأدب لدى أجيال من المراهقين الشباب في الولايات المتحدة والعالم، وظلت تطبع ويعاد طبعها منذ صدورها (توزع منها سنويا 250 ألف نسخة)، واعتبرت "مانيفستو" للغضب والتمرد على القيم التقليدية للمجتمع، وكان بطلها يرمز لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، الرافض للزيف الاجتماعي.

في أحد مشاهد "الفوتومونتاج" في الفيلم نرى تأثير هذه الرواية من خلال فلاشات سريعة مصورة مع عدد كبير من الشباب من جنسيات مختلفة، وكلهم يعبرون عن إعجابهم الكبير بالرواية ومؤلفها الذي أصبح على نحو ما أيضا، شخصية جاذبة للفتيات!

وقد تردد أن هذه الرواية كانت السبب في قرار سالنجر اعتزال الحياة والعيش في بقعة نائية معتكفا وراء أسوار محصنة محتميا بمجموعة من الكلاب، يقاوم- عن طريق فريق محاميه- كل محاولة لإعادة نشر أعماله أو تحويلها للسينما أو حتى نشر أي كتاب يروي سيرة حياته، أو أي مادة صحفية يعتبرها مسيئة لصورته أو تكشف جانبا لا يريده من حياته الشخصية

يظهر في الفيلم عدد كبير من أصدقاء وصديقات سالنجر في الماضي، كما يظهر عدد من الممثلين مثل فيليب سيمور هوفمان وجون كوزاك ومارتن شين، والكتاب مثل غور فيدال وتوم وولف، وكتاب السيناريو والناشرين والصحفيين وكتاب سيرته الشخصية وغيرهم كثيرون. ويبلغ عدد الشخصيات التي تظهر في الفيلم 150 شخصية.

تجربة الحرب

يتوقف الفيلم أمام علاقة سالنجر العاطفية بأونا أونيل، إبنة الكاتب المسرحي الأمريكي الشهير يوجين أونيل التي قابلها في بداية الأربعينيات ووقع في غرامها لكنها تركت نيويورك وقررت البحث عن فرصة للتمثيل في هوليوود، وهناك ارتبطت بشارلي شابلن وتزوجته عام 1943 رغم أنها كانت في الثامنة عشرة وكان شابلن في الرابعة والخمسين من عمره. ويناقش الفيلم التأثير المدمر الذي تركه تخلي أونا أونيل عن سالنجر ، ثم سرعان ما جاءت التجربة الأكثر ثراء في حياته، والأكثر تأثيرا على كتاباته، وهي تجربة مشاركته في الحرب العالمية الثانية وتحديدا في غزو الحلفاء لفرنسا وتحريرها.. وهنا يقدم الفيلم الكثير من اللقطات النادرة، من الصور الفوتوغرافية أو الشرائط المصورة بالأبيض والأسود، التي يظهر سالنجر في بعضها مع زملائه، ويعود لكي يستمع لشهادة أحدهم ثم لشهادة إبن لزميل آخر، وهو يروي كيف كان يشعر سالنجر، ونعرف أنه كان يقضي ساعات داخل الملجأ متحصنا يكتب روايته التي ستحقق له الشهرة والمجد الأدبي فيما بعد "الحارس في حقل الشوفان". هنا يستخدم الفيلم أيضا المادة التسجيلية المصورة لغزو نورماندي ثم الفرنسيين في شوارع باريس عام 1944 وهم يحتفلون بالتحرير ويقابلون قوات الحلفاء بالورود.

لكن سالنجر يمر بتجربة موت الكثير من زملائه من حوله، ويشهد على معسكرات الاعتقال الجماعية الألمانية وما شاهده من فظائع داخل معسكر داخاو تحديدا الذي دخله مع القوات الأمريكية. لقد تركت تلك الفظائع تأثيرا كبيرا عليه وعلى أدبه. تقول مرجريت إبنة سالنجر في الفيلم إنه قال لها: من المستحيل أنه يتمكن أنفك أبدا من التخلص من رائحة اللحم البشري المحترق!
يضع المخرج أمامنا على الشاشة الكثير من الإقتباسات المصورة من صفحات قصص سالنجر القصيرة الشهيرة، ويربط بين بعض الأوصاف التي تتردد فيها وبين ما شهده في حياته. ونعرف أيضا أنه ألحق بالعمل في الاستخبارات المضادة لجمع المعلومات عن الفرنسيين والثقافة الفرنسية وحياة الناس في باريس وكيف يفكرون تمهيدا لدخول الحلفاء، وكيف أنه في هذه الفترة سعى للتعرف على الكاتب الكبير إرنست هيمنجواي وقدم له بعض كتاباته التي أثنى عليها هيمنجواي، وكان يعمل مراسلا حربيا في العاصمة الفرنسية في ذلك الوقت.
في ألمانيا يلتحق سالنجر بالعمل في مشروع إستئصال النازية، ويروي الفيلم من خلال الشهادات والصور، كيف وقع في غرام فتاة ألمانية قيل إنها كانت ضالعة في النشاطات النازية هي "سيفيا ويلتر" ثم تزوجها وأتى بها إلى الولايات المتحدة لكن الزواج انتهى بعد أقل من ثمانية أشهر، وكيف أنه وصفها فيما بعد بأنها "شريرة" أرادت تدمير روحه!

خيانة سالنجر

ومن أهم الفصول التي نشاهدها في الفيلم الفصل الخاص بصديقة سالنجر: جويس ماينارد.. وهي الفتاة التي نشرت لها مجلة "نيويورك تايمز" الأمريكية عام 1972 مقالا اعتبرته معبرا عن غضب الشباب في ذلك الوقت كما نشرت صورتها على الغلاف، وكانت وقتها في الثامنة عشرة من عمرها، وقد جعلها هذا تصبح من مشاهير المجتمع، وكيف أنها تلقت خطابا من سالنجر يبدي فيه إعجابه بها ويحذرها من الوقوع في إغواء الشهرة، ثم تطور الأمر إلى علاقة عاطفية وأدبية، فقد أقامت معه في منزله، وكان قد انفصل عن زوجته الثانية كلير دوجلاس التي كانت تشكو من العزلة التي فرضها عليها عن العالم

تقول جويس إنها قضت معه حوالي 16 شهرا، وإنه قرر الانفصال عنها بعد أن اتهمها بخيانته بأن أعطت رقم هاتف منزله لصحيفة نيويورك تايمز. وقد عاد فاتهمها أيضا بخيانة أسراره بعد أن نشرت كتابا بعنوان "حارس الحلم" روت فيه قصتها مع سالنجر، كما كشفت عن الرسائل التي كان يكتبها لها.

يكشف الفيلم من خلال روايات الأصدقاء والصديقات أن سالنجر كان مولعا بوجه خاص بالفتيات الصغيرات، لأنه- حسب ما تقول صديقة قديمة له- كان يستطيع أن يترك تأثيره عليهن في حين أنه لم يكن يثق في قدرته على التأثير على فتيات أكبر من سن المراهقة. وهو لم يمانع من العيش مع جويس بينما كان في الرابعة والخمسين من عمره. وتقول ابنته في الفيلم إنه قال لها إن سبب تركه جويس أنها كان ترغب في إنجاب أطفال، بينما كان يرى أنه لا يمكنه أن ينجب وهو في ذلك العمر وقتها.

أحداث تاريخية

يعتمد الفيلم أيضا على إعادة تمثيل الأحداث وعلى الوثائق المصورة والصور والشهادات ويستخدم الكثير من المواد التسجيلية من الأرشيف ومن المحطات التليفزيونية، لكنه يتوقف أمام بعض الأحداث التاريخية الشهيرة التي ارتبكت بشخصية سالنجر وتأثيره الأدبي على غيره. فالفيلم يقدم ثلاث حالات تجسد هذا التأثير منها محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريجان عام 1981، تحت تأثير رواية "الحارس في حقل الشوفان" تحديدا من طرف شاب قيل إنه أراد أن يثير إعجاب الممثلة الشابة وقتها، جودي فوستر، ثم إغتيال نجم فرقة البيتلز الشهير جون لينون عام 1980 على يدي شاب يدعى مارك شابمان، الذي يظهر في الفيلم ليقول إنه قتله تأثرا برواية سالنجر فقد كان يرى أنه يرمز إلى التفاهة والشهرة الزائفة، ويضيف إنه كان يمسك في يد بالمسدس الذي أطلق منه الرصاصات القاتلة على لينون وفي يده الأخرى رواية "الحارس في حقل الشوفان"!

تقول الصحفية بيتي إيبس إنها نجحت عام 1980 في الوصول إلى لقاء سريع مع سالنجر بعد أن ذهبت إلى المنطقة التي يقيم فيها في نيوهامبشير وتركت ورقة في مكتب البريد تعبر فيها عن رغبتها في لقائه، وقد حرصت على أن يكون اللقاء في مكان عام (عبر الجسر المغطى الذي نراه في الفيلم) لكي لا يقال إنها إستغلته باي شكل من الأشكال. ونرى مجموعة من الصور الفوتوغرافية لهما معا. وتقول هي إنه عندما عرف أنها تكتب نصحها بضرورة ترك العمل الصحفي على الفور، قائلا إن أسوأ شيء بالنسبة لأي كاتب هو النشر، وإن الكاتب يجب أن يكتب لنفسه فقط، وأن أهم شيء هو أن يكتب فقط ويستمر في الكتابة مؤكدا أنه يكتب يوميا!

لم ينشر جيري سالنجر شيئا على الإطلاق منذ 1965 وحتى وفاته في 2010. ولكن على حين أنه يعتبر نفسه متمردا كبيرا على الشخصيات التي تستمتع باثارة الجدل حولها في الإعلام، وتبحث عن الشهرة الزائفة، يرى البعض أن سالنجر نفسه- بعزوفه المتعمد عن النشر والظهور وعزلته المثيرة- نموذجا لذلك الزيف الاجتماعي نفسه، وتلك الرغبة في لفت الأنظار وإثارة الجدل الذي لا يتوقف أبدا. ولا نظن أنه سيتوقف حتى بعد وفاته، وما الفيلم الجديد إلا البداية! .

الجزيرة الوثائقية في

10.04.2014

 
 

الأفلام «الهابطة» تجتذب جمهوراً.. هل «ميراث» عرقتنجي استثناء؟

نديم جرجوره 

مرة أخرى، أعود إلى أرقام الإيرادات الخاصّة بأفلام معروضة تجارياً في لبنان. الأرقام إشارة إلى واقع يمتد من الفن إلى المجتمع والوعي والرغبات الخاصّة بمُشاهدين يأتون الصالات التجارية لمُشاهدة هذا الفيلم أو ذاك، ولقول رأي ما بما شاهدوه. قول الرأي يتّخذ أحد هذين الشكلين: إما الترويج الإيجابي له إعلامياً أو بين الأصحاب والناس، وإما الانفضاض عنه وعدم متابعته في الصالة، أو الترويج السلبي له.

للأفلام اللبنانية حضورٌ قوي في الآونة الأخيرة. أفلام «هابطة» فنياً وسينمائياً، حقّقت أرقاماً «خيالية» عكست توجّهاً لبنانياً إلى التبسيط والتفريغ واللهو والتسلية، من دون الانتباه إلى أن هذا النوع من اللهو والتسلية «هابط» بدوره. أفلام متماسكة فنياً وجمالياً، تطرح أسئلة متعلّقة بصناعة الفيلم، وبوقائع العيش في بلد مثل لبنان، ماضياً وحاضراً، لم تجذب مشاهدين كثيرين. بعض مخرجي أفلام كهذه اكتفى بالعروض التجارية في صالات محدّدة. بعضهم الآخر حمل نتاجه إلى مؤسّسات ومراكز ثقافية، وإلى مدارس وجامعات ربما. هذا كلّه حسنٌ وضروري. الذهاب إلى «جمهور» محتَمل أفضل من انتظار قدوم «جمهور» ينفر من رؤية عُريه مجسّداً على شاشة كبيرة، بحجح واهية، لعلّ أبرزها الانفضاض عن كل ما له علاقة بكل جدّية ممكنة.

تعميم؟ بالتأكيد لا. هناك من ينشد أفلاماً تروي شيئاً من سيرة بلد ومجتمع وناس. تقول وتفضح وتبوح وتكشف وتُعرّي. ليس مهمّاً الشكل السينمائي، ومدى امتلاكه لغته الإبداعية الكاملة. صحيح أن هناك من يكترث لضرورة استيفاء الأفلام شروطها السينمائية. صحيح أن هناك من يُلاحظ ويناقش ويُعلّق إزاء تقنيات وجماليات وأداوت تعبير وآليات معالجة وتمثيل. لكن، هناك أيضاً من يريد مُشاهدة أفلام تعود به إلى الماضي مثلاً ليسأل ويناقش بدوره. أو تمتلك قوّة الصورة في السرد، وجمالية الإضاءة في الكشف، وبراعة الإخراج في بوح خبريات وحميميات.

الأرقام الأخيرة تقول إن «ميراث» للّبناني الفرنسي فيليب عرقتنجي، يحتلّ مكانة مقبولة في المشهد التجاري العام حالياً. في 13 يوماً فقط، شاهده 11847 مٌشاهداً. هذا لا يعني أن الجميع قابلون به، أو محبّون له، أو موافقون عليه سينمائياً وحكائياً. تماماً كما يُمكن القول إن أرقام فيلمي «نسوان» لسام أندراوس وBebe لإيلي حبيب لا تعني أن الجميع «مغرمون» بـ«البهاء»(!) السينمائي لهذين الفيلمين الاستهلاكيين المُفرَّغين من كل حيوية سينمائية فنية، وإن عرفا «نشاطاً» كبيراً على المستوى التجاري، إذ شاهد الأول 56235 مُشاهداً في تسعة أسابيع إلاّ يوماً واحداً، وبلغ عدد مشاهدي الثاني 157857 مُشاهداً في عشرين أسبوعا إلاّ يوماً واحداً. الأرقام مغرية لقراءة أبعد من العمل التجاري البحت. هذا الأخير مطلوب، لكن القالب السينمائي ضروري أيضاً. «ميراث» عرقتنجي مفتوح على معنى الهجرات المتتالية لأبناء هذه المنطقة الجغرافية الواسعة، وعلى أسئلة الذاكرة والحرب والعلاقات الإنسانية والهويات المختلفة والثقافات المتنوّعة. مفتوح على التاريخ والراهن، أو على التاريخ المنطلق من الراهن. مزيج من الوثائقي والمتخيّل. طويلٌ بعض الشيء (96 دقيقة) خصوصاً أن فصله الأخير (قلعة راشيا وحكاية «الاستقلال اللبناني» وما بعدهما) أشبه بـ«كليشيه» دعائي للسياحة في لبنان. على الرغم من هذا كلّه، يثير الفيلم حشرية المُشاهدة أولاً، وحشرية إعادة طرح الأسئلة نفسها التي تُطرح دائماً، موضوعاً ومعالجة وشكلاً سينمائياً، وحشرية النقاش.

هل يُمكن القول إن الحملات الإعلانية ـ الدعائية ـ الترويجية أدّت إلى هذا الرقم؟ ربما. هل يُمكن اعتبار المضمون دافعاً إلى التحريض على المُشاهدة؟ ربما. الأسئلة المطروحة فيه؟ ربما. حكاية الفرد والتاريخ مثلاً؟ ربما. المهمّ، أن «ميراث» مستمرّ، لغاية الآن، في جذب أناس لعلّهم يريدون حكايات كهذه مرسومة أمامهم على الشاشة الكبيرة، على نقيض «نسوان» و Bebe اللذين يدّعيان السينما، وهما أبعد ما يكون عنها.

السفير اللبنانية في

10.04.2014

 
 

«العودة» الأسترالي.. وهج «الفيلم الأدبي»

زياد الخزاعي 

تتكامل المغامرة الخلاّقة لـ18 مخرجاً سينمائياً أسترالياً في «العودة»، المأخوذ عن مجموعة قصصية بالعنوان نفسه للكاتب تيم وينتون (نال شهرة واسعة منذ ترشّحه لجائزة «بوكر 2002» عن روايته الأثيرة «موسيقى قذرة»)، مع أفلمة الراحل روبرت ألتمان 9 قصص قصيرة وقصيدة واحدة من نتاجات مواطنه الكاتب رايموند كارفر في «مختصرات» («الأسد الذهبي» لـ«مهرجان البندقية السينمائي» 1993). قاربا ما يمكن نعته بـ«الفيلم الأدبي»، الذي لا يقتبس نصوصاً مقروءة وحسب، بل يغامر في صناعة عوالم وبصائر سينمائية حداثية، تثوّر أبطالاً، وتحرّك بيئاتهم، وتُسقِط قولباتهم الإجتماعية. مُنجز لن يسعى إلى ترتيب فصوله بحسب إيقاع كتاب مطبوع، على غرار الاقتباسات السينمائية المتهافتة لنصوص أدبية مرموقة، بل ينتصر لحيوية بصرية مغايرة، تقوم على وعي درامي أعقد وأغنى نباهة بفرادة الصورة وروحها واستقلاليتها وعنفوانها.
نقل ألتمان حكايات كارفر من بيئة رعويّة إلى قلب لوس أنجيلوس، حيث أرواح بشرها أكثر تلطّخاً بكوزموبوليتانية تنافسية لا قيم أخلاقية فيها. وسعى الأسترالي وينتون (1960) في «العودة» (2005) إلى رصد حكايات بطل فريد ذي طلاّت متعددة وأعمار مختلفة يدعى فيك لانغ، يعيش في بقعة محاذية للمحيط، تقع في القعر الغربي لأستراليا ويحاصرها نأي جغرافي وبؤسه، يدفعان أهل بلدات في سواحلها الى الإدمان والعنف والخيبات والخيـانة والنـفاق وحلم الهروب (العاجز) نحـو حــياة أكثر حمـاسة. 18 مفصلاً درامياً تطعن ثيمة اعتبارية لقوم متحضّرين يعانون رتابة وخواء، ويكشفون في كل خطوة عن وحشيات مضمرة، والقليل من عزوم الجود الإنساني.
كَمَن طموح الفيلم (180 د.) في اعتبار كل فقرة سينمائية تبصّراً شخصياً لمخرجين شباب. أولاً: في الجذوة الشعرية اللغوية ووصفيتها المفرطة التي شعّت في قصص وينتون، الذي لم تترجم أيّ من رواياته إلى العربية على حدّ علمنا. ثانياً: في تساؤلاتها الوجودية بشأن خطايا أبطالها. لم تكن المغامرة في التطابق أو التماهي بين النصيّ والفيلمي، بل بتثوير التكثيف السردي للأخير، حيث لكل مبدع (من بينهم أربع مخرجات) 10 دقائق سينمائية مع وسع هائل من المغامرة والتفسير. هنا، أبرز المقاطع: في «عالم واسع»، قارب المخرج ويريك ثورنتون موات يوميات بطليه ليني وبيغي وعملهما في مسلخ، قبل نهاية جسارة فرارهما وسط خواء جغرافي، فللرعونة قصاصها. بينما امتحنت زميلته جوب كليرك التباسات الهاجس الجنسي ليافع في الفقرة الصامتة «اختصار»، عندما تقبله فتاة حسناء مقطوع خنصر يدها اليسرى. ركّزت على تصوير جسدين نابضين، بينما تظلّ أمنية لقائهما سحراً خيالياً في عراء أخّاذ. في «مياه جوفية»، عرض روبرت كونلي إثم فيك عند زيارته موقع فتوته، متذكّراً تخاذله في إنقاذ زميل قضى غرقاً. استعار أنتوني لوكاس الشاشة المجزأة في «بضاعة فاسدة» ليبني تهويمات سيدة تكتشف صُوراً فوتوغرافية التقطها زوجها فيك لصبية تحمل وحمة جلدية على وجهها. أكثر الفقرات تمايزاً ما صوّرته الممثلة المعروفة ميا فاشيكاوسكا في «تحديقة صافية وطويلة»، حول ريبة الفتى فيك وعزلته وعاداته الغريبة التي تقوده إلى حمل بندقية محشوّة، يصوّب فوهتها نحو عابرين أمام نافذة غرفته. وأدّت كايت بلانشيت في «لمّ شمل» دور زوجة البطل الخمسيني، وورطتهما بقدوم والدته ليلة رأس السنة، وإصرارها على زيارة بيت صديقة قديمة، ليكتشفوا اقتحامهم منزل عائلة غريبة. في «العودة»، تكتشف الأم الشابة راي (صوفي بايرن)، التي تعاني إدماناً ووحشية زوج عاطل يرتاب بمواعدتها عشيقاً، أن خلاصها في لعبة يسوع داخل قبة زجاجية، قبل أن يتجلّى لها لاحقاً وهو يسير على مياه المحيط، منقذاً إياها من حياة مزرية.

السفير اللبنانية في

10.04.2014

 
 

في أربعين ألان رينه:

مُخرج الذاكرة اللامنتمي

هوفيك حبشيان 

واكب ألان رينه (1922 - 2014) ثلاثة أجيال من السينمائيين الفرنسيين. عندما شارك قبل ثلاث سنوات في مسابقة مهرجان كانّ السينمائي، تبيّن أن عمره الفني من عمر مهرجان كانّ: 65 سنة. كان هذا المخرج الهادئ والانقلابي في آن واحد، من أشد المناهضين للعنف، ورفض طوال عمره النزعة الاستعراضية ومظاهر البهرجة، وظلّ الى اللحظة الأخيرة مؤيداً فكرة المشاركة في مسابقات المهرجانات الدولية الى جانب المبتدئين أحياناً. كان رينه يرفض التحول الى مؤسسة وطنية لا تُمَس.

في شبابه، كان يحلم باعتلاء خشبة المسرح. مسرحية "النورس" لتشيكوف من الاكتشافات التي غيّرت حياته كمراهق. منذ سنّ مبكرة، ظهرت عنده رغبتان: مطالعة القصص المصورة ومتابعة السينما. في الثالثة عشرة، باشر اتمام أفلام صغيرة بالـ8 ملم. ظهر في "زوار المساء" (1942) لمارسيل كارنيه، قبل أن ينضمّ الى صفّ رينه سيمون التمثيلي. محطته الأخيرة قبل أن يبدأ حياته المهنية التي ستنتهي مع رحيله المفاجئ في الأول من آذار الماضي عن عمر 92 عاماً، كانت في معهد "ايديك"، الذي غادره يوم اكتشف أنه ليس هناك فيه ما يتعلمه.

كان رينه مهووساً بالتفاصيل منذ بداية مساره. سيد حرفة وصنعة، وضع المعرفة التقنية في سبيل صوغ نمط أسلوبي لا يشبه النمط الذي تبنّاه أسلافه، ولا ذاك الذي تبنّاه أحفاده. إنه حالة خاصة في السينما الفرنسية والأوروبية. معزول عن أقرانه عزلة اللامنتمي. لا أحد يشبهه ولا يشبه أحداً. حتى مراجعه السينمائية تأخذك الى عشرينات القرن الفائت حيث الأفلام التي صاغت ذائقته وشكلت وعيه الفكري، وهي في غالبيتها العظمى أفلام صامتة، في مقدمها السينما السوفياتية. يُحكى أنه كان ضد السينما الناطقة، الى أن بدأت الميوزيكالات الأميركية تجتاح الشاشات. بعد تجارب غير مُرضية في تقمص الأدوار، أنجز رينه مجموعة أفلام انطلاقاً من تجارب التشكيليين الكبار: فان غوغ، بيكاسو، غوغان، والفنّ الأفريقي الذي عالجه في "التماثيل تموت أيضاً"، وتشارك اخراجه مع كريس ماركر.

شكّل فيلمه الروائي الطويل الأول، "هيروشيما حبي"، انعطافة في مسار السينما الفرنسية، كونه جاء في العام نفسه الذي شهد ولادة "الموجة الجديدة" (1959). مارغريت دوراس كتبت سيناريو الفيلم. كانت الروائية الفرنسية الشهيرة تعتبر أن من المستحيل إنجاز فيلم عن هيروشيما. لكنها انطلقت من حال الاستحالة هذه لإتمام الفيلم. كان في بالها جملة "لم ترَ شيئاً في هيروشيما". جاء الفيلم مزيجاً من الواقع والخيال وحاز اعترافاً دولياً كبيراً. في الجزء الأول، هناك لقاء، من خلال توليفة مميزة، بين لقطات توثيقية ومشاهد إخبارية وتعليق موسيقي وصوتي. عبر مصير امرأة أحبّت جندياً مات أمام عينيها، صوّر رينه أشياء كثيرة: بارات، علب ليلية، مطاعم، شقق ومحطة.

رينه، المشبع بالأدب والمقرّب من السورياليين، لم يجد نفسه قريباً من "الموجة الجديدة". مع ذلك، كانت علاقته بفرسانها طيبة. لكنه اعترف دائماً بأنه بفضل "الموجة"، خطر في بال المنتجين أن يقترحوا عليه فكرة إنجاز فيلم روائي طويل. الشيء الايجابي في "الموجة"، كما يقول، أنها فتحت المجال للجميع أن يصبح سينمائياً في زمن كان يُمنَع على مَن لم يشارك في صناعة 9 أفلام كستاجيير ومساعد مخرج، أن ينتقل خلف الكاميرا.

في الستينات، أنجز أفلاماً كبيرة صارت جزءاً من الوجدان السينيفيليّ. أفلام تبدو اليوم خالدة: "السنة الماضية في ماريينباد"، "مورييل أو زمن العودة"، "الحرب انتهت"، "أحبّك أحبّك". في "السنة الماضية..."، استعان بنصّ كبير لأمير "الرواية الجديدة"، ألان روب غرييه: في قصر من القصور ذات الهندسة الباروكية، يجزم رجل بأنه التقى العام الماضي امرأة متزوجة من رجل "مقلق". أين الحقيقة وأين الوهم في هذا الفيلم الاستثنائي الذي قلما أنجز مثله في تاريخ السينما؟

في "الحرب انتهت" (1966)، تعاون مع خورخي سمبرون، ولجأ فيه إلى خط درامي مستقيم. ضغطت الحكومة الاسبانية كي لا يشارك الفيلم في مسابقة مهرجان كانّ، لكنه ذهب الى كارلوفي فاري حيث نال إعجاب الجمهور والنقاد. يقحمنا الفيلم في ثلاثة أيام من حياة ثوار محترفين، جميعهم من اليسار المتطرف. الثائر دييغو مقيم في فرنسا، لكنه يذهب بين الفينة والفينة الى اسبانيا، سراً. يغيب أشهراً عدة كل عام، لتأهيل بعض الشباب والاهتمام بشبكته.

مع سمبرون تعامل رينه مرة أخرى، عندما قرر إنجاز "ستافيسكي" (1974)، واحد من أفضل أفلامه، مع بلموندو في دور شخصية المغامر. تعمق الفيلم في أبعاد ستافيسكي النفسية. عام 1980، أنجز رينه فيلماً ذا منحى اختباري متطرف: "عمي الأميركي". فحملنا إلى نظريات لابوري في السلوك البشري، ساعياً إلى إثارة الضحك. في التسعينات، كانت له تجارب ممتازة لكن مختلفة جداً عن تلك التي حملته الى المجد في الستينات: مع "تدخين/ لا تدخين"، تطرق إلى المسرح المصور. مع بلوغه التسعين، ظل نشيطاً على نحو لا يُصدَّق، وكأنه يريد الولادة من جديد. لم يهدأ له بال. احذروا ماذا عنون فيلمه ما قبل الأخير: "لم تشاهدوا شيئاً بعد". كان يحضّر فيلماً جديداً، كأنه لم يرتوِ بعد من عشقه للشاشة. لكن العمر غدّار، فبات رينه يمشي كالأحدب، بجسده المحطم، وبظهره الملتوي تحت ثقل السنوات وحكاياتها. عقله، وحده، كان في ذروة العطاء.

رينه، هذا المبدع الكبير الذي ظل يقول حتى منتصف سنوات الألفين إنه ليس متأكداً، بعد، ما إذا صار مخرجاً، كان مهموماً بالذاكرة وتماسك العدائية في المجتمعات، التي تقودنا عنده إلى نوع من تدمير ذاتي وانتحار. هواجسه الحرية وعلم النفس والظروف الثقافية الاجتماعية التي تؤثر في خيارات الفرد. مع هذا كله، كان يفضّل تعريف "صانع التسلية" على المثقف والسينمائي المؤلف.

ظلت متعة التصوير عنده مثلما كانت في بداية انطلاقه، لا تشوبها شائبة. لم يخبُ الشغف، لم يتراجع مدى الاخلاص الى انشغال كان يعتمد فيه على فريق متجانس، ويمتعض اذا سألته عن وفائه لبعض معاونيه: "وهل تُبدّل فريقاً رابحاً؟".

كان يقول إنه لا يتسلى في إنجاز فيلم إلاّ عندما يبلغ مرحلة التصوير. "اللحظة الوحيدة المريحة، على رغم الصعوبات والاهتمام بالتفاصيل، هي التصوير ثم المونتاج. أما البقية فعبارة عن مراحل قاسية، ولا سيما التحضيرات، بحيث لا شيء يضمن أن ما نبذله من جهود سيؤدي إلى إنجاز الفيلم". ثم يمازح قائلاً: "الآن، ما يهمّني هو أن أسارع على الفور إلى إنجاز مشروع جديد. أقلّه كي أتمكن من دفع الضرائب المترتبة عليَّ".

النهار اللبنانية في

10.04.2014

 
 

يرى أنهم فشلوا حتى على مستوى المعاش اليومي

خميس خياطي لـ24: لن تكون للإخوان يدٌ على الفن التونسي

24 - خاص 

يتحدّث الناقد التونسي الكبير خميس خياطي، في حواره مع 24، عن تجربته التلفزيونية الجديدة، من خلال برنامجه "ديوان السينما"، عبر شاشة قناة "تلفزة تي في" التونسية، التي يصفها بأنها قناة جامعة، ذات منهج تقدمي حداثي، تشبه قناة "آرتيه" الفرنسية الألمانية، وتأتي في وقت يحتاجه الجمهور في تونس، على رغم وجود 12 قناة فضائية تونسية، غالبيتها قنوات حزبية.

وإذ يذكر أن قناة "تلفزة تي في"، تتعاون مع "بي بي سي"، في مجال التكوين والتدريب، فإنه يؤكد على استقلاليتها، وعدم خضوعها لرأس المال ومتطلباته، مشيراً إلى أن الصحفيين العاملين في القناة كوّنوا شركة، ودخلت بأسهمهم في رأس المال، بمقدار 10 في المائة، كما أن المنتجين كوّنوا شركة، ودخلت بأسهمهم في رأس المال، بمقدار 10 في المائة، إضافة إلى مساهمة زهير لطيف، الصحفي في "بي بي سي"، والذي حقّق وثائقيات حول العالم، ثم استقر في تونس بعد الثورة.

خميس خياطي، الذي طُرد من التلفزيون التونسي عام 2008، بتهمة رفض ترشيح زين العابدين بن علي، والذي تحدّى وزير الإعلام، حينها عند مدير ديوانه، والذي أدمج اسمه في اول "قائمة مناشدي" بن علي لدورة خامسة من طرف المستشار الإعلامي عبدالوهاب عبدالله في العام 2010، يستذكر دوره في نشر السينما العربية في التلفزيون التونسي، منذ أن عاد إلى تونس عام 1996، بعد 30 سنة من العمل في فرنسا، وتجاربه الطويلة في إذاعة فرنسا الثقافية، ومعهد العالم العربي، واليوم السابع، منطلقاً مع برنامج "ديوان السينما"، الأسبوعي لتعميق العلاقة بين الجمهور والسينما، خاصة جيل الشباب.

ويستلهم خياطي تعبير غودار، ليقول "لن أخذ مهنيّ المهنة"، ما يعني أنه سيدير الحوار حول الأفلام التي يعرضها، وبصدد السينما، مع نخب المجتمع المدني، من النشطاء السياسيين والحقوقيين والقانونيين، ويضرب مثلاً على ذلك من خلال الحلقة التي تعرض فيلم "ساتان أحمر"، للمخرجة رجاء العماري، حيث يستضيف محللة نفسانية، وأخصائية في حوار الحضارات، وحوار الأديان، هي رجاء بن سليمة، المعروف بأنها من الذين ينادون بحرية الرأي والتعبير، كي تتحدث عن رأيها في الفيلم، وكيف شاهدته.

وإذ نسأله عما إذا كان البرنامج سينحصر بعرض الأفلام التونسية، أكّد خياطي رفضه الانغلاق على الذات، مُوضحاً أن ما يقدّمه البرنامج سيكون بنسبة 90 في المئة من الأفلام التونسية، مع التطلّع لحضور أفلام عربية يمكن الحصول عليها، مع مراعاة حقوق البثّ والعرض، إذ أن غالبية المخرجين أعطوا حقوق عرض بثّ أفلامهم، دعماً منهم للبرنامج والقناة، ومن الأفلام المُرتقب عرضها في البرنامج، فيلم "نغم الناعورة" للمخرج عبداللطيف بن عمار، وفيلم "يلعن بو الفوسفات" للمخرج سامي تليلي، و"يا من عاش" للمخرجة هند بوجمعة، كما يحضر من السينمائيين العرب الفلسطيني رشيد مشهراوي، والجزائرية جميلة صحراوي، مضيفا أن "ديوان السينما" لن تخضع أفلامه ولا مناقشاته إلى أي رقابة أو "صنصرة"..

ويعزو خياطي ظهور المزيد من القنوات التونسية، في هذا الوقت، لدوافع عديدة، تتصدّرها الانتخابات، والاهتمام الداخلي والخارجي بما يدور على الساحة التونسية، مُنوّهاً إلى أنه الـ12 قناة الموجودة الآن، هي في غالبيتها قنوات حزبية، إلى درجة أن هناك 5 قنوات ذات توجه "إخواني"، مُضيفاً أنه يعوّل على ما ستقوم به الهيئة التعديلية (الهائكا) فيما يخصّ المشهد السمعي- البصري التونسي، كما هي الحال في الدول الديمقراطية

وعن نظرته إلى مستقبل تونس، يقول خياطي: "لستُ متشائماً". نافياً أن يتمكّن الإخوان من التأثير على الفن التونسي، قائلاً: "لن تكون للإخوان يدٌ على الفن التونسي قط". مُوضحاً أن الإسلام لم يخرج من تونس منذ حلوله بها، وأن الإسلاميين لن يستطيعوا التحكّم بالواقع التونسي، مُؤكداً أن "ليس عندهم فنانين، ولا مفكرين، ولا روائيين، ولا موسيقيين"... وأنه حتى على مستوى المعاش اليومي، فشلوا في المهمة... والانتخابات المقبلة قد تبين حدود هذا الفشل.

موقع 24 الإماراتي في

10.04.2014

 
 

فيلم كولين فيرث ونيكول كيدمان مستوحى من قصة حقيقية

«رجل السكة الحديد».. الضحية تنتظر كلمة فقط

عُلا الشيخ ـــ دبي 

لابد أن تنهزم الكراهية يوماً ماً، والضحية تنتظر كلمة «آسف» فقط حتى تستطيع المسامحة.. بعض المشاعر التي يخرج بها مشاهد فيلم «رجل السكة الحديد» للمخرج الأسترالي جوناثان تبليتزكي، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، بعد جولة على المهرجانات الدولية، من ضمنها مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة.

الفيلم الذي يؤدي دور البطولة فيه كولين فيرث ونيكول كيدمان وجيريمي إيرفيين وسام ربد وهيروكي ساندا، مستوحى من قصة حقيقية أثناء الحرب العالمية الثانية، مع الضابط البريطاني المهندس المتخصص باللاسلكي والإشارات إيريك لوماكس، ومحاولته الجاهدة في التغلب على تجربته القاسية كأسير حرب وقع في أسر القوات اليابانية عام 1942.

طوال أكثر من 30 عاماً، توطدت فيها علاقته مع السكك الحديد، التي كان يعرف كل مساراتها حول العالم، إذ يظهر كرجل شغوف بكل تفصيل له علاقة بشكل الخط وسيره، وطريقة بنائه، حتى تظن أنه هاوٍ لا أكثر، يعاني حدثاً نفسياً، خصوصاً أنه في المشاهد الأولى من الفيلم ظهر مع مجموعة من الرجال المتقاعدين، في مكان يبوحون فيه بحكاياتهم، يضحكون لكن في وجوههم غصة، مجرد أن تسألهم عنها ينسحبون ببساطة، نظرتهم إلى لوماكس فيها الكثير من الحب والوفاء، ولوماكس لا ينظر إلى أحد، صامت إلى حين، إذ قرر أن يعطي قلبه للحب، وكان هذا أثناء جولاته التي لا تنتهي في إحدى محطات القطار، إذ تعرف على «باتي»، ووقع في غرامها من الرحلة الأولى، وهذا الحدث نقل المشاهد إلى معرفة من هو إيريك لوماكس، وتحديداً في زفافه، إذ اجتمع أصدقاؤه وحيّوه تحية عسكرية.

المصادفة وحدها جمعت الحبيبين في القطار، شغفهما بالكتب والسياحة أيضاً. وعرف إيريك الحب للمرة الأولى في حياته مع باتي، ولخبرته في جميع خطوط سير الرحلات، تتبعها إلى أن وجدها مرة أخرى، وكأنه أدرك أنها ستكون سبب خلاصه من كابوس جاثم على صدره طوال 30 عاماً وأكثر، وهذا الذي حدث، فباتي زوجة إيريك ومنذ ليلة زواجهما أدركت أن زوجها الذي أحبته يعيش عالماً مليئاً بالسواد لا يفصح عنه لأحد، فقررت انتشاله من هذا العالم، ولجأت إلى أقرب أصدقائه الضابط البريطاني السابق فينلاي.

الفيلم يصوّر زمنين: ما بين أحداث نهاية الحرب العالمية الثانية، وما بعدها وتأثيرها في الذين شاركوا فيها، والمكان هذه المرة تايلاند التي كانت القوات اليابانية تسيطر على مناطق محددة فيها. ويتلخص الحدث بمجموعة من الضباط البريطانيين وقعوا أسرى حرب في يد القوات اليابانية، التي حوّلتهم إلى عمال في بناء السكة الحديد التي تربط بين تايلاند وبورما، وصنفتهم حسب تخصصاتهم، وليس رتبهم، والدليل أن قائدهم كان يعمل حفاراً للصخر، ويتعرض لكل أنواع الضرب والتنكيل.

إيريك ورفاقه المهندسون من الضباط، كانوا في تصنيف أعلى درجة، لكنه لا يخلو من الإذلال، ولخبرتهم في الاتصالات واللاسلكي، قرروا أن يصنعوا «راديو» كي يستمعوا إلى الأخبار التي انقطعوا عنها، والهدف كان في نشر أي خبر سار على الأسرى، ونجحوا في المهمة، ونشر الخبر حماسة بين الأسرى، جعلتهم ينتظرون وصول قوات بلادهم لانتشالهم، لكن الفرحة لم تدم، خصوصاً بعد أن تم كشف الراديو الذي اعتقده اليابانيون وسيلة اتصال مع أعدائهم لإعلامهم بمكانهم والانقضاض عليهم.

هذه القصة لم تعرفها باتي من زوجها إيريك، بل من صديقه فينلاي، وكل ضابط من المشاركين في الفيلم لديه قصة مع السكة الحديد، تعود الكاميرا بخاصية «الفلاش باك» لنراهم شباباً، حلمهم المشترك هو الانتصار على هتلر.

لكن حياة باتي وإيريك لها حضورها أيضاً، فهي تظهر كم هي صبورة على تقلبات مزاجه، وكوابيسه التي تغزو نومه، وصراخه المبكي الذي يجعلها تتألم، وعدم ثقتها بنفسها بسبب رفض زوجها البوح لها، لكنها تصمت عندما يقول فينلاي لها «لا يمكن البوح بكل شيء أثناء الحرب، خصوصاً إذا انتهكت كرامتنا فيها».

تحاول الزوجة أن تصل إلى ذكريات الزوج، فتعود إلى فينلاي مرة أخرى ليكمل حكاية إيريك التي يبوح بها بينه وبين نفسه خلال كوابيسه، عبر مشاهد مركبة لكنها متسلسلة، ولا تشعر المشاهد بالتشتت.

الحياة وقت الأسر، تلخصها مشاهد العودة بالذاكرة التي كانت على لسان فينلاي وكوابيس إيريك، حيث منطقة معزولة، أمام جبل كبير في تايلاند، يقوم عدد مهول من العمال (أسرى حرب) بتكسير الحجارة، لهدف بناء سكة حديد، في المقابل توجد مجموعة من الضباط المهندسين يستمعون الى إذاعة الـ«بي بي سي»، وصل الخبر عن طريق واشٍ إلى اليابانيين، فقرر عقابهم، وبعد أول تعذيب، تقدم إيريك وأقر بأنه الفاعل لينقذ المجموعة التي لم تنسَ هذا الموقف. يظهر الضابط الياباني الذي يقدم نفسه كمترجم (ناغازا)، نظراته المريبة إلى لوماكس تنذر بوقوع كارثة لها علاقة بطريقة تعذيبه، ما يقوله إيريك لا تتم ترجمته للضباط المسؤولين، فيتولى المترجم تعذيبه، فيتساءل إيريك بينه وبين نفسه هل المترجم يحق له التعذيب؟ ليتأكد أنه من ضمن قوات الجيش الياباني حتى لو لم يقرّ بذلك، وهذا الذي حدث عندما انتصرت قوات التحالف، ووصلت القوات البريطانية إلى المكان، فتقدم وقال إنه مترجم وليس ضابطاً في الجيش فنفذ من محاكمته، وهذا التفصيل جعل إيريك يعيش في دوامة القهر والذكريات الموجعة طوال حياته، فالعدل عندما جاء لم ينصفه.

تفاصيل التعذيب المباشر لم تكن واضحة، لكن يستطيع المشاهد تخيل ما كان يحدث لإيريك لوماكس، وفي مشهد ضمه وجلاده قال: «أنت مصرّ على روايتك ولا تترجم روايتي، وفي هذا الوقت تقوم قوات الولايات المتحدة الأميركية بقصف مدينتك وقتل عائلتك، وأنت تقف هنا تعذب شخصاً لم يكن يريد سوى أن يسمع أخبار بلاده»، هذا الحوار جاء بعد أن قال له ناغازا: «نحن اليابانيون لا نستسلم، نفضل الانتحار على أن نقع أسرى حرب، نحن رجال وأنتم لا».

تنتهي العودة للماضي فجأة، ليعيش المشاهد حاضر إيريك لوماكس ومن حوله، فقد وجد فينلاي أخيراً المخرج، من خلال خبر مفاده أن ناغازا لايزال على قيد الحياة ويعمل دليلاً سياحياً في المكان ذاته الذي كان يجلد فيه أسرى الحرب، يقطع الخبر من الصحيفة واضعاً إلى جانبه خنجراً، ويسلمه لإيريك لوماكس، ويقرر الذهاب إلى منطقة أخرى، فيودعه باتي ولوماكس أمام محطة القطار، فيقترب فينلاي من باتي ويقول لها: «عندما أصل سأرسل رسالة إلى لوماكس لن يستطيع تجاهلها»، وقد وصلت الرسالة فعلاً، ففينلاي انتحر، وفهم لوماكس الرسالة، أنه اذا لم يواجه جلاده ستكون نهايته مثله؛ فقرر الذهاب لقتل ناغازا.

المواجهة بين إيريك لوماكس وناغازا، أوحت بأنهما ينتظران هذا طوال سنوات، لكن الجلاد هذه المرة أقر بفعلته، وأن حياته الى هذه اللحظة كانت عذاباً، خصوصاً عندما كذب، وقال إنه فقط يعمل مترجماً، رغم القتل والتعذيب الذي مارسه: «دفنت بيدي كثيرين ممن عذبتهم، والجلاد لا يعد ضحاياه». كانت نية إيريك لوماكس قتل المترجم الجلاد، لكنه أراد أن يجعله يعيش قليلاً من الرعب الذي زرعه في نفسه، حاول تعذيبه ففشل، حاول تقييده، وفشل أيضاً، زج به في القفص الصغير الذي كانوا يزجون فيه أسرى الحرب، وأغلق الباب عليه، استسلم ناغازا له، وطلب منه تخليصه، وعندما أقدم إيريك لوماكس على قتله، أغمض ناغازا عينيه، وفتحهما وقد وجد حبل القفص قد انقطع بالخنجر الذي كان من المفترض أن يغرس في عنقه.

هنا تحرر لوماكس، وشعر بحريته أكثر من أي وقت مضى، وعاد إلى زوجته باتي، مليئاً بالحب والحياة، وزاد على ذلك رسالة وصلته من ناغازا، يقول فيها: «أنا أعتذر، وسامحني»، وكان لهذه الرسالة أثرها في حياة لوماكس الذي توفي قبل عامين عن عمر يناهز 93 عاماً، وكأن الضحية تنتظر كلمة «آسف» فقط.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

10.04.2014

 
 

 (وشمة).. مجلة مغربية تعنى بالنقد السينمائي

عمان - ناجح حسن 

يزخر العدد الجديد من المجلة السينمائية المغربية (وشمة) الصادرة عن جمعية أصدقاء السينما في تطوان بالعديد من الدراسات والموضوعات والقراءات النقدية المتخصصة بدراسة العلاقة بين السينما والأدب.

كتب في العدد الذي وزع ضمن فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الابيض المتوسط , مدير المهرجان الناقد السينمائي احمد الحسني، مبينا ان المجلة ستظل اضافة نوعية في المشهد الثقافي والفني ومنبرا للاقلام النقدية المبدعة من داخل وخارج المغرب. تتمحور موضوعات المجلة التي يرأس تحريرها الناقد نور الدين بندريس بجملة من القراءات النقدية التحليلية التي تبحث في العلاقة بين السينما والادب، حيث يتساءل بندريس عن مدى امكانيات السينما كناقل وفي وامين للعمل الروائي أم هي اعادة تملك للنص الادبي مبينا ان السينما المغربية في اغلبية نتاجاتها ظلت تنأى عن عن توظيف العمل الادبي في اشتغالاتها. ومن بين موضوعات العدد: الصورة السينمائية والصورة الروائية لمحمد انقار، التخيل بين الروائي والسينمائي لمحمد نور الدين افاية، السينما والرواية :اثار المكتوب لخليل الدامون، الأدب والسينما: العين الثالثة لعثمان اشقرا.

وحول علاقة السينما والادب في الحالة المغربية، كتب حميد اتباتو عن السينما والادب بالمغرب: الهجنة الغائبة، وعرض نور الدين محقق , للرواية المغربية من الاقتباس العادي الى اعادة التشييد، واشار محمد اشويكة الى تساؤلات حول قضايا النقل والانتقال في السينما والادب. وعن ادب نجيب محفوظ بوصفه حالة عشق من طرف السينمائيين ، استعرض عز الدين الوافي مظاهر الاقتباس واشكالاته: نجيب محفوظ انموذجا، وعاين الزميل ناجح حسن التجريب في ادب رائد الواقعية في حكاية الاصل والصورة في اخراج قصة نجيب محفوظ المسماة (صورة). وساهم الناقد المصري أحمد الخميسي في تحليل نقدي سوسيولوجي تحت مسمى: امطار السينما من سحب السياسة، وقرأ سعيد الشقيري فيلم (عطر): قصة قاتل ام حكاية ثورة وابداع، وتناول البشير الجراري فيلم (الحب في زمن الكوليرا): السينما واستبداد قراءة ماركيز، وأوضح عبداللطيف البازي صورة الوسيم والشرير والمرأة الفاتنة من خلال فيلم (زيرو) للمخرج المغربي نور الدين الخماري. وعاين عبدالرحمن تمازة موضوع الفن والدلالة في كتاب زميله الناقد محمد اشويكة المعنون ( الصورة السينمائية التقنية والقراءة)، واسترجع الاديب الروائي البشير الدامون حالات من الشغف بالسينما في نص ادبي بليغ حمل عنوان )عشاق الانوار). تستمد المجلة عنوانها من فيلم (وشمة) الذي يعتبر من بين اشهر الافلام المغربية في حقبة سبعينيات القرن الفائت، وهي تصدر بثلاث لغات هي العربية والاسبانية والفرنسية، ما يمنحها المزيد من الحيوية والتفاعل مع ثقافات انسانية متنوعة. 

الرأي الأردنية في

10.04.2014

 
 

تحفة سينمائية من بطولة كولين فيرث ونيكول كيدمان

فيلم «رجل سكة الحديد»: الحرب تترك آثارها!

عبدالستار ناجي 

تحفة سينمائية من الطراز الاول، ويبدو انها ستفتح الباب على مصراعيه، امام تحديات أكبر في الصراع على عدد هام من الجوائز السينمائية ومن بينها «بافتا-والاوسكار. للعام المقبل، رغم ان الفيلم عرض في شهر اكتوبر الماضي في مهرجان تورنتو السينمائي، وتمت برمجته للعرض في هذا الاسبوع في الأسواق الاميركية والعالم.

فيلم «رجل سكة الحديد»ليس مجرد فيلم، انه شيء ما أبعد من ذلك بكثير، امتزاج بين الرواية والسينما، وبين الوثيقة والسينما، واستحضار للحرب وآثارها، حيث للحروب آثارها المدمرة، التي تظل تنبض في الذاكرة... والوجدان.

نجوم كبار وعمل سينمائي يتطلب لياقة عالية، ورحلة عبر الزمن والتاريخ، وانتاج ضخم....

تبدأ أحداث الفيلم عبر لقاء بين رجل وامرأة في عام 1980 واللقاء يجمع بين كولين فيرث «ايرك»ونيكول كيدمان «باتي».

علاقة تتطور، الى الارتباط ثم الزواج، وفي كل يوم تكتشف باتي ان زوجها ايرك يخفي ألما... وماضيا... يجعله يصرخ ألما... وتبدأ مهمتها في البحث.... لترحل معه الى عوالم وحكايات تلك الآثار والندب... حيث نستكشف حكاية...

تعود بنا الى أيام الحرب العالمية الثالثة «ايرك ماكس»عسكري، يعمل في «السكك الحديدية»تقع فرقته تحت الأسر، من قبل الجنود اليابانيين، حيث تصدر بحقهم الاوامر لبقاء خط للسكك الحديدية لتمر عليه امدادات الجيش الياباني... وخلال تلك الفترة، يتعرض «ايرك» لاصناف العذاب والتنكيل على يد الجيش الياباني وقادته...

وتمر الأيام... ليعود ايرك من أجل الثأر.. والمواجهة مع من كان السبب في الألم النفسي والجسدي الذي تعرض له ابان الحرب العالمية.

أسير حرب بريطاني من قبل الجنود اليابانيين، يلاقي التعذيب والتنكيل خلال الحرب في تايلند وبورما... ويتألق كعادته النجم الفائز بالأوسكار عن فيلم «خطاب الملك»الممثل البريطاني كولين فيرث عبر أداء يدهشنا بالذات في تجسيد مرحلة الكبر بالنسبة لـ «ايرك»، بينما يجسد مرحلة الشباب «جيرمي ايرنني».

وبدور الزوجة، تطل علينا النجمة نيكول كيدمان، أكثر نضجا، وأكثر عمقا في تفسير مفردات الزوجة اليافعة عن خلاص زوجها...

وهنالك عدد من الشخصيات، ومن بينهم يدور الضابط الياباني، النجم القدير هيروبوكي سانادا، الذي يتفاعل كثيرا مع الشخصية، ليقدمها بأداء شديد الشفافية والعمق.

مع ايريك في الفيلم صديقه بيفالي، الذي يجسده الممثل القدير ستيلان سكار سجراد، والذي يساعده، للوصول الى هدفه، بعد ان يكتشف ان الضباط الياباني لايزال على قيد الحياة... وحان الوقت للثأر.

فيلم مستمد من قصة حقيقية، حينما سقط أكثر من «200»ألف جندي بريطاني في الاسر، ابان الحرب العالمية الثانية ومن حكاياتهم جاء فيلم «جسر نهر كواي»وهذا الفيلم، ونتوقع ان نشاهد الكثير...

مرحلة مليئة بالممارسات السلبية من قبل القوات اليابانية في تلك المرحلة، خلفت الكثير من الآثار... والندبات في نفوس الجنود البريطانيين.

بعد الزواج، وتفجر الألم النفسي، يأتي القرار بالبحث عن خفايا ذلك الألم، من خلال البحث عن المتسبب في تلك الكارثة، حيث يتم العثور على الضابط أغاسي «هيرويوكي سانادا»بعد عقود، توقع خلالها ان الماضي قد نسي... ولكن حينما تكون المواجهة بين الجندي والجلاد... عندها تتغير المعادلات ومن هنا تأتي أهمية هذا الفيلم الذي يمزج العاطفة بالألم.

فيلم «رجل سكة الحديد»«أو «رجل السكك الحديدية»فيلم قوي، من شأنه ان يثير مشاعر قوية لدى الجماهير، بالذات الأكبر سنا..

البطولة هنا ليست في المعركة... بل في تجاوز الألم... واقتدار نجوم كبار بقيمة ومكانة كولين فيرث ونيكول كيدمان .

حديث عن تجربة الأسر... والبوح عن أسرارها... ومضامينها وألمها النفسي والجسدي....

خلف هذه التحفة، يأتي المخرج جوناثان تبلتيسكي الذي قدم أفلاما، أفضل من الجنس - 2000»و«رجل الحرائق - 2011».

ويعتمد على سيناريو كتبه فرانك كوترك بويس وهو أحد أهم كتاب السيناريو في المملكة المتحدة وأكثرهم احتراما وحرفيا من أبرز أعماله «أهلا في سراييفو - 1997»«وكود - 46 - 2003»و«قبلة الفراشة - 1995». وشاركه الكتابة اندي باترسون.

كتب الموسيقى التصويرية الموسيقار دايفيد هيرشفدر، الذي كتب موسيقات أفلام «شاين - 1996»و«اليزابيت - 1998»و«استراليا - 2008»و«ترومان شو - 1998»أما التصوير فقد كان من توقيع مدير التصوير غاري فيليبس.

ويبقى ان نقول:

الحرب تترك آثارها... وخير من يفجر تلك الآثار... والندوب هي السينما... وحينما يأتي فيلم «رجل سكة الحديد»فانه يذهب الى ما هو أبعد من العودة الى الماضي... والثأر... بل الى السلام النفسي، وهنا بيت القصيد.

النهار الكويتية في

10.04.2014

 
 

لوسي : رفضتُ أعمالاً غير جادّة وتفرغت لابني 

كتب الخبرهيثم عسران 

كرّم {مهرجان الحب والسلام} الذي أقيم في القاهرة لوسي ومجموعة من الفنانين عن مشوارهم الفني.

في دردشتها مع {الجريدة} تتحدث لوسي عن التكريم وغيابها عن الساحة الفنية والفيلمين اللذين تحضر لهما.

·        ما شعورك بعد تكريمك في مهرجان الحب والسلام؟

أي تكريم هو وسام على صدري، وأعتز بالتكريمات، لأنها تجعلني أشعر بالمسؤولية في خياراتي الفنية.

·        ما الذي حفزك على المشاركة في المهرجان؟

رغبتي بدعم السياحة في بلدي وإيصال رسالة إلى العالم أن مصر بلد الأمن والأمان. ثم مشاركة الفنانين المصريين في المهرجانات تمنح أوروبا والولايات المتحدة ثقة بأن الأمان عاد إلى مصر. أتمنى أن تصوّر  وزارة السياحة أفلاماً مع فنانين أو مواطنين عاديين لدعم تنشيط السياحة حتى تستعيد عافيتها.

·        كيف تقيمين كثرة  المهرجانات الفنية التي أقيمت أخيراً؟

فكرة جيدة للغاية، لأنها تعيد إلى مصر  وجهها الحضاري والفني، وهو أمر مهم ويجب أن تشجعه وزارة السياحة، وأن تدعم الفن المصري، من خلال عرض لقطات لأعمال فنية خالدة في السينما، على متن رحلات الطيران وتضمينها رقصات شرقية  لجذب السياح.

·        هل ما زال الفن يعاني من كبوته؟

أصبحت الأوضاع في الفترة الحالية أفضل من ذي قبل على المستوى الفني وهي في تحسن، وأتوقع أن يؤثر ذلك في الإنتاج السينمائي والدرامي خصوصاً بعد استقرار الأوضاع وانتخاب الرئيس والبرلمان، لا بد من أن يعود الفن المصري إلى الصدارة، فهو يمرض لكنه لا يموت.

·        لكن الرقص الشرقي تراجع بدليل عدم ظهور راقصات جدد على الساحة.

الرقص فن راق ويحبه المصريون، لكن المشكلة في ظهور مواهب جديدة تتمثل بالصعوبات الأمنية التي تواجه الملاهي الليلة، وكثرة الدخيلات عليه، وأعتقد أن استحداث قنوات تقدم الرقص الشرقي من دون ابتذال، ستكون له نتيجة إيجابية في الفترة المقبلة.

·        هل ثمة مشاريع في هذا المجال؟

بالطبع وهي قيد التحضير لإطلاق قنوات للرقص.

·        ما سر غيابك عن الدراما الرمضانية للعام الثاني على التوالي؟

لا أتعمد الغياب عن الشاشة لكني أرفض المشاركة في أعمال غير جادة، خصوصاً أن لي شروطاً في أي عمل قبل الموافقة عليه بشكل نهائي، وهذا العام لم أعثر على سيناريو مناسب، في السنة الماضية كانت ثمة سيناريوهات لكن لم أتوصل إلى اتفاقات مع الجهات المنتجة، لذا فضلت الغياب في انتظار عمل جيد.

·        كيف تقضين وقتك؟

أهتم بابني فتحي، فهو يمثل الدنيا بما فيها، وراهناً يتابع دروسه في المرحلة الثانوية، وسنسافر سوياً إلى الخارج  لإكمال  دراسته الجامعية، وسأقضي برفقته بضعة أشهر، وبعد عودتي سأصور  فيلمين سينمائيين  هما قيد التحضير الآن.

·        ما هي ملامحهما؟

لا أريد الحديث عنهما في الوقت الراهن، فعندما يتم الإعلان عن المشاريع قبل الشروع في تصويرها تتوقف، وهو ما جربته في أكثر من عمل، لذا أفضل الإعلان عنهما مع بداية التصوير الفعلي نهاية العام الجاري.

·        ثمة فنانون يعتقدون أن الغياب  في غير صالحهم، ما رأيك؟

لا أتفق مع هذا الرأي، فالعمل المميز يبقى مع الجمهور، مهما كانت السنوات التي تفصل بين عمل وآخر، بالإضافة إلى ترحيبي بحالة {الراحة الفنية} كما أحب أن أسميها، وهي تتلاءم مع حالتي النفسية والظروف السياسية التي تمر بها مصر، فتجربة التصوير والتعايش مع شخصية مختلفة عن شخصيتي، في الأوضاع الحالية، أمر مجهد ولن يكون مريحاً على المستوى الفني أيضاً.

·        ما صحة ما يتردد من  أنك تبالغين في أجرك؟

غير صحيح، الأجر الذي أطلبه هو الذي أستحقه. إذا كان المنتج مكسبه مضمون، فما الداعي إلى تخفيض أجري  بحجة أن الظروف لا تسمح، هذا غير حقيقي، لأن تسويق المسلسلات يتم قبل بداية التصوير، ويحصل المنتجون على جزء من مستحقاتهم خلال التصوير.

·        هل معنى ذلك أنك ترفضين تخفيض أجرك؟

الأجر الذي أحصل عليه أنفق جزءاً كبيراً منه على التحضيرات الخاصة بالشخصية، ولم أصل إليه فجأة، بل نتيجة مجهود ومشوار فني قدمت فيه أعمالاً ناجحة، ثم لم يشكل الأجر عائقاً بالنسبة إلي في الأعمال الجيدة،  ذلك أن المنتجين عندما يريدون تقديم عمل جيد ينفقون عليه بشكل يتلاءم مع الصورة التي تخرجه بشكل جيد.

·        يخشى البعض سيطرة الدراما التركية خصوصاً خارج شهر رمضان ماذا عنك؟

الدراما التركية ليست جيدة على الإطلاق، والنجاح الذي حققته يعود إلى كونها نوعاً جديداً يشاهده الجمهور للمرة الأولى، بالإضافة إلى الأكسسوارات وأماكن التصوير، برأيي ستختفي قريباً من الساحة، خصوصاً  أنها تتطرق إلى طبيعة علاقات لا تناسب عاداتنا كمصريين وعرب.

·        أي مرشح ستؤيدين في الانتخابات الرئاسية؟

المشير عبد الفتاح السيسي بالتأكيد، فهو رجل المرحلة بكل ما تحمل الكلمة من معني، وقادر على النهوض بمصر من مشاكلها خلال فترة قصيرة، وأدعو المواطنين لانتخابه والصبر وتحمل الظروف الحالية، ليحقق نهضة لنا ولأبنائنا في المستقبل القريب.

الجريدة الكويتية في

10.04.2014

 
 

كاثرين دونوف لن تتوقف عن التمثيل

باريس-أ ف ب:

اعلنت نجمة السينما الفرنسية كاثرين دونوف البالغة 70 عاما ان التوقف عن التمثيل ليس واردا لديها الا انها اقرت بأنها ستجد نفسها يوما ما “اقل رغبة في التمثيل” لأن الادوار المعروضة عليها باتت “اقل جاذبية”. وتشارك الممثلة الفرنسية في بطولة فيلم “دان لا كور” للمخرج بيار سلفادوري الذي يبدأ عرضه في الصالات الفرنسية في 23 ابريل. وتؤدي دونوف في الفيلم للمرة الاولى دور امرأة متقاعدة.

وردا على سؤال عما يثيره لديها موضوع التقاعد من مشاعر, قالت دونوف في مقابلة نشرتها مجلة “تيليراما” الفرنسية “اعتقد ان تقاعدي لن يكون يوما حقيقيا. سيكون لدي بلا شك عاجلا ام آجلا رغبة اقل في التمثيل لان الادوار التي ستعرض علي ستكون اقل جاذبية”.

وتابعت “عندها ساشارك في اعمال ترضيني حقا.

لا ارى نفسي متوقفة عن التمثيل”, مضيفة “الممثلات اللواتي يتقاعدن طوعا لطالما اثرن لدي الحيرة”, في اشارة الى غريتا غاربو, غريس كيلي وبريجيت باردو, التي اتت على ذكرها. واعتبرت دونوف التي تأرجحت مسيرتها الطويلة الحافلة بالنجاحات بين الافلام الجماهيرية وسينما المؤلف , ان “التقاعد بالنسبة للممثل او الممثلة يؤدي الى شيخوخة اسرع”.

وقالت “الفكرة ليست في البقاء بحالة شباب دائم بأي ثمن لكن بحفاظ المرء على فضوله وملكاته الجسدية والعقلية”, مضيفة “رأيت زملاء وزميلات اصيبوا بالاكتئاب مع ابتعادهم عن مهنتهم”.
وصورت دونوف خلال مسيرتها الطويلة التي بدأتها منذ خمسين عاما, اكثر من 120 فيلما مع كبار المخرجين في فرنسا والعالم بينهم رومان بولانسكي, لويس بونويل, اندريه تيشينيه ولارس فون ترير.

الحكم على دوبارديو بغرامة لقيادته تحت تأثير الكحول

باريس- أ ف ب: حكم على الممثل الفرنسي جيرار دو بارديو بغرامة بعد ادانته بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول خلال حادث دراجة نارية صغيرة العام 2012, لكنه افلت من عقوبة تعليق اجازة السوق لمدة ستة اشهر.

استغرقت الجلسة امام محكمة الاستئناف في باريس دقائق قليلة.

وفي غياب الممثل الذي كان متجها الى الصين, اعلن محاميه اريك دو كومون امام المحكمة ان جيرار دو بارديو قرر التخلي عن استئناف الحكم.

وقد سحبت المدعية العامة طلب الاستئناف فاصبح الحكم الصادر عن محكمة البداية نهائيا وهو قد قضى في 21 يونيو 2013 ان يدفع الممثل غرامة قدرها اربعة الاف يورو وتعليق اجازة السوق لمدة ستة بعد ادانته بتهمة القيادة في حالة سكر. لكن الممثل الذي دفع الغرامة منذ فترة طويلة لن تعلق اجازته لانه استبدل اجازته الفرنسية باخرى بلجيكية وهي وثيقة لا يمكن للسلطات الفرنسية ان تسحبها منه.

وكان دو بارديو يواجه نظريا حكما بالسجن قد يصل الى سنتين بعدما اظهرت التحاليل نسبة عالية من الكحول في الدم.

وكان الممثل البالغ 64 عاما اثار جدلا كبيرا في ديسمبر 2012 عندما انتقل للاقامة في بلجيكا لاسباب تتعلق لندن استضافت

جوائز الأوبرا السنوية

لندن -رويترز: استضافت العاصمة البريطانية لندن حفل توزيع جوائز الاوبرا في عامه الثاني وحصل مدير الاوبرا البلجيكي الراحل جيرار مورتييه الذي توفي الشهر الماضي عن 70 عاما على جائزة عن مجمل مشواره الفني.

وقال منظمو الحفل في بيان ان مورتييه كرس حياته لاضافة لمسة متفردة على الاوبرا وعمل في ثلاث من أكبر دور الاوبرا في العالم وهي لا موناي بروكسل ودار سالزبورغ فستيفال وأوبرا ناسيونال في باريس.

وحصلت مغنية الاوبرا الالمانية السوبرانو ديانا دامرو على جائزة أحسن مغنية لهذا العام بينما حصل مغني الاوبرا الاسترالي التينور ستيوارت سكيلتون على جائزة أحسن مغنى.

كما فازت أوبرا زوريخ بجائزة أحسن دار للاوبرا في العالم.

بالضرائب قبل ان يحصل على الجنسية الروسية.

السياسة الكويتية في

10.04.2014

 
 

انسحاب الرعاة وضعف الميزانية يهدد إقامة مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية

إياد إبراهيم  

تواجه ادارة مهرجان الاسماعيلية الدولى للافلام التسجيلية بعض الازمات فى اقامة الدورة السابعة عشرة والمقرر موعدها فى الثالث من يونيو القادم، وتتنوع هذه الازمات طبقا لرئيس المهرجان بين المالية والامنية.

يلخص كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما ورئيس المهرجان الازمات فى انسحاب الرعاة من تلك الدورة حتى الآن، وايضا فى الاقامة وقال: عدنا منذ ايام من الاسماعيلية لإجراء بعض المهام الخاصة بالدورة القادمة، ولكننا نواجه ازمات متعددة منها عدم قدرتنا على الاعتماد على القرية الاوليمبية والتى كانت تستوعب اعدادا كبيرة من الضيوف نتيجة لوقوعها على خط القناة مباشرة وهو المكان الذى تم تشديد اجراءات تأمينه نتيجة للظروف التى تمر بها البلاد واذا اخترناه كمقر للاقامة سيواجه الضيوف ارهاقا كبيرا فى التحرك والدخول والخروج منه.

واضاف: وتستمر الازمة بعدم قدرتنا على ايجاد اماكن بديلة متعددة لأن الفندق الوحيد الموجود بالاسماعيلية من فنادق الخمسة نجوم لا يستوعب الا 120 غرفة فقط وهو عدد لا يستوعب كل ضيوف الدورة وسنقوم بزيارة للاسماعيلية الفترة القادمة لمعاينة بعض الفنادق الصغيرة لاستيعاب كل الضيوف.

وعن الازمة المالية يقول: نتيجة للظروف الاقتصادية التى تمر بالبلاد انسحب العديد من الرعاة او يتردد بعضهم حتى الآن فى تقديم الدعم للمهرجان، وبعضهم ينتظر الانتخابات الرئاسية ليحدد موقفه وهو توقيت متأخر جدا لتقديم اى دعم.

وعن ميزانية المهرجان الفعلية يقول: ميزانية المهرجان لم تتغير منذ 10 سنوات وهى مليون و10 آلاف جنية فقط وهو مبلغ لا يكفى الاقامة وتذاكر الطيران وغيرهما من تفاصيل، لذا نبحث الآن عن رعاة لدعم الدورة لنتمكن من إقامتها.

وعما تم انجازه حتى الآن قال: لدينا لجنة مشاهدة تنتهى من حوالى 600 فيلم تقدمت للمشاركة ويجرى العمل على باقى التفاصيل.

وعن اجتماعات لجنة السينما قال كمال عبدالعزيز: حتى الآن لم يحدد موعد للاجتماعات مع رئيس الوزراء نتيجة للاحداث المتوالية ولكن اجتمعت لجنة السينما منذ ايام ورفضت بالاجماع قرارا من وزير الثقافة يقضى بضم المركز القومى للسينما وبقية المراكز إلى اكاديمية الفنون، وسنجتمع مع رؤساء المراكز «السينما والمسرح والفنون الشعبية والموسيقى... » لمناقشة هذا القرار وسنرفض لاننا لسنا مجرد جهة اكاديمية او تعليمية مثلا ثم ماذا سوف يتبقى لوزارة الثقافة اذا احيلت كل هذه المراكز لاكاديمية الفنون!

وعن باقى انشطة المركز القومى للسينما اشار: نحضر الآن لاوبريت كبير بعنوان «مصر فوق كل المحن» للمخرج اسامة عشم وتم تصوير جزء كبير منه بالفعل فى هولندا وفرنسا وسيشارك به مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمود ياسين وشهيرة وايهاب توفيق وشذى ومى كساب والهام شاهين وحنان مطاوع وسهير المرشدى وآخرون.

الشروق المصرية في

10.04.2014

 
 

الوجوه الجميلة لا تعلق في الذاكرة دائما.. ولكن لماذا؟

DW  

يبدو أن القول المأثور بأن الوجه الجميل لا ينسى غير صحيح. إذ أثبت علماء نفس ألمان أن الجاذبية والجمال يمكن أن يعيقا التعرف إلى الوجوه، إلا إذا كان الوجه الجميل مميزا بشكل خاص.

كد علماء نفس ألمان في جامعة "فريدريش شيلر- يينا" الألمانية في تقرير لهم نشرته مجلة "نيرو سيكولوجيا" أنه لا يكفي أن يكون الوجه جميلا حتى يعلق في الذاكرة. بل على النقيض فإن الوجوه الأقل جمالا وجاذبية تظل في الذاكرة وتترك أثرا أكبر من تلك الوجوه التي تبدو جميلة وجذابة، ما لم تكن في تلك الوجوه سمات وملامح إضافية مميزة.واعتمد الباحثون في نتائج دراستهم، على اختبار أجروه على مجموعة من الأشخاص، حيث عرضوا عليهم في ثوانٍ قليلة صورا نصفها لوجوه جذابة، والنصف الآخر لوجوه غير جذابة وفي كل الحالتين كانت الوجوه بارزة.

وفي المرحلة الثانية عرضوا عليهم الصور مرة أخرى، ثم طلبوا منهم أن يتعرفوا عليها فوجدوا أن النتائج جاءت في صالح الوجوه غير الجذابة، حيث زادت نسبة الخطأ في التعرف على الوجوه الجذابة. ورغم ذلك كان المشاركون في الاختبار قادرين على أن يتذكروا بسهولة وجها جميلا مع سمات مميزة، كوجه الممثلة الأميركية أنجلينا جولي.

ويرجع عالم النفس الألماني هولغر فيسيه سبب تعثر التعرف على الوجوه الجذابة إلى العواطف التي تعيق عملية تذكر الوجوه الجميلة.

الشروق المصرية في

10.04.2014

 
 

لورانس العرب يحتفل بعيد ميلاده الـ82

سمر علي 

يحتفل محبو الفن اليوم (الخميس 10 أبريل) بعيد ميلاد لورانس العرب الـ82، فهو أحد رموز الفن في مصر، سيد القصر الذي حاضر الفن قديما وحديثا ووصل إلى العالمية؛ إنه عمر الشريف.   ولد ميشيل ديمتري شلهوب، وشهرته عمر الشريف" عام 1932 بالأسكندرية، وأظهر اهتماما بالغا بالفن والتمثيل منذ الصغر، وقدم عددا من التجارب الفنية ولم يتجاوز عمره الثانية عشر، وساعده في ذلك صديقه المخرج الراحل يوسف شاهين.   قدّم يوسف شاهين للشريف أول تجاربه الفنية بفيلم "صراع في الوادي" مع الفنانة العظيمة فاتن حمامة، ولقى الفيلم إعجابا جماهيريا جعل من الشريف وحمامة ثنائي جميل، فقدما عددا من الأفلام معا، مثل: "سيدة القصر"، و"صراع في الميناء"، و"نهر الحب"، و"أيامنا الحلوة"، وغيرها.   لورانس العرب تزوج من فاتن حمامة عام 1954م، وانجبت طارق، ولكن بسبب انشغال الشريف بالفن واهتمامه بالوصول للعالمية تأثرت حياته الزوجية بسبب انشغاله الدائم، مما أدى لانفصالهما عام 1974.   عمر الشريف بدء طريقه إلى العالمية عندما التقى بالمخرج العالمي دافيد لين، والذي قدّم له عام 1962 الفيلم العالمي الذي أوصله للإحترافية "لورانس العرب"، ثم فيلم "دكتور زيفاغو"، وقدّم بعدها عددا من الأفلام التي جعلته أبرز الفنانين العرب شهرة، مثل فيلم "الثلج الأخضر"، و"الوادي الأخير"، و"بذور التمر الهندي"، و"جنكيز خان".   التاريخ الفني لورانس العرب حافل الكثير من المحطات المشرّفة، فقد استطاع هذا البطل تقديم أكثر من 100 فيلما سنمائيا، تنوعت أدواه بين الرومانسي والغامض والهادىء والجذاب، فهو النجم الذي تليق عليه كافة الأدوار سواء في صغره أو حتى الآن، فهو مازال يتمتع بقلب وروح الشباب.   وكما استأثر الشريف بقلوب الجماهير في صغره نجح أيضا في الفوز بقلوب جماهيره بأعماله الأخيرة، فقدّم فيلم "المسافر"، و"حسن ومرقص"، و"روك القصبة"، ومسلسل "حنان وحنين".   حصد الشريف عددا من الجوائز العالمية، ففي عام 1962 رشح لجائزة "الأوسكار" عن دوره في فيلم "لورانس العرب"، كما رشح لجائزة أفضل ممثل صاعد في نفس الفيلم عام 1963، واستطاع الفوز بجائزة "جولدن جلوب" عام 1966 كأفضل ممثل عن فيلمه "الدكتور زيفاجو"، أما عام 2004 ففاز بجائرة مشاهير العالم العربي، وحصل في نفس العام على جائزة "سيزر" كأفضل ممثل في فيلم "السيد إبراهيم وأزهار القرآن"، وبالإضافة لذلك حصل على عدد كبير من الجوائز نظرا لما قدّمه في تاريخ السينما.    

التحرير المصرية في

10.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)