كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الفيلم التونسي «باسترادو» يظفر بالجائزة الكبرى في مهرجان تطوان السينمائي

تطوان  - المغرب - ناجح حسن

 

حصل الفيلم الروائي التونسي «باسترادو» للمخرج نجيب بلقاضي على الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الابيض المتوسط الذي انهى فعالياته اول امس.

يسرد باسترادو والتي تعني الرجل اللقيط ،حكاية صعود رجل، عثر عليه صدفة وهو طفل وليد ، ليخوض صراعه الخاص في بيئة شديدة الفقر والعنف والقسوة، حيث تتشابك فيها علاقاته مع افراد وجماعات في مناخات تهيمن عليها صنوف من معاناة التسلط وعذابات التهميش والتشرد على خلفية من البؤس الاجتماعي.

وينطلق الفيلم من اشتغالات سينمائية تنهل من جماليات الفقر بحيث تمنح العمل سمات جديدة في الفيلم التونسي من النادر ان قدمتها اعمال سابقة حيث ينطوي على عوالم مفعمة بالتناقضات المليئة بالايحاءات البليغة تجاه تحولات اجتماعية تزخر بالهموم والطمو حات المشرعة على رغبات إنسانية بالانعتاق والانطلاق في الحياة.

ويمزج صاحب فيلم «كحلوشة» بسلاسة بين ما هو سائد في تفاصيل الحياة اليومية وما هو مستمد من مخيلة رحبة تعناق تلك الواقعية السحرية المشهودة في السينما اللاتينية حيث تبدو ادارة ممثليه المحكمة بالتفاصيل في الازياء والماكياج وتعابيرهم الموحشة برع المخرج في تصوريرهم داخل ركام من النفايات والامراض والسلوكيات الشديدة القسوة والوحشية التي تغمر الشاشة بالدماء، لدى تصويره الصدام المتفجر بين قوى اجتماعية لا يطيب لها اندفاع هذا اللقيط الى سدة القرية بعد ان اصاب بتجارة الهواتف المحمولة احاسيس اغلبية اهالي القرية وهو الامر الذي هدد اطماع القوى المتنافسة.

يزخر الفيلم بذلك التنوع في رسم الشخصيات ومساراتهم الدرامية التي تحفل بمعالجة ذات مفردات سينمائية وجمالية اثيرة تبدو فيها عناصر التوظيف الذكية للإضاءة وتكوينات زوايا الكاميرا وهي تقتنص رعاشات القرية وقاطنيها امام اشكال من التحديات والمواجهات لبلوغ الهيمنة وفرض التسلط على الاهالي غاب عنهم الاحساس بطعم الحياة أو حقهم في عيش ينهض على القناعة والتواصل والتعاضد بدلا عن مرارات الفساد والعذاب اليومي في بث الخراب واشاعة السرقة والقتل وانعدام الاخلاق.

ونال الفيلم المغربي (سرير الأسرار) للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي جائزة لجنة التحكيم للفيلم الطويـل، عن انكسار الحياة لفتاة وموضوعه مستمد عن عمل روائي مغربي لبشير الدامون، وفاز فيلم (فلسطين ستيريو) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بجائزة حقوق الإنسان للدورة.

وذهبت جائزة الأفلام القصيرة إلى فيلم (وجوه) للمخرج الإيطالي أنطونيو ديبالو في حين فاز فيلم (نخلة واشنطونيا) للمخرجة اليونانية كونستانتينا كوتسماني بجائزة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة.
وفاز الفيلم الوثائقي (عالم ليس لنا) للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل بجائزة الدورة للأفلام الوثائقية.
وتقاسم فيلمي (دعاء.. عزيزة) للمخرج المصري سعد هنداوي و(رجل سيء في مواجهة متفوقين زائفين) للمخرج الايطالي أنجيلو كابرينا جائزة لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الوثائقية.

وتنوعت برامج وفعاليات المهرجان الذي احتفل بدورته العشرين بالحرص على تقديم احدث انجازات السينما العربية والاوروبية الى جوار تلك الحلقات والندوات التي تتعلق باثراء الثقافة السينمائية او تكريم قامات رفيعة في السينما المغربية والعربية والاسبانية.

ومن بين العروض اللافتة هناك اكثر من عمل فالسينما المغربية التي تشارك بالمسابقة الرسمية بثلاثة افلام روائية جميعها نالت قسطا وفيرا من المتابعة والجدل وهي: «هم الكلاب» لهشام العسيري عن السنوات الصعبة التي عاشها سجين سياسي قبل ان يطلق سراحه حديثا ، بالاضافة الى فيلم «حمى» الدي تسري احداثه في اوروبا حول احدى العائلات المغربية المهاجرة هناك وتساؤلات النشء الجديد عن هويتهم ومصيرهم.

وكان هناك الفيلم الايطالي العراقي المشترك «مطر وشيك» لحيدر رشيد الذي ناقش بجرأة قصته الانسانية حول معاناة الهجرة والهوية، مثلما جرى عرض جملة من الافلام الروائية القصيرة والتسجيلية المتفاوتة الطول والمليئة بمفردات بصرية ومعالجات فكرية عميقة.

كما جرى عرض الفيلمين الروائيين المصريين «اوضة الفئران» اخراج جماعي و»واحد صحيح» لهادي الباجوري الى جوار فيلم تسجيلي طويل للمخرج احمد حسونة وفيلم قصير للمخرجة نسرين الزيات بعنوان «عنبر 6» وفيه توثق لاحاسيس ومشاعر فتاتين من مصر واجهتا السجن قبل ثورة يناير.

ومن اسبانيا حضر الفيلم الروائي الطويل «صلة الرحم» الدي برزت فيه قدرات مخرجته ليليانا توريس وهي تصور ببوح وحميمية مناخات في علاقة المخرجة مع العديد من افراد اسرتها حيث يزخر باشكال من الرؤى والافكار تجاه الارتقاء بالمصير في محيط عائلي يكبح جماع انطلاقة بطلته نحو عالم تبغي الانسياق تجاهه بشغف.

واحتفى المهرجان بصدور العدد الجديد من مجلة «وشمة» المتخصصة بالنقد السينمائي وتصدر بثلاث لغات ويشارك في كتابتها نقاد عرب ومن اوروبا واعتبرت لدى عشاق السينما بأنها ذاكرة المهرجان حيث جرى تقديم شهادات لنقاد من الاردن والمغرب وتونس والجزائر واسبانيا وفرنسا عاينوا فيها اهمية المجلة في ظل انحسار هده النوعية من الاصدارات ، واحتفى المهرجان بمسيرة المخرج السوري محمد ملص مثلما كرم الممثل المغربي صلاح الدين بنموسى احد ابرز مؤدي الادوار الكوميدية في السينما المغربية حيث اشار الى اهمية الفيلم الدي يتكيء على المفارقات والسخرية تجاه الواقع بيد ان غياب النصوص يظل معضلة تواجه هدا النوع من الافلام التي رأى انها تعمل على تأصيل صناعة الافلام ويجعلها قريبة من الناس العاديين والبسطاء.
على صعيد اخر ناقش اكاديميون وخبراء تربية ونقاد سينمائيون اهمية الثقافة السينمائية في المناهج الدراسية بعد ان غدت الصورة تحتل مكانة لافتة في المجتمعات الانسانية.

وبينوا في ندوة السينما والمدرسة التي عقدت أول أمس الجمعة ضمن فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الابيض المتوسط الدور الذي باتت تنهض به المواد السمعية البصرية والافلام القصيرة والطويلة بشقيها التوثيقي والدرامي في تفاصيل الحياة اليومية لسائر الثقافات الانسانية مثلما هي وسيلة تعبير عن الام وامال وتطلعات الافراد والجماعات بمنأى عن الحدود والفواصل بينهم.

واشاروا الى الى ان ثقافة الافلام عملت على تطوير الحس النقدي وتنمية الذائقة الجمالية لدى جيل المستقبل ودعوا الى تعزيز ثقافة وحضور الافلام في المدرسة وتنشيط قدراتهم في انجازات فيلمية تحكي قصصهم وحكاياتهم المستمدة من بيئتهم ومخيلتهم باساليبهم الخاصة في ظل توفر وسائل التواصل المجتمعي الحديثة.

واكدوا ان السينما والمدرسة يواجهان ازمة ومعوقات كثيرة سواء في فهم وظيفة ودور الفيلم في المجتمع او في امكانيات وخبرات القائمين على البرامج والنشاطات المدرسية وضرورة تمتعهم بالخبرة والوعي في تطوير وتنويع وسائل التعليم داخل اسوار المدرسة.

ورأوا ان السينما التي باتت تعرض نماذج من اشتغالاتها المتباينة طوال اليوم عبر الشاشة التلفزيونية ما زال باستطاعاتها ان تسهم على قدر واع من المسؤولية والشرط الابداعي في بث الوعي والفهم الايجابي للغة الصورة كمعرفة جديدة مشرعة على نبض الواقع خاصة اذا جرى تدعيم مثل هدا النوع من البرامج بحلقات ومحاور تتعلق بفنون مشاهدة الافلام واقامة حوار مفتوح مع التلاميذ واطلاعهم على وجهة نظر صناع تلك الافلام مباشرة.

الرأي الأردنية في

08.04.2014

 
 

دعاء سلطان تكتب:

وحياتك يا نادين 

نادين شمس.. سمع وقرأ الكثيرون قصة وفاتها، لكنهم لم يعرفوا كيف عاشت.. استكثر البعض أن نهتم بها لأنها قتلت بسبب أخطاء أطباء منحطين، فى مستشفى هى للمقبرة أقرب، ولم يفهموا لماذا نحارب من أجلها إلى هذه الدرجة!

مفهوم جدا.. ففى بلد أصبحت أخبار السحل والتمثيل بالجثث بعد القتل، أخبارا عادية، من الطبيعى أن يصبح اهتمام بعض الناس بمقتل شابة فى عمر الزهور جراء خطأ طبى، أمرا غير مهم.

عندما تشيع فحشاء القتل والدم فى مجتمع ما، يصبح الموت خبرا عاديا لا يشغل بال الناس، لكن –والحمدلله- مشهد الموت لا يزال مرعبا لدى البعض حتى الآن.

نادين شمس.. تلك التى تقولون أننا نهتم بخبر موتها أكثر من غيرها، كنتم ستشاهدونها – لو كانت بيننا الآن - فى أول صفوف الدفاع عن حياتكم وعن حياة من كانوا على طرف النقيض من أفكارها.. كنتم ستخجلون من أنفسكم أمام دفاعها عن وجودكم واستمرار تدفق هرائكم.. لأنها كانت مؤمنة بالإنسان كيفما كان وحيثما كان.. ألا تخجلون؟! لكنها ماتت للأسف.

كلما كتبت أو كتب أصدقاء نادين حرفا عن قضيتها على فيس بوك أو تويتر أو فى أى مطبوعة، يخرج لنا أعداء مفترضين لواحدة ماتت وتركت لهم الحياة بكل ما فيها، ليسألونا، وكأنهم قد أفحمونا: "إشمعنى هي يعني اللي بتتكلموا عنها؟! لأنها مشهورة؟! ما هو فيه مليون واحد مات في مصر بسبب الاهمال الطبى ومحدش سأل فيه.. كل ده عشان هى صاحبتكم؟!"

حسنا.. أود الآن أن أرد على أسئلتكم.. نادين لم تكن مشهورة، وموضوعي الذى كتبته منذ سنوات عن فيلمها الأول "إحنا اتقابلنا قبل كده" وتم نشره، لم يعجب أحدا لأننى ركزت على الكاتبة بدلا من التركيز على الفيلم! كما أنها فضلت العمل ضمن ورش ومجموعات ولم تحبذ أبدا أن تكون صاحبة الورشة أو قائدة المجموعة، ونعم نتناول قضيها لأنها صاحبتنا، فهل اهتممت أنت بقضية صاحبك أو ابنك أو قريبك، وقررت أن تحارب لأخذ حقه ممن سلبوا حقه فى الحياة؟
نعم.. نادين التى ماتت كانت مشهورة - يا سيدى- ومحظوظة، لأن لها زوجا وفيا وأصدقاءا مخلصين صادف أن بعضهم من الصحفيين والإعلاميين.. بئس الشهرة التى تلومها عليها، وبئس الحظ الذى تحسدها عليه.. ويا لفقرك وبؤسك أنت شخصيا.. فمن تحسدها ذهبت إلى القبر يا أستاذ ويا مدام.

نادين شمس التي تلوموننا لأننا نهتم بقضيتها أكثر من غيرها، كانت مفعمة بالحياة جدا، ويا سيدى المتحفز المحتقن بسبب اهتمام الكثيرين بقضية نادين.. هى كانت إنسانة رائعة.. لم تؤذ أحدا قط، وكانت بريئة جدا ومحبة ومتفهمة حتى للمختلفين معها، وصادف أن أوقع الله هذه الكائنة الرقيقة فى يد من لا يرحم من أطباء هم إلى التجار أقرب، فماتت بين أيديهم وبعلمهم، وصادف أن التى ماتت هى نادين التى نعرفها، وصادف أن زوجها لم يفرط فى حق حبيبته وقرر أن يقسو على حبيبته وعلى نفسه وأن يوافق على تشريح جثتها، وصادف أن له أصدقاءا يقفون إلى جواره ليأخذوا حق حبيبته التي هي صديقتهم وحبيبتهم.. وصادف أن الإعلام يساند قضية نادين.. ما مشكلتك الآن؟!

يا سيدى المستاء من اهتمامنا بقضية نادين شمس، ربما كانت قضيتها فتحا لملف الاهمال الطبى فى مصر الذى راح ضحيته الألاف، وربما كانت مطالبتنا بمعاقبة من سلب حق نادين فى الحياة – الذى سنأخذه بإذن الله- بداية لكل مطالب للحق فى الصحة والعلاج الآمن فى مصر، وفاتحة لمعاقبة كل طبيب مستهتر ومهمل فى حق مريض استجار به ولم يجره، بل أرسله إلى القبر.

نادين شمس ماتت بسبب أخطاء أطباء "إسماعيل أبو الفتوح وخيرى صابر" فى مستشفى مصر الدولى.. وقد سلمتهم نفسها لتعيش، لكنهم قتلوها، وكم من طبيب فى مصر قتل مريض استجار به.

نادين شمس التى ماتت بسبب استهتار واهمال أطباء وتجار، هى البداية لنزع حق كل مريض مات بسبب من يستهترون بحياة البشر، انتبهوا لقضيتها لأنها قضيتنا جميعا.. أقول: وحياتك يا نادين حانجيب حقك.. وقولوا أنتم: وحياة كل اللى ماتوا على يد من يستهترون بحياتنا جميعا.. لن نموت وسنقتص منكم لأنكم فشلة ومتبلدين ولامبالين بحياتنا وحياة أحبائنا.

الدستور الأصلي المصرية في

08.04.2014

 
 

عمرو واكد يعود للسينما العالمية من جديد مع «لوسي»

رويترز 

يعود الممثل عمرو واكد للظهور في السينما العالمية مرة أخرى، بعد عدة تجارب ناجحة وذلك من خلال فيلم الحركة الجديد «لوسي» الذي يقف فيه أمام الممثلة الشقراء سكارليت جوهانسن والنجم الأسمر مورجان فريمان.

ويدور الفيلم -الذي جرى تصويره في نيويورك وباريس وتايبه- عن عالم تهريب وتجارة المخدرات ومن المقرر عرضه في دور السينما في الولايات المتحدة في أغسطس، وهو من اخراج الفرنسي لوك بيسون وإنتاج شركة «يوروبا كورب».

وقال واكد في مقابلة هاتفية مع رويترز أمس الاثنين «تجربة المشاركة في أفلام الحركة جديدة بالنسبة لي .. لكني سعيد جدا بها».

وأضاف «قدم بيسون (مخرج الفيلم) أعمالا جيدة في الفترة الأخيرة. وأنا سعيد بالمشاركة معه في الفيلم الجديد».

ويقوم واكد في فيلمه العالمي الجديد بدور رجل شرطة لكنه رفض الافصاح عن تفاصيل الدور قبل عرض الفيلم.

وشارك واكد «42 عاما» من قبل في أفلام عالمية مثل «صيد السلمون في اليمن» و«سيريانا» إضافة الى المسلسل العالمي «بيت صدام» عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقال واكد إنه تلقى عرض المشاركة في الفيلم الجديد عندما كان في زيارة إلى لندن والتي سافر منها إلى باريس للقاء مخرج العمل.

وحظي إعلان ترويجي قصير للفيلم مدته نحو دقيقتين بمشاهدة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة الفيديوهات في مصر والمنطقة العربية.

وحفزت لقطة تجمع بين واكد وجوهانسن داخل سيارة في الإعلان الترويجي رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمنطقة العربية على كتابة تعليقات متنوعة تشيد بالممثل المصري وتكشف عن ترقب واسع للفيلم.

وأعرب واكد عن اعجابه بمستوى إنتاج الفيلم والجهد الكبير وراء العمل قائلا «أتمنى أن يكون عندنا أفلام في مصر بهذا الحجم».

وعن أعماله المحلية قال واكد إن العمل القادم له هو الفيلم العربي «القط» الذي تم الانتهاء من تصويره لكن لم يحدد موعد عرضه بعد بطولة فاروق الفيشاوي وسارة شاهين وسلمى ياقوت واخراج ابراهيم البطوط.

التحرير المصرية في

08.04.2014

 
 

قياس المشاهدة على الشاشة الأميركيّة:

الملايين وحدها لا تكفي

فادي الطويل 

في فيلم «الشبكة» (1976) لسيدني لوميت، يقول هاورد بيل (بيتر فينش) جملةً ضمن سياق مونولوج طويل، يستعرض الزلزال الذي سيغيّر حياة الناس إلى الأبد: سيطرة شبكات التلفزة. يقول: «أنتم لن تحصلوا على أيّ حقيقة منا. بل سنخبركم ما تريدون سماعه». تلك كانت بداية لمنافسة شرسة بين شبكات تلفزة، لا توفّر جهداً أو وقـتاً في استقطاب مشاهديها، بكل السُّبل.
تعيش تلك الشبكات اليوم، منافسة في ما بينها، ومنافسةً مع مواقع الانترنت ومع ثقافة تلفزيون جديدة. لذلك، باتت معدلات ونسب المشاهدة ذات دلالات أكبر وأهمية أعظم مما كانت عليه قبل خمس أو عشر سنوات. تلك النسب هي وسيلة للحفاظ على ما يمكن الاستمرار في كسبه أمام غزو التقنية الرقمية عالم التلفزيون. لذلك، تدرك المحطّات التلفزيونيّة الكبرى حول العالم، أنّ «أمام» كل عمل تلفزيوني ناجح أرقاماً وإحصاءات وتصنيفات، تتحكم بمستقبله حسب «الطلب». في هذا السياق، انشغلت القنوات الأميركيّة الأسبوع الماضي بقياس معدلات المشاهدة للحلقات الختاميّة لبعض المسلسلات التلفزيونيّة الأميركيّة الشهيرة. بعض تلك المسلسلات يختتم موسمه الأوّل مثل «هلِكْس» على قناة «سايْفايْ» (المملوكة لـNBC Universal)، و«أنتلجنس» على «سي بي أس»، من بطولة جوش هالواي نجم مسلسل «لوست». يتطرّق المسلسلان الى قضايا من الخيال العلمي، وبالنسبة لكون العملين لا يقدّمان أفكاراً جديدة، عمّا قدّمته مسلسلات أخرى عرضت سابقاً، فإنّ نسب المشاهدة للحلقات الختامية تبدو معقولة، إذ حصد العملان 1,3 و5,5 ملايين مشاهد على التوالي. مع الإشارة إلى أنّ نسبة مشاهدة «أنتلجس» شهدت انخفاضاً ملحوظاً، بالنسبة إلى أنّ الحلقة الأولى التي تابعها 16,4 مليون مشاهد.

من ناحية ثانية، شاهد الحلقة الختامية من «ذا والكنغ ديد» على «آي أم سي»، 15,6 مليون مشاهد. وذلك رقم كبير بالنسبة لمسلسل رعب دمويّ، يتابعه المهتمون بأفلام ومسلسلات الزومبي. وهنا تتكشف مفارقة كبيرة، إذا ما نظرنا إلى ما حقّقته الحلقة الختامية من مسلسل «ترو دتكتيف»، بطولة الممثلين وودي هارلسون وماثيو ماكونهي، وتعرضه «أتش بي أو». يروي المسلسل قصّة تتبُّع شرطيين في لويزيانا لقاتل متسلسل. ومع أنّ الفكرة مألوفة في المسلسلات البوليسية، الحاضرة بكثرة على جميع شاشات الشبكات الأميركية، إلَّا أنّ عناصر عدّة جعلت المسلسل متفوقاً، منها التشويق، والإخراج والأداء التمثيلي. ذلك ما جعل الحلقة الختامية موضوعاً أثيراً للنقاش على مواقع التواصل، إذ تبادل روّادها انطباعاتهم حول العمل، الذي مع أهميته، لم يلقَ نسبة مشاهدة عالية، ولم يتخطَّ عدد مشاهدي حلقته الختاميّة 3,5 ملايين مشاهد.

أما العمل الأخير، والذي كانت نهايته مرتقبة بشدّة، فهو «كيف التقيتُ والدتكم» (How I met your mother) في موسمه التاسع والأخير. ففي 31 آذار/مارس الماضي، عُرضت الحلقة الأخيرة (رقم 208 في مجموع المواسم التسعة) من المسلسل الذي استطاع جذب ملايين المشاهدين. العمل كوميديا اجتماعيّة ظريفة، قد تطول المقارنة أو تقصر بينه وبين مسلسل «فرندز» الذي حقّق شعبية ومعدلات مشاهدة غير مسبوقة على شاشة «أن بي سي» في مواسمه العشرة بين عامي 1993 و2004، ولا يزال مُشاهداً ومطلوباً إلى اليوم. تابع الحلقة الأخيرة من «كيف التقيتُ والدتكم» نسبة 13,3 مليون مشاهد، وأثارت الجدل بين متابعي العمل ومحبّيه. بعضهم وجد أنّها لا تليق بانتظار طال لتسعة مواسم للتوصّل إليها، فيما عدّها البعض نهاية مثالية باكتمال «الدائرة» الطبيعية بعودة بطلي السلسلة تيد موزبي وروبن شرباتسكي لبعضهما البعض، بعد تقلبات كثيرة. وتبادل الملايين الانطباعات والآراء حول نهاية السلسلة على «تويتر»، كما تناولتها الصحافة العالميّة بالنقد. ولعلّ ذلك السجال حول الحلقة الختاميّة، ما يجعل المقارنة بين «فرندز» و«كيف التقيتُ والدتكم» غير قائمة. صنّاع «فرندز» لم يختبروا فورة مواقع التواصل، لكنّ «كيف قابلتُ والدتكم» حظي بتداول كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، أعطاه الشهرة والشعبية والانتشار.

وذلك بالضبط ما تبحث عنه شبــكة كبيــرة مثل «سي بي أس»، التي تريد تزعّم الأربعــة الكبار في الإعلام المرئي الأميركي («آي بي سي»، و«فــوكس»، و«سي بي أس»، و«أن بي سي»). وعلى هذا المنوال، لم تعد نسب المشاهدة معياراً وحيداً لقياس تفاعل المشــاهدين بالنسبة للشبكات التلفزيونية الكبرى، مع اتجاه بدأ يرتسم لجعل جدران «فايسبوك» و«تويتر» معياراً أساسياً أيضاً.

السفير اللبنانية في

08.04.2014

 
 

«الحياة الجنسية الخاصة للمشاهير»..

النجوم في غرف النوم

لينا هويان الحسن 

ببساطة هذا الكتاب «الحياة الجنسية الخاصة للمشاهير» لمجموعة مؤلفين (ايرفنغ والاس، آمي والاس، دافيد ووليشينكي، سيلفيا والاس)، الصادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت. يسلط الضوء على الجانب الحسي المخفي في حياة المشاهير، فكل مدارس التحليل النفسي الحديثة تقيم وزنا كبيرا لهذه الناحية من حياة أي انسان لتفسير كل سلوكه وسيرته على مدى حياته، ولعل المشاهير هم الناس الأكثر إغراء لمثل هذه الدراسات.

لا يمكن فصل الجنس عن الحياة. كما أنه لا ينبغي تجاهل الدور الكبير الذي يلعبه في حيوات الناس وتكويناتهم وتعقيداتهم. والشخصيات التي يضمها هذا الكتاب هي كائنات بشرية لها نزواتها وعاداتها وسلوكياتها ودوافعها. وهي ليست منزهة عما اتُّفق على تسميته بالانحراف، مع الأخذ بالحسبان أن مصطلح انحراف هو مصطلح خلافي يتبناه بعض العلماء ويرفضه علماء آخرون.

لا يهدف هذا الكتاب إلى نبش ما يعتقد الكثيرون بأنه فضائح جنسية، ولا إلى التشهير بالشخصيات الأدبية والفنية والفكرية التي حظيت بإعجاب عالمي.

يمكننا اعتباره كتاب الأسرار، الأسرار الأكثر حميمية والتصاقاً بالمشاهير.

الكتاب يتعرض لقائمة طويلة من المشاهير العالميين، ممثلين، فنانين، سياسيين، كتاب، موسيقيين.

يستعرض شتى أشكال الحب الممكنة لدى هؤلاء المشاهير، مثل راسبوتين أشهر المغامرين الجنسيين تهتكاً الذي مثّل الشهوانية البهيمية ونظم «حفلات سكر وعربدة».

وبعض المشاهير رغم شهرتهم لم ينغمسوا في فوضى العلاقات الجنسية، ومنهم ماريا كالاس، أهم مغنيات السوبرانو في التاريخ الأوبرالي، لكنها لم تعرف طوال حياتها إلا علاقتين، وذلك في سني نضجها، وعلاقتها الثانية كانت مع أريستو أوناسيس الذي ظلت مخلصة له رغم خيانته لها.

أيضاً نقرأ عن مارلين مونرو، المرأة التي كانت رمزاً للجنس في خمسينيات القرن العشرين، الجميلة الهشة والقلقة التي بحثت عن الأمن في الجنس، استغلها منتجو هوليوود، كما استغلها الرئيس الأميركي جون كينيدي. ووصفت نفسها بأنها «فاجرة انتقائية؟!».

لعل نجوم هوليوود استأثروا بأكثر من نصف صفحات الكتاب، لكن كل ما يطلعنا عليه مؤلفو هذا الكتاب يمكن اعتباره مدهشاً بحق. كأن نعرف أن شارلي شابلن كان يحب أن يسمع مقاطع من رواية «عشيق الليدي تشاترلي»، أو سارة برنار التي تضع في غرفة نومها تابوتاً مبطناً بالساتان الوردي، وأجابت عن سؤال للكاتب أوكتاف ميربو «متى تقلع عن الحب»: «عندما ألفظ آخر نفس لي، أتمنى أن أعيش مثلما عشت دائماً. إن قوة طاقتي وحيويتي تكمنان في خضوعهما لقدري بصفتي امرأة».

موسوليني الذي يُعتقد أن سعيه الأهوج للحرب كان نتيجة تلف في المخ سبّبه مرض السيفلس، كان يقول: «المرأة بالنسبة إليّ هي عبارة معترضة في حياتي المليئة بالمشاغل».

جميع نساء بيكاسو كن جميلات، وقد أحبهن في أوقات مختلفة وبدرجات متنوعة. واشتهر بقوله: «عندما نحب امرأة لا نبدأ بقياس ساقيها».

فيكتور هوغو يقول لحفيده الذي دخل عليه ورآه يعانق الغسالة، وهو في الثمانين: «أنظر يا جورج الصغير، ذلك ما يدعونه العبقرية».

وموباسان الذي كان فخوراً بمآثره الجنسية أكثر مما هو فخور بكتبه، يقول: «إن المرأة الوحيدة التي أحبها حقيقة هي المجهولة التي تسكن مخيلتي، ينبغي أن تكون حسية، لديها القدرة على ضبط نفسها، عاطفية مغناجة، أن تجد مثل هذه المرأة، فتلك مغامرة الحياة الكبرى، وليس هناك من شيء آخر».

السفير اللبنانية في

08.04.2014

 
 

تلقى رواجاً كبيراً في السينما الهوليوودية

أفلام الأساطير والخيال العلمي.. إبداعات غائبة عن الإنتاج العربي

سعاد محفوظ (القاهرة) 

على مدار تاريخ السينما الغربية، فإنها استطاعت تحويل الأسطورة الخيالية إلى واقع يراه العالم على الشاشة، فمن أفلام «بازوليني» الصعبة، إلى أفلام «دراكولا ومصاصي الدماء وطرازان وسوبرمان ورامبو»، وحتى الصور المتحركة التي يدمنها الأطفال في المجتمعات الحديثة وأفلام الخيال العلمي التجارية والمنتشرة بكثرة. استفادت السينما في كل عصورها من الأساطير القادمة من كل أنحاء العالم وظلت تنهل منها، ويعتبر النصف الأول من الثمانينيات أزهى العصور التي شهدت أقوى علاقة تقوم بين حكايات الأساطير والسينما، فالذي جاء في هذه الحكايات يجيء على هوى صناع السينما، وخاصة الباحثين عن الخوارق، الذين وجدوا في الأساطير منبعاً خصباً لما يبحثون عنه من حكايات.

منذ الألفية الجديدة ظهرت مجموعة من الأفلام، تحاكي الخوارق ولاقت رواجاً كبيراً، كما في سلسلة «هاري بوتر»، إلى جانب عدة أفلام ارتبطت بفكرة نهاية العالم كما في فيلم «2012»، الذي تمحورت فكرته حول أسطورة نهاية الكون، التي وردت في رزنامة شعوب المايا والأزيتيك.

ممنوع من العرض

وفي السينما الهوليوودية نجد أيضا معالجة لسيرة حياة الأنبياء، وتناول الجانب الخارق فيها، كما في الأفلام التي تناولت سيرة يسوع المسيح، ومؤخرا فيلم عالج قصة النبي «نوح»، المأخوذ من شخصية نبي الله«نوح» والطوفان الذي اجتاح المنطقة وقتها، والجدير بالذكر هنا أن الأزهر رفض عرض الفيلم تماشياً مع تحريم ظهور الأنبياء وتجسيدهم في السينما، لأنه يتنافى مع المقدسات الدينية وحرمة تجسيد الأنبياء، في نفس الوقت الذي منعت في الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج أيضاً عرض فيلم «نوح».

ورغم ثراء تراثنا العربي بالعديد من القصص الأسطورية، إلا أن السينما العربية لم تأخذ حظها من هذا التراث ومالت أكثر إلى أفلام التراجيديا الاجتماعية الواقعية. باستثناء أفلام مثل «عروس النيل» و«نور الدين والبحارة» و«حلاق بغداد»، وهي أفلام أقل أهمية في توظيف الأسطورة، فلم نجد أفلاماً للآن تعبر عن الأسطورة العربية، هذه الأسطورة التي أخذت السينما العالمية عنها عدة أعمال مثل «لص بغداد» و«سندباد» و«علي بابا والأربعين حرامي» و«علاء الدين والمصباح السحري».. فعلى سبيل المثال تناولت السينما الهوليوودية شخصية سندباد في أجواء عربية عصرية، تارة هو مغامر وعاشق، وأخرى وهو بحّار تائه في بحار السحر والظلمات باحثاً عن مغامرات جديدة.

«شطحات كاذبة»

ولم تكن أفلام الخيال العلمي حكراً على هوليوود، ولكنها انتشرت في الأسواق العالمية، ونجحت في استقطاب شرائح اجتماعية متنوعة، نظراً لتربعها على صدارة صناعة الأفلام، الأمر الذي مكّن صناع السينما من استخدام تقنيات جديدة مثل المؤثرات والخدع البصرية الخاصة مقارنةً بالعقود الماضية.

أما السينما العربية، فقد قدمت القليل من أفلام الأسطورة والإثارة والخيال العلمي، ويرجع سبب قلة هذه الأفلام خوفاً من الصدام مع الدين، كون عالم الجن والأرواح يرتبط بشكل مباشر بالدين، كما أن المشاهد العربي ينظر إلى الأسطورة باعتبارها «شطحات كاذبة»، وحسب رؤية الناقد طارق الشناوي فإن «فكرة وجود وحش أو لعنة أو شبح وغيرها من أيقونات الرعب يعتبره المشاهد العربي نوعاً من الكوميديا، لذا لم تحظ هذه الأفلام رغم قلتها بالنجاح الكبير.

وأوضح الشناوي قائلا: يعد فيلم «سفير جهنم»، بطولة الراحل يوسف وهبي أولى تجارب سينما الخوارق في مصر والعالم العربي، حيث جسّد شخصية الشيطان الذي يغوي الإنسان، وأيضاً هناك فيلم «الإنس والجن» للفنان عادل إمام، و«التعويذة» للفنان عزت العلايلي، وأعتقد أن نجاح هذه الأفلام يرجع إلى شخصية النجم عند الجماهير، فضلاً على وجود عشرات أفلام الأسطورة والرعب التي فشلت جماهيرياً، بسبب تكرار الأفكار، وعدم الابتكار في تقديم شيء مختلف يستحق اهتمام الجمهور.

وأشار إلى أن المخرج كمال الشيخ كان أشهر من قدّم أفلاماً في مجال الرعب أو الخيال العلمي أو الإثارة، ومن أشهر أفلامه، «المنزل رقم 13»، وفيلم «قاهر الزمان».

أما الناقد الفني شريف كمال، فيرى أن فيلم الخيال العلمي يختلف عن الواقع في جوانب عديدة، أبرزها أنه يعطي تفسيراً غير منطقي للأحداث التي يناقشها، حيث يتحدث صناع هذه الأفلام عن اكتشافات مستقبلية، وتطورات تكنولوجية غير معروفة في عالمنا، كما أن أفلام الرعب أو الخيال العلمي لا تحتاج إلى الالتزام بالقوانين المادية في العالم الذي نعيش فيه، لأنها سينما الخيال والإبهار، وأكد أن السينما العربية غائبة تماماً عن مشهد أفلام الأسطورة أو الخيال العلمي، نظراً لوجود إشكاليات دينية تحرّم تناول مثل هذه المواضيع في الفن.

بين الأسطورة والبطولة الشعبية

لعله من المهم توضيح الفرق بين ما هو خارق وبطولي، وما هو شعبي، فالبطولي يقوم على فكرة وجود بطل يقوم بأفعال خارقة للعادة، بينما الشعبي هو الذي ينبني على أفكار ما ورائية مثل السحر وحدوث أمور خارقة للطبيعة والمألوف كما يحدث في الأساطير.

ويتمتع البطل الأسطوري الشعبي في الغالب بقوى جسدية خارقة.. عملاق ممتلئ العضلات يجيد النزال والقتال واستخدام أدوات الحرب التقليدية وأغلبها السيف، ويستطيع البطل الأسطوري أن يقهر أشياء عديدة فيحطم شمشون المعبد، ويخترق لص بغداد حواجز الزمان والمكان من أجل إحضار الوردة الزرقاء لأميرته المريضة، ويسعى ماشيست إلى قهر رجال لا يقهرون في أكثر من مغامرة. وقد حوّلت السينما الأميركية والإيطالية البطل الأسطوري الخارق إلى بطل واقعي تارة. ثم إلى بطل مستقبلي.

الإتحاد الإماراتية في

08.04.2014

 
 

صلاح هاشم مصطفى:

السينما فن كبير تصنعه التّفاصيل الصّغيرة

نصيرة بلامين – خاص 

تعزم الهيئة العامة للكتاب بمصر إصدار كتاب “الواقعية التسجيلية في السّينما العربية الرّوائية” للكاتب والنّاقد المصري مصطفى صلاح هاشم، المقيم بباريس، وذلك خلال شهر حزيران/يونيو  ٢٠١٤ المقبل. ويعرض هاشم مجموعة أفلام حضرها خلال تواجده في مهرجانات عديدة.

ويستهل الكاتب بالحديث عن أفلام  يوسف شاهين التّي تمّ عرضها خلال مهرجان “مسارح في السينما

والتّي جرت فعاليته ما بين ٣٠ آذار/ مارس ، 11 نيسان/أبريل من عام ٢٠١٠ في ضاحية “بوبيني”، فرنسا، ويلقي هاشم من خلال عرض أفلام يوسف شاهين الطويلة والقصيرة، نظرة عن التّفكير المعاصر للسّينما وكذلك الإنجازات التّي حقّقها شاهين بأفلامه، منها: “باب الحديد”، و”الأرض”، و”الإسكندرية ليه”، و”ابن النّيل” و”صراع في الوادي” وغيرها.

وعن ذكر المخرج الكبير الرّاحل “يوسف شاهين”، يجدر بنا الإشارة وحتّى وإن لم يتم ذكره في كتاب هاشم، إلى الفيلم الذّي أنجزه عام ١٩٥٨ مساندًا كفاح المناضلة الجزائرية “جميلة بوحيرد” والتّي صدر في حقّها آنذاك الحكم بعقوبة الإعدام من قبل السّلطات الاستعمارية الفرنسية قبل أن يعفى عنها بعد نضالات عديدة وخاصة التّي خاضها محاميها الرّاحل جاك فيرجاس (والذّي أصبح زوجها بعد ذلك) والتّي اتبعتها بعد ذلك حملات إعلامية ضخمة، فالفيلم الذّي أخرجه يوسف شاهين تحت عنوان:  جميلة”. والتّي اقتبست دورها الفنانة اللاّمعة “ماجدة”، لا يزال يعدّ من ألمع الأفلام السّياسية التّي أشادت بحرب الجزائر.

ويعتبر النّاقد هاشم في كتابه هذا أنّ شاهين هو “هرم ثقافي من أهرامات مصر الثّقافية وأشهر وأهمّ مخرج مصري عربي في العالم كله”. ويضيف أنّ “أفلام شاهين هي كنز من كنوز وتراث مصر الثّقافي السّينمائي العريق بل هو “بوابة” ثقافية عملاقة”. كما يصف المخرج  شاهين كونه “الأبّ الرّوحي للسّينما العربية الحديثة، فأسلوبه السّينمائي الذّي استحدثه، هو المؤسس لهذه “السينما الحديثة” ويضيف أنّ شاهين تمردّ “ضدّ كافة أشكال القهر وظلم السّلطة، هذه السّلطة التّي لم تنجح أبدًا في تدجينه وترويضه لكي يشتغل لحسابها. كما يعتبر شاهين أيضًا المؤسس لـ”تيار المكاشفة وسؤال الذّات” في السينما المصرية”.

ويقول أنّ سينما شاهين هي “سينما الأنا، التّي نجدها في أفلامه مثل: “الإسكندرية ليه” و”الإسكندرية كمان وكمان” ثمّ “الإسكندرية – نيويورك” وغيرها، التّي تطرح مشاكلها الذّاتية الفردية وتتواصل من خلال هذه المكاشفة، بجرأة مع الآخر، وحين تنطلق — من أسرها — تعانق الوجود كله”.

ويتابع قوله أنّ: “سينما المتناقضات هذه التّي يمثلها شاهين هي سينما سياسية بالدّرجة الأولى لأنّها تكشف من خلال أزمة الذّات وبحث متواصل عن “هوية” وهي تستكشف تناقضات المجتمع المصري في مناخات القمع السّياسي والفكري والديمقراطية المجهضة وغياب المشروع القومي”. ويتابع أنّ أفلام شاهين “تحمل هوية مصر الجديدة، أساها وهمّها وضياعها وحزنها وتمردّها على اليأس والظلم والقهر مثل في فيلم ولا “هي فوضى” وتصرخ كفاية كفاية”.

ويشدّد هاشم أنّ: “سينما مصر تطوف العالم، فتصبح سفيرة لنا في أنحاء الدّنيا، وتمنح دور الرّيادة في الفنّ السينمائي لمصر من دون جدال وهي تشمخ بـ”الفنّ” الشّاهيني، ومن دون أن يستطيع أحد أن ينتزع من مصر هذا الشّرف”. كما يقول أنّ: “أفلام شاهين كانت وسوف تبقى “مدرسة” تفتح أبوابها لأجيال السّينما العربية الجديدة لكي يتعلّموا فيها أبجدية الفنّ السّينمائي ليس في السّينما فحسب بل “فنّ عدم الخضوع” أيضًا.

وجولة في أزقات أسطر هذا الكتاب تنقلنا مع هاشم إلى وقائع الدّورة الثّامنة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، هولندا، التّي جرت في الفترة بين ١٨ إلى ٢٢ حزيران/يونيو ليحدّثنا عن “اختراع النظرة” في السّينما العربية. فعاليات هذه الدّورة تسلّط الضّوء على المنعطفات والتّغيّرات الخطيرة التّي شهدها المجتمع المصري هذا عام  وقدّم من خلال أفلامها “صورة” تشبه المصريين. ومن بين الأفلام المعروضة في هذا المهرجان هو فيلم “عين الشّمس” للمصري إبراهيم بطوط، بمشاركة أفلام من سوريا والمغرب والجزائر وغيرها، ويقول الكاتب أنّ فيلم “عين الشّمس” تميّز عن الأفلام الأخرى “بموضوعه وأسلوبه الفنّي واقترابه من روح الحداثة والحساسية الجديدة في السّينما حيث لم تعدّ الأفلام التّي يصنعها شباب السّينما الجديدة في العالم في إطار المتغيّرات الجديدة في زمن العولمة تحكي قصة تقليدية بالمعنى الأرسطي (…) بل صارت “وسيلة تعبير” أساسًا وأقرب إلى سينما المؤلّف فالمخرج ابراهيم بطوط في فيلم “عين شمس” لا يحكي قصة بالمعنى المتعارف عليه، بل يعبّر عن “رؤية” في العالم وعن “رؤية” في فنّ السّينما. (…) فحيّ “عين شمس” الشّعبي الذّي تبدلت أحواله كثيرًا فقد كانت “عين شمس” ذات يوم عاصمة لمصر في زمن الفراعنة وموقعًا مقدّسًا زاره يسوع والعذراء مريم، ثمّ تغيّرت أحواله وتدهورت بمرور الزّمن فصار أحد أفقر مناطق القاهرة وأكثرها إهمالاً، ولم يعدّ حيًا داخل مدينة بل مدينة فقيرة عشوائية داخل العاصمة “الارستقراطية” بأحيائها الغنيّة المرفّهة”.

ويقول هاشم أنّه “بسبب اتساع الهوّة بين الفقراء والأغنياء صارت تلك الأحياء الشّعبية في مصر التّي تحتضن الفقراء والهامشيين والبؤساء والعاطلين عن العمل والرّاغبين من الشّباب بلا عمل في الهجرة إلى أمريكا أو دول الخليج أو أيّ مكان (…)”. كما تحدّث هاشم عن فيلم “كليفتي” للمخرج المصري الكبير محمد خان على هامش المهرجان البينالي السّابع للسّينما العربية في باريس الذّي “يحكي عن “أولاد الشّوارع” في مصر من خلال حياة شابّ عاطل مطحون بالأسى والهموم ويعيش مثل كلب ضائع. وتحت ضغوطات الحياة يترك سقف البيت ويهرب ليجد نفسه “صايع ضايع” يتحايل على العيش بأيّة وسيلة ولا يعرف أين ينام في مدينة مادية متوحّشة عملاقة مثل كائن خرافي مشوّه اسمها القاهرة. غير أن “كليفتي” الشّاب العاطل لا بدّ أن يعيش ولكي يعيش فإنّه يدوس على ضميره وأخلاقه أو لا أخلاقه ويحتال على كلّ النّاس. المخرج يكشف عن تشوّهات وانهيارات ومآسي الواقع اليومي المعاش ومعاناته والتّحولات التّي تطرأ كلّ يوم عليه وتجعله يقف على حافة الكارثة”.

وعبر صفحات أخرى من الكتاب يسافر بنا الكاتب إلى الدّورة ٦٥ من مهرجان “كان” حيث تمّ عرض فيلم “بعد الموقعة” وثورة ٢٥ يناير للمخرج المصري يسري نصر الله ويقول النّاقد أنّ: “الإشكاليات التّي يطرحها (الفيلم) هي “ثورة 25 يناير” المصرية التّي استقطبت أنظار واهتمام العالم (…) فالفيلم يجعلنا نتساءل ما “بعد الموقعة”، ماذا بعد؟ ونستطيع أن نستقرئ من خلال عنوانه فقط أنّه ربّما سيسأل عن مصر وكيف حالها مع الألم وخيبة الأمل ومشاعر الإحباط وأمراض الكآبة التّي انتابت وأصابت كلّ المصريين بعد أن انتهت “معركة الثّورة”، ثورة 25 يناير 2011، بالاستيلاء عليها من قبل العسكر وإعادة تدوير وإنتاج نظام مبارك من جديد وكأنّ الثّورة لم تكن” حسب قوله. ويقول هاشم أنّ: “القيمة الأساسية في السّينما هي الحثّ على التّفكير في وقت ترفع فيه يافطة “ممنوع التّفكير” على سوبر ماركت السينما وفي كلّ مصر مع تجريم الحبّ”.

وفي تساؤله في أحد أجزاء الكتاب عن “من يصنع سينما الغدّ في مصر؟”، يذهب هاشم إلى مهرجان “مونبولييه” للسينما المتوسطية في دورتها ٢٩ التّي امتدت من ٢٦ ت١/أكتوبر إلى الرابع من ت٢/ نوفمبر ٢٠٠٧ حيث كان الحضور السّينمائي العربي على الموعد. ويحدثنا عن أحد الأفلام التّي تمّ عرضها مثل الفيلم القصير “أحمر أزرق” لمحمود سليمان، والفيلم “يعرض (صورة) لشاب يمارس الحبّ مع صديقته في شقة في الخفاء ضدّ تقاليد وعادات المجتمع المصري وبخاصة وبعد أن تفاقمت مشاكله على كافة المستويات بحيث أصبح الزّواج من رابع المستحيلات للشّباب الضّائع الحائر العاطل الذّي يعيش بعد تخرجه من الجامعة عالة على أسرته ويتشرّد في الشّوارع ويصبح لقمة سائغة وفريسة سهلة لاستقطاب الجماعات الدّينية المتطرّفة”.

وهكذا يتنقل هاشم من مهرجان إلى آخر ومن فيلم إلى آخر ومن نقد إلى آخر ومن رؤية إلى أخرى أكانت تخصّ “مشكلة السينما العربية المريضة بداء الكلام” أو عن “معجزة الحياة في مصر” أو عن ماهية “السينما لأشهر المخرجين في العالم”، أو بخصوص “الفن الكبير” الذّي “تصنعه التّفاصيل الصّغيرة” وغير ذلك.

فكتاب “الواقعية التّسجيلية في سينما العربية الرّوائية”، يعرض حوصلة انتقادات فكرية سينمائية عن الأفلام الطّويلة والقصيرة التّي حضرها الكاتب خلال العديد من المهرجانات على مرّ سنوات عديدة من التّنقل والحضور والمشاركة الدّائمين ويبسط صورة عن مصر، بصفة خاصة، وعن دول عربية أخرى بصفة عامة، لكي تكون حسب أقواله “شاشته الكبيرة (…) المفتوحة على الحياة في برّ مصر، أمّ الدّنيا”.

موقع "برس نت" في

08.04.2014

 
 

يرى أن النقد ممارسة للحرية في أرقى وأعلى صورها

صلاح هاشم لـ24: لم أدرس السينما لأصبح ناقداً بل مخرجاً

24 - خاص 

في كتاباته الأدبية والنقدية كما في أفلامه الوثائقية، يأخذ الناقد الكبير صلاح هاشم مكانة متميزة في المشهد السينمائي العربي، هي حصيلة عقود من العمل الدؤوب، و"الصعلكة" المُنتجة، التي قادته على دروب الإبداع ليمثّل حالة خاصة أمكن لها أن تمتصّ رحيق تلاقي الثقافة العربية والغربية، دون أن تنخلع من جذورها، أو تنسى انتمائها.

في حواره مع 24، يكشف صلاح هاشم عن قمة جبل الجليد فقط، تاركاً الكثير لأحاديث وحوارات مقبلة، يمكن لها أن تغطي المزيد من تجاربه الأدبية الإبداعية، والسينمائية ناقداً ومخرجاً، والحياتية إنساناً رائقاً:

تجمع بين صفتي "ناقد سينمائي"، و"صانع أفلام"، ما الذي دفعك إلى هذا الجمع بين طرفين يبدوان نقيضين؟

لم يدفعني أحد. انتقلت بشكل طبيعي في فترة الستينيات من كتابة القصة القصيرة ونشر الدراسات الأدبية والفنية والترجمة في الصحف والمجلات المصرية مثل "المساء" و"روز اليوسف" ومجلة "السينما"، التي كان يترأس تحريرها آنذاك سعد الدين وهبة، ومجلة "الكاتب"، التي كان يترأسها أحمد عباس صالح، وكنت حينها طالباً في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومن ثمّ انتقلت إلى العمل في الصحافة اليومية، التي دخلتها من باب الأدب، وبدأت ممارستها فعلياً بعد أن سافرت إلى باريس، مع ظهور مجلة "الوطن العربي". وكنتُ قبل ذلك درستُ السينما في فرنسا، في جامعة فانسان الشهيرة "باريس 8"، وكان يدرّس لي أبرز نقاد مجلة "كاييه دو سينما"، كراسات السينما الشهيرة، من أمثال جان ناربوني، وسيرج لو بيرون، ودومينيك لو بلان، وغيرهم، ولم أدرس السينما لأصبح ناقداً، بل أمارس عملية الإخراج وصنع الأفلام.

هل هناك كتّاب ونقاد جمعوا بين الكتابة الروائية مثلاً أو كتابة النقد، والإخراج السينمائي؟..

نعم هناك نماذج لا تُعد ولا تُحصى في الجمع بين النقد وصناعة الأفلام، أو بين الجمع بين الكتابة وصناعة الأفلام أو كتابة سيناريو الأفلام، كما فعل نجيب محفوظ في مصر، وفي فرنسا تجد الكاتب المسرحي مارسيل بانيول الذي أخرج "زوجة الخباز"، والشاعر والكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو، الذي أخرج "الحسناء والوحش"، والأدباء مارجريت دوراس، وأندريه مالرو، وآلان روب جرييه، والإسباني أرابال، فكونهم روائيين وكتاباً، لم يمنع أو يحول دون ولوجهم عالم الإخراج السينمائي، كما أن معظم مخرجي "الموجة الجديدة"، مثل جودار، وتروفو، وإيريك رومير، بدأوا أولاً كتابة النقد السينمائي تحت إدارة أندريه بازان في مجلة "كراسات السينما" – لي كاييه دو سيما – العريقة، قبل أن يشرعوا في خوض تجربة الإخراج.

في أفلامك يبدو ثمة حرص على فكرة التنوير والتأصيل والبحث، كأنما تسعى في أفلامك لرسالة فكرية محددة. هل يمكن القول إن تقصير المخرجين في هذا المجال دفعك لأخذ الأمر بيدك وصناعة الأفلام التي تريد؟

لا أحب أن أسمي ذلك تقاعساً، أو تقصيراً، لكنه اختلاف في القناعات والمنهج والهموم، فلست في وضع يسمح لي بأن أحاسب أحداً على تقصير أو تقاعس، لأن فعل الإبداع هو فعل حرية بالدرجة الأولى، وما يشغلني في الأساس هو قضية "التعليم" و"التربية"، على خطى رفاعة الطهطاوي، وقضية "البحث" والتفتيش والتنقيب ومبحث الهوية، وجميعها أشياء أفقدت مصر ريادتها ومكانتها في الطليعة للأسف، وأعتقد أن المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقنا بخصوص كل تلك القضايا من أجل التغيير، تحتاج إلى مجهودات وتضحيات كثيرة وعمل طيلة عقود، لأن هناك من هو مستفيد من الوضع الحالي ولا يريد تغييراً، ولا يحزنون، إذ تعرّض الشعب المصري لأبشع عمليات النهب والاحتيال والتجهيل، خلال فترة الثلاثين سنة ماضية، وافتقدنا أهم رباط يمكن أن يتجمع الناس، خاصة الشباب، من حوله: افتقدنا القدوة في شخص الحاكم، وافتقدنا المشروع الوطني للنهوض بوطن. ونحن مشغولون ومهمومون حالياً بمصيبة جديدة بعد الثورة، مشغولون بمحاربة الإرهاب الأسود الفاشي، ونعيش في مرحلة انتقالية ضبابية، وأعتقد أنه لن يتغير أي شيء في مصر إلا إذا تغيرت المنظومة التعليمية والمنظومة الإعلامية.

بعد "البحث عن رفاعة الطهطاوي"، لديك فيلم جديد "وكأنهم كانوا سينمائيين". حدثنا عنه. ظروف إنتاجه.

فيلم "وكأنهم كانوا سينمائيين. شهادات على سينما وعصر"، هو خامس تجربة لي في إخراج الفيلم الوثائقي، وهو يناقش ويطرح سؤالاً: ترى أين يكمن سحر السينما المصرية الخفي؟ وما هي الإضافات التي حققتها السينما المصرية للشعب المصري، وأردت من طرح السؤالين التذكير بأن السينما المصرية صنعت وجدان شعب وأمة تمتد بجذورها إلى تاريخ وطبيعة هذا البلد، وكان قدماء المصريين أجدادنا يرسمون ويوثقون برسوماتهم على جدران المعابد لكل مناحي الحياة في مصر القديمة، وكأنهم كانوا سينمائيين من دون كاميرا، كما أن مصر بسبب من طبيعتها هي بلد مليء بالصور والتصاوير والفن الفطري، وتعتبر جنة المصورين الفوتوغرافيين في العالم، وكنتُ شاهدت فيلماً وثائقياً للمخرج الأمريكي الكبير مارتين سكورسيزي يتحدث فيه عن السينما الإيطالية ويعرض أثناء حديثه للقطات ومشاهد من أفلامها، وأعجبتُ جداً بالفيلم وقررتُ أن أستلهم منه فكرة عمل فيلم عن "سحر السينما المصرية الخفي"، لكي أعرضه على الأجانب وأقول لهم من خلاله لماذا نحب السينما في مصر

كتابك الجديد "الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية" وجد صدى وانطباعات إيجابية قبل صدوره... ماذا عنه؟

أستطيع أن أقول إنني حاولت أن أثبت في كل كتاباتي وبقدر ما تيحت لي الفرصة: إن السينما جديرة، كما يقول الشاعر الفرنسي الكبير أبولونير، بكل الكتابات العظيمة، وبنفس القدر الذي تتمتع به "روائع" الأعمال الأدبية، مثل روايات الروسي ديستويفسكي والسويسري هرمن هسه والمصري نجيب محفوظ واليوناني نيكوس كازانتزاكيس، وجدّنا الحكواتي الأكبر اليوناني هوميروس، وأن هذه الكتابات العظيمة عن السينما من الطبيعي أن تنهل عندي من الموسيقى والشعر والفلسفة وفن الفوتوغرافيا والفنون التشكيلية، ومسيرتي الطويلة وقراءاتي وخبراتي على درب الفن، ومغامرة الحياة ذاتها. النقد ممارسة للحرية، في أرقى وأعلى صورها. هذه الحرية التي تجعلني أردد وأنا أستقبل كل صباح جديد: "الله صباح فاتن، وشمس واعدة، سأمرح على حافة السيف".

حدثنا عن التكريم الذي تلقيته مؤخراً في "بينالي الثقافة والفنون" في مصر
أعتقد أن تكريمي في "بينالي الثقافة والفنون"، الذي سعدتُ به كثيراً، وكان تحت يافطة "وجه مصر المُشرق في الخارج"، جاء تقديراً لحضور إعلامي مصري مميز في المشهد الثقافي السينمائي الفرنسي، واختياري لتمثيل مصر في المحافل الثقافية، والمهرجانات السينمائية الدولية في فرنسا وتونس والمغرب وإيطاليا وتركيا وغيرها، وحضوري ككاتب وأديب وناقد سينمائي، في المشهد الإعلامي المصري والعربي، وربما جاء تقديراً، ومن حيث لا أعلم، لتلك "الحديقة" التي زرعتها على شاطئ البحر، فلما أثمرت انطلقت في بحار الله، ودلفت داخل المياه العميقة، من دون خوف أو وجل.

موقع "24" في

09.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)