كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

يراها غير قادرة على طرح المُختلف والمتميز

فريد رمضان لـ24: من النادر أن تجد سيناريوهات مكتوبة بحرفية عالية

24 - خاص

 

لا يستثني السيناريست البحريني فريد رمضان نفسه، أبداً، عندما يتحدّث عن مشكلة كتابة السيناريو السينمائي في العالم العربي، بل يؤكد في حوار مع 24، أن المشاكل الأساسية في أفلام السينمائية العربية، عموماً، تبدأ من لحظة كتابة السيناريو، مُشيراً إلى أنه "من النادر أن تجد سيناريوهات مكتوبة بحرفية عالية"، كما أن كتابة السيناريو، وفق ما يرى، مازالت "غير قادرة على طرح المُختلف والمتميز".

ويعتقد صاحب سيناريو "حكاية بحرينية"، أن مشكلة السيناريو السينمائي، في عالمنا العربي، تولّدت "بسبب السوق الواسع المُتاح لكتابة الدراما التلفزيونية، المليئة بالحوارات، وكأنك أمام مسمع إذاعي، وليس صورة بصرية"، وبالتالي فإن "ما يحدث في كتابة الأفلام، هو نقل لهذه الحالة السمعية إلى الأفلام.

وبسؤاله عن واقع كتابة السيناريو في البحرين، أشار رمضان إلى قلّة كتاب السيناريو السينمائي في البحرين، الذين يبقى من أهمّهم أمين صالح، وهو الأكثر حضوراً عربياً في مجال الترجمة السينمائية. كما أوضح أن "القيود العامة الموجودة في الوطن العربي، هي ذاتها موجودة في البحرين، رغم انفتاح المجتمع البحريني، ورغم الحرية الموجودة عند المبدع بشكل شخصي، خارج سياق الرقابة"، وأردف قائلاً "ويحدث أحياناً بعض المشاكسات مع الرقابة، ولكن يمكن الحصول على رخصة، ومن ثم التصرّف بما تراه مناسباً. هذا النوع من التحدي الجميل، موجود لدى الشباب".

وعن تجربه الشخصية، قال رمضان إنه قرّر في لحظة أن يتفرّغ لكتابة السيناريو والكتابة الصحفية، فترك الوظيفة الرسمية، في سبيل ذلك. ومع توقّف جريدة "الوقت"، التي كان يكتب لها، بات متفرغاً لكتابة السيناريو، إضافة إلى إنشائه شركة إنتاج "نوران بيكتشرز"، التي يراها مدخلاً للتعامل المؤسساتي الرسمي، في مجال الإنتاج السينمائي والدرامي، في محاولة للإجابة على سؤال: "كيف يمكن إنتاج فيلم روائي طويل، بشكل خاص"؟

وفي هذا الصدد، يُوضح فريد رمضان أنه كان من الصعوبة التعامل الفردي مع المؤسسات والمهرجانات، داخل البحرين وخارجها، على السواء، لذلك جاءت فكرة تأسيس شركة إنتاج، تقوم بهذه المهمات، واستطاعت شركة "نوران بيكتشرز"، خلال فترة قصيرة من الزمن، تحقيق خطوات مُشجّعة، مثل الوصول إلى المرحلة الأخيرة من جائزة "آي دبليو شافهاوزن سي"، بسيناريو "الشجرة النائمة"، مع المخرج محمد راشد بوعلي، وكذلك الحصول على موافقة "مهرجان بوسان" الكوري، للدخول في مرحلة ما بعد الإنتاج (بوست برودكشن)، إضافة إلى اتفاقات أخرى قيد التحقق، سواء مع جهات بحرينية، أو جهات خليجية.

ونوّه صاحب سيناريو فيلم "زائر"، إلى أنه يحرص على التأسيس الحرفي والمهني للعلاقة ما بين السيناريست والمخرج، ومن ذلك الاصرار على الكتابة لقاء أجر مُحدّد، ووفق عقود رسمية، وضمان حقوق المؤلف، "منعاً لكسل المخرجين، الذين يأخذون السيناريوهات، ويتلكأون في تنفيذها". وأشار إلى إنه غالباً ما يُطالب المخرجين بأفكارهم، مبرراً ذلك بالقول "أريد من المخرج أن يكون عاشقاً للفكرة، والحكاية، التي أقوم بصياغتها في السيناريو، ويقوم بإخراجها".

وتحدّث فريد رمضان عن جديده السينمائي، فذكر على مستوى الأفلام الروائية القصيرة كلاً من فيلم "شكوى"، مع المخرج العراقي عماد علي، و4 أفلام بحرينية قصيرة، هي فيلم "مكان خاص جداً"، إخراج جمال الغيلان، وفيلم "زينب"، إخراج محمد إبراهيم، عن قصة للكاتب أحمد المؤذن، وفيلم "قوس قزح"، إخراج محمود الشيخ، عن قصة للكاتب أحمد المؤذن، وفيلم "ارتياب"، فكرة وإخراج فاطمة عبدالرحيم.

أما على صعيد الفيلم الروائي الطويل، فتحدّث عن فيلم "شجرة النائمة"، محمد راشد بوعلي، المُرتقب انطلاق تصويره في البحرين، الذي رأى أنه يقدّم صورة من صور المجتمع البحريني في زمن معاصر، إضافة إلى انتهائه من كتابة سيناريو فيلم روائي طويل للمخرج الفلسطيني رياض دعيس، وهو فيلم في مرحلة البحث عن التمويل والدعم، للبدء بتصويره في فلسطين.

موقع 24 الإماراتي في

07.04.2014

 
 

زبيدة الايرانية للنجوم وعداءات إثيوبيا لخط النهاية

قيس قاسم

تستند المقاربة النقدية  بين الفيلمين الوثائقيين "زبيدة .. الوصول الى النجوم" و"قرية العدائين" إلى طبيعة الموضوع  المشترك الذي تناولاه والذي يخص أحلام  وطموحات الشابات والمراهقات في إيران وإثيوبيا، والتحديات التي تواجهن من أجل بلوغها في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية يتقاسمها البلدان رغم اختلاف ثقافتيهما، والجامع الإضافي بينهما أن أصحاب الرؤية الإخراجية للموضوع أجانب ومن خارج البلدين، جاءا للإحاطة بعوالم غريبة عنهما، لكنها بالنسبة إليهما مثيرة للفضول وحب المعرفة وهما الشرطان الضمنيان لإنجاح أي منجز وثائقي طموح، هذا عدا ابتعاد الوثائقيين عن السياسة بمسافة،  ما أعطاهما اختلافاً عن أفلام أخرى ألَحت على معالجة القضايا الإشكالية، وأحياناً بدوافع سياسية ومواقف مسبقة من بلد معين أو منطقة لها خصائص دينية وثقافية هي موضع خلاف وجدل على مستويات كثيرة، ما يُضيّع عليهم فرص التقاط قصص إنسانية بسيطة ومثيرة للتأمل في مشتركاتها الإنسانية، كما في الفيلمين اللذين امتازا بجوانب مثيرة بل حتى غرائبية كالموضوع الذي عالجه المخرج الإنجليزي جيري روثوويل في فيلمه "قرية العدائين" وتناول فيه ظاهرة الهيمنة شبه المطلقة لدول إفريقية معينة على سباقات ركض المسافات الطويلة، بل الأكثر مدعاة للحيرة أن أغلب المتسابقين يأتون من قرى نائية بعينها ما يثير أسئلة تحفز للذهاب اليها والإلمام بتفاصيلها.

وبمقدار مقارب يتجلى الفضول السينمائي في عمل الدنماركية بيريت مادسن التي توجهت إلى إيران لتسجل وخلال أربع سنوات تجربة الشابة الإيرانية زبيدة وحبها لعلم الفلك وطموحها غير المفهوم في الوسط الاجتماعي الفلاحي الذي تعيش فيه، في أن تصبح رائدة فضاء مستقبلاً.
بلوغ النجوم.. حلم زبيدة

في قرية سدات شهر، الواقعة في إقليم فارس جنوب إيران، تعيش صبية في سن السابعة عشر حلماً، تكرس جُل وقتها وجهدها من أجل تحقيقه: أن تصبح رائدة فضاء. في الليل وفيما البشر يخلدون للنوم تبقى الصبية يقظة تراقب بتلسكوبها الصغير النجوم والمجرات وتعيش في عزلة عن عالمها الأرضي متوحدة مع فضاء شائع، غامض تناجي كواكبه ونجومه بكلماتها البسيطة وتجد في مشاركتها عوالمه السرمدية متعة تحقيق الذات والابتعاد عن هموم الأرض ومشاكلها. كانت المراقبة تعني المشاركة في حياة آخرى، غير حياتها، وهذا ما كان يثير حفيظة أقاربها ويزيد من قلق والدتها عليها، لكنها ومع كل هذه الأجواء الحذرة تمضي في طريقها كل يوم نحو التلة تراقب ما يجري في ذلك العالم المترامي الأبعاد والهائل السعة.

لم تكن الضغوط الاجتماعية وحدها ما يحزن الصبية الإيرانية فالحياة نفسها قست عليها حين تركها والدها إلى عالم الأبدية مبكراً. عاشت اليُتم وظلت تتذكر أيام طفولتها السعيدة مع والدها الذي كان يحب علم الفلك ويسميه مثل بقية الإيرانيين "تنجيم" نسبة إلى النجوم ومراقبتها وليس للشعوذة وما شابهها. لقد قطعت مع نفسها عهداً على أن تصبح عالمة فلك ليفخر والدها بها وهو في قبره. لكن كيف لها أن تحقق وعداً وكل ما يحيط بها يحبطه؟ ليس هناك من وسيلة سوى الكتابة الى أينشتاين! عالم الفيزياء الشهير. كانت زبيدة تكتب رسائل إليه كلما تذكرت والدها أو مرت بظرف صعب. كان بالنسبة لها صديقاً افتراضياً، وإليه كانت تشي بأسرارها. كلماتها كانت شعراً وجدانياً من قلب محبة للعلم والفلك إلى عالم فيزياء غير وجه الأرض بنظريته الخاصة: النسبية. في اللحظات التي كانت تنشغل فيها بالكتابة كانت المخرجة الدنماركية تنشغل في تقريب ذلك العالم السرمدي إلينا عبر تصويرها المدهش للمجرات والكواكب وحركتها، ليصبح أمامنا عالمان: عالم تجسده الكاميرا وآخر تسجله زبيدة، وخلالهما نعيش تجربة نادرة وغير مألوفة لشابة صغيرة من قرية فلاحية بسيطة سكنها حلم أن تصبح فلكية ورائدة فضاء في بيت لم يكن بمستطاعه تأمين قوته اليومي بيُسر، فكيف بالمستقبل وشروطه العسيرة حين يتعلق بتوصيل شابة من جنوب إيران لتدرس في جامعات طهران

على أطراف الحكاية ثمة شخصيات ومساحات إضافية تستثمرها الدنماركية لتوسيع المشهد الدرامي الذي تتحرك وسطه زينب، منها على سبيل المثال خالها الذي كانت والدتها تستعين به على صعوبة أيامها وفي الضغط على ابنتها للجم طموحاتها وحركتها الدائبة نحو عالمها فوق التلة. لم يتردد الخال وهو يلعب دور الوالد بتهديدها بالقتل إذا ما استمرت في حضور دروس معلم القرية "أكبري" صاحب مشروع بناء المرصد الفلكي في منطقتهم، والذي كان يرتب من خلال جمعيته التطوعية لمحبي الفلك برامج خاصة لمراقبة النجوم يحضرها طلابه وطالباته. ليس هناك أفضل ذريعة لأقربائها لقتل موهبتها من التذرع بخطورة مخالطتها الشباب كي يخفوا عبره خشيتهم من ولعها بأمر لا يجدونه نافعاً، بخاصة وأن الأرض التي تركها والدها لهم قد أهملت وليس هناك من شخص موجود بعده يرعاها، سيما وأن الأم تجهل العمل الفلاحي والبنت منشغلة بالدراسة والفلك. حالة كانت تضغط كثيراً على الشابة التي قبلت بالزواج كحل من شاب اقتنعت به كان يحضر معها جلسات مراقبة النجوم. زواجها مثل انعطافاً حاداً أجبر الوثائقي على التحرك وسط مساحات متفرقة في محاولة من مخرجته، الإمساك بخيطه الدرامي وبزبيدة حتى لا تخسرهما وتخسر معهما فيلمها. مثل المصائر العجيبة في الحكايات، يخطر على بال زبيدة الاتصال بعالمة الفضاء الأمريكية الإيرانية الأصل أنوشه أنصاري وتطلب منها مساعدتها، وبعد أيام تعود الأخيرة لترد عليها وتعدها خيراً. انتعشت آمالها وعاد الوثائقي ليرافق ويكمل رحلتها العجيبة بين الأرض والسماء. دون شك ثمة ثنائية طاغية في حكاية البطلة تتجسد في توزعها بين عالميّن: الأرض والسماء، الطموح والواقع القاسي، الأمل والإحباط وبين التطلع إلى المستقبل وصراعها مع قوى تحاول سحبها نحو الخلف! بعد مكالمتها صارت كل تلك الثنائيات أكثر وضوحاً وتشجعياً للدنماركية على مواصلة ملتابعتها للأطراف المحيطة بها وأكثرهم غموضاً الجهات الرسمية وموقفها من مشروع بناء المرصد الذي بدأه المعلم أكبري؟ لم تتحمس الدولة لأحلامها ولا لمشروع معلمها وقد اتضح هذا حين جاءهم الرد دون التباس: لن ندعم مرصداً لا نتحكم نحن بإدارته!. والمعلم يعرف ما معنى هذا الكلام وبالنسبة لزبيدة سيدفعها بدوره إلى مواصلة تعليمها والذهاب إلى التلة برفقة تلسكوبها وسيليتها الوحيدة  للتواصل مع عوالم رحبة، عبرها يمكنها تحقيق وعدها الذي قطعته لوالدها. في مفاجأة ثانية تعلن رائدة الفضاء أنوشه عن استعدادها لدفع ثمن دراسة زبيدة وملازمتها كمساعدة لها حتى تحقيق حلمها في الوصول إلى النجوم بدون انتظار مساعدة الدولة الإيرانية.

الجزيرة الوثائقية في

07.04.2014

 
 

بروكسل: 1000 سنة من آلام الإنسان في زجاجة السينما

ريم المؤدب 

لا تنفكّ السينما الوثائقية تغادر بروكسل، حتى تعود لها مرة تلو مرة، عبر سلسلة مهرجانات دولية لا تنتهي، وهي تسلم المشعل في مطلع شهر أبريل للدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الألفية millennium  الذي ينعقدُ في قصر الفنون الجميلة ليستمر لثمانية أيام، ويشتقُ إسم المهرجان من أهداف الألفية من أجل التنمية في العالم، والتي رسمتها الأمم المتحدة في قمة الألفية سنة 2000 وتتوزع على مختلف مناحي الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. وهنا يأتي مهرجان ميلينيوم في بروكسل محققا حسب شعاره وصورته لدى محبي السينما ذلك الهدف الذي لا يدركُ قيمته إلا من كرسوا جهدهم وإبداعهم للسينما الوثائقية.. أن يكون ملاذا للتعبير عن قضايا الانسان الحقيقية والمنسية غالبا، وهو يخصص دورته هذا العام لموضوع "عمال العالم".

مهرجان "ميلينيوم" و وعوده الصعبة

وسط الصعوبات الانتاجية المختلفة التي يواجهها صغار المخرجين أو المنتجون الشباب يصبحُ أي دعم للشريط الوثائقي أمرا مصيري، ولكن ذلك يأخذ أهميته أيضا زمن التخمة الإعلامية والإشباع البصري والتهافت في وسائل الإعلام والمهرجانات على الأسماء المكرسة أو البعد التجاري والدرامي النمطي. هنا تأتي وعود مهرجان "ميلينيوم" بدعم المشاريع الوثائقية التي تلتفتُ للإنسان وتعيدُ رسم ملامحه وإسماع صوته، وهي تبحثُ عنه في مختلف مشاغل التنمية في تناسق مع ما اعتبرته الأمم المتحدة أولويات وقضايا لا يجدرُ على الانسانية مزيد تجاهلها.  و هو ما نستشفه من خلال برمجة المهرجان الذي خصص في هذه الدورة مسابقة جديدة تحت عنوان "عمال العالم" للتركيز على مفهوم العمل ولطرح القضايا الراهنة المتعلقة إما بصعوبات إيجاد فرص عمل، أوالمحافظة عليها زمن الأزمات التي تعشيها المئات من المؤسسات الاقتصادية في العالم و خصوصا في بلدان الجنوب بما في ذلك جنوب أوروبا، هذا فضلا عن أشكال العمل القاسية التي تترافق مع الاستغلال والقهر والموت.

كما يهتم المهرجان في هذه الدورة بمسألة التفتح على ثقافات أخرى من خلال فقرة بانوراما "معرفة الآخر" تجمع أشرطة تقدم مقاربات جديدة لفهم تعقيدات الثقافات الأخرى. هذه الدورة تترك المجال للتعرف على البعض من خاصيات شعوب أوروبا الشرقية و البلقان.  

حزب سياسي خياليّ.. وسنوات متوحشة..

افتتاح المهرجان كان بالشريط الإستوني "الرماد و المال" الذي تابع من خلاله المخرجين تيتأوجاسو و إين لين سينبر تجربة طريفة قامت بها فرقة مسرحية إستونية تمثّلت في إنشاء حزب سياسي خيالي و عقد مؤتمره بحضور 7000 شخص. هذه التجربة التي وثّقها الشريط تطرح مسألة العلاقة بين الساسة و الإعلام و تعمّق التفكير حول مفهوم التحرّكات الشعبية في إستونيا.

وطبعا كجلّ المهرجانات السينمائية يضم مهرجان "ميلانيوم" مسابقة دولية يتنافس ضمنها ثلاثة عشر شريطا وثائقيا  لنيل الجائزة الكبرى ألا وهي العدسة الذهبية. من بين الأفلام المشاركة الشريط اليمني "يمنيّات" لمخرجه شون تومسون الذي سلّط الأضواء علي مسيرة ثلاث فتيات يمنيّات وفا و مها و ريم اللّاتي يحاولن تجاوز وطأة العادات و التقاليد المكبّلة للمرأة في اليمن لصنع غد أفضل بانخراطهن في مسابقة لإدارة الأعمال

كما تطرح افلام المسبقة الرسمية مشاغل الفئات المهمّشة و الهشة و الضعيفة في العالم مثل شريط "السنوات المتوحّشة" الذي يعالج قضية الأطفال المشرّدين في العاصمة الأثيوبية أديس أبيبا أين يصل عدد الأطفال فاقدي الأبوين 270 ألف طفل. و في شريط "النهر يغيّر مجراه" يرصد المخرج كالين مامالمعاناة اليومية للمزارعين بكمبوديا أين بدأت العولمة و ثقافة الاقتصاد الحر بتقليص مجالهم الحياتي و بتغيير نمط حياتهم التقليدية و لكن رغم ذلك يواصلون الصمود أمام هذ التحوّلات السريعة.  في شريط آخر بعنوان "أرض بين بين" تابع المخرج دافيد فادال واقع المهاجرين القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء و المستقرين بجبال الشمال المغربي على أمل العبور يوما إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسّط

وفي ختام المهرجان أيضا، جائزة العدسة الفضية التي تمنح لأفضل رسالة حول قضية التنمية والعدسة البرونزية لأفضل رسالة قدمت لبث ثقافة حقوق الإنسان كما تسند لجنة التحكيم جائزتها لأطرف شريط

الويب الوثائقي.. أي شرعية؟ أي فرص للسرد السينمائي؟ 

في مهرجان "ميلينيوم" سيكون اللقاء بين الكثير من المنتجين الجدد في العالم، وهم كثر ممن يعتبرون أن شبكة الانترنت مجالٌ هام ومليئ بالفرص لابتداع أشكال "وثائقية" جديدة، ففي هذه الدورة السادسة فقرة خاصةٌ ب "الويب الوثائقي" تكادُ توحي بأن هذا الصنف المثير للجدل في أوساط السينمائيين أنفسهم قد أخذ شرعيته في المهرجانات الدولية، حيث تمت استضافة مخرجين تخصصوا في هذا المجال مثل الصحفي الفرنسي دافيد دوفراسن. ويعتبرُ القائمون على مهرجان "ميلينيوم" أن الفيلم الوثائقي المنشور على شبكة الأنترنيت يحمل نمطا جديدا من الكتابة السينمائية التي تتجاوز الأشكال التقليدية و تطوّرها بابتداع سرد مختلف، يحترم إيقاع وصبغة المتابعة والفرجة على الأنترنت، مما يخلق جمالية جديدة و مدّا تفاعليا حينيّا مع العمل الوثائقي.

إذن و وفقاً لما تعتقدُ الأمم المتحدة أنه واجبٌ على الإنسانية ينعقدُ هذا المهرجان، خاصة بعد عقود النسيان التي خلفت مع تعثر التنمية في عديد المجتمعات في العالم حالات جهل وتجاهل وإنكار.. يأتي دور مهرجان "ميلينيوم" في بروكسل لكي يذكر ويقاوم النسيان، ويلقي على شواطئ الانسانية زجاجة، فيها آلام الانسان وأوجاعه، وأيضا مباهجه ومشاغله، ربما يوجدُ على بعض الشواطئ من سيفتح الزجاجة وسيرى ويفهم ويدرك ويتذكر.

الجزيرة الوثائقية في

07.04.2014

 
 

فجر يوم جديد: {بركات} زعيم المحافظين !

كتب الخبرمجدي الطيب 

يحتفل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثين (9 - 16 نوفمبر 2014) بمئوية المخرج الكبير هنري بركات (11 يونيو 1914 - 23 فبراير 1997)، وكنت قد تشرفت بلقاء المخرج الكبير، في أعقاب الإعلان عن فوزه بجائزة الدولة التقديرية، وأذكر أنني هاتفته، وأنا محرر شاب، أساله الموافقة على إجراء حوار معه، وكنت أعلم حجم ما يتمتع به من دماثة خلق، وتواضع جم، لكنني لم أصدق أنه سيوافق، ويوجه إلي دعوة لزيارته في منزله الريفي، وهناك فوجئت به يستقبلني بشوشاً، مُرحباً بحرارة، وكأنني صديق قديم، وهو يعرف أنها المرة الأولى التي نلتقي فيها!

جلست أمامه وأنا أتوقع أن يتحفظ في حديثه، كوني غريباً أقبل عليه من دون سابق معرفة، لكنني فوجئت به يُعلن سعادته بجائزة الدولة، ويعترف، بزهد الفيلسوف، أنه لم يتوقع فوزه بها، لكنه في حاجة شديدة إليها على الصعيد المعنوي.

لحظتها أيقنت كم كانت الأقدار رحيمة بي عندما ساقتني إليه، وهو يُدرك أن الوقت قد حان ليُجرب فضيلة أخرى غير فضيلة الصمت التي أرهقته، وجرّت له المشاكل؛ فما كان منه سوى أن كشف لي، بمرارة، حقيقة أزمته مع فيلم «تحقيق مع مواطنة» (1993)، الذي قرر منتجه أن يطرحه في صالات العرض التجارية قبل أن يكتمل تصويره، وفشل في إقناع الجميع بالتصدي لهذا العبث، عندها  اتخذ قراراً نهائياً بالاعتزال، غير أن الجُرح لم يندمل، وطفح قيحه مع عرض التلفزيون المصري النسخة الناقصة والمشوهة على شاشته، فانتابه حزن كبير كاد أن يقوده إلى الإحباط والاكتئاب.

استشعر «بركات» (المتسامح) أنه عاجز عن التعامل مع المنتجين الدخلاء، وهو الذي تعامل مع آسيا داغر ورمسيس نجيب وغيرهما من المنتجين الكبار، ولم تكن فاتن حمامة تمنح ثقتها لمخرج سواه، فآثر الانسحاب في صمت مكتفياً بأن يتذكر الناس  أنه مخرج «الحرام»، «دعاء الكروان»، «في بيتنا رجل»، «الخيط الرفيع» وغيرها من الروائع التي تحولت إلى «كلاسيكيات»؛ بسبب ثقافته الموسوعية، وإيمانه بأهمية النص الأدبي، وهو ما أكده لي بقوله:»النص الأدبي هو الأصل، وعندما أضع يدي على نص أو رواية، أشعر كأنني عثرت على كنز ثمين»، ولم يكن مبالغاً، فقد كان صاحب مقدرة مُذهلة على إيجاد معادل بصري للنصوص الأدبية التي اعتمد فيها على دُرر أدبية ثمينة كتبها: طه حسين، يوسف إدريس، إحسان عبد القدوس، لطيفة الزيات، أمين يوسف غراب، سكينة فؤاد، وعن قصة «الكونت دي مونت كريستو{ لألكسندر دوما قدم فيلميه «أمير الدهاء» و{أمير الانتقام».

في «وصلة الصراحة»، التي لم أتوقعها، كشف «بركات» أن قصة «الحب الضائع» تأليف الدكتور طه حسين لم تكن رواية مصرية لغرابة أحداثها، وأسماء شخصياتها الأجنبية، لهذا اختار تمصيرها، غير أن القنبلة المدوية، التي فجرها في حواره، أن د. طه حسين لم يكن واثقاً أن فاتن حمامة ستجسد شخصية «آمنة» بدرجة مقنعة، وفور أن انتهى من متابعة الفيلم سارع إلى التأكيد أنها كانت أكثر صدقاً وتعبيراً على الشاشة من «آمنة» التي كتبها على الورق، وانتهز الفرصة ليُشيد بالدور الكبير الذي أدته  فاتن حمامة في أفلامه، ولم يتردد في القول إن وجودها كان عاملاً مساعداً في نجاح أفلامه، وأنها منحته أكثر مما طالب به، واختتم الحديث عنها قائلاً : «لو انتزعناها من فيلم «أفواه وأرانب» لأصبح فيلماً «بلا طعم»، وفقدت أحداثه مصداقيتها».

«بركات» رفض تصنيف «في بيتنا رجل»  بأنه فيلم سياسي، ووصفه بأنه فيلم وطني، مُبرراً رأيه بأنه لا يُقدم أفلاماً تنطلق من «إيديولوجية» اعتنقها، مثلما يرفض الدخول في دهاليز السياسة، واعترف بأنه أخطأ عندما تنازل، تحت ضغط الظروف، ومراعاة الجانب الاقتصادي لصناعة السينما، وكشف عن سر مثير بقوله إن قراراً صدر بمنعه من السفر، وهو على سلم الطائرة في طريقه إلى مهرجان «كان»  لتمثيل مصر بفيلم «الحرام»، وفي أعقاب تلك الواقعة اتخذ قراراً بالسفر إلى لبنان؛ حيث  سار على نهج يوسف شاهين، الذي أخرج فيلمي «بياع الخواتم»، «سفر برلك» بطولة فيروز، وشجعته الحفاوة المنقطعة النظير على البقاء في لبنان، وإخراج باقة  أخرى من الأفلام.

«زعيم المحافظين» هو اللقب الذي اخترته للمخرج الكبير «بركات»، بعدما تولدت لدي قناعة بأن البيئة المحافظة التي نشأ فيها، تركت تأثيرها الواضح على شخصيته، وأفلامه، وكانت سبباً في اتجاهه «الكلاسيكي»، ووافقني على ما قلت، وأضاف أنه انتمى إلى عائلة شديدة الالتزام بالتقاليد، وأنه كان ينحني ليقبل يد والده، ولا يجرؤ على أن يرفع صوته أثناء وجوده بالمنزل، وبالمثل كانت علاقة الاحترام المتبادل بين والده ووالدته، ومن ثم وصفت أفلامه بأنها «عائلية ولا تخدش الحياء».

الجريدة الكويتية في

07.04.2014

 
 

كوثر بن هنية تَجرح الذكورة بـ «مِشرط»!

نور الدين بالطيب/ تونس 

إنّها أحد أبرز الوجوة الشابة في السينما التونسية. عملها «شلاط تونس» الذي انطلق عرضه أخيراً، يجمع بين الروائي والوثائقي، ليغوص في بنية التفكير الجماعي من خلال قصّة الشلاط الذي تحوّل إلى جزء من الخيال الشعبي المعاصر في بلاد بورقيبة. إنّه مجرم كان يجوب الشوارع والطرقات على دراجته ليعتدي على النساء السافرات!

منذ انطلاق عرضه في الصالات التونسية قبل أيام، يحظى فيلم «شلاط تونس» (2013 ــ 89 دقيقة) بإقبال افتقدته السينما التونسية منذ أكثر من عام بعد عرض فيلم النوري بوزيد «ما نموتش». هذا العمل هو الشريط الأول الطويل لكوثر بن هنية (1977) التي تعبر أحد أبرز الوجوه الشابة في الفن السابع في تونس. اختارت السينمائية التونسية أن تجمع بين الوثائقي والروائي في هذا الشريط الذي انطلقت فيه من حكاية حقيقية شغلت الشارع التونسي في صيف عام 2003. يومها، أعلن الأمن عن وجود شاب يتنقّل على دراجة نارية ويشرط بآلة حادة أرداف النساء، وكل امرأة يعتبرها «غير محتشمة». شغل هذا المجرم آنذاك كل الأجهزة الأمنية وصولاً إلى رئيس الدولة الذي طلب من وزارة الداخلية تكثيف جهودها للقبض عليه سريعاً!

رسالة الشريط أنّ الحرية ليست

قانوناً فحسبتنطلق الحكايات لترسم شخصية هذا المجرم. يتنامى الخوف في قلوب النساء والفتيات خوفاً من أن يكن موضوعاً للاعتداء. تنطلق الكاميرا في رحلة بحث عن «الشلاّط»، تلك الشخصية الغامضة والمجهولة. نغوص في واقع الأحياء الشعبية الذي يتكدّس فيها السكان من دون توافر الحد الأدنى من البنية الأساسية والحياة الكريمة. نتابع الرحلة بين حي الزهور الشعبي (غرب العاصمة)، والسجن المدني في مرناق. اختارت المخرجة أن تكون الحكاية في سياق بحث استقصائي عن «الشلاط» (الممثل) جلال الدريدي، ووالدته (مفيدة الدريدي)، وخطيبته (ناريمان سعيدان).

من خلال هذه الحكاية الحقيقية، تنفذ كوثر بن هنية لتفكيك بنية التفكير الجماعي في المرأة، لنكتشف أنّ أكثر من ستين عاماً من صدور «مجلة الأحوال الشخصية» (قانون الأحوال الشخصية)، ومنع تعدد الزوجات، وإلزامية تعليم المرأة، لم تكن كافية للقضاء على نزعة العنف ضد المرأة التي يرمز إليها بالاعتداء بمدية حادة على مؤخرتها في إهانة رمزية ومادية لها، وهي العملية المعروفة في اللهجة التونسية بـ «التشيلط». تقدم بن هنية في شريطها شهادة إحدى ضحايا «الشلاط» وكذلك آراء بعض المتشددين الدينيين الذين يبررون «تشيلط النساء» بسفورهن!

وتقول كوثر بن هنية عن شريطها: «انطلقت فكرة الفيلم من حادثة وقعت عام 2003 في تونس، وعُرفت يومها باسم «شلاط تونس». هو شاب مجهول الهوية أُطلق عليه هذا الاسم لتجواله في الشوارع على متن دراجة نارية، وجرحه مؤخرات النساء بآلة حادة. وإذا كانت حكاية هذا الشاب مثيرة للاهتمام، فإن الأهم يكمن في الشائعات التي حيكت حولها والخيال الجماعي الجامح الذي أضفى عليها طابعاً خرافياً حتى أضحت هذه الشخصية المجهولة جزءاً من الخيال الشعبي المعاصر عندنا».

اعتمدت كوثر في شريطها على الكوميديا السوداء لتكشف عن المسكوت عنه في بنية التفكير التونسي تجاه المرأة، ليسقط القناع الذي اختفى وراءه الرجل التونسي باسم «الحداثة» وحقوق المرأة. نسمع في الفيلم شباناً يشيدون بـ «الشلاط» ويعتبرونه بطلاً. كما اخترع صاحب محل عمومي للإنترنت لعبة موضوعها بأنّ الذي يجرح أكبر عدد من الفتيات السافرات، يربح في حين يخسر لو «يشلط» فتاة محجبة!

جلال الدريدي الذي يتقمص شخصية «الشلاط» الذي يغادر السجن بعد الاعتداء على احدى عشرة فتاة، يتحول من مريض نفسي ومجرم حسب القانون والتحليل النفسي الى بطل لدى فئات من التونسيين ما زالوا يختزنون عنفاً ضد المرأة في لاوعيهم. لم تستطع محو هذه الترسّبات ستون عاماً من صدور مجلة الأحوال الشخصية، التي حققت المرأة التونسية بفضلها مكاسب غير مسبوقة في العالمين العربي والإسلامي وحتى في بعض الدول الأوروبية من بينها عدم تجريم الإجهاض.

الرسالة التي يحملها الشريط هي أنّ الحرية ليست قانوناً فقط بل بنية تفكير ما زال يرى في المرأة وليمةً جنسيةً مثيرةً وعورةً يجب أن تستر نفسها. المشرط الذي استعمله الشلاط في جرح النساء عقاباً لهن على جمالهن أو سفورهن استعملته كوثر بن هنية لتشريح بنية التفكير التونسي تجاه المرأة، خصوصاً بعد الثورة التي أطاحت ببن علي وكانت المرأة أولى ضحاياها. إذ تكررت الاعتداءات على النساء من المتشددين الدينيين في أكثر من مكان ومناسبة، كما يتعرض الأطفال من الإناث خصوصاً لاعتداءات مادية ورمزية من بينها منعهن من الاختلاط وإجبارهنّ على ارتداء الحجاب وأحياناً النقاب.

سيرة

تعدّ كوثر بن هنية (1977) أحد أبرز الوجوه الشابة في الفن السابع في تونس. إنّها مخرجة وكاتبة سيناريو (مواليد سيدي بوزيد) تعيش حالياً في باريس بعدما درست السينما في تونس وأكملتها في فرنسا. أخرجت فيلمين قصيرين هما «أنا وأختي والشيء» (2006)، و«يد اللوح» (2013) حظيا بحفاوة نقدية في المهرجانات. وفي عام 2010، أخرجت شريطاً وثائقياً (75 دقيقة) بعنوان «الأئمة يذهبون إلى المدرسة» شارك في مهرجانات عدة من دبي إلى فانكوفر.

الأخبار اللبنانية في

07.04.2014

 
 

«متروبوليس»:

بيروت جامعة المواهب العربية

بانة بيضون 

من خلال شراكتها الجديدة مع «مهرجان برلين السينمائي الدولي» الذي يعدّ من أهم التظاهرات في العالم، إلى جانب مهرجاني «كان» و«البندقية»، تخوض «جمعية متروبوليس» تجربة مختلفة في مجال تطوير الفن السابع عبر دورة «مواهب بيروت» (تالنتس بيروت)، التي أعلنت عنها أخيراً بالتنسيق مع «معهد غوته» الذي سينظم أيضاً المهرجان الأول للفيلم الألماني في لبنان.

الجمعية التي انطلقت عام 2006 من «مسرح المدينة» بمبادرة من مديرتها هانيا مروة بهدف تقديم ثقافة سينمائية مختلفة للجمهور اللبناني وتشجيع السينما المستقلة أو البديلة، سرعان ما توسعت وانتقلت إلى مقرها الحالي في «أمبير صوفيل» بعد نجاح تجربتها وتهافت الجمهور لحضور المهرجانات التي تنظمها أو تستضيفها كل سنة. ورغم كثرة الصالات السينمائية التي افتتحت أخيراً في بيروت، إلا أنّ «متروبوليس أمبير صوفيل» تتفرد بنوعية الأفلام التي تعرضها وبتنوعها بين الوثائقي والروائي والمحلي والعالمي بخلاف توجه البقية، التجاري البحت.

«مواهب بيروت» هو النسخة العربية من «مواهب البرليناله» إحدى فعاليات «مهرجان برلين» التي تستقطب سنوياً العاملين في مجال الفن السابع حول العالم للمشاركة في ندوات وورشات متخصصة بعد شراكات أخرى عقدها المهرجان كـ «مواهب بيونس آيريس» أو «مواهب طوكيو». بيروت هي سادس مدينة اختارها المهرجان، وأوكل لـ «جمعية متروبوليس» مهمة تنظيم «مواهب بيروت» الذي من شأنه استقطاب وتطوير مواهب من العالم العربي. الاهتمام بهذه الشراكة نابع من الاهتمام المتنامي بالعالم العربي وقراءة متغيراته، في ظل الثورات التي حدثت كما صرح مدير «مهرجان برلين» ديتر كوسليك: «لقد أثبتت الأفلام الآتية من العالم العربي في السنوات الماضية أنها أساسية لفهم هذه المنطقة من العالم». تبرهن على ذلك كثرة الأفلام العربية واللبنانية القصيرة والطويلة التي اختيرت في الفترة الأخيرة لتشارك في «مهرجان برلين» كـ «كأبي ما زال شيوعياً» لأحمد غصين، و«الخروج للنهار» لهالة لطفي، و«عالم ليس لنا» لمهدي فليفل، و«الميدان» لجيهان نجيم، و«سمعان بالضيعة» لسيمون الهبر، وآخرها «مونديال 2010» للزميل روي ديب الذي حاز «جائزة تيدي» لأفضل فيلم قصير ضمن «مهرجان برلين».

بالنسبة إلى هذه الدورة الأولى من «مواهب بيروت» التي تديرها هانيا مروة بالتعاون مع «مهرجان مرسيليا الدولي للأفلام التسجيلية»، اختارت «جمعية متروبوليس» التركيز على ثلاثة محاور: التصوير، المونتاج، والتأليف الموسيقي أو تصميم الشريط الصوتي للأفلام. بناء عليه، ستختار حوالى 15 مشاركاً من العالم العربي للانخراط في ورشات يديرها محترفون في عالم السينما بين 18 و21 أيلول (سبتمبر) 2014 . أما بالنسبة إلى اختيار هذه الاختصاصات من دون سواها، فذلك إيماناً من «متروبوليس» بأهمية تطوير هذه المواهب في العالم العربي. يخبرنا منظم «مواهب بيروت» ربيع خوري بأنّ غالبية المؤسسات الداعمة للسينما في العالم العربي، تنظم ورشات لكتابة السيناريو والإخراج أو إنتاج الأفلام الوثائقية كبرنامج «دوك ميد»، بينما تبقى هذه المواهب مهملة في السينما العربية رغم أهميتها في تطوير السينما المحلية. نرى أيضاً إقبال المخرجين العرب على استقدام مصورين أو مهندسي صوت من الخارج. أما بالنسبة إلى موسيقى الأفلام، فنادراً ما تكون لمؤلفين عرب، وكل ذلك يؤثر سلباً في تجانس العمل السينمائي. في هذا الإطار، فإنّ تطوير هذه الاختصاصات سيمضي بنا قدماً نحو سينما عربية مكتفية ذاتياً ذات هوية مستقلة.

بناء على كل ما سبق، دعت «متروبوليس» مديري التصوير والمؤلفين ومصممي الأشرطة الصوتية أو مؤلفي موسيقى الأفلام من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وسلطنة عمان والأراضي الفلسطينية وقطر والمملكة السعودية العربية والسودان وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن، إلى إرسال طلبات المشاركة في «مواهب بيروت» عبر موقع talents-beirut.com بين 8 نيسان (أبريل) و23 أيار (مايو).

الأخبار اللبنانية في

07.04.2014

 
 

الغيرة عند شكسبير

محمد رضا 

انتهيت للتو من مشاهدة نسخة الممثل - المخرج أورسن وَلز من مسرحية «عطيل» مصوّرة سينمائيا سنة 1952. حينها تم تقديم الفيلم في مسابقة مهرجان «كان» باسم المملكة المغربية وهو خطف الجائزة الكبرى للمهرجان في ذلك العام مناصفة مع فيلم إيطالي عنوانه «أمل بقيمة سنْتين» Two Cents Worth of Hope أخرجه ريناتو كاستيلاني.

ليست هذه المرّة الأولى التي أشاهد فيها هذا العمل الجيّد بل الثانية، لكنها المرّة الأولى التي أشاهده فيها مباشرة بعد نسخة البريطاني لورنس أوليفييه المنجزة سنة 1965. الفرق الكامن ليس في النص الرائع للأديب والمسرحي الكبير وليام شكسبير، بل في تناول ولز لذلك النص على نحو مبدع، وقيام أوليفييه بتناوله على نحو جامد وملتزم أكثر من المطلوب.

طبعا كلا الفيلمين يتمحور حول موضوع أثاره شكسبير في مسرحيتيه الرومانسيتين الأخيرتين «حكاية شتوية» و«سيمبالين». لكنه كان موجودا في مسرحيات عدّة وشكّل في «عطيل» صلب الموضوع بأسره. عطيل الأسمر الداكن تزوّج دسديمونا فإذا به عرضة لمؤامرة تستخدم الغيرة وسيلة لتنفيذها. حب عطيل لزوجته ينقلب إلى غيرة عمياء وشكوك تقضي على رجاحة عقله ومشاعره لينتهي بفاجعة تدينه بالكامل.

لكن مسرحيات شكسبير الرومانسية لم تكن وحدها التي اهتمّت بمسألة الغيرة وما تثيره من مأساة أو كيف يهيأ لها أن تلعب الدور الكبير في توجيه الأحداث نحو نهاياتها الحتمية، بل هي موزّعة على الكثير من أعماله الأكثر اختلاطا في الأنواع. مثلا الغيرة هي جزء من الدوافع التي حدت بهاملت لمناهضة عمّه بعدما قتل والده الملك وتزوّج والدته كما وردت في مسرحية «مأساة هاملت، أمير الدنمارك» المنشورة سنة 1602. هنا سبق شكسبير عالم النفس سيغموند فرويد مانحا التراجيديا الإغريقية المعروفة بـ«عقدة أوديب» جانبا جديدا وخفيا إلى حد بعيد.

تشكل الغيرة كذلك حضورا في مسرحية «أنطونيو وكليوباترا» كما في «هنري الخامس» وحتى في «تاجر البندقية» وهي أيضا في «الليلة الثانية عشرة» والنصوص التي تؤكد ذلك متوفّرة في كل هذه الأمثلة. وكلها على نحو يُدين الغيرة بكلمات واضحة. ها هو هاملت يقول:

لروحي المريضة وتبعا لطبيعة الخطيئة الأصلية، كل لعبة تبدو تمهيدا لأغلاط عظيمة الامتلاء بغيرة عشوائية هو ذنب (الغيرة) تفضي بنفسها إلى الهدر..

طبعا ترجمة شكسبير من أصعب ما يمكن لأي كاتب أن يقوم به حتى وإن كان ملمّا وعارفا جيّدا باللغة الإنجليزية، لأن استخدامات المؤلف من الدقة ومن عمق الدلالات بحيث لا بد من استخلاص المعنى الكامن في العبارات قبل استخلاص المعاني الكامنة في الكلمات ذاتها.

«عطيل» تبقى نموذجا وضع فيه شكسبير كل ما امتلك من قول في الغيرة ومنحه جسدا كبيرا. وهناك مفارقة تاريخية مهمة صاحبت هذا العمل الذي لا يذبل: سنة 1660 قامت ممثلة باسم مرغريت هيوز بلعب دور دسدمونا وكانت هي المرّة الأولى التي قامت فيها أنثى بالتمثيل المسرحي. المرّات السابقة كان الرجال يلعبون أدوار الرجال والنساء معا.

الشرق الأوسط في

07.04.2014

 
 

مخرجة فلسطينية تصوّر فيلمها الجديد «العائدون» عن قضية الصحراء المغربية

تغريد سعادة: السينما الوثائقية فن تنويري مؤثر

علي العامري - دبي 

تواصل المخرجة السينمائية الفلسطينية، تغريد سعادة، تصوير فيلمها الوثائقي الجديد في أرض الصحراويين المغاربة، بعدما أنجزت معظم مشاهد الفيلم في مدينة الداخلة «جارة المحيط الأطلسي»، التي توصف بأنها «جوهرة الجنوب»، وفي غيرها من المناطق. ويتناول الفيلم القضية الصحراوية والنزاع طويل الأمد بين الحكومة المغربية وجبهة «البوليساريو»، والمواقف منها، إذ إن المغرب يرفض انفصال الصحراء عن التراب المغربي، ويعد «الحكم الذاتي» حلاً مثالياً للقضية.

وينقل الفيلم الوثائقي حوارات مع مسؤولين، من بينهم والي الداخلة، إضافة إلى ناشطين في حقوق الإنسان وشاعرات. ويسلط الضوء على قصص صحراويين كانوا ينتمون إلى «البوليساريو»، بعد عودتهم من مخيم تندوف إلى المغرب.

وقالت سعادة، التي تعمل في الصحافة منذ 17 عاماً، لـ«الإمارات اليوم» حول توجهها إلى إخراج الأفلام الوثائقية منذ أكثر من 10 سنوات إن «السينما الوثائقية فن تنويري مؤثر، يثير قضية من خلال قصص لشخصيات عايشت الأحداث، ويكشف حقائق جديدة عبر استخدام شهادات حية ووثائق متعددة الأشكال»، مشيرة إلى أن الفيلم الوثائقي يعد في جانب منه أداة إعلامية مهمة مثل التحقيق الصحافي الذي يكشف النقاب عن معلومات جديدة. وأضافت أن «الفيلم الوثائقي أداة تنويرية تسهم في عرض حقائق أو تصويب معلومات مغلوطة، أو تكشف النقاب عن أزمة أو ظاهرة مسكوت عنها». وأوضحت أن فيلمها «الضيوف» أثار قضية اللاجئين الفلسطينيين في كندا ومشكلتهم «كان لأول مرة يتم تناول الموضوع كجماعة وقصة واحدة لعدد كبير من الأشخاص، وهي ليست قضية فردية، وهو ما أكده ممثلو الأحزاب الكندية عندما التقيتهم للحديث عن الموضوع، حتى حزب المحافظين الجدد، وهو في سدة الحكم الآن، ويعتبر مقرباً من الاحتلال الإسرائيلي، اعتبر أن الموضوع يستحق البحث والدراسة»، مؤكدة أن «الفيلم الوثائقي له دور في تغيير سياسات أو حل مشكلة أو الدفع باتجاه رؤية جديدة».

ستة أفلام وثائقية رصيد سعادة، معظمها عن جوانب من مأساة الشعب الفلسطيني. وبعد 10 سنوات من الإقامة في كندا، عادت إلى وطنها فلسطين، لتعمل من مدينة رام الله في الصحافة والسينما وترجمة الدراسات. وأكدت أن حياتها في كندا مكنتها من معرفة كيفية تفكير الغرب، كما أتاحت لها فرصة التعرف إلى أساليب جديدة في الخطابين الإعلامي والسينمائي. وأشارت إلى ضرورة اتباع طرق جديدة لاستقطاب تعاطف شعوب العالم ومناصرتها للقضية الفلسطينية، ومعرفة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب كامل. وأوضحت أن الأساليب التقليدية لم تعد مجدية في الخطاب الفلسطيني، سياسياً وإعلامياً، معولة على الثقافة والفنون في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية. وأكدت مخرجة رباعية فيلم «أطفال من فلسطين» أن «المقال الصحافي وحده لا يكفي للتعريف بعدالة قضيتي الفلسطينية، لكن الفيلم يساعد على ذلك، لما للأفلام من تأثير بالغ الأثر والانتشار، وهذا ما يشعرني بالتحدي الكبير الذي ينتظرني في كل فيلم».

تغريد سعادة مخرجة فيلم «الرصاص المصبوب» عن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة عام 2009، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «هوليوود آرتفيست»، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان «نيو أولياند ميديل إيست» للأفلام في نوفمبر 2009، قالت حول فيلمها الجديد «أعمل حالياً لإنجاز فيلم حول الصحراء المغربية، خصوصاً أنني أرى أن الإعلام العربي لايزال مقصراً في تناول هذه القضية». وأوضحت أن فيلم «العائدون» يسلط الضوء على قصص الصحراويين العائدين إلى المغرب من مخيم تندوف على الأراضي الجزائرية، وكانوا ينتمون إلى جبهة البوليساريو. وأشارت إلى أن الفيلم يتناول أسباب ذهابهم إلى مخيم تندوف، كما يرصد الجانب التاريخي في الأزمة، ودوافع اتخاذ الصحراويين قرار العودة. كما يركز الفيلم على أوضاعهم بعد العودة إلى الوطن، وقصة نضالاتهم من أجل العمل على عودة بقية عائلاتهم، ويسلط الفيلم الضوء على نظرة المجتمع تجاههم بعد العودة. ويتضمن الفيلم قصصاً لعدد ممن كانوا من قيادات وأعضاء جبهة «البوليساريو»، وهم يقطنون في المناطق الصحراوية في المغرب.

وحول دوافع اختيار القضية الصحراوية لفيلم وثائقي، قالت تغريد سعادة «إيماناً مني بالحرية، وكوني فلسطينية، أرى أن مشكلة الصحراء في المغرب، التي دامت قرابة أربعة عقود، يجب حلها، لأنها تتعلق بمصير أجيال. وكان للفلسطينيين دور في هذا الصراع في مرحلة من المراحل، من أيام الأمين العام للجبهة الشعبية، الراحل جورج حبش، آنذاك، وحتى عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبالتالي لم نكن بعيدين عن الموضوع كفلسطينيين». وأردفت: «رأيت من الضرورة تسليط الضوء على الوضع المغيب عن الإعلام العربي، وتسليط الضوء على أفق الحل، كما أن الفيلم يقدم إضاءة للقضية أمام الغرب، ما يسهم في تعديل أو تغيير بعض الصور النمطية».

وتقوم صاحبة فيلم «الضيوف» بزيارة للمغرب، أبريل الجاري، لاستكمال تصوير المشاهد الأخيرة من الفيلم الذي من المتوقع إنجازه للعرض في غضون أشهر قليلة. وقالت مخرجة فيلم «الرصاص المصبوب» الذي فاز بجائزتين، ورشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «لوكل فوكس» للأفلام في كندا عام 2010، عن العقبات التي تواجه صناعة الأفلام العربية، ومنها الوثائقية، إن «الصعوبات التي تواجه إنتاج الفيلم الوثائقي كثيرة، على رأسها صعوبة الحصول على تمويل مناسب ودعم وترويج»، مضيفة أن «فكرة الفيلم الوثائقي ذات أهمية خاصة، إذ إنها قد تكون صادمة أو تحدياً فكرياً للمجتمع، وبالتالي فإن من المهم الوصول إلى صياغة سينمائية لفكرة فيلم يجذب قطاعاً واسعاً من الجمهور لمشاهدته». وأشارت إلى أن مؤسسات عدة في كندا تتشجع لدعم الأفلام، نتيجة سياسة الحكومة في اقتطاع قيمة الدعم من الضرائب.

مشاركات وجوائز

تغريد سعادة مخرجة وصحافية فلسطينية، درست صناعة الأفلام في جامعة جورج براون الكندية، وحصلت على الدبلوم العالي في الصحافة من جامعة شيريدان في تورنتو. قامت بإخراج وإنتاج ستة أفلام وثائقية في فلسطين وكندا والمغرب. أفلامها شاركت في مهرجانات دولية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا وروسيا وكوبا وباكستان والهند ومصر والجزائر والصين وإيران. قامت بالعديد من الجولات داخل كندا لعرض أفلامها التي تتحدث عن فلسطين، وقدمت محاضرات بهذا الخصوص. وحازت أفلام لها جوائز عدة، رشحت لعدد من الجوائز الاعتبارية في كندا عن أعمالها، وحصلت أيضاً على منح تعليم الأفلام من كانويست وديلوكس.

سيرة أفلام

أنجزت المخرجة تغريد سعادة عدداً من الأفلام الوثائقية، أحدها يتكون من أربعة أجزاء، وآخر من جزأين:

● «من الناصرة»، 2013، يتحدث عن تاريخ الثقافة الفلسطينية منذ الاستعمار البريطاني لفلسطين حتى الآن، من خلال قصة حياة الشاعرة الفلسطينية نجوى قعوار فرح، التي عاصرت كل المراحل، وتعيش حالياً في كندا. وتم تصوير اللقاءات معها في تورونتو، وتصوير منزلها في الناصرة.

● «أطفال من فلسطين» 2012 - 2013، يحكي قصة أطفال فلسطين، ويتضمن أربعة أفلام قصيرة، هي: «خلف القضبان» يتناول قصة طفل (11 عاماً) اعتقل اكثر من ثماني مرات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. والفيلم الثاني «طفولة معدومة»، قصة صمود الطفل والشاعر والرسام الصغير (محمد) الذي تشوه وحرق بسبب القنابل الفسفورية التي استخدمها جيش الاحتلال في عدوانه على غزة. والجزء الثالث «حرمان» يروي قصة طفلة (12 عاماً) حرمت من أبيها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويبين الفيلم قصة زيارتها لوالدها في المعتقل. والجزء الرابع «ضياع» يسرد قصة طفل من مخيم الأمعري، ترويها أمه، وكيف استشهد خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رام الله عام 2004.

● «الرصاص المصبوب» 2009 - 2010، فيلم يروي قصة عائلتين فلسطينيتين فقدتا أولادهما أثناء العدوان على غزة.

فيلم «كندا وطن جديد» من جزأين 2003 و2006 يتحدث عن قصص القادمين الجدد إلى كندا، ولماذا اختاروا هذا البلد، الفيلم ضمن متطلبات التخرج في جامعة جورج براون للإخراج السينمائي.

● «الضيوف» فيلم وثائقي يحكي قصة مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى كندا، والصعوبات التي واجهتهم وتأثير اللجوء في حياتهم ومستقبل أبنائهم، خصوصاً أنهم يعيشون في كندا من دون تأشيرات إقامة.

حلم

قالت المخرجة الفلسطينية، تغريد سعادة، إنها تحلم بإخراج فيلم روائي عن نكبة 1948، مضيفة «خلال مهرجان دولي للأفلام في كندا التقيت ممثلي شركات انتاج عالمية، طرحت عليهم فكرة فيلم روائي عن حرب 1948 والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، ووعدتني بعض تلك الشركات بإنتاج الفيلم بعد إنهائي كتابة السيناريو». وأوضحت أنها تعكف على كتابة سيناريو الفيلم منذ عامين، مؤكدة «هذا الفيلم يعتبر حلمي، على الرغم من أنني لم أكن أرغب في خوض إخراج أفلام روائية، إلا أنني أريد أن يكون الفيلم وثيقة للأجيال».

مخرجة فيلم «من الناصرة» الذي يتحدث عن تاريخ الثقافة الفلسطينية منذ الانتداب البريطاني لفلسطين، قالت حول بداية توجهها إلى إخراج الأفلام الوثائقية «عملي الصحافي الذي يعتمد على البحث والاستقصاء، عزز ميولي للبدء في إخراج الأفلام الوثائقية، وبدأت دراسة الإخراج في جامعة جورج براون في تورونتو في كندا، وقمت بإخراج وإنتاج أول عمل لي بعنوان (كندا وطن جديد)، ضمن متطلبات التخرج».

وعن فيلمها «الرصاص المصبوب»، قالت «كنت في كندا أثناء العدوان العسكري للاحتلال الإسرائيلي على غزة نهاية عام 2009، فوجدت من الظلم ألا يفهم الشعب الكندي حقيقة ما يجري، إذ تركز محطات التلفزيون والصحف الكندية على أي صاروخ يسقط على مناطق الاحتلال من دون أن تذكر شيئاً عن حجم الدمار والقتل والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال». ونجحت في إخراج فيلم قصير يحكي قصة قتل كثير من المدنيين، ومن بينهم أطفال ونساء. وبعدما عرض الفيلم لمست المخرجة مدى تأثر كثير من الكنديين من أصول غير عربية بالفيلم. وعندما عرض الفيلم في كتشنر، إحدى ضواحي مقاطعة اونتاريو، نزلت من المدرج امرأة ثمانينية شكرت المخرجة تغريد سعادة على الفيلم، وتبيان الحقائق في ظل إعلام يعمل على مسح عقول الكنديين.

وحول الفيلم الوثائقي «الضيوف» قالت المخرجة «يحكي الفيلم قصة مئات اللاجئين الفلسطينيين من لبنان وسورية الذين لجأوا إلى كندا، في التسعينات، بعدما تقطعت بهم السبل»، مبينة أن الفيلم يجسد معاناة اللاجئين وأسباب قدومهم إلى كندا، ويصور معاناتهم، بعد رفض الحكومة منحهم تأشيرات إقامة أو الجنسية الكندية. وذكرت أن «الفيلم تطلب بحثاً لثمانية أشهر للحصول على وثائق وإحصاءات، ومقابلة ممثلي مؤسسات تعنى باللاجئين، وتطلب السفر من تورونتو إلى أوتاوا ومونتريال وغيرهما، والتقيت شخصيات من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة».

الإمارات اليوم في

07.04.2014

 
 

«زي النهاردة»..

وفاة الفنانة ناهد شريف 7 أبريل 1981

كتب: ماهر حسن 

ولدت الفنانة ناهد شريف، في أول يناير 1942، وتوزع عطاؤها بين السينما المصرية واللبنانية.

اكتشفها المخرج حسين حلمي المهندس، وتزوجت منه لاحقا، وقدمها في عدة أفلام، ثم لاحقا اقترنت ‏بالفنان كمال الشناوي، وتزوجت مدنيًا من الفنان اللبناني إدوار جرجيان، شقيق الراقص الراحل كيجام، وأنجبا ابنتهما لينا.

وفي السبعينيات قدمت أكثر ما يقرب من 60 فيلما سينمائيا وشاركت في 1956 في فيلم «حبيب الروح»، وكان أول دور بطولة لها في فيلم «أنا وبناتي» في 1961 مع زكي رستم، وقد توفيت «زي النهاردة» في 7 أبريل 1981.

ومن أفلامها «رجب فوق صفيح ساخن، والعمر لحظة، وانتبهوا أيها السادة، والنصابين الخمسة، والثلاثة يحبونها، وأنا وبناتي، والكذابين الثلاثة، وعدوية، وشهر عسل بدون إزعاج، وبيت الطالبات، والوديعة، وفتاة الميناء، وحبيبة غيري، ومضى قطار العمر، و مرسي فوق مرسي تحت، والبحث عن المتاعب، وذئاب لا تأكل اللحم».

المصري اليوم في

07.04.2014

 
 

كردستان العراق ينظم الدورة الأولى لمهرجان «أربيل» السينمائي الدولي

كتب: الألمانية د.ب.أ 

تنظم حكومة إقليم كردستان العراق، أوائل مايو المقبل، الدورة الأولى لمهرجان أربيل السينمائي الدولي المقرر أن ينعقد سنويًا في نفس الموعد بمدينة أربيل عاصمة الإقليم، بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية 2014.

وقال المتحدث الإعلامي للمهرجان، الناقد بشتيوان عبد الله، إن المهرجان يضم قسمين رئيسيين داخل المسابقة الرسمية، أولهما للأفلام الروائية الطويلة والثاني للأفلام القصيرة إلى جانب قسم خاص لعروض أفلام خارج المسابقة.

وأضاف أن موعد قبول الأفلام المشاركة لا يزال ساريًا حتى 20 إبريل، مشيرًا إلى اختيار أكثر من 100 فيلم حتى الآن للمشاركة في مسابقات المهرجان وعروضه الرسمية وغير الرسمية.

وتضم لجنة تحكيم المهرجان مجموعة من صناع السينما، من بينهم حسين فهمي، ومن العراق المخرج ناصر حسن، والمخرج الأمريكي الكردي، جانو روزبياني، ومن سوريا الفنانان منى واصف وأيمن زيدان.

وتمنح لجان التحكيم جائزة عبارة عن مجسم لشكل حصان مذهب وجوائز مالية تبدأ من 10 آلاف دولار بحد أقصى 30 ألف دولار.

ويستضيف المهرجان في دورته الأولى عددًا من نجوم السينما العالمية بينهم من الهند أميتاب باتشان ودار ماندرا وسوني ديول، ومن تركيا بيرين سات بطلة مسلسل «العشق الممنوع» ومريم أوزرلي بطلة «حريم السلطان»، ومن الولايات المتحدة الأمريكية نجم أفلام الحركة جان كلود فان دام، ومن مصر ليلى علوي وحسين فهمي ويسرا وإلهام شاهين، ومن سوريا أيمن زيدان ومنى واصف.

المصري اليوم في

07.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)