كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«فيلومينا».. فيلم يحكي قصة أم تبحث عن ابنها المفقود

عمان - محمود الزواوي

 

يجمع فيلم «فيلومينا» (Philomena) بين أفلام السيرة الذاتية والدراما والكوميديا السوداء. وهذا الفيلم من إخراج المخرج البريطاني ستيفين فريرز. ويستند سيناريو الفيلم للكاتبين السينمائيين ستيفين كوجان وجيف بوب إلى كتاب من تأليف الكاتب الصحفي البريطاني مارتن سيكسميث بعنوان «طفل فيلومينا لي المفقود» مبني على شخصيات وأحداث واقعية.

الشخصية المحورية في فيلم «فيلومينا» هي فيلومينا لي (الممثلة جودي دينش)، وهي أم إيرلندية فقدت ابنها قبل 50 عاما بعد أن أنجبته في العام 1951 خارج إطار الزوجية في دير كاثوليكي بإيرلندا حين كانت في سن الخامسة عشرة. وبعد إنجاب طفلها أرغمت فيلومينا على العمل في مجال غسيل الملابس في الدير على مدى أربع سنوات لتغطية نفقات إقامتها. وذات يوم تعرضت فيلومينا لصدمة حين اكتشفت أن الراهبات قدمن ابنها للتبني دون علمها. وقامت فيلومينا بإخفاء حقيقة تبني ابنها عن أسرتها لمدة 50 عاما، ولكنها كانت تتردد على الدير من حين لآخر طوال تلك المدة لمحاولة معرفة مصير ابنها، إلا أن الراهبات كنّ ينفين معرفة مكان وجوده.

تلتقي فيلومينا ذات يوم بالصحفي مارتن سيكسميث (الممثل ستيفين كوجان) الذي فقد وظيفته في الحكومة البريطانية وتحّول إلى كاتب صحفي، وتقنعه بمساعدتها بعد تردد في العثور على ابنها. ويشرع هذا الكاتب في مهمته تحت رعاية مجلته ويبدأ بزيارة الدير مع فيلومينا، حيث تدّعي الراهبات أن وثائق التبني في الدير فقدت في حريق قبل عدة سنوات. إلا أن الكاتب يعلم من سكان المنطقة أن الراهبات تعمدن إحراق وثائق التبني بعد أن حصلن على 1000 جنيه إسترليني عن كل طفل تم بيعه لأسرة أميركية ثرية. وبعد ذلك يتوجّه سيكسميث بمرافقة فيلومينا إلى أميركا حيث يكتشفان أن ابنها تربى في أسرة أميركية وأصبح محاميا وشغل مناصب عليا في حكومتي الرئيسين رونالد ريجان وجورج بوش وتوفي قبل تسع سنوات. ويعلمان من أحد أصدقائه أن ابن فيلومينا كان مثليا وأنه توفي متأثرا بمرض الإيدز، وكان يتردد على زيارة الدير في إيرلندا سعيا للبحث عن أمه، وأنه دفن في مقبرة ذلك الدير، بناء على وصيته.

تنتهي قصة فيلم «فيلومينا» في الدير حيث بدأت، بمواجهة بين الكاتب سيكسميث وراهبة تلوم فيلومينا على فقد ابنها، ولكن فيلومينا تصفح عن الراهبة وتطلب زيارة قبر ابنها. كما تقنع فيلومينا الكاتب سيكسميث بنشر القصة لكي يتعرف الناس على حقيقة ما حدث.

يقدّم فيلم «فيلومينا» دراسة في انتصار الخير على الشر. فبطلة القصة فيلومينا لا تشعر بالكراهية أو تظهر مشاعر المرارة رغم ما واجهته من معاناة على مدى عدة عقود، بل هي التي تقدّم الصفح في نهاية القصة بدلا من طلب الصفح. ويتميز فيلم «فيلومينا» بقوة الإخراج على يد المخرج المتمرس ستيفين فريرز، وبسلاسة السيناريو وبراعة التمثيل. ويقدّم الفيلم عرضا واقعيا لقصة حقيقية ومؤثرة مع التحكم في الجانب العاطفي للنص السينمائي الذي لا يخلو من الحوار الكوميدي والمواقف الساخرة. وتقدم الممثلة جودي دينش الحائزة على جائزة الأوسكار واحدا من أقوى أدوارها السينمائية، حتى أن مشاهد الفيلم لا يرى الممثلة بل يرى المرأة الإيرلندية التي تجسدها جودي دينش على الشاشة.

عرض فيلم «فيلومينا» في 17 مهرجانا سينمائيا. ورشح الفيلم لثلاث وستين جائزة سينمائية وفاز بعشرين منها. وتصدرت الممثلة جودي دينش الترشيحات والجوائز باثني عشر ترشيحا وخمس من جوائز روابط نقاد السينما. وشملت الجوائز التي فاز بها الفيلم تسعا من جوائز مهرجان البندقية السينمائي. ورشح فيلم «فيلومينا» لأربع من جوائز الأوسكار لأفضل فيلم وممثلة في دور رئيس للممثلة جودي دينش وأفضل سيناريو مقتبس وموسيقى تصويرية دون أن يفوز بأي منها. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية على شباك التذاكر لفيلم «فيلومينا» 97 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 12 مليون دولار. يشار إلى أن أحد نقاد السينما الأميركيين اتهم الفيلم بمعاداة الكاثوليك.

المصرية في

06.04.2014

 
 

رنــــات

سينما تفكر بعقلها وأخري بغريزتها

خيرية البشلاوى 

الفيلم الأمريكي Divergent المعروض حاليا في القاهرة. مثل أفلام غريبة سبقته وأفلام أخري سوف تلحق به في السوق المصري هذا الموسم "2014". يضعنا أمام مرآة عاكسة كاشفة لنوعية الأفكارالتي تعالجها السينما في البلاد المتقدمة والخرافات والهراء الذي ينشغل به من يصنعون لنا الأفلام.. شعوب تفكر بعقولها وأخري بمؤخرتها.. 

وكلمة "دايفرجنت" Divergent تعني حسب الفيلم: المستعصي علي التصنيف. أي الإنسان الفرد المختلف. الذي يعمل بإرادة مستقلة ولا يندرج تحت نظام شمولي يضعه "كصنف" يشري يحمل صفة واحدة محددة مع آخرين من نفس الصنف

الفيلم يقسم البشر إلي خمس فئات: فئة "النكران" من ينكرون ذواتهم. و"المتدينون" "pious) و"المثقفون" و"المتسامحون" المسالمون. المخلصون و"الجسورون" بمعني "الشجعان" والفئة الأخيرة تشكل جماعة شديدة الإقدام ودون تفكير

أحداث الفيلم تدور في المستقبل. في مدينة شيكاجو الأمريكية المحاطة بالأسوار. مجتمع مغلق تماما. شمولي يحكمه نظام صارم. يضع الشباب فيما يشبه القطيع ولكل "قطيع" ــ والصفة من عندي ــ عنوان أو قيمة أخلاقية لا يحيد عنها وكأنها أصناف بقالة. فالمؤمن والناكر للذات والجسور والمتدين والمثقف الخ لا يحمل صفة أخري. ولا يمكن أن ينتقل من "صنف" لآخر. لا يمكن أن يكون "متدين" و"مقدام" أو الاثنين معاً مُضافا إليهما قيمة "الأمانة".. البشر وجه واحد مسطح يلتزم ولا يحيد. العالم كله يخضع لمفرمة دقيقة وقوية "الاختلاف" يعني الموت والمختلف يشار إليه بصفة Divergent التي أختيرت عنوانا للفيلم. أبشع الفئات "المثقف"! 

بطلة الفيلم شابة جميلة "شيلين وودلي" ولكنها "ديفرجنت" فلا يمكن إدراجها تحت فئة واحدة بعينها. ومعني ذلك انها شديدة الخطورة علي المجتمع المصنوع بالمسطرة والقلم. والخطير لابد من التخلص منه. "ما يجعلك مختلفاً. يجعلك خطيراً". 

هذا السر الخطير تحاول "تريسي.. اخفاءه" وتسلم نفسها لاختبارات صارمة ومنضبطة "خطيرة حتي يختار لها "النظام" ــ وفقا للنتائج ــ الفئة المحددة التي تنتمي اليها". 

الموضوع كما نري يتناول ما يمكن أن تتطور اليه الأمور في مجتمعات تدعي الحرية والديمقراطية. الصراع في الفيلم بين النظام الشمولي الذي تحكمه قوة باطشة لا تتردد في محو أي مخلوق يهددها وتقودها امرأة "كيت ونسلت" في دور نقيض تماما لدورها الذي لعبته في فيلم مثل "تايتانيك".. الفارق بين زمن "تايتانيك" "1912" وزمن هذا الفيلم الذي يدور في المستقبل يشير إلي أن "البشرية" تتجه نحو دمارها ليس من الخارج فقط وانما من الداخل. من إنسانية الإنسان ذاته. وقدرته علي الاختيار بإرادته الحرة.. 

والشمولية في مواجهة الإرادة القوية صراع أعتقد اننا نعيشه حاليا ومثل هذا الصراع بشكل أو آخر قائم علي مستوي العالم.. وفي رأيي انه موجود منذ الوجود نفسه والتطور في الأدوات هو ما يجعل من الصراع أمرا رهيبا ومدمراً.. 

"المدينة الفاضلة" حلم لم يعد متاحاً حتي في الخيال الروائي. و"المدينة الكابوس" بواقع يتحول إلي جحيم مستعر ومُعاش ما لم تتحول كفرد إلي "صنف" محدد ضمن الأصناف التي يحددها النظام

لا يمكن للفرد أن يعيش أسيراً لقيمة منفردة. ويلغي باقي القيم الأخري. أو يخضع لنظام شرير مهيمن يلغي إنسانية وإرادة الفرد

الموضوع كما يبدو من السطور صعبا ومركبا ولكن السينما بأدواتها. وعناصرها البصرية ومؤثراتها المسموعة والشخصيات التي تؤدي الأدوار بكفاءة وانفعال واندماج. والأهم بفهم فكري ولطبيعة الدور والأفكار التي يحملها إلي من يتابع الفيلم.. أقول ان السينما أصبحت قادرة علي تمرير أي موضوع مهما كانت صعوبته.. 

والفيلم من النوع "الأكشن" اللاهث بمعني أن "الحركة" الفيزيقية عنصر عضوي. أيضا هناك العناصر الرومانسية والسيكولوجية والعقلية التي تجعل منه عملا مُسلياً إلي جانب كونه كاشفاً عن رؤي مستقبلية لما يمكن أن تؤول إليه المجتمعات البشرية.. 

بطلة الفيل ممثلة رائعة وكذلك البطل الذي ينتمي إلي نوعية "الديفرجنت" أي المستعصي علي التصنيف.. 

المخرج نيل بيرجر والفيلم يعتبر الجزء الأول في ثلاثية مقتبسة من كتاب للمؤلفة فيرونيكا روث..

المساء المصرية في

06.04.2014

 
 

رئيس مهرجان الفيلم الرياضي الدولي بالمغرب:

التخصص نادر ولكنى أثق في ذوق الجمهور وإقباله

حاوره: محمود الغيطاني  

خرج علينا الصحفي المغربي محمد غفغوف، في الآونة الأخيرة بمسمى يكاد يكون جديدا تماما على المنطقة العربية، وهو مهرجان الفيلم الرياضي، الذي أعلن عن انعقاد دورته التأسيسية في شهر ديسمبر القادم؛ ولأننا في الوطن العربي لم نسمع من قبل عن هذا اللون من السينما المتخصصة، ولأن الكثير جدا من الجمهور المتلقي لفن السينما لا يعي ما هو الفيلم الرياضي، كان لابد أن نتجه إليه بهذه التساؤلات، باعتباره مدير المهرجان الدولي للفيلم الرياضي..

·        ماذا تقصد بالفيلم الرياضي؟

هذا السؤال مهم جدا للتعريف بهذا الجنس من الأفلام التي تهتم بها العديد من الدول الأخرى في شتى أنحاء العالم، منها مهرجان روسيا الدولي كل عام، بينما لا نرى أي دولة عربية تهتم بهذه السينما المهمة التي قد تكون سببا في حل الكثير من المشكلات سواء على المستوى المحلي أو العالمي أو السياسي، إن أثر الرياضة على التنشئة له مردود مهم جدا في التقريب بين الجميع، ولعل الأزمة الرياضية التي سبق أن كانت بين مصر والجزائر بسبب ماتش كرة قدم، كان من الممكن إنهائها من خلال فيلم سينمائي يتناول هذه الأزمة، الرياضة تلعب الكثير في حياتنا اليومية.

أما المقصود بالفيلم الرياضي فهو: الفيلم السينمائي الذي يهتم بأي لون من ألوان الرياضة وأثرها على حياتنا، لعلك تذكر فيلم المخرج شريف عرفة “الدرجة الثالثة” وأهمية هذا الفيلم المهم في التعريف بجمهور الدرجة الثالثة في الملاعب والمدرجات، ومشاكل هذا القطاع الكبير والعريض من الجمهور الذي يُعد العمود الفقري بالنسبة لأي ناد رياضي، كذلك تحفة المخرج محمد خان “الحريف” وغيرها من الأفلام، وليس معنى أن يكون الفيلم رياضيا أنه لابد أن يتحدث عن كرة القدم فقط، بل هو يتحدث عن أي لون من ألوان الرياضة سواء كانت كرة قدم أو سباحة أو ملاكمة، أو مصارعة، أو غيرها من ألوان الرياضة المختلفة، هذه الأفلام تقدم الكثير على المستويين الفني والرياضي، سواء كان الفيلم روائيا أو تسجيليا.

·        على الرغم من أن الفيلم الرياضي له مهرجاناته الدولية في موسكو مثلا إلا أن جمهور السينما العربية لم يسمع به من قبل، أو بمعنى آخر ليس لدية الثقافة السينمائية الرياضية التي قد تجعله يهتم بهذا النوع من السينما، هل تعتقد أن الجمهور قد يُقبل على هذا النوع من السينما؟

الرياضة لاسيما كرة القدم لها محبوها في كل مكان في الوطن العربي؛ ولذلك أعتقد أن الجمهور دائما ما يُقبل على مثل هذه الأفلام التي تحاول الحديث عنهم وعما يحبونه، ولعلك تذكر فيلم “غريب في بيتي” الذي قام به الفنان نور الشريف بدور شحاتة أبو كف لاعب كرة القدم، وكيف انتشر هذا الفيلم كثيرا وكيف أحبه الجمهور؛ ربما لأنه يتحدث عن كرة القدم، لا أعرف كيف يُقبل الجمهور على مشاهدة الأفلام الرياضية في الدول العربية، لكني أثق تماما أن الجمهور المغربي متيم بالرياضة الأفلام التي تتحدث عن أي لون من ألوان الرياضة، ولذلك أتوقع أن يكون هناك جمهورا ليس هينا على الإطلاق في مثل هذا المهرجان المهم، والأول من نوعه في الشرق الأوسط، وباختصار فجمهور مدينة فاس هو مشاهد رياضي بامتياز، و لي اليقين أنه سيكون حاضرا بكثافة فهذا المهرجان الأول من نوعه في العالم العربي.

·        ولكن أظن أن إنتاج الأفلام التي تهتم بالرياضة تكاد تكون نادرة جدا في المنطقة العربية، فالمخرج شريف عرفة على سبيل المثال أخرج فيلمه الدرجة الثالثة عام 1988م، والمخرج خيري بشارة أخرج كابوريا عام 1990م، وفيلم البطل لمجدي أحمد علي عام 1998م، بينما لم نر أفلاما من هذه النوعية في الآونة الأخيرة سوى فيلمي “العالمي” 2009م، “والزمهلاوية” 2008م، ألا ترى أن قلة الاهتمام بإنتاج هذه النوعية من الأفلام قد يقف عائقا أمام استمرار المهرجان؟

أعرف دائما أن المهرجانات المتخصصة قد تعاني قلة وندرة في موادها نظرا لتخصصها، ولكني على يقين أننا إذا ما حاولنا الاهتمام بمثل هذه الأفلام المتخصصة؛ فسوف يبدأ صناع السينما الاهتمام بمثل هذه الأفلام التي قد يكونوا على رغبة في إنتاجها وصناعتها ولكن عدم وجود من يهتم بها أو يحتفي بها قد يمنعهم من الإقدام على صناعة هذه الأفلام، إذن فنحن من خلال هذا المهرجان الذي ينطلق هذا العام نحاول أن نعطي هذا النوع من السينما الفرصة كي يحاول صناعه الاهتمام والإقدام عليه بجرأة واقتناع بما يفعلونه ويقدمونه.

وأنا واثق أننا سنستطيع تخطي جميع هذه العقبات وسنعمل على إنجاح هذا المهرجان بشكل مشرف؛ كي يستمر مهرجانا دوليا كل عام، كما أني غير قلق من نقص الأفلام الرياضية التي قد نكون في حاجة إليها كل عام لأنها بالتأكيد ستكون متوافرة.

·        ولكن لماذا الفيلم الرياضي الآن؟

أظن أن سؤال لماذا الآن ليست كلمة في محلها، لأننا إذا ما سألنا لماذا هذا الفعل الآن سنكون مضطرين أن نسأل السؤال ذاته في كل وقت وعلى كل تجربة، مما قد يجعلنا نتوقف تماما عن الإقدام باتجاه أي فعل، أو أي لون من ألوان النشاط، هذا المشروع المهرجاني الذي قررنا أن ننطلق به هذا العام هو مشروع نحلم به ونعد له منذ ثلاث سنوات تقريبا، وأنت تعلم ذلك تماما، ولكن حينما جاء أوان الانطلاق، وبعد المقدرة والاطمئنان على وجود ميزانية مشرفة للمهرجان، كان وقت إعلان انطلاق هذا المهرجان.

·        هل تعتقد أن الأفلام الرياضية قد يكون لها دورا أساسيا في التقريب بين الشعوب مثلما هو الحال في المباريات الرياضية؟

بالتأكيد، فكما أن المباريات الرياضية في أي لون من ألوان الرياضة تستطيع التقريب بين الشعوب أو حتى وجود حالة عدائية بينها، فكذلك السينما الرياضية التي تستطيع بالفعل التقريب بين الشعوب بعضها البعض، أو إعلان حالة من حالات الشحن والحرب بين الشعوب، السينما منذ نشأت لها تأثير خطير على الإنسان والقدرة على توجيه تفكيره بالاتجاه الذي يرغبه صانعوها؛ ولذلك سبق أن قلت لك أن الأزمة التي وقعت بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم، كان من الممكن أن تلعب السينما فيها دورا مهما جدا لإنهائها.

·        ما هي الدول التي من المنتظر اشتراكها في مثل هذا المهرجان؟

حتى الآن اتفقنا على عرض فيلمين مصريين يتم الوصول إلى اتفاق مع صناعهم، كما ستشترك المغرب وتونس وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان.

·        أرى أن الأفلام التسجيلية التي اهتمت بالرياضة تكاد تكون أكثر بكثير من السينما الروائية الطويلة، هل هناك جانب في المهرجان للاشتراك بأفلام تسجيلية؟

بالفعل هناك جانيا مهما للسينما التسجيلية الرياضية في المهرجان من دورته التأسيسية، وهذا الجانب سيكون مستمرا مع جميع الدورات كل عام، وسيعرف المهرجان مسابقة في الشريط الوثائقي الرياضي مفتوحة في وجه الشباب المغربي وخاصة المخرجين من أجل إنجاز أشرطة تهتم بالذاكرة الرياضية المغربية والحفاظ عليها و بالتالي التعريف بقضايا و شخصيات رياضية ساهمت في خدمة الشأن الرياضي الوطني.

·        هل هناك موقع رسمي للمهرجان من الممكن اللجوء إليه من أجل استقاء معلومات عن المهرجان وكيفية اشتراك صناع السينما فيه؟

نحن نعمل الآن على انطلاق الموقع الرسمي للمهرجان، ونحاول أن ننهي هذا الأمر مبكرا وقريبا جدا سيكون جاهزا للدخول عليه.

·        متى سينعقد المهرجان، وما هي مدته، وماذا عن ضيوف المهرجان ولجان التحكيم؟

سينعقد المهرجان في الفترة من 20 حتى 27 ديسمبر المقبل لمدة أسبوع كامل، سيتم خلاله عرض سبعة أفلام روائية طويلة، بالإضافة إلى الأفلام التسجيلية، ومحاور الندوات التي ستحاول التعريف بالرياضة وأهميتها بالنسبة للشعوب والمجتمعات، ولقد تم الاتفاق على أعضاء لجان التحكيم تقريبا، وكدنا ننتهي فعليا من الاتفاق مع الضيوف والمكرمين.

الغلاف المصرية في

06.04.2014

 
 

نفى ندمه على بطولة فيلم «الشتا اللي فات»

عمرو واكد: صعودي للسينما العالمية نتاج حب الجمهور لي

غادة فوزي (القاهرة) 

نجح الفنان عمرو واكد في اختراق عالم الفن وتجاوزت نجوميته المحلية إلى العالمية من خلال مشواره الفني المتنوع الذي يميزه عن غيره، حيث استطاع بثقته في نفسه وقدراته الصعود سريعاً للسينما العالمية، بعد أن حصد العديد من أفلامه الجوائز على المستوى العربي والعالمي أيضاً، فقد شارك في بعض الأعمال العالمية مثل الفيلم الأميركي العراقي «بيت صدام» الذي حصد جوائز سينمائية عدة. وبكل ثقة في النفس والموهبة، أكد الفنان عمرو واكد أن احترامه للفن ورسالته سبب في وصوله إلى قلوب الجمهور.

«القط»

وعن دوره في فيلم «القط» الذي انتهى من تصويره مؤخراً، قال: الدور الذي أقوم به في فيلم «القط» لا يختلف كثيراً عن بعض الأدوار التي قمت بها من قبل ولكن لم أكثر في تجسيدها، وهو دور المجرم والبلطجي الذي يتحايل بشتى الطرق غير القانونية لأجل الحصول على حقه في الحياة، حيث يتم تكليفه بعمل بعض الأعمال الإجرامية لمصلحة بعض رجال الأعمال.

وعن تشابه هذا الدور مع دوره في فيلم «إبراهيم الأبيض» لم ينف عمرو ذلك، بل قال «بالفعل يقترب هذا الدور من دوري في فيلم «إبراهيم الأبيض»، ولكن كلاً منهما يدور في محور معين يختلف تماماً عن الآخر. خاصة أن العمل يرصد كافة التفاصيل المتعلقة بعالم المجرمين والبلطجة وطريقة تفكيرهم، كما يتطرق أيضاً لتجارة الأعضاء البشرية والتجارة في البشر أنفسهم، إلى جانب تناول الفيلم لعدد من القضايا الاجتماعية الهامة».

وأكد واكد أن أهم الصعوبات التي واجهها العمل بصفة عامة أثناء التصوير، هي المظاهرات الموجودة في الشارع والظروف الأمنية والسياسية المتوترة التي أحدثها أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والتي أدت إلى تعطيل العمل لمدة شهرين متواصلين خوفاً من التصادم معهم في أي مكان أثناء التصوير. وإن كانت مشاركتي مع الفنان الكبير فاروق الفيشاوي لهذا العمل من أبرز النجاحات التي حصلت عليها، ما أتاح لي فرصة الاستفادة من خبرته الفنية الكبيرة.

وأبدى تفاؤله بقوله: «نعم أتوقع نجاح العمل بالكامل وتحصيله أعلى الإيرادات في شباك التذاكر، وتصعيده للمهرجانات السينمائية، نظراً لمناقشته أهم القضايا الشائكة التي تمثل شريحة كبيرة من الشعب».

لست نادماً

وردا على سؤال حول ندمه على مشاركته في فيلم «الشتا اللي فات»، قال: إطلاقاً وبكل حماس أقولها، فأنا أقدمت على الفيلم لأني أعلم أنه سوف يبقى وسوف يكون الاحتفاء به كبيراً، وبالفعل حقق الفيلم نسبة من الإيرادات لم أكن أتوقعها، بجانب حصوله على جائزة المهرجان الكاثوليكي المصري للسينما خلال دورته الحالية الـ62.

أما بشأن نجاحه في الوصول إلى العالمية والخروج عن إطار الشخصية العربية، فقال: بالتأكيد نجحت في الخروج من هذا الإطار، وبدأت الشركات تفكر فيّ بشكل مختلف، وترشحني لأدوار مختلفة، ولذلك أرى أن هذه التجربة مهمة جداً بالنسبة لي، وأن اختيار المخرجين لي في مثل هذه الشخصيات يطمئنني بشكل كبير على خطواتي في السينما العالمية، مثل ترشحي في فيلم «لوسي» الذي صور في باريس.

وعن وجود كفاءات فنية في السينما المصرية، من وجهة نظره، قال: الفن موهبة ومعنى وإلهام، ولكن أزمتنا الحقيقية في الوقت الحالي أن الذين يمتلكون هذه الموهبة والإلهام في منازلهم أكثر من الذين يعملون داخل الوسط الفني، بسبب الصناعة التي بدأت في الانهيار، لعدم تقدير المواهب ونتيجة للمؤامرة الخبيثة التي تسعى للقضاء على الثقافة المصرية.

حملة تشويه

أما عن تردد الإشاعات مؤخراً عن مواقفه السياسية المثيرة للجدل، فقال عمرو واكد: للأسف.. تعرضت لحملة لتشويه لشخصي من خلال تلفيق التصريحات ونسبها لي، وإن كانت غير حقيقية على الإطلاق، خاصة أنني أحترم الجيش المصري العظيم، صاحب الدور الأكبر في حماية الوطن. كما أنني لم أصرح قط، بأن ما حدث في 30 يونيو 2013 يعد «انقلاباً»، بل أعتبرها ثورة مكملة لثورة يناير التي مهدت الفرصة للشعب للتعرف على جماعة الإخوان وإرهابهم، ما أدى إلى اشتعال الثورة الثانية.

(وكالة الصحافة العربية)

الإتحاد الإماراتية في

06.04.2014

 
 

بدأت تصوير «الصياد» وتدخل طرفاً في «القضية إكس»

دينا فؤاد: «وش سجون» أعادني للسينما في تجربة «رابعة»

محمد قناوي (القاهرة) 

عبرت دينا فؤاد عن سعادتها بالنجاح الذي حققته خلال رحلتها الفنية القصيرة، معتبرة نفسها محظوظة بالمقارنة مع فنانات جيلها، حيث إن ما حققته في ست سنوات من العمل الفني لم تستطع تحقيقه الكثير من الفنانات اللاتي قضين سنوات طويلة في هذا المجال، قائلة: بدأت منذ أيام تصوير المشاهد الأولى لدوري في مسلسل «الصياد» بطولة يوسف الشريف وإنتاج «راديو وان»، وأنا سعيدة بالمشاركة في المسلسل الذي سيكون إضافة إلى مشواري الفني لأنه عمل مختلف شكلاً ومضموناً وهو ما جذبني، حيث أقدم فيه شخصية جديدة.

«القضية إكس»

تشير دينا فؤاد قائلة: عندما عرض علي المنتج أحمد نور سيناريو «الصياد»، الذي كتبه عمرو سمير عاطف وجدته عملاً رائعاً وتحمست له، بسبب المخرج أحمد مدحت الذي كنت أتمنى العمل معه لأنه صاحب رؤية متميزة.

وأوضحت أنها سعيدة بالتعاون مع يوسف الشريف الذي حققت أعماله الأخيرة في التلفزيون نجاحاً، كما يشهد المسلسل لقاءها مع أحمد صفوت وإيناس كامل اللذين بدأت معهما مشوارها من خلال مسلسل «الدالي» قبل سنوات. وأضافت: أشارك في مسلسل «القضية إكس» أمام عزت أبوعوف وخالد سليم وجذبني العمل لأنه يقدم على مدى 60 حلقة مجموعة من القصص الإنسانية، فكل قصة يتم تقديمها في 4 حلقات، وأظهر عبر حلقات المسلسل في 4 قصص، بمعنى أنني أشارك في 16 حلقة فقط، وهذه النوعية تمنحني الفرصة للظهور في أكثر من شخصية بمسلسل واحد وأجسد في كل حلقة شخصية جديدة تختلف عن سابقتها، مثل الفلاحة والبنت الشعبية والمتسولة التي لم أقدمها.

للسينما سحرها

وقالت دينا: رغم أنني قدمت العديد من المسلسلات فإن السينما يظل لها سحر خاص، وخلال مشواري الفني لم أقدم إلا 3 أفلام فقط وهي «حلم العمر» أمام حمادة هلال، و«فاصل ونعود» أمام كريم عبدالعزيز، و«برتيتا» أمام كندة علوش وعمرو يوسف وأحمد صلاح السعدني، وأتمنى أن تحقق تجربتي السينمائية الرابعة «وش سجون» الذي بدأت تصويره مؤخراً النجاح. وعن تجربتها السينمائية الجديدة من خلال فيلم «وش سجون»، قالت: التجربة تعتمد على الشباب، حيث يشارك في البطولة باسم سمرة وأحمد وفيق وأحمد عزمي وإيناس عزالدين، وأجسد شخصية «نور» وهي فتاة تتميز بالطيبة مما يجعلها تقع في مشاكل عديدة، وهي زوجة رجل أعمال وتكتشف فجأة أن زوجها يخونها، فتسعى للانتقام منه بطريقة بشعة والفيلم بدأنا تصويره مؤخراً، وهو من تأليف مصطفى السبكي وإخراج عبدالعزيز حشاد.

وأضافت: هناك موجة من الأفلام التي تعتمد على الرقص من دون مبرر درامي، فضلا عن أنها تروج للعنف و«البلطجة»، ووجدت أن مشاركتي في مثل هذه الأفلام ربما تأخذ من رصيدي الفني عند الجمهور، أما ما حققته من خلال مشاركتي في المسلسلات، فقد حققت نجاحا كبيرا مثل «الدالي» و«خطوط حمراء» و«العار» و«آدم» و«كيد النسا».

أنا محظوظة

وأشارت إلى أنها تعتبر نفسها محظوظة بين فنانات جيلها، وقالت: حققت خلال ست سنوات نجاحا كبيرا لم تحققه الكثير من الفنانات اللاتي قضين سنوات طويلة في هذا المجال، وكان أول عمل لي بطولة سينمائية أمام حمادة هلال وعزت أبوعوف، حيث قدمت دورا مميزا، ثم مسلسل «الدالي» مع نور الشريف الذي وضعني في مصاف النجوم وتعلمت منه الكثير، ثم شاركت في أعمال مع أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد رزق وجميعهم منحوني الثقة.

وعن نشاطها الفني المكثف في الفترة الأخيرة، قالت: السبب الوحيد وراء مشاركتي في أكثر من عمل، هو أنني وجدت أعمالاً تضيف إلى رصيدي الفني وتقدمني بشكل جيد، خاصة أنني رفضت مؤخراً عدداً من الأعمال في السينما والتلفزيون لأنها كانت لا تناسبني.

لا أرفض البطولات الجماعية

تقول دينا فؤاد، عن رؤيتها للبطولات الجماعية سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية: هناك نجوم كثر قدموا بطولات جماعية في الفترة الأخيرة مثل تامر حسني في مسلسل «آدم» وعادل إمام في «فرقة ناجي عطا الله» و«نيران صديقة» و«موجة حارة»، ولقيت جميعها نجاحاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وهذا يجعلني أقبل بقوة أن يكون لي الشرف في التواجد وسط هؤلاء النجوم.

الإتحاد الإماراتية في

06.04.2014

 
 

من إنتاج ستديوهات فوكس للقرن العشرين

«ريو 2»: نريد المتعة للأطفال

عبدالستار ناجي 

حينما خرجت من العرض الخاص بفيلم «ريو 2»شعرت بمتعة لا تحدها حدود، وبمساحة من الاوكسجين النقي وتأملت كم من المتعة سيمنحها هذا الفيلم بجزئه الثاني للاطفال حول العالم، خصوصا، بعد النجاح الذي كان قد حصده الجزء الاول.

في الفيلم الجديد، رؤية بصرية عالية المستوى، ورسوم مشبعة بالخيال، والشخصيات التي لطالما عرفناها وعشقناها، ومنها «جويل»و«ليندا»و«تيليو»و«بلو»وغيرها من الشخصيات، التي ستواصل معنا الرحلة، في كم من المغامرات والحكايات والخيال المجنح.. والصور والألوان والمواقع.

تأخذنا الرحلة هذه المرة، الى براري وغابات الامازون، نتابع حكاية بلو «جيسي ايسنبرغ»وايضا الجميلة «جويل - آني هاثواي».

في الفيلم حشد بارز من النجوم، الذين يشاركون بأصواتهم ومنهم آني هاثواي «جويل»وليسلى مان «ليندا»وردود ريجو سانتورو «تيليو»، وكم آخر من النجوم ومنهم جيمي فوكس واندي غارسيا.

الفيلم من توقيع المخرج البرازيلي كارلوس سالادانا الذي شاهدنا له كما من الافلام الكارتونية المدهشة ومنها «آي. بي. إيج»«ثلاثة اجزاء»و«ريو الجزء الاول».

وهو يعتمد هنا على سيناريو شيق تعاون في كتابته مع داني هيمر الذي كان رفيقه في كتابة عدد من الافلام السابقة، وهو آخر الافلام التي كتبها قبل الحادث الذي أدى بحياته.

أجواء «الامازون»منحت الفيلم لغة كونية جميلة، وايضا لغة بصرية مشبعة بالخيال حتى الصراع بين الخير والشر، يأتي بصيغ جمالية عالية المستوى، تجعل الطفل يتفاعل مع احداثيات الفيلم ومغامراته وايضا أغانيه الجميلة.

كتب الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار البريطاني جون باول الذي نتذكره وانما مع موسيقى فيلم «الأقدام السعيدة»«هابي فيت»وايضا «شريك»و«ريو»، الجزء الاول وغيرها من الافلام.

الفيلم من انتاج وتوزيع فوكس للقرن العشرين «وبلو سكاى».

لا أريد ان أواصل، فنحن أمام فيلم يتجه للأطفال، بل لجميع أفراد العائلة... والمشاهدة هي خير هدية يقدمها الاب أو الأم لاطفالهما... ولجيمع أفراد أسرتهما... وهي دعوة للاستمتاع بعوالم «ريو 2».

النهار الكويتية في

06.04.2014

 
 

فيلم فرنسي يثير ضجة لتناوله قصة حقيقية لطلاب جامعيين ينشئون شبكة دعارة

كتب: غادة غالب 

ذكرت مجلة Glamour الفرنسية، أن دور العرض في فرنسا استقبلت في 2 إبريل الجاري فيلمًا جديدًا يحمل اسم La crème de la crème، تدور أحداثه حول مجموعة من طلاب إحدى كليات إدارة الأعمال بجامعة فرنسية ينشؤون شبكة دعارة لكسب المال الوفير في وقت قصير.

تبدأ أحداث الفيلم بتلقى طلاب إحدى الجامعات المرموقة دروسًا من أساتذتهم في الكلية لتعلم كيفية كسب المال الوفير في وقت قصير، ليصبح كل منهم صاحب قرار إيجابي يمكنه مستقبلًا من كسب المال بسهولة، وهنا يفكر 3 طلاب في تطبيق ما تعلموه نظريًا في جامعتهم ويقررون إنشاء شبكة دعارة لجني المال سريعًا، بعد أن يقنعن زميلاتهن في الكلية بالانضمام لهذة الشبكة.

وأوضحت المجلة أن الفيلم أثار ضجة كبيرة منذ طرحه بسبب مضمونه، إضافة إلى كونه مستوحى من قصة حقيقية، وتوقعت أن يزداد الجدل حوله خلال الفترة المقبلة.

وأشارت المجلة إلى أن هدف الفيلم الرئيسي هو تسليط الضوء على قضية الاتجار بالبشر عن طريق شبكات الدعارة، من خلال اقتياد الفتيات والشباب بهدف الربح، لافتة إلى أن هذا الفكر منتشر بين عدة طبقات وليس فقط في الطبقات الفقيرة، كما يظن البعض، مشددة على أن هذا السلوك منتشر في طبقات المجتمع الراقي في دولة مثل فرنسا.

أخرج الفيلم كيم شابيرون، ومن تأليف نوي دبري، وكيم شابيرون، والسيناريو لنوي دبري، وبطولة توماس بلومنتال، وأليس إيساز، وكريم آين مهند، ومارين سانسيلي.

وتشير المفاهيم العالمية إلى أن مفهوم الدعارة ينقسم إلى شقين، الأول، وهو البغاء من خلال توفير وبيع الجنس، والثاني، هو صناعة الجنس الذي يشمل جميع أنوع الجنس، بداية من رقص التعري، مرورًا بتوفير الجنس عبر الإنترنت، وانتهاء بخدمات الجنس الصريحة، وقد تم التفريق بين هذين المفهومين لأن بعد الأنظمة القضائية تفرق بين البغاء وصناعة الجنس بالترخيص والممنوعات والمسموح به والعقاب لكل منهما.

وتعتبر الدعارة في بعض الدول مثل هولندا وسويسرا وألمانيا ممارسة قانونية، أو كما يطلقون عليها دعارة قانونية، وذلك عندما تكون مسجلة لدى دوائر الدولة الرسمية المخصصة لهذه الأغراض، وفي عام 2003 أصدر البرلمان البلجيكي مشروع قانون ينظم الدعارة باعتبارها نشاطا مشروعًا، ومنح العاملين في الأنشطة الجنسية الحقوق نفسها التي يتمتع بها العاملون في القطاعات الأخرى، خاصة الحق في الرعاية الصحية.

ونجحت ألمانيا التي يعمل بها نحو 400 ألف عاهرة، خلال فترة التسعينيات في تنظيم مايعتبره البعض «أقدم مهنة في التاريخ» وأصبح للمارسات لها الحق في الحصول على معاشات التقاعد والتأمين الصحي، وحد أقصي لساعات العمل لا يتجاوز 40 ساعة أسبوعيا في ظروف صحية مناسبة، كما نظمت بعض الهيئات مؤخرًا يومًا عالميًا للمشتغلات بالدعارة عدة دول أوروبية، تثمينا لعملهن.

وتشير تقديرات منظمات الدفاع عن حقوق المرأة إلى أن ملايين النساء يتم استدراجهن طوعاً وقسراً لبيع أجسادهن سنويًا، كما تشير التقديرات نفسها إلى أن آلاف المشتغلات بالدعارة الموجودات في هولندا تحديدًا تم جلبهن من أوروبا الشرقية وبعض دول أمريكا اللاتينية.

المصري اليوم في

06.04.2014

 
 

الغرفة العارية:

عن الصورة الداخلية وتجلي الروائي

رامي عبد الرازق 

"في كل يوم تبرز قصص إنسانية عديدة بحكم خصوصيتها والأسلوب الذي يتم تصويرها به ولكنها تتمكن عبر اشتراكها في عوامل إنسانية عامة أن تنشر روحا من الاستيعاب والتأثر رغم سياقاتها غير التقليدية ولهذا تستحق أن نعتبرها أكثر من مجرد تجارب،إنها قصص لتروي".

هذه هي الترجمة التقريبية لمقدمة البرنامج المسمى"قصص لتروي"وهو واحد من  عشرة برامج شكلت هذا العام البدن الأساسي للدورة السادسة عشر لمهرجان سالونيك الدولي للأفلام التسجيلية  في مارس الماضي.

إنه البرنامج الذي يؤكد على الصلة ما بين الوثائقي"غير الخيالي" والروائي"الخيالي"من خلال وقوف صناع الأفلام على عملية "إضافة الطابع الدرامي" التي يمارسها الواقع دون تدخل من مؤلف أو كاتب.

ولكن كما تتعدد أساليب رواية القصص في فن الحكي تتعدد أيضا أساليب رصد القصة عبر كاميرا الوثائقي، وتظل الصورة هي المحك الظاهري الذي تخضع له المادة الوثائقية عند التلقي والتقييم.

ولكن ما هي الصورة!

هل هي فقط مجرد حركة الشخوص داخل إطار الكادر من خلال تشكيلات الظل والنور والإتيان بتكوينات تعكس أفكار الشخصيات أو مشاعرها أو ما يراد توصيله عنها أو من خلالها!.

ثمة أفلام تمنحنا القدرة على التفرقة ما بين نوعين من الصورة السينمائية-وثائقية كانت أو غير وثائقية- النوع الأول هو الصورة الظاهرية التي لا خلاف على عناصرها البصرية وتكنيكات صياغتها وتلقيها، أما النوع الثاني فهو ما يمكن أن نطلق عليه(الصورة الداخلية)والتي تتشكل عبر انعكاس المروي على شاشات الذهن ومساحات المشاعر سواء كان بصري أو كلامي ، متحرك أو ساكن، حواري أو صامت، ما نقصده بالصورة الداخلية هو الحراك الوجداني المرتبط بالخيال والأفكار والأحاسيس التي تثيرها المادة السينمائية المعروضة خلال الفيلم.

ويمكن أن نضرب مثلا على تجلي عنصري الروائي والصورة الداخلية في التجارب الوثائقية من خلال الفيلم المكسيكي"الغرفة العارية"للمخرجة الشابة نورا إيبانيز والذي عرض ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان سالونيك في برنامج قصص لتروى.

نحن أمام سبعين دقيقة تقريبا مكونة من كادرات البورترية الثابتة، حيث لا يوجد حركة كاميرا سوى في لقطات قليلة جدا ومرتجلة بناء على ذروة انفعالية حدثت على ما يبدو أثناء التصوير. وفيما عدا ذلك يعتبر الحجم الأساسي لكل كادرات الفيلم هو اللقطة الكبيرة المتوسطة التي تمنح شكل الصورة الشخصية تاركة العالم بأصواته وصوره وتفاصيله خارج حدود الإطار البصري.

ولكن ما هو الروائي"الخيالي"هنا؟

إن الخيالي ليس هو التأليف أو الاقتباس أو التدريم (إضفاء الطابع الدرامي) بل هو أكثر من هذا وأعمق وأشد تأثيرا على النفس والذهن مما هو مؤلف أو مكتوب.

نحن أمام شهادات متوالية لمجموعة كبيرة من الأطفال والمراهقين الذين يجلسون في إحدى عيادات الاستشارات الأسرية في مستشفى بمدينة مكسيكو سيتي، وبداخل كادر البورترية الذي تحدثنا عنه يجلس الأطفال لكي يرووا قصصهم ومشاكلهم الأسرية ويتحدثون عن حالاتهم النفسية والعقلية بينما لا نرى الأهل ولا الأخصائية النفسية التي تسألهم حيث تأتي أصواتهم كما سبق وذكرنا من خارج الكادر تماما طوال الوقت.

إن الروائي أو الخيالي هنا كما يمكن أن نرصده يبدأ من اختيار حجم الكادر الذي تصنع من خلاله المخرجة ذلك الإطار البصري البورتريهي الكامل للاطفال، لأنه كان من السهل جدا أن تقوم بتصوير الأطفال وذويهم في لقطات واسعة أو تنتقل ما بين وجه الطفل ووجه الأخصائية النفسية التي تسأله، بل إننا في لقطات كثيرة لا نرى الأطفال تتحدث ولكن نسمع رواية أحد الأباء عن حالة الطفل النفسية بينما تركز الكاميرا من خلال الكادر/البورتريه على ملامح الطفل وردود أفعاله وهو يستمع إلى ما يرويه والده عنه.

ثاني عناصر الخيالي هو اختيار أن يأتي الصوت من خارج الكادر، ليس فقط لأسئلة الأخصائية النفسية أو رواية الأهل ولكن حتى الأصوات الطبيعية للمكان/المستشفى المزدحم في الخارج بعشرات المرضى وذويهم، إننا عبر الأصوات القادمة من خارج الكادر ندرك كم هو هو مزدحم العالم في الخارج ومتخم بعشرات المشاكل والتفاصيل والأشياء التي بلا شك تمثل جزءا من أسباب الازمات والمشاكل التي يعاني منها هؤلاء الأطفال.

إن الخيالي إذن يكمن في اختيارات السرد التي يرتضيها المخرج الوثائقي أو غير الوثائقي لرواية تفاصيل فيلمه، هذه الاختيارات السردية هي التي تتحول بالتدريج إلى شكل الفيلم ثم إلى مضمونه العام، فنحن في أحد مستويات الفيلم أمام عملية رصد وتحليل وتشريح لمصارين المجتمع المكسيكي من خلال روايات الأطفال عن واقعهم الأسري المعذب والمقبض والكئيب.

والأطفال تحديدا هم الجيل الجديد، أي مستقبل أي مجتمع والذي يبدو من خلال ما يروونه هنا مجتمعا مصابا بأعطاب هائلة قد تودي به إلى أسفل قاع الحضارة الحديثة.

وحين تضع المخرجة الكاميرا في مستوى النظر الخاص بالأطفال لكأنها تريد لنا أن نرى العالم من وجهة نظرهم في مقابل مواجهتهم لنا في الكادر البورتريهي، فنحن إذن أمام اختيار سردي غير شكلاني بل متصل عضويا وذهنيا وفكريا بالموضوع الأساسي للفيلم والذي يتجاوز تدريجيا مع تصاعد الروايات والتفاصيل المحكية ذلك الواقع المحلي الضيق للمكسيك ليتحول إلى تشريح وتحليل عام للنفس البشرية من خلال الوقوف على أفكار الأجيال الجديدة التي سوف تحمل العالم على أكتافها ذات يوم قريب.

فبعضهم يعاني من خوف داخلي نتيجة تهديد الأهل دوما بالطرد خارج جنة البيت والبعض الأخر يعاني من اضطهاد أحد أفراد الأسرة له خاصة الأخوات الكبريات وبعضهم يعاني من شعور باضطراب في الهوية الجنسية وحب نفس الجنس والآخرون يقومون بتقطيع شعورهم وجرح أنفسهم كي يلفتوا الانتباه ويحققوا وجودهم الذي يشعرون أنه لا أحد يحس به.

ثم إننا لا يمكن أن نغفل عنصر المونتاج في كونه إحدى اللبنات الأساسية في حكمنا على الروائي الخيالي داخل العمل، لأن المخرجة قامت بتصوير الجلسات بشكل متواصل كوحدة واحدة مع كل طفل ثم قامت أثناء المونتاج بعملية تقاطع مشروعة ما بين القصص والروايات وبعضها، وهو اختيار روائي بحت يهدف إلى توثيق اللحظة الشعورية والنفسية العامة وليس الحكاية الواقعية أو الأسرية.

فاختيار اللحظات التي تنتقل فيها المخرجة من طفل لآخر ومن مراهق لآخر هي التي تصنع البدن الشعوري والنفسي الأساسي للفيلم، حتى لتبدو القصص كلها مكملة لبعضها البعض أو كأننا أمام طفل واحد متعدد الأوجه يحكي حكاية واحدة طويلة من عدة فصول وشخصيات وتدريجيا نتبين أن هذا الطفل الواحد ما هو إلا أنا وأنت، أي الأنسان/ الطفل الإلهي صنيعة الرب في تلك اللحظة الآنية من الزمن والحضارة والحياة.

إذن فالحكم بكون العمل أي عمل وثائقي مطلق لمجرد أنه مبني على قصص وروايات واقعية وشخوص من واقع الحياة والمجتمع والعالم الإنساني هو حكم –في رأيي- قاصر ومنقوص لأنه في كل مرة يتدخل صانع الفيلم في اختيار زاوية أو إضافة صوت أو تنحيته يتجلى حلول ما هو روائي/خيالي بالمفهوم الأشمل فيما هو وثائقي/غير خيالي أيضا بالمفهوم الأشمل.

وينقلنا الحديث عن حلول الخيالي في الوثائقي للحديث عن عنصر الصورة الداخلية والذي يعتبر إحدى العلامات المميزة لأي تجربة وثائقية أو روائية مهما كانت قائمة على الحوار
 
أو الsofa interview  أي اللقاءات المصورة مع الشخصيات وهم جلوس على الأرائك.

استطاعت المخرجة من خلال كل ما سبق واسلفناه من عناصر روائية سردية أن تجبرنا على متابعة تلك القصص والمحكيات الأسرية على ألسنة الأطفال وذويهم دون شعور بالملل أو الاختناق الذهني أو البصري الذي يصيب المتلقي عادة جراء تعرضه لحجم كادر ثابت دون حركة داخلية وشخص ما يجلس أمامه يتحدث باسترسال لفترة زمنية تزيد عن الدقيقتين.

هذا الإنجاز يتمثل في قدرتها من خلال اختيار المقاطع المحكية بالإضافة إلى صياغة خلفية صوتية خصبة من العالم الخارجي على رسم صور داخلية تتمثل المشاعر والتفاصيل والوقائع التي يحكيها الأطفال وذووهم فكأننا نرى من خلال الكلمات البحتة للحكي مشاهد متتالية لما يحدث داخل البيوت مع الأطفال بل وتتجسد أمامنا أو لنقل بداخلنا تلك المشاعر والهواجس والدوامات الشعورية القاسية والمدوخة والتي يعانون منها وتجعلهم يبكون في صمت كما نراهم في كثير من لقطات الفيلم المؤثرة.

فحتى تلك الدموع الصامتة التي تفور ببطء من أعينهم تبدو فعالة جدا في إحداث زخم بصري داخلي في نفسية وذهن المتلقي لأن مشاعره وأفكاره تحاول أن تتمثل أسباب البكاء الصامت وخلفايته وتفاصيله.

ما نقصده بالصورة الداخلية إذن والتي تتجلى عبر السياقات الوثائقية والروائية في فيلم الغرفة العارية هي كل ما يتجلى من تصورات وخيالات وافكار وأحاسيس وذكريات وانفعالات داخل المتلقي حتى لو كان ما يشاهده هو مجرد طفل ثابت يبكي في صمت وتشكيل الصورة الداخلية هو الذي يصنع الفرق ما بين الوثائقي صاحب النزعة التليفزيونية المصمتة القائمة على الثرثرة والتلقين وفقدان الإيقاع الأثيري لزمن الحكي وبين التجارب الناضجة المتخمة بزخم حسي وذهني وخيالي وتبصيري قائم على توظيف عناصر السرد من اختيار طبيعة الأحجام وزوايا اللقطات والمقاطع الكلامية والأصوات داخل الكادر وخارجه والتتابع مونتاجي الذي يكمل التواترات الشعورية ويصبها في بعضها البعض من ناحية وكأن المشاهد عبارة عن أوان مستطرقة يتخذ فيها الفكر والشعور نفس المنسوب رغم اختلاف الشخوص والتفاصيل والوجوه والحكايات من طفل إلى طفل ومن أسرة لأسرة ومن مجتمع لمجتمع.

الغرفة العارية في الفيلم ليست تلك التي يجلس فيها الأطفال كي يبوحوا بمشاكلهم في فضفضة نفسية ومكاشفة ذهنية بل هي تلك النفس البشرية التي تتجرد أمامنا من كل المظاهر الاجتماعية والحضارية والعمرية كي تبدو على حقيقتها هشة ورقيقة تحاول أن تلفت الانتباه ولو بجرح الذات ويصيبها الاكتئاب والخوف والقلق لو شعرت بالوحدة أو لمست نفورا من الآخرين أو إعراضا عنها، إنها الحقيقة المجردة عنا جميعا لأننا في النهاية لسنا سوى أطفال العالم الذين يسعون إلى الاكتمال والتآخي والشعور بالأمان بعيدا عن كل عناصر الخوف من الغامض.

استطاعت المخرجة من خلال المشهد الأخير في الفيلم والمتمثل في لقطة طويلة بنفس الحجم البورتريهي لفتاة من الذين يعانون من مشكلات نفسية والممرضون يدفعونها فوق مقعد متحرك أن تلخص تلك اللحظة الوجودية التي يشعر فيها الإنسان بطفولة عاجزة واحتياج إلى الأهل وفقدان الثقة في العالم الذي لا يدري إلى أين يدفعه فوق هذا الكرسي المتحرك نحو المجهول.

في هذا المشهد والذي قد يبدو عاديا جدا وبلا موسيقى أو أية مؤثرات أو تدخلات خارجية سواء بتعليق أو معلومة تتجلى الصورة الداخلية بكل قوتها والتي تبدو خليطا من المشاعر والهواجس والأفكار القلقة والترقب ومحاولة التعرف على ما سيلي ولكن المخرجة في لحظة معينة وبعد أن يصل التوتر إلى ذروته تظلم الشاشة تاركة لنا كل هذا التراكمات الانفعالية لكي تظل تمور في داخلنا لتؤرقنا وتشحذ مشاعرنا وأذهاننا بعشرات من الخواطر والأحاسيس.

الجزيرة الوثائقية في

06.04.2014

 
 

مُخرجة إيرانية تُحاسب تاريخ بلدها

أمستردام – محمد موسى 

تمهيدا لعرض فيلمها الجديد ( ثورتي المسروقة)، قامت قناة "أن بي أو دوك" الحكومية الهولندية باستعادة بعض أبرز المحطات السينمائية للمخرجة الإيرانية المقيمة في السويد ناهد بيرسون سارفيستاني فعرضت أفلام: "الملكة وأنا"، "يوم في إيران". يترواح إنتاج المخرجة المولودة في عام 1960، بين أفلام القضايا الاجتماعية الإيرانية الراهنة واستعادة حقبة ما قبل الثورة الإسلامية الأخيرة في عام 1979، عندما كانت المخرجة نفسها جزءاً من حركة شبابية شيوعية رافضة لحكم شاه إيران، لكنها، وكحال حزبها وجيلها اليساري، وجدت نفسها سريعاً في خانة أعداء الثورة، لتُجبر على ترك البلاد، واللجوء الى السويد في بداية الثمانيات من القرن الفائت حيث تعيش هناك منذ ذلك الحين.

في "ثورتي المسروقة"، تسعى المخرجة لترميم ماضيها الشخصي وذاكرة البلد، فتبدأ رحلة ستأخذها إلى دول عدة حول العالم لمقابلة رفيقات الأمس الإيرانيات الشيوعيات، واللواتي تشتتن مثلها بين البلدان. وإذا كان الحنين لزمن مضى يبدو الدافع الأساسي لمشروع الفيلم، الا إن المُخرجة سرعان ما تبلور مقاربة ناضجة، فتأخذ قصص تلك السيدات بما تتضمنه من عذاب وخيبة، وتتخذها كمدخل للحديث عن إيران اليوم. فالمخرجة لم ترغب لفيلمها أن يكون فئوياً خاصاً، هي مشغولة بربط الماضي بالحاضر، والتذكير بما فعله جيلها، قبل أن "تسرق" ثورتهم، ووضع تجربتهم في سياق  تاريخي واضح.

تُهمين السنوات القليلة التي سبقت الثورة الإيرانية، على فيلم "الملكة وأنا" أيضا ، والذي نجح في إقناع الإمبراطورة  فرح ديبا (زوجة شاه إيران الأخير)، بأن تكون شخصية الفيلم الأساسية. يوفر الفيلم  فرصة نادرة للمخرجة للحديث عما يشغل ويثقل روحها، لكن عبر تفاصيل العالم الخاص الذي تعيش فيه إمبراطورة إيران السابقة. لن يكون المشروع هيناً للشيوعية السابقة، فشعور الذنب سيرافقها طوال تصوير الفيلم، وستعرب المخرجة عن شكوكها وخوفها بأنها يُمكن أن تكون قد تخلت عن مُثلها وتركت زوجة الشاه السابقة تتصدر، ومثلما فعلت عندما كانت في إيران، الشاشة والحياة.

هذه الهموم، والتي تشارك المُخرجة مشاهديها بها، هي التي ستمنح الفيلم تركيبة خاصة مميزة. كما أن الفيلم يوفر أسبابا عديدة لعدم القسوة على زوجة الشاه، خاصة عندما يقدمها الفيلم بدون الهالة المعروفة السابقة، بل كسيدة إيرانية عرفت المآسي الشخصية ( فقد الزوج، وابنة ماتت شابة، وما يبدو من ضياع للأبناء الآخرين) وتعيش اليوم الوحدة، وكناشطة اجتماعية تسعى للمساعدة في جمع الأموال لمشاريع خيرية في إيران ( يصورها الفيلم في مشاهد لافتة وهي تفتح البريد الذي يصلها من إيران متضمناً طلبات بعضها غريب).

في العملين الأخيرين، تستعين المخرجة بتجاربها الخاصة وترجع إلى تاريخها الشخصي، كما تكشف عن آلامها وخساراتها. فهي تشعر بالذنب الكبير لنشاطها السياسي الذي جذب أخاها الأصغر، وقاد لإعدام هذا الأخير على أيدي الأجهزة الأمنية للجمهورية الإسلامية، هذه المسألة شغلت بال المخرجة وهي تحاور زوجة الشاه، وأيضا عندما التقت رفيقات الحزب السابقات، وجمعتهن في بيت ريفي في السويد لاسترجاع "الماضي" في فيلمها "ثورتي المسروقة".

مازالت السنوات القليلة لبدء تفتح وعي المخرجة الشابة والتي سبقت الثورة الإيرانية، وإلى زمن تركها لإيران، متفجرة وحيّة  في روح المخرجة، وهي التي منحت الحياة والحدّة لأعمال سينمائية حتى  بعد 3 عقود من زمن تلك الأحداث. بدا الفيلمان وكأنهما تصفية حساب للمخرجة مع الماضي، لا بنية دفنه وتوديعه، بل للعودة منه إلى قلب المشهد الإيراني السياسي والاجتماعي المعاصر. ففيلم "ثورتي المسروقة"، انشغل كثيراً بعرض قصص الشيوعيات الإيرانيات، ضمن إطار الحريات السياسية العامة لإيران قبل ثلاثة عقود، وربطه بما يجري حالياً.

ليست ناهد بيرسون سارفيستاني أول مخرجة أو مخرج تسجيلي يَسّتل مواضيع أفلامه من تجاربة وتاريخه الخاص، فهناك كثيرون ساروا على الطريق نفسه، وخاصة من الذين مرت بلدانهم بحروب أو تغييرات سياسية واجتماعية حادة. تستدعي أفلام المخرجة الإيرانية تساؤلات وتثير التباسات، فهي ليست مُحايدة، لجهة تقديمها المشهد السياسي الواسع، هي بالمقابل مشغولة بالتفاصيل والخسارات الإنسانية ويغلب عليها الحنين، وبناؤها يرتكز على تقديم الثمن البشري الذي تسببه الأفعال الكبيرة التي تمر بها المجتمعات. ليس من الصعب، ومن خلال تتبع الأفلام السينمائية المذكورة، معرفة أي جانب تميل إليه المخرجة، رغم ذلك تحاول هذه الأخيرة، أن تذكر نفسها بمهمتها كمخرجة تسجيلية تنشد الحياد، بالبحث ونقل الحقيقية، حتى لو قاد ذلك الى تعارض مع أفكار المخرجة، والدور الذي تحاول أن تتمسك به، كإيرانية تملك رؤيتها الخاصة لما حدث ويحدث في إيران، مهمومة بقضايا بلدها، رغم بعدها الجغرافي الكبير عنه وسنوات اغترابها الطويلة.

الجزيرة الوثائقية في

06.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)