كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كريستوفر نولان يعود إلى الفضاء بتقنية الأمس

فيلم «جاذبية» لألفونسو كوارون جعل مهمته أصعب.. لكنه يعمل بمنهج خاص به

لوس أنجليس: محمد رُضـا

 

عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي شوهد المخرج كريستوفر نولان وهو يجلس وسط مجموعة من الصحافيين في لقاء لم يشأ المخرج أن يكون صحافيا أو «رسميا» لكنه انتهى إلى ذلك على أي حال. مخرج «باتمان» من عام 2005 إلى سنة 2012 عندما عُـرض الجزء الأخير من الثلاثية، ومخرج بضعة أفلام أقدم عليها بين كل «باتمان» وآخر، مثل «المقام» سنة 2006 و«تمهيد» سنة 2010. عاد إلى مقعد الإخراج، بعد سنتين من «باتمان يصعد» (2012) من خلال فيلم خيال علمي جديد بعنوان «بين النجوم» الذي قام بإنتاجه مع زوجته إيما توماس وكتابته مع شقيقه جوناثان وإخراجه منفردا. ماثيو ماكوهوني، الذي استحق الفوز بأوسكار أفضل ممثل عن «دالاس بايرز كلوب»، يقود البطولة لجانب جسيكا شستين وآنا هاذاواي ووس بنتلي وكايسي أفلك وجون ليثغو، بل إن هناك دورا للبريطاني مايكل كاين الذي كان رئيس خدم (وربما الخادم الوحيد) لشخصية باتمان في الثلاثية السابقة.

استرعى ماثيو ماكوهوني انتباه نولان عندما شاهده في فيلمه الأسبق «مَـد» ومَـد هو اسم الشخصية التي لعبها مؤديا دور رجل يعيش فوق شجرة فوق جزيرة صغيرة بعدما هرب من السجن ويريد العودة إلى حبيبته: «لقد استرعى انتباهي منذ ذلك الحين وفكّـرت أنني في (بين النجوم) أريد ممثلا يعكس شخصية عادية يمكن للمشاهد التواصل معها».

يتطرّق نولان إلى هذا الفيلم الجديد لكن من دون تفاصيل رغم أن الفيلم بات في أسابيع تحضيره الأخيرة تمهيدا لعرضه في الرابع عشر من يونيو (حزيران) المقبل: «إذا ما بدأت الحديث عنه فإني لن أتوقّـف لأني معجب جدّا به كعمل. ولا يجب أن أتحدّث عنه لأن النسخة الأخيرة ما زالت قيد العمل».

لكن ما هو متداول حول هذا المشروع هو أنه فيلم تدور أحداثه في الفضاء البعيد وعلى متن مركبته: «اشتغلت كثيرا على اختيار الممثلين لأن هناك الكثير من المهام التي أريد لهم القيام بالتعبير عنها». تحت الإلحاح غير المستحب يضيف: «ينظر الفيلم إلى وضعنا نحن اليوم كبشر وعن قيمة تجربتنا الإنسانية خلال رحلة إلى الفضاء البعيد».

نولان يدرك جيّـدا أن كل فيلم خيالي - علمي، خصوصا إذا ما كان ممهورا باسم واحد من المخرجين المعروفين أمثاله، وأمثال ريدلي سكوت أو جيمس كاميرون أو ستيفن سبيلبرغ، عليه أن يأتي أفضل وقعا وتأثيرا من الفيلم السابق في هذا المجال. المسألة باتت سباقا فضائيا بحد ذاته: «أوافق. المسألة تكاد تفلت من اليد لكن لصالح المشاهد بلا ريب. لماذا علينا أن نخشى التطوير. أنا مع كل تحد ممكن».

فيلم ألفونسو كوارون «جاذبية» جعل المسألة أصعب من السابق. لقد استحدث وفريق عمله أجهزة وأدوات عمل وتصوير لم تكن متوفّـرة من قبل. من ناحيته، يقوم نولان بخطوة مختلفة فهو إلى حد ما، يعود إلى الوراء. إلى ما قبل «الشاشة الخضراء»، فهو وجد أنه في بعض المناسبات من الأفضل استخدام صور فوتوغرافية للفضاء كخلفية عوض الشاشة الخضراء التي تستخدم اليوم في شتّـى أنواع التصوير من أفلام الإعلانات إلى الإنتاجات التلفزيونية ومنها إلى الإنتاجات السينمائية الضخمة.

ثم هناك شيء آخر يحب نولان العودة إليه، وهو يفصح عن ذلك للناقد الأميركي تود مكارثي حين يقول له: «إلى الآن، ورغم كل التطوّرات التي استحدثت على كاميرات الدجيتال، ليس هناك أفضل من التصوير بكاميرا فيلمية». هذا الرأي القاطع ليس هوى عبثيا بل نتيجة خبرة. يخبرنا: «أنا من بين المخرجين القليلين الذين يدخلون صالات السينما مع الجمهور لمشاهدة الأفلام. كل فيلم أعتقد أنه من المهم لي مشاهدته على الشاشة الكبيرة أشاهده في صالات السينما بلا تردد لأن الشاشة السينمائية ما زالت هي الامتحان النهائي للفيلم. ومن هذه التجربة أستطيع أن أقول بثقة أن لا شيء يعلو عن الفيلم المصوّر بالسيليلويد وليس عبر كاميرا دجيتال».

نولان يعمل بمنهج ذهني خاص به. في حديثه للناقد مكارثي يكشف عن هذا المنهج حين يقول: «كل فيلم أقوم بتحقيقه أقدم عليه وفي بالي أنه سيكون فيلمي الأخير. هذا يجعلني مهتما بإجادته ووضع كل خبرتي فيه. بعد أن ينتهي أحضر لفيلم آخر أريده أن يكون أفضل من سابقه». والمنهج فاعل. «باتمان يبدأ» (الجزء الأول سنة 2005) كان أفضل باتمان خرج إلى السينما من بداية تعاملها مع هذه الشخصية في الأربعينات. «باتمان يبدأ» (2008) كان أفضل من «الفارس الداكن» (الجزء الثاني من «باتمان»، 2008) كان أفضل من الأول، وهو توّج كل السلسلة بذلك الجزء الثالث «باتمان يصعد» قبل عامين.

الشرق الأوسط في

03.04.2014

 
 

يصور فيلمه الروائي الطويل الأول في سبتمبر

شريف البنداري لـ24: لا أدري لماذا وافق صلاح مرعي على التمثيل

24 - خاص 

في نصّ متقن، كتبه المخرج شريف البنداري، لصالح كتاب تذكاري عن الفنان الراحل صلاح مرعي، تُصدره الجامعة الأمريكية، قال إنه لا يدري لماذا وافق صلاح مرعي على التمثيل في "ساعة عصاري". وما كان من الممكن أن ينتهي حوار شريف البنداري مع 24، دون العودة إلى السؤال ذاته، ليذكّرنا بما قاله صلاح مرعي: "أنا مش عارف أنا بمثّل معاك ليه؟!.. ده أنا معملتهاش مع شادي" (يقصد شادي عبدالسلام).

وعلى رغم أن الحديث عن التعاون مع صلاح مرعي في "ساعة عصاري"، كان خاتمة الحوار، إلا أن الموقف النبيل يليق به أن يأخذ صدارة الكلام، إذ لا يتردّد البنداري في القول: "يمرّ الوقت، وتتسع الرؤية، ويرحل هو، لأكتشف أن الإنجاز الحقيقي الأبقى للفيلم، هو توثيق "صلاح مرعي" كممثل على خام "السيليلويد"، ليبقى هو وصورته المتحركة معنا دائماً".

وعلى ما في هذا الكلام من صدق، إلا أن الحقيقة الفيلمية تقول إن "ساعة عصاري" بدا صور زاهية لمخرج شاب عرف كيف يدير صلاح مرعي وباسم سمرة وسهام عبدالسلام، في تناول أخّاذ لمرحلة عمرية متقدّمة، برع صلاح مرعي في سؤاله: "القصة هايلة، بس إنت اللي يخليك تعمل فيلم عن راجل عجوز كده؟! إنت لسه صغير!!". وإذ يجيب البنداري بالقول: "القصة عن الراجل العجوز، بس الفيلم هيبقى عن علاقة الأب وابنه أكتر"، لن يجد صلاح مرعي إلا القول: "حاجة زي دي اللي يحسّ بيها واحد زي حالاتي أنا.. إنما إنت مالك!".

ومن المؤكد أن صلاح مرعي كان يعرف أن لشريف البنداري "ماله"، فهذا المخرج الشاب الذي كان يعمل حينها على مشروع تخرّجه، واختار قصة لإبراهيم أصلان ركيزة لفيلمه، سبق له في "صباح الفلّ" أن أدار هند صبري في فيلم من لقطة واحدة، وأمكن له حصاد العديد من الجوائز حيث عرض الفيلم، وهو ما سيفعله مرة أخرى في "ساعة عصاري". 

الحوار مع شريف البنداري، بدأ أصلاً بناءً على مقالة نُشرت في 24، منذ أيام، تتحدّث عن فكرة الفيلم اللقطة الواحدة، وميل السينمائيين الشباب العرب لهذا النوع من الأفلام. كانت المقالة مناسبة لاستذكار المحاولات الأولى في هذا الصدد، تلك التي بدأت منذ قرابة 8 أعوام، مع فيلمه الجميل "صباح الفلّ"، بطولة الفنانة هند صبري، ومن ثم فيلم "المشهد"، المُشترك بين الأردنيين رفقي عساف وحازم البيطار.

الأفلام المستقلة

فيلم اللقطة الواحدة، كان مدخلاً للانتقال في الحوار مع البنداري إلى حيّز "الأفلام المُستقلة"، التي أبدى تحفّظه على استخدام هذا المصلح منذ البداية، إذا قال: "مبحبش المصطلح ده"، مُفضّلاً الحديث عن "أفلام"، إما أن تكون جيدة أو سيئة، بعيداً عن التصنيفات، التي وإن كان يميل إليها البعض، إلا أن ثمة من لا يوافق عليها، بمن فيهم صنّاع بعض تلك الأفلام أنفسهم.

وكان من الطبيعي أن ينتقل الحوار إلى سؤال شريف البنداري عن جديده السينمائي، فقال إنه يحضّر حالياً لمشروعين سينمائيين، أولهما فيلم روائي طويل بعنوان "أوضتين وصالة"، وثانيهما فيلم روائي قصير بعنوان "حار جاف صيفاً". وذكر البنداري أن "أوضتين صالة" سيكون فيلماً روائياً طويلاً مأخوذاً عن رواية "حجرتان وصالة" للأديب الكبير إبراهيم أصلان، بإنتاج محمد حفظي، وبطولة محمود عبدالعزيز، ومن المُنتظر أن يبدأ تصوير في شهر سبتمبر (أيلول) المُقبل.

ورفض البنداري، الذي سبق أن حقّق فيلمه الروائي القصير "ساعة عصاري"، عن قصة لإبراهيم أصلان، فكرة المُقارنة ما بين فيلمه المُنتظر "أوضتين وصالة"، والأفلام التي اتكأت على روايات إبراهيم أصلان، من قبل، مثل فيلم "كيت كات" للمخرج داوود عبدالسيد، و"عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد علي، متسائلاً هل تجري المقارنة ما بين أفلام "السكرية"، و"قصر الشوق"، و"اللص والكلاب"، و"ميرامار"، وثرثرة فوق النيل"، وكلها عن روايات الأديب الكبير نجيب محفوظ؟ مُعتبراً أن من يريد المقارنة "فهو حرّ".

كما رفض فكرة المقارنة بين ما حققه على صعيد الفيلم الروائي القصير، مثل فيلم "صباح الفل"، و"ساعة عصاري"، ومشاركته في الفيلم الجماعي "18 يوم"، التي قال إنه يفتخر بها، وما حققه على صعيد الفيلم الوثائقي في "6 بنات"، و"طريق وسط البلد"، ليتركنا بانتظار جديديه السينمائيين "أوضتين وصالة"، و"حار جاف صيفاً"، واثقين أن شريف البنداري يشكّل إضافة مع كل فيلم يحققه.

موقع "24" في

03.04.2014

 
 

ما بين الوطن والمنفى

"وطن": فيلم جزائري يثير أسئلة الهوية والانتماء

24 - خاص 

يثير الفيلم الجزائري الجديد "وطن"، أسئلة عديدة في مقدّمتها سؤال الهوية والانتماء، الوطن والغربة، خاصة بالنسبة للأجيال التالي من المهاجرين المُقيمين في فرنسا، حيث تنطلق أحداث الفيلم، وحيث تنتهي. ويتمكّن المخرج الجزائري محمد حميدي، من صياغة فيلمه بطريقة تجمع بين الجد والهزل، الكوميديا والمأزق، عابراً الأجيال المتتالية، في مسعى لتقديم صورة عن المجتمع الجزائري في لحظة راهنة.

في فرنسا، حيث عاش عمره كاملاً، لم يجد الشاب فريد (يؤديه توفيق جلاب)، إلا الخضوع لرغبة والده المريض، بالعودة إلى الجزائر، حيث البيت الذي أفنى الوالد عمره في بنائه، وبات يحتاج لحضور من يساهم في حمايته من الهدم، وفق قرار السلطات الجزائرية. فريد الذي لم يزر الجزائر من قبل، والذي لا يتقن اللغة العربية، سيجد نفسه في رحلة اكتشاف مزدوجة، تبدو على المستوى الظاهري اكتشاف المجتمع الجزائري الذي بات غريباً عنه، رغم أنه أصله، حيث أقاربه وأهله، ولكن أحداث الفيلم سوف تفضي إلى ما هو أعمق باكتشاف فريد لنفسه.

منذ البداية يقع فريد في قبضة ابن عمه (يؤديه ببراعة جمال دبوز)، الذي سيقوده في مغامرات عديدة، قبل أن يسرق جواز سفره، وينتحل شخصيته، ويسافر بدلاً منه إلى فرنسا. فريد العالق في الجزائر، لم يعد بمستطاعه العودة إلى فرنسا، دون أوراقه الرسمية، وبات عليه العمل على تحقيق حلم والده بحماية البيت، في الوقت نفسه الذي يجتهد للحصول على الأوراق، التي يُمكن لها أن تعيده إلى فرنسا.

المُفارقة هنا تخلق شكلاً من الكوميديا السوداء، ليس فقط باضطراره للتحوّل إلى مهاجر غير شرعي كي يعود إلى أسرته ومنزله وحبيبته، بل مع المزيد من انغماس فريد في المجتمع الجزائري، سواء في مقهى قرية الذي يأخذ صيغة مكان التجمّع الأثير لأهالي القرية، ونقطة التواصل الوحيدة الممكنة مع العالم، أو من خلال الحوارات المتتالية مع عمه الذي تقاسم الوظيفة مع والده بين من يبقى في الجزائر ومن يغادر إلى فرنسا، وصولاً إلى الجلسات الفريدة مع الجار العجوز، وحفيدته الجميلة، وأحاديثه عن تاريخ الجزائر، منذ الاستقلال حتى اليوم، وعن أحلام الشباب الجزائري بعبور البحر صوب فرنسا، بحثاً عن حياة أفضل.

يتعامل المخرج محمد حميدي، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأعمال، في أول أفلامه الروائية الطويلة، مع مجتمعه الجزائري برفق وعناية، وإن وجّه له بعض الانتقادات، فإنما أتت مُغلّفة بروح المحبة، دونما إيغال بالانتقاد، أو إبداء أيّ نزعة ثأرية، أو رغبة في الحطّ من قدره، على ما فيه من بؤس ومرارة، وعلى رغم التناقضات التي تعتمل تحت السطح. وفي الظنّ أن الفيلم أمكن له التوفيق ما بين صورة الوطن المُحبّب رغم كل ما فيه من، وسؤال الهوية والانتماء إليه، ومن المؤكد أن فريد لن يعود هو نفسه الذي كان قبل هذه الرحلة البديعة إلى الـ"وطن".

موقع "24" في

03.04.2014

 
 

خالد النبوي عن مشاركته في «كامب ديفيد»:

المسرحية لا تركز على حياة السادات

كتب: شادي صبحي 

قال الفنان خالد النبوي، في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، الخميس، إنه لا يقدم قصة حياة الرئيس السابق، محمد أنور السادات، خلال مشاركته في العرض المسرحي «كامب ديفيد»، الذي يعرض حاليا في العاصمة الأمريكية، واشنطن، بقدر ما يقدم ما دار من مباحثات وأسرار خلال المفاوضات التي سبقت هذا الاتفاق التاريخي.

وأضاف «النبوي»: «المسرحية تروي ما حدث بدقة بالغة، وتروي تفاصيل الأحداث التي واجهت السادات، الذي جاء ليبرم اتفاق سلام شاملا، لكن المفاوضات كانت صعبة جدا، وانتهى به الأمر إلى إبرام اتفاق سلام منفرد».

يذكر أن الممثل ريتشارد توماس يشارك في بطولة المسرحية من خلال تجسيده شخصية الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، ويقوم الممثل رون ريفكين بدور رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيجن.

وبحسب «سكاي نيوز عربية»، أشار مخرج المسرحية، لورانس وايت، إلى أن أحداثها ترتكز بشكل كبير على مذكرات الرئيس «كارتر»، الذى يعتبره «عراب كامب ديفيد».

وقال «وايت»: «لم أكن أتخيل أنني سأكون قادرا على تمثيل ما حدث في (كامب ديفيد) دون فهم وجهات نظر الشخصيات الثلاث، التي كان كل منها يعتقد أنه على حق، لهذا لم يتخيل أحد أن هذه الجهود ستتوج بالنجاح».

المصري اليوم في

03.04.2014

 
 

خريش ودُرّة والهاشم والشاعر يناقشون المستقبل

سينمائيون شبّان: الضغوط تولّد دوافع ولا عودة إلى الوراء

تحقيق: نديم جرجوره 

هناك تناقض سينمائي نقدي لبناني كبير يتراوح بين تفاؤل معقود على اجتهادات شبابية ومخضرمة، وتشاؤم كامن في نتاجات عديدة تستسهل كل شيء في سبيل ربح مالي لن يؤدّي إلى تراكم ثروات ضخمة، وإن حقّق أرقاماً عالية كإيرادات. الحراك السينمائي اللبناني يُعاني، منذ «ولادته الملتبسة» في العام 1929 («مغامرات الياس مبروك» لجوردانو بيدوتي)، تحدّيات شتّى في هويته وانتمائه الجغرافي والاجتماعي والثقافي، كما في لغته الإبداعية وآليات اشتغالاته، من دون تناسي مسألة التوزيع الداخلي والعروض التجارية المحلية، وعلاقة اللبنانيين بالأفلام اللبنانية.

جيل تجديدي

لستُ في صدد العودة إلى التاريخ، ولا في قراءة الجغرافيا وامتداداتها الثقافية وأسئلتها الأخلاقية والاجتماعية. هناك قناعة شخصية مفادها أن «المبادرة الفردية»، التي صنعت كل شيء في هذا البلد، صنعت أيضاً سينما لا تملك، لغاية الآن، هوية واضحة وصناعة مطلوبة، وإن تبدّلت الحال قليلاً بفضل جهود سينمائية شبابية جادة تؤسّس، بطريقة أو بأخرى، مرحلة جديدة من التاريخ السينمائي اللبناني، أعمق وأجدّ وأكثر ارتباطاً بالهمّين الفردي والجماعي. هناك أجيال شبابية «تجديدية» بدأت تخوض غمار التغيير الفعلي منذ النهاية المزعومة للحرب الأهلية اللبنانية، مطلع التسعينيات المنصرمة. ربع قرن تقريباً، و«المبادرة الفردية الجديدة» أداة إنتاج سينمائي يتراوح بين الإبداعي والنخبوي والثقافي والجمالي المنبوذ جماهيرياً من جهة أولى، والتجاري الركيك والباهت المرغوب على مستوى المتلقّين الذين يُبسّطون الأمور ويُسطّحونها، ويريدون نسيان الذاكرة والتاريخ والتجارب، من جهة ثانية. بينهما، هناك أعمال قليلة تمكّنت، بشكل أو بآخر، من المزج بين الثقافي/ السينمائي/ الفني والتجاري غير المُسطّح والركيك.

المهم، حالياً، كامنٌ في تجارب مخرجين سينمائيين لبنانيين شباب يريدون السينما أداة تعبير وبوح، ويسعون إلى الإبداع درباً من أجل قول حرّ وحقيقيّ، «متحايلين» على المصاعب والتحدّيات كلّها، فنياً ودرامياً، للتعبير عنه بصدق ذاتي. هناك تراجع في مستويات إبداعية شبابية؟ هذا صحيح. لكن الصحيح أيضاً أن هناك، في المقابل، تقدّماً ملحوظاً وجمالياً وسجالياً في نتاجات سينمائية شبابية أيضاً. هذا التقدّم أساسيّ. أفلام عديدة مُنتجة في الأعوام القليلة الفائتة شكّلت منعطفاً جذرياً في المسار التاريخي لصناعة الصورة السينمائية اللبنانية، في أفلام وثائقية وروائية، طويلة وقصيرة، تجريبية ومستقلّة.

التحدّيات السينمائية أمام كل جديد وتجديدي وحرفي كثيرة: ندرة الإنتاج المحلي والأجنبي. الرقابة بأنواعها كافة. التوزيع الداخلي. الجمهور. إلخ. لكن، هناك «تفاؤل» خفر نابعٌ من «حماسة إبداعية» تدفع مخرجين شباب إلى صناعة صُور مختلفة في ظلّ الانهيارات الفظيعة التي يعيشها البلد، ماضياً وحاضراً.

توفيق خريش (عكر) وفرح الهاشم (7 ساعات) وأمين درّة (غدي) وفرح الشاعر (وهبتك المتعة) التقوا في هذا التحقيق عند نقاط عديدة: الحماسة الذاتية للعمل السينمائي. الرغبة العميقة في العمل السينمائي في لبنان تحديداً. قناعة مشتركة بأن البيئة الجغرافية، بامتداداتها المختلفة، خصبة بالمواضيع المتفرّقة القابلة لأن تكون مواضيع سينمائية كثيرة. في مقابل هذه النقاط «الإيجابية»، يعي المخرجون الأربعة حجم التحدّيات والمصاعب التي تواجههم يومياً: الإنتاج اللبناني غير متوفر كما يجب، والأجنبي والعربي دونهما عقبات مختلفة. «استقالة» الدولة (وزارة الثقافة) من واجبها الثقافي ـ السينمائي. الرقابة الممتدة من الأمن إلى المجتمع والطوائف والناس أيضاً. تنامي ظاهرة الأفلام التجارية الاستهلاكية المُسطَّحة التي تُعتبر، أقلّه بالنسبة إلى البعض، سيفاً ذا حدّين: من جهة أولى، هناك من لديه قناعة ما بأن كثرة هذا النوع قابلةٌ لأن تجعل المتلقّين يعتادون وجود أفلام لبنانية تُشَاهد في الصالات. من جهة ثانية، هناك آخرون يخشون إمكانية أن «تُربّي» هذه الأفلام «جمهوراً» يُصرّ على مشاهدة هذا النوع فقط من الأفلام، ما يؤثّر في نتاجات سينمائية أجمل وأهمّ وأعمق وأكثر ارتباطاً بالواقع والذاكرة والناس والحكايات. نتاجات كهذه الأخيرة تكاد لا تعثر على برمجة توزيعية تستحقها.

«البيئة الحاضنة»

فرح الهاشم قالت إن «الدرس الأول» الذي تلقّته أثناء دراستها الجامعية السينمائية في لوس أنجلوس، كامنٌ في أن «البيئة تُحدّد السينما في كل بلد». أضافت أنها تجد في بيروت منبعاً غنيّاً بالأفكار القادرة على التحوّل إلى أفلام: «الوضع المرتبك والـ«تعبان» يُعطيك أفلاماً. كل مخرج سينمائي ينزل إلى الشارع حاملاً الكاميرا معه لتصوير مسار يوم واحد فقط، يستطيع أن يصنع فيلماً من هذا». ترى أن السلبيات كلّها أدوات أساسية لحكايات ومواضيع: «الأصدقاء المختلفون بعضهم عن البعض الآخر بآرائهم وأفكارهم ومواقفهم وسلوكهم. علاقات الحبّ والصداقة. يوميات الشارع. سائقو سيارات الأجرة. انقطاع التيار الكهربائي والمياه. هذا كلّه (وغيره كثير) نستطيع أن نستغلّه لإنجاز أفلام». من جهته، قال توفيق خريش إن هناك أناساً يعيشون ضغوطاً يومية، ويريدون أن يعبّروا عنها وأن يفعلوا شيئاً بخصوصها: «أقصد بهذا أنهم يريدون صناعة أفلام مستقلّة للتنفيس، ولو قليلاً، عن قوة الضغوط التي يعيشونها، والتي يعيشها كثيرون أيضاً». قال إن فؤاد عليوان (عصفوري) ومحمود حجيج (طالع نازل) كافحا كثيراً من أجل إنجاز فيلميهما: «أعني بهذا الحماسة والرغبة. الأفلام الوثائقية مثلاً تعكس اشتغالات سينمائية مهمّة. هناك من يحب أن يعمل. الطاقة المكبوتة ستؤدّي إلى صناعة سينما جميلة وجدّية». فرح الشاعر تبدو كأنها تستكمل ما قاله زميلاها: «أشعر بأنه كلما ازدادت الأزمة حدّة، يذهب الفنان إلى التنفيس المعنوي عن الضغوط الناتجة من وقع الأزمة عليه، فيصنع أعمالاً. القصص التي أشتغل عليها ليست تجارية. كل شيء له قضية. وما دامت هناك قضايا كثيرة، فلديّ دائماً ما أستوحيه للعمل في المجالين اللذين أحبّهما: السينما والمسرح. قضايا المرأة. الأمراض. اللاجئون السوريون. المواضيع الاجتماعية تجذبني فنياً». إليهم، انضمّ أمين درّة قائلاً إن هذا البلد «محتاج إلى سينما، بالمعنى الفكري». أضاف أن هناك قصصاً كثيرة تُروى، ومواضيع لا تنتهي: «إذا أردتَ أن تلعب دوراً ليس إصلاحياً البتّة، بل على مستوى تسليط الضوء مثلاً على مسألة أو مشكلة أو مأزق، فهذه أمور لا تنتهي، ودائماً تعثر على ما يُحرّضك على صناعة أفلام سينمائية تطرح تساؤلات، ولا تتحوّل إلى منابر للوعظ».

التزام العمل السينمائي أساسيّ في حياة المخرجين الشباب الأربعة. التزام العمل السينمائي في لبنان أيضاً. مع هذا، يُدركون التحدّيات: «أنتَ تعيش في بلد مليء بالمواضيع الحسّاسة. لكن، عندما تبدأ العمل على أحدها، تشعر بأنك تواجه صعوبات متعلّقة بالجمهور والرقابة والتوزيع. متعلّقة أيضاً بالإنتاج»، كما قال درّة، طارحاً تساؤلاً يكاد يختزل المأزق كلّه: «كيفية الاشتغال على المواضيع الحسّاسة والمهمّة في هذا البلد تحديداً، عبر السينما». للهاشم نظرة مُكمّلة: «تُقرّر مثلاً أن تبدأ بالكتابة، أو بالتحضير لمشروع جديد، أو بأي شيء آخر، ثم يقع انفجار مثلاً يُربكك ويُبدّل خطّتك. يُمكنك الاستفادة من هذا أيضاً: أن تُدخل الانفجار وتفاصيله في الـ«سكريبت» مثلاً». الشاعر، بإصرارها على اختيار مواضيع مثيرة للجدل، تُدرك تماماً أن قرارها هذا يُصعِّب عليها الحصول على دعم مادي من لبنان والدول العربية. تُدرك تماماً أن إصرارها هذا يعني أنها ستواجه الرقابة: «عانيتُ بسبب الرقابة. الداعمون اللبنانيون يسألون عن الإيرادات المالية التي يُمكن أن تُنتجها أفلامي، لأنهم يعرفون أن هذه الأخيرة مُعرَّضة للرقابة. لو لم تنوجد الرقابة، لتغيّر البلد وطريقة العمل فيه». خريش مُصرّ على الـ«أمل». يعرف أن الأمل هذا ضعيف، لكنه مُصرّ على أنه موجود. يعرف أن التحدّيات كثيرة، لكنه متيّقنٌ أن هناك أملاً بوجود مستقبل للسينما في لبنان أيضاً. يستدرك: «مستقبل السينما هنا مثل مستقبل البلد. لبنان هو هكذا منذ زمن بعيد: إما أسوأ قليلاً، وإما أحسن قليلاً. لهذا، مُقتنعٌ أنا تماماً بأنه سيبقى هناك أناسٌ يحبّون سرد القصص، ويحبّون إنجاز الأفلام». الشاعر قالت إن «الإنتاج سيستمر»، وإن كانت «الأوضاع اللبنانية غير جيّدة». اعتبرت أن «الإنتاج بات كبيراً»، وأننا «لن نعود إلى الوراء»، أي إلى تلك الفترة التي كان يتمّ خلالها إنتاج فيلم لبناني واحد كل ثلاثة أعوام: «أشعر بأن هذا الوضع الجديد سيستمر، وأن إنتاج أفلام متتالية سيستمر، بصرف النظر عن قيمتها الفنية والجمالية». درّة لا يختلف عنهم: «التفاؤل؟ نعم، وجداً، والآن تحديداً. هناك ما يتغيّر في المنطقة كلّها لا بُدّ من أن يؤثّر إيجاباً في السينما. الجمهور يتّسع. الأفلام ستصير صناعة». الهاشم مقتنعة بوجود «تغيير» ما، مضيفة أنه يتوجّب «علينا أن نستوعب هذا التغيير ونضعه في أفلامنا».

السفير اللبنانية في

03.04.2014

 
 

«إيدا» للبولندي بافليكوفسكي... كي نرى وجوهنا في المرآة

إيمان حميدان (باريس

«إيدا» هو فيلم المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي الاول بعد عودته الى مسقط رأسه بولندا منهياً إقامة سنوات طويلة في بريطانيا. ويبدو ان اختيار بافليكوفسكي لموضوع فيلمه الجديد هو بداية مشروع طويل يتعلق بالعودة الى ذاكرة اوروبا الشرقية ما بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة ذاكرة بولندا، وإلى مناقشة تاريخها الدموي الذي لم تقم السلطات فيها بأي عمل عميق حول الذاكرة، خلافاً لما قد بدأته ألمانيا (الغربية سابقاً) منذ ستينيات القرن الماضي.

تدور حوادث فيلم إيدا، الذي عرض في مهرجان كان عام 2013 والذي حاز على جائزة افضل فيلم في مهرجان وارسو آذار 2014، في ستينيات القرن الماضي في بولندا التي تعاني من رضوض النازية وجروحها العميقة. آنا (أو إيدا) (لعبت الدور آغاتا ترزيبوشوفسكا) تحضّر نفسها لتوفية نذورها. قبل ان ترسم راهبة بأيام معدودة، تخرج من الدير لزيارة خالتها واندا غروز (لعبت الدور أغاتا كوليتزا لتحوز جائزة افضل ممثلة في مهرجان وارسو) التي لم تتعرف اليها سابقاً والتي تجهل كل شيء عنها. تكتشف من الخالة أنها يهودية وأن أهلها قد قتلوا أثناء فترة النازية. تكتشف أيضاً أن اسمها الحقيقي هو إيدا ليبينشتاين وليس آنا. قالت لها الخالة بسخــرية سـوداء قاسـية: «باختصار أنت راهبــة يهودية»!

امرأتان قريبتان تلتقيان. الاثنتان تعكسان اجواء بولندا القاتمة في الخمسينيات والستينيات. النسيان المتعمد الذي مهما بلغ مداه لا بد ان يهتز عند اول اصطدام بالتاريخ. تاريخ الأحياء والأموات.

شابة حالمة عاشت سنواتها القليلة اليافعة في مكان كئيب وصامت، وأخرى شهدت بولندا النازية ثم الستالينية التي أودت أيضا بأرواح الألوف من البولنديين.

خرجت الراهبة آنا من الدير لتبحث عن ماضيها، لتعرف من هي. اما الخالة واندا غروز التي كانت تلقب بواندا الحمراء بسبب مهنتها كمدعية عامة، والتي ارسلت الكثير من البولنديين الى السجون والى الموت، فتريد ان تنسى من هي.

الراهبة تفتش عن الماضي والخالة تريد أن تنسى ذلك الماضي الذي عانت منه، لكنها وبعد وصول الشيوعية الى بولندا، سبّبت هي نفسها وعبر سلطتها القضائية بكثير من المعاناة للآخرين.

اثناء بحثهما في مناطق بولندا الريفية عن الرجل الذي قام بتصفية عائلة إيدا يرفض سكان القرى الاعتراف انهم قد سمعوا سابقاً باسم هذه العائلة المقتولة. تقليد الصمت الذي يمارسه الجميع، كالنعامة التي تضع رأسها تحت الرمل متأملة النجاة. لكن لا نجاة من الماضي.

تفشي واندا سرها أنها خسرت ابناً وحيداً كانت قد عهدت به وهو صغير الى شقيقتها روزا والدة إيدا، لأنها كانت تناضل في صفوف الشيوعيين ضد النازية، الا ان الإبن الصغير قتل أيضاً مع بقية أفراد عائلة إيدا. خسارة لم تستطع واندا تحملها فراحت تستعين بالكحول لإكمال حياتها. قامت باتباع حياة لاهية خالية من معنى إنساني وحقيقي. كأنها وجدت حلا لمأساة تاريخها ان اتبعت حياة تشـبه من فقد ذاكرته.

اثناء رحلة البحث تتعرف إيدا الى شاب يعزف الموسيقى. تكتشف معه مشاعر الحب والجنس. خرجت من الدير واكتشفت العالم لكن رغم ذلك ورغم رغبة الشاب بالزواج منها، تقرر إيدا إن تعود الى الدير بعد معرفة مصير عائلتها. لم تستطع واندا تحمّل مواجهة الماضي وخاصة بعد معرفة تفاصيل جريمة قتل روزا وعائلتها، بمن فيهم ابن واندا الصغير. أنهت حياتها برمي نفسها من النافذة.

فيلم «إيدا» هو التفات صادق نحو الماضي. أراد المخرج البولندي عبره مناقشة فقدان الذاكرة المتعمدة التي تحكم دول أوروبا الشرقية حول الحرب العالمية الثانية حيث كان القتل أحيانا يقترف من اجل بيت أو ارض.

تعود المرأتان الى ذاكرة لم تتمن أي منهما العودة اليها. انه البحث عن حقيقة حدثت في مرحلة ماضية. كان لكل من المرأتين رد فعل مختلف. معرفة الحقيقة تغدو ضرورية الا انها تأخذ أبطالها الى أماكن غير متوقعة ولا تنجيهم من كآبة تصبح طبيعة ثانية لهم. إشهار الذاكرة لم يبعد بريمو ليفي عن الانتحار، ولا ساعدت واندا غروز على ختم عزائها.

موضوع المسؤولية العامة والشعور بالذنب العام في بولندا لم يُقارب بعد بنفس الدرجة كما تمّ في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. ومن يتابع عمل المخرج البولندي يلاحظ ان أفلامه التوثيقية الماضية رصدت الكثير من الأوضاع المشابهة في بلدان أوروبا الشرقية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبعد أن فقد الكثير من مناصري الشيوعية مكانتهم بل هويتهم السياسية والوجودية إلى حد بعيد، بحيث اضطروا الى النظر في وجوههم في المرآة كي يتعرفوا على أنفسهم من جديد.

السفير اللبنانية في

04.04.2014

 
 

سعد الله وعمر

عباس بيضون 

الفيلم الذي صنعه عمر أميرالاي عن سعدالله ونوس يدعونا لنستذكر الاثنين اللذين غابا اليوم. الفيلم الآن ذكرى للاثنين معاً، كان سعدالله في مرضه يبدو أقرب إلى الموت من عمر، بل إن الفيلم كان وثيقة تستبق غياباً، لكننا شاهدنا الفيلم بعد أن صار عمر أميرالاي أيضاً في الغياب، الزمن الذي انقضى على لقاء عمر بسعدالله كان شبه عابر فالفيلم صار وثيقة غياب لعمر، الاثنان معاً في الفيلم وكأنما رحلا معاً، رغم أن عمر كان بادي الصحة وسعدالله بادي المرض. رغم ذلك لم يكن الموت حاضراً، سعدالله بطاقيته وسريره لم يبد انه على وشك الرحيل وعمر الذي يلوح لنا الآن من وراء الغياب لم يظهر عليه انه يكلم رجلاً على الحافة، كان الحوار بين اثنين خرجا من نفس المعترك، الزمن الذي مضى على ذلك لم يظهر، لم نشعر به، لم يكن الحديث حديث ذكريات، لم يكن مراجعة، حين أشار سعدالله إلى ان مرضه قد يكون أتاه من هزيمة سياسية لم يكن يمزح، ليست المناسبة للمزح، قال ذلك بقدر من الحسرة لكنه لم يستبعده، جعلنا نحن أيضاً نستبعده. كان المرض موجوداً في صلب الواقع، كان يأتي من الخيبة السياسية، من الهزيمة، سعدالله المريض لم يؤكد ذلك، لكنه أشار عفواً إلى تواقت بين المرض والخسارة السياسية، لم يبعده المرض عن السياسة، لم يجعلنا معزولاً عنها، لم يضعه أمام مصيره وحده، كان لا يزال أمام المستقبل، كان يرى المعركة كأنها لا تزال قائمة، كان لا يزال على نحو ما فيها، لا السرطان، لا وشك الرحيل، لا مقاساة المرض، لا سرير المستشفى، كل ذلك لم يجعله لا مبالياً بالسياسة، كان لا يزال مهموماً بها. كان لا يزال، على نحو ما، في المسيرة.
استذكر الاثنين سعدالله ونوس وعمر أميرالاي، لا أعرف لماذا يردان على فكري، لماذا اجمعهما كما اجتمعا في فيلم، ألأنني غبت عن الأول سنيناً طويلة، ربما هي سنوات مرضه، بعد أن أمضينا معاً، وتقريباً كل يوم بضع أشهر من سنة انتهت مع الاحتلال الإسرائيلي، ألأني كنت ألتقي بالثاني من آن لآن في بيروت التي ظلّ كثير الترداد عليها، وفي آخر لقاء كنت على كرسي مدولب وقد نجوت من الموت ولم يدر لي ولا لأحد أن عمر ذاهب إلى موته وأنها أسابيع ويأتينا خبره. لم نكن معاً في مكان واحد لتنعقد بيننا علاقة منتظمة يجوز أن تسميها آخر الأمر صداقة أو صحبة. كانت هناك انقطاعات كبيرة وغيابات كثيرة، فلا أعرف إذا كان من حقي أن أسمي صداقة هذه الصلة التي لم تنتظم في يوم، إذا كان هذا من حقي أو انها رغبتي تريدها كذلك، إذا كنت بعد أن غاب الاثنان وتراخى الزمن على هذا الغياب، أريد الآن ان أخرج هذه العلاقة من التباسها فأصنفها وأطلق عليها أسماً وأجد لها هكذا مساحة واضحة في حياتي ومكاناً، ليس هناك اثنان نتمنى صداقتهما أكثر من سعدالله ونوس وعمر أميرالاي، لكن هذا التمني لا يسمح لنا بأن ننفض السنوات ونصنع شيئاً من شيء لم نصنعه في حينه، ونسمي ما لم نسمه في أوانه.

حين جاء سعدالله ونوس إلى «السفير» كنا التقينا من قبل مرات في بيوت أصدقاء ولم أكن حتى حينه أعرف ما بيننا، لكني عند ذلك قررت انها صداقة وتصرفت على هذا الأساس، كان هناك من أسرّ لي بأنه، أي سعدالله، يشكو من عارض عصبي، لم أكن غريباً عن العوارض العصبية والحق ان هذا العارض عقد بيننا آصرة تفهم وقوى، كان سعدالله حينذاك هجر الكتابة من زمن، والأرجح ان الكتابة لم تكن تطاوعه في حاله تلك وانه كان يحاول فلا يجد طاقة عليها. كنت احضر إلى الجريدة يومين في الأسبوع. فنتغدى معاً في مطعم قريب منها، ولربما استضافني في غرفته في الفندق التي كان لها ملحق يضم اريكه مريحة. في هذه الأيام تبادلنا أحاديث صريحة، كان سعدالله يقول أشياءه كما هي ولا يتكتم على شيء، كنا الاثنين عصابيين ولا يرجو واحدنا من الآخر إلا ان يكون هو. سمعت من سعدالله وسمع مني ما نتكتم عليه ولم نصنه فقد كنا بحق كاثنين مجروحين ولا نخفي ضجرنا وحيرتنا ومراراتنا. ظللنا هكذا أشهراً ثم عاد سعدالله إلى سوريا، التقينا بعدها في دمشق وفي بيته، ثم جرت بيننا أيام وسنين وسمعت انه أصيب بالسرطان. ظللنا نتواصل عبر أشخاص ثالثين وعبر أجواء مشتركة، لكننا لا نجتهد لنلتقي حقاً، أكانت هذه مسؤوليتي أم انها الأيام، أم أنها الحياة.

كان عمر أميرالاي يحب أن يسمع عن «خبثه»، وليس الخبث هو كما نفهمه في العربية، كانت الكلمة كأنما ترد في لغة أخرى، كانت تعني تقريباً «شيطنته» أو إذا شئنا تعبيراً آخر قلنا «نقديته». عمر كان يحب ان أكون أنا الذي يتكلم عن أفلامه، يقترحني على المحطات التلفزيونية واللقاءات الثقافية للمناسبات التي تناقش أفلامه، لا يعني ذلك انني امتدحها ولكنني أتواصل معها كأعمال فنية ولا اسقط عليها تأويلات اجتماعية أو سياسية. كان يريد نقداً فعلياً ولا يريد لأعماله أن تتعرض لقراءات برانية. علاقة شبه ثقافية ومتقطعة وقد جاء غيابه المفاجئ ليوقظني على ان ما بيننا كان شراكة، واننا قد نكون فعلاً أصدقاء مع أن أياً منا لم يقله للآخر ولم يقله حتى لنفسه.

السفير اللبنانية في

04.04.2014

 
 

علاقة بين هندية وأميركي

«هانك وآشا» فيلم عن الحب في زمن الإنترنت!

عبدالستار ناجي 

فيلم بلا نجوم، وبلا مغامرات، وبلا دماء وقتلى، ورغم ذلك اكتسح المهرجانات، ويحقق حضوره المتميز، ويلفت الانتباه، ويحصد كما ايجابيا من الكتابات النقدية، في كبريات الصحف والمجلات، بالاضافة الى كم من الجوائز التي ترسخ قيمته... وأهميته. هكذا هو فيلم «هانك واشا»من توقيع المخرج جيمس أي. دوف. الذي عرف كاتبا «كاتب سيناريو ومنتج ايضا، وهو كاتب الفيلم ومنتجه، وشاركته في الكتابة جوليا مدريسون «الممثلة».

فيلم «هانك. واشا»، هو في حقيقة الامر فيلم عن الحب في زمن الانترنت، والاتصالات، وبلغة سينمائية قريبة جدا من الواقع، يكاد يعيشها ويتنفسها أبناء الجيل الحالي، لذا ، يبدو الفيلم قريبا «جدا»منهم اعتبارا من الفكرة، الى الصيغ الخاصة برسم المشاهد، بطريقة ذكية، تعتمد لغة كاميرا «الهاتف»والكاميرا المحمولة.

تجري احداث الفيلم بين «براغ»و«نيويودلهي»حيث نتابع حكاية «آشا (ماهرة كاكاراالتي تعيش لمدة عام بعيدا عن أهلها في الهند، حيث يتم ترتيب زواج تقليدي لها، بينما تحضر الى براغ لدراسة السينما... تنشأ بينها وبين شاب أميركي «هانكس، اندرو باسيديس، علاقة عبر النت... ثم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث الكاميرا ترصد تحركاتهما، ويقوم كل منهما بنقل تفاصيل حياته للآخر... عندها تتطور العلاقة.

البداية مع رسالة تبعثها «اشا»الى المخرج الشاب «هانك»تتضمن فيلم فيديو قامت بتصويره... كما تحمل الاعجاب بالفيلم الذي أنجزه «هانك»عن الرقص... وسرعان ما تتواصل الرسائل، عبر البث المباشر، وعلى مدى الاربع والعشرين ساعة... حيث الحديث عن السينما والتطلعات الفنية... وصولا الى أدق التفاصيل الشخصية... كما هو شأن جميع العلاقات اليوم في زمن الانترنت.

كل منهما يشعر بانه قريب من الآخر، هي في «براغ»وهو في «نيويورك»ولكن كل منهما يشعر بانه يعيش ويتنفس الآخر...

هي امام حالة انسانية جديدة، في الوقت الذي يتم التحضير في الهند، من قبل أهلها لزواجها من رجل هندي طيب، على الطريقة التقليدية...

كيف تستطيع مواجهة هذا المأزق... وهذه الحالة التي دخلت اليها... وهو في المقابل، يزداد ارتباكا... وتعلق بهذه الصبية التي باتت كل حياته... وتبادله ذات الاحاسيس والاهتمامات...

المحور يعتمد على الشخصيتين، «آشا وهانك»عالمين مختلفين، وفكرين مختلفين، والمظلة ذلك الحوار المشترك، والعشق للسينما والفكر وقبول الآخر.

فيلم رغم كثرة حواراته، الا انها حوارات سريعة... وانسانية... وعميقة.

دائما الكاميرا على الوجوه، في الخلفية كم من التداعيات الانسانية.

علاقات من زمن الانترنت... وسكايب... وأداء يدهشنا من قبل الثنائي كاكار وباسيديس، يجعلنا نعتقد ان المشاعر بين الشخصيات تتطور وتنضج...

فيلم يحول المشاهد الى «متلصص»يتابع تفاصيل حياة الآخرين... وعوالمهم السرية... والخاصة جدا... فاذا به يتورط في لعبة «التلصص»ليجد نفسه شاهدا على علاقة حب... وعشق... عالية المستوى، تحترم الآخر...

في كل اللحظات، نشعر باننا امام أناس عاديين جدا، وليسوا ممثلين، لعفوية الأداء... والقيم التي يؤكد عليها الفيلم واحداثياته...

رغم ان الفيلم ليس كبيرا، الا انه يأتي مشبعا بالاحاسيس... عامرا بالمضامين... ثريا بالنبض... خصبا بالمغامرة... أقرب الى نبض الشباب وحياتهم...

رغم كل ذلك، أجد كمتابع اذهب الى الفيلم لاكتشف انه بامكان الفكر ان يصنع سينما مختلفة، وان الميزانيات القليلة قادرة على تقديم نتاجات تعبر عن جيل... وعن حب كبير...

قد لا يصلنا هذا الفيلم، وقد لا يصل الى جمهورنا في صالات العرض ولكنه حينما سيصلنا عبر النت... وغيرها من وسائل الاتصال والعرض الحديثة... وهي دعوة لمشاهدة فيلم يدعو لان نحس... بجيل الشباب.

النهار الكويتية في

04.04.2014

 
 

عمرو واكد:

سعدت بالعمل مع «سكارليت» ومشاهد «الأكشن» كانت «متعبة»

كتب: بسام رمضان 

أعرب الفنان عمرو واكد عن سعادته بالعمل مع الفنانة الأمريكية سكارليت جوهانسون وبقية الممثلين العالميين الذين شاركوه بطولة فيلم «لوسي»، لافتا إلى أن تصوير مشاهد الحركة «الأكشن» في الفيلم كان «مثيرًا للتعب».

وأضاف «واكد»، ل«سكاي نيوز عربية»، فجر الجمعة: «كان لي شرف التمثيل أمام ممثلين كبار أمثال مورجان فريمان وسكارليت جوهانسون، التي استمتعت بالعمل معها، خاصة أن معظم مشاهدي في الفيلم كانت أمامها».

وأشار إلى أن العلاقة التي جمعته معها كانت «مهنية»، وأنه «يحترم طريقة عملها الاحترافية».

وتدور أحداث الفيلم، الذي قام المخرج الفرنسي لوك بيسون بكتابة السيناريو له أيضا، حول امرأة تدعى لوسي، تقوم «جوهانسون» بدورها، يتم إرغامها على العمل في مجال تهريب المخدرات، إلا أن حياتها تنقلب رأسا على عقب بعد أن تدخل كمية كبيرة من مخدر فريد من نوعه إلى جسدها دون أن تقصد، ما يكسبها قدرات خارقة.

وسرعان ما تدرك «لوسي» أنها بفضل هذه القوى تستطيع أن تحرك الأشياء عن بعد وتكتسب كما هائلا من المعرفة، وتستغل هذه القوى للفرار من الشرطي الذي يلعب «واكد» دوره، ويسعى لإيقافها والقبض على أفراد عصابة المخدرات التي تعمل لحسابها.

يشار إلى أن تصوير الفيلم استغرق نحو 3 أشهر، ومن المتوقع عرضه في أغسطس المقبل.

وعن كيفية حصوله على الدور، قال «واكد»: «تلقيت مكالمة هاتفية من المخرج المخضرم بيسون، طلب خلالها مقابلتي لمناقشة مشروع فني جديد، الأمر الذي دفعني للسفر إلى باريس للقائه».

وأضاف «واكد»: «خلال لقائنا عرض علي بيسون الدور وطلب مني قراءة النص، الذي أعجبني فور قراءته».

وعما إذا كان الحافز الذي دفعه للمشاركة في الفيلم هو طاقم العمل العالمي أم الفكرة نفسها، قال «واكد»: «في البداية تحمست كثيرا لأن بيسون يعد أحد أهم المخرجين العالميين وأفلامه مميزة وتحقق أرباحا كبيرة، بالإضافة إلى طاقم العمل الذي يضم ممثلين مخضرمين».

وتابع: «بالطبع أعجبت بالدور الذي منحني إياه المخرج وإلا لما كنت قبلت بهذا العمل».

أما عن مشاهد الأكشن في الفيلم، فقال «واكد»: «لم أكن أخشى تصوير مشاهد الحركة لأن هناك طاقما كاملا يعمل على ضمان سلامة الممثلين، لكن مشاهد الحركة وإطلاق النار كانت مكثفة جدا في نهاية الفيلم، وهو أمر متعب».

وأشار إلى أن مشاهد إطلاق النار كانت تتم داخل استوديو مغلق، لافتا إلى أن ذلك يزيد من قوة أصوات الأسلحة «الأمر الذي يسبب تعبا شديدا للممثل ويزيد من إرهاقه».

وعما إذا كان هناك اختلافا بين طريقة التحضير استعدادا لفيلم في هوليوود وآخر في الوطن العربي، قال «واكد» إن «طريقة التحضير تعتمد على نوعية الفيلم وليس مكان تصويره أو طاقم العمل المشارك فيه».

وأضاف: «الأمر الذي لفت انتباهي هو الحرفية العالية التي يتبعها العاملون في الخارج، إذ صنعوا مجسما ثلاثي الأبعاد لجسدي بالكامل، لتتم الاستعانة به خلال التصوير في حال أصابني مكروه أو اضطررت للتوقف عن العمل».

المصري اليوم في

04.04.2014

 
 

بعد عرضه في "أبوظبي السينمائي"

"همس المدن" العراقي ينال تنويهاً خاصاً من "سينما الواقع"

24 - خاص 

نال الفيلم الوثائقي العراقي الطويل "همس المدن"، للمخرج المتميز قاسم عبد، تنويهاً خاصاً من مهرجان "سينما الواقع" في فرنسا. جاء ذلك في عرضه الأوروبي الأول، بعد عرضه في "مهرجان أبوظبي السينمائي"، في دورته الأخيرة، خلال شهر أوكتوبر (تشرين الأول) 2013.

وكان "همس المدن"، الحائز على دعم من "مهرجان أبوظبي السينمائي"، شارك في المسابقة الدولية، ضمن 9 أفلام وثائقية، في إطار "سينما الواقع"، وهو الفيلم الوثائقي الطويل، الذي يرصد وقائع الحياة اليومية في كل من مدينة رام الله، وبغداد، وأربيل، من خلال متابعات استغرقت قرابة 10 سنوات، اختار خلالها المخرج قاسم عبد ترك الكاميرا لتمارس دور المراقب الإبداعي الذي يمكن له من خلال متواليات يومية ودورية مقاربة همسات المدن الضاجة، والتي تقف على حافة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية.

يُذكر أن فيلم "همس المدن"، ينتمي إلى مدرسة خاصة في نوع الفيلم الوثائقي، ساهم فيه عدد من كبار صناع الأفلام الوثائقية في تاريخ السينما العالمية، ويعمل المخرج قاسم عبد على تأصيلها عربياً، حيث تلعب الكاميرا الدور الأول والأساس، دون التدخّل فيما تلتقطه، فلا تعليق ولا مؤثرات، تساهم في تزييف الحقيقة السينمائية، وسبق لقاسم عبد أن قدّم أفلاماً من هذا الطراز، نالت استحساناً نقدياً وجوائز، كما في فيلمه عن "حاجز سوردا"، الذي أمضى سنوات في رصد قيام واختفاء هذا الحاجز، في الضفة الغربية المحتلة، وهو الحاجز الذي ولّد الكثير من المعاناة للفلسطينيين في حياتهم اليومية، بينما أنشأوا على حافتيه صوراً من أشكال الحياة الموازية.

هنا، يستطيع فيلم "همس المدن"، إعطاء درس في الفيلم الوثائقي، من خلال الصورة فقط، وعبر المراقبة اللصيقة والحثيثة، بشكل دؤوب وعنيد، فأمكن له تقديم صور عن رام الله وبغداد وأربيل، وتحوّلاتها، بما يمكّن المشاهد من تكوين صورة عن المدينة العربية، في مناطق مختلفة، تعيش على إيقاعات الحذر، لا تستطيع إلا الكاميرا الذكية التقاطها، وبإدارة مخرج يعرف معنى الفيلم الوثائقي ودوره، وكيف يجعل المشاهد يعود لرؤية ما تغفل عنه العين العادية، بينما تلتقطه العين السينمائية، وتعيد تقديمه ببراعة.

موقع "24" في

04.04.2014

 
 

فيلم "المعلوم المجهول"البحث عن معنى في بحر كلمات رامسفيلد المبهمة

(عن وكالة رويترز) 

بعد مقابلات مضنية على مدى 11 يوما مع وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد اكتشف المخرج السينمائي إيرول موريس أنه لم يقترب قيد أنملة من فهم هذه الشخصية أكثر منه حين بدأ يعد عنها فيلمه الوثائقي "المعلوم المجهول" The Unknown Known).

اشتق الفيلم اسمه من عبارتي وزير الدفاع السابق (المعروفات المعروفة) و(المجهولات المعروفة) في غمار رده على سؤال صريح ومباشر طرحه عليه أحد الصحفيين.

ويعطي الفيلم وزير الدفاع السابق مهندس الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وما تلاه من احتلال محفوف بالمشاكل فرصة لشرح وجهة نظره ومنطقه. وعرض الفيلم في مهرجان تيلوريد السينمائي في ولاية كولورادو الامريكية في أغسط .

وقال موريس في مقابلة قبل عرض فيلمه في دور السينما الأمريكية يوم الجمعة "اعتقدت أنه (الفيلم) سيكون مدخلا.. وسيلة للتحقيق في سؤال كيف انتهى بنا الأمر إلى الوضع الذي كنا فيه."

ويرى موريس الذي اشتهر بافلامه الوثائقية ومنها "الخيط الأزرق الرفيع" The Thin Blue

Line و"ضباب الحرب" The Fog of War أنه حين أعطى رامسفيلد الفرصة لشرح منطقه لم يفعل الوزير السابق أكثر من ترديد مباديء سطحية واللجوء الى التعميم سعيا لتحقيق ذاته.

ويعلق موريس ساخرا أنها "مباديء قد تجدها في أوراق الحظ التي توضع في قطع الحلوى الصينية."

يقول رامسفيلد (81 عاما) الذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيسين الجمهوريين جيرالد فورد وجورج دبليو بوش في الفيلم الوثائقي "غياب الأدلة ليس دليلا على الغياب" ويقول أيضا "بعض الأشياء تنجح والبعض الاخر لا.. وإذا كان هذا درسا .. نعم هو درس ويقول موريس عن رامسفيد الذي كان يحب التحدث مع وسائل الاعلام باسهاب عن أفكاره "ما يدهشني حقا هو ان الناس كانوا مفتونين بهذا البحر من الكلمات.

"لا أعرف ما اذا كان هو شخصيا يرى نفسه بوضوح."

وكان فيلم موريس (ضباب الحرب) الوثائقي قد فاز بجائزة أوسكار عام 2003 وشرح فيه وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت مكنمارا الذي شغل المنصب خلال حرب فيتنام فلسفته في الحرب واكتسب هذا الفيلم قوته من اعلان مكنمارا عن أسفه الصريح للفشل والثمن الذي دفع في هذه الحرب من أرواح.

عين على السينما في

04.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)