كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

بيروت تستعيد العندليب عبد الحليم حافظ حكاية عصر

مايكل عادل/ القاهرة

 

37 عاماً مرّت على انطفاء العندليب الأسمر. الفتى اليتيم الذي قوبل بالسخرية في أولى حفلاته الجماهيرية، سرعان ما تحوّل أيقونة خالدة وأحد عمالقة هذا العصر. عَبَرَ سماء الأغنية المصرية كالشهب، تاركاً 230 عملاً و16 فيلماً تعكس تحولات مصر نفسها. الجامعة الأميركية في بيروت «تفتكر» الفنان الراحل باحتفالية خاصة بأغنياته الرومانسية

بمشهد علوي لشاب نحيف بملابس بسيطة يدخل مقر الإذاعة المصرية عام 1951، قد تبدأ القصة. دخل الشاب مصافحاً كل من قابله، حاملاً بيده ملفّاً يحوي كل أوراقه التي تمتلك مقار الحكومة نسخاً أخرى منها. دخل في ممر طويل. قابل رجلاً فصافحه وتحركا سوياً إلى الاستوديو، ليبدأ الفتى قائلاً: «قصيدة «لقاء» للشاعر صلاح عبد الصبور، هغنيها بألحان زميلي كمال الطويل».

بمجرد أن انتهى من الغناء، وقف رجل بعين الخبير، وطلب مقابلته على انفراد، ليخبره بأنه لم يمنحه فقط تصريح الغناء في الإذاعة، بل أعطاه اسمه الذي لازمه طيلة عمره القصير. بمجرد سماع الإذاعي حافظ عبد الوهاب صوت الشاب عبد الحليم شبانة، قرّر أن يقدّم للمَجد عضواً جديداً في سجلّاته، وأن يقدّم الشاب إلى الجماهير حاملاً اسمهما معاً.

بالمشهد العلوي نفسه، خرج الشاب متحمّساً سعيداً لا تطيق قدمه لمس الأرض ولا إغلاق فمه من الابتسام ولا تحمّل الصبر. ذهب ليقابل أخته علية شبانة ليخبرها بما حدث تفصيليّاً، ثم هرع ليقابل الملحن محمد الموجي ليبدآ بصناعة أول أغنية يقدّم بها نفسه كمطرب إذاعي.

وبالفعل، في بدايات العام التالي لحصوله على إجازة الغناء في الإذاعة، جلست عليّة شبانة في منزلها إلى جوار جهاز الراديو، لتخترق أذنها نبرات المذيع المنضبطة المحافظة، قائلاً «الأغنية التالية بعنوان «يا حلو يا أسمر» من كلمات سمير محجوب، ألحان محمد الموجي، غناء عبد الحليم حافظ». كانت هذه المرة الأولى التي يبدأ المصريون يومهم بصوت عبد الحليم حافظ (21 يونيو 1929 ـــ 30 مارس 1977). لم تكن الأخيرة بالطبع، ولا يحتمل أن تكون يوماً ما.

كان عبد الحليم يعلم جيداً أنه لم يأت ليشغل مساحة زمنية قبل أن يخرج المطرب عبد العزيز محمود إلى خشبة المسرح وسط ترحيب رهيب من الجمهور. كان يعلم جيداً أنه لن يعيد إنتاج أعمال أحد، ولن يكرّر تجربة سابقة. من أجل ذلك، قرر أن يبدأ مشواره بالأصعب: أن يقدم نفسه بلا قشرة كلاسيكية، ولا ذرة استجابة لنغمة سائدة بين المطربين.

تعامله مع بليغ حمدي والأبنودي كان ذروة نضجه الفني

خرج للمرة الأولى أمام الجماهير عام 1952 ليغنّي «صافيني مرّة» (كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي) ليحدث المشهد الذي كان لا بد له أن يحدث. قابله الجمهور بالسخرية والضحك بصوت مرتفع. تطوّر الأمر إلى إلقاء الورق والقمامة وأعقاب السجائر عليه ثم إلقاء المقاعد تجاه المسرح.

بمشهد علويّ ثالث، نرى هذه المرة الفتى ذاته مغادراً المسرح من الباب الخلفي ناظراً إلى الأرض التي تكاد تبتلع قدميه النحيفتين ليختفي وسط زحام السائرين ليلاً في شوارع القاهرة.

أثناء ذوبانه ذاك، ربما كان يفكّر بأنّه كان مخطئاً حين رفض منحة السفر التي حصل عليها بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية عام 1948، وربما تذكّر حزنه آنذاك إثر عودة الجيوش المهزومة من أرض فلسطين وسط نحيب الشارع المصري وإعلان الانسحاب. ربطه ذلك بتلك، جاء ربما بدافع إحساسه بالهزيمة والرغبة في الانسحاب، موبّخاً نفسه على إهدار أربع سنوات من عمره في العمل كمدرِّس للموسيقى في طنطا. المؤكد أنّه لم يعلم وقتها أنه سيأتي اليوم، حين يسمعه الجميع يغني «إبنك يا قدس لازم يعود على أرضها»، أو أنه سيجسد دور مدرّس الموسيقى البسيط في فيلم «شارع الحب» (1958). لم يربط بين ما مضى وما هو آت، لكنه لم يقلع عن الحلم ولم يخسر عناده الذي تميز به.

بخروج اللواء محمد نجيب وإلى جواره «البكباشي» جمال عبد الناصر عام 1953 لإعلان سقوط الملكيّة وقيام جمهورية مصر العربية، وإعلان بداية جديدة قد تحمل المزيد من الأمل إلى جوار أشكال جديدة من التحديات، قرر عبد الحليم أن يعيد تجربته مع الجمهور. وحين نقول إنّه قرر إعادتها، لا نتحدث فقط عن وقوفه بعناده وقوة شخصيته أمام الجمهور نفسه، وعلى المسرح عينه. بل نتحدث أيضاً أنه أعاد الأغنية نفسها بثقة أكبر، فاستقبلها الجمهور هذه المرة بالترحاب والتصفيق والتهليل.

يتكرر المشهد العلوي للفتى الذي يخرج هذه المرة وسط ملاحقة الصحافيين والمصوّرين والجمهور الذي كان النواة الأولى لمعجبين ومعجبات وصلوا إلى عشرات الملايين. لم يخرج الشاب هذه المرة وحيداً، بل إلى جوار مَن استهدفهم بفنه.

لاحقاً، تعاون عبد الحليم مع ملحنين كثر خارج متلازمة الموجي/ الطويل. تعاون مع «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب ليبدأ مرحلة جديدة وميلاداً جديداً لتجربته من خلال «أهواك» و«فاتت جنبنا» وأغنيات أخرى.

إلى جوار عمله في الغناء، خاض تجربة التمثيل مع فيلم «لحن الوفاء» عام 1955. كان يعلم جيداً كيف يصل إلى الجمهور من كل الجهات، فالحفلات لها جمهورها، والإذاعة لها جمهورها، والسينما لها جمهورها. ومن خلال أفلامه، قدم أشهر أغانيه التي يرددها محبوه حتى اليوم.

إذا قلنا إنّ المرحلة الأولى لـ«العندليب الأسمر» كانت من خلال متلازمة الموجي/ الطويل في الألحان بالإضافة إلى محمد حمزة وسمير محجوب على مستوى الكلمات، وأنّ المرحلة الثانية كانت من خلال تعاونه مع محمد عبد الوهاب، فإنّ المرحلة الثالثة والأهم التي شهدت ذروة نضجه الفنّي كانت من خلال متلازمة بليغ حمدي، خصوصاً التعاون مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي. يمكننا أن نسميها متلازمة الأبنودي/ بليغ.

بعد عودة الجيوش مهزومة إثر نكسة 1967 وتوغّل جيوش الاحتلال في سيناء والقدس، تكاتف الفنانون المصريون ليطوفوا العالم بحفلات راح عائدها إلى ما يسمى «المجهود الحربي» لدعم إعادة بناء الجيش المصري وتسليحه وإزالة آثار العدوان. خلال جولته، أقام عبد الحليم حفلة تاريخية في قاعة «آلبرت هول» في لندن. يومها، قدّر الحضور بأكثر من سبعة آلاف. وخلال الأمسية، قدّم أغنيتين جديدتين، أهدى إحداهن إلى القدس وهي «المسيح»، والأخرى إلى سيناء وهي «عدّى النهار». قدمهما بدموعٍ وحزن وإحساس شديد أدى إلى وضعهما كشعار للمرحلة آنذاك.

في بداية مشواره، كان عبد الحليم يشارك في حفلة بحضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وكان مقدّراً أن تبدأ فقرته بعد فقرة أم كلثوم. وكما اعتادت أمام عبد الناصر، أطالت «كوكب الشرق» فقرتها بالإعادة والسلطنة والاندماج حتى تخطت فقرتها وفقرته وقاربت الساعة الواحدة فجراً، حتى خرج عبد الحليم على الجمهور قائلاً «لا أعلم، هل أفرح لغنائي أمام عبد الناصر أم أحزن لأنّ فقرتي قد تم التعدّي عليها؟». ذلك القول حُسب كجريمة وقتها نظراً للهجته في الإشارة إلى أم كلثوم التي بلغت حدّ القدسية عند الشعب والقيادة السياسية وقتها.

أشعل هذا الموقف أزمةً كبيرة أدت إلى استدعاء عبد الحليم للتحقيق أمام النيابة العسكرية وأجهزة الأمن السياسي، إلى أن وصل الخبر لجمال عبد الناصر، فأمر بإغلاق الملفّ. وبعدها بسنوات، التقطت صورة لعبد الحليم يقبّل يد أم كلثوم حين تقابلا في مناسبة عامة.

لكن عنصر «الكيد» المعروف عن عبد الحليم لم يتركه. حين حلّ في لقاء تلفزيوني، سأله المذيع بنظرة مزاح قائلاً «من هي مطربتك المفضّلة؟». أجابه عبد الحليم ضاحكاً «الفنانة اللبنانية فيروز. نهاد حداد الشهيرة بفيروز». في يوم 30 آذار (مارس) عام 1977 وبمشهد علوي أخير، خرج عبد الحليم متمدّداً وسط 2.5 مليون مواطن حملوه على أكتافهم ليودّعوه الوداع الأخير.

«ضحك ولعب وجد وحبّ» اليوم في الـ AUB

لارا ملاعب

بدءاً من الثالثة من بعد ظهر اليوم، تنظم «دائرة اللغة الانكليزية» و«دائرة اللغة العربية» في «الجامعة الأميركية في بيروت» بالتعاون مع «دار نلسن» احتفالية خاصة بالأغنيات الرومانسية لعبد الحليم حافظ في الذكرى الـ 37 على رحيله. ما يميز «ضحك ولعب وجدّ وحب»، هو تناول مسيرة «العندليب» من مختلف جوانبها: عبد الحليم الصوت، الأداء، اللحن، والكلمة، ليكون معنا باقة من الاختصاصيين في المجالات الأربعة.

تأتي ترجمة بعض الأغنيات من قبل تلاميذ صف الترجمة في الجامعة الأميركية، للدلالة على أهمية الكلمة عند الفنان الراحل. تشارك في الحضور رلى بعلبكي (المشرفة على الترجمة) التي ستتحدث عن مخاض هذا العمل، والغنى اللغوي في هذه الأغنيات، إضافة إلى حضور رئيس «دائرة اللغة الانكليزية» ديفيد رزلي، ورئيس «دائرة اللغة العربية» ديفيد ويلمسون اللذين سيتطرّقان إلى تقنيات الترجمة وصعوبة نقل الصورة التعبيرية إلى اللغة الانكليزية.

سيتحدث أيضاً الكاتب شادي علاء الدين، والناشر سليمان بختي عن مدى اهتمام الفنان الراحل بالكلمة كما اللحن. الشاب اليتيم الذي جاء إلى وسط فني متقدم عليه في السن، كان يتسابق مع زملائه إلى أشهر شعراء عصره وملحّنيه أيضاً. ينتقي كلمات أغانيه باهتمامٍ بالغ، حيث يعود لصناع النبرة الشعرية كما يشير بختي، ليدوزن نَفَسه الأدائي على مضمون كلامهم العميق. كان يذهب أحياناً إلى تغيير بعض الكلمات لتناسب العقلية الاجتماعية لجمهوره. نعم. لم يكن صاحب «سواح» ليخاطر بنجاحٍ ضحّى لأجله كثيراً، ليخرج عن السرب ويقول «يا ولدي قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب». يومها وافقه الشاعر نزار قباني في التعديل إلى «من مات فداء للمحبوب». لطالما عرف متى يكون ثائراً ومتى يكون ابناً مطيعاً للدولة ومتى يكون فناناً «فقط». أما عن الشق الموسيقي (لحنياً وأدائياً)، فسيتحدث المؤرخ الياس سحاب الذي عاصر الراحل وجمعته لقاءات عدة به. وسيكشف في الندوة شخصية ذاك الفتى الفنية التي التمسها عن كثب. سيحيي الاحتفال الفنان الملتزم سليمان زيدان الذي سيقدّم أغنيات لعبد الحليم، منها «صافيني مرة» و«قولي حاجة». تحية لهذا العندليب الذي سيطر رغم قصر عمره على جمهور النصف الثاني من القرن العشرين، ولا يزال طيفه يقف مع أطياف عمالقة ذاك العصر، كمرجع لهواة الفن ومحترفيه.

احتفالية «ضحك ولعب وجد وحبّ»: بين 15:00 و17:30 بعد ظهر اليوم ــ قاعة «وست هول» (الجامعة الأميركية في بيروت)

الأخبار اللبنانية في

02.04.2014

 
 

فيلمان .. ومال عربي في سينمات العالم

زياد الخزاعي (لندن) 

غاب العرب وأفلامهم الطويلة، هذه المرّة، عن الخانات الرئيسة للدورة الـ64 (6 ـ 16 شباط 2014) لـ"مهرجان برلين السينمائي"، وحضر مال مِنَحهم على واجهة محيط ساحة "بوتسدامر" الراقية. هل هذا مدعاة فخر؟ ربما. إلاّ انها فرحة عاثرة. لا ضير من مشاركة مال سينمائي عربي في نتاجات عالمية. مرّت تجارب الدعوم العربية، منذ أعوام قريبة، على عناوين، كثيرها متواضع القيمة، وقليلها ذو مغزى ونفع ومردود.

مثلٌ على ذلك: فيلمان أميركيان لاتينيان. الأول بعنوان "تاريخ الخوف" للأرجنتيني بنجامين نايشتات (المسابقة الرسمية)، الحاصل على منحة "مؤسّسة الدوحة للأفلام" في قطر، التي اعتبرته "مشروعاً مبتكراً يجسّد صوتاً جديداً ومثيراً في السينما العالمية". يشي عنوانه المباشر بروحيّة خطابه الطبقي والسوسيولوجي القاتم حول فئة اجتماعية مرفّهة، تتحصّن في مجمّع سكني شديد الحراسة. الثاني بعنوان "سيزار تشافيز" للمكسيكي دييغو لونا (عروض خاصة)، المسنود من قبل شركة "إيمج نيشن أبو ظبي"، الذراع التابع لـ"شركة أبوظبي للإعلام" الإماراتية. وهو يحمل اسم شخصية نقابية من أصول "هسبانية"، خُلّدت بنضالها الأسطوري في الذود عن حقوق قطاع خدميّ مسحوق في جنوب الولايات المتحدة. يمثّل الفيلمان نوعين متضاربي الدوافع والمعالجات. لا نقاش هنا حول مرجعية دعمهما وغرضيته، فهذه قضية جديرة بسجال خاص أكثر روية. إن مَنْ يقرأ معالجتيهما الأدبيتين، لا بدّ من أنه أُخذ بالرنّة الخاصة لحدثيهما الثقيلي المقاصد، على أن يفاجأ، مهما كانت فطنته وخبرته، من أن خواتمها على الشاشة جاءت مخفقة. الجليّ أن نصّيهما استندا إلى شخصيتين هائلتي الدراما، خانتهما تثاقفية فكرة العمل الأول، وقلة ابتكارية العمل الثاني.

استهدف نايشتات (1986) ثيمة خلاّبة ولعوب، سؤالها أزلي: ما هي تمظهرات خوف البشر؟ كيف يغويهم وينال من شجاعاتهم؟ هل الروع قيمة سايكولوجية أم قانون سياسي تفرضه قوى غامضة تسعى إلى التسيّد وإرضاخ قطيعها البشري بأي ثمن؟ في مفتتح عمله، تطلق طائرة هليكوبتر غير مرئية، عبر ميكروفون زاعق، تحذيرات أبوكالبتية تنذر قاطني الأحياء الراقية في ضواحي بيونس آيريس بنهاية الأمان. على الأرض، نتابع يوميات عامل شاب يمتحن رعب الآخرين بأشكال استفزازية. تارة أولى حول مجرمين وهميين اقتحموا المجمّع، وتارة ثانية حول ولد يافع يهين والده بينما الظلمة تحاصرهما، وتارة ثالثة حول لعبة أسئلة خبيثة يورّط بها ضيوف عائلة سعياً إلى إثارة فزعهم. إنها حكاية أناس مذعورين من كل شيء، بدءاً من أزمة الاقتصاد العالمية، إلى فوبيا اختفاء أولادهم، مروراً بهواجسهم الجنسية. مثلما هي أُحدُوثة حول رقي اجتماعي مرهون بحصانات طبقية تهدّدها حثالات بشرية. "تاريخ الخوف" أقرب إلى دفتر كائن "سيكوباثي"، ينتهي متفرّجه إلى فراغ سينمائي، وادّعاء خطابي، على الرغم من قوّة صنعته.

شخصية النقابي سيزار تشافيز (1927 ـ 1993) أقوى بدرامية حياته وتفاصيلها من أفلمتها على يدي لونا. رجل عصامي وجسور وعنيد وملهم. صاحب المقولة الشهيرة: "نعم، نحن قادرون"، التي وجدت صداها لاحقاً في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك أوباما. انخرط في العمل النقابي بداية الخمسينيات الماضية، قبل أن يُجبر إقطاعيي تكساس البيض على الاستسلام، وتأمين حقوق جحافل من عمال السخرة "الهسبانك". انتصار لونا لحكاية تشافيز خطوة سينمائية بليغة. بيد أن اختياره خطاً سردياً تراكمياً شديد التقليدية، جعله مغرقاً بأنفاس هوليوودية تفخيمية غير مبرّرة، أثقلت بدورها الدقائق المئة بثرثرة متواصلة هدفت بعناد إلى "نفخ" بطولته التي لا غبار عليها. إلى ذلك، فإن محاولة لونا (1979) تحويله إلى إيقونة طبقية عرقية ذات مسوح يسوعية شابها عوج إيديولوجي، كون الرجل اختار طريقه كعامل سخرة وهو في السابعة عشرة من عمره، كي لا تعمل والدته في قطف الخضراوات، وهو فصل أسقطه لونا من حساب فيلم محسوب النيّات، لكنه خال من حماسة السينما.

السفير اللبنانية في

02.04.2014

 
 

فاز بجائزة أفضل عربي لـ"سينما المرأة"

"خلف الأبواب المغلقة": فيلم مغربي جديد عن التحرّش الجنسي

24 - خاص 

يُخصّص المخرج المغربي محمد عهد بنسودة فيلمه الروائي الطويل الجديد "خلف الأبواب المُغلقة"، لتناول موضوع التحرش الجنسي، من خلال حكاية موظفة شابة وجميلة، تقع في براثن مديرها الذي لن يكفّ عن محاولات الإيقاع بها، والتحرّش الجنسي، الذي يصل حدّ مضايقتها في العمل والحياة، ونصب المكائد اللئيمة، لتحقيق مراده.

وعلى رغم أن الفيلم لم يعتن كثيراً بالتأسيس لأسباب تهوّر المدير، وانجرافه وراء غرامه الطائش بالموظفة الشابة، إلا أنه أظهر أن المدير متزوجّ من إمراة على قدر من الجمال والجاه، كما أن الموظفة من ناحيتها تعيش زواجاً سعيداً، مع زوجها الشاب المُتفهم، والمُساند لها في محنتها. كما اهتم برصد محاولات الموظفة التصدّي لتحرّشات مديرها، والاستعانة بزوجها، وبالمدير العام في الشركة، والمحامية المُتخصّصة في هذه القضايا، للخلاص من هذا المأزق، الذي بدا أن لا حلاً له إلا من خلال الانسياق مع المدير، بغية إيقاعه في الفخّ، وفضحه بالجرم المشهود.
حاول الفيلم، في غير مشهد منه، تقديم مداخلات حقوقية قانونية، وتحليلات نفسية علمية، تشرح أسباب التحرّش الجنسي، وتسلّط الضوء على هذه الآفة، التي تشكو منها بعض المجتمعات العربية. ومال "خلف الأبواب المُغلقة"، في بعض الأحيان إلى اقتراحات حلول تتمثل في لجوء بعض شخصياته إلى "حشمة اللباس"، باعتباره يُمكن أن يكون رادعاً لمن تسوّل نفسه من الرجال، خاصةً مع اختفاء العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يحيل البعض ظاهرة التحرّش الجنسي إليها، فنحن في "خلف الأبواب المُغلقة"، مع شخصيات من النخبة الاجتماعية والاقتصادية، ومع شخصيات من المُفترض أنها مثقفة واعية، ولكن هذا لم يمنعها من الوقوع في المأزق.

يُذكر أن فيلم "خلف الأبواب المغلقة" للمخرج محمد عهد بنسودة، نال جائزة أفضل فيلم لـ"سينما المرأة"، في "مهرجان مسقط السينمائي الدولي" 2014.

موقع "24" في

02.04.2014

 
 

«فبـرايـر الأسـود» و«الشتـا اللى فات» فيلمان فى الميزان

كتبت : جيهان الجوهري 

قليلة هى أسماء المخرجين الذين يترقب الجمهور أفلامهم الجديدة ومنهم محمد أمين الذى ينتمى لسينما المخرج المؤلف والثانى هو إبراهيم البطوط أحد المخرجين المتميزين فى عالم السينما المستقلة، وكانت له تجارب ذات شأن فى هذه النوعية وهما «حاوى» و«عين شمس» أول فيلم شاهدته كان «فبراير الأسود» لعدة أسباب أن مخرجه يقدم فيلماً كل خمس سنوات يحمل توقيعه كمخرج ومؤلف، بدأها مع المنتج سامى العدل الذى قدم الثلاثى أحمد عيد وفتحى عبدالوهاب وأحمد رزق فى «فيلم ثقافى» ثم قدم فيلم «ليلة سقوط بغداد» لأحمد عيد وبعد سنوات كان أجمل أفلامه «بنتين من مصر» الذى ظهرت فيه «زينة» بشكل مختلف على مستوى الأداء وشهد نفس الفيلم أول تعارف بين الأردنية «صبا مبارك» والجمهور المصرى ليكون هذا الفيلم فاتحة خير عليها.

فى فيلم «فبراير الأسود» قد تعتقد فى البداية أن اسم الفيلم سيكون له علاقة بخطاب التنحى لمبارك مما يعطى انطباعاً أن الفيلم ضد الثورة إلا أنك ستكتشف أن اسمه يعبر عن حادثة تعرضت لها أسرة بطل الفيلم «خالد صالح» ولم يجدوا سوى الكلاب لإنقاذهم، حيث اهتمت الجهات الأمنية بالدولة بإنقاذ الذين يشغلون وظائف سيادية مثل عائلتى المستشار وأحد الضباط ليصبح هذا التاريخ بمثابة ذكرى سنوية تذكر عائلة خالد صالح بهذه الحادثة ومن خلالها يفجر  محمد أمين القضية الرئيسية فى فيلمه وهى «تحول الإحساس بالمواطنة» بسبب الانفلات الأمنى، خاصة بعد ثورة 52 يناير وانعكاسه السلبى على تفكير المواطنين للخروج من هذا المأزق و رغم طزاجة القضية لكن   لابد أن تجد نفسك متورطا فى المقارنة بين «فبراير الأسود» وبين فيلم «ليلة سقوط بغداد» الروح واحدة بين الفيلمين   سواء فى تشابه وظيفة الأبطال أو القضية التى سبق وقدمها فى «بغداد» ويكرر طرحها  بشكل آخر فى فيلمه الجديد وهى «عدم الاهتمام بالعلم والعلماء» بجانب القضية الرئيسية.

الشخصية الرئيسية هى لأستاذ الجامعة «خالد صالح» وهو كبير العائلة وشقيقه طارق عبدالعزيز الذى ترك أبحاثه العلمية واتجه لصناعة الطرشى البلدى- لاحظ حضرتك أن أحمد عيد فى «سقوط بغداد» كان طالبا «نابغة» تخرج فى كلية العلوم ولم يجد أى تقدير من الدولة لتبنى أبحاثه لذلك نراه عاطلاً لايفعل شيئا سوى تعاطى المخدرات إلا أن تتلقفه يد معلمه «حسن حسنى» وهى الشخصية المقابلة لخالد صالح فى «فبراير الأسود» وعلى عكس فيلمه «بغداد» اختار  محمد أمين فى فيلمه الجديد الهجرة والفرار من «المواطنة» كهدف يسعى له الكثيرون فى ظل الواقع المرير الذين يفتقدون فيه الأمن والأمان-  لا ننكر أن الموضوع هو البطل فى فيلم «فبراير الأسود» أى أنه ليس فى حاجة لنجوم شباك هو فقط يحتاج لممثلين لديهم  القدرة على توصيل فكرة المؤلف للمتفرج بلا فذلكة واختار محمد أمين أن يبلور فكرته من خلال أسرة «خالد صالح» الباحثة عن توفير الحماية والأمان كهدف رئيسى يسعون له بأساليب متعددة   سواء كان عن طريق الهجرة أو طلب اللجوء السياسى أو الدينى أو حتى الجنسى أو الولادة على متن طائرة ليحصل المولود على جنسية بلد أجنبى  يتبعها جنسية لباقى أفراد الأسرة أو زواج إحدى بنات الأسرة من أحد رجال السلطة للاحتماء به، أو الزج بالابن ليكون لاعب كرة فى نادٍ شهير لأن اللاعب يجد كل تقدير من الدولة على عكس الباحث العلمى.

وبالطبع هذه المواقف كفيلة بتصدير كمية ضحك للمتفرج لابأس بها. لكن للأسف جاء تنفيذ هذه المشاهد بشكل محبط وغير متوقع من مخرج حقق نجاحات من قبل ليخرج فيلمه فى النهاية بقليل من الإبداع والخيال وكثير من الخسائر.يحسب للشركة العربية مجازفتها لإنتاج فيلم لا يحمل أفيشه اسم نجم سينمائى مضمون فى شباك التذاكر، خاصة أن الشركة العربية  خصصت ميزانية لا يستهان بها فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.. طبعا هذا لا ينفى تقديرنا لنجومية خالد صالح والمسلسلات التى تباع باسمه فى الدراما التليفزيونية. لكن المؤكد أن للسينما حسابات مختلفة.

الشتا اللى فات

سبق لى مشاهدة فيلم «الشتا اللى فات» بالدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ونال الفيلم رد فعل جيدا من الحضور  لكن بعد عرض الفيلم جماهيريا  فضلت مشاهدته للمرة الثانية مع الجمهور لسببين أولهما أننى أمام عمل فنى جيد يستحق المشاهدة وثانياً رغبتى فى معرفة رد فعل الجمهور تجاه فيلم لاينتمى للسينما التجارية بعد ثورة 52يناير، مبدئيا فيلم «الشتا اللى فات» ينتمى لنوعية الأفلام المستقلة التى يصرف عليها صناع الفيلم نفسه سواء كانوا أمام الكاميرا أو خلفها والمعروف أن هذا الفيلم حصد جوائز عديدة فى مهرجانات سينمائية عالمية وعندما تعرف أن بطل الفيلم ومنتجه هو عمرو واكد المؤكد أنك لن تصيبك الدهشة هو منذ بداياته وهو مجنون فن لذلك طبيعى أنك تجده فى أعمال تضيف لرصيده الفنى لكن بلا مكاسب مادية وقد  نجده صاحب مشروع له علاقة بالفن لكن لايفسح لى المجال حالياً لسرد شطحات ممثل موهوب أعتاد المغامرات الفنية منذ أول أفلامه «جنة الشياطين» مع محمود حميدة.

اختار إبراهيم البطوط شعار «الكرامة والحرية» لينقلنا داخل أجواء فيلمه واختار  فترة من يناير 2009 إلى يناير 2011 لينطلق بفكرة فيلمه التى تركز على إهانة وكسر نفس كل من يفكر  ضد النظام، وفى ذات الوقت أنت لاتستطيع اعتباره فيلما عن الثورة بل أنت أمام حالات إنسانية تستحق التوقف والتأمل  خاصةً أن كل مشهد به يجعلك تشعر بأنك تشاهد سينما على حق، وفى فيلم إبراهيم الباطوط أنت ليس أمام حدوتة تستطيع سردها بل أمام شخصيات من لحم ودم ربما تكون قابلتهم بالأمس وربما تلتقيهم اليوم أو غدا  مادامت «كسرة النفس  والقهر» التى رسخها نظام فاسد طوال فترة حكمه لم تختف بل موجودة ويمارسها آخرون آخرون تحت مسميات أخرى، وظهر ذلك فى نهاية الفيلم عندما كتبت أرقام توضح عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين، مشيراَ إلى أن العد لايزال مستمراً.

الشخصيات

عمرو واكد مهندس كمبيوتر وهو الشخصية الرئيسية  المفروض أنه تم اعتقاله مرتين  الأولى عندما خرج فى مظاهرات تدين إسرائيل فى حربها على غزة عام 9002 وفيها إشارة واضحة إلى عمليات تعذيب وقهر المواطن من قبل جهاز اعتاد اعتبار المواطنين عبيدا لدى النظام الحاكم ليس من حقهم  استنشاق مذاق الحرية، وفى مشهد بالغ الدلالة يقول ضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» لعمرو واكد بعد تعذيبه «العدو الحقيقى لنا هو الجهل وليس إسرائيل»، والثانية فى بداية ثورة 52 يناير 1102 وفى المرتين كان يحقق معه نفس ضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» وبالطبع كان يغلب على التحقيقات تعذيب جسدى ومعنوى يجعل أى أحد يخرج من تحت أيديهم مضطربا يتجنب الحديث مع أى أحد حتى إذا كان جاره وظهر ذلك فى أحد مشاهد الفيلم بجانب مشهد آخر أكد على ذلك عندما طلب عمرو واكد من بواب العمارة أن يحضر له ما يكفيه من طعام حتى لا يضطر النزول للشارع.

الشخصية الثانية هى «فرح يوسف» المفروض أنها مذيعة  وتربطها علاقة حب بعمرو واكد لكنها تقع ضحية لرئيس قناة  ويحاول أن يقنعها بتهدئة الأمور أثناء إذاعة برنامجها من خلال الكذب والتضليل لكنها اختارت   عدم الانضمام للقطيع الإعلامى الذى ظل حتى النفس الأخير يدافع عن النظام وبطانته وتقرر ترك القناة والبرنامج لتنزل الشارع مع الثوار.

أما ثالث شخصية فهى لضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» الذى ينتمى قلباً وقالباً للنظام السابق ويجيد استخدام وسائل التعذيب  المختلفة وكسر نفس المقبوض عليهم، هذا الممثل عندما تشاهده فى هذا الدور ستعتقد أنه كان ضابط أمن دولة سابق وأن «إبراهيم البطوط» استعان به فى فيلمه كشخصية حقيقية فأنت أمام وجه  «شمعى» لاتتبين انفعالاته يمارس عمليات التعذيب الجسدى والمعنوى بهدوء شديد لاتلمح ثورة غضبه إلا بعد فشل زملائه فى السيطرة على ما يحدث فى ميادين مصر أثناء ثورة 52 يناير، ولكنك ستندهش عندما تعلم أنه يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا وأعتقد أنه أحد المشاركين فى إنتاج هذا الفيلم.هذه الشخصيات تربطهم علاقات غير مباشرة ببعضهم البعض تتضح من خلال الأحداث.

شخصيات فرعية

فى بداية أحداث الفيلم نجد عمرو واكد يشاهد فيديو لأحد الأشخاص يعترف كيف تم تعذيبه وصعقه بالكهرباء وإهانته من قبل جهاز أمن الدولة لمجرد أنه صور فيلما عن «البوسنة» والمثير أن هذا الموقف حدث فعلا بالواقع وتم التصوير مع الشخص الحقيقى، ويتأثر عمرو واكد ويستعيد ذكريات ألمت به أثناء اعتقاله أول مرة عام 2009.ثانى شخصية كانت لأحد الشيوخ الذين يعتلون المنابر للخطبة فى صلاة الجمعة، حيث تم استدعاؤه وتم إهانته وعقابه معنوياً دون أن يلمسة أحد.أصدقاء الميدان نرى كيف أخذوا موقفاً من المذيعة «فرح» لتضليلها وكذبها على المتفرجين رغم أنها كانت فى نفس المشهد تنقل أحد المصابين، لكن يتغير موقفهم منها فيما بعد.

مشهد النهاية

يؤكد أن كل شىء كما هو لم يتغير، الثوار فى ميدان التحرير يملؤهم الأمل فى غد أفضل وذيول النظام فى مناصبهم بمسميات مختلفة ها هو ضابط أمن الدولة يمرح مع أولاده على أحد شواطئ العين السخنة.

أجمل مشاهد الفيلم

ذلك المشهد الذى تم فيه جمع بعض المعتقلين فى فناء كبير أشبه بمركز شباب فى منطقة شعبية من الأماكن الرائعة التى تشعرك بواقعية الحدث فهو يحتوى على طاولات كثيرة وكل معتقل أمامه أحد ضباط أمن الدولة يحقق معه  وكانت الكاميرا تنتقل بحرفية من معتقل لآخر وكان من ضمنهم عمرو واكد الذى اعتقل للمرة الثانية وهذه المرة يكون للتحقيقات مذاق يعبر عن  الثورة بعيدًا عن الخوف والقهر والانكسار.عمرو واكد أحرز هدفاً لايستهان به سواء على مستوى آدائه لشخصية تحتاج أداء تعبيرياً بالوجه والعين أكثرمن الحوار، وفرح يوسف من الممثلات اللائى تشعرك بأنها لاتبحث عن النجومية بقدر بحثها عن دور يقول شيئاً.

صباح الخير المصرية في

02.04.2014

 
 

موسم السينمــا بدون نجــوم!!

كتبت: ماجى حامد 

على الرغم من سوء الحالة الاقتصادية وعدم الاستقرار وغيرها من الظروف التى أثرت بالسلب على حركة الإنتاج السينمائى على مدار ثلاثة أعوم أى منذ اندلاع ثورة يناير فإن الجو العام يبشر بوجود انفراجة قريبة ستشهدها حركة الإنتاج السينمائىفخلال الفترة الماضية كادت التوقعات تؤكد أن المستقبل للأفلام المستقلة، فمع مطلع عام 2014 شهدت دور العرض السينمائية مجموعة من الأفلام التى برهنت على صحة تلك التوقعات ولعل من أشهر هذه الأفلام فيلم «لامؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة، فيلم «أسرار عائلية» للمخرج هانى فوزى، «فتاة المصنع» للمخرج الكبير محمد خان، «فيلا 69» للمخرجة آيتن أمين وغيرها من الأفلام التى حازت على إقبال الجمهور.

بالإضافة إلى نجاحها فى مختلف المهرجانات التى شاركت من خلالها وأخيرا فى شباك التذاكر الذى لا يزال فى مرحلة التعارف على مثل هذه النوعية من الأعمال بعد فترة طويلة كادت أفلام المقاولات خلالها أن تكتسح السوق لتصبح نموذجاً يحتذى به فى جنى أعلى الإيرادات.

وعلى الرغم من قلة عدد هذه الأفلام والتى شهدتها دور العرض مطلع عام 2014 إلا أن التوقعات بالكامل فى صالح مستقبل السينما المصرية فى ظل عودة اختلاف و تنوع الأفكار المطروحة لمبدعيها من الشباب، فى الوقت نفسه بدأ النشاط يقتحم بلاتوهات التصوير من جديد ولتشهد عودة قوية لأهم نجوم شاشة السينما بعد غياب لأعوام نظرا للظروف المحيطة و التى جعلت من المنتجين يخشون المغامرة بأحد الأفلام ضخمة الإنتاج لعدم ضمانهم للعبة الإيرادات التى ربما لم تصبح لعبتهم فى ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التى لا تميز بين كبير وصغير، سينما مقاولات أو سينما مستقلة فالكل سواسية أمامها وللإجابة عن السؤال الأهم وهو أين هم نجوم السينما ومتى ستعود الروح إلى السينما ليصبح الجمهور لديه حق الاختيار بين مختلف الأفكار والموضوعات دون الانحصار فى نوعية محددة من الأعمال؟ والإجابة من خلال السطور القليلة القادمة.

ئلا مؤخذة، فتاة المصنع والمعدية.. أحدث الأعمال السينمائية التى شهدتها دور العرض مؤخرا وهى لنجوم شباب خاضوا التجربة فى مغامرة فريدة من نوعها وفى النهاية الجميع أشاد بأدائهم وباختياراتهم، وأثناء ذلك كان النجم الكبير كريم عبد العزيز يخوض أحدث تجاربه والفيلم التسجيلى «القرار» وهو فكرة د.جمال العدل ومن إنتاج العدل جروب وإخراج أحمد عبدالعليم وهذا وقد انتهى كريم من تصوير أحداث الفيلم ليصبح جاهزا للعرض على شاشة عدد من القنوات الفضائية بالتزامن مع بدء الحملة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى، فى الوقت نفسه يستعد كريم لعرض أحدث أفلامه بعنوان «الفيل الأزرق» خلال أعياد شم النسيم القادم، «الفيل الأزرق» بطولة نيللى كريم وخالد الصاوى ومن إخراج مروان حامد، أما النجم أحمد حلمى فهو لا يزال فى مرحلة التحضير لأحدث أفلامه «صنع فى الصين» للمخرج عمرو سلامة والذى يتعاون من خلاله مع شركة دولار للإنتاج السينمائى حيث إنه من المنتظر أن يبدأ التصوير خلال أيام قليلة، من جهة أخرى يخوض النجم محمد هنيدى أحدث تجاربه السينمائية من إنتاج سكرين 2000 لأمير شوقى بعنوان فرصة سعيدة للمخرج مجدى الهوارى وقد وقع الاختيار على النجمة غادة عادل لمشاركته بطولة الفيلم بعد غياب 14 عاما منذ أن قدم الثنائى فيلم بلية ودماغه العالية.

ننتقل للنجم أحمد السقا والجزيرة 2 والذى من المتوقع أن يستأنف التصوير خلاله فى السادس من إبريل الجارى عقب توقفه خلال الفترة الماضية ليصبح أمامه ما يقرب من الأربعة أسابيع للانتهاء من تصوير مشاهد الفيلم لبدء عمليات المونتاج على أن يصبح جاهزا للعرض خلال موسم عيد الأضحى القادم، «الجزيرة 2» لا يمثل عودة للسقا وحده وإنما يشهد أيضا عودة للخالدين وهند صبرى وهو من إخراج شريف عرفة، أما عيد الفطر القادم فقد تم الاستقرار عليه حتى تشهد دور العرض عرض فيلم الحرب العالمية الثالثة من بطولة شيكو، هشام ماجد، أحمد فهمى والذى تم الانتهاء من تصويره مؤخرا وهو من إخراج «أحمد الجندى».

وفى الوقت الذى انتهى الفنان محمد رجب من تصوير أحداث فيلمه سالم أبو أخته للمخرج محمد حمدى والذى تشاركه البطولة من خلاله حورية فرغلى و الذى أيضا من المقرر أن يتم طرحه بدور العرض منتصف إبريل الجارى تستعد النجمة ياسمين عبدالعزيز لخوض أحدث تجاربها السينمائية بعنوان مطلوب عريس للسيناريست خالد جلال وللمخرج وائل إحسان ومن إنتاج أحمد السبكى، هذا وقد وقع الاختيار على النجم حسن الرداد لمشاركة ياسمين بطولة الفيلم فى ثانى لقاء يجمع بينهما بعد النجاح الذى حققه أول لقاء و فيلم الآنسة مامى.

بوابة روز اليوسف في

02.04.2014

 
 

«زي النهاردة»..

وفاة المخرج كمال سليم 2 أبريل 1945

كتب: ماهر حسن 

ولد المخرج السينمائي كمال سليم، في حى الظاهر، في 19 نوفمبر 1913، وكان والده يملك متجرًا لبيع الحرير، فلما توفي أصبح كمال هو المسؤول عن العائلة باعتباره الأخ الأكبر، ولكن بدلا من أن يتولى إدارة المتجر سافر إلى فرنسا لدراسة السينما.

وبعد أيام من وصوله قام مجهولون باغتيال الرئيس الفرنسي، فتم ترحيله إلى مصر وبعد عودته قرر دراسة السينما بشكل مستقل، كما قام بتمثيل دور الرجل المحبط في فيلم «ابتسامة الشيطان»، ثم نجح في الحصول على فرصة لإخراج فيلم «وراء الستار» بتمويل من صاحب شركة أوديون للأسطوانات.

ورغم أن الفيلم من بطولة 2 من عمالقة الغناء آنذاك، وهما رجاء عبده وعبدالغنى السيد، فإن الفيلم فشل، ولم تشتهر منه سوى أغانيه، ورغم هذا الفشل استدعته شركة «استديو مصر» للعمل بها كاتبا للسيناريو بعد كتابته فيلم «الدكتور» إنتاج شركة استديو مصر وأقنع المسؤولين في الشركة بإخراج فيلم آخر من تأليفه ووافق الاستديو على إنتاج الفيلم الذى يحمل اسم «في الحارة»، والذى تغير اسمه إلى «العزيمة»، فحقق نجاحًا كبيرًا.

وقام «كمال» بإخراج أفلام أخرى لكنها لم تكن في مستوى فيلم «العزيمة»، إلى أن توفي فجأة «زي النهاردة» في 2 أبريل 1945 عن 32 عامًا، عندما كان يعمل في إخراج فيلم «ليلى بنت الفقراء».

المصري اليوم في

02.04.2014

 
 

اليابان أقامت مهرجاناً سينمائياً ليوم واحد في القاهرة

ياقوت الديب: 4 أفلام روائية لمخرجين شباب عن تواصل الأجيال 

تجربة فريدة قدمتها اليابان في القاهرة يوم الجمعة الماضي. فقد أقامت مهرجان اليوم الواحد للأفلام اليابانية بقاعة السينما بمركز الهناجر بالأوبرا تحت إشراف الفنان الياباني تيتسويا بيشو والمخرج المصري شريف مندور برعاية سفير اليابان بالقاهرة توشيرو سوزوكي. وقد قدم المهرجان القصير الذي استمر ساعتين 4 أفلام يابانية الناقد السينمائي د. ياقوت الديب المدير الفني لسوق مهرجان القاهرة كان حاضرا وسألناه: 

·        كيف استقبلت فكرة إقامة مهرجان ليوم واحد؟ 

يقول: الحقيقة اننا سوف نظل نتعلم من اليابان كثيرا لأنه في أضيق الحدود وفي منتهي الدقة في التنظيم استطاع اليابانيون إقامة مهرجان ناجح لمدة ساعتين بدأ بحفل استقبال بسيط تسلم خلاله المدعوون البرنامج التفصيلي ويتضمن أسماء وبيانات وملخص قصص الأفلام الأربعة التي عرضها المهرجان إلي جانب ورقة لاستطلاع الرأي وقبل الدخول لقاعة العرض أعطوا كل من يرغب من الحاضرين سماعات ترجمة للعربية أو الانجليزية لأن الأفلام ناطقة باليابانية. وهذا المهرجان يطوف العالم وقد تأسس منذ 15 عاما علي يد الفنان "بيشو" الذي كان ضيفا علينا في القاهرة وأشرف علي هذا المهرجان. وهو نموذج للفنان المثقف الواعي برسالته الحريص علي توصيلها إلي العالم. 

·        ما هي الأفلام التي تم عرضها؟ 

يقول د. ياقوت الديب: أربعة أفلام روائية قصيرة "ضفدع في البئر" إخراج كين أوتشياي و"كرة القدم الهائمة" إخراج ساتسوكي أوكو وفيلم "شكرا" إخراج هيروتو هارا وفيلم "مرة أخري" إخراج هيرا ياناجي. 

ويضيف: فيلم "الضفدع...." يتناول تجربة شاب ياباني يعمل خياطا في قرية بعيدة عن طوكيو العاصمة. يعيش في عزلة استمرت 10 سنوات لكن أمه تنصحه بأن يسافر بعض الوقت ليتعرف علي بلده. لأن الحياة ليست في هذه القرية فقط لأن الإنسان لا يمكن العيش في عزلة عن العالم ويجب أن يخرج من الظلام إلي النور. أما فيلم "مرة أخري" يحكي عن شاب عاش خارج بلاده 15 عاما عاد ليقضي مع أمه اليوم الأخير قبل أن تغادر الحياة إلي الأبد. 

·        واضح أن الأفلام تهتم بتواصل الأجيال في اليابان.. 

يقول د. ياقوت الديب: بالتأكيد خاصة في فيلم "شكرًا" الذي يحاول الاجابة علي السؤال: لماذا فترت العلاقات الاجتماعية بين الناس؟ وداخل العائلة الواحدة وبات كل إنسان يعيش بعيدا عن أقرب الناس إليه رغم انهم يعيشون تحت سقف واحد. 

ويضيف: الأفلام الأربعة وراءها مجموعة من الشباب اليابانيين الذين درسوا السينما في أمريكا إلا أنهم مرتبطون بوطنهم ومتمسكون بجذورهم لذلك لم تخرج أفلامهم عن البيئة اليابانية التي تتسم بدفء العواطف والروابط الاجتماعية القوية مثلنا في مصر. لقد سعدت بشكل شخصي بتجربة حضور مهرجان للأفلام اليابانية القصيرة لمدة ساعتين فقط.. انها تجربة تستحق التحية والاحترام. 

الجمهورية المصرية في

02.04.2014

 
 

الجزء الثاني من "300" أقل من مستوي الأول

"تسييس الأساطير" مستمر .. بعد هزيمة الفرس للمرة الثانية 

جمهور السينما يعشق الأفلام المأخوذة عن الأساطير القديمة. لذلك انتبهت السينما الأمريكية إلي تلك الحقيقة وقدمت مئات الأفلام من تلك النوعية. وقبل 8 سنوات كتب فرانك ميلر رواية "300" عن بطولة جنود أسبرطة وعددهم 300 محارب في مواجهة جيش الفرس المقدر بالآلاف وقد استطاعوا صدهم ومات المحاربون ال300 عن آخرهم اخراج زاك سنايدر الفيلم وحقق نجاحا جماهيريا هائلا وكما هي العادة فإن نجاح أي فيلم هوليوودي يغري بصناعة جزء ثاني وثالث وهو ما حدث هذا الأسبوع كتب زاك سنايدر سيناريو الجزء الثاني بعنوان "صعود الامبراطورية" وأخرجه نعوم مورو. 

تحدث النقاد بعد الجزء الأول من "300" عن تسييس الأساطير. وقالوا ان الولايات المتحدة كانت تمهد لشن حرب ضد إيران. وما حدث لجيش الفرس قبل مئات القرون ممكن أن يتكرر وفي الجزء الثاني يتحدث الفيلم عن الانقسام الذي حدث في اليونان بين أثينا واسبرطة ومحاولات جيش الفرس استمالة جيش اسبرطة ليدخلون أثينا معاً ولكن تفشل المحاولة وينهزم الفرس للمرة الثانية. 

قدم المخرج نعوم مورو فيلمه بالأسلوب الملحمي المناسب للأسطورة المأخوذة عنها الفيلم. واستعرض كل الشخصيات في البداية منهم قائدة جيش الفرس أرتميسيا "ايفاجرين" في مواجهة قائد جيش اسبرطة تيموستيكوليس "سوليفان ستابلتون" وملكة أثينا جورجو "لينا هيدي" وملك الفرس الشاب الشرير أحشو بروش "رودريجو سانتورو" ومن خلال الصراع المباشر بين هذا العدد المحدود من الشخصيات التي تمثل أطراف المعركة قدم المخرج العديد من المشاهد المثيرة للمشاعر وجمل الحوار أشبه بأبيات القصائد لنتأكد قبل النهاية ان لا أحد من هؤلاء يقبل بالخداع أو يفرط في وطنه وتتحد أثينا مع اسبرطة لمواجهة غزو الفرس الخارجي وينتصرون مرة أخري بعد 10 سنوات من معركة تيرموبيل في الجزء الأول من الفيلم. 

الجزء الثاني من "300" جاء بأسلوب التصوير ثلاثي الأبعاد المبهر. واستخدام واسع النطاق لحيل الكمبيوتر جرافيك وكان لذلك تأثيرا كبيرا في صنع صورة جذابة تنقل المشاهد إلي عصر ما قبل الميلاد وتميزت كافة العناصر الفنية للفيلم خاصة الموسيقي التي أعادت الحياة لآلة الماندولين اليونانية ذات التأثير القوي الأسطوري. 

من المؤكد ان أسلوب "تسييس الأساطير" مستمر بنجاح. أضاف السيناريو الكثير من الأبعاد الانسانية علي قادة اسبرطة وأثينا وكل صفات الشر من نصيب الملك الفارسي الشاب وقائدة جيشه "أرتميستا" التي حاولت إغواء قائد اسبرطة ولكنه رفض من أجل وحدة أثينا واسبرطة في مواجهة الفرس. 

حاول الفيلم بكل الوسائل الدرامية والتكنولوجية أن يخرج من إطار السذاجة الدعائية دون جدوي والأداء التمثيلي لنجوم الفيلم أقل من المستوي وحرص المخرج علي الابهار الحركي في كل مشهد واستطاع التمهيد البارع للمعركة الفاصلة في نهاية الفيلم وصنع مواجهة مباشرة بين قائدي الجيوش مثلما هي العادة في تلك النوعية من الأفلام. بالتالي ليس غريبا أن يفشل الجزء الثاني من "300" في تحقيق النجاح الجماهيري الكبير للجزء الأول قبل 8 سنوات.

الجمهورية المصرية في

02.04.2014

 
 

«الدائرة المغلقة» يستكشف نظام العدالة البريطاني

دبي ـ البيان 

يبدو أن فكرة الولوج الى أنظمة القضاء، ستظل محببة جداً إلى قلوب صناع السينما في الغرب، كونها تمثل مدخلاً مهماً لهم لمناقشة مجموعة من القضايا السياسية الراهنة، ضمن أبعاد سينمائية مختلفة، وهو الأمر الذي حدث تماماً مع المخرج الايرلندي جون كراولي الذي سبق له تقديم أفلام جيدة مثل "فترة الاستراحة"، و"الاحتفال"، و"الصبي أ".

و"هل هناك أحد" في فيلمه الأخير "الدائرة المغلقة" الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، حيث يأخذنا فيه برحلة سينمائية لاستكشاف نظام العدالة البريطاني، الذي يتناوله من خلال سيناريو بسيط تدور أحداثه حول محامي محكمة عامة يتولى الدفاع عن متهم تركي الجنسية بالمشاركة في عمل إرهابي دولي.

قانونية الكاميرات

يستند سيناريو الفيلم الذي تجاوزت ايراداته على شباك التذاكر العالمي 5 ملايين و750 ألف دولار، على رواية الكاتب البريطاني ستيف نايت صاحب روايات "وعود شرقية"، و"المخبرون"، و"جريس المدهش"، ويركز الفيلم على القضاء البريطاني وما يتضمنه نظام العدالة الجنائية فيه من عيوب، كما يتطرق أيضاً لحالة الجدل التي تحيط بالمراقبة غير المشروعة.

ومدى قانونية وجود كاميرات المراقبة العامة وانتشارها في أنحاء العاصمة لندن، التي تبدأ قصة الفيلم من أحد أسواقها التي تشهد تفجيراً يؤدي الى قتل عدد من رواده، ليتم على اثره اعتقال التركي "فاروق أردوغان".

فيما يتولى اثنان من المحامين مهمة الدفاع عنه (الممثلين إريك بانا وربيكا هول)، وخلال الفيلم يجد المدعي العام (الممثل جيم براودبنت) أن بعض الأدلة حساسة وبالتالي فيجب أن تعقد الجلسات في محكمة مغلقة.

آراء النقاد

ورغم أهمية وجدية الفكرة التي يطرحها الفيلم، إلا أن معظم النقاد رأوا أنه فيلم متوسط القيمة، ومليء بالمعلومات. ففي تعليق لها، قالت الناقدة باربرا فاندينبورغ من صحيفة "اريزونا ريببلك" أن الفيلم "يتجنب الإثارة، والتلميح لعملاء الحكومة، في حين يعرض مونولوغ متكامل حول حرية التعبير والمحاكمات العادلة في وقت تخنق فيه الضحايا".

البيان الإماراتية في

02.04.2014

 
 

يشارك به المخرج منصور الظاهري في «مهرجان الخليج السينمائي» المقبل

«البيت متوحد».. فيلم يروي «قصة وطن» عبر أبطال حقيقيين

فراس الجبريل (أبوظبي) 

يشارك المخرج الإماراتي منصور الظاهري بفيلم «البيت متوحد» في مهرجان الخليجي السينمائي في دورته المقبلة، سعياً منه إلى توصيل رسالة وطنية إلى الجيل الحالي، فضلاً عن أنه في هذا العمل استطاع بجدارة أن يوثق للحظات مهمة في تاريخ الدولة، حيث إن قدرته على ربط الأحداث ببعضها بعضاً، جعل من «البيت متوحد» فيلماً له مذاقه الخاص يجذب الجمهور نحو مثل هذه الأعمال المتميزة، والتي تناقش قضايا الساعة بأسلوب سينمائي على درجة عالية من المهارة.

يقول المخرج الإماراتي منصور الظاهري حول مشاركته في مهرجان الخليج السينمائي: إنني سعيد جداً بمشاركة هذا الفيلم الوثائقي في مسابقة كبيرة، مثل مهرجان الخليج السينمائي، وهي المشاركة الثانية لهذا الفيلم في المسابقات الدولية، إذ كانت الأولى في مهرجان دبي السينمائي الأخير، وحظي بإقبال كبير من الجمهور الذي ملأ صالة العرض، فضلاً عن أنه حصل على إشادة من قبل لجنة التحكيم لي شخصياً، خصوصا أن الفيلم يربط بين فترتين زمنيتين من تاريخ الإمارات أثبت خلالهما الارتباط الوثيق بين القيادة والشعب، ولخص ذلك بالحديث مع من عاشوا تلك الفترة، وقدموا الكثير، ويروون قصصهم في أرض الوطن.

اسم الفيلم

ولا يخفي الظاهري أنه أعجب بتعبير «البيت متوحد»، الذي استخدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً استقرار الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي رغم الأحداث الجارية في المنطقة، ويبين أنه اقتبس اسم الفيلم من هذه العبارة. ويضيف: «معظم أحداث الفيلم توثيقية، عن أشخاص جاؤوا إلى الإمارات منذ نصف قرن وعاشوا فيها، وعملوا في مختلف المجالات، وهم لا يزالون على قيد الحياة، فأردت تسليط الضوء عليهم، وعلى مشاعرهم وارتباطهم ببعضهم بعضاً في مكان قضوا فيه معظم حياتهم».

عمل توثيقي

ويشير الظاهري قائلاً: في البداية يجب الإشارة الى إن فيلم «البيت متوحد» في (المسابقة الرسمية الخليجية للأفلام الطويلة) أعتبره عملاً مهماً، لأسباب متعددة، منها إبراز اتصال ماضي دولة الإمارات بحاضرها ومستقبلها، فضلاً عن الرصد الوثائقي الحصيف الزمن ومروراً بالمادة الأرشيفية التي يقدّمها الفيلم، وصولاً إلى البنية الوثائقية التي تمكنت من خلالها من تأسيس بنية العمل التوثيقية، فالفيلم دعوة حقيقة لكل عاشق لدولة الإمارات ويتيح له التعرف أكثر إلى ما تأسست عليه هذه الدولة، وهو على اتصال مباشر أيضاً بالمقيمين في هذه الدولة، إذا يمكن أيضاً أن نصفه بالوثيقة التاريخية التي تأتي من شهادات أناس عاشوا في رحابها منذ نشأتها وإلى يومنا هذا.

مفهوم المواطنة

ويبين الظاهري أن الفيلم يبدأ مع مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو يقود سيارته في الصحراء، ويدندن أغنية، ومن ثم تعلو أغنية «الشلة» بصوته، ليتبع ذلك حديث صحفي معه، وهو يتحدث عن مفهوم المواطنة بالنسبة إليه الذي يجده في مفهوم الأب والأبناء، فكما هو الأب يعطي أولاده كل ما يملك وما يستطيع، فهو كذلك مع مواطني دولة الإمارات الذين يعتبرهم أولاده قبل أي شيء آخر. وعندما ينتقل الفيلم إلى سمو الشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي، فإنه سيكون في صدد تكريم مجموعة من الأشخاص، وسيبدأ حديثه بالقول «في عام 1959 جاء رجل وامرأة ليبنيا مستوصفاً في العين، وقد كان في ذاك الزمن من بين كل ثلاث نساء تموت واحدة، ومن بين كل طفلين يولدان يموت واحد، لذا يجب تكريم هؤلاء الذي جاؤوا لمساعدتنا، ونحن الآن ومن بين ألف طفل يموت أقل من أربعة. من هنا سينطلق الفيلم إلى سرد كل ما يريد سرده، وذلك من خلال استعادته لبناء «مستشفى الواحة»، وليكون هذا المستشفى والظروف التي أنشئ بها والدعم الذي تلقاه من قبل المغفور له الشيخ زايد مفتاحاً لاستعادة ماضي الإمارات من خلال أربعة أشخاص، هم الأميركي بروكس جليت، واللبنانية ياسمين خوري، والفلسطيني محمد برهوم، والإيراني عباس صالح، وكل سيروي قصصه المتصلة بالإمارات قبل 45 سنة، وكل ذلك أيضاً سيدور حول المستشفى والشيخ زايد وأبنائه، ولعل القصص وحميمتها ودلالتها، وترافقها أيضاً بمادة أرشيفية مدهشة سيضيء تماماً على دولة الإمارات من خلال ذكريات هؤلاء الذي يعتبرون الإمارات بلدهم الثاني، فهي ليست شهادات بقدر ما هي حياة كاملة تتفيأ ظل رجل حاضر على الدوام، ألا وهو المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

الإتحاد الإماراتية في

02.04.2014

 
 

من إنتاج وإخراج جورج كلوني

«رجال الآثار» العالم يتحد من أجل إنقاذ كنوز الفن من النازية! 

يتميز النجم الأميركي المعروف جورج كلوني بانه موهبة في الاخراج لا تقل عن موهبته في التمثيل وهو يتعامل مع السينما كفن جماهيري في الأساس يخاطب كل مستويات البشر من خلال اختياره لقصة فيها بعض الطرافة وجاذبيته «مثل شخصيته»وهذا ما حدث في فيلمه الجديد «رجال الآثار»الذي شاهده مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض وهو انتاج وتمثيل واخراج جورج كلوني.

وتأتي أهمية هذا الفيلم ان قصته تبدأ من الرئيس الأسبق فرانكلين روزفليت أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في مارس 1943 عندما كلف مجموعة من ثمانية متخصصين في تاريخ الفن بالتوجه الى أوروبا لانقاذ آلاف الأعمال الفنية التي قامت بسرقتها قوات النازي من كنائس ومتاحف باريس وبلجيكا لرغبة هتلر في اقامة «متحف الفوهرر»في برلين ليجمع فيه كل تلك الكنوز الفنية ويفتتحه بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية ولكن التاريخ كان له رأياً آخر وينهزم هتلر وينتحر وتموت معه طموحاته الاجرامية.

سيناريو الفيلم كتبه جرانت هيسلوف وشارك معه جورج كلوني كما اشترك معه في انتاج الفيلم وهو مأخوذ عن كتاب «رجال الآثار»لروبرت أوسيل وبريت ويتر وبالطبع فان رحلة رجال الآثار الى أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية مليئة بالمخاطر والمغامرة وقد يتعرضون للموت مقابل انقاذ بعض اللوحات والتماثيل وهنا يطرح الفيلم اسئلته هل تستحق تلك الأعمال الفنية ان نموت من أجلها؟ فقد استطاع الانسان بذكائه تقليد تلك الأعمال بطريقة حيرت اساتذة الفنون لماذا نعرض حياتنا للخطر من أجل أعمال يمكن تقليدها؟ ويجيب الفيلم بان فقد «الأصول»يجعل من المستحيل صنع صورة مقلدة منها ويقول بطل الفيلم فرانك «جورج كلوني»

هذه اللوحات عي ثقافتنا وطريقة حياتنا خلال ألف عام وهم بذلك ينقذون 10 قرون من التراث الانساني. اختار جورج كلوني سرد أحداث الفيلم بطريقة دراما المغامرات والأكشن واعتمد على الكثير من التشويق حتى يستطيع الجميع مشاهدة الفيلم دون التقيد بان الأحداث حقيقية ووقعت أثناء الحرب العالمية الثانية بالاضافة الى ان كلوني اعتمد على عدد من نجوم هوليود مثل مات ديمون وكيت بلانشيت وبيل مواري والفرنسي الموهوب جان دو جاردان الحاصل على الأوسكار عن فيلم «الفنان»قبل عامين ويبدو ان هوليود لاتتردد في ادانة النازي حتى بعد 70 عاماً من نهاية الحرب العالمية والفيلم الى جانب ذلك يقدم دعاية مجانية لدور الولايات المتحدة في الحرب لدرجة القول بانها ساهمت في اعادة 5 ملايين قطعة فنية الى أصحابها وهو رقم مبالغ فيه بالتأكيد وقدم الفيلم تفسيراً غريباً لعدم ضرب النازي لباريس بالطائرات وذلك خوفا على المتاحف والكنائس المليئة بالأعمال الفنية ولكنه قصف لندن كثيراً فهل لا يوجد بها متاحف أو كنائس؟!

جميع شخصيات الفيلم ساهمت بطريقة أو بأخرى في انقاذ اللوحات والتماثيل وتأتي القائمة التي قدمتها كليرسيمون «كيت بلانشيت»الى باحث الآثار جميس «مات ديمون»وهذه القائمة ساهمت في العثور على 16 ألف لوحة داخل منجم نحاس أما دور الفرنسي دو جاردان فقد أعطي الاجابة على سؤال التضحية بالحياة من أجل انقاذ لوحات يمكن تزويرها لقد فقد حياته بالمصادفة عندما كان في داخل سيارة في طريقه من مدينة الى أخرى نزل لمشاهدة حصان على الطريق واذا به يتعرض لكمين نازي ويطلقون عليه الرصاص حدث ذلك بسرعة خاطفة والمعني ان الموت أثناء الحروب قد يحدث في أي لحظة ولا يحتاج لمعركة

رجال الآثار»نجح جماهيريا في أميركا وأوروبا بسبب نجاح جورج كلوني في توفير كل عناصر الجذب في الفيلم وفي النهاية ساهم الفيلم في تقديم صفحة منسية ومطوية من تاريخ الحرب العالمية الثانية ولكن الى أي حد ساهم الفيلم في الدعاية أو ترويج الأكاذيب نجح الفيلم في جذب انتباه الملايين الى ما حدث قبل سبعين عاماً لانقاذ لوحات وتماثيل لاتقدر بثمن.

النهار الكويتية في

02.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)