كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

شباب اليرموك : سؤال في الوطن ؟

سالونيك – رامي عبد الرازق

 

قصص لتروي

هذا هو اسم القسم الذي عرض من خلاله فيلم"شباب اليرموك" للمخرج الفرنسي الشاب اكسل سيلفاتوري انيز وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة عشر لمهرجان سالونيك الدولي للأفلام التسجيلية مؤخرا.

ضم القسم إلى جانب هذا الفيلم ما يقرب من أربعين فيلما دوليا كأعمال أولى وثانية تصور ملامح الحساسية التسجيلية الجديدة التي يحرص المهرجان على رصدها عاما بعد عام على اعتبار أنه أحد اهم مهرجانات العمل الأول في العالم.

كان الفيلم قد سبق له وأن شارك ضمن مسابقة المهر للأفلام الوثائقية في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي في ديسمبر الماضي وقد استطاع أن يستقطب مشاهدة مكثفة عبر عرضه ضمن فعاليات مهرجان سالونيك هذا العام حيث تساءل الجمهور في الندوات التي اعقبت الفيلم عن مصير الشخصيات الأربعة التي تابع الجمهور عامين مفصليين من حياتهم في المخيم وذلك قبل تفجر الثورة في سوريا عام 2011 وبداية الحرب الأهلية.

منفانا القبيح

 اليرموك أو مخيم اليرموك هو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أسس عام 1957 على مساحة تزيد عن الألفين كيلومتر مربع ويقع على بعد 8 كيلومتر من دمشق العاصمة والبعض يعتبره حي أو مدينة قائمة بذاتها وليس مخيما بالمعنى التقليدي كباقي مخيمات الفلسطينيين في سوريا ولبنان.

في الفيلم نسمع عدة قصائد تلقيها مجموعة الأصدقاء الأربعة عن مشاعرهم تجاه المخيم وافكارهم التي تنطلق منه وتتمحور حول حياتهم فيه ورغبتهم في مغادرته إلى وطن أخر وحقيقي غير"منفانا القبيح"على حد تعبير احد شباب اليرموك.

يبدأ الفيلم بلقطة قريبة جدا لقطار قديم يمر في محطة السكة الحديد القريبة من المخيم يليه مشهد لسرب حمام يطير عاليا ثم لقطة ثابتة واسعة"لخيامهم الأسمنتة الحديثة"كما يسميها الشباب والتي تمثل بدن المخيم وقلبه المحتقن بالطاقات المهدرة والأحلام الغامضة.
القطار والحمام الطائر هما مفتتح الحديث عن السفر والرغبة في الهجرة والنزوح واستكمال الشتات بالبعد بحثا عن صيغة مناسبة للبقاء على قيد الحياة شعوريا على الأقل.
في اول ظهور لمجموعة الشباب التي تمثل شخصيات الفيلم الأساسية نراهم مكدسين في حجرة ضيقة مثقلة بالتفاصيل والأشياء، اعمارهم متقاربة وأن كانت ملامحهم تشي بأنهم أكبر سنا مما سوف نعرف عنهم فيما بعد.

أنهم يلعبون الورق لتمضية الوقت ويتحدثون عن اوضاعهم الاجتماعية والانسانية التي على وشك أن تتغير بعد أن بلغ كل منهم العمر الذي يجب أن يتخذ فيه قرارا أما بالبقاء أو الرحيل بحثا عن فرصة أفضل للحياة.

وما بين لقطة الحمام الطائر التي تتكرر كثيرا كموتيفة بصرية خلال الفيلم وبين مجمل لقطات الشباب المصورة داخل الحجرات الضيقة والمكدسة بهم يطرح المخرج الشاب سؤاله عن ماهية الوطن في اللحظة الراهنة لهذا الجيل الذي يبدو محاصرا في المخيم (ينتظر وطنا ينتظرهم) كما تقول القصائد على لسانهم.

يعمد المخرج إلى التجريد في صياغته لملامح التجربة الأساسية، لا يعرف الشخصيات بكتابة اسمائها على الشاشة ولا المكان الذي تدور فيه لقاءاتهم، ويترك تعريف المخيم إلى الحالة الشعرية والوجودية التي يتحدثون بها عنه في جلوسهم امام الكاميرا أو في قصائدهم التي يتلوها كل منهم عن المخيم، لا نعرف الكثير عن خلفياتهم الحياتية أو الاجتماعية، في مكر سينمائي يقوم المخرج باستخدام اسلوب التظليل الدرامي لرسم ملامح الشخصيات وليس إلى الأنارة الكاملة بتسليط الضوء على الشخصية مما يجعلها مكتملة وخاصة، يترك للمتفرج أن يستكمل جانبا من حياتها وتاريخها بنفسه سواء عبر الحدس أو جمع المعلومات الواردة على لسانها خلال المشاهد.

التجريد بدأ من العنوان(شباب اليرموك)، صحيح أن اضافة النكرة إلى المعرف يعرفها لكننا لا نقصد بالتجريد هنا التنكير بل التجريد التعميمي، اليرموك اقرب لمدينة فلسطينية خارج حدود فلسطين التاريخية، مدينة الشتات والمنفى الأجباري، وشخصيات الفيلم ما هي إلا عينة من الشباب الفلسطيني الذي يعاني هذا الشتات المتراكم والذي يبدأ منذ الولادة ويمتد عبر محطات العمر المختلفة.

لكن مرحلة الشباب تحديدا تصبح هي المرحلة الفاصلة لأنها محك رئيسي مع الحياة والواقع فقبلها لا تبدو النظرة للحياة مكتملة كما يأتي على لسان أحد الفتيات في جلستها مع صديقها فوق السطح، وبعدها يكون الوقت قد فات لأتخاذ قرارات مغايرة أو اعادة المقدمات من اجل تعديل النتائج كما يقول الأب في جلسته مع ابنه حسن وحديثه عن ميزة الجيل الحالي في أنه يرى الصورة واضحة بكامل تفاصيلها الواقعية الخشنة فلا شعارات ثورية ولا قومية ولا نضال. يقول له الأب في جلستهم فوق سطوح البيت أنه يجب أن تتخذ قرارا صحيحا في تلك المرحلة الفاصلة من حياتك ويجب أن تعلم أنه لا سبيل امامك سوى العلم لأنه لم يعد هناك ثورة تلتحق بها ظنا أنها سوف تبلغك الوطن في النهاية.

مكان لا يتسع للألم

لا يخلو الفيلم من لعبة المتناقضات البصرية والدرامية التي يقدمها المخرج الشاب بحساسية ودقة واضحة، فثمة تقابل واضح دوما ما بين السماء بألونها السحرية وبين مشاهد الكتل الأسمنتية الدميمة للمخيم، الشباب المكدس في حجرات ضيقة والحمام الطائر في حرية يجوب الأفق، الزاويا الضيقة التي يختارها المخرج كي يحصر فيها شخصياته عند الحديث عن الرغبة في المغادرة والبحث عن وطن جديد بدلا من المخيم الذي لم يعد بديلا عن وطن ضائع، ومشاهد النافذة المتفوحة على افق عريض في مقابل مشاهد القمامة المتكومة بين بيوت المخيم وكأنها جزء من واقعه المر ورائحته التي لم تعد شخصيات الفيلم تتحملها وأن صارت جزء منها.

تقول اليسار أحد فتيات المجموعة في قصيدتها(المخيم مكان لا يتسع للألم) بينما يتحدث حسن عن أن المخيم صار بالفعل وطنه الحقيقي إذا ما كان تعريف كلمة الوطن هو المكان الذي لا يمكن أن تغادره بروحك حتى ولو غادره جسدك مجبرا، هذا التناقضات الكثيرة تثري التجربة وتجعلها اكثر عمقا من مجرد الحديث عن أحلام مجموعة من الشباب العربي/الفلسطيني ورغبتهم في السفر مثل كل جيلهم البائس.

شخص واحد فقط من المجموعة هو الذي يتمكن من السفر إلى شيلي لدراسة السينما أما البقية فأثنان منهم يجبران على التجنيد (عام ونصف) في جيش القدس التابع للجيش السوري النظامي قبل الحرب الأهلية. وفتاتين احدهم تقع اسيرة امها التي لا تريد لها أن تغادر والأخرى تنتظر حسن احد الشابين المجندين كي تبدأ معه نصف حياة مؤجلة.

بيئة الفيلم الزمنية تتخذ عامين قبل الثورة في سوريا، لا نستشعر أن الشاب المسافر أصبح انجح المجموعة ولا أكثرها سعادة بل كل منهم لديه من الأحلام والطاقات التي تجعله مطمئن الروح إلى أن ثمة ما هو أفضل قادم.

يتنازل المخرج عن اي صوت يلقن المتفرج معلومة أو يمنحه موقعا فوقيا عن الشخصيات، وكما تجلس بينهم الكاميرا وتنحشر فيما وسطهم كأنها شخص رابع او خامس يخلو الفيلم من اي تعليق صوتي أو كتابي ومن أيه موسيقى تصويره بأستنثاء موسيقى الأشياء كما تحدث عنها روبير بيرسون، الأصوات الطبيعية للمخيم والتي يميزها صوت الأذانات المتعددة وقت الصلاة، اصوات الشارع في الخارج والحياة التي تموج في شوارعه الضيقة، الموسيقى والأغنيات التي تلعبها الشخصيات على آلات الكاسيت أو الكومبيوتر.

لا يوجد جمل موسيقية تنوح أو تحاول أن تلقي بظلالها على نفسية المتلقي كي تشعره بسوء حال الشخصيات أو فداحة الواقع، كل شئ متروك لحكمه البصري والوجداني، مشاهد قليلة جدا تلك التي تجلس فيها الشخصيات امام الكاميرا في لقاء مصور (sofa interview) باستثناء لقطات القصائد التي تلقيها الشخصيات منفردة أو مشاهد الحديث عن ملخص التغيرات التي حدثت عاما بعد عام، فيما عدا ذلك فان الغالبية لمشاهد الحوارات المتبادلة في الحيز الضيق لجلوسهم بالحجرات حيث دون ان يعتبر المتفرج نفسه واحدا منهم فانه لن يستطيع أن تيبين عما يتحدثون أو ما هي المعلومات والتفاصيل التي تراكمت من هذا المشهد.

لا يوجد اسئلة ولكن توجد محاولة للاجابة عن سؤال الواقع والمستقبل، الشخصيات تستضيف بعضها البعض وتتبادل الأدوار والكاميرا ثابتة في زاوية الجلوس الأرضية تشاركهم بعض الاحاديث دون أن تتدخل في سياق العادي والطبيعي.

يختار المخرج زوايا واسعة في معظم الاحيان تجعل الكادر مذدحما بتفاصيل الأماكن والحجرات والأسطح التي تجلس فيها الشخصيات، يختصر تاريخ المكان والشخصية في التفاصيل المحيطة بها دون أن يستعرضها، يتركها امام المتفرج في لقطات طويلة أثناء حديث الشخصيات مع بعضها كي يتبين المستوى الثقافي والأجتماعي والهوايات والذكريات بل والأسرار المخبأة.

في واحد من تجليات العفوية الوثائقية يحكي الشاب المسافر قبل رحيله عن الفتاة التي ذهب لكي يقطع علاقته بها قبل السفر فأذ بها تفاجئه أنها كانت حامل منه وأنها اجهضت نفسها، لا ندري إلى من يحكي فالكاميرا موضوعة في زاوية سفلية ضيقة لا تمنحنا سوى بروفيل الشاب الذي يحكي وفي الخلفية وبعفوية شديدة تبدو درامية أكثر من اي مشهد درامي مكتوب لذاته يوجد صورة لطفل يبكي في خلفية اللقطة بينما يتحدث الشاب عن ابنه الذي اجهض ولم يره ولم يعرف عنه لأن الواقع لن يحتمله ولأن قصص الحب في المخيمات خارج الوطن اطفالها يأتون سفاح.

جيل الشيخ أمام

في أحد مشاهد الفيلم يغني اثنان من جيل الأباء أغنية جيفارا مات لنجم والشيخ أمام، يتجاوب معهم الشباب بهز الرأس فمعظمهم لا يعرفون الأغنية، هذا جيل مختلف لم يترب على الأغاني الثورية بل على الحلم بالسفر وتغيير الواقع، فالوطن مغلق وحق العودة مشكوك فيه والمخيم يضيق كل يوم عن اليوم الذي قبله او على حد قول حسن في قصيدته الأخيرة(المخيم كما هو ازداد طوابق فوق أسطحه وكأنه صار مخيما فوق مخيم)أصبح المخيم هو الوطن وصار الهروب من المخيم هو بالذهاب لاقامة مخيم جديد حتى لو كان فوق المخيم ذاته.

ولكن أغنية الشيخ إمام لا تبقى منفردة هكذا على لسان جيل الأباء فالمخرج لا يغفل هذا الجيل ولا ينفيه عن الصورة.، هناك مشهد حسن ووالده الذي يتحدث فيه عن ان رائحة فلسطين كانت تملئ المخيم في السبعينيات ولكنها الأن ذهبت ولم تعد، عن الفرصة الممنوحة لجيل حسن في الاختيار دون تأثر بشعارات اثببت مع السنين أنها لم تكن حقيقية بالقدر الذي يستحقه الوطن، عمد المخرج إلى تقسيم المشهد إلى لقطات تجمع ما بين الأب والأبن متقابلين في لحظات تلقين الأب لأبنه نصائح الأستمرارية ثم إلى لقطات منفردة لكل منهم دلالة على الأنفصال الحاصل بين ظروف وافكار ومشاعر جيل الأب وأحلام جيل الأبن.

في مشهد أخر نرى الشاب المسافر وهو يودع أهله في المخيم، يقبل يد أمه الباكية ويصافح والده، أنه المشهد الأيقوني الشهير في كل الميلودرامات التي قدمت عن هجرة الشباب العربي، لا يبدو التأثر نابعا من بكاء الأم الصامت بل من موقف الأب الذي يبدو عاجزا تماما عن الفعل حائرا بين ابراز مشاعره وبين اخفائها كي لا يؤثر على رجولة أنه المسافر ربما بلا عودة.

وفي مشهد أخر نرى والده احد المجموعة وهي تجلس معه بينما صديقته الأجنبية حاضرة بينهم، تبدو الام مهتمة بمسألة سفر الأبن مع صديقته خارج المخيم ولكنه لا يستطيع لأنه مطلوب للتجنيد الأجباري وهي لا تريد له الذهاب للتجنيد بل إلى الخارج وفي المشهد التالي نرى الأم وقد تركت كلا الحبيبين ينامان متعانقين في قيلولة هادئة دون أن تتخذ الام أي موقف اخلاقي أو عدائي تجاه هذا الأمر!! لقد تغيرت القيم والعادات والمفاهيم وتطورت النظرة إلى الحب والأخر والوطن والخدمة العسكرية.

في الندوة التي اقيمت عقب عرض الفيلم في مهرجان سالونيك تساءل الجمهور عن سر عدم كتابة المخرج لمصائر الشخصيات خاصة عقب اندلاع الحرب الاهلية في سوريا، بدا السؤال مستفزا يضيق من أفق التجربة ويحصرها في نطاق الحاضر والمحدود والشخصي، لم يقل لهم أنه اراد بفيلمه أن يكون نافذة على واقع متغير لا نهائي ومستقبل يتشكل على حسب قرارات قد لا يملكها اصحاب التجربة انفسهم، لم يقل لهم أن مصائر الشخصيات لا تهم فهم في النهاية ليسوا سوى عينة من جيل بأكمله صار المنفى له وطنا وصار الوطن سؤال وجودي وليس مساحة من الجغرافيا والخرائط، لم يقل لهم وما نفع العلم بالمصائر حتى ولو ذهبوا جميعا فهناك الآف مثلهم وأكثر، هل تريدون ان تعلموا حقيقة ما حدث!

حسن الذي كان يبني غرفة فوق سطح البيت ليتزوج بها مات قبل شهرين في الحرب وترملت حبيبته التي كانت تنتظر بفارغ الصبر أن ينهي خدمته العسكرية وقد حصلت على وظيفة كي تساعده في تكاليف الحياة رغم أنها كانت لا تزال تدرس.

إن الأفلام الوثائقية لا تنتظر مصائر الشخصيات كي تنتهي لأنها ببساطة قد لا تنتهي أبدا بل هي تفتح طاقة للنظر منها على ارواح الشخصيات ومشاعر الاماكن وارهاصات الأحلام المؤجلة وهو ما فعله"شباب اليرموك" بشكل ناضج وبسيط ومفعم بالدلالات والصور

الجزيرة الوثائقية في

01.04.2014

 
 

سفارته الفنية متنقلة بين كل دول العالم

داني غلوفر: هوليوود لن تغير سياستها تجاه الأفارقة في أمريكا

الأقصر – أسامة عسل

النجم العالمي داني غلوفر يحل ضيفا مكرما على صفحات أرى التي التقته في مهرجان الأقصر للسينما وهناك تم إجراء هذا اللقاء معه ليحدث القراء عن سفارته الفنية المتنقلة بين هوليوود ودول آسيا وأفريقيا.

داني غلوفر نجم هوليوودي من أصول إفريقية، حينما تلتقيه يحدثك وكأنه يعرفك منذ سنوات، ورغم رحلته الطويلة في صناعة الأفلام الأميركية وأشهرها سلسلة (السلاح القاتل)، (الشاهد)، (منشار الرعب)، (اللون القرمزي)، لكنه يحب أن يتحدث كثيراً عن إفريقيا وقدرة الأعمال السينمائية على تغيير الواقع بها، ومشاركته في بعض أفلام المخرجين الأفارقة منها الفيلم التلفزيوني (مانديلا)، و(جمهورية الأطفال)، التقت به (أرى) على هامش فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بالأقصر، حيث تحدث عن مستقبل الأوضاع في قارة إفريقيا، ورؤيته لدور المرأة والطفل، ومساعدته لجيل الشباب من السينمائيين العرب والأفارقة، وفيما يلي تفاصيل الحوار.

توقف داني غلوفر أمام فيلمه «جمهورية الأطفال» الذي عرض في افتتاح مهرجان السينما الإفريقية، قائلاً: كان فرصة بالنسبة لي لاستكشاف المزيد وفهم واقع ما يجري في إفريقيا، حيث قمت بزيارة بعض الدول الإفريقية، وشاهدت آثار الحرب الأهلية على الأطفال بشكل خاص، خصوصاً جريمة وجود نحو مليون لغم على المناطق الحدودية بجنوب إفريقيا، والتي تتسبب في سقوط العديد من الضحايا، كما تمثل قضية تسليح الأطفال لاستغلالهم في الصراعات السياسية جريمة ضد الإنسانية، وأضاف: إن سيناريو الفيلم ساعدني في فهم كل تلك الأحداث التي شاهدتها، ويعبر بالفعل عن رؤيتي حول كيفية تغيير الأوضاع بإفريقيا في المستقبل، وأكثر ما يقلقني فيها هو النساء والأطفال الذين يدفعون دوماً ثمن الاضطرابات السياسية ويكونون الضحية الأولى في أي صراع، ولكني أعتبرهم الأساس الصحيح لبناء أي دولة.
المشاركة في الإنتاج

حول مشاركته في أفلام إفريقية ومساعدته لجيل الشباب من السينمائيين، قال غلوفر: كانت لدي رغبة في التعامل مع الأفلام الإفريقية وقدمت حتى الآن سبعة أفلام بالقارة السمراء، منها فيلم تلفزيوني بعنوان (مانديلا) وهو إنتاج أميركي إفريقي، كما ساعدت في إنتاج العديد من الأعمال السينمائية، سواء من إفريقيا أو بعض الدول العربية، مع المخرج عبدالرحمن سيسكو وفلورا جوميز وغيرهما، وآخر تجاربي كانت مع المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر في فيلمها الجميل «ملح هذا البحر».

السلاسل السينمائية

وعن سؤال، هل ستعود لتقديم بعض السلاسل السينمائية في هوليوود، وهل يمكن أن تشارك في تكملة أفلام مثل (السلاح القاتل)؟، أجاب داني غلوفر قائلاً: سلسلة أفلام السلاح القاتل مع ميل غيبسون مرحلة انتهت، وهي تجربة من تجاربي، أعتز بها، ولكنها ليست كل تجاربي وكل عالمي السينمائي والفني، وأنا لن أعود إلى أفلام المغامرات في هوليوود، أولاً، لأن عمري لا يسمح بذلك، كما أنني توقفت عن التعاون مع هذه النوعية من الأعمال والشخصيات، ولأنني أيضاً أميل إلى سينما المؤلف، حيث أفلام الفكر والموضوع والقضية.

أوسكار هذا العام

وحول ردود أفعاله على فوز (12 عاماً من العبودية) بأوسكار أفضل فيلم هذا العام، وهل ستنصف شركات الإنتاج في هوليوود هذه النوعية من الأفلام مستقبلاً، ورأيه عن وصول ثلاثة أفلام عربية للقائمة النهائية لترشيحات الأوسكار، وماذا ينقص السينما العربية للوصول للعالمية، توقف داني غلوفر قائلاً: قصة فيلم (12 عاماً من العبودية) ظلت حبيسة الأدراج 150 عاماً، ولولا براد بيت وعلاقاته مع شركات الإنتاج في هوليوود ما كانت لترى النور، ولا أتوقع تغييراً في سياسة الإنتاج بلوس أنجلوس تجاه أفلام السود، وما حدث هذا العام حالة استثنائية لن تتكرر، وبالطبع سعدت كثيراً بمنافسات الأفلام العربية في ترشيحات الأوسكار، ولكني أطالب السينمائيين العرب بضرورة التفكير بلغة عالمية، والاهتمام بقضايا الإنسان، ومحاولة تجاوز الحدود المحلية والإقليمية إلى فضاء العالمية، وهذا ما ظلت تعاني منه السينما الهندية سنوات طويلة، ولكنها اليوم في كل مكان، تماماً مثل السينما الإيرانية التي باتت حاضرة اليوم في كل المحافل الدولية.

معادلة هوليوود

وعن معاناة صناع السينما من أصول إفريقية في هوليوود، قال داني غلوفر: حينما بدأت مشواري لم يكن هناك سوى سيدني بواتييه وجيمس إيرل جونز وقلة في عالم السينما، ومثلهم في المسرح، وفي الغناء كان الأبرز راي شارلز وغيره، أما اليوم فقد تغيرت المعادلة، وهنالك تغيير كبير، فمن منا كان يتوقع أن يكون هناك رئيس للبيت الأبيض من ذوي الأصول الإفريقية، ورغم ذلك، لاتزال الفرص قليلة، قياساً بكم الأسماء الموجودة ولا نزال نطالب بمزيد من الفرص ليس للسود فقط، بل لكل أطياف المجتمع الإنساني، فالولايات المتحدة الأميركية هي كل ذلك المزيج من الثقافات المختلفة وأجناس البشر المتعددين.

البيان الإماراتية في

01.04.2014

 
 

أسمهان الديفا

عباس بيضون

الصالة ممتلئة الى آخرها والذين وصلوا متأخرين لم يجدوا مقعداً. لقد حضروا لمشاهدة فيلم "أسمهان ديفا الشرق". شاهدنا اسمهان وسمعناها وكأننا نفعل ذلك للمرة الأولى. لم اسمع منذ زمن صوتاً بهذا النغم وبذلك النقاء. كان الفيلم متوغلا في حياة ومسيرة اسمهان، مع ذلك لم يأت بجديد، على كل حال لم نكن ننتظر جديداً، فكل ما يتعلق بالديفا الراحلة من70 عاماً في حادث مأسوي قضت فيه غرقاً سجينة سيارتها التي سقطت، وهي في داخلها في النيل. بات معروفاً بل أنهك سجالا وجدالا منذ ذلك الحين. المشاهدون لم يأتوا ليزدادوا علماً بحياة المطربة او فنها. لقد جاؤوا لأنها اسمهان ولكي يروها مجدداً ويسمعوها مرة اخرى. لا ينفي هذا ان الفيلم نجح في استحضار الدراما الأسمهانية والنفاذ اليها من مصادرها المتعددة الفنية والسياسية والتاريخية، ووضع مشاهديه في قلب التشابك الذي كون هذه الحياة التي انقضت حاشدة وقصيرة في آن معاً. لكن الواضح ان الفيلم كان احتفالا متأخراً بعد قرابة ثلاثة ارباع القرن. لقد جاء الجمهور بالكثرة ذاتها التي سيكونون عليها فيما لو انها ما زالت حيه. ليس هذا معتاداً فالجمهور العربي مشتهر بقصر ذاكرته، ولو أننا عدنا الى تاريخنا القريب لوجدنا ان العدد الأكبر من مشاهير ذلك الزمان بات منسياً. بل نحن لا نجد إلا قلة نادرة لم يعف عليها الزمن. الأدباء والرسامون والموسيقيون والسياسيون والممثلون وحتى المغنين، كل هؤلاء لا يبقون طويلا في البال بعد رحيلهم وإن بقي بعضهم فهو يبقى شاحباً خاطفاً او متقطعاً، يبقى للتاريخ وغالباً للمؤرخين وللذاكرة العميقة. أما أن يبقى معروفاً للجمهور الواسع وأن يحظى بعد كل هذا الغياب باحتفال يماثل ما كان يشهده في حياته، فهذا بالتأكيد فوق التصور. بل نحن لا نبالغ اذا قلنا إن هذا ما تنفرد به اسمهان وحدها. الأسباب، لمن يسألون عن الأسباب، غامضة بقدر ما هي بديهية، يكفي ان نستمع الى اسمهان ليتضح لنا السبب. حياة اسمهان او دراما اسمهان سبب آخر، لكن كان بحاجة الى هذا الصوت ليغدو أسطورياً. لن نقول شيئاً آخر، لا بد من اننا كنا بحاجة الى هذه الأسطورة، ففي الزمن الذي كانت فيه المرأة بلا أي حضور تقريباً وجدت هذه المرأة التي استطاعت ان تقلب المقاييس وأن تحضر في الآن نفسه في جميع الجهات وأن تشترك في عمرها القصير في أدوار عديدة وأن تعيش في اكثر من حياة. إنها مفاجئة في كل حين، ولا تزال بعد 70 عاماً مفاجئة فهكذا تكون الأسطورة.

السفير اللبنانية في

01.04.2014

 
 

حليم وناصر.. نبتدي منين الحكاية

(ملف خاص)

كتب: محسن محمود 

فى أوبريت الجيل الصاعد غنى عبدالحليم بصوته، عاش الفن حضارة لأمة يبنيها الفنان، يروى حياتها فى غنوة فى كلمة وصورة بروح وإيمان، وسمعناه بيقولها قوية.. مجد بلادى عهد عليا، قلبى وروحى ملك لفنى.. والاتنين لبلادى هدية، حيوا معايا قولوا معايا.. عاش الفن رسالة عاش»

هذه الكلمات هى خير تلخيص لسيرة العندليب الفنية وغيره من الفنانين المخلصين لفنهم ولوطنهم لذلك عاشت أعمالهم تؤرخ لرحلة الوطن على مدار الأزمان تتبدل الأحداث والشخصيات وتبقى الأغنية خير شاهد على تاريخ الأوطان.

علاقة العندليب بالجيش بدأت مع الشرارة الأولى لثورة يوليو 1952 اندمج معها حتى صارت جزءا من مشروعه الفنى غنى له فى لحظات الانتصار وأثناء النكسة. أدرك أن أغنياته هى الوقود الذى يستمد منه الشعب ضميره الوطنى فكان الأكثر غزارة فى الإنتاج الغنائى للوطن وفى نصر اكتوبرالمجيد عبرت أغنياته عنه بصدق الأحاسيس والمشاعر الجياشة.. حليم كان وسيظل صوت مصر وحضارتها وعاش الفن رسالة عاش.

حلمى بكر: النكسة أفقدته ثلث جمهوره

قال الموسيقار حلمى بكر: ارتبط اسم عبدالحليم حافظ بالجيش والثورة لأسباب كثيرة، فقد غنى عبدالحليم فى حفل الثورة بالأندلس وبالمصادفة تأخر كارم محمود، فقدم يوسف وهبى، عبدالحليم، الذى كان ينتظر دوره فى الغناء، وقدم وقتها أغنية «صافينى مرة» وحقق وقتها نجاحاً كبيراً، وبعدها قدم أغنية «على قد الشوق» والتى كانت نقطة انطلاقة حقيقية، ثم دخل فى كنف الثورة والتى تبنته وقتها وقدم بعدها سلسلة من الأغنيات الوطنية منها «السد» و«صورة» و«على رأس بستان الاشتراكية».

وأضاف بكر: لأول مرة نرى فى تاريخ الغناء العاطفى أن عبدالحليم يقدم أغنيات وطنية يرددها الجمهور ويحبها، لأن الجمهور أحب عبدالحليم وبدأ يصدقه، وكان فى أغنياته أحياناً يحث الشباب ويغنى لشىء أنجزته الثورة، وهذا خلق له نوعاً من المصداقية، وهو أمر حدث مصادفة أيضاً ولم يكن تخطيطاً من رجال الثورة، ثم غنى عبدالحليم لـ«عبدالناصر» وهذه كانت انطلاقة أخرى فى توثيق علاقته برجال الثورة.

وتابع: حتى فى موسيقى العصور القديمة كان بيتهوفن يغنى للخاصة والمسؤولين، وكان الشعراء فى العصر الجاهلى يمدحون الحكام، فكان الغناء العربى مقرون دائماً بالغناء للشخص، حتى جاءت فرصة أن تغنى للرمز، وأيضاً عبدالحليم هو الذى ابتدع ذلك عندما قال «عاش اللى قال، قال الكلمة فى الوقت المناسب» وأصبح الغناء للرمز، وحدث تزاوج بين السلطة ورجالها وعبدالحليم بعد أن استطاع حليم أن يرسخ أفكار الثورة بأغنياته، خاصة بعد المصداقية الشديدة التى كان يتمتع بها حتى حدثت نكسة 67 بعد أن ظل يغنى للانتصار ومنها «ولا يهمك يا ريس من الأمريكان» وهذه الأغنيات أفقدت عبدالحليم المصداقية، وعلى أثرها خسر ثلث جمهوره، بعد أن اكتشف الشعب أنها هزيمة وهذا جعله يتردد بعد ذلك فى أن يغنى للشخص، وبدأ يغنى للرمز دون ذكر أسماء، وبعد وصول السادات للحكم غضب من عبدالحليم لأنه لم يغن باسم السادات بالرغم من انه انتصر فى 1973 بينما قامت فايدة كامل بالغناء للسادات.

وأوضح بكر أنه بمجىء عصر مبارك أصبحت الأغنية الوطنية مقرونه بالاسم، وبالتالى تتحول إلى تمجيد للشخص، وبدأ الجمهور يوجد لديه انفصال ولا يعلم عن الحدث الوطنى، ويغنى المطرب كرد فعل دون أن يكون صادقاً.

«الأبنودي»: أغنياته كانت جسراً عبرت عليه أفكار عبدالناصر للأمة العربية

الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى قال: لم يتصور عبدالحليم حافظ أنه سوف يصبح المغنى الأول للثورة المصرية «23 يوليو»، وحتى فى بداياته حين قدم أغنيته الوطنية «بدلتى الزرقا» كان يتلمس الطريق إلى العمال، أو أنه غنَّاها بالصدفة كمختارات إذاعة، لكن بعد عام 1954، ووجود عبدالناصر اختلف الأمر، وأعتقد أن الفضل فى هذه البداية كان لصلاح جاهين وكمال الطويل حين خرجت علينا أغنية «إحنا الشعب، اخترناك من بين الشعب»، ومن هنا بداية الغناء لـ«عبدالناصر» وليس عبدالحليم فقط، وأيضاً فى الغناء المصرى، وطبعاً قاد هذه المسألة جاهين وكمال الطويل دون ابتذال أو نفاق وهكذا، وحين دخلنا فى معركة 1956، واحتدم الصراع مع الصهيونية والاستعمار بدأ يغنى لـ«السد»، وتعاون مع حسين السيد وأحمد شفيق كامل، ولكن بداية الخط الحقيقى لغناء السياسة التى انتهجها عبدالناصر والجيش فى هذا الوقت كانت أغنية «المسؤولية» رغم أنه غنى من قبل «صورة» و«بالأحضان» لكن الأغنيات التى حملت خطاً سياسياً للقيادة السياسية هى: «المسؤولية»، ثم «بستان الاشتراكية» وهى أغنية عظيمة أرجو أن تعود إلينا لأنها كنوز شعرية وموسيقية، ثم غنَّى «يا أهلاً بالمعارك».. هذه الأغنيات جعلت من عبدالحليم المغنى الأول لمصر السياسية.

وأضاف الأبنودى: «هناك من يعتقد أنه ينافق عبدالناصر بهذه الأغنيات، لكن عبدالحليم كان يحب ناصر حباً حقيقياً، وأعتقد أن عبدالناصر كان يحب حليم، وكان هناك صلاح جاهين الموهبة العظيمة جداً، والمصدّ أمام عبدالحليم لعدم الابتذال، وغناء شعر حقيقى يعبر بالفكر المصرى للأمة العربية، لقد كان جسراً مهماً عبرت عليه أفكار الزعيم جمال عبدالناصر إلى الأمة العربية من خلال كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، لقد غنَّى كلمات سياسية مثل (الميثاق) وكلمات كثيرة جداً من الصعب أن تُغنَّى أو تدخل فى الغناء، لكن صلاح جاهين طوَّعها وأخضعها للغناء اليومى عن الناس».

وتابع: أظن أن عبدالحليم عرف طريقه أولاً، ثم قسمه إلى قسمين: الأغنية العاطفية التى يأتى منها بالمال والمكاسب، لأن له جمهوراً واسعاً يشترى أسطواناته فى ذلك الوقت بصورة ربما فاقت أى مطرب بعد أم كلثوم، ثم الجانب الآخر وهو الأغانى الوطنية، ولأنه كان ممنهجاً فى قصة التدرج مع السياسة المصرية حتى منتهاها إلى أن حدثت النكسة، وغنينا سوياً أغنيات المعركة فى 1956، لدرجة أننى كنت كاتب أغنية وطنية لا أذكر كلماتها، وأثناء تسجيلها حصلت النكسة، وقال لى عبدالحليم: لا بد أن تقف مع عبدالناصر فى هذه الكارثة، لأنه يعلم أننى لا أحب أن أضع أسماء الرؤساء فى أغنياتى وكتبت وقتها «ولا يهمك يا ريس من الأمريكان.. يا ريس حواليك أشجع رجال»، حتى إحساسه بضيقة عبدالناصر أجبرنى وقتها لأول مرة على أن أضع كلمة ريس فى أغنية وطنية، وكتبت له فى النكسة «اضرب» و«أحلف بسماها»، «ابنك يقولك يا بطل هاتلى نهار»، وهذه الأغنية تصلح لأن تُغنَّى اليوم، وقدمنا أيضاً أيام النكسة «عدى النهار» ثم «المسيح»، وأخيراً بعد النصر كتبت «صباح الخير يا سينا».

وشدد الأبنودى على أن عبدالحليم لم يتوانَ عن أن يكون موجوداً فى كل مناسبة وطنية، رغم أن البعض كان يقول إنه ينافق عبدالناصر ويداهن السلطة، وفى الحقيقة كان رجلاً وطنياً إلى أبعد الحدود ومواطناً مصرياً مخلصاً جداً أدى مهمته إلى أبعد حد، وحمل سلاحه الوحيد الذى يستطيع أن يحمله وهو الغناء وناضل به وأدى دوره على خير وجه.

وأكد الأبنودى أن أسباب استمرار أغنيات عبدالحليم الوطنية حتى الآن هو أن المناخ العام كان وطنياً، وكانت مصر موحدة والآن مصر مفرَّقة، نحن نقاتل الإخوان وهم ضد تقدمنا والوقوف على أقدامنا، وأن نسعى لبناء مصر، وأيضاً الفرق التى تدَّعى الثورية من الشباب، والتى تطالب بعدم تسليم السلطة للجيش.

ويتساءل الأبنودى: من هو بديل المشير السيسى الذى وضع رقبته على كتفه؟ هل لديهم أحد يؤتمن على مصر فى ظل الحصار من الدخل والخارج؟

وقال: «من يكتبون الأغانى حالياً يعتقدون أنها مجرد مناسبة تاريخية، هناك فارق بين أن تخرج الكلمات من داخلك بصدق وأمانة وإحساسك بمصير هذا البلد وأن تكتب أغنية لأن هناك مناسبة مثل أغنيات الأفراح وكأنك تسد خانة، وهناك فهم متدنٍّ لفكرة الأغنية الوطنية وخلطها بأغنية المناسبة، لذلك لا بد أن يعرف كل إنسان موقعه من هذا البلد ويدرك الظروف الحقيقية، وهذا الحصار الذى لا طاقة لبلد به، كأن المؤلفين والشعراء لا يرون ثمة فارقاً بين الغناء من القلب ومن سيجارة بانجو، هذا الاستهتار بالوطن والأزمة الحقيقية، والتى من لا يراها لا يستطيع أن يكتب لها، ولا بد أن يكون لك وعيك الخاص ورؤيتك النفاذة إلى حقيقة الوضع الذى تعيشه بلادنا هذه الأيام.

هانى شاكر: تعرفنا على الثورة من أغنياته

قال المطرب هانى شاكر: شاهدت العندليب عبدالحليم حافظ مرتين فى آخر أيامه ولو لم يحدث هذا اللقاء بالتأكيد كنت سأخسر كثيراً، وحمدت الله كثيراً لأننى التقيته قبل أن يرحل عن عالمنا، وأكدت له خلال لقائى الأول قيمته عندى وحبى الشديد، لأنه فى وقت من الأوقات صدق الكلام الذى تردد وقتها بأن الموجى قدم هانى شاكر ليحارب به عبدالحليم، لذلك قلت له «نفسى تدخل جوه قلبى علشان تعرف كم الحب اللى ليك قد إيه، وعمرى فى حياتى أن أفكر فى مثل هذا الكلام»، وأوضحت له أننى منذ عامين على تواصل مع أستاذى محمد الموجى وتوقيت ظهورى لم يكن فى يدى أو يده، ومستحيل أن يحاربك الموجى، فهل يعقل أن نحارب الهرم الرابع فى مصر، ثم أخدته بالحضن وقبلته، وفى المرة الثانية كنت أغنى فى أحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل وصعد على المسرح ثم جلسنا وغنينا «كده برضة يا قمر»، وكنت أتمنى أن تسجل هذه الأغنية ولو فى وقتنا هذا لكانت كل الهواتف المحمولة سجلت هذه اللحظات، وعدم تصوير هذه الأغنية جعلنى أشعر بحزن شديد، خاصة لأن عبدالحليم كان حافظاً لكلمات الأغنية.

وأضاف شاكر: فى هذا اللقاء قلت له «أنا اكتشفت إننى باعرف أغنى لما غنيت لك وأنت سبب حبى فى الغناء فكيف تتخيل أن هذا الكلام يخرج منى أو من الموجى»، وبعيداً عن لقائى به أود أن أقول إن عبدالحليم وفنه لو كان موجوداً فى العصر الحالى ومعه عبدالوهاب وأم كلثوم لكان الوضع قد اختلف تماماً وخرجنا من التدنى الذى نعيش فيه من انهيار للذوق العام، لأنهم لن يسمحوا وقتها بمثل هذا الانهيار، وأقول له: نام وأنت مرتاح لأن فنك وشغلك ومشوارك الفنى يغذينا فنياً وروحياً.

وعن حرصه على أداء أغنيات العندليب الوطنية قال: عشنا ثورة 1952 من خلال أغانى عبدالحليم وأم كلثوم، ومن وجهة نظرى أن سبب استمرار هذه الأغنيات إلى وقتنا هذا هو الظروف التى صنعت فيها هذه الأغنيات خاصة توقيتها ومعايشة صناعها للأحداث الوطنية، بالإضافة إلى أن حالة الغناء أصبحت مختلفة حالياً، فقديما كان الشاعر والملحن لهما طابع خاص أما نحن الآن نعيش فى سوق العتبة وأى شخص من الممكن أن يلحن أو يغنى أو يكتب «بفلوسه».

محمد سلطان: غناؤه لناصر «مش عيب»

أكد الموسيقار محمد سلطان أن عبدالحليم ظاهرة لن تتكرر بعد أن أعطى للمناخ الغنائى جواً جديداً فى الأداء، وكل من جاء بعده تخرج فى مدرسته.

وقال سلطان: لم يتقرب حليم من السلطة لتحقيق مصالح شخصية فى ذلك الوقت لكنه يحب مصر ويعشق جمال عبدالناصر، فمثلا أنا كنت أحب السادات لأنه شخص يجمع بين الشخصية القوية والدهاء وتقربت منه لكن لم يكن أيضاً بدافع شخصى، لذلك أرفض أى اتهام يوجَّه لعبدالحليم فى هذا الشأن، خاصة لأننا كمصريين لدينا مكانة خاصة للحكام الذين أثروا فى وجدان الوطن العربى ونتعلق بهم ونشعر أنهم الرمز.

وتابع: لا أجد عيباً فى الغناء للأشخاص فى ذلك الوقت لأنه يعنى مصر فى الأساس وليس السلطة، لأن مصر هى التى ستبقى، ولكل عصر وزمن الطابع الخاص والمنهج، وليست كل العصور متشابهة، لكن مصر دائماً هى القاسم المشترك الأعظم.

ويتذكر سلطان: جمعتنى لقاءات كثيرة بعبدالحليم حافظ، منها لقاء الساعة الرابعة فجراً، الذى عرض علىَّ فيه أغنية «أحلى شىء فى دنيتى»، وبالفعل لحنت له مقطعاً أثناء الجلسة وأعجب به جداً، وطلب منى أن أحافظ على لحن هذا المقطع، لكن قدمت فايزة أحمد هذه الأغنية على المسرح وتساقطت دموعها، خاصة أننا أذعنا جزءاً من الأغنية بصوت عبدالحليم قبل بداية الحفل.

12 أغنية قدمها حليم بصوته فى حب ناصر

فى أغنية ذكريات غنى: وصحيت على ثورة بترج الدنيا ولقيت أوطانى حكمها بإيديا وجمال قدامى بينادى عليا قوم ارفع راسك اشبع حرية

علاقة العندليب بناصر لم تكن مجرد علاقة بين زعيم وطنى ومطرب شهير، بل تجاوزت ذلك بمراحل عديدة. قدم العندليب بصوته 12 أغنية ذكر فيها اسم ناصر مباشرة أو كلمة «ريسنا». اللقاء الأول الذى جمع بين ناصر وحليم يقول عنه العندليب: كان فى مجلس قيادة الثورة عام 1953 فعندما صافحت عبدالناصر لأول مرة شعرت بأننى أمام شخصية جذابة جداً.. وأنه ككل الضباط الأحرار بسيط خفيف الدم يعرف جيداً ما يقول ويعرف جيداً ما يفعل.. امتد اللقاء نصف ساعة.. قال عبدالناصر لحليم: أنت ابن لهذه الثورة، لذلك تعامل العندليب مع الثورة وتفاعل معها وكأنه صوتها وابنها الذى خرج من رحمها.

أغنية «ثورتنا الوطنية» كلمات مأمون الشناوى وألحان رؤوف ذهنى كانت أولى أغنيات حليم للثورة، وبعدها فى عام 1956 بدأ يتغنى بالزعيم حين قال: صرخة أطلقها جمال إحنا أممنا القنال ضربة كانت للمعلم خلى الاستعمار يسلم، ثم أغنية إحنا الشعب، التى قال فيها: إحنا الشعب اخترناك من القلب يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب. وفى بستان الاشتراكية غنى: على راس بستان الاشتراكية واقفين بنهندس على المية أم الأبطال علماء وعمال ومعانا جمال بنغنى غنوة فريحية. وفى المسؤولية قال: ريسنا ملاح ومعدينا عامل وفلاح من أهالينا ومنا فينا الموج والمركب والصحبة والريس والزينة، ثم يقول: أحلف بكل صبى وصبية بعيونكوا الحلوة العربية بجمال.. أحلف بقرآنى وإنجيلى بهدف عظيم.. دايماً يناديلى بالقاهرة اللى ما حد قهرها.

وفى أغنية بلدى يا بلدى فى 23 يوليو 1964 غنى: ريسنا قالنا ثورتنا فى إيدنا أمانة والأمانة لأولادنا بعدنا.. ريسنا قالنا وصانا كلنا نسهر ونخاف عليها ونصونها لبعضنا هنعمل بالوصية وهنصون الهدية وحياتك يا حبيبنا وحياتك يا جمال ياللى عليك تنفيذ مبادئنا ان كنت صغير ولا كبير، مبادئنا يعنى ثورتنا، يعنى أمانة وشغل كتير لو تخدم باشتراكية وبذمة وهمة قوية أنا زى ما قال ريسنا راح أشيلك جوا عنيا، وان خدت المركز جاه ولعبت اللعب اياه ولا همك غير مصلحتك وظلمت فى خلق الله هنقولك يا خاين المسؤولية. وفى أغنية صورة تغنى: ناصر وإحنا كلنا حواليه ناصر ناصر ناصر وعيون الدنيا عليه ناصر والنصر بيسعى إليه.

وفى أغنية ناصر تغنى: يا ناصر يا حرية يا وطنية يا روح الأمة العربية.. الشعب يريدك يا حياته يا موصل موكبه لغاياته وحياة المصحف وآياته اسمك فى قلوبنا أغنية. وفى أغنية بالأحضان فى 23 يوليو1961 غنى: ياما شفتك ع البعد عظيمة يا بلادى يا حرة يا كريمة وزعيمك خلاكى زعيمة فى طريق الخير والعمران اتقويت ورفعت الراس وبكيت فرحة وشوق وحماس وبقيت ماشى فى وسط الناس متباهى بوطنى فرحان سدد خطوتها وخد ايدها يارب اجعلنا نحقق كل خيال اجعل يومنا الواحد بكفاح أجيال فجر ينابيع الخير تحت أقدامنا المستقبل خليه نور قدامنا اللهم انظر لعملنا بارك فى جهادنا ونضالنا واحفظ ريسنا وبطلنا يا رب يا رحمن.

وفى أغنية ذكريات غنى: وصحيت على ثورة.. بترج الدنيا... ولقيت أوطانى حكمها بإيديا وجمال قدامى بينادى عليا قوم ارفع راسك اشبع حرية.

أما أغنية مطالب الشعب فتغنى: ياللى العروبة محوشاك لآمال كبيرة. وفى أغنية يا جمال يا حبيب الملايين تغنى بحب جمال وهو يقول: يا جمال يا حبيب الملايين.. ماشية فى طريقك ماشية للنور طالعين...للخير رايحين وياك يا حبيب الملايين

المراجع: كتاب «أعز الناس» تأليف مجدى العمروسى.

مقال «حكاية 12 أغنية غناها حليم لناصر» للكاتب سيد حامد – جريدة الأهرام.

المصري اليوم في

01.04.2014

 
 

"فيلا 69" فى مهرجان هونج كونج السينمائى.. غدا

كتب محمود ترك 

يعرض غد الأربعاء فيلم "فيلا 69" ضمن فعاليات الدورة الـ38 من مهرجان هونج كونج السينمائى الدولى التى بدأت يوم 24 مارس الماضى.

ويعرض الفيلم فى إحدى شاشات The Grand Cinema الساعة 2:30 مساءً، ويُقام عرضه الثانى فى مركز هونج كونج الفنى يوم الجمعة المقبلة الساعة 9:30 مساءً.

ويُعد مهرجان هونج كونج السينمائى الدولى أحد أشهر المنتديات الآسيوية لصناع الأفلام، السينمائيين، والمشاهدين من شتى أنحاء العالم، لإطلاق أعمال جديدة، ومعرفة أحدث صيحات المشروعات السينمائية.

فيلا 69 هو التجربة الأولى للمخرجة أيتن أمين، وكتب السيناريو محمد الحاج بالاشتراك مع محمود عزت، وهو إنتاج مشترك بين شركة فيلم كلينك وشركة ميدل وست التى أسسها المخرج وائل عمر، ويقوم ببطولته خالد أبو النجا والنجمة الشابة أروى جودة، مع الفنانة الكبيرة لبلبة.

تدور أحداث الفيلم حول حسين الذى يعيش فى عزلة ببيته، ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم عزلته ونمط حياته الأنانى الذى يتغير بعد وصول شقيقته وابنها سيف، ونتيجة لذلك يشهد تحولاً جذرياً فى نظرته الجامدة للحياة.

يذكر أن "فيلا 69" حصل على 3 جوائز فى الدورة الـ62 من مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما فى مطلع شهر مارس الماضى، وتمثلت هذه الجوائز فى أفضل ممثل لـخالد أبو النجا، أفضل تصوير لـحسام شاهين، وشهادة تقدير لـهبة يسرى، كما كان للفيلم النصيب الأكبر من جوائز مهرجان جمعية الفيلم السنوى الأربعين للسينما المصرية فى فبراير الماضى، حيث حصل على 6 جوائز هى جائزة العمل الأول للمخرجة أيتن أمين، أفضل ممثل رئيسى لـخالد أبو النجا، أفضل ممثل ثانوى لـعمر الغندور، أفضل ممثلة ثانوية لـهبة يسرى، أفضل مونتاج لـعماد ماهر، وشهادة تقدير لـشهيرة ناصف عن إبداعها فى تصميم ديكور الفيلم.

اليوم السابع المصرية في

01.04.2014

 
 

بعد الإعلان عن الانضمام لحملة "المشير"

خالد يوسف: السيسى رجل وطنى من الطراز الأول

كتب - حمدي طارق 

المخرج خالد يوسف يشارك في حملة المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق ومرشح الرئاسة الأقرب إلي قلوب الشعب المصري، وربما توقع الجميع أن يكون خالد مع «حمدين صباحي» لتوجهاته السابقة وإرادته في أن يكون رئيس مصر القادم شخصاً مدنياً بعيداً تماماً عن الهوية العسكرية.. «يوسف» أكد أن المشير السيسي هو الأنسب لمصر في المرحلة القادمة، بالإضافة إلي حب الشعب واحترام الجميع له، لما قام به من إنجازات خاض بها تحدياً كبيراً ولكن لصالح مصر وشعبها.

وعن مشاركة خالد في حملة المشير السيسي، قال: المشير هو القائد الذي تحتاجه مصر خلال المرحلة الحالية، فهو رجل وطني من الطراز الأول، نحن في أمس الحاجة لعودة الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلي أن الواقع يقول: إن مصر الآن ليست في حاجة إلي الدخول في تجارب مع وجود الإرهاب والاضطرابات في الشارع، ولذلك كان من الضروري أن أساند المشير السيسي مثل كل مصري يريد الخير لمصر في المرحلة القادمة.

وعن حملة السيسي الانتخابية، قال: الحملة بها رموز غاية في الاحترام والوطنية وسيكون العمل علي الأفعال والإنجازات وليس الخطابات المرسلة، التي سئم منها الشعب، بالإضافة إلي عدم الدخول في أحاديث أو مناظرات مع مرشحين آخرين، فالشعب يعرف من يترشحون، المهم أن يكون كل واحد من المرشحين لديه نية حقيقية في العمل لصالح مصر وخروجها من النفق المظلم التي عاشت فيه طيلة الفترة الماضية، وهذا ما دفعني إلي الانحياز للمشير عبدالفتاح السيسي الذي يعلق عليه الشعب آماله وطموحاته.

وعن تأخر إعلان المشير عن قراره النهائي، قال: السيسي لم يتأخر في الإعلان، ولكنه كان يلملم أوراقه ويدرس الموقف من جميع الجوانب، فهو رجل دؤوب للغاية في عمله، ولا يتعامل من منطلق أن الأمر محسوم، كل ما يشغل باله أن يقدم شيئاً حقيقياً لمصر ويخرجها مما هي عليه الآن، وكان صريحاً للغاية مع الشعب وينتظر رد الفعل الحقيقي منهم وأن يساندوه في عبور الأزمة.

وعن حمدين صباحي، قال: أحترم هذا الرجل كثيراً، ولكن مصر في حاجة إلي رجل تتفق عليه معظم طوائف الشعب ويشعرون تجاهه براحة نفسية تؤهلهم للعمل، والكف عن الاحتجاج والتظاهر، والمشير هو الشخص الوحيد الذي يتوافر فيه جميع هذه العناصر، ربما سيكون لحمدين صباحي دور ولكن في فترات قادمة، المهم في الوقت الحالي أن نكون تعلمنا من التجربة الماضية ونفكر في الصالح العام لمصر ونختار الشخص المناسب، وليس معني حديثي أنني أطالب الشعب بالانحياز إلي شخص ما، ولكن يجب أن ننحاز جميعاً إلي مصر.

وعن أعماله الفنية، قال خالد: حالياً نحن علي أبواب الدخول لمرحلة مهمة للغاية في مستقبل مصر ويجب أن نجتازها بنجاح، وفي الحقيقة المشير السيسي يوجه اهتمامه إلي كل شيء ووضع الفن ضمن أولويات الإصلاح، وهذا ما يؤكد نوايا هذا الرجل للإصلاح الحقيقي، خاصة أن مصر علي الصعيد الفني خلال المرحلة الماضية أنجبت أعمالاً لا ترقي إلي الهوية الثقافية والحضارية لمصر، لأن مصر بها خسائر كبيرة وعقبات كثيرة، وهذه هي الآثار التي خلفتها المرحلة الماضية، ولذلك الأمر سيحتاج إلي مجهود كبير وعمل كثير حتي تقوم البلد من جديد، وسيكون الفن أيضاً من أهم العوامل التي ستشارك في بناء مصر من جديد، لأن صناعة السينما وصناعة الأغنية والدراما صناعات قدمت لمصر دخلاً كبيراً، وقامت بتنشيط السياحة وأمور كثيرة، ولذلك نحن كفنانين سنعمل علي تفعيل دور الفن بشكل كبير ومحوري في المرحلة القادمة، وليس لدي حالياً أية مشروعات فنية ومتفرغ تماماً للعمل السياسي.

الوفد المصرية في

01.04.2014

 
 

بعد أن وصلت الخسائر إلى نصف مليار سنويا

تحركات محلية وعربية لمواجهة قراصنة الأفلام

خاص- بوابة الوفد 

يخوض المنتجان حسين ماهر ومحمد حسن رمزى منذ عدة شهور حربا شرسة ضد 71  قناة فضائية تقوم بالقرصنة  على الافلام السينمائية المصرية القديمة والحديثة وتقوم بعرضها دون دفع مقابل هذا العرض فى انتهاك واضح وصريح للقانون  وحقوق الملكية الفكرية، ما يتسبب فى خسائر للدولة والمنتجين والقنوات تصل الى نصف مليار جنيه سنويا ,وأكد المنتجان  فى حوارهما مع «الوفد» ان القنوات الـ71  لا تبث عبرالنايل سات لكنها تبث عبر 4 اقمار اخرى , وحول التحركات الاخيرة لمواجهة هذه القرصنة  محليا وعريبا ودوليا، وحول هذا الملف الساخن كان هذا التحقيق الصحفى :

يقول المنتج حسين ماهر : بدأت مواجهة هذه المافيا التى تضم 70 شخصية معظمهم صادر ضدهم احكام قضائية فى قضايا شيكات ونصب بل ان احدهم وهو «طارق عبد العزيز» صادر ضده 107 أحكام قضائية معظمها قضايا شيكات من محكمة العجوزة ومحكمة العمرانية واضاف المنتج حسين ماهر : قمت فى فبراير الماضى وبعد ان استعاد الامن المصرى عافيته الى حد كبير بالتحرك، وقد  ذهبت ومعى زميلى المنتج محمد حسن رمزى الى وزارة الداخلية التى تجاوبت معنا بالفعل، حيث قابلنا اللواء عبد  الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية والعلاقات العامة والعميد علاء محمود وبالفعل تم التنسيق مع ادارة المصنفات الفنية التى تجاوبت معنا وقامت بجهد كبير فى هذا الشأن وعلى رأسهم اللواءان خالد شفيق واللواء مدحت حشاد والعميد احمد عاطف  والعقيد محمد سوار وضباط الادارة، حيث بدأت  بالفعل الادارة فى التحرك لتنفيذ الاحكام الصادرة على بعض اصحاب هذه القنوات التى تقوم بالقرصنة والصادر بحقهم  احكام قضائية وأوامر ضبط واحضار وسوف نواصل جهودنا فى هذا الشأن حماية لصناعة السينما المصرية وحماية لحقوق الدولة والمنتجين والقنوات الفضائية، حيث ان هناك 71 قناة فضائية لا تبث  عن طريق النايل سات تقوم بالقرصنة  على 4 آلاف فيلم سينمائى  مصرى.

ومن جانبه قال المنتج محمد حسن رمزى نائب رئيس غرفة صناعة السينما  : منذ ثورة 25 يناير استغل البعض الفترة الانتقالية التى تمر بها مصر وقام  بأعمال القرصنة وظللنا نعانى معاناة كبيرة الى ان تحرك زميلى المنتج حسين ماهر من خلال الاتصال بالجهات الامنية وجمع المعلومات عن 70 شخصية تقوم بالقرصنة من خلال 71 قناة فضائية وقد اتضح لنا ان معظم هذه الشخصيات صادر ضدها مئات الاحكام القضائية من احكام شيكات ونصب وغيرها وتم ابلاغ الجهات الامنية بهذا الامر وجار ملاحقتهم كما قام زميلى المنتج حسين ماهر بالاتصال بالعديد من القنوات الفضائية المتضررة ولعل اكثر القنوات المتضررة هى قنوات «روتانا» التى تخسر وحدها من 50 الى 75 مليون جنيه سنويا وقد تحركت روتانا  مؤخرا وتقدمت الى ساحات المحاكم لمطاردة القراصنة.

واضاف المنتج محمد حسن رمزى قائلا: نحن نتحرك حاليا بالتعاون مع غرفة صناعة السنيما وزملائنا من خلال ثلاثة محاور، المحور الاول : داخليا فى مصر من خلال وزارة الداخلية والاجراءات  القانونية والقضائية وكذلك  من خلال مجلس الوزراء، حيث تم انشاء لجنة لمكافحة القرصنة  وأنا عضو بها وهى برئاسة رئيس الوزراء وعضوية 6 وزراء وقد قررنا فى الاجتماع الاخير برئاسة المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء ارسال خطابات عن طريق وزارة الخارجية الى وزراء خارجية البحرين والاردن وفرنسا  بشأن الاقمار الصناعية التى تتخذ من هذه الدول مقرات ادارية لها ويتم من خلال هذه الاقمار  بث الافلام المقرصنة وهذه الدول الثلاث بها 3 اقمار صناعية من بين 4 اقمار يتم بث القنوات المشبوهة من خلالها وهذه الاقمار هى : نور سات – جلف سات- والقمر الصناعى الفرنسى، واضاف محمد حسن رمزى قائلا :

المحور الثانى :عربيا من خلال التنسيق مع جامعة الدول العربية خاصة ادارة الملكية الفكرية فى  الجامعة،  وذلك لأن الامر يتعلق بوجود قمرين صناعيين من 4 اقمار يتم  من خلالها بث هذه القنوات التى تسرق افلامنا، وهذان القمران عربيان، الاول نور سات مقره فى الاردن والقمر الصناعى الثانى جلف سات وملاكه عرب  ايضا ومقره البحرين ولذلك سنطالب ادارة الملكية الفكرية بالجامعة العربية بمخاطبة كافة الجهات المسئولة فى الدول العريبة من اجل ان يقوم المسئولون عن هذين القمرين بحجب القنوات التى يتم من خلالهما القيام بالقرصنة على الافلام المصرية وقد استجابت مؤخرا إدارة جلف سات  بشكل جزئى وقامت بإغلاق 5 قنوات فقط كانت تبث افلاما أجنبية، كذلك سوف نواصل ضغوطنا فى هذا الشأن كما سوف نلتقى مع مسئولين فى مجلس وزراء الاعلام العرب لاثارة هذا الامر الخطير فى اجتماع وزراء الاعلام العرب فى شهر مايو القادم كما سوف نطلب من الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الاعلام ادراج هذا الامر فى جدول اعمال اجتماع مجلس وزراء الاعلام العرب , واضاف المنتج محمد حسن رمزى قائلا: هناك قمران صناعيان اخران فى اوروبا «فيوسات» من لندن  و»stn» من سلوفينيا ويتم من خلالهما بث بعض القنوات التى تقوم بالقرصنة، ولذلك فإننى سوف اقوم بالتحرك من خلال المحور الثالث وهو التحرك  دوليا من خلال السفر الاسبوع القادم الى باريس للقاء المسئولين  فى القمر الصناعى الفرنسى بشأن الاقمار الاربعة التى تبث القنوات التى تقوم بسرقة افلامنا وتراثنا وهى اقمار «نورسات – جلف سات – فيو سات – stn» حيث ان الاقمار الاربعة سالفة الذكر تقوم بتأجير  حزم فضائية من القمر الصناعى الفرنسى، واضاف محمد حسن رمزى : كما سوف اقوم خلال زيارتى الى فرنسا بلقاء مع السكرتير العام للاتحاد الدولى للمنتجين، وذلك لمتابعة المذكرة التى قمنا بتقديمها له فى هذا الشأن خلال مؤتمر برلين، بحيث يتم مساندتنا  فى هذه القضية العادلة لمواجهة الـ71 قناة المشبوهة التى تقوم بالبث من خلال 4 اقمار صناعية .

الوفد المصرية في

01.04.2014

 
 

أكد في ندوة أن الشعب المصري لن ينكسر لأنه استطاع تغيير التاريخ

بدير: الفن لا ينحاز للنظام فهو دائماً في خانة المعارضة

القاهرة - أحمد الجندي

الشعب المصري العظيم لن ينكسر فهو من استطاع تغيير التاريخ وقام بثورتين في ثلاث سنوات بالاضافة الى انه تمكن من الاطاحة بنظام الأهل والعشيرة».

بهذه الكلمات بدأ الفنان أحمد بدير ندوته التي أقامتها الهيئة المصرية للكتاب ضمن سلسلة ندوات «بين الفن والسياسية»التي تستضيف فيها كبار رموز ونجوم عالم الفن في مصر وقد حضر الندوة حشد كبير من الجمهور وعدد من الفنانين.

وأضاف بدير: ان الفن لا ينحاز لأي نظام وأنه دائما في خانة المعارضة وضرب المثل بالعديد من أعماله مثل مسرحية «دستور يا سيادنا»التي تحدث فيها عن الانتخابات الرئاسية وطرح خلالها فكرة الانتخابات وليس الاستفتاء في وقت كان اختيار رئيس الجمهورية يتم بالاستفتاء وأيضا مسرحيته الشهيرة «مرسي عاوز كرسي»التي تعرض فيها بالنقد لتزوير انتخابات مجلس الشعب عام 2010 فالفن كان دائما صورة مشرفة لمصر والفنان هو الشخص الوحيد الذي لا يستفيد من الأنظمة ويتعرض لكثير من الضغوط والفن هو مرآة الشعب ولابد من ان يكشف له الحقيقة.

وأكمل بدير: الاخوان يكرهون الوطن والدين والانسانية وليس حقيقي ما يقولونه حلفاؤهم والمتعاونون معهم بأنهم يدافعون عن الدين والشريعة ما يقومون به من ارهاب وعنف وتخريب وسفك للدماء لا علاقة له بالدين ولا بالبشر والأسوياء الذين بداخلهم أي قدر من الوطنية أو حب لبلدهم وأكد انه يثق تماما في قدرة القوات المسلحة المصرية في التصدي لهذا الارهاب والانتصار عليه لتعود مصر أفضل مما كانت عليه لأنها دولة كبيرة لها ثقلها وأهميتها في المنطقة وذلك بفضل أبنائها الشرفاء وجيشها العظيم.

وحول رؤيتك لترشيح المشير السيسي لرئاسة مصر.. قال: المشير السيسي هو رجل المرحلة وليس خافيا على أحد هذا الاجماع الشعبي الحاشد على شخصه وهذا الحب الجارف الذي يلقاه من المصريين وسوف نحتفل بالسيسي رئيسا للجمهورية فهذا الرجل تحمل الكثير من المخاطر واتخذ المواقف الثابتة الراسخة التي حمت مصر من مخططات ومؤامرات دولية وكانت الجماعة الارهابية هي الأداة لتنفيذ هذا المخطط الذي كان يهدف لتقسيم مصر وهذا ما أصاب الأميركان وحلفاءهم من المتآمرين بالذعر والاحباط لنسف مخططاتهم ولهذا حفر هذا الرجل لنفسه مكانة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر واثبت انه معجون بحب هذا الوطن وهذا الشعب..

وأشار بدير الى العلاقة التي تربط بين الشعب المصري وجيشه وقال: هي علاقة قوية وراسخة منذ فجر التاريخ منذ التف المصريون القدماء حول «القائد أحمس عندما طرد الهكسوس الغزاة»لذلك لا احد يستطيع ان يفسد هذه العلاقة التاريخية تحت دعاوى باطلة مستوردة من الخارج ويريد ان يوهم ويخوف الشعب المصري بأنه سوف يكون تحت الحكم العسكري مثلما حدث في جمهوريات أميركا اللاتينية وجمهوريات الموز التي تشهد الانقلابات لو الانقلابات فكل هذه دعاوى باطلة لان العلاقة بين الجيش المصري والشعب علاقة قوية ومتداخلة منذ آلاف السنين .

وطالب بدير بضرورة الاهتمام بالفن والثقافة والتعليم خلال المرحلة الحالية والمقبلة لان هذا الثالوث (الفن- العلم-الثقافة) هو مستقبل التنمية والتقدم والنهضة في مصر مشدداً على أهمية العلم في بناء البلاد مثلما فعل محمد علي باشا عندما أرسل البعثات التعليمية الى أوروبا واستطاع في فترة وجيزة بناء نهضة حقيقية في مصر في جميع النواحي .

وحول رؤيته عن ما يقدمه الفن حاليا من أعمال سطحية وعشوائية.. قال: ان هذا أمر طبيعي جدا ويحدث غالبا عقب الثورات والأحداث التاريخية المهمة ولا يجب ان يخيفنا وعندما يستقر المجتمع ويبدأ العمل الحقيقي سيعود الفن لسابق عهده ويجب ان نثق في المستقبل .

وأكد بدير انه يصدد تقديم مسرحية «الشعب لما يفلسع»للكاتب محمود الطوخي والمخرج خالد جلال وكشف عن ان المسرحية تناقش سلبيات النظم والحكومات الديكتاتورية وتطرح فكرة انفصال الحاكم عن شعبه وعمله فقط من اجل مصلحته وحاشيته وما ينتج عن ذلك من تدني في مستوى الدول والشعوب مما يجعل الشعوب تثور ضد حكامها الديكتاتوريين وقال انه سيجسد في المسرحية شخصية مواطن مصري بسيط يواجه طغيان هذا الحاكم وحوله تدور معظم أحداث العمل .

وأبدى بدير سعادته بعودة كبار النجوم للدراما المصرية من خلال مسلسلاتهم التلفزيونية التي ستعرض في رمضان المقبل وقال ان هذه العودة ستخلق منافسة شريفة ومطلوبة بين النجوم يكون من شأنها الارتفاع بمستوى الدراما المصرية وعودتها الى سابق عهدها في ريادة الدراما العربية.

النهار الكويتية في

01.04.2014

 
 

"إنهيار الدائرة المكسورة":

الشك واليقين والوشم والخرافة

عمار محمود 

قليلة هي الأفلام التي تنتج فيلما موازيا أو تقدم أطروحات للمشاهد المتمعن كي تصل به للنشوة الذهنية مرة مع المشاهدة الأولى و أخر مع المشاهدات المتعاقبة.

كانت لي وجهة نظر في كيف يكون الفيلم جيدا تتلخص في أن الفيلم يكون جيدا "عندما يتيح للجمهور إمكانية مشاهدته مرة تلو أخرى ولا ينتهي عقب عناوين البداية". وفيلم "إنهيار الدائرة المكسورة" The Broken Circle Breakdown يتيح للناقد قبل المشاهد إمكانية الولوج لعوالم أخرى قدمها المخرج في صميم فيلمه.

يروي الفيلم قصة الصعود والهبوط والفرح والحزن وأشياء أخرى عن العلاقات الإجتماعية بين الأزواج والأصدقاء، وشيء آخر تماما يحكيه دون لفت الإنتباه إليه بجملة أو بتصاعدات السيناريو حيث أنه مكمل درامي لا ننتبه إليه ولكن نشعر بأثره المكثف فورا في آخر لقطة في الفيلم، ألا وهو الوشم وهو العمل الذي تقوم به شخصية "إليز" و العلاقة بين الأبعاد النفسية لتلك الشخصية وزوجها "ديدييه" ووظيفته وعلاقتها أيضا بأبعاد تكوينه السيكولوجي.

مغزى الوشم

بطلة القصة تؤمن بالخرافات نوعا ما، وتحمل صليبا في رقبتها طيلة الفيلم، وتقبله أثناء العواصف القدرية وتحب الوشم ولا تذهب للكنيسة. إننا أمام تناقضات هنا، فالوشم في الديانات الإبراهيمية محرم لأنه ألم بلا طائل ديني أو لأنه يقدس روح الشكل وينسى المضمون، ولكن بطلتنا هنا كانت تحب الوشم وتقدس شكله ومضمونه حيث لكل علاقاتها العاطفية بالشباب مساحة موشومة على جسدها وتوشم فوقها آخر عند فشل تلك العلاقة، حيث تعتبر الوشم تطهيرا للذات وربما يتسق هذا مع تقليد مسيحي يتمثل في جلد الذات للتطهر من الخطايا، حيث يعتبر الفشل بالنسبة لها "خطيئة" يلزمها بعض التطهير الروحي. ولأنها لا تحبذ أن تجلب سوطا وتمزق ظهرها به، فإنها بالوشم شكلا وموضوعا.

أما ديدييه الزوج فهو عازف لآلة البانجو ومهووس بالموسيقى الريفية ،لا يؤمن بالأديان ويحب أمريكا، والموسيقى الريفية هي أحد أنواع الموسيقى التي تمتد جذورها لمئات السنين حيث كان يعزفها المزارعون أو البسطاء وتتسم بالشيوع دوما بين طبقات عريضة ولها أثر في النفس أقرب لليقين عند سماعها لتوغل نشأتها في القدم. واليقين هو الأكثر شيوعا من الشك بين الطبقات التي نشأت فيها الموسيقى الريفية التي إرتبطت بالأرض أكثر، و بكل ما هو أرضي مرئي و كل ما هو مرئي يحمل يقينه في وجه أي شك قد يشكك في وجوده، وديدييه الملحد وجد في تلك الموسيقى يقينه الخاص الذي يدعم ذاته في ظل فقدانه لإيمانه بالرب المعين.

الشك واليقين

الشك في أبسط تعريفاته هو الوقوف بين شيئين لا يميل القلب إلى إحداهما و اليقين هو الإقرار بصحة أمر ما و التأكد من صواب الأدلة الداعمة لهذا الموقف دون غير كما قال الفيلسوف الجرحاني في معجمه الفلسفي وبدون أي يقين لا يسع أحدنا العيش في حياة لاجدوى منها ولا معرفة يقينية تؤازرنا في عواصف القدر.

يحاول أبطال الفيلم خلق يقينهم الخاص كي يثبتوا ذاتهم فتحاول إليز دوما أن تخلق ذاتها الخاصة من خلال نجاحها في تجاربها الإنسانية، وما أن تفشل حتى تحاول أن تتناسى التجربة  بإستمرارها بوشم جسدها في بداية التجربة. وإثر فشلها توشم فوق القديم آخر كي تمحي التجربة وتتطهر من خطاياها كي وتحافظ على ذاتها وإن كانت منقوصة كي تستمر في الحياة. وما أن إمتلأ السواد الأعظم من جسدها حتى آثرت الإنتحار بتغيير ذاتها تماما بتبديل إسمها مرة و بإبتلاعها الحبوب المهدئة مرة أخرى كي تقضي تماما على ذاتها، على عكس ديدييه الذي يهوى الحياة ويرغب بالإستمرار دوما ويراكم تجاربه ويحاول الإصلاح من ذاته إلى أن تتعارض رغبة إليز وديدييه في البقاء فتنهار الدائرة التي تربط بينهما.

فاليقين عند إليز هو النجاح التام للتجربة والإقرار بصحة محاولاتها في نجاح تجاربها الإجتماعية وما أن أكملت إحدى تلك التجارب بالزواج ومن ثم بالإنجاب ومنيت تلك التجربة بالفشل حتى تصدّع يقينها في الإستمرار بالحياة وجدواها فتحاول أن تستعير ذاتا أخرى بتغيير إسمها ولكن ديدييه يطاردها وتطاردها أيضا ذكرى وفاة إبنتها فـتحاول لآخر مرة أن تنتحر بإبتلاع الكثير من الحبوب الكيميائية كي تقضى تماما على ذاتها الخربة آملة في العثور على حياة أفضل بعد موتها.

أما اليقين لدى ديدييه فيتمثل في التمسك بالحياة فـكان بإستمرارية جسده وذاته التي تتلبس ذلك الجسد وخوضه للتجارب وإشباع تلك الذات بالعديد من المغامرات الناجحة و الفاشلة.

هناك اختلاف في البنية النفسية بين إليز وديدييه، حيث أن إليز لا تحب التراكم بل تغير في ذاتها جزئيا دوما عبر إستخدامها للوشم الذي تعتبره بمثابة المطهر من الخطايا تأثرا بنشأتها المسيحية، أما ديدييه فيتمسك بالتجارب التي خاضها. وكانت إستمرارية تدفق الذكريات العنصر الرئيسي المسيطر على تقلبات العلاقة فيما بينهما، وعند أقسى تجارب الإنهيار النفسي إثر وفاة إبنتهما تخبر إليز زوجها بأنها ليست خرفة و لا تهوى التعلق بالآمال الفارغة من إستعادة حياة إبنتها بعد أن يسألها عن وحدتها ولصقها للصور على زجاج الشرفة وتأكيده لها بأن إبنتهما ماتت حينما خيل له بأنها تريد إستعادة روح إبنتها الطائرة وتأكيده على ضرورة إستمرارهما في التجريب والتعايش إلى أن يخلقا يقينا مشتركا آخر.

عن اليقين

اليقين في الفيلم هو المعنى الموغل في القدم ولكن بإختلاف متباين بين البطلين، حيث كان الوشم موجود منذ القدم وفي جميع أنحاء العالم  بإختلاف أصوله ولكنه ليس إمتدادا لأحد الفنون  لكنه مستقل بذاته على عكس موسيقى البلوجراس التي كانت إحدى أنواع الموسيقى الريفية التي أعيد إنتاجها أصلا من الموسيقى الشعبية الإنجليزية والأيرلندية  الأسكتلندية ثم أثرت فيها الموسيقي الأفروأمريكية أيضا.

ولم تكن لإليز وجهة نظر مغايرة في الوشم على عكس ديدييه الذي الذي كان يؤمن بأن البلوجراس هي المادة الخام لموسيقى الكونتري (الريفية)، وتلك الإختلافات بين مفاهيم اليقين عند الشخصيتين هي محور الأحداث في الفيلم "إليز – ديدييه" وهي التي تسببت في التصاعدات المتكررة والتصدعات المتكررة فيما بينهما و التقلبات الدرامية في مختلف أجزاء قصة الفيلم حيث الشك هو نتاج التجريب أما اليقين فـهو نتاج الوراثة في المقام الأول بين شخصين من عامة الناس وليسا بمتخصصين في شئون اللاهوت ولا نشأة الكون ولا تظور الكائنات.

أحب ديدييه إليز وبادلته الحب هي الأخرى من أول نظرة وتلك كانت تجربتهما اليقينية المشتركة التي حاول ديدييه الإتكاء عليها حتى النهاية وعدم التخلي عنها حيث أنه فاقد لإيمانه بالرب فائق القدرة والقوى المستجيب وقت الحاجة والإنكسار، على عكس إليز التي ما أن تملّكت منها محنة وفاة إبنتها الوحيدة والأولى حتى قررت الإبتعاد عن ديدييه وألقت اللوم عليه في البداية كنتاج للنهاية المأساوية لإحدى تجارب اليقين المشترك ولشدة الأثر والفراغ النفسي التي تركته إبنتها بعد وفاتها بمرض السرطان وسباب ديدييه المستمر أثناء رؤيته لجورج بوش عند حظره عمليات نقل الأعضاء و النسخ الوراثي.

عناصر الصورة

نجح المخرج فيليكس فان جروننجن في جعل كل عناصر الصورة المتحركة أو الثابتة في  محملة بثقل درامي وحدها لكنها جميعا تتضافر لإنتاج الحالة التي عبر عنها عنوان الفيلم "إنهيار الدائرة المكسورة"، تسير الأحداث، تتثاقل خطوات الموسيقى  تتجه للقتامة من ديدييه وتكثر إليز من وشومها إلى أن تنهار دائرة العلاقة تماما وتنتهي إليز من دورها في حياة ديدييه أثناء وجودها بالمستشفى عند تصاعد اللحن الراقص من ديدييه وأعضاء فرقته ولقطة قريبة لآخر وشم رسمته إليز وكان يحمل إسمها المستعار بالإضافة لإسم إختارته لديدييه.

الفيلم هو رحلة للبحث عن الذات في الآخرين، ودرس قاسي لأبطاله الراغبين في ذلك البحث، حيث لا يحك جلدك سوى ظفرك، ولا ذات أقرب إليك سواك، ولا عقل يشاطرك أفكارك كلها سوى عقلك.

إستخدم المخرج المونتاج المتوازي بحدته لإضفاء ذلك الشعور بالبحث عن الذات في الآخرين والبحث عن اليقين المشترك في قالب من الألوان جاء مثاليا ولقطات لا تتعدى مدتها الزمنية العشرين ثانية على الشاشة كي لا يتيح التأمل ولكي يورّط المشاهد في تلك الرحلة العاصفة بين بطلي الفيلم "إليز – ديدييه".

إن ما يميز ذلك الفيلم هو التكثيف الشديد لكل العناصر المكونة له، حيث جاءت الموسيقى محمّلة بثقل درامي لا غنى عنه في سياق الفيلم، وجاء المونتاج موفقا و وكانت حركات الكاميرا غير المستقرة تعبر ببلاغة عما يدور في خلد البطلين في حين كان الأداء التمثيلي موفقا بدرجة كبيرة.

عين على السينما في

01.04.2014

 
 

المخرج اللبناني الذي يعيش في المكبّ!

"النهار"/ هوفيك حبشيان

جورج استعارة لسيرة لبنان في صعوده وهبوطه.

جورج شبح المدينة الذي لا يشعر بوجوده أحد. يعتقد مَن يلتقيه للمرة الاولى أنه قعر هذه المدينة، هامشها المظلم، مأزقها المتصدّع لا بل وصمة العار التي على جبينها. لكنه أعمق من الهامش، وأقسى من العار، وأبعد من القعر.

جورج مخرج، فنّان، مصوّر. "نابغة": بهذه الكلمة عرّف به الصديق الذي قادني اليه في المنطقة الصناعية الواقعة قرب مكبّ النفايات (الدورة)، ذات ربيع من عام 2009. آنذاك، كتبتُ عنه مقالاً بهدف أن يلتفت اليه أحد. لكن أحداً لم يلتفت.

مذذاك، زرته أكثر من مرّة. دائماً، كان يبدي الاستعداد نفسه للحديث ولكشف أسرار القلب ونفض غبار الزمن عنه.

جورج يعيش منذ سنوات في شبه كوخ من التنك. رفاقه الحشرات والجرذان وأكلة لحوم القطط التي ضلّت طريقها الى المدينة الصناعية لبيروت حيث كل انواع المهمشين والسكارى والذين "لا حيلة لهم ولا فتيلة". كلّ هؤلاء الذين لم يجدوا خيمة تؤويهم سوى عراء هذه البقعة المسمومة الموبوءة. بقعة ترمي فيها المدينة لعنتها.

لا ماء لا كهرباء في الأمتار المربعة القليلة التي احتلها جورح. لا سماء ترأف به وبأمثاله. حتى الرياح لا تحمل الى أنفه الا رائحة العفن ولا تغذي رئتيه بسوى السرطان!

جورج هو هذا الرجل الصامد الذي حوّلته ظروف حياته والمصائب الشخصية التي حلت به، كائناً "موجوداً بالزور"، يأكل من بقايا الناس، ويشرب من ينبوع جاف ويعتاش من بقايا الأحلام. هجره كلّ شيء ولم يبق سوى القطط: هذه القطط التي تتحلق حوله عندما يتكلم، يعتبرها أقرب الكائنات اليه. لا بل هي أشبه بعناصر حماية مستعدة للدفاع عن الـ"معلم" عند الحاجة.

قبل أن ألتقيه، لم أكن سمعتُ قطّ لمتشرد كلاماً ينضح ألماً كالذي سمعته من جورج. روى لي انه من الشريط الحدودي الذي لم يزه منذ 15 سنة. في مرحلة مزدهرة من حياته، كان يعمل لمنظمة الصحّة العالمية والبعثة البابوية. ثم دخل مجال التصوير وتأجير معدات صناعة الأفلام. سافر الى أماكن متفرقة وتعرّف الى العالم. ثم عاد الى لبنان. عندما كانت محطة هيئة الاذاعة البريطانية تأتي الى لبنان، كان هو يزودها كاميرات الـ"أريفليكس" الشهيرة التي امتلك مجموعة منها.

عملياً، يصعب التأكد من أيٍّ من تلك الروايات التي يضعها جورج في تصرف الزائر. بيد أن الأسماء التي يأتي على ذكرها كفيلة إضفاء بعض الصدقية عليها. يحكي، مثلاً، انه عمل مساعد مخرج لمارك أليغريه عندما ذهب للعمل في فرنسا. "كوني جميلة واصمتي"، عنوان الفيلم. أعمال أخرى أيضاً اشتغل عليها كمساعد ستاجيير. تدرّب في "كوداك" وعمل في ستوديو بيانكور. في الخمسينات، أسس مع شخصين آخرين رابطة تعنى بشؤون المغتربين. وكتب ما لا يقل عن 15 ألف رسالة بعث بها الى المغتربين.

يأكل جورج بشراهة وينبغي انتظار أن يبلع اللقمة كي أتلقى الجواب عن سؤالي. على الرغم من بؤسه الشديد، لا يتنازل عن غليونه. رؤيته وهو يضع التبغ فيه، متعة خالصة. يجلس جورج كطاووس في مكان أشبه بمزبلة، ولكن تنعدم فيه سلوكيات الشحاذ المتشرد. لا يطلب منك شيئاً، ولا يتصرف كإنتهازي. يتكلم عن "أفلام مؤسسات" صنعها ذات زمن غابر، ولا يرغب في استعادة شريط الذكريات. معظم هذه الأفلام بات اليوم في مكبّ الذاكرة. في "الأشياء" البصرية التي أنجزها، تكلم عن المكفوفين، مساهماً في تجميع تبرعات لتعمير مدرسة. صوّر في كل البلدان العربية. تضمن سجله نحو 100 فيلم، ربما أكثر، اذ كان يهمّ منظمة الصحة العالمية آنذاك تعليم الشعوب. وكان عمله هذا يكفيه لتكون له حياة كريمة ومدخول مادي يليق برجل مثقف يتكلم خمس لغات ولديه مخطط واضح في الحياة.

مُنح جورج ما يكفي من الوقت طوال سنوات التهميش والاقصاء، كي يتأمل في الحياة التي انقلبت عليه جراء الحرب الاهلية. مع ذلك كله، بقى واقعياً: "لا، لا أحب حياتي الحالية. كنت أفضّل أن أكون "غير هيك"، لكن أفضل البقاء هكذا على أن أمشي مع التيار الحالي. لا أريد أن أمشي مع ابليس".

يتنقل جورج من موضوع الى آخر، من دون رابط. يقول عن السياسيين انهم أمراء الكذب جميعاً. أقوالاً وأفعالاً. "أنا انسان شعبي والكلّ يسلّم عليّ. صحيح أصلي من القرد، لكن أنا أنسان. والانسان هو الحيوان الوحيد الذي يبتسم. أغلب الناس اليوم لديهم ديون. أربعة في المئة من الناس يملكون 96 في المئة من ثروة البلد".

يرفض جورج أن نطلق على الحرب الأهلية اللبنانية كلمة حرب. يريد أن نسمّيها "مسخرة". لم يستطع الى اليوم أن يغفر لها. أيّ قبضاي، أيّ كاهن، يستطيع أن يلومه على حقده هذا؟

عندما ذهب جورج الى فنزويلاّ، قبل 1975، ذهب من اجل ان يحاضر في احدى الجامعات عن تقنيات السينما. بقي هناك نحواً من ثلاث سنوات، لكنه عاد ليلبي مقررات من بنود عدة، أحدها كان صناعة مجموعة أفلام سياسية. وهو عاد ليصور هذه الافلام. لكن لبنان كان بدأ يدخل في الجحيم، فسُرقت معدات التصوير القيّمة، وهكذا بدأ يدخل شيئاً فشيئاً في مصير مجهول، وصولاً الى ان بات بلا سقف يؤويه.

جورج لا يستحم. "سأصاب بمرض اذا لمست المياه جسدي"، يقول. يروي انه شاهد في أحد المتاحف الباريسية السراويل الداخلية لأحد ملوك فرنسا: "ظلّ يلبس السروال نفسه لسنوات، كان السروال ملطخاً بالخراء"، يعلق، رابطاً مصيره بمصير الملك.

أسأله اذا يشاهد الأفلام اليوم، فيجيب ان السينما اليوم لا شيء. القراءة؟ يتذرع بعينه التي لا ترى. يتكلم عن ستانيسلافسكي ويأتي على ذكر المسيح الذي "لم يكن يهودياً كما يُشاع".

يشتكي جورج من عدم وجود ضمان شيخوخة في لبنان. هذا الكهل الذي صار في الثانية والثمانين اليوم، يكرر من دون توقف أن أرقى البلدان للعجزة هي البلدان الاسكاندينافية، وهي أكثر البلدان التي تشهد عمليات انتحار. هذا هو السبب، في رأيه، الذي حمل الناس على اعتبار الحيوان ضرورة لمرافقة الانسان. ما إن أسأله عن العائلة، عن أخ أو إبن عمّ الخ، يعتمد على أفرادها عند الحاجة، حتى اراه يردّ مستنفراً: "ألست أخي أنت؟".

النهار اللبنانية في

01.04.2014

 
 

سينمــا بدون نجــوم!!

كتبت: ماجى حامد

على الرغم من سوء الحالة الاقتصادية وعدم الاستقرار وغيرها من الظروف التى أثرت بالسلب على حركة الإنتاج السينمائى على مدار ثلاثة أعوم أى منذ اندلاع ثورة يناير فإن الجو العام يبشر بوجود انفراجة قريبة ستشهدها حركة الإنتاج السينمائىفخلال الفترة الماضية كادت التوقعات تؤكد أن المستقبل للأفلام المستقلة، فمع مطلع عام 2014 شهدت دور العرض السينمائية مجموعة من الأفلام التى برهنت على صحة تلك التوقعات ولعل من أشهر هذه الأفلام فيلم «لامؤاخذة» للمخرج عمرو سلامة، فيلم «أسرار عائلية» للمخرج هانى فوزى، «فتاة المصنع» للمخرج الكبير محمد خان، «فيلا 69» للمخرجة آيتن أمين وغيرها من الأفلام التى حازت على إقبال الجمهور.

بالإضافة إلى نجاحها فى مختلف المهرجانات التى شاركت من خلالها وأخيرا فى شباك التذاكر الذى لا يزال فى مرحلة التعارف على مثل هذه النوعية من الأعمال بعد فترة طويلة كادت أفلام المقاولات خلالها أن تكتسح السوق لتصبح نموذجاً يحتذى به فى جنى أعلى الإيرادات.

وعلى الرغم من قلة عدد هذه الأفلام والتى شهدتها دور العرض مطلع عام 2014 إلا أن التوقعات بالكامل فى صالح مستقبل السينما المصرية فى ظل عودة اختلاف و تنوع الأفكار المطروحة لمبدعيها من الشباب، فى الوقت نفسه بدأ النشاط يقتحم بلاتوهات التصوير من جديد ولتشهد عودة قوية لأهم نجوم شاشة السينما بعد غياب لأعوام نظرا للظروف المحيطة و التى جعلت من المنتجين يخشون المغامرة بأحد الأفلام ضخمة الإنتاج لعدم ضمانهم للعبة الإيرادات التى ربما لم تصبح لعبتهم فى ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية التى لا تميز بين كبير وصغير، سينما مقاولات أو سينما مستقلة فالكل سواسية أمامها وللإجابة عن السؤال الأهم وهو أين هم نجوم السينما ومتى ستعود الروح إلى السينما ليصبح الجمهور لديه حق الاختيار بين مختلف الأفكار والموضوعات دون الانحصار فى نوعية محددة من الأعمال؟ والإجابة من خلال السطور القليلة القادمة.

ئلا مؤخذة، فتاة المصنع والمعدية.. أحدث الأعمال السينمائية التى شهدتها دور العرض مؤخرا وهى لنجوم شباب خاضوا التجربة فى مغامرة فريدة من نوعها وفى النهاية الجميع أشاد بأدائهم وباختياراتهم، وأثناء ذلك كان النجم الكبير كريم عبد العزيز يخوض أحدث تجاربه والفيلم التسجيلى «القرار» وهو فكرة د.جمال العدل ومن إنتاج العدل جروب وإخراج أحمد عبدالعليم وهذا وقد انتهى كريم من تصوير أحداث الفيلم ليصبح جاهزا للعرض على شاشة عدد من القنوات الفضائية بالتزامن مع بدء الحملة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى، فى الوقت نفسه يستعد كريم لعرض أحدث أفلامه بعنوان «الفيل الأزرق» خلال أعياد شم النسيم القادم، «الفيل الأزرق» بطولة نيللى كريم وخالد الصاوى ومن إخراج مروان حامد، أما النجم أحمد حلمى فهو لا يزال فى مرحلة التحضير لأحدث أفلامه «صنع فى الصين» للمخرج عمرو سلامة والذى يتعاون من خلاله مع شركة دولار للإنتاج السينمائى حيث إنه من المنتظر أن يبدأ التصوير خلال أيام قليلة، من جهة أخرى يخوض النجم محمد هنيدى أحدث تجاربه السينمائية من إنتاج سكرين 2000 لأمير شوقى بعنوان فرصة سعيدة للمخرج مجدى الهوارى وقد وقع الاختيار على النجمة غادة عادل لمشاركته بطولة الفيلم بعد غياب 14 عاما منذ أن قدم الثنائى فيلم بلية ودماغه العالية.

ننتقل للنجم أحمد السقا والجزيرة 2 والذى من المتوقع أن يستأنف التصوير خلاله فى السادس من إبريل الجارى عقب توقفه خلال الفترة الماضية ليصبح أمامه ما يقرب من الأربعة أسابيع للانتهاء من تصوير مشاهد الفيلم لبدء عمليات المونتاج على أن يصبح جاهزا للعرض خلال موسم عيد الأضحى القادم، «الجزيرة 2» لا يمثل عودة للسقا وحده وإنما يشهد أيضا عودة للخالدين وهند صبرى وهو من إخراج شريف عرفة، أما عيد الفطر القادم فقد تم الاستقرار عليه حتى تشهد دور العرض عرض فيلم الحرب العالمية الثالثة من بطولة شيكو، هشام ماجد، أحمد فهمى والذى تم الانتهاء من تصويره مؤخرا وهو من إخراج «أحمد الجندى».

وفى الوقت الذى انتهى الفنان محمد رجب من تصوير أحداث فيلمه سالم أبو أخته للمخرج محمد حمدى والذى تشاركه البطولة من خلاله حورية فرغلى و الذى أيضا من المقرر أن يتم طرحه بدور العرض منتصف إبريل الجارى تستعد النجمة ياسمين عبدالعزيز لخوض أحدث تجاربها السينمائية بعنوان مطلوب عريس للسيناريست خالد جلال وللمخرج وائل إحسان ومن إنتاج أحمد السبكى، هذا وقد وقع الاختيار على النجم حسن الرداد لمشاركة ياسمين بطولة الفيلم فى ثانى لقاء يجمع بينهما بعد النجاح الذى حققه أول لقاء و فيلم الآنسة مامى.

صباح الخير المصرية في

01.04.2014

 
 

شاعر السينما العربية محمد ملص يتألق في مهرجان تطوان السينمائي

العرب/ مخلص الصغير ـ تطوان 

محمد ملص وهاني سلامة يكرمان خلال حفل افتتاح مهرجان تطوان السينمائي الذي يمثل أحد أكبر المهرجانات التي تجذب نجوم السينما العالميين.

تألق المخرج السوري محمد ملص في سماء مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، وكان نجم حفل الافتتاح، بلا منازع، حيث جرى تكريمه فوق خشبة مسرح سينما إسبانيول، مثلما تم عرض فيله “سلم إلى دمشق” في حفل الافتتاح.

من المغرب، جرى تكريم المخرج والمنتج عبدالكريم الدرقاوي، أحد رواد التصوير السينمائي في المغرب. وقد أعطت الإعلامية المغربية حورية بوطيب، وهي ابنة مدينة تطوان، انطلاقة الدورة العشرين من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. وقد غص المسرح بمحبي السينما من البلدان المتوسطية، وهم يعودون إلى بيتهم السينمائي الأليف، في مدينة تطوان.

لقاء مغربي سوري

اعتبر أحمد حسني، مدير المهرجان أن حفل الافتتاح هو بمثابة توأمة سينمائية مغربية سورية، من خلال تكريم المخرج السوري محمد ملص والمغربي عبدالكريم الدرقاوي. وأضاف حسني أن حضور محمد ملص وتكريمه انتصار سابق لأوانه، ونجاح للمهرجان منذ انطلاقته.

وتسلم المخرج السوري محمد ملص درع المهرجان، معبرا عن امتنانه للمهرجان، وهو يعتبره مهرجانا لأصدقاء السينما، ومهرجانا صادقا مع السينما، أيضا.

ومثلما بدا محمد ملص متأثرا بهذه الالتفاتة السينمائية المتوسطية، لم يقو المخرج ومدير التصوير السينمائي المغربي عبد الكريم الدرقاوي على مواصلة الكلام في حضرة السينمائيين وفي لحظة التكريم، معلنا أن قلبه بدأ يخفق على غير عادته تأثرا بهذا التكريم الاستثنائي.

ختم ملص حفل افتتاح المهرجان وهو يقدم فيلم الافتتاح وتحفته السينمائية الجديدة “سلم إلى دمشق”. عن هذا الفيلم يقول ملص إنه، وإلى حدود سنة 2012، كان الكل يتحدث عن سوريا ويكشف عن نفسه، في الصحف والتلفزيونات، كان الكل يتدخل ويتكلم في الوضع السوري، إن صدقا أو نفاقا.

محمد ملص أحد الذين آمنوا بالمهرجان ووضعوا ثقتهم فيه وعلقوا عليه آمالهم وأحلامهم وأفلامهم

تحدث السياسيون من مختلف التيارات، والإعلاميون والفقهاء والأدباء… وقد انتبه ملص إلى أن: “السينما لم تقل كلمتها بعد، وأقصد السينما بالمعنى العميق كما يحبها مهرجان تطوان”.

من ملص إلى سلامة

هذا، والتحق النجم السينمائي المصري هاني سلامة بكوكبة النجوم التي سوف تتألق في سماء مدينة تطوان، بمناسبة الدورة العشرين من المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي يقام في الفترة من 29 مارس الماضي إلى غاية الخامس من أبريل الجاري.

عن هذه التكريمات والاختيارات، يقول الناقد السينمائي نورالدين بندريس، وهو نائب مدير المهرجان، إن: “تكريم هاني سلامة في هذه الدورة إنما هو تكريم للسينما العربية الجديدة، التي أحسن هاني تمثيلها، مثلما يأتي تكريم المخرج السوري محمد ملص بمثابة اعتراف بعطاءات أحد رواد السينما العربية”.

هذا، ويذكرنا نور الدين بندريس، في لقاء مع “العرب” بأن ضيفي الدورة هما من أصدقاء المهرجان، حيث كان محمد ملص أحد أكبر الداعمين للمهرجان في بداياته، و”أحد الذين آمنوا بالمهرجان ووضعوا ثقتهم فيه وعلقوا عليه آمالهم وأحلامهم وأفلامهم”.

وكذلك الحال مع هاني سلامة، الذي حضر إلى المهرجان منذ عشر سنوات، و”كان قد دشن نجوميته في تطوان، وفي باقي عواصم السينما العربية ومهرجاناتها”، يضيف نور الدين بندريس.

من جهة أخرى، يذكر جمهور السينما العربية أن المخرج السوري محمد ملص كان هو الآخر قد اكتشف الممثل هاني سلامة في فيلم “المصير”، حينما حل ملص ضيفا من ضيوف الشرف في الفيلم الاستثنائي لعبقري السينما المصرية الراحل يوسف شاهين.

وما بين محمد ملص وهاني سلامة، وهما يمثلان أصول السينما العربية وامتداداتها، يكرم المهرجان مدير التصوير السينمائي خوصي لويس ألكايني، حيث يمثل الضفة الشمالية من المتوسط، بينما تحضر السينما المغربية في فقرة التكريمات، من خلال تكريم المخرج المغربي عبدالكريم الدرقاوي، وتكريم الممثل المغربي صلاح الدين بنموسى.

العرب اللندنية في

01.04.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)