كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فى حوار "إطلاق الرصاص" لـ"اليوم السابع".. رأفت الميهى:

مطلوب رئيس ثورى.. والسيسى شخصية وطنية.. ومواقف البرادعى "مجنونة".. وظهور الإسلاميين على الساحة من سلبيات 25يناير.. ونجومية الزعيم بالسينما كبيرة

حوار: علا الشافعى - العباس السكرى- تصوير :حسين طلال

 

قطب من أقطاب السينما المصرية، أسس لمدرسة جديدة فى الفن السابع، لديه وجهة نظر خاصة وواضحة سواء فى السياسة أو فى الفن.

منذ بداية تعاونه مع كبار مخرجى السينما، وعلى رأسهم كمال الشيخ، بدت موهبته الفذة المتميزة ذات الشخصية المستقلة التى لا تقبل المقارنات.. إنه السيناريست الكبير، والمخرج القدير، رأفت الميهى.

ليس مخرجاً عادياً، حيث ظهرت موهبته منذ فيلمه «غروب وشروق» و«على من نطلق الرصاص»، ذلك الفيلم المحمل بجماليات السينما، حيث الكتابة المحكمة والإخراج المتقن، وبعد ذلك جاءت الانطلاقة التى تبلورت فيلماً وراء الآخر، وتجلت موهبة الميهى وتفرده فى أفلام الكوميديا والفانتازيا التى أطلقها ومنها «سيداتى آنساتى»، «السادة الرجال»، «سمك لبن تمر هندى»، وهى المنطقة التى حلق فيها وحيداً.

وليس مجرد مبدع عابر، نقول عليه مر من هنا، بل هو فنان يعشق السينما ولم يعرف شيئاً سواها، أخلص لما يعشق وكان يعمل بكل ما يملك من طاقة، فى الكتابة وإخراج الأفلام وإعادة تأسيس أستوديو جلال وإنشاء مدرسة لتعليم السينما للموهوبين، كما خاض الكثير من المعارك لأجل السينما ونهضتها.

اليوم وبعدما أبعده المرض عما يحب، يجلس الميهى فى منزله، يراقب ويتابع ما يحدث، ويحلم فقط بأن يستعيد ولو جزءًا من عافيته ليتمكن من الوقوف خلف الكاميرا من جديد.

يتساقط دمعه من عينيه وهو يتكلم عن حبه للإخراج الذى حرم منه رغما عن إرادته، والمدهش أن المبدع الذى أطلق العديد من النجوم والمواهب ووقف وراء العديد منهم، عندما تسأله عن هؤلاء يرد بتلقائية وبحزن لا أحد يرفع سماعة الهاتف حتى يسأل عنى، «اليوم السابع» التقت المخرج الكبير ليتحدث عن شكل المجتمع والفن والسياسة.

·        فى عصر السادات طالبت بإطلاق الرصاص على الفساد السياسى عبر فيلمك الشهير «على من نطلق الرصاص»، تُرى على من نطلقه الآن؟

- نطلقه أيضاً على الفساد الذى سيطر وترعرع فى المجتمعات من الماضى وحتى الآن، وأرى أنه من العيب بعد قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أن تجتاح البلاد هوجة المطالب الفئوية والإضرابات التى غزت المصانع والهيئات والمؤسسات، وكان يجب على الداعين لهذه الاحتجاجات أن يضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية، لأن أولويات هذه المرحلة تتمثل فى القضاء على الفساد، وهذا يدفعنى أن أقول لهم «إحنا فى إيه ولا فى إيه» وأعرف أن هذه الجملة ستغضب الكثيرين وستخرج الأصوات تدافع وتقول «من حقهم يعتصموا ومينفعش نقولهم لا».

·        تقصد أصوات النشطاء السياسيين؟

- هؤلاء دخلاء، وليسوا نشطاء سياسيين، ولا يوجد لديهم فكر قيّم يقدمونه للأمة، وأعتقد أنهم يتشابهون كثيرا مع التروتسكيين الذين «بوظوا» الحركة الشيوعية.

·        فى الثمانينيات وصفت المشهد الحياتى بـ«سمك لبن تمر هندى»، فما وصفك له فى الوقت الحالى؟

- المشهد مازال مرتبكًا، وأنا مثل المجتمع كله أشعر بقلق، لأن البلد فى حاجة إلى رئيس ثورى حقيقى يتولى مقاليد الأمور، ويستطيع أن يعبر بالوطن من المنعطف الخطير الذى يمر به، ويقضى على مسألة محو الأمية، هذا السرطان الخطير الذى ضرب أواصر المجتمع، بتركيز الأنظمة السابقة على الطبقات الارستقراطية وتهميشها للعادية.

·        يعتبر الملايين من المصريين ترشح عبدالفتاح السيسى للرئاسة خطوة نحو مستقبل أفضل، فكيف يرى المخرج السينمائى رأفت الميهى الأمر؟

- لا أشك فى أن المشير عبدالفتاح السيسى شخصية وطنية، وأنا أقّدره، وأحمل له جميل إنقاذه البلاد من يد جماعة الإخوان الإرهابية، لكن أتمنى أن يطرح المشير برنامجه الانتخابى ويكون فى صدارته حلول جادة لسرطان الأمية، لأن الجهل استشرى فى المجتمع وأصبح بكثافة غير معقولة، وهنا أتذكر مقولة عميد الأدب العربى طه حسين «التعليم كالماء والهواء»، وأكرر أننا فى حاجة إلى رئيس ثورى قوى، بمعنى أنه يستطيع تلخيص احتياجات المجتمع، ويقوم باتخاذ قرارات جريئة يعجز عنها الآخرون بما يلبى مطالب الشعب المشروعة وأيضا حماية حدود البلاد، والشىء الذى حبب الناس فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استماعه لصوتهم رغم كل العيوب التى شابت المرحلة الناصرية، إلا أن عبدالناصر كان يستمع لصوت الشارع.

·        ما تقييمك لأداء رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور خلال المرحلة الانتقالية؟

- لست ضده، لكنه ليس ثوريا، ولا يستطيع إدارة البلاد فى المرحلة المقبلة، لأن الشعب فى حاجة لحاكم قوى.

·        هل استطاعت حكومة الدكتور حازم الببلاوى، ومن بعدها حكومة المهندس إبراهيم محلب، تحقيق مطالب الشعب المصرى؟

- حكومة الببلاوى أخذت «الشر وراحت» ذلك لأن شخصية هذا الرجل مرتعشة، ولا يمتلك إدارة القيادة، حيث لم يستطع اتخاذ قرارات نافذة طوال فترة رئاسته للحكومة، وكنت أشعر أن إحدى عينيه فى أمريكا والأخرى فى أوربا، مثل الدكتور محمد البرادعى، أما حكومة المهندس إبراهيم محلب فيمكن توصيفها بالـ«سكرتارية» وأعتبر أن مسألة نزول مسؤوليها إلى الشوارع مجرد «شو إعلامى» أكثر منه شغل.

·        على ذكر البرادعى ما تقديرك لمواقفه عقب ثورة 30 يونيو؟

- مواقف البرادعى مجنونة، ووقع فى «خيّة» حكم الغرب، وهناك كثيرون مثله مرعوبون من الغرب، لذلك أفعالهم متناقضة دائما والبرادعى بطبعه يميل للتقاليد الغربية أكثر من الشرقية.

·        البعض يعلل تشبثه بالغرب لأنه قضى معظم حياته بعيدا عن المجتمع الشرقى وعاداته؟

- هذه حجج غير مقبولة، فالزعيم الهندى مهاتما غاندى، مثلا، كان يعيش بعيدا عن الهند، ورغم هذا كان الملهم الروحى للهند خلال حركة استقلالها، لكن البرادعى متشبع حتى النخاع بالتراث الغربى، وأتساءل «لماذا عندما ثار 50 ألف أوكرانى اعتبروها ثورة ولم يستطع أحد التدخل فى شؤونهم، بخلافنا نحن الذين قمنا بثورة فى 30 يونيو وخرج فيها عشرات الملايين فوصفوها بالانقلاب؟».

·        من وجهة نظرك لماذا تتعامى دول الغرب عن ثورة 30 يونيو وتصفها بالانقلاب؟

- لأنهم يهدفون إلى تقسيم المنطقة مثلما حدث فى العراق والسودان، وما يحدث الآن فى ليبيا من عدم استقرار «فضيحة» كبرى.

·        أحمد شفيق وعمرو حمزاوى شخصيات سياسية صاحبها الجدل منذ قيام ثورة يناير.. كيف تراهما؟

- أحمد شفيق «مينفعش يكون رئيس جمهورية»، وعمرو حمزاوى يسير على خطى البرادعى بالضبط، ويحمل نفس المرض الذى أصاب البرادعى، فتراه دائما مرتعشًا، وأقول له هو والبرادعى «روحوا شوفوا المذابح اللى حصلت فى أمريكا اللاتينية» والمعروفة بمذبحة «الموزوت» و«بعدين اتكلموا عن حقوق الإنسان».

·        فى فيلمك «قليل من الحب كثير من العنف»، كشفت بعض صور الطغيان والاستبداد والانتهازية فهل تتشابه هذه الصور مع السلوكيات التى تمارسها جماعة الإخوان؟

- لم أر فى حياتى تطرفا أو فسادا بالشكل الذى تمارسه جماعة الإخوان، من عمليات قتل وذبح فى الشوارع ليل نهار، وعشنا ومازلنا نعيش معهم واقعا يسوده الكثير من العنف، وتخريب الجماعة يزيد على ما جاء فى الأفلام السينمائية، وهذا يدلل على إفلاسهم بعد سقوطهم، وصور العنف الدائم تزيد الشعب إصرارا على التمسك بالسيسى، لأن يده قوية ويستطيع «هدهم»، وكنت فى قمة سعادتى عقب الإطاحة بهم، وخاصة بعد المعزول محمد مرسى ما «غار»، وأعتقد أننا «مش هنخلص منهم» بدون تفعيل الدور الحقيقى للثقافة والقضاء على الجهل والأمية.

·        ما تفسيرك لتصدر الجماعات السلفية المشهد السياسى الآن؟

- لا أثق فى السلفيين ولست مقتنعا بهم، هؤلاء ظهروا فجأة بيننا، وهم حديثى عهد بالحياة السياسية، وأول مرة يلعبون فيها سياسة كانت بعد قيام ثورة 25 يناير، ويبدوا أنهم قالوا لأنفسهم «دى فرصة نستولى فيها على الحكم»، والناس ضجوا من أفعالهم، وصراحةً أنا ضد تأسيس أى حزب على أساس دينى لأنه يؤدى إلى تقسيم البلد على أساس عرقى ودينى وغيرهما من المسميات، وكلنا مواطنون مصريون.

·        هل ظهور السلفيين على مسرح الحياة السياسية يُعد من سلبيات ثورة 25 يناير؟

- بالطبع من أبرز سلبيات ثورة 25 يناير ظهور الإخوان والسلفيين، وارتكابهم الكوارث فى حق الشعب المصرى، وبكل وضوح انضحك علينا فى الثورة من الإخوان بالاتفاق مع السلفيين، وهذا أبرز سلبياتها.

·        مع فكرة المصالحة التى يسعى لها بعض السياسيين مع جماعة الإخوان؟

- ضدها تماما، ولا يصح التصالح مع قتلة ومجرمين، ومن الممكن أن يكون التصالح مع أحد يريد الصلح لكنهم لا يريدون ذلك، هؤلاء مخربون، وأنا مشفق على الطلبة الـ«مضحوك عليهم» من قبل هذه الجماعات الإرهابية.

·        ما رؤيتك للمحتوى الذى تصدره برامج «التوك شو» على الفضائيات؟

- الصورة التى يصدرها الإعلام قاتمة، والتليفزيون أصبح يجلب لى النكد كلما شاهدت البيوت «المهدومة» ومياه الصرف الصحى التى تغرق سكان العشوائيات، وبعض البرامج السياسية لا تطاق وأقول لها «أف عليكى»، وهذا ما دفعنى للهروب من الفرجة عليها إلى متابعة القنوات الرياضية تارة، وعالم الحيوان تارة أخرى، ويبدو أن الحيوانات أصبحت ألطف من بعض «البنى آدمين».

·        هل تؤيد وقف برنامج «البرنامج» الذى يقدمه باسم يوسف؟

- باسم يوسف شخص «غلبان»، يعتمد على تقليد برنامج أوروبى، ولا أرى فى وجوده ضررا، نتركه «يهجص وينكت والشعب المصرى طول عمره دمه خفيف»، و«مفيش داعى أنه يضطهد».

·        بما أنك أشهر مخرج فانتازيا فى السينما المصرية، ترى أن هناك أفلاما الآن تستطيع نزع البسمة من شفاه المصريين؟

- يصعب على المصريين أن يجدوا ما يضحكهم الآن فى الأفلام التى تطرح بالأسواق لأن «دمها تقيل» وليس بها شىء من الفن.

·        كنت واحدا من الأصوات التى ظلت تنادى بنهوض صناعة السينما وأيضا توقعت انهيارها كيف تصف حالها الآن؟

- الآن «مفيش سينما»، كانت موجودة فى الماضى فقط، وتاريخها كان قائماً على أكتاف أفراد وليس مجموعات مثل جيل الرواد من المنتجين رمسيس نجيب وحسن رمزى وحلمى رفلة وآسيا، وغيرهم، ومازلت بحلم أن نعود مثل الماضى، ومع أن هناك منتجين جدد يبذلون محاولات وتجارب إلا أن الفيلم يخرج ضعيفا نظرا لتكلفته القليلة والمحدودة.

·        هل تؤيد فكرة إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

- أنا ضد وجودها و«مفيش حاجة اسمها رقابة»، والمفترض أن يكون هناك جهاز مصنفات لحماية حق المبدع وليس رقيبا على أعماله، ويكفى الرقابة المجتمعية بمعنى «اللى ميعجبوش فيلم يرفع قضية ضد صناعه» وهذا بتنا نشاهده كثيرا.

·        قدمت أعمالا مع عمالقة السينما المصرية بدءًا من جيل شادية وسعاد حسنى وحتى جيل داليا البحيرى فما عوامل الاختلاف بين الأجيال؟

- الفرق يكمن فى اهتمام نجوم الزمن الجميل بالعمل والحرص على تقديمه فى أفضل صورة للمشاهد بخلاف الجيل الجديد، فمثلا سعاد حسنى النجمة الموهوبة التى لا تقارن بأحد كانت تنام وتستيقظ وسيناريو العمل بين أحضانها، وكذلك النجمة نادية لطفى، وكنت أرى شريهان مشروع سعاد حسنى القادم، لكنها لم تستطع الوصول لمكانتها للأسف رغم امتلاكها موهبة فنية جيدة، وعندما قدمت معى فيلم «ميت فل» كان العمل كوميديا ويتطلب خفة ظل ولمحت فى عيونها الحزن قلت لها «أنت حزينة ليه الفيلم كوميدى» وفى اليوم التالى جاءت إلى الأستوديو وهى «شاربة الشخصية»، أما داليا البحيرى فلم تنضج فنيا حتى الآن.

·        تعاونت مع عادل إمام فى فيلم «الأفوكاتو» ومع يحيى الفخرانى فى «للحب قصة أخيرة» أيهما أكثر موهبة؟

- بالطبع عادل إمام، لأنه رشيق وذكى ولديه تنوع فى أعماله و«مبيحصرش» نفسه فى عمل واحد، أما يحيى الفخرانى فكنت أطلق عليه شارلستون مصر، لكن «تخنه» أضره.

·        وماذا عن النجمات يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين وشريهان كممثلاث وقفن خلف كاميرا رأفت الميهى؟

- شريهان أكثر موهبة من يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين، بس للأسف هى «دمرت نفسها».

·        من هم أوفى تلاميذك من الفنانين الذين عملت معهم؟

- ولا واحد من تلاميذى الفنانين بيسألوا عنى، ولست أشكو عدم سؤالهم، وأيضا لا أعتب عليهم، أما تلاميذى بأستوديو جلال على اتصال بى دائما للاطمئنان على حالتى الصحية.

·        أى أفلامك أقرب إلى قلبك؟

- أفضل أفلامى هى التى تعاونت فيها مع أستاذى المخرج الكبير الراحل كمال الشيخ، ومنها «غروب وشروق» و«على من نطلق الرصاص»، أبدعنا معا، وأيضا فيلم «الأفوكاتو» وفيلم «للحب قصة أخيرة» اعتبرهما من أجمل أفلامى كمخرج وكاتب.

·        ما أمنيات رأفت الميهى؟

- أمنياتى متعددة، لكن الأمنية التى أريدها أن تتحقق، هى أن أتحرك على قدمى مرة أخرى وأعود لممارسة عملى الإخراج السينمائى لأن الكاميرا «وحشتنى» ولم استطع فعل شىء غير أنى «أنام وأستيقظ»، لكن هذه إرادة الله وأنا راضٍ بها.

اليوم السابع المصرية في

31.03.2014

 
 

مهرجان نقش للأفلام القصيرة 2014 ينطلق فى أكتوبر المقبل

كتب محمد سعد 

كشفت مؤسسة نقش للأفلام عن موعد انطلاق مهرجان نقش للأفلام القصيرة 2014 فى دورته الثالثة فى أكتوبر المقبل وفتح الباب أمام الراغبين بالمشاركة فى أكبر حدث سينمائى للأفلام القصيرة فى الخليج

ويسعى مهرجان نقش للأفلام القصيرة الى خلق قاعدة إقليمية تجمع المواهب العربية وتعزيز صناعة الأفلام القصيرة فى المنطقة

وأعلن رئيس المهرجان، محمد المسقطى إن إدارة مهرجان اختارت الأفلام السعودية لتحل ضيفاً فى ليلة خيار المخرجين لهذا العام حيث سيجرى تسليط الضوء على الفيلم السعودي.

كما أكد اضافة فعاليتين جديدتين للمهرجان هما "الأفلام الآسيوية " و"أفلام التحريك"، حيث يعرض فى الفعالية الأولى "الأفلام الآسيوية" مجموعة من الأفلام القصيرة التى تدور أحداثها فى الدول الآسيوية وتم إخراجها من قبل مخرجين ينتمون لهذه الدول، أما الفعالية الأخرى "أفلام التحريك" فهى خاصة بعرض أفلام التحريك القصيرة من كل دول العالم.

ومن جهته قال المدير الفنى للمهرجان محمد راشد بوعلى "إن مهرجان نقش للأفلام القصيرة سيكون الأكثر تألقاً ويضم العديد من المفاجآت التى سيكشف عنها لاحقاً" مؤكداً أن باب المشاركة قد بدأ ويغلق بحلول شهر أغسطس المقبل" مضيفا "بأن التسجيل لهذا العام سيتم فقط عبر الموقع الالكترونى لمهرجان نقش للأفلام القصيرة www.naqshfilms.com."

وأشار بوعلى إلى أن مسابقة المهرجان المتمثلة فى جوائز نقش للإبداع فى الفيلم البحرينى ستضم سبع جوائز وهي: جائزتين لأفضل فيلم، جائزة أفضل مخرج، جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل تمثيل، جائزة أفضل إسهام فنى بالإضافة الى جائزة خاصة لأفضل موهبة واعدة وهى مخصصة للمخرجين الذين يشاركون بأول أو ثانى انتاج سينمائى لهم

وأوضح بوعلى فى هذا السياق أن "جوائز نقش للإبداع ستكون مفتوحة للأفلام القصيرة الروائية والوثائقية للمخرجين البحرينيين، أو المخرجين من جنسيات أخرى شريطة أن يتناول الفيلم موضوعاً تدور حبكته فى أو عن مملكة البحرين".

وكان مهرجان نقش للأفلام القصيرة قد تأسس عام 2012 وعرض خلال الدورتين السابقتين منه 129 فيلماً من 11 دولة بلغات متعددة، واستضاف المهرجان بفعالياته المختلفة مجموعة من الفنانين والمخرجين والمهتمين بصناعة السينما.

اليوم السابع المصرية في

31.03.2014

 
 

«شلاّط تونس» لكوثر بن هنية.. التوثيقي بلغة المتخيل

نديم جرجورة 

القصّة مستلّة من وقائع شهدتها تونس قبل أعوام قليلة: شاب تونسيّ «يختار» نساء معيّنات، و«يشلطهنّ» (يشطبهنّ) بسكين. القصّة حقيقية. لكن «شلاّط تونس» (2013) لكوثر بن هنية يضع مُشاهده أمام كَمّ من الالتباسات الجميلة، التي تؤكّد أولوية الاهتمام بالصورة السينمائية، وكيفية المعالجة الدرامية، وآلية بناء العمل كلّه. أولوية تستدعي متعة المُشاهَدَة، وتطرح أسئلة متعلّقة بالواجب والأخلاق وموقع المرأة ونظرة الرجل إليها. متعلّقة أيضاً بالعلاقات الإنسانية القائمة بين التونسيين، أو ربما بانعدامها. أولوية تجعل المزيج الفني البديع بين التوثيقي والمتخيّل مدخلاً إلى عالم سينمائي مُتقَن الصُنعة، ومُشيَّد على مفردات الصنيع السينمائي. اللغة المُستخدَمة نابعة من المزيج نفسه: التوثيقي مُرادف بصري للروائي. أو بالأحرى: التوثيقيّ عماد الفيلم، ونواة جوهره. التوثيقي مصنوع بلغة الروائي المتخيّل أيضاً.

حَمْل الكاميرا، والذهاب بها في الاتجاهات كلّها، يُشكّلان نمطاً معروفاً في صناعة الصورة السينمائية. يتحوّلان إلى مرايا صاخبة بفضحها المبطَّن في العقل والبيئة والسلوك. بفضحها العَفَن الكامن في شرايين المجتمع وناسه، أو بعضهم على الأقلّ. ليست المسألة مرتبطة فقط بالشاب المتّهم بملاحقة نساء يراهنّ «عاريات» شكلاً وروحاً، أو برجال «يُدافعون» عن فعلة شاب لعلّهم لا يعرفونه بشكل مباشر، أو بمكانة المرأة في المجتمع التونسي، ومدى قدرتها على إثارة مخاوف رجال يريدون استعادة زمام الأمور منها، والإمساك بها (الأمور والمرأة معاً). الفيلم متغلغل في نفوس وعقول، كتغلغله في أزقّة وفضاءات. يبوح بحميمية، ويُعبّر بغضب عن ارتباكات وارتكابات. يسأل من دون أحكام، ويُلحّ في السؤال بحثاً عن حقيقة، أو عمّا يُشبهها على الأقلّ. يخترق انغلاقات، لكنه يعود سريعاً إلى منطلقه الأساسي: إنه فيلم سينمائي، وعلى السينما أن تحافظ على حضورها وتُثبِّته. لا يهمّ النوع أو الشكل. لن يُقدّم إحالة الفيلم إلى هذا النمط أو ذاك إضافة إبداعية، لأن الاشتغال السينمائيّ بحدّ ذاته كفيلٌ بهذا. الخليط لعبة فنية مشغولة بحرفية لافتة للانتباه. المعالجة أيضاً. التداخل البصري بين التناقضات امتدادٌ لهذه اللعبة.

لا تتعب كوثر بن هنية من مطاردة «الحقيقة»، أو أشباحها. بل من مطاردة وقائع وكشفها، أو محاولة كشفها. تُدرك هي، بحسب الفيلم، أن المطاردة لا تُشبه فعل الجُرم، لأنها منساقة إلى ارتكاب فعل الإبداع البصري. هل يهمّ كشف حقيقة ما؟ الالتباس أقوى من الحقيقة. أقوى من القضاء والمجتمع والناس. في الفيلم، يبدو (وإن مراراً خلال لحظات قليلة مختلفة في السياق الحكائي) أن الواقع والخيال، أو الحقيقي والمُختَرع، عنصرٌ واحدٌ يضع الالتباس في ذروة تجلّيه البصري الصادم إيجاباً. فالسينما، هنا، حريصة على حماية هذا الالتباس من وقوعه في فخّ التبسيط، من دون أن تهدف إلى إصدار أحكام، أو قول أجوبة. لوهلة أولى، يُظَنّ أن أحكاماً صدرت، وأجوبة قيلت. البناء السينمائي المتكامل ينقض هذا كلّه في لحظات بديعة سينمائياً.

حكاية الفيلم، بحسب رواية كوثر بن هنية، مزيج من الكوميديا المريرة (نظرة الرجل الذكورية، اختراع آلة لفَحْص الحَمل ووضعها في المرحاض، تحويل «الجريمة» إلى لعبة فيديو، إلخ.) والواقعية الفجّة (موقف الجماعة الذكورية من المرأة مثلاً). مزيج يمنح السينما حيويتها الجمالية في صناعة الصورة، ويضع البيئة برمّتها أمام امتحان إنساني وأخلاقي وثقافي.

 (]) بدءاً من يوم غد الثلاثاء، تنطلق العروض التجارية لـ«شلاط تونس» في صالات تونسية عديدة.

السفير اللبنانية في

31.03.2014

 
 

بعد إسدال الستار عن الدورة الثالثة للمهرجان

الأقصر عاشت حلم السينما الأفريقية

القاهرة - حسن أحمد 

عاشت مدينة الأقصر أسبوعا مع سحر السينما، حيث احتضنت الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتم فعالياته مساء الاثنين الماضي، وشهد تواجد عدد كبير من صناع السينما في مصر والقارة السمراء.

وكانت مفاجأة المهرجان هذا العام حضور النجم الأميركي العالمي داني جلوفر الذي كرمه المهرجان وتم عرض فيلمه «جمهورية الأطفال»الذي قدمه في غينيا بيساو في حفل الافتتاح، حيث استقبلته الأقصر بالموسيقى الشعبية على أنغام الربابة والمزمار، وكان بصحبته الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس أمناء المهرجان، والسفير عزت سعد محافظ الأقصر السابق، ومن النجوم المصريين محمود عبدالعزيز الذي كرمه المهرجان أيضا، اضافة الى الفنانين يسرا والهام شاهين وحسن الرداد وجيهان فاضل، والاعلامية بوسي شلبي، والفنان التشكيلي محمد عبلة، وكان في استقبالهم اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وسيد فؤاد رئيس المهرجان.

افتتاح فرعوني

وكعادة المهرجان كان حفل الافتتاح خارجا عن المألوف، حيث أقيم في ساحة معبد الأقصر في أجواء فرعوني خالصة، وشهد الحفل تكريم داني جلوفر ومحمود عبدالعزيز والمخرج الغيني فلورا جوميز صاحب فيلم الافتتاح «جمهورية الأطفال».

وعبر النجم الأميركي داني جلوفر بعد تكريمه عن سعادته بحضور المهرجان، والتواجد في مدينة الأقصر بلد الحضارة العريقة، وبتواجد زوجته معه، مشيرا الى ان مصر هي بلد الحضارة والتاريخ.

وقال انه فخور بوجوده في الأقصر وان كثيرين كانوا يسألون أمه عن الأفلام التي يقدمها فتعدهم بأنه سيقدم الأفضل، موضحا أنه في الأقصر يشعر أنه فعل الأفضل. وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان أنه للعام الثالث على التوالي يقام حفل افتتاح غير تقليدي للمهرجان، موضحا ان المعبد لم يغلق أبوابه أمام زواره حتى أثناء حفل الافتتاح. وضمن فعاليات المهرجان عقد عدد من الندوات المهمة، منها ندوة لتكريم داني جلوفر وفلورا جوميز، اللذين تحدثا عن تجربتهما في فيلم الافتتاح «

جمهورية الأطفال»

وعن هذه التجربة قال داني جلوفر : في عام 2004 كان لدي فرصة لكي أذهب لأحد بلاد أفريقيا، وكان لدي فرصة ان أرى بنفسي آثار الحرب الأهلية على الأطفال بشكل خاص، ووجود حوالي مليون لغم على المناطق الحدودية بجنوب افريقيا يتسبب في سقوط العديد من الضحايا، ولذلك يتم تسليح الأطفال ليكونوا جزءا من المتحالفين في الصراعات، وبالطبع الأطفال بالفيلم يحاولون استعادة حياتهم الطبيعية.

وأضاف جلوفر: عندما عرض عليّ سيناريو الفيلم، وجدته يشرح لي كل الأحداث التي شاهدتها من قبل، وأشعر بأنني أرى نفسي من خلال هذا الفيلم، الذي يعطي فكرة عن كيفية تغيير الوضع بأفريقيا في المستقبل، وأيضا يعبر عن نظرة الكثيرين من الذين يحلمون بالسلام في أفريقيا، خاصة ان النساء والأطفال هم دائما الضحية الأولى في أي صراع، ولذلك لابد ان يكونوا البناء الأساسي لدولة جديدة. وحول مشاركته في أفلام أفريقيا قال : كان لدي رغبة في التعامل مع الأفلام الأفريقية وقدمت سبعة أفلام بالقارة السمراء قبل ذلك، منها فيلم تلفزيوني بعنوان «مانديلا»وهو انتاج أميركي افريقي.

ووجه المخرج فلورا جوميز الشكر لجميع القائمين على المهرجان والمنتج الفرنسي لفيلم «

جمهورية الأطفال»لأنه ساعده كثيرا من أجل ان يخرج الفيلم بهذا الشكل.

وقال جوميز : أشكر صديقي داني جلوفر لأنه ساند الفيلم من الدقيقة الأولى وقبل ان يعمل به، خاصة ان المخرجين في أفريقيا لم يكن لديهم حلم بان يقدم نجوم كبار بأميركا بطولة أعمالهم.

وعن اختياره لقصة فيلم «جمهورية الأطفال قال جوميز: في طفولتي تأثرت بالكثير من الزعماء، ومنهم الزعيم جمال عبد الناصر، وفي العشرين سنة الماضية كنت دائما أفكر، ماذا سأقدم كسينمائي؟، وأحسن شيء ان الكبار يتيحون الفرصة للشباب لكي يعملوا، خاصة ان الشباب لو تمكنوا من مقاليد أي دولة ستتحسن الأمور كثيرا، ومن هنا جاءت فكرة «جمهورية الأطفال»، وهو ان يحكم الأطفال الدولة بطريقتهم، وكانت القصة مليئة بالأمل.

كما تم عقد ندوة للناقد الكبير علي أبوشادي، بمناسبة ترجمة المهرجان لكتابه «وقائع السينما المصرية»للغة الفرنسية، وقدم أبو شادي الشكر لادارة المهرجان على ترجمة كتابه، وأشاد بالدور الهام للمترجمة عبلة عبدالحفيظ.

وقال أبوشادي : حرصت أثناء كتابتي على ان أبدأ أحداث كل عام بأهم الأحداث السياسية التي وقعت به، وحرصت على تقديم على ما يهم القارئ، وأتمنى ان يأتي أحد من الشباب ليكمل جهدي، ويستكمل هذه المسيرة. وعن طقوس ترجمة الكتاب الى الفرنسية قال: أثناء الترجمة طلبت من المترجمة ان تضع لمساتها الخاصة على الكتاب، وأشكر كل الأصدقاء والزملاء الذين وقفوا الى جانبي أثناء العمل في الكتاب، وأتمنى ان يصل لكل الناس ليقرأوه.

وأضاف أبو شادي: هناك منهجان لتوثيق الأحداث لكني اخترت المنهج الذي يتحدث عن الواقع المجرد، ولم أكتب رأيي في الكتاب لأنني كنت حريصا على نقل الوقائع فقط، وهذه الوقائع كانت محددة ولا تحتاج لتفسير أو تحليل، وفي مقدمة الكتاب أشرت الى طريقة تعاملي مع المادة الواردة به، وفي جزئية واحدة من الكتاب اضطررت ان أقول رأيي، وهي الجزئية الخاصة بوجود المنتجين الأجانب في مصر مثل المنتج والمخرج توجو مزراحي، وكان هناك مجموعة آراء حول وجود هؤلاء المنتجين في مصر، لذلك كنت مضطرا ان أقول رأيي في هذا الموضوع. وأشار الى أنه يتمنى ان تقدم مثل هذه الدراسة مرة أخرى حتى ولو على مدار 10 سنوات فقط، موضحا أنه سيكون سعيدا جدا لو جاء من يفعل ذلك.

وعن رد فعل القارئ الأجنبي على أسلوب الكتاب قال: القارئ الغربي يعرف المنهجين جيدا، والمنهج المجرد الذي استخدمته خلال دراستي يعتبر الأفضل بالنسبة لهم، حتى يختار ما يتناسب مع أفكاره، لذلك قررت ان أقدم الكتاب دون أي تدخل من جانبي.

أزمة كتاب السيناريو

ومن ضمن ندوات المهرجان، عقدت ندوة بعنوان «أزمة كتاب السيناريو في مصر»، شارك فيها السيناريست ناصر عبدالرحمن، والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان والمنتج محمد العدل.

ورشة صناعة الفيلم

وعلى مدى أيام المهرجان واصل المخرج الأثيوبي العالمي هايلي جريما تقديم محاضراته لطلبة ورشة صناعة الفيلم، التي شارك فيها 40 طالبا من شباب السينمائيين المصريين والأفارقة.

واستضاف المخرج هايلي جريما في أحد أيام الورشة مدير التصوير كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما، والسيناريست ناصر عبدالرحمن صاحب أفلام «هي فوضى»و«حين ميسرة»و«دكان شحاتة»و«كف القمر».

وخلال الجلسة نقل كمال عبدالعزيز لطلاب الورشة خبراته في التصوير السينمائي، وقدم لهم نصائح تتعلق باختيار زوايا التصوير في الأعمال السينمائية، فيما تحدث السيناريست ناصر عبدالرحمن عن كيفية كتابة سيناريو متماسك دون ان يصاب المشاهد بالملل.

دور اجتماعي

وفي محاولة لخلق دور اجتماعي للمهرجان نظمت ادارة المهرجان احتفالية لتكريم الأمهات المثاليات وأمهات الشهداء بمناسبة عيد الأم الذي تزامن مع موعد انعقاد المهرجان، وتضمن الاحتفال تكريم الفنانة الكبيرة رجاء حسين والمخرجة أنعام محمد علي، بحضور اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وعزة الحسيني مديرة المهرجان، ولم تتمالك الفنانة رجاء حسين دموعها أثناء تكريمها، فيما أعربت أنعام محمد علي عن سعادتها بالتكريم مع أمهات الأقصر المثاليات.

كما افتتح اللواء طارق سعدالدين معرض الفنان التشكيلي حسين العزبي «جنوب 4»، الذي أقيم على هامش المهرجان، وزار المعرض الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس أمناء المهرجان، والسفير عزت سعد محافظ الأقصر السابق.

جوائز عادلة

وبعد أسبوع من سحر السينما أقيم حفل الختام في نادي التجديف على نيل الأقصر وأحياه المطرب السنغالي ديديه عوضي، حيث تم توزيع الجوائز على الفائزين، وشارك في توزيعها المخرج خالد يوسف، وهي جوائز عادلة باستثناء عدم حصول الفيلم الموزمبيقي القصير «مدام ايثار»على أي جائزة رغم تميزه الفني الشديد.

وأسفرت جوائز مسابقة الأفلام الطويلة عن فوز فيلم «العفو»من رواندا بجائزة النيل الكبرى وقدرها 4000 دولار وقناع توت عنخ آمون الذهبي، لمعالجته مشاكل الابادة الجماعية في أفريقيا، وفاز فيلم «السطوح»من الجزائر للمخرج مرزاق علوش بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها 3000 دولار وقناع توت عنخ آمون الفضي، وفاز فيلم «شجرة الباوباب»من السنغال بجائزة أفضل انجاز فني وقناع توت عنخ آمون البرونزي، وقررت لجنة التحكيم منح جائزتين خاصتين، الأولى للممثل المغربي حسن بن بديدة لدوره في «هم الكلاب»اخراج هشام العسري، وللموسيقي جيم نيفرسينك عن موسيقى فيلم «سموم ديربان»من جنوب أفريقيا.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فاز فيلم «دعاء وعزيزة»من مصر للمخرج سعد هنداوي بجائزة النيل الكبرى، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «عرين الشيطان»من جنوب أفريقيا، وتم منح جائزة أفضل اسهام فني مناصفة بين فيلمي «النهر»من الجزائر و «أمراء في بلد العجائب»من تونس.

وأوصت لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة ان تكون الأفلام المختارة من اخراج مخرجين أفارقة حيث لاحظت اللجنة ان معظم الأفلام تدور حول أفريقيا وليست من اخراج مخرجين أفارقة.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، ذهبت جائزة النيل الكبرى لأفضل فيلم روائي قصير وقدرها 2500 دولار و قناع توت عنخ آمون الذهبي لفيلم «يد اللوح»من تونس، وفاز بجائزة النيل الكبرى لأفضل فيلم تسجيلي قصير وقدرها 2500 دولار وقناع توت عنخ آمون الذهبي فيلم «في بلاد الجوجو»من تونس، أما جائزة أفضل انجاز فني في فيلم قصير وقدرها 1000 دولار وقناع توت عنخ آمون الفضي، ففاز بها فيلم «نفوس مسكونة»من أوغندا، وفاز بجائزة لجنة التحكيم مناصفة فيلمي «رضا»من مصر، اخراج رامي غيط، و«عامل العرض»من المغرب.

وفي مسابقة أفلام الحريات فاز فيلم «ثورتي المسروقة»اخراج ناهد بيرسون من السويد، ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم «البروفوسير»اخراج محمود بن محمود من تونس، كما منحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، المنظمة للمهرجان جائزة رضوان الكاشف وقيمتها 1000 دولار وقناع توت عنخ آمون الذهبي لفيلم «شارع البستان السعيد»من مصر، اخراج ميسون المصري، ومنحت نقابة المهن السينمائية جائزة خاصة باسم المخرج الراحل محمد رمضان لفيلم «بدون»للمخرج اسلام وفقي من مصر.

النهار الكويتية في

31.03.2014

 
 

زوم

شفافية القصاص للفاسدين ونقاء قطاعاتنا من الغش

بقلم محمد حجازي

شطبت إدارة نقابة المهن السينمائية في اجتماع ترأسه «مسعد خوري»، المخرج محمد سامي عبد العزيز بتهمة ارتكابه مخالفة مهنية وخروجه على مبادئ الأمانة والنزاهة ومخالفته لأحكام القانون واللائحة الداخلية للنقابة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية، وإبلاغ كافة الهيئات بهذا الشأن، بتهمة تقديمه شهادة المؤهّل الدراسي، الذي ادّعى أنّه حصل عليه من جامعة أميركية..
وكانت النقابة قد تحرّكت وتأكدت من بلاغ وصلها من المحامي كمال عبد الفتاح يونس اتهم فيه سامي بتزوير مؤهّلة، وبالاتصال بالجامعة الأميركية المعنية تبيّن أنّ لا أصول لشهادته فيها.
إلى هنا والخبر قانوني بامتياز، ما يعني هناك شهادة إخراج حزّورة، والنقابة من حقّها أنْ تقول بألّا عضوية له في لائحتها، لكن هذا لا يعني أبداً أنّ هذا المخرج لن يتمكّن من ممارسة الإخراج، فهناك كثيرون موهوبون ولا يحتاجون إلى أي دراسة كي يكتسبوا المعرفة والعمل بعدها، ومنهم كثيرون من الأجيال السابقة في هذا المجال، فيما صورة العاملين في مصر للشاشتين تلحظ حمل معظمهم لمؤهّل أكاديمي في مجال اختصاصهم.

والسؤال: لماذا لا يكون مثل هذا الحادث أقرب إلى الإخبار القانوني بشأن كل مَنْ قدّم شهادة إلى النقابة، وبالإمكان استبعاده من العضوية دون التشهير به، بحيث يكون سلوكه المهني في يوميات العمل هو الذي يُتيح له شق طريقه في عالم الإخراج، أو تلفظه المهنة من تلقائها لأنّه دخيل عليها، ونتصوّر أنّ مجرد الخوض في هذا الباب سيكشف دونما أدنى شك عن وجود حالات مماثلة عديدة لما حصل مع المخرج سامي الذي عمل مع العديد من الأسماء في عالم الغناء ومنهم هيفاء وهبي.

المشكلة ليست هنا، القضية أكبر من هذا، وتتعلّق بالذين يرهقوننا بدراساتهم في المعاهد الغربية، ويشبعوننا مشاهد عضلات مهنية فنُجلِسهم على مقاعد متقدّمة، ونهتم بهم إعلامياً، متصوّرين أنّنا أمام طاقات خارقة تحمل إلينا ثقافة فنية عالمية من عاصمة السينما في العالم.. هوليوود.

فلماذا لا نقدّم طاقتنا وما نستطيعه من دون هذا اللف والدوران، معتقدين بأنّ أحداً لن يبلغنا بأي حال، ولن يتم الكشف عن فعلتنا لأنّ أحداً لن يتقصّى عن إسم هذه الكلية أو ذاك المعهد في هذه الولاية أو تلك من أميركا كونها أقرب إلى قارّة، وإذ بالأيام تثبت أنّ حبل الكذب قصير جداً، مثلما لاحظنا مع حالة المخرج محمد سامي عبد العزيز.

«كل افرنجي برنجي» في حياتنا، و«عقدة الأجنبي والخواجة» موجودة في صلب شخصيتنا، دائماً يعنينا كثيراً أنْ نحمل وساماً أجنبياً، شهادة أجنبية، أو أي ورقة إثبات عليها كتابة بأي لغة مفهومة أو غير مفهومة، معروفة أو غير معروفة، فقط المطلوب لغة وحروف أجنبية لأنّ القيمة عندها تتضاعف.

ولا ننكر أنّنا فوجئنا برد الفعل النقابية السريعة والمميّزة على الموضوع، وصدور بيان الشطب بالإجماع له الكثير من التفسيرات أوّلها: معاقبة مَنْ يتطاول على مكان في المهنة من دون سند قانوني مُعترف به.

الفساد منتشر جداً في كل الأوساط، ومن الجيد تنظيف قطاعاتنا المختلفة من الدُخلاء حقاً لتفاقم مشاكلنا وقضايانا، ونحن بصدد دعم كل مبادرة من هذا النوع، فنحن نريد قرارات مُلزِمة، ومواقف لا تُحابي أحداً، فقد أرقهنا الحاضرون على منابرنا من الجهلة الذين لا يعرفون من المهنة إلا اسمها فقط، فمَنْ يحاسب، هذا ما نطرحه، وطالما وُجِدَت نقابة عندها هذه الجرأة، وهذه الشفافية فلا خوف على الباقي، وهي فرصة ستفتح الباب رحباً كي تعبر إلى النقاء، نعم إلى أفضل حالات العطاء.

نعم هي حالة واحدة، لكن هذا السلوك النموذجي يفترض دعمه وشد أزره كي تبدأ عملية التطهير من أي مكان قابل للحسم، فقد عرفنا طويلاً أنّ هناك داعمين لكل فاسد وجاهل من المقامات العليا إدارياً وسياسياً، فمن استطاع المواجهة وقنص أحد هؤلاء نشدُّ على يده ونعتبره شجاعاً.. يحيى الفن وأهله.

عروض

«نادين لبكي» في دور أم فرنسيّة تحمي وحيدها من عصابة خطيرة في «ميا كولبا»

«رومان دوريس» ترك باريس إلى نيويورك وترك الإنكليزية فالصينية وعاد إلى الفرنسية

ساعة ونصف الساعة مكثّفة بالمشهدية، وحظ نادين لبكي جميلتنا أمام الكاميرا، وأفضل المخرجات خلفها، وافر في الحضور والتفاعُل ضمن أحداث فيلم (Mea Culpa) للمخرج فريد كافاييه الذي اختارها مع الممثّلين: فنسنت لندن، وجيل لولوش في الشريط الدرامي الذي تُقدِّم فيه نادين شخصية أليس الأم لطفل في العاشرة يُدعى ثيو (ماكس بيسيت دو مالكليف)، وفي حالة فِراق مع زوجها والده سيمون (لندن)، لكن حادثاً يقع أمام ثيو في كواليس ملعب لمصارعة الثيران، يجعل حياة الفتى ووالديه في خطر داهم.

ثيو شاهد عملية قتل تولاها مسلّحو إحدى العصابات ضد رجل، فتعقّبه المسلّحون على مدى الفيلم لاعتقاله من دون جدوى، لأنّ أليس تركت عملها في المطعم وتولّت حمايته، فيما تفرّغ والده لمواجهة العصابة وإذلال سيّدها ميلان (فيليبور توفيك) الذي ظلَّ يطارد ثيو حتى قُتِلَ في محطة قطار.

يقدّم الشريط نادين على أنّها أم حانية عاطفية، إذ خدمها حسّها الشرقي تماماً في ردود الفعل والانفعالات المختلفة، وبدت مرتاحة ومميّزة في آن مع الفريق العامل، حيث برز الممثّل الآخر لولوش في حضور متين، نتوقّع له معه إطلالات بطولية أخرى أكثر قوة وقدرة على التواصل.
نادين التي شاهدناها في «روك القصبة» للمغربية ليلى مراكشي، ونشاهدها قريباً في عمل فرنسي آخر بعنوان (La Rancon de la glaire) في دور نور، بإدارة المخرج كزافييه بوفوا ومعها: بيتر كويوت، شيارا ماستروياني، كذلك صوّرت من إخراجها «ريو أحبك» مع 11 مخرجاً آخر من العالم، كما سبق لها ولعبت دوراً قصيراً في الفيلم الإيطالي: الأب والغريب، بإدارة المخرج ريكي تونياي، مع أليساندرو غوسمان، عمرو واكد، كزانيا رابوبورات.

كل هذا يعطي نارين صفة الفنانة العالمية والشاملة بمعزل عن كل المناخات السائدة وأروع ما فيها أنّها تعطي أفعالاً ولا تقول شيئاً، فقط يصلنا نتاجها وما تقوم به من دون ظهورها في أي برنامج لاستعراض ما استطاعته عالمياً، خصوصاً أنّ ما نتابعه يبدو مُقدِّمات لم هو أهم في فترات لاحقة، حيث ننتظر أيضاً ثالث أعمالها الروائية بشغف وشوق.

عرقتنجي

{ شريطه الجديد (L`heritage - الميراث) يروي فيه تاريخ لبنان واللبنانيين إبان الحروب والمواجهات المتعاقبة، سواء على الجبهات أو في المباني السكنية، ما بين بيروت وباريس، حيث تنقّلت عائلته، وتفرّق الجميع، أهله في مكان وهو في آخر، أولاده يسألون ويتنقّلون، والزوجة هي التي تحتضن، والأهل المتقدّمين في السن يقولون كلاماً رائعاً عن لبنان الأمس، ومَنْ يقدر على التعويض في وقت لاحق.

شريط فيليب عرقتنجي لا ندري كم سيصمد في الصالات.

Casse Tete Chinois

{ ليل الخميس في 27 آذار/مارس الحاري، أُقيم للشريط عرض خاص في إحدى صالات غراند سينما ضبيّه، بحضور السفير الفرنسي في بيروت، الذي ألقى كلمة بالمناسبة داخل صالة العرض، مشيداً بأنّ لبنان على صغر مساحته يمتلك اليوم 120 صالة من الدرجة الأولى، وعندما تحدّث عن السينما والفيلم لفت الانتباه إلى أنّ ما نشاهده هو ثالث الثلاثية التي اشتغل عليها وأبدعها المخرج الفرنسي سيدريك كلابيش، كاتباً، ومنتجاً لفيلم يحمل عنواناً إنكليزياً (Chinese Puzzle) صُوِّرَ العام الماضي 2013 في 117 دقيقة، وعُرِضَ لأوّل مرة في فرنسا بدءاً من الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2013، حيث صُوِّرَ في استوديوهات Jc، بروكلين، نيويورك سيتي، نيويورك.

الفيلم جميل في تركيبته وفيه يتابع كلابيش عمله على التصادم والانسجام في آن بين حضارتَيْ أميركا وأوروبا، من خلال كاتب فرنسي متزوّج من إنكليزية أرادت أنْ تسافر إلى أميركا، وأرسلت له بأنّها صادقت رجلاً ثرياً أميركياً، فركب الطائرة ولحق بها إلى هناك ليجدها مرتاحة ولا ينقصها شيء، مرتاحة من عِقدة الولدين لأنّها تريد أنْ تعيش حياتها من دون منغصات.

إنّه كزافييه روسو (رومان دوريس) في دور الكاتب والزوج، الذي يحتضن ولديه، ويحاول هو الآخر العثور لنفسه على امرأة أميركية كي يتمكّن من العمل دون مقومات؛ ويُصادف أنّه كان يستقل تاكسي يقوده صيني، وحصل تلاسن بينه وبين شاب ملوّن يسدُّ الطريق بشاحنته، وعندما تلاسنا حمل الأسود عصى غليظة وانهال بها على السيارة ثم على السائق، فنقل كزافييه الصيني المُصاب إلى المستشفى، وبعد علاجه وإنقاذه سأل كزافييه ماذا يريد كي يساعده فطلب زوجة أميركية، ووجد أمامه شقيقته التي كانت جاهزة لدور الزوجة، فكانت عقبات اعترضت حياته حتى تقتنع السلطات الأميركية التابعة لدوائر الهجرة بأنّهما فعلياً يعيشان معاً.

ومن المفارقات في الشريط أنّ كزافييه، يلتقي بامرأة كان يعرفها سابقاً وهي تريد العودة إليه رغم وجود ولدين معه تدعى مارتين (أودري تاتو) التي تفوز به في ختام الشريط، لأنّ الجميع بقوا في نيويورك.

كيلي ريلي، سيسيل دوفرانس، ساندرين هولت، فلور بونافنتورا، وجوشن هاغل، وقد حذفت الرقابة مشهدين من الفيلم للقطات شذوذ بين امرأتين.

أحببنا الشريط، ومعه نكون في مادتنا الرئيسية أضأنا على شريطين فرنسيين، وفي القريب هناك ثالث بعنوان (Belle et Sebastian)، الذي نشاهده اليوم مساءً في عرض خاص بسينما فوكس.

ذكرى

النجم

تسع سنوات مرّت على وفاة النجم أحمد زكي، الذي قال عمر الشريف عنه يوماً بأنّه أكثر الجاهزين للحضور عالمياً مع وجهه وأدائه وخياراته السينمائية خصوصاً.

ترك أحمد عشرات الأفلام، ولعب شخصيتَيْ عبد الناصر والسادات، الرئيسين المصريين، وله إبن (هيثم) من زوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، الذي ما زال يحاول من وقت لآخر أثبات موهبته بأكبر قدر من الصبر.

أحمد زكي خرّيج فنون مسرحية عام 73، وله العديد من الأعمال على الخشبة، والتلفزيون لكن السينما حقّقت له مجداً

برمجة 
هوليوود

14 فيلماً هوليوودياً على لائحة البرمجة للأسابيع المقبلة بين أميركا، أوروبا، والعالم ومنها:

- «تحت الجلد»، لـ سكارليت جوهانسون في دور مخلوق غريب وافد من كوكب آخر.

- «الرجل الطير»، لـ آليخاندرو غونزاليس زنارتيو، يُدير مايكل كيتون.

- «كابتن أميركا» (الجزء الثاني) وعنوانه: جندي المطر، مع كريس إيفانز، وسكارليت جوهانسون أيضاً.

- «X-Men»، وفصل جديد عنوانه: (Days of Future past) مع هيو جاكمان، جنيفر لورانس، هالي بري، دايان ماكلاين، ونسخة تكلّفت 250 مليون دولار.

- »SpiderMan» جزء جديد بعنوان (The Amazing) مع آندرو غارفيلد، جيمي فوكس، وبول جياماني.

- «المتحولون» (جزء رابع) وبطولة مشتركة بين شيا لابوف ومارك والبرغ.

- (Making Jay) من سلسلة ذي هانغر غايمز

اللواء اللبنانية في

31.03.2014

 
 

ديالا قشمر:

«قبضايات» حيّ اللجا... حرّاس الوقت الضائع

فريد قمر 

درس تقدّمه المخرجة اللبنانية لكلّ مَن يرغب في صناعة سينما تسجيلية ذات عمق اجتماعي حقيقي. فيلمها «أرق» يدخلنا في عالم متشعب يفيض بالتناقضات، يعرّي الأفكار النمطية المسبقة التي التصقت بـ«زعران» حي اللجا البيروتي، ويغوص في يومياتهم وأحاديثهم، مهشّماً صورة القبضايات التي يروّجونها عن أنفسهم

ديالا قشمر (1979) احفظوا جيداً هذا الاسم. هذه المخرجة الشابة لا تخاف ولا تهادن ولا تستسلم. عندما تقرر أن تصنع شريطاً وثائقياً يحمل في موضوعه كل احتمالات الفشل واليأس، تضع النجاح وحده نصب عينيها. تأخذ نفساً عميقاً وتمضي لتصنع تحفتها التسجيلية التي ستغدو مرجعاً لكل المغامرين الجديين الساعين إلى الاحتراف. «أرق» (2013 ـــ 110 دقائق) الذي عُرض ضمن مهرجان «شاشات الواقع» في «متروبوليس أمبير صوفيل»، ليس عملاً عادياً، بل هو بصمة ترسخت في الذاكرة السينمائية العربية.

في حي متفرع من شارع مار الياس، تقطن عشرات العائلات المهجرة من جنوب لبنان.

مواطنون رفعوا لواء الشمعونية ذات حقبة، وتمرّدوا على الإقطاع الأسعدي ذات يوم. كل ذلك قبل أن تجرفهم موجة «المحرومين» لتجعلهم وقودها، وتحوّل أحفاد قباضايات حي اللجا إلى قباضايات من نوع جديد، يخشاهم الأوادم ويسمهم كثيرون بصفة «الزعران»، فيما لا تراهم القوى الأمنية أكثر من مهمّشين خارجين على القانون. احترفوا الممنوعات نمط عيش واتخذوا من التعصب الطائفي دافعاً للبقاء، فيما اكتشفت فيهم قشمر أناساً طيبين ضعفاء، على عكس ما يروّجون لأنفسهم. إنهم ببساطة بضعة من شباب حي اللجا، أو حرّاس الوقت الضائع كما سمّاهم الشريط في نسخته الإنكليزية.

تدخلنا المخرجة في عالم متشعب يفيض بالتناقضات والتحديات، تقتحم يومياتهم وسهراتهم. تدخل حيواتهم رغم ممانعتهم الأولى. تصوّرهم على حقيقتهم. تحتال على ممانعتهم بنَفَسها الطويل ليمتد الشريط على حقبة زمنية تستمر أشهراً عدة، فيُسقط المجال الزمني كل الخطوط الحمر، وتكون النتيجة عملاً صادقاً يشكل مرآة للواقع.

تتقمص لغتهم. تناديهم بأسمائهم المستعارة من «التريبتي» الى «السنفور» و«المظلوم»... تتحدث معهم عن بطولاتهم اليومية في صناعة المشاكل والإدمان على المخدرات والحبوب الممنوعة، الى علاقتهم مع القوى الأمنية التي تطاردهم. وكل ذلك ضمن إطار سينمائي ذي لغة جذابة للغاية. تترك للعدسة أن تلهو بالزمن، وتتعمد اللقطات الطويلة لأحاديثهم الجانبية. للوهلة الأولى، تبدو هذه الأحاديث بلا قيمة حقيقية، لنكتشف أنّ أهم الأحداث تتكشف في لحظات الصمت المطولة، ويصبح نجوم العمل عراة بواقعهم أمام الجمهور. ولعل هذه هي المغامرة الأكبر في العمل، فلا تخيفها المساحات المطولة ولا تبالي لقطع الخيط الرفيع بين المتعة والملل.

صوِّر العمل في المقاهي الشعبية المنتشرة في المنطقة وبعض المنازل التي تشهد سهرات القبضايات كثيرة هي الأسئلة التي تراود المشاهدين، حول أخلاقية العمل نفسه. قشمر سمحت لنفسها أن تتمادى في صنع أمل غير صحيح بمساعدة هؤلاء المهمشين. وعدتهم بأنّ العمل لن يبصر النور في لبنان بل سيقتصر عرضه على المهرجانات الدولية، لكنّها تتجاهل الوعد بعدما اطمأنت لتعاطف نجومها مع عملها. يطمئنها أحدهم بأنّه يتفهّم دوافعها السينمائية «متل ما نحنا منخبطا (نتعاطى الممنوعات)، هي تسردها على السينما». كلمات تخرج من أحد قبضايات حي اللجا، ويعطيها الضوء الأخضر لتتجاهل مخاوفهم الأولى.

العمل الذي قدم في إطار «شاشات الواقع» الذي يعرض سنوياً في بيروت، هو الأقرب الى الأهداف التي وضع المشروع من أجله. ليست هناك واقعية ممكنة تتخطى ما نشاهده في الشريط الذي يرجّح أن يطرح قريباً في الصالات اللبنانية. اللغة التي يسمعها الكثير من المشاهدين للمرة الأولى شعبية جداً. تظهر عباراتهم الشعبية والطائفية كما هي، مفرطةً في الواقعية، من دون «روتوش» أو تجميل، ومواقع التصوير كذلك. اختارت قشمر المقاهي الشعبية المنتشرة على زوايا الطرقات وبعض المنازل التي تشهد سهرات القبضايات. الواقعية أيضاً تنسحب على العلاقة بين المخرجة والمصوّر من جهة، وبين شبان حي اللجا من جهة أخرى. هي حاضرة بشخصها في العمل. وإذا كنا لا نراها، فنحن نسمع الأحاديث المباشرة بينها وبين الشبان، كأنّ الكاميرا غير حاضرة هنا، إنما هي مجرد لقاءات عفوية تتيح للمشاهدين التلصص عليها من خلال العدسة.

أما الحوارات المفتوحة، فهي تتضمن كل التقلبات التي استطاعت أن تحيكها المخرجة في علاقتها مع نجومها، بدءاً من التحفظ وسعي القبضايات إلى تسويق صورة نمطية عنهم وصولاً الى البوح المطلق بصراحة تامة وما يحويه ذلك من اعترافات قد تدين شخصيات العمل أمام المحاكم، وصولاً إلى اعترافاتهم بالذنب وبأنّهم المسؤولون الأساسيون عن كل ما يجري معهم. «أرق» الذي أنتجته الممثلة كارول عبود ونال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان العربي الوثائقي في «مهرجان دبي السينمائي» الأخير، هو عمل لا يستحق المتابعة فحسب، بل يستحقّ أن يكون أنموذجاً للتعلّم لكلّ من يرغب في الغوص في سينما الواقع وفي الأفلام التسجيلية ذات العمق الاجتماعي الحقيقي.

اليوم، تغيّرت نظرة المشاهدين كليّاً إلى حي اللجا، ولهؤلاء الموسومين بصفة زعران. ومن لم يتعرف اليهم من قبل، لن يكون ضحية للإسقاطات الطبقية مرة أخرى.

الأخبار اللبنانية في

31.03.2014

 
 

سيدريك كلابيش:

«كوميديا» الحياة المعاصرة

بانة بيضون 

بعد «النزل الإسباني»، و«الدمى الروسية»، يختتم المخرج الفرنسي ثلاثيته بـ«المعضلة الصينية». فيلم ممتع يستعرض المفاهيم والأدوار التي تشهد تحولات مستمرّة. علاقات متشابكة يتناولها الفيلم، مضيئاً على صعوبة التأقلم مع عالم متغير

يكمل المخرج الفرنسي سيدريك كلابيش في فيلمه الجديد Casse-tête chinois قصة زافييه ورفاقه الذين تعرفنا إليهم في فيلم «النزل الإسباني» (2002) الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً واسعاً، ثم تابعنا تطورات حياتهم في «الدمى الروسية» الذي أخرجه عام 2005.

في «المعضلة الصينية»، نعود إلى زافييه (الممثل رومان دوريه) وقد ناهز الأربعين واستقر في فرنسا برفقة وندي (كيلي ريلي) البريطانية التي تزوجها منذ عشر سنوات وأنجب منها طفلين. وقد حقق أخيراً حلمه بأن يصبح كاتباً مشهوراً وأنهى روايته الأولى «الدمى الروسية»، التي لاقت استحسان النقاد.

يخيّل لنا أن زافييه حصل أخيراً على الحياة التي يريدها. لكن كل ذلك على وشك أن يتبدد حين تخبره وندي ذات يوم أنها مغرمة برجل آخر تعرفت إليه في رحلتها الأخيرة إلى نيويورك. تقرر إثر ذلك أن تهجر زافييه وترحل إلى أميركا برفقة الولدين لتعيش مع حبيبها الجديد.

يقرر زافييه بدوره السفر والاستقرار في نيويورك ليكون بجانب طفليه. من هنا عليه أن يبدأ من الصفر لجمع قطع هذا البازل التي هي حياته. بين علاقته مع أطفاله وأبوته الافتراضية للطفلة التي تنجبها منه صديقته المثلية إيزابيل (سيسيل دو فرانس) عبر التلقيح الاصطناعي، وصراعه للبقاء في نيويورك وزواجه المزيف من امرأة صينية للحصول على الجنسية وعودة حبيبته السابقة مارتين (أودريه توتو) إلى حياته، يبحث زافييه بلا جدوى عن معنى لكل هذه الأحداث التي تتراكم وتفرض مسارها الخاص. علاقات متشابكة يتناولها الفيلم ويحاول المخرج عبرها أن يعرض صعوبة التأقلم مع عالم متغيّر باستمرار ومفتوح على كلّ الاحتمالات ضمن إطار كوميدي. رغم دراماتيكية المواضيع التي يتناولها، إلا أنّ الفيلم يمتاز بخفته الممتعة في بعض المقاطع بينما تبدو في مقاطع أخرى مبالغاً فيها، بحيث لا تسمح للمشاهد بالتواصل مع الشخصيات والمواقف.

مشاهد للبطل مجالساً الفلاسفة كهيغل وشوبنهاور

المخرج لا يتعمّق في تصوير أبعادها بل يعرضها بطريقة سريعة وأحياناً مسطحة. لكن «خفة الكائن» تلك (كما كتب كونديرا) التي نراها أيضاً في الأفلام السابقة للمخرج كـ«النزل الإسباني» هي ربما جزء من نجاح هذه الأعمال. هذه الكوميديا الساخرة التي يتناول عبرها المخرج العلاقات، ترسم بورتريه يقترب من واقع هذا العصر الذي نعيشه حيث لا وقت للتوقف أو للانسياق وراء الدراما وحيث كل البدايات ممكنة لكن كذلك النهايات أيضاً. انتشار الطلاق وتعدد الزيجات وكل العائلات المركبة التي تنشأ عن ذلك كما الثنائي زافييه ومارتين وأطفالهما من زواج سابق، أو كما في حالة طفلة زافييه من صديقته المثلية إيزابيل التي لها أمان وأب، هي فوضى تحاكي هذا العصر. يضعنا فيها المخرج حيث كل المفاهيم والادوار قيد التحول وإعادة التأسيس. لا يمنع أن بعض المواقف التي يبتدعها المخرج ليعبر عن هذه الفوضى تبدو أحياناً غير منطقية كأن يحاول تصوير معاناة المهاجرين من خلال صراع زافييه للبقاء في نيويورك مع أنه لا يندرج تماماً تحت تلك الفئة أو حتى طريقته المبسطة في إنهاء تلك الفوضى عبر نهاية سعيدة وفجائية للعمل. العامل الوحيد الذي يكسر إيقاع الخفة والعفوية الذي يعتمده المخرج في الفيلم هو تساؤلات زافييه الوجودية الخاصة أثناء كتابة روايته المقبلة وتتخللها مشاهد يجالس فيها الفلاسفة كهيغل وشوبنهاور. لكنّ هذه المشاهد لا تضفي بعداً أكثر عمقاً على العمل، بل تتناقض مع أسلوب السرد الذي يعتمده المخرج في ما تبقى من الفيلم. تميّزت سيسيل دو فرانس (حازت جائزة «سيزار» عن أدائها في «النزل الإسباني») أيضاً في هذا العمل عبر الشغف الذي تجسده من خلال شخصية إيزابيل بينما تختلف أودريه توتو بشخصية مارتين وأدائها الأكثر الحميمية عن باقي الممثلين وتضفي رونقها الخاص في حين تشكل هي ورومان دوريه الذي يلعب دور البطولة ثنائياً متناغماً على الشاشة.

الأخبار اللبنانية في

31.03.2014

 
 

أخيراً في القاهرة | «زاوية» بديلة

القاهرة ــ محمد سيد عبد الرحيم 

بعد طول انتظار، أبصرت النور صالة في القاهرة تُعنى بعرض الأفلام الأجنبية والعربية غير التجارية. هكذا، افتتحت شركة «أفلام مصر العالمية» (أسسها يوسف شاهين عام 1972) مبادرة «زاوية» في سينما «أوديون» في وسط البلد تحت إشراف ابنة شقيقة المخرج الراحل المنتجة ماريان خوري (الصورة).

في أول عروضها، قدّمت «زاوية» فيلم «وجدة» (2012) الذي حاز جوائز عدة من مهرجانات مختلفة، ولم يُعرض في مصر من قبل. يعتبر «وجدة» لهيفاء المنصور، أول فيلم سعودي يصوَّر بالكامل في المملكة، وأول فيلم لمخرجة سعودية. إنجاز كبير للسينما وللمرأة السعودية. لكن الأهم من الريادة، هو القضية التي يتناولها، فالفيلم يتناول مشكلة المرأة في المجتمع السعودي من خلال الابنة وجدة والأم وما تعانيانه من مشاكل مجتمعية تقهرهما وتضغط عليهما وتنغص حياتهما. جاء عرض الفيلم تزامناً مع حادثة تحرش جماعي حصلت في جامعة القاهرة عَرضت على قنوات تلفزيونية عدة، صدمت الرأي العام وعرّت الكثير من الإعلاميين والمسؤوليين. تزامُن عرض الفيلم مع هذه الحادثة يجعلنا ندرك أننا جميعاً في السفينة المخروقة نفسها، خصوصاً مع تزايد الانتهاكات ضد المرأة المصرية في الآونة الأخيرة.

يأمل كثيرون أن تلعب «زاوية» دوراً في تغيير المجتمع المصري عبر عرض أفلام بديلة تنتمي إلى سينما المؤلف. أهمية هذه المبادرة تكمن في أنَّها تحاول الوصول إلى شريحة أكبر من المجتمع المصري، خصوصاً أنّ المصريين عشاق للسينما، ويتأثرون كثيراً بما يشاهدونه في الأفلام. ولذلك قررت ماريان خوري أن تصل إليهم عبر مبادرتها. «الجمهور اللبناني ليس جمهوراً سينمائيّاً. سيغضب اللبنانيون من قولي هذا. لكن الجمهور المصري يحب السينما بالفعل أكثر من الجمهور اللبناني»، قال ذلك المنتج الفرنسي جون كريستوف بوبيا الذي شارك في ندوة أقيمت بعد عرض فيلم «الماضي» للسينمائي الإيراني أصغر فرهادي الذي عُرض أيضاً ضمن مبادرة «زاوية».

انطلقت المبادرة في سينما «أوديون» تحت إشراف المنتجة ماريان خوري

وأضاف بوبيا أنّ مبادرة «زاوية» تمثّل «ثورة صغيرة بحد ذاتها»، علماً أنّ المنتج الفرنسي مسؤول عن دراسة السوق في «زاوية». تهدف المبادرة إلى إعادة نشر الثقافة السينمائية في مصر. بدأت المبادرة فعلاً بتنفيذ أولى خطواتها؛ أي تخصيص صالة لتقديم مختارات بديلة من الأفلام العربية والأجنبية، حيث سيُعرض في كل أسبوع فيلم جديد ترافقه ندوة أو ورشة حول الشريط. المبادرة تسعى أيضاً إلى عرض الأفلام المحلية المستقلة التي لا يمكن مشاهدتها إلا في المهرجانات المحلية أو في نوادي السينما التي تفتقر إلى التجهيزات المناسبة، وهي بذلك تفيد صُنّاع هذه الأعمال عبر تسويق أعمالهم وتعريف جمهور أوسع بهم. وستحاول المبادرة الوصول إلى المدارس والجامعات المصرية لنشر التعليم من خلال السينما بهدف مساعدة الأجيال الشابة على تطوير حاستها النقديَّة والفنيَّة. وبالفعل استطاعت المبادرة جذب مجموعة من الطلاب؛ إذ كان العرض الثاني مع فيلم «الماضي» ممتلئاً بطلاب معهد السينما في القاهرة.

جاءت مبادرة «زاوية» بعد نجاح «بانوراما الفيلم الأوروبي» الذي أصبح من أهم الفاعليات السينمائيَّة في القاهرة منذ افتتاحه عام 2004، خصوصاً أنَّ الفريق الذي يشرف على المبادرة هو نفسه الفريق الذي ينظم البانوراما. كذلك تأتي لسد عجز طويل الأمد. منذ السبعينيات خصوصاً بعد اتجاه الرئيس الراحل أنور السادات إلى المعسكر الغربي متمثلاً في الولايات المتحدة، انخفض معدل عرض الأفلام الأوروبيَّة في مصر حتى وصل إلى الصفر. إلا أنَّ الجيل الذي عاش فترة ما قبل السبعينيات، ما زال يتحدث عن الأفلام الفرنسية والإيطالية والهندية التي شاهدها في صالات القاهرة والأقاليم، وتأثّر بممثليها كآلان دولون وبريجيت باردو... وبذلك تحيي هذه المبادرة ما كان موجوداً في الماضي وتكسر المركزية الأميركية التي تسيطر على السوق المصري والسوق العالمي. كما توفر أنواعاً فيلميَّة متباينة قادرة على إرضاء ذائقات الجمهور المصري المتعطش دومًا للفرجة.

الأخبار اللبنانية في

01.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)