كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

في ذكراه الـ 37.. العندليب مشوار الألم والنجاح

كتب - أمجد مصباح

 

الأربعاء 30 مارس 1977 سيظل يوماً مشهوداً في تاريخ الأغنية المصرية والعربية، لأنه يوم رحيل أسطورة الغناء العندليب «عبدالحليم حافظ»، في هذا اليوم بكت مصر كلها «العندليب» وشيعته في مشهد مهيب، بحضور مئات الألوف يوم السبت 2 أبريل 1977.

برحيله فقدت مصر الصوت الدافئ الذي اخترق قلوب الملايين علي مدي 23 عاماً هي عمره الفني قبل الرحيل.

نستطيع أن نلخص مشواره عبر ثلاث كلمات هي: «النجاح والمجد والمرض»، وهي التي صنعت أسطورته وجعلت صوته خالداً حتي الآن، أي بعد رحيله بـ 37 عاماً، وكأنه مازال يعيش بيننا.. والواقع يقول إن حليم رحل بجسده فقط، لكن صوته مازال بيننا.

مشوار عبدالحليم طوال حياته كان ممزوجاً بالألم منذ طفولته، حيث نشأ يتيماً، وأقام في ملجأ للأيتام، والتحق بمعهد الموسيقي العربية، حيث كان عاشقاً للموسيقي منذ الصغر، وتخصص في العزف علي آلة «الإبواه».

ومع مطلع الخمسينات، عشق الغناء عن طريق صوت عبدالوهاب، وشعر أنه يملك الجديد في هذا العالم، ليبدأ المشوار مع رفيقي كفاحه محمد الموجي وكمال الطويل، والشعراء سمير محبوب ومرسي جميل عزيز ومحمد علي أحمد، والموزع علي إسماعيل، أولى أغانيه قصيدة «لقاء» لكن أغنية «صافيني مرة» كانت إعلاناً حقيقياً عن مولد النجم الأسطورة 1954، وبعدها «علي قد الشوق»، وعلي الفور التقطته السينما عام 1955، حيث قام ببطولة فيلمي «لحن الوفاء» و«أيامنا الحلوة».

لم يستطع الفتي الأسمر أن يهنأ طويلاً بالمجد والشهرة والنجاح، حيث هاجمه المرض اللعين بشكل كبير عام 1956، لتصبح حياته مزيجاً بين الألم والنجاح.

ربما كان المرض دافعاً أكبر لحليم، للإبداع سواء في السينما أو الغناء، لم يمنعه المرض اللعين من الغناء، بل زاده إصراراً ليسطر عبدالحليم بصوته أروع وأعذب الأغنيات، التي مازالت حتي الآن عنواناً للرومانسية والمشاعر الراقية.

أغنياته كانت ممزوجة بالألم والشجن والرومانسية في آن واحد، من ينسي روائعه «الليالي» و«حبك نار» و«بحلم بيك» و«في يوم في شهر في سنة» و«قوللي حاجة» و«الحلوة» و«أبوعيون جريئة» و«يا قلبي خبي» و«ظلموه» و«عقبالك يوم ميلادك» و«راح» و«أسبقني يا قلبي» و«إيه ذنبي إيه» و«فوق الشوك» و«حبيبها» و«أنت قلبي» و«ضي القناديل» و«أحضان الحبايب».. والروائع الوطنية: «ثورتنا المصرية» و«حكاية شعب» و«صورة» و«بالأحضان» و«يا حبايب بالسلامة» و«ذكريات» و«عدي النهار» و«فدائي» و«البندقية أتكملت»، كل تلك الروائع غناها في الخمسينات والستينات.

أما السينما فكان له رصيد من الأفلام ليست كثيرة ولكنها كانت مؤثرة، حيث بلغت 16 فيلماً، قام ببطولتها كانت في تلك الحقبة، ولعل من أكثرها نجاحاً آخر أفلامه «أبي فوق الشجرة» الذي استمر عرضه عاماً كاملاً.

ولكن تبقي أفلام «حكاية حب» و«شارع الحب» و«الخطايا» الأقرب لقلوب عشاق العندليب.

اعتباراً من عام 1971 هاجمه المرض بقسوة شديدة، خاصة بعد تعرضه لعدة أزمات في نهاية الستينات.. وعام 1970 بدأ «حليم» فترة جديدة عن مشواره الفني، حيث انتقل إلي مرحلة الأغاني الطويلة والقصائد التي تتطلب جهداً خارقاً، وعشرات البروفات، ورغم ظروفه الصحية الصعبة لكنه أصر علي تلك الأغنيات الكلاسيكية الطويلة.

بدأها بـ «زي الهوي» 1970، تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، وفي بداية 1971 تعرض لأزمة صحية عنيفة لكنه كان أكثر إصراراً علي مواجهة المرض بالغناء، في 18 أبريل 1971 ظهر علي المسرح مرهقاً للغاية، ليغني رائعته الخالدة «موعود» التي حققت نجاحاً أسطورياً، وقف علي المسرح شامخاً أكثر من 90 دقيقة ليبدع تلك الأغنية التي ارتبط بها الملايين.

وفي نفس العام قدم رائعته «مداح القمر» وتحديداً في نوفمبر 1971، ومنعه المرض من الغناء عام 1972.

وعاد في ربيع 1973 وبالتحديد يوم 28 أبريل ليلة شم النسيم أكثر توهجاً وإبداعاً رغم المرض اللعين.

وغني في هذا الحفل ثلاث أغنيات «يا مالكاً قلبي» و«رسالة من تحت الماء» و«حاول تفتكرني»، وسقط علي المسرح مغشياً عليه بعد انتهائه من «رسالة من تحت الماء».

المرض كان لا يفارقه حتي وهو يغني، كان حليم نشيطاً للغاية في هذا العام، حيث قام في شهر رمضان ببطولة المسلسل الإذاعي الوحيد «أرجوك لا تفهمني بسرعة» مع نجلاء فتحي وعادل إمام وماجدة الخطيب.

ولم يمنعه المرض من الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم، وغني العديد من الأغنيات «لفي البلاد» و«يا حبيبة» و«صباح الخير يا سينا» و«عاش اللي قال» و«الفجر لاح».

في ربيع 1974 أصيب عبدالحليم بجلطة في الساق منعته من الغناء ليلة شم النسيم، واضطر لإجراء بروفات أغنيتي «فاتت جنبنا» و«أي دمعة حزن لا» وهو جالس علي كرسي متحرك.

ومساء الخميس 30 يونية 1974 ظهر علي المسرح شاحب الوجه ليبدع «فاتت جنبنا» كلمات حسين السيد وألحان محمد عبدالوهاب، و«أي دمعة حزن لا» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، واستغرقت كل أغنية 90 دقيقة علي المسرح.

في عام 1975 كانت ظروفه الصحية أفضل، لكنه قرر تقديم أغنية واحدة فقط في حفل الربيع، وكانت «نبتدي منين الحكاية» تأليف محمد حمزة وألحان محمد عبدالوهاب.

وفي يونيو 1975 غني لآخر مرة أغنيات وطنية، بمناسبة الاحتفال بعودة الملاحة في قناة السويس، «المركبة عدت» و«حيوا اللي قال»، ولكنه تعرض لأزمة صحية في شهر يوليو 1975 وسرت شائعات قوية حول وفاته.

وفي مساء الأحد 25 أبريل 1976 كان الموعد مع رائعته الخالدة «قارئة الفنجان» تأليف نزار قباني وألحان محمد الموجي.. وكان عبدالحليم يعاني ظروفاً صحية صعبة، ولكن هذا الحفل، تأثر حليم كثيراً بظروفه الصحية والنفسية جعلته في بداية الحفل يشتبك مع الجماهير بالحديث، وصل إلي حد الانفعال الشديد، وفي هذا الحفل ضرب عبدالحليم الرقم القياسي في ساعات الغناء علي المسرح حيث غني «قارئة الفنجان» علي مدي 210 دقيقة كاملة، ثلاث ساعات ونصف الساعة، ولم يكتف بهذا، بل غني في الوصلة الثانية علي مدي أكثر من ساعتين «أهواك» و«في يوم من الأيام» و«توبة» و«أبوعيون جريئة»، لينتهي الحفل الساعة 6.15 صباحاً، وكأن عبدالحليم أراد أن يودع الجماهير، بعد أن شعر بقرب النهاية.

وفي نهاية نفس العام غني «حبيبتي من تكون» تأليف خالد بن سعود، وألحان بليغ حمدي، وغني «قارئة الفنجان» لثاني مرة يوم الأحد 4 يوليو 1976.

وفي يوم الخميس 13 يناير 1977 غادر عبدالحليم مصر لآخر مرة متوجهاً إلي لندن لإجراء عملية الحقن السنوي، وطوال رحلة العلاج الأخيرة، كان علي اتصال دائم بالموسيقار محمد عبدالوهاب للإعداد لأغنية «من غير ليه» ساءت حالة عبدالحليم الصحية وفشلت عملية الحقن السنوي.

وفي العاشرة مساء الأربعاء 30 مارس 1977 يموت عبدالحليم حافظ بمستشفي «كينج كولدج» بلندن.

بقي أن نقول إن عبدالحليم ضحي بنفسه وصحته من أجل فنه، حيث عرض عليه الأطباء قبل وفاته إجراء عملية زرع كبد لوضع حد لآلامه المبرحة، وإجراؤه لهذه العملية كان يعني ضعفاً في الذاكرة ربما كانت ستجعله ينسي الكلمات وهو يغني، ورفض ذلك بشدة حتي لا تهتز مكانته الفنية، وكان يعلم أن رفضه لهذه العملية ربما يكلفه حياته.

الأثنين , 31 مارس 2014 21:40

حامد أنور يحتفى بذكرى العندليب بقصيدة "عبدالحليم"

كتب محمد إبراهيم طعيمة:

 أعاد الشاعر حامد أنور طرح احدى قصائده الشعرية التى تحمل اسم «عبدالحليم»، وذلك تزامنًا مع ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كنوعاً من الاحتفاء به..

وتقول كلمات القصيدة:

الغُربَة لِيل

وِالكِلْمَة كَات فِى المُبْتَدَا

سِلّم يِعَدِّى لأوّل الشَّط اللى فَارِش

صُبحُه لِيك

عَدِّيت مَعَاك

وكَان تَالِتنَا جَرح أكبَر م السِّنِين

وِعرِفنَا لِيه؟

كُل الحَاجَات الحِلوَة دَايمًا

يِلزَمْهَا مَسْحِة الحُزن الأخِير

***

الرّحلَة لعيُونِك سَفَر

مِن كَام سَنَة "سَوّاح .. غَرِيب"

لا قدِرْت أَرصُد خَطوِتَك

وَلا خَدت بَعدَك فِى المِحَن ليَّا صَدِيق

مَعرَفشِى لِيه أَصبَحنَا بِنعَانى الفُرَاق

وَبنِتْقِطِف وِاحنَا يَا دُوب

لِسَّه مَاوصِلنَاش لِشِىء

لِسَّه مَاوصِلنَاش لأَوّل سِلِّمَه

مِ الأُمنِيَات

يَا هَلْتَرَى ..

الحِلْم رَافِض يِكْتِمِل؟

وَلَّلا الفُرَاق أَصْبَحْ سِمَه

فِ حَيَاتنَا وِف كُل اللِّى بَاقِى

وَاللّى بِنْحِسُّه ف حَاضِرْنَا

وَاللِّى فَات ..

***

يَا اسْكِنْدِرِيَّة

امْسَحِى دَمْعِة شُطُوطِك

قُولِى لِلبَحْرِ المِخَبِّى

حُزْنُه بِين مُوجَه ومُوجَه

عَنْدَلِيب مَصْر اسْتِحَالَه

يِنْسَى يُوم عِشْرِة صِحَابُه

لَمَّا فَات ضِلّ الشَّمَاسِى

فَات مَعَاهَا قَلْبُه ذِكْرَى

فَاتلَك الصُّحْبَه الأَصِيلَه

عَ الشُّطُوط تِزْرَع أَغَانِى

فَمَاتِزعَلِيش وَتلِمّى تُوبِك

لَجْل خَاطرِ العَنْدَلِيب

اللِّى فَارْقِك غَصْبِ عَنُّه

رَغْم كَان مُغْرَمْ صَبَابَه

***

مَلِّيت سَاعَاتِ الانْتِظَار

بَاسْتَنَّى فِيك

وِانْتَ بِتِرسِم آخِر العُمر الجَمِيل

وَرْد وقُبَلْ..

كَات الدَّقَايِق

بِتسَابِق النَّفَسِ المقَاوِح

وِالرَّحْلَه كَات مِشْوَار بِيفْرُك

فِى البِعِيد..

كُل صَعْب كِرِهْتُه غَاب

وِالمُحَال مَاقْدِرْش يُصْمُد

تَحْتِ رِجْلِين الرِّجَال

غَنّيت بِصُوتَكِ المَصْرِى الأَصِيل

قُمْنَا عَدِّينَا القَنَال ..

***

لِسَّاك بِتِحْلَم بِالأَمَل

وِتْعَانِدِ اليَّأسِ الطَّوِيل

لِسَّايَا بَاتْبَع خَطْوِتَك يَمْ الشُّرُوق

وَلَضَمْت حِلْمِى اللِّى اتْفَرَط

مَع حِلْمَكِ المَرْشُوش وُرُود

يِمكِن يِكُون آن الأَوَان

تِرْتَاح نُفُوسْنَا

بَعْدَ مَا حَطَّمْنَا شِىء..

اسْمُه الشُّرُود

***

وَاحْدَه .. وَاحْدَه

وِالخَطَاوِى اللِّى مشِينَاهَا

كُنَّا لازِم نِبْتِدِيهَا

وَاحْدَه .. وَاحْدَه

كُنت خَايِف

عِشْقَك المَجْنُون لَيَاخْدَك

يِحْدِفَك لِلانفِعَال

تِسْقَط حُرُوفَك بِين إيدَيَّا

وَارْجَع انْدَبْ فُرْقِتَك

دَانَا عُمرِى مَا فَكَّرت اشِدَّك لِلوَرَا

رَغْم انِّى بَاتْسَابِق مَعَ

رَعْشِة جُفُونِى اللِّى اتْكَوِت

وِاللِّى تخَاف تِرْتَاح سَاعَات

غِير لَمَّا تَرْتَاح مِ الشَّقَا فِ اللِّيل عِينِيك

مَعْقُول أَشِدَّك لِلْوَرَا؟!

وَانَا بَاعْشَقِ الطَّيَرَان لِفُوق

وَاتْمَنَّى لَوْ أَغْطَسْ مَعَاك

جُوَّه بُحُور عَمَّك نِزَار

نِطْلَع سَوَا

وِنزُور حَبِيبْتَك

جُوَّه قَصْرَهَا المَرْصُود أَلَمْ

جُوَّه فِنْجَانَك رَمِيت كُلّ الشُّكُوك

وِرْجِعْت شَايِل بِين ضُلُوعَك

كَام سُؤال

وِالأَسْئِلَه مَالْهَاش رُدُود

غِيرِ الفُرَاق

وِالأَلَم ..

***

وِانْتَ لِسَّاك فِى الوَرِيد

يَنْبُوع حَيَاه

تِدخُل قُلُوبنَا وَيَّا أَوّل فَجْرِ طَالِع

يِنْسِلِخ مِنُّه الخَلاص

ضَى شّمْسِ بِتِنْوِلِد / تِفْتَحِ الشِّبَاك

بَرَاح

نِدْخُل سَوَا جُوَّه مَلَكُوتِ البَشَر

تِرْسِم غَنَاوِيك الجَمِيلَة لِلْوَطَن

شَكْلِ وَمَلامِح

تِرْسِمُه سَاعِةْ صَفَا

لَمَّا بِيُحْضُن فَرْحِتُه

وِفْ كَبْوِتُه مَابتِنْسَاهُوش

مَانْتَ اللِّى سَرَّحتْ لِبَلَدنَا شَعْرَهَا

وَعَمَلت لِيها دِيل حُصَان

وِانْتَ اللِّى بَكِيت لأَدْهَم جُرأِتُه

لَمَّا خَان قَلبُه الرُّصَاص

وِانْتَ اللِّى مَاعْرِفْشِ الفَرَح

يَاخُد فِى قَلْبَك سِكِّتُه

"وِلَو كَانِ المَرَضْ لُه قَلْب .. مَكَانشِى صَابَك يَا حَلِيم"

فَبرَغْمِ جَبَرُوتِ الأَلَم بَانْحَاز مَعَاك

زَىْ كُلّ العَاشِقِين لِفَنَّك

زَى كُلّ ولاد بَلَدنَا الطِّيـبِين

هَزُّهُم فِى اللِّيل غُنَاك

تِطلَعِ الآهَه بأَنِين

حَتَّى فِى عِزِّ الفَرْح يِطْلَع غُنَاك

مَدْهُون بِأَنَّاتِ الوَجَع

حَتَّى السُّكَات ..  مَلْيَان شُجُون

***

وَانَا يَا حَلِيم

مَعْرَفْشِ لِيه؟

بَاحِس إنِّى بَاعْرَفَك

قَبلِ الزَّمَان مَا يِعْرَفَك

مِنْ قَبْل حَتَّى مَا تِتْحِرِم سِدْر الوَفَا

وِمْشِيت عَلَى الأَشْوَاك لِوَحْدَك

تِبْهِرَك أَشْعَار جَاهِين

وَامَّا نَارِ الفُرْقَة قَادِت

قُلتَهَا بَرْضُه ف غُنَاك

قُلْتِلَكْ سَاعِتْهَا عِيش

قُلت لِيَّا اسْكُتْ يَا شَاعِر

قُولْت لِيك سَاعِتْهَا .. عِيش

قُلْتِ لِى:

دَا المَرَار عَارِف طَرِيقُه لِلبَدَنْ

وِمْنِين حَنِهْرَب مِ القَضَا

وِالقَضَا سِيفِ اخْتَرَقْ قَلْبِ النَّهَار

وِبَرْضُه مَاقْدِرْتِش تِتُوب

***

وِابتَدَا المشْوَار يِقَرَّب لِلنَّهَايَه

أَتَارِيك مَوْعُود بِرِحْلَه

لِيهَا أَكْتَر مِنْ بِدَايَه

مِنْ بِدَايَه وِانْتَ نُونُو..  وِالرّضَاعَه كَات أَلَمْ

وِالفُرَاق كَان م البِدَايَه

وِالنَّهَايَه تُحَتَرَم

وَامَّا جِيت الدُّنيَا تِضْحَك

هَبْ رِيحِ الكُون شَجَنْ

"رَمِيت قَلْبَك فِى حُضْن .. سَقَاك الحُضْن حُزْن .. حَتَّى فِ أَحْضَانِ الحَبَايِب"

***

وِابْتَدَا قَلْبِى يِخَاف

مِ الفُرَاق لَوْ عَدَّى بِينا

يَا حَلِيم..

تِفْتِكِر لَوْ عَدَّى بِينا

صَعْب اصَدَّق.؟

اطْلِق نَشِيدَكْ لِلمَدَى

وِابْتِدِى يَلَّلا الحِكَايَه

وِانْسَى أَوْجَاعَك وِعِيش

دَانْتَ لَوْ فَارْقِتْ شَفَايفَك لابْتِسَامَه

بَرْضُه شَايْفَك عَ البِيبَان انْتَ وَبَلِيغ

الوِصَال عَايِش مَا بينَّا

حَتَّى لَو كَانِ الفُرَاق شَامِم مَرَار الانْتِهَاء

صَدَّقْنِى لَوْ قُلتِ اللِّى مَات

مُشْ عَبْـ حَلِيم

***

الأثنين , 31 مارس 2014 12:58

عدّى النهار.. وعاد صوت العندليب إلى الميادين

كتبت - حنان أبوالضياء:

فى تلك الأيام أحسست أن صوت حليم الذى عشنا مع حنجرته أفراحنا وانتصاراتنا وإخفاقنا عاد يغرد من جديد على أمل أن مصر سترتدى فستان عرسه فى انتظار نهضتها وعودتها إلى مكانتها التى يجب أن تعود إليها، أخيراً سنستمع إلى صوته الشجى وهو يردد:

عدّى النهار.. والمغربية جايّة

تتخفّى ورا ضهر الشجر

وعشان نتوه فى السكة

شالِت من ليالينا القمر

وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها

جانا نهار مقدرش يدفع مهرها

.. ولكن فى تلك المرة وبداخلنا أمل العودة من جديد إلى مسار العمل.. فأغانى حليم الوطنية، عادت فى وجدننا الآن للتعبير عن تطلعات الشعب.. فماذا لو استمعت الآن إلى «ريسنا ملاح ومعدينا.. عامل وفلاح من أهلينا»، و«ضربة كانت من معلم»، و«أحلف بكل صبى وصبية.. بعيونهم الحلوة العربية.. وبجمال وجرح قديم فـى جبينه» فـى أغنية «المسئولية».

كلنا نحلم بالعودة لسماع صوت «حليم» والإحساس بأغانيه الوطنية بعد انتخاب الرئيس المصرى، كما حدث وتغنينا بأغانيه فى ثورة يناير التى شدا بها حليم فى ثورة يوليو.. لقد عاد صوت «حليم» إلينا وربط فى مخيلتنا بين الأغانى التى غناها للزعيم عبدالناصر وصورة السيسى أمامنا, وكلنا يحلم أن تفجر ثورة 30 يونية شلالات الفن فى مصر، كما حدث مع كل الرؤساء السابقين بمن فيهم مبارك لأن هناك إنجازات وطنية لهم مهما اختلفنا معهم ولكن حدث النقيض فى ظل الحكم الإخوانى ورئاسة مرسى المفتقد للكاريزما وما فعله بنا، والذى نقلنا من مجتمع عصري، إلى مجتمع بدائى.

عدنا نردد أغنيات حليم العظيمة تتردد بين جنبات الوطن: «المسئولية» و«صورة» و«فدائى» و«بالأحضان» و«أهلاً بالمعارك» و«قلنا هانبنى وادى إحنا بنينا السد العالي»، حباً للوطن وإيمانا بشعبه.. الآن عدنا للأغنيات الوطنية المعبرة عن الأمل الذى نتمناه ونعيش معه على طول الخط الآن، خاصة أغنية «العهد الجديد» تأليف محمود عبدالحى وتلحين عبدالحميد توفيق زكي، وهى بمثابة ترجمة غنائية لشعار «الاتحاد والنظام والعمل» الذى نادى به الرئيس نجيب.. وأغنية «وفاء» و«بدلتى الزرقا» كلمات عبدالفتاح مصطفى وألحان عبدالحميد توفيق، وجميعنا لن ينسى أغنية «ثورتنا المصرية.. أهدافها الحرية، وعدالة اجتماعية، ونزاهة وطنية». ويعتبر من كلمات مأمون الشناوى وألحان رؤوف ذهنى والتى تعد الشعار الحقيقى لثورتي 25 يناير و30 يونية.

37 عاماً على صباح لم يكن مثل كل صباح، استقبلته قبل أن أذهب إلى المدرسة بخبر وفاة حليم.. مثل كل المصريين تعاملت فى البداية مع الخبر على كونه أكذوبة أبريل.. فيوم واحد فقط ويجىء أول الشهر لنتأكد أنه أكذوبة ولكن ما هى إلا ساعات وتأكدنا أنه خبر حقيقى عندما استمر الراديو فى إذاعة أغانيه، يومان وعاد حليم من لندن تلك البلد التى ظلت فى مخيلة الكثيرين من عاشقى حليم مقرونة بالغيوم وبرياح الرحيل.

أنتحرت ثلاث فتيات حزنا على فراقه، قد لا يفهم الشباب الآن هذا التصرف ويعتقدون أنه مجرد داعية، ولكن من عاش ذلك الوقت يعرف أننا جميعاً كنا نعيش الحب على ضفاف حنجرته، كنا نتباهى بعدد شرائط الكاسيت التى نملكها لأغانيه.. قد يرى البعض أن حليم لم يكن وسيما، خاصة فى سنوات عمره الأخيرة عندما نهش المرض جسده، ولكن هذا الوجه المتعب والجسد النحيل كان بالنسبة لبنات جيلى وما قبله رمزاً لفتى الأحلام.

أما الشباب فكانوا يقلدون تسريحة شعره، وملابسه بمثابة الموضة التى لا يحيد عنها شاب.. أننا جميعا كنا نحب الحب الذى يقدمه لنا حليم بكل عفويته وبساطته.

وجاء الربيع فى ذلك العام بدون حفلة جديدة لحليم وأغنية نظل نرددها فى صباح اليوم التالى حتى نحفظها عن ظهر قلب، فى هذا العام لم تبدل أمى أو خالتى أساورهم الذهبية بأساور جديدة ذات نقوش ورسومات تنسب أساميها بأسماء أغنية حليم الجديدة، فلقد اعتادت ورش الذهب تقديم فورمات جديدة للأساور بأسماء أغانيه بعد حفلة الربيع مباشرة.

زاد محبى حليم فى تلك الفترة كان حواراته الإذاعية التى أجراها مع عمالقة نجوم الإذاعة، خاصة الاتصالات التليفونية التى أجريت معه أثناء تواجده فى لندن، وبدأت التسجيلات النادرة لأغانى حليم التى لم يخرجها للنور تظهر لجمهوره  وكان على رأسها «حبيبتى من تكون»، وبدأ كل من هب ودب فى الكلام عن علاقته وزكرياته عن حليم، كل واحد فيهم يتكلم كأنه ينام تحت سريره، بل أن أحد المدعين وصل إلى حد وصف النقوش على ملائة سرير أدعى أنها لحبيبة مغربية أهدته أياه، وهناك من تكلم عن مجهولة العنوان التى كانت تذهب كل يوم لتضع وردة حمراء على قبره.. كنا جميعا نقرأ أى شيء يكتب عن حليم أياً كان، ولكن كان بداخلنا فلتر يعرف الحقيقية من الأكذوبة.. وكثيراً ما طلبنا من أستاذنا الراحل محمود عوض أن يكتب عن عبدالحليم حافظ, ولكنه كان يتراجع دائماً لأنه يرى أن حياة حليم الشخصية ملك لعبدالحليم فقط!

فى كل عام أحلم أن يجىء اليوم الذى تشترى فيه وزارة الثقافة شقة حليم وتحولها إلى متحف يزوره محبوه الذين يأتون إليه فى كل عام ليكتبوا بالأقلام الرصاص رسائلهم على الحوائط المحيطة بباب شقته، وأخشى أن يجىء اليوم الذى يقوم أحد الذين لا يعرفون قيمة تلك الكلمات العفوية بدهان الحوائط بحجة تنظيف المكان، وأخشى أيضاً أن تتعامل الأجيال القادمة من الورثة مع مقتنيات «حليم» على أنها وسيلة للحصول على الفلوس أو ربما يحولوها إلى روبابيكيا يجب التخلص منها.

أرجوكم اجمعوا ذكريات حليم أنه ذاكرة جزء مهم من حياة مصر التاريخية والإنسانية.. حليم كان صوت ثورة يوليو وقلبها النابض معه عشنا أفكار ناصر وتطلعاته، معه شربنا معنى العروبة وتنفسنا آمال الوحدة، معه تحمسنا لبناء السد وشاركنا فى بناء الصناعات الثقيلة فى مصر, تغنينا بحلم الأوبرا على كل ترعة، ومعه أيضاً دخلنا حرب 67 وعشنا مرارة الهزيمة وانتظرنا الفجر القادم ليغسل أحزان مصر.

وإذا كان جسد «حليم» قد استقبل خبر وفاة «ناصر» بالتمرد وانفجار شلال النزيف، فهو ذلك الجسد الذى ظل مرابضاً فى الإذاعة يقدم أغانى انتصارات أكتوبر.. أرجوكم ضموا كل هذه الذكريات واحتضنوها فى متحف لعبدالحليم.. أريد متحفاً يستقبلك بنشيد «العهد الجديد» النشيد الوطني الأول الذى غناه عام 1952 بعد الثورة بأسابيع، و«إحنا الشعب» عام 1956 كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وأيضاً أغنية «المسيح» و«عدى النهار» نتاج التعاون بين الشاعر عبدالرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي، وأغنية «حكاية شعب» عام 1960 من ألحان الطويل وكلمات الشاعر أحمد شفيق كمال، وكذلك أغنية «ابنك يقولك يا بطل» من كلمات الأبنودي وألحان كمال الطويل، وكذلك أغنية «احلف بسماها» عام 1967 للأبنودي والطويل أيضاً، البندقية أتكلمت «بلدى» محسن الخياط 1968، و«فدائى» محمد حمزة، وأغنية «عاش اللي قال» التي قدمها عام 1973 بعد انتصار أكتوبر وهي من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، و«النجمة مالت علي القمر» التي قدمها عام 1975 بعد إعادة فتح قناة السويس للملاحة، ولكننا جميعا لا ننسى نشيد «الوطن الأكبر» مع نخبة من مطربى الوطن العربى كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب.

أريد متحفا أرى فيه قلادة حليم التى كان يلبسها دوماً حول عنقه مكتوباً فيها «آية الكرسى» التى كان يرى أنها تحميه من العين والحسد، خاصة أنه كان من أشد الناس إيماناً بتأثير الحسد عليه، خاصة أن أحد العرافين فى المغرب قال له: إنه محسود وأن الحسد ينفد إلى جسده ويأثر فيه، وأنه سيرحل صغيراً ولكنه سيظل باقياً ومؤثراً لفترة طويلة.

الأثنين , 31 مارس 2014 12:52

"حليم" فى عيون المبدعين

كتب - علاء عادل:

بعد 37 عاماً من الرحيل مازال عبدالحليم حافظ هو أيقونة الغناء في الوطن العربي، فهو رفيق لقصص حب المراهقة عند الشباب، والمتعة في وقت الصفاء عند الكبار، نرصد كلمات كبار المبدعين والأدباء عن العندليب سواء الذين رحلوا أو الذين مازالوا علي قيد الحياة.

< فايزة أحمد: «كان فناناً يتفاني وعلامة مميزة في تاريخ الغناء العربي يبحث عن الجديد ولا يبخل بماله، زميلي وزميل عمري وفني».

< وردة: «إنه نغمة حلوة في آذان الملايين».

< شادية: «إنه الفنان الحساس الذي يراعي فنه ويدقق فيه».

< محمد رشدي: «تعلمت الحس الجماهيري والتطريب بالتعبير».

< محرم فؤاد: «تأثرت به نفسياً وتأثرنا برحيل حليم».

< عمرو دياب: «استفدت صدقه الفني وحساسيته المرهفة واختياره لموضوعات أغانيه وعشقه لفنه».

< محمد منير: «تعلمت أن أضع عيني علي التاريخ واهتم بقضايا العروبة».

< أنيس منصور: «أرق الأصوات وأكثرها حزناً، ينزف حباً وعذاباً».

< أحمد بهجت: «الفن في المقدمة، وبعد ذلك يأتي أي شيء، وفي نهاية الأشياء تأتي الصحة».

< مصطفي أمين: «دافع وحاور وناور وصعد من قمة لقمة بذكائه وصبره، وقدرته علي الاحتمال، المجد سلسلة متواصلة من العذاب والعمل والإيمان والتجلد والإصرار، حرمان من كل لذات الحياة، أعرفه أقوي من المرض وأضعف من الموت».

< أحمد رجب: «عندما رحل سكت شدو البلابل الذي أشجانا علي مر الأيام، ولم يبق علي الشجر إلا نعيق الغربان».

< والراحل نبيل عصمت: «انتهت المعركة بين عبدالحليم والمرض، سكت الصوت الحنون والصوت القوي».

< نجيب محفوظ: «صوت آثر مؤثر دافئ حالم رقيق قوي صادر عن ألحان متطورة، أغنيات عبدالحليم مفتاح فتح له قلوب الجماهير، أغنياته الثورية علي كل لسان».

< حسن إمام عمر: «اتسع قلبه لحب العالم والناس أجمعين، كان يبذر الحب ويجني الحب، رحم قلوبنا من كتم الآهات، فرددناها معه، وأشاع السعادة في قلوبنا».

< محمد حمزة: «سبق عبدالحليم زمانه، كان يعمل بروح الفريق، اختار اللون المناسب لفنه، مكنه ذكاؤه من قلوب الناس».

< حسين السيد: «كان محباً لفنه يدقق في كل شيء، التدقيق والوسوسة يرسمان خطاه، ألحان جيدة ينفق عليها بسخاء ويختار كلماتها بعناية».

< عبدالرحمن الأبنودي: «أحد المحترفين القلائل، يشرف بنفسه علي استخراج المادة الخام، ومراحل الصهر، والتنقية، والتصنيع، والتجديد، واختيار ألوان الغلاف، وكتابة البادج، والتغليف، وغناء جيد، استكمال كل الشروط الإنتاجية».

< بليغ حمدي: «عشنا معاً أحلي الأيام، الأخ الحبيب في الوفاء والعطاء الجميل، وزميل الكفاح».

< محمد الموجي: «أخي الذي لا أستطيع أن أرثيه، أي كلمات لا يمكن أن تغني عن فقداني له، كان شديد الحساسية، شريك عمري وزميل فني».

< رياض السنباطي: «جمع بصوته جميع طبقات الشعب، كان يضحي بصحته في سبيل إسعاد عشاق فنه في عالم الفن، يتميز بصدق الأداء والتفاني للفن».

< أحمد فؤاد حسن: «عشت وأنت تحب اثنين فقط: مصر والفن، هذه كانت عائلتك وزوجتك وأولادك».

< محمد عبدالوهاب: «يظل النغم الحلو الذي يشدو في آذان الملايين مدي الحياة».

< حسن الإمام: «لم يبحث عن المصاعد أو يقلد أحداً أو يحقد علي أحد أو يزحزح أحداً، تتلمذ علي أيدي الكبار، وامتاز بالطاعة والأدب».

< هنري بركات: «كان ممثلاً مريحاً وإنساناً حساساً يستطعم الكلمة والجملة ويقولها بإحساس».

< يوسف وهبي: «إن شخصية عبدالحليم فيها الطيبة والوفاء والإخلاص».

< هند رستم: «لم يتمتع بكل ما أخذه من وراء الفن».

< جلال معوض: «لم ولن يأتي أحد يملأ الفراغ الذي تركه عبدالحليم، كان حريصاً أن يقدم أروع ما عنده».

< الناقد الراحل كمال النجمي: «لهجة غنائية جديدة عظيمة القيمة أضيفت للغناء العربي، استطاع أن يستخرج من صوته المحدود الإحساس المرهف دقائق فنية عجيبة غير مسبوقة في الغناء العربي، النغمة الثالثة بعد عبدالوهاب وأم كلثوم».

< نزار قباني: «وزارة إعلام عبدالناصر، وواحد من هيئة الأركان العامة».

< الفنان التشكيلي صلاح طاهر: «رسام شرقي في أغانيه.. فيه الألوان الرئيسية الثلاثة: الأصفر والأحمر والأزرق، يمزج بين الألوان في صوته، فيها التوازن والإيقاع والاستجابة للحسن مع مراعاة البناء لتلك اللوحة».

< يوسف إدريس: «كان قائد ثورة لتحديث الأغنية الفردية وذوق الاستماع الجديد، وجه معه موسيقيون تضطرم ثورة التغيير من الكلاسيكية التعبيرية إلي الانطباعية الجديدة بإيقاع وروح جديدة».

رفقاء رحلة المرض:

< د. ياسين عبدالغفار: «الطب المتطور لعلاج دوالي المريء أطال عمر عبدالحليم».

< د. هشام عيسي: «مات الذي غني للربيع حباً، وللوطن نصراً، وللمستقبل أملاً، وانحنت الزهور تضم أوراقها في حزن عميق».

< د. روجرز ويليامز «رئيس قسم الكبد بمستشفي أكسفورد»: «لم نفقد مريضاً رائعاً بل فقدنا صديقاً شخصياً عزيزاً لنا، إنه أشجع رجل عرفته في حياتي، صوته سيشجعني كثيراً علي الاستمرار».

< د. رونالد ماكبث: «حاولت إقناعه بزرع الكبد ولكنه رفض، أحتفظ بمصحفه كذكري رجل شجاع، لكن أفتقد ابتسامته المتحدية لصنوف العذاب التي تحملها».

السبت , 29 مارس 2014 10:50

فى الذكرى الـ 37 لرحيل "حليم"..

صور .. منزل "العندليب" تسكنه "الأشباح"

الشرقية – محمود الشاذلى :

فى ذكرى الاحتفال بمرور 37 عامًا على رحيل العندليب الأسمر، ولد عبد الحليم حافظ في قرية الحلوات بالشرقية عام 1929

ويعد واحدًا من أعظم المطربين في تاريخ الأغنية العربية، حيث قدم على مدار مشواره الفني مئات الأغنيات العاطفية والوطنية، كما ساهم في السينما بستة عشر فيلمًا من كلاسيكيات السينما المصرية.

رحل عبد الحليم حافظ عن عالمنا في الثلاثين من مارس عام 1977 بعد رحلة طويلة وشاقة مع مرض البلهارسيا.

انتقلت "الوفد" فى زيارة لمسقط رأس "العندليب الأسمر" الراحل عبد الحليم حافظ بقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، حيث التقت الحاج شكرى داود ابن خالة العندليب والذى يبلغ من العمر ما يقرب80 عامًا لكنه لا يزال يقص حياة ونشأة العندليب لشباب القرية لكى يعلوا افتخارًا بأبنها الراحل عبد الحليم حافظ .

يقول الحاج شكرى نجل خالة العندليب فى بداية حديثة قصر حليم كان بمنزلة  "قصر جمهورية الحلوات" ولكن تدهور به الحال عقب بيعه وتحول إلى مخبز ومأوى للمواشى وللرزيلة وتعاطى المخدرات ليلاً بعد أن ذهبت منه الروح ولم يسكنه بشر منذ عشرات السنين، قائلاً: "إن المنزل كان ملكًا لخاله الحاج متولى عماشة وحليم قام بشرائه بعد تحسن اوضاعه المادية وجمله على احسن طراز، وأدخل إليه التليفون والأجهزة الكهربائية الحديثة.

وأضاف شكرى أن الورثة يقع عليهم الخطأ كما يقع على مؤسسات الدولة التى أهملت المنزل حيث إن الورثة لم يتقدموا بأى طلبات لإدارج المنزل فى قائمة المنازل الاثرية او المهمة، وقامت "علية" شقيقة عبد الحليم ببيع المنزل لأحد أهالى القرية بعد أن أصبح لا يتبقى من عائلته إلا فردوس أحمد داود ابنة خالته وسميرة أحمد صبرة زوجة شقيقه اسماعيل والحاجة فهيمة زوجة شقيقه محمد ومحمد شبانة نجل شقيقه.

وأوضح نجل خالة العندليب الأسمر أن المحافظة توقفت عن أحياء ذكرى عبد الحليم حافظ والتى استمرت لسنوات بعد رحيله تحييها فرق الفنون الشعبية والمطربين الذين يؤدون بعض اغانيه بحضور بعض الفنانين والإعلاميين وقيادات المحافظة ثم لم تعد تقام حتى هنا فى مسقط رأسه .

وعن حياة نشأة حليم قال الحاج شكرى إن عبد الحليم حافظ قد بدأ حياته بالعذاب وانتهت حياته بالعذاب فالعذاب فى أول حياته هو فقدان والدته بعد ولادته بـ 7 ايام ورحيل والده وهو ابن 4 سنوات .

وتابع شكرى دخل عبد الحليم مدرسة الحلوات الابتدائية ثم انتقل مع خاله إلى مدينة الزقازيق واستقر "بشارع الحمام" وادخله خاله مدرسة التدريب المهنى قسم النجارة واثناء التدريب على أعمال النجارة بالمدرسة اعتاد ان يردد بعض الاغنيات وذات يوم عند لقاء مدير المدرسة مع بعض التلاميذ اخبروه عن موهبة حليم الغنائية فطلب الاستماع اليه فغنى اغنية الراحل عبد الوهاب وقرر المدير نقله إلى قسم الموسيقى بذات المدرسة.

وأشار شقيق العندليب اسماعيل يعمل مدرساً فى معهد الموسيقى وكانت رتيبة الحفناوى عميدة معهد الموسيقى فى ذلك الوقت وكل من بليغ حمدى وكمال السنباطى والموجى زملاء شقيقه اسماعيل والذى ساعده للالتحاق بهيئة التدريس بمعهد الموسيقى التابع فى ذلك الوقت لوزارة المعارف "التربية والتعليم" حاليا .

واستكمل "استمر حليم فى التدريس بالمعهد لمدة 3 سنوات ببرنامج تدريبى متنوع اسبوعيا ما بين طنطا والمنصورة والزقازيق ترك بعدها التدريس متجها الى التمثيل والغناء".

وأضاف نجل خالة حليم أنه كان محبوبًا من جميع أهل القرية وبخصوص ما تردد عن زواجه من سعاد حسنى فإنه كان غير صحيح ولو كان صحيحًا لكان هذا الزواج عرفى لأنه رسمياً لم يتزوج بها أبدا.

وفى النهاية ناشد أهالى قرية الحلوات مسئولى المحافظة بإعادة إقامة احتفالية فى الذكرى السنوية للعندليب الراحل والتحفظ على منزله كمكان اثرى أو متحف أو مزار يخلد ذكراه، وقال شكرى داود إن عبد الحليم لم يغنى لأمه ولا لأبيه ولكن غنى للوطن فلماذا يقوم الوطن بالتقصير فى حقه فى عهد المسئولين الحاليين، مؤكدا على أنه فى حياته كان الرئيس الراحل عبد الناصر يقدره أكبر التقدير وكان عبد الحليم حافظ من المسموح لهم بالدخول إلى القصر الرئاسى فى أى وقت دون استئذان أو تصريح أو موعد مسبق فماذا عن المسئولين الحاليين.

الوفد المصرية في

01.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)