كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نيكولا فيليبير: الوثائقي شكلٌ آخر للروائي

تسالونيك - هوفيك حبشيان

 

المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير الذي عوّدنا دائماً على تحديات فيلمية تضع الوثائقي في صميمها، يحملنا في "بيت الراديو" الى مكان لا قيمة فيه للصورة ("راديو فرانس")، محاولاً إلصاق الوجوه بكل تلك الأصوات التي تساهم في صناعة هذا المصنع السمعي الكبير، الذي لا ينام وهو أشبه بخلية نحل. يلتهم فيليبير الوجوه بكاميرته ويصطاد لحظات طرافة مستقاة من قلب الحياة اليومية للعاملين ويُرينا كيف دخلت الذبذبات في جينات هؤلاء الذين يجدون سلطتهم في الضوء الخافت لاستوديوات التسجيل وكيف سيطرت على حركاتهم الجسمانية وتعابير وجههم.

ببساطة، "بيت الراديو" فيلم كبير، نتسلى فيه كثيراً، مصوَّر بأناقة ومناقبية عالية كما فعل فيليبير دائماً على امتداد مسار حافل بأفلام مهمة مثل "أن تكون ويكون لديك" و"عودة الى نورماندي". عُرض الفيلم في افتتاح تظاهرة "شاشات الواقع" في بيروت (23 - 30 الجاري) وجرى لقاؤنا معه خلال الدورة الأخيرة من مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي الذي ختم أعماله الأحد الماضي، وكانت وُجِّهت فيه تحية الى المخرج الستيني المولود في غرونوبل.

·        ¶ ما الذي دفعك الى انجاز فيلم عن "راديو فرانس"؟

- أعترف ان انجاز فيلم عن اذاعة، فكرة "مخالفة" لطبيعة السينما. عندما نكون من محبي الاستماع الى الاذاعة - كما هي حالتي - ندرك انها وسيط تغذّي المخيلة، كون الصورة فيها معدومة. هذه الصور علينا اختراعها: حيناً نتخيل شكل الأشخاص الذين يخاطبوننا وحيناً الأماكن التي تحملنا اليها الاذاعة. هذا الأمر جعل المشروع تحدياً في ذاته. كان السؤال المطروح: كيف ننجز فيلماً عن الراديو من دون الكشف عن غموضه؟ كوني كنتُ أعرف جماعة "راديو فرانس" جيداً في إطار استضافتهم لي للتكلم عن أفلامي، كنتُ أقول لنفسي دائماً ان هذا مكان ينطوي على روح وتاريخ. مكان لا يتميز بأيّ فرادة شكلية، الا انه خليّة نحل تغلي غلياناً. عموماً، المواضيع التي أختارها، هي ذريعة الى حدّ ما. سواء أنجزتُ فيلماً عن اللوفر أو بيت الراديو أو وضعتُ كاميرتي في عيادة للعلاج النفسي أو في مدرسة، هناك دائماً ذريعة لتصوير الكوميديا البشرية في اطار تناولي لقضية.

·        ¶ هل مكثتَ طويلاً في الراديو لإختيار شخصياتك ومعرفة ما تودّ تصويره؟

- لا أعمل على هذا النحو. لا أحضّر كثيراً ولا أراقب. لا أمضي وقتاً طويلاً في الاستعداد للتصوير. أفضّل العفوية. لم أختر الشخصيات استناداً الى أهمية البرامج التي تقدمها، انما لحضورها وقوة طباعها. كنتُ أريد لشخصياتي كاراكتيراً قوياً، كما الحال في المسرح. في مقر الاذاعة، حيث يعمل مئات الصحافيين والمخرجين والمذيعين، كان الخيار صعباً. هناك 150 شخصاً يحلّون ضيوفاً على هذه الاذاعة يومياً: خبراء اقتصاد، رسّامون، مخرجون، رجال سياسة الخ. كنتُ في حيرة من أمري. لم أعرف مَن اختار. أكبر صعوبة في هذا الفيلم لم تكن أن أجد شخصيات بل ان أستغني عنها. في "بيت الراديو" أكثر من 60 ستوديواً في حال انشغال مستمر. لم يكن يجدي نفعاً أن أصوّر كل شيء. أصعب ما في الأمر كان أن أكبح شهيتي.

·        ولكن، مَن هم مستمعو "راديو فرانس" اليوم؟ في مرحلة، اعتقدتُ انك ستذهب الى سؤال مماثل...

- يصعب تحديد هوية المستمع. هناك شرائح اجتماعية عدة. كل شي يتوقف على ساعات البث ونوعية البرنامج. نشرات الأخبار مسموعة جداً ومثلها برامج الألعاب والترفيه. ولكن، أستطيع أن أؤكد ان الاقبال عليها واسع. في فرنسا، وسائط التواصل الجديدة سرقت مشاهدي التلفزيون، ولكن فشلت في اقتناص مستمعي الراديو. في الراديو، هناك تنوع أكبر. وهذا ما يظهره الفيلم: تنوع في الأصوات والوجوه. هذه من الثروات التي نملكها في فرنسا: راديو الخدمة العمومية ممولة بعائدات الضرائب التي يدفعها الشعب وليس بمداخيل الاعلانات. وبالتالي، يتوجه هذا الراديو الى الشعب ويقيم وزناً لجميع شرائحه. ويتمتع الصحافي الذي يعمل فيه بمقدار عال من الحرية. إستمع اليه وسترى انه لا يوفرون لا ساركوزي ولا هولاند من نقدهم اللاذع، ويفضحون كلّ ما ليس على ما يرام في الجمهورية.

·        ¶ الفيلم يدنو في الكثير من فصوله من الروائي.

- بالنسبة إليَّ، الوثائقي شكل آخر للروائي. لفترة طويلة، ارادوا اقناعنا بأن الوثائقي هو الحقيقة. ولكن أيّ حقيقة؟ كلّ منّا يرى الحياة من منظوره الخاص. أمام الحدث نفسه، ستلاحظ أشياء لم ألاحظها وسألاحظ أشياء لن تلاحظها. في كيفية سردنا للأحداث، ستختلف وجهات النظر كثيراً. الوثائقي تأويل للواقع وليس نسخة عنه.

·        ¶ لشدة الارتياح الذي تظهره أمام الكاميرا، نعتقد للحظة ان شخصياتك تلقّت التعليمات منك...

- لا أدير شخصياتي البتة. لكن سهّل العملية، في هذا الفيلم، كوني أتعامل مع أناس اعتادوا الظهور أمام الكاميرا. نستطيع أن نقول الأمر نفسه عن الضيوف. فهذه ليست المرة الاولى يقف فيها أمبرتو إيكو قبالة الكاميرا. نعم، في هذا الفيلم نشعر بأن الشخصيات مرتاحة للكاميرا. وهذا لا يحصل دائماً. فهذه السيدة التي يحاورها ألان فينستاين مثلاً في برنامجه عن الأدب نراها في قمة الارتباك. لذلك، صوّرتُ نظرتها الضائعة مثلاً.

·        ¶ كم بلغت ساعات المادة المصوّرة؟

- صوّرتُ كثيراً هذه المرة. لم أصوّر الى هذا الحدّ من قبل. لديّ نحو 100 ساعة من الـ"راشز"، تكونت عندي خلال 60 يوماً من التصوير موزعة على 6 أشهر. لم أعمل كل يوم، كنتُ أكتفي بزيارة الراديو مرة أو مرتين في الاسبوع الواحد.

·        ¶ هكذا تعمل عادة؟

- نعم. كوني لا أحضّر كثيراً قبل التصوير، هذا يسمح لي بأن أبدأ في بناء الفيلم في موازاة العمل على التصوير. دائماً، احتاج الى نقطة انطلاق قوية كي أنجز فيلماً. كنتُ أعرف أن هناك الكثير ممّا سأصوّره في الراديو. هذا مكان في قلب الأحداث والمستجدات. كنت أعرف ان هناك شخصيات ستبرز. كل الأصوات والضجيج والصخب تنتهي رحلتها في هذا المكان الذي ينصت إلى العالم. ما إن أجد نفسي أمام مكان بهذه الأهمية، حتى أطلق العنان لمخيلتي وألجأ الى الارتجال.

·        ¶ ما يقوله السيناريست جان كلود كاريير في الفيلم عن الصوت في الماضي مدعاة فضول. ألم يضعك هذا أمام إحتمال طرق بعض الأبواب الاخرى وأنتَ تصوّر هذا الفيلم عن الراديو؟

- كان عليّ اتمام مشاهد قصيرة الى حدّ ما، لإحترام التنوع الذي كنتُ أريد اظهاره. للأسف، لم يكن هناك مجال لأن أتأخر على هذه الشخصية أو تلك. كنت أخاف الا يعود فيلماً عن الراديو. بدأتُ تصوير الفيلم في مطلع 2011، وهذه الفترة كانت مهمة جداً من حيث الأخبار والتطورات: اندلاع الشرارة الاولى لـ"الربيع العربي"، ثم، بعد أسابيع، التسونامي في اليابان. طبعاً، خلال وجودي في الراديو وانخراطي في أجوائه، كانت لي رغبة واحدة هي أن أصوّر البرامج التي تنقل هذه الأحداث. وهذا ما فعلته من خلال متابعتي تحليلات المشاركين في هذه البرامج. كانت تجربة رائعة بحقّ. ثم، بدأتُ أدرك - بداية أثناء التصوير ولاحقاً أثناء المونتاج - أن هذه الأحداث قوية جداً لفيلمي وحضورها الطاغي سيجعل من "بيت الراديو" فيلماً عن كل شيء الا عن الراديو. فيلمي لم يكن عن الربيع العربي. الأحداث تموت كما تعلم. فما جرى في الأمس ينتمي الى الماضي. لم أكن أريد فيلماً يكون صار "ديموديه" عند تاريخ صدوره.

·        ¶ لا تظهر في أفلامك كما يفعل العديد من مخرجي الوثائقي. أهذا مبدأ عندك؟

- ليس لي ما أفعله أمام الكاميرا. هذا ليس مكاني.

·        ¶ تعمل بفريق مقتضب. تلتقط المَشاهد وتقوم بالمونتاج وتخرج العمل، تفعل هذا كله بمفردك. أليس عملاً هائلاً؟

- (ضحك خجول). عادة، ترافقني سيدة تخفف عن عاتقي بعض الصعوبات التصويرية. فهي تهتم بكلّ ما يتعلق بالتقنيات وتتركني أهتم بالكادر وتشكيل الصورة. هناك أيضاً مهندس الصوت، لذلك نكون أحياناً ثلاثة او أربعة في موقع التصوير.

·        ¶ المونتاج هو اللغة التي تعبّر عنك خير تعبير في الفيلم، نراه يختزل شخصيتك؟

- المونتاج هو المرحلة الابداعية التي افضلها في عملية انجاز الفيلم. في أفلامي الأولى، كنتُ استعين بمونتيرة، وعندما تعلمتُ كيفية المونتاج صرتُ أتولاه بنفسي، والآن لشدة ما يثير فيّ المتعة، لا أريد أن يشاركني فيه أحد (ضحك). أين نقطع وكيف، هذا شيء يغيّر الكثير من الأشياء في الفيلم الذي ننجزه.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

"شاشات الواقع" في بيروت

هوفيك حبشيان 

للمرة العاشرة على التوالي، ينظم المعهد الفرنسي في لبنان حدثاً ذا أهمية، هو "شاشات الواقع" الذي يأتينا ببرمجة غنيّة ومتنوّعة. موعد سينمائي كان انطلق كحدث بسيط في المركز الثقافي الفرنسي وتطور عبر السنوات، فانتقل من اطاره الثقافي الى الفضاء الرحب لمجمع يرتاده السينيفيليون: "متروبوليس". طال التغيير البرمجة التي باتت تستقطب أفلاماً من جنسيات مختلفة تُعرض في عاصمتنا للمرة الاولى. طوال اسبوع كامل، نطّلع على أحوال العالم من شرقه الى غربه، بعيداً عمّا تقدمه نشرات الأخبار، وبصورة فنية سينمائية تخرج عن المألوف أحياناً وتبقى في الاطار التسجيلي البليد في أحايين اخرى. حدث مثل هذا، مناسبة لطرح أسئلة عدة عن ماهية الوثائقي في زمن سرعة الصورة وتلاحق المواد الاخبارية الذي يجعل كل ما سبق من الماضي. اسئلة أخرى يمكن طرحها ايضاً عن الحدود بين الوثائقي والروائي، أين ينتهي الأول ويبدأ الثاني؟ الكثير من الأفلام حالياً يترجح بين النوعين ويمحو الحدود بين الحقيقة والخيال، بين العفوية والـ"ميز ان سين". أمّا المناقبية في العمل الوثائقي، فهي إحدى دعائمه، ولكن أثبتت بعض التجارب انه لا يجري الاعتناء بها وايلاؤها الأهمية في السينما التسجيلية العربية. في فيلم "مصنع البلاطجة" للمصرية منى العراقي الذي شاهدناه في تسالونيك اخيراً، نرى المخرجة تذهب لتبلغ عن شخصية فيلمها الى الشرطة (رجل فرّ من السجن) بعدما انتهت من تصويره. نعلم جميعاً ان الثقة اساس العمل الوثائقي بين المصوِّر والمصوَّر، واحترامها القانون لا يبرر لها هذا التصرف الأرعن.

افتتاح المهرجان كان مع واحد من معلّمي السينما الوثائقية في العالم: نيكولا فيليبير (ندعوكم الى قراءة المقابلة معه في هذه الصفحة). الفيلم عُرض في قسم "بانوراما" البرلينيّة العام الماضي ورُشّح لـ"سيزار" أفضل وثائقي، لكنه لم ينلها. الفيلم نوع من تحية الى أصوات بلا وجوه في "راديو فرانس"، المؤسسة الوطنية العريقة التي تنضوي تحت جناحها سبع اذاعات وتُعتبر نموذجاً راقياً لما يسمّى "الخدمة العمومية" في بلدان متقدمة كفرنسا.

السينما الوثائقية اللبنانية حاضرة في "شاشات الواقع". الوثائقي لمع نجمه عندنا في المرحلة الأخيرة مع أفلام مثل "ليال بلا نوم" لاليان الراهب و"سمعان بالضيعة" لسيمون الهبر و"مارسيدس" لهادي زكاك. لم تستطع السينما الروائية الى الآن منافسة الوثائقي. يأتينا "شاشات الواقع" بفيلمين لبنانيين: "أرق" لديالا قشمر، الفائز بجائزة في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي، و"أنوثة ساكنة" لكورين شاوي الذي شارك في مهرجان مرسيليا الدولي للفيلم الوثائقي العالم الماضي.

أول من أمس، عُرض ايضاً "الميدان" للمصرية جيهان نجيم الذي رُشح لـ"أوسكار" أفضل فيلم وثائقي، علماً ان عروضه المهرجانية انطلقت من "سندانس السينمائي" العام الماضي، حيث فاز بجائزة الجمهور في فئة "أفضل فيلم وثائقي من العالم". الفيلم كان في قلب مهاترات واسعة بين المصريين، ومعظم الاتهامات الموجهة له كانت ذات خلفية سياسية ومرتبطة بما يجري في مصر.

الراحل كريس ماركر (1921 ــ 2012) هو الذي يختم المهرجان الأحد المقبل مع "أيار الجميل" (1963)، الفيلم الذي تشارك اخراجه مع بيار لوم. هذا الفيلم عُرض في كانّ العام الماضي ضمن عرض استعادي لمناسبة مرور نصف قرن على انتاجه. صوّر ماركر الفيلم عام 1962، غداة حرب الجزائر، ذهب بكاميرته الى الناس العاديين في باريس لتتحول "مدينة التنوير" الى وثيقة لفهم ما يجول في خاطر شعب يسرد لماركر طموحاته وأحلامه ومخاوفه. الستينات زمن النضال والأدلجة، ولن يبقى ماركر بمنأى من الأفلام الأشبه بالمنشورات السياسية التي حافظت دائماً، تحت ادارته، على مذاق خاص. ماركر الذي ظل يبحث عن العلاقات الخفية التي تربط الأشياء بعضها بالبعض الآخر طوال مسيرته. La Jetté عام 1962 كان بمثابة صدمة: باريس، أورلي، الحرب العالمية الثالثة... هذا كله في 28 دقيقة لا تتضمن الا بضعة مشاهد متحركة، والباقي صور فوتوغرافية يرافقها تعليق صوتي من نوع الخيال العلمي. الفيلم دخل معبد الكلاسيكيات، واستلهم منه تييري غيليام "القرود الاثنا عشر" (1995). هناك حتى بار في طوكيو يحمل اسم الفيلم تحية لماركر.

"شاشات الواقع"، من 23 الى 30 الجاري في مجمع "متروبوليس" (أمبير ــ صوفيل). للمزيد عن جدول العروض: http://www.metropoliscinema.net/

منسيّو باريس!

الفيلم الفرنسي "على حافة العالم" لكلوس دريكسيل نال جائزة "فيبريسي" في مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي (14 - 23 الجاري). فيلم بديع عن المنسيين في شوارع باريس من الذين ينامون تحت جسورها وفي أزقتها وفي كل مكان، أولئك الذين نمرّ أمامهم ولا ننظر في عيونهم. "أشباح الليل"، كما يقول أحدهم عن امثاله. صوّرهم كلوس دريكسيل في اطار ليلي يعطي انطباعاً آخر- فيه القليل من الغوطية- عن العاصمة الفرنسية؛ ظلام جزئي مخيف يحرسه برج ايفل، لا سكان ولا حركة سوى صوت المطر أو صخب السيارات المارة على الخطّ السريع. من بين الشخصيات، هناك الفيلسوف والمكتفي والعنيد والحالم. ومنهم مَن يقرأ ستّ صحف يومياً ويجمع المقالات في ملف. كل شيء ينتهي بصوت بافاروتّي فتشرق الشمس وتعود الحياة الى المدينة.

النهار اللبنانية في

28.03.2014

 
 

ألكسندر باين:

أميركا والشيخوخة والتفكك العائلي تحت المجهر

إبراهيم العريس 

عندما يُسأل المخرج الأميركي ألكسندر باين عن سر سينماه، يبتسم كالمازح ويقول: «المسألة بالنسبة إليّ بسيطة... أقرأ الكتاب الذي أرغب في تحويله فيلماً حتى أحفظه ثم أضع الكتاب جانباً وأنساه. وعند ذلك أبدأ في تحقيق الفيلم». من الواضح هنا ان إجابة باين لا تستقيم تماماً مع ما كان من سأله يتوخى الحصول عليه من ردّ. ولا سيما ان سينما باين، في أفلامها القليلة التي حُققت حتى الآن، ليست سينما أدبية ومن الصعب توقّع ان تكون افلامه مأخوذة حقاً عن كتب او روايات أو ما شابه ذلك. لكنّ ثمة هنا شيئاً في الأمر قد يبدو غريباً: على رغم ان الكثير من افلام هذا الخمسيني الشاب جداً قد رشح لجوائز كثيرة، من بينها أوسكارات متنوعة لأحسن فيلم وأحسن إخراج، فإن معظم ما فاز به حتى الآن هو جوائز للسيناريو. بل يكثر عدد هذا النوع من الجوائز في شكل لافت يدفع الى التساؤل عما إذا كان على مخرج «دروب جانبية» و «نبراسكا» وبخاصة «حول شميت» أن يقرّ بينه وبين نفسه بأنه يصلح ككاتب سيناريو اكثر مما يصلح مخرجاً للأفلام.

مكان للممثلين المبدعين

لكن هذا الإقرار لن يكون صحيحاً بأي حال من الأحوال، وفي إجماع النقاد الأميركيين والأوروبيين، ولكن كذلك في إجماع لجمهور لا بأس بعرضه بات متكوناً من حول سينما ألكسندر باين التي تبدو في نهاية الأمر متقشفة ذات مواضيع تدخل الى الصميم. بل بشكل أكثر تحديداً: سينما تغلب عليها افلام الطريق والرصد الهادئ لأخلاقيات المجتمع الأميركي. بيد ان الأهم من هذا هو قدرة باين الفائقة على ان يرسم شخصيات أفلامه، سواء كانت رئيسية أو ثانوية بدقة وإحكام ما يجعل أداء هذه الشخصيات يتطلب التعاون مع ممثلين استثنائيين، من امثال جاك نيكلسون أو أخيراً بروس ديرن السبعيني الذي كان يبدو منسياً منذ سنوات، حين اعطاه باين الدور الرئيس في فيلمه الأخير – حتى الآن – «نبراسكا»، فإذا به يحصل على جائزة أفضل ممثل عن هذا الدور في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» ويبدو قبل اسابيع احد المرشحين الأقوياء لأوسكار أفضل ممثل من دون ان يحالفه الحظ لنيله. بل إن الحظ لم يحالف «نبراسكا» لنيل اي اوسكار متوقع، ما شكّل لغطاً لدى النقاد.

مثل هذا يحدث على اية حال دائماً مع باين وسينماه، ومن هنا لم يعد من شأن هذا الأخير ان يقابله بأكثر من ابتسامة تاركاً الباقي في عهدة نقاد يضعونه بين دزينة او نصف دزينة من مخرجين مجايلين له باتوا يشكلون ما نميل الى تسميته في هذه السلسلة «الكلاسيكيون الجدد في السينما الهوليوودية المعاصرة» الى جانب دافيد فينشر وبول توماس أندرسون وفيس أندرسون وغيرهم. فممّ تُصنع سينما باين وأين هي كلاسيكيتها الجديدة؟ ولماذا يفضله أهل الأوسكار كاتباً للسيناريو مع انه لم يكتب اي سيناريو وحده حتى الآن؟

ولد ألكسندر باين العام 1961 في مدينة اوماها في ولاية نبراسكا التي ستدور فيها احداث معظم افلامه ولا سيما منها الأخير الذي سيحمل اسم الولاية. وفي طفولته المبكرة لم يكن هناك ما يشير الى ان ابن اصحاب المطاعم ذوي الأصول اليونانية – الألمانية سيسلك اي سبيل فني. لكن الظروف شاءت يوماً ان يهديه ابوه كاميرا من قياس 8 ملم لمناسبة عيد ميلاده الرابع عشر. فصارت الكاميرا شغله الشاغل وهاجس حياته. أغرم بها وبالصور المتحركة التي راحت تلتقطها... وأدى ذلك الى انقلاب حياته وتحديد مستقبله. وهكذا، من مدرسة الى اخرى وصولاً الى الجامعة، انصبت دراسته كلها على السينما، ولكنه اتجه بالتدريج الى كتابة السيناريوات التي كان سرعان ما يحولها افلاماً قصيرة او متوسطة من دون ان يفكر بأنها ستكون الأساس الذي يبني عليه مساره المهني المقبل. ولاحقاً، في الوقت الذي كان قد انجز فيه واحداً من افلامه الكبيرة الأولى «عن شميت»، سيقول باين ان «ما يدهشني الآن حقاً، هو اكتشافي ان معظم العلاقات التي ارسمها في افلامي ومعظم الشخصيات، موجودة بالفعل بتفاصيلها الصغيرة، إما في افلامي القصيرة الأولى وإما حتى في مخططات السيناريوات التي لم أنجز أبداً كتابتها»... كان من الواضح ان باين انما يعبّر – وربما بشكل عفوي – عن تلك المقولة التي تقول ان من يصنعنا انما هو الطفل الذي نكونه.

ومع هذا، فإن من اللافت ان الشخصيات الأساسية وحتى الإشكالية في أفلام ألكسندر باين، كانت شخصيات اشخاص كبار في السن، بالمطلق – كما في «عن شميت» أو بخاصة «نبراسكا» – أو نسبياً كما في «الذرية» -، من دون ان ننسى هنا، إذ نستعرض المواضيع الرئيسة لأفلامه، ان الإشكالية الأساسية التي تبدو مسيطرة على هذه الأفلام هي مشكلة الترابط والتفكك العائليين. بل إن باين يكاد يكون في هذا الإطار واحداً من اكثر المخرجين الأميركيين المجايلين له اهتماماً بالسؤال الكبير: اين صارت الحياة العائلية في أميركا؟ ومن الجدير ذكره في هذا الإطار ان باين لا يطرح هذه الإشكالية/السؤال فقط في الأفلام التي يخرجها، بل كذلك في أفلام كتب لها السيناريو من دون ان يقوم بإخراجها بنفسه، كما حال ذلك الفيلم الرائع والحزين «آل سافاج» الذي كان من اقوى ما مثّله الراحل فيليب سايمور هوفمان.

خاسرون وانتهازيون

وطبعاً، لا يمكن القول هنا ان موضوعة العائلة هي الوحيدة التي تسيطر على افلام باين. فهي، فقط واحدة من موضوعاته الأثيرة. فهناك ايضاً موضوعة الخيانة والانتهازية – كما في «انتخابات» الذي قامت فيه ريس وايذر سبون بدور طالبة انتهازية تتصادم مع استاذ من الخاسرين خلال انتخابات طالبية جامعية تقوم هي فيها بكل الألاعيب كي تنجح، فيما يغش هو كي تخسر. والحال ان شخصية الأستاذ التي يلعبها ماثيو برودريك هنا تمثل خير تمثيل شخصية الخاسر – لوزر – التي يمثل حضورها اشكالية اساسية اخرى في سينما باين، بل يمكننا القول ان معظم شخصيات باين شخصيات خاسرة سرعان ما تتجمع الظروف والنيات الطيبة لدى الآخرين كي تحمل لها بعض العزاء، كما حال الشاحنة التي يشتريها الإبن لأبيه في نهاية «نبراسكا» لعلمه أن الحصول على الشاحنة بات يمثل مبرر عيش للأب!

والشيخوخة إشكالية أخرى يطرحها باين كذلك في أفلامه الأساسية. ولكن بخاصة في فيلمين كبيرين له هما «عن شميت» (2002) وأخيراً «نبراسكا»(2013). فالشيخ في الفيلم الأول هو شميت الذي يؤديه جاك نيكلسون بروعة مشخصاً رجلاً ترمّل وحيداً وها هو الآن في رحلة يحاول ان يقوم فيها بزيارة الى بناته تكشف له كم ان ما من أحد يريد الآن ان يهتم به بعد ان تقاعد ولم يعد مفيداً لأحد. أما عجوز «نبراسكا»، بروس ديرن فمتقاعد آخر تعرض لعملية خداع أعلمته انه ربح ورقة يانصيب فحلم بشراء تلك الشاحنة التي يتوخى منها ان تعيده الى الحياة النشطة وتبعد منه شبح الشيخوخة والموت. وهو بعد رحلة في السيارة مع ابنه الذي يعرف حقاً ما لا يريد الأب ان يصدقه: اي ان لا جائزة هناك ولا من يحزنون، يكتشف الخسارة التي باتت تمثلها حياته، لكنه يجد عزاءه في شراء الإبن للشاحنة المنشودة.

ومن ناحية مبدئية قد يبدو فيلم «الذرية» الذي قام ببطولته جورج كلوني، منخرطاً في هذا السياق المعتاد – والقاسي – لسينما باين، لكن هذا في السطح فقط. وذلك بالتحديد لأننا امام فيلم لا يقل شجناً عن بقية افلام صاحب «عن شميت» و «نبراسكا»... بل اننا هنا امام الموت المعلن لأم غائبة في الكوما تحتضر إثر اصابتها في حادث بحري، فيما بنتاها وزوجها – كلوني – من حولها، وفي الخلفية أملاك عقارية من اراض عائلية في جزيرة هاواي يراد بيعها لتحويلها مشروعاً سياحياً... غير ان المشكلة ليست هنا، والفيلم ليس فقط بيئوياً... الحكاية هنا هي ان الزوج يكتشف فيما زوجته في الغيبوبة انها كانت تخونه مع شخص آخر... ويضحي حائراً ومرتبكاً حيال الكيفية التي يتعين عليه التصرف بها. واضح هنا اننا امام فيلم عن المشاعر والتفكك العائلي والموت والخسارة... تماماً كما الحال في معظم افلام باين.

وموضوعة الخيانة ايضاً، او ما هو قريب منها، في واحد آخر من أفلام الطريق التي يحققها ويبرع فيها ألكسندر باين، وهو فيلم «دروب جانبية» الذي حققه في العام 2004 ليُكتشف ويفوز في مهرجان مراكش السينمائي لافتاً الأنظار حقاً الى عمل هذا المخرج، بعدما كان باين قد قبع بالنسبة الى «عن شميت» الذي سبقه بعامين، في ظل حضور جاك نيكلسون الطاغي. في «دروب جانبية» امامنا حكاية شاب يقوم مع صديق له بما يسمى في التقاليد الأميركية بآخر رحلات العزوبية. حيث قبل عرسه يريد ان يتمتع بآخر ما تبقى له من حرية قبل السجن الزوجي. من ناحية ظاهرية، يعم هنا امام كوميديا فوضوية حافلة بالصعوبات والكوارث والمشكلات الناتجة من سوء التفاهم وما شابه ذلك... لكننا في الحقيقة نجدنا أيضاً امام ما يمكن اعتباره سؤالاً كبيراً حول الحلم الأميركي وحول العائلة والصداقة والخسارة... مرة أخرى.

واضح هنا اننا في الإجمال أمام سينما شديدة الأميركية وشديدة القلق، ما يجعل من ألكسندر باين مخرجاً اميركياً بامتياز، حتى وإن كان قد شارك بإسكتش لافت صوّره في باريس ضمن اطار الفيلم الجماعي «باريس أحبك»... وأميركية باين - التي يقاربها كثر من النقاد اليوم بأميركية سلف كبير له هو بيلي وايلدر صاحب «الشقة» و «سانست بوليفار» بين روائع سينمائية أخرى - تتجلى كذلك في مساهماته الكتابية في افلام تتسم بدورها بقسط كبير من النزعة الأميركية مثل الجزء الثالث من «الحديقة الجوراسية» والكوميديا العائلية «تعرّف الى الأهل» (2000)، ما يجعل – الى اعمال أخرى – ألكسندر باين يحسب في خانة كتاب السيناريو المرموقين بمقدار ما يحسب في عداد مخرجي الكلاسيكية الجديدة في السينما الأميركية وهما أمران سيؤكدهما، كما يبدو من خلال إنجازه حالياً لفيلمه الروائي الطويل السابع «ويلسون». وفي الانتظار، يحصد ألكسندر باين الآن ثمار النجاح الطيب لفيلم «نبراسكا» من دون ان يبالغ في التعبير عن خيبة امله إزاء اهل الأوسكار الذين لم يجدوا في هذا الفيلم ما يؤهله لجوائزهم.

الحياة اللندنية في

28.03.2014

 
 

عقوبة النقد ... السلبي!

ندى الأزهري 

أحياناً تثير العلاقة الشائكة بين النقاد السينمائيين وموزعي الأفلام والعاملين في السينما، نقاشاً قد يتحول إلى جدل. في فرنسا فوجئ المتابعون للحقل السينمائي أخيراً بقرار شركتي التوزيع والإنتاج الضخمتين «غومون» و»باتيه» بحرمان نقاد صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية من حضور العروض السينمائية المخصصة للصحافيين.

جرت العادة أن يدعو الموزعون النقاد والصحافيين لمشاهدة الفيلم قبل خروجه في الصالات، بحيث تنشر المقالات النقدية والتقارير التلفزيونية والإذاعية في يوم عرضه الأول (الأربعاء من كل أسبوع). بالتالي يستطيع المرء الإطلاع على آراء من يثق بهم من النقاد قبل أن يقرر دفع اثني عشر يورو لمشاهدة الفيلم، وهو السعر الرسمي قبل التخفيضات المتاحة لسبب أو آخر. هذا ما يفترضه الموزعون وقد يكون صائباً في جزء منه، وجزء فقط.

أما علاقة شركتي التوزيع مع صحافيي «لوفيغارو» فبدأت بالتدهور حين نشرت الجريدة ملفاً خصص للحديث عن «غياب السيناريو في السينما الفرنسية»، وآخر عن الفيلم الهزلي الفرنسي والذي «لم يعد كما كان». حُكم على الملف بأنه بالغ السلبية لا سيما مع نشره مرفقاً بصورتين لفيلمين من توزيع الشركتين العملاقتين، فجاء الرد الفوري منهما بحرمان الجريدة من حضور العروض الصحافية. برر رئيس «غومون» القرار بأن السينما الفرنسية باتت «كبش فداء» إذ صارت ضحية لهجوم متتال من قبل النقاد، وطالب بنظرة إيجابية تعطي دفعاً لهذه السينما وفق مقالة في موقع «بيور ميديا».

إعلان حرب

حين علم صحافيو «الفيغارو» بأمر العقوبة المفروضة عليهم، نشروا على صفحة كاملة بأنهم «محرومون» من العرض الذي تنظمه الشركتين معتبرين انهما «أعلنتا الحرب». كما سخروا من الأمر وكتبوا «النقاد شريرون، فهم أحياناً يصفون بالسوء أفلاماً لطيفة. وأحيانا يتجرأون على القول إن الأفلام ليست كلها تحفاً فنية. والأسوأ من هذا أنهم لا يدعمون باستمرار الأفلام الطويلة التي تنتجها غومون وباتيه».

ومن المعروف أن للفيلم الهزلي جمهوره الكبير في فرنسا فشركات التوزيع، الكبرى منها بخاصة، تعتمد عليه لجذب المتفرج نحو دور العرض، وبالتالي زيادة حصيلة المشاهدين سنوياً ورفع الإيرادات. كما يعوّل عليه لجني الأرباح وتعويض خسائر أفلام أخرى. وما تعرّض له مؤخراً من نقد لاذع فيلمان كوميديان بالذات أثار حفيظة الموزعين.

الأول يتعلق بفيلم لأحد أشهر الممثلين الهزليين في فرنسا والذي تحقق أفلامه أعلى الإيرادات في العادة، «داني بون»، صاحب « أهلا وسهلا لدى الشتي» (2008) الذي حظي بأكثر من عشرين مليون بطاقة دخول محققاً بذلك أكبر نجاح في طول تاريخ السينما الفرنسية وعرضه. لكنه قدّم الشهر الماضي فيلمه الجديد «سوبركوندرياك» بصحبة «جاد مراد» زميله الشهير الذي شاركه فيلمه الاستثنائي السابق. وكان قبله «3 إخوة... العودة» الفيلم الذي جمع من جديد ثلاثياً كوميدياً محبوباً في فرنسا بعد فرقته. فكان أن قوبل الفيلمان بهجوم من معظم النقاد، لكن الشركة الموزعة لم تقابل بعين الرضا ما كتبه نقاد «الفيغارو»، ربما نتيجة تراكمات نقدية سلبية.

والمثير في الأمر هو أن علاقة الشد والجذب بين النقاد والعاملين في الصناعة السينمائية، ليست جديدة، إنما الجديد تجليها بهذا الشكل المفتوح. فثمة نقاد هُدّدوا بإضاعة وظائفهم أو بمنع الإعلانات عن صحفهم إن استمروا في نقدهم السلبي، لكن الأمر وإن كان معروفاً فلم ينتشر علانية كما لم تُتخذ إجراءات كهذه يمكن وصفها بالعقوبات بشكل علني. فما الذي جرى؟ هل تدافع الشركتان حقاً عن الفيلم الفرنسي كما تدّعيان أم أن القضية تتعلق بالناحية الاقتصادية؟ ما يبدو على الأقل أنه لم يعد ثمة اكتراث للمظاهر اليوم، وأن العامل الاقتصادي وخشية الموزعين من الخسارة ليستا السبب، إذ تعكس الأرقام خطأ هذا الاحتمال. فعلى رغم النقد» البالغ» السلبية جذب فيلم داني بون إلى الآن قرابة الأربعة ملايين ونصف المليون مشاهد وهو رقم ضخم معرض للزيادة، فيما تجاوز عدد حضور الفيلم الآخر حاجز المليونين.

التلفزيون

ربما لم يعد للنقاد الحق في قول ما يريدون وما يفكرون به لأن النقد الهجومي لا يحتمل، هذا ما قد يعبر عنه كلام أحد صحافيي الصفحات الثقافية في «الفيغارو» حين علّق في لقاء تلفزيوني بالقول «يُنظر إلى النقد السينمائي أكثر فأكثر بعدم الرضا والسبب هو التلفزيون». فالشاشة الصغيرة في فرنسا تقدم الأفلام الجديدة على نحو دعائي يشجع الناس للذهاب لمشاهدتها دون إبداء نقاط قوة الفيلم أو ضعفه، وبالتالي وفق رأي الصحافي فإن رد فعل الموزعين الضخام مرتبط باعتيادهم على الأسلوب الدعائي لأفلامهم فحسب، فلم تعد الحقيقة أو أي رأي مخالف للنظرة الدعائية «الإيجابية» تلقى قبولهم.

أما مديرة «غومون» فقد اتهمت النقاد بالإساءة للسينما الفرنسية و»أن المقالات التي تكتب عامة جداً يبدو فيها أن كل كتاب السيناريو سيئين، والممثلين مبالغ في أجورهم وثمة صرف ضخم على الأفلام والهجوم متواصل». وأكدت أنها لا تعارض النقد أبداً شرط أن يكون «مدعوماً بالأدلة»، فبعضهم يقول فوراً قبل رؤية الفيلم أنه «عدم». واتهمت المديرة النقد بعدم احترام الجمهور «حين يتوجه مئتا مليون مشاهد فرنسي إلى دور السينما في السنة ويستمرون في الذهاب لا يمكن للنقد أن يكون دائماً ضد المهنة وإلا ففي هذا عدم احترام للجمهور. ما ينقص النقد هو دفعة إيجابية. وهذا(أي الانتقاد) مرض فرنسي بامتياز»! لا يبدو كلام المسؤولة دقيقاً فحين يكتب النقاد فإن كتاباتهم سلبية كانت أم إيجابية مدعمة دائماً بالأدلة، وحين ينتقدون بعنف فيلماً أحبّه الجمهور فليس في هذا عدم احترام له، فالناقد لديه الحق بنقد الفيلم كما يراه والجمهور لديه الحق بالموافقة أو بالرفض. هل يمكن إضافة أن مشاهد من الفيلم تكفي أحياناً للتأكيد أن المكتوب بيّن من عنوانه؟!

الحياة اللندنية في

28.03.2014

 
 

مهرجان مسقط: عين على بوليوود

مسقط – فجر يعقوب 

تختتم اليوم في سلطنة عمان فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان مسقط السينمائي الدولي بمشاركة 28 دولة عربية وأجنبية. وفي كلمة الافتتاح السبت الماضي قدم رئيس المهرجان خالد الزدجالي قراءته لواقع السينما العمانية بعد مرور حوالى عقد على انطلاق هذا المهرجان الجديد نسبياً بين مهرجانات بعض دول مجلس التعاون الخليجي. وبدا واضحاً أن الزدجالي يريد ان يعقد مقارنات لمصلحة السينما وإن جاءت في بداياتها إلا أنها بدت طموحة، فقدم أمثلة عن بئر النفط الهندي الذي لا ينضب (بوليوود) كما جاء في كلمته، وإن عقد مقارنة أطول مع تجربة بليونير صيني فهم أن السينما في بلاده يمكنها من خلال الاستثمار الحر والمدني أن تتحول إلى قوة اقتصادية وثقافية لا يمكن تجاهلها.

بالتأكيد قد يبدو الاستثمار الآن سياسة تنتمي الى المستقبل، لأن السينما لا تزاحم في واقع اقتصادي متحول كما هو حال صناعة القطن في مصر مثلاًَ، ولأن السينما رهن اشارات وتحولات فكرية وروحية قد يمكن لها التفجر من خلال فيلم يضع صناعتها على سكة التمدد والانتشار، كما هو حال السينما الايرانية أو الصينية التي امتلأت بنوعية خاصة من الرسائل على هذه الأصعدة.

والأكيد أن مهرجان مسقط بطبعته الثامنة بات يدرك أهمية ونوعية الاستثمار الذي تفرضه السينما في مجالاتها كآلة وفن وصناعة متقدمة، وإن بدا التعثر أمراً واقعاً، اذ لم ينس الزدجالي وهو مخرج سينمائي ورئيس الجمعية العمانية للسينما، أن يذكر أمام الصحافيين أن المهرجان قد اقترض المال ليكمل اطلاق دورته في الوقت المحدد، حتى أن الضيوف الذين شهدوا حفل افتتاح المقر الجديد للجمعية العمانية للسينما وهو في طور الانشاء، شهدوا بأم الأعين أن صالة السينما الخاصة بالمقر بدت غير مكتملة لجهة المقاعد فيها. وهو أمر بالطبع لا يعيب المهرجان بشيء وإن ساهم في خلق بعض الارباكات التنظيمية على هذا الصعيد. فالمصارحة التي اعتمدها الزدجالي أمام ضيوف المهرجان جاءت في مكانها، بعد أن رأى القائمون على المهرجان أن الخطوات الأولى في بلورة تفكير سينمائي قد «بزغت» وليس هناك سوى الاستثمار لدى جيل من الشباب الهاوي بدا متحمساً لصناعة سينمائية يمكن لها أن تتأثر بكل بساطة بمفردات الصناعات السينمائية التي أوردها الزدجالي كأمثلة يمكن التنور بها على هذه الطريق.

يضم مهرجان مسقط السينمائي في دورته هذه ثلاث مسابقات: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتحوي 16 فيلماً، و23 فيلماً تسجيلياً، و47 فيلماً روائياً، وتتضمن العروض بعض الورش التي تدور حول صناعة السينما والنقد وكتابة السيناريو.

الحياة اللندنية في

28.03.2014

 
 

دور السينما المصرية تستقبل أفلاماً هاربة من موسم الصيف

القاهرة - سعيد ياسين 

قرر عدد من أصحاب الأفلام السينمائية عرضها بعيداً من موسم الصيف الذي كان طوال السنوات الماضية بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً للمنتجين والموزعين، وكبار النجوم الذين تحقق أفلامهم إيرادات بالملايين. وجاء قرار عرض هذه الأفلام خلال آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وأيار (مايو) لأسباب متفاوتة، يأتي في مقدمها أن شهر رمضان هذا العام يحل في عز فصل الصيف الذي يتخم فيه الجمهور بالدراما التلفزيونية. ويعقب الشهر الكريم موسم عيد الفطر الذي تحجز فيه دور العرض لأفلام عدد معين من نجوم السينما. وفي موازاة ذلك تقام خلال الصيف نهائيات كأس العالم في البرازيل، والتي تستقطب جمهوراً عريضاً سواء من الشباب أو الكبار.

ومن أوائل الأفلام التي تقرر عرضها تجارياً للجمهور بداية من 12 الجاري، فيلم «المعدية» من بطولة درة ومي سليم وأحمد صفوت وهاني عادل وتأليف محمد رفعت وإخراج عطية أمين، وتدور أحداثه حول أحلام الشباب وعدم قدرتهم على تحقيقها بسبب العديد من الصعوبات المادية والمعنوية التي تواجههم، من خلال قصة فتاة فقيرة من جزيرة الذهب تدعى أحلام تحلم بالزواج من حبيبها (فارس) ولكن تقف المشاكل عائقاً بينهما.

وقرر المخرج محمد خان عرض فيلمه «فتاة المصنع» في 19 آذار، وهو عمله الجديد الذي يعود من خلاله إلى السينما بعد غياب سبعة أعوام منذ قدم فيلم «في شقة مصر الجديدة» لغادة عادل وخالد أبو النجا عام 2007، وتلعب بطولة «فتاة المصنع» ياسمين رئيس وهاني عادل وسلوى خطاب وسلوى محمد علي ومجموعة من الوجوه الشابة، والسيناريو من تأليف وسام سليمان. وتدور أحداث الفيلم الذي عرض في أكثر من مهرجان دولي، وحصل على عدد من الجوائز، حول فتاة فقيرة تدعى هيام في العشرين من عمرها، تعمل كغيرها من فتيات حيها الفقير في مصنع ملابس، وتتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة من دون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية.

حلاوة الروح

وبعدما تأجل طرحه أكثر من مرة ينوي أصحاب فيلم «حلاوة روح» من تمثيل اللبنانية هيفاء وهبي وباسم سمرة وصلاح عبدالله ومحمد لطفي وإخراج سامح عبدالعزيز، طرحه بداية من يوم 8 نيسان، بعدما تأكدوا أن هذا التوقيت هو المناسب لعرض الفيلم، خصوصاً أن هيفاء سيعرض لها خلال شهر رمضان مسلسلان تلفزيونيان هما «مولد وصاحبه غايب» أمام فيفي عبده وباسم سمرة وحسن الرداد وتأليف مصطفى محرم وإخراج شيرين عادل، و»كلام على ورق» أمام ماجد المصري وأحمد زاهر وإخراج محمد سامي.

الأمر نفسه يتكرر مع محمد رمضان الذي يقوم بأول بطولة تلفزيونية له في رمضان المقبل من خلال مسلسل «ابن الحلال» من تأليف حسان دهشان وإخراج إبراهيم فخر، حيث يعرض له في النصف الثاني من نيسان فيلم «واحد صعيدي» الذي يلعب بطولته أمام راندا البحيري وإيناس النجار ونرمين ماهر وميار الغيطي ويخرجه إسماعيل فاروق، ويجسد فيه شخصية شاب من صعيد مصر، يعمل في أحد فنادق القاهرة كرجل أمن، ويكتشف أثناء مناوبته أن هناك من يحاول قتل فتاة تقيم في الفندق، فيبذل كل ما في وسعه لإنقاذها، وتحدث له العديد من المفارقات الكوميدية.

وبداية من 14 نيسان يطرح فيلم «سالم أبو أخته» لمحمد رجب وريم البارودي وحورية فرغلي وآيتن عامر وهو من تأليف محمد سمير مبروك وإخراج محمد حمدي، ويعود من خلاله رجب إلى السينما بعد غياب طال منذ شارك في بطولة فيلم «الحفلة» أمام أحمد عز وجومانة مراد. ويركز الفيلم على قضية شائكة تتعلق بآلاف من الباعة المتجولين المنتشرين في مختلف شوارع وميادين مصر، حيث يجسد رجب شخصية بائع متجول يتولى رعاية شقيقته الوحيدة بعد وفاة والديه في حادث سيارة.

ويسعى أصحاب فيلم «رغم أنفه» لرامز جلال وشيري عادل وإدوارد ( وهو من تأليف مدحت بيومي وإخراج معتز التوني)، إلى عرضه في النصف الثاني من نيسان وحتى أوائل شهر رمضان، وتتناول أحداثه المشكلات التي تواجه المرأة في حياتها العملية والعلمية والتي تحد من تحقيق أحلامها وطريقة تعاملها مع تلك العقبات في شكل كوميدي ساخر.

الخوف من المجابهة

والجدير ذكره هنا هو أن بعض أصحاب هذه الأفلام أعلنوا صراحة إضافة إلى هذا كله، انهم يخشون عرض أفلامهم خلال صيف هذا العام في مواجهة أفلام عدد من نجوم السينما ومنهم أحمد السقا وخالد صالح وخالد الصاوي وهند صبري الذين يعرض لهم الجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» من تأليف محمد دياب وإخراج شريف عرفة، و»صنع في الصين» لأحمد حلمي ونور وإخراج عمرو سلامة، و»الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة وإخراج مروان حامد، و»فرصة سعيدة» لمحمد هنيدي وغادة عادل وتأليف عمر طاهر وإخراج مجدي الهواري، و»مطلوب عريس» لياسمين عبدالعزيز وتأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان، على اعتبار أن أفلام هؤلاء تسيطر حال عرضها على دور العرض السينمائي، ولا تقوى أي من الأفلام الأخرى على مواجهتها.

الحياة اللندنية في

28.03.2014

 
 

مواسم السينما العربية في باريس:

حضور للمرأة وأمل بالجديد

باريس - «الحياة» 

بدت تظاهرة «مواسم السينما العربية» في باريس والتي أقيمت على مدى ثلاثة أيام من العروض الغنية والمكثفة بين 21 و23 آذار (مارس)، خاصة في أكثر من معنى إذ هي تتماهى في استقلاليتها واعتمادها على جهود أفراد محصورين مع تلك السينما الجديدة المستقلة والنابضة بإيقاع جديد في بلادنا، تلك السينما التي سعت «مواسم» وستسعى لتقديمها للمشاهد العربي والفرنسي في عاصمة النور.

وإذا كانت التظاهرات الخاصة بسينما العالم العربي تتعدد في باريس وتركز خصوصاً على سينما المغرب العربي التي تحتضنها أكثر من تظاهرة، أو السينما الفلسطينية - الإسرائيلية التي تخصص لها تظاهرة خاصة أيضاً، فإن تظاهرة «مواسم» في دورتها الأولى تملك ادعاء امتلاك نظرة شاملة على الإنتاج العربي في وثائقييه وروائييه، والأعمال القصيرة والتجريبية وهي أقرب إلى الشباب الباحث في هذه السينما لذلك فقد قدمت التظاهرة أعمالاً قصيرة جداً من نوع الفيلم كليب ولم تقتصر في تقديمها لتجربة «أبو نضارة» وتخطتها إلى أعمال كثيرة أخرى مثل «48» الفلسطيني أو «شق في الذاكرة» السوري.

تظاهرة «مواسم» الحديثة الولادة تعتبر استمرارية لدورتين سابقتين من «ربيع السينما العربية» وأقرب إلى الاهتمام بشكل أشمل بالسينما العربية لكن في ملامح وعلامات بارزة تلوح في الاختيارات الساعية لتقديم هوية وحضور مختلف ونوعي لهذه السينما على الساحة الباريسية.

الاستقلال حرية

وتكتسب هذه التظاهرة أهمية أيضاً من حيث استقلاليتها ما يمنحها حرية واسعة في أن تختار ما تعرضه ضمن مسعى قائم على الثقة والصداقة والحب للسينما يربط بين صنّاع التظاهرة وصنّاع الأفلام في وقت بدا فيه الكثير من المهرجانات العربية الكبيرة أسيراً لما التزم بإنتاجه من أفلام عربية يقدمها في مسابقاته.

«مواسم» تمتلك من الحرية والاستقلالية ما يجعلها تختار من النتاج السينمائي العربي على مدى سنتين سابقتين ما بدا لها أنه جديد ومعبّر وخاص ومختلف ويستحق التقديم للجمهور الآخر المنفتح على أفلام من العالم.

وسعت جمعية مواسم التي بادرت إلى تقديم السينما المستقلة العربية بخاصة من المشرق العربي في هذه الدورة الأولى، باعتبار أن أكثر من مهرجان في باريس وضواحيها يقدم السينما المغاربية، عبر برنامجها إلى تقديم لمحة عن هذا النتاج العربي الجديد والشاب والإبداعي المستقل أو التجريبي.

هذه النقاط هي ما حكم الاختيارات في برنامج مواسم هذا العام والذي ضم 47 شريطاً من ثمانية بلدان عربية إضافة إلى فرنسا وقدمت العروض في سينما «لاكلي» مرتكزة على جهد أفراد محدودين محبين للسينما وعارفين بحالها. وشملت التظاهرة عشرة أفلام طويلة أربعة منها روائية وبينها فيلمان لمخرجتين من مصر: هالة لطفي في «الخروج للنهار» وماغي مرجان في «عشم» وكلاهما عمل أول ملفت.

ورغب المنظمون في تقديم شريط المخرج العراقي الكردي هينر سليم المقيم في باريس «ماي سويت بيبر لاند» الذي يخرج إلى الصالات الفرنسية يوم 9 نيسان (أبريل) في عرض أول في افتتاح التظاهرة رغبة في التعبير عن أن سينما العالم العربي ورغم التناقض الظاهر هي أيضاً سينما متعددة ولو كانت بلغات أخرى وأن هذه السينما الكردية النامية والتي باتت مهمة وحاضرة في مشهد المنطقة السينمائي أكثر من أي وقت مضى، هي من ضمن المشهد.

وكان اختتام التظاهرة لفتة خاصة قدمتها التظاهرة لشريط استعادي، قليلاً ما عرض، وهو شريط «اليازرلي» للمخرج العراقي قيس الزبيدي وقدم الشريط في ترجمة فرنسية قرئت على نحو مباشر في القاعة.

و«اليازرلي» صور عام 1972 ليعرض أول مرة عام 1974 وهو من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما» في دمشق وممنوع من العرض حتى اليوم وأنتج خلال الفترة الذهبية لتلك المؤسسة بالتزامن مع إنتاج أعمال مثل «الحياة اليومية في قرية سورية» لعمر أميرالاي، و»إكليل الشوك» لنبيل المالح و»رجال في الشمس» الذي أنجزه ثلاثة مخرجين في ثلاثة فصول.

«مواسم السينما العربية» أقيمت بمن حضر من المخرجين والمنتجين وهي في هذا الجانب اختلفت أيضاً عن المهرجانات الكبيرة باعتبار أن القيمين عليها لم يتلقوا مساعدة مالية من أي طرف وهي ركزت على عروض نوعية للأفلام أعقبتها نقاشات وأسئلة مهمة من قبل الجمهور الذي جاء متسلحاً بوعيه ومعرفته بمادة السينما.

وإذا كان جمهور التظاهرة محصوراً فهو تفاعل بشكل كبير مع الأفلام المعروضة وقدرها... «هدفنا هو طرح الأسئلة وإثارة النقاش وتقديم واجهة لهذه السينما في أبرز أعمالها وخلق تفاعل حسي مع هذه الأعمال التي لا بد لقيمتها أن تلفت نظر من يريد أن يطلع ومن هو معني بالسينما وبالإبداع الفني عموماً مهما كانت جنسيته» يقول القيمون على التظاهرة وهم في هذا المسعى نجحوا إلى حد كبير.

وقدمت التظاهرة ستة أفلام وثائقية طويلة من اليمن وفلسطين ومصر والإمارات وفرنسا ومن أصل الأفلام الوثائقية الستة فإن خمسة منها أخرجتها نساء وبينها العمل المتفرد على الأرشيف الخاص بمدينة حيفا للمخرجة الفلسطينية ماريز غرغور التي عادت خلاله لتشــكيل صورة مدينتها حيفا مرتكزة على ذاكرة فرنسيين عاشوا في المدينة منذ ثلاثينات القرن العشرينص.

في حين تطرقت المخرجة من أصل تونسي هند مؤدب إلى ظاهرة الموسيقى الشبابية المعروفة بالكترو- شعبي (مهرجان) والشائعة في أحياء القاهرة الشعبية والتي شكلت تمرد الشباب من قبل الثورة حتى... والفيلم من إنتاج مصري في حين تعيش المخرجة الشابة في باريس.

أما المخرجة اليمنية خديجة السلامي فواصلت من خلال «قتلها تذكرة دخول للجنة» عملها على حقوق المرأة في بلدها اليمن من خلال قضية الصحافية الكاتبة بشرى المقتري التي أصدر السلفيون بحقها فتوى بالقتل.

كما واصلت الإماراتية نجوم الغانم في «حمامة» عملها على بورتريه نساء من وفي بلدها علماً أن هذا الفيلم ليس آخر عمل أنجزته المخرجة لكنه الفيلم الذي جعل اسمها يكبر في سماء الإخراج داخل الإمارات وخارجها.

وسيفتتح شريط الغان الأخير حول الفنانة التشكيلية نجاة مكي عروض الأفلام الوثائقية في مهرجان القاهرة الذي يدخل الوثائقي إلى عروضه للمرة الأولى في تاريخه.

وفي «أريج» اختارت المخرجة المصرية فيولا شفيق التوقف عند أربع حكايات من قبل وبعد الثورة فتجولت بين القاهرة والأقصر في فيلم مليء بالمعلومات والحكايات التي يبدو للوهلة الأولى ألا رابط بينها لكنها مثل أريج الثورة، عبقها يفوح في كل مكان.

من دون سابق تصميم أو قصد فإن «مواسم السينما العربية» هذا العام طغى عليها العنصر النسائي ممثلاً بالحضور الكبير لأفلام المرأة المخرجة أو لناحية المواضيع التي قدمتها الأعمال وقد سجل في الفيلم الروائي القصير حضور أعمال نوعية لمخرجات شابات مثل «ازرقاق» للفلسطينية راما مرعي و»يد اللوح» للتونسية كوثر بن هنية و»حرمة» للسعودية عهد كامل و»برج المر» للبنانية لينا غيبة وهو فيلم تحريك.

وقد أعجب شريط «منسيون» القصير للسوري إيهاب طربيه من الجولان المحتل وهو أول فيلم يصور هناك من قبل سينمائي سوري شاب إعجاب الجمهور والمنظمين الذين اختاروا صورة منه لتكون إحدى ملصقات المهرجان.

الحياة اللندنية في

28.03.2014

 
 

35 شيئًا لا تعرفها عن ليوناردو دي كابريو

كتب: محمد كساب 

نشر موقع «BuzzFeed» الأمريكي للأخبار الخفيفة تقريرًا حول 35 شيئًا عن الممثل الأمريكي ليو ناردو دي كابريو لا يعرفها جمهوره عنه من قبل.

وجاء التقرير على النحو التالي:

1 ـ مليونير روسي دفع مليونًا ونصف المليون دولار للذهاب في رحلة للفضاء برفقة «دي كابريو».

2 ـ في عام 2009 دفع مع كيت وينسلت رسوم التمريض المنزلي لآخر الناجين من حادث تحطم سفينة «تيتانيك» الذي قدما فيلمًا عنه.

3 ـ قدرته على التحدث باللغة الألمانية بطلاقة.

4 ـ رفض «دي كابريو» عرضًا لتقديم دور «باتمان»، لأن كل جمهوره كانوا من الفتيات في ذلك الوقت.

5 ـ سمته أمه «ليوناردو» لأنه ركل بطنها للمرة الأولى وهي حامل عندما كانت في متحف إيطالي وتنظر إلى لوحة للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي.

6 ـ «دي كابريو» يمتلك سلحفاة عملاقة.

7 ـ مدمن للمخدرات خاصة عقار «كولونيكس».

8 ـ في 2011، اشترى لوحة للرسام الإسباني سيلفادور دالي مقابل 1.2 مليون دولار، وفي نفس المزاد كانت هناك لوحات لبيكاسو لكنه فضل «دالي».

9 ـ يمتلك «دي كابريو» شركة للبن

10 ـ في 2014 تبرع بـ 3 ملايين دولار للحفاظ على الكائنات والحيوانات في البحار والمحيطات.

11 ـ في 2013 تبرع «ليوناردو» بـ 3 ملايين دولار لإنقاذ النمور في دولة نيبال الآسيوية.

12ـ في عام 2005 حطمت امرأة وجه «دي كابريو» بكوب نبيذ.. وتعرضت السيدة للسجن عامين بسبب الواقعة.

13- نافس نيكولاس كيدج ليوناردو دي كابريو للاستحواذ على جمجمة ديناصور قيمتها 276 ألف دولار في عام 2007

14ـ ليوناردو دي كابريو كان يفكر في تغيير اسمه إلى «ليني ويليامز» لاعتقاده أن اسمه عرقي تمامًا.

15ـ في حقبة التسعينيات كان عضوًا بمجموعة تسمى «القطة بوسي»، والتي أسسها لوكاس هاس، وتوبي ماجواير، وهارموني كورين، وديفيد بلين، بالإضافة إلى آخرين.

16 ـ قدم «دي كابريو» فيلمًا سيئًا مع الممثل الأمريكي توبي ماجواير ما دفعه إلى اتخاذ إجراءات قانونية لعدم عرضه في دور السينما أو بيعه كـ«DVD» في الولايات المتحدة

17 ـ في 2010 تبرع بمليون دولار أخرى لإنقاذ النمور.

18 ـ خلال قمة لحماية النمور في روسيا، وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«رجل حقيقي»، حيث قال «لو أن لدينا مثل هذا الرجل (دي كابريو) في روسيا، لتمكنا من الحفاظ على النمور والحياة البرية».

19ـ اسمه الأوسط هو «ويليم».

20ـ أسوأ فيلم تم عرضه له هو «Critters 3» ولم يحظ بأي قبول من جانب الجمهور.

21ـ كتب جيمس كاميرون سيناريو فيلم «الرجل العنكبوت» رغبة منه في أن يلعب «دي كابريو» دوره ولكن «توبي ماجواير» فاز بالدور.

22ـ خسر الممثل البريطاني كريستيان بيل بفقده للأدوار التي أداها «دي كابريو» في فليمي «تيتانيك» «وما الذي يضايق جلبرت جريب».

23ـ اليد التي رسمت الصورة العارية لـ«روز» أو كيت وينسلت في فيلم «تيتانيك» كانت يد المخرج جيمس كاميرون وليس ليوناردو دي كابريو.

24ـ فيلم «Twilight» من إنتاجه.

25 ـ يمتلك جزيرة قبالة سواحل دولة «بليز» وهي مملكة في شمال أمريكا الوسطى.

26 ـ خطط «ليوناردو» لتحويل الجزيرة إلى منتجع صديق للبيئة.

27ـ تعرض «دي كابريو» إلى هجوم من أسماك القرش لكنه نجا منه.

28ـ رفض المشاركة في تقديم دور الممثل ماكس دينسون في فيلم «Hocus Pocus».

29ـ في 2013 تبرع «دي كابريو» بـ 61 ألف دولار لدعم حقوق المِثليين.

30 ـ كان والده بائعًا لكتب الرسوم الساخرة.

31 ـ وصفه المخرج جيمس كاميرون بـ«الفاسق المدلل»، لأنه رفض حضور حفل الأوسكار في العام الذي رُشح فيلمه «تيتانيك» للفوز بجائزة المهرجان، ووقتها رأي «دي كابريو» ألا يذهب لأنه لم يرشح بشكل فردي للجائزة.

32ـ وفاته كانت حتمية حينما فشل في فتح مظلته ولحسن الحظ أنقذه مدربه.

33ـ في 2013 افتتح «دي كابريو» مزادًا لبيع 33 من الأعمال والرسوم الفنية، وفي هذه الليلة حقق المزاد 31.7 مليون دولار، ووجهت هذه العوائد لأعمال خيرية.

34ـ أصيب بالوسواس القهري خلال تصويره فيلم «The Aviator» أو الطيار، حيث كان وقتها لا يزال طفلًا.

35ـ لم يفز ليوناردو دي كابريو بأي جوائز أوسكار بعد فشله في الفوز بجائزته للمرة الخامسة في دورة المهرجان الأخيرة.

المصري اليوم في

28.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)