كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الصين عوضت انحسار الإقبال الأوروبي

آخر الإيرادات تؤكد: لا سينما عالمية سوى الأميركية

هوليوود: محمد رُضــا

 

كان للمنتج والمخرج الراحل مصطفى العقاد رأي أثار حفيظة كل من لم يوافقه عليه (وكانوا كثرا): «لا توجد سينما عالمية سوى السينما الأميركية. هي وحدها العالمية».

تأكيدا، كل يوم هناك ملايين البشر يدخلون صالات السينما ونحو 60 في المائة منهم وما فوق يشاهدون أفلاما أميركية. من الصين إلى جنوب أفريقيا، ومن الإمارات العربية المتحدة إلى الأرجنتين، ومن أستراليا إلى كل بقاع أوروبا، الفيلم الأميركي طاغ، ونسبة حضوره بين الجمهور عالية، تتراوح، حسب الدولة وتسهيلاتها، من 55 في المائة إلى 75 في المائة كوضع نسبي.

والأرقام التي أعلنت قبل يومين في لاس فيغاس، حيث أقيم حتى يوم أمس الخميس مؤتمر «سينما كون» السنوي، تؤكد ذلك:

لقد أنجزت السينما الأميركية أعلى إيراد تحقق لها في تاريخها: 35 مليارا و900 مليون دولار. أي قرابة 36 مليارا، بزيادة أربعة في المائة عما كان الوضع عليه قبل سنة عندما أعلنت مجمل إيرادات الأفلام الأميركية عن عام 2012 (34 مليارا و700 مليون دولار).

من بين النتائج الجديدة أن إيرادات الدول خارج أميركا الشمالية (وأميركا الشمالية تتألـف من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) بلغت 25 مليارا، أي بزيادة 4.6 في المائة عما كان عليه الوضع عام 2012.

هذا يعني أن حصـة الأسواق الأميركية بلغت عشرة مليارات و920 مليون دولار، بزيادة واحد في المائة عما جرى تسجيله عن عام 2012 التي كانت شهدت ارتفاعا قدره ستة في المائة عن عام 2011.

* العنصر الصيني أحد أسباب هذا النمو الرئيسة يكمن في الصين، التي أنجزت وحدها للفيلم الأميركية ثلاثة مليارات و600 مليون دولار في العام الماضي، أي بزيادة 27.5 في المائة عما كانت أنجزته في العام الأسبق.

كريس دود، رئيس «موشن بيكتشرز أسوسياشن أوف أميركا»، وهي الهيئة المخولة رصد الحياة الإنتاجية والصناعية للفيلم الأميركي على نحو يومي، ذكر في خطابه أمام منتجي هوليوود والإعلاميين الذين دعوا إلى لاس فيغاس كما العادة السنوية منذ عقود، أن هذا النجاح الكبير إنما كان يمكن أن يكون أكبر من ذلك لولا أن العائدات الأوروبية المسجـلة عام 2013 جاءت أقل من المتوقع بسبب انحسار الإقبال في الكثير من دولها، في المقدمة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، أي أربعة من أهم مراكز العروض العالمية للفيلم الأميركي.

لكن بما يخص الصين، فإن الأمر مختلف. هناك صالة يجري إنشاؤها كل يوم في بيكينغ وخمس عشرة صالة تنطلق كل يوم في كل ربوع الصين. الموقف الحكومي هناك يقوم على تلبية حاجة الصينيين وشغفهم بالفيلم الترفيهي الأميركي، المختلف قوامه وأسلوبه وطروحاته عن الفيلم الترفيهي الصيني. ليس أن كل الأفلام الأميركية تجد طريقها إلى الصين، لكن كل الأفلام الأميركية باتت تتمنـى لو أنها تعرض في الصين.

الرسميون المعنيون في العاصمة الصينية يمنحون مباركتهم لنحو 35 فيلما أميركيا كل عام. حتى الأشهر الأولى من عام 2013، كان العدد لا يزيد على 20 فيلما فقط. هوليوود السعيدة بهذه الزيادة تستطيع التكيـف جيـدا مع هذا العدد من الأفلام المسموح بعرضها، لسبب جيد وبسيط: عدد الأفلام الكبيرة (بالبعدين الفني والتجاري) التي تخاطر بها الاستديوهات كل سنة لا يزيد كثيرا على هذا العدد، ومنها الأفلام ذات الطموح الأوسكاراتي والأفلام ذات الطموح الترفيهي البحت، ومن بين هذه الأخيرة الإنتاجات الضخمة التي تطلقها في مطلع كل صيف.

حسب «وول ستريت جورنال» قبل نهاية العام الماضي، فإن هوليوود سجلت حضورا متزايدا بين مجمل ما تعرضه صالات السينما الصينية. هذا بدأ عام 2012 عندما حققت الأفلام الأميركية - ولأول مرة - 51 في المائة من الإيرادات، تاركة 49 في المائة للعروض الصينية (وبينها نسبة ضئيلة لا تتجاوز الأربعة في المائة لأفلام من جنسيات أخرى).

الصين استخدمت هذا لمنح مخرجيها ومنتجيها حوافز جديدة. من العام ذاته، وفي مقابل «مهمـة مستحيلة 4» و«المنتقمون» و«التحري الشاب دي» وما سواها من الأفلام التي تجاوزت المعهود الصيني على صعيدي التقنية والتنفيذ. على سبيل المثال، لم تهرع السينما الصينية لإنجاز أفلام بالأبعاد الثلاثة إلا من بعد أن أطلقت هوليوود أفلامها في هذا الاتجاه من أواخر العقد الماضي، وإذ فعلت، جلبت لإحدى باكوراتها في هذا الاتجاه المخرج الأميركي مايكل فرنش ليصنع لها «إمبراطوريات العمق» عام 2012. وقدم الصيني نتائج مبهرة، تقنيا، حين قام بتحقيق «سيوف طائرة عند بوابة التنين» الذي بوشر عرضه في أواخر عام 2011 وامتد لأشهر عدة في عام 2012. وفي الفترة ذاتها تقريبا، عرض المخرج تشينغ سيو تونغ «الساحر والأفعى البيضاء».

وفي الإعداد للعام المقبل، «كونغ فو باندا 3» الذي هو إنتاج مشترك بين الصين والولايات المتحدة، تحققه الصينية جنيفر يو ليعرض في مطلع العام المقبل.

* الفن في التنفيذ في العام الماضي، وبينما كان الفيلم الصيني «رحلة إلى الغرب: مبارزة الشياطين» ينجز قرابة 205 ملايين دولار في أنحاء الصين، كان الفيلم الأميركي «أيرون مان 3» ينجز 124 مليونا ويحل في المركز الثاني. فيلم «باسيفيك ريم» الذي لم ينجز نجاحا جيـدا لا في أميركا ولا في أوروبا، لكنه أنجز 114 مليون دولار في الصين، مما جعله قادرا على الخروج من عنق الزجاجة. ربما بعض السبب يكمن في إسناد أدوار رئيسة لممثلين صينيين.

«سينما كون» هو المكان المناسب لتلقـف هذه الأنباء. كان اسمه حتى أربع سنوات سابقة «شو وست»، لكنه لا يزال مؤتمرا (وليس مهرجانا) لعرض الجديد المقبل من الأفلام الكبيرة تمهيدا لطرحها قبل موسم الصيف. وتقيم هذا اللقاء الذي تدعو إليه صحافيين ونقادا ومنتجين ومخرجين وعاملين آخرين في الصناعة وحقل الترويج، «الجمعية الوطنية لمالكي القاعات» (اختارها «ناتو» لكنها بالطبع لا علاقة لها بذلك «الناتو» الأعلى شهرة).

هذا العام، على سبيل المثال، شاهدنا «سبايدر مان» الجديد... ثلاثون دقيقة من مغامرات، جرى بذل آخر تقنيات الإثارة: «لا تسأل عن الفن» يقول المخرج مارك وب لهذا الناقد قبل أيام قليلة من توجهه إلى «سينما كون» عندما سأله إذا ما كان ينوي ذات مرة العودة إلى أفلامه الفنية الأولى: «الفن هنا هو فن التنفيذ الجيـد لتحقيق فيلم ترفيهي بمستوى تقني متقدم. أعني أن هذا هو أيضا فن ولو أنه يختلف عن تعريف البعض للكلمة».

عرض «سينما كون» الفصل الأول لهذا الفيلم ثم مقتطفات من فصول أخرى، كذلك الحال بالنسبة لأفلام منتظرة في صيف ستتطاحن فيه الأعمال الضخمة كالعادة، ومنها «رجال إكس: أيام المستقبل الماضي» و«موكينغجاي» و«آني» و«سن سيتي 2». كل هذه الأفلام بالأبعاد الثلاثة، الذي رغم انحسار الإقبال عليه (تبعا لسعر التذكرة) فإنه لا يزال معمولا به (وللسبب ذاته: القدرة على رفع سعر تذكرته وإنجاز إيراد أعلى).

إذا ما كانت السمة الأكثر تميـزا للسينما الأميركية هي الحفاظ على أولويتها حول العالم عبر ضخ منتوج تجاري الغاية بطبيعة الحال، ألا يزال غريبا أنها السينما العالمية الوحيدة فعلا؟ هذا ما يعيدنا إلى كلمات مصطفى العقاد، فهي تصف واقعا صرفا وليس مجموعة من الأماني والأحلام. تورد حقيقة وليس وهما رغم ما تثيره تلك الحقيقة من ردود فعل معظمها يؤمن بالرغبة المناوئة عوض الاعتراف بالواقع كما هو.

* الوضع في روسيا

* لم تتعرض الأفلام الأميركية إلى تراجع الإيرادات في روسيا العام الماضي، بل سجـلت أفلامها مليارا و300 مليون دولار، مما رفع نصيب تلك الأفلام من مجموع حصيلة الصالات الروسية يصل إلى 70 في المائة. حاليا تتدارس الحكومة الروسية القيام بعملية تحديد لعدد ما يعرض من الأفلام الأميركية بهدف تعزيز تلك المحلية على غرار ما تفعله السينما الصينية.

شاشة الناقد

على بعد خطوات من المستقبل

الفيلم: 20Feet From Stardom 

إخراج: مورغن نيفيل تقييم الناقد:(4*)(من خمسة)

كان من بين أفضل نتائج الأوسكار الأخير أن جائزة أفضل فيلم تسجيلي لم تذهب إلى واحد من أفلام «المشاكل» و«الوقائع» السياسية (وكان هناك ثلاثة من أصل الخمسة المرشحة غارقة في هذا المجال)، بل إلى فيلم رائع بعيد في همومه وطروحاته وأكثر فنيـة من كل ما شوهد من تلك الأفلام (وهذا الناقد شاهدها جميعا).

هذا الفيلم هو «20 قدما بعيدا عن الشهرة» الذي ينطلق لعروضه الأميركية والعالمية بعد فوزه بأوسكار أفضل فيلم تسجيلي عن جدارة.

هو فيلم أميركي في الصميم. موضوعه إنساني خالص وفني بامتياز. إنه عن فتيات الكوراس الأفرو - أميركيات (باستثناء واحدة) اللاتي وقفن في الخلفية. نعم، هناك أريثا فرانكلين ودايانا روس وراي تشارلز وستيفي ووندر وأوتيس ردنغ والعشرات ممن سواهن من مغنيي الستينات والسبعينات، سمعنا (وبعضنا لا يزال) أغانيهم الرائعة التي امتزجت بوعينا الثقافي العام، لكن هؤلاء لم يقفوا وحدهم على المنصـة، بل صاحبتهم شلل مرددين غالبا من النساء، يقفون، حسب عنوان الفيلم الذكي، على مسافة لا تزيد مطلقا على عشرين قدما، يصدحون بالغناء وراء كل فنـان، مانحين الأغنية كل الدعم الكورالي الصحيح ومثرين التجربة على نحو لا يمكن وصفه بل سماعه فقط.

يلتفت المخرج مورغان نيفيل في هذا الفيلم النيـر إلى ليسا فيشر، تاتا فيغا، كلوديا لينيير، جوديث هيل، ميري كليتون ودارلين لـف (من بين آخرين) ويتحدث إليهم عن تجاربهن في هذا المضمار. السعي لمعرفة هؤلاء المغنيات اللاتي لم يحققن أي شهرة يتميـز بالدفء وحب المعرفة. يقترب المخرج من كل واحدة مبتسما وسامحا لها بالحديث عن تجربتها، ومن خلال هذا الحديث عن كل تلك الفترة التي كانت للأغنية، كما للسينما، وجودا غير هذا الوجود الحاضر.

يجري الفيلم مقابلات مع مغنين نجوم أمثال ستيفي ووندر وبروس سبرينغستين وديفيد بووي وميك جاغر، وكل واحد من هؤلاء يـثني على من شاركته الغناء في الخلفية، على ذلك الإبداع الذي لولاه لما كانت الأغنية هي ذاتها التي عرفت النجاح. والفيلم يبدأ بملاحظة تبديها إحداهن، ففتيات «الكوراس» السابقات كن، حتى نهاية الخمسينات، من البيض. وهي تقول متندرة: «كن يحملن ورقة تدلهن على الكلمات» ويقطع المخرج لوثيقة من ثلاثين ثانية من عرض تلفزيوني في الخمسينات، نرى فيها ثلاث سيـدات بيضاوات ملفوفات الشعر يقفن وراء المذياع وفي يد كل منهن ورقة، يقرأن فيها ما عليهن ترداده.

المغنيات السوداوات كن يصدحن بتلقائية لا وجود لها في العالم بأسره. من القلب وبتلقائية وبإتقان فني فريد. والمؤلم، كما في حالة جوديث هيل، أن معظم هذه المواهب كانت تستحق الشهرة، لكنها وقفت على خطوات قليلة منها ولم تحققها. كان وجودها زاخرا ومسببا لنجاح أغان كثيرة، لكن من حاولت منهن الانتقال من الخلفية إلى المقدمة لم تصب أي نجاح فعادت إلى الخفية مرة أخرى. جوديث هيل (سمراء مع ملامح شرق آسيوية) من أكثرهن موهبة واستحقاقا، سجلت لستيفي ووندر ومايكل جاكسون ولا تزال قابعة في مكانها. دارلين لـف وجدت نفسها قبل بضع سنوات تعمل منظـفة بيوت… لكن من قال إن الحياة عادلة؟

10-TOP

السينما غير المحسوبة

* فيلمان مستقلان هبطا العروض التجارية الأميركية في الأسبوع الماضي. واحد طفا فوق السطح منجزا المركز السابع، والآخر غرق ولم يحقق ما كان مأمولا منه ولو أن الحق ليس على الجمهور هذه المرة.

* الفيلم الأول هو «فندق بودابست الكبير» للمخرج وس أندرسن الذي بوشر عرضه قبل عشرة أيام من اليوم، أي بعد شهر وبضعة أيام من افتتاح مهرجان برلين به. كوميديا لا يحقق مثيلها إلا أندرسن، تقع أحداثها في فترة ما بين الحربين العالميـتين الأولى والثانية. جميل للنظر إليه. يؤدي إلى ابتسامات تقدير، لكنه يمضي في سبيله بعد ذلك سريعا.

* الفيلم الثاني هو «وحدهم العشاق ما زالوا أحياء» فيلم وجدانيات وأجواء داكنة، من إخراج جيم جارموش، كان مهرجان «كان» عرضه ولم يثر الإعجاب ذاته الذي أثارته أفلام هذا المخرج السابقة. هذا الفيلم حط وراء حدود العشرة الأولى، جاذبا إليه من يعرف المخرج ودفعه الفضول للمزيد من تلك المعرفة.

* ولمن يسأل عن السبب الذي من أجله لا ينجز جارموش أفلاما كثيرة، فإن الجواب نوع من تحميل المخرج بعض المسؤولية: هو يصر على أن يملك حقوق الفيلم بالكامل. آخرون يمولون، لكن الحقوق الفيلم تبقى له.

* الأفلام 1 (- )(2*) Divergent: $56.392.770 2 (- )(3*) Muppets Most Wanted: $16.514.035 3 (3)(2*) Mr. Peabody & Sherman: $11.606.392 4 (2)(2*) 300: Rise of an Empire: $8.665.934 5 (7)(2*) Son of God: $8.012.488 6 (3)(2*) Need for Speed: $7.782.160 7 (8)(3*) The Grand Budapest Hotel: $6.799.030 8 (4)(3*) Non - Stop: $6.750.811 9 (6)(3*) The LEGO Movie: $4.115.400 10 (5)(1*) The Single Moms Club: $8.075.309

سنوات السينما: 1941

أوسكارات 1941

أقيم حفل الأوسكار في السابع والعشرين من فبراير (شباط) للاحتفاء بالأفلام التي عرضت في العام الماضي، وهو التقليد الدائم إلى اليوم. الأفلام المرشـحة لأوسكار أفضل فيلم كانت عشرة أفلام، من بينها فيلمان للأستاذ ألفرد هيتشكوك هما «مراسل أجنبي» و«ربيكا»، والثاني هو الذي فاز بالأوسكار في ذلك العام، لكن المخرج لم ينل أوسكار أفضل إخراج (ولم ينلها مطلقا بعد ذلك)، بل ذهبت إلى جون فورد الذي استحقـها عن «عنب الغضب». أيضا جورج كيوكر وسام وود وويليام وايلر كانوا من بين المنافسين، لكن هذا هو الحد الأبعد الذي أنجزه كل منهم آنذاك.

أوسكار أفضل ممثل نالها جيمس ستيوارت عن «قصة فيلادلفيا» لكيوكر (ومن بين خاسريها تشارلي تشابلن عن «الديكتاتور العظيم»)، في حين فازت جنجر روجرز عن الممثلات عن فيلم «كيتي فويل»، بينما خسرتها أسماء أرفع فنيا، منها بيتي ديفيز وجوان فونتان وكاثرين هيبورن.

المشهد

سهل وغير ممتنع

* من بين أسهل ما يمكن فعله، أن يمسك من يود كاميرا ديجيتال لا تزن أكثر من نصف كيلو غرام ويضغط على الزر ويبدأ تصوير الموضوع الذي في باله. لا يحتاج طبعا إلى فيلم، فكل شيء معلـب، ولدى كاميرات الديجيتال الجديدة الكثير من المزايا التي يستطيع استخدامها أو إغفالها واستخدام ما يريد من الكاميرا فقط.

* من ناحية أخرى، هناك المواضيع المتناثرة والمنتشرة في كل حيـز ونطاق. كلما نظرت، هناك شأن يمكن تصويره، وكل شأن له الكثير من الجوانب، ما عليك سوى أن تختار. الأكثر من ذلك، هناك الأحداث التي تمر بها البلاد العربية والتي تزخر وحدها بالكثير من المواضيع. افتح الكاميرا «وهات يا تصوير».

* المشكلة هي في هذه السهولة، ولا يوازيها سوى حب صاحب العمل الأول أن يعرف عن نفسه ويعرّفه البعض إلى الآخرين على أساس أنه مخرج.

* من ثم، تضاعف عدد المخرجين في السنوات الأخيرة. باتوا بالمئات، وكثير منهم حقق فيلما ومضى أو حقق بالكثير فيلمين وتوقـف. البعض لا يزال يقوم بفعل التصوير، لكنه بمثابة المتوقـف لأنه في الواقع لا يزال يفتح العدسة؛ يضغط على الزر ويصور. يصور الموضوع الماثل أمامه. يسمي فيلمه «واقعيا». يصور من يستطيع الوصول إليهم سريعا، فيصبحوا «أبطال» فيلمه، وقد يكونون من الناس العاديين فإذا به يمنحهم بركة أنهم من «الهامشيين» و«المهمـشين». الرسالة ضمن الصورة إذا لم يكن سيتحدث عنها ويشرحها في المؤتمر الصحافي.

* إذا لم يكن ذلك متاحا لأي سبب، صور نفسه يصور فيلما ونعت التجربة بأنها «ذاتية»... لكن لحظة... قلت: ما اسمك؟ متى بدأت الإخراج؟ ما تجربتك فيه؟

* الحقيقة هي أن المرء يحتاج إلى أكثر من كل ذلك لكي يخرج ويستحق حمل الكلمة. دق المسمار لا يحتاج إلى علم كذلك غسل الصحون، لكن الإخراج هو واحد من ذلك الذي لا بد من دراسته ودراسة كل ما هو متـصل به، إلى جانب تكوين ثقافة إنسانية وموضوعية توسـع الرؤية والمدارك عامـة، بحيث يصبح الطرح المنوي تحقيقه عبر الفيلم حاملا المعرفة والحقيقة وليس الرأي وحده.

• الدراسة ليست بالضرورة النجاح في اختراق صفوف المعاهد (ولو أنها ليست فكرة سيئة بحد ذاتها)، بل مشاهدة الأفلام. كل الأفلام. كل يوم. تحويل السنوات القليلة السابقة للبدء بعملية الإخراج إلى رحلة استكشاف. إلى التعلم والمعرفة والمقارنة. ولا بأس إذا تواضع «السيد المخرج» وبدأ مصورا أو مونتيرا أو كاتبا للسيناريو... يفيده ذلك في رصف العلاقة الصحيحة بينه وبين مستقبله.

• النهضة السينمائية الحقيقية ليست بعدد المخرجين، بل بنوعية النتائج. كان الأمل خلال السنوات العشرين الأخيرة أن يكون لدينا أكثر من مارون بغدادي وأكثر من كمال الشيخ ومحمد خان ويوسف شاهين والناصر خمير ونبيل المالح ومحمد ملص ورضا الباهي وعاطف الطيب وعاطف سالم والعشرات ممن سواهم.. لكن هذا الأمل لم يتحقق. وأحد أسباب منعه من التحقيق... نعم: كاميرات الديجيتال!

الشرق الأوسط في

28.03.2014

 
 

قالت إنها تدرس خياراتها الفنية على مهل

نبيلة عبيد لـ24: تهمّني العودة بالشكل المناسب

24 - خاص 

تتمهّل الفنانة نبيلة عبيد في دراسة خياراتها الفنية للعودة من باب السينما أو التلفزيون. لا يشغلها الغياب، كما تقول في حوارها مع 24، إذ أن "أفلامي موجودة على الشاشات، وأنا حاضرة، حيثما ينبغي أن أكون"، وعبرت عن سعادتها بمشاركتها في ورشة عمل حول "فن التمثيل"، ومن ثمّ رئاستها لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في "مهرجان مسقط السينمائي الدولي".

تحدثت نبيلة عبيد لـ24، بداية، عن الورشة التي أشرفت عليها في مجال "فن التمثيل"، وهي الدورة التي انتسبت إليها مجموعة من الفنانات العُمانيات المُحترفات، ومجموعة من الشابات الراغبات في خوض غمار فن التمثيل، من عُمانيات وعربيات مُقيمات في مسقط، وترى أنها كانت فرصة لها للتعرّف على وجوه فنية جديدة، في هذا البلد الذي تزوره للمرة الأولى، وخرجت منه بصداقات ومعارف، وإطلاع على عالم جديد بالنسبة لها.

وعن سؤالها عمّا تحضره من أعمال سينمائية، أو تلفزيونية، قالت عبيد إنها تتمهّل في دراسة مشاريعها وخياراتها الفنية، وإنها غير مستعجلة على اتخاذ أيّ قرار، في هذا الصدد، بل إنها تفضل الغياب، إذا صحّ تسميته بالغياب، على العودة التي لا تتناسب مع صورتها، وما حققته خلال مسيرتها الفنية. وأكّدت أن أفلامها السينمائية مستمرة العرض على شاشات التلفزيون، ما بين وقت وآخر، سواء أفلامها القديمة أو الجديدة، ويشاهدها الجمهور جيلاً بعد جيل.

وقالت إن على الفنان أن يبقى وفياً لمسيرة الفنية، وما حققه بالجهد والتعب والمثابرة، وإن عليه أن لا يقدّم أيّ تنازلات من أجل مجرد الحضور، فقط. كما ينبغي عليه أن يبقى وفياً للجمهور، ويحرص على أن يحضر في إطلالات فنية تحترم رغبة الجمهور، وتلبي ما يأمله من الفنان، خاصة الذي بنى علاقة معه من خلال سلسلة أفلام سينمائية، وأعمال تلفزيونية، تبقى في الذاكرة والوجدان، ويستعيدها بين وقت وآخر.

وفي هذا الصدد، أكدت أن عودتها إلى الشاشة الصغيرة، بعد 3 سنوات، ينبغي أن تكون مناسبة لها، ولما حققته من نجاحات، ولصورتها التي رسمتها بعناية لدى الجمهور العربي، مؤكدة على أن شكل العودة هو الذي يهمها، وليس مجرد الحضور.

وتحدثت نبيلة عبيد لـ24، عن المخرجين السينمائيين الذين تعاونت معهم، في مسيرتها الفنية، فتستذكر المخرج عاطف سالم، وحسين كمال، وصلاح أبوسيف، وعاطف الطيب، وأشرف فهمي، وسعيد مرزوق، وغيرهم، من الذين قدمت بإخراجهم أفضل أفلامها السينمائية، التي دخلت تاريخ السينما المصرية والعربية، وصنعت منها نجمة أولى، تنفرد ببطولة أفلامها، مُحقّقة فكرة البطولة النسائية للفيلم السينمائي، بالموازاة مع فكرة النجم البطل، التي كانت سائدة.

وأبدت أسفها لعدم تمكّنها من التعاون مع بعض المخرجين، أمثال هنري بركات وكمال الشيخ، وهما من كبار القامات الإخراجية السينمائية، وممن قدّموا إبداعات سينمائية هامة. كما أشارت إلى اهتمامها بروايات إحسان عبدالقدوس، وشرائها حقوق عدد من رواياته التي تحوّلت إلى بعض أهمّ أفلامها، التي خلقت مراحل تطوّر هامة في حياتها السينمائية.

وعن انتقال عدد من نجوم السينما إلى التلفزيون، قالت إن الوسيطين الإبداعين مختلفين تماماً، ولكل من السينما والتلفزيون عالمه وقواعده وشروطه وقوانينه، وليس بالضرورة لمن ينجح في أحدهما أن يحقق النجاح في الآخر. واعتبرت أن للعمل السينمائي نجومه وصنّاعه، كما أن للعمل التلفزيوني نجومه وصنّاعه. ومع ذلك فهي تشجّع عمل الفنان في السينما والتلفزيون، وفي المسرح أيضاً، طالما هو قادر على امتلاك شروط النجاح هنا وهناك

وتحدثت نبيلة عبيد عن الجوائز، وأثرها في دفع الفنان إلى الأمام، عبر منحه شحنة كبيرة من التشجيع والدعم، وخلق روح التحدي لديه، للاصرار على تقديم الأفضل، من فيلم إلى آخر. وقال إنها عندما فازت بأول جائزة في مسرتها الفنية لم تكن المعنى الحقيقي للجائزة، ولكن عندما صعدت إلى المنصة وتسلمتها، انتبهت إلى الطاقة التي منحتها إياها هذه الجائزة، وجعلتها تصرّ بعدها على تقديم الأفضل، وتمكّنت من تحقيق العديد من الجوائز، في أفلام باتت من عيون السينما المصرية.

موقع "24" في

28.03.2014

 
 

تمنى لو أُتيحت للفيلم إمكانيات إنتاجية أكبر

هشام عبدالحميد لـ24: فيلمي يتحدّث عن قيم الحرية والعدالة

24 - خاص 

يجول الفنان هشام عبدالحميد برفقة فيلمه التجريبي الطويل "لا"، فينتقل من مهرجان آخر، حيث يحظى فيلمه بإقبال جماهيري، وقبول نقدي، وجوائز، يعزّزه الحضور الفني للنجم الذي عرفته السينما والدراما المصرية، عبر العديد من أعماله، منذ قرابة ربع قرن، حيث يؤكد هشام عبدالحميد في حوار مع 24 أن مسيرته الفنية تتكامل ما بين عمله أستاذاً أكاديمياً، ومن ثم ممثلاً محترفاً، ومخرجاً صاحب رؤية وموقف.

ويستذكر هشام عبدالحميد اللحظة التي قرّر فيها الانتقال من موقع المعيد الذي يدرس طلبته فن التمثيل في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، إلى موقع التصوير، ممثلاً في أفلام من طراز "غرام الأفاعي" مع المخرج حسام الدين مصطفى، و"اليوم السادس" مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مؤكداً أن فيلم "خريف آدم"، للمخرج محمد كامل القليوبي، كان المنعطف الذي أخذه نحو التفرغ للتمثيل، ليقدّم خلال ما يزيد على عشرين عاماً منذ مطلع التسعينيات حتى اليوم، العديد من الأفلام السينمائية، والأعمال التلفزيونية، التي رسمت صورته وحضوره لدى الجمهور.

وعلى رغم تنقّله ما بين مصر وأمريكا، إلا أن عبدالحميد يشير إلى أنه يتواجد حيث تتوفر الفرصة للعمل الفني الذي يرضي طموحه، ويجد نفسه من خلاله قادراً على الإضافة التي يسعى إليها، وهو ما دفعه إلى تحقيق فيلمه "لا"، الذي يتناول قيم الحرية والكرامة الإنسانية، منطلقاً من مصر، وثورة يناير، ولكنه لا يتوقف عند حدود مصر بل يُقارب التاريخ الإنساني، والهموم في بلدان عربية وأجنبية كثيرة، في سعي للتأكيد على أن هذه الهموم مشتركة، ويجتمع البشر من أجلها.

ويؤكّد هشام عبدالحميد أن فيلمه رسالة سينمائية وإنسانية، اختار لها الأساليب الرمزية والتجريبة، في مزج ما بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي، بما يمكّنها من الوصول إلى أوسع قطاعات من الجمهور والمشاهدين، العرب والأجانب، وهو ما تحقق للفيلم حيثما عُرض، دون أن ينكر أنه كان يتمنى لو أُتيحت للفيلم إمكانيات إنتاجية أكبر.

وعما إذا كان سيتوقف عند الإخراج فقط، يقول عبدالحميد إنه فنان لديه العديد من الخيارات الفنية للتعبير، وهو ما يمارسه طيلة حياته، بدءاً من التدريس، ومن ثم التمثيل، وصولاً إلى الإخراج، وإنه لن يحصر نفسه في إطار معين، فحيثما أمكن له التعبير، ممثلاً ومخرجاً ومحاضراً، لن يتردّد في الإقدام على ذلك. مشيراً إلى أن لديه أمل كبير بأن المستقبل سيكون أفضل، وأن آفاق السينما العربية إلى مزيد من التطور والازدهار.

موقع "24" في

28.03.2014

 
 

مهرجان مواسم للسينما العربية في باريس:

حضور لافت لنون النسوة

العرب/ أحمد باشا ـ باريس 

باريس تحتضن فعاليات مهرجان 'مواسم' للسينما العربية، حيث ضمّت الدورة الأولى حوالي 40 فيلما عربيا، يحمل معظمها صبغة تجريبية.

المهرجان سجل مشاركة عربية واسعة (مصر، تونس، سوريا، السعودية، العراق، اليمن وفلسطين)، اختتمت فعاليته مؤخرا بعرض الفيلم السوري “اليازرلي” 1974 للمخرج العراقي قيس الزبيدي، المأخوذ عن عمل روائي للكاتب السوري حنا مينا.

أقيم المهرجان بمبادرة فردية وبجهود استثنائية من الناقدة السينمائية والإعلامية هدى إبراهيم، وذلك بالتعاون مع سينما “لاكليه” الباريسية.

مديرة المهرجان التي أكدت في كلمتها الرسمية على موقع المهرجان أن فكرته تدعو إلى إتاحة الفرصة إلى أفلام النساء، صناعة وموضوعا، للظهور خاصة في زمن لا تزال المرأة العربية تعاني فيه من شتى أشكال القهر الاجتماعي والسياسي.

افتتاح التظاهرة كان مع الفيلم الكردي “بلادي الحلوة والحادة” لمخرجه هنر سليم. الفيلم الذي يبدأ بمشنقة غير صالحة لتنفيذ أول حكم إعدام بحق مجرم في المناطق الكردية، يروي حكاية شاب من مقاتلي البشمركة، يصطدم بقسوة الواقع السياسي عندما يعمل كمدير لمركز شرطة على منطقة حدودية. فما بعد سقوط صدام محكوم بما قبله؛ معظم الفساد المستشري واغتصاب القانون لا يزال حاضرا وممثلا بقوى وتوازنات اجتماعية سياسية رثة ومهترئة، تذكر بشبح الاستبداد والطغيان.

ومن الأفلام العربية التي أثارت ضجة سينمائية، خاصة التي شاركت في دورة مهرجان برلين السينمائي مؤخرا، وقد عرض في سينما “لاكليه”، فيلم “اضحك تضحك لك الدنيا” لإيهاب طربية ويو آب غروس. الفيلم الذي أنتجته مؤسسة “بتسليم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، والذي يروي حكاية عائلة الحداد الفلسطينية التي تسكن في الخليل. استيقظت العائلة على مداهمة جنود إسرائيلين للمنزل، فقاموا بتصوير مواد الفيلم التي تفضح انتهاكات جيش الاحتلال.

شهدت دورة مهرجان “مواسم” تميزا مصريا، مثل فيلم “أم أميرة” الذي يقدم خلال 25 دقيقة امرأة مصرية تعتاش على بيع “السندويش” في محيط ميدان التحرير. الفيلم يصور صراعاتها الداخلية، لا سيما تعاملها مع موت ابنتها نتيجة الإهمال والفساد في المستشفيات. ويعكس أيضا نمط تفكيرها في مواجه نظام سياسي دفعها للاشتغال في مثل هذه المهنة. ثاني الأفلام المصرية التي عرضت في مهرجان برلين، وعرضت في مهرجان مواسم أيضا، كان فيلم “أريج”، من أهم الأفلام التي عرضت في التظاهرة، حيث تصور مخرجة الفيلم الألمانية المصرية هالة شفيق أربع شخصيات مصرية تعيش في مدينتين مختلفتين. معالجة من خلال شريطها السينمائي، قضايا راهنة وحاضرة في التاريخ المصري الحديث عبر بداية “رش المتظاهرين بالماء في ميدان التحرير” لتفتح الباب عبر قراءة التاريخ وصراع الإيديولوجيات الذي يخيم على الواقع المصري.

مخرجات عربيات تصدين لأفلام تحاكي قضايا الراهن العربي وحال المرأة العربية اليوم، وقد عرض خلال أيام مهرجان “مواسم” للسينما العربية أيضا، فيلم “الخروج للنهار” للمخرجة المصرية هالة لطفي. كذلك حضرت المخرجة الخليجية، حيث عرض في السياق نفسه، “قتلوها تذكرة للجنة” لليمنية خديجة السلامي، و فيلم “حمامة” للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم و”حرمة” للسعودية عهد كامل.

على مدى ثلاثة أيام، وفر المهرجان فرصة للجمهور الباريسي ليتطلع على حال السينما العربية اليوم، وعلى اشتغالات المرأة العربية في حقل السينما، لتحكي بصوتها عن همومها ومشاكلها السياسية والاجتماعية، التي لا تنفصل أبدا عن جوهر القضايا الشائكة في المنطقة العربية عموما.

العرب اللندنية في

28.03.2014

 
 

'كوميديا جادة' فيلم صور في خمسة بلدان مختلفة ليحكي العراق الآخر

العرب / بغداد 

فيلم 'كوميديا جادة' جرى تصويره في خمس دول: إسبانيا ولوكسمبورغ وسلطنة عمان والإمارات وطبعا العراق، الذي شكل المحطة الأخيرة بين هذه الدول.

سيكون الفيلم الذي يخرجه الإسباني لاندير كاميريرو ناطقا باللغة العربية “اللهجة العراقية”، وستتوفر نسخ منه مترجمة إلى ست لغات: الأنكليزية، الفرنسية، الأسبانية، الباسكية، الإيطالية، والعربية.

ظرافة معبرة

قال الفنان نزار الراوي رئيس جمعية الفنون البصرية المعاصرة والمنتج المنفذ وبطل الفيلم «تصوير مشاهد فيلم “كوميديا جادة” في محطته الأولى جرت في إسبانيا ولوكسمبورغ، انتقل بعدها فريق التصوير إلى سلطنة عمان لتصوير المشاهد الخاصة بالفيلم، وتحديدا منطقة (البدية الصحراوية) ومدينة صور (الساحلية)، إضافة إلى مدينة مسقط العاصمة، ومن هناك انتقل الفريق إلى أبوظبي ودبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة لتصوير المشاهد الأخرى».

مؤكدا: “إن هذا الفيلم يطمح إلى تطبيق المواصفات والمعايير العالمية، في مرحلتي الإنتاج والتسويق، ويتعرض إلى قصة واقعية، بأحداث حقيقية تحصل في العراق، فيها الكثير من الظرافة واللمسات الكوميدية، إلا أن مجريات الأحداث تأخذ في كثير من الأحيان مسارات جدية خطرة..”.

وأوضح الراوي: “وبالنظر إلى جرأة الفكرة وجدية العمل، وتوفر خبرات مهنية متميزة، وموثوقية عالية لدى معظم المشتركين في صناعة هذا الفيلم وأغلب العاملين فيه، ولكونه يعدّ محاولة غير مسبوقة لتحريك عجلة السينما العراقية في المسارات العالمية، وابتعاده بجدية عن أجواء الحرب والتعبير عن القضايا السياسية، وملابسات الصراعات والعنف، ونتائجه المباشرة وغير المباشرة، فقد استقطب الفيلم ومنذ أن كان مشروعا اهتمام عدد كبير من الجهات والمؤسسات الإعلامية والمهرجانات الأوروبية”.

ديكو دراما

من جانبه أكد المخرج الإسباني لاندير كاماريرو: “الفيلم يكاد يكون ديكو دراما، فهو يجمع بين الوثيقة والدراما، ولقد كتب السيناريو وفق هذا الأسلوب، الذي أسهم فيه وفي كتابة الحوارات باللهجة العراقية الكاتب محمد رحيمة والفنان نزار الراوي، حيث يرتكز على فكرة عامة تتحرك بشكل يتواءم مع الظرف العراقي الراهن، وجرى تصويره ببغداد وفي قرية بإحدى المحافظات الجنوبية، حيث يعدّ قصة واقعية مموهة بشكل وثائقي”.

مضيفا: “ووفقا للسيناريو فقد جرى تصوير مشاهد من الفيلم خارج العراق، وقد اخترت بلدانا لدينا معرفة بها، ومن صوروا معنا كانوا متعاونين ولطفاء ومرحبين بفكرة الفيلم، فنحن تعاملنا مع أناس غير محترفين، أي أناس طبيعيين بمواصفات معينة تصلح لمجريات الفيلم، حيث يظهر فيها بطل الفيلم نزار وهو يبحث عن تمويل لصناعة فيلم كوميدي ولتنظيم مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير، فتحصل مفارقة تخص العراق حين يبحث عراقي عن تمويل خارجي لمهرجان عراقي يقام داخل العراق”.

مشيرا إلى أن: “الأحداث في العراق تبلغ نسبتها 85 بالمائة من القصة، حيث يجري انتظار عودة رئيس المهرجان من جولته الخارجية في هذه البلدان، دون الحصول على تمويل، ويبقى البطل قلقا ليس لأن المهرجان لم يحصل على تمويل، وإنما لأنه لم يحصل على أفلام كوميدية لعرضها في المهرجان”.

الفيلم يجمع بين الوثيقة والدراما ويستخدم الكوميديا سلاحا لمعالجة الوضع العراقي الراهن

وأوضح كاماريرو: “ونتيجة معرفتي من نزار الراوي، رئيس مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير، بأن الإنتاج السينمائي العراقي متوقف منذ ثلاثين سنة، وتعجبي من إقامة مثل هذا المهرجان، ووجود كل هذا الاهتمام بالسينما، ولأنني أعتقد أن الكوميديا لا تستخدم فقط للتسلية والمتعة، وإنما هي أيضا وسيلة للتغيير، فقد عزمت على استخدامها لملامسة المشاكل الحقيقية في العراق، علما أن الكوميديا مستخدمة وموجودة في كل العالم، حتى لدى البلدان التي تنطوي على مشاكل عميقة، إذ تعدّ أداة نقد وجذب وتفاعل مع الجمهور”.

مشيرا إلى أن اهتمامه بهذا الموضوع: “نابع من تجربة حقيقية عشناها، في إقليم الباسك في إسبانيا، حيث كان الظرف مشابها، وواجهنا نوعا من الإرهاب، وإن كان أقل تطرفا، إلا أنه كان على العموم إرهابا حقيقيا، وكان الإعلام والكوميديا من أكثر الأسلحة والطرق الفعالة، لمحاربة الإرهاب والأفكار المستوردة، إذ من خلال النقد والسخرية من الإرهابيين، حولناهم فعلا إلى موضوع للسخرية والتندر، مما أسهم في تحجيم الأفكار الإرهابية والمتطرفة هناك”.

مؤكدا أن هدفه الرئيسي من وراء هذا الفيلم: “واضح وبسيط.. فأنا لا أستطيع أن أواجه الإرهاب، ولكني سأفتح طريقا للسينمائيين العراقيين، لمواجهة الإرهاب عبر هذا الأسلوب.. كما أرى وأعتقد”.

وختم مخرج فيلم “كوميديا جادة” لاندير كاماريرو حديثه بالإشارة إلى أن “الفيلم يؤدّي وظيفتين: إحداهما داخلية تدفع السينمائيين العراقيين إلى العودة لاستخدام الكوميديا من أجل التغيير.. والثانية خارجية تهدف إلى عكس صورة أكثر مصداقية وواقعية عن العراق، وعلى العكس مما تظهر في وسائل الإعلام؛ فضلا عن التأكيد على وجود حياة في العراق..”.

العرب اللندنية في

28.03.2014

 
 

'ديكور' قصة حب بالابيض والاسود

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

المخرج أحمد عبدالله يدخل مغامرة جديدة بتصوير شريط 'ديكور' بالابيض والاسود في سابقة مصرية منذ فيلم 'ناصر 56'.

اتفق المخرج أحمد عبدالله مع الفنان خالد أبوالنجا، على الشكل النهائي لفيلمهم الجديد "ديكور"، وهو الفيلم الذي يقومون بتصويره حالياً، على أن يعرض الفيلم بالأبيض والأسود في سابقة في الأفلام المصرية منذ فيلم "ناصر 56".

وتدور احداث الفيلم حول قصة حب طويلة تقر على اثرها مها "مهندسة الديكور "الزواج من شريف لتبدأ الحياة الزوجية بينهما، هكذا تبدأ أحداث فيلم "ديكور "الذي تقوم ببطولته حورية فرغلي مع خالد أبو النجا في أولى تجاربهما وتعاونهما الفني معا.

تظهر حورية فرغلي أو "مها "وهي سيدة حالمة رومانسية تمتلك ورشة فنية تعمل بها في الديكورات والتحف حيث تخصصت في دراسة الديكور، ولكن حياتها لا تخلو من المشاكل الزوجية مع زوجها شريف مما جعل كل منهما يقرر التخلي عن الآخر والانفصال.

ولتنسى طليقها تقرر المهندسة "مها " بداية حياة جديدة في مدينة جديدة ومهنة جديدة.

تسافر إلى مدينة أخرى لتعمل مدرسة في احدي المدارس الاعدادية، وتبدأ حياة أخرى فتتعرف على أحد زملائها بالمدرسة وهو "مصطفى "والذي يقوم بدوره ماجد الكدواني، وتنشأ بينهما قصة حب تتوج بالزواج وبعد شهور أنجبت مها من مصطفى طفلها الأول وتحقق حلم الأمومة الذي راودها، ولكن القدر لا يمنحها فرصة السعادة فنشبت الخلافات بينها وبين زوجها الثاني لتنهي زيجتها الثانية بالطلاق.

مها رغم فشل تجربة زواجها الثاني لم تستسلم لتعاسة قدرها وتقرر أن تمنح قلبها فرصة جديدة ولكن في بلد آخر، فتأخذ أولادها وتسافر وهناك تتعرف على زوجها الثالث وتعيش معه حياتها الهادئة التي تمنتها من البداية.

وفي نهاية الأحداث نكتشف أن كل ما مرت به مها "مهندسة الديكور" من زيجات وانفصال ورجال وأبناء وسفر من بلد لآخر ما هو الا حلم طويل تفيق منه لتبدأ حياتها الواقعية.

وقالت حورية فرغلي أن دورها في "ديكور" من اصعب أدور حياتها نظراً لطبيعة الفيلم لكنها رفضت الكشف عن تفاصيله حتى لا تحرق أحداثه، مشيرة إلى أن الفيلم يتم تصويره بطريقة الأبيض والأسود على غرار افلام الستينات وهو ما يزيد التجربة صعوبة.

الجدير بالذكر أن كل من عبدالله وأبوالنجا وجدا أن فكرة الفيلم وأحداثه ستناسب اللونين الأبيض والأسود على الرغم من تخوف الشركات الموزعة للفيلم من تلك الفكرة، إلا أن إصرار الثنائي بالإضافة إلى المنتج محمد حفظي على فكرتهم وتحمسهم لها، دفع شركات التوزيع إلى الموافقة.

فيلم "ديكور" هو من تأليف محمد دياب والإخراج لأحمد عبدالله، وتقوم شركة نيو سينشري بإنتاج الفيلم والذي صرحت عن اعجابها بفكرة الفيلم منذ اللحظة الأولى وتحمست لإنتاجه برغم من الظروف الإنتاجية التي تشهدها صناعة السينما منذ فترة طويلة.

ميدل إيست أنلاين في

28.03.2014

 
 

سينما مكناس تكتب بأحرف من ذهب 'رسائل نسائية'

ميدل ايست أونلاين/ الرباط 

الفيلم الفرنسي يقتنص الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي لسينما التحريك، وبقية التتويجات تتوزع على اليابان وروسيا وكندا.

اقتنص فيلم التحريك الفرنسي "رسائل نسائية" لمخرجه أوغوستو زانوفيلو الجائزة الكبرى للدورة الثالثة عشر من المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس المغربية.

والمهرجان هو الوحيد من نوعه في أفريقيا والعالم العربي، وتستضيفه منذ عام 2001 مدينة مكناس، التي تضمها قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

واحتضنت مكناس بالمملكة المغربية في الفترة ما بين 21 و26 مارس/اذار الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) باختيار موضوع "سينما التحريك بكندا" محورا لفعالياتها.

وتندرج الجائزة الكبرى والمسندة للفيلم الفرنسي والتي تقدر قيمتها بحوالي 3 آلاف أورو، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي شارك فيها 36 فيلما تمثل 20 جنسية.

وفاز فيلم "لا بوتيت كاسرول داناطولي" للمخرج الفرنسي إيريك مونتشود بجائزة أحسن فيلم تحريك فرانكفوني قصير، فيما فاز فيلم "دو بلومز" للطالبة اليابانية أيازا كوغينوما بالجائزة الخاصة بأحسن فيلم مدرسي.

وحاز فيلم "أودوغا" للمخرجة الروسية آنا بودانوفا بجائزة لجنة التحكيم، فيما نال جائزة الجمهور فيلم التحري الكندي "غو دو لا نكونسيونت" للمخرج كريس لاندريث.

وأوضح المدير الفني للمهرجان محمد بيوض في ندوة صحفية نظمت سابقا بالدار البيضاء أن المهرجان المنظم من قبل (مؤسسة عائشة) بشراكة مع المعهد الفرنسي بمكناس اختار تقريب الجمهور المغربي من التجربة الكندية المتميزة في مجال سينما التحريك من خلال عرض إنتاجات الوكالة الوطنية للأفلام بكندا، التي تعتبر من أبرز مختبرات الإبداع السينمائي في العالم، والتي شملت إبداعات مهمة لمنتجين قدموا أعمالا كبيرة في إطار سينما التحريك.

وأشار إلى أن من أهم الأسماء التي استضافها المهرجان المنتجة المنفذة بالوكالة الوطنية للأفلام بكندا جولي روي التي اقترحت على جمهور المهرجان مجموعة من الأفلام التي تتناول موضوع المرأة في سينما التحريك، والمخرج المتميز ستيفن ولشن، الذي برز في مجال سينما التحريك التجريبية، علاوة على برمجة أفلام جديدة لم يسبق عرضها.

وأضاف بيوض أن دورة هذه السنة عرفت أيضا تكريم شخصية بارزة في سينما التحريك وهو نورمان ماك لارين، بمناسبة الذكري المئوية لازدياده، عبر تقديم باقة من أفلامه القصيرة طيلة أيام المهرجان، مع برمجة ورشات تكوينية للتعريف بتقنيات التحريك التي اشتغل بها الرائد السينمائي، إلى جانب استضافة أسطورة سينما التحريك ايريك غولدبيرغ، المخرج في استديوهات ديزني المشهورة.

واشار إلى أنه في إطار تحسين فضاءات العرض عرفت السنة الحالية رقمنة مسرح المعهد الفرنسي وتجهيزه بتقنية عرض ثلاثية الأبعاد.

وذكر المدير الفني للمهرجان أن الحدث الفني واصل تقديم فقراته المعتادة، ومنها تنظيم النسخة الخامسة من المسابقة الدولية لأفلام التحريك القصيرة، والنسخة الثامنة لجائزة عائشة لسينما التحريك التي تتوخى أن تصبح قناة لإبراز المواهب السينمائية الشابة، فيما دعا حفل الاختتام جمهور المهرجان إلى سفر بالصوت والموسيقى في تاريخ سينما التحريك قاده المخرج سيرغ برومبرغ.

ويطمح المنظمون الى تعريف الجمهور المغربي بسينما التحريك، ومواكبة المواهب الشابة ومساعدتها على صقل مهاراتها في الصناعة السينمائية، وترسيخ مدينة مكناس كقبلة وطنية وعربية وإفريقية لهذا اللون من الإنتاج السينمائي، وذلك عبر استضافة العديد من الفنانين والمهنيين الذي يشاركون كل سنة الجمهور متعة المشاهدة السينمائية.

وفاز بجائزة المهرجان الكبرى في عام 2013 الفنان المغربي عبداللطيف العيادي بفيلمه "وليمة".

ميدل إيست أنلاين في

28.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)