كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"محاكمات محمد علي": معركة الأفكار

أمير العمري

 

أفلام كثيرة ظهرت عن الملاكم الشهير "محمد علي كلاي"، ما بين الوثائقية والروائية، كان أحدثها على الصعيد الروائي ما شاهدناه العام الماضي وهو فيلم "أعظم معارك محمد علي" لستيفن فريرز، وكان يقوم بإعادة تجسيد (متخيلة) لما دار وراء الستار من مداولات مرهقة طويلة داخل المحكمة العليا الأمريكية، التي كانت تنظر استئناف الملاكم الأشهر في تاريخ اللعبة ضد الحكم القضائي الذي صدر بتجريده من اللقب والحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بعد أن رفض الخضوع للتجنيد الإجباري في فيتنام!

هذه المرة نحن أمام فيلم "وثائقي" جديد مختلف عما سبقه من أفلام كان معظمها، يركز عادة، على مباريات الملاكمة التي حقق فيها "محمد علي" ما لم يحققه غيره من بطولات.

هذا هو الفيلم الأمريكي "محاكمات محمد علي" The Trials of Muhammed Ali للمخرج بيل سيجيل، وهو عنوان "رمزي" يشير إلى ما واجهه محمد علي من "محاكمات" ومعارك أخرى خارج الحلبة لا تقتصر فقط على معركته القضائية، بل معاركه داخل المجتمع، مع الذين رفضوه ورفضوا أفكاره وصبوا عليه لعناتهم، ومن إعتبروه جزءا من حركة "عنصرية" أخرى مضادة تعادي المجتمع وتحرض على العنف، ومن إعتبروه "إهانة" لأمريكا بعد رفضه أداء الخدمة العسكرية، ومن رفضوا أن يفهموا وا حدث له من تحول في اتجاه التماثل مع هويته الشخصية وقناعاته الفكرية، التي تؤدي بالضرورة إلى مواقف سياسية ونظرة اجتماعية قد تغضب الكثيرين.
هذا فيلم مثير للجدل، لكنه يسعى نحو تحقيق نوع من "الاستنارة" فيما يتعلق بـ"قضية محمد علي" الأساسية، أي إختياره، وهو في قمة مجده الرياضي بعد أن حصل على بطولة العالم في الوزن الثقيل للمرة الأولى (التي سيحتفظ بها ثلاث مرات) أن يعلن إعتناقه الإسلام، ويقوم بتغيير إسمه من "كاسيوس كلاي" إلى محمد علي كلاي، ويصبح أحد الأعضاء البارزين في جماعة "أمة الإسلام" التي أسسها الداعية إليجا محمد في أمريكا وكانت تطالب بفصل السود الأمريكيين عن البيض، وتأسيس مجتمع خاص بالأمريكيين من أصول افريقية، وهي الحركة التي امتلكت الكثير من المدارس والمستشفيات والأراضي والعقارات ودور الرعاية المخصصة للسود الأمريكيين.

في بداية الفيلم نشاهد محمد علي في أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة، يتحدث بجرأته المعهودة عن موقفه من التجنيد الاجباري، ثم كيف ينبري المنتج والمعلق ديفيد سسسكند لكي يصفه بأنه "أحمق ووصمة عار في جبين الأمة الأمريكية"!

محمد علي- الذي يصر دائما، حتى خلال استجوابه أمام لجنة من لجان الكونجرس فيما بعد على مقاطعة أحد أعضاء اللجنة، مذكرا إياه مرات عدة، بأنه ليس "كاسيوس كلاي" بل "محمد علي"، واحد من أكثر الرياضيين في التاريخ جرأة في الحديث المباشر الصريح أمام أجهزة الإعلام، حتى أننا نشاهد في مقابلة مصورة مع الممثل الكوميدي الشهير جيري لويس الذي كان يقدم في الستينيات برنامجا من برامج "التووك شو"، كيف أنه يصر على الكلام وإعلان موقفه السياسي والتعبير عن إدانته للعنصرية بأكثر الألفاظ قسوة، في حين يحاول جيري لويس أن يوقفه قائلا له أكثر من مرة أمام الكاميرا "هل يمكنك أن تغلق فمك لثانية واحدة فقط"!.

بناء الوثائقي

يعتمد فيلم "محاكمات محمد علي" على مواد جيدة من الأرشيف، من الستينيات، لمقابلات محمد علي وظهوره العلني وتتبع مواقفه وتطورها خطوة بخطوة، كما نشاهد مقتطفات من أهم مباريات الملاكمة التي حقق انتصاراته الشهيرة فيها، ويسلط الفيلم الأضواء على حياته الأولى، أسرته ووالده وأشقائه، ثم كيف كان بروزه كملاكم في دورة روما الأوليمبية عام 1960 قبل أن يحصل على بطولة العالم في 1964 ثم يعتنق الاسلام في نفس العام، ويصبح من أشد المعارضين لسياسة التمييز العنصري في الولايات المتحدة، يقيم علاقات صداقة وتحالف مع مالكولم إكس الذي كان في البداية زميلا له في قيادة جماعة "أمة الإسلام" قبل أن ينشق عنها ويوجه انتقادات لاذعة للطريقة التي يدير بها أليجا محمد الجماعة، لكن كلاي يظل مدافعا عن الفصل بين السود والبيض رغم ما يتعرض له من هجوم، وإن كان أبرز ما يصوره هذا الفيلم، تمسكه بمبادئه، بإيمانه العميق بما يعتنقه، بالإسلام كدين يرفض أي تفرقة بين البشر، يرفض العبودية، ويدين الاستغلال والقتل والاعتداء

لا يقتصر الفيلم على مواد الأرشيف التي تشمل أيضا قصاصات من الصحف وصورا ثابتة فوتوغرافية عديدة، بل يطعمها ويدعمها بعدد من المقابلات مع شخصيات بارزة في حياة محمد علي، لم يسبق لها الظهور على الشاشة في أي فيلم من الأفلام التي صنعت عن "محمد علي"، مثل لويس فاراقان الذي خلف أليجا محمد في قيادة جماعة أمة الإسلام، وروبرت لبستايل المحرر الرياضي السابق في صحيفة نيويورك تايمز (وهو يقوم في الكثير من فصول الفيلم بدور الراوية الذي يحكي ويشرح ويفسر ويسلط الأضواء بموضوعية لا تخلو من الإعجاب، على مسيرة محمد علي المثيرة للجدل) كما نشاهد أيضا مقابلات مع الزوجة الثانية لمحمد علي (خليلة)، وإبنته من زوجته الثالثة (حنا)، وشقيق محمد علي (عبد الرحمن)، ومدربه الذي يروي كيف كان يسعى بكل وسيلة أثناء السنوات التي أوقف محمد علي عن ممارسة الملاكمة، للعثور على أي ولاية تقبل إقامة مباراة للملاكمة يشترك فيها محمد علي، دون أن ينجح قط في مسعاه. ويتحدث في الفيلم أيضا أحد الموظفين في المحكمة العليا، الذي يروي تفاصيل ما كان يجري وراء الكواليس من مداولات وكيف أن العضو الأسود في هيئة المحكمة تنحى عن نظر القضية حتى يجنب القضاة الآخرين الحرج، وبالتالي أصبح يتعين على الأعضاء الثمانية التوصل إلى قرار بشأن استئناف محمد علي ضد الحكم بسجنه، وفي حالة انقسام أصواتهم كانت ستتم ادانة محمد علي

إننا نتابع كيف وصل محمد علي في قوة إيمانه بما يعتقده وبمبادئه، التي ليس من الممكن لأحد المزايدة عليه أو التشكيك فيها، إلى أن انتماءه للاسلام يحتم عليه رفض المشاركة في حرب فيتنام التي وصفها بأنها حرب " الرجل الأبيض لقتل الشعوب الملونة"، وقال كلمته الشهيرة "لماذا يطلب مني القتال في فيتنام في حين أن الفيتناميين لم يغتصبوا أمي ولم يحرقوا بيتي ولم ينعتوني بالزنجي"!.

محمد علي يحظر من ممارسة الملاكمة من 1967 إلى 1971، وفي تلك السنوات كان يتعين عليه- كما نرى في الفيلم- إعالة أسرته، فيلجأ إلى الظهور المكثف في البرامج التليفزيونية، وإثارة النقاش حول أفكاره التي كانت تعكس أفكار حركة الوعي الأسود في الستينيات، ويلجأ أيضا إلى الظهور في عروض مسرحية على مسارح برودواي (نرى لقطات نادرة بالألوان له وهو يرتدي شعرا مستعارا كثيفا ويلعب دورا في مسرحية تحريضية تنادي بتحرير السود من العبودية).
لقد أصبحت انتصارات محمد علي الرياضية المبهرة في الستينيات، رمزا لاستمرار النضال من أجل تحقيق المساواة في أمريكا، وكان الكثيرون داخل مجتمع السود المسلمين في الولايات المتحدة يعتبرونها أيضا "إشارة من الله" على أنه يقف بجوار عبده الذي إتجه إليه وسلم له أمره، أي كان ينظر إليها على أنها قد تكون من "المعجزات"، لكن أفكار محمد علي المتشددة أخذت في الاعتدال كثيرا بعد وفاة أليجا محمد، وأصبحت رؤيته الإسلامية تميل للتعايش الإنساني: نرى لقطات نادرة له مع كل من مالكولم إكس ومارتن لوثر كنج زعيم حركة الحقوق المدنية، واقترب محمد علي أكثر من حركة المناضل الأسود ستوكلي كارمايكل التي أعلنت أنها ضد العنف بكل أشكاله، ونراهما في الفيلم معا في أكثر من مشهد.

في الفيلم أيضا يظهر ويتحدث أحد أعضاء مجموعة الأحد عشر رجلا من لويزفيل بولاية كنتكي (موطن محمد علي) الذين وقفوا وراء محمد علي من البداية، ودعموه في مجال الملاكمة ومولوا مبارياته وحملاته الدعائية، وظلت علاقته بهم جيدة حتى النهاية، وحظر على أعضاء جماعة "أمة الإسلام" التعرض لهم باي شكل، وكانوا جميعهم من البيض.

رواية قصة

يعتمد الفيلم على الانتقالات المحسوبة بدقة بين مقاطع المقابلات التي تسلط الضوء على الشخصية في إطار تاريخ الفترة، وبين المواد المأخوذة من الأرشيف، التي تكشف عن جهد كبير ومثير للإعجاب، في البحث والاختيار، مع قدرة كبيرة على الصياغة الفيلمية من خلال مونتاج يحرص على رواية قصة في تدفق وسلاسة آثرتين: قصة صعود، وقصة صراع، وقصة تمسك بالمبادي وبالهوية، تنتهي بالنصر.

في الفيلم بعض الأصوات التي تنتقد موقف محمد علي وتعترض على اختياراته، لكن الفيلم دون شك، يميل للانحياز إلى الملاكم الأسطوري الذي نراه في الكثير من صور الأرشيف يقوم بزيارة عدد من البلدان الافريقية من بينها مصر، ثم بعد أن أصبح سفير الأمم المتحدة للسلام، ونراه وهو يجاهد ارتجافات ذراعه جراء مرض الشلل الرعاش الذي أصيب به عام 1982، لكي يرفع الشعلة الأوليمبية في دورة الالعاب الرياضية في أطلانطا عام 1996.

إن فيلم "محاكمات محمد علي"، ليس فيلما عن شخصية محمد علي فقط (النجم في إطار عصره)، بل عن عصر كامل: عن النضال من أجل المساواة، حركة الحقوق المدنية واغتيال مارتن لوثر كنج، حرب فيتنام بما سببته من شرخ كبير في المجتمع الأمريكي، والإصرار على إدانة رجل ليس بسبب رفضه المشاركة في الحرب، بل بما بدا أنه عقاب له على تمرده وعلى إعلانه وهو في قمة مجده، اعتناق الإسلام، والحديث بجرأة وإدانة معتقدات راسخة قديمة في المجتمع الأمريكي

محمد علي لايزال يعيش بيننا، عاجزا عن الحديث وعن الحركة، بعد أن شغل العالم كله، بحديثه وأبهر الكثيرين بقدرته غير العادية على الحركة داخل الحلبة.. لكنه- على الأقل- عاش حتى شهد وصول أمريكي أسود إلى البيت الأبيض!.

الجزيرة الوثائقية في

26.03.2014

 
 

"نساء من مصر" بملتقى كلميم

ضاويـة خليـفة 

ستكون الجزائر ممثلة في الملتقى الثالث للفيلم الوثائقي بكلميم/المغرب الذي يشرف على تنظيمه مركز الجنوب للفن السابع بفيلمين اثنين الأول في المسابقة الرسمية "ورشة في قمة القبائل" لكمال السحاقي والثاني في البانورما "أشعة الضوء" للفوخ يزيد، فإلى جانب الجزائر تشارك في هذه الدورة ستة دول أخرى وهي المغرب، مصر، اليمن، فلسطين، فرنسا وفلندا بمجموع 22 فيلما 11 منها في البانوراما ونفس العدد في المسابقة الرسمية، كما برمجت إدارة المهرجان ندوتين الأولى بعنوان "صورة المرأة في السينما المغربية بين التوظيف النمطي والتوظيف الرمزي الجمالي"، أما الثانية فستطرح على طاولة النقاش موضوع "الحقوق والحريات في الفيلم المغربي"، وفي الأجندة أيضا أربع ورشات تدريبية حول الفيلم الوثائقي والفيلم الإشهاري والتي تتوزع على المحاور التالية: "المونتاج كمهنة سينمائية"، "النقد السينمائي"، "كتابة السيناريو وإنتاجه"، و"التصوير السينمائي"، وبعدما حملت طبعة العام الماضي اسم "حكيم يحي" واحتفت أول دورة بالمخرج "محمد العياطي" سيرافق اسم الأديبة والمخرجة "بشرى ايجورك" المهرجان هذه السنة كونها تناولت في أفلامها مواضيع تنسجم وتيمة الدورة الجديدة من الفعالية التي تسعى لإبراز دور المرأة في المجتمع، تشجيعها وتوعيتها بحقوقها في نفس الوقت.

تكريم للسينما المصرية و"المسعودي" لرئاسة اللجنة

كما سيتم بالمناسبة تكريم السينما المصرية من خلال المخرجة "نيفين شلبي" صاحبة فيلم "نساء من مصر" الذي سيمثل مصر في المسابقة الرسمية رفقة "قفل وجنزير" لمحمد كرارة و"أمل دنقل" لمصطفى محفوظ، وينافس على الجوائز الثلاث للمهرجان كل من "رقصة الخارجون عن القانون" لمحمد العبودي من فلندا، "الختومات" لمحمد بلخشر من اليمن، و"القاعات السينمائية في خطر" لسهيلة مالحة، ومن المغرب "مأساة العائلة الواحدة" لهشام عيد، "الطفل والمربية" لقطر الندى بشور و"الراية البيضاء" لليلى التريكي و"مدينتي تحتضر" لعبد الرحمن الرائس، بينما نجد في البانوراما فيلم "باب السما" للتهامي بورخيص و"عرس الديب" لمحمد الهوري، "انتظار" علي الدرماوي" و "كوثر صرخة اغتصاب" لخالد العباسي وكذا "مرآة شبابي" لنادية تازي و"صرخة بلعمان" لجنان فاتن محمدي من المغرب، "الطعن الأخير" لماحي بنا من فرنسا، "المهرج" لمحمد حبيب الله، "بقعة حمراء" لريمة محمود من فلسطين، و"3 شمعات" لأحمد فؤاد من مصر، هذا وقد أوكلت مهام اختيار أحسن وأفضل الأعمال للجنة تحكيم مكونة من مهنيين وأكاديميين وكتاب متخصصين في السينما في مقدمتهم الدكتور "بوشعيب المسعودي" مدير مهرجان الفيلم الوثائقي بخريبكةّ والذي سيحل كرئيس لجنة تحكيم الدورة الثالثة التي تضم كل من "عبدو حيمر" مدير مهرجان بصمات لسينما الإبداع بالرباط، "محمد الغريسي" رئيس جمعية الهاوي والمحترف للفيلم بمراكش، المخرجة والأديبة "بوشرى ايجورك"، "برديجي توفيق" رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بكلميم، و"دينا أبوزيد" مدير عام شركة ميديا فيجين للإنتاج الفني والإعلامي بمصر أعضاء، وفضلا عن الأفلام المقترحة للجمهور والمواضيع التي سيناقشها عدد من السينمائيين، النقاد والإعلاميين ستعرف هذه الدورة توقيع شراكة سينمائية بين الملتقى ومهرجان بصمات لسينما الإبداع بالرباط الذي يستعد هو الأخر لإطلاق دورته السادسة مطلع شهر مايو المقبل، وسيشمل بروتوكول التعاون هذا تبادل الأفلام والخبرات والإنتاج وإقامة ورشات كتابة في الفيلم الوثائقي، وسيضاف هذا التعامل إلى سلسلة من البروتوكولات التي تمت سابقا مع المركز السينمائي المغربي أو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ومؤسسات أخرى.

عندما تسخر السينما الوثائقية لترقية الحقوق وإنصاف المرأة

يتجه ملتقى الفيلم الوثائقي بكلميم الواقعة جنوب مدينة أغادير إلى التخصص في الحقوق والحريات وقضايا المرأة والطفل من خلال السينما الوثائقية، وعلى خطى الدورتين السابقتين ستضع إدارة المهرجان في قائمة أولوياتها قضايا هامة للمناقشة تتعلق أساساً بالمحاور المذكورة سواء من خلال الأفلام المشاركة في الدورة الثالثة التي تحمل شعار "السينما الوثائقية رافعة للنهوض بالحريات والحقوق" أو في الندوات المبرمجة والتي تدور مضامينها حول الاعتداءات الجنسية التي تطال المرأة وعمالة الأطفال وتوظيفهم في الحروب والأفلام، ويرجع الدكتور "علوي باسيدي" المدير الإعلامي للمهرجان وعضو المكتب الإداري لمركز الجنوب للفن السابع سبب اهتمام هذا الأخير بالمرأة وموضوع الحريات إلى تنصيفه لهذه المواضيع ضمن القضايا ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمغرب لمعرفة مدى تفاعلاتها مع المحيطين الجهوي والدولي، أمام بالنسبة لعامل الحرية وعلاقتها بالمرأة فأضاف قائلا : "تعد الحرية من المفاهيم الفلسفية الأساسية وعندما يتم إقرانها بالمرأة فلاشك أنه يجب وضع بعض الضوابط الموضوعية التي تلغي ذلك الاعتقادات السائدة لدى الكثيرين والذين يحاولون ربط حرية المرأة بإباحية المجتمع وتحرره من كل القيم التي ترفع من شأن الإنسان، وبناءا على ذلك فالمركز يتبنى منظورا تقدميا يريد من خلاله أن يعزز من مكانة المرأة باعتبارها طرفا هاماً ولها بعض المهام المنوطة به التي تكمل مهام الرجل"، وهنا استحضر المتحدث ذاته بعض الأفكار للمفكرين المسلمين القدامى كابن رشد وابن خلدون وغيرهم من الذين ربطوا تقدم الأمم ومنها الدول العربية الإسلامية بمدى قوة المرأة وحضورها في البناء الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات.

الجزيرة الوثائقية في

26.03.2014

 
 

«12 عاما من العبودية»:

مرثية عن الحرية والأمل

مشير عبدالله 

الحرية مثل الصحة لايشعر بها إلا من فقدها.. فكيف الحال إذا كنت تتمتع بالحرية وكل ما يحيط بها من حياة كاملة من اسرة وزوجة وأبناء وحتى شهرة ثم تصبح فجأة بعد استيقاظك من النوم مجرد عبد !

(فيلم 12 عاما من العبودية) تدور احداثه المأخوذة عن قصة حقيقية عن سلمون  نورثب عازف الكمان الشهير فى نيويورك الذى يلتقى باثنين يعملان سحرة فى  السيرك، واللذين يطلبان منه الخروج معهما فى جولة فنية الى واشنطن لقاء مبلغ كبير لتبدأ قصة معاناة سلمون. يبدأ الفيلم بتعليم العبيد كيفية جمع محصول القصب ثم محاولة أحد العبيد كتابة خطاب مستخدما مياه التوت لكنه يفشل .. ثم نعود للماضى أيام الحرية لسلمون لنتعرف على حياته قبل العبودية حتى يصبح عبدا، ثم تستمر الاحداث فى حياة العبودية. وبعد مرور 83 دقيقة من الفيلم نعود مرة اخرى لنفس المشهد الذى حاول فيه سلمون كتابة الخطاب  السيناريو الذى كتبه جون ريدلى عن قصة سلمون نورثب(1808-1868) ركز على الكثير من الجوانب الانسانية لحالة العبيد فى القرن التاسع عشر وما كان يحدث لهم من اختطاف وقهر وتعذيب وقتل لأتفه الاسباب. سيناريو كتب بتأثر شديد حتى انه عرض الاحداث بهدوء وهو مقصود لجعل المشاهد يشعر بمدى المأساة التى عاشها سلمون ولكن عرض المخرج كان ابطأ من اللازم، كما ان الذهاب للماضى ثم العودة للحاضر، ثم الرجوع مرة اخرى كان ضد الدراما.

. شيوتيل ايجوفو فى شخصية (سلمون نورثبرغم دوره المليء بالاحداث وكل المؤثرات العاطفية التى تجعل الممثل يبدع فى ادائها و ترشحه للاوسكار عنها، الا ان المشاهد لا يستطيع ان يصل بالتعاطف معه الى النهاية،  فهو لم يبذل الجهد المطلوب لاخره.

. مايكل فاسبندر فى دور (ادوين ايبس ) السيد العاشق المتسلط شخصية مركبة رشح عنها للاوسكار ، ولم يحصل عليها، فاداؤه فى معظمه متصنع رغم المساحة الكبيرة التى اتيحت له

ليوبيتا نيونجو فى شخصية (بيتسى ) التى يعشقها سيدها لدرجة العذاب رغم حصولها على الاوسكار عن هذا الدور، لكن اداءها فى المجمل لايستحق هذه الجائزة. مدير التصوير شين بوبيت استطاع ان ينقلنا الى القرن التاسع عشر للطبيعة البكر وهو ما كان من أهم اسباب حصول الفيلم على اوسكار احسن فيلم.  جونى والكر فى المونتاج:رغم القصة الكبيرة وترشحة لاول مرة للاوسكار عن هذا الفيلم الا انه ترك الايقاع رتيبا لا ندرى لماذا ، مما أفقد الفيلم الكثير. فالمشاهد سواء فى اولها او آخرها بها ملل غريب، مثل مشهد محاولة شنق سلمون. فعلى الرغم من وجود موسيقى قوية الا انها لم تستطع الارتقاء بالايقاع، فالمونتاج لم يكن فى خدمة الدراما

الموسيقى للعملاق (هانز زيمر): استخدامه لكل الآلا ت الممكنة عمق الاحساس بهذا الزمن، فمنذ دخول الموسيقي، بعد اول مشهد واستخدام الكمان، وحتى الإحساس بالخطرفى مشهد الشنق لسلمون ، جعل الموسيقى تشرح الصورة .

استيف مكوين فى الاخراجفى أول دروس الإخراج التحذيرية يجب ألايقع المخرج فى حب لقطة او مشهد مهما تكلف هذا المشهد، بل يجب النظر لمصلحة العمل فى المقام الاول. وهو ما وقع فيه المخرج ففاز بثلاث جوائز أوسكار فقط رغم ترشحه لتسع. فقد حصد فيلم (جرافيتى ) على كل الجوائز الممكنة.

السيناريو كان لقصة حقيقة أما احسن فيلم بالاوسكار فتمنح للمنتجين وعلى رأسهم المنتج

الممثل براد بيت والمنتجون معه.

ويكفى لهم كم الممثلين الذين شاركوا فى الفيلم حتى جائزة احسن ممثلة مساعدة  كانت تشجيعا لليوبيتا نيونجو الممثلة الكينية.

الأهرام اليومي في

26.03.2014

 
 

مى سليم :

أتمنى العمل مع نجوم الكوميديا

أميرة أنور عبد ربه 

تأمل الفنانة مى سليم أن تحقق جماهيرية فى السينما كالتى حققتها فى الغناء، وتحاول جاهدة عمل موازنة بينهما، خاصة أنها استطاعت أن تخطو خطواتها الأولى فى السينما بعد تجربتين مختلفتين لها من خلال فيلمى «الديلر» مع أحمد السقا و«المعدية» الذى يعرض حاليا.

عن فيلمها الجديد ودورها فيه تحدثت لنا مى فى هذا الحوار :

·        كيف استعددت لدور نادية فى فيلم المعدية ؟

ـ سعيدة جداً بدورى فى الفيلم خاصة ان نادية مختلفة عنى ولم اقدمها فى أدوارى السابقة فالفيلم إجتماعى رومانسى يظهر العلاقات الانسانية بين الأفراد ولكن بشكلمانسي) ويحسب لـ د. محمد رفعت كاتب السنياريو ذلك. ونادية فتاة تظهر بقوة شخصيتهاولكنها ضعيفة من الداخل وتلك الشخصيات موجودة بكثرة فى مجتمعنا.

·        إذن كيف رسمت شخصية نادية حتى تظهر ذلك على الشاشة كما شاهدناها ؟

ـ بعد قراءتى للشخصية قمت بجولة الى المناطق الشعبية للتعرف على هذه الطبقات وكيف تعيش، ولذلك ظهرت نادية بدون ماكياج لا تتزين إلا عندما يأتى زوجها من السفر ويكون وضع الماكياج على قدر فهمها البسيط له.

·        الفيلم عرض فى العديد من المهرجانات ونال استحسان النقاد، ولكن غالباً لا تحقق أفلام المهرجانات إيرادات فكيف ترين ذلك ؟

ـ بصراحة أتوجه الى الجمهور الذى يرفض ولا يحب الأفلام ضعيفة المستوى أن يذهب لمشاهدة الفيلم فى السينما فهو فيلم اجتماعى رومانسى له قيمة ورسالة وحان الوقت لكى تشجع تلك الأفلام حتى يقبل المنتجون على انتاجها من جديد.

·        فيلمك الأول «الديلر» كان مع نجمى السينما أحمد السقا وخالد النبوى والمعدية فيلم مع مجموعة من الشباب فما هو الفرق بين التجربتين ؟

ـ سعيدة بالتجربتين فكل تجربة لها طعم مختلف عن الأخرى ففى «الديلر» قدمت أنا البطولة النسائية فى العمل ،أما فى هذا الفيلم فالبطولة جماعية، وكان هناك تفاهم كبير بيننا داخل الاستديو .

وتضيف مى : بالنسبة لى مايجذبنى للدور هو أن يقدم رسالة للجمهور اما اذا كان بطولة جماعية أو مطلقة فهذا الأمر لا يفرق معى خاصة أنه قد يكون فيلمى القادم مثلاً بطولة مطلقة !

·        البعض يقول إن السينما والتليفزيون أخذتك بعض الشيء من الغناء ،فهل ستركزين على التمثيل خلال الفترة القادمة ؟

ـ أنا أحب التمثيل وأعشق الغناء الذى كان بداية ظهورى كفنانة للجمهور، وأحاول بقدر الامكان عمل موازنة بينهما ،وبالفعل لقد وقعت عقدا جديدا مع محسن جابر وقمت باختيار خمس أغاني، ومن المقرر طرح الألبوم فى موسم الصيف القادم !

وابتعادى كان لظروف خارجة عن إرادتى بسبب ظروف البلاد الاقتصادية السيئة، وهذا الأمر لم أتأثر به وحدى وإنما انعكس على جميع المطربين والفنانين.

·        رصيدك السينمائى فيلمان والاثنان خاليان من الغناء فهل هذا مقصود ؟

ـ طبيعة الدور هى التى تفرض على ذلك ! فأنا لا اشترط الغناءفى أفلامي، فالمسألة ليست بالعافية والذين يصممون على ذلك يفشلون فى تجاربهم ! وعندما اتجهت للسينما كان هدفى التمثيل !

·        هل يمكن أن نشاهدك فى دور كوميدى ؟

ـ تضحك وتقول : أتمنى ذلك لأننى أشعر بأنها ستكون نقلة فنية لى فى السينما، ولا أخفى رغبتى فى العمل مع أحمد حلمي، ومحمد سعد وأحمد مكى فهم نجوم كبار يشرفنى العمل معهم.

الأهرام اليومي في

26.03.2014

 
 

السينما على الإنترنت عصر جديد للمدرسة العربية

عصام سعد 

تقوم المدرسة العربية للسينما والتليفزيون بتعليم فنون السينما والتليفزيون مجانا وهي تهدف إلي توفير الفرصة للحصول علي تعليم وثقافـة متخصصة في مجالات السيناريو ، الإخراج ، التصوير، ، المونتاج ،الصوت، الإنتاج ، الديكور ، الرسوم المتحركة . ويتم شرح هذه المناهج باستعمال الوسائط المتعددة Multimedia ، أي بالصور الثابتة Still images ، والصور المتحركة motion images ، والصوت Audio ,

والنص المكتوب Text ، ورسومات الكمبيوتر Computer graphics ، حتي تصل المعلومة مبسطة إلي كل الدارسين والمهتمين بهذه الفنون سواء من المحترفين أو الهواة علي حد سواء .

ومؤخرا حصلت المدرسة علي موافقة من وزارة الثقافة بعمل امتحانات للطلاب والحصول علي شهادات وتصاريح عمل من نقابة السينمائيين ،وتأتي هذه الامتحانات في مناهج السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت من خلال مائة سؤال يطرح علي الطالب عبارة عن «اختيار متعدد وملء الفراغات ووصل الجمل» بحيث يحصل كل طالب فور اجتيازه للاختبارات علي شهادة معتمدة، ويقوم بإخراج فيلم تحت إشراف د. مني الصبان التي تقوللأول مرة في الوطن العربي يتم عمل امتحانات لطلاب المدرسة العربية للسينما والتليفزيون حيث يتم عمل الامتحانات كل ثلاثة أشهر، وأول اختبارات ستكون يوم 13 ابريل المقبل بمركز طلعت حرب الثقافي بالسيدة زينب

وعن تكريمها في مهرجان المركز الكاثوليكي قالتحصولي علي هذا التكريم يعد تتويجا لرسالتي التي أعيش من أجلها والتي تهدف إلي التعاون مع الشباب غير القادر علي الالتحاق بمعهد السينما لان عدم وجود فرصة بالالتحاق تجعل فرصتهم في تعلم فنون السينما معدومة خاصة شباب المحافظات .. وتضيف فوجئت بتكريمي وسعدت به كثيرا لأنه يحقق نبوءة والدتي رحمها الله التي علمتني حب السينما وتحمل المسئولية وعلمتني أيضا أن الكلمة التي تخرج مني هي بمثابة عقد لا يصح الرجوع فيه .

يذكر أن المدرسة العربية للسينما والتليفزيون أنشئت بالقرار الوزاري رقم 446 لسنة 2001، كأول موقع إليكتروني لتعليم فنون السينما والتليفزيون، ونشر ثقافتهم عن بعد للناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية.

الأهرام اليومي في

26.03.2014

 
 

عمرو إسماعيل :

المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية سر نجاحى

محمد مختار 

شهدت السنوات الأخيرة نجاحا كبيرا للموسيقى التصويرية التى كان لها دور مؤثر وفعال فى إبراز مواطن الجمال داخل الافلام المصرية ، ويعتبر المؤلف الموسيقى عمرو إسماعيل من أبرز مؤلفى الموسيقى الذين كانت لهم بصمات واضحة فى عدد كبير من الافلام المصرية التى حققت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية.

وأكد عمرو إسماعيل أن التجديد هو كلمة السر فى نجاح أى عمل موسيقى حيث حرصت على التنوع فى الافلام والموضوعات ما بين الكوميدى والدراما والاكشن ، بالاضافة لمحاولة وضع لمسات جديدة ومختلفة فى كل فيلم ، وعمل مزيج بين الموسيقى الشرقية والغربية ، وهو ما نجحت فى تقديمه فى عدد كبير من الأعمال السينمائية مثل أفلام «فى محطة مصر»و «خارج على القانون» ، كما قمت بعمل 3 افلام مع أحمد حلمى هى «كدة رضا» و«ظرف طارق» و«أسف على الزعاج» ، كما تعاملت مع محمد هنيدى فى 3 أفلام مثل «عندليب الدقي» و«رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» بالإضافة لفيلم «بوبوس» مع النجم عادل إمام.

وأضاف عمرو أنه يفضل العمل فى الافلام الجادة والتراجيدية ،لأن العمل الكوميدى يعتمد على أفيهات الممثل، عكس التراجيدى والدرامى التى تمنح المؤلف الموسيقى الفرصة لوضع لمساته الخاصة داخل العمل وأوضح إسماعيل أنه دائم السفر لبلاد العالم للتعلم، وقد سافر أكثر من مرة لبلدان جنوب شرق آسيا للحصول على شهادات فى الموسيقى والهندسة الصوتية كما سافر للندن مؤخرا للاحتكاك بالموسيقيين خارج مصر قائلا إن هذا الأمر يمنحنى التعرف على أفاق جديدة فى ظل حالة الركود فى السوق المصرية، ويعطينى فرصة جيده للإطلاع على التكنولوجيا الحديثة وهو ما يعطى ثقلا للألبوم الجديد الذى سوف يتم طرحة بمناسبة مرور 20 سنة على اول البوم خاص لى وهو رحيل، مؤكدا أنه تلقى عروض من بعض المؤسسات الأمريكية لإقامة بعض الحفلات هناك ومن المقرر أن يقوم بزيارة لأمريكا للتوصل لإتفاق فى ظل حرصه على التعاون وتقديم حفلات بالخارج

وكشف عن تفضيله العمل بالسينما عن التليفزيون لأن بها وجبة مكثفة جدا حيث إن الفيلم مدته لا تزيد على ساعتين.

وأوضح إسماعيل أن هناك معاناة يتعرض لها المؤلف الموسيقى فى السينما المصرية حيث إن الموسيقى تكون دائما فى آخر مراحل الفيلم بعد الانتهاء من التصوير ، وبالتالى يكون الوقت مضغوطا بالنسبة للمؤلف الموسيقى الذى يكون مطالبا بعمل موسيقى الفيلم خلال اسبوعين فقط قبل العرض ،مشيرا إلى أن العمل من بداية التصوير أفضل.

وقال إسماعيل إنه قررالعودة لتأليف الموسيقى البحتة مرة أخرى بسبب تراجع إنتاج الأفلام بعد الثورة ، حيث بدأ فى عمل البوم جديد وتسجيل بعض المقطوعات بالقاهرة، كما قرر السفر لتسجيل باقى العمل فى استديوهات لندن.

وقالآخر أعمالى فيلم جديد لرامز جلال بعنوان «زوجتى ومراتي»، وبالنسبة للتليفزيون هناك مسلسل «اكسلانس» لأحمد عز.

الأهرام اليومي في

26.03.2014

 
 

الحوادث والأزمات الصحية أسلوب جديد فى الدعاية للأعمال الفنية 

استغل عدد من النجوم تعرضهم لحوادث وازمات صحية للاعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعى كنوع من الدعاية ويحاول البعض منهم تغليف هذه الدعاية بصور موثقة للحدث والبعض الآخر يكتفى بطلب الدعاء له بالشفاء وكان آخر من قام بهذه الدعاية المخرج مراد منير زوج الفنانة فايزة كمال والتى تعود قريبا من خلال مسرحية «زيارة سعيدة جدا» 

حيث اعلن منير عن اجراء زوجته لعملية دقيقة خلال الايام المقبلة مطالبا جمهورها بالدعاء لها بالشفاء بينما لم يعلن عن نوع العملية ولكنه أكد أنه تم تأجيل عرض المسرحية بسبب تعرض بطلتها لوعكة صحية حيث سيتم افتتاحها فى يوليو القادم.

ومن جانبها اثارت سارة سلامة دهشة متابعيها على موقع الفيس بوك حيث قامت منذ يومين بكتابة عبارة «ادعولى» قبل دخولها مباشرة إلى غرفة العمليات حيث قالت إنها تعانى من التهاب فى غضاريف الأنف مما يستدعى دخولها لإجراء عملية جراحية دقيقة وقد كانت الفنانة رانيا البحيرى قامت بكتابة متابعة لحالتها الصحية قبل وبعد اجرائها العملية بالانف ايضا الاسبوع الماضى حيث طالبت متابعيها بالدعاء لها اثناء اجرائها لعملية بالانف وبعد خروجها كشفت عن حدوث نزيف مفاجئ لها مما اضطرها للانتقال مرة أخرى إلى المستشفى لاستكمال علاجها هناك.

ومن اشهر الفنانين الذين قاموا باستغلال الفيس بوك للاعلان عن ازماتهم الصحية كان الفنان خالد الصاوى والذى كتب على صفحته الخاصة انه سيضطر للخضوع إلى جراحة بالعمود الفقرى وبعد انتهاء العملية ونجاحها قام بنشر صورة وهو بملابس المستشفى مطمئنا جمهوره انه اصبح فى حال افضل.

بينما قام الفنان سعد الصغير بنشر صورة له بعد وقوع حادث سير بيوم واحد وذلك اثناء تلقيه العلاج فى أحد مستشفيات القاهرة وقد اظهرت الصورة مدى اصابته البالغة وقام بمطالبة جمهوره بالدعاء معبرا عن شدة الحادث وخطورته.

ومن جانبها قامت الفنانة مى سليم منذ اسبوعين بنشر صورة لها اثناء دخولها حالة اغماء شديدة ناتجة عن الارهاق بسبب ضغط العمل وتكثيفها لمشاهدها بمسلسلاتها الثلاثة التى تشارك بها كما اعلن محمد قماح نجم ستار اكاديمى منذ شهر عن استعداده لاجراء عملية خطيرة لازالة ورم بالمخ واجرى العملية بمعهد ناصر للأورام.

روز اليوسف اليومية في

26.03.2014

 
 

تشويه أفلام الأوسكار بتوقيع رقابة «مصر» و«لبنان» و«دبى»

كتبت : جيهان الجوهري 

منذ عدة أعوام كانت لنا الأسبقية فى عرض، الأفلام الأجنبية قبل الدول العربية ووقتها كنا بحكم عملنا نشاهد الأفلام قبل عرضها جماهيريا إذا كان للرقابة موقف من بعض المشاهد وكان يتم مناقشة السادة الرقباء فى هذه المشاهد ومدى تأثير الحذف على السياق الدرامى للعمل، وفى أغلب الوقت كان رأى النقاد والصحفيين ينتصر  لعرض المصنف الفنى كاملا وهذا كان العصر الذهبى للرقابة على الأفلام الأجنبية فى مصر.

أما فى وقت انسحاب الريادة من تحت أقدامنا فقد أصبحت الأفلام الأجنبية تعرض أولا فى لبنان أو دبى ليقوم جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لديهم بممارسة تشويه النسخة الأصلية من خلال حذف المشاهد ثم يتم تصدير النسخة المشوهة لنا. وهذا بالطبع له سعر مختلف بالمقارنة عما إذا حصلنا على النسخة الأصلية من بلد منشأ الفيلم «أمريكا»، فشركات التوزيع يكون لها حق توزيع الفيلم فى الشرق الأوسط بالكامل لكنها  تعطى النسخة الأصلية للأفلام لمن يدفع أكثر ليعبث بها كما يشاء من خلال رقابة بلده ثم تتلقفها فروع شركات التوزيع لدينا بأسعار أقل ليتم عرضها.

-لكننا لاننكر أن هناك شركات توزيع مثل «فوكس» و«وارنر» تحرص على توزيع أفلامها فى مصر فقط، وهذا العام كان لها نصيب الأسد فى  عرض 3 أفلام متميزة حصدت أكبر كم من الجوائز فى الجولدن جلوب ثم الأوسكار وهى «Argo» «lif of pi»  «Lincolnh» - وبالطبع  عندما  تقوم الجهات الرقابية فى أى بلد بحذف مشهد أو أكثر من فيلم أجنبى فى هذا الزمن لابد أن تشعر بخيبة الأمل لأننا أولا ضد الرقابة على الإبداع الفنى وضد العمل بقوانينها التى تقترب من 50 عاما والتى لاتناسب هذا العصر، ثانيا إنه ليس مقبولا على الإطلاق تصدير فيلم لنا عبثت به رقابة قد تكون أكثر تشددا من الرقابة لدينا، وبدلا من هذا الإجراء التعسفى ظللنا منذ زمن نتساءل: لماذا لا يتم سن قوانين جدية بشأن تصنيف الفئات العمرية التى تشاهد الأفلام الأجنبية، وذكر معلومات عن طبيعة الفيلم ومدى وجود مشاهد قد لايتقبلها المتفرج ليكون له حق الاختيار بين المشاهدة أو المقاطعة، أنا من أنصار إما عرض المنتج الفنى كاملا أو منع عرضه نهائيا احتراما لصُناعه وللفيلم نفسه وللمتفرج الذى دفع ثمن تذكرة الفيلم، خاصةً أن المتفرج فى جميع الأحوال سيشاهد العمل كاملا من خلال الإنترنت أو أى وسيلة أخرى، والمؤكد أن هذا المتفرج ناضج ولديه عقل ولن يتأثر بأى نماذج سلبية موجودة فى أى عمل فنى، فمن غير المنطقى تغيير رأى المتفرج فى معتقداته الثابتة ومبادئه التى نشأ عليها من خلال عمل فنى والمؤكد أيضاً أن المسئولين عن تشويه الأفلام الأجنبية بحذف بعض مشاهدها يدركون ذلك جيدا ومع ذلك لديهم إصرار على تصدير نسخ سيئة للمتفرج الذى دفع ثمن تذكرة الفيلم ولا يعنيهم مطلقا إذا كان هذا الفيلم حاصلا على أكبر الجوائز أو لم يقترب حتى من باب الترشيح. المهم أنه يحذف بلا رحمة مشهدا قد يراه من وجهة نظره فقط أنه غير لائق أخلاقيا عرضه على المتفرج - وبمناسبة الأخلاق فى أمريكا توجد قاعات عرض سينمائى تعرض أفلام «بورنو» فقط، هذه القاعات بلا جمهور لأن ما تقدمه من بضاعة لايجد إقبالا جماهيريا -  المهم أن مقص الرقيب فى الدول العربية اقترب من ثلاثة أفلام حصلت على  جوائز الأوسكار منها فيلم يعرض  حاليا هو Django  أو «دجانجو حُرا» للمخرج كوينتين تارانتينو الذى تدور أحداثه حول تجارة العبيد واستغلالهم، وفيه لعب الممثل والمغنى  الأمريكى جيمى فوكس دور العبد «دجانجو» الذى قادته الظروف لتحريره من العبودية من خلال طبيب الأسنان كينج شالتز الذى يمارس مهنة صائد الجوائز من خلال مطاردة المطلوبين للمحاكمة  وقتلهم ولعب دوره الممثل الألمانى  «كريستوف فالتز»، وهو بالمناسبة اقتنص جائزة أفضل ممثل مساعد فى أفلام أوسكار 3102 عن دوره فى هذا الفيلم من روبرت دى نيرو عن دوره فى فيلم «سيلفر ليننج بلايبوك» و«توم لى جونز» عن دوره فى فيلم «لينكولن». المهم أن بطل الفيلم  يحاول تحرير زوجته برومهيلدا «كيرى واشنطن» بمساعدة دكتور كينج شالتز «كريستوف فالتز» من قبضة  الثرى  الشرير كالفن كاندى «ليوناردو دى كابريو» الذى يضم فى مزرعته عدداً كبيراً من العبيد يستغلهم فى تسليته، لكن العبد المخلص لسيده ستيفن الذى لعب دوره صموئيل جاكسون يكتشف الأمر ويخبر سيده «كالفن»  بحقيقة الغرباء الذين دخلوا منزله بحجة شراء مزرعته بما فيها من بشر. لتبدأ رحلة المساومة بين الطرفين تتبعها معركة دموية بينهما لينتهى الأمر بانتصار دجانجو. طبعا لابد أن يجذبك أداء أبطال فيلم المخرج كونتين تارانتينو خاصة  ستيفن «صموئيل جاكسون» العبد الذى يبدو مسيطرا على سيده وقد ظهر ذلك فى المشهد الذى جمعه بسيده كلفن كاندى «ليوناردو دى كابريو» ومرورا بـ «جيمى فوكس» دجانجو وكريستوف فالتز. والأمريكية السمراء كيرى واشنطن.. أما المشاهد المحذوفة فهى قبلة بين البطل والبطلة إلى جانب جمل حوارية.

والفيلم الثانى الذى طاله مقص الرقيب هو silver linings playbook  للمخرج ديفيد راسل والذى حصلت بطلته جينيفر لورانس 23 سنة على جائزة أفضل ممثلة فى مفاجأة من العيار الثقيل ولعب البطولة أمامها برادلى كوبر وروبرت دى نيرو وجاكى ويفر وقد تعدت إيرادات الفيلم حاجز120 مليون دولار فى الأسبوع الأول من شهر مارس منذ عرضه فى منتصف نوفمبر2012.

أما فيلمAnna karenina  الذى توزعه شركة يونايتد موشن بيكتشرز للمخرج جو رليت المأخوذ عن أحد روايات الكاتب الروسى الشهير ليو تولستوى والحائز على جائزة أفضل تصميم ملابس فى أوسكار هذا العام فهو لم يسلم من مقص الرقيب لدينا. والمفروض أن أحداث الفيلم تدور حول الثالوث الشهير الزوج  الذى لعب دوره جودى لاو والزوجة لعبت دورها كيرا كنثلى والعشيق هو الممثل آرون تايلور،.

وحول حرمان المتفرج من مشاهدة أفلام الأوسكار كاملة قال عبدالستار فتحى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية:  لا تحاسبونى على  فيلم لم يأتنى كاملا أصلا وغرفة صناعة السينما هى المسئولة عن استيراد هذه الأفلام وقد عقدت جلسات عديدة مع منيب الشافعى  رئيس غرفة صناعة السينما للبحث عن صيغة فنية يتم بموجبها عرض الأفلام الأجنبية كاملةً على الرقابة لدينا حتى نكون مسئولين بالكامل عن حذف أى مشهد وفقا للقوانين التى نعمل بها وكيفية تناول المخرج للموضوعات الشائكة التى لها علاقة بالدين والسياسة والجنس  لأن المتفرج فى النهاية لا يعنيه إذا كان ما يشاهده فيلما مرشحا لجوائز الأوسكار أو حتى حاصلا على أحد جوائز أكبر مهرجان سينمائى    ومسألة تصنيف الأفلام وتحذير المتفرج أن بها مشاهد قد تجرحه  فهذا إجراء غير مجد لأن المتفرج ينقصه الوعى السينمائى، وعندما نضع له هذه المحاذير سيكون الأمر دعاية للفيلم، بدليل أن بعض منتجى الأفلام لدينا يطلبون وضع لافتة «للكبار فقط» ومعظم العائلات لا تهتم بهذه اللافتات وإذا تم عرضه كاملا ستجدين من يعترض ويرفع قضايا حتى لو من باب الشهرة.

صباح الخير المصرية في

26.03.2014

 
 

فى السينما المصرية:

شخصيات وأفلام عاشت في الذاكرة

محمود عبد الشكور 

(1)

تلعب تحية كاريوكا فى فيلم "شباب إمرأة" نموذجا دراميا اصطلح على تسميته بالفرنسية femme fatale، والذى يحلو للناقد الكبير مصطفى درويش أن يترجمه  الى "المرأة الذبّاحة أو القتّالة"، وإن كنت أفضّل تعبير "المرأة المغوية الشريرة" لأنه يشرح المعنى. لا تخلو أفلام أى دولة من هذا النموذج: امرأة تستغل جمالها لمصلحتها، وتتعامل مع الرجال كما تتعامل ملكة النحل مع ذكور النحل، وغالبا ما تنتهى حياتها، وحياة عشاقها بمأساة مدوية، يمكن أن تتذكرمثلا  نموذج كارمن، أو الدور الذى لعبته مارلين ديتريتش فى فيلم "الملاك الأزرق"، أو دور جلين كلوز فى "جاذبية قاتلة"، أو دور جيسيكا لانج فى فيلم "ساعى البريد يدق الجرس مرتين"، كما لعبت الشخصية فى الأفلام المصرية القديمة ممثلات كثيرات مثل زوزو ماضى (الأسطى حسن)، وهدى سلطان (امرأة فى الطريق) ، ولولا صدقى (الأستاذة فاطمة)، وليلى فوزى (من أجل امرأة، والناصر صلاح الدين).

ولكن الملاحظ أن هذا النموذج يتعرض فى "شباب امرأة" لبعض التعديل، شفاعات امرأة فى منتصف العمر، وكبيرة نسبيا،  وليست شابة صغيرة مثل الشائع، كما أنها تعترف فى الجزء الأخير من الفيلم أنها أحبّت إمام (شكرى سرحان)، وبالتالى أصبح مستحيلا أن تستغنى عنه أبداً، بينما النموذج الشائع يجعل المرأة المغوية قادرة على أن تترك عشاقها وتدمرهم فى أى وقت، فعلت شفاعات ذلك فعلا مع عشيقها المحطم السابق حسبو (عبد الوراث عسر)، الذى ظل "محسوبها" لسنوات، ولكنها لم تستطع الإستغناء عن إمام، الذى لم يعد "إماما" ولا يحزنون منذ عرفها.

منح هذا التغيير الشخصية ثراء دراميا كبيرا، وجعل الصراع متعدد المستويات: داخلى بين شفاعات ونفسها، وخارجى بينها وبين إمام الذى تفنن الفيلم فى جعله طفلا ساذجا، بل إن شفاعات تكاد تمثل الأم البديلة له (قارن بين نصائح أمه له ونصائح شفاعات المعاكسة، شحاذ يدعو لها بأن يخللى لها ابنها إمام، تسحبه فى مشهد الذهاب الى المأذون وتظهر فى الخلفية أم تسحب ابنها)، بينما يمثل حسبو دور الأب البديل، وإن ظلت تتصارع داخله الأبوة والغيرة من الغريم الشاب فى نفس الوقت.

أرجو أن تلاحظ أيضا أن الفيلم يعاقب المرأة المغوية كالمعتاد بالموت، ولكنه يتخذ موقفا شرقيا ذكوريا مواليا للشاب إمام، خطأ الشاب مع المرأة،  يغفره المجتمع مع أنه شريك السقوط، بل إن الفيلم يكاد يكافئ إمام بالزواج من قريبته الطاهرة (شادية)، هنا نهاية مجتمعية ترضى المتفرج، ولكنها بالقطع ليست نهاية متسقة ومتوازنة، وخصوصا أن نموذج المرأة المغوية يقوم بتدمير كل من يقترب منه.

شارك الفيلم فى مسابقة مهرجان كان الرسمية (راجع صورة تحية كارويكا أمام الفيلم بالملاية اللف فى المهرجان)، وكتب قصته أمين يوسف غراب الذى يمكن ان تعتبره ممثل المذهب الطبيعى فى الرواية والقصة المصرية، يركز هذا المذهب على دور الغريزة، وبالذات الغريزة الجنسية، فى السيطرة على السلوك البشرى وتوجيهه، وصاحب هذا المذهب هو الفرنسى إميل زولا، ابدع الأبطال الثلاثة فى أدوارهم (تحية وشكرى وعبد الوارث)، بينما أدت شادية دورا هامشيا، وكتب اسمها فى المقدمة لأسباب تجارية بحتة. من حيل المخرج لإعداد تحية للشخصية وللدور، أنه كان يبعث مساعده كل يوم لنرفزتها واستفزازها فى حجرة الماكياج، حتى تصبح عصبية أمام الكاميرا. توسع ابو سيف أيضا فى تشبيهاته البصرية ( حمار السرجة ومقارنته المستمرة مع إمام، أفيش  يحمل عبارة كبيرة ولذيذة خلف شفعات وإمام .. الخ).. اعترف المخرج الكبير فى أواخر أيامه أن القصة مستوحاة من حياته الشخصية فى باريس عندما سافر إليها لدراسة السينما، يعنى شفاعات الأصلية كانت خواجاية، وإمام هو صلاح أبو سيف نفسه .. فى شبابه طبعاً.

(2)

سليمان بك نجيب هو ألطف وأظرف باشا ظهر على شاشة السينما المصرية، وهو عندى من ألطف المشخصاتية عموماً، طيف عابر ورقيق، أقصى ما يسمح به لنفسه عند الغضب لايزيد عن كلماته الشهيرة :"سبحان الله فى طبع حضرتك"، أوتاره مشدودة على إيقاع الحياة، ولذلك لابد أن يتبع كلمة "عال" ، بكلمتى "أوى خالص"، أب حنون ومتفتح، مفتون بالمرأة على كل شكل ولون، ابن حظ وأنس وفرفشة، كان هناك بكوات فعلا بمثل هذه المواصفات، الذين عرفوا سيلمان نجيب، وأصدقاء عمره، مثل المخرج الراحل محمد كريم، يتحدثون عن جنتلمان حقيقى لا يختلف عن صورته السينمائية، من أسرة ثرية ومرموقة، عمل فى السلك الدبلوماسى، وأمضى سنوات فى سفارتنا فى تركيا، عين مديرا لدار الأوبرا المصرية (راجع صورته المرفقة وهو يشرح أنشطة الأوبرا لفاروق عند زيارته لها عام 1938)، لم يستطع أن يتخلص من عشقه للتمثيل، أحد ممثلين اثنين معروفين كانا يحملان البكوية (هو ويوسف وهبى)، فى زمن كان التشخيص فيه مدعاة للإستهجان. كان يمكن أن تكون الشخصيات التى يلعبها ( كأحد الباشوات و الآباء) جادة تماما مثلما تشاهد فى أدوار سراج منير، ولكنه أضفى عليها ظرفا وفكاهة، خاصة أن هذا الأب والباشا لا يمانع مثلا فى الرقص والغناء، كما أن لديه قلبا رقيقا يهتز أمام الجمالات/ أى الجميلات،  له وجه عجوز، وقلب شابً،  شعره أسود مصبوغ، وقلبه أبيض وصادق، من هنا تبدأ الكوميديا.  من أجمل أدواره: الباشا فى "غزل البنات"، وصاحب الشركة اليهودى فى "لعبة الست"، والأب فى "الزوجة السابعة". عندما مات سليمان نجيب فى نهاية الخمسينات، أخذ معه أدواره، وكأنه وضع بعدها نقطة.Top of Form

(3)

هناك نوع من الممثلين يجب ألا يتدخل المخرج فى أدائه، لابد أن يترك له حرية الحركة بل والإرتجال، من هؤلاء زينات صدقى، التى أجبرت المخرجين والمؤلفين على أن يكتبوا لها أدوارا كوميدية، رغم أنها كانت تقدم أدوارا جادة فى بدايتها، ورغم أنها بدأت حياتها كراقصة وليس كممثلة.

زينات هى خلاصة بنت الحارة المصرية التى تعوض قلة جمالها بلسان لا يتوقف عن الكلام، لاحط كيف تستخدم كل جزء من وجهها، وليس من جسدها فقط: حركة الحاجب، حركة الفم يمينا ويسارا، حركة اليد الى أعلى الجبهة، ثم استمع الى الإيقاع الذى تصنعه للعبارات، متى تتوقف فى فاصل صمت، ومتى تلقى العبارات وراء بعضها وكأنها تلقى قصيدة عصماء، سبقتها الممثلة المكلبظة خفيفة الظل إحسان الجزايرلى فى دور بنت البلد الظريفة والجدعة، ولكن زينات انفردت بأداء دور العانس أو الباحثة عن عريس، مما أكسبها لمسة إنسانية إضافية، الاثنتان إحسان وزينات كن من المرتجلات، تضفن الى الحوار، الأولى سمينة والثانية نحيفة، قرر كتّاب الأفلام أن يكتبوا لها مشاهد خاصة تتسم بالسجع (شرّب نفسك/ وكّل نفسك/ إدفع أجرة بيت نفسك)، زينات بالتحديد كانت تختار ملابسها وقبعاتها وإكسسواراتها الغريبة، لايمكن أن تتصور أن يكون سيناريو شارع الحب أو ابن حميدو قد كتب دون تخيّل زينات مسبقا، يقول أحمد رمزى إن أول مشهد له فى السينما كان أمام زينات صدقى فى فيلم "أيامنا الحلوة"، كان يطلب منها فقط أن تخيط زرار قميصه، ففوجئ بها تخطفه منه قائلة: "هات يا منيّل" ..فسقط من الضحك، وباظ المشهد.. يروى أنها عندما التقت السادات ( وكان ومن أشد المعجبين بها) فى فرح ابنته فى السبعينات، تكعبلت قدمها، وكادت تسقط، فقالت لمن خلفها على البديهة: "كدة يا ولية.. كنتى ح توقعينى ع الجدع"، فأطلق السادات ضحكته المجلجلة المعروفة. تأثرت بأداء زينات الذى يعتمد على تلقائية اللحظة ممثلات بعدها أشهرهن وداد حمدى ونعيمة الصغير، أعتقد أيضا أنهن كن من المرتجلات مثلها.

فى مقاطع الإلقاء العادية، التى تبتعد عن النبرة العالية التى اشتهرت بها، هنا فقط يمكن أن تلمس حزنا دفينا فى صوتها، ثم سرعان ما تنساه، تنطلق فى عرضها المنفرد، لتجعل من إيقاع الردح الشعبى، فنا ووسيلة للتعبير، ولكن وراء الكلمات قلب أبيض من البفتة، وإنسانة غلبانة تريد أن تعيش،  إنها تؤمن فقط بالمثل القائل:" إلحقوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم" .

(4)

يمتلك فيلم "أيامنا الحلوة" سحراً خاصا فريداً لأسباب متعددة، أولها فى رأيى نجاح كاتب القصة المخرج حلمى حليم، وكاتب السيناريو الكبير على الزرقانى فى استلهام قصة أوبرا "البوهيمي" التى وضع ألحانها بوتشينى دون نقلها. أخد الفيلم الهيكل العام للحكاية: ثلاثة أصدقاء يتعلقون بفتاة مريضة ملهمة، ويفقدونها فى النهاية، أما خلاف ذلك، فقد اتجه التمصير الى ما يقارب الإبداع الموازى، بدلاً من الأبطال الثلاثة البوهيميين فى قلب باريس (رسام وشاعر وموسيقى)، أصبحنا أمام ثلاثة من طلاب الجامعة فى منزل بحارة شعبية، وبدلاً من طبيعة الأوبرا القاتمة والماساوية، فإن معظم معالجة الفيلم كوميدية، دون إغفال بعض المشاهد الإنسانية، أبرزها مثلا تلك السيدة المريضة نفسياً (عزيزة حلمى)  والتى تعمل عندها هدى (فاتن حمامة)، الحقيقة أن معظم المشاهدين لا يخطر على بالهم أبداً أن الفيلم مستوحى من أوبرا شهيرة بسبب هذا الإتقان فى بناء الشخصيات والمشاهد على الطريقة المصرية، الإحتفال الصاخب فى الأوبرا مثلا يتحول فى الفيلم الى جمع الأبطال معاً احتفالا بيوم عاشوراء .. إلخ

أما السحر الثانى للفيلم فيتمثل فى الدفع بثلاثة وجوه جديدة (فى فيلمها الأول أو الثانى) أصبحوا فيما بعد من اشهر نجوم التمثيل والغناء، المقصود طبعاً عمر الشريف وأحمد رمزى وعبد الحليم حافظ، ليس فى الفيلم نجمة سوى فاتن حمامة، وممثلة مساعدة كوميدية معروفة هى زينات صدقى، فاتن تقدم هنا أفضل أداء لشخصية الفتاة المسكينة التى سحقها الزمان، والتى تخصصت فيها فى بداية الخمسينات،  ليست هناك جرعات زائدة لاستدرار العطف،  كما فى "اليتيمتان" أو "أنا بنت ناس" مع صاحب شارع الميلودراما حسن الإمام، ولكنه أداء سلس عذب، تستخدم فيه فاتن حساسيتها الفذّة فى التعبير الخافت، نظرة عين أو حركة يد أو مشية هادئة متعثرة، الثلاثة أيضا كانوا متألقين، أنسونا بموهبتهم وخفة ظلهم أن مظهرهم أكبر من طلاب الجامعة، ثم يأتى السحر الثالث، وهو بالطبع غناء العندليب القادم بسرعة الصاروخ، الأغنيات كذلك كانت رقيقة وجميلة من "الحلو حياتى" الى الأغنية الرائعة "ياقلبى خبى" وأغنية "ليه تشغل بالك ليه".

الفيلم هو أول أفلام المخرج حلمى حليم، وأعماله معدودة، أفضلها بلا جدال "أيامنا الحلوة"، وقدم لعبد الحليم أيضا فيلمه الشهير "حكاية حب"، كما قدم لفاتن ورمزى فيلمهما الظريف "القلب له أحكام"، وله فيلم ظريف آخر هو "الحياة حلوة".. بتاع لوكاندة المندرة .لابد من الإشادة مرة ثانية ب "على الزرقانى" الذى كان يتفوق فى كتابة الكوميديا والتراجيديا بنفس القوة، أعماله تتميز بالبنااء المتماسك، والدراسة الجيدة للشخصيات، كما أنه مصرى حتى النخاع، ولديه القدرة على استدعاء أكثر النماذج الشعبية بذكاء وبراعة، وأعتقد أن دوره جوهرى فى تمصير قصة هذه الأوبرا المعروفة.

(5)

طفل كبير له ضحكة تستدعى كل مخزون البهجة. هذا هو حسن فايق فى كلمات قليلة، التناقض الواضح بين الهيئة المهيبة، وروح الطفل الغاضب، هو الذى يجعلنا نضحك عندما نراه، موهبة فطرية وحضور خارق، لا يمكن أن تكرهه أبداً حتى فى أدواره الشريرة القليلة، بدأ حياته كمونولوجست،  اشتهر له مونولوج عن الكوكايين وأضراره، لابد أنه كان خفيف الظل جدا، يكفى أن يخرج على الناس بملامح وجهه الكاريكاتورية، جاء الى السينما ناضجا مثل كل جيله، بعد أن اشترك فى أكثر من فرقة مسرحية، أشهرها فرقة الريحانى، احتكر تقريبا أدوار الأب أو الجد العصبى، صاحب القلب الطيب، إذا تجسدت الضحكة إنساناً فإنها ستكون بالتأكيد حسن فايق.

(6)

عندما يصبح يوسف شاهين شخصيا منتجا لفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، فلابد أننا أمام عمل استثنائى فى تاريخ السينما المصرية. "السقا مات" الفيلم والرواية يستحقان فعلا هذه المكانة، ظهر شاهين فى أول يوم تصوير داخل الأستديو يوزع الحلوى على الجميع، ثم اختفى حتى يوم تسليم نسخة الفيلم، واثقا فى أنه أعطى الرواية المناسبة للمخرج المناسب، المدهش أن صلاح أبو سيف كان يحلم بإخراج هذه الرواية بالذات منذ صدور طبعتها الأولى، مع أنه لم يتحمس لأى رواية أخرى ليوسف السباعى. "السقا مات"  فى رأيى أفضل أعمال يوسف السباعى على الإطلاق، بل إنها نسيج مستقل عن كل أعماله، هنا يبتعد السباعى كثيرا عن الرومانسية، ليقدم عملا واقعيا فريدا موضوعه الموت، أدعوكم لقراءة الرواية لتكتشفوا قدرة السباعى العظيمة على خلق البيئة الشعبية وشخوصها بصورة تكشف عن عين رائعة، لا أعرف بالضبط لماذا لم يستكمل  يوسف السباعى هذا المسار الواقعى، الملاحظ ايضا  أنه لم يفلت أبداً فكرة الموت رغم اكتظاظ الرواية بالتفاصيل والشخصيات.

استعان صلاح ابو سيف بالسيناريست الموهوب محسن زايد، الذى تعاون معه من قبل فى فيلم "حمام الملاطيلى"، فجاء السيناريو متماسكا ومحافظاً على معنى وجو وشخوص الرواية التى لا تنسى، بل إننا أصبحنا أمام تراجيديا هائلة معروفة النتيجة مثل التراجيديات الإغريقية، مع ملاحظة أن صعوبة الصراع فى الفيلم أنه فى مواجهة عدو غير مرئى هو الموت، ولكنه يقوم كل مرة باختطاف أحد أحباء السقا "شوشة" (عزت العلايلي): فى البداية يقتل زوجته (ناهد جبر)، التى تركت له طفله الوحيد/ السقا الصغير، وعندما يطمئن شوشة الى الحياة من جديد، بعد أن تعرف على مرتزق الجنازات، عاشق الحياة شحاتة (فريد شوقى فى أحد أفضل أدواره)، يضربه الموت مرة أخرى بوفاة شحاتة نفسه، الموت يسخر ممن يسخرون منه، لن يحصل شحاتة أبدا على الليلة الحمراء مع الفاتنة التى يحلم بها (شويكار)، وكأنها الحياة التى لا تزيد عن حلم لا نتمكن منه أبداً بسبب الموت.

اختيار البطل سقاءً له أكثر من مغزى فى الرواية، السقاية تعنى الماء، والماء هو الحياة فى مقابل الموت، كما أن عبارة "السقا مات" التى تتصدر عنوان الرواية ستتحقق فعليا، ولكن الفيلم سيختار نهاية أكثر تفاؤلا، حيث يشترك شوشة وابنه فى سقاية شجرة  التمر حنة، شجرة الحياة، لا حيلة فى الموت، ولن نستطيع الهروب منه، ولكن علينا أن نعيش حتى النهاية، شوشة لديه الآن ولد يواجه الموت بصنع الحياة.

فيلم "السقا مات" فيلم كبير عن رواية كبيرة، كالمعتاد، يضع صلاح ابو سيف كل ممثل فى دوره، ويقدم الشخصيات الشعبية كما لم يفعل أحد من قبل ولا من بعد، تشعر أنه يعرف هؤلاء الناس، وكأنه ينقل من أصل يعيش فى ذهنه، لابد أنه كان ممتنا لأن شاهين أعطاه فرصة تحقيق رواية أحبها، وأعتقد أن شاهين أيضا كان سعيدا لأن أحدا لن يستطيع أن يقدم رواية "السقا مات"  للسينما مثلما فعل صلاح أبو سيف.

عين على السينما في

25.03.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)