كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كريمة مختار: المخرجون لم يروني إلا في دور {الأم}

كتب الخبرهيثم عسران

 

عرفها الجمهور في دور الأم وأحبها فيه، حاولت الخروج منه على مدى مسيرتها الفنية، إلا أن المخرجين رأوا فيها أفضل من تؤديه، لذا تتبادر إلى أذهانهم في كل سيناريو يكون دور الأم فيه محورياً، فبلغ رصيدها عشرات الأفلام جسدت فيها شخصية {ست الحبايب}، وكانت بالفعل النموذج الأمثل في العطاء والتضحية والمحبة.

عن مشوارها مع الأمومة كان الحوار التالي مع كريمة مختار.

·        لماذا حصرت نفسك في أداء دور الأم؟

لأن المخرجين لم يروا فيَّ، ربما، إمكانية أداء أدوار أخرى، فكانت تعرض عليَّ شخصية الأم، سواء في المسلسلات أو الأفلام، حاولت مراراً الإفلات من هذا الحصار، إلا أن ثمة إصراراً على ترشيحي لهذا الدور على أساس أنني تميزت فيه، وأذكر أن حواراً دار بيني وبين المخرج حسين حلمي الذي أقنعني بتميزي في هذا الدور ودخولي  القلوب  بسهولة، والتركيز على التنويع في تقديمه وليس تبديله، فاقتنعت بكلامه  وتابعت المسيرة.

·        ألم تشعري بالضيق من ذلك؟

إطلاقاً، لأن دور الأم مهم في حياة أي إنسان، ولأنني أوصلت من خلاله رسالة تبقى مع الجمهور، كما أن ثمة أدواراً قدمتها كان مردودها إيجابياً لدى الجمهور، وشاركت في أفلام ومسرحيات حققت نجاحاً.

·        لكنك لم تقدمي أدوار الأم الشريرة.

لا أحب أداء هذه النوعية من الأدوار على المستوى الشخصي، بالإضافة إلى أن النماذج السلبية للأم كانت، في السابق، محدودة للغاية، لأن الظروف على المستوى الاجتماعي والمعيشي كانت أفضل، لذا لم أرد أن أسيء إلى صورتي لدى الجمهور، ولم تعرض عليّ سوى أعمال محدودة من هذه النوعية.

·        من بين الأدوار التي أديتها أيها الأقرب إلى قلبك؟

دوري في فيلم «وبالوالدين إحساناً» نظراً إلى الرسالة التي يوجهها حول  أهمية أن يتحدث الأبناء مع الوالدين بعد تقدمهما بالسن والتواصل معهما، وأن يدركوا ما تحمّلاه في تربيتهم ليصبحوا شباباً، فعندما ترى الأم ابنها يكبر أمامها كل ما تتمناه أن تراه سعيداً في حياته.

·        ماذا عن دورك في فيلم «الحفيد»؟

أعتبره أحد أقرب الأعمال إلى قلبي، لأننا أوصلنا فيه رسالة مهمة للأم، وهي عدم تدخلها في حياة بناتها حتى لا تسبب في هدمها، وعندما تتزوج الفتاة عليها أن تحافظ على أسرارها مع زوجها ولا تحاول إدخال والدتها كطرف في مشاكلهما حتى لا تزداد الأمور تعقيداً بينهما.

·        برأيك كيف تكون الأم ناجحة؟

عندما تهتم بشؤون أولادها، وتتابع دراستهم والأماكن التي يذهبون إليها مع أصدقائهم، بالإضافة إلى تربيتهم على المبادئ والقيم الدينية الصحيحة التي تجعلهم واثقين من أنفسهم، ويؤنبهم ضميرهم، في حال ارتكبوا أخطاء. كذلك على الأم ألا  تعطي عملها الأولوية على حساب أسرتها حتى لا تندم بعد ذلك.

·        هل أنت أم حنون كما تظهرين على الشاشة؟

لا، اعتمدت الحزم في تربية  أبنائي، لا سيما أن انشغال زوجي المخرج نور الدمرداش بالعمل التلفزيوني جعلني أتحمل مسؤولية تربية الأبناء، وكنت أتابعهم باستمرار، صحيح أنني كنت أحنو عليهم كأي أم لكني كنت حازمة.

·        وكيف كنت تتعاملين معهم في المنزل؟

كنت أتابع دراستهم وأهتم بألا تؤثر هوايتهم عليها، كان لدي خوف على ابني شريف بسبب ولعه بالحيوانات منذ صغره وولعه بالفروسية واهتمامه بنوعيات مختلفة من الكلاب الضخمة التي كانت ترعبني عندما أشاهدها، أما ابني معتز فحصر اهتمامه بالرياضة ومتابعتها، لكني حرصت على ألا يؤثر ذلك على مستواه الدراسي.

·        هل اضطررت للاعتذار عن أعمال بسبب أولادك؟

اعتذرت عن أعمال كثيرة وليس عن عمل واحد، لعدم رغبتي في الابتعاد عنهم، مع أن أعمالا كثيرة منها حققت نجاحاً بعد تنفيذها، لكني لم أشعر بالحزن لأن رعايتي لأبنائي أهم من أي نجاح يمكن أن أحققه على حسابهم.

·        كيف تحتفلين بعيد الأم؟

اعتاد أبنائي الثلاثة أن يزوروني ويقدموا لي هدية عيد الأم، ونتناول الغداء سوياً في المنزل، وهو تقليد سنوي يقومون به منذ زواجهم وإقامتهم خارج منزل العائلة.

·        هل تفضلين نوعية معينة من الهدايا؟

كأم تكفيني وردة من أبنائي واجتماعهم حولي في هذا اليوم، وغالبية الأمهات كذلك، لكن من الأفضل أن ترتبط الهدايا بالاستخدام المنزلي أو الشخصي، فمثلا ابني معتز الدمرداش أهداني عطراً مميزاً، ودوماً أنصح أبناء جيراني  بشراء ما تحتاجه الأم في المطبخ ليساعدها في عملها.

·        ألم تفكري في الانتقال للإقامة معهم؟

على الإطلاق، رغم طلبهم المتكرر وإلحاحهم في ذلك، لا أترك منزلي الذي عشت فيه حياتي وشاهدتهم وهم يكبرون أمامي، كما أن لدي أصدقاء وجيراناً لا أبتعد عنهم، مهما كانت الظروف، بالإضافة إلى أن حياتي الفنية وارتباطاتي بالأعمال تجعلانني بحاجة إلى مكان خاص بي.

·        هل تتدخلين في طريقة تربية أحفادك؟

على الإطلاق، ولكن عندما يستشيرونني في بعض الأمور لا أبخل عليهم بالنصيحة.

الجريدة الكويتية في

20.03.2014

 
 

تهميش أدوار {الأم} في السينما...

بين سيطرة الشباب ومعايير السوق

كتب الخبرهند موسى 

لماذا يُهمّش دور الأم في السينما المصرية؟ لماذا تقلّ الأعمال التي تبرز تضحياتها؟ هل نالت الأم حقها من ناحية التفرد وسرد حياتها في السينما، سواء في الماضي أو اليوم؟ وهل المرأة، عموماً، مظلومة في المجتمع العربي ما ينعكس على الشاشة؟

تشير الأعمال السينمائية المعروضة في السنوات الأخيرة إلى تضاؤل شخصية الأم، كبطل ومحرك رئيس في الأحداث، حتى وإن كانت هكذا فمساحتها ضعيفة مقارنة بشخصية الابن البطل التي يجسدها الشباب، لذا هي  {سنيدة} لهم، كما هي الحال بالنسبة إلى المرأة الممثلة عموماً التي، رغم مجهودها ورغبتها في تحمل مسؤولية فيلم كامل، إلا أن المنتجين يرفضون هذه المغامرة، إلى جانب قلة القصص التي تضع الأم أو الأنثى كشخصية رئيسة فيها.

فرص متفاوتة

توضح رجاء الجداوي أن الأم طالما هي متقدمة في السن لن تظهر بطولتها في السينما إلا من خلال أبنائها، ويكون وجودها كرمز لأم أحسنت تربية أولادها أو أهملتهم، ويتوقف ذلك على النص المكتوب.

تضيف: {أمينة رزق، فردوس محمد، وكريمة مختار لم يؤدين بطولات فعلية على شاشة السينما، وإن كانت الأخيرة نالت هذه الفرصة في الدراما على غرار مشاركتها في مسلسل {يتربى في عزو}.

تتمنى الجداوي تقديم أفلام تتمحور حول ما تقوم به الأم في سبيل أولادها، مع التركيز على أن ذلك واجبها وليس منّة منها، وحول المرأة العاملة ومحاولاتها الدؤوبة لإقامة توازن بين العمل والأسرة، {فهي إما تخرج جيلا عظيماً أو فاشلا}، لافتة إلى أن كل هذه الأفكار من شأنها إبراز الأم كبطلة في السينما.

تعزو السيناريست مريم نعوم تهميش دور الأم في السينما إلى صناعة السينما نفسها، وتقول: {الشباب هم النجوم  راهناً، بالتالي  تُقدّم أعمال تلبي احتياجاتهم ورغباتهم، وتتواءم مع طريقة تفكيرهم، ووفقاً لذلك لا يقتصر الأمر على المرأة وحدها، إنما على الرجل أيضاً باعتباره {أباً}، لذا يظهر كل منهما بشكل ثانوي في الأفلام}.

ترفض نعوم فكرة أن الفنانات مظلومات من ناحية أدوار البطولة، لا سيما أن كثيرات نلن هذه الفرص، وتضيف: {في التسعينيات كانت نادية الجندي ونبيلة عبيد أهم نجمتين في السينما، وتتصدران أي ملصق، ومن بعدهما تُدرج أسماء الممثلين الرجال المشاركين في أعمالهما، فضلا عن يسرا، وليلى علوي، وإلهام شاهين، ما يعني أن لكل مرحلة ملامحها ومتطلباتها، والمرحلة التي نمر بها يقلّ فيها ظهور الأم، وليس بسبب الفنانة الشابة}.

تشير نعوم إلى  أن دور الأم في الأفلام القديمة كان مهمّشاً وموجوداً ضمن سياق الأحداث، أي ليست عضواً مؤثراً، بينما لها حالياً دور فاعل، وفي بعض الأحيان تكون هي محور الحدث.

تتابع: {تتحكم المتغيرات الاجتماعية في أدوار الأم؛ كانت الأعمال القديمة تسيطر عليها فكرة أن الفتاة يجب أن تتزوج وتصبح أماً، أو أنها بالفعل متزوجة ولديها مشكلاتها كأم، لكن مشاكل المرأة حالياً لا ترتبط بالأمومة والزواج فحسب، لوجود شريحة لم تتزوج ولم تنجب، لذا اختلفت المنظومة بالكامل، ولم يعد  وجود الأم في العمل نابعاً من كونها أماً، إنما من خلال شخصيتها الفاعلة}.

تقصير دائم

ثمة تقصير دائم في أدوار الأم، برأي المخرجة هالة خليل، وهذا جزء من الأدوار التي تقدمها المرأة في السينما، {لا يتعلق الأمر بكونها بطلة، إنما بموضوع خاص بالمرأة عموماً، سواء أدت دور أم أو غيره، من هنا  يجب تناول حضورها بشكل صادق وحقيقي وعميق، وليس لكونها مكملة لأدوار الرجال الذين يحتلون أكبر مساحة أدوار في تاريخ السينما المصرية.

تعزو خليل ذلك إلى كون المجتمع ذكورياً من الأساس، وميل المنتجين إلى موضوعات يؤدي بطولتها ذكور، اعتقاداً منهم بأن النجوم الرجال هم الأوفر حظاً جماهيرياً، مع أنهم لم يمنحوا النساء فرص بطولة حقيقية طويلة المدى، وإن منحوها مرة لا يكررون محاولتهم التي من شأنها، في حال استمرت،  إقناع الجمهور بأن الموضوعات النسائية ثرية ولديها قدرة على الجذب، واصفة ما يحدث بأنه انحياز إلى قضايا الذكور.

تشير إلى أنها تعاني من سيطرة هذا الفكر، فعندما ترغب في تقديم فيلم يتمحور حول المرأة لا تجد منتجاً يغامر بأمواله فيه، {هذه حال الكاتبات والمخرجات وحتى الممثلات، في حين أنه إذا كان الفيلم من بطولة رجل، أو قصته عن رجل فيكون الأمر بسيطاً، ومن السهل عرض الفكرة على المنتج الذي يوافق على الفور}.

تؤكد أن عالم النساء ثري للغاية، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون أو في الفنون عموماً، وإن كان المؤلفون لم يتناولوه كثيراً، وثمة قضايا وأنماط لم يتم تقديمها من قبل، لافتة إلى أنها لا تغازل المسألة التجارية بأعمالها،  بل ترغب في تقديم أعمال حقيقية.

بدوره يوضح الناقد نادر عدلي أن أفلاماً قديمة عدة أعطت مساحة واسعة للأم من بينها: {بداية ونهاية} لأمينة رزق، الذي جسدت فيه  شخصية أم لأربعة أبناء، أدى أدوارهم فريد شوقي، حسين كمال، عمر الشريف وسناء جميل، ويعتبره عدلي أحد أقوى الأعمال التي أبرزت مسؤوليات الأم بشكل أساسي، {ترجع أهميته إلى أنه من تأليف نجيب محفوظ، وبطولة الأم فيه واضحة وشكلت عنصراً أساسياً، رغم طموح الأولاد الأربعة.

كذلك يذكر عدلي أفلام: {دعاء الكروان} لأمينة رزق، {لا تسألني من أنا} للفنانة المعتزلة شادية الذي أظهر معاناتها نتيجة الفقر، وقسوة الزمن، واضطرارها لبيع أولادها لعدم قدرتها على الإنفاق عليهم.

يرى عدلي أنه بخلاف هذه الاستثناءات تظهر الأم كمكمل للدراما، ما يؤكد قاعدة أن السينما تقدَّم دائماً للشباب باعتبارهم العنصر المحرك فيها، كون  جمهور السينما في الأغلب من هذه الفئة، وهذه مسألة عالمية، ولا تقتصر على مصر فحسب.

مجتمع ذكوري

يوضح د.مدحت عبد الهادي، أستاذ علم النفس، أن القيمين على العمل السينمائي، من كتّاب ومخرجين ومنتجين، هم ذكور، من دون أن ينسى أن بعض الأفلام التي اهتمت بالمرأة، كانت هي ذاتها عنصراً أساسياً في فريق العمل فيها كالفنانة كوكا، أو المنتجة آسيا التي منحت المرأة عموماً، وليس الأم وحدها، أدواراً كبيرة في أفلامها.

يضيف: «لأننا مجتمع ذكوري تلقي السينما الضوء على الرجل أكثر لاعتقاد سائد بأن دوره أكبر من دور المرأة في الحياة، مع ذلك ثمة أفلام تناولت دور الأم بشكل موضوعي، لكنها أقل مما يجب أن يكون، إلى جانب أنها تتمحور حول التضحيات فحسب، فيما يجب التطرق إلى أبعاد أخرى منسية، كزرع قيم معينة في نفوس الأبناء، ما يؤكد أن الدراما العربية لا تؤدي دورها كما يجب.

الجريدة الكويتية في

20.03.2014

 
 

النجمات والأمومة...

«تجربة» تفوق كُلّ وصف  

{الأم} كلمة لا تعرف حدوداً، لا نملّ تكرارها ولا نعرف طعماً للحياة من دونها، هي السفينة التي تعبر بنا إلى شاطئ الأمان، لا يمكن لأي إنسان أن يتخيل حياته من دون أم،
ولا يمكن لأي امرأة أن تتخيل حياتها من دون الأمومة وتربية الأطفال... 
لا تشذ النجمة عن هذه القاعدة، فهي امرأة قبل أن تكون مشهورة، وتتفاعل في داخلها مشاعر الحب والعطاء، ولا غرو، إذاً، أن تقول بالفم الملآن إن الأمومة عندها أهم من الأضواء، وهي مستعدة للتخلي عن النج...

أرض واحتواء ووطن

أحمد عبدالمحسن

عبير الجندي

 {الأمومة هي وطن، حب، عاطفة، حنان، دفء، إخلاص، اجتهاد، كل شيء يمكن أن يكون في الأمومة}، تؤكد الفنانة عبير الجندي مشيرة إلى دور الأم في رعاية الأبناء.
 
تضيف:  {لا يمكن أن يكتمل المجتمع من دون وجود رجل وامرأة، وإذا فشلت الأم في عملها داخل المنزل فلن تكون ناجحة خارجه، لأن النجاح الحقيقي يكون في  تربية سليمة وصالحة للأبناء}، من هنا على الأم، برأيها،  أن توازن  بين الأمور، ففي حال انشغالها في العمل وظروف الحياة البعيدة عن المنزل، عليها أن تعطي كل شيء حقه الكامل بمعنى أن تتشارك فيه مع زوجها}.
حول تربيتها لأبنائها تقول:  {أحاول أن أخرج شخصيتهم الحقيقة ولا أجعلهم يعتمدون علي أو على والدهم في كل شيء، ثمة أمور في الأمومة لن تنجح فيها المرأة من دون مساعدة الرجل}.
تتابع:  {قبل سنوات حصلت على شهادة دكتوراه بفضل مساندة أبنائي وزوجي لي، وإذا ما تطلب الأمر سأترك العمل وأنا راضية تماماً، لأن تربية الأبناء لا تقدر بثمن. ومن خلال جريدة  {الجريدة} أوجه الشكر والامتنان لزوجي وأبنائي، وأقول لكل أم، كل عام وأنتِ بخير، أتمنى من كل قلبي أن يزرق الله النساء كافة بالأبناء وأن يحفظهن من كل شر.

حنان كمال

 {الأمومة أمر رائع لا تستطيع أي امرأة العيش من دونه، ومن تفقد الأمومة تفقد كل شيء}، تقول  المذيعة حنان كمال معربة عن سعادتها بالأمومة  وإنجاب الأطفال، ومؤكدة أنها تعيش أسعد أوقاتها مع أبنائها صبا وإبراهيم وعبدالله.

تضيف:  {المرأة التي تتنازل عن الأمومة، سواء كانت فنانة أو غير ذلك، تتنازل عن النجاح، ومن ترى في تنازلها عن الأمومة فرصة للبحث عن النجاح وراحة البال فهي خاطئة، وحتى وإن حققت النجاح فستشعر بأن ثمة أمراً ينقصها، وستكون حياتها  بائسة بعيداً  عمن يرعاها ويهتم بها}.
تشير كمال إلى أنها على استعداد لترك ملذات الدنيا في سبيل الأمومة، وأنها لا تقوى على الابتعاد عن أبنائها ولو للحظات، وتتابع:  {أسأل الله عز وجل أن يرزق كل امرأة بالأطفال لتصل إلى السعادة المطلقة، فالأمومة ليست تربية أجيال فحسب، بل مشاعر وحنان وحب يبقى إلى الأبد، وإذا كان الأب جزء في حياة الأبناء فإن الجزء الأكبر يكون للأم، كما قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

شوق

 {الأم هي كل شيء في الدنيا ولا يمكن للشخص أن يعيش حياة مطمئنة من دون وجود والدته}، تؤكد  الفنانة شوق لافتة إلى أن الدنيا بلا طعم من دون دفء الأم وحنانها، معربة عن فخرها بأنها أصبحت أماً، لذلك هي مستعدة لفعل المستحيل إرضاء لأبنائها وفي سبيل راحتهم.
 
تضيف:  {الأطفال والأبناء هم زينة الحياة، ولا أتصور حياتي من دونهم، وعلى الأبناء العمل لإسعاد والدتهم وطاعتها، لأن طاعة الأم واجبة وعقوقها قد يجعل الإنسان يفشل في كل شيء في الدنيا قبل فشله في الآخرة}.

تتابع:  {لا أحد يستطيع أن يملي أوامره على المرأة بشأن تربية أطفالها، قد تكون الحياة أجبرتها على الانشغال بعملها، إلا أن ذلك ، بالتأكيد، لمصلحة الأبناء، عبر توفير سبل حياة كريمة لهم}.

ترى أن  {كل أم تحمل في داخلها معاناة كبيرة، فتربية الأجيال أحد الأمور الصعبة، ولا يمكن لأي إنسان الاستغناء عن حنان الأم، ومن يفقد أمه يعيش فراغاً في داخله. نسأل الله عز وجل أن يحفظ كل الأمهات وألا يرى أي إنسان مرارة فقد الأم}.

فاطمة العبدالله

 {الأم هي العمود الفقري لكل عائلة، وإذا ما اهتزت تدخل العائلة في نفق مظلم لن تخرج منه أبداً}، توضح الفنانة فاطمة العبدالله مشيرة إلى أن عائلتها مرت بتجربة قاسية  بمرض والدتها، وتقول:  {اهتزت العائلة قبل فترة وجيزة بسبب مرض والدتي، واعتقدنا أننا سنفقدها، ودخلنا في دوامة عصيبة لم نخرج منها إلا بعدما تعافت، بفضل الله عز وجل، وعادت إلينا}.

تضيف:  {أتمنى أن يدرك المرء قيمة أمه ليعطيها ما تستحق في الدنيا، لا أن يشعر بذلك عندما تمرض أو  يفقدها، ليس ثمة شيء في الدنيا قد يوفي الأم حقها، فما تمر به كل أم يصعب وصفه ويصعب التعبير عنه}.

تؤكد استعدادها لترك العمل الفني، إذا ما رأت أن أبناءها يحتاجون إليها، وتتابع: لا أعتبر العمل الفني والإعلامي شيئاً في مقابل تربية الأبناء، أسعى في كل وقت إلى إرضاء  أبنائي وزوجي وعائلتي، والمرأة التي تترك الأمومة لأجل العمل لا تستحق أن تكون أماً وأن يكون لها أبناء، الأمومة لا تقدر بثمن ولا تعرف أي امرأة طعم السعادة من دون وجود الأبناء ورعايتهم باستمرار.

أمل العنبري

 {لم أرزق بأطفال حتى الآن ولن ألد أطفالاً حتى أتركهم لتربية الخدم}، تؤكد الفنانة أمل العنبري مشيرة إلى أنها  لم تستعد حتى الآن للإنجاب، لأنه مسؤولية ويتطلب تفرغاً تاماً وهي لا تستطيع فعل ذلك في الوقت الراهن.

تضيف:  {الأمومة أحد أسمى المشاعر وأعمقها، ولولا أمهاتنا لما كنا، كل امرأة في هذه الدنيا تريد تذوق  طعم الأمومة، ولا أعتبر أن الأمومة حمل بقدر ما هي هبة من الله عز وجل، أتمنى أن أعرف طعم الأمومة الحقيقي في المستقبل فلا أستطيع العيش من دون أبناء}.

تعتقد العنبري أن المرأة إذا ما تخلت عن الأمومة في بداية حياتها الزوجية، فلا بد من أن تعود في منتصف هذه الحياة لطلب الأبناء، وتقول:  {المرأة عادة تضحي بالعمل من أجل الأمومة، ولا يمكن لأي امرأة أن تفرض العمل على الأمومة، إلا اذا كانت تعرف تماماً حجم هذه المسؤولية}، لذلك تفضل الاستعداد لتستطيع تحمل هذه المسؤولية والتفرغ التام للأمومة.

نعمة منّ الله بها على المرأة

بيروت  -   ربيع عواد

سيرين عبد النور

 {ابنتي أغلى ما عندي، تغيرت حياتي  جذرياً بعد ولادتها فتبدلت أولياتي وباتت هي شغلي الشاغل، وأينما كنت موجودة أفكر بها دائماً}، تردّد سيرين عبد النور في إطلالتها التلفزيونية، مشددة على مدى تعلقها بابنتها واجتهادها لتعويض غيابها عنها لضرورات العمل والسفر أحياناً، وذلك بالبقاء معها أطول فترة ممكنة.

تضيف أنها مستعدة للتخلّي عن عملها في سبيل ابنتها، وهذا ما كان سيحصل في مسلسل  {روبي}، وتتابع:  {أن تصبح المراة أماً فهذه مسؤولية كبيرة، أتمنى أن يمنحني الله القوة لأكون أماً صالحة لابنتي، وأن  أوفق بين أسرتي وعملي، وأن يعطيها أياما جميلة وهذا الأهم بالناسبة إلي}.

نيكول سابا

 {الأمومة مسؤولية كبيرة، وبعد إنجابي لابنتي تغيرت حياتي شكلا ومضموناً}، تقول نيكول سابا موضحة أنها أضحت خليطاً من القلق والمسؤولية التي تتضاعف يوماً بعد يوم.

تضيف:  {الإحساس بالسعادة يوازيه الإحساس بالقلق... أنا أصلاً قلقة وأتوتّر، ومع نيكول تضاعف هذا الإحساس، فأجدني أخطط لحياتها كي لا أقصّر معها... قبل أن أصبح حاملاً  لازمني القلق لأننا في زمن حروبٍ وتوتّرات وتطوّرات سريعة}.

حول طريقة تربيتها لابنتها توضح:  {أتمنّى أن تنشأ كما نشأنا نحن على أصول وقيمٍ معيّنة وهي ذاتها، سواء كانت فتاة أو صبيّاً.. ثمة قواعد وأولويات لا يجب تخطّيها أو كسرها.. الانضباط أساسي بنظري وهو أمر علمتني إياه والدتي حتّى في غياب أبي الذي بقي مسافراً سنوات طويلة}.

باسكال مشعلاني

 {الأمومة أفضل إحساس عشته في حياتي، مع ولادة ابني إيلي، بات للحياة معنى جديد}، تقول باسكال مشعلاني، مؤكدة أن  الأولوية عندها أن تكون أماً صالحة وتربي ابنها على المبادىء نفسها التي تعلمتها من والدتها.

تضيف:  {بعدما صرت أماً، أدركت المعاناة التي عاشتها والدتي في تربيتي، إيلي هو كل حياتي ووجوده   يمنحني  الأمل والحب}.

كارلا حداد

 {الأمومة أجمل ما في الحياة، وابنتي ليا تأخذ الحيّز الأكبر من حياتي}، تؤكد مقدمة البرامج كارلا حداد مشيرة إلى أن نظرتها إلى الحياة تغيرت بعدما أصبحت أماً.

لا تملّ حداد من البقاء قرب ابنتها بل تشعر بتقصيرها تجاهها، لأن ظروف العمل تجبرها على الابتعاد عنها أحياناً،  تقول:  {أتمنى لو أن النهار أكثر من 24 ساعة، فأنا أشعر بتقصير تجاه بيتي  وعملي على السواء، أفكر بابنتي دائماً حتى لو كانت مع والدها، ولا ألبي مناسبات كثيرة لأبقى إلى جانبها}.

تعتبر كارلا أن الأمومة مسؤولية، وعلى الفتاة التي تقدم على هذه الخطوة أن تعرف سلفاً أن ثمة تغييراً جذرياً سيطاول حياتها وتتغير أولياتها وأفكارها واهتماماتها، تضيف:  {لو خيرت اليوم بين أفضل العروض على صعيد العمل وبين الأمومة، سأختار الثانية لأن الأمومة أسمى ما في الحياة، وحين أصبحت أماً أدركت المعنى الحقيقي لهذه الكلمة}.

راغدة شلهوب

«كلمة ماما التي أسمعها من ابنتي هي الأغلى عندي» تقول الإعلامية راغدة شلهوب وتضيف: «بعد ولادة ابنتي شعرت بأنه بات لدي ما يستحق أن أعيش لأجله». لا تنكر خوفها الدائم على ابنتها ومستقبلها، خصوصا في ظل التدهور الأمني الحاصل في لبنان والجوار، ما يجعلها في حالة تفكير دائم  لتأمين مستقبل زاهر وآمن لها.

توضح أن من الصعب التوفيق بين الأمومة والعمل، «لكن هذه سنّة الحياة»، وتتابع: «قد تشعر المرأة العاملة بعقدة ذنب، خوفاً من أن تكون مقصرة بحق أولادها. ابنتي ناي أجمل شيء في حياتي، لكني أعيش في قلق دائم عليها، وأحاول جاهدة منحها الجزء الأكبر من وقتي. أعاني تعباً نفسياً بسبب هذا الأمر، لكن هكذا هي الحياة في النهاية. أصبحت أخاف على نفسي من أجل ابنتي وأشعر  بأن مسؤولياتي في الحياة  تضاعفت».

ناديا بساط

«الأمومة أعظم إحساس في هذا الوجود»، تقول مقدمة البرامج ناديا بساط مشيرة إلى أن الله  منّ على المرأة بهذه النعمة وهذا الاحساس العظيم، متمنية ألا تحرم أي امرأة منها. تضيف: {الأمومة أمر صعب للغاية، إنما من حسن حظي أن عملي مناسب لأنه لا يأخذني من أولادي الذين أستمد منهم طاقة وحماسة. ثمة أمهات كثيرات يتعبن في التوفيق بين العمل والبيت».

إحساس ومسؤولية

القاهرة –   هيثم عسران

الأمومة، بالنسبة إلى داليا البحيري، أجمل إحساس يمكن أن تشعر به المرأة بعد الزواج، وتقول إن ابنتها  {قسمت} هي كل حياتها وتحاول توفير ظروف مثالية لها.

تشير داليا إلى أن الأمومة تستحق تفرغاً من الفنانة لفترة، مهما كانت نجوميتها، لأنها رسالتها الحقيقية، لافتة إلى أنها تولي ابنتها رعاية خاصة وتحاول التوفيق في مواعيد عملها، فلا تؤثر على تربية ابنتها، كذلك  تحرص على متابعة أحوالها في المدرسة وهواياتها لا سيما الرياضة.

بدورها تؤكد هند صبري أن الفن لا يتعارض مع الأمومة، كما يعتقد البعض، لأن العمل الفني موسمي ومؤقت، بمعنى أن الفنانة تعمل أشهراً وتتوقف أشهراً أخرى، إذا لم تكن  ثمة ارتباطات تشغلها، وبالتالي تكون لديها القدرة على تربية أطفالها بشكل صحيح ومتابعتهم.

تنفي هند أن تكون الأمومة عطلتها في مسيرتها الفنية، بل، على العكس، منحتها إصراراً وقوة على تقديم أعمال مختلفة ومتنوعة، تجعل ابنتها تفتخر بأن والدتها تؤدي أدواراً مميزة، مشيرة إلى أن ابنتها الكبرى عاليا عندما كانت في عامها الثاني، كانت تقول  {ماما ماما} عندما تشاهدها على الشاشة، ما ولد في نفسها سعادة لا توصف، خصوصاً أنها لطالما حلمت بالأمومة منذ طفولتها.

تتابع أن سعادة عارمة تنتابها عندما تسمع ابنتها  تلفظ اسمها للمرة الأولى، وأنها تعطي الأولوية في حياتها لبناتها وبيتها وتحرص على ألا يكون ثمة تعارض بين عملها ومراعاتها لأسرتها.
تضيف أن أكثر أوقاتها سعادة هي تلك التي تقضيها برفقة بناتها في المنزل، موضحة أنها كانت حريصة على إعطاء كل طفلة حقها بعد الولادة فلا تتركها في المنزل إلا بعد أشهر لتكون تحت ملاحظتها بشكل مباشر.

نور حياة

تقول دوللي شاهين إن ابنتها  {نور} أضاءت حياتها وقربت أكثر بينها وبين زوجها المخرج باخوس علوان، وزادت من حضورهما سوياً لمتابعتها، مشيرة إلى أنها تجتهد في تربية ابنتها بطريقة صحيحة لتكون لديها القدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

تضيف أن تجربة الأمومة ليست صعبة، بالنسبة إليها، كون زوجها يساعدها في تربية ابنتهما الوحيدة ويتفهم طبيعة عملها، مؤكدة أن النجاح في تربية الأطفال يعتمد على التعاون بين الأب والأم، وإن كان دور الأم أكبر بحكم قربها من الأطفال وقضائها وقتاً طويلا معهم.

تجتهد  دوللي في توفير حياة كريمة لابنتها وتقديم أعمال تجعل نور  فخورة بها وسط زملائها في المدرسة، لافتة إلى أنها تنتظر اليوم الذي تراها فيه عروساً مع عريسها، لتتذوق طعم نجاحها في دورها كأم، مثلما فعلت والدتها معها، إذ تركت لها حرية اختيار الدراسة المناسبة لها والمجال الذي تريد العمل فيه.

انتظرت دوللي طويلا لكي تسمع كلمة ماما من ابنتها، موضحة أن السعادة الحقيقية لأي امرأة عندما  تسمع هذه الكلمة من ابنتها، فتشعر معها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وتخشى الفشل في تربية الأطفال.

تربية صحيحة

تؤكد رندا البحيري أن ابنها ياسين يشغل حيزاً كبيراً من حياتها، وتحاول تربيته وفق طرق التربية الصحيحة بمساعدة والدتها التي تعلمت منها الكثير ، مشيرة إلى أن انفصالها عن زوجها لم يؤثر في أسلوب تربيتها لابنها، بل زاد العبء على عاتقها، لا سيما  في التركيز معه ومتابعته.

تشير رندا إلى أن تربية الصبيان  أصعب من تربية البنات لأنهم أكثر شقاوة وحركة، وهي تحرص على توجيهه وإقناعه بأخطائه من دون ممارسة أي ضغط عليه ليقتنع بكل ما يفعله، ما يكون له أثر إيجابي على سلوكياته لاحقاً.

بدورها تقول رانيا يوسف إن الأمومة لها حقوق كثيرة عليها، لذا تخصص وقتاً للجلوس مع بناتها والاستماع إلى مشاكلهن ومعرفة أحوالهن، وهي تفعل ذلك بشكل يومي، مهما كان لديها من انشغالات أو ارتباطات بالتصوير، فلا تسمح بأن يعطلها شيء عن دورها كأم.

شادية وصباح... مطربتا الأمومة

كتب الخبرالقاهرة - الجريدة

زخرت الأفلام القديمة بأغانٍ تعبر عن مشاعر الأمومة وحب الأم لأولادها، وأصبح بعضها علامات في تاريخ السينما المصرية عموماً، وما يتعلق بالتعبير عن الأمومة خصوصاً، وتعتبر أغاني شادية وصباح الأكثر تعبيراً ونجاحاً من بين أغاني الأفلام.

قدمت شادية رائعتها {سيد الحبابيب} من كلمات فتحي قورة وألحان  منير مراد، في فيلم {المرأة المجهولة} مع المخرج محمود ذو الفقار، وتعتبر إحدى أكثر الأغنيات شهرة، تبثها وسائل الإعلام مع إطلالة عيد الأم في كل سنة، وتظهر شادية فيها وهي تداعب  ابنها الذي لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة.

كذلك قدمت شادية أغنية {يا اختي عليك} مع الثنائي فتحي قورة ومنير مراد، في فيلم {الهاربة}،  تظهر فيها وهي تغني لابنها، وتحمله على يدها في تعبير عن مشاعر الدفء بالأمومة. أيضاً، قدمت شادية {بنتي وضي عنيّا}، في فيلم {لا تسألني من أنا}، إلا أنها لم تنل حظاً من الشهرة، عكس {سيدي الحبايب}.

صباح

قدمت الفنانة القديرة صباح أغنيتها الشهيرة {أمورتي الحلوة} من كلمات  حسين السيد وألحان بليغ حمدي في فيلم {نار الشوق}، وعبّرت فيها عن حبها لابنتها وغيرتها عليها من {الهوا الطاير}، وحرصها عليها ونظرتها دوماً لها بأنها طفلة مهما بلغ بها العمر.

الطريف أن الأغنية الأشهر للأم {ست الحبايب} التي غنتها الراحلة فايزة أحمد من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، ويعرضها التلفزيون مصورة ويشارك فيها مجموعة من النجوم، لا  تندرج ضمن أي فيلم سينمائي، لكنها تعد أحد أوائل الكليبات التي أنتجها التلفزيون المصري في بداياته.

الجريدة الكويتية في

20.03.2014

 
 

فجر يوم جديد: قطيعة تاريخية!

كتب الخبرمجدي الطيب 

طوال حقبة من الزمن ظل دور {الأم}، على شاشة السينما المصرية، حكراً على الممثلات اللواتي تقدم بهن العمر، مثل: فردوس محمد، أمينة رزق، عزيزة حلمي، زوزو نبيل وكريمة مختار، وذلك بسبب الرفض القاطع، من جانب النجمات الشابات للدور الذي يعني، حسب قناعاتهن، أنهن اقتربن من {الشيخوخة الفنية}، وينظرن إلى ترشيحهن له بوصفه إهانة في حقهن، وإقراراً ضمنياً بأن الزمن هزمهن، والجمال فارقهن، والشيخوخة دبت في أوصالهن!

قناعة تكشف تراجعاً واضحاً في وعي ممثلاتنا، وتُشير إلى ثقافتهن الفنية المحدودة، مقارنة بالفهم الدقيق لمعنى التقمص، والاستيعاب العميق لمتطلبات الدراما، من جانب ممثلات السينما العالمية اللواتي لم تؤرقهن تلك النقطة، في حين احتاجت السينما المصرية إلى عقود ليتسنى لها تغيير هذه {الثقافة}، التي جعلت {فاتن حمامة} لا تقترب من دور {الأم} سوى في عام 1972 عندما أدت دور أم لستة أولاد في {إمبراطورية ميم}، ثم كررت التجربة في {أرض الأحلام} (1993)، وكانت أكثر جرأة عندما أدت دور أرملة تعول خمسة أولاد في فيلم {يوم حلو يوم مر} (1988)، بينما اقتربت رفيقة دربها {ماجدة} من دور {الأم} بعد 39 عاماً من دخولها الساحة الفنية (1949)، كان ذلك في الفيلم التلفزيوني {عندما يتكلم الصمت}، ثم عادت لتؤدي الدور في الفيلم التلفزيوني {ونسيت أني امرأة} (1994)، وفي الفيلمين كانت أماً لابنتها الحقيقية!

اللافت أن {هند رستم} التي قدمها المخرج حسن الإمام، عبر الملصق الدعائي لفيلم {بنات الليل} (1955)، مسبوقة بلقب {الوجه الجديد}، كانت أكثر شجاعة من {فاتن} و}ماجدة} عندما وافقت على أداء دور {الأم}، وهي وجه جديد، ثم كانت أكثر جرأة عندما أدت في {الحب العظيم} (1957)، دور زوجة وأم لفتاة خرساء، تكتشف أنها مصابة بالسرطان وأيامها في الحياة معدودة، فتضرب أروع مثالاً للأمومة عندما تختار صديقتها زوجة لوالد طفلتها الخرساء، لكي تضمن للطفلة زوجة أب تحنو عليها وترعاها.

والملاحظ أيضاً أن {شادية} فعلت الأمر نفسه عندما أدت دور أم {شكري سرحان} في {المرأة المجهولة} (1959) لكنها تراجعت سريعاً، وامتنعت، طوال فترة الأربعين عاماً، التي قدمت خلالها ما يقرب من 112 فيلمًا، عن تجسيد دور {الأم}، إلى أن أدت دور أم لأربعة أولاد في {لا تسألني من أنا} (1984)، وتشاء الأقدار أن تعتزل بعده، وتقول في حوار صحافي: {أردت الاعتزال في عز مجدي، لأنني لم أشأ الانتظار حتى تهجرني الأضواء، ولأنني لا أحب أداء دور أمهات عجائز في الأفلام في المستقبل، بعدما اعتاد الناس رؤيتي في دور بطلة شابة، ولا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنوا بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سيشاهدونها؛ فأنا أريد أن يحتفظوا بأجمل صورة لي عندهم}!

وجهة نظر عفوية لكنها تعكس في طياتها {الثقافة} التي تربت عليها نجماتنا، وكانت سبباً في امتناع كثيرات منهن، باستثناء حالات نادرة، عن أداء دور {الأم} على الشاشة؛ ففي رصيد {سعاد حسني} ما يقرب من 91 فيلمًا، لكنها أدت دور «الأم» في فيلمين فحسب هما: «غريب في بيتي» (1982) و{الراعي والنساء» (1991)، كذلك الحال مع «نجلاء فتحي» التي ظهرت للمرة الأولى عام 1966، وأدت  دور الأم في فيلمي «لعدم كفاية الأدلة» (1987) و{أحلام هند وكاميليا» (1988)، ولم تُكمل تجربة الأمومة في فيلم «غدا سأنتقم» (1980) لأنها فقدت طفلها في السجن!

أما «يسرا» فقدمت دور أم لطفل في «امرأة آيلة للسقوط» (1992) وجسدت شخصية أم لشابين في «العاصفة» (2001)، وبعد أربعة أعوام أعادت التجربة في «ما تيجي نرقص» ثم «جيم أوفر» (2012).

من بين 142 فيلماً، أدت إلهام شاهين دور الأم، على استحياء، في «دانتيلا» (1998) و{خالي من الكوليسترول» (2005)، وبشكل أكثر جرأة في «خلطة فوزية» (2009)، بينما اكتفت ليلى علوي بدور واحد في «بحب السيما» (2004)!

المفارقة أن نجمات الجيل الجديد، مثل: حنان ترك، منى زكي، منة شلبي وياسمين عبد العزيز، اتبعن «القاعدة» نفسها، واعتنقن «الثقافة» ذاتها؛ بدليل أن الأولى قدمت صورة باهتة للأم في «إبراهيم الأبيض» (2009)، بينما جسدت الثانية الأم التقليدية في «سهر الليالي» (2003) و{ولاد العم» (2009)، واكتفت الثالثة بمرور عابر في «واحد من الناس» (2006) و{الحياة منتهى اللذة» (2005)، واقتربت الرابعة من الدور بشكل فانتازي في «الآنسة مامي» (2012) ليؤكدن حقيقة تجاهلناها طويلاً، تقول إن بين نجماتنا وأدوار «الأم» قطيعة تاريخية!

الجريدة الكويتية في

20.03.2014

 
 

بحضور داني جلوفر و100 ضيف من القارة السمراء

«مهرجان الأقصر» مصر تعود إلى إفريقيا من بوابة السينما

خالد محمود- الأقصر 

افتتح، مساء أمس، في معبد الأقصر بمدينة الأقصر، مهرجان السينما الإفريقية في دورته الثالثة، وحضر الافتتاح الممثل الأميركي داني جلوفر، والممثل المصري محمود عبدالعزيز، وزوجته بوسي شلبي، وليلى علوي، ويسرا، ومحمود حميدة، ولبلبة، وإلهام شاهين، وهالة صدقي وخالد يوسف، وممدوح عبدالعليم، وفتحي عبدالوهاب وجيهان فاضل وصبري فواز ومحمد العدل، كما حضره رئيس وزراء مصر السابق وكبير أمناء المهرجان د.عصام شرف، ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين.

وشهد الافتتاح استعراضات ضوئية ورقصات باليه لفرقة باليه النيل، ورقصات على المزمار البلدي والربابة وغناء للفنانة هند عاكف، فيما أضفت الخلفية الفرعونية للمعبد الفرعوني أجواء طقوسية للاحتفال، لم يكن ليوفرها مسرح معتاد، بحسب حضور ومتابعين.

وقال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، إن «عدد الضيوف المقرر يقدر بنحو 100 ضيف من الدول تضمهم دولة السنغال كضيف شرف للمهرجان، وتم توقيع (بروتوكول) تعاون بين المهرجان ودار السينمائيين الموريتانيين، يسمح بإقامة أسابيع للسينما الموريتانية فى مصر، وكذلك للسينما المصرية فى موريتانيا، وأيضًا ترشيح اثنين من شباب السينمائيين الموريتانيين، للمشاركة فى الورشة الدائمة للمهرجان.

وأعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، بالتعاون مع نقابة المهن السينمائية، عن تخصيص جائزة باسم المخرج الراحل محمد رمضان، الذي كان أحد ضحايا العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة سانت كاترين، وقررت إهداء بانوراما شباب السينمائيين المستقلين هذه الدورة إلى روح المخرج محمد رمضان، الذى سبق أن أخرج فيلم «حواس»، الذي حاز العديد من الجوائز الدولية، كما حصل على جائزة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الأولى عام 2011.

وقال المسؤول بأمانة المهرجان الفنان حسن أبوالعلا لـ«الإمارات اليوم»، إن «دورة العام الجاري تميزت بحضور عالمي لافت، تضمن حضور الممثل الأميركي داني جلوفر، بتاريخه المهني والنضالي، والمخرج الغيني فلورا غوميز الداعم للقضايا الإفريقية». وتابع أبوالعلا «المهرجان يشكل أهمية خاصة لمصر، حيث يعود بها إلى إفريقيا بعد طول قطيعة عبر نافذة ثقافية وإنسانية وغير سياسية، وفي توقيت مصر فيه بأمس الحاجة إليه، خصوصا في ظل أزمة سد النهضة الإثيوبي».

وأشار أبوالعلا إلى أن «إنشاء سوق تواصل، الذي هو إنجاز هذه الدورة في المهرجان، يمثل نقلة نوعية فيه حيث توجد مساحة لترويج الفيلم الإفريقي داخل بلدان القارة السوداء، فالمهرجانات لا توجه ولا تصنع أفلاما، وإنما تنتج البيئة الملائمة لخلق وتوزيع هذه الافلام».

وشدد أبوالعلا على أن مسابقة «الحريات»، التي تحمل اسم الشهيد الحسيني أبوضيف، ستستقبل أفلاما من العالم كله وليس فقط من إفريقيا، وفي ذلك رسالة للدنيا بأسرها بأن قضية الحرية والديمقراطية مفصلية ورسالة لأبناء القارة السوداء. وختم أبوالعلا «إن المهرجان له قيمة معنوية أيضا، حيث يعزز الاستقرار في مصر ويسعى لإنعاش السياحة، خصوصا في الأقصر عاصمة السياحة الثقافية في العالم».

يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلمًا من مالي وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وبوركينا فاسو وإثيوبيا ورواندا وغينيا والسنغال وغينيا بيساو وأوغندا، ومن تونس يأتي فيلم «بستاردو»، ومن المغرب فيلما «هم الكلاب» و«روك القصبة»، ومن مصر فيلم «أوضة الفيران». كما يتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 10 أفلام هي «أنغولا عام صفر» من أنغولا، و«نانا بينز» من توغو، و«أشياء صغيرة جدًا» من ليبيريا، و«وكر الشيطان» من جنوب إفريقيا، رابطة قوية» من كينيا، و«وليام وطواحين الهواء» من مالاوي، و«توبة» من السنغال، و«أمير في بلاد العجائب» من تونس، و«وافدون» من الصومال، و«أنا أنا» من مصر.

فيما يتنافس 17 فيلمًا فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلمًا فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، المخرج سليمان سيسيه من مالي، والممثلة والمخرجة ناكي سي سافانا من كوت ديفوار، والمخرج أحمد راشدي من الجزائر، ومن مصر إلهام شاهين، ومدير التصوير طارق التلمساني.

أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، فتضم في لجنة تحكيمها الناقدة ماهن بونيتي من سيراليون رئيسًا، وعضوية كل من بيدرو بيمونتو منتج من موزمبيق، والمخرج داود أولاد سيد من المغرب، والناقد بيتر ماشين من جنوب إفريقيا، ومدير التصوير المصري سامح سليم. ويتنافس 17 فيلمًا في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلمًا في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة.

وتم اختيار الأديب يوسف القعيد رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات، التي تضم د.مصطفى المسناوي من المغرب، والناقد فتحي الخراط من تونس، ومن مصر الفنانة سلوى محمد علي، والناقد أحمد فايق. وأصدر المهرجان أربعة كتب عن السينما الإفريقية، هي: وقائع السينما المصرية لعلي أبوشادي، والسينما في دول حوض النيل لعبدالخالق فاروق، وكتاب عن ورشة هايلي جريما، والسينما الإفريقية لأوليفيه بارليه.

سجل ثوري

يملك الممثل الأميركي الأسمر داني جلوفر سجلا إنسانيا رائعا يضفر فيه سجلا ثوريا وسينمائيا على التوازي، فقد استطاع جلوفر، المولود في سان فرانسيسكو، في 22 يوليو 1946، أن يلفت الأنظار إلى أدواره في أفلام «الأرجواني»، و«الشاهد»، و«السلاح المميت»، وتزامن هذا مع نشاطه الثوري في الولايات المتحدة، في «اتحاد الطلاب السود»، و«جبهة تحرير العالم الثالث»، كما انتقد سياسات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش واتهمه بالعنصرية، وهاجم الحرب الأميركية على العراق.

منافسة

يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلمًا من مالي وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وبوركينا فاسو وإثيوبيا ورواندا وغينيا والسنغال وغينيا بيساو وأوغندا، ومن تونس يأتي فيلم «بستاردو»، ومن المغرب فيلما «هم الكلاب»، و«روك القصبة»، ومن مصر فيلم «أوضة الفيران»، كما يتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 10 أفلام هي: «أنغولا عام صفر» من أنغولا، و«نانا بينز» من توغو، و«أشياء صغيرة جدًا» من ليبيريا، و«وكر الشيطان» من جنوب إفريقيا، و«رابطة قوية» من كينيا، و«وليام وطواحين الهواء» من مالاوي و«توبة» من السنغال، و«أمير في بلاد العجائب» من تونس، و«وافدون» من الصومال، و«أنا أنا» من مصر.

فيما تتنافس 17 فيلمًا في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلمًا في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، المخرج سليمان سيسيه من مالي، والممثلة والمخرجة ناكي سي سافانا من كوت ديفوار، والمخرج أحمد راشدي من الجزائر، ومن مصر إلهام شاهين، ومدير التصوير طارق التلمساني.

جمهورية الأطفال

اختارت إدارة المهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، فيلم «جمهورية الأطفال» من غينيا بساو، ليعرض في افتتاح الدورة، أمس، بحضور بطله النجم الأميركي الأسمر داني جلوفر، ومخرجه فلورا غوميز.

تقع أحداث الفيلم فى بقعة إفريقية يحكمها نظام سياسي واقتصادي قائم على القمع والنهب، فيضطر الشعب إلى الهرب من البلاد خوفاً منه، تاركين الأطفال وراءهم، ليتحملوا المسؤولية وينشئوا «جمهورية الأطفال».

ولد فلورا غوميز في 31 ديسمبر 1949، في غينيا بيساو، في أسرة فقيرة، ليواجه مع جيله حكم الدكتاتور البرتغالي سالازار. ينحاز فلورا جوميز، إلى حركة التحرر الوطني، ثم يغادر البلاد لدراسة السينما في كوبا، ثم يعود ليخرج أفلاماً وثائقية نضالية وسياسية. ويعبّر هذا الفيلم عن موضوع المسابقة، التي تحمل «الحريات»، وستكون رسالة من المهرجان إلى العالم والقارة السمراء، أنه لا مفر من الحرية والعمل من أجلها، مهما كانت الظروف أو ساءت.

وقال المسؤول في أمانة المهرجان، الفنان حسن أبوالعلا، إن «أفلام هذا المهرجان تأكيد على قيمة مصر ودورها الثقافي والتنوري البارز في إفريقيا والعالم بصورة عامة».

الإمارات اليوم في

20.03.2014

 
 

قصة الفيلم مبنيّة على حقيقة

«فلومينا».. أمّ تبحث عن طفــلها

عُلا الشيخ ـــ دبي 

ليس نوعاً من التراجيديا، بل قرب من واقع بات ملموساً مع كمية الفقدان الذي يهدّد حياة عائلات تعيش في أقطار مختلفة من هذا العالم، نتيجة الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، والعديد من المسببات التي قد تحرم طفلاً من أمه أو العكس، فلا يمكن في (يوم عيد الأم) نسيان وجه الشهيد الطفل السوري حمزة الخطيب، ولا الشهيدة الطفلة الفلسطينية إيمان حجو، وغيرهما كثير.. تتعدد الأسماء وطفولتهم المنتهكة واحدة، فكيف بحال أمهاتهم اللواتي يمررن كل يوم على أسرّة أطفالهن التي باتت فارغة، فراغ لا يمكن مداواته، فراغ لا تشعر به سوى الأم التي لديها سرّ بينها وبين من أنجبت، يكمن من لحظة قطع الحبل السري، ولا ينتهي حتى بموت أحدهما.

يمكن تعويض الطفل عن غياب أمه بصدر أخرى تقرر حضنه أو تبنّيه أو حتى العناية به، أما الأم فلا يمكن تعويضها عن ابن رحل، وقد تتجسد هذه الحالة تحديداً في الفيلم البريطاني «فلومينا»، الذي عرض العام الفائت في مهرجان أبوظبي السينمائي، ورشحت بطلته لأوسكار جائزة أفضل ممثلة، وهو من بطولة جودي دينش وستيف كوجان، وإخراج ستيفن فريرز.

فحرمان الأم من طفلها هذه المرة ليس له علاقة بالحرب، بل بالقوانين الصارمة الدينية التي كانت تجبر الكنائس على بيع ومنح أطفال العازبات لعائلات أخرى، ومع تحمل الأم الصغيرة حينها (فلومينا) كل شيء إيماناً بأن هذا عقاب تستحقه، لم تستطع نسيان ابنها الذي أنجبته، وشاهدته وهو يذهب إلى حضن عائلة أخرى أمامها وذهب صراخها سدى في محاولتها رجاء مديرة الدير بأن تعيده إليها، فتقرر الصمت طويلاً، حتى يصبح عمرها 70 عاماً، وهنا تظهر وهي امرأة متزوجة أرملة تعترف لابنتها بأن عليها البحث عن مكان ابنها مجدداً.

تبدأ الحكاية بتسليط الضوء أولاً على الصحافي مارتين سكسميث الذي يعمل مستشاراً في حزب العمال البريطاني، ومع حدوث مشكلات في الحزب يتم الاستغناء عن خدماته، لتبدأ معه حكايته مع ابنة فلومينا التي تعمل في أحد الكافيهات البريطانية، لتؤكد له أنها تحتاج إلى مساعدته في البحث مع أمها على ابنها البعيد عنها منذ 50 عاماً، لا يبدي سكسميث أي اهتمام، خصوصاً أنه متخصص في الكتابة السياسية والاستراتيجية، لكنه يقبل لقاء الأم.

ليرى المشاهد فلومينا، امرأة طاعنة في السن، لكنها تتمتع بحسّ فكاهي كبير، حتى لو لم تضحك هي، تلقي الدعابات وتصمت، وكأنها درّبت نفسها على هذا النوع من السلوك كي لا يستشيط قلبها وجعاً، أثناء رواية الحكاية سواء للمستشار سكسميث أو لابنتها، يعود بنا المخرج عن طريق «الفلاش باك» وفلومينا صغيرة في السن لا يتعدى عمرها الـ15 عاماً، تلهو في مهرجان صاخب بالأضواء والرقصات والفرح في عام 1951، وتتعرف فيه إلى شاب يقوم بغوايتها، وبسبب هذه اللحظات تحملت فلومينا قسوة الأب الذي تخلى عنها عندما حملت، وأرسلها إلى دير «شين روس» في أيرلندا، وطفل تم إبعاده عنها لأربع سنوات قضتها في الدير تعمل، لا تستطيع مشاهدته سوى ساعة واحدة كل يوم.

يظل «الفلاش باك» مستمراً، مع عودات مقتضبة إلى وجه فلومينا السبعيني، تركز الكاميرا على عينيها وسرحانهما، وبهوت لونهما. يركز المخرج على اللهفة التي تجمع فلومينا الصغيرة مع ابنها الرضيع، فرح ولعب وحب، وأحلام تهمس في أذنه، وحزن عندما تنتهي الساعة المخصصة لها، وفي يوم تفاجئ إحدى الراهبات فلومينا بإهدائها صورة لابنها، لم تدر هذه الراهبة أن هذه الصورة هي الدليل الوحيد الذي ستمتلكه فلومينا لإثبات أنها كانت أماً لهذا الطفل يوماً ما.

فبعد احتفاظ فلومينا بصورة طفلها يأتي عليها صباح يغير حياتها إلى الأبد، فهي بالمصادفة شاهدت ابنها الصغير الذي أصبح عمره أربع سنوات يركب سيارة مع غرباء، تم منح - أو بالأصح بيع - ابنها عن طريق الدير إلى عائلة لتتبناه دون إخبارها أو إعلامها بالأمر.

المشهد الذي تلا ذلك كان صعباً، تحاول الوصول إلى مخرج تنادي فيه ابنها دون جدوى، كل الأبواب مقفلة في وجهها، فهي في عرف الكنيسة الكاثوليكية مخطئة بحق الله، لم تغفر سنين عمرها الصغيرة هذا الجرم، تصعد الدرجات وتنزلها تصيح من خلف الزجاج، صراخها لا أحد يسمعه، تستطيع أخيراً أن تصل إلى المخرج، تنظر نظرة إلى ابنها الذي التفت إليها مصادفة، لتكون هذه النظرة هي الأخيرة في حياتها كلها.

تعود الكاميرا إلى وجه سكسميث هذه المرة، وهو يعلن موافقته على مساعدة فلومينا على البحث عن ابنها، لتبدأ رحلتهما سوياً قاصدين دير شين روس، الذي ومنذ لحظة دخولها تعود بها الذكريات بشكل مكثف وموجع. تتذكر الأم المخاض وهي صغيرة نحيلة، لا أحد حولها سوى راهبات يلعنّها طوال الوقت، وهي غير مدركة ما يحصل من حولها، والولادة، والطفل الصغير الذي أخذ منها منذ لحظة ولادته، وإجبارها على توقيع أوراق تنازل عن الطفل بأن يصبح ملكاً للدير، دون حتى إعطائها فرصة لتقرأ الأوراق، فضيحة كبيرة ركز عليها الفيلم في طريقة تعاطي أصحاب القرار في الكنيسة مع الحالات الطارئة، واستغلال ضعف الناس، تتذكر جملة صديقتها التي تقاربها في العمر ولديها حكايتها نفسها: «لن يعرفن شعورنا أبداً، فأرحامهن لم تدخل فيها الحياة»، إشارة إلى قسوة الراهبات.

وبما أن عمل سكسميث هو بالأساس في الصحافة، فقد كرس كل جهده ومهاراته في طريقة الأسئلة والاختباء ومحاولة فتح الأبواب المغلقة في الدير، بكل ما أوتي من شغف، لاسيما أنه اتفق مع دار نشر على تبني الكتاب، فالرحلة بدأت فعلاً من لندن إلى أيرلندا، يصور من خلالها المخرج الكنيسة وكأنها بيت أشباح، مخيف، وغامض، ليس فيه حياة. يبدأ سكسميث البحث بطريقته عن الحقيقة، خصوصاً أنه يعي أن فلومينا مؤمنة لحد الوقوع فريسة مرة أخرى لأي تبرير من قبل مديرة الدير الجديدة، فبمجرد أن تقول لها إن كل الوثائق قد حرقت يوماً ما، تصدقها، ليكتشف سكسميث أن هذه كانت أكذوبة لتغطية الحقيقة؛ فالدير قبض مبلغاً مقابل الطفل من عائلة أميركية، تصر فلومينا على ضرورة تصديق ما تقوله الراهبات، بينما يصرّ هو أنهن قادرات على تنويمها نفسياً مثل ما فعلوا عندما أجبروها على توقيع أوراق التنازل عن ابنها.

تستمر الأحداث بين أخذ ورد، ومعلومات متضاربة من هنا وهناك، إلى أن تفيق فلومينا للمرة الأولى في حياتها على ما يبدو، وتغضب وتصرخ، وتصر على معرفة كل تفصيل حدث من يوم بيع ابنها، وبعد كل ذلك تستغفر ربها، وتعتذر عن سلوكها وترحل، لكن هذه المرة معها بيانات ابنها كاملة، فهو شخصية مشهورة في أميركا اسمه أصبح مايكل هيس، ويعمل محامياً ومستشاراً للرئيس الأميركي رونالد ريغان.

من أيرلندا إلى واشنطن، رحلة تتخللها الأنفة البريطانية تجاه الأميركي، طوال الوقت يستمتع سكسميث وفلومينا بإيضاحها، وبعد جهد كبير، يكتشف سكسميث أنه التقى ابن فلومينا مرة في أحد المؤتمرات الصحافية، ويريها الصورة، وبعد التقصي عنه في واشنطن، ومعرفة كم هو شخصية سياسية شهيرة في أيام ريغان وجورج بوش الأب، يعرف سكسميث أنه توفي، فتنتقل الحكاية إلى البحث عن قبر ابنها «المثلي» الذي توفي نتيجة مرض الإيدز، تتحمل فلومينا الفكرة، تقنع نفسها أنه لو كان عندها لما أصبح مثلياً، لكنها مضطرة للبحث عن صديقه الذي يكشف حقائق مرة، أخفتها الكنيسة عنها مرة أخرى، تتمثل أن ابنها لا يتذكر وجهها، لكن علم من أبويه بالتبني مكان الدير، وذهب ليسأل عنها، ولم تعطه الكنيسة أي رد، والمفاجأة أن قبره موجود في أرض الدير بناءً على رغبته، على أمل أن تزوره أمه يوماً ما.

هنا تعود الأم المفجوعة فلومينا إلى أيرلندا، ومع كل ما حدث معها ومن كذب الكنيسة عليها تصر على إيمانها، وتصر على أن جريمتها التي اقترفتها وهي طفلة لم تصل إلى سن الرشد، لا تقل عن جرائم الراهبات اللواتي أخفين قبر ابنها عنها، تقف أمام القبر، تضع الزهور وتبكي على كل شيء.

فقصة البحث عن الابن ليست غريبة عن أم تعيش أمل اللقاء، وهذه القصة المبنية على حقيقة، كشفت معها الكثير من الفضائح التي تتعلق بحقوق الإنسان التي ترتكب باسم الدين.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

20.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)