كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

قالت إذا تحجبت.. اعتزلت

علا غانم: أنفذ أوامر المخرج طالما لا تُغضبني

حوار – علاء عادل

 

علا غانم إحدى الفنانات التي يشهد لها بتغير جلدها في أعمالها الفنية علي المستوي الدرامي والسينمائي، ولكن حين تظهر علا تظهر معها الانتقادات ليس علي فنها ولكن لجرأتها في تقديم مشاهدها، والتي أحيانا لا تتناسب مع تقاليدنا الشرقية، والشهر الرمضاني الكريم الذي تعرض فيه أغلب هذه الأعمال.

وفي هذا الحوار تناولنا معها مشاريعها القادمة، وأسباب فشل فيلمها الأخير «سعيد كلاكيت»، وعدم حضورها العرض الخاص به، ولماذا يستغلها المنتجون لتسويق أعمالهم في مشاهد العرى والإغراء، حول كل ذلك تحدثت علا مع «الوفد» قائلة: لم أحضر العرض الخاص لانشغالي بتصوير فيلمي الجديد «روميو والسيدة» وليس لخلافي مع فريق العمل.

·        وما مدي رضائك عن فيلم «سعيد كلاكيت»؟

- أنا راضية عن العمل تماما ماعدا المشهد الأخير من الفيلم، الذي تم تغييره علي غير رغبتي فلم أشارك فيه، لذلك شعر البعض أنه تم اختزال جزء كبير من دوري، ولكن الحقيقة العمل كان يناقش قضية شائكة وتحتاج إلي مخرج واعٍ ومنتج لدية خبرة.

·        هل حدثت مشاكل مع الإنتاج؟

- منتج العمل لبناني وجديد في المهنة فلم تكن لديه الخبرة اللازمة لاستكمال عناصر نجاح العمل، فلم أشعر بوجود العمل بدور العرض، بل شعرت أنه عمل سري تم تصويره لكي لا يراه أحد.

·        وكيف أثر وجود مثل هذا المنتج علي صناعة السينما في مصر؟

- ربما يكون المنتج ظلم فيلمي ولكني لا أستطيع إنكار الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء المنتجون الجدد في الصناعة، لأنه لولا ظهورهم بعد الثورة، ما شاهدنا أعمالاً فنية بهذا العدد، وكان من الممكن أن تتوقف الصناعة كلها، فأنا إحدى الفنانات التي قامت بتخفيض أجرها بنسبة 75% لكي تستمر الصناعة.

·        لكن يوجد عملان قبل ذلك لم يلقا نجاحا جماهيريا أيضاً؟

- يوجد فرق كبير بين فيلم «البرنسيسة» و«31-12» وفيلم «سعيد كلاكيت» لأن الوقت الذي طرح فيه هذان العملان كان غير مناسب، حيث طرح العمل وقامت الثورة بعده بثلاثة أيام، وبدأت عمليات الاغتيال والتفجيرات.

·        وهل سيتراجع الفن بسبب وجود هذه العمليات الإرهابية؟

- نحن لا نخاف من أحد خاصة الإخوان، ومصر سوف تتخطي تلك الأزمة بأيدي أبنائها.

·        حدثينا عن مشاريعك القادمة؟

- انتهيت من تصوير دوري في فيلم «روميو والسيدة» وأواصل تصوير دوري في مسلسل «قلوب»، والذي من مقرر عرضه خارج الموسم الرمضاني، وأواصل تصوير دوري في الجزء الثاني لمسلسل «شارع عبدالعزيز» وهو العمل الوحيد الذي أقدمه في رمضان هذا العام.

·        وما الدور الذي تقدمينه في «روميو والسيدة»؟

- أقدم دوراً مختلفاً وبعيداً عن أدوار الإغراء وقصص الحب التي قدمت في السينما من قبل، حيث أقدم شخصية تتسم بالجدية، فهي طبيبة تحارب الفساد، غير مرتبطة، حتي حين تقابل رامي الملقب بـ«رميو السيدة»، والذي يجسد شخصيته أحمد عزمى، ورميو معرف عنه حبه للنساء لكن هذه الطبيبة تغير مسار حياته وتحوله إلي صديق لها ويساعدها.

·        وهل يوجد تشابه بين تلك الشخصية والتي قدمتها من قبل في «مهمة صعبة»؟

- طبيعة العمل هنا خفيف كوميدي، علي عكس فيلم «مهمة صعبة» الذي كان أكشن وجاداً، ولا يوجد تشابه إلا في الجزء الخاص بشخصيتها كدكتورة.

·        وما القضية التي يقدمها العمل؟

- الفيلم لا يوجد به قضية، ولكننا عندنا قصة مهمة نريد تقديمها أو رسالة وهي أن نقف بجانب بعضنا البعض في الأزمات بعيداً عن أي طبقية أو مصالح شخصية.

·        وهل يستطيع مسلسل «قلوب» فتح موسم موازٍ لرمضان؟

- بالتأكيد خاصة أن العمل به كافة عناصر المسلسلات التركية التي نجحت عند الشعب المصري، وليس لكفاءتها بل لوجود مناظر طبيعية، والايقاع البطىء الذي تحتاجه ربة المنزل، فنحن رواد هذه الصناعة في الوطن العربي، والأعمال التركية ضعيفة لا توازي مستوي أعمالنا، وأسباب انتشارها أن أصحاب القنوات الفضائية لا يجدون أعمالاً جديدة يعرضونها في تلك الأوقات من السنة، لأننا أصبحنا نركز علي موسم رمضان فقط، والآن نحن نقدم الحل لتعود لنا الريادة مرة أخري.

·        وهل يحتوي العمل علي مشاهد إغراء مثل التي تم انتقادك من أجلها في أعمال سابقة؟

- أنا ممثلة «اللي بيطلبوا المخرج بقدمه»، خاصة عندما أشعر أنه لا يغضبني، وما قدمته علي الشاشة لم يكن فجاً للدرجة التي تغضب الجمهور، يوجد ناس تري مشهداً مثل البشكير في مسلسل «مزاج الخير» أنه لا يتناسب مع شهر رمضان، لكن يوجد آخرون يرونه أمراً عادياً، وهذه وجهة نظر مخرج، والملابس التي ارتديتها في هذا العمل أو «الزوجة الثانية» لم أشترها بنفسي بل كانت من الشركة المنتجة، التي وضعت تفاصيل الشخصية، ومن الطبيعي أن يكون مشهد الاستحمام بالبشكير، وفي حالة أن المخرج اختار تلك اللقطة ووضعها في البرومو الدعائي للعمل فهذا هو عملنا لكي يشاهدنا الجمهور للتسويق.

وعن دوري في مسلسل قلوب أجسد فيه دور زوجة تمتلك جاليري، ومثل معظم السيدات المصرية ترتدى الحجاب لإرضاء زوجها حتي تأمن شره وتضمن استمرار الحياة.

·        وهل أنت رافضة فكرة الحجاب؟

- بالطبع لا فأنا من الممكن أن أتحجب في يوم من الأيام، ولكن حينها سأعتزل الفن، فأنا رأيى الشخصي أن الفنانة لا يجب أن ترتدي الحجاب.

·        وماذا عن الجزء الثاني من شارع عبدالعزيز؟

- هذا العمل قريب جداً إلي قلبي وأحب شخصية سناء التي قدمتها من خلاله، فإن العودة إليها أمر يسعدني، والجمهور نفسه أحب الحالة التي قدمناها في ذلك العمل، وشارع عبدالعزيز حتي لو لم يكن هناك قصة، لذلك يوجد حب بين أسرة العمل وتظهر من خلال الشاشة.

·        ولكن تردد وجود خلاف مع بعض الشخصيات التي لن تشارك في الجزء الجديد؟

- هذا كلام عار من الصحة تماماً، فيوجد عدد من الشخصيات انتهي دورها في الجزء الأول ولا يوجد لها مكان في الجزء الثاني، ومنها شخصية الفنانة هنا شيحة التي انتهي دورها في الجزء الأول بسفرها خارج البلاد.

الوفد المصرية في

18.03.2014

 
 

نيكول كيدمان تُعيد جريس كيلى في مهرجان "كان"

كتبت- حنان أبو الضياء: 

«إطلالة مهرجان كان هذا العام في 14 مايو المقبل ستحمل العديد من الأسئلة الفنية والإنسانية يطرحها فيلم الافتتاح «نعمة موناكو» عن قصة حياة جريس كيلى من إخراج الفرنسي أوليفييه دهان ومن بطولة نيكول كيدمان..

أول تلك الأسئلة من ستفوز عند المقارنة الأصل كيلى أم الصورة كيدمان.. ومن سينتصر ويحسم الخلاف لصالحه المخرج أوليفييه دهان أم المنتج الأمريكى هارفي وينشتاين!...والسؤال الأكثر أهمية ما الخطوط الحمراء التى يجب ألا نتجاوزها عند تقديم أفلام عن حياة المشاهير.. أما السؤال الذى لا أعرف هل اقترب منه الفيلم أم لا؟.. هو هل قتلت جريس كيلى أم كان مجرد حادث، خاصة أنها كانت تعرف الكثير عن المعبد الماسونى.. أيا كانت الاجابات فنحن فى انتظار تلك الإطلالة المميزة لكيدمان لنستعيد معها ذكريات المبهرة جريس كيلى...»»»
أعلن منظمو مهرجان كان أن الفيلم سيقدم خارج إطار المسابقة وسيبدأ عرضه في فرنسا في اليوم ذاته وفي «مدن كثيرة عبر العالم». وبذلك حظى كان فى دورته 67 على الفيلم الذى أؤجل عرضه للخلاف بين المخرج أوليفييه دهان والمنتج الأمريكى هارفي وينشتاين.

وكان أوليفييه دهان قد اعترض على النسخة التي أعدها هارفي وينشتان ووصفها بالكارثية. قائلا: «إنهم يريدون فيلما تجاريا ومحو كل ما هو سينما.. كل ما هو الحياة.. بحجة التسويق.. إلا أنني لم أستسلم».

فى نفس الوقت أعلن أبناء الأميرة جريس كيلي أن الفيلم لا يمثل أبدا سيرة حياة والدتهم بعدما اطلعوا على السيناريو.. ومن المعروف أن الفيلم الذى تم تصويره في موناكو وجنوب فرنسا وباريس وبلجيكا Grace of Monacoعن قصة نجمه هوليوود السابقة جريس كيلي وأزمة زواجها من الأمير رينيه الثالث أمير موناكو أثناء الخلاف السياسي بينه وبين الجنرال شارل ديجول, والتلويح بالغزو الفرنسي لإمارة موناكو في بداية الستينات. ويتمتع الفيلم بجاذبية خاصة لدي منظمي المهرجان، فهو من بطولة النجمة المتألقة نيكول كيدمان ومخرج الفيلم هو أوليفييه داهان وهو من أخرج السيرة الذاتية للمغنية الفرنسية الشهيرة أديث بياف في فيلم «الحياة الوردية La vie en rose».. صعوبة الفيلم وسبب رفض أمراء موناكو له ترجع إلى أن الفيلم يقترب من أصعب مرحلة فى حياتها وعندما حاول صديقها المخرج الأمريكى الكبير ألفريد هتشكوك، إعادة جريس كيلي إلى الشاشة لتقوم ببطولة فيلم «مارني» أمام النجم شون كونري. وقدمت الشركة المنتجة صكا على بياض للأميرة والممثلة المعتزلة, رفضت جريس العرض المغري وفضلت عائلتها على السينما.

وجريس كيلي زوجة أمير موناكو رينيه الثالث. قبل زواجها من أمير موناكو كانت ممثلة أمريكية وسبق لها الفوز بجائزة الأوسكار للأفلام الأمريكية. ولدت في شرق فيلادلفيا، بنسيلفانيا، الولايات المتحدة.. وبداية قصة حبهما بدأت عندما سافرت إلى مهرجان كان عام 1955، ثم توجهت بعد المهرجان لتصوير فيلم لها في موناكو «يد حول العنق» فاستقبلها هناك الأمير رينيه ولم يكن هذا اللقاء الأول بل كان الأمير قد التقاها في كينيا عندما كان في رحلة صيد وكانت تصور فيلماً لها.. كما أنه كان قد قبل دعوة أسرتها في بنسلفانيا مما جعل له مكاناً مميزاً وإحساساً بالألفة والإعجاب في نفسها لذلك وافقت على طلبه يدها للزواج بسرعة وتم الزفاف في عام 1956 بعد انتهاء آخر مشهد لها في فيلم «البجعة» وكان زفافا أسطورياً حضره الملك فاروق وآفاجاردنر وأرسطو أوناسيس وفرانسوا ميتران» وكان وقتها وزيراً للعدل وكونراد هيلتون والكثير من العائلات الملكية والممثلين والحكام.. واستقلت جريس وزوجها سيارة مكشوفة لتحية الجماهير ومرت السنة الأولى بصعوبة إلى أن تعلمت جريس اللغة الفرنسية وتأقلمت على الحياة في القصر.

أنجبت جريس أبناءها كارولين والبرت وستيفاني, لم تتوقف علاقتها بالمحفل الصهيوني «الماسونى» وبدأت تهتم بالسياحة في إمارة موناكو وشجعت كازينوهات مونت كارلو التي يرجع تاريخها إلى عام 1850 بعد أن كانت الإمارة مجرد بستان للزيتون.. وعندما بلغت جريس الأربعين وكانت حاملاً أرادت العودة إلى هوليوود حتى أنها أجهضت نفسها وقيل وقتها إن الأمير يضيق عليها الخناق ولم تكن علاقتها بأبنائها علاقة جيدة فالابنة الكبرى كارولين وقعت في غرام دونجوان كبير السن وتفرض على عائلتها الموافقة على زواجها الذي انتهى بالفشل والابنة الصغرى ستيفاني كانت فتاة بوهيمية متمردة ذات نزوات عديدة أصبحت مادة دسمة للصحافة الفرنسية والأوروبية وكان الابن مراهقاً ضائعاً بين الأحداث.وكان موتها صادما للجميع.. فقبل هذا اليوم بيومين تنبأت لها عرافتها بحادث مأساوي وحذرتها من ذلك. في صباح يوم الثالث عشر من سبتمبر 1982 استقلت سيارتها وقادتها بنفسها رغم أنها لم تكن تحب القيادة وانطلقت بسرعة لتنحدر إلى نهايتها وبجانبها ابنتها «ستيفاني» وانتهت حياتها التي أحاطتها الإشاعات التي كانت تتهم المحفل الماسوني لعلمها بالكثير من المعاملات السرية التي تتم من خلاله.. وقيل أيضاً إنها تفوهت قبل رحيلها أنها لا تستطيع إيقاف السيارة لأن الفرامل مقطوعة.

قبل بداية التصوير قامت نيكول كيدمان بارتداء نسخ من المجوهرات المستنسخة طبق الأصل عن الأطقم الماسية لأميرة موناكو، ثم تقمصت الظهور بقصات شعر جريس كيلي الساحرة رغم أنها تنتمي لموضة القرن الماضي. وأخيرا بدأت في ارتداء الاكسسوارات التي ميزت دوما إطلالات أميرة موناكو، التى مازالت عالقة بالأذهان منذ يوم زفافها عام 1956. فمن البلاتين الفاخر كان تاجها مصنوعاً ومرصّعاً بماسات دائرية وماسات باجيت وثلاث أزهار متفتّحة من الياقوت المصقول، تمّ تحويلها فيما بعد إلى بروشات مميزة وخاصة للأميرة.

اختار المخرج كيدمان (45 عاماً). ومع قليل من الماكياج والبدلات الرصينة والقبعات، تحولت النجمة الأسترالية إلى نسخة من الأميرة.. ارتدت فيها كيدمان بدلة صفراء ضيقة ونظارات شمسية مع أيشارب على الرأس منقط بالأخضر. قالت نيكول كيدمان إنها أحبت الدور لأن الفيلم ليس وثائقياً ولا من سيرة حياة كاملة، بل هو يسلط الضوء على الجانب الإنساني الكبير في شخصية الأميرة ويكشف مخاوفها وهشاشتها. لقد تركت مهنتها وهي في قمة المجد وتحولت إلى أم وزوجة لأمير لها مسئوليات بروتوكولية كثيرة. ورغم سعادتها الظاهرة فإن هناك شيئا ما ينقصها وكان يجتذبها دائماً، أن تمثل في الأفلام. لقد كانت تتمنى أن تعود إلى هوليوود لكن واجباتها كانت أقوى من رغباتها.

اهتمت كيدمان بأفلام جريس كيلي واسترجعت مشاهدها واحداً بعد الآخر، كما قرأت أكثر من 10 كتب من أفضل ما صدر عن سيرتها. وأخذت من كل كتاب تفصيلة معينة عن حياتها فى محاولة جادة للوصول إلى حقيقة جريس كيلى التى اختلفت الآراء حول شخصيتها واكتنف الغموض تفاصيلها.. إنها امرأة عاشت فى عالمين متناقضين تماما.. وتزوجت رجلاً أحبته ولكنها لا تعرف عنه الكثير.. ولكن كيدمان وجدت ضالتها قى العبور إلى دهاليز شخصية كيلى من خلال علاقتها بأبيها, وخاصة فى طفولتها وهى علاقة شديدة الغرابة، بين أب عنيف قال لها بعد فوزها بالأوسكار: «هذه الجائزة تستحقها أختك بيجي لأنني أراها الأفضل». وشاهدت كيدمان، أفلام جريس كيلي مع هتشكوك.. وكادت أن تحفظ كل حركة غيها ولكن المخرج نصحها ألا تقلدها.. قبل تصوير الفيلم، أرسل دهان السيناريو إلى الأمير ألبير، نجل جريس كيلي، فقرأه وكانت له ملاحظات عليه. لكن كيدمان لم تلتق بالأمير ولا بشقيقتيه كارولين وستيفاني لأنهم كانوا في الخارج أثناء حلولها في موناكو.. وأخيراً عشاق السينما ينتظرون هذا المزيج الرائع بين الرائعتين جريس كيلى ونيكول كيدمان.

الوفد المصرية في

18.03.2014

 
 

افتتاح الدورة لثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

الأقصر – حجاج سلامة وشيرين النجار

وسط أجواء تاريخية اتسمت بسحر السينما وغموض الفراعنة، ووسط استعدادات أمنية وكرنفالات فنية وشعبية وسط النيل، وفى حضرة ملوك وملكات الفراعنة بساحات وأروقة معبد الأقصر الفرعونى.

مع رقصات دانى جلوفر الممثل الأمريكى الشهير بالعصا على أنغام فرق الربابة المصرية، وغناء النجمة المصرية هند عاكف على أنغام المزمار البلدى، وبحضور نجوم الفن بمصر وأفريقيا والعالم، وساسة مصر الذين تقدمهم رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف والسفير عزت سعد محافظ الأقصر الأسبق واللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر ومدير أمن الأقصر اللواء مصطفى بكر.
افتتحت فى الأقصر، مساء اليوم الثلاثاء، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والذى يعد مناسبة لتحقيق مزيد من الرواج السياحى بالمحافظة التى تعانى من أزمة فى استقطاب السياح بسبب الأحداث التى تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة.
وقد اختار المهرجان وجه الزعيم الجنوب الأفريقى الراحل نيلسون مانديلا لملصق الدورة الثالثة، حيث بدأت فعاليات الافتتاح بجولة للمشاركين على متن دهبيات نيلية وسط مياه النهر الخالد، حيث أقلّتهم إلى ساحة معبد الأقصر.

وشهد حفل الافتتاح، بجانب الاستعراضات الفنية، تكريم عدد من نجوم السينما بمصر والعالم، بينهم الأمريكى دانى جلوفر والنجم المصرى محمود عبد العزيز عن مجمل أعماله وإسهاماته فى السينما المصرية، والسنغالى فلورا جوميز.

وقال اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر إن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تهدف لإعادة العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية والإنسانية بين مصر ودول أفريقيا؛ لما لتلك العلاقات من أبعاد استراتيجية وقومية وأمنية واقتصادية، وبما ينعكس على ازدهار السياحة المصرية وزيادة نسبة السائحين الأفارقة إلى مصر.

وأضاف أنه يشارك للمرة الأولى فى أنشطة المهرجان فئات عدة من بينها ذوو الإعاقة الذين سيحضرون عروض الأفلام ويشاركون فى أنشطته، كما سيتم عرض الأفلام بلغة الإشارة حتى يتمكن المشاركون من التفاعل مع العروض.

فيما قال سيد فؤاد رئيس المهرجان إن 41 دولة ستشارك فى المهرجان، فيما  تشارك أفلام من 9 دول غير أفريقية فى مسابقة أفلام الحريات فى المهرجان، موضحًا أن مسابقة أفلام الحريات، هى المسابقة الوحيدة التى تقبل مشاركة أفلام من خارج القارة السمراء، يتنافس فيها 12 فيلمًا هى  "أزو"  من فنزويلا، و"بليدو" من صربيا، و"وقود الفقر"  من نيجيريا، و"ثورتى المسروقة" و"قصة جبل الجون" من كينيا، و"القمر الأحمر"  من المغرب، و"صفحة سوداء"  و"خلف شاشة الدخان" من العراق، ومن مصر 4 أفلام هى : "الأستاذ"  و"الشراع والعاصفة"  و"الطرف الثالث"  و"ثورات منطقية".

وتحمل مسابقة أفلام الحريات اسم الصحافى المصرى الحسينى أبو ضيف، الذى قتل فى الخامس من ديسمبر 2012 أمام القصر الجمهورى فى القاهرة فيما يعرف بأحداث قصر الاتحادية التى شهدت اشتباكات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السابق محمد مرسي.

بينما يتنافس فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلمًا من مالى وجنوب أفريقيا وزيمبابوى وبوركينا فاسو وإثيوبيا ورواندا وغينيا والسنغال وغينيا بيساو وأوغندا، ومن تونس يأتى فيلم "بستاردو"، ومن المغرب فيلما "هم الكلاب"  و"روك القصبة"، ومن مصر فيلم "أوضة الفيران".

وقال سيد فؤاد إنه سيتنافس فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 10 أفلام هى "أنجولا عام صفر"  من أنجولا، و"نانا بينز" من توجو، و"أشياء صغيرة جدًا" من ليبيريا، و"وكر الشيطان"  من جنوب أفريقيا، و"رابطة قوية" من كينيا، و"وليام وطواحين الهواء"  من مالاوى، و"توبة"  من السنغال، و"أمير فى بلاد العجائب"  من تونس، و"وافدون"  من الصومال، و"أنا أنا"  من مصر.

فيما يتنافس 17 فيلمًا فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلمًا فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة.

وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، المخرج سليمان سيسيه من مالى رئيسًا، وعضوية كل من الممثلة والمخرجة ناكى سى سافانا من كوت ديفوار، والمخرج أحمد راشدى من الجزائر، ومن مصر إلهام شاهين، ومدير التصوير طارق التلمسانى.

أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فتضم فى لجنة تحكيمها الناقدة ماهن بونيتى من سيراليون رئيسًا، وعضوية كل من بيدرو بيمونتو منتج من موزمبيق، والمخرج داود أولاد سيد من المغرب، والناقد بيتر ماشين من جنوب أفريقيا، ومن مصر مدير التصوير سامح سليم.

ويتنافس 17 فيلمًا فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة و14 فيلمًا فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة.

كانت إدارة المهرجان قد اختارت الأديب يوسف القعيد رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات، التى تضم فى عضويتها الناقد مصطفى المسناوى من المغرب، والناقد فتحى الخراط من تونس، ومن مصر الفنانة سلوى محمد على، والناقد أحمد فايق.

وأوضح رئيس المهرجان، الكاتب سيد فؤاد، أن عدد الضيوف المقرر مشاركتهم فى فعاليات الحدث يقدر بحوالى 100 ضيف من الدول الأفريقية، مشيرًا إلى اختيار دولة السنغال كضيف شرف للمهرجان، معتبرًا خروج المهرجان هذا العام كان تحديًا بالنسبة له فى ظل ضعف الموارد المالية وعدم استقرار الأوضاع السياسية، إلا أنه صمم على مواصلة عمله.

وتم توقيع بروتوكول تعاون بين إدارة المهرجان ودار السينمائيين الموريتانيين أخيرًا يسمح بإقامة أسابيع للسينما الموريتانية فى مصر، وكذلك للسينما المصرية فى موريتانيا، وأيضًا ترشيح اثنين من شباب السينمائيين الموريتانيين للمشاركة فى الورشة الدائمة للمهرجان.

وأعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بالتعاون مع نقابة المهن السينمائية، عن تخصيص جائزة باسم المخرج الراحل "محمد رمضان"، الذى كان أحد ضحايا العاصفة الثلجية التى ضربت منطقة سانت كاترين، وقررت إهداء بانوراما شباب السينمائيين المستقلين هذه الدورة إلى روح المخرج "محمد رمضان" والذى سبق أن أخرج فيلم "حواس"  الذى حاز على العديد من الجوائز الدولية، كما حصل على جائزة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته الأولى عام 2011.

تم اختيار فيلم الافتتاح للمخرج فلورا جوميز "جمهورية الأطفال"، الذى تم إنتاجه بالاشتراك مع فرنسا، ويشارك اتحاد الإذاعة والتلفزيون فى رعاية مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية من خلال المساهمة فى ترجمة الأفلام الأفريقية المشاركة للمرة الأولى فى تاريخ عروض الأفلام الأفريقية فى مصر.

كما تقوم كل قنوات اتحاد الإذاعة والتلفزيون بإذاعة البروموهات والتنويهات اللازمة على مدار الساعة للترويج لهذا الحدث المصرى الأفريقى المهم.

الوفد المصرية في

18.03.2014

 
 

20 عاماً علي رحيل سى السيد "يحيى شاهين"

كتب- أمجد مصباح

يمر اليوم 20 عاماً علي رحيل أحد عمالقة السينما المصرية في القرن العشرين، يحيى شاهين الشهير بـ«سى السيد» السينما المصرية.

بدأ مشواره السينمائى في أوائل الأربعينيات وقام ببطولة العديد من الأفلام في تلك الحقبة، لعل من أشهرها «سلامة» و«لو كنت غنى» و«زينب».

ومع بداية الخمسينات قام ببطولة عدد كبير من الأفلام، حقق معظمها نجاحاً كبيراً منها «سلوا قلبي» و«سيدة القطار» و«أين عمرى» و«الملاك الصغير» و«الغريب» و«ارحم دموعى» و«ابن النيل».
ومع بداية الستينات قدم أشهر أدواره علي الإطلاق «سى السيد» في رائعة نجيب محفوظ، والمخرج حسن الإمام فيلم «بين القصرين»، ثم «قصر الشوق»، حيث أجاد يحيى شاهين تماماً تجسيد شخصية الأب في بداية القرن الماضى، واقترن منذ ذلك التاريخ بـ«سى السيد».

وقدم الجزء الثالث فيلم «السكرية» عام 1975، ولا ننسى أدواره الأخري في أفلام «المراهقات» و«شيء من الخوف» و«شيء من العذاب» و«عجايب يا زمن» و«الأخوة الأعداء» و«الشك يا حبيبى» و«عصر الحب» و«الأرض».

كما قام يحيى شاهين ببطولة مجموعة من الأعمال الدرامية، أشهرها الأيام والطاحونة. ورحل يوم 18 مارس 1994.

الوفد المصرية في

18.03.2014

 
 

عرض فيلم افتتاح مهرجان السينما الإفريقية بمعبد الأقصر

الأقصر- أحمد أبو الحجاج

يشهد معبد الأقصر الفرعوني عرض الفيلم الافتتاحي لمهرجان السينما الإفريقية.

وقال سيد فؤاد، رئيس المهرجان، إنه في الرابعة من عصر اليوم الثلاثاء يتوجه فنانو وضيوف المهرجان على رأسهم يسرا محمود عبد العزيز والممثل الأمريكي داني جلوفر، في رحلة نيلية تنتهى أمام معبد الأقصر.

وأضاف رئيس المهرجان، أن حفل افتتاح المهرجان سيبدأ في معبد الأقصر، بتكريم كل من الفنان الأمريكي الشهير دانى جلوفر، والفنان محمود عبد العزيز، ثم يتم تقديم عروض راقصة من باليه الأوبرا المصرية على أنغام الموسيقار عمر خيرت، وإخراج الراحل عبد المنعم كامل.

ثم ينتهي حفل الافتتاح بعرض فيلم "جمهورية الأطفال" بطولة دانى جلوفر، وذلك داخل معبد الأقصر .

نشر فى : الثلاثاء 18 مارس 2014 - 10:11 ص

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يبدأ أولى فعالياته اليوم

بوابة الشروق

يفتتح عدد من الفنانين رسميًا، مساء اليوم الثلاثاء، الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.

وسيبدأ افتتاح المهرجان مساء اليوم، بعرض فيلم "جمهورية الأطفال" وتكريم بطله الممثل الأميركي داني غلوفر ومخرجه الكيني فلورا غوميز، كما يكرم المهرجان النجم المصري محمود عبد العزيز.

الشروق المصرية في

18.03.2014

 
 

بالصور.. افتتاح"الأقصر للسينما الأفريقية"

وتكريم محمود عبد العزيز ودانى جلوفر

الأقصر - جمال عبد الناصر

انتهت منذ قليل فعاليات حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته الثالثة من أمام معبد الأقصر، وتم تكريم النجم المصرى محمود عبد العزيز والنجم العالمى دانى جلوفر.

بدأت احتفالات مراسم حفل الافتتاح الساعة الرابعة عصراً عبر نهر النيل حيث انطلقت مجموعة من الذهبيات حملت ضيوف إلى مرسى معبد الأقصر بمصاحبة فرق الموسيقى الشعبية وبعد الوصول إلى المعبد تم إطلاق أعلام الدول المشاركة على بالونات الهيليم فى سماء الأقصر.

وفى الافتتاح النهارى قبل الوصول للمسرح أمام معبد الأقصر شاهد الحضور استقبال حافل للنجم العالمى دانى جلوفر وجاء ذلك وسط رقصات للممثل الأمريكى الشهير دانى جلوفر بالعصا على أنغام فرق الربابة المصرية وغناء للنجمة المصرية هند عاكف على أنغام المزمار البلدى وحضور نجوم الفن بمصر وأفريقيا والعالم وساسة مصر الذين تقدمهم رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف والسفير عزت سعد محافظ الأقصر الأسبق واللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر ومدير أمن الأقصر اللواء مصطفى بكر.

بدأ الحفل الليلى بعرض (باليه النيل) لفرقة باليه أوبرا القاهرة من موسيقى عمر خيرت وإخراج عبدالمنعم كامل وإشراف الدكتورة إيناس عبدالدايم وأشرف على الحفل المخرج عمر زهران.

قدم حفل الافتتاح الفنان حسن الرداد وطلب فى البداية صعود الكاتب سيد فؤاد رئيس المهرجان الذى قال فى كلمته أنه سعيد لأن المهرجان ينمو دورة بعد دورة حتى أصبح حاليا الرئة والمتنفس للفن الأفريقى والمهرجان أبلغ رسالة للعالم لأننا حاليا على الهواء مباشرة على التليفزيون المصرى وبجوارنا زوار معبد الأقصر يزورنه وهذه رسالة مهمة جدا ثم صعدت الفنانة عزة الحسينى مدير المهرجان وشكرت فى البداية كل الجهات الداعمة للمهرجان مؤكدة على أن المهرجان يشارك فيه 41 دولة وأكثر من 500 ضيف.

ثم جاءت كلمة اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر الذى قال إن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية تهدف لإعادة العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية والإنسانية بين مصر ودول إفريقيا لما لتلك العلاقات من أبعاد استراتيجية وقومية وأمنية واقتصادية وبما ينعكس على ازدهار السياحة المصرية وزيادة نسبة السائحين الأفارقة إلى مصر.

شهد حفل الافتتاح بجانب الاستعراضات الفنية تكريم عدد من نجوم السينما بمصر والعالم بينهم الأمريكى دانى جلوفر والنجم المصرى الفنان محمود عبد العزيز عن مجمل أعماله وإسهاماته فى السينما المصرية، مع السنغالى فلورا جوميز.

صعد على المسرح لالتقاط الصور التذكارية أعضاء لجان التحكيمالمختلفة فلجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تضم المخرج سليمان سيسيه من مالى رئيساً، وعضوية كل من الممثلة والمخرجة ناكى سى سافانا من كوت ديفوار والمخرج أحمد راشدى من الجزائر ومن مصر إلهام شاهين، ومدير التصوير طارق التلمسانى أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة فتضم فى لجنة تحكيمها الناقدة ماهن بونيتى من سيراليون رئيساً، وعضوية كل من بيدرو بيمونتو منتج من موزمبيق والمخرج داود أولاد سيد من المغرب والناقد بيتر ماشين من جنوب إفريقيا ومن مصر مدير التصوير سامح سليم

يتنافس 17 فيلماً فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة الناقد بالوفو باكوبا من الكونغو رئيساً، وعضوية كل من المخرج محرز القروى من تونس، والناقد كيث شيرى من نيجيريا، ومن مصر السيناريست عطية الدرديرى والمخرج أمير رمسيس أما مسابقة أفلام الحريات فتضم فى عضويتها الناقد مصطفى المسناوى من المغرب، والناقد فتحى الخراط من تونس، ومن مصر الفنانة سلوى محمد علي، والناقد أحمد فايق.

بعد التكريمات تم عرض فيلم الافتتاح “جمهورية الأطفال" بحضور مخرجه فلورا جوميز وبطله النجم العالمى دانى جلوفرلمركز القومى لبحضور نجوم السينما المصرية الفنان ممدوح عبد العليم والنجمة هالة صدقى والفنان صبرى فواز والفنانة الليبية خدوجة صبرى والدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ورجل الأعمال الأقصرى محمود إدريس والمخرجين عمر عبد العزيز ومجدى أحمد على ورئيس المركز القومى للسينما كمال عبد العزيز الذى استلم درع تكريم المخرج الراحل شادى عبد السلام كما حضرت الإعلامية بوسى شلبى والمطرب سامو زين.

الثلاثاء، 18 مارس 2014 - 13:15

اليوم.. افتتاح مهرجان الأقصر الإفريقية.. وفيلم الافتتاح للنجم دانى جلوفر

الأقصر - جمال عبد الناصر

يفتتح اليوم محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، الدورة الثالثة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وستبدأ احتفالات ومراسم حفل الافتتاح عبر نهر النيل، حيث ستنطلق مجموعة من الذهبيات التى تحمل ضيوف المهرجان فى الرابعة عصرا إلى مرسى معبد الأقصر، بمصاحبة فرق الموسيقى الشعبية، وبعد الوصول إلى المعبد سيتم إطلاق أعلام الدول المشاركة على بالونات الهيليم فى سماء الأقصر.

من جانبه قال سيد فؤاد رئيس المهرجان لـ"اليوم السابع" إن التجهيزات لحفل الافتتاح بدأت منذ فترة طويلة، مؤكدا على أن معبد الأقصر سيحتضن حفل الافتتاح، حيث تم بناء مسرح بداخله.

وأضاف أن الفقرة الرئيسية فى حفل الافتتاح هى عرض "باليه النيل" لفرقة باليه أوبرا القاهرة، من موسيقى عمر خيرت وإخراج عبدالمنعم كامل، وإشراف الدكتورة إيناس عبدالدايم ويشرف على الحفل المخرج عمر زهران .

وأشار فؤاد إلى أن حفل الافتتاح سيشهد تكريم الفنان محمود عبدالعزيز والنجم الأمريكى دانى جلوفر، والمخرج الغينى فلورا جوميز، فضلا عن عرض فيلم "جمهورية الأطفال" بطولة دانى جلوفر وإخراج فلورا جوميز.

الإثنين، 17 مارس 2014 - 15:39

بالصور.. الأقصر تستقبل النجم العالمى دانى جلوفر بالموسيقى الشعبية

الأقصر ـ جمال عبد الناصر

مع بدء العد التنازلى لافتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذى سينطلق مساء غد الثلاثاء، وصل إلى مطار الأقصر بعد ظهر اليوم الاثنين، النجم الأمريكى العالمى دانى جلوفر، حيث سيتم تكريمه مساء غد فى افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان وعرض فيلمه "جمهورية الأطفال"، الذى قام ببطولته فى غينيا بيساو، إخراج فلورا جوميز

واستقبلت مدينة الأقصر النجم الأمريكى بالموسيقى الشعبية ورقصات التنورة، وكان بصحبته الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس أمناء المهرجان، والسفير عزت سعد محافظ الأقصر السابق، ومن النجوم المصريين محمود عبدالعزيز ويسرا وإلهام شاهين وحسن الرداد وجيهان فاضل، والإعلامية بوسى شلبى، والفنان التشكيلى محمد عبلة، وكان فى استقبالهم اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وسيد فؤاد رئيس المهرجان.

وبعد خروجه من مطار الأقصر، وفى طريقه إلى الفندق، توقف دانى جلوفر أمام طريق الكباش، واستمع إلى شرح من محافظ الأقصر حول أهمية هذا الطريق التاريخية.

وعبر النجم العالمى دانى جلوفر عن سعادته بزيارة مدينة الأقصر، وحضور فعاليات المهرجان الذى يعرض له فى الافتتاح فيلم "جمهورية الأطفال"، إخراج فلورا جوميز

يذكر أن المهرجان سيكرم أيضا الفنان الكبير محمود عبدالعزيز من مصر والمخرج فلورا جوميز من غينيا بيساو، اللذين تم استقبالهما أيضا بمطار الأقصر، بحضور النجمة يسرا والإعلامية بوسى شلبى.

اليوم السابع المصرية في

18.03.2014

 
 

ننشر مذكرات تحية كاريوكا للكاتب الكبير صالح مرسي

«الحلقة الاخيرة»

أعدها للنشر- محمد توفيق 

العثور على مذكرات كاريوكا أشبه بالحصول على كنز، فمذكرات تحية كاريوكا لا تعكس فقط قصة حياة أشهر راقصة عرفتها مصر، لكنها تعكس صورة لحال البسطاء والحكومات فى مصر طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن.

ولدت قبل 14 يومًا فقط من قيام ثورة 1919، وعاشت أجواء حرب 1948 ووقفت إلى جوار الفدائيين وساعدت فى نقل الأسلحة إليهم، وحين رأت أن ثورة يوليو انحرفت عن مسارها انتقدتها، ودفعت الثمن، ودخلت السجن.

لكن الأجمل والأهم والأمتع هو أن تقرأ هذه المذكرات بقلم العم صالح مرسى الأديب الذى جعل من الجاسوسية أدبًا وفنًا.

فتحية إلى «كاريوكا» بنت البلد المصرية الصميمة، الخالصة، المُخلصة، الشُجاعة، الجدعة، وتحية إلى المبدع الرائع الراحل صالح مرسى، فكلاهما لم يرحل عن القلب والذاكرة رغم رحيلهما عن الدنيا.

مع الأيام لم تعد علاقة تحية كاريوكا بسليمان نجيب علاقة التلميذة بالأستاذ، مع الأيام سقط ذلك الحجاب الذى صنعته الطبقة التى ينتمى إليها سليمان نجيب.. كما سقطت كل الحجب الأخرى، وأصبحا صديقين حميمين.. ولقد كانت تحية إذا ما صادف وذهبت لتؤدى مع المجموعة رقصة فى أحد الأفلام، وكان سليمان نجيب يعمل فى نفس الفيلم، أو فى فيلم آخر فى نفس الاستوديو، كانت تُفاجأ بالرجل وقت الغداء وهو يدعوها للذهاب إلى غرفته، فإذا ما سألت عن السبب، صاح فيها:

«حاتلاقى هناك سندوتشات، روحى كلى واتغذى يمكن يطمر فيكى!».

وكانت تضحك، وتأكل سندوتشات الفراخ التى كان يأتيها بها يوميا ما دام يعملان فى نفس الاستوديو، أو الفيلم، وكانت أيضا تفيض حنانا وعرفانا.

ولقد كان حسنى نجيب -شقيق سليمان- يحمل هو الآخر رتبة البكوية، وكان مديرا لاستوديو مصر، وذات يوم بعد سنوات طويلة من تلك الأيام، كانت تحية كاريوكا قد أصبحت تحية كاريوكا، كان يكفى أن يكتب هذا الاسم على أفيش من أفيشات الأفلام لكى يدر ألوف الجنيهات، وكانت العلاقة بين سليمان نجيب وتحية كاريوكا قد توطدت إلى حد تبادل الشتائم والسباب الضاحك، بأعلى صوت وأمام الجميع.. وأصبح تبادل مثل هذه الشتائم «مزاج» عند سليمان نجيب، لكنها كانت بالنسبة إلى شقيقه، مدير الاستوديو، شيئا يجب أن يوقف فورا.

وذات يوم طلبهما معا فى مكتبه.

وفى المكتب انفجر فيهما حسنى نجيب، انفجر غاضبا وهو يطلب منهما فى صراحة أن يوقفا هذا الأسلوب المبتذل الذى يمرمط بالأم والأب والأهل جميعا أرض الاستوديو.. ولم يغضب سليمان من شقيقه، بل قدر موقفه، وكذلك فعلت تحية، ووعد الاثنان حسنى نجيب أن لا يعودا إلى هذا الهزار مرة أخرى.

وخرجا من مكتب حسنى نجيب وقد صممت تحية على أن لا تعامل سليمان نجيب، ما دام فى استوديو مصر، إلا بأسلوب رسمى، أن لا تضاحكه، ولا تشتمه ولا تناديه إلا باللقب: يا سليمان بيه!

ومضى يوم.. ويومان.. وثلاثة.

مضت ثلاثة أيام بدا فيها سليمان نجيب شديد العصبية، كان كلما تعامل معها أو حدثها أصابته نوبة من نوبات الكآبة وسيطرت عليه، كان الأسلوب المهذب الجديد يعيده رغما عنه إلى مكتبه بدار الأوبرا، وإلى طبقته التى كان يعرف خباياها ولا يحترمها.. وفى اليوم الرابع لم يعد يحتمل، لم يعد يستطيع، وما إن قالت له تحية: «صباح الخير يا سليمان بيه!» حتى انفجر فيها صارخا أمام جميع مَن فى الاستوديو:

«ملعون أبويا ابن كلب.. دى حاجة غريبة، وهو ماله -يقصد حسنى- ومالنا.. اشتمى يا ستى الجزء اللى يخصنى فى أبويا وأمى.. هو حايخنقنا ولا إيه؟!».

لم يحتملا المعاملة الرسمية أكثر من ثلاثة أيام، وضربا عرض الحائط بكل شىء، وعادا صديقين كما كانا، تسيل ألفاظهما بالشتائم والضحك والمرح والحب جميعا.

ثم حانت فرصة العمر لتحية كاريوكا.

حانت عن طريق سليمان نجيب أيضا، ولو بطريق غير مباشر.

وإذا كانت الأقدار قد ألقت تحية فى طريق من علموها كيف تحترم نفسها وتحترم فنها، وإذا كانت بديعة، هى أول من قادها إلى الطريق، وإذا كان سليمان نجيب ثانى الأساتذة.. فإن أستاذها الثالث كان.. السفر.

فى تلك الأيام التى سبقت الحرب العالمية الثانية مباشرة، حانت الفرصة لتحية كاريوكا لتسافر..

كانت بديعة قد قامت برحلة من تلك الرحلات التى تطوف بها دول المغرب العربى وحدوده.. لا يصحبها أحد سوى المطربة نادرة.. وكانت بديعة فى تلك الأيام مدينة بمبالغ طائلة من المال، وكانت مضطرة إلى السفر، وإغلاق الكازينوا لشهور، وكانت النوادى الليلية تتخاطف فيها «بنات» بديعة.

وفى إحدى هذه المرات التى سافرت فيها بديعة لثلاثة أشهر، قبل هذه المرة بعامين، عملت تحية بالإسكندرية فى كازينو ببا عز الدين، وكان أنطوان هو الذى تعاقد مع الشلة -تيتى وجينا وجمالات وتحية- لكن تحية هذه المرة لم تتلق عرضا بالعمل فى أحد النوادى الليلية، بل كان العرض للسفر إلى الخارج.

قال لها مسيو فيتاسيون: «تسافرى بيروت يا توحة؟!».

وقالت تحية: «أسافر!».

كان فيتاسيون هذا هو مدرس اللغة الفرنسية الذى عهد إليه سليمان نجيب بأن يدرس اللغة الفرنسية لتحية، وكان يعرف قيمة هذه البنت التى كانت تتورد مثل زهرة طازجة فى عالم الفن، وعندما ركبت تحية السفينة لتغادر مصر لأول مرة، لم تكن تعلم أنها سوف تلتقى أعظم خبرات الفنان، بالناس خارج وطنه، بالدنيا كلها.. ولم تكن تعلم أيضا أنها سوف ترفض الرقص أمام ديكتاتور تركيا، الذى كان اسمه يدوى فى الدنيا بأسرها لكل ما كان يفعله فى تلك الأيام.. لم تكن تعلم أنها سترفض الرقص أمام كمال أتاتورك، لأنه أهان السفير المصرى، ولم تكن تعلم أنها ستمنع من دخول تركيا أيضا!

لم يكن فيتاسيون فقط هو الذى عهد إليه الفنان نجيب بتعليم تحية. إن الفنان يريد أن ينحت تمثاله بحيث يأتى إلى الناس كاملا من جميع الوجوه، وكان التمثال مصنوعا من خام طيع، كان يستجيب بلا مناقشة، ويستجيب بالمناقشة، ويستجيب إن لزم الأمر بالخناق.. لكنه كان يستجيب فرحا، لأن استجابته نوع من الإحساس بالتمييز، كانت تحية كاريوكا بالفعل متميزة عن الأخريات، كان ذهابها إلى مدام رطل لتدريب مهارتها يعذبها أشد العذاب، لكنه جعل نطقها سليما عن الأخريات، وكانت سونيا إيفانوفا، نافذة أطلت منها تحية على عالم ساحر، هو عالم الفن الحقيقى، عالم الفن المرتكز على أصول تحول الإنسان فى حركاته، من رقص، إلى ملاك يسبح فى الهواء!

لقد جعلت علاقة سليمان نجيب منها فتاة أخرى، ولقد كان للأخريات علاقات، لكن هذه العلاقات لم تقدهن إلى مدارج الأرستقراطية المصرية.. يكفى أن سونيا إيفانوفا، مدربة الرقص الشهيرة، كانت تدرب بنات العائلات فقط، لم تفتح مدرستها لكل من هب ودب، بل لكل من يريد أن يرتقى بإحساسه وذوقه، ولكل من يستطيع أن يدفع أيضا!!

وفى البداية.. كان سليمان نجيب هو الذى يدفع.

فى البداية لم يكن فى مقدور تحية كاريوكا أن تدفع أجر سونيا إيفانوفا، لكنها ما إن كسبت بعض المال، حتى دفعت، بمنتهى الشهامة والإحساس بالكرامة. إن أكثر ما تميزت به تحية كاريوكا فى تلك الأيام أنها لم تجعل سليمان نجيب سلما ترقى فوقه إلى حيث المجد والشهرة والمال، احترمته وأحبته وأحبت رغبته فى صقلها فصنعت منه عكازا يقودها إلى بعض الطريق!

عند سونيا كانت تحية تمنع من التدخين، الراقصة والمغنية ممنوعتان من التدخين، ولم تجرؤ تحية، التى أصبحت تدخن فى تلك الأيام، على أن تشعل سيجارة عند سونيا إيفانوفا.. وكانت تؤدى التدريب الشاق فى صبر وعذاب، قالت لها سونيا إيفانوفا أنها تعدت العشرين، ولم تعد صالحة إلا لمرحلة معينة من التدريب فقط، لأن عظامها لن تساعدها على بقية المراحل.. فلم تغضب تحية، ولم تحزن، واقتنعت بما تستطيعه، ومها كانت مشغولة، فهى بعد التدريب تأخذ دشا ساخنا، ثم تشرب كوبا من عصير الليمون الساخن، ثم ترتاح لمدة ساعة.. بعدها كانت تستطيع أن تذهب، وأن تدخن، وأن تشرب كأسا إن أرادت!

ذات يوم جاءها فيتاسيون:

«مدموازيل تحية.. تسافرى بيروت؟!».

كان السؤال مفاجأة، إن مصر لا تصدر إلى الخارج سوى قمم الفن فيها فقط، يوسف وهبى، ونجيب الريحانى، وبديعة مصابنى، ويوم جاءها فيتاسيون بسؤاله لم تكن بديعة فى مصر، كانت قد سافرت مع المطربة نادرة إلى المغرب، وكانت الرحلة ستطول إلى شهور عديدة، وكانت تحية تشعر بمدى الفارق بين كازينو بديعة والنوادى الليلية الأخرى، كانت تشعر بالفرق من حيث مستواها الذى كانت تعرف قيمته.

قالت بعد لحظة تفكير:

«حارقص عند مين؟!».

«عند مدام بلانش!».

ولم تكن تحية تعرف من تكون مدام بلانش هذه، لكنها وافقت، خصوصا عندما قال لها فيتاسيون:

«حتاخدى فى الليلة خمسة جنيهات!».

ولم تمض أيام حتى كانت تركب الباخرة، لتغادر مصر لأول مرة، وكانت فى الطريق إلى بيروت.

الذين عرفوا تحية كاريوكا جيدا، والذين عاصروها وتعاملوا معها، كانوا يدهشون لذلك السحر الذى تجذب به ابتسامة هذه الفتاة كل القلوب.. كانت تحية كاريوكا صادقة، لم تتصنع الأرستقراطية رغم أنها داست أرض هذه الطبقة، ولم تلو لسانها بالكلمات الفرنسية كى تتعالى، وإن كانت تتقن الفرنسية.. كانت تحية بنت بلد، حتى وهى تنطق الفرنسية، وكان صدقها هذا يحبب فيها الناس والقلوب.

تركت نفسها على سجيتها، فلم تتصنع، وكان ظهورها فى بيروت بهذه الشخصية المتميزة قنبلة انفجرت فى الأوساط التى تعودت على بنات أوروبا، أو المتفرنجات من بنات العرب.. وبهرت تحية جمهور بيروت فنجحت نجاحا شديدا، وارتفع أجرها فى أسابيع قليلة، وبعد انتهاء العقد بينها وبين مدام بلانش، من خمسة جنيهات فى الليلة الواحدة، إلى مبلغ لم تحلم به حتى ذلك الوقت، إلى مئة جنيه فى الليلة!

ووجدت الفتاة، التى هربت من الإسماعيلية حافية القدمين قصيرة الشعر معها قرشان فقط، وجدت نفسها بعد أقل من خمس سنوات، تتقاضى فى كل ليلة ألوف الليرات، رزم من الورق الذى يشترى كل شىء، وجاء عليها وقت لم تكن تعرف كيف تعد كل هذه الألوف!

بعد شهر فى بيروت جاءتها مدام بلانش هامسة:

«مدموازيل تحية.. تسافرى تركيا؟!».

ولم تتردد تحية هذه المرة كما فعلت فى المرة الأولى، بل قالت:

«أسافر!».

لكنها عندما قالت هذه الكلمة، لم تكن تعلم -يقينا- أنها تخطو فى الطريق إلى أعظم دروس الفنان، فى طريق سوف تعود منه إنسانة أخرى، طريق اكتشفت فيه حقيقة ما كان يريده لها سليمان نجيب، فخفق قلبها -وما زال يخفق حتى اليوم- عرفانا لهذا الرجل!

فى نحو سنة 1934، وقع حادث دبلوماسى جعل العلاقات التركية - المصرية تمر بأزمة.

ولقد كان هذا الحادث الذى وقع فى إحدى الحفلات الرسمية مثار تعليقات الصحف والناس لفترة طويلة.

كان مصطفى كمال أتاتورك يجتاح كل يوم ماضى تركيا فى ثورة عارمة، كان يريد لتركيا أن تتغير وأن تلحق بالدول المتقدمة، بعد أن شاخت وهرمت كإمبراطورية، فراح يغيرها بالعنف.

تحولت اللغة التركية من الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية، وحرم أتاتورك، ضمن محاولته للتغيير، لبس الطربوش، وأصدر قانونا بإعدام كل من يرتدى الطربوش.

وفى إحدى الحفلات الرسمية التى حضرها أتاتورك، كان كل سفراء الدول موجودين، وكانوا- كما هى العادة- قد تركوا قبعاتهم فى الاستقبال، كانت رؤوس الجميع عارية، عدا رأس السفير المصرى، عبد الملك حمزة باشا، الذى كان متوَّجًا بالطربوش.

كان أتاتورك عنيفًا، وحشى التصرفات، وصِفتُه واحدة من الذين أرّخوا لحياته باسم «الذئب الأغبر»، وكان هذا هو عنوان الكتاب، وفى تلك الليلة كان منظر الطربوش مستفزًّا للرجل الذى كان يعدم كل من يرتديه من مواطنيه.. وعندما حانت الفرصة واقترب أتاتورك من السفير المصرى، صاح أمام كل الآذان والعيون التى كانت تسترق السمع والبصر حول هذا الرجل الغريب:

«اخلع الطربوش.. اخلع الطربوش!».

وفى ثوان تكهرب الجو كله وساد الصمت القاعة المزدحمة، وجمد السفير المصرى فى مكانه مذهولا، تردد للحظات فلقد كان تصرف أتاتورك بمثابة إهانة «للمملكة المصرية»، ثم خرج السفير من تردده بأن خلع الطربوش فى صمت، ووضعه فوق صينية كان يحملها ساقٍ.. وبعد دقيقة واحدة انسحب السفير، مع كل أعضاء السفارة من الحفل!

ورغم أن وزير خارجية تركيا لحق بالسفير المصرى بعد دقائق وقدم إليه اعتذارًا بأن ما فعله أتاتورك كان حركة ودية منه لسفير دويلة صديقة.. ورغم أن الأزمة بين الدولتين كانت قد مرت، فإنها ظلت فى أفواه الناس وآذانهم، فلم ينسوها.

وكانت تحية كاريوكا يومَ وضعتْ قدمها فى إسطنبول، تعلم هذه الحكاية وتحقد على أتاتورك، لأنه فعل ما فعل مع السفير المصرى.

كان الوقت فى رمضان، وكانت تحية تملك ما يكفيها من المال ويزيد، وكانت مطمئنة إلى فاطمة الزهراء فى القاهرة، لأنها كانت ترسل إليها ما يكفيها ويفيض.. وقبل الغروب كانت تسير فى شوارع إسطنبول، وتتفرج على الطعام الذى كان يعرض فى الفتارين، وتسر بكل لحظة تقضيها، وتنجح كل ليلة عندما ترقص، وتذهل الذهول كله.. لاحترام الناس للرقص الشرقى، وحبهم له.

تركت تحية وراءها فى مصر عشرات الراقصات، ووجدت حولها فى بيروت عشرات مثلهن، لكنها لم تجد فى إسطنبول من تستعد لأن تتقن مثل هذا النوع الفريد من الرقص، ذى الخليط من الرقص الشرقى وإيقاع الباليه.. انسياب الجسد واتساق حركته.. نجحت تحية فى إسطنبول حتى جاءها المتعهد ذات يوم يفرك كفيه فرحًا: إنها سترقص أمام كمال أتاتورك نفسه!

«لأ.. مش حارقص!».

(45)

ها هى تعود إلى الوطن من جديد، مضت الأشهر الثلاثة كلمح البصر، وها هى تجلس مرة أخرى إلى الأستاذة، وكأنها كانت تجلس معها بالأمس فقط.!!

«احكى لى يا بت.. عملتى إيه؟!».

وجلست تحية لتحكى كل شىء لبديعة، عادت بذاكرتها إلى الوراء قليلا فإذا هى تعيش النجاح فى بيروت، ورمضان بكل تقاليده فى تركيا، وفيتاسيون معها فى رومانيا، وفى هنجاريا، وفى النمسا.. بين الثلوج وفى بلاد الخواجات، حيث يحترم الناس الفنان احتراما شديدا.. حيث واجهت الجمور لأول مرة وحدها، بلا بديعة، أو حتى سمعة بديعة.

وكانت بديعة سعيدة كل السعادة، أن الانسان يشعر فى مثل هذه اللحظات أنه صنع شيئا، نحت تمثالا عظيما، قدم للعالم فنانا جديدا وقادرا.. وبالأمس فقط، بالأمس القريب، كان هذا الفنان قطعة من الماس، مدفونة فى قلب الناس!

سألتها بديعة: «والصاجات، اتمرنتى عليها ولا لسه خايبة فيها؟!».

وصاحت تحكية: «لسه خايبة فيها!!».

وغرقت الاثنتان فى الضحك.. وصمتت بديعة برهة ثم رفعت رأسها نحو تحية وهى تقول:

«ولا يهمك.. أنا حادق لك الصاجات!» ودق قلب تحية بعنف..

دق قلبها حتى كاد يتوقف.. فلم يحدث فى تاريخ بديعة كله، أن وقفت هذه الفنانة العظيمة صاحبة المدرسة التى اكتسحت مصر أيامها اكتساحا، لتدق الصاجات لواحدة ممن تخرجن فى أكاديميتها!!

وبالأمس.. بالأمس القريب جدا، كاد يتوقف قلب تحية، عندما وجدت أن عليها أن ترقص بدلا من بديعة.

هذه حكاية لا بد أن تروى وأن يتذكرها المرء.

قبل شهور من ذلك اليوم، كانت بديعة قد استأجرت واحدًا من أشهر مسارح مصر فى ذلك الوقت، وهو مسرح برنتانيا.

وكان المسرح يقع خلف صالة بديعة فى عماد الدين مباشرة، وكان يكفى أن تهدم الحائط فى ما بين المسرح والصالة، حتى تصبح الكواليس لكليهما.. ولم تستأجر بديعة هذا المسرح لتوسع نشاط الصالة، وهذا هو الغريب فى الأمر، بل لتقدم فيه عرضا فنيا صرفا، عرضا غنائيا راقصا متقنا.. وكان على البنات أن ينفذن من المسرح إلى الصالة، يقدمن هنا رقصة، وهناك رقصة، ولقد نظمت بديعة العمل فى المكانين دون أن ترهق الفتيات اللاتى كنّ يلمعن بسرعة شديدة ويصبحن نجمات لهن وزنهن وثمنهن.. وكان يوم افتتاح المسرح حافلًا.. حشدت بديعة للافتتاح كل ما لديها من إمكانيات، كانت تقدم تابلوهات راقصة وغنائية مع إبراهيم حمودة وفريد الأطرش، وكان هناك محمد فوزى وسامية جمال وفتحية شريف وثريا حلمى وإسماعيل ياسين، وعشرات من الأسماء التى أصبحت اليوم أسماء لها وزنها الكبير فى هذا النوع من الفن.. وانتاب الجميع ذلك الإحساس الغامر بالحماس والنشوة والسعادة، واستمرت البروفات شهرًا كاملًا استنفد فيه الجميع ما لديهم من إمكانيات، وغمرت شوارع القاهرة الإعلانات عن العرض الجديد.. كانت مصر تستقبل مع العالم نذر الحرب العالمية الثانية حقًّا، لكنها كانت قد غرقت تماما فى مضاربات بورصة القطن، وكراسى الحكم معًا، وأصبحت فى حاجة إلى مكان أوسع وأرحب.. وذات يوم عرض عليها أولاد جعفر أن تشترى كازينو أوبرا، وكان العرض سخيا، ذلك أن موقع كازينو أوبرا إلى الميدان موقع فريد، ولجأت إلى تحية:

«توحة.. تشاركينى؟!».

«أنا حارقص عندك بس، أنا ماليش دعوة بالفلوس!».

«تاخدى 25٪ من الكازينو!».

«ولا مليون فى المية!».

«طب أربعين فى المية!».

«لأ!!».

وهكذا فى حسم قررت تحية أن لا تدخل غمار المال، كانت المئات تجرى بين يديها بلا حساب، وما إن مضى عام واحد على هذا العرض حتى كانت تحية صاحبة لشركة سينمائية!».

كانت كاريوكا.. قد أصبحت كاريوكا.

التحرير المصرية في

18.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)